كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

معالجة درامية مثيرة للجدل لحياة مثيرة لجدل اكثر

ممدوح الاطرش: شاهدتم أسمهان ثانية

دمشق - من لمى طيارة  

دراما رمضان

2008

   
 
 
 
 

سيرة أميرة وصلت الى حافة التسول وذروة المجد، وامرأة قررت اهانة الرجال وإلقائهم فوق عتبة بيتها.

يعتبر ممدوح الأطرش أن لأسمهان دور فني وقيمة كبيرة في محيطها، وان أغنياتها وأشرطتها مازالت تمثل مصدرا للخيال العربي، وللحلم العربي، وانه بالرغم من مرور قرابة قرن على موتها الغامض فأن أكاديميات الموسيقى العربية ومعاهدها، مازالت تكتشف خصائص جديدة لهذه المغنية " اللغز".

وقال الاطرش في تصريحات على خلفية عرض المسلسل الذي يحمل اسم المطربة الراحلة "عاشت اسمهان حياتها على حواف المتناقضات، بحيث وازت سيرتها الذاتية في أهميتها وانشغال الناس بها، ما لأغانيها من أهمية، حتى باتت جزءا من الخيال الروائي للكثير من المؤرخين الهواة والموثقين."

واضاف "سيرتها تحمل مفارقات ربما سيكون القدر، أكثر شراكة فيها من الإرادة الإنسانية، نظرا لولادتها في سفينة تعبر المتوسط، كبداية للخطوة الأولى في رحلة شقاءها الإنساني نهاية بموتها غرقا في نهر النيل، وما بين توقعات مختلفة بعضها يحيله إلى الاغتيال السياسي، وآخر يحيله الى الانتقام الشخصي، فأن موتها يمثل ذروة التراجيديا بكل معانيها، وبكل خصائصها."

ووصف الاطرش حياة اسمهان بسيرة أميرة، ولكنها وصلت إلى حافة التسول، كما الى ذروة المجد،" أميرة مازال الكثير من المؤرخين منشغلين بسؤال عنها: هل هي من بنات الهوى؟ أم أنها المرأة التي قررت أهانه الرجال وإلقائهم فوق عتبة بيتها؟"

أما عن رأيه في العمل الدرامي أسمهان والذي يحمل اسمه كمؤلف فأنه يؤكد اعتراضه الشديد على النص الذي تم تحريفه من قبل الجهة المنتجة.

واضاف انه وعائلته يستنكرون كل ما جاء في هذا العمل جملة وتفصيلا، وانه "شخصيا سيقوم بمقاضاة الجهات الإنتاجية والمحطات التي تعرض العمل دون موافقته بالرغم من توجيه إنذارات متكررة لإيقافه".

وأكد ان أسمهان لم تكن كما صورها المسلسل قطعا, معلنا "براءته من هذا العمل ومطالبا الجهات الإنتاجية والمحطات الفضائية التي تبثه بشطب اسمه عنه كمؤلف ومشرف عليه".

ومن المقرر ان تبدأ قناة ابوظبي عرض المسلسل تزامنا مع اول ايام عيد الفطر المبارك بعد ان واجه المسلسل مشاكل في عرضه على القنوات الفضائية الكبرى اثناء شهر رمضان المبارك.

ميدل إيست أنلاين في 25 سبتمبر 2008

 

من خادمة الى سيدة اعمال ومن صحفي مغمور الى رئيس تحرير في 30 حلقة

الدراما المصرية محجوزة للمهمشين

القاهرة - من رياض ابو عواد

قضايا الفقراء واطفال الشوارع تغزو الدراما التلفزيونية الرمضانية على حساب دراما القصور والسيارات الفارهة.

تراجعت القصور والسيارات الفارهة للمرة الاولى في عدد من المسلسلات المصرية التي غزاها المهمشون واطفال الشوارع بعد النجاح الكبير الذي حققه عدد من الافلام السينمائية التي ركزت على هذا القطاع من المجتمع.

وركزت ثلاثة مسلسلات تعرضها الشاشات العربية خلال شهر رمضان على المهمشين وجعلت منهم المحرك الاساسي للاحداث في حين تعرضت مسلسلات اخرى لقطاعات من مجتمعاتهم.

ويؤكد الناقد سيد محمود ان "النجاح الكبير الذي حققه الفيلم التسجيلي 'البنات دول' لتهاني راشد عالميا وافلام 'هي فوضى' ليوسف شاهين وخالد يوسف و'حين ميسرة' لخالد يوسف وقفت وراء اتجاه الدراما الى الاهتمام بالمهمشين واطفال الشوارع في المسلسلات الرمضانية هذا العام".

ومن اهم هذه المسلسلات التي تفوقت في كتابة السيناريو اول مسلسل تلفزيوني يكتبه كاتب السيناريو بلال فضل "هيمة ايام الضحك والدموع" من اخراج جمال عبد الحميد.

ورأى الناقد اشرف بيومي في هذا العمل "مسلسلا متميزا من حيث الكتابة قدم خلاله بلال فضل اسقاطات اجتماعية متعددة بينها اوضاع المناطق الشعبية في جزيرة الوراق ومواجهة اهلها مع رجال الاعمال الذين يحاولون الاستيلاء عليها في اعادة للواقع الذي تعرضت له جزيرة الدهب قبل بضعة اعوام".

وفي الوقت نفسه تعرض المسلسل لموضوع بطالة الشباب واحالة الموظفين على المعاش المبكر والمآسي الاجتماعية بعد عمليات الخصخصة وبيع شركات القطاع العام والفساد الحكومي الى جانب الاحباطات التي يتعرض لها جيل الشباب والعلاقات العاطفية بين الشباب والفتيات.

واعتبر بيومي ان "المسلسل كان يمكن له ان يكون من افضل المسلسلات لولا هبوط اداء بعض شخصياته الرئيسية مثل عبلة كامل وداليا ابراهيم واسامة عباس مما قلل من تميز اداء ابطال المسلسل احمد رزق وحسن حسني".

من جانبه يصور المسلسل الثاني "بنت من الزمن ده" لسامي محمد علي وتأليف محمد الغيطي عالم الشارع الخلفي للمدينة حيث تعيش بطلة المسلسل بائعة الفل (داليا البحيري) بالقرب من شارات المرور.

ويصور المسلسل من خلال بائعة الفل هذه عالم الشباب والاطفال الذين يعيشون فيه تحت مستوى الفقر.

ويصور العالم العدواني الذي تعيشه هذه الفئة من المجتمع المصري التي تبنت ايضا "عددا من البلطجية الذي يفرضون انفسهم بالقوة على اقتسام لقمة العيش مع المتسولين وبائعي المناديل الورقية والورد كما تظهر في المسلسل من خلال شخصية باسم السمرة البلطجي المهيمن على مقدرات الحارة"، حسب الناقد عادل عباس.

اما المسلسل الثالث "قلب ميت" لمجدي ابو عميرة وتأليف احمد عبد الفتاح فالى جانب تصويره واقع الطبقات المسحوقة في المجتمع المصري التي تسعى لتحسين اوضاعها دون جدوى في مواجهة واقع قاس لا يتيح فرصة امام الشباب في فتح بوابة امل، فانه يستند الى الاثارة في ظل محاولة البطل ايجاد فسحة امل ولو بالقوة له للعيش بكرامة.

لكن بيومي يرى ان المسلسل يحتوي عددا من "الهفوات الفنية الناتجة عن الاداء واختيار فنانين يتجاوز عمرهم العمر المفترض لهم في المسلسل مثل البطل شريف منير الذي يفترض انه في الثلاثينات بينما تجاوز في عمره الخمسين والمبالغات في اداء جمال اسماعيل في دور الاب".

هذه المسلسلات الثلاث ارتكزت بشكل رئيسي على عالم المهمشين في حين ركزت مسلسلات اخرى على قطاعات من هذه الفئة مثل "في يد امينة" للمخرج الاردني محمد عزيزية وبطولة يسرا التي تقوم باداء دور صحافية.

اما مسلسل "بعد الفراق" لشيرين عادل وبطولة خالد صالح الى جانب هند صبري في اول ظهور لها على الشاشة الصغيرة، فيصور انتقالهما الطبقي في اطار نمطي في الدراما المصرية.

فهند تنتقل بقفزة درامية غير عقلانية من خادمة الى سيدة اعمال في حين يقفز خالد صالح من صحافي صغير الى رئيس تحرير صحيفة متميزا على اقرانه في المهنة.

ميدل إيست أنلاين في 25 سبتمبر 2008

 
 

صورة لعراق قريب

انتعاش سوق الدراما العراقية!

بقلم: د. محمد فلحي

'الباشا' يعيد كتابة تاريخ لم يكتمل بعد، بعيدا عن المبالغة أو المدح أو القدح.

أصبح شهر رمضان المبارك ظاهرة تلفزيونية عربية بامتياز، وليس مناسبة دينية لتأدية فريضة الصيام والزهد والعبادة، كما هو مفترض عند عامة المسلمين، وهذه الظاهرة استحقت تخصيص حلقة من برنامج "الاتجاه المعاكس" في قناة الجزيرة يوم الثلاثاء 9/9/2008 لمناقشة أبعاد ما سمي بـ"المونديال" الدرامي المفتوح بين المحطات التلفزيونية العربية، من أجل الاستحواذ على عقول الملايين من المشاهدين العرب وقلوبهم، وربما جيوبهم، لا أريد الخوض في هذا الطوفان البصري الرمضاني، على مساحة البث الفضائي العربي، وما يقتضيه من مناقشة مضامينه وأهدافه، بيد أنني سوف أنظر إلى هذه الظاهرة من زاوية الرؤية العراقية فقط، فقد أصبحت للمحطات الفضائية العراقية حصة لا يستهان بها من الطيف الفضائي، عبر الأقمار الاصطناعية، التي تغطي الخارطة العربية، وبخاصة عرب سات ونايل سات، وبات المشاهد العراقي والعربي يتعامل مع باقة من المحطات العراقية السياسية والدينية والثقافية المتنوعة، الحكومية والخاصة، والتي يعمل أغلبها ويبث من خارج الأرض العراقية.

انتعاش سوق الدراما العراقية!

إن تعدد المحطات العراقية يمثل ظاهرة جديدة تستحق الإشادة والتقدير، في عصر الفضاء المفتوح، بعد أن عاش العراق، في فترة الحكم البعثي، عدة عقود، في ظل هيمنة الخطاب الإعلامي الرسمي، واحتكار البث الإذاعي والتلفزيوني في مؤسسة بائسة، ذات اتجاه واحد، وقد جاء الانفتاح الإعلامي العراقي سريعا بعد زوال النظام الدكتاتوري، من خلال ظاهرة تعدد الصحف والقنوات الإذاعية والتلفزيونية، التي لا تخضع لأية رقابة رسمية، وهي ظاهرة نادرة في المنطقة العربية، التي ما تزال أغلب دولها تحتكر الإعلام وتستخدمه سلاحاً في قمع الإرادة الجماهيرية أو محاربة الخصوم أو تمجيد الحاكمين وتلميع صورهم!

وفي ظل هذا التنوع والتنافس التلفزيوني العراقي انتعشت سوق الإنتاج البرامجي والدرامي، في كثير من القنوات، خلال الأعوام القليلة الماضية، وراح بعضها يتسابق مع القنوات العربية في الوصول إلى المشاهدين العرب، وأشير بصفة خاصة إلى قناتي "الشرقية" و"البغدادية" اللتين لم تكشفا بوضوح عن مصادر تمويلهما وإنتاجهما الباذخ، في حين تعاني القنوات الأخرى، حتى الرسمية منها، مثل قناة "العراقية"، من قلة الإنتاج، بسبب شحة الإمكانيات المالية والتقنية والبشرية.. وهذه مجرد علامة استفهام لا أكثر، بيد أن "زبدة" هذا الأمر هي الدراما العراقية في شهر رمضان الكريم، حيث يشتد الهجوم على عقول المشاهدين، وفق ما يرى أصحاب "نظرية المؤامرة".. وأرجو أن لا أكون من بينهم!

"الباشا" في "الشرقية"

كانت قناة "الشرقية" رائدة في اقتحام الفضاء العربي، باعتبارها قناة عراقية خاصة، يديرها ويشرف عليها الإعلامي المعروف سعد البزاز، ورغم مبادراتها المتميزة في الكثير من البرامج ذات الصبغة الإنسانية، فقد اتهمت، في بعض الأحيان، بالانسياق وراء موجة التحريض والعنف الطائفي، بذريعة أن خطابها الإعلامي لم يكن محايداً أو موضوعياً في مناقشة شؤون العراق الساخنة!

وفي هذا الشهر الفضيل تابعت سباق المسلسلات التلفزيونية الرمضانية- بقدر ما تسمح ظروفي الخاصة- بعين المتخصص الناقد، وليس المشاهد فحسب، وتوقفت عند عناوين بارزة من بينها مسلسل "الباشا" الذي سبقته حملة إعلانية عبر "الشرقية"، واعتبرته أضخم عمل في تاريخ الدراما التلفزيونية العراقية، وهو من تأليف فلاح شاكر وإخراج فارس طعمة التميمي، وبطولة الفنان عبدالخالق المختار الذي يقوم، بمهارة فائقة، بتمثيل شخصية السياسي العراقي الراحل "الباشا" نوري السعيد، إلى جانب حشد من الفنانين العراقيين والسوريين والمصريين المشهورين. وأستطيع أن أشير بصفة خاصة إلى الفنانة المثقفة هديل كامل التي تعود إلى التلفزيون بعد فراق عدة سنوات في دور "أم صباح زوجة السعيد"، والفنان عادل عثمان في دور "جعفر العسكري" والفنان كريم محسن في دور"عبد المحسن السعدون" والفنان الشاب محمد هاشم في دور "ياسين الهاشمي"، ومن سوريا يستضيف المسلسل الفنان باسم قهار الذي تقمص شخصية الملك فيصل، بشكل يدعو للإعجاب، والفنان عدنان أبو الشامات في دور السير بيرسي كوكس "المندوب السامي البريطاني" والفنانة المتألقة لورا أبو أسعد في دور "مس بيل"، وأود أن أقول لها لو كانت سكرتيرة المندوب السامي تمتلك عشرة بالمائة من بهاء ملامحك الرقيقة وإطلالتك الجميلة لما جاءت إلى العراق مجندة مع الحملة العسكرية البريطانية!

ملامح نوري السعيد

لا تكمن أهمية هذا المسلسل في ضخامة الإنتاج وخبرة الفنانين المشاركين فيه فحسب، بل في جرأته في فتح ملف خطير من تاريخ العراق الحديث، يتمثل في ظروف خروج العراق من الاحتلال البريطاني المباشر وقيام النظام الملكي بزعامة فيصل بن الحسين، حيث أسهمت شخصية العسكري والسياسي العراقي البارز نوري السعيد في صناعة تاريخ تلك المرحلة المفصلية في حياة الشعب العراقي، طوال نحو أربعة عقود، من حكم الأسرة الهاشمية، حتى وصلت إلى تلك النهاية المأساوية المفجعة صبيحة يوم14/7/1958 على يد مجموعة من الضباط العسكريين.

وعند متابعتي للحلقات العشر الأول من المسلسل، أثار إعجابي حرص الكاتب على عدم اللجوء إلى المبالغة أو المدح أو القدح في رسم ملامح نوري السعيد، الشخصية المحورية في هذا العمل، فضلاً عن الشخصيات المهمة الأخرى، ومحاولة رسم ملامح إنسانية صادقة، لتلك الشخصيات، التي عاشت ضمن ظروف معقدة، وقد أخطأت وأصابت في سلوكها، وفي قراراتها، وفقاً لظروف تلك المرحلة العصيبة، ومن ثم التخلص من النظرة المنحازة التي تعتمد على التخوين أو التبجيل، عند ذكر أسماء الكثير من السياسيين العراقيين، حسب قُربهم أو بُعدهم من المصلحة الوطنية العراقية.

يعتمد البناء الدرامي لهذا المسلسل على عدة خطوط متوازية من الشخصيات والأحداث التي تمتد من بداية العشرينيات من القرن الماضي حتى صيف عام 1958، ويتمثل المحور الأول في شخصية الملك فيصل ووريثه على عرش العراق الملك غازي وحفيده الملك فيصل الثاني ونوري السعيد وجعفر العسكري والمندوب السامي البريطاني وسكرتيرته المس بيل وغيرهم من رجال ونساء تلك المرحلة، الذين كانوا يسهمون في صناعة القرارات السياسية ويتحكمون في مصير العباد والبلاد، من خلال مناصبهم الرسمية أو زعامتهم الاجتماعية أو شعبيتهم الدينية، وتبرز من خلال هذا المحور ظروف الصراع السياسي الذي كان محتدماً بين إرادة الاحتلال البريطاني، وبين رغبات أبناء العراق، من أجل الحصول على السيادة والاستقلال، بأسرع وقت، وبأقل قدر من الخسائر والتضحيات، وأعتقد أن قيمة العمل بأكمله ترتبط في التماهي المقصود والإسقاط الذكي الذي حققه الكاتب، بين ظروف الأمس واليوم، رغم الفاصل الزمني الذي يصل إلى قرن من الزمان، فما أشبه الليلة بالبارحة، يا عراق...!؟

أما الخطوط الأخرى الموازية للمحور الرئيسي فقد تجسدت في شخصيات وأحداث ثانوية، ذات طابع إنساني صرف، رغم تأثرها بالقضايا السياسية وارتباطها بها، مثل شخصية المرأة العراقية القوية "أم أكرم" التي مثلتها باقتدار الفنانة آسيا كمال،وكانت تلك المرأة-حسب المسلسل- تدير في بغداد "أوتيلا" صغيرا أصبح في قلب الحدث السياسي باعتباره ملتقى لشخصيات سياسية وصحفية وطنية عراقية.

والخط الآخر يبدو طريفاً، من خلال أداء الفنان الفكاهي ناهي مهدي، وهو يدور حول شخصية النجار البغدادي الذي كان يعاني من الفقر، ويرد بقسوة على تهكم زوجته، ثم أصبح ثرياً بعد أن صنع العرش الملكي، ومن بعدها صار نجاراً معتمداً لدى العائلة المالكة وحاشيتها، ومن ضمنهم نوري السعيد نفسه، وهو محور يبدو، من الناحية الموضوعية، مفتعلاً ومحشوراً، إذا ما قارناه مع خط آخر أكثر طرافة، وأكثر ارتباطاً بجوهر العمل الفني، يتمثل في شخصية البغدادي إبراهيم عرب،الذي يروي حكايات سياسية خيالية، لا تخلو من روح السخرية اللاذعة من الأوضاع التي كانت سائدة في تلك الفترة، يسيطر من خلالها ذلك "القصخون" على قلوب المستمعين في مقهاه الشعبي، عبر دور متميز يؤديه الفنان مكي عواد ببراعته وموهبته الطبيعية الفذة.

