كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان قرطاج السينمائي:

تكريم السينما التركية وتذكر"النكبة

أمير العمري ـ بي بي سي- تونس

أيام قرطاج السينمائية

الدورة الثانية والعشرون

   
 
 
 
 

افتتحت في العاصمة التونسية مساء السبت 25 من الشهر الجاري، الدورة الثانية والعشرون من مهرجان قرطاج السينمائي، أعرق المهرجانات السينمائية في العالم العربي.

وكان فيلم الافتتاح "هي فوضى" آخر الأفلام التي أخرجها المخرج المصري الراحل يوسف شاهين (بالاشتراك مع خالد يوسف) في لفتة تحية إلى روح السينمائي الكبير الذي كان من الضيوف الدائمين على المهرجان، وحيث ظلت أفلامه تعرض بانتظام هناك، وسبق أن كرمه المهرجان ومنحه جائزة عن مجمل أعماله في السينما.

مهرجان قرطاج ينعقد كل عامين منذ عام 1966. وكانت تونس قد دشنت مهرجانها في وقت لم يكن هناك مهرجان دولي في اي دولة عربية، رغم أن تونس لن تكن قد عرفت بعد وجودا حقيقيا لإنتاج الأفلام الروائية الطويلة.

إلا أن الوضع الثقافي في تونس عرف منذ الأربعينيات، نشاطا كبيرا في مجال الثقافة السينمائية، فقد انتظمت في تونس حركة نشطة لنوادي السينما استوعبت نحو 40 ألف عضو، كما عرفت تونس جمعيات إنتاج وتصوير أفلام الهواة.

واختار مؤسسو المهرجان من البداية أن تكون مسابقته الرسمية التي تتنافس فيها الأفلام للحصول على جوائز الطانيت (الذهبي والفضي وغيرهما) مخصصة للأفلام العربية والإفريقية.

وكان لمهرجان قرطاج فضل تسليط الأضواء على الكثير من السينمائيين الأفارقة مثل المخرج الموريتاني ميد هوندو، وخروجهم بعد ذلك إلى العالم، كما كان له فضل اكتشاف الكثير من المواهب الحقيقية في السينما العربية مثل المخرج الجزائري مرزاق علواش مع فيلمه "عمر قتلته الرجولة"، والمخرج المغربي أحمد المعنوني بفيلمه "ألف يدي ويد".

المسابقة الرسمية

تشمل مسابقة المهرجان في دورته الحالية 18 فيلما من 4 دول افريقية و7 دول عربية.

من افريقيا هناك 4 أفلام هي "زيمابوي" للمخرج داريل رودت من جنوب افريقيا، و"الرأس الأخضر حبيبتي" لأنا راموس من الرأس الأخضر، و"تيزا" لهيلا جيريما من إثيوبيا، و"فارو.. جزيرة الماء" لصاليف تراوري من مالي.

وتشارك 3 أفلام تونسية جديدة في المسابقة هي "رحلة ممتعة" لخالد غربال، و"خُمسة" لكريم الدريدي، و"شطر محبة" للثوم برناز. وتونس هي الدولة الوحيدة التي تشارك بثلاثة أفلام.

وتشارك الجزائر ومصر والمغرب ولبنان وفلسطين بفيلمين لكل منهما، بينما يشارك الأردن بفيلم واحد.

وتغيب المشاركة السورية تماما عن المسابقة بل وعن كل برامج ومسابقات المهرجان باستثناء اشتراكها بفيلمين قصرين في مسابقة الأفلام (السينمائية) القصيرة.

من الأفلام الروائية الطويلة المشاركة في المسابقة الفيلم الجزائري "المنزل الأصفر" لعمور حجار، و"الحفل التنكري" تأليف وبطولة وإخراج ليس سالم.

ومن المغرب يشارك فيلم "القلوب المحترقة" لأحمد المعنوني، و"كل ما تريده لولا" لنبيل عيوش. وكان هذا الفيلم تحديدا قد منع من العرض في مهرجان الاسكندرية السينمائي بسبب ما يعتقد أن مسؤولين في المهرجان اعتبروا أنه "يقدم صورة مشوهة عن مصر".

ويشارك الفيلمان اللبنانيان "على الأرض السماء" لزين الدين شادي، و"دخان بلا نار" لسمير حبشي، كما يشارك فيلمان من فلسطين: "عيد ميلاد ليلى" لرشيد مشهراوي، و"ملح البحر" لآن ماري جاسر.

وتشارك مصر بفيلمين هما "جنينة الأسماك" ليسري نصر الله، و"عين شمس" لابراهيم البطوط. أما الفيلم الأردني فهو "كابتن أبو رائد" لأمين مطالقة.

لجنة تحكيم مسابقة الأفلام السينمائية الروائية تكونت من 7 أعضاء هما الممثل المصري عزت العلايلي من مصر رئيسا للجنة، والممثلة الجزائرية ياسمينا خضرا، والمخرج التونسي نوري بوزيد، والممثلة الفرنسية إيمانويل بيرت، والمغني السنغالي اسماعيل لو، والمخرجة كيتا رحمانو من النيجر، ومديرة متحف السينما بأمستردام ساندرا دن هامر (المديرة السابقة لمهرجان روتردام السينمائي.

تكريم بالزان

ويكرم المهرجان في دورته الثانية والعشرين المنتج الفرنسي الراحل أوبير بالزان الذي كان وراء انتاج عدد كبير من الأفلام التي أخرجها سينمائيون عرب مثل "الوداع يابونابرت" و"الاسكندرية نيويورك" و"المصير" ليوسف شاهين، و"مرسيدس" ليسري نصر الله من مصر، و"الرحلة الكبرى" لاسماعيل فروخي من المغرب، و"يد إلهية" لإيليا سليمان من فلسطين.

وسيعرض المهرجان تكريما له الأفلام السابق ذكرها أعلاه إضافة إلى ستة من الأفلام الفرنسية التي أنتجها.

مسابقة الأفلام القصيرة تضم ثمانية أفلام، 3 من تونس، و2 من سورية، وفيلما واحدا من كل من مصر والمغرب وجزر القمر.

مسابقة أفلام الفيديو

وهناك مسابقة أخرى خاصة بالأفلام الطويلة المصورة بكاميرا الفيديو (تسجيلية وروائية) تشمل 16 فيلما موزعة على النحو التالي: فيلمان من كل من تونس ومصر وفلسطين ولبنان والأردن، وفيلم واحد من كل من الجزائر والنيجر والمغرب والعراق والسنغال والكاميرون.

من مصر يشارك المخرج سعد هنداوي بفيلم "موضوع ممنوع"، والمخرج سمير عبد الله بفيلم "بعد الحرب دايما حرب".

ومن فلسطين تشارك المخرجة المعروفة مي مصري بفيلم "33 ساعة"، وتشارك المخرجة ميرسا جرجور بفيلم "الأرض بتتكلم عربي".

ويعرض المخرج العراقي قاسم عبد فيلمه الطويل (3 ساعات) "الحياة بعد السقوط" عن عراق ما بعد صدام، كما يعرض المخرج التونسي كريم سواقي فيلم "الصمت"، والمخرج أسعد أوصلاتي فيلمه "مذكرات امرأة".

تشكلت لجنة تحكيم مسابقة أفلام الفيديو من 5 شخصيات هي عالية أرصوغلي (مخرجة تسجيلية من فلسطين)، ودوريس هيجنز مديرة متحف سينما العالم في برلين، وفيلكس سامبا ديالي (مخرج سنغالي تسجيلي)، والمخرجة التسجيلية المصرية نادية كامل، والمخرج التونسي رضا الباهي.

ويعرض المهرجان ضمن قسم "أفلام العالم" 26 فيلما من الولايات المتحدة والصين وايران وروسيا وموزمبيق ونيجيريا والفليبين واليابان وايطاليا، منها أحدث أفلام وودي ألين "برشلونة فيكي كريستينا"، والفيلم الإيراني "أغنية العصافير" لمجيد مجيدي.

