كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

تكرر نفس الحبكة والشخصيات وحتى الأخطاء

في أيد أمينة” مسلسل يسرا في بلاد العجائب

القاهرة -أحمد يوسف

دراما رمضان

2008

   
 
 
 
 

مرة أخرى وربما ليست الأخيرة، يأتي مسلسل “في أيد أمينة” ليكرر نفس الحبكة والشخصيات  وربما الأخطاء أيضاً  التي ظهرت طوال السنوات الماضية، حتى ان التكرار يبدأ من العنوان، الذي يعتمد دائما على تلاعب لفظي، محوره اسم البطل أو البطلة، عن طريق “لقاء على الهواء”، وبالطبع فإنك سوف تفهم منذ اللحظة الأولى أن النجمة يسرا سوف تلعب شخصية تحمل اسم “أمينة”، سوف يدلل معنى عنوان المسلسل واسم الشخصية على أن هذه المرأة قد بلغت ذروة الأمانة والتفاني في عملها، أياً كان هذا العمل، حتى انها تقبل المخاطرة بكل شيء في سبيل قضية عامة، على طريقة مسلسل “قضية رأي عام” أيضاً، وهو ما سوف يعرض حياتها الخاصة للخطر. وهكذا فإن المسلسل يقول لك الكثير قبل أن يبدأ، ليس بفضل براعته، وإنما لأنه مستنسخ من أعمال أخرى سابقة، ولأنه من بطولة يسرا التي لا نشك لحظة في حضورها، وهو اليقين الذي دفع صناع المسلسل أيضاً  خاصة المنتجين والمخرج  بأن يكتفوا في “التيتر” الأخير بلقطة واحدة ليسرا تمتد عدة دقائق، تقف فيها متأملة النيل دون أن تفعل شيئا له علاقة بمحتوى المسلسل.

وتلك هي نقطة الضعف الأولى: اليقين في أن مجرد وجود يسرا سوف يضمن نجاح العمل، وأن بقية العناصر الفنية  مثل التأليف والإخراج  يجب أن تكون في خدمة النجمة، التي لا تلعب شخصية فنية بقدر ما تلعب شخصيتها الحقيقية، أو بالأحرى ما تتمنى أن تكون عليه شخصيتها الحقيقية، في عيون الجماهير على الأقل، امرأة قوية صلبة تدافع عن الحق، ومن أجله تخوض المخاطر، وتضحي بكل ما هو غال ونفيس، وهنا نصل فوراً إلى نقطة الضعف الثانية: أنت أمام شخصية جاهزة، لا تتكون درامياً من خلال مؤثرات مقنعة، فأنت لا تعرف ما الذي جعلها على هذا النحو من الصلابة، بل الأهم هي أنها شخصية انتهى تكوينها الدرامي أيضا، فليس هناك بشر أو أحداث يمكن أن تغيرها، بينما التغير هو العامل الدرامي الأقوى تأثيراً، أو هو في حده الأدنى يجعلك متشوقاً إلى معرفة ما سوف يحدث للبطلة وخائفاً عليها منه، وهكذا يضيع التشويق تماماً لأنك تكاد أن تتوقع جمل حوارها وردود أفعالها، فهي “أمينة” التي لا تعرف الضعف أبداً.

وربما كان صناع المسلسل يعرفون أن المتفرج سوف يفتقد عنصر التشويق لمعرفتهم السابقة لما سوف تكون عليه الشخصية الرئيسية، فاستقرار رأي كاتبي السيناريو محمد الصفتي وعادل مبارز، والمخرج محمد عزيزية، أن يبدأ المسلسل مع اللقطات الأولى بأحداث عنيفة صاخبة، لعل ذلك يدفع المتفرج للتساؤل حول ما سوف تنتهي إليه الأحداث، فهناك رجل أعمال يختطف أمينة ويأخذها مع حرسه إلى قصره، والهدف هو تسليمها قرصاً مضغوطاً يحمل دليل براءته في قضية مبيدات مسرطنة هو على وشك الإدانة فيها، وفجأة تنطلق الرصاصات من كل مكان، ويسقط الجميع قتلى ما عدا أمينة التي تصاب بإصابة لن يكون لها أثر، وتلك بالطبع مصادفة  رغم غرابتها الشديدة  مفهومة، لأنه لو ماتت البطلة من الحلقة الأولى فلن يكون هناك مسلسل.

لكن ما لم يدركه صناع المسلسل للأسف الشديد أن هذا التشويق المفتعل لن يثير فضول المتفرج بقدر ما يثير استخفافه بما يراه منذ اللحظة الأولى، فهذا المشهد الافتتاحي يحمل عشرات الأسئلة التي لن تجد لها إجابة، فأنت لن تعرف إذا ما كان هذا الرجل رجل أعمال أم زعيم عصابة، يختطف رجاله البطلة معصوبة العينين إلى ما يشبه الوكر، ليعطيها قرصاً مضغوطاً به معلومات مهمة، وبالطبع يضيع ذلك القرص بسبب “العصابة” المنافسة، وكان يكفي الرجل أن يرسل لها هذا القرص ويحتفظ بعشرات النسخ الاحتياطية له.

أما لماذا أمينة بالذات، فذلك لأنها صحافية مشهورة بالوقوف إلى صف الحق، ضاربة عرض الحائط بكل التوازنات، وإذا ما كان من حقنا أن نسأل إذا ما كان هذا النموذج  الأقرب إلى الصورة النسائية من جيمس بوند  موجوداً حقاً في عالم الصحافة، فإننا نصرف النظر عن ذلك لنتساءل عن علاقة هذه المهنة بما نراه  درامياً  على الشاشة، فقد كان من الممكن أن تكون محامية مثلا، لكنها في كل الأحوال هي المعادل المصري لمهنة “المخبر الخاص” في الأفلام الأمريكية، وبقدر ما كانت الملامح العامة للبطلة مكررة، فإن ملامحها الخاصة تكون هي ذاتها ما رأيناه في عشرات المسلسلات السابقة، فهي زوجة لرجل خائن (سيف عبدالرحمن) على النقيض تماماً من أخلاقياتها، ورئيس التحرير (هشام سليم) في الجريدة التي تعمل بها شخص انتهازي، وهي ابنة بارة لأمها الحنون (خيرية أحمد)، وشقيقة مخلصة لشقيقتها المطلقة (جيهان فاضل) وهي زميلة شديدة التفاني في علاقاتها بكل زملائها في الجريدة.

وإذا كنت قد نسيت ما حدث لها في المشاهد الأولى من تعرضها للقتل، فهذا لأن صناع المسلسل لم يجعلوها تتأثر بذلك على الإطلاق (ونحن دائما نتحدث عن الدراما وأثرها في الشخصية)، لتستمر في نضالها ضد الفساد وبكل صوره، مما سوف يجعلها تصادف رجل الأعمال الغامض (أسامة عباس) الذي يربت دائماً على رأس نمر محنط بجانبه(!!)، والأهم هو لقاؤها بمدير أعماله (أيمن عزب) الشخصية الزئبقية، وتقع في حبه ليستطرد المسلسل للقاءات بينهما في أماكن سياحية لا يعرف المتفرج المصري أنها موجودة في مصر. وتسأل نفسك وسط هذا كله: أين الصراع الرئيسي؟ إنه في تلك المرأة (نشوى مصطفى) الهائمة على وجهها في الشوارع، والتي تتكرر مشاهدها في كل حلقة بنفس الجمل والأداء، تصرخ باحثة عن ابنها المختطف، بينما الناس في الخلفية (في مواقع التصوير الحقيقية) يضحكون، وهو الأمر الذي لم يلتفت له صناع المسلسل، ليس فقط لعدم إظهار تلك الاستجابة المستهترة من الناس، وإنما أيضا لأن الأداء فيه مبالغة تبعث على السخرية بدلا من الرثاء.

ويقود البحث عن هذا الطفل الضائع بطلتنا إلى الدخول في مغامرات على طريقة نادية الجندي، فتدخل أحد الأحياء “المتخصصة” في سكنى الشحاذين والنصابين وبنات الليل، وتضطر بالطبع إلى التنكر المتقن في شخصية امرأة يسكن أبوها هذا الحي، ومرة أخرى إذا كان من حقنا أن نتساءل حول الإمكانات التمثيلية الفائقة لهذه “الصحافية”، فإننا نتساءل من أين أتت بالملابس والإكسسوار، وحتى “الكومبارس” الذين يساعدونها في مهمتها المستحيلة المحفوفة بالمخاطر. وهكذا يمضي المسلسل من نمرة إلى نمرة أخرى، دون أي خط درامي يربط هذه النمر جميعا سوى وجود يسرا، التي تضيع وسط عشرات الخيوط الفرعية والاستطرادية التي لا تصب في أي خط رئيسي، وهذا بالطبع أمر يلازم مسلسلات الثلاثين حلقة أو تزيد، يضطر صناعها لحشوها في الأغلب بكل ما يتفتق عنه ذهنهم من اصطناع للأحداث والشخصيات، لقد ظهر حي الشحاذين في المسلسل شبيهاً بالأفلام المأخوذة من روايات تشارلز ديكنز، لكنه يقول لك إن المسلسل يهتم بالأطفال لأنهم “المستقبل” وهو قول مائع فاتر وإن يكن متداولاً، فهؤلاء الأطفال هم “الحاضر” الذي نعيش فيه، لكن كيف نلتفت إلى الحاضر بينما نتسلى بظهور يسرا كل يوم وهي تطمئننا على أن كل شيء “في أيد أمينة”؟!

الخليج الإماراتية في 27 سبتمبر 2008

 

ظهرت بشكل مختلف في “قصة الأمس

ميرنا وليد: فضّلت التلفزيون على السينما التافهة

القاهرة - حسام عباس:  

أطلت الفنانة الشابة ميرنا وليد خلال شهر رمضان هذا العام بدور بطولة مهم في مسلسل “قصة الأمس” مع النجمة إلهام شاهين والمخرجة إنعام محمد علي أكثر المخرجات حماسة لها في ساحة الفن، كما قدمت دورا مهما في مسلسل “علي مبارك” مع الفنان كمال أبو رية، وهي من الوجوه التي أثبتت موهبتها وجدارتها ببطولات مهمة في مشوارها، لكن نجوميتها محصورة في التلفزيون بعدما كانت بدايتها سينمائية، ولديها مشروع غنائي قديم نتحدث عنه في هذا اللقاء معها وحول جديدها في مجالات الفن المختلفة.

أعمل في الفن بمنطق الهواية

·         ماذا أغراك في مسلسل “قصة الأمس”؟

يكفي أنه مع المخرجة إنعام محمد علي التي تثق بموهبتي وقدراتي ودائما تمنحني أدوارا قوية ومهمة، والدور بطولة مهمة في مسلسل كبير مع نجمة بحجم إلهام شاهين والنجم مصطفى فهمي والورق للكاتب الرائع محمد جلال عبد القوي وهكذا تجد في العمل كل عوامل الإغراء.

·         هل ترين أن إنعام محمد علي قدمتك هذه المرة بشكل مختلف؟

شخصية “ميرفت” في المسلسل جديدة عليّ في كل تفاصيلها وتعتمد على المشاعر، والموضوع اجتماعي يمس كثيرا من البيوت في مصر والوطن العربي وإنعام محمد علي تختارني دائما لأدوار مختلفة ولا أكرر نفسي معها.

·         هل أسعدك عرض المسلسل على القناة الأولى الأرضية؟

بكل تأكيد لأن هذا شهادة بأن المسلسل جيد ومميز ويصل إلى جمهور كبير في كل مكان في مصر والجميل أنه عرض على قنوات فضائية في توقيتات مميزة وردود الفعل جيدة، والغريب أني في أعوام أخرى كنت أقدم 3 أو 4 أعمال ولا يعرض منها أي عمل في توقيت مميز في رمضان.

·         كيف كان العمل مع إلهام شاهين؟

إلهام نجمة كبيرة ولها حضورها ومجتهدة جدا وتعمل بحب وكنت سعيدة بالعمل معها رغم أننا في الأحداث نرتبط برجل واحد ونتنافس عليه.

·         ما تقييمك لمسلسل “قصة الأمس” بعيدا عن كونك في فريق عمله؟

هو مسلسل اجتماعي بسيط يناقش قضية مهمة موجودة في كثير من البيوت وهي الصراع على المادة والمال على حساب الترابط الأسري والحب والعاطفة وحرصت المخرجة إنعام محمد علي أن تناقش القضية بشكل رومانسي يعتمد على المشاعر والأحاسيس، وللحوار دور مهم والجميل في المسلسل أنه يخرج عن الإطار الطبقي ويدور بين مصر والكويت.

·         يعرض لك في رمضان أيضا مسلسل “علي مبارك” مع كمال أبو رية ما تقييمك للتجربة؟

العمل نوعية مختلفة من الدراما فهو عمل تاريخي يقدم شخصية علي مبارك من خلال المرحلة التاريخية التي عاشها، وأقدم شخصية “ملك” زوجة الخديو التي ترفض تعدد الزوجات لأنها تفكر بمنطق مختلف لأنها عاشت في أوروبا وتحديدا في فرنسا، وأنا سعيدة بالشخصية لأنها تختلف تماما عن كل ما قدمت، كما أنها تختلف في الشكل والتفاصيل، بل العمل كله لأنه نوعية مختلفة.

·         هل أنت مختلفة مع إنعام محمد علي عن أي مخرج آخر؟

أنا محظوظة لأنها تثق بي وسعيدة بالعمل معها في كل مسلسلاتها منذ تجربة “أم كلثوم” وبعد ذلك في “قاسم أمين” و”مباراة زوجية” وأعمالي معها هي أفضل ما قدمته في كل الأحوال وعلى كل المستويات.

·         ماذا عن السينما التي كانت بدايتك خلالها فهل أسقطتها من حساباتك؟

لا يمكن لأي فنان أن يسقط السينما من حساباته لكن الفكرة أني ابتعدت عنها لسنوات طويلة بعد أن كانت البداية قوية خلال فيلمي “الراعي والنساء” مع سعاد حسني ويسرا وأحمد زكي والمخرج علي بدرخان و”ديسكو ديسكو” مع نجلاء فتحي ومحمود حميدة للمخرجة إيناس الدغيدي.

·         وماذا يمنعك من السينما؟

كما قلت البداية قوية وبعد ذلك اتجهت لدراسة السينما وحصلت على بطولات مهمة في التلفزيون بداية من “ذئاب الجبل” وتوالت الأعمال وكان ما يعرض علي في السينما أقل مما قدمته ولا يليق بي لذلك رفضت أن أتراجع وفضلت التلفزيون عن السينما التافهة.

·         ألا تغريك السينما الحالية؟

هناك أجيال جديدة من النجوم والنجمات والكتاب والمخرجين وهذا جميل وهناك أفلام تعجبني وأتمنى أن أجد الفرصة الجيدة التي أعود بها لأني مشتاقة للسينما.

·         هل أنت راضية عن مكانتك في الفن بعد هذه السنوات؟

الحمد لله أنا راضية عن أعمالي ورصيدي ومدى القرب بيني وبين الجمهور في الشارع، لكني أعرف أنه كان يمكن أن أكون في وضع أفضل ولكني أعمل بالفن بمنطق الهواية وأحب بيتي ولا أرتبط “بشلة” معينة وعلاقاتي محدودة وتقتصر على علاقات العمل ولا أسعى وراء منتج أو أي جهة بل أعمالي هي التي ترشحني لكل فرصة جديدة ونادرا ما تجدني في سهرة أو احتفالية غير فنية.

·         ولماذا تعطل مشروعك الغنائي بعدما كنت اقتربت من إصدار ألبوك الأول؟

بالفعل انتهيت من تسجيل جميع أغنيات الألبوم وصورت إحدى أغنياته ولأني أنتجته على نفقتي كنت أبحث عن شركة توزيع ووجدت العروض ضعيفة ولا تكفي ما أنفقته فتم تأجيل طرح الألبوم.

·         وماذا عن أحلامك الخاصة؟

أنا مثل كل فتاة أتمنى أن أجد الإنسان الذي يحبني وأبني معه بيتاً وأسرة فأنا أحب الاستقرار وأحب الأطفال.

الخليج الإماراتية في 26 سبتمبر 2008

المصرية في

01.09.2008

 
 

أنجز عملين ويستعد لعرض مسرحي جديد

عبدالرحمن العقل: «البيت المائل» تحليل للمجتمع الخليجي

عبد الستار ناجي

نموذج متفرد من نجوم الحركة الفنية، مقدرة على الاستمرارية، والتنوع، وايضا الحضور الفني المتجدد، الاختيارات الذكية، هكذا هو الفنان المحبوب عبدالرحمن العقل، الذين ينتقل بين الدراما والتلفزيونية والمسرح بلياقة عالية، بعيدا عن التكرار، حريصا على تطوير العلاقة مع جمهوره، وخلال الدورة الرمضانية يطل علينا من خلال اكثر من عمل، بالاضافة للتحضير لتجربة مسرحية جديدة تجمعه مع الفنان طارق العلي.

وفي حوار مع الـ«النهار» يسلط الضوء على تجربته في المسلسل الاجتماعي «البيت المائل» بقوله:

قبل كل شيء، بودي ان ابارك لـ «النهار» بداية عامها الثاني، وايضا للجمهور الكريم بمناسبة العشر الاواخر من رمضان المبارك واقتراب عيد الفطر المبارك تقبل الله صيامكم وقيامكم وكل عام وانتم بخير.

ويتابع:

«البيت المائل» تحليل للمجتمع الخليجي وبحث في ادق تفاصيل ذلك المجتمع وقضاياه واشكالياته، وقد حرصنا منذ البداية على تعميق المعاني الاجتماعية، لقد اعجبت بالنص منذ الوهلة الاولى لقراءته، وحرصت على تقديمه وتأمين كل الفرص المناسبة من اجل انجازه.

ويستطرد:

تشرفت بأن اكون المنتج المنفذ للعمل، واستطيع القول بان الانتاج تعب وجهد اضافي على كاهل الفنان، ولكن سعادتي بأنني اتصدى لتجربة بها ما هو جديد دراميا، وايضا التعاون مع الفريق المتميز من الفنانين.

ويقول ايضا:

المسلسل كتبه علي الصايغ واخرجه الفنان يوسف حمودة، وفي العمل عدد بارز من الزملاء الفنانين، في مقدمتهم غانم الصالح واحمد الصالح وانتصار الشراح وزهرة الخرجي وعبير الجندي ومها محمد وحمد البلوشي واخرين...

والعمل يروي حكاية سالم الابن «اجسد الشخصية» الذي يرث عن والده «غانم الصالح» كماً من المشاكل التي يفترض ان يتصدى لعلاجها وحلها وتسويتها، وهي مشاكل تعيشها الاسرة والمجتمع محلياوخليجيا وعربيا، وان كان حضورها محليا وخليجيا بشكل اكبر.

·         اكثر من فنان اشاد بتجربة المشاركة في هذا العمل؟

سعيد بردة الفعل، واعتقد أنني حرصت اشد الحرص على وضع كل فنان في مكانه ودوره وشخصيته، لهذا ياتي التفاعل، وايضا الاهتمام الجماهيري بالعمل، الذي يحصد هذه الايام كثيراً من النجاح.

هذا الحشد من النجوم... التهم الميزانية؟

لا تتحدث عن الميزانية، وحينما شرعت في الانتاج لم افكر في الميزانيات، ولكن فكرت في انجاز هذا العمل الجميل وجمع هذه المجموعة المتميزة من الفنانين والفنيين.

·         عملك كمنتج منفذ، هل يعني التفرغ لهذا الجانب؟

كلا، عملي كمنتج منفذ، مجرد محطة في مشواري الفني، ولكنني قبل هذا وبعده، انا فنان، وسأبقى كذلك، وعملي كممثل مع الاخرين لن يتوقف، وامامي اليوم اكثر من مشروع فني جديدة.