وهناك أدوار ثانوية كثيرة أخرى، حاول المؤلف من خلالها إضفاء أجواء بغدادية طبيعية على مشاهد المسلسل، لكنها لم تكن مندمجة كلياً في خلطة العمل، وقد لاحظت أن "المشاهد الداخلية" ذات الديكورات البسيطة، التي تضم شخصيات قليلة عادة، كانت أكثر إقناعا من المشاهد الخارجية التي تضم عددا كبيراً من الكومبارس لكن حركاتهم المفتعلة وملامحهم المصطنعة جعلتهم يظهرون كأنهم تماثيل من الشمع وليس جمهوراً في الشارع.

إن هذه المحاور تلتف على بعضها في جديلة فنية، من خلال لغة حوار راقية، يشتبك فيها الموضوع السياسي بسلاسة مع العناصر الاجتماعية والثقافية والدينية التي تكوّن نسيج المجتمع العراقي، وتضفي على سلوك الشخصيات وتطورات الأحداث الكثير من الواقعية والمصداقية، رغم أن هذا العمل الدرامي التاريخي لا يزعم الحرص التام على المضمون الوثائقي!

إعادة سرد تاريخ قريب

إن المؤلف يريد، بكل وضوح، من خلال هذا المسلسل، أن يعيد سرد تاريخ مرحلة مهمة من تاريخ العراق، عبر تسليط الضوء على شخصية نوري السعيد، لتميزه من بين جميع الشخصيات السياسية في العهد الملكي بعدة صفات معروفة، لعل في مقدمتها الدهاء في لعبة السياسة المعقدة، مما جعله الشخصية المحورية الأكثر تأثيراً في صناعة الأحداث، ومن ثم، فقد تعددت وجهات النظر والمواقف حول سلوكه السياسي، سواء خلال حياته أم بعد وفاته، ولا أعتقد أن قناة "الشرقية" سوف تنجو من تهمة محاولة تبييض صفحات ملف تلك الشخصية العراقية، التي طالما تلطخت سيرتها بدماء وغبار ودخان نحو قرن من الحروب والاحتلالات والصراعات السياسية، وإذ ما يزال الغموض يحيط بالكثير من شخصيات وأحداث تلك المرحلة، فما أحوجنا اليوم إلى قراءة متأنية وعاقلة لتاريخنا القريب، بدلاً من الخضوع لأشباح الماضي البعيد!

لا أريد أن أبدو مجاملاً ، ولكن لابد من القول أخيراً، أن البطل الحقيقي في هذا المسلسل هو الكاتب والمؤلف فلاح شاكر، الذي قدم في زحام الدراما الرمضانية عملاً جاداً ورصيناً ومفيداً، لا يقل قيمة وإبهاراً عن العمل التاريخي المصري الضخم الذي تناول شخصية الملك فاروق وبثته قناة MBC في العام الماضي، وأتمنى أن يكون هذا المؤلف العراقي المبدع قدوة لزملائه الذين استرخصوا أذواق الناس الصائمين واستفزوا مشاعرهم في برامج تافهة مثل "أبو حقي" أو "نجوم الظهر" أو "صندقجة" وغيرها من الخلطة السحرية التي لا يعرف محتواها إلا "البزاز" والراسخون في الفن.. اللهم إني صائم!

[ملاحظة: في مقال آخر مقبل-إن شاء الله- وقفة مع مسلسل "سنوات النار" من قناة "البغدادية"]

د. محمد فلحي

Mfalhy2002@yahoo.com

ميدل إيست أنلاين في 25 سبتمبر 2008

 
 

»عرب لندن«:

دراما تُسقط وهمَ الهوية المحلية

ماهر منصور/ دمشق

بلا لبس، تقدّم الدراما الاجتماعية »عرب لندن« للمخرج أنور قوادري نفسها بوصفها نموذجاً لدراما عربية، إذ تسقط عنها هويتها المحلية، وقد بدأت تصالح الواقع الذي فرضته الفضائيات العربية، حين أسقطت وهمَ المسافة والهوية مع مشاهدها العربي، فخاطبته في أيّ مكان كان، كما لو أنه مشاهدها الوحيد.

ذلك هو امتياز »عرب لندن« الأول، حين انطلق من هذا الفهم، فاختار أن تنهل مادته الدرامية من مجتمع مفتوح يضمّ الجميع، من دون أن يقع أسير اليافطات العريضة، التي غالباً ما أُرهقت بها الأعمال الفنية المشابهة.

وفي »عرب لندن«، يبدو المخرج أنور قوادري ـ وهو كاتب العمل أيضاً ـ حريصاً على تقديم صورة كاملة الملامح عن العرب في لندن، حتى لو حشد حكايات عن أولاد العرب هناك بالجملة. لكنه في الوقت ذاته لا يريد من ذلك مهمة توثيقية لمرحلة ما من تاريخ العرب المغترب؛ إذ سعى لتوظيف كلّ حكاياته ضمن سياق درامي متماسك، متجاوزاً في كثير من الأحيان فخَّ الانسياق خلف مقولة العمل الفكرية، فأبقى مسلسله ضمن حدود الفن، من دون أن يعني ذلك أنَّ العمل ظلَّ حيادياً تجاه قضايا كبرى، لطالما كانت حديث العرب في الغرب وهمّهم الشاغل هناك. فهو هنا، يناقش قضايا اجتماعية (قانون الأحوال الشخصية...)، وقضايا سياسية (حرب الخليج الثانية، اتفاقية أوسلو...)، وبطبيعة الحال لا بدَّ من أن تعرّج أحداث المسلسل على حكايات التفرقة العنصرية التي يواجهها العرب على يد بعض المتزمتين الإنكليز، وتداعيات الحرب على الإرهاب، فضلاً عن تأثيرات آلة الإعلام الإسرائيلي على الإعلام البريطاني... وفي تعدّد هذه القضايا، كان ما ينذر بأننا سنكون أمام دراما أشبه بفيلم وثائقي، وهو الأمر الذي وعاه أنور قوادري، مخرجاً وكاتباً، فاختار الجوانب الأكثر إنسانية في حياة أبطاله، ولم يرد أن يقدّمهم بوصفهم أبطالاً قوميين؛ فمن يتحدث بهذه القضايا الكبرى، هو رجل من لحم ودم يكره ويحب ويخطئ، وحياته ليست مكرَّسة للحديث عن تلك القضايا، بل تأتي في أحاديث هامشية بوصفها جزءاً من حياة معيشة لا كل الحياة، من دون أن يعني هذا أنَّ الحوار لم يكن يسقط أحياناً في هوة الخطابية.

في الرؤية الفنية للعمل، يبدو المخرج أنور قوادري متحرّراً من عقدة »أنا المخرج«، فلا يصرّ الرجل على لمسة فنية له داخل كلّ مشهد، بقدر ما يبدو مشغولاً بإبراز طاقة ممثليه. وهو بذلك يتماهى مع كافة عناصر العمل الفنية، دون أن يجهد حواراته برؤية بصرية، رغم إغراء الأمكنة التي جرى التصوير فيها (سلوفينيا، ولندن، وسوريا).

في عرب لندن، البطولة للنص أولاً. ولكن، وبحكم طبيعة النص أيضاً، ثمة مساحات كبيرة لبطولات فردية، توزَّعت على عدد من نجوم المسلسل؛ ربما بدا الفنان عابد فهد الأبرز بينهم، وقد أدَّى دوره بحرفية، تؤهله ـ برأيي ـ ليكون إلى جانب دوره في مسلسل »أسمهان« أفضل ممثل سوري هذا العام. إلا أننا لا يمكن أن نسقط إلى جانبه الدورَ المركب والصعب الذي أداه الفنان جهاد سعد، وتميّز النجم المصري عبد الحميد توفيق بعفويته في الأداء، وقد بدا منسجماً مع شخصية »الحاج الأوروبي« إن صحَّ التعبير.

في »عرب لندن«، ثمة اكتشاف جديد لطاقة عدد من الممثلين الخليجيين. وهذه نقطـة أخرى لصالح أنور قوادري؛ فقد شاهدنا ممثلين عرفناهم من قبل في أعمال خليجية، ولكننا في »عرب لندن« تعرفنا عليهم من جديد، مثل النجم العماني إبراهيم الزدجالي.

تعرضه القناة »الليبية« الساعة ٢٣.٠٠ والقناة الأرضية السورية، الساعة ١٧.٣بتوقيت بيروت.

السفير اللبنانية في 26 سبتمبر 2008

 

 

»باب الحارة ٣«:

 استنساخ سلب الجزء الثالث جدّته

ماهر منصور/ دمشق

حتى الساعة مازالت نسبُ مشاهدة مسلسل »باب الحارة« مرتفعةً، وهو الأمر الذي شهدت عليه استطلاعات عديدة، حيث أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسَّسة »ألفا للأبحاث والمعلوماتية واستطلاعات الرأي« أنَّ »٨٢؟ من الفلسطينيين كان مسلسل »باب الحارة« المفضَّل لديهم، وكانت وكالة »سانا« السورية رأت أنَّ المسلسل مازال »يحظى بأعلى نسبة مشاهدة للعام الثالث على التوالي«، إلا أنَّ ذلك كله لا يبدو مؤشراً لنجاح المسلسل، فنسب المتابعة الجماهيرية المرتفعة للجزء الثالث من المسلسل بدت مدفوعة بنجاح الجزء الثاني من المسلسل، في وقت ظلَّ الجزء الثالث منه حتى الساعة يفتقد القدرة على شدِّ الجمهور، إذ مازالت أحداثه تدور في المكان ذاته التي انتهت إليه أحداث الجزء الأول، وكل ما يعدُّه صانعو »باب الحارة« جديداً في مسلسلهم لا يتعدَّى، حتى الآن، مشاهد معدودة كان من الممكن أن تُحشر في الحلقة الأولى من المسلسل، لتشكِّل نقلة لما تمكن تسميته بجزء ثالث حقيقي للمسلسل.

في مراجعة سريعة للجزء الثالث، نجد أنَّ البناء الدرامي للمسلسل مازال ينحو بالاتجاه ذاته أي ذلك المتعلق بصراعات نساء، وقصص عن »كيدهن«، وصورة رجل فاسد يكيد لكل أهل الحارة الطيبين، و»قبضاي« أهوج، و»جاسوس« للغرباء عن الحارة، ورجل شرطة همّه الرشوة« مطولات من الثرثرة لا غاية منها سوى عرض جانب من العادات والتقاليد.. هذا بالضبط ما كان عليه الجزء الثاني، وهو بالضبط حال الجزء الثالث على الرغم من دخول حارة »الماوي« كمكان مفترض للأحداث، بالإضافة إلى حارة »العكيد أبو النار« وحارة »الضبع«، وما هو جديد أنَّ »القبضاي« الأهوج صار اثنين »أبو النار« و»أبو عرب« والجاسوس صار جاسوسين، وظلَّ أبو غالب محتفظاً بتمثيل وحيد للشر في مواجهة الطيبين، بينما حافظ صراع النسوان على حدَّته ومساره في الجزء الثالث.. وبقيت المعالجة الدرامية لكل الشخصيات السابقة نفسها، وكأن المسألة استنساخ شخصيات لا استيلاد شخصيات جديدة.

وفي حين بدا اقتحام الكاميرا لحياة صاحب المقهى »أبو حاتم« موفَّقاً في البداية، ولكن الفضاء الجديد سرعان ما أخذ الأحداث إلى الدوائر ذاتها التي تدور في فلكها أحداث البيوت الداخلية، كما كنا نتابعها في بقية بيوت أهل الحارة.

نقطتان اثنتان على الأقل، كان من الممكن أن تشكِّلا حوامل لجزء جديد من المسلسل لم ينجح الكاتب ولا المخرج في استغلالهما، الأولى في تعويض غياب »أبو عصام« من خلال الاستفادة وتطــوير أحداث وسط عائلته، سواء لجهة التطرق إلى مصير الزعامة أو مصير زوجته »أم عصام«، أو لجهة العمل على التناقض في شخصيتي ولديه »معتز« و»عصام« في استحداث محور رئيسي للأحداث.

أما النقطة الثانية فهي ظهور ابن »أبو سمعو الحارس« الذي كان من شأنه أن يثير محوراً جديداً للصراع بين الخير والشر، ولكننا بقينا حتى الحلقة الخامسة عشرة على الأقل من دون ان نلحظ حضوراً لهذه الشخصية.

ولعل تفعيل دور رئيس المخفر »أبو جودت« كان من الممكن أن يفعل الفعل نفسه، لكن المسلسل اكتفى بتوسيع صلاحيات الرجل على أربع حارات، من دون أن يزيد على أحداث شخصيته شيئاً، بل ركز على تلقِّيه الرشوة في أكثر من محك.

قبل مشاهدة العمل، كانت »السفير« قد توقَّعت من خلال دراستها لأحداث الجزء الثاني، وطبيعة شخصياته وما انتهت إليه أننا سنكون أمام جزء ثالث بالترتيب ـ أول بالأحداث، ولكننا اليوم، نحن على القناعة بأنَّنا أمام جزء مستنسخ عن الجزأين السابقين، ما من جديد فيه أكثر من ترتيبه بوصفه جزءاً ثالثاً وحسب.

تعرضه قناة »أم بي سي« عند ٢٢.٠٠ و١٠.٠٠ بتوقيت بيروت

السفير اللبنانية في 22 سبتمبر 2008

 
 

مشاهد عيان

هل حقّاً تستحقّ الدراما السوريّة كلّ هذا التطبيل والتزمير؟

هيثم حسين

لا يخفى ما حقّقته الدراما السورية من إنجازات لافتة للنظر، في السنوات الماضية، ولا يعقل تجاهل حقيقة أنّها قد خطت خطوات كبيرة بالنسبة إلى واقع الحال الذي كان سائداً، ولا يزال، والذي هو واقع الطوارئ الذي يطال كلّ شيء، ويتدخّل في كلّ صغيرة وكبيرة، ولا يستثني شيئاً أو فرعاً إلاّ ويكون له فيه النصيب الأوفر. وليست الدراما السوريّة التي تقام الدنيا ولا تقعَد تهليلاً بإنجازاتها التي طالت السماء، وتعظيماً لإعجازاتها التي أخرست »المتربّصين« من الإخوة، ببعيدةٍ عن كلّ تلك السياسات والممارسات...

ولأنّ الدراما هي بنت واقعها، حتّى وإن كانت تتهرّب إلى الحديث عن عوالم فانتازيّة متخيَّلة، لتتقنّع خلفها، متستّرة ببعض الحجب التي قد تحجب الواقع المعيش عن الأعين قليلاً أو كثيراً، أو التي قد تنعدي بالعشا الليليّ في حلكة تطول، ولا تجد منفسحاً لها إلا باتّخاذ الإسقاط وسيلة ودريئة في آن: وسيلةً للإقناع بأنّ وراء العمل المعروض إبداعاً، ودريئة للتقنّع والاختباء، طارحة مقولة أنّ الجمهور أغبى من أن يبلغ الفهم.

هكذا تدور الحال، أو تدور عجلة الدراما، بين قائمين على واقع يطالبون بالمزيد والمزيد من الأرباح، وآخرين مطالبين بدرّ تلك الأرباح مهما كانت الوسائل أو الأساليب المتّبعة. ولأنّ درامـ»تنا« السوريّة منتشية بانتصاراتها، وأرباحها، ومتباهية أنّها تغطّي كلّ الساحة، وأنّها السيّدة والسائدة، وأنّها تعالج كلّ المواضيع الحياتيّة والتاريخيّة الشائكة أو المغضوض عنها الطرف في التاريخ، يحقّ لنا التساؤل: هل هذه المقولة حقيقية أم أنّ وراء الدراما ما وراءها؟

يعلّمنا التاريخ من الدروس والعِبَر الكثير. منها، وليس أوّلها أو أهمّها، أنّه إذا اشتدّت الإضاءة في بقعة ما فإنّها تخفي ظلاماً أشدّ حلكة وظُلمة خلفها. ومنها أيضا، أنّه إذا كثرت الاحتفالات والمهرجانات فإنّ هناك ما يُكاد في ضوضائها.

ومن هنا، ولأنّه سهل أن يحيط المرء بتاريخ الدراما السوريّة، يحقّ لنا أن نتساءل أيضاً: هل انحصرت القصص والحكايا في تواريخ غفلٍة من زمانها ومكانها؟ هل انغلقت أبواب دمشق السبعة على روايات وسيناريوهات بضعة كتّاب ومثلهم مخرجين، و»شلل« أخرى تابعة لهذه الشركة المنتجة، التي هي بدورها واجهة لهذا المتنفّذ المعلوم من الكلّ والمتجاهَل ذكره في الإعلام دوماً؟ أي رجال الظلّ هم مَن يسوسون ويديرون، ينتجون ما يرونه الأفضل للعامّة، وما يشكّل رأي مَن لا رأي ولا حول ولا قوّة لهم؟ أولئك الذين هم الشعب في الكتب الرسميّة وهم شُعيب في الواقع. وذلك بحسب بعض المستهزئين الساخرين من الكتّاب. ثمّ لماذا يتمّ تجاهل جميع مكوّنات الشعب السوريّ حين تصوير عشرات المسلسلات التي تدور في فلك واحدٍ، كـ: البيئة الشاميّة بقصصها المجترّة، البيئة الحلبيّة بتكلّفها الممجوج الذي يضفَى عليها، الفانتازيا بتملّصها، ثمّ الاجتماعيّة بتناسخها المَرَضيّ الفجّ؟ هل يكفي تطعيم مسلسل من مئات المسلسلات بكلمة دالّة على أخٍ آخر موجود «الكرديّ أو السريانيّ أو الآشوريّ ...إلخ» المُتنكَّر له حيث هو؟ هل تكفي شخصيّة ثانويّة تلثغ في اللهجة لتكون إحالة أو إشارة إلى هذه المدينة أو تلك؟

إنّ المحافظات السوريّة كلّها تضجّ وتعجّ بالكثير من القصص والحكايا والروايات والسيناريوهات الاستثنائيّة، والجزيرة السوريّة، كنموذج منها، هذه التي ليس لها حظّ حتّى الآن من الدراما السوريّة التي ستحتفل قريباً بافتتاح قناة خاصّة بها، تشكّل أرضاً بِكراً وبوراً لم تحرث بعدُ في هذا الحقل الملغم بما يحول دون ذلك. فهل سنحتفل، قبل الاحتفال بالقناة الدراميّة، بالانفتاح على بعضنا، وذلك بالسماح بتصوير مسلسل يصوّر معاناتنا الحقيقيّة، بعيداً عن السعي وراء السوق الذي يعرض المطلوب؟ ويتعرّض لتصوير المراد فقط، أم أنّ تغيير واقع الحال بات من المحال؟

الأيّام وحدها كفيلة بالإجابة على ما أثرناه وما لم نثره بعدُ... ويقيناً ليس هنالك دافع وراء القول أو الكتابة إلاّ الحبّ قبل كلّ شيء وبعده أيضاً.