ويخصص المهرجان قسما خاصا للاحتفاء بالسينما التركية يعرض خلاله 14 فيلما تمثل تطور السينما التركية خلال السنوات من 2001 حتى 2008.

أفلام عن فلسطين

وبمناسبة مرور 60 عاما على ما أصبح يعرف بـ"النكبة الفلسطينية" يعرض ضمن قسم خاص به1ه المناتسبة 12 فيلما من الأفلام التي أخرجها سينمائيون من العرب والأوربيين عن القضية، ومنها فيلم عن "محمود درويش" من اخراج الفرنسية سيمون بيتون، وفيلم "فلسطين: تاريخ أرض" للمخرجة نفسها، كما يعرض فيلم "نكبة فلسطين 48" للمخرج الياباني رايوش هيروكاوا.

وإضافة إلى هذه البرامج هناك أيضا قسم مخصص للاحتفاء بالسينما الجزائرية، وقسما للعروض الخاصة (14 فيلما)، وقسما ثالثا للأفلام المحدودة التكاليف من افريقيا وايرلندا.

وأخيرا يخصص المهرجان قسما بعنوان "بانوراما السينما التونسية" تعرض خلاله 18 فيلما حديثا ما بين الأفلام الروائية السينمائية الطويلة وأفلام الفيديو والأفلام القصيرة.

موقع "BBC" في 27 أكتوبر 2008

 
 

«هي فوضى» يفتتح أيام قرطاج السينمائية

تونس ـ ضحى السعفي

حظي مهرجان قرطاج السينمائي في دورته ال22من العام الجاري بافتتاحية ضخمة ضمت العديد من النجوم والضيوف من مختلف دول العالم، عكس السنوات الماضية التي كان يكتفي الافتتاح فيها بمجرد لوحات استعراضية لم تكن يوماً على مستوى عراقة المهرجان وقيمته محلياً وعالمياً، كما امتاز بحسن التنظيم.

اللافت أن مديرة هذه الدورة درة بوشوشة نجحت في إسكات الأصوات التي شككت في نجاح إدارتها قبل بداية المهرجان، وانتقدت اختيارها لعرض حفل الافتتاح في المسرح البلدي الذي لم يخصص للتظاهرات السينمائية.الحفل حضره المخرج خالد يوسف برفقة خالد صالح ودرة زروق ويوسف الشريف للمشاركة في تقديم فيلم «هي فوضى» الذي عُرض في افتتاح الفعاليات التي انطلقت السبت الفائت، كما حضر الممثل خالد النبوي كضيف شرف هذه الدورة، بالإضافة إلى العديد من الوجوه السينمائية والتلفزيونية التونسية، فيما خطف أبطال مسلسل «مكتوب» الرمضاني الأضواء بمجرد وصولهم ووقوفهم على السجادة الحمراء، وقد نال هذا المسلسل إعجاب المشاهدين طوال الشهر الفضيل.

قدم الحفل الممثل التونسي ظافر العابدين برفقة إحدى الممثلات الإفريقيات، وانطلق الحفل بكلمة ألقاها وزير الثقافة والمحافظة على التراث د رؤوف الباسطي، بعدها عرضت مجموعة من الريبورتاجات القصيرة حول الشخصيات الراحلة التي كرمها المهرجان هذه السنة منهم المنتج التونسي بهاء الدين عطية، والمخرج المصري يوسف شاهين والمنتج الإفريقي عصمان سنبان.

بعدها قدمت الفنانة التونسية غالية أغنية افتتاحية بمرافقة آلة العود، ثم تم تقديم لجنة تحكيم المسابقة الرسمية على المسرح ويترأسها الأديب الجزائري يسمينه خضراء وتتكون من ستة أعضاء آخرين هم النوري بوزيد من تونس وإسماعيل لو من السنغال وعزت العلايلي من مصر وايمانويل بيار من فرنسا ورحمتو كايتا من النيجر وسندرا دان هامر من هولندا.

يتنافس في دورة مهرجان هذا العام ال22 أكثر من 150 فيلما من مختلف أنحاء العالم وتبلغ قيمة جائزة التانيت الذهبي (الجائزة الكبرى) وهي رمز المهرجان واسم آلهة فينيقية ترمز إلى التناسل والحصاد نحو 20 ألف دينار تونسي أي حوالي 18 ألف دولار أميركي.

يذكر أن مهرجان قرطاج السينمائي أعرق حدث سينمائي في أفريقيا والعالم العربي إذ تأسس عام 1966 ويقام كل عامين بالتناوب مع مهرجان قرطاج المسرحي.

البيان الإماراتية في 26 أكتوبر 2008

 

 

مهرجان قرطاج السينمائي يكرم رواد الفن السابع العرب

تونس ـ ضحى السعفي 

انطلقت مساء أمس فعاليات مهرجان قرطاج السينمائي الدولي في دورته الثانية والعشرين، بمشاركة 150 فيلماً من مختلف أنحاء العالم، ويكرم المهرجان عدداً من رواد الفن السابع في العالم العربي وهم: المنتج التونسي الراحل بهاء الدين عطية، والمخرجين الراحلين يوسف شاهين ورندة الشهال والمخرج يسري نصر الله، كما يكرم السينما الفلسطينية.

ويدير دفة التحكيم كل من الفنان المصري عزت العلايلي، والممثلة الجزائرية المخضرمة ياسمينة ريزا، والممثلة الفرنسية إيمانويل بيار، والممثلة النيجيرية كاتيا رحمانو، والمخرج التونسي نوري بوزيد. هذا ما أعلنته مديرة الدورة الحالية من المهرجان درة بوشوشة في مؤتمر صحافي عقدته قبل أيام ووزعت خلاله برنامج الدورة وتضمنت سهرة الافتتاح مفاجأة فنية للحضور، إذ استحضر القائمون على الحفل لوحات فنية معبرة تحاكي تاريخ هذا المهرجان العريق، كما عرض فيلم «هي فوضى» للمخرج يوسف شاهين في السهرة المميزة التي احتضنها المسرح البلدي في قلب العاصمة التونسية.

وفي السياق ذاته، عبرت الفنانة التونسية درة زروق عن استيائها من تجاهل إدارة المهرجان لها، مشيرة إلى أنها مثلت في ثلاثة أفلام مصرية مشاركة في هذه الدورة. وقالت لوسائل الإعلام التونسية: «إن إدارة المهرجان لم توجه لي أي دعوة للحضور كضيفة شرف للمهرجان، مع أن الدورة السابقة استضافت الممثلة هند صبري واختارتها من بين أعضاء لجنة التحكيم».

وردت مديرة الدورة درة بوشوشة على هذا الموضوع لدى سؤالها عن تبريرها لذلك بالقول: «إن درة زروق مثلت أدواراً صغيرة جداً في الأفلام المشاركة، حتى انها لم تترك أي انطباع لدى لجنة اختيار الأفلام المشاركة».

البيان الإماراتية في 26 أكتوبر 2008

 
 

دخان بلا نار:

مشروع لفيلم كبير ضاع في الدخان

أمير العمري ـ بي بي سي- تونس

يشارك في مسابقة الأفلام السينمائية في الدورة الثانية والعشرين لمهرجان قرطاج السينمائي فيلمان من لبنان أولهما فيلم "دخان بلا نار" (أو بيروت مدينة مفتوحة") للمخرج سمير حبشي.

وقد عرض الفيلم في اليوم الثاني للمهرجان واستقطب اهتماما كبيرا، بحضور مخرجه وممثله خالد النبوي.

وأول سؤال يتبادر إلى ذهنك وأنت تشاهد هذا الفيلم هو: إلى أين يقودنا هذا الفيلم الذي تتعاقب لقطاته ومشاهده أمامنا؟

تدور أحداث الفيلم كلها في لبنان وموضوعه هو ما يحدث في لبنان منذ سنوات، من قتل وقتل متبادل وتفجيرات واغتيالات وتصفيات وصراعات بين أجهزة المخابرات الدولية والعربية. لكن "المشكلة اللبنانية" رغم ذلك تائهة في الفيلم.

والسبب أن سيناريو الفيلم يفتقد إلى أهم عنصرين في كتابة السيناريو: الأول عنصر التركيز focusing في تناول الشخصية الرئيسية على الأقل، إن لم يكن باقي الشخصيات الأساسية في الفيلم.

والثاني: الاقتصاد في السرد، أي الاكتفاء بما هو ضروري وما يخدم الموضوع ويطوره، واستبعاد أي شطحات أخرى قد تشتت المتفرج، ولا تخدم الخيط الرئيسي للفيلم بل تبعدنا عنه، وتجعل هناك نوعا من الاستحالة في فهم ما يتعاقب من لقطات وصور على الشاشة.

موضوع الفيلم يدور حول مخرج سينمائي مصري (يقوم بالدور خالد النبوي) يذهب إلى بيروت لكي يكتب سيناريو فيلم روائي عن انتهاك الحريات في العالم العربي. وهناك يفترض أنه يتعرف على الوضع اللبناني.

ولكن ما هو الوضع اللبناني تحديدا الذي يتعرف عليه؟ هنا يكمن الخطأ الأول في الفيلم من حيث البناء أو طريقة السرد، وهو أننا لا نشاهد أحداث الفيلم من وجهة نظر البطل، بل إن معظم ما نراه من وقائع وأحداث: انفجارات، اغتيالات، مشاهد التعديد على الميت، التحكم القبلي والطابع العشائري للصراع، تصفية الحسابات بالسلاح، مطاردة العناصر الرافضة للوجود السوري في لبنان، تآمر أجهزة المخابرات، كل هذه الأحداث مصورة من وجهة نظر "مراقب موضوعي" للأحداث أي من عين المخرج وليس البطل، وبالتالي لا يصبح البطل صاحب العين المحايدة الذي يتفرج على على أن ينمو وعيه بما شاهده في نهاية الفيلم.

ثلاثة أشياء

أما ما يفعله البطل فليس أكثر من ثلاثة أشياء لا يبدو أنها تقنعنا بكونه محورا لأي أحداث، وبالتالي تجعل هناك استحالة لأن تأتي النهاية، أي نهاية الفيلم ونهاية البطل، على نحو ما جاءت عليه، وبما يتناقض تماما مع "علم المنطق السينمائي".

إن خالد أولا، يحمل كاميرا فيديو يصور بها أشياء كثيرة بعضها لا يبدو أن له أي قيمة، إلا إذا كان سيستخدمها في صنع فيلم تسجيلي مثلا.

وهو ثانيا: يكتب بانتظام سيناريو الفيلم الذي يعتزم إخراجه، على الورق ويعلقه على جدار الشقة التي يقيم فيها.. ولا ندري ما هي الحكمة في تعليق الأوراق بهذا الشكل إلا إذا كان الغرض أن يتوقف أمامه كل من يدخل إلى شقته ويتساءل في فضول ودهشة: ما هذا؟

الشئ الثالث الذي يمارسه البطل هو العلاقة الحسية المحسوبة ببرود مع صديقته "رنا"، في الوقت الذي يشتهي فيه "يُمنى" التي تحاول إغواءه بالفعل، ويتطلع إلى إقامة علاقة جسدية معها.

أما علاقة خالد بالواقع اللبناني وفهمه له رغم بقائه مدة طويلة نسبيا داخل هذا الواقع فلا تزيد عن معرفة أي شخص ظل في بلده مكتفيا بمشاهدة نشرات الأخبار في التليفزيون، ولم يتكبد مشقة الذهاب للعيش في بيروت لكتابة سيناريو عن القمع كما يصرح في بداية الفيلم.

خارج المنطق

وعندما نقول إن ما تنتهي إليه الشخصية مقطوع الصلة بما تبدو عليه هذه الشخصية طيلة الوقت، وأن هذا بالتالي خارج "المنطق السينمائي، فليس المقصود فرض رؤية أو "طريقة" معينة على المخرج، فمن حقه بكل تأكيد أن يسبح بخياله إلى أي آفاق يرغب، ولكن على شرط أن يكون مقنعا أولا، ومتسقا مع بنائه الفني نفسه ثانيا، فالمنطق إذن هو منطق داخلي، أي من داخل العمل نفسه وليس مفروضا من الخارج.

منطق الفيلم هنا أن "خالد" شخص برئ، لا يعرف الكثير، بل إنه لا يدري عندما يستجوبه رجال المخابرات (الذي يعمل لحساب السوريين) عن أي موكب يتحدثون، وعن أي اطلاق نار.

وعندما يلقى شخص ما مصرعه في انفجار قنبلة يدوية أراد أن يزرعها داخل سيارته بطريقة ما لكي تقيه شر لصوص السيارات، فتنفجر وتحرق السيارة، يكون كل ما يفعله خالد أن يسارع بالكاميرا لتصوير الحريق. ولا ندري بم سيفيده هذا في كتابة سيناريو فيلم روائي عن القمع.

هذه البراءة لا تجعله بأي منطق ينتهي موصوما بأشنع تهمة في العالم، أي تزعم تنظيم تابع لتنظيم القاعدة في لبنان يقوم باغتيال السياسيين، إلا إذا كان غرض صانع الفيلم يتلخص في التعريض بالمخابرات الأمريكية والسخرية منها بطريقة فكاهية. وكان هذا الجانب الفكاهي يستدعي على أي حال، بناء آخر مختلفا، ولغة أخرى شديدة الاختلاف سواء في الإخراج أم في الأداء.

هناك رغبة مؤكدة في تقديم صورة ساخرة للواقع اللبناني الذي غرق لسنوات، وربما لايزال، في لعبة القتل والقتل المضاد، وتصوير سيطرة الروح القبلية والنزوع الدموي للانتقام والعنف، وتدخل الكثير من الجهات الخارجية في الشأن الداخلي اللبناني.

سخرية ناقصة

إلا أن المشكلة أن المخرج سمير حبشي، بكل حسن نيته ودوافعه النبيلة لتقديم فيلم هجائي يستنكر ويدين ما يقع في لبنان، يعتمد كما أشرت، على سيناريو يفتقد التركيز، فبدلا من كشف المزيد من الوقائع والأحداث المرعبة، يتوقف طويلا عند مشاهد "فولكولورية" تمتلئ بالتعديد على الميت، ويمزج بين مشهد البكاء والنحيب على القتيل الذي فقدته الأسرة، ومشهد الولادة والمولود الجديد القادم إلى العالم.

بل يصبح هذا المزج أيضا حرفيا، بكل دلالاته المباشرة الفجة عندما نرى الأم ترفع مولودها في يديها تلوح به وتهتز يمنة ويسرة بينما تنوح على القتيل وسط قطيع من النساء النائحات!

ولا نفهم كيف يمكن أن ينتهي البرئ القادم من الخارج، أي المخرج السينمائي المصري خالد، متهما بالضلوع في تنظيم القاعدة وفي اغتيال شخصية كبيرة (قد تكون رفيق الحريري نفسه) وأن يقبض عليه ويساق إلى معتقل يمكن أن يكون جونتانامو مثلا!

وإذا كانت هذه سخرية هجائية من أجهزة المخابرات، التي يتهمها الفيلم بتلفيق اتهامات وهمية، فكيف يصورها في مشاهد عديدة وهي تمارس التعذيب المنهجي بغرض انتزاع الاعترافات.