·         من بينها مسرحية «خاربة خاربة»؟

اجل، ومسرحية «خاربة خاربة» مع الفنان الرائع طارق العلي، وهي تحمل اسقاطات ومواجهة مع الواقع والمجتمع وقضاياه، ولدينا العديد من القضايا والقوانين التي نقوم بمناقشتها على خشبة المسرح وسط مساحة من النقد والتحليل.

·         كيف سيكون الوضع انت وطارق العلي على الخشبة؟

النص مكتوب بدقة والادوار موزعة بعناية وهناك تعاون كبير بيني وبين الفنان طارق العلي، وسنقدم، باذن الله، ثلاث عروض خلال ايام عيد الفطر المبارك الاول في الثانية ظهراً، والثاني في الخامسة والنصف والثالث في التاسعة.. ونحن سعداء بهذه التجربة التي يشاركنا بها عدد من الكوادر من بينهم هيا الشعيبي ومي البلوشي وعدد اخر من الزملاء الفنانين من مختلف اجيال الحرفة الفنية.

·         عودة الى الدراما، شاهدتك عبر شخصية الشرير في «الاسوار» مع الفنان حسن عسيري؟

شكرا للاطراء والاهتمام، لقد قدمت شخصية الشرير في «الاسوار» واعتقد بان الشخصية كانت مثيرة للجدل، لانها مشبعة بالحقد والكراهية، ولكنني استطيع التأكيد بان علاقتي مع الجمهور اكثر من رائعة، لان الجمهور يفهم بأنني اتقمص الشخصية، مهما كانت سلبية او شريرة بمعنى ادق.

ويتابع:

علما بان الشخصية اخذت عقابها القاسي جداً في نهاية الامر، وما اسعدني ان العمل الذي اعيد عدة مرات، فانه في كل مرة يستحوذ على النجاح والاهتمام والانتشار، وايضا الكتابات النقدية. وقد اسعدني ما كتبته انت شخصيا عن دوري في المسلسل، وهذا امر يشرفني من ناقد كبير له مكانته وقيمته وكلمته.

·         انت اهل دائما لمثل هذه الكلمات، ومسيرتك حافلة بالانجازات، ولكن دعني اسألك عن عملك الدرامي الاخر وهو «بلا هوية»؟

مسلسل «بلا هوية» من تأليف عبدالله السعد واخراج عزمي مصطفى وشارك به الفنانون محمد العجمي وعبدالامام عبدالله وعبدالعزيز الحديد وهبة الدري وليلى السلمان وعبدالله الباروني، وفي هذا العمل نحن ايضا مع كم من القضايا الاجتماعية الساخنة.

·         شاهدت معك وخلال المباراة بين فريق الفنانين والاعلاميين، ابنك الدكتور عبدالله - حفظه الله - الا يفكر في المجال الفني؟

عبدالله درس الطب في مانشستر في بريطانيا، وهو يعمل في احد المستشفيات هنا في الكويت، ومنذ طفولته وهو لا يفكر في المجال الفني، وانا لم افرض عليه او على بقية اخوانه اي شيء، كل واحد اختار طريقه بالاسلوب الذي يريده، وانا مع والدتهم حرصنا على تأمين الفرص والظروف المناسبة من اجل نجاحهم وتفوقهم وتميزهم والحمد لله، كتب لهم التوفيق والنجاح، وهم يمارسون دورهم بالاسلوب الذي اختاروه وتخصصوا به.

·         كلمة اخير؟

اكرر شكري لكم... واقول لـ «النهار» واهلها.. كل عام وانتم بخير.

annahar@annaharkw.com

النهار الكويتية في 27 سبتمبر 2008

المصرية في

01.09.2008

 
 

دراما

«التهجين» يرسم خارطة الدراما العربية

القاهرة ـ أسامة عسل

تهجين الدراما المصرية.. هذا المصطلح هو أفضل ما يمكن أن نستخدمه لوصف حالة الدراما التليفزيونية خلال عام 2008 والسنوات المقبلة، وحتى يقترب المعني للقارئ ـ التهجين هو مصطلح يطلق علي بعض العمليات الزراعية التي تستخدم بخلط مجموعة من البذور في التربة بهدف طرح الثمار في جميع فصول العام.

وهذه العملية لها من يؤيدها ولها من ينتقدها، خصوصا بعد أن ضاع المذاق الحقيقي لكثير من أنواع الفواكه والخضراوات حيث لم يعد نموها طبيعيا. هذه العملية انتقلت إلي الساحة الدرامية في العامين الأخيرين، بعد أن نجحت تجربة جمال سليمان من خلال مسلسل «حدائق الشيطان» في عام 2006 في جذب الأنظار بقوة، بل ووصلت إلي حد الإشادة بأدائه على حساب كبار النجوم المصريين الذين صادفهم سوء اختيار للمسلسلات التي شاركوا في بطولتها لنفس العام.

مفاجأة سليمان لم تقتصر على نجاحه عند عرض المسلسل، ولكنها امتدت لما بعد ذلك، حيث تحول المسلسل رغم عرضه الرمضاني إلي ظاهرة جديدة، بعد أن تسابقت الفضائيات فيما يشبه المزايدة علي شراء حق عرضه الثاني على قنواتها ليحقق المسلسل انتشارا عجيبا لم يحظ به مسلسل آخر، ومن هنا بدأت عمليات التخطيط للاستفادة من نظرية «التهجين» مضمونة النتائج ووجدت ترحيبا من كافة المهتمين بصناعة الدراما.

ولأن مصر هي صاحبة أخصب الترب الدرامية فقد تم اختيار تربتها لبدء العملية «الرابحة» التي تحقق للجميع أهدافهم بل إنها كانت بمثابة طوق النجاة للكثيرين، ففي الوقت الذي شهدت فيه السنوات الماضية انتقادات لاذعة وهجمات شرسة على صناع الدراما المصرية، عندما كانت النغمة السائدة والتي لا يزال يرددها البعض، هي انتصار الدراما السورية علي الدراما المصرية صاحبة التاريخ الطويل والرائد علي مستوى العالم العربي.

ورغم تأكيدات أهل الدراما من كيانات إنتاجية ومخرجين ومؤلفين وممثلين أن سوريا تميزت فقط بالدراما التاريخية التي أهملتها مصر بسبب تكلفتها العالية، بل يعتبر البعض أيضا أن أهم أسباب تميز الدراما التاريخية السورية عن نظيرتها المصرية، يعود إلى انحياز الأولى لرؤية المؤلف والمخرج بعكس نظيرتها المصرية، التي تستند بغالبيتها إلى صورة النجم، كما لاحظ البعض أن الموضوعية في مصر غائبة عن تحقيق مسلسلات تاريخية، فالعمل التاريخي ليس هو التاريخ، بل وجهة نظر صنّاعه.

وما حدث عام 2007 كان بمثابة اللغز الحقيقي علي مستوى الدراما بحيث بدأت الكيانات الإنتاجية التابعة للقطاع العام والخاص في التعاقد مع نجوم سوريا لصناعة الدراما المصرية، ولم يكن غريبا إذن أن تثار أقاويل حول أن الاستعانة بالسوريين كان الهدف منها هو تمصيرهم دراميا، وإبعادهم عن الدراما السورية المتفوقة بالفعل في محاولة لإقصائها، ولضرب أكثر من عصفور بحجر واحد الأول هو إغلاق ملف المقارنة.

والثاني هو استغلال هذه الأسماء «السورية» في عملية تسويق المسلسلات، لدرجة أن هناك من أكد أن الاستعانة بهذا الكم من الممثلين السوريين والعرب بناء على طلب بعض الفضائيات، التي قامت بتمويل المسلسلات في السر والعلن كشرط أساسي لشراء هذا المسلسل أو ذاك، في محاولة «ربحية» لجمع اكبر عدد من المشاهدين في العالم العربي لقنواتهم، وبالتالي تحقيق مكاسب إعلانية من مختلف الدول العربية.

وبعيدا عن الزوبعة التي أثيرت حول انتشار السوريين في الدراما المصرية وما تبعه من محاولات لإثارة فتنة فنية بينهم وبين المصريين، فإن التواجد السوري زادت كثافته في 2007، من خلال الممثلين تيم الحسن وجمال سليمان وسوزان نجم الدين وأيمن زيدان وجومانة مراد، والمخرجين حاتم علي ومحمد عزيزية ورشا شربتجي.

ويشهد رمضان هذا العام قمة «التهجين» من خلال تواجد عربي مكثف لأسماء إخراجية بارزة منها باسل الخطيب، رشا شربتجي، محمد عزيزية، شوقي الماجري، ونجوم ممثلين على مستوى سولاف فواخرجي، أيمن زيدان، نيكول سابا، رزان مغربي وآخرين.

هذه الظاهرة الجديدة فتحت الأبواب بقوة لكافة الممثلين العرب للانتشار في الدراما المصرية، الأمر الذي يشير إلي أن عام 2009 سيشهد منافسة ساخنة من نوع جديد بين الممثلين والمخرجين العرب والمصريين على زعامة الدراما المصرية ـ ومن خلال صناعة مصرية أيضا ـ .

ويلي ذلك سخونة ارتفاع مؤشر الأجور في بورصة النجوم، حيث يرى خبراء السوق الدرامي أن هذا التواجد العربي في الدراما المصرية، من شأنه أن يحدث انقلابا في أسعار النجوم ارتفاعا وهبوطا، مما يعيد رسم خارطة الدراما في العالم العربي.

البيان الإماراتية في 28 سبتمبر 2008

 

1200 ساعة و50 عملاً درامياً في ميزان النقد

القاهرة - (دار الإعلام العربية)

أكثر من خمسين مسلسلا ( 1200 ساعة درامية) أسقطت المشاهد في حيرة بينها، فعلى الرغم من انقضاء أكثر من ثلثي الشهر الكريم، إلا أن دراما رمضان أصابت مشاهدها بخيبة أمل في كثير من النجوم الكبار، فبينما بدت يسرا نمطية، وأصاب نور الشريف المشاهدين بالملل لكثرة التفاصيل، صعد نجوم شبان مثل شريف منير وأحمد رزق وهند صبري وغادة عادل إلى الصدارة.

النقاد من جانبهم اختلفت نظرتهم وتقييمهم للأعمال الدرامية، فهناك مسلسلات تم تقييمها من حيث حجم الإعلانات التي حصلت عليها، وأخرى حسب مضمونها دون النظر إلى الربح التجاري، وكما اختلفت نظرة النقاد حول الأعمال لم يكن أبطال هذه الأعمال بمنأى عن هذا الاختلاف. ووفق ما ورد من معلومات التلفزيون المصري جاء مسلسل «قلب ميت» لشريف منير من أوائل الأعمال الرمضانية التي حققت مفاجأة من حيث إيرادات إعلاناتها التي بلغت 5. 3 ملايين جنيه، تلاها مسلسل «شرف فتح الباب» ليحيى الفخراني بفارق 200 ألف جنيه، أما الدالي فقد جاء في المركز الثالث بفارق خمسين ألف جنيه عن الفخراني، فيما حققت يسرا مليوني جنيه عن مسلسلها «في أيد أمينة» واقتربت منها هند صبري في مسلسل«بعد الفراق» أمام خالد صالح.

من ناحية أخرى يرى البعض من النقاد أن مسلسل «الدالي» الذي دخل منطقة الأجزاء في الوقت الذي تلاشت فيه المسلسلات الطويلة، وبرغم بطء الحركة خلال حلقاته الفائتة إلا أنها لم تخل من الإثارة والتشويق نتيجة لبراعة النجم نور الشريف في أداء دوره، وما تردد عن تدخله في السيناريو وفي سير العمل، بينما اتسم أداء سوسن بدر وصلاح رشوان ووفاء عامر بالتلقائية والبساطة. أما مجدي كامل ومسلسل «ناصر» فاتفق البعض أن هذا المسلسل قد فتح طريقا واسعاً للنجومية أمام هذا الممثل الشاب إذا حافظ على مستوى أدواره المقبلة، حيث تألق مجدي في هذا الدور، حيث الصرامة والحزم والتعاطف مع الفلاحين وهي كانت من أهم سمات الزعيم، فيما أبدع المخرج السوري باسل الخطيب مع روعة وموضوعية المؤلف يسري الجندي.

أما الفخراني وهالة فاخر وبثينة رشوان ومحمد لطفي وأحمد خليل فلم يبذلوا جهدا كبيرا في مسلسل «شرف فتح الباب» نظراً لخبرتهم الكبيرة وبراعتهم في الأداء، الأمر الذي جعل الممثلون الشبان يبذلون أقصى ما لديهم من أجل مجاراة هؤلاء الكبار في تجسيد المشاعر الإنسانية الفياضة التي تمتلئ بها الشخصيات، كما لعبت عدسات المخرجة رشا الشربتجي دورا مهما في رسم الصورة الجاذبة للأحداث، وإن كان هناك عيب ظاهر رآه النقاد والجمهور معا، وهو وجود بعض المناطق المظلمة على وجوه الممثلين.

وفي مفاجأة لم يتوقعها الكثيرون وبعد غياب عن التلفزيون لفترة طويلة تألق شريف منير في مسلسل «قلب ميت» ليحجز مكانه في قائمة النجوم الذي تأخرت عنهم النجومية كثيرا في التلفزيون، رغم بداياته القوية في الدراما والسينما، حيث يقوم بدور «رضا» الشاب المستهتر ابن الطبقة الفقيرة الذي يبحث عن المال بأي وسيلة مما يعرضه للكثير من المشاكل وقد تربع المسلسل على قمة إيرادات الإعلانات على الفضائيات.

أما يسرا فعاما بعد آخر تقترب من مناطق شائكة ففيما قدمت العام الماضي «قضية رأي عام» وما حوته القصة من قضايا وملابسات عديدة، قدمت هذا العام قضية إنسانية مؤثرة في المجتمع العربي ومنها أطفال الشوارع وتشغيلهم في سن مبكرة لإعالة أسرهم، وخلال رحلة البحث عن هذه تصادف «أمينة» قضايا المخدرات والاتجار في الأعضاء البشرية وبيع الأطفال.

حيث تلعب دور الصحفية صاحبة الدور الإنساني وتصطدم برئيس تحرير الجريدة التي تعمل فيها «هشام سليم» المرتبط بالعديد من رجال الأعمال الفاسدين، وفيما أشاد النقاد بقصة المسلسل واقترابها بصدق من واقع المجتمع إلا أنهم عابوا على يسرا إتباعها نفس النمط في الأداء الذي تكرر معها في السنوات الأخيرة.

أما مسلسل «شط إسكندرية» الذي يمثل تزاوج رأس المال والمصالح فقد تبارى أبطال العمل ممدوح عبد العليم ووفاء عامر في الأداء وإن كانت القصة مكررة إلا أن البراعة في أداء الممثلين أعطت للعمل جاذبية خاصة.. وتميز «جدار القلب» بالصورة الممتعة والإضاءة الرائعة فرآه بعض النقاد أشبه بمباراة راقية في التمثيل بين سميرة أحمد ومحمود قابيل ومصطفى فهمي ولطفي لبيب وريم البارودي.

ويبقى مسلسل «هيما» الذي يعد الوحيد في كوميديا رمضان لهذا العام، وإن لم تكن كوميديا حرفية فهي أشبه بكوميديا اجتماعية معبرة عن الموقف، فقد لاقى المسلسل استحسان الجمهور والنقاد، ساعد على ذلك خفة ظل حسن حسني وعبلة كامل وأحمد رزق وضياء المرغني وعلاء مرسي ومي كساب، ونجح المخرج جمال عبد الحميد والكاتب بلال فضل في تكوين ثنائي ناجح يتوقع أن يفرز مزيدا من الأعمال خلال الفترة المقبلة.

ومن جانبه أكد الناقد الفني محمود قاسم أن من الأكثر الأعمال التي أعجبته مسلسلا: «ناصر» و«أسمهان.. وقال: مسلسل ناصر من الأعمال الجيدة التي كتبت بشكل جيد ومسلسل مخدوم لكنني شعرت أن صاحبه يكتب درسا وطنيا دون التوغل في الحياة الخاصة لجمال عبد الناصر فالمسلسل يريد أن يعرض مواقف معينة في حياة عبد الناصر، ولم يعرض كل الجوانب وهو محبوس بالشخصية التي أصحبت مقدسة لا تمس، ونفس الحال بالنسبة لمسلسل «أسمهان».

البيان الإماراتية في 28 سبتمبر 2008

المصرية في

01.09.2008

 
 

حوار

مجدي كامل: عيون عبد الناصر سر «كاريزما» شخصيته

خدمة - (دار الإعلام العربية)

مازالت شخصية الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر تشع بالإلهام لكثير من المبدعين، لما لها من حضور طاغ، ومواصفات «كاريزمية» مميزة جعلت منها مطمحا لبعض الأفلام التي رأت فيها مجالا خصبا للتناول، فرأينا فيلم «ناصر56» للراحل أحمد زكي.

وفيلم «جمال عبد الناصر» لخالد الصاوي، إلى جانب الظهور المتعدد لتلك الشخصية من أجل إضفاء خلفية سياسية على الأحداث لبعض الأعمال الدرامية، كما حدث في مسلسل «العندليب»، ومسلسل «أم كلثوم».. ويظهر علينا هذا العام الممثل الشاب مجدي كامل مؤديا دور هذا الزعيم بشكل يرى أنه مختلف عما سبقه، ومحاذرا ألا يقع في فخ المقارنة بمن قاموا بأداء تلك الشخصية من قبل، وفي لقاء خاص معه كان لـ «الحواس الخمس» الحوار التالي:

هل كان لسماتك الشخصية وملامحك دور في ترشيحك لشخصية ناصر؟ كان تفكير الكاتب والمخرج في البداية أن يستعينوا بفنان لم يؤد دور الزعيم جمال عبد الناصر من قبل، وطرحوا أسماء عديدة مثل جمال سليمان ورياض الخولي لتأدية المرحلة العمرية الكبيرة في حياة عبد الناصر لكن قابلتهم مشكلة من سيؤدي مرحلة الدراسة أثناء وجوده في الكلية فطرحوا اسمي على اعتبار أنني أنسب من يؤدي الدور من حيث السن، ومن خلال الماكياج أستطيع أن ألعب الفئات العمرية كلها، هذا إلى جانب الإرهاصة الأولى في مسلسل العندليب التي أشكر عليها المخرج جمال عبد الحميد والدكتور مدحت العدل.

أدى الراحل أحمد زكي شخصية جمال عبد الناصر من قبل، ألم تخش من المقارنة؟ كنت أهرب دائما من أداء هذا الدور بسبب الراحل العملاق أحمد زكي، ولكن المخرج جمال عبد الحميد هو من أصر على أن أمثل أنا الدور، ولكني لم أخف من المقارنة فليس من الإنصاف مقارنتي بأستاذ هذا الجيل الذي أعتبر نفسي نقطة في بحره.

·         ألا يعد تقديمك لشخصية ناصر بمثابة تكرار بعد تقديمك للشخصية نفسها في مسلسل «العندليب»؟

الأمر لا يعد تكرارا لأنه ببساطة في مسلسل «العندليب» لم يكن عبد الناصر هو الشخصية المحورية، ورغم ذلك أعترف أن أيام تصوير العندليب كانت من أمتع أيام حياتي، رغم الإصابة التي ألمت بي حينها في ساقي عندما كنت أشارك في تصوير فيلم «ظرف طارق» مع أحمد حلمي، ووضع الطبيب لي حينها شريحة وعشرة مسامير، إلا أنني لم أشعر بالألم أثناء تصوير المسلسل، فقد سحرني عبد الناصر في العندليب، واستمر سحره لي حتى تصوير مسلسل «ناصر».

·         إلى أي مدى نجح المؤلف يسري الجندي في تقديم شخصية عبد الناصر؟

أهم ما في مسلسل «ناصر» هو تركيزه على العديد من الشخصيات المؤثرة في حياة هذا الزعيم التي لم يتم التركيز عليها من قبل، مثل علاقته بزوجته تحية التي جسدت دورها لقاء الخميسي، كما يتعرض المسلسل لعلاقته بوالده وعمه وخاله، وأصدقائه المقربين، كما أن هناك محطات تاريخية لم يتم تقديمها من قبل مثل حرب 1948، وحصار الفالوجة وعهد منقباد، وهو العهد الذي تعاهد فيه بعض ضباط الجيش على تدريب جيش يكون قادرا على التصدي للعدو.

·         هل حقيقي أن اختيارك لدور عبد الناصر يرجع لكونك ناصريا في الأصل؟

أحب تأدية الأدوار والشخصيات الفنية التي تمتعني شخصًيا قبل أن أمتع الجمهور بها وأنا لا أنتمي للحزب الناصري ولا علاقة لي بالسياسية فأنا فنان أؤدي رسالة بتقديم شخصية زعيم الوطن العربي بسلبياته وإيجابياته، بغضبه وبفرحه وبحزنه وبكل مشاعره الإنسانية.

·         ما رأيك في رفض وزير الإعلام عرض المسلسل على القنوات المصرية؟

هذا السؤال يجب أن يتم توجيهه لوزير الإعلام المصري، مسلسل ناصر عمل جاد ومحترم، فهل من المفترض أن أقدم فنا تافها لا قيمة له كي يتم عرضه؟، في اعتقادي الجمهور في حاجة لمشاهدة مثل هذه الأعمال الجادة ليتعرف الجيل الجديد على قيمة عربية ثرية بالقيم والمبادئ مثل زعيم القومية العربية.

·         كيف كان تحضيريك لشخصية ناصر؟

قرأت كل ما كتب عن عبد الناصر في الفترة من 1918 ـ 1970 من كتب الإخوان واليساريين والاشتراكية والرأسمالية والشيوعية، وكل ما كتب من فن وأدب وثقافة في هذه المرحلة حتى استوعب ما فيها من أحداث وتطورات وخلافات واستعمار، إلى جانب أن الدكتورة هدى جمال عبد الناصر أهدتني 38 DVD عن حياة الزعيم و10 CD من الخطب المسموعة له، وبالطبع الكاتب يسري الجندي المرجع والموسوعة بكتابته لسيناريو دقيق وكامل الحبكة الدرامية.

·         ما السر خلف نظراتك الثاقبة التي أبهرت الجمهور؟

قرأت في مذكرات تيتو رئيس يوغوسلافيا السابق أنه لم يجرؤ أحد على النظر في عيني جمال عبد الناصر، فعيون ناصر كانت سر الكاريزما الخاصة به، ولذلك ركزت على إظهارها.

·         ما حكاية المخرج السوري وفريق العمل السوري الذي أثار الجدل لفترة حول المسلسل؟

الفن ليس له وطن وجمال عبد الناصر ملك للوطن العربي كله، وباسل الخطيب مخرج صاحب رؤية فنية مختلفة وصاحب زوايا عبقرية وعمق في تكوين الكادر وصاحب رؤية في توجيه الممثل بأسلوب لطيف، كما أنه يحمل هم القضية الفلسطينية، ولديه خلفية تاريخية كاملة عن المرحلة التي يتناولها المسلسل.

·         وهل من المنطق أن يجسد طفل سوري طفولة عبد الناصر؟

مجيد باسل الخطيب طفل غير عادي عندما أتكلم معه أشعر أنه رجل في الخمسين من عمره محمل بالقضية الفلسطينية، وهو صاحب موهبة ظهرت في لحظات صمته ولقد أبكى الملايين، وأعتقد أنه ليس هناك مشكلة في عدم إتقانه للهجة المصرية.

·         بعد نجاحك في مسلسل ناصر، هل هناك شخصية تاريخية تتمنى تمثيلها؟

أنا مستعد لأي عمل جيد يعرض علي، ولا يوجد شخصية معينة في ذهني أتمنى أن ألعبها، وكل ما يهمني هو قيمة العمل الذي أؤدي فيه.

·         هل تخطط لتقديم عمل درامي كل رمضان؟

أنا ضيف على الدراما التلفزيونية هذا العام لأن العمل جذبني بعظمته وقوته، لكنني لا أستطيع تقديم عمل كل عام إلا إذا كان بقوة ناصر، ومثل هذه الأعمال تتطلب وقتاً وجهداً وتحضيراً كبيراً جدًا.

·         ماذا عن دورك في مسلسل «طريق الخوف»؟

بصراحة شديدة «طريق الخوف» لا يعنيني وقد ندمت على قبول هذا العمل، ولا أتمنى أن يقارن أحد أدائي فيه بأدائي في مسلسل «ناصر» لأنه شتان بين العملين.

·         يقال إنك فرضت سيطرتك على فريق العمل عندما اشترطت التصوير يوم الجمعة فقط؟

هذا حدث بالفعل، ولكن ليس لفرض السيطرة بل لأنني كنت مرتبطا بتصوير دور جمال عبد الناصر، وحدث هذا التضارب في المواعيد بسبب الفنانة غادة عبد الرازق التي لم تلتزم بمواعيد التصوير ولم تحترم زملاءها، وفريق العمل الذي سافر إلى الإسكندرية لاستكمال التصوير ولم تحضر فكان من المقرر أن استمر في تصوير طريق الخوف حتى يوم 15-12-2007.

وبسبب غادة انتهيت يوم 15-8-2008، للأسف الشديد عملت مع مخرج ضعيف الشخصية اسمه عادل الأعصر، وشركة إنتاج بقيادة خالد الذهبي لا تفقه شيئا في عملها، وكل ما يعنيني في هذا العمل هو الكاتب طارق بركات وزملائي ما عدا غادة عبد الرازق بالطبع.

·         لو عرض عليك العمل في مسلسلات الست كوم.. هل ستوافق؟

لم يعرض علي عمل من هذا النوع، وأنا لا أفضل هذه النوعية من الأعمال التي أرى أنه لا قيمة لها ولا تضيف شيئًا للممثل ولا للمشاهد.

البيان الإماراتية في 28 سبتمبر 2008

المصرية في

01.09.2008

 
 

من توقيع أكثر من مخرج

«الساكنات في قلوبنا» يرصد اضطهاد المرأة في الخليج

عبد الستار ناجي

سيكون عشاق الدراما الخليجية مع موعد حقيقي من خلال مسلسل «الساكنات في قلوبنا» الذي يتعرض لواحدة من القضايا المهمة، وهي الاضطهاد الذي تتعرض له المرأة في دول مجلس التعاون الخليجي.

كما يقدم المسلسل تجربة رائدة من نوعها، وهي مشاركة اكثر من مخرج في تحقيق هذا العمل المثير للجدل والحوار.

ومن خلال اتصال هاتفي مع اكثر من فنان من نجوم العمل، فان جملة الآراء قد اتفقت على اننا امام عمل مثير للجدل وسيخلق حالة من الحوار ولربما ردة فعل حادة.

باختصار شديد يقول النجم السعودي علي السبع: «الساكنات في قلوبنا» واحد من افضل الاعمال التي قدمتها، دراما مكتوبة بعناية تعتمد البحث والتحليل والدراسة، ويخلق حالة من التماس مع قضايا ساخنة بالذات فيما يخص معاناة المرأة في المجتمع الخليجي، والاضطهاد الذي تتعرض له، واكرر الاضطهاد بجميع انواعه.

العمل الجديد يقف خلفه مركز تلفزيون الشرق الاوسط «أم. بي. سي» وهو عبارة عن «40» فيلماً، كل فيلم له قصته المستقلة وحكايته القائمة بذاتها، وترصد في مجملها قضايا اجتماعية متنوعة ومشبعة بالقسوة، تظل المرأة هي محورها الاساس.

وتؤكد مصادر العمل ان جملة القضايا والاحداث مستمدة من ملفات وقضايا حقيقية، جرى دراستها وكتابتها بشكل درامي.

ومن الاعمال التي انجزت نورد العناوين التالية: «الضحية»، «خلوة غير شرعية»، الأم»، «دائرة الشك»، «موت بطيء»، «أيام العسل»، «الشجرة اليابسة»، «ذئاب بشرية»، «مصالح متبادلة»، «الثمن الكبير»، «فرح»، «غبار الايام»، «طلقة النار»، «ثورة الشك»، «علموهن الرياضة»، «تضحيات العقيمة»، «قرارات مصيرية»، «بلاء الثلوث»، «مجرد رحم» و«انا وزوجي وصديقتي».

ونشير الى ان حلقة «الأم» مثلتها زهرة عرفات، ريم عبدالله، ابتسام العطاوي، فيصل العيسى، ونواف الجابر واخرجها سمير عارف.

اما حلقة «علموهن الرياضة» فقدمتها وفاء مكي ومن اخراج فيصل يماني، الذي ينتقل من الاوبريتات الغنائية الى الاعمال الدرامية، كما يشارك في الاخراج ايمن شيخاني وتقول الفنانة شهد الياسين: بعد تجربتي في «ظل الياسمين» و«ريح الشمال» وجدت نفسي في ورطة كبرى، بالذات في نوعية الاعمال التي اقدمها وحينما قرأت نصوص «الساكنات في قلوبنا» وجدت بها المادة الدرامية المتميزة، والقضايا المكتوبة بحرفية، ترصد معاناة وقضايا المرأة في دول المنطقة ولربما في انحاء العالم، لهذا بادرت الى المشاركة لانني امام تجربة في غاية الاهمية.

هذا ويشارك في المسلس حشد بارز من نجوم الدراما الخليجية بينهم، تركي اليوسف، علي السبع، لطيفة المجرن، ابراهيم الحساوي، بدرية احمد، زهرة عرفات، لمياء طارق، مروة محمد، حبيب الحبيب، اميرة محمد، سعاد علي، ايمان القصبي، شيماء سبت، وعبدالرحمن الرقراق، وكم أخر من الكوادر الشابة.

وحرى بالذكر ان خلف هذا العمل تقف شركة «صدف» للانتاج التي كان لها العديد من التجارب الانتاجية المتميزة، من بينها المسلسل المثير للجدل «اسوار» الذي جسده وباقتدار الثنائي حسن عسيري وعبدالرحمن العقل.

المسلسل الجديد تصدى لكتابته درامياً الكاتب محمد العواجي.

ويقول الفنان علي السبع: نظراً لحضور المرأة في العمل الجديد، فان الشركة المنتجة حرصت على الاستعانة باكثر عدد من نجمات دول مجلس التعاون الخليجي ومن مختلف اجيال الحرفة.

ولهذا تم اختيار فترة رمضان، حيث يكون جميع الفنانين وبالذات الممثلات قد انتهين من ارتباطاتهن الدرامية التي سبقت شهر رمضان المبارك.

ويبقى ان نقول، ان هذه التجربة تمثل اضافة الى رصيد الدراما السعودية على وجه الخصوص والخليجية بشكل عام.

annahar@annaharkw.com

النهار الكويتية في 28 سبتمبر 2008

المصرية في

01.09.2008

 
 

إيقاع

مقدمات المسلسلات.. مفردات هاربة من ذاكرة الناس

القاهرة ـ أسامة عسل

ضعف دراما رمضان هذا العام شمل الموسيقى التصويرية، والكلمات والألحان الخاصة بمقدمات ونهايات المسلسلات المصرية، والاستثناء الوحيد للموسيقار الكبير عمار الشريعي الذي كانت له بصمة واضحة ومميزة، وكذلك كلمات الشاعر سيد حجاب، بينما خرجت معظم الأعمال التي صنعتها باقي الأسماء، هزيلة تؤكد أن أصحابها يحتاجون إلى الوقت للنضوج أكثر، حتى تستحوذ أعمالهم على قلوب وعقول وآذان المشاهدين.

للمرة الأولى منذ سنوات، لا نجد جملة موسيقية سواء كانت مغناة أو موسيقى بحتة يرددها الناس في الشوارع، فالجملة الموسيقية في رمضان، إما مستهلكة ومكررة وإما قريبة الشبه بأعمال سابقة. والشيء الأكثر مدعاة للدهشة حالة الفقر الشديد، والواضح في التنفيذ الموسيقي، وهو ما يؤكد أن هناك كارثة مقبلة في هذا العالم الموسيقي. وهذا يعني أن الضعف الذي تعاني منه سوق الأغنية سوف ينتقل إلى سوق الموسيقى التصويرية التي كانت حتى وقت قريب، الأمل المتبقي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والذي كنا نشم فيها رائحة الموسيقى المبنية على الموهبة والدراسة، لكن يبدو أن تسرب بعض الملحنين من سوق الأغنية إلى عالم الموسيقى التصويرية، كان وراء هذه الظاهرة.

كذلك الحال في سوق الأشعار وكلمات الأغنيات، سيطر عليها سيد حجاب وأيمن بهجت قمر، وهما حصانا الرهان لنجاح أي «تيتر»، وجملهما الشعرية تنفذ ببساطة إلى القلب قبل الأذن، ويجتهدان في البحث عن المفردات والمعاني الجديدة المرتبطة بمضمون كل عمل، في وعي كامل برسالة الدراما وتأثيرها على الجمهور سلباً أو إيجاباً. وكان لموسيقى عمار الشريعي دور بارز في أكثر من عمل، أولها مسلسل «شرف فتح الباب» غناء مدحت صالح، وكلمات سيد حجاب. والشريعي كعادته يجيد رسم المشهد الدرامي بموسيقاه، ويجيد ترجمة توظيف صوت المطرب، وهو يتمتع بثقافة موسيقية فريدة تجعله مثل المكتبة الموسيقية المتنقلة، لذا تتميز جملته الموسيقية دائماً بالعمق، وكان للأداء الرفيع لمدحت صالح دور في ترجمة هذه المشاعر إلى واقع.

وجاءت كلمات حجاب أكثر قوة وتعبيراً عن فكرة المسلسل، ونستطيع أن نتلمس ذلك من خلال المقاطع التالية لتيتر المقدمة: «الدنيا يا ابن الناس مهيش جاه ومال، وراحة البال فين إذا حالها مال، وابن الحلال عمره ما يمشي في ضلال، والبركة ما تحل إلا على مال حلال، وهييجي يوم يلقى المخبي أتعرف، شرف الأستاذ شرف ـ مش المهم تبيع لمين أو بكام، هتبيع تضيع وسط الكرام واللئام، لا ابن الحلال يتربى من مال حرام. ولا للضلالي ابن الحرام احترام، ولا كرامة للي باع الشرف»، وجاءت كلمات «تيتر» النهاية قصيرة وموجزة ومعبرة كما يلي: «عيني عليك يا شرف، في دنيا فاقدة الشرف، ولا اللي عمله أتعرف، ولا اللي قبضه أتصرف، ولا لنفسه أعترف، عيني عليك يا شرف، أزاي هتمشي عدل والسكة معوجة، قالوا الحلال بين، والضلال هين، والشر بيزين ، توهتنا في الهوجه».

واستطاع عمار الشريعي في مسلسل «نسيم الروح» الجمع بين صوتين من أهم الأصوات الموجودة وهما محمد الحلو، وغادة رجب. فالأول له دور كبير في انتشار وزيادة أهمية التيترات من خلال صوته منذ «ليالي الحلمية»، و«الوسية» و«المرسى والبحار»، والثانية افتقدناها كثيراً حتى عادت من خلال هذا العمل.

واستعان الشريعي كذلك في مسلسل «عدى النهار» بالفنان علي الحجار وهو من الأصوات الفريدة، ويعتبر قاسماً مشتركاً في أغلب أعمال أهم صناع الموسيقى التصويرية سواء كان عمار الشريعي أو ياسر عبدالرحمن. أما الأعمال الأخرى فقد تجلى فيها الفقر الشديد في التنفيذ الموسيقي، وقلة الموهبة كانت واضحة وصريحة، ولا يحتاج المراقب إلى كبير عناء لاكتشاف ذلك.

ففي مسلسل يسرا «في إيد أمينة» وجدنا آمال ماهر تؤدي من ألحان محمد رحيم، والمتابع للحلقات سوف يكتشف أن رحيم ربما يكون أصلح لتلحين أغنية في ألبوم لأنها تعتمد في الغالب على جملة موسيقية، لكن العمل الذي يكون مرتبطاً بدراما وسيناريو وحوار له مفردات أخرى في الموسيقى، لذا كان زرع الشباب الملحنين في هذه الأعمال، وهم ليسوا مؤهلين، موجهاً ضد الدراما المصرية.

بينما جاءت كلمات الدكتور محمد العدل متماشية مع الرسالة التي يريد أن يؤكدها العمل، ويظهر ذلك في الكلمات التالية لـ «تيتر» المقدمة: «قالوا الملايكة مصيرهم جنه مع الأبرار، وازاي نلاقي ملايكة وعايشين وسط النار، أطفال معجزين وإحنا ولا حاسين، أكيد قلوبنا حجر مش قلب بني آدمين».

الفقر ظهر بوضوح أيضاً في أغنية مقدمة «قلب ميت» غناء رامي عياش وألحان محمود طلعت، وكلمات أيمن بهجت قمر، حيث حاولت التعبير فيها عن معنى ومدلول المسلسل، ونرى ذلك في «تيتر» المقدمة التالي: «ما بين الجبن وراحة البال يا دوبك خيط، وخيط بين الغروب والمشي جنب الحيط، فيه ناس قلوبها ميتة من طعم الذل، وناس قلوبها ميتة بتدوس ع الكل، وناس يا دوبك تبتسم ضحكتها مش كاملة، وضهرها بينقسم وراسها في الرملة، أشكال وألوان اتنتورت، ناس إفترت وناس إتهرت تخبيط».

من ناحيته، وضع محمود طلعت موسيقى وألحان مسلسلات أخرى مثل «طيارة ورق»، غناء حنان ماضي بعد غياب، ولم تكن العودة موفقة بالمرة، ربما لأن طلعت لم يحاول أن يضع لها شخصية غنائية جديدة، ولم يعد اكتشافها، لكنه حاول أن يقدمها كما قدمت من قبل، ولذلك لم نشعر بشخصيته أو شخصيتها.

وكان طلعت قد قدم أعمالاً كثيرة لكنه يحتاج إلى مزيد من الدقة في تنفيذ الأعمال، فالعبرة ليست بالكم لكن بالكيف، وهو حتى الآن رغم كثرة أعماله لا تزال شخصيته غير واضحة، ففي العام الماضي قدم «حمادة عزو» بشكل جيد، وانتشرت لكن العبرة في الاستمرارية.

وحافظ صناع مسلسل «الدالي» على مقدمة ونهاية العام الماضي التي تعلق بها الجمهور، وهي من غناء وائل جسار وكلمات أحمد عبدالفتاح ، وتعبر عن مضمون وفكرة شخصية البطل، وتترجم أحداث الأكشن والإثارة من خلال «التيتر» التالي: «مين دا اللي كاره دنيتك وبيشتهي موتك، مين دا اللي موته بكلمتك وحياته في سكوتك.

وغريب يا صاحبي واللي من دمك، طعنك وسابك تشتكي همك، ورماك بلا مركب لموج عالي، سرق النهار لكن أنت يادالي، لا بتنحني ولا ينكسر صوتك». وأبدع مودي الإمام في مسلسل «قمر 14»، حالة جديدة واستخدم قوالب وأشكال موسيقية غير متداولة، وإذا كان صحيحاً أن «التيتر» لم ينتشر بشكل كبير، لكن مودي وضع محمد الحلو في إطار جديد.