)كاتب سوري(

السفير اللبنانية في 26 سبتمبر 2008

 

مسلسل "في أيد أمينة" للفنانة يسرا

معالجة جريئة لقضية أطفال الشوارع 

تشارك الفنانة يسرا في مسلسل "في أيد أمينة"من منطلق اهتمامها المتزايد بقضايا الرأي العام. هذا ما صرحت به لعدد من وسائل الاعلام المكتوبة، مؤكدة توجهاً درامياً جديداً لها اخذت تسلكه بدءاً من عملها الهام الذي انجزته في الموسم الرمضاني الفائت، بعنوان "قضية رأي عام". وقد اثار هذا الاخير جدالاً واسعاً نظراً الى جرأته الكبيرة في معالجة مسائل واقعية تصدم المجتمع ويجري التكتم عنها. تعاود يسرا استكمال هذا المنحى الواقعي في عملها الحالي الذي يعرض على محطات ارضية وفضائية عدة، وكانت تقاضت عنه اجراً عالياً ناهز الأربعة ملايين جنيه مصري.

يتناول مسلسل "في ايد امينة" واحدة من اخطر القضايا الاجتماعية، هي اطفال الشوارع الذين يتجاوز عددهم في مصر المليونين. وقد اصبح لهؤلاء حياة خاصة بهم تنمو وتزدهر في عالم مطبق من الظلمة والاهمال وعدم المبالاة. وكأنهم باتوا يديرون مدينة منفصلة لها قوانينها وقيمها المنعزلة عن حياة الناس العادية. تؤدي يسرا في المسلسل دور صحافية تبحث عن الحقيقة، وتستقصي الاسباب غير المعلنة لانتشار هذه الظاهرة المقلقة على نحو غير مسبوق. يبدأ هذا العمل بتسليط الضوء على جرائم مخيفة تتمثل في خطف عدد من الأطفال بغية الاتجار بهم او استخدامهم في التسول او الاساءة اليهم بطرق شتى. وهي قصة واقعية ينطلق منها هذا العمل ليستكشف بعد ذلك طبيعة هذه الانتهاكات ضد الانسانية، والجهات التي تقف وراءها والمصير المظلم الذي يتعرض له الأطفال، ومع ذلك، تواجه هذه الصحافية الشجاعة التحديات التي تتربص بها وهي تنتقل بين محطات العالم السفلي لهذه الجرائم ومرتكبيها الذين يمارسون بشاعاتهم بدماء باردة. احداث المسلسل شيقة تنطوي على محاولة الكشف عما يدور تحت الارض، اذا جاز التعبير. تضفي يسرا على اجواء العمل طابعاً جدياً لاطلاع المشاهدين على ما يحصل من انتهاكات على مقربة منهم من دون ان يكترث احد بذلك.

المستقبل اللبنانية في 26 سبتمبر 2008

 
 

مسلسل أسمهان.. عن امرأة لا تزال تخيف

عباس بيضون

تلّذ الناس مشاهدة مسلسل »اسمهان«. ويقول متفرّجون محنّكون انه جيد. يقول ذلك ايضا خبراء ومحترفون، ما عليّ اذن الا ان اساير، خاصة وان لا غرض لي بعد في تحدي الذوق العام. ثم ان المسلسل لا يشط كثيراً وبالمقارنة مع سواه يمكننا ان نغض عنه ولا نتناوله بشرّ او بخير. الفن الرمضاني وَلودٌ وبعض ما ينتجه أحق بالمحاكمة. للمسلسل، فضلاً عن ذلك اسباب تخفيفية، انه اول مسلسل عن اسمهان بعد أن تنكّب عن ذلك الجميع تجنبا لغضب أسرتها وممانعتها. رفض آل الأطرش كل سيناريو عن حياة اسمهان وجدوه غير لائق، والارجح ان ما لا يليق بالأسرة هو حياة اسمهان ذاتها من اي جهة تناولتها. لا تليق حياة اسمهان بالأسرة ولا بأي أسرة اخرى لا تزال عند نفسها أسرة. لكن هذا بالتأكيد سر قوة اسمهان، انها منذ ٦٤ عاماً مضت على وفاتها لا تزال تتحدى الأسر ولا تزال بالطبع مستعصية عن ان تكون وصفة عائلية او ان تتحول درساً اجتماعياً. يمكننا عندئذ ان نسائل الـ٦٤ عاماً المنقضية عن ذلك، فبعد كل هذا الوقت لا تزال اسمهان تخيف الأُسَر وتخيف الاصطلاح الاجتماعي وتخيف التقليد الاخلاقي والديني. لكن ٦٤ ايضا وقت كاف لتقديم اسمهان بدون مصالحتها مع التقليد والاصطلاح والعائلة. لقد بقيت اسمهان بعد اكثر من نصف قرن فيما لم تطق ذاكرتنا القصيرة عادة اسماء كثيرين سواها، صمدت ضد كسلنا ومياومتنا وفقدان سياقاتنا وتكويمنا الثقافي والتاريخي. وان تصمد بدون إرادة ولا اجتهاد من احد يعني ان حضورها فوق طاقتنا على النسيان وانها موجودة فيما يتعدى الذاكرة. غناء اسمهان من الاشياء التي تكوّن متحفنا الغنائي والموسيقي، او توعز بتراث حديث. كان لهذا الصوت ان يغلبنا على تراخينا، ان يبقى ليس ضد ذاكرتنا، ولكن ضد سيرة اسمهان نفسها وأماني أسرتها. لقد بقيت طوال ٦٤ عاماً مصدر قلق لهذه الأسرة وفخر مر ولا تزال هذه من ٦٤ عاماً تدافع عن نفسها ضد ذكرى الفتاة التي غرقت في ربيعها السابع والعشرين. لا بد ان نحيي المبادرة الى مسلسل عنها ولو اننا نحسب ان من المهازل ان تنتظر كل هذا الوقت ومن المخاجل ان يبقى النزاع نفسه على سيرتها وحياتها. ان وقتاً بهذا الطول لجدير بأن يخرج امرأة من عائلتها وزمانها. نحيي ان يقوم فيلم عنها لكننا نأمل ان يكون بحجم انتظارنا، ان يكون في مستوى امرأة زاد الزمن حضورها قوة ومستوى. لا يكفي النجاح الجماهيري فأن تكون اسمهان من حواضر رمضان وموائده امر غير مستكره، لكن ان ينتهي الأمر هنا فهذا ليس محموداً.

مسلسل اسمهان يجمع ممثلين من لبنان وسوريا ومصر وهذا مطابق لشخصياته. الأم علياء المنذر من لبنان والأسرة درزية سورية والتربية مصرية، هذا التنوع كان ينبغي ان يكون له ميزان دقيق وان يؤدى بحرفة. لكننا وجدنا أنفسنا امام بابل لهجات: فريد يتكلم المصرية وحدها، وفؤاد بدأ بلهجة الجبل السوري ثم جرى على المصرية، بينما ترددت اسمهان بين اللهجتين واحتفظت الأم بلهجة محيرة بين الجبل السوري واللبناني. الخليط صحيح لكنه بدا في احيان اختلاطا وخلطاً، ولم يقف الأمر عند حد اللهجة فالاغلب ان بضع مدارس في التمثيل التلفزيوني تجاورت بدون ان تندمج. كانت هناك بابل تمثيلية ايضا، الدراماتيكية السورية والعواطفية المصرية والحيرة التمثيلية اللبنانية التقت جميعها بدون ان تتفاعل او تتشابك. لكن المسألة ليست في الحيرة الفنية الا بمقدار ما تعكس هذه حيرة السيناريو والأداء. لا تزال اسمهان لغزاً بحسب شريفة زهور كاتبة سيرتها المكتوبة بالانكليزية والمترجمة الى العربية عن دار المدى. لا بد اننا لا نعرف بدقة سر هجرة الأسرة الدرزية العريقة الى مصر وابتعادها عن الأب والزوج وارتضاء الأم بمهنة غسل الثياب والخياطة والحياة في القلة والتنكر تحت اسم عائلي آخر. انه المسار الذي ستسلكه اسمهان عكساً. فهي الأخرى ستتزوج حسن الأطرش في اشهار للعائلة وعود إليها وانفصال مجدد عنها. لا نعرف على وجه التحديد سر علاقتها بمحمد التابعي ولا زواجها من أحمد بدرخان وأحمد سالم ولا صلتها بمحمد حسنين والملكة نازلي وأم كلثوم، ولن نفهم على وجه التحديد علاقتها بالانكليز والجنرالين سبيرز وستيف والجنرال كاترو وعملاء المحور الألماني. كل هذه معروفة وغير معروفة ولا تزال مدفونة تحت ركام ٦٤ سنة. واذا كانت خلاصاتها غير مجهولة الا ان الملابسات والدواخل لا تزال في الكتمان، اما السر الذي لن نفك فهو لغز موتها، قذف السائق بنفسه ونجا تاركا اسمهان وصديقتها تغرقان. هل كانت هذه جريمة مدبرة ام انها صدفة غريبة، ألغاز لكنها ليست اوهاماً فهذه المرأة التي رحلت عن ٢٧ عاماً لم تخرج فحسب من الشرط العشائري والنسائي بل فعلت ذلك بجرأة طبيعية تمت ببساطة مذهلة وقفزت بسلاسة كاملة عن تقليد دهري بدون معركة تقريباً. هجرت زوجاً هو زعيم قومه ومحافظ الجبل فلم يزد عن ان يكون رهن إشارتها واستعادها حين شاءت، ضد الشرع، وطلق امرأته الجديدة في سبيل ذلك، بالبساطة ذاتها لعبت بجنرالات الانكليز والفرنسيين مرة مع هؤلاء ضد اولئك ومرة مع اولئك ضد هؤلاء وغامرت بالخفة ذاتها والعلن ذاته مع جماعة المحور، ولم يزد الثمن الذي دفعته عن منعها من الوصول الى اسطنبول لمقابلة السفير الالماني. ثم انها غامرت بزواجين لم يدوما سوى اسابيع وكان ذلك في المرتين اقرب الى التنكر واللعب وانتهى ثانيهما برصاصة وجرح. كان لها ما تريد لكنها فعلت كل شيء لاهية غير مهتمة حتى حين نافست الملكة على عشيقها وملكة الغناء على عرشها. في قمة شهرتها ذهبت لتزاول مهنة اقرب الى الجاسوسية، كانت مستعدة لكل تكليف تاركة نفسها للريح والطرق، ومع ذلك فإنها حاولت مرتين او ثلاثا ان تنتحر وانتهت حياتها بما يشبه الجريمة. انها سيرة امرأة ذللت كل شيء ودجنت الخطر واتسعت لملابسات عصرها كلها فاشتملت على لعبة الدول ودهاليز البلاط وأسرار الحكم وعلاقات الفن والثقافة ناهيك عن الملاهي والمرابع والفنادق والقصور وعن البذخ والقلة والقمار والشرب والتبذير الى حد السرف، فكانت الاميرة والجاسوسة والمحظية والزوجة والأم في آن معاً.

انها سيرة نووية كما نرى، هي اقرب ما يكون الى سيناريو سينمائي. اتجهت دائما الى قلب الحدث ولم تتشتت في المقدمات والمواربات والنسج البطيء. لقد كانت نوعاً من دراما متصلة، دراما متصلة انتشرت على نحو بانورامي بدون ان تغادر المركز والواجهة وبدون ان تبتعد عن المحور. انها سلسلة مفاجآت وانفجارات وقفزات هوائية. ليست سيراً تدريجيا زمنيا، انها تقريبا ذات زمن خاص، لذا يبدو السرد الكرونولوجي غير ملائم لحياة كانت تدور في الوقت نفسه في اتجاهات عدة ومتضاربة. كان على السيناريست والمخرج منذ البداية ان يفكرا بتقديم مختلف، بتقديم تبدو فيه السيرة اكثر من سير أفقي وتسلسل تدريجي، كان ينبغي التفكير بشيء شبه تيار الوعي، بنوع من التشظي الزمني، بلعبة تقديم وتأخير متصلتين، بتركيب محوري ينتشر في اتجاهات عدة وفي موازاة وتناظر اكثر منهما تتابعا كرونولوجيا. ففي سيرة اسمهان اكثر من حياة، انها سياقات عدة تتم في الآن نفسه، انها حياة ستتم على محاور عدة، لذا فإن التسلسل الكرونولوجي يشي بادئ بدء بضيق الخيال، مثل سيرة اسمهان لا تروى على طريقة »كان يا ما كان« ولا على شكل حكاية تقليدية، اننا امام طاقة لا يمكن حصرها في تسلسل افقي، انه زمن مركب ومتعدد وعلى الرواية ان تتناوله في تعدده وتركيبه.

سيرة خارج الشرط الاجتماعي، لكنها ايضاً فوق طاقة الزمن اليومي لذا تبدو الى حد ما فانتازية وعجائبية وكأنها تحدث في الخيال. انها لذلك جنوح وانفلات لا يمكن حسابهما وحصرهما وكان ينبغي ان يظل الشريط هنا. لكن المخرج والسيناريست تعاملا مع الحكاية من محل آخر، لقد حاولا »تطبيع« السيرة إذا جاز التعبير، أراداها قصة ككل القصص، أرادا لها سياقاً تقليدياً، وذهبا ضمنيا الى مصالحة شبيهة مع التقليد الروائي والتقليد الاجتماعي ايضاً. المرأة التي كانت لعبتها لعبة بالدول والانظمة والبيئات والعلاقات والمجتمعات والطبقات والمراتب أريد لها ان تعود الى محيط ملابسات نشأتها وان تغرق في المحيط الأطرشي. كان علينا ان نقضي حلقات مطولة مع ثورة سلطان الأطرش والسياسة الفرنسية في السويدا وفي سوريا، وكان علينا ان نسمع أثناء ذلك الى جبل من الخطب الوطنية والنضالية. بعد ٦٤ عاماً ليس لنا من برستيج يذكر سوى النضال الاستقلالي ضد الاستعمار الفرنسي ولا يزال هذا، وربما وحده، ملحمتنا الكبرى وأسطورتنا الوطنية. كان على المسلسل ان يضيّع حيزا لا بأس به في ملابسات سياسية لا يتضح تماما موقع اسمهان منها، لكنها ضريبة لا بد منها للمصالحة مع الارتياب الأطرشي والرفض المبدئي لاي شريط عن حياة اسمهان. ضريبة وربما تطمين، انما هذا ليس كل شيء فلا بد ان السيناريست والمخرج ليسا بريئين من العقل السياسي الذي أنتج هذا الخطاب. مع عقل كهذا ستكون كل حياة اسمهان التي تجاوزت بعيداً جداً الحيز الأطرشي ودخلت في لعبة بلاط ولعبة مخابرات ولعبة دول، ستكون هذه الحياة كلها بحاجة الى تخفيف وتنقيح والى مصالحة مع الخطاب الوطني الذي بدا وكأنه مقدمة سياسية للمسلسل. مع مقدمة كهذه ستكون سيرة اسمهان السياسية بل والفنية وجميعها مشتبكة بالبلاط والمتنفذين والاجانب محرجة، وسيسعى السيناريو بالتأكيد الى تطبيعها والى الاعتذار عنها والالتفاف عليها. ستكون هذه مدانة ولن تكون مغامرة حرة وجنونية ومذهلة بقدر ما ستكون مدانة مسبقاً وبحاجة الى أعذار، لن تُتناول فنيا بوصفها جموحاً وخسارة وابداعاً بل ستُتناول سياسياً وربما اخلاقياً بوصفها انحرافات واغلاطاً. سنتذكر هنا افلاماً مماثلة عن فنانين اوروبيين لم تكن حياتهم في الغالب الا سقوطا ذريعا، لكن صانعي الافلام وجدوا في هذا السقوط المقابل المأسوي لعظمة روحية وإنسانية وفنية. هل سيرى صانعو المسلسل في »سقوط« اسمهان هذا المقابل المأسوي؟ هل سيتركون لسواهم الحكم السياسي ليروا بدلا عنه الخيال والجرأة والحرية والشرط المأسوي ايضا في هذه الحياة الطيارة الفالتة؟ هل سيرونها كما رأى الفرنسيون اديث بياف في فيلم ليس بعيداً، لم نصل بعد تماماً الى ذلك؟ لكن المقدمات لا تبشر. ها هو فؤاد شرير على طول الخط وها هو فريد »فنان« يقطر عاطفية ورقة على طول الخط. اما الأم فهي دائماً الأم والأم وحدها (أليست لها حياة اخرى؟). اما اسمهان فبعد ان غرق صناع المسلسل في تركيب صورة تقليدية لها (الزوجة والوطنية والابنة) بدا صعبا عليهم الانتقال الى مهاوي حياتها بدون ان يحصل ذلك بقدر من التجنب والبهوت والمداورة. ضرب كهذا فيه قدر من الاحتياط والتعليق على سلوكها مذ هجرت بيتها وزوجها ولا بد ان هذا سيكون ازيد كلما اقتربنا من حياتها المخابراتية وعلاقاتها مع الضباط الفرنسيين والانكليز. لا بد ان الصفحة الأطرشية ستكون هنا مغدورة مهدورة، ولا بد ان الخطاب الوطني الذي صحبها سيكون قاضيا صارما لما صارت إليه اسمهان. لا نعرف كيف سيخرج صناع الفيلم من هذا الحرج الكبير، لكننا استناداً الى ما شاهدناه لا نراهم إلا قد ضاعوا فيه.

السفير اللبنانية في 26 سبتمبر 2008

  

فراس إبراهيم:

ممدوح الأطرش يرتكب خطأ  

أكد الممثل والمنتج السوري فراس إبراهيم أن لديه الرد المناسب على اعتراض آل الأطرش في سوريا على مسلسل»أسمهان«. وكان المخرج السوري ممدوح الأطرش قال قبل أيام (أنظر »صوت وصورة« الأربعاء ٢٤ أيلول)، إنه سيقاضي فراس إبراهيم والقنوات التي تعرض المسلسل، بسبب ما اعتبر انه تشويه لسمعة أسرته وقريبته أسمهان ووالده فؤاد الأطرش شقيق أسمهان.