أي اعترافات وهي تعرف أن المتهم برئ وأن اتهمة ملفقة، أم أن الغباء بلغ حد أنها يمكن أن تهتم بمراقبة وتعقب شخص مثل خالد يمضى معظم وقته إما في كتابة أوراق لا نعرف ما فيها، أو في اللهو مع حسناوات يتصارعن عليه!

وفي بناء مفكك كهذا، لا يمكنك أن تعرف ما إذا كان البطل الذي يخاطر بحياته من أجل كتابة سيناريو حقيقي صادق عن الواقع اللبناني، مشغولا بالفعل بمعرفة هذا الواقع، أم بالمغامرات النسائية والسهر في النوادي الليلية حيث تتمايل "الحسناء" سيرين عبد النور على الإيقاعات الراقصة، ويرقص هو معها مما يثير غيرة صديقته وغضبها وهجرها له، ثم عودتها، واستجابتها لنداء الغريزة معه، وما ينتج من متاهة ممتدة تبعدنا تماما عن موضوع الفيلم وقضيته وأجوائه.

ومع غياب الخيط القوي الذي يربط الأحداث والشخصيات معا، وغياب السيطرة على الإيقاع العام للفيلم، والوقوع في الاستطرادات والحشو الذي فشل المونتاج في التخلص منه، يصبح أداء خالد النبوي باردا، خاليا من الانفعالات حتى بعد أن يتعرض لأكثر من موقف صعب.

إن "دخان بلا نار" كان بلا شك مشروعا طموحا لفيلم كبير عن المأزق اللبناني، لكنه انتهى إلى مجموعة من المشاهد المتفرقة المفككة، وإلى مضمون يضيع، وسط دخان الغموض الذي يلف الموضوع.

موقع "BBC" في 28 أكتوبر 2008

 
 

"عيد ميلاد ليلى"

يثير الاعجاب فى مهرجان قرطاج

تونس – العرب أونلاين ـ وكالات: حالة الفوضى والانقسام التى يتخبط فيها الفلسطينييون تكاد لا تقل فى خطورتها عن اثار قصف الطائرات الاسرائيلية لبيوت الفلسطينيين.. هكذا يرى المخرج رشيد المشهراوى الصورة فى فيلمه "عيد ميلاد ليلى" الذى لاقى اقبالا جماهيريا كبيرا لدى عرضه لاول مرة بمهرجان ايام قرطاج السينمائية.

الفيلم عرض الليلة الماضية وسط حضور جماهير غفيرة تزاحمت من أجل ضمان مقعد داخل قاعة العرض.

كان الحاضرون ينتظرون أن يسمعوا أصوات قصف المدفعيات والطائرات الاسرائيلية وأن يشاهدوا صور الشرطة الاسرائلية وهى تنكل بالفلسطينيين على الحواجز والمعابر.. لكنهم لم يروا شيئا من كل هذا الذى تعودوا عليه فى العديد من الأفلام الفلسطينية.

ويؤدى الفنان محمد بكرى دور البطولة فى الفيلم الذى يستغرق 70 دقيقة وتدور وقائعه فى رام الله حيث يسعى "أبو ليلى" أن يفرض القانون الذى لا مكان له فى السيارة الأجرة الصغيرة التى يملكها.

يجابه أبو ليلى مواقف تنم عن فوضى واستهتار اذ تتواتر مشاهد مسلحين يجوبون الشوارع وآخرين يساندون حماس تارة وفتح تارة أخرى عملا بالمثل القائل "احنا مع اللى يعطينا".

حكايات صغيرة يرويها الفيلم تتغير كلما تغيرت هوية الراكب فهناك السجين السابق او زوجة الشهيد او العاشقان اللذان لا يجدان مكانا يلتقيان فيه افضل من السيارة الأجرة.. لكن كل هذه الحكايات الصغيرة تتفق فى حالة الفوضى والضياع والانقسام.

الفيلم نال اعجاب الحاضرين الذين قاطعوا العرض مرات عديدة بالتصفيق خصوصا اثناء مواقف من الكوميديا السوداء عرضها المخرج منتقدا اوضاعا داخلية.

ويحاول المشهرواى من خلال بطل الفيلم التأسيس لمنطق القانون بالداخل الفلسطينى ورص الصفوف بين الاشقاء وتوجيه السلاح باتجاه واحد هو العدو واستبدال الفوضى العارمة فى الداخل بنظام متكامل لمواجهة اسرائيل.

ويقول المشهرواى الذى حضر العرض برفقة محمد بكرى إنه من خلال هذا الفيلم الذى يصور قلب المدينة بعيدا عن الحواجز والجدار العازل حاول بث بعض الأمل بالقاء الضوء على عناصر أخرى لاستشراف مستقبل أفضل وإعطاء الجمهور فرصة ليرى كيف استطاع الإحتلال شق الفلسطينيين ايديولوجيا.

وحضر العرض عدد من النجوم من بينهم المغنية لطيفة العرفاوى التى قالت عقب العرض "جئت الى هنا لأدعم فلسطين وأدعم قضية كل العرب فى الذكرى الستين للنكبة".

واضافت "الفيلم أكثر من رائع ومعالجته متميزة واهنئ رشيد المشهراوى وأعلن دعمى لهذا الفيلم الذى اتوقع ان ينال جائزة بالمهرجان."

وعبر الجمهور عن اعجابه بالفيلم ودارت نقاشات بينهم بعد العرض.

وقالت متفرجة اسمها بركة العمارى "الأمر المميز اننا شاهدنا فيلما عن فلسطين فيه نوع من جلد الذات ونوع من الحكى المختلف عما ألفناه."

ويتنافس "عيد ميلاد ليلى" مع 17 فليما آخر ضمن المسابقة الرسمية للفوز بالتانيت الذهبى للمهرجان الذى سيختتم يوم السبت المقبل.

العرب أنلاين في 29 أكتوبر 2008

 
 

جنينة الأسماك" ليسري نصرالله في مهرجان قرطاج

أمير العمري ـ بي بي سي- تونس

من الأفلام التي تتسابق على جائزة التانيت الذهبي في الدورة الحالية لمهرجان قرطاج السينمائي الذي ينعقد في العاصمة التونسية، الفيلم المصري "جنينة الأسماك" للمخرج يسري نصرالله.

هذا الفيلم من نوعية الأفلام التي لا يمكنك أن تقول فيها رأيا مباشرا سريعا بعد أن تشاهده، فهو يسيطر عليك ويجعلك تسرح في تفكير وتأمل قد يستغرق منك وقتا قبل أن تكون قادرا على استدعائه مجددا من بين ثنايا ذاكرتك- البصرية والفكرية- لكي تعود بالاستمتاع به في خيالك الخاص.

يتلاعب يسري بالشكل في هذ الفيلم كما يحلو له، وكما لم يفعل في أي من أفلامه السابقة باستثناء العشرين دقيقة الأولى من فيلم "مرسيدس". فهو يحطم الزاوية التقليدية ذات القدسية الخاصة لدى المخرجين، التي ينظر منها المتفرج إلى الممثل ويخاطب بها الممثل الكاميرا حتى لو كان لا ينظر صوبها أو وهو يتخاطب مع ممثل آخر.

هنا يجعل يسري عددا من الممثلين في فيلمه، في الجزء الأخير من الفيلم، يوجهون حديثهم إلينا نحن الجمهور، في حين يمكن أن يتناقض حديثهم مع جوهر أحاسيسهم الحقيقية أو يبررون ما يفعلونه تبريرات ساذجة أو غير مقنعة مفضلين الاستمرار في ممارسة خداع الذات أو تبريرها.

هذا الأسلوب الذي يكسر الإيهام ليس جديدا بالطبع على السينما، وقد سبق أن استخدمه مثلا المخرج الإسرائيلي الشهير آموس جيتاي في فيلمه "إستر" (1986) ببراعة تامة من خلال لقطات طويلة مع كاميرا تتحرك باستمرار مع الممثل في الجزء الأخير من الفيلم.

أما يسري فقد وجد أن هذا الأسلوب ضروري لكي يجسد التناقض أو الشرخ الكامن داخل هذه الشخصيات، ويجعل حديثها عن نفسها أفضل تعليق على تناقضها وأزمتها.

التلاعب في الشكل

ولكن التلاعب في الشكل ليس فقط كسر الإيهام بالتمثيل أو تحطيم التمثيل من حيث هي فكرة أساسها عدم احساس الجمهور بأنك توجه له أي حديث مباشر من خلال الممثل، بل يتلاعب بالأسلوب وبالشكل في عموم فيلمه من بدايته إلى نهايته، من خلال طريقته في السرد التي لا تتبع خطا واحدا متصاعدا تدفع من خلاله الأحداث نحو ذروة تنفك بعدها العقدة وتصل إلى الحل.

وهو يرسم ببراعة ملامح الشخصيات بأقل قدر من التفاصيل ويستغني عن التمهيد والتقديم والشرح، بل يقتصد كثيرا بجمال وأناقة في لغة السرد كما في الزمن (ومعروف أن الاقتصاد هو أساس بلاغة السينما) ويصوغ التداخل بين الشخصيات وينتقل بينها في سلاسة ومتعة بايقاع يشبه ايقاع التانجو.

لاشك أن يسري نصر الله اشترك في رسم الشخصيات ووضع ملامحها في سياق سينمائي مع كاتب السيناريو ناصر عبد الرحمن الذي أصبح في السنوات القليلة الماضية القاسم المشترك الأعظم لعدد كبير من الأفلام المصرية الجيدة، بشرط أن يعرف المخرج بالطبع كيف يتعامل مع نصه السينمائي، ولا يشوهه بنزقه ومراهقته الدرامية والبصرية.

ولكن عن ماذا يدور الفيلم وماذا يحكي أو يتكلم أو يريد أن يقول لنا؟

هذه التساءؤلات التقليدية ليست هناك بالطبع "وصفة" خاصة سهلة يقدمها الناقد للجمهور، بل يتعين على جمهور مثل هذه الأفلام أن يبذل بعضا من الجهد، وان يعيد قراءة الفيلم في ذهنه ولكن بإحساسه وعقله وليس بعقله فقط، وأن يتخلص ولو إلى حين، من تأثير الدراما التليفزيونية السائدة التي تشرح وتمهد وتعلق وتلف وتدور وتمتد إلى ما لانهاية، تريد أن تفسر كل شئ، وتجعل شخوصها يقفون متراصين أمام الكاميرا، قد يتحدث بعضهم إلى البعض الآخر، ولكنهم في الحقيقة يوجهون الحديث للجمهور في شكل مواعظ وآهات وأنات وتعليقات مباشرة على الحدث.

اختلاف التلقي

إن "جنينية الأسماك" قد يختلف أيضا في معناه ومغزاه وما يقوله أو بالأحرى، يصوره، من شخص إلى آخر، حسب ثقافة كل منا واهتماماته وخبرته الذهنية ومخزونه البصري أيضا. إلا أنه في مستواه الأولي البسيط، يدورعن الزيف الذي يغلف حياتنا، ولكن من خلال اللفتة والهمسة والنظرات واللقاءات والافتراقات التي تكشف لنا مكنون الشخصيات وأزمتها.

وفيلم يسري من نوعية يمكن أن نطلق عليها "السينما الفنية الأرستقراطية" إذا جاز التعبير: سينما اللمحة، واللفتة والعبارة الموحية، والإيماءة، سينما استحالة التواصل بين البشر وانعدام الاحساس بالأمان، الداخلي قبل الخارجي، وربما بفعل القمع الخارجي الذي يضع الناس داخل صناديق زجاجية ويحاصرهم، ليس فقط بالنظرات مثلما نحاصر نحن أسماك حديقة الأسماك، بل بالهراوات وبالسياط والرصاصات ايضا إذا اقتضى الأمر.

والهدف ليس قمعهم في عين المكان فقط، بل ردع فكرة التمرد في داخلهم حتى قبل أن تتسع وتمتد.

دلالات الصورة والكلمة إذن تتخذ عند يسري معان أخرى، وتولد أفكارا أخرى وثيقة الصلة بثقافة يسري نفسه وبتكوينه السياسي والفكري، وأساسا السينمائي: مثقف يساري يحب كلا من فاسبندر وجان ماري- شتراوب الألمانيين، وكلاهما كان يساريا متمردا.

فاسبندر كان مولعا بالتأمل في ضحايا المجتمع بنوع من التعاطف الواضح مع جرعة لابأس بها من المشاعر في اطار ميلودراماته الرصينة. أما شتراوب فقد كان ماركسيا شكلانيا إذا جاز التعبير، يميل في لغته إلى اللقطات الطويلة الثابتة التي تبدو تلقائية، وإخفاء الكثير من الأحداث والدوافع لدى شخصياته. مرحلة الوعي

كان هذا اختيار يسري في الوقت الذي كان مثقفو اليسار مهووسين بجودار المختلف تماما، فالسياسة عند جودار تحولت في ذلك الوقت من أوائل السبعينيات (وقت بدايات النضج السياسي عند يسري) إلى نماذج تفتقد للديناميكية والجاذبية والإيقاع الخاص المستمد من الأوبرا والباليه. فقد صنع مثلا فيلمه القصير (45 دقيقة) "رسالة إلى جين" الذي تظهر فيه جين فوندا في لقطة فوتوغرافية ثابتة وهي تتطلع إلى جثث ضحايا القصف الأمريكي من الفيتناميين.

وكان جودار مدفوعا بدرجة أساسية بالأيدلوجية وحدها مع رغبة في "تدمير السينما" أي نفي نموذج السينما "البورجوازية" نفيا تاما، قد بدأ في إخراج "مقالاته" السينمائية. وقد تعاون مع الناشط السياسي وقتذاك جان بيير جوران، وشكل الإثنان معا وحدة سينمائية أطلقا عليها وحدة سينما دزيجا فيرتوف نسبة إلى الرائد السينمائي الروسي صاحب اسلوب الجريدة السينمائية، أول اتجاه صوب ما أصبح يعرف فيما بعد بـ (سينما الحقيقة).

وقال جودار وقتذاك إن هذه الوحدة بين ناشط سياسي لا يعرف السينما، وسينمائي لا يعرف كثيرا عن "المنهج السياسي"، مقصود منها أن يتعلم السينمائي (أي جودار) السياسة من الناشط، وأن يتعلم الناشط السينما من السينمائي.

أما يسري فقد آثر أن يتعلم السينما من يوسف شاهين مثلا، الذي كان مثله، سينمائي أرستقراطي محب للناس ومغرم بالغوص في مشاكل الناس حقا، لكنه يعبر عنها بلغة خاصة - أرستقراطية إذا جاز التعبير أو "فنية جدا". ولم يذهب يسري مثلا إلى صلاح أبو سيف الذي كان يعد من أكثر أبناء جيله اهتماما بالسياسة في السينما وبالبعد الاجتماعي الواقعي.

وربما بسبب أرستقراطية يسري أو لغته التي تبدو "أوروبية" في فيلم "جنينة الأسماك" وقع كل ذلك اللغط مع عدد من النقاد والصحفيين الذين قالوا إنهم لم يفهموا الفيلم رغم أنه في رأيي أكثر أفلام يسري وضوحا.

ولاشك أن جزءا من مشكلة الذين يقولون إنهم لا يفهمون بينما يفهون جيدا أفلاما أجنبية أكثر تعقيدا، هي أنهم يقبلون من الأوروبي ما لا يقبلونه من العربي، فمطلوب من العربي تقديم حكاية واضحة بسيطة بدعوى أن الجمهور محدود الثقافة.

موقع "BBC" في 29 أكتوبر 2008

 
 

جمهور «قرطاج» يتزاحم على «عيد ميلاد ليلى» 

المشهراوي: الاحتلال شق الفلسطينيين أيديولوجياً. تصوير: محمد حكيم

المصدر: تونس ــ رويترز

حالة الفوضى والانقسام التي يتخبط فيها الفلسطينييون تكاد لا تقل في خطورتها عن اثار قصف الطائرات الإسرائيلية لبيوت الفلسطينيين، هكذا يرى المخرج رشيد المشهراوي الصورة في فيلمه «عيد ميلاد ليلى» الذي لاقي اقبالا جماهيريا كبيرا لدى عرضه للمرة الأولى في مهرجان ايام قرطاج السينمائية.

وعرض الفيلم، أول من أمس، وسط حضور جماهير غفيرة تزاحمت من اجل ضمان مقعد داخل قاعة العرض. وهشم محتجون من الجمهور نوافذ التذاكر بقاعة المونديال لعدم تمكنهم من دخول القاعة، على الرغم من حملهم تذاكر. واستعان المنظمون بقوات الشرطة التي تدخلت لفض التجمهر. وبدأ الفيلم متأخرا ما يقارب نصف الساعة ليشد اهتمام الحاضرين الذين افترش اغلبهم الأرض. وكان الحاضرون ينتظرون ان يسمعوا اصوات قصف المدفعيات والطائرات الإسرائيلية، وان يشاهدوا صور الشرطة الإسرائيلية وهي تنكل بالفلسطينيين على الحواجز والمعابر.. لكنهم لم يروا شيئا من كل هذا الذي اعتادوه في أفلام فلسطينية عدة.

ويؤدي الفنان محمد بكري دور البطولة في الفيلم الذي يستغرق 70 دقيقة، وتدور وقائعه في رام الله حيث يسعى «ابو ليلى» ان يفرض القانون الذي لا مكان له في سيارة الاجرة الصغيرة التي يملكها. يجابه ابو ليلى مواقف تنم عن فوضى واستهتار، اذ تتواتر مشاهد مسلحين يجوبون الشوارع وآخرين يساندون «حماس» تارة، و«فتح» تارة أخرى عملا بالمثل القائل «احنا مع اللي يعطينا». حكايات صغيرة يرويها الفيلم تتغير كلما تغيرت هوية الراكب، فهناك السجين السابق او زوجة الشهيد او العاشقان اللذان لا يجدان مكانا يلتقيان فيه افضل من سيارة الاجرة.. لكن كل هذه الحكايات الصغيرة تتفق في حالة الفوضى والضياع والانقسام. الفيلم نال اعجاب الحاضرين الذين قاطعوا العرض مرات عدة بالتصفيق، خصوصا اثناء مواقف من الكوميديا السوداء عرضها المخرج منتقدا اوضاعا داخلية.

وقال المشهرواي الذي حضر العرض برفقة بكري «انه من خلال هذا الفيلم الذي يصور قلب المدينة، بعيداً عن الحواجز والجدار العازل حاول بثّ بعض الأمل بإلقاء الضوء على عناصر اخرى لاستشراف مستقبل افضل، واعطاء الجمهور فرصة ليرى كيف استطاع الاحتلال شق الفلسطينيين ايديولوجيا.

وحضر العرض عدد من النجوم، من بينهم المغنية لطيفة العرفاوي التي قالت «جئت الى هنا لأدعم فلسطين، وادعم قضية كل العرب في الذكرى الـ60 للنكبة». واضافت «الفيلم أكثر من رائع ومعالجته متميزة واهنئ رشيد المشهراوي، وأعلن دعمي لهذا الفيلم الذي اتوقع ان ينال جائزة في المهرجان». وعبر الجمهور عن اعجابه بالفيلم ودارت نقاشات بينهم بعد العرض، وقالت متفرجة اسمها بركة العماري «الأمر المميز اننا شاهدنا فيلما عن فلسطين فيه نوع من جلد الذات ونوع من الحكي المختلف عما ألفناه»، ويتنافس «عيد ميلاد ليلى» مع 17 فليما آخر ضمن المسابقة الرسمية للفوز بجائزة «التانيت الذهبي» للمهرجان الذي سيختتم يوم السبت المقبل.

الإمارات اليوم في 30 أكتوبر 2008

 
 

'المهن المتواضعة لا تعني بالضرورة ادوارا صغيرة'

جمهور قرطاج السينمائي يتزاحم على 'كابتن ابو رائد'

المخرج أمين مطالقة يثير اهتمام المشاهدين في فيلم يعالج هموم الشارع الاردني وقضاياه.

تونس - اثار فيلم "كابتن ابو رائد" للمخرج الاردني امين مطالقة الذي يمثل بلده للمرة الاولى في المسابقة الرسمية لايام قرطاج السينمائية اهتمام الجمهور الذي اقبل باعداد غفيرة الخميس على مشاهدته.

وشهدت قاعة المونديال المخصصة لعروض المسابقة الرسمية للمهرجان موجة من التصفيق الحار في نهاية عرض الفيلم وهو باكورة الاعمال السينمائية الطويلة للمخرج الاردني المقيم في الولايات المتحدة.

ويتطرق الفيلم الى هموم الشارع الاردني وقضاياه مركزا على مشكلة سوء معاملة الاطفال وانقطاعهم المبكر عن الدراسة لاسباب اجتماعية واقتصادية والعنف الاسري وما يخلفه من انعكاسات سلبية على الاطفال.

ويروي الفيلم قصة عامل نظافة عجوز في مطار عمان الدولي يدعى "ابو رائد" يجد ذات يوم قبعة طيار ملقاة في سلة المهملات فيرتديها وهو عائد الى منزله في حي شعبي فقير فيعتقد اطفال حارته بانه يعمل طيارا فيطلبون منه ان يقص عليهم مغامراته في العالم.

وينجح ابو رائد في شد اهتمام الاطفال مستلهما حكاياته من الكتب القديمة التي يطالعها باستمرار والتي تحتل ركنا هاما في بيته المتواضع.

كما يتمكن العجوز الذي يعيش وحيدا من التاثير على الاطفال في اغلب التصرفات والمواقف التي يتعرضون اليها بفضل تضحياته وطيبته ومساعدته الدائمة لهم ما يكلفه في نهاية الفيلم حياته حين يقرر تخليص جارته وولديها من تصرفات زوجها المشينة.

والفيلم من انتاج شركة "افلام ورقة وقلم" وقد بداه المخرج قبل عامين ونصف ويؤدي دور البطولة فيه الممثل نديم صوالحة والمذيعة التلفزيونية الاردنية رنا سلطان.

وقال صوالحة الوجه السينمائي المعروف في نهاية العرض "المغزى الاساسي من الفيلم هو تغيير عقلية بعض الاشخاص الذين لا يتوقعون بان يكون لعامل نظافة بسيط كل هذه القدرة على التاثير في حياة الناس لاسيما الاطفال الذين هم عماد المستقبل".

واوضح الممثل الاردني الذي يحمل الجنسية البريطانية ان بلده "شهد منذ فترة جيل جديد من السينمائيين الذين وضعوا حجر الاساس وفتحوا الطريق لسينما اردنية واعدة بعد ان كان الانتاج الابداعي ينحصر في مجالي المسرح والتلفزيون".

ورات الناقدة التونسية حياة السايب ان المخرج "شخص اوضاعا انسانية صعبة وتراجيدية بكثير من الحرفية".

واشاد السينمائي لسعد الجموسي عضو الجامعة التونسية للنقد السينمائي ببطل الفيلم "الذي توفق من خلال قسمات وجهه وتعابير جسده وسكونه وكلامه في تبليغ رسالة الفيلم (...) الامل والمستقبل احسن تبليغ".