يمكن القول ختاماً، إن الموسيقى التصويرية هذا العام ظهرت متأثرة بالنواحي الإنتاجية، فالمنتج أراد أن يوفر، وللأسف جاء التوفير على حساب أهم جانب يدعم الدراما، وغياب الموسيقار ياسر عبدالرحمن ربما يكون له علاقة بهذا الجانب لأنه دائماً ما يكون حريصاً على ظهور أعماله بشكل مبهر، وهذا الأمر يحتاج إلى منتج فنان وليس تاجراً همه «السلق» للمكسب وليس الإبداع للفن.

البيان الإماراتية في 29 سبتمبر 2008

 

كواليس

«نيولوك» نجوم الدراما بيد خبير ماكياج ومشرط جراح

القاهرة- (دار الإعلام العربية)

لم يعد «النيولوك» موضة يجرى وراءها المطربون فقط أو سيدات المجتمع.. بل انتقل الأمر إلى نجوم الدراما التلفزيونية الذين تباروا فيما بينهم للظهور أمام جمهورهم بـ «طلة مختلفة»، وبدا هذا واضحاً، في الدراما الرمضانية لهذا العام، حيث ظهر عدد كبير من أبطال وبطلات المسلسلات بأشكال مختلفة، فمنهم من حلق شعره وارتدى باروكة وأنقص وزنه، هذا بخلاف «اللوكات» الجديدة التي تمت بمشرط الجراح.

وتعد الفنانة يسرا من أوائل الفنانات اللواتي قدمن «نيولوك» في مسلسل «في إيد أمينة»، حيث تظهر بأناقة غير عادية لامرأة في الأربعين من عمرها، وتظهر بالعديد من قصات الشعر المختلفة، وهو الأمر الذي ربما لا تحتاج له هذه الشخصية للظهور بهذا الشكل. ولكن يبدو أن يسرا لجأت إلى ذلك خاصة بعد تقديمها طوال السنوات الماضية أدواراً تعتمد في أغلبها على البساطة والتغييرات البسيطة في الشكل . كما حدث العام الماضي من خلال مسلسلات «قضية رأي عام» الذي لم يبتعد ببطلته بعيداً عن بساطتها في الحياة الشخصية واختياراتها لملابسها، كذلك مسلسل «أحلام عادية» الذي ظهرت فيه بوجوه مختلفة منها «الشحاتة» والخادمة.

رزان تصبغ شعرها : في مفاجأة لم يتوقعها الجمهور، ظهرت الفنانة اللبنانية رزان مغربي هذا العام من خلال أولى تجاربها مع الدراما «عدى النهار» بلوك جديد ومختلف تماماً، وعن ذلك تقول «رزان»: قدمت دور بنت بلد شعبية، وبالتالي كانت الشخصية بعيدة تماماً عن شكلي من شعر أصفر وعيون ملونة، إلا أنني استطعت أن أسيطر على ذلك من خلال جلساتي مع المخرج إسماعيل عبد الحافظ الذي صنع معي لوك الشخصية. ونجحنا في رسمها بعد أن تخليت عن الشعر الأصفر، وقمت بصبغه للون الأسود، كما ارتديت الجلباب الذي أيضا قمت بتفصيله، وكله من أجل عيون «صفية» التي أعجبتني تماماً لدرجة أنني احتفظ بملابس الشخصية التي كنت أخشى ألا أستطيع أن أصل بها لهذا الشكل.

وتقول المذيعة انجي علي: أكثر شيء جذبني إلى الشخصية التي أقدمها في مسلسل «قمر 14» هو الدور الذي أقدمه لبنت شعبية الذي استطعت من خلاله الظهور بشكل جديد، ربما يكون غير محبب للبعض من الفنانات اللواتي يعشقن ظهورهن على الشاشة بأناقة ولوك غير عادي، لكنني أعجبت بدور بنت البلد الشعبية التي تفننت في بعض الأحيان في إظهار جمالها، رغم ارتدائها الجلباب، وكونها تسكن في حارة، وبالتالي فكل شيء سواء الملابس أم المكياج أم الشعر ولونه كان مختلفاً.

باروكة مي كساب

وتقول الفنانة مي كساب: لجأت في مسلسل «هيمه» لارتداء الباروكة الصفراء حتى تتناسب مع الدور الذي أقدمه، وبالرغم من انني كنت في البداية في حالة ذهول وقلق من درجة لون الباروكة التي كانت صاخبة للغاية، إلا أنني استطعت أن أتأقلم مع الشكل الجديد، وما تضمنه من ارتداء إكسسوارات غريبة طوال فترة تصوير العمل.

تضيف مي قائلة: رغم شكلي الغريب، إلا أنني خضعت لتصورات المخرج جمال عبد الحميد، ولا أخفي عليك بأنني كنت قلقة من رد فعل الجمهور حول اللوك الجديد داخل العمل والشخصية التي أقدمها، ولكن أحيانا يكون الدور بحاجة للوك وشكل معين، حتى لو كان ذلك على عكس ذوق الفنان تماما.

وجوه هند صبري

أما الفنانة هند صبري بطلة مسلسل بعد الفراق فتقول: في حياتي العادية أو الشخصية وبعيداً عن جو التمثيل، أكون على طبيعتي ولست من هواة تغيير الشكل أو بمعنى آخر لست من هواة الظهور بأشكال مختلفة، لكوني أعشق البساطة سواء في مكياجي أو لون وقصة شعري وأيضا ملابسي، والملاحظ أيضا لي في معظم أعمالي هو انني لم ألجأ للنيولوك، خاصة أن معظم الأدوار تكون مناسبة لي من دون أي تغيير.

ولكن هناك أعمال أخرى تتطلب منى مواصفات معينة مثل مسلسلي الجديد «بعد الفراق» الذي أظهر فيه تقريباً بشكلين مختلفين: الأول خادمة ارتدي من خلالها الجلباب والطرحة والباروكة إلى جانب مكياج بسيط جدًا، والشكل الآخر هو في الفترة التحولية عندما أصبح سيدة أعمال.

وبالتالي يحدث تفاوت كبير في الشكل والاستايل وأدخل في شكل آخر، ولكنها أشياء من أجل العمل، رغم أنها في بعض الأحيان تكون مقلقة وتؤثر على نفسية الفنان ذاته، ولكن ما باليد حيلة من الخضوع لمشرط الجراح وصناعة لوك جديد.

من جهته، يقول الفنان خالد صالح الذي يشارك هند بطولة بعد الفراق: رغم عدم اعتيادي في أعمالي للخضوع للوك، إلا أنني لجأت إليه في بداية المشاهد الأولى من مسلسل «بعد الفراق» بسبب دخولي الجامعة، فارتديت الباروكة حتى أظهر بسن أصغر يتناسب ودوري كطالب جامعي.

الفخراني يحلق شعره

الفنان يحيى الفخراني يقول: هو ليس لوك بالمعنى الصحيح لكنه فقط التزام بشكل الشخصية الذي من الممكن أن يضع صاحبه في قوالب وأشكال عديدة من أجل وضع الصورة النهائية للشكل المفترض للشخصية.. ويضيف: «أعتقد أنني العام الماضي من خلال مسلسل «يتربى في عزو» لجأت إلى «لوك» جديد.

وذلك من خلال تسريحة الشعر والإكسسوارات والملابس حتى أظهر في صورة رجل في الخمسينات مازال يعيش بسن الشباب، فكنت مضطراً لهذا اللوك الغريب، الذي كان أقرب إلى الكوميديا وهو أيضا ما حدث هذا العام من خلال «شرف فتح الباب» الذي قمت فيه بحلق شعري مع شارب وذقن بسيطة، وذلك من أجل الدور والعمل.

وتقول الفنانة هالة فاخر: أعتقد البعض أنني لجأت إلى إنقاص وزني بسبب شروط معينة للشخصية التي أقدمها من خلال مسلسل «شرف فتح الباب» رغم أنها غير مقصودة كونها لظروف مرضية مررت بها في الفترة الماضية، ولكن الجديد هو ارتدائي الحجاب في العمل لارتباطه بالشخصية، وربما تعد المرة الأولى التي أرتدي فيها الحجاب من خلال أعمالي.

تضيف قائلة: ظهرت أيضا بلوك جديد ومختلف من خلال برنامجي الرمضاني «ريا وسكينة» الذي تشاركني في تقديمه الفنانة غادة عبد الرازق، وفي العمل ارتديت باروكة وجلباباً مطرزاً، ومن خلال متابعتي لمعظم نجمات رمضان داخل أعمالهن، أرى أن موضة اللوكات هذا العام هي الباروكة والجلباب.

زمن الدالي

ويقول الفنان نور الشريف بطل مسلسل الدالي: نظرا لأن المسلسل يعتمد على فترة زمنية ماضية، بدأت منذ الستينات، كان لابد من الالتزام بالموضة التي كانت تسيطر على هذا العصر من ملابس وإكسسوارات وديكورات، ورغم أنني قمت فقط بتغيير قصة شعري.

إلا أنني أرى أنها ليست بغريبة عن هذا العصر، لدرجة أنني كنت أحيانا ألتزم بها خارج العمل كمحاولة للتغيير والظهور بلوك جديد، ولكن بالنسبة للملابس، فقد برعت الاستايليست ومصممة الأزياء منى الزرقاني في التفنن فيها وبشكل مناسب للفترة الزمنية التي تدور فيها أحداث العمل.

من جهته يقول الفنان عزت أبوعوف: طوال أعمالي السابقة لم تتطلب شخصياتهم الظهور بشكل مختلف عن شكلي الحقيقي، لذا لم أسع إلى الظهور بلوك مخالف لشكلي فيما عدا هذا العام الذي ظهرت فيه بلوك مختلف تماماً، وارتديت الباروكة مرتين الأولى في «الدالي» والثانية من خلال مسلسل «طيارة ورق».

أما الفنانة صابرين فتقول: اتجاهي لتقديم شخصيات جديدة على الشاشة يدفعني للظهور بلوك أو أكثر ربما لم أظهر به في الحقيقة، لكنني بشكل عام حريصة على أناقتي والظهور ب«استايلات» مختلفة حتى بعد ارتدائي الحجاب، فلم يختلف الأمر كثيرا فلقد ارتديته وأيضا بشكل أنيق وملتزم، وهو الأمر الذي جعلني أتفنن في شكلي من وقت إلى آخر.

وتضيف صابرين قائلة: ربما يكون اللوك الذي ظهرت به من خلال مسلسل «الفنار» مختلفاً تماماً لأنني ارتديت الباروكة والضفائر تحت «إيشارب» مع الظهور بملابس بسيطة في شكل الاستايل الشعبي، لكن هو في حد ذاته لزوم الدور، رغم أن اللوك وشكل الشخصية، ربما أثار ضجة ليست حقيقية ما جعل البعض معه يردد بخلعي الحجاب، ولكنني أؤكد أن هذا اللوك والشعر ليس إلا لزوم الشخصية.

وأخيراً، يقول الفنان مجدي كامل: الزعيم الراحل جمال عبدالناصر هو السبب هذا العام في ظهوري بلوكات مختلفة من شارب وتسريحة شعر وقصة مختلفة وملابس وإكسسوارات أيضًا، وذلك من أجل الدخول في شخصيته والتقرب من شكله، وهو بالطبع لا يعد إطلاقا لوك مقصود، ولكن هي لوكات مختلفة صنعت من أجل التقرب للشخصية التي عشتها في مراحل عمرية مختلفة ظهرت فيها بأكثر من شكل في سن الشباب وسن الكبر.

البيان الإماراتية في 29 سبتمبر 2008

المصرية في

01.09.2008

 
 

أعادت اكتشاف نفسها للمرة الثانية

هالة فاخر: كنت خائفة من جمهور الفخراني

القاهرة - “الخليج”:

بعد النقلة الفنية التي حدثت لها في فيلم “حين ميسرة” عندما قدمت دوراً لم يتوقعه منها الكثيرون جاءت فرصة مسلسل “شرف فتح الباب” لتؤكد الفنانة هالة فاخر مرة أخرى للجميع أنها ليست مجرد كوميديانة تحاول أن تجد لها مكانا وسط الكوميديانات الرجال لكنها ممثلة تصلح لكل الأدوار وأصعبها. وفي هذا الحوار تتكلم عن خوفها من جمهور يحيى الفخراني قبل العمل معه في المسلسل وتجربتها الثانية مع عالم العشوائيات وحكايتها مع “ريا وسكينة” والكوميديا التي لن تتخلى عنها أيضا وتحولها إلى مشجعة متعصبة للنادي الأهلي في العيد.

·         كيف رشحت لمسلسل “شرف فتح الباب”؟

منذ سنوات طويلة جمعني عمل مسرحي بالفنان الكبير يحيى الفخراني وبعدها لم نلتق مرة أخرى وكنت أتمنى أن تتاح لي فرصة التمثيل أمامه في التلفزيون وجاءتني بالفعل الفرصة في “شرف فتح الباب” بعد أن شعر الفنان الكبير يحيى الفخراني أنني مناسبة لأداء الدور رغم انه لا علاقة له بالكوميديا التي يحسبني البعض عليها وحدها. ولهذا شعرت أن الدور سيكون تحديا جديدا لي بعد نجاحي في التحدي الخاص بدوري في فيلم “حين ميسرة” وقلت لنفسي إن “شرف فتح الباب” فرصة جديدة لأؤكد للجميع مرة أخرى أن نجاحي لن يتوقف أبداً عند الكوميديا وحدها لكنني استطيع أداء كل الأدوار.

·         هل ترين أن هناك تعاطفاً من الجمهور معك لموقفك من شخصية شرف فتح الباب التي يؤديها الفخراني؟

لعبت دور الزوجة المطحونة التي تتمسك بالشرف رغم ظروفها الصعبة حتى لو كانت ستقف ضد زوجها الذي تنازل عن الشرف في لحظة ضعف وبالتأكيد هناك تعاطف كبير من الجمهور مع الشخصية لكن المشكلة أيضا أن الجمهور يحب يحيى الفخراني جداً مهما فعل وكنت أخشى أن يغضب مني الجمهور لأنني دائما أقف في وجهه حتى لا ينفق المال الحرام على أولاده وإن كان أكثر ما جعلني اطمئن على تعاطف الجمهور مع الشخصية أن الناس عندما تقابلني في الشارع تشيد بالدور وبموقف الزوجة.

·         البعض يرى أن الشخصية مثالية بشكل مبالغ فيه ما ردك؟

ليست مثالية ولا توجد أي مبالغة في مواقفها لأنه رغم الفساد المنتشر حولنا هناك من يتمسكون بدينهم وبشرفهم ويرفضون المال الحرام مهما كانت ظروفهم ومثلما تسلط الدراما الضوء على الشخصيات الفاسدة لابد أن نشجع أيضا الشخصيات الايجابية.

·         دورك في مسلسل “بنت من الزمن ده” قريب من دورك في “حين ميسرة” ألا تخشين التكرار؟

سكان العشوائيات مشاكلهم كثيرة جدا وليس معنى أنني لعبت في “حين ميسرة” شخصية امرأة من العشوائيات أن يكون هناك تكرار إذا ما اقتربت من هذا العالم مرة أخرى لأنه في دنيا العشوائيات هناك نماذج إنسانية مختلفة وكثيرة ويمكن تقديم عشرات الأدوار من خلال هذا العمل ويكون كل دور مختلف تماما عن الآخر.

·         ما الذي جذبك للمشاركة في مسلسل “حواكة بوت”؟

تجربة “الست كوم” تعجبي وبدأت تلفت الأنظار مؤخرا واعتبرها تجربة جديدة بالنسبة لي كما أنني شعرت أن دوري في هذا المسلسل سيكون في منطقة بعيدة تماما عن الدراما في “شرف فتح الباب” أو “بنت من الزمن ده” فقبلته على سبيل التجديد.

·         رغم وجودك في ثلاثة مسلسلات لماذا التفت الجمهور أكثر لدورك في “شرف فتح الباب”؟

هذا طبيعي جدا وكنت أتوقعه من البداية والسبب الجماهيرية الكبيرة للفنان يحيى الفخراني في العالم العربي كله ولذلك فالمسلسل يحقق أعلى نسبة مشاهدة في رمضان ومن الطبيعي أن يلفت دوري فيه الأنظار أكثر من غيره وهو أمر يسعدني جدا لأنني بذلت جهداً كبيراً فيه والفنان يسعد عندما يصل عمله إلى اكبر عدد من الجمهور.

·         هل تجربتك في تقديم برنامج “ريا وسكينه” كان سببها الوحيد المكسب المادي؟

لا أنكر أن تقديم البرامج يحقق لي مكسباً مادياً وهذا ليس غريباً لأنه في النهاية لابد أن يكون له اجر وسبق أن قدمت برامج من قبل وتأتيني دائما عروض لتقديم برامج وإن كانت هذه هي المرة الأولى التي أقدم فيها برنامجاً مع زميلة أخرى هي الفنانة غادة عبدالرازق. عموما المكسب المادي ليس السبب الوحيد الذي حمسني لهذه التجربة لكن الفكرة أعجبتني لأنها جديدة وشجعت نجوماً كثيرين على أن يكونوا ضيوفاً علينا والبرنامج مزيج من الكوميديا والصراحة والخوف أيضا واستمتعت بتقديمه.

·         هل تعتبرين فيلم “حين ميسرة” نقلة مختلفة في نوعية أدوارك؟

بالتأكيد لأنه أدخلني منطقة جديدة من الأدوار وكانت جرأة من المخرج خالد يوسف أن يرشحني لهذا الدور رغم أن الجميع ينتظر مني الكوميديا أكثر لكنه رآني في الشخصية ونجحت فيها.

·         هل أنت راضية عن دورك في فيلم “اتش” مع احمد مكي؟

الفيلم كوميدي خفيف ويجب ألا نحمله أكثر من ذلك وأحب أن أقدم الأدوار الخفيفة من وقت لآخر لإسعاد الجمهور وهو ما أفعله في فيلم “الزمهلاوية” الذي يعرض في العيد وأجسد فيه شخصية مشجعة أهلاوية متعصبة.

·         بعد نجاحك في التراجيديا هل ستركزين عليها الفترة المقبلة وتودعين الكوميديا؟

لن أودع الكوميديا ولن أتخلى عن التراجيديا التي حققت نفسي فيها مؤخراً، والمعادلة بسيطة فلا يوجد في الفن قانون يمنع الممثل من أن يؤدي أدواراً مختلفة وسأذهب للدور الذي اقتنع به سواء كوميدي أو تراجيدي أو حتى “أكشن”.

الخليج الإماراتية في 29 سبتمبر 2008

المصرية في

01.09.2008

 
 

شرف فتح الباب.. وفى أيد أمينة.. مسلسلات السمن الصناعي

أحمد يوسف

أموت وأعرف من ذلك الذى أطلق تعبير "السيرة الذاتية" على بعض المسلسلات فأصبح الجميع يرددونه دون تفكير، وأقسم لك ياقارئى العزيز أننى أخجل من أن أتوقف عند هذا الأمر الذى ما كان يستحق الوقوف عنده ولو بسطور قليلة، لولا أنه يعكس حالة الاستسهال والإهمال والانغماس فى غريزة القطيع فى كل أمور حياتنا، لا فرق فى ذلك بين حكومة ومعارضة، سلطة ومثقفين، صفوة وجماهير، وأصبح من النادر أن نراجع ليس فقط مصطلحاتنا، وإنما أيضا مفاهيمنا ومناهجنا وسلوكنا وردود أفعالنا، لقد أصبحنا نعيش حالة من الرضا بالأمر الواقع مع أنه "واقع" إلى أدنى درجات التحلل، نسير ونفكر بطريقة أشبه بحركة القصور الذاتى، "وأهى ماشية وخلاص"، ولأن المحكومين يتبنون هذا المنطق من الاستسلام فإنه من المنطقى أن يستغل الحكام نفس المنطق بطريقة "جربناها ونفعت"، فماداموا يفرضون الضرائب ويرفعون الأسعار ويضيقون الخناق على الناس دون أى رد فعل، فليس غريبا أن يمارسوا مزيدا من الضغوط كل يوم، وأن يكون هناك ضحايا لا يزالون تحت الأنقاض فى حادثة الدويقة فى نفس الوقت الذى ينشغل رئيس لجنة السياسات إياها بلعب دورى كرة القدم الخاص بسيادته، بينما نلعب نحن فى أزرار "الريموت كنترول" لنتنقل بين المسلسلات التى تلحس المخ وتبلد الشعور. 