ورفض إبراهيم الرد على ما قاله ممدوح الأطرش، مضيفاً أن الأطرش »يرتكب خطأ كبيراً وأنا لا أريد أن أخطئ معه أيضاً«. وتابع أنه في حال تقدم الأطرش بدعوى قضائية كما هدّد »فإن لديَّ الرد المناسب الذي سيعجبه ويعجب الناس أيضا«، رافضا الكشف عن أية معلومات.

ويلعب فراس إبراهيم دور فؤاد الأطرش في المسلسل كما أنه أحد المنتجين له. وكان مسلسل أسمهان أثار اعتراض آل الأطرش قبل انتهاء تصويره، ولم تعرضه القنوات التلفزيونية السورية (بهدف ان تشاهده لجنة خاصة قبل عرضه) بناء على مذكرة من وزير الإعلام السوري بعد طلب من آل الأطرش، إلا أن المسلسل الذي تم تصويره في سوريا ومصر يعرض حالياً على عدة قنوات عربية.

)د ب أ(

السفير اللبنانية في 26 سبتمبر 2008

 
 

سعد «الدالي»... أم فوازير رمضان؟

محمد عبد الرحمن

لا تكمن مشكلة الجزء الثاني من مسلسل نور الشريف في تشتّت الأحداث، وعودة الموتى، وخيانة الجميع للبطل... بل في إصرار صنّاعه على تقديم موسم ثالث

أطلقت قناة «بانوراما دراما» مسابقة يومية لمسلسل «الدالي»، تطلب فيها من الجمهور توقُّع أحداث الحلقة التالية قبل عرضها. ليس هذا فحسب، بل قدمت المحطة إلى هواة الدراما البوليسية فرصة الاستمتاع بخمس دقائق من الحلقة المقبلة، عبر خدمة الهاتف المحمول... استثمارات «بانورما دراما» جاءت متماشية مع التدهور الملحوظ لمستوى المسلسل الذي حقّق جاذبية خاصة في جزئه الأول العام الماضي. وفيما كان من المنتظر أن يستكمل سعد الدالي رحلة الانتقام ممن اغتالوا ابنه وحرقوا شركاته، دخلت أحداث الموسم الجديد في متاهات، من الممكن أن يكون أبطال المسلسل أنفسهم لا يعرفونها كاملةً. على رغم ذلك، ما زال نور الشريف، ومعه المنتج محمد فوزي والمخرج يوسف شرف الدين والمؤلف وليد يوسف مصرّين على إنتاج جزء ثالث بل ورابع أيضاً. وكأن الأهم بالنسبة إلى هؤلاء، هو ضمان اسم ناجح، يؤمّن استمراراً على الشاشة لعامين آخرين، عوض البحث عن عمل جديد. «الدالي ـ الجزء الثاني»، سقط في متاهات درامية لا حصر لها، وتحول إلى ما يشبه فوازير رمضان. لذا، لم يكن غريباً أن تستغل «بانوراما دراما» هذه الثغرة، وتدفع بالجمهور إلى توقع الأحداث للفوز بجوائز قيمة. ذلك أن لحظات التشويق وإطلاق مفاجأة واحدة على الأقل في كل حلقة، باتا الشغل الشاغل لمؤلف العمل. حتى القضايا التي شهدها المجتمع المصري في الثمانينيات أدخلها وليد يوسف في نسيج درامي خاص يحمل علامة «الدالي» المسجلة. والهدف؟ الإفادة منها في زيادة المفاجآت وإطالة الأحداث، حتى يتمكن المؤلف من تقديم جزء ثالث.

من هنا أيضاً، نفى يوسف في حوارات صحافية بداية رمضان، ما تردد بين الناس عن احتمال عودة خالد الدالي إلى الحياة مرة أخرى، بعدما تأكد سعد الدالي من وفاته عبر وثائق أرسلت إليه من المافيا، وكان ذلك في الحلقة الرابعة... ثم فجأة، «انبعث» خالد الدالي في الحلقة الثالثة والعشرين من جديد، إنما بشخصية أحمد الوزان، صاحب إحدى شركات توظيف الأموال الإسلامية التي انتشرت في تلك الحقبة. بالتالي، أعاد المؤلف هذه الشخصية إلى الحياة، ولفت الانتباه إلى تلك الشركات، ضارباً عصفورين بحجر واحد. وذلك، على رغم أن هذه الشركات لم تنشأ آنذاك بناءً على تخطيط المافيا، حتى لو صدّق المشاهد ما يجري في المسلسل الذي بات خالد الدالي شخصية رئيسية فيه. وإذا طبقنا النموذج السابق على باقي الشخصيات، وخصوصاً المستمرة من الجزء الأول، فسنطرح عشرات علامات الاستفهام الأخرى: أولاها، كيف نسي الجميع الثأر للابن المتوفّى. صحيحٌ أن سعد الدالي عرف في نهاية الجزء الأول أن ابن عمّه فوزي ساعد «المافيا» على التخطيط للجريمة، وأخفى الخبر عن الأسرة... لكن العائلة التي لا تعرف الخبر، لم تعد تسأل مجدّداً مَن قتل «حسام الدالي»؟.

أما بالنسبة إلى علامةالاستفهام الثانية، فكيف تتزوج هبة الدالي سراً، وتصاب بانهيار نفسي نتيجة تسبّبها في جريمة «الحريق»، ولا يكتشف «الدالي الكبير» وزوجته الأمر إلا متأخراً، فيما هو يراقب بدقة ألدّ أعدائه؟

أما العلامة الثالثة، فمن الصعب أن يصدّق المشاهد مدى تفرّغ رجل المافيا (عزت أبو عوف) لجمع كل المعلومات عن جميع أفراد أسرة الدالي ليستخدمها ضد «الدالي الكبير» في مهمة القضاء عليه اقتصادياً. وقد وصل الأمر برجل المافيا إلى حصوله على تحليل طبي لباسم الدالي، يثبت أنه غير قادر على الإنجاب. وحينها، يجنّد «الزوج السري» لهبة الدالي حتى يذهب بالتحليل إلى زوجة باسم، فيشعل النيران داخل القصر الكبير. وإذا صدقنا كل ما سبق، فإنه يصعب علينا الاقتناع بالتحوّل المفاجئ في شخصية أدهم فارس، الصحافي اليساري وصاحب المبادئ. إذ ينجح مساعده الفاسد في إقناعه بخيانة سعد الدالي وتحقيق الملايين خلال فترة زمنية وجيزة. حتى العلاقة الوحيدة القوية في المسلسل بين «الدالي الكبير» وزوجته ألفت، ضربها المؤلف عندما وقع الطلاق بينهما، نتيجة غضب الدالي مما وصلت إليه حالة ابنته هبة، متهماً الأم بالتقصير وإهمال واجباتها. وذلك على الرغم من أنه هو من طلب من زوجته الترشّح إلى مجلس الشعب. وفيما تنتهي أحداث الجزء الثاني بعد أيام، لا شك أن المفاجآت ستستمر حتى نهاية الجزء الثالث في رمضان 2009!

الأخبار اللبنانية في 26 سبتمبر 2008

 
 

عل قناة 'ام بي سي':

المشاهدون في رمضان محاصرون بوهج أضواء الدراما العربية والمسلسلات التاريخية

دبي ـ من لما جمال المجايدة

إعتاد جمهور مشاهدي mbc1 على مدى السنوات الماضية، أن يتمتّعوا بشبكة برامج ومسلسلات متكاملة، كمّاً ونوعاً وأداءً، في كل الأوقات وطوال العام، خاصةً خلال شهر رمضان عندما يتحلّق جميع أفراد العائلة العربية حول الشاشة لفترات زمنية طويلة يومياً، ليشاهدوا أفضل الإنتاجات التلفزيونية وأضخمها والتي تنتج خصّيصاً لتتناسب وأذواق المشاهدين وتوقّعاتهم في هذا الشهر الكريم. وفي ما أصبح تقليداً سنوياً منتظراً، تتألّق شاشة mbc1 هذا الموسم بوهج أضواء الدراما العربية والمسلسلات التاريخية، وتستحوذ على وافر من الضحكات القلبية لمشاهدي المسلسلات والبرامج الكوميدية، وتستقطب متتبّعي البرامج الدينية، وتفوز برضا عشّاق المسابقات.

الدراما والمسلسلات التاريخية والبدوية

لقد اعتاد مشاهدو mbc1 على مدى السنوات الماضية أن يحظَوا خلال شهر رمضان بالحصة الأوفر من الدراما التلفـــزيونية العربية المتميّزة، بحيث تستأثر شاشة mbc1 بوهج أضواء الدراما العربية المشوقة، وتستقطب الملايين من مشاهدي هذا النوع من الإنتاج التلفزيوني نظــــراً لما تضعه بين أيدي العائلة العربيـــــة وأفرادها من مجموعة أعمال راقية ومختارة بعناية، مع الحفاظ على منظومة واحدة من القيَم والمعايير الفنية والأخلاقية الراقية التي تشكّل مظلةً تنضوي تحتها المسلسلات الدرامية، لتكون بذلك على قدر تطلّعات المشاهد العربي وأذواقه، هو المتحلّق حول الشاشة الصغيرة طوال الشهر الفضيل.
هذا العام، تخصّ mbc1 مشاهديها بنخبةٍ من المسلسلات الدرامية العربية المميزة والحصرية على غرار 'باب الحارة3'، والمسلسليْن البدويين 'فنجان الدم'، و'عيون عليا'، بالإضافة إلى أعمال درامية أخرى لقيت حتى قبل عرضها صدىً إيجابياً كبيراً كالمسلسل التاريخي 'أبو جعفر المنصور'، وأعمال نوعية كبيرة أخرى مثل 'بعد الفراق'، و'ظلّ الياسمين'، وغيرها.

الكوميديا

تعود mbc1 إلى جمهور مشاهديها بمجموعة وافرة ووافية من البرامج الفكاهية والمسلسلات الكوميدية الحصرية التي تفرح قلوب المشاهدين وتضفي نكهةً خاصةً على سهراتهم...

فيظهر بطلا 'طاش ما طاش' ناصر القصبي وعبد الله السدحان هذا الموسم في خلطة فكاهية متجدّدة عنوانها 'كلنا عيال قريّة'، ستفرح قلوب المشاهدين وتداعب أفكارهم والأحاسيس.. مضيفةً بذلك نكهةً كوميديةً يومية منتظرة. يعتمد ' كلنا عيال قريّة' على مبدأ الحلقات اليومية المنفصلة المتّصلة بحيث تحمل كلّ حلقة موضوعاً مختلفاً عن الآخر مع الحفاظ على رابط مشترك بينها يوحّد الحلقات ويتمثّل في الشخصيتيْن الرئيسيّتيْن 'كريم' و'سليم'، اللذين يلعب دورهما النجمان عبد الله السدحان وناصر القصبي.

ويعود 'بيني وبينك2' إلى جمهوره بحلّة جديدة ومتجدّدة، ليحظى بمتابعة المشاهدين وإعجابهم. فمن الرياض، إلى أبها، وصولاً إلى القارّة الأفريقية، يتسنّى للمشاهدين رؤية أبطال المسلسل حسن عسيري وفايز المالكي وراشد الشمراني ـ مفرح ومناحي وطارق ـ وهم ينتقلون بين تلك البلدان ويسعون جاهدين لاستغلال بعض الفروقات و'الثغرات' الثقافية والإجتماعية واللغوية فيها، وتحويلها إلى اسكتشات كوميدية مشوّقة ومواقف طريفة ليعيش جمهور هذا النوع من الكوميديا ساعة يومية من الضحك المتواصل.

أما 'الكاميرا الخفيّة' التي تحمل هذا العام عنواناً رديفاً هو 'وسّع صدرك' فتجسّد الكوميديا الواقعية التي تعتمد على استضافة نجوم معروفين ومحبّبين لدى الجمهور، وهم يتعرّضون لعددٍ من المفارقات الفكاهية وتحمل في جعبتها أفكاراً جديدةً ومختلفة، إذ تتحوّل الكاميرا الخفية إلى كاميرتيْن لا واحدة فقط، وهو ما يعكس الأدوار بحيث يصبح المُضيف ضحيّةً من خلال إيهامه بأنه شريك الكاميرا الخفية في خداع الضَيف، بينما تبقى في الحقيقة الكاميرا الخفيّة سريّةً.

البرامج الدينية

كما في كلّ عام، تحتلّ البرامج الدينية مكانتها على شاشة mbc1 ضمن شبكة البرامج المتكاملة خلال شهر رمضان الكريم. فللبرامج الدينية أثرها الطيب على نفوس المؤمنين بما توفّره من تعاليم سامية وقيم نبيلة وإرشاداتٍ دينية وفتاوى يهتدي بها الصائمون ويقتدون بها منارةً لقضاء حوائج دينهم ودنياهم.

فيعتمد البرنامج الديني اليومي 'حجر الزاوية' الذي يستضيف خلاله المقدّم مهند السَعوي على الهواء مباشرةً الدكتور الشيخ سلمان العوده على التفاعل مع المشاهدين من خلال إتاحة الفرصة لاستقبال المداخلات والاستفتاءات والاستفسارات الدينية المطروحة، وكذلك مناقشة المواضيع الدينية والدنيوية المتنوّعة التي تساهم في توجيه السلوك نحو الأفعال والممارسات السليمة والإيجابية.

ويعود أحمد الشقيري، مُقدّم ومُعدّ برنامج 'خواطر'، ليلتقي بجمهوره مجدّداً في الجزء الرابع من هذا البرنامج الديني الإجتماعي الشيّق ليطرح مجموعة من المواضيع والأفكار المُنتقاة بعناية، كالإبداع في العمل والتدخين والمعاكسات والسرعة في القيادة...الخ، ويسردها بأسلوبٍ جديدٍ وطابعٍ عصريٍّ.

ولحياتنا اليومية نكهة خاصة من منظار الداعية الدكتور الشيخ عائض القرني الذي يستضيفه المقدّم عادل أبو حيمد على الهواء مباشرةً في البرنامج الديني الشيّق 'حياتنا'، متناولاً من منظور ديني حياتنا اليومية كما هي بحلوها ومرّها.. بأفراحها وأتراحها ومختلف تفاصيلها البسيطة والمُعاشة، بعيداً عن التعقيدات.

خلف الحروف تختبئ الألوف..

ومسك الختام مع برنامج 'حروف وألوف' في موسمه الجديد، الذي يقدّمه الإعلامي محمد الشهري، في موسمٍ جديد وربحٍ أكيد على شاشة mbc1 خلال شهر رمضان. ملايين الريالات، والعديد من السيارات، بالإضافة إلى الجوائز العينية العديدة الأخرى بانتظار المشاركين في البرنامج الذي حقّق خلال المواسم الماضية نجاحاً ملحوظاً. تقوم فكرة البرنامج على دمج مسابقتيْن في مسابقة واحدة إحداهما على الهواء، والأخرى عبر الرسائل النصيّة smsالتي يرسلها المشاهدون.

تعتمد فكرة المسابقة الرئيسية على إمكانية اشتراك أي شخص فيها بمجرّد قيامه بالإتصال وطرح سؤاله على المُجيب الآلي، أو على إرسال السؤال عبر رسالة نصية قصيرة إلى رقم البرنامج، وبذلك تتاح للمشاهدين الفرصة بالإشتراك في المسابقة على الهواء مباشرةً، وربح جوائز قيّمة مما يعطي قيمةً مضافةً لمتتبّعي هذا النوع من البرامج الشيّقة. وكان 'حروف وألوف' قد حقّق في مواسمه الماضية نسب مشاهدة ملفتة ومتابعة يومية من قبل المشاهدين خلال عرضه على شاشة mbc1.

الجدير ذكره أن الدراما والكوميديا والبرامج الدينية في رمضان على mbc1 لن تنحصر ضمن إطار شاشة التلفزيون فحسب، فقد بات بإمكان الراغبين بالإستفادة من الخدمات التفاعلية التي توفّرها mbc، متابعة مختارات من الأعمال الدرامية والكوميدية والبرامج الدينية على أجهزة هواتفهم المحمولة، على شكل ملخّصات بطول 4 دقائق، كما يمكنهم اختيار متابعة حلقة كاملة من هذه المسلسلات والبرامج المختارة، وقبل يومٍ من موعد عرضها على شاشة mbc1، وذلك من خلال إشتراكهم بهذه الخدمة عبر إرسال رسالة نصيّة إلى الرقم المرافق لبلدهم.

القدس العربي في 26 سبتمبر 2008

 

يمثل دور صحافي يبيع الحوارات الصحافية لأكثر من مكان

خالد صالح: احببت التمثيل في 'بعد الفراق' لأنه مع هند صبري ويتحدث عن الام الحب

القاهرة - من أحمد الشوكي

عرفته النجومية وهو في سن السادسة والثلاثين ومن ثم لمع نجمه سريعا وبرع في أداء الأدوارالمعقدة حتى أصبح من أهم فنان الجيل الحالي ليذكرنا أنه امتداد لزكي رستم ومحمود المليجي واستيفان روستي حيث يتميز 'خالد صالح بالقدرة الكبيرة على التمثيل مع عدم الافتعال، كما تظهر ثقافته في حسن اختياره لأعماله والتي تضم 'جمال عبدالناصر' و'خلي الدماغ صاحي' و'محامي خلع' و'النعامة والطاووس' و'ميدو مشاكل' و'أحلى الأوقات' و'تيتو' و'خالي من الكوليسترول' و'ملاكي إسكندرية' و'حرب إيطاليا' و'فتح عينيك' و'عن العشق والهوى' و'عمارة يعقوبيان' و'أحلام حقيقية' و'هي فوضى' و'حين ميسرة' و'الريس عمر حرب' و'الرقص على سلالم متحركة' و'أم كلثوم' و'حكايات زوج معاصر' و'الدم والنار' و'محمود المصري' و'امرأة عادية' و'سلطان الغرام' و'بعد الفراق' الذي اعتبره قبوله له جاء لعدة أسباب.

سألته:

·         ما الذي دفعك لتصوير مسلسل 'بعد الفراق' لرمضان الحالي؟

لأن الممثلة 'هند صبري' تشاركني فيه، كما أنه يتناول علاقة الرجل بالمرأة وحال الاشتياق الناتجة عن الفراق وما يتبعها من آلام الحب، كما أن الشخصية التي أجسدها جذبتني كممثل.

·         ألا تعتبر ان ظهور الممثل كل عام في عمل درامي رمضاني يضر به حيث يمله الناس؟

بالفعل الظهور كل عام ليس في صالح الفنان دائما وقد كانت لديه رغبة في عدم الظهور بعد 'سلطان الغرام' حيث أرى أن الفنان يجب أن يحافظ دائما على مسافة من الشوق بينه وبين الجمهور.

·         ألا ترى أن سنك اكبر من الشخصية التي تجسدها في 'بعد الفراق'؟

بالعكس لقد جاء 'مكياج' شخصية يوسف في المسلسل أصغر من مظهره ليتناسب مع طالب بالمرحلة الجامعية.

·         كيف ترى الانتقادات ايضا التي توجه للمسلسل مثل الاستسهال وعدم الدقة في عرض شخصية الصحافي؟

ما يحدث ليوسف في المسلسل يمثل حالة خاصة جدا، حيث فوجئ بأن كل زملاءه سبقوه في العمل وأنه لم يعد له مكان وسطهم، ولم يبق أمامه إلا طريق وحيد، وهو العمل بأي شكل حتى لو كان من خلال إعادة صياغة الحوارات الصحافية وبأبخس الأسعار، كما أن لي أصدقاء من الوسط الصحافي من الشباب يؤكدون أن فرص إبداعهم محدودة للغاية.

·         كيف تشعر بالمنافسة بينك وبين يحيي الفخراني و'نور الشريف' وأيضا 'شريف منير'؟

هذه الأسماء هم أساتذتي وقد تعلمت منهم الكثير، وليس هذا ما تفرضه الدبلوماسية ولكنها الحقيقة، وقد تعلمت على مدار عمري من أعمالهم ومازلت، ويكفيني شرف التواجد بجوارهم على شاشة رمضان، وبالنسبة للنجوم الشباب فأكثرهم أصدقائي وأتمنى أن يكون نتاج عملنا جميعا إعجاب المشاهد.

·         هل تختار تجسيد الشخصيات القريبة منك؟

لا بالطبع، وإلا سأكون لست مبدعا، فأنا أختار الشخصيات البعيدة عني تماما لأتمكن من تشريحها وتجسيد ملامحها الداخلية.

·         لماذا طالبت بتغيير اسم البطل في 'بعد الفراق' من 'ناجي' إلى 'يوسف'؟

حتى يكون سهلا على آذان الناس، وقد كان هذا تردد بهذا الشأن أنني أعيش حالة النجومية بعد طلب تغيير اسم الشخصية التي ألعبها في المسلسل وأشعر بالحزن كلما سمعت كلمات تؤثر على علاقتي بالناس.

·         بماذا تفسر ظهورك كنجم في مرحلة متأخرة من عمرك نسبيا؟

كما ذكرت، هو تأخر نسبي، فقد بدأت في وقت مناسب، وليس من وقت محدد بالضبط على كل فنان أن يظهر فيه.

·         كيف استطعت أن تجسد دورك كسياسي في عمارة يعقوبيان، وكأمين شرطة في 'هي فوضى'؟

هما شخصيتان تبعدان تماما عن شخصيتي الحقيقية، فأنا مسالم لا أحب المشاكسة. وكانتا تحديدا لي، كما سبق وذكرت لك أني أحب تجسيد الأدوار التي تبعد عن شخصيتي الحقيقية!

القدس العربي في 26 سبتمبر 2008

 
 

'باب الحارة' يظهر وجها متنورا ومتفتحا و'اهل الراية' خرج عل نمطية الحارة الشامية

زهرة مرعي

غاص 'باب الحارة' في تفاصيل حياة أهل حارة الضبع وأخذ لنفسه حيزاً واسعاً في إطلاعنا على مشكلات عصام مع 'نسوانو التنتين الله يساعدوا'. كل من أهل حارة الضبع كان ملهياً إما بمشاكله التفصيلية الخاصة، أو بالمشكلة المستجدة مع العقيد أبو عرب وتسلحه. لكن الجميع نسي ودون مبرر تلك المرأة 'المستورة' إبنة أبو عصام والتي وقع زوجها أثناء عمله في 'الفعالة' ولم يقو بعد على القيام من سرير المرض، فباعت زوجته كل ما تملك لتطعمه مع أطفاله، ومن ثم وجدت في التطريز باب رزق لعائلتها. وهي بنفسها قالت 'الله يرحمك يا أبي من يوم مارحت ماعاد حادا دعس باب بيتي'. فهل يُعقل نسيان تلك المرأة من تلك العائلة التي عرفنا فيها أبو عصام أول من كان يمد يده للتكافل والتضامن مع العائلات المستورة؟ هو حتى الآن موقف غير مبرر وليس لصالح العلاقات الإجتماعية والايجابية التي ميزت أهل حارة الضبع.

إلى الملاحظات الكثيرة عن 'باب الحارة3' الذي غاص في تفاصيل ليس لها كثير من المبررات ليفقد معها عصبه المتين الذي كان في الجزأين الأول والثاني، نشير هنا إلى أن المسلسل في حضوره الحالي أطل علينا 'بفك حداد' وها نحن نصل إلى نهاياته ولم تمر بعد 'سنوية أبو عصام'. فهل هذا يعني أن مسلسلاً من 30 حلقة يدور في إطار زمني قصير لهذا المدى؟ وإذا كان هذا صحيحاً فهذا يعني قصوراً في تصور وتخيل الزمن التراكمي وتأثيره في الحياة السياسية والإجتماعية للمجموعة البشرية التي هو بصددها بحيث أصبح تأريخاً ليوميات.

في تفاصيل 'باب الحارة' لفتتنا تلك الشخصية المنفتحة التي ظهر عليها أبو حاتم. فهو بدأ يُظهر الوجه المتنور والمتفتح لحارة تميز سكانها بالتزمت والمحافظة الشديدة حيال النساء. وهو كان أول من إقتنع بضرورة إحضار طبيب رجل لمداواة زوجته بعد وقوعها على السلم. هو موقف متميز ومتقدم في حارة لم يلمح بها رجل وجه إمرأة 'تحل له' حتى وإن كان التطبيب يتم بالواسطة ومن خلال إحدى بنات أم حاتم التي تضع سماعة الطبيب حيث يشير لها. وحتى وإن كان هذا الطبيب قد حاول إرشاد القابلة من خارج الغرفة إلى كيفية التعامل مع أم عصام في ولادتها التي لم تكن حقيقية.

لم يقف إنفتاح وتفتح أبو حاتم عند هذا الحد، بل هو وافق على أن تتعلم إحدى بناته التمريض لتكون فيما بعد مساعدة للطبيب الأول في الحارة خاصة في معالجة النساء. وفي آخر الحلقات التي تابعنا كان أبو حاتم يحاول إقناع جاره بضرورة عرض زوجته على الطبيب، لأنها لم تشف من خلال الأدوية التي ركبها لها عصام. وقد سانده شيخ الحارة في هذه الدعوة، وإتفق الإثنان أن هذا الطبيب حالف يمين الأمانة في عمله.

أما في الجانب الإنساني العاطفي فإن أبو حاتم يمثل في حضوره في الجزء الثالث من المسلسل ذلك التبدل في شخصية الرجل رب العائلة. فبدل أن نسمع على الدوام 'أمرك إبن عمي' و'أمرك يا أبي' سمعنا أبو حاتم في حوار لطيف ورومانسي بينه وبين زوجته المريضة عندما حاولت تقبيل يده وهي تقول له الجملة المشهورة في باب الحارة'الله يخليلي ياك يا تاج راسي'، وجدنا أبو حاتم يفيض حباً وعطفاً وحناناً وهو يردد لزوجته 'إنت أيدك اللي بتنباس.أنا طول عمري خدام إلك ولبناتك'.

وبالعودة إلى أبو شهاب وتلك الشخصية الطاغية في حضورها على جميع من حولها وجدناه ليناً طرياً محباً وحتى عاشقاً ومتسامحاً مع بعض 'نتعات زوجته'.

هذه بعض من التحولات والتغيرات على الصعيد النسائي في باب الحارة، يضاف إليها دخول العلم والتعلم إلى بعض شبابها. هي تعديلات في الحياة الإجتماعية أملاها الزمن، رغم أنه في 'باب الحارة3' ما زال زمناً محصوراً في أشهر، حيث لم يتعب الكاتب نفسه في تخيل واسع يذهب من خلاله إلى أحداث تغني حضور الممثلين وسيرورة النص، ليخرج من سياق آني بليد إلى حد ما. وكل ما شاهدناه وسنشاهده في الأيام المتبقية من شهر رمضان يقول بأن لا ضرورة لجزء رابع من 'باب الحارة' فهو حتى الآن إستهلك نفسه.

خزان أحداث

بعد الأسبوعين الأولين على مشاهدتنا لمسلسل 'أهل الراية' دخلنا في النصف الثاني من المشاهدة لنكون مع تفجر دراماتيكي للأحداث. تلك الأحداث التي تمثلت في أكثر من حبكة درامية مشغولة بجهد. تبدأ من شخصية الأفندي الذي حاول بسلطته وتسلطه أن يهتك عرض إمرأة تقية ورعة، مستغلاً فقرها، وكان مصيره القتل على يد إبنها 'الحر إبن الحرة'.

تراكم الحدث الدراماتيكي تزايد مع كمية الشر المختزنة داخل زوجة سلطان أبو الحسن، والتي قضت على كل من حولها واحداً تلو الآخر، بهدف أن تخلو الساحة لها لتنفرد بأبي حسن بعيداً عن لازمة ضرورة الإنجاب الذي لا تملك مقوماته. 'دلال' مثلت ولا تزال في 'أهل الراية' تلك المرأة التي يسأل المشاهد على الدوام هل يُعقل وجود إنسانة بهذا القدر من الشر والمكيدة؟ خاصة بعد تركيبها المتقن جداً والمقنع إلى حد ما لحكاية 'قطر الندى' وإرتكابها 'للعيبة'. وما أدراك ما هي 'العيبة' في ذلك الزمن؟ لكن اللافت أنه بعد موقف الأب أبو الحسن الغارق في همه وإنكساره الكبيرين، كان حكماء حارة 'بير التوتة' على قناعة، إنما دون دليل بوجود 'ملعوب'.

إذن 'أهل الراية' في جزئه الثاني من شهر رمضان خرج جزئياً من نمطية الحارة الشامية التي باتت محفوظة من قبل المشاهدين ظهراً عن قلب لكثرة المسلسلات التي تناولتها، ليدخل في شخصيات مركبة تبعد الحارة عن الخير الذي غرقت به لزمن. هي الشخصيات الشريرة بإمتياز، والتي من شأنها أن تثير المشاهد الحساس وتجعله ينقم على تلك الشخصيات ويتمنى صفعها إن لم يكن أكثر. هي بالفعل حلقات مشوقة، تجذب المشاهد وتدفعه ليتمنى مساراً متواصلاً للحلقات، يتم فيها القضاء على الشر، وإظهار الحق. وبخاصة براءة 'قطر الندى' من تهمة 'العيبة'. ولعل كثيراً من المشاهدين يتمنى لو يتم تعليق حبل المشنقة لـ'دلال' لحجم الشر الذي يلهب داخلها على كل من حولها.

'أهل الراية' في جزئه الثاني يستحق الثناء ويستحق تعلق المشاهدين به أكثر من تعلقهم السابق بباب الحارة. أما فيما يخص الخطأ الذي وقعت به في الأسبوع الماضي حيث قلت بقرار شيوخ الحارة وكبارها بتزويج الرجل الشاب من زوجة أبيه، وهو خطأ ناتج عن فقدان الصلة بواحدة من حلقات المسلسل. فأقدم إعتذاري للقراء الأعزاء الذين لاموني على ما وقعت به. لكني وفي كل الأحوال أكرر موقفي بضرورة أن تكون النظم والقوانين الإجتماعية والدينية في خدمة الإنسان، وأن تراعي مشاعره الراقية. تماما كما تلك المشاعر التي لمستها في مناجاة ذلك الشاب وصدقه وصدق المرأة التي كانت زوجة أخيه وأنشأته ورعته طفلاً.

' صحافية من لبنان

zahramerhi@yahoo.com

القدس العربي في 26 سبتمبر 2008

 
 

دراما سورية في مواجهة معارك رقابية:

حذوفات ومنع عرض وتصدير وتهديد جهات رسمية!

دمشق من محمد منصور

تواجه بعض الأعمال الدرامية السورية التي تعرض في المحطات التلفزيونية في دورة رمضان، معركة شرسة مع الرقابة السورية، ومع جهات حكومية أخرى وصلت حد التلويح باللجوء إلى القضاء، بحجة الإساءة والقذف والتشهير.

المعركة بدأت بمنع عرض مسلسل (أسمهان) على قنوات التلفزيون السوري... بحجة اعتراض بعض أقرباء المطربة الراحلة حول الصورة (غير المثالية) التي تقدم بها، وحسب مصدر مطلع فإن أسباباً أخرى وقفت وراء المنع منها ادعاء وتهويل بعضهم أن في العمل (إساءة إلى الطائفة الدرزية) التي تنتمي إليها المطربة أسمهان!

منع عرض مسلسل (أسمهان) من العرض في التلفزيون السوري، لم يحل دون تسابق المحطات الأخرى على عرضه... وبالتالي فالمشاهد السوري يتابعه في خيارات عرض مختلفة، لم يؤثر عليها مطلقاً موقف التلفزيون السوري السلبي منه!

)رياح الخماسين)... دراما عن معتقل سياسي!

وبعيداً عن الاعتبارات الشخصية، واعتراضات الأهل... واجه مسلسل (رياح الخماسين) للكاتب أسامة إبراهيم والمخرج هشام شربتجي، معركة قاسية بعد أن أوقفت الرقابة عرضه على القناة الثانية في التلفزيون السوري، وعلى قناة (الدنيا) الخاصة المقربة من السلطات السورية... إلا أن إدارة القناة نفت من جهتها أن تكون قد امتثلت لأوامر رقابية... كما قيل إن هناك ضغوطاً (لم تتأكد مدى صحتها) مورست على قناة (الجديد) اللبنانية، لوقف عرض العمل الذي يتحدث عن معاناة معتقل سياسي قضى خمس عشرة سنة في السجن قبل إطلاق سراحه، حيث يتم رصد علاقته بالمحيط وتعامله مع بيئته وعائلته، كما يرصد مساعيه للحصول على عمل، والمضايقات التي يتعرض لها جراء كتابة التقارير التي تشكك بولائه وانتماءاته السياسية، وتجعل من سجنه وصمة تلاحقه.

وقد علم لاحقاً أن الرقابة السورية تراجعت عن حظر عرض مسلسل 'رياح الخماسين' وأعطت موافقة بالسماح بالعرض والتصدير بعد عرض المسلسل على لجنة مشاهدة مختصة في إعادة مشاهدة الأعمال التي تحيلها إليها إدارة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في ضوء تظلم الجهة المنتجة.. إلا أن اللجنة المذكورة لم تعط موافقتها إلا بعد طلب الكثير من الحذوفات التي طالت الكثير من التفاصيل المؤلمة التي عرضها المسلسل، الذي يعتبر هو الأول من نوعه في سياق التطرق لمعاناة تجربة الاعتقال السياسي وذيولها في سورية.

)بقعة ضوء) سخرية من الأمن الجنائي!

أما الجزء السادس من مسلسل (بقعة ضوء) الذي خفتت حرارته في الجزأين الأخيرين... فقد تعرض لحذوفات كثيرة، عبّر مخرجه سامر البرقاوي عن ضيقه منها، وطلب من الرقابة استشارته على الأقل في الحذوف كي لا يؤثر ذلك على سوية ومضمون اللوحات الانتقادية التي يقدمه فيها العمل هذا العام، تشريحاً للواقع السوري بمختلف جوانبه ومظاهره السلبية التي تنخر الحياة العامة.

وعدا عن حذوفات رقابة المشاهدة في التلفزيون السوري، فقد استفزت لوحة (كرت عزيمة) للكاتبة رنا الحريري، إدارة الأمن الجنائي في سورية، التي أفادت مصادر مطلعة في التلفزيون السوري لـ (القدس العربي) عن نيتها رفع دعوى قضائية باسم وزارة الداخلية، ضد وزارة الإعلام والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، لأنها من أعطت الموافقة على تصوير النص، ثم لأنها سمحت بعرض هذه اللوحة التي تسيء للأمن الجنائي... ناهيك عن مقاضاة أسرة مسلسل (بقعة ضوء) الذين توعدهم مصدر رفيع في إدارة الأمن الجنائي بأنهم (سيدفعون ثمن سخريتهم ممن يسهرون على أمن الوطن) معتقداً أن (هذه الإساءة المتعمدة إنما تخدم أعداء هذا البلد وهذا ما لن نسكت عنه أبداً)

وكان الفنان باسم ياخور قد أدى بطريقة ساخرة، ولا تخلو من استفزاز فني محبب، دور ضابط في الأمن الجنائي يتولى التحقيق في قضية سرقة سيارة، وفي صباح اليوم التالي تعود السيارة إلى مكانها وفي داخلها بطاقة دعوة لثمانية أشخاص على مأدبة غداء في أحد المطاعم خارج المدينة، فيحضرها الضابط وعناصره إضافة إلى صاحب السيارة الشاب وزوجته، اللذين يكتشفان سرقة منزلهما عند عودتهما إليه، حيث استغل سارق السيارة هذه الحيلة لإبعادهما وإبعاد عناصر الأمن عن المنزل كي تتاح له سرقته بسهولة... وقد حفلت اللوحة بالكثير من المفارقات التي صيغت بأسلوب كوميدي فاقع، فيه تهكم واضح على قدرة الأمن الجنائي على التخفي، وإشارات ساخرة حول طريقة تقاضي بعض عناصره للرشاوى وتفكيرهم الدائم بها أثناء عملهم.

لوحات أخرى ممنوعة!

وقد علمت (القدس العربي) من مصادر في التلفزيون السوري، أن هناك العديد من اللوحات الأخرى في مسلسل (بقعة ضوء) التي رفضتها الرقابة في التلفزيون السوري ومنعت عرضها، ومنها لوحة بعنوان (مفجر الجسر) يقوم فيها صحافي بزيارة إحدى البلدات في المنطقة الجنوبية من سورية، للتحقيق في حادثة تفجير جسر أثناء الاحتلال الفرنسي... إلا أنه يفاجئ في النهاية أن كل أهالي القرية يدعون أن أجدادهم أو أحد أقاربهم هو من قام بتفجير الجسر!

وقد رفضت الرقابة هذه اللوحة لأنها تشير إلى بيئة محددة، ولأنها تتهم عامة الشعب السوري (بالمتاجرة بالوطنية) على حد تعبير بعض الرقباء!

وأمام هذه المعارك الرقابية التي تثير الشارع السوري، وتدفعه لمزيد من الاهتمام بالأعمال التي يلاحقها مقص الرقيب، لأنها تشكل برأي الكثيرين- أفضل دعاية على مستواها الفكري المتميز، فإن ثمة الكثير من الأسئلة التي تطرح نفسها من قبيل:

1- كيف تتم إجازة نصوص هذه المسلسلات قبل تصويرها (وهو أمر ملزم لجميع الأعمال التلفزيونية التي تصور على أراضي الجمهورية العربية السورية مهما كان مصدر إنتاجها) ثم تمنع أثناء العرض؟!

2- ما الذي يجنيه التلفزيون السوري، سوى المزيد من سوء السمعة حين يرى المشاهد السوري بعض تلك الأعمال وهي تعرض كاملة على المحطات الأخرى، بينما تعرض على قنواته الوطنية وقد حذفت منها العديد من المشاهد والجمل واللقطات!

وقد توجهنا بهذه الأسئلة إلى أحد المطلعين على آلية عمل الرقابة فأفاد بأن المشكلة الأساسية التي تؤدي لمثل هذه الازدواجية في المعايير الرقابية، هو كون لجان قراءة النصوص تابعة لجهة (مديرية الإنتاج التلفزيوني) بينما لجان المشاهد تابعة لجهة أخرى (رقابة البرامج التابعة لمديرية التلفزيون) وبالتالي لا يوجد تنسيق بين الجهتين... كما أن العديد من رقباء النصوص (لا يقرأون ما بين السطور) ومنهم من تم تكليفه بهذه المهمة (كتنفيعة لا أكثر) حسب المصدر المطلع!

أما فيما يتعلق بالسؤال الثاني... فيتذرع المسؤولون في التلفزيون السوري عموماً، بأنهم يعملون في محطة رسمية، وبالتالي لا يجوز عرض ما تعرضه المحطات الأخرى من أفكار وطروحات نقدية... لأن هذا يسيء للخطاب الرسمي الذي يمثله التلفزيون ويتبناه ويدافع عنه!

وأيا يكن من أمر... فالمعارك الرقابية التي تواجهها بعض المسلسلات السورية في دورة رمضان، تؤكد بالنسبة لكثير من المتابعين أن الفن في سورية ما زال بخير... وأنه أمام جمهرة الكتاب الذين يرون في الدراما التلفزيونية تسلية سطحية تدر الكثير من المال، ثمة كتاب مازالوا يأملون بأن يحققوا اختراقات في تصوير الواقع المعاش والتعبير عن آلامه ومعاناته التي تتفاقم يوما بعد يوم، ولا سبيل للحد منها، إلا بتسليط الضوء عليها بكل جرأة وسخرية واستفزاز إذا تطلب الأمر... وحتى لو وصل الأمر بالمستفزين إلى ساحات القضاء!

القدس العربي في 26 سبتمبر 2008

 
 

بعض الكوميديا.. تهريج لا فائدة ترجى منه

وأمّا بظُرف الأوّلين فحدّث!!

صابر سميح بن عامر

فى رمضان وككل عام، تحفل القنوات الفضائية العربية بسيل جارف من المسلسلات و"الست كوم" الكوميدية، وكأن الضحك وفن الإضحاك لا يستقيم إلا فى الشهر الكريم!؟

ليعود المشهد التلفزيونى العربى اثر انقضاء الشهر الفضيل إلى سالف كآبته الدرامية والمنوعاتية والإخبارية خاصة –وما أفظعها–، والكوميديا التلفزيونية الرمضانية ظاهرة ليست دخيلة على بيوتنا العربية وموائدنا الرمضانية، فالمسألة لها اليوم من السنوات ما يفوق عمر جيل وأكثر بجميع تنويعاتها المشهدية من "الفوازير" قديما إلى المسلسلات الهزلية والكاميرا الخفية التى اكتسحت كلّ القنوات زمن انعدام الفضائيات سنوات الثمانينات وبدايات التسعينات، لتأتينا ضحكاتها المفتعلة مسُتوردة حينا ومحليّة فى أحيان أخرى، وصولا إلى "الست كوم" -وما أدراك من "الست كوم"- وكم شبيهة كلمة "الست" هذه بلفظة "ست" الأنثوية المصرية زائد "كوم" القريبة فى رسمها الخطى بلفظ "قُم" ليستقيم لنا المعنى إن جمعنا الكلمتين معا بـ"ست قُم" وانتفضى من أمام شاشة التلفزيون، فالعيال جائعون.. والبعل يُهدّد بخواء البيت من "الست"!!

ومهما يكن من أمر التنويعات التلفزيونية الأربعة أو الخمسة أو المئة المقدّمة فى كل رمضان لكوميديا الهزل والمهزلة، البعيدة كل البعد عن الكوميديا الجادة والجيّدة – مع بعض الاستثناءات طبعا – فالمعروض يحتمل من النقد والانتقاد أقصاه ومن الطرافة والحكمة أقساها!

فما يشاهده المواطن العربى اليوم على فضائياتنا العربية المفتوحة والمشفّرة، بل وبالقنوات المحلية أيضا، كوميديا همّها الوحيد الإضحاك فالإضحاك لا غير، لتسقط فى التهريج البعيد كل البعد عن فنّ المهرّج بكل مافيها من "كوميديا دى لارتي" الإيطالية ومن "ميم" و"بانتوميم" خاص والمحسوب بقياس فى حركاته وإيماءاته، زائد العبث و"الملهاة" وغيرها من الخصوصيات الخاصة لمدرسة فنّ المهرّج التى لا تسمح ورقتى الصغيرة هذه لاستعراضها كلّها.

أجل، فما نشاهده اليوم فى قنواتنا العربية الرمضانية خاصة، إضحاك أشبه بالتراجيديا المضحكة المبكية. ترجيديا الحركات والإيماءات والسقوط المجانى والتأتأة المرضيّة لفنان يستبيح لنفسه ركوب دور مركّب دون مركب ولا شراع يحميه من السقوط فى مزبلة النسيان على خلفية أدائه التشخيصى الركيك.

فالإسم العلمى للكوميديا هو "الملهاة" والإسم العلمى للتراجيديا هو "معاناة" وما بينهما شقاء للمتقبّل وخواؤء فى المعروض.. فما بين الكوميديا والتراجيديا خيط رفيع فاصل يفصل ويجمع فى آن بين اللونين، ومتى توفّرت الآلات والطاقات القادرة على التشخيص، إلاّ وأتتنا الكوميديا فى شكلها الرمزى الهادف المحمّلة بالمعانى والرسائل من خلال أساسيات أوليّة وبديهية.. كالكوميديا السوداء التى تناقش هموم الناس وتستشرف طموحاتهم، علاوة على كوميديا الموقف المخاطبة رأسا للعقل والقلب معا.

لكن فضائياتنا العربية وصنّاع الضحك فيها، استباحوا هذا "الجُرم" فى حق فنّ عريق غيّر وجه العالم ذات ابداعات "شابلينيّة"، ولكم أن تتذكروا احدى آثاره الفنية الراسخة فى عمق القهقهقة والتفكّر، وأعنى تحديدا شريطه السينمائى الإستشرافى أيامها "الزمن المعاصر" المتحدّث عن "التيلرة" والفوردية زمن بداية الثورة الصناعيّة.. لتسقط قنواتنا العربية اليوم وللأسف المؤسوف عليها أصلا فى "تيلرة" فن الإضحاك واستنساخ وجوه هزليّة فرديّة تارة، وثنائية تارة أخرى فثلاثية فى أحيان كثيرة سمتها الأساسية ملامح شوّهت عمدا وإعوجاج مُفتعل فى جسد لا يستقيم له عمود فقرى إلاّ خارج بلاتوهات التصوير لتأتينا الحركات والأيماءات فقيرة كفقر فاعلها الحسى والحركي. وأمّا بظُرف "لوريل" و"هاردي" فحدّث!!

العرب أنلاين في 26 سبتمبر 2008

 

 

المهمشون يغزون الدراما التلفزيونية الرمضانية المصرية!

القاهرة-وكالات

تراجعت القصور والسيارات الفارهة للمرة الأولى فى عدد من المسلسلات المصرية التى غزاها المهمشون وأطفال الشوارع بعد النجاح الكبير الذى حققه عدد من الأفلام السينمائية التى ركزت على هذا القطاع من المجتمع.

وركزت ثلاثة مسلسلات تعرضها الشاشات العربية خلال شهر رمضان على المهمشين وجعلت منهم المحرك الأساسى للاحداث فى حين تعرضت مسلسلات اخرى لقطاعات من مجتمعاتهم.

ويؤكد الناقد سيد محمود ان "النجاح الكبير الذى حققه الفيلم التسجيلى "البنات دول" لتهانى راشد عالميا وافلام "هى فوضى" ليوسف شاهين وخالد يوسف و"حين ميسرة" لخالد يوسف وقفت وراء اتجاه الدراما الى الاهتمام بالمهمشين واطفال الشوارع فى المسلسلات الرمضانية هذا العام".

ومن أهم هذه المسلسلات التى تفوقت فى كتابة السيناريو أول مسلسل تلفزيونى يكتبه كاتب السيناريو بلال فضل "هيمة ايام الضحك والدموع" من اخراج جمال عبد الحميد.

ورأى الناقد أشرف بيومى فى هذا العمل "مسلسلا متميزا من حيث الكتابة قدم خلاله بلال فضل اسقاطات اجتماعية متعددة بينها اوضاع المناطق الشعبية فى جزيرة الوراق ومواجهة اهلها مع رجال الأعمال الذين يحاولون الاستيلاء عليها فى اعادة للواقع الذى تعرضت له جزيرة الدهب قبل بضعة أعوام".

وفى الوقت نفسه تعرض المسلسل لموضوع بطالة الشباب واحالة الموظفين على المعاش المبكر والمآسى الإجتماعية بعد عمليات الخصخصة وبيع شركات القطاع العام والفساد الحكومى إلى جانب الاحباطات التى يتعرض لها جيل الشباب والعلاقات العاطفية بين الشباب والفتيات.

واعتبر بيومى ان "المسلسل كان يمكن له أن يكون من أفضل المسلسلات لولا هبوط اداء بعض شخصياته الرئيسية مثل عبلة كامل وداليا ابراهيم واسامة عباس مما قلل من تميز أداء ابطال المسلسل احمد رزق وحسن حسني".

من جانبه يصور المسلسل الثانى "بنت من الزمن ده" لسامى محمد على وتأليف محمد الغيطى عالم الشارع الخلفى للمدينة حيث تعيش بطلة المسلسل بائعة الفل "داليا البحيري" بالقرب من شارات المرور.

ويصور المسلسل من خلال بائعة الفل هذه عالم الشباب والأطفال الذين يعيشون فيه تحت مستوى الفقر.

ويصور العالم العدوانى الذى تعيشه هذه الفئة من المجتمع المصرى التى تبنت أيضا "عددا من البلطجية الذين يفرضون انفسهم بالقوة على اقتسام لقمة العيش مع المتسولين وبائعى المناديل الورقية والورد كما تظهر فى المسلسل من خلال شخصية باسم السمرة البلطجى المهيمن على مقدرات الحارة"، حسب الناقد عادل عباس.

أما المسلسل الثالث "قلب ميت" لمجدى أبو عميرة وتأليف أحمد عبد الفتاح فالى جانب تصويره واقع الطبقات المسحوقة فى المجتمع المصرى التى تسعى لتحسين أوضاعها دون جدوى فى مواجهة واقع قاس لا يتيح فرصة أمام الشباب فى فتح بوابة أمل، فانه يستند الى الاثارة فى ظل محاولة البطل ايجاد فسحة امل ولو بالقوة له للعيش بكرامة.

لكن بيومى يرى ان المسلسل يحتوى عددا من "الهفوات الفنية الناتجة عن الأداء واختيار فنانين يتجاوز عمرهم العمر المفترض لهم فى المسلسل مثل البطل شريف منير الذى يفترض انه فى الثلاثينات بينما تجاوز فى عمره الخمسين والمبالغات فى اداء جمال اسماعيل فى دور الأب".

هذه المسلسلات الثلاث ارتكزت بشكل رئيسى على عالم المهمشين فى حين ركزت مسلسلات اخرى على قطاعات من هذه الفئة مثل "فى يد امينة" للمخرج الأردنى محمد عزيزية وبطولة يسرا التى تقوم باداء دور صحافية.

أما مسلسل "بعد الفراق" لشيرين عادل وبطولة خالد صالح الى جانب هند صبرى فى اول ظهور لها على الشاشة الصغيرة، فيصور انتقالهما الطبقى فى اطار نمطى فى الدارما المصرية.

فهند تنتقل بقفزة درامية غير عقلانية من خادمة الى سيدة اعمال فى حين يقفز خالد صالح من صحافى صغير الى رئيس تحرير صحيفة متميز على أقرانه فى المهنة.

العرب أنلاين في 26 سبتمبر 2008

 
 

«دموع في حضن الجبل».. دراما «صعيدية» بنكهة خليجية

أبوظبي ـ عبير يونس

اختار المؤلف الإماراتي هاشم القيسية قرية المحمودية في صعيد مصر، مكاناً لأحداث مسلسله «دموع في حضن الجبل» الذي يعرض يومياً ضمن خارطة الدراما الرمضانية على قنوات «إنفينيتي» و«المصرية» و«الدراما». ويعكس المسلسل الذي أنتجته شركتا الريف للإنتاج الفني الإماراتية، وصوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، حياة الصعيد بكل تفاصيلها، وإن أخذت طابعاً خليجياً، لأن الكاتب وشركة الإنتاج من الإمارات.

ويضم المسلسل عدداً من نجوم الشاشة على رأسهم يوسف شعبان وسعيد صالح وأحمد عبد العزيز ووائل نور ونيرمين الفقي وخالد محمود وصبري عبد المنعم وسلوى عثمان. كتب السيناريو حمدي يوسف واخرج المسلسل أشرف سالم. وتدور أحداث المسلسل حول الشاب أحمد الذي يؤدي دوره أحمد عبد العزيز ابن الشيخ عبد الجليل (يوسف شعبان). وكما يحدث عادة يجب عليه أن يتزوج أحمد من ابنة عمه العمدة. لكن زواج أحمد من زميلته الجامعية الثرية نهلة يعقد الأمور.

فيتوعد العمدة (سعيد صالح) وابنه جابر (وائل نور) بقتل أحمد، فيلحق الشيخ عبد الجليل بابنه إلى القاهرة، ويحذره من غضب العائلة، ويحاول إقناعه بطلاق زوجته. لكن حمل نهلة يمنعه طلاقها قبل أن تلد. وعملاً بمشورة ابن عمة أحمد المدعو «غريب»، استبدل ابن أحمد عند ولادته بطفل آخر ميت، ومن دون علم الأم. ويطلق أحمد زوجته، ويعود للريف فيتزوج من ابنة عمه، ويدير أعمال الوالد، وعندما تتزوج «نهلة»، طليقة أحمد مجدداً، يبوح الشيخ بالسر لابنه، ويقنعه بكتمان الأمر عن طليقته، ويعيد الطفل سيف للعيش في كنف والده.

يشب سيف ليصبح شرطياً بينما «أدهم ابن «غريب» يصبح مرشداً سياحياً. وتلعب الصدفة دورها في تعرف «مايسة» ابنة شقيق «نهلة» على «سيف» ويربط الحب بينهما. وتقرر الممرضة التي تآمرت مع الشيخ عبد الجليل والغريب ،على خطف سيف إخبار طليقة أحمد أن ابنها لا يزال على قيد الحياة. فتبدأ بالبحث عن ابنها، معتقدة على أنه أدهم. فتذهب إلى الأقصر للتأكد ويرافقها أخوها وابنتها آنجي. هناك يقع أدهم في حب آنجي ويقرران الزواج لكن الوالدة ترفض بشدة، ويقابل هذا الرفض رفضاً آخر من جهة عائلة أدهم التي تفاجأ بظهور نهلة مجدداً. لكن عندما تعلم سامية ابنة جابر والموعودة بالزواج منه بذلك تدعي أن أدهم قد اغتصبها، فيعود مسلسل الثأر من جديد.

في هذه الأثناء يلقي سيف القبض على عصابة من «المطاريد» ويقع تحت قبضته قاتل «الغريب» فيتردد في تسليمه للعدالة لأنه يريد الانتقام لمقتل عمه «الغريب» بنفسه. تهرب انجي مع أدهم فتسرع نهلة لتمنع زواجهما. وهناك ينكشف السر الذي خبأه الشيخ عبد الجليل وابنه عن القرية وعن سيف.

يذكر ان المسلسل يحظى بمتابعة كبيرة من الجمهور المصري على وجه الخصوص لما يضمه من ممثلين، وتصدر مقدمة المسلسلات الرمضانية الأكثر متابعة من الجمهور المصري، حيث انفرد بكونه المسلسل «الصعيدي» الوحيد في دراما رمضان لهذا العام.

أكد النجم يوسف شعبان خلال ندوة أقيمت في فندق «فورسيزون» بالقاهرة أن المسلسل يؤسس لجيل صعيدي جديد متعلم ومتحضر في مواجهة العادات والتقاليد القديمة الموجودة. سيعرض المسلسل حصرياً على قناة أبوظبي الفضائية بعد شهر رمضان الكريم مباشرة.

البيان الإماراتية في 26 سبتمبر 2008

 

دراما

بلاتوهات رمضان على صفيح ساخن

القاهرة - (دار الإعلام العربية) 

رغم انتهاء أكثر من ثلثي شهر رمضان إلا أن البلاتوهات لاتزال تشهد سباقا مشتعلا من جانب بعض المسلسلات التي لم يتم الانتهاء من تصويرها حتى الآن، مثل مسلسل الفنان يحيى الفخراني «شرف فتح الباب» الذي تقوم المخرجة رشا شربتجي بتصوير مشاهده المتأخرة حتى الآن.

وحسب الخطة كان من المقرر أن يتم تصوير آخر مشاهده بنهاية الأسبوع الماضي إلا أن الظروف حالت دون ذلك، خصوصا أن جميع المشاهد يشارك فيها النجم الكبير يحيي الفخراني الذي رفض أن يقوم بتصوير بعض المشاهد بعد شعوره بإرهاق شديد خصوصا أن المشاهد التي يتم تصويرها يتم عمل المونتاج لها أولا بأول. أبطال فريق عمل مسلسل «ناصر» أقام معسكراً مغلقا لسرعة الانتهاء من تصوير المشاهد المتبقية التي يتم تصويرها داخل مدينة الإنتاج الإعلامي، ومن المنتظر أن ينتهي تصوير المسلسل يوم 25 رمضان، والعقبة التي تواجه فريق العمل هي بناء ديكورات كاملة أولا بأول حتى أن منتج المسلسل محمد فوزي لم يستطع تحديد ميزانية المسلسل حتى الآن، وهناك من يؤكد أن ميزانيته خرجت دون إرادة المنتج حيث تتكلف الديكورات الخاصة بالمسلسل ميزانية ضخمة.

وفي مدينة الإنتاج أيضا يوجد معسكر شبه كامل لأبطال مسلسل «أسمهان» على رأسه النجمة سلاف فواخرجي التي تقيم بأحد الفنادق القريبة من المدينة، حيث يواصل فريق المسلسل الليل بالنهار لانتهاء تصوير المشاهد المتبقية منه.

وعلى الرغم من حرص الفضائيات والصحف على إجراء لقاءات مع «سلاف» بعد نجاح الحلقات الأولى للمسلسل إلا أنها ترفض ذلك تماماً حتى تنتهي من التصوير وظهور ردود الأفعال عليها، وكانت سلاف قد قامت خلال الأيام الماضية بدعوة أسرتها للحضور إلى القاهرة لقضاء أيام رمضان معها.

أما في أستوديو مصر، فيواصل الفنان ممدوح عبد العليم تصوير مشاهد مسلسله «شط إسكندرية» بعد أن كان من المفترض أن ينتهي التصوير يوم عشرين رمضان، إلا أن التصوير لم ينته للآن بسبب تغيير ديكورات المسلسل بشكل كامل في إحدى الفيلات بمنطقة المنصورية يصور المخرج أحمد صقر آخر مشاهد المسلسل.

وهو مشهد زفاف ممدوح عبد العليم ووفاء عامر يشارك فيه كل أبطال المسلسل ومنهم محمد أبو داود، علاء زينهم، صفاء الطوخي، جيهان قمري، عمرو سمير، ياسمين جمال، وعادل أمين، صقر وصل في المونتاج إلى الحلقة رقم 25.

من ناحية أخرى، يواصل المخرج إبراهيم الشقنقيري تصوير مسلسل «حكايات البنات»، وتقوم الفنانة إجلال زكي بدور والدة مها البدري التي تسبب المشاكل باستمرار لأنها أم متسلطة ومتمردة على حياتها وتصاب ابنتها بعقدة الخوف من الزواج بسبب عدم ثقتها في الآخرين.

وعندما يتقدم مدحت صالح لخطبتها ترى أنه الشخص المناسب لها، لكنها تخاف من تكرار مأساة أمها وترفض الزواج، يشارك في البطولة عمر الحريري، فايزة كمال، إيمان، ميمي جمال، نجوى فؤاد، هياتم، ومحمد الصاوي.

أما مسلسل «قمر» فكان من المفترض أن ينتهي تصويره منتصف هذا الأسبوع إلا أنه امتد إلى مطلع الأسبوع المقبل بسبب رغبة بطلة المسلسل فيفي عبده في إضافة مشاهد جديدة للحلقات وبهذا لم يتحدد حتى الآن ما إذا كان سيصل عدد الحلقات إلى 32 أم 34 حلقة؛ حيث عقدت فيفي جلسة عمل مع مساعدي المخرج تيسير عبود لتحدد لهم المشاهد الجديدة التي أضافتها التي تردد أنها مزيد من الخناقات والمشاجرات التي تدخلها مع كل أبطال المسلسل.

وبسبب ضيق الوقت واستمرار التصوير من بعد الإفطار مباشرة حتى صباح اليوم التالي يتناول الفنانون والفنيون وجبة السحور في الأستوديو، وبسبب المشاهد الإضافية اضطر المخرج تيسير عبود للخروج بكاميراته إلى ديكور المحكمة في مدينة الإنتاج لتصوير بعض المشاهد هناك، على الرغم من أن المشاهد المتبقية كان من المفترض أن تقتصر على البلاتوه ما بين شقة «قمر» و«الخمارة».

البيان الإماراتية في 26 سبتمبر 2008

 
 

سعاد عبدالله «فضة .. قلبها أبيض»

دبي ـ جميلة إسماعيل

تباينت الآراء واختلفت حول الدور الذي قدمته سعاد عبدالله في عملها الجديد، لأنها في هذا العمل قدمت دوراً لم تقدمه من قبل خلال مسيرتها الفنية الطويلة، وكان بالفعل مغامرة أقدمت عليها، حكم البعض عليها بالنجاح، بينما لم ير البعض الآخر أي معالم لتحقيق النجاح.

لأنه ومن وجهة نظرهم أن الفنانة القديرة سعاد عبدالله لا يجب أن تنزل لأي مستوى، خاصة بعد الارتقاء الكبير الذي حققته على مدى سنوات مسيرتها الفنية. «فضة قلبها أبيض» للكاتبة هبه مشاري حمادة ومن بطولة سعاد عبدالله، هدى حسين، عبير الجندي، حسين المنصور، خالد أمين، خالد البريكي، مرام، أسمهان توفيق وشجون ونخبة من النجوم الشباب.

مسلسل «فضة قلبها أبيض» دراما اجتماعية يتكلم عن حالة إنسانية، وتؤدي من خلاله الفنانة القديرة سعاد عبدالله دوراً صعباً للغاية، وبالفعل شكل مفاجأة للجمهور لأنها بذلت فيه مجهودا كبيرا ذهنيا و عضلياً.

حيث تجسد سعاد دور امرأة في الخمسين جسديا غير إنها لم تتجاوز العاشرة من عمرها عقلياً، وتتعامل ببراءة مطلقة مع محيط لا يرحمها ولا يقدر إنسانيتها فتقع تحت استغلال أخيها وأختها المادي، وتقع في دوامة من أحداث متتالية تقاوم بها مجتمعا لا يعترف بإنسانيتها وأهليتها العقلية.

وبعد مرور 20 حلقة من المسلسل، نستطيع القول إن الساحة الدرامية الكويتية كسبت مؤلفة جديدة، لديها مقدرة على كتابة نصوص بشكل محكم ومتعدد الأحداث الفرعية التي تصب كلها في الحدث الرئيس، وبحرفية شديدة في صياغتها للأحداث و إحداث حالة من الترقب لدى المشاهد.

وقد تميزت بتسليط الضوء على ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال فضة التي لا تعي ما يحدث من حولها،لكنها محبة للخير تكره كل الأشرار،فالرسالة واضحة أن هناك بعض الذئاب البشرية التي تستغل هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة.

فالموضوع الذي طرحته النجمة الكبيرة سعاد عبدالله في مسلسل «فضة قلبها أبيض» يعتبر من أكبر وأهم الأدوار التي يمكن أن نشاهده على الشاشة، خاصة أولئك الذين يجهلون الكثير من حياة هذه الفئة الخاصة، وأستطيع القول إنها نجحت بجدارة بتقديمه للجمهور.

وهذه شهادة تستحقها بعد أن شاهدت العمل، لأن دور المعاق يعتبر من الأدوار الحساسة جدا والشخصيات التي تحتاج إلى تقنية عالية لأدائها، فهي ليست مجرد دور يقوم به الفنان، ولكنه دور يحتاج إلى موهبة وقناعة في مثل هذه الشخصيات التي تعيش حالة خاصة لكي تستطيع أن تؤديها بطريقة صحيحة.

قدمت سعاد عبدالله هذه الشخصية بطريقة صحيحة ، فلم تبالغ فيها ، ولم تجعل منها أضحوكة ولم تخرج عن المألوف في مثل هذه الحالات، بل ظلت في حدود الشخصية بصورتها العامة التي نعرفها جميعاً، فقد غامرت في الاختيار ونجحت في الأداء ،واستطاعت ان تستنفر النقاد والمشاهدين في «فضة .. قلبها أبيض».

وبالنسبة إلى الممثلين نقول إن سعاد استطاعت أن تتجدد في دور فضة المركب، ولعبته بصورة يتعاطف معها كل من يشاهدها، وإن كان البعض قد رأى أن الدور غريب عليها، كما تألقت أيضاً الفنانة هدى حسين في شخصية الشريرة فايقة التي أعمى قلبها حب المال، فاستغلت أختها المسكينة.

وجسد كل من خالد البريكي وخالد أمين وحسين المنصور واسمهان توفيق وعبير الجندي أدوارهم بتميز، ويبقى اكتشاف مريم عبد الوهاب من مميزات المسلسل، إضافة إلى الظهور الجيد لفاطمة الصفي وشجون الهاجري. أما غافل فاضل فقد قدم رؤية اخراجية مناسبة للنص واظهر امكانات الممثلين.

ختاما .. تبقى سعاد عبدالله الباحثة عن ذوات الآخرين في فنها ورسالتها، هي الرسالة الانسانية التي قدمتها المبدعة «أم طلال» من خلال «فضة»، والتي مثلت فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في هذا العمل أفضل تمثيل، رسالة استوعبناها جميعاً وفي الوقت نفسه استمتعنا بأدائها الجميل.

البيان الإماراتية في 26 سبتمبر 2008

 

«أسمهان» يثير غضب عائلة الأطرش

دمشق ـ «الحواس الخمس» 

لم تهدأ الساحة الإعلامية العربية منذ أسابيع بسبب الجدل الدائر حول مسلسل «أسمهان» الذي يعرض حالياً في بعض المحطات الفضائية العربية، بسبب اعتراضات آل الأطرش على وقائع المسلسل. بعد الضجة التي أثارها نجل فؤاد الأطرش في القاهرة، ها هو الكاتب ممدوح الأطرش الذي كتب السيناريو، يتبرأ منه ويطالب الجهات الانتجاية والمحطات الفضائية بشطب اسمه كمؤلف وكمشرف عليه.

من جهة أخرى، ذكر موقع «سيريا نيوز» أن عائلة الأطرش تعتزم إقامة مؤتمر صحافي في الأيام القليلة المقبلة في دمشق بشأن مسلسل أسمهان، معتبرة أن هذا العمل يشوه تاريخ عائلة يعتز بها الوطن العربي. وقال ممدوح الأطرش: «إن أسمهان لم تكن كما صورها المسلسل قطعا، وأن العمل تضمن نصاً محرفاً تدخلت فيه الكثير من الأيادي الخفية الحاقدة، لتشويه تاريخ أسرة عربية عريقة. وعن كتابته نص المسلسل، أوضح الأطرش قائلاً: «إنني قمت بكتابة هذا العمل بالتعاون مع الكاتب رفعت الهادي وقمنا على مدى 5 سنوات بالبحث والتمحيص، وجمع المعلومات عن حياة أسمهان»، مضيفاً انه «بعد إتمام العمل وتقديمه إلى الرقابة، تم الاعتراض على بعض خطوطه».

وأشار المؤلف إلى انه بعد ذلك قام بتكليف الكاتب قمر الزمان علوش، لإعادة صياغة هذا العمل ضمن الخطوط الدرامية المرسومة في النص الأساسي، وفعلا نفذت إعادة صياغة النص». وفي السياق نفسه، قال الأطرش أنه «تنازل عن النص لشركة فراس إبراهيم لإنتاجه بشرط وهو موجود في عقد قانوني، بألا يخرج عن خطوط النص الأساسية». مضيفا أن «إبراهيم قام بتكليف نبيل المالح بإعادة كتابة النص من جديد، ثم علمت أن المصري بسيوني عثمان تدخل في النص أيضاً». وأضاف الأطرش انه «بعد مشاهدة حلقات العمل التي تعرض على الفضائيات الآن، وجدناها شذت عن الخطوط المرسومة مسبقاً، وغايرت تقديم الشخصيات وغالطت الكثير من المواقف التاريخية التي بنيت عليها ركائز العمل الدرامية».

لافتاً إلى أن «ذلك أدى إلى موجة غضب منه شخصياً ومن عائلة الأطرش ومن غالبية الناس». وأعلن الأطرش «انه وعائلته يستنكرون كل ما جاء في هذا العمل جملة وتفصيلاً»، مضيفا انه «شخصياً سيقوم بمقاضاة الجهات الإنتاجية والمحطات التي تعرض العمل من دون موافقته بالرغم من توجيه إنذارات متكررة لإيقافه».

وعن الإنذارات التي وجهت إلى المحطات الفضائية والجهات الإنتاجية، قال الأطرش انه «بناء على السيناريو الذي وقع بين أيدينا، والذي خالف جذريا كل الحقائق والوقائع التي ذكرت في النص الأصلي، قمت بتوجيه إنذارات إلى المحطات الفضائية والجهات الإنتاجية، وذلك قبل عرض المسلسل».

الاسم والشهرة: ممدوح الأطرش

مكان وتاريخ الولادة: عرمان

الحالة العائلية: متزوج

عدد الأولاد: 4

تاريخ العضوية في نقابة الفنانين: 15/ 12/ 1973

شهادة: خريج المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة

أعمال: في المسرح والسينما والتلفزيون

البيان الإماراتية في 26 سبتمبر 2008

 

أبطال الدراما بين مأزقي الصورة الملائكية ومصداقية الأداء

القاهرة ـ (دار الإعلام العربية) 

أهم ما يميز دراما رمضان هذا العام هو التنوع الكبير في موضوعاتها، ما أعطى انطباعاً عن اختلافها بشكل أضفى عليها سمة الجذب دون الإحساس بالملل، حتى في وجود العيوب الملازمة لدراما هذا الشهر، مثل المط والتطويل الذي يلجأ له النجوم بغرض توسيع مساحة أدوارهم، والحصول على أكبر وقت ممكن من ساعات العرض الرمضاني.

إلى جانب اتجاه البعض لتفصيل الأدوار، وهو ما أثبت فشله سابقا لعدة أسباب منها اختفاء السيناريست القادر على إلباس الشخصية الدور الملائم لها، ووصول نجوم الدراما إلى سن كبيرة لا يجدي معها استخدام أدوات الماكياج، وهو ما يتنافى مع تأدية هؤلاء النجوم لأدوار السن الصغيرة. رغم ذلك لم تسلم الدراما هذا العام من نمطية الأدوار المثالية، وإقدام الفنانين الكبار على تقديم الأدوار المثالية التي تظهرهم في صور ملائكة لا يقترفون الخطأ، وهو ما أفقد تلك النماذج مصداقيتها لدى البعض، وأظهرها في ثوب السذاجة المتناهية.

وليس أدل على ذلك من التصريح الذي أدلت به الفنانة سميرة أحمد حين أكدت أنها لن تؤدي أدوار الشر حتى لا يساهم هذا في تغير نظرة الجمهور تجاهها، وهو تصريح يفتقد للكثير من الموضوعية، فهذا إن دل فإنما يدل على أن نظرة الفنان للعمل الفني تقتصر على كونه أداة تقوم بتوصيل صورته الجميلة لجمهوره، وهو ما يتنافى مع دور الفن عموما من رصد وتشخيص ومحاولة إدراج الحلول للقضايا الراهنة بشكل موضوعي.

ملائكة الدراما : وجهة النظر تلك لا تقتصر على الفنانة صاحبة التصريح، بل إنها تمتد لتشمل الأغلبية الساحقة ممن يعملون في الدراما، ويحملون مسؤولية أعمال كبيرة، وهو الأمر الذي اعتبره البعض بمثابة ظاهرة تهيمن على مقادير الدراما في مصر. بنظرة سريعة إلى الأعمال الدرامية المقدمة الآن سنكتشف ما رمينا إليه، وذلك من خلال تجسيد هؤلاء لأدوار هي بعيدة كل البعد عن الواقعية، بل إنها تناسب صفات الأنبياء، فسميرة أحمد ويسرا وميرفت أمين دخلن هذا العام إلى الدراما من باب مفهومهن الخاص.

وبالتالي ظهرن بشكل ملائكي، وكأنهن مبعوثات العناية الإلهية لتخليص البشرية مما تعانيه، لذا فقدن مصداقيتهن، ولم يلتفت إليهن الجمهور، واحتلت أعمالهن مؤخرة سباق الدراما لهذا العام، ولم يشفع لهن مشوارهن الطويل مع الدراما، ولا حتى النجاحات السابقة لهن.

أيضا فإن مجدي كامل سار على نفس النهج في مسلسل «ناصر»، وإن كان ليس له يد في الأمر، ومسؤولية هذا تقع على كاتب المسلسل السيناريست يسري الجندي، الذي أظهر الزعيم جمال عبد الناصر دراميا، وكأنه مستحق للزعامة منذ طفولته.

وهي صورة نمطية يتوقعها أي شخص، بغض النظر عن انتماءاته السياسية، فساهم هذا في اتصاف الشخصية بالملائكية، ومداراة العيوب المعروفة بها، فأتى العمل مناقضا للواقع في بعض النقاط، مع أنه كان من المفترض التعامل بحيادية مع الشخصية، لأننا بذلك نؤرخ لتاريخ مرحلة على المستوى العربي.

مصداقية الأداء

على الجانب الآخر فإن الفنان يحيي الفخراني فطن لذلك المأزق جيدا، ولم ينساق خلف المثالية المفرطة، وتعامل مع الشخصية التي يؤديها، وهي شخصية شرف فتح الباب في المسلسل المعنون بنفس الاسم بشيء من الاحترافية، ليضعها في مكانها الحياتي بين الأحداث، فشرف رجل متدين يعيش حياته مع أسرته، يحب الخير للناس، لكنه ليس نبيا، وبالتالي معرض للإغراءات.

وهو ما جعله يقبل رشوة مقدارها 2 مليون جنيه نظير المكوث في السجن لبعض الوقت، فيكتشف بعد ذلك جرم ما اقترفه حين تظهر النتائج عليه وعلى أسرته، وهو الأمر الذي جعل المشاهد يلتحم بالأحداث، وينتظر ما سيحدث لأن الشخصية غامضة بالنسبة له، ومن الممكن أن تخطئ بعكس لو كانت الشخصية مثالية، حينها سيتوقع المشاهد الخطوة المقبلة للبطل باعتبار أنه لا يملك حلولا، وأنه ليس أمامه غير طريق الخير ليسلكه.

نفس الأمر تمسك به الفنان أحمد رزق حين أقدم على القيام ببطولة مسلسل «هيما» الذي كتبه السيناريست بلال فضل، فقدم شخصية حقيقية تعيش بيننا، وتعاني من الأمراض المستوطنة في بيئات مصر حيث تأثير الظروف الاقتصادية، وندرة سبل العيش، مما يتسبب في عدم الوفاء بالمستلزمات والمطالب الضرورية لتحقيق الحد الأدنى من الحياة الكريمة، ف«هيما» هو ذلك الشاب المقبل على الحياة.

والذي يصطدم بمفردات القسوة في الواقع، فينتج عن ذلك شعور حاد بالألم، واليأس، وسبب نجاح تلك الشخصية في رأينا أنها تعبر عن شريحة كبيرة يعيشون نفس العمر، ويعانون من نفس المشكلات، فكم من حاصل على مؤهل لا يستطيع الانتفاع به، ويدور كل يوم في فلك البحث عن مورد رزق، أو أي عمل شريف يقيه سؤال الناس، لكنه يصطدم بمصطلحات جديدة لم يكن يعرفها، مثل الوساطة والمحسوبية.

المعادلة الصعبة

في نفس القائمة يأتي الفنان شريف منير بمسلسله الجديد «قلب ميت» محققا المعادلة الصعبة، من النجاح الجماهيري وجودة العمل حتى إن كانت هناك بعض الملحوظات على استهلاك فكرته من قبل، لكن يبقى التوظيف الجديد مؤشرا كبيرا لتحقيق النجاح المطلوب.. شريف يؤدي من خلال هذا المسلسل دور «رضا أبوشامة» ذلك الشاب الذي يعيش في كنف أسرة فقيرة.

ويتشرب من كل أمراض الفقر المعروفة، ورغم تأكيد السيناريو وسيره في طريق أن ذلك الشاب يتصف بمواصفات خيرة، إلا أن نفس السيناريو أكد على أنه ليس معصوما من الخطأ، وأن الحاجة تستطيع إجباره على الذل، وبالتالي يقوم ببعض العمليات غير المشروعة، من أجل المساهمة في إيجاد حلول لأزماته وأزمات الآخرين حوله.

البيان الإماراتية في 26 سبتمبر 2008

 
 

يسرا لم تكن في إيد أمينة

القاهرة ـ أسامة عسل

تعرضت معظم المسلسلات الرمضانية لانتقادات حادة من الجمهور والنقاد على حد سواء، فمع أن مائدة رمضان جاءت متخمة بعدد كبير من المسلسلات على شاشات الفضائيات، إلا أنه لم يبرز أي منها على أنه الأفضل.

أعمال هذا العام التي تكلفت أكثر من 70 مليون جنيه، جاء معظم أفكارها مكررا وساذجا وضعيفا في البناء الدرامي، كما أن أداء أبطالها كان باهتا ولم تطرح قضايا تستحوذ علي اهتمام المشاهدين، على الرغم من أن هناك قضايا عديدة كانت تستحق الطرح، بل إن الدرس المهم الذي يجب أن يخرج به أي فنان، أن يعي جيدا أنه بقدر ما أحبته الجماهير العريضة. وجعلت منه النجم والنموذج والمثل الأعلى الذي تعشقه، فهي تنتظر منه أيضا بنفس القدر حرصا على تلك النجومية وذلك البريق. نجمتنا المحبوبة «يسرا» التي حملت الرسالة بشجاعة وتحملت المسؤولية كاملة واستجابت لعشق جمهورها العريض فقدمت له في رمضان الماضي مسلسل «قضية رأي عام».

نالت عنه الاحترام والإعجاب والعشق من كل مكان، كان يجب عليها وقد بلغت هذه المكانة أن تتمسك بنجوميتها، ولا تقبل الظهور في عمل يقلل من قيمتها أو تفوقها.. فإذا لم تجد فإن عليها أن تنتظر بدلا من الهبوط بمستواها الفني بهذه السهولة.

مسلسل «في أيد أمينة» الذي يعرض الآن يوميا ويقترب من نهايته، جاء متهالكا غير متماسك، ولم يقدم قضية بعينها يحرص على طرحها بتعمق، وإنما تنقل بين القضايا بسطحية فجة، فهو ما أن يبدأ في إلقاء الضوء على قضية أطفال الشوارع، حتى ينتقل إلى حالة الصحافة الحائرة مع كتابها من غير المعنيين وغير التابعين لنقابة تجمعهم، وقبل أن يجد لها حلا يحرص على أن يبدو انه يعالج قضايا حديثة.

فيرصد ما حدث من مظاهرات على سلالم نقابة الصحافيين المصرية إلى الشاشة الصغيرة، ويجئ ضابط الشرطة إلى الأحداث ويكرر ما ردده في الواقع ويحدد للمتظاهرين حدود تحركاتهم بنهاية درجات السلم الخارجي، ويتحول الواقع المؤلم إلى «نكتة» تثير الضحك، لكن المسلسل «يلحق نفسه» بسرعة قبل أن يتصور المشاهدون انه أصبح كوميديا.

وينغمس داخل التراجيديا عندما تسقط الخادمة الصغيرة الجميلة التي أحببناها بقدر ما أحبتها يسرا من نافذة الدور السادس إلى ارض الشارع وتلفظ أنفاسها الأخيرة، ويتذكر المسلسل أن عليه أن يبدو جميلا على الشاشة لأنه يصارع في معركة ضخمة مع عشرات المسلسلات، فيقدم لنا بسرعة حلقة سياحية كاملة في أنحاء الساحل الشمالي، يركب أبطالها القارب الذي يسبح على سطح الماء ويستعرض أجمل المواقع، ثم يرصد المسلسل بعض المشاكل الأسرية.

فكما أن يسرا أو أمينة طلبت الطلاق من زوجها لأنها اكتشفت خيانته في أول حلقة، هاهي أختها تعاني من طلاقها من زوجها، إذ أصبح ابنها المراهق يتنقل بين الحياة مع أمه وبين الحياة في بيت أبيه مع زوجة الأب، وتكون النتيجة طبعا إقدامه على تناول المخدرات والإدمان وهذه قضية أخريى.

المشاكل كثيرة والخيوط متعددة.. وبالطبع فان يسرا هي التي تمسك بكل الخيوط والمهيمنة على كل الأحداث والمشاكل، ولم لا وهي صحافية مشهورة ورئيس قسم التحقيقات في جريدة يومية، ثم هي أيضا النجمة السوبر، ويستعرض السيناريو باعتباره أقتحم جدران جريدة مشكلة الجمع بين التحرير والإعلانات، وبين رجال الأعمال والصحافة.

وتبدو العلاقة غريبة جدا بين رئيس القسم «يسرا» ورئيس التحرير (هشام سليم)، فالحوار بينهما يرفع كل التقاليد لدرجة أنها كلما تحدثت إليه تعطيه درسا في الأخلاق، لاحظ أن بين المنصبين والمعروف في مهنة الصحافة نواب رئيس التحرير ومديرو تحرير، وبالمناسبة لم نر رئيس قسم آخر في المسلسل مع أن الجريدة كبيرة والمفروض بها عشرة مثلها.

والمثير للضحك أن كل محرري الجريدة يعملون مع يسرا فقط، ويظهرون جميعهم في الاجتماعات التي تقيمها للقسم وهي اجتماعات بالمناسبة أشبه بلقاءات «شلل» النوادي والأصدقاء، البعض واقف والآخر جالس والثالث يتمشى.

لقد حرصت يسرا على أن تحقق نفس درجة نجاحها في العام الماضي مع «قضية رأي عام» فاختارت نفس المخرج، لكن فاتها أن الذي يصنع قيمة وأهمية العمل هو المؤلف وكاتب السيناريو.. ففي البدء ـ كما نعرف وسيبقى إلى أبد الآبدين ـ كانت الكلمة.

البيان الإماراتية في 26 سبتمبر 2008

 

دراما

مروان قاووق يعتزل الناس ويكتب الجزأين الأخيرين من «باب الحارة»

دمشق - جمال آدم  

على الرغم من الحضور المهم الذي حققه مسلسل «باب الحارة» في الجزأين الأول والثاني، إلا أن ثمة من أشار إلى أن الجزء الثالث، لم يكن كسابقيه، وان الأحداث تفبرك بطريقة مزعجة وغير مجدية، وأن التطويل ومحاولة اختلاق الأحداث، يبدو واضحاً للجميع، الأمر الذي قاد المؤلف مروان قاووق للإعلان في غير مكان، بأن العمل هو شكل من أشكال الحياة في البيئة الشامية القديمة، وأن هناك تفرعات درامية، وتفاصيل يجري بحثها بدقة قبل تقديمها للمشاهد.

وقارب الكاتب الدرامي مروان قاووق على الانتهاء من كتابة الجزء الرابع من مسلسل «باب الحارة» الذي سينتهي بث حلقاته الثلاثين مع نهاية شهر رمضان. ومن المتوقع أن يبدأ المخرج بسام الملا تصوير حلقات الجزء الرابع من المسلسل بعد عيد الفطر السعيد، ومن ثم يتم البدء بتصوير الجزء الخامس من العمل فور الانتهاء من الجزء الرابع، بحيث يسلم الجزأين لمحطة ام بي سي خلال العام المقبل. وربما كان الجزء الخامس هو الجزء الأخير من «باب الحارة»، دون أن يتأكد ذلك رسمياً لا من صناع العمل أو من الجهة المنتجة له. وعرف عن مروان قاووق مؤلف «باب الحارة» ولعه بالبيئة الشامية، وقدرته على تقديم أحداث مقاربة للحي الشامي القديم، بالإضافة إلى معرفته بكل دهاليز اللهجة الدمشقية.

وقاووق هو ابن إحدى الحارات الشامية القديمة، وسليل عائلة دمشقية أصيلة، كما يكتب قاووق الدراما الشامية بخفة ظل واضحة. وأوضح قاووق في حديث إلى «الحواس الخمس» من دمشق انه يتعب أثناء الكتابة، لأن الناس قد تستخف بهذا النوع من الأعمال الذي يحتاج إلى مجهود إضافي، ولأجل هذا يعتزل الناس ويمتنع عن الرد على الهواتف، أيا كان مصدرها لأنه يتفرغ تماماً لصياغة الأحداث وكتابة تفاصيل الحلقات. وضحك مروان قاووق حين سألناه إن كان هناك إمكانية لدبلجة العمل إلى اللغة التركية، وعرضه على المحطات الفضائية التركية ومحاولة تقديم صورة عن البيئة الشامية كما يفعل الأتراك. وبادرنا بالقول:» هذا أمر جيد لا يزعجني، بل على العكس إنني أدعمه إيماناً مني بالترويج للبيئة الشامية في كل أنحاء العالم وليس في تركيا فقط.

وقلل من الانتقادات حول الجزء الثالث من العمل لافتاً إلى أن العمل يمضي قدماً باتجاه تعميق مفهوم الحارة الشعبية التي أعجبت بقصصها وتقاليدها المشاهد العربي، وخير دليل على هذا ردود الأفعال المهمة التي تناولتها وسائل الإعلام العربية هذا العام حول مجريات الجزء الثالث من العمل.

وأعلن قاووق أنه مرتبط أخلاقياً مع بسام الملا لمدة عام واحد فقط، وبعدها سيكون له الحق في أن يكتب ويحقق أعمالاً أخرى مؤكدا في الوقت نفسه أن هناك مفاجآت كثيرة في الجزأين المقبلين من العمل، وقد أباح له المخرج أن ينهي أي شخصية يريدها في نهاية الجزء الثالث من «باب الحارة»، لافتاً إلى أن المشاهد سيفاجأ من غياب شخصيات مركزية فيه.

وإذا كان الكاتب متحفظاً على أداء بعض الشخصيات، التي لم تؤد دورها بشكل جيد في الجزء الثاني أو الثالث، إلا أنه شدد على حضور المخرج بسام الملا وفاعليته كصانع فني وحقيقي لمسلسل «باب الحارة». ولم يشأ المؤلف الدخول في تقييم عمل «أهل الراية» أو المقارنة معه، لاسيما وأن العملين يتطرقان إلى بيئة شامية واحدة، مجيباً بحذر أن لكل عمل جمهوره، ولكل عمل شكلاً فنياً خاصاً به، ولا أحد يلغي الآخر فالساحة تتسع للجميع.

وتعاطف قاووق مع قرار المخرج بسام الملا بقتل شخصية «أبو عصام»، مشيراً إلى أنه لم يكن يعرف كيف يشغل دور «أبو عصام» الذي وصل إلى مرحلة تم استهلاك حضوره فيها في العمل، وهو استطاع خلال فترة قصيرة إعادة جدولة الحلقات، واقتطاع دور «أبو عصام» من خلالها بكل بساطة، مؤكدا على أهمية موهبة الفنان عباس النوري.

وجه : الملا الأمين

وصف قاووق بسام الملا بأنه مخرج مبدع قادر على تقديم حلقة درامية بأدوات بسيطة، وجذب الناس إليها، مشيرا إلى أمانته كمخرج واحترامه للنص بين يديه.

البيان الإماراتية في 26 سبتمبر 2008

 

وجوه صاعدة تعلن بزوغ نجوميتها

القاهرة - (دار الإعلام العربية) 

يحفل السباق الدرامي في شهر رمضان الكريم بعدد من الوجوه الجديدة التي تجد فرصتها على مدى الثلاثين يوما التي يلتف فيها المشاهد حول الشاشة لمتابعة الجديد في الدراما.. وكشفت مسلسلات رمضان عن ميلاد نجومية عدد من الوجوه الصاعدة الذين أجادوا في تأدية أدوارهم بشكل لافت.. ويتنبأ البعض لهذه الوجوه بأنها ستكون ركيزة أساسية في اختيارات المخرجين للأعمال الدرامية المقبلة بعد نجاحهم هذا العام وترديد أسمائهم على ألسنة الجمهور.

من هذه الوجوه الممثلة الصاعدة «منة بدر» التي تشارك في مسلسلين الأول «جدار القلب» بطولة سميرة أحمد، وإخراج أحمد صقر، والثاني «الهاربة» بطولة تيسير فهمي، وإخراج محمد أبوسيف، وتعتبر محور الأحداث في المسلسل الأخير بسبب شخصية «جاكي» التي ستكون سر كشف جريمة قتل السيناتور الأميركي «هاريس» لوجود الC.D الذي يكشف أفراد تنفيذ الجريمة بحوزتها، «منة» طالبة بالمعهد العالي للفنون المسرحية بالفرقة الثالثة. وهي من عائلة فنية، فوالدها بدر تيسير مهندس الديكور ووالدتها المذيعة نانو حمدي وخالتها الفنانة المعتزلة «شهيرة» زوجة الفنان محمود ياسين، ودائما ما تلجأ لأي من أفراد العائلة في استشارة بخصوص الأدوار التي ستؤديها وهذا هو سر نجاحها.

مسلسل «الدالي» بطولة نور الشريف يشهد مباراة أخرى في التمثيل بين الوجوه الصاعدة مي نور الشريف، أحمد صفوت، آيتن عامر، دينا فؤاد، ندى عادل، محمد يوسف، إيناس كامل، عمرو يوسف، استطاعت آيتن عامر أن تصل إلى النجومية في أقل فترة بسبب أدائها الراقي في المسلسل، على الرغم من تعرضها لظلم بسبب قصر الجمل الحوارية في دورها. أما مسلسل «جدار القلب» فكان أشبه بمباراة تتسابق فيها الوجوه الكثيرة في هذا العمل ومعظمهن من الفتيات اللاتي تفوقن على أنفسهن في أداء أدوارهن وهن إيمي، ريم البارودي، منة فضالي، نسرين إمام والأخيرة كشفت عن موهبتها الحقيقية في التمثيل في دور فتاة الحارة في مسلسل «قلب ميت» أمام شريف منير .

وهو الدور الذي نشأت عنه مشاكل كثيرة مع الفنانة سميرة أحمد لاعتقادها أن وجه «نسرين» بريء ولا يصلح لأداء الأدوار الشعبية، إلا أن «نسرين» أثبتت أنها كانت على حق عند إصرارها على الاشتراك في المسلسل وهو ما سيجعلها تقع تحت أعين المخرجين لأداء أي دور وسيخرجها من حصار أدوار الفتاة الجميلة.

يقدم مسلسل «شرف فتح الباب» عدداً من الوجوه الجديدة التي تخطو خطواتها الأولى في التمثيل بينهم الممثل الشاب وليد عمر الذي جسد شخصية الابن الأكبر للفخراني في المسلسل، ويضع وليد آمالاً كبيرة على هذا الدور في أن يحقق أحلامه في التمثيل وطموحاته للنجومية درس وليد الحاسب الآلي وتمكن من أن يلتحق بمعهد الفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج.

والتقى بالمخرجة رشا شربتجي أثناء إعدادها للمسلسل وبعد اختبارات أمام الكاميرا وجد في يديها عشر حلقات من المسلسل، وترشحه لتقديم أحد الأدوار المهمة في المسلسل، خاصة أن الأنظار ستتجه إليه في المسلسل بعد أن يترك دراسته في كلية الهندسة عقب دخول أبيه السجن لشعوره بالمسؤولية كأخ أكبر تجاه إخوته وأمه.

الوجه الصاعد أيضا الذي ينطلق نحو النجومية المبكرة بسرعة الصاروخ شيرين عادل فهمي التي تشارك في ثلاثة مسلسلات الأول «ليل الثعالب» بطولة فاروق الفيشاوي وإخراج محمد فاضل وتجسد شخصية ابنة شقيقة فردوس عبدالحميد، والثاني «كلمة حق» بطولة ميرفت أمين وإخراج سامي محمد علي وتجسد شخصية بنت ميرفت أمين، والثالث «نسيم الروح» وتجسد شخصيته نجلة عثمان باشا.

أيضا نجحت ميرنا وليد في مجاراة نجوم الفن إلهام شاهين في مسلسل «قصة الأمس» وكمال أبو رية في مسلسل علي مبارك، ولا شك أن رمضان هذا العام سيجعل لها شأناً آخر. وعن الوجوه الشابة التي لفتت نظره أشار المخرج مصطفى الشال: يوجد وجوه كثيرة لفتت الأنظار مثل أولاد يحيي الفخراني في مسلسل «شرف فتح الباب» وأيضا مسلسل «الدالي» توجد وجوه جديدة مبشرة ولها مستقبل جيد.

مثل آيتن عامر والوحيدة التي لم يعجبني تمثيلها هي رزان مغربي في مسلسل «عدى النهار» فتمثيلها سيئ جدا عكس نيكول سابا وبشكل خاص اعتقد أن الممثلات السوريات لم يلمعن في المسلسلات هذا العام؛ لكنني أرى أن التعاون بين مصر وسوريا في التمثيل شيء جيد، لكن لابد أن يضيف شيئا ويكون ايجابيا وليس تمثيلاً فقط.

البيان الإماراتية في 26 سبتمبر 2008

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)