والفيلم حائز على جائزتي افضل ممثل وممثلة في مهرجان دبي السينمائي الدولي ومهرجان نيوبروت للافلام في كاليفورنيا الاميركية.

كما لفت الانظار في مهرجان الشرق الاوسط السينمائي الدولي في ابو ظبي الذي كرمه هذا العام.

كذلك اختارت مجلة "فارايتي" الاميركية امين مطالقة (32 عاما) "شخصية عام 2008" لافضل مخرج في بلدان الشرق الاوسط.

ومن المتوقع ان يمثل "كابتن ابو رائد" الاردن في هوليوود عاصمة السينما العالمية في شباط/فبراير 2009.

ودرس المخرج الاردني السينما في لوس انجليس وفي رصيده 25 فيلما قصيرا. وهو بصدد كتابة نص لفيلم كوميدي أميركي واخراج فيلم ياباني يتكون من 7 أفلام قصيرة بالأبيض والأسود.

وتشارك الاردن بثلاثة افلام وثائقية طويلة وقصيرة اخرى ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان الذي يتنافس خلاله 54 فيلما من 18 دولة عربية وافريقية للفوز "بالتانيت" الذهبية وتبلغ قيمتها 20 الف دولار.

ميدل إيست أنلاين في 30 أكتوبر 2008

 
 

ريم علي ضجّة في «قرطاج»

لم تكد تنطلق «أيام قرطاج السينمائية» حتى علت الضجّة، وتسربت رائحة الفضيحة! أولى ضحايا المهرجان التونسي العريق كانت المخرجة السورية ريم علي. فقد قدّمت الأخيرة أمس احتجاجاً نقلته وكالات الأنباء، بسبب اختفاء شريطها «زبد» (42 دقيقة) من البرنامج. كان قد أُعلن رسميّاً عرضُ الفيلم يوم الثلاثاء في قاعة الفن الرابع وسط العاصمة التونسية، في إطار مسابقة قسم الفيديو، لكنّ الجمهور فوجئ ببرمجة عمل آخر في مكانه. الفيلم الذي أزعج على ما يبدو إدارة المهرجان، يتناول العلاقة بين سجينة شيوعية سابقة وأخيها الذي يعاني فصاماً في الشخصية. وعلى خلفية هذه العلاقة، تقدم المخرجة الشابة جوانب من الواقع الاجتماعي في سوريا، وتقف عند تفاصيل الحياة اليومية للسجينة السابقة التي تختار في نهاية المطاف الهجرة. لكن ذكرياتها وروابطها الأسرية وماضيها تظل تلاحقها وتمنعها من السفر. و«زبد» باكورة أعمال الممثلة السورية الشابة التي تشارك لأول مرة في «أيام قرطاج».

ردّت إدارة المهرجان طبعاً على ريم علي، نافية أن يكون الفيلم قد تعرّض للمنع. وصرّح هشام بن عمار لـ«وكالة الأنباء الفرنسيّة»، بأنّ الشريط «أُجِّل عرضه حتى السبت، آخر أيام المهرجان، على أن يُعرض مرة ثانية لاحقاً». لكنّ المشرف على تظاهرة الفيديو التي تقام تحت عنوان «الالتزام بالقضايا الراهنة والمواطنة والهوية»، لم يقدّم أي تبرير مقنع لهذا التأجيل المفاجئ في اللحظات الأخيرة... وتشارك سوريا أيضاً في الدورة الثانية والعشرين من المهرجان التونسي الذي بدأ في 25 الجاري، بفيلمين قصيرين هما «مونولوغ» لجود سعيد (عرض في «أيام بيروت السينمائيّة» قبل أسبوع)، و«شمس صغيرة» لألفوز تنجور. وتجدر الإشارة إلى أن بلد محمد ملص وعمر أميرالاي وأسامة محمد، غائب هذا العام عن المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة، وذلك للمرّة الأولى منذ تأسيس «أيام قرطاج السينمائية» في عام 1966.

الأخبار اللبنانية في 30 أكتوبر 2008

 
 

اقبال غير مألوف على عروض أيام قرطاج السينمائية في تونس

تونس ـ (رويترز) ـ من طارق عمارة: يتدافع العشرات امام قاعة سينما المونديال بالعاصمة للفوز بمقعد ومشاهدة عرض سينمائي في مشهد يبدو فوضويا للغاية لم ينته الا بتدخل الشرطة ودخول المحتجين للقاعة وافترشوا الارض.

هذا المشهد لايتكرر الا اسبوعا واحدا كل عامين حين تقام أيام قرطاج السينمائية.

كل القاعات التي تعرض فيها افلام ضمن المسابقة الرسمية واخرى وثائقية وقصيرة تتشابه من حيث الاقبال الجماهيري الذي لم تتعود عليه قاعات السينما الراكدة باقي ايام العام.

ويقول البعض تندرا انهم يدركون حين يرون تجمهرا وتزاحما هنا وهنا في الطرق المحاذية للشارع الرئيسي بالعاصمة ان ايام قرطاج السينمائية قد انطلقت.

افتتح مهرجان أيام قرطاج السينمائية وهو أعرق مهرجان عربي وافريقي يوم السبت الماضي بعرض فيلم 'هي فوضى' للمخرج المصري الراحل يوسف شاهين ويختتم يوم السبت المقبل ويتم حينها منح الجائزة الاولى للمهرجان المعروفة باسم التانيت الذهبي لافضل فيلم مشارك.

وقال حاتم بوريال وهو مسؤول بالدورة 22 للمهرجان لرويترز 'يمكن تفسير هذا الاقبال الجماهيري بنوعية الافلام المعروضة خلال المهرجان وهو أمر جيد يعبر عن عقلية التونسي الذي يعشق السينما المتميزة'.

وغصت كل القاعات التي تعرض افلام ضمن المهرجان وعددها عشرة بجمهور تدفق لمشاهدة افلام ومناقشتها مع النجوم الحاضرين. لكن ذروة الاقبال كانت هذا العام بقاعة المونديال والريو التي احتضنت الافلام المشاركة ضمن المسابقة الرسمية.

وخلال عرض فيلم 'المشروع' لمحمد علي النهدي من تونس بقاعة الفن الرابع بشارع باريس اضطر المنظمون الى تأخير العرض بنحو نصف ساعة تفاديا لحصول تدافع قد يؤدي الى سقوط ضحايا.

وأدى تدافع شبان في حفل ستار اكاديمي لبنان العام الماضي بمسرح بصفاقس جنوبي العاصمة إلى مقتل 7 اشخاص وجرح العشرات.

وقال شابة تدعى دعاء البحري انزوت تتفرج على ما يحدث في استغراب وبيدها تذكرة لرويترز 'للمرة الثانية اقتطع تذكرة ولا أجد لي مكان لا داخل القاعة ولا حتى بين المتدافعين.. هذا أمر لا أفهمه'.

غير أنها أضافت مستدركة 'أعتقد ان هذا الامر علامة صحية فهنا الناس يتدافعون لمشاهدة فيلم فلسطيني يبدو انه جاد وليس لاجل عيون شاب لايصلح للغناء مثلا'.

واقترح الناقد السينمائي العربي السنوسي في مقال بجريدة الصحافة ان تعرض القاعات سينما ثقافية خلال باقي فترات العام وان تغامر بالبحث عن سينما غير متداولة ومتفردة لعلها تخرج من حالة الاختناق التي تتخبط فيها.

ويبدو ان سعر التذاكر المنخفض والذي حددته وزارة الثقافة والمحافظة على التراث بسعر لا يتجاوز دينارا واحدا (0.7 دولار) قد زاد من حدة الاقبال.

واحتج الليلة الماضية امام سينما المونديال العشرات مما يحملون تذاكر ولم يتمكنوا من الدخول..وهشم بعضهم بلور نوافذ قبل ان تتدخل الشرطة وتعيد الهدوء للمكان.

وتقلص عدد قاعات السينما بتونس الى نحو 20 قاعة فقط مقارنة بأكثر من نحو مئة قاعة خلال العقود الماضية بعد ان اضطر العديد من أصحاب القاعات لإغلاقها نتيجة الافلاس والخسارة الفادحة التي يتكبدونها.

لكن الامر مختلف تماما خلال هذه الايام فالقاعات التي كانت تستجدي المشاهدين وتدلل نزرا قليلا ممن يرتادونها وتسمح لهم بممنوعات مثل التدخين لم تعد تتسع لهم.

وقالت درة بوشوشة مديرة الدورة الحالية للصحفيين الذين لم يتمكن عدد كبير منهم من دخول قاعات 'نأمل ان نرى الاقبال نفسه يوم الاثنين المقبل اي بعد انتهاء المهرجان'.

وقال يوسف الشريف أحد ابطال فليم'هي فوضى' لرويترز 'بصراحة أنا معجب جدا بالاجواء التي وجدتها في تونس..اشعر ان الناس متلهفون للسينما ويدركون أهمية الابداعات المعروضة بالمهرجان'.

واضاف 'المهرجان مفعم بالحياة لذلك اعتقد انه لا يمكن لمهرجانات حديثة ان تخطف منه الاضواء' في اشارة الى مهرجان ابو ظبي للسينما ومهرجان مراكش السينمائي.

وتستقبل تونس خلال ايام المهرجان مئات الصحفيين والضيوف من نجوم السينما. ويضفي عليها الايام لونا مميزا حيث تطغى لغة السينما على باقي اللغات.

القدس العربي في 30 أكتوبر 2008

 
 

التوجهات والتصورات المعتمدة فى الانتاج السينمائي

"آفاق متعددة لسينما رقمية" فى مهرجان قرطاج

تونس – العرب اونلاين – وكالات: أفرزت التكنولوجيات الرقمية أنماطا جديدة من الإنتاج فى مختلف المجالات وخاصة المتعلق منها بصناعة السينما حيث فتحت هذه التقنية المتطورة أفاقا أرحب واثرى امام المخرجين والمبدعين السينمائيين لإضفاء مزيد من الجمالية سواء كان ذلك على مستوى الشكل او المضمون.

وفى سياق متصل انعقد الاربعاء بتونس العاصمة لقاء فى اطار الدورة 22 لايام قرطاج السينمائية بعنوان "افاق متعددة لسينما رقمية" يهدف الى فتح حوار حول التوجهات والتصورات المعتمدة اليوم فى الانتاج السينمائى قصد رصد التحولات التى يشهدها القطاع واستشراف افاقه.

وشارك فى هذا اللقاء الذى يتواصل يومين عدد من الفاعلين فى الحقل السينمائى ومن الاساتذة الجامعيين الذين يتناولون بالدرس مسائل تهم "حاضر وافاق اسلوب الانتاج التقليدى للاشرطة من عيار 53 مم" و"الاشرطة ذات الميزانية المحدودة واليات الانتاج الجديدة التى افرزتها التكنولوجيات الرقمية" و" مدى اسهام نمط الانتاج الجديد فى ارساء جمالية مختلفة ".

كما يتحاورن حول كيفية رفع تحدى الرقمنة واستمرار صناعة السينما فى عصر اصبحت فيه الافلام الكلاسيكية مكلفة ماديا وفى هذا الصدد ربط الناقد السينمائى والباحث الجامعى التونسى الطاهرالشيخاوى هذه المسالة بالنظام الاقتصادى العالمى الراهن الذى حد من عملية الرقمنة فى مجال السينما وجعلها لا تنتشر بصورة كبيرة فى كل البلدان حيث لا زالت تعرض الافلام بالعيار التقليدى "53 مم".

ومن جهته افاد كاتب السيناريو غاستون كابورى من بوركينا فاسو ان انتاج الافلام بالطريقة الرقمية باهظ الثمن ويتطلب تمويلا كبيرا سواء عن طريق الدولة او من مصادر اخرى موضحا بان التصوير الرقمى يحتم تواجد المخرج فى كل مراحل الانتاج كما انه يفسح مجالا ارحب لجمالية الصورة.

اما المنتج غابرييال خورى من مصر فقد بين ان امكانيات التقنية الرقمية تفوق الخيال لكن صناع السينما لا يستطعون انتظار المساهمات التى يمكن ان تدوم لسنوات طويلة لانتاج فيلم رقمى يستجيب لمتطلبات المرحلة الحالية.

وبدوره اشار المنتج التونسى نجيب عياد الى ان تكلفة الانتاج الرقمى باهضة وانه بالامكان الضغط على تكلفة الفيلم خاصة وان التصوير الرقمى لا يستدعى كثرة العاملين مبرزة اهمية التركيز على جودة الانتاج قبل التفكير فى مضاعفته حتى لا يفقد العمل السينمائى جانبه الجمالى والابداعي.

العرب أنلاين في 30 أكتوبر 2008

 

الدورة 22 لايام قرطاج السينمائية

"خمسة" ثالث الافلام التونسية الطويلة فى المسابقة الرسمية لمهرجان قرطاج 

تونس – العرب اونلاين: اختار المخرج التونسى كريم الدريدى ظاهرة الطفولة المضطهدة اجتماعيا كموضوع لفيلمه"خمسة" الذى يشارك به فى المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة للدورة 22 لايام قرطاج السينمائية الى جانب الفيلمين التونسيين "سفرة يا محلاها" لخالد غربال و"شطر محبة" لكلثوم برناز.

وقد تابع مساء الاربعاء رواد الدورة بقاعة المونديال بالعاصمة العرض الاول للفيلم فى اطار هذه المسابقة والذى يروى قصة ماركو شاب 11 ربيعا المقيم فى احد الاحياء الجنوبية لمدينة مرسيليا الفرنسية لدى عائلة حاضنة بقرار من قاضى الطفولة حماية له من حالة التشرد والفقر التى كان يحياها فى مخيمه الغجري.

غير ان ماركو يرفض هذه الحياة الجديدة ويهرب ليعود الى مخيمه حيث لا قيود عليه وليمارس طفولته بطريقته مع ابن عمه القزم وطفل عربى من الاحياء المجاورة.

ويصور الفيلم بهذا التلاقى بين الجنسيات يوميات فئة من الطفولة المقيمة فى احياء مرسيليا الفقيرة واشتراكها فى نفس المصير المظلم عادة.

وابرز المخرج من خلال "خامسة" تلك الخمسة التى يضعها ماركو فى رقبته ظنا منه بانها ستحميه من كل الاخطار غياب العدالة الاجتماعية من خلال تصوير حياة فئتين مختلفتين من الطفولة تعيشان فى نفس المدينة ليحيلنا بذلك الى جملة من الظواهر الاجتماعية كالميز العنصرى وانتهاكات حقوق الانسان.

ورغم ان الفيلم كان عنيفا فى اختيار بعض المشاهد التى تصور انغماس هذه الفئة فى تصرفات لا تتماشى وسنها مثل احتساء الخمرة على مرأى من الابوين الا انه عكس جانبا اخر من هذه الطفولة الضائعة وهو القوة التى بداخلها لمغالبة الحياة المفروضة عليها وتلك الرومانسية اللذيذة المجسدة من خلال مشهد يجمع ماركو بفاطمة تلك الفتاة الصغيرة.

كريم الدريدى الذى جمع بين الدراما والكوميديا فى هذا العمل اكد ان الفيلم ينطلق من مشاهد واقعية تابعها بنفسه لمدة اشهر فى حى مجاور لذلك الذى صور فيه فيلمه وهو ما جعل "خامسة"صادقا يصور من دون رموز حياة طفولة تتمسك بحقها فى الحياة رغم رفض المجتمع لها.

العرب أنلاين في 30 أكتوبر 2008

المصرية في

04.10.2008

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)