وبمناسبة المسلسلات فقد انتقل رئيس اللجنة المذكورة أعلاه من مسلسل الاستهداف الجغرافى للفقر إلى مسلسل لامركزية التعليم، وأرجو من يعرف معنى هذا أو ذاك أن يدلنى والنبى عليه، وله الأجر والثواب عند الله، لكن ما أنا متأكد منه أن تلك اللجنة تضم بعضا من الجهابذة الذين يقترحون على "رئيسهم" مثل هذه المصطلحات، كما يرتبون له لقاءات جماهيرية "على الضيق" لا تزيد "جماهيرها" عن عدد أصابع اليدين فى محاولة أن يصنعوا منه نجما، لكن هل تأتى "النجومية"، فى عالم السياسة تحديدا، بمحاولات تشبه الولادة القيصرية؟ لكن نجم غصب عنا، والبركة فى الصحف القومية غير القومية، والبركة أيضا فى عصر أصبحت فيه النجومية على هذا النحو من الاصطناع، فى السينما والتليفزيون والبرامج الدينية و"التوك شو" والصحافة والطب وأى شيء وكل شيء، نجوم "الجعجعة بلا طحن"، وملء الفراغ بالفراغ، نجوم يبيعوننا لأقرب مشتر، وهذا المشترى فى عالم المسلسلات التليفزيونية هم حملة زكائب الفلوس، الذين يتاجرون فى كل شيء، ويعلنون عنه بملايين الجنيهات، ثم يستردون هذه الملايين مرة أخرى من ثمن البضاعة التى يبيعونها لنا، وتظل الدائرة تدور، "وأهى عيشة وآخرتها الموت"، سواء تحت صخور المقطم، أو فى حوادث الطرق، لكن كل هذا لا يهم، فالمهم أن يكون معك المثلث العاكس وحقيبة الإسعاف. 

إن تلك الحالة الهلامية التى نعيش فيها تتسق تماما مع معظم مايفرضونه ويعرضونه عليك من ذلك الشيء الذى يسمونه مسلسلات، ولعل القارئ لاحظ أننى أتجنب أن أطلق عليها "الدراما التليفزيونية"، فأنا لا أرضى لنفسى أن أكذب عليك وهى تخلو تماما من أى دراما، إنها شيء أشبه بالسمن الصناعى الذى يعلنون عنه وسط هذه المسلسلات، والذى يخلو من أى سمن حقيقى، وأيا كان اسمه التجارى فهو معبأ من نفس الصفيحة التى يستوردها رجال المال، ليعبئوها لك فى العلب ذات الأسماء والأشكال المختلفة، وبنفس الطريقة فإن معظم مسلسلاتنا تأتى من نفس "الصفيحة" المسلسلاتية، وتحتوى نفس الخلطة: نجما أو نجمة يحتلان الشاشة من أولى الحلقات إلى آخرها، يتم تقديمهما على طريقة "صندوق الدنيا"، و"اتفرج ياسلام"، وأدى عندك يسرا الجميلة الرقيقة تدخل برجلها اليمين إلى عالم المجرمين والشحاتين، وأدى عندك كمان عمك شرف فتح الباب "الحرامي" الشريف العفيف يدخل السجن وتصبح حالته تصعب على الكافر. 

تعمدت أن أختار يسرا ويحيى الفخرانى لأنهما نجمان حقيقيان، صنعا نجوميتهما عبر ما يزيد على ثلاثة عقود، وكل منهما لا يعتمد على نجوميته فقط، لكنه يملك خبرات عميقة فى عالم "التمثيل" بالمعنى الجاد للكلمة، لكنهما لم يفلتا من طوفان العقد الأخير الذى "لخبط" كل شيء عمدا وأدى إلى تلك الحالة الهلامية العشوائية، فمن أى شيء تشتكى أيها المواطن إذا كانت الحكومة الإلكترونية تقول أن كل شيء عال العال "بس أنت اللى مش واخد بالك"، وأنت أيها المتفرج هذه هى المسلسلات التى عندنا وسوف تشربها بمزاجك أو غصب عنك، فأحسن لك تسكت خالص وتبلع ما تلقى به إليك لجنة السياسات ولجنة المسلسلات. 

خدعنى يحيى الفخرانى فى بداية مسلسل "شرف فتح الباب"، فهذا البطل الذى يحمل المسلسل اسمه يوحى للوهلة الأولى بأنه يجسد الطبقة الوسطى التى كافحت وتكافح لكى تجد لأبنائها موطئ قدم فى سياق اقتصادى طاحن، سياق يطيح بها لأن الدولة تخلت عن دورها، أو قل بالأحرى أن هناك قوى خفية تريد للدولة فى مصر أن تتفكك، وهكذا فإن "شرف" يواجه فى الحلقات الأولى صفعة تصفية القطاع العام، بينما هو لم يكمل بعد مشوار حياته فى تربية وتعليم أبنائه، ليضعه المسلسل فى مواجهة أخطر، وهى التخلى عن أخلاقياته التى صنعته بقدر ما صنعها كأحد أبناء الطبقة الوسطى، فيقبل عرضا بالاختلاس وينال منه نصيبه، مقابل بضع سنوات فى السجن، ليكتشف أن ما تبقى من عمره لن يكفى لقضاء مدة العقوبة. سارت كتابة محمد جلال عبد القوى وإخراج رشا شربتجى فى الحلقات الأولى لتغزل بين الواقع والرمز فى رهافة تجعلك تتوحد مع هذا البطل الذى يمكن أن يكون أنا أو أنت فى لحظات قوتنا أو ضعفنا، خلال التفاصيل الصغيرة للحياة اليومية للشخصيات الرئيسية والعالم حولها، بل أيضا خلال الاختلاف فى الموقف الأخلاقى بين شرف وزوجته (هالة فاخر) فيما يتعلق بالتخلى عن الشرف، وهو الشرف الذى صنع ويصنع الطبقة الوسطى لأنها تفضل أن "تمشى جنب الحيط" لكى تعيش. لكن المسلسل تخلى عن هذه المقدمة المنطقية (بالمعنى الدرامي)، وبدلا من أن يصل إلى مواجهات حقيقية مع موضوعه دخل فى منعطفات واستطرادات جانبية، لكنها للأسف بدلا من أن تكون الهامش أصبحت المركز، وبدلاً من أن تكون "التوابل" البوليسية والميلودرامية أصبحت هى ذاتها الطبق الرئيسى، فتوقفنا عن تصديق يحيى الفخرانى وشرف فتح الباب. 

على العكس فإننى عجزت مع أول مشهد فى مسلسل "فى أيد أمينة" عن تصديق ماأراه، ولك أن تتخيل أن مسلسلا من ثلاثين حلقة أو قد تزيد يبدأ بمشهد يتصور صناعه _ محمد الصفتى وعادل مبارز كاتبين، ومحمد عزيزية مخرجا _ أنهم يضعون المتفرج فى قلب التشوبق: الصحفية أمينة التى لا نعلم عنها شيئا بعد أن يتم اختطافها على أيدى رجال فى حجم الحيطان ولابسين أسود فى أسود، لتنتهى معصوبة العينين إلى مكان أشبه بمخزن مهجور(الله يرحم المخرج عباس كامل الذى سخر من هذه المشاهد فى فيلمه المظلوم "العقل والمال"). لماذا ياسيدى اُختطفت الست أمينة؟ هناك رجل أعمال أراد أن يسلم لها قرصا مضغوطا يحتوى على معلومات تؤكد براءته من تهمة التصقت به ظلما، لكن خطته تنتهى على "فاشوش" لأن هناك (فيما يبدو) عصابة رجل أعمال آخر تقتحم المكان وتمطره بالطلقات فمات الجميع (ماعدا الست أمينة التى لم تصب بخدش، ولا تسأل كيف حدث ذلك، فبدونها لن يكون هناك مسلسل يا ناصح!)، والأهم أن دليل البراءة قد ضاع. أيها السادة صناع هذا المسلسل العبقرى، رجل الأعمال هذا غبى ويستحق القتل لأنه لم يتفرج حتى على الأفلام المصرية القديمة التى كان من الممكن أن يتعلم منها كيف يوصل المعلومات إلى الست أمينة دون هذا الافتعال الذى يهدف فقط إلى أن "يتخض" المتفرج من أول مشهد. 

من المؤكد أن قرأت أيها القارئ العزيز عشرات المقالات النقدية عن زيف عالم الصحافة الذى تعمل فيه أمينة كما بدا على الشاشة، وهو زيف يكرر نفس أخطاء الأعمال التليفزيونية التى لا تهتم إلا بأن تجعل النجم أو النجمة أكبر من الواقع، وليس مهما أن تعمل أمينة صحفية أو محامية أو مذيعة تليفزيون، فهى فى الحقيقة تلعب دور أرسين لوبين (لوبان حتى لا يزعل إخواننا الفراكوفونيون)، فسوف تتنكر فى ثياب ابنة أحد المجرمين لتدخل "متحفا" يقولون إنه أحد الأحياء العشوائية، فالست أمينة تبحث فى قضية الاختفاء الغامض للأطفال لسرقة أعضائهم (هل تستطيع أن تجادل صناع المسلسل فى أنها قضية مهمة؟!)، ونحن بالفعل نريد منهم تناول مثل هذه القضايا الجادة، بشرط أن يكون التناول نفسه جادا، لكن مغامرات الست أمينة التى أفصحت فجأة عن قدرات تمثيلية ترشحها لجائزة الأوسكار فى تقمصها لابنة الحى الشعبى، هذه المغامرات تجعلنا نتساءل لماذا عملت بالصحافة وكان من الممكن أن تكون ممثلة بارعة تتفوق على يسرا نفسها؟ وبالمرة نسألها من أين أتت بهذه الإكسسوارات التى استعملتها؟ ومع أى "ريجيسير" تتعامل لكى يزودها بالكومبارس الذين يساعدونها فى مهمتها؟ 

ألم أقل لك أن عليك أن تبلع ذلك كله مادمت راضيا راضخا بأن تجلس أمام التليفزيون دون أن تضغط على مفتاح الإغلاق إن لم يعجبك ما تراه؟ وبنفس الرضا فإنك تتقبل قوانين الضرائب وقانون المرور وحريق مجلس الشورى وانهيار صخور المقطم فوق الغلابة ودورى كرة القدم فى لجنة السياسات، خلاص، اشرب بقي! لكن قبل أن تبدأ ثورتك بى، وتتوقف عن قراءة ما أكتب، أرجو ان تعطينى فرصة لأحدثك عن مسلسلات السيرة الذا.... كنت هاأقولها! لعن الله غريزة القطيع التى تجعلنا نردد الكلمات دون أن نعرف معناها، كما تجعلنا نعيش كالقطيع. 

العربي المصرية في 30 سبتمبر 2008

المصرية في

01.09.2008

 
 

أسمهان تصرخ: أنا لا اكذب ولكنى أتجمل.. كثيرًا

منى الغازي

حين يمسك شخص ما بقلمه ليسطر حياته يجد نفسه فى حالة نزاع داخلى قوى بين ما يرغب فى قوله وما لا يجب قوله، فتلك أمور تخص العائلة فلا داعى لذكرها وتلك تسيء لبعض الأصدقاء، وأخرى تمس الدولة، وغيرها تمس الدين.. وما بقى أمور تخصنى لا تخص احدا، من هذا المنطق الفكرى نجد كمية مما يطلق عليه مجازا سيرة ذاتية وعبثا أدب الاعتراف وهما وهم لوجود أزمة بيننا نحن العرب وتاريخنا، فلدينا خوف من ماضينا، كما أننا مؤمنون بأننا لا نخطئ وعلى الجميع أن يتخذونا قدوة ويحذوا حذونا. 

وفى الدراما نأتى إلى الطامة الكبرى حيث أصبحت فى الفترة الأخيرة تمثل للعامة وثائق تاريخية وكل ما يقدم فيها إنما يعبر عن حقائق ولكن الأمر يتحول إلى حق فردى تمنحه كل جهة منتجة لعمل درامى لطرح وجهة نظرها فتنتقى ما تريده، وبالتالى يتم تقديم التاريخ من وجهة نظر أحادية ولكن من القائل إن وجهة النظر تلك هى الصحيحة؟ ولماذا لا تكون مليئة بالمغالطات ـ ربما عن غير عمد ـ ولكن النتيجة هى تقديم معلومات خاطئه قد تؤدى إلى تشويه صورة صحيحة فى مراجع أخرى أكثر دقة. 

ونحن اليوم أمام عمل درامى ضخم هو مسلسل (أسمهان) قصة ممدوح الأطرش وقمر الزمان علوش، وسيناريو وحوار نبيل المالح بسيونى عثمان، ومن إخراج التونسى شوقى الماجرى، والبطولة من سوريا سولاف فواخرجى (أسمهان)عابد فهد (حسن الأطرش)، فراس إبراهيم (فؤاد الأطرش) ومن مصر أحمد شاكر عبد اللطيف (فريد الأطرش) ويوسف شعبان ( أحمد حسنين )، وبهاء ثروت (محمد التابعي) وأمل رزق (أمينة البارودي) ومن لبنان ورد الخال (عالية). 

وتدور أحداثه حول حياة الفنانة الراحلة ( أسمهان ) بالتفصيل منذ ولادتها حتى موتها بإضافة إلى بعض التفاصيل الدقيقة عن تلك المراحل التاريخية الغنية بأبعادها السياسية والاجتماعية والفنية على اعتبار أننا نتحدث فى الفترة ما بين 1917 حتى 1944. 

ونحن أمام نجمة اسمها الحقيقى آمال الأطرش الابنة الوحيدة التى كتب لها الحياة فى عائلة درزية كريمة المحتد يعود نسبها إلى آل الأطرش فى سورية الذين كان لهم دور بارز فى الحياة السياسية فى سوريا والمنطقة فى تلك الفترة. 

ولندخل إلى الموضوع نبدأ من معرفة أساسياته والأساس هنا هو (الدروز) ويقدر تعدادهم باثنين مليون نسمة تقريبا، منهم حوالى ستمائة ألف فى سوريا ومائة وخمسون ألفا فى لبنان، ومائه وخمسون ألفا فى إسرائيل، والباقون موجودون فى المهجر فى دول العالم المختلفة وهم مسلمون ويشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله... ويتبعون المذهب التوحيدى، ولا فرق بينهم وبين أهل السنة فى أى شيء باستثناء أنهم يمنعون تعدد الزوجات ويعتبرون أن المذهب التوحيدى هو فكر فلسفى أكثر من كونه دينيا، وقد أُغلق المذهب على نفسه فى عام 1043 هجريا ولم يعد هناك دعوة إليه أو تبشير به وقد حقق وليد جنبلاط الكثير من الإنجازات ليظل الدروز موجودين حتى اليوم على الساحة السياسية أما دروز إسرائيل فيجب ألا نتهمهم أية اتهامات وإنما علينا أن نحاسب بلادهم وأوطانهم التى تركتهم ولم يجدوا أية جنسية يحملونها سوى الجنسية الإسرائيلية والدروز أصحاب فكر قبلى قومى، قبلى فى الزواج وقومى الانتماء وقد ولدت آمال لأب وأم درزيين فى ظروف خاصة جدا، وصارت أميرة الجبل الشقراء بعد زواجها من الأمير حسن الأطرش، وهى المهر الحر المتمرد الرافض للقيود والمتمرد على التقاليد، وهى عروس النيل التى ولدت فى الماء وماتت به، ويمر العمل بأحداث الثورة السورية ودور عائله الأطرش فيها، بقيادة سلطان باشا الأطرش وسفر الأم والأبناء إلى مصر وتتوالى الأحداث مرورا بمعاناة الأسرة والعمل فى الأفراح والصالات ثم مراحل النجومية والعلاقة بالوسط الفنى والسياسى ثم علاقتها بالقوات الإنجليزية ودورها كحلقة وصل بين الحلفاء والقادة العرب فى الشام وما أحيط به من شائعات وموتها وما أحاط به من شكوك، والمسلسل لا جدال انه من أفضل مسلسلات رمضان هذا العام ويبدو ذلك واضحا من المتابعة الكبيرة للعمل الذى جمع محبى الأعمال الدرامية لما به من إثارة وصراع إنسانى إلى جوار محبى الدراما التاريخية ويبدو واضحا المجهود فى السيناريو من كاتبيه نبيل المالح وبسيونى عثمان، استنادا إلى القصة الدرامية لكل من ممدوح الأطرش وقمر الزمان علوش، المستندين بدورهم إلى كتاب "أسمهان لعبة الحب والمخابرات " كمرجع رئيسى ويلحظ من بين تلك الأسماء وجود احد أبناء عائله الأطرش كنوع من المراجعة الداخلية وقمر الزمان علوش وهو من أهم كتاب دراما السيرة الدرامية فى الفترة الأخيرة، بينما جاء بسيونى عثمان كعنصر مصرى وحيد فى النص الدرامى وهو فى الغالب لضبط اللهجة المصرية وتفاصيل الحياة المصرية، أما نجم النص المخرج السورى نبيل المالح فقد شارك فى الكتابة باعتباره من سيخرج العمل ولكن تعذر ذلك لعدة أسباب، غير أن وجود مخرج من خارج سوريا رفع عنه الضغوط وجعله يتعامل مع شخصيات العمل الدرامى كبشر وليسوا ملائكة، كما أجاد توظيف الموسيقى والديكور واستغلالهم لخدمة الحالة الدرامية كما جاء اختيار شوقى الماجرى لاماكن التصوير الخارجى أكثر من رائع وقد اعتمد على التصوير بكاميرا واحدة مما دفع بالأداء التمثيلى للخروج من رتابة الفيديو وإيقاعه إلى حيوية السينما وانطلاقها.  

الأداء المتميز غير العادى لشخصيات المسلسل ولكن لماذا متميز ولماذا غير عادى لان المخرج لم يسقط فى فخ الشبه خاصة وهو يتحدث عن التاريخ الحديث وعن شخصيات يعرفها العامة قبل الخاصة ولكن رغم ذلك نجد أن سلاف فواخرجى (أسمهان) واحمد شاكر (فريد) لا يعتمدان على أنهما شبها شكلا ولا صوتا ولكن رغم ذلك هناك قناعة عامة لوجود تشابه وهو إنما نبع من حاله الأداء المميز والدخول الكلى فى الشخصية ويليهم بهاء ثروت (التابعي) وأمل رزق (أمينة البارودي) فهما مختلفان شكلا وناجحان موضوعا أما الشخصيات الدرامية غير المميزة شكلا فيأتى فى مقدمتها (فؤاد الأطرش) الذى اده ببراعة الممثل السورى الرائع فراس إبراهيم ويأتى إلى جواره الأداء المتميز بمراحل الدور للبنانية وردة الخال فى دور (الأم) . 

وكان المسلسل قد أثار ضجة حين صدر قرار وزير الإعلام السورى دكتور محسن بلال بعدم منح الموافقة على عرض المسلسل السورى "أسمهان" أو تصديره وبيعه إلى الفضائيات العربية، بناء على شكوى تقدم بها الورثة الشرعيون للفنانة الراحلة، الأمير فيصل الأطرش، الوريث الوحيد لوالدة فؤاد الأطرش ولعمه الفنان الراحل فريد الأطرش مع ابنة عمته (كاميليا الأطرش ). 

ولكن هؤلاء الورثة ليتهم حافظوا على آثار وتراث أسمهان وفريد الأطرش اللذين لولاهما ربما ما خلد اسم الأطرش عبر الأزمان.  

والمسلسل يشيد بنضال آل الأطرش ضد الأتراك والفرنسيين دون شك فى كل مراحله ولكن الأطرش اتهم منتجى المسلسل ـ بتضمينه الكثير من الأحداث الملفقة التى لا تمت إلى الحقيقة بصلة التى تناولها سيناريو المسلسل الذى تم تصويره، وتنطوى أحداثه على قدر هائل من التزييف والمبالغة فى الإساءة دون سند تاريخى أو حتى مبرر درامى أو أخلاقى يبيح لها ذلك من باب الحتمية الدرامية ـ لكن الحقيقة أن العمل تمادى فى مجامله الطرشان على طول الخط وذلك خلال تكرار "نحنا من بيت الأطرش" و"نحن أمراء" فى كثير من المواضع التى لم تكن مبررة، إضافة إلى استخدام كلمة "أمير" عند المخاطبة، كـ "يا أمير حسن" أو "يا أمير فهد"، وهذا لم يكن يحدث واقعيا، فأهل جبل العرب، ومع اعترافهم بأمارة بعض رموز من عائلة الأطرش، لم ينادوا أمراءهم بـ "يا أمير" وإنما بـ "يا أبو فلان"، فقط سلطان باشا الأطرش (قائد الثورة السورية الكبري) كان ينادى بـ "يا باشا" وهو لقب منحه له السلطان العثمانى، والحقيقة انه لا يوجد أمير واحد أو أميرة واحدة فى أسرة الأطرش، وحسن الأطرش الذى تزوجته أسمهان كان فى عهد الانتداب الفرنسى على لبنان محافظا لجبل الدروز وكان لقبه الذى ينادى به المير حسن الأطرش.. والمير تعنى العمدة بالفرنسية.. وحرفت الكلمة لتتحول من مير إلى أمير ومن المؤكد أن هذا ليس خطأ يمر على صناع العمل بسلام، ورغم ذلك لا يخلو العمل من الأخطاء، فمثلاً رأى كل من يتابع المسلسل أن علياء المنذر أم أسمهان هى التى هربت إلى مصر دون موافقة زوجها، ثم عاد الأولاد (فريد وأسمهان) ليحملا والدهما فهد الأطرش مسئولية تركهما لوحدهما، إذن الأم تهرب بأبنائها والأب يتحمل المسئولية أمام أبنائه غير مفهوم، ثم هل كانت ثمة علاقة حب تجمع علياء المنذر (والدة أسمهان) بالملحن فريد غصن، وإذا كانت كذلك فعلا فهذا يقدم مبررا للأخطاء التى رآها الطرشان فى تصرفات المرأة وأولادها فى القاهرة، لأن امرأة بهذا السلوك لا مشكلة لديها بإرسال ابنتها الصغيرة لتغنى فى "كازينو" مقابل المال، وهذا التصرف طبعا لا يتحمل تبعاته أهل البنت فى الجبل وأيضاً قدمت والدة أسمهان عالية على أنها من مدينة "حسبية" الصحيح أنها من مدينة "علي" فى الجنوب، وكذلك قدم المسلسل شخصية خليل المنذر شقيق عالية بشكل سلبى فى حين أن عالية كانت متعلقة به جدا حتى وفاته ودفنه فى تركيا وليس فى سورية كما يقول المسلسل، فيما تجاهل المسلسل كلا من "أنور" الذى توفى وكان لايزال طفلاً صغيراً، و"وداد" التى ماتت هى الأخرى وعمرها 10 سنوات وهما شقيقا أسمهان وفريد ولم يشر إليهما، فظن المشاهد أن عالية لم يكن لها سوى 3 أطفال هم، فؤاد فريد وآمال أو أسمهان، علما بأنها هربت إلى مصر بأبنائها الخمسة.  

أخيرا فان مسلسل أسمهان لا يقدم ملائكة ولا يكذب ولكنه يتجمل. 

العربي المصرية في 30 سبتمبر 2008

المصرية في

01.09.2008

 
 

مجدى كامل: أول مرة أعمل حاجة وأفرح بيها

قدمت عملاً يشرفنى أمام زوجتى وأولادى ويذكره التاريخ لي

محمد جمال

فى حياة كل فنان حقيقى وصادق مع نفسه ومهموم برسالة الفن نقطة تحول تأخذه إلى مكانة أكبر وتكون بمثابة بصمة يظل يعتز بها طوال مشواره الفنى مهما قدم من أعمال وبطولات، ولأن مجدى كامل ليس فناناً بالمصادفة بل درس فى أكاديمية الفنون وتفوق وهو مقيد فى معهد الفنون المسرحية، وهو أيضاً صاحب رصيد مميز من الأعمال، فهو يعتبر دور جمال عبدالناصر فى مسلسل «ناصر» الذى قدمه هذا العام من أهم تجاربه الفنية التى يفخر بها على الاطلاق. 

ويقول باختصار إن «ناصر» رفعه إلى القمة ورغم الجدل الدائر والآراء المتباينة فهو يعلن فخره وسعادته بالعمل، ويرى أنه قدم عملاً يعتز به أمام أولاده ويكفيه شهادة أسرة الزعيم «أولاده وأحفاده» الذين أثنوا على أدائه للشخصية، كذلك شهادة كبار النجوم فى مصر الذين حرصوا على تهنئته بالعمل. 

ويعلن مجدى كامل أنه ينتظر الحكم المحايد على أدائه الشخصية بعيداً عن الأحكام السياسية، وإن أكد حبه لعبدالناصر الإنسان والزعيم الذى كان يحلم به كفنان وأثر فيه كإنسان يتفق معه على مبادئ الحق والعدل والكرامة والحرية وغيرها من القيم التى لا يختلف عليها أى إنسان. 

مجدى كامل الفنان يعيش نشوة نجاحه فى «ناصر» ويشكر كل من كان ضده قبل من أثنى عليه، ويرى أنه فى النهاية قدم أعظم أعماله وحقق حلمه الكبير، ويعد بألا يتنازل عما قدمه له عبدالناصر من نجاح ومكانة فنية مميزة.  

ولأن الأعمال الكبيرة والأدوار المهمة فى حياة النجوم قليلة انتظرنا حتى اقتربت النهاية وكان اللقاء مع عريس أهم مسلسلات رمضان النجم مجدى كامل الذى بدأت معه حديثى بالسؤال: 

·         قدمت «عبدالناصر» فى مسلسل «العندليب» عن حياة عبدالحليم حافظ وقدمته فى «ناصر»، هل كان الحمل أكبر هذه المرة؟ 

قال: فى مسلسل حليم قدمت مرحلة محدودة من فترة الرئاسة فى عام واحد هو عام التأميم 1956 لكن فى مسلسل «ناصر» نقدم الشخصية من البداية إلى النهاية والمسئولية أكبر لأن العمل كله عن عبدالناصر وهو أول عمل يقدم حياته من المهد إلى اللحد وهذا المسلسل من وجهة نظرى يساوى 10 مسلسلات ويساوى 10 أفلام من حيث كم المذاكرة والحفظ والاستعداد والدراسة والبحث فى الوثائق والكتب والمراجع المختلفة، ولأنى أقدم شخصية زعيم بقدر عبدالناصر ومكانته وثقافته وتأثيره كان لابد أن أكوّن خلفية ثقافية عنه وعن المرحلة التى عاشها فى السياسة والاقتصاد والأدب وأدرس الأحزاب والتيارات السياسية وكل المجالات.. بالفعل الحمل مضاعف وكل جملة كانت تحتاج إلى تفكير ودراسة، لأنى كنت أبحث عن المصداقية، كنت أبحث عن روح عبدالناصر ولم أكن أقلده. 

·         كيف فصلت بين فكرة البحث عن روح الشخصية ومأزق التقليد؟ 

قدمت عبدالناصر فى مسلسل حليم وأقدمه فى «ناصر» لذلك كنت أعى ألا أقلد نفسى ولا أكرر نفسى، وهنا أعلن شكرى وتقديرى للمخرج المبدع باسل الخطيب الذى أخذنى إلى طريق آخر فى تقديم الشخصية، فقد اتفقنا على طبقة صوت مختلفة وطبقة الصوت تختلف من مرحلة إلى مرحلة، ففى مرحلة الشباب يختلف الصوت عنه فى مرحلة الصبا وهكذا، فى مرحلة الرجولة وما بعد الثورة، وفى كل سن هناك تغير فى الصوت، كذلك نجحت فى الوصول إلى «نظرة العين» التى كان يتميز بها عبدالناصر وكان معروفاً بها.. باختصار درست الشخصية بصورة عميقة ومتأنية. 

·         لكن المسلسل تم تصويره فى فترة لا تتجاوز 5 أشهر فهل ترى أن مسلسلاً عن عبدالناصر تكفى له هذه المدة؟ 

أنا شخصياً كانت لدى خلفية كبيرة عن عبدالناصر بحكم الدور الذى لعبته فى مسلسل «العندليب» وبحكم ثقافتى وقراءتى، وكان لدى وقت لدراسة الشخصية بشكل جيد ووجدت ورق على أعلى مستوى للكاتب الكبير يسرى الجندى والمخرج باسل الخطيب كان لديه الحماس الكبير للعمل، وأقول إن الكمال لله وحده فلو كان لدينا وقت أكبر كان يمكن أن تكون النتيجة أفضل لكن على كل حال وفى ظل الظروف التى عملنا فيها لم يبخل أحد بجهد وأظن أننا قدمنا عملاً مشرفاً على كل الوجوه. 

·         وهل يكفى هذا العمل لتقديم صورة عن زعيم بحجم الرئيس عبدالناصر؟ 

قناعتى الخاصة أن عبدالناصر يستحق 40 مسلسلاً فكل مرحلة فى حياته تستحق عملاً منفرداً وكل حدث يقال فيه الكثير، حرب 48 تستحق مسلسلاً و56 و67 كذلك، وبعد 67 تستحق مسلسلات ومسلسلات، لكن العمل الفنى لا يمكن أن يقول كل شيء وكانت هناك اختصارات كثيرة، لأن فى حياة عبدالناصر مواقف إنسانية تستحق وقفات، ولو قلناها فى المسلسل لن يصدقها أحد، فهذا الرجل يستحق أن نقدم حياته للأجيال الجديدة وهو رمز وسمعت عنه كلاماً لا يصدق، ويكفى أن أعرف أنه مات وهو مديون بمبلغ 18 ألف جنيه كانت تكاليف زواج ابنته وهو زعيم أكبر دولة عربية، هذا يدل كم كان هذا الرجل نظيفاً ورائعاً، وأنه عاش من أجل هذا البلد، ولم يكن ينام حباً وخوفاً عليها. 

·         واضح أنك مشحون بشخصية عبدالناصر إلى حد بعيد؟ 

بكل تأكيد، كنت أحبه قبل المسلسل وأحببته أكثر بعد أن تعمقت فى دراسة الشخصية، وأنا فخور بتقديم مسلسل يلقى الضوء على زعيم بعظمة عبدالناصر وتاريخه ونضاله ووطنيته. 

·         هل كنت تحلم كممثل أن تقدم شخصية مثل جمال عبدالناصر فى عمل فني؟ 

لايوجد ممثل لا يحلم بتقديم شخصية مثل ناصر فهو شخصية مغرية لأى فنان بكل محطات حياته، ويكفى أن يشاهدا العمل عشاقه فى كل الوطن العربى ومن تأثروا به وأذكر هنا عندما عرض على عمل المسلسل قالت لى زوجتى الفنانة «مها أحمد» أحب أن تعمل تاريخاً يفخر به أولادنا.. وهذه المقولة زادت حماسى للعمل ودفعتنى للاجتهاد أكثر ولم أكن أنام ليخرج بصورة مشرفة. 

·         ارتحت مع من أكثر فى أدائك لشخصية عبدالناصر، جمال عبدالحميد فى «العندليب» أم باسل الخطيب فى «ناصر»؟ 

أذكر أنى قلت لجمال عبدالحميد أثناء التصوير فى «العندليب» إن أحلى 10 أيام فى حياتى هى التى قضيتها فى أداء الشخصية معه، ومع باسل الخطيب فى «ناصر» استمتعت بالعمل جداً، ويكفى أنه قال لى نحن شركاء فى هذا العمل وعشت معه 5 أشهر نأكل ونشرب معاً، ونفكر فى تقديم صورة عن عبدالناصر الإنسان واتفقنا على تقنيات العمل والأداء والحركة وكل شيء وأنا سعيد بالتجربة مع باسل الخطيب. 

·     تعرف أن أكثر من فنان قدم عبدالناصر منهم أحمد زكى وخالد الصاوى ورياض الخولى، وأسألك بصراحة عن أفضل من قدمه من وجهة نظرك؟ 

أولاً، يجب أن نبعد أحمد زكى من المقارنة، لأنه متفرد، لكن بصراحة شديدة أعجبنى رياض الخولى فى مسلسل «أم كلثوم» فرغم صغر مساحة الدور لكنه الوحيد الذى نفذ إلى روح عبدالناصر ووصل إليها، وهذا أهم من مسألة الشكل، أما خالد الصاوى فقدمه من منظور ثورى وعبدالناصر لم يكن هجومياً فى الحياة العادية، وكان هادئاً وقليل الكلام وثوريته كانت تظهر فقط فى خطبه. 

·         كيف وجدت ردود الفعل تجاه أدائك الشخصية؟ 

للأسف هناك آراء هدامة ونقاد غير محايدين تحولوا إلى «شتيمة» خلطوا السياسة بالفن وبحكم دراستى للنقد الفنى أرى أن هؤلاء لا يفهمون فى النقد، ويكفى أن الوطن العربى كله هنأنا على العمل وأكثر ما أسعدنى ردود فعل البسطاء فى الشارع والأطفال والنساء وجاءتنى مكالمات من أمريكا وكندا والعالم كله، أيضاً تلقيت تهانى من كل كبار نجوم مصر بلا استثناء وكلهم أشادوا بى وأبناء جيلى من النجوم الشباب، والكل سعيد بصدق لنجاحى وهذا شيء مشجع جداً وردود الفعل مدوية، ويكفى أن آل بيت عبدالناصر «الكبار والصغار» قالوا لى أعدتنا إلى الزمن الجميل وشهدوا لى بأنى أفضل من قدم شخصية عبدالناصر الإنسان والزعيم. 

·         هل تنتظر ردود فعل من الكبار أمثال الأستاذ هيكل وغيره ممن عاشوا مع عبدالناصر وتبنوا سياسته ومبادئه؟ 

يشرفنى بكل تأكيد أن أعرف ردود فعل هؤلاء الكبار، وأتمنى أن يكون الأستاذ هيكل قد شاهدنى، لكنى سعيد بآراء كثيرين شهدوا لى والأستاذ توفيق صالح قال كلاماً مشجعاً جداً وأفخر بكل الآراء المحايدة. 

·         بصراحة، هل تنتمى إلى تيار سياسى محدد أو تؤمن بأفكار حزب ما؟ 

لا أنتمى إلى أى حزب سياسى واتجاهى بداخلى لكن انتمائى إلى الناس الغلابة وأحب الحق ولا أتنازل عنه، و«أجيب حقى من فم الأسد» وحلمى أن يعيش أهلى وأهل بلدى حياة كريمة وهذا هو جمال عبدالناصر وبحكم معايشتى له آراه رجلاً مثالياً بحق ولا مبالغة فى ذلك، كان رجلاً عاطفياً ووطنياً أفنى عمره لأجل الوطن، وهو فنان متذوق لكل ألوان الفنون ومحب للتصوير، وكان كل همه هو خدمة البلد، لم يكن يحقد على أحد وكان يرفض العمالة والخيانة وكان يلخص مبادئه فى أربع كلمات هى الحرية والاستقلال والعزة والكرامة، وهو وطنى شريف سعى للم شمل الأمة العربية ولهذا كله وكثير وكثير أحببت هذا الرجل وأنا فخور بتقديم عمل عنه. 

·         لكنه فى النهاية بشر ولا يوجد إنسان بلا أخطاء؟ 

بكل تأكيد، لكن عبدالناصر إنسان وزعيم مختلف وربما كان خطؤه الوحيد هى ثقته العمياء فى عبدالحكيم عامر على سبيل المثال، لكنه بعد 67 غير من سياسته ويمكن أن نقول إنه ولد من جديد وخاض حرب الاستنزاف وأنهك العدو الإسرائيلى ومعروف أنه كان يخطط للحرب على إسرائيل فى العام 1972. 

·     ما تفسيرك لموقف التليفزيون المصرى من عدم عرض «ناصر» على القنوات الأرضية، وهل أحزنك ذلك فى ظل وجود هذا الكم من القنوات الفضائية؟ 

أولاً، ليس حقيقياً أن المسلسل لم يعرض على المسئولين فى ماسبيرو والجهات الرقابية ثم ماذا يضر من عرض مسلسل عن رئيس الدولة الراحل جمال عبدالناصر؟! وهو الذى بنى التليفزيون وكان الأولى أن يكرمه ويعرض عمل عنه، وأنا شخصياً كنت أحب أن يعرض المسلسل على تليفزيون بلدى لكى يصل إلى البسطاء ومن ليس لديهم أطباق فضائية أو وصلات فى الكفور والنجوع، وهؤلاء هم عشاق عبدالناصر وأحبابه، وهنا ومن خلال جريدتكم المحترمة، أحب أن أرسل تحية إلى التليفزيون السعودى الذى عرض المسلسل على قناته الأرضية وكان الأولى بنا أن نفعل ذلك. 

·         هل وضعك مسلسل «ناصر» فى مكانة مختلفة كممثل؟ 

بكل تأكيد «ناصر» رفعنى إلى القمة والمشكلة أن أحافظ على القمة ولا أتنازل عنها وأقول لك بكل صراحة وهذا شعورى الخاص فى هذه اللحظة: «أعتبر مسلسل ناصر أهم محطة فى حياتى ولأول مرة أعملاً عمل وأفرح بيه هكذا».. فأنا سعيد بعبدالناصر وسعيد بالجدل الذى أثاره فى الوطن العربى كله وسعيد بآراء الطلبة الذين أدرس لهم فى معهد الفنون المسرحية وأتعامل معهم كأصدقاء وكلمونى وكلهم فرحة بى لأنهم شاهدوا ما أقوله لهم عن فن التمثيل فى «ناصر». 

·         ما أفضل تعليق وصلك أو سمعته عن أدائك الشخصية؟ 

هناك تعليقات كثيرة أهمها ما قاله لى الأستاذ عبدالحكيم عبدالناصر عن مشهد حادث المنشية، قال لى لقد جعلتنى أنتفض من مكانى وأنا أتابع هذا المشهد، كذلك سعدت برأى فنان كبير مثل نور الشريف أثنى على حسن تقمصى الشخصية ووصولى إلى روحها، وأيضاً لا أنسى تعليق الفنان الكبير صلاح السعدنى على «نظرة العين» التى نجحت فى أدائها وقال لى أنت أفضل من قدم نظرة عبدالناصر وهى نظرة مميزة. 

·         وماذا عن رأى يسرى الجندى وباسل الخطيب فى أدائك؟ 

الحمد لله.. شكرا فى أدائى وأشعر بأنى كنت عند حسن ظنهما لأن العمل فى النهاية رؤية مشتركة بين كاتب ومخرج، وأسعدنى رأى الأستاذ الكبير يسرى الجندى الذى قال بأنى أفضل من قدم عبدالناصر، كذلك الأستاذ باسل الخطيب وهو من عشاقه، وسعد بآدائى وأثنى عليه، كل هذه أشياء تفرحنى وتنسينى آراء «الشتامين» الذين أقول لهم.. شكراً! 

·         ما الذى تفكر فيه بعد تجربة «ناصر»؟ 

كما قلت لك، أفكر فى الحفاظ على المكانة التى وضعنى عليها «ناصر» بحسن الاختيار ولدى حلم أن أقدم عملاً كبيراً على مستوى «ناصر» عن شخصية أدهم الشرقاوى وأتمنى تحقيق هذا الحلم فى أقرب فرصة. 

العربي المصرية في 30 سبتمبر 2008

 

أسئلة صحفية عن زعيم.. غيابه يزداد حضوراً

محمد جمال 

أحياناً تصبح الكتابة عملاً شاقاً حينما تكتب عن «الأعزاء» الذين غادروا دنيانا كل منهم كان مثل «رغيف الخبز المغموس فى ملح الكد والعرق والإخلاص والزهد»، كل منهم كان صورة للحقول الخضراء، ونوار القطن، ووشواش الذرة، وسنابل القمح، وقواديس السواقى.. كل منها كان صورة من مصر، وإذا كانت «النوستالجيا» هى الحنين للماضى، فهذا لا يعنى أن أكون أسيراً للماضى، بقدر ما أستلهم منه القوة التى تدفعنى للركض نحو المستقبل! 

المشهد الأول (ليلة 28 سبتمبر 1970) وكنت وقتها فى سن بين الطفولة وبواكير الصبا عند خالى (سيد صابر) فى روض الفرج، وإذا بصراخ وعويل لمن فى البيت، ومن فى الشارع وخرجت أجرى من شارع الشيخ مهران أبوالحسن بروض الفرج حتى دوران شبرا.. لقد مات (عبدالناصر) وكانت أول مرة أشعر فيها بمعنى أن كل من مات أبوه فهو يتيم! 

ومن الدراسة إلى الجامعة، إلى مثلث وسط البلد وسور الأزبكية، والحلمية الجديدة، وهى بدايات العمل الصحفى فى منتصف الثمانينيات، التقيت كثيراً من البشر، منهم من شارك فى صنع التاريخ، ومنهم من كان شاهداً على التاريخ، وعبر حوارات لم تسقط أسماء أصحابها من ذاكرتى أتذكر أن (ناصر) كان الغائب الحاضر. 

سؤال للأديب الراحل صالح مرسى فى حوار معه: 

·         هل كانت انتصارات عمليات المخابرات وحدها هى التى ردت لمصر الاعتبار بعد حرب يونيو 1967؟ 

حين انتفض الشعب المصرى وأعلن رفضه لتنحى (عبدالناصر)، أخذ عبدالناصر المسئولية فى إعادة الثقة للمقاتل المصرى، ويكفى أن ننظر إلى معركة رأس العش فى الأول من يوليو 1967، ومعارك القوات الجوية والمدفعية، وكانت ذروة (الرد المصرى البطولي) يوم 21 أكتوبر 1967 بإغراق المدمرة (إيلات)، وبداية من مارس 1969 وحتى أغسطس 1970 كان الردع القتالى المصرى قد بلغ مداه، خاصة بعد (تدمير الحفار الإسرائيلي) فى أبيدجان، بجانب بطولات كثيرة فى عمق العدو كلها كانت مقدمة للعبور الذى جاء بعد رحيل ناصر. 

·         وكيف استقبل الأمريكان والإسرائيليون خبر رحيل عبدالناصر؟ 

نيكسون أوقف المناورات التى كان يجريها الأسطول السادس فى البحر المتوسط، وجولدا مائير لم تصدق وقالت: إيه النكتة السخيفة دى.. لأن (ناصر) كان خصماً كبيراً. 

سؤال للسيد سامى شرف فى حوار: 

·         إلقاء الرئيس (ناصر) لخطابه فى (الجمعية العامة) فى نيويورك، ألم يكن محفوفاً بالخطر وهو فى عقر دار الأمريكان؟ 

بداية، عبدالناصر لم يكن له موقف من الأمريكيين كشعب، وحين ذهب هناك استقبله الرئيس أيزنهاور فى وولدف ستوريا، وكان اللقاء حميماً لأن أيزنهاور أدرك مدى إخلاص ناصر لشعبه وللأمة العربية، وحين كنت مع مندوبى مصر فى مفاوضات البنك الدولى كانت تعليمات ناصر حاسمة لا مقايضة، لا تنازل من أجل قروض (وتلك كانت بداية الصدام معهم)، أذكر أن الرئيس رفض أن تكون الزيارة }}زيارة دولة}} ومع ذلك اصطفت الجماهير على الصفين من المطار حتى مقر إقامته فى (فيللا) استأجرناها من سيدة أمريكية، رفضت تقاضى أى تأمين أو تعويض بعد أن علمت بالشخصية التى تنزل فى فيللتها، وكان ذلك فى ضاحية (سان سيرست) فى نيويورك، ورغم أنه كان معنا 6 أفراد مسلحين، إلا أننى كنت (خائف) على حياة الرئيس، الذى لم يكن يخشى شيئاً. 

سؤال للسيدة مارى أيزنهاور، حفيدة الرئيس أيزنهاور ورئيسة منظمة «الناس للناس»: 

·         كيف عرفت مصر فى طفولتك؟ 

أتذكر أنه كان فى بيت جدى الجنرال أيزنهاور.. مدفأة عليها صورة مع قادة العالم القريبين إليه ومنهم الرئيس جمال عبدالناصر.. ولا تنس دور الرئيس أيزنهاور عام 1956 حين أمر بانسحاب القوات المعتدية على مصر من سيناء، وأتذكر أنه بعد خروج جدى من البيت الأبيض قام بزيارة مصر، زيارة خاصة بناء على دعوة الرئيس عبدالناصر، وكان جدى وقتها رئيساً لمنظمة «الناس للناس» التى أرأسها اليوم وتهدف إلى تحقيق السلام بين الشعوب. 

من حوار مع المفكر الكبير محمود أمين العالم: 

·         إلى أى مدى كان تقديركم للرئيس عبدالناصر، ولإنجازات الثورة، وهل صحيح أنه «همش» المثقفين؟ 

تقديرا له إلى أبعد مدى لأن وطنيته كانت دامغة، ودخلنا المعتقل ونحن معه ومع الثورة تماماً، وعبدالناصر كان حاكماً مثقفاً بحق وهو ما انعكس على مجال الثقافة والفنون، والتعليم العالى، وإنشاء الأكاديميات الفنية، والمسارح، وفرق الأوركسترا السيمفونى، والأوبرات والباليه وقصور الثقافة، بما فى ذلك فرق الفنون الشعبية مثل «فرقة رضا»، هذا الجانب التنويرى أو ما يسمى «القوة الناعمة للثورة»، هو الذى صنع لمصر ريادتها فى الستينيات! 

سؤال لأستاذتى فى اللغة الفرنسية (إينا بارفيس) وجدها مؤسس دار البريد (البوستة) فى العتبة وكانت إيطالية ومدرسة للفنون فى معهد «ليوناردو دافنشي» بالقاهرة: 

·     كانت مصر قبل الثورة فرانكفونية خاصة فى أوساط النخب، كيف لمست شعوراً عن عبدالناصر عموماً تجاه الثقافة الأجنبية عموماً؟ 

ناصر قاد ثورة تعريب التعليم، وفى بداية الخمسينيات كانت بمصر 150 مدرسة فرنسية، ونحو 50 منشأة تعليمية أخرى لأبناء وبنات الجاليات، حيث كانت اللغة الفرنسية فى المقدمة، وكان يوجد أربع صحف يومية باللغة الفرنسية. 

وإجمالاً كانت مرجعيات (ناصر) الثقافية: «العروبة» و«إفريقيا» و«العالم الإسلامي» وهو ما جعله يهتم بالأزهر، وينشئ «مدينة البعوث الإسلامية» عام 1959 لطلاب العالم الإسلامى.. وفى خطابه التاريخى فى 26 يوليو 1956 حين أعلن تأميم القناة فى ميدان المنشية (محمد على سابقاً) كانت لغته العربية عنواناً لمصر الناصرية العربية.. وفى طريق عودته للقاهرة كان قطاره يتوقف فى جميع المدن والقرى، حيث كان الناس يهتفون بحياته، نفس الهتاف كان يتردد فى الجزائر التى كان يساعد ثوارها، وفيما بعد فى دمشق حيث حملوه بسيارته.. نفس الجماهير خرجت تشق نهرا من الدموع والوفاء ليلة رحيله فى 28 سبتمبر عام 1970، وللمفارقة فقد توفى كل من (ديجول وناصر) بفارق 41 يوماً، وكان كل منهما يحمل تقديراً واحتراماً للآخر. 

وبعد.. فإذا كانت هذه الأسئلة خلاصة (مشوار) استمر لسنوات ولايزال، فالأعجب منها أن صاحبها رغم رحيله، يرفض الرحيل من ذكرياتنا، وجذورنا. 

العربي المصرية في 30 سبتمبر 2008

المصرية في

01.09.2008

 
 

حوار

صلاح السعدني: لا أنافس الفخراني والشريف و«عدى النهار» تجربة مختلفة

القاهرة ـ (دار الإعلام العربية)

العمدة صلاح السعدني أحد النجوم الكبار الذين أمتعوا المشاهدين بأعمالهم طوال السنوات الماضية، اعتاد أن يطل على المشاهدين بكل ما هو متميز من أعمال رمضانية مثل «ليالي الحلمية» وشخصيته التي لم ولن ينساها التاريخ «حسن أرابيسك» وغيرها من الشخصيات التي رسخت في ذهن المشاهد العربي.

هذا العام طل علينا السعدني من خلال مسلسله «عدى النهار» الذي يراهن على أنه سيتصدر استفتاءات الدراما الرمضانية، خاصة أنه يتحدث عن فترة مهمة جدا في تاريخ مصر.. وفي لقاء سريع معه أجرته «الحواس الخمس» كان الحوار التالي:ما المعيار الذي يحدد اختيارك لأي عمل تخوضه؟دائما وقبل اختياري للعمل أحرص على معرفتي بفكرته التي يجب أن تمس المجتمع ومشاكله، وتكون في حجم الشخصيات الموجودة في الحياة. ولا يمكنني أن أوافق على عمل يتحدث عن فكرة مغايرة للواقع المصري خاصة والعربي عامة، أضف إلى ذلك أنني أحب تقديم شخصيات لكل الشرائح الموجودة في المجتمع ودون أن أكرر نفسي في أعمالي، في النهاية اختياري لأي عمل يكون بناء على الرسالة الذي يحملها، وبالطبع مع وجود عناصر التسلية التي تجذب المشاهد وليس الفلوس هي مفادي من الدراما أو السينما.

·         حدثنا عن رؤيتك لمسلسل «عدى النهار» وعما ميز شخصيتك به.

المسلسل هو عبارة عن استعراض عام لمصر في فترة النكسة، وأقوم بتجسيد دور ضابط من الضباط الأحرار وأحد قيادات الثورة، دور رجل عسكري «جد في كل شيء»، وتتوفى زوجته، وبمجرد معرفة أميرة من عائلة «محمد علي» الملكية بوجودي وبوفاة زوجتي تحاول التقرب مني لعلي أستطيع أن أعيد لها مجوهراتها التي تم مصادراتها مع قيام الثورة بما أنني أحد قياداتها.

جيل أبناء الثورة

·         ما أهم العوامل التي جذبتك لمسلسل «عدى النهار»؟

أولا جميع النواحي في هذا المسلسل جذبتني وبصراحة شديدة بمجرد قراءتي للدور تحمست جدا أضف إلى ذلك أن محمد صفاء عامر هو كاتب السيناريو فكيف أرفض عمل له؟

إضافة إلى كتابته لمسلسلي العام الماضي«نقطة نظام«، وأيضا في نفس الوقت مخرج العمل هو إسماعيل عبد الحافظ الذي كثيرا ما قدمنا أعمالا مهمة مع بعضنا البعض أذكر منها «ليالي الحلمية»، «للثروة حسابات أخرى» هذا بالطبع إلى جانب الدور نفسه حيث جاء تحمسي له لكونه يستعرض فترة مهمة من تاريخ مصر، وأنا أنتمي لهذا الجيل «جيل أبناء الثورة».

·         ذكرت أن مؤلف«عدى النهار» و«نقطة نظام» واحد وهو الكاتب «محمد صفاء عامر»، ألم تخش من التداخل بين العملين؟

بالطبع لا أخشى ذلك، وأرى أن هذا يرجع إلى كون كاتبنا محمد صفاء عامر لا يصلح أن يكرر نفسه في عملين متتاليين، وأيضا هناك اختلاف كبير بين الخطوط الدرامية للمسلسلين، ولكل منهما قصته المختلفة ف«نقطة نظام» يختلف تماما عن «عدى النهار».

·         تشاركك البطولة في هذا المسلسل ممثلات مثل نيكول سابا ورزان، فلماذا لم تعتمد على المصريات؟

لا أحب الحديث عن هذا الأمر، فأنا لا أرى أن هناك ما يسمي بالفنان السوري أو الفنان المصري أو اللبناني أو غيرهم، ولكني أرى أن هناك مبدعين عرب.

وإذا كنا قد فشلنا في تحقيق وحدة عربية سياسية فإن الفن هو العنصر الوحيد الذي يجمع بيننا في ذلك الوقت ومسلسل «عدى النهار» ليس الوحيد الذي جمعني بنجوم أو فنانين عرب حيث قدمت من قبل في «نقطة نظام» العام الماضي مع الفنانة سوزان نجم الدين، وحقق هذا الدور لها نجاحا مبهرا، وهذا إن دل على شيء إنما يدل علي أن الفن في جميع الأحوال مقصد.

·         نرى أن السياسة أصبحت أهم ملامح الأعمال التليفزيونية التي تؤديها..فلماذا؟

أولا أنا أرى أن السياسة هي الحياة التي نعيشها والماء الذي نشربه والهواء الذي نتنفسه، وفي نفس الوقت أنا لست سياسيا من الدرجة الأولى، ولكنني أحد المواطنين المهمومين بقضايا المجتمع، لذا أصر دائما على التعرض للكثير من الأخطاء الموجودة دون أن أخشى أحدا.

·         لماذا تحرص على عرض أعمالك خلال شهر رمضان تحديدا؟

بداية شهر رمضان هو شهر الخير والبركة، ولكن أود أن أقول شيئا مهما بشأن تلك المسألة وهي أن المسلسل الجيد لو تم عرضه خلال شهر رمضان لاجتمع الناس والأهل لمشاهدته.

ولكن لو كان المسلسل ضعيفا فلن يحقق أي نجاحات سواء كان ذلك في رمضان أم في غير رمضان، وأرى أن هناك مسلسلات كثيرة عرضت في شهر رمضان لكنها لم تحقق نجاحا، ولم يعد يتذكرها الجمهور، وأقرب مثال على صحة كل ما أقوله الجزء الأول من مسلسل «ليالي الحلمية» حقق نجاحا جماهيريا غير عاديا وجذب الجمهور رغم كونه لم يكن يعرض خلال شهر رمضان.

وبالتالي قرر القائمون على العمل عرض الجزء الثاني في رمضان لكونه سيزداد أكثر وأكثر مشاهدة من الأول لجميع الأسباب التي ذكرتها من قبل.

·         وما رأيك في الأعمال التي يتم تفصيلها خصيصا لشهر رمضان؟

أعتقد أن أغلبها يعرض كسد خانة ليس أكثر، وأعتقد أنها لو تم مشاهدتها أثناء رمضان فلن تترك لدى المشاهد أي علامة كي يتذكرها فيما بعد الشهر وستنتهي بمرور الوقت.

منافسة النجوم

·         كيف ترى شكل المنافسة بينك وبين نجوم الدراما في رمضان؟

أرى أنها منافسة شريفة جدا وعامة، الفخراني ونور أصدقائي وأحبابي ولا يهمني من يربح ومن يخسر، حيث إن ما بيني وبينهم أشياء كثيرة أقوى من مجرد تفاهات، مثل من ينجح ومن يفشل والشماتة فيما بيننا مثلما يحدث بين بعض الأشخاص الآخرين.

·     قدمت المسلسل الإذاعي «قبض الريح» على الرغم من تقديمك لمسلسل «عدى النهار» ألم تؤثر الإذاعة على نجاح «عدى النهار»؟

أولا الإذاعة لي معها ذكريات كثيرة جدا وهي أول من احتضنني وشهدت أول أعمالي، وقد جسدت أول عمل لي مع الفنانة سميحة أيوب والفنان شفيق نور الدين، أما الاحتراف فأتي من خلال مسلسل «الولد الشقي» لمحمود السعدني، في النهاية الإذاعة لها مذاق أخر عندي، وأنا عن نفسي أعشق العمل الإذاعي، وأعتقد أنه لن يؤثر أبدا على عدى النهار لأن كلا من الإذاعة والتليفزيون له جمهوره الخاص به.

السينما والمسرح

·         ما سر ابتعادك عن السينما لأكثر من ثماني سنوات؟

أنا لم أبتعد نهائيا، ولكني أنتظر شيئا ذو قيمة يعيدني إلى السينما، وأحب أن ألفت نظرك لشيء مهم وهو أنه تم عرض أكثر من ثلاثة سيناريوهات علي حتى الآن خلال العام الماضي فقط، ولكني رفضتها، وهذا لكوني وجدت أنها لن تضيف لي أي شئ أو تجعلني أعود بعد تلك السنوات من التوقف الذي ابتعدت فيهم.

ولكني أرى أن هذا العمل اقترب على الوصول وخلال فترة قصيرة سيظهر وانتظروني قريبا في السينما، ولكن إذا كان هذا العمل ذو قيمة ومعنى كما قلت وسيتحدد ذلك بناء على السيناريوهات التي يتم عرضها علي.

·         أين المسرح في حياة العمدة صلاح السعدني؟

لا يوجد مسرح في مصر الآن فقد ذهب ولم يتبق منه أي شيء جيد، ولكن لو حدثت المعجزة وأعتقد أنها لن تحدث فسيعود المسرح كما كان بإبداعه وقيمته الفنية، وقتها لن أتردد لحظة في أن أسارع بتقديم دور على خشبته.

·         في النهاية نود معرفة رأيك في الممثل الشاب أحمد السعدني؟

أحمد ممثل جيد ولا أقول ذلك لمجرد أنه ابني، ولكنه بالفعل يسير بخطوات ثابتة لأنه يدرك جيدا ما يريد، وكثيرا ما يقوم بعرض بعض الأعمال التي يتم عرضها عليه حتى أفيده برأيي، وبالتالي أوجه له النصيحة بصدق كأي ممثل شاب إذا اعتبرنا أننا أصحاب الخبرة، لأننا استفدنا من خبرات من سبقونا ولهذا جاء الدور علينا لكي نوجه النصيحة.

البيان الإماراتية في 30 سبتمبر 2008

المصرية في

01.09.2008

 
 

دراما

نقاد الدراما يرجحون كفة الشباب على النجوم الكبار

القاهرة ـ (دار الإعلام العربية)

انتهى شهر رمضان الكريم بصخبه الإعلامي تاركا وراءه عشرات الأعمال الفنية التي جمعها موسم مختلف هذا العام مقارنة ببقية الأعوام السابقة، وذلك بسبب دخول نوعيات جديدة على الدراما التليفزيونية كالست كوم التي احتلت مساحة كبيرة ضمن قائمة الأعمال التليفزيونية هذا العام.

وزاد هذا الاختلاف أيضا غزو نجوم السينما الشباب أمثال هند صبري، نور اللبنانية، مصطفى شعبان، أحمد رزق للتليفزيون لتأخذ المنافسة الرمضانية شكلا آخر بعيدا عن التركيز على بعض النجوم الكبار الذين أصبحوا وجبة ثابتة على مائدة الشاشة الرمضانية أمثال يحيى الفخراني، نور الشريف، يسرا لتشهد الدراما الرمضانية منافسة ساخنة.وعلى الرغم من هذا الازدحام الكبير الذي شهدته الشاشة الصغيرة والذي توقع معه الجميع ظهور أعمال درامية قوية مليئة بالأحداث وبناء درامي صحيح إلا أن آراء النقاد جاءت متباينة تجاه هذه الأعمال.. تفاصيل أكثر في هذا الاستفتاء الذي أجرته «الحواس الخمس»:

أعمال مكررة

الناقد الفني والكاتب الصحفي «نادر عدلي» بدأ حديثه عن الموسم بشكل عام عن تخيله لوجود منافسة ساخنة لهذا الموسم الدرامي التي يرجع أسبابها بدخول نجوم السينما من الشباب، إضافة إلى النجاح الكبير الذي حققه النجوم الكبار أمثال يحيى الفخراني من خلال مسلسلات «حمادة عزو».

وأيضا يسرا بمسلسلها «قضية رأي عام» التي استطاعت أن تصل بمسلسلها هذا إلى الرأي العام في الحقيقة، وأيضًا نور الشريف بمسلسله الدالي الجزء الأول الذي دخل به «نور» منطقة جديدة في الدراما، وأضاف أنه توقع أن تكون هذه النجاحات كفيلة لتحفيز هؤلاء النجوم على تقديم أعمال هذا العام تتعدى النجاح السابق بمراحل ويفوقه، ولكن جاءت هذه الأعمال مكررة ومليئة في أحداثها بالمط والتطويل، وجاءت أقل من مقدرة ونجومية نجومها بكثير.

وإن كنت أود أن أتطرق إلى مسلسل «في أيدٍ أمينة» الذي أرى أنه رغم اجتهاد الفنانة الكبيرة يسرا في الدور الذي قدمته الذي لا يمكن أن يختلف على موهبتها أحد إلا أنه لم يضف لها شيئًا بالرغم من القضايا المهمة التي يتعرض لها المسلسل الذي فشل المخرج السوري «محمد عزيزية» في تحقيق عناصر الإبهار فيها.

وأيضا البناء الدرامي للعمل الذي أيضاً جاء أقل من القضية التي يناقشها العمل، وتطرق في حديثه إلى التجارب التي خاضها هذا العام النجوم من الشباب الذي أشاد من ضمن هذه الأعمال بالمسلسل التليفزيوني «قلب ميت» الذي برع المخرج الكبير مجدي أبو عميرة في تجسيد مشاهد هذا المسلسل وأداء الفنانين فيه، وبالتحديد شريف منير وغادة عادل واللذين نجحا في تجربتهما.

مط وتطويل

وتنتقد الناقدة إيريس نظمي مسلسل الدالي الذي يقدم له الجزء الثاني، مؤكدة أن الجزء الأول نجح في أحداثه من تسلسل الأحداث وسرعتها وأيضًا في خلق حالة الجذب وغيرها لدى المشاهد بسبب سخونة الأحداث في حين غلب على الجزء الثاني المط والتطويل وانسياق العمل وراء أحداث وخلق مواضيع كان من الممكن عدم الخوض فيها، وأضافت على الرغم من أن هناك أحداثا جدية في العمل إلا أنها تأتي على نفس الأحداث السابقة ليأتي الجزء الثاني في الانخفاض وعكس الصعود الذي شهده الجزء الأول .

وهو ما يأخذ على مؤلف العمل «وليد يوسف» من المط والتطويل، وأضافت أن هناك عديدا من الأعمال ظلمتها كثرة وازدحام الشاشة بأكثر من 60 عملا تنوع بين الست كوم الذي تعد ظاهرة جديدة أيضًا ربما نجاح بعض التجارب السابقة شجع البعض على تكرارها إلا أن بعضها أيضًا لم يصل للنجاح المطلوب أو المتوقع، وأضافت أيضًا أن المسلسلات التاريخية هذا العام وهي جمال عبد الناصر وأسمهان التي ربما أيضًا جعل التركيز على الحياة الشخصية منها تقليلاً منها.

وترى الناقدة ماجدة موريس أن الاستسهال والاستعجال كان الغالب في الموسم التليفزيوني هذا العام والتي ظلت حتى قبل رمضان بشهور بسيطة لم يكن لنجوم قد وصلوا لاختيار أعمالهم التي شهدت تغيرات عديدة صاحبها إصرار البعض على الخوض في تجارب مشابهة لتجاربهم السابقة.

وجاءت أعمال النجوم الكبار ومنهم «الدالي» و«في أيد أمينة» تكرارا ونمطية أدت إلى تراجعهم عن النجاح الذي حققه العام الماضي الذي زاده المط والتطويل وهو نفس الشيء مع مسلسل الفخراني الذي أرى أن ضمير شرف فتح الباب لا يستحق أن يصنع له مسلسلاً .

وهو التناقض الذي منه نشأت أخطاء السيناريو في حين أن جاءت أيضًا تجربة المخرجة أنعام محمد علي مع إلهام شاهين من خلال «قصة الأمس» جيدة إلى حد ما، وإن كانت القصة ليست جديدة، ولكن عادت بيننا إلى نوعية من الدراما التي تنجذب إليها الجمهور، وإن كانت الشاشة هذا العام مزدحمة بالأعمال إلا أن هناك العديد من المسلسلات والتي ظلمها هذا الازدحام.

أما بالنسبة لأعمال السيرة التي تتلخص في مسلسل «ناصر» للمخرج السوري باسل الخطيب الذي نجح في حسن اختياره للفنان «مجدي كامل» وعلى الرغم من أن هناك بعض الأخطاء التي تؤخذ عليه ومنها تركيزه في الحلقات الأولى على حياته وطفولته التي كان من الممكن توفيرها لأحداث 65 التي تم اختصارها فأعتقد أنها كانت الأجدر بالتركيز، وأيضًا يأتي مسلسل «أسمهان» الذي برع فيه المخرج شوقي الماجري.

دائرة مغلقة

ويقول الناقد الفني محمد عبد المعطي الذي اتفق في أغلب أرائه مع الآراء السابقة وإن كان أضاف إلى ذلك التطرق في الحديث عن بعض المسلسلات الأخرى ومنها الهاربة لبطلته «تيسير فهمي» الذي أكد أن العمل جاء نسخة مكررة من أعمالها السابقة، وبالتحديد منذ آخر مسلسل بسبب التركيز الشديد على أميركا والمافيا وإلى غير ذلك الذي بسببه كان التراجع فلا جديد.

وأضاف إلى ذلك أن على الرغم من اجتهاد المخرج باسل الخطيب في مسلسل ناصر وأيضًا الأردني شوقي الماجري في أسمهان إلا أنه مازالت مسلسلات السيرة الذاتية لم تخرج عن الدائرة المغلقة ومنها التركيز أحيانًا على أحداث ليست مهمة أو الابتعاد عن بعض المساوئ والتفاصيل المثيرة في حياة هؤلاء، بينما أشاد بمسلسلات الشباب ومنها «قلب ميت» و«بعد الفراق» للفنانة هند صبري و«هيمه» للممثل الشاب أحمد رزق، وأكد أنها تجارب ناجحة وتحتاج المساندة.

صعود وهبوط

ويقول الناقد الفني «رفيق الصبان» صدمت هذا العام في مسلسلات لنجوم تميزوا وحققوا نجاحات عديدة واعتدنا على رؤيتهم في صورة متألقة كل عام وخاصة النجوم الكبار، والذي تعتبر أخطائهم ليست مجرد أخطاء يمكن عدم الوقوف عندها وذلك بسبب خبرتهم التي كونتها سنوات طويلة، والذي من المفترض أن يعتبروا بمثابة خطوات ناجحة ينظر لها الجميع ويتعلم منها.

ولكن ليس معنى كلامي ذلك إنني أكون بذلك حكمت عليهم بالإعدام، ولكن لكونهم حقًا يعدون ثروة فنية، وكلامنا معرض للخطأ أحيانًا، ولكن لا يمكن الوقوف عنده فأين الفخراني بمسلسلاته السابقة والذي فقد هذا العام تأثيره في الأعوام السابقة، وأتساءل ما السر وراء تقديم جزء ثان من «الدالي»؟، وأين الصورة المتألقة التي اعتدنا عليها في مسلسلات «يسرا»؟

، وما سر التمسك بالتكرار في أعمال «جدار القلب» و«الهاربة» و«قصة الأمس»؟ وأمام كل هذا ما السر وراء الهجوم على مسلسل «ناصر» الذي لم يكن على السياق الدرامي أو عن أخطاء تاريخية أو لضعف العمل ولكن تم التركيز فقط على الممثل الشاب «مجدي كامل» .

والذي أرى أن المخرج السوري باسل الخطيب قدمه في أحسن صورة، ورغم الإمكانات الضعيفة جاءت الصورة والمشاهد التي بها المعارك إلى حد ما جيدة كأحداث جاءت مترتبة وداخل سياق درامي مبني على الشكل الصحيح وأرى أنه يعد أفضل الأعمال هذا العام.

وعلى الرغم من أن معظم الآراء السابقة جاءت حصر عام لعدد من المسلسلات التي قدمت هذا العام، وإن كانت هناك آراء لبعض النقاد حول مسلسلات بعينها إلا أن معظم هذه الآراء جاءت إلى حد ما متشابهة ومتقاربة.

البيان الإماراتية في 30 سبتمبر 2008

المصرية في

01.09.2008

 
 

أزمة بين مؤلف ومخرج بسبب المسلسل

أسمهان” بين قلمين

تشعبت قصة مسلسل (أسمهان) الذي يعرض خلال شهر رمضان الحالي عبر أكثر من قناة فضائية عربية، لتتجاوز قضية العائلة واعتراضاتها على ما قيل إنه مس في تاريخها وبعض من معتقداتها، وتصل الآن إلى نشوب خلاف أدبي كبير بدأ يتعاظم بين من ساهموا في كتابة سيناريو العمل. فقد غطت بعض الصحف السورية خلال الأيام الماضية تصريحات طرفين مهمين في هذه القضية هما الكاتب قمر الزمان علوش الذي يعتبر كاتب النص والسيناريو حسب شارة المسلسل من جهة، والكاتب والمخرج نبيل المالح الذي ما فتئ يعلن أنه صاحب النص والسيناريو للمسلسل الذي نال من التغطية والاهتمام الإعلامي ما لم ينله أي عمل آخر هذا العام.

نشرت إحدى الصحف مؤخراً تصريحات للطرفين، اتهم فيها قمر الزمان، المالح بأنه استخدم نصه الذي كتبه لشركة فراس ابراهيم المنتجة للمسلسل وقام ببعض المحذوفات والإضافات، في حين أكد الثاني عبر نفس الصحيفة أن العمل بكامله كتابة وسيناريو يعود له شخصيا.

وللوقوف على حقيقة هذه المواقف استطلعت “الخليج” وجهة نظر الطرفين اللذين أكد كل منهما أنه صاحب الحق بالنص والسيناريو.

نبيل المالح قال: المسلسل مسجل في الرقابة باسمي وببساطة جاءني نص مكتوب، اشتراه المنتج فراس ابراهيم من ممدوح الأطرش.. وكان النص يحتوي على قصة ومسلسل.

وقرأت بضع حلقات من المسلسل، فوجدت أنه لا يتناسب ورؤيتي أو نوعية تفكيري في الإخراج والدراما وبخاصة دراما الشخصيات فاعتذرت عن العمل.

وبعد فترة ليست بالقصيرة، جاءني فراس ابراهيم مرة أخرى وطلب مني الكتابة والإخراج معا، أي طلب أن أقوم بكتابة نص العمل ففعلت ذلك من نقطة الصفر واستخدمت لذلك كل المصادر الممكنة لإظهار حياة أسمهان وفق وثائق محفوظة ومذكرات كتبها أشخاص مهمون عايشوا الفنانة الراحلة.

وبالتالي فإن النص الأول الذي اعتذرت عنه والذي كتبه الأستاذ قمر الزمان علوش بات لاغيا بحكم أن المنتج طلب مني أن أكتب العمل من جديد، والمسلسل نصا وسيناريو مسجل في الرقابة بالتلفزيون العربي السوري باسم نبيل المالح.

وإن كتابة اسم قمر الزمان علوش على شارة المسلسل هو نوع من التعويض الأدبي لجهد قمر الزمان الذي لا علاقة له بالعمل لا بكلمة ولا بجملة.

لم آخذ من النص الأول أي كلمة بل غيرته بالكامل وبالتالي فإن ما يقال عن حذف أو إضافات كلام غير صحيح فالنص الأصلي لما يعرض اليوم عبر الشاشات هو لي ومن الصفر.

بالنسبة للأمور المادية وما إذا كان قمر الزمان علوش تقاضى مقابل ما كتبه في النص الأول، فهذا أمر لا علم لي بشيء عنه، لكن ما أعرفه هو أن فراس ابراهيم دفع لممدوح الأطرش حقوق النص القديم والأحكام الجزائية لقاء موافقة الأخير على النص كاملا.

أما قمر الزمان علوش فقال: العمل دخل في تسويات إنتاجية ربحية فابتعدت عنه، ففي البداية لا أريد أن أنصب نبيل المالح خصما أو دريئة للسهام التي قد تصيب منه مقتلا فالمسألة عندي أعلى شأنا وأكثر سموا من الدخول في هرطقات من هذا النوع التي يصر عليها هو.

النص (نص أسمهان) والمكتوب أساسا، والمبني على وثائق كثيرة كانت من محفوظات ممدوح الأطرش الذي كلفني بكتابة هذا النص، وعليه كتبته من الألف إلى الياء بالطريقة التي تحافظ على الوقائع والأحداث التاريخية الصحيحة دون المساس بخصوصيات الشخصيات الواردة فيه، فقناعاتي الفنية والأخلاقية تقول إن لا أحد يملك الحق في تجريم أو تبريء من أصبحوا في ضمير التاريخ. وعندما خرج النص لتسويات شركات إنتاجية وتنافسات تجارية ابتعدت عن النص وانقطعت صلتي به بعد أن نلت كافة حقوقي المادية. في ما بعد علمت أن نبيل المالح كلف بهذا العمل وقلت لفراس ابراهيم إنك هكذا ستقتل أسمهان مرتين عندما تكلف المالح ببعض الإضافات للضرورات الإنتاجية.

ولن أتحدث هنا عن السرقات الأدبية وغيرها التي كتبت الصحافة السورية كثيرا عنها لأنني أعرف كيف تم السطو على نص أسمهان وهذا ما سيقول القضاء كلمته به بعد نهاية العرض.

وأنا ككاتب زرت السويداء (جبل العرب) المنطقة التي تنتمي إليها أسمهان وزرت جميع الأماكن التي عاشت فيها والتقيت جميع الطاعنين بالسن الذين عرفوها وعايشوها في حياتها واستوحيت بالتالي المسافة التي تفصل بين ما يحق لنا إيراده في المسلسل وبين ما لا يحق.

وعلى هذا الأساس كتبت النص الأساسي بالإضافة إلى قناعتي الشخصية بأننا عندما نتناول شخصية ما في عمل ما، يجب أن يكون هدفنا تكريس هذه الشخصية كإحدى معالم عصر سابق يجب احترامها ومحبتها، خصوصا حين تكون هذه الشخصية ذات إبداع مرتبط بعواطف الناس كالشاعر والمغني والكاتب والممثل. لا أن نضيف إليها ما يجعلنا نتبرأ ويتبرأ الناس منها، ولذلك عندما أتبرأ من هذه الإضافات لا يعني هذا أنني بالمقابل أتخلى عن حقي بأنني كاتب النص كسيناريو أساسي والذي بنى عليه المالح إضافته هذه.

أنا ضد ردود الفعل القبلية ولست ضد الأعمال الفنية طالما أنها تحتفظ بمسافتها من احترام الآخرين الذين تتحدث عنهم هذه الأعمال، والخط الوهمي الفاصل بين احترام هذه الشخصيات وبين التشويش عليها قد يتضح بكلمة، بمشهد، بحادثة، وأحتاج إلى الكثير من الوقت لتفصيل ذلك بالمثال الواقعي.

الخليج الإماراتية في 30 سبتمبر 2008

 

250 ألفاً ليسرا و120 لإلهام

فاتورة أزياء نجمات الدراما الرمضانية

القاهرةالخليج”:  

بعيداً عن الملايين التي تقاضاها نجوم ونجمات أعمال رمضان وبعيداً عن الملايين التي تكلفتها الأعمال نفسها، نرصد تكاليف ملابس نجمات المسلسلات والتي تخطت عشرات الآلاف في كل عمل بصرف النظر عن نوع الشخصية والتي تؤثر بالفعل في حجم الإنفاق، فالفنانة يسرا التي قدمت شخصية الصحافية في مسلسل “في أيد أمينة” أنفقت مبلغاً قدره 250 ألف جنيه على ملابس الشخصية تحملت منها الشركة المنتجة مبلغ 150 ألف جنيه في حين تحملت هي فارق المبلغ، وتكلفت ملابس الفنانة إلهام شاهين في مسلسل “قصة الأمس” مع المخرجة إنعام محمد علي مبلغ 120 ألف جنيه غير قيمة إيجار عشرات الفساتين التي قدمها وصممها هاني البحيري ووصلت تكلفتها إلى آلاف الدولارات، حيث أدت إلهام شخصية سيدة تعمل في السلك الدبلوماسي تركت زوجها في الغربة من أجل المال ثم أصرت على الانفصال عنه بعدما اكتشفت زواجه من أخرى.

وبلغت تكاليف ملابس الفنانة سميرة أحمد خلال أحداث مسلسل “جدار في القلب” 100 ألف جنيه حيث جسدت شخصية طبيبة نفسية في إحدى المصحات وترفض التحايل على القانون وتلتزم بالقيم والمبادئ ومعروف عنها أنها تعتمد على نفسها في تصميم معظم ملابسها.

أما الفنانة فيفي عبده فقد بلغت تكاليف ملابس الشخصية التي قدمتها خلال أحداث مسلسل “قمر” مبلغاً قدره 150 ألف جنيه وكانت معظم الملابس عبارة عن عباءات تناسب الشخصية التي قدمتها.

ولأن الفنانة غادة عادل قدمت خلال مسلسل “قلب ميت” شخصية فتاة بسيطة تعمل بائعة شاي ثم تظل طوال الأحداث مطاردة فقد كانت تكلفة ملابس الشخصية محدودة ولم تتخط مبلغ 60 ألف جنيه.

واقتربت تكاليف ملابس شخصية الفنانة رزان مغربي في مسلسل “عدى النهار” من ذلك المبلغ ووصلت إلى 50 ألف جنيه وبينما تكلفت ملابس الشخصية التي أدتها الفنانة نيكول سابا في نفس المسلسل مبلغا قدره 180 ألف جنيه وأنفقت الفنانة هند صبري مبلغا قدره 100 ألف جنيه على ملابس شخصيتها في أحداث مسلسل “بعد الفراق” مع النجم خالد صالح، بينما وصلت تكاليف ملابس شخصية الفنانة نورا في أحداث مسلسل “دموع القمر” إلى مبلغ قدره 80 ألف جنيه وأنفقت رانيا فريد شوقي على ملابس شخصية الصحافية في مسلسل “دموع القمر” مبلغا قدره 75 ألف جنيه وغالبا ما تتحمل الجهة المنتجة للعمل تكاليف ملابس النجمات إلا إذا أرادت الفنانة الاعتماد على نفسها وإضافة المزيد لتظهر بشكل أفضل.

الخليج الإماراتية في 30 سبتمبر 2008

المصرية في

01.09.2008

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)