كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

ثراء الشخصية أرهقها قبل وأثناء التصوير

سولاف فواخرجي: أسمهان ليست ملكاً لأسرتها

القاهرة - فاتن محمد علي

دراما رمضان

2008

   
 
 
 
 

لفتت إليها الأنظار وتردد اسمها عندما رشحها المخرج شريف عرفة للمشاركة في فيلم “حليم” لتجسد شخصية حبيبته الحسناء وأهلها لهذا الدور جمالها الأخاذ الهادئ، إنها الفنانة السورية سولاف فواخرجي التي تجسد سيرة الفنانة الراحلة أسمهان في مسلسل يعتبر من أبرز أعمال رمضان وفق استطلاعات الرأي. وترجع سلاف هذا النجاح إلى الكتابة الجيدة التي شارك فيها أربعة كتاب للمرة الأولى هم: قمر الزمان علوش وممدوح الأطرش ونبيل المالح وبسيوني عثمان، والإخراج للمخرج التونسي الكبير شوقي الماجري. عن المسلسل والأصداء الإيجابية التي يتركها حتى الآن، وقضايا أخرى، كان هذا الحوار:

·     جسدت شخصية أسمهان بعد ترشيح أكثر من مطربة لهذا الدور، هل جمالك الهادئ الذي يقترب من جمال أسمهان وراء ترشيحك؟

أولا لم يرشح أحد من قبل الإنتاج سواي وهذا منذ عامين ونحن نعد للعمل، وترشيح أسماء لمطربات كان من جانب بعض القنوات الفضائية ولم يوافق الإنتاج، وإذا كان جمالي وراء ترشيحي فهذا بالطبع في المرتبة الثانية لأن الموهبة قبل كل شيء، فالمطلوب ممثلة تستطيع تقمص الشخصية وليست صورة جميلة.

·         لكن ألا تعتقدين بكل موضوعية أن تجسيد مطربة لسيرة مطربة أفضل؟

على العكس فالمطربة من الصعب عليها تجسيد الشخصية ولكن الممثلة من السهل جدا أن تؤدي شخصية مطربة وأفضل دليل على هذا الفنانة صابرين التي أدت أصعب شخصية على الإطلاق وهي شخصية أم كلثوم ونجحت نجاحاً مدوياً.

·         شخصية أسمهان مثيرة للجدل لما فيها من تناقضات وأسرار، كيف توصلت لمفاتيح الشخصية؟

لم أوافق على السيناريو إلا بعد الانتهاء منه تماماً لخوفي الشديد من عدم التمكن من الإلمام بكل جوانب الشخصية لأنها كما تقولين شخصية مليئة بالأسرار، واشترك في كتابة السيناريو لأول مرة أربعة كتاب، ملمين كل التفاصيل التي توفرت لهم، بعيدا عن بعض الأسرار التي تمثل خطوطاً حمراء ولا تهم المشاهد في شيء. وبدوري قرأت كل ما كُتب عن أسمهان وتلقيت دروسا في الموسيقا والغناء، بالرغم من أنني لن أغني، ومع هذا لم أكتف بدروس الموسيقا بل تعدت المسألة إلى التحليل الموسيقي، وهذا العمل اكسبني الكثير من الخبرات.

·     لكن ألم تواجهك صعوبة في الوصول لمفاتيح الشخصية لأنها لا تمثل أي ذكرى لدى الناس إلا من خلال ظهورها في فيلمي “انتصار الشباب” و”غرام وانتقام”.. فكيف خططت لتجسيدها؟

من حسن الحظ أنها لا تمثل للناس ذكرى لأنني لن أؤدي بالطريقة التي ظهرت بها في هذين الفيلمين، فهي كانت تتبع المدرسة القديمة في الأداء، ولكن ثراء شخصيتها وما تحمله من تناقضات وألغاز جعلني أستعرض قدراتي في التمثيل والتقمص لأننا نتحدث عن شخصية من دم ولحم، فهي أميرة، وفقيرة، وامرأة وزوجة، وفنانة، وتعمل بالسياسة.. كل هذه الوجوه تحتاج في تجسيدها الى تركيز شديد اجتهاد وعناء.

·         واجه إنجاز العمل رفضاً من ابن شقيق أسمهان فيصل الأطرش، فماذا عن باقي الورثة؟

أولاً أسمهان توفيت منذ أكثر من 50 عاماً وهذا يجعلها ملكاً للتاريخ ولكن فريق العمل بدءا من المنتج احترم الورثة، وابنتها كاميليا رحبت بالعمل وسعدت به، كما أن أحد أفراد الأسرة يشارك في كتابة السيناريو وهو ممدوح الأطرش.

·         المسلسل يجمع عدداً من الفنانين العرب، ماذا يمثل هذا لك؟

سيرة أسمهان وإقامتها وتنقلها بين أكثر من بلد عربي دفعت إلى الاستعانة بفنانين من أكثر من بلد عربي بدءا بسوريا مسقط رأسها مروراً بمصر ولبنان والأردن وتونس حتى فريق الفنيين من مصورين وغيرهم يشارك عدد منهم من أكثر من بلد. وفي النهاية نرى أن هذا المسلسل صورة للتكامل الفني العربي المشترك الذي ننادي به دائما وتطالب كل لجان المهرجانات العربية به.

·         درست الآثار، هل ترين هناك نقاط التقاء بين الفن والآثار؟

نعم هناك علاقة مباشرة، فالفن والآثار لهما رسالة حضارية، ودور الفنان فيه بحث دائم ومغامرة متجددة مع كل شخصية يؤديها، الشيء نفسه أثناء الدراسة كان علينا دائماً تعميق البحث في مسائل تاريخية وتراثية.

·         شاركت في عدد من الأعمال التاريخية، هل دراستك للتاريخ ساهمت في نجاحك في هذه الأعمال؟

نعم، وهذا السبب الحقيقي وراء ميلي للأعمال التاريخية حتى في مستوى المتابعة، فبالإضافة لحبي للتاريخ أحب العربية الفصحى كثيراً، عندما أكون ضمن عمل تاريخي ينتابني إحساس خاص وأحس أن العمل قريب مني.

·         فيلم “ليلة البيبي دول” رغم حجم إنتاجه الكبير وحجم الدعاية إلا أنه صدم الجمهور وتعرض لانتقادات كثيرة من قِبل النقاد؟

هي وجهات نظر وآراء وأحترمها، ولكنني أرى أن الفيلم نقطة مضيئة في مسيرتي الفنية، فرغم أنه عمل سياسي في المقام الأول إلا أن دوري يحمل صبغة إنسانية واضحة من خلال معالجة القضية الأساسية التي تشغل بال كل عربي، وهي قضية السلام السياسي ومستقبل الأجيال المقبلة في ظل تأزم وتردي الأوضاع السياسية في الكثير من بلداننا العربية والمنطقة بشكل عام، أعتقد أن اسم الفيلم ربما كان وراء صدمة الجمهور.

·         ماذا عن التعاون المشترك مع زوجك الفنان وائل رمضان؟

هناك أكثر من مشروع، الأول من تأليف والدتي ابتسام أديب وهو مزج للدراما بالموسيقا وأول خطوة كانت “اسأل روحك”، والعمل جارٍ في المشروع منذ سنتين وهناك أعمال قريبة ضمن هذا المشروع، والثاني مسلسل “رشدي أباظة” سيخرجه زوجي أيضاً.

·         وماذا عن مسلسل “روزاليوسف”؟

لا يزال في مرحلة الإعداد وأنا متحمسة له جداً.

·     مؤخراً حملت شعلة بكين أمام العالم كله والعام الماضي حصلت على جائزة “الموركس” كأفضل ممثلة عربية لعام 2007 ماذا تمثل لك هذه الملامح الإنسانية؟

أنا سعيدة بهذه الجائزة التي تعتبر تتويجاً لجهودي السابقة وتحملني مسؤولية كبيرة في الأعمال المقبلة التي أريد تقديمها وأنا فخورة بهذه الجائزة التي جاءت بعد جهد وعمل كبيرين.. أما ترشيحي لحمل شعلة بكين فكان له مذاق خاص لأنها مشاركة في بطولة عالمية من أهم البطولات وشرفني ترشيحي لهذه المهمة وسعدت بها.

الخليج الإماراتية في 19 سبتمبر 2008

 
 

فوجئ بنجاح “حظ يا نصيب

حبيب غلوم: الفنان الإماراتي لا يحصل على حقه

حوار - حسين الجمو

يتواجد الفنان حبيب غلوم في دراما رمضان بثلاثة أعمال يراها اجتماعية قبل أن تكون كوميدية، وهي “حاير طاير” التي تعرض على قناة دبي، و”حظ يانصيب”، إضافة إلى “نصف درزن” على شاشة سما دبي. وفي هذا الحوار تحدث عن هذه الأعمال ومدى عكسها صورة الواقع بشكل حقيقي، ونظرته للدراما الخليجية في شهر رمضان.

·         أي الأدوار التي تجسدها في أعمالك الرمضانية كان الأقرب إليك؟

الدور الذي جسدته في “نصف درزن” منحني فرصة لتجربة شيء مختلف وجديد، لأني تقمصت لأول مرة دور الأعمى، والعمل نفسه يطرح قضايا اجتماعية ونفسية مثل التوحد ومشكلة العنوسة والأسرة والأسهم وغيرها. في البداية خفت من الدور، لكن وفقت في أدائه حسب آراء المحيطين بي. كما أن المخرج قام بإضفاء لمسات إبداعية على المشاهد من خلال التركيز على المساحات المفتوحة على الطبيعة والبحر.

·         وكيف وجدت ردة فعل الجمهور على المسلسلات الثلاثة؟

فوجئت بردة الفعل الايجابية على هذه الأعمال، ف “حاير طاير” له تاريخ في النجاح باعتبار انه الجزء الخامس، لكن الخوف كان على مسلسل “حظ يانصيب” وهذه كانت المفاجأة، لأن الجمهور كان ينتظر عملا من هذا النوع، ويمثل فيه نخبة من فناني الإمارات.

·         هل الكوميديا تساعد هذه المسلسلات على النجاح؟

نحن لا نقدم فقط مسلسلات كوميدية، وإنما قضايا اجتماعية معاشة نطرحها بأسلوب ساخر وبقالب كوميدي، فالهدف الأساسي ليس جعل الجمهور يضحك لمجرد الضحك، بل طرح المشكلات الجديدة وليس فقط الاعتماد على تكرار المشكلات القديمة التي لم تعد موجودة، وما نقدمه لجمهورنا في تصوري أفضل وأرقى تأثيراً من مسلسلات كثيرة وبالأخص التركية.

·     ألا تجد أن هناك مبالغة في تصوير الواقع أحياناً، مثلاً مظاهر الفقر التي نجدها في “حاير طاير” متكررة ليست منتشرة على أرض الواقع بهذه الصورة؟

بالعكس بل هي من صميم واقع الحياة الاجتماعية في الامارات، “حظ يانصيب” يتكلم عن واقع الإمارات منذ أكثر من ستين سنة ومن الطبيعي ألا نجد هذه المظاهر حالياً، هو عمل بيئي تراثي، عالجنا الحياة الاجتماعية ومشكلاتها من منظور تلك الفترة. “حاير طاير” يختلف عنه لأنه يصور الحياة الحالية، وبحلقات منفصلة، لذا فالعملان متكاملان، وكل الحوادث التي طرحناها في “حاير طاير” مستقاة من الواقع والصحف.

·         حتى الحلقة التي تحدثت عن المظاهرة أو التي تطرقت لمشكلة البدون؟

لا نعرض شيئاً لم يحدث، قضية المريض “البدون” الذي لم يستطع دخول المستشفى حدثت فعلاً وكذلك المظاهرة التي قام بها مجموعة من المواطنين، لذلك نؤكد بأن التصاقنا بالواقع سر نجاحنا.

·         وماذا عن الجديد في مسلسل “نصف درزن”؟

سميرة احمد حريصة على تقديم الواقع من دون مزايدات وتبتعد عن المبالغة والصراخ والعويل الذي يظهر المرأة الإماراتية وكأنها جارية متخلفة تتعرض للضرب من الأزواج فسياسة الحوار بالأيادي اختفت عن مجتمعنا، لكننا نجدها حاليا للأسف في بعض المسلسلات الخليجية التي تظهر المجتمع بشكل عام وكأنه غير متمدن وغير متماسك، لذا فنحن في “نصف درزن” نرد على هذه السلبيات.

·         لكن ما تطرحونه لا يخص أبناء الدولة أو المجتمع الخليجي فقط، هل تريدون تخليص الدراما الخليجية من طابعها المحلي؟

ما نطرحه يخص كل من يعيش على أرض الدولة وليس فقط أبناءها فالهم الانساني واحد، والمشكلات الإدارية في العمل على سبيل المثال تخص كل المقيمين، أيضا العنوسة قضية مجتمعية عامة حتى إن كان لون عرض المشكلة محلياً، فالهاجس الإنساني هو الأولوية.

·     “حاير طاير” يعتمد على طرح المشكلة من دون تقديم الحلول لها غالباً، مثل مشكلة توظيف الحوامل، لماذا لا تطرحون الحل أيضاً؟

نتحدث دائماً عن مشكلات لها جانبان ورأيان أو أكثر لحلها، فمثلاً نطرح قضية المرأة بكل أوجهها، نجد في المجتمع أن رأي الرجل يختلف نوعاً ما عن رأي المرأة بخصوص الحل، وهذا ذكاء من المؤلف باعتقادي ليسلط الضوء ويفتح المجال للأسئلة، والأسئلة هي التي تبحث عن الأجوبة، لذا لا نقول بحرمان المرأة من العمل بسبب غيابها عنه لأشهر بسبب الحمل ولا نقول إن الوضع يجب أن يبقى كما هو عليه الآن. لا نقدم الحلول وإنما نمهد الطريق لها.

·         مع ذلك هناك دور توجيهي واضح تطرحونه، مثل ما قدمتموه حول المادة 30 من الدستور؟

ليس توجيهياً، وإنما هناك دور توعوي، لأن التوجيه يقتضي أن يكون المستهدف عارفا لحقوقه سلفاً والتوعية تعرفه إليها وهذا ما نقوم به. مشكلة المواطن العربي انه لا يعرف حقوقه ولا يسأل عنها، لذا طرحنا بشكل واضح المادة 30 من الدستور في إحدى الحلقات وهي المادة التي تضمن حرية التعبير والرأي. المواطن العربي يتعلم طيلة حياته واجباته تجاه الوطن والأسرة والمعلم والشرق والغرب وينفذها على شكل فرمانات من دون أن يسأل عن واجبات هذه الجهات تجاهه.

·     التشابه كبير بين “حاير طاير” و”حظ يانصيب” من حيث أداء الممثلين وشكلهم وأسلوب الطرح، ألا يخلق هذا التباساً لدى المشاهد؟

نحن كفريق عمل نعتمد على البساطة والموضوعية في الطرح، وهذا سبب للنجاح، لم نلجأ إلى تغيير الشكل من حلقة لأخرى أو من مسلسل لآخر، لأن المضمون هو الأساس، لا تنسى أن كل الممثلين حصلوا على مصداقية الجمهور من الأعمال السابقة، وبالتالي أستطيع أن أقدم المضمون بشكل أفضل للناس بهذا الشكل الذي أظهر فيه في كل حلقة من دون تغيير.

·         كيف تصنف الدراما الخليجية في ظل سيطرة السورية والمصرية حتى على السوق الخليجية؟

لنتحدث عن الدراما الخليجية، ولكن ليست الكوميديا، لأننا صفر فيها حتى الآن.. فنحن نتصنع الإثارة والضحك ولم نتعرف إلى الكوميديا السوداء بعد وهي أرقى أنواع الكوميديا التي تؤثر في المشاهد من دون ابتذال، إلا فيما ندر من خلال “حاير طاير” و”طاش ما طاش” السعودي، ونجاح عمل أو عملين لا يعني أن الكوميديا الخليجية ناجحة. وفي الأعمال الدرامية الجادة الغالبية تلجأ إلى طرح موضوعات سطحية ويعمدون لتضخيمها واللعب عليها، مثل الفضائح الأسرية أو إظهار المرأة بشكل غير سوي. الناس في أقاصي البلاد يتعرفون إلى المجتمع الخليجي من خلال الدراما، لذا أنا ضد تسليط الضوء على مشكلة صغيرة لم تعد موجودة وأبني عليها عملا دراميا ضخماً مثل ما يسمى هضم الرجال لحقوق النساء، وسيادة الرجل التسلطية في المنزل، هذه قضايا تعود إلى ما قبل خمسين سنة وأصبح الحديث عنها حاليا غير واقعي.

·         كيف تقيم علاقة الدراما المحلية والخليجية مع الفضائيات الخليجية خلال رمضان؟

الدراما الخليجية تحتاج من القنوات الفضائية وخاصة الرسمية إلى ألا تتبع سياسة القنوات الفضائيات الخاصة بإعطاء المجال لكل من هب ودب بالظهور وممارسة الشعوذة الفنية، هذا الأمر يعود بنتائج كارثية على الدراما الخليجية. المؤسسات الإعلامية الحكومية تتحول إلى شركات تجارية وأولوياتها الربح وتفادي الخسارة، ومن حقنا أن نطالب الدولة بالإشراف على القنوات الرسمية وإخراجها من حيز التجارة. الفنان الإماراتي لا يحصل على حقه، وآن الأوان لتضع الدولة الفن الإماراتي ضمن أجندتها التنموية لتقوم هي الأخرى بدورها التنموي في المجتمع.

الخليج الإماراتية في 19 سبتمبر 2008

 
 

العقيد ينهر اخته لانها وصفت له ملامح خطيبته

الحب بدون نظرة

كتب جمال الدين بوزيان

'باب الحارة' يروِّج رغم صدى شهرته لأفكار قديمة متجدِّدة رجعيَّة ظالمة للمرأة ولحرية الإنسان عموماً.

هناك الحب من أول نظرة، وفي مسلسل "باب الحارة" يوجد الحب بدون نظرة، حيث شاهدنا "معتز" يسهر الليالي باكياً على حبه الضائع "خيرية"، على فتاة لا يعرف منها إلا اسمها، ولن يراها أبدا إذا لم يتم زواجه بها.

وشاهدنا أيضاً عقيد الحارة "أبوشهاب" ينهر أخته "سعاد" التي وصفت له ملامح وجه خطيبته "شريفة" قبل أن يتزوجها.

وشاهدنا كذلك بهذه الحارة الشهيرة كيف تكون الرشوة حلالاً متداولاً بين جميع الناس، بينما رؤية وجه المرأة من أشد المحرمات والممنوعات.

المسلسل كما أراه، ورغم جودة انجازه، ومتعة مشاهدته، وصدى شهرته، أراه يروج لأفكار قديمة متجدِّدة ظالمة للمرأة ولحرية الإنسان عموماً.

واللوم ربما لا يقع على الكاتب بقدر ما يكون موجهاً للجمهور الذي يتعامل مع مواضيع المسلسلات بطريقة مثالية وكأنها الجمهورية الفاضلة.

إذا كان غرض كاتب هذا العمل الدرامي الناجح هو إبراز الحياة الاجتماعية بالشام في تلك الفترة الزمنية بكل تفاصيلها الصغيرة من خلال حياة سكان الحارة، فلا يجب على المشاهد أن يتعامل مع ذلك النمط من المعيشة على أنه هو الأصل وهو ما يجب أن يكون، ولا يجب النظر إلى حياتنا الحالية على أنها انحراف لنموذج الحياة بالحارة.

خلال متابعتي للمسلسل تستفزني مظاهر التشدد والتسلط التي جعل منها الكاتب والمخرج وجبة شهية وممتعة ننتظرها كل يوم مقدمة لنا من طرف نجوم سوريا المميزين.

ما يزعجني في كل هذا هو أن ما يعرضه المسلسل على أنه وصف لحالة مجتمع في فترة ماضية، يتعامل معه الناس على أنه إقرار لما بقي وما ورثوه في عقولهم من أفكار رجعية متشددة، وحتى أبطال العمل أنفسهم خلال حضورهم حفلاً تكريمياً منذ أيام بمناسبة عرض الجزء الثالث منه، صرحوا بأن قصة المسلسل هي رجوع لقيم جميلة مثل الشهامة والبساطة والتكافل...، ونسي هؤلاء النجوم أن العمل أيضا دعوة للتشدد بالمقابل,.

إذا أخذنا كل القيم الموجودة بالمسلسل، لا يمكن أن نغفل كمية الجرعات الدينية والرتوشات الرجعية بالعمل، والتي يمكن أن يتعامل معها الجمهور على أنها أيضا قيم جميلة يجب أن تعود، لأن شخصيات العمل الطيبة والرئيسية لا تنكر تلك الأمور وتتعاطاها كما لو كانت مقدسات لا يمكن العيش بدونها.

*جمال الدين بوزيان: ناشط اجتماعي جزائري

djameleddine1977@hotmail.fr

ميدل إيست أنلاين في 19 سبتمبر 2008

 
 

مسلسلات هذا العام تمنح الفرصة لعدة فنانات

دراما رمضان تنقذ النجمات من تهميش السينما

القاهرة - “الخليج

اتجاه أكثر من نجمة سينمائية شابة إلى تقديم مسلسلات رمضانية هذا العام مثل غادة عادل وهند صبري ونور اللبنانية ونيللي كريم وداليا البحيري وغيرهن هل هي محاولة لتعويض البطولة الغائبة عنهن في السينما والتي يسيطر عليها النجوم الرجال؟ وهل تريد النجمات إثبات أحقيتهن في البطولات التي لا يحصلن عليها في السينما؟ وهل يكون نجاحهن في تلك المسلسلات سببا في حصولهن على فرصة البطولة في السينما بعد ذلك؟ تساؤلات تفرض نفسها أمام هوجة نجمات السينما على شاشة رمضان هذا العام والسطور التالية تبحث عن إجابات صريحة.

تعترف غادة عادل التي تشارك شريف منير بطولة مسلسل “قلب ميت” بأن مشكلة البطولة النسائية في السينما لا تزال قائمة بالفعل بالنسبة لنجمات جيلها رغم نجاحهن في الكثير من الأفلام في الفترة الأخيرة. وترى أنه رغم أن لديهن جمهوراً يمكن أن يذهب لمشاهدة أفلامهن لا تزال فرص البطولة النسائية في السينما محدودة وتعتبر استثناءات بسبب خوف المنتجين المستمر من إسناد بطولات للنجمات. ولا علاقة، في رأي غادة، بين تلك الأزمة وبين اتجاه نجمات جيلها لتقديم مسلسلات رمضانية لأنه لا علاقة بين ظروف السينما والتلفزيون، وتقول: لا توجد بطولات مطلقة لنا حتى في التلفزيون أيضا لأن مسلسلاتنا تعتمد أكثر على البطولة الجماعية وعلى وجود أكثر من نجم، فكل فنانة منا معها نجم في المسلسل، مثلا “قلب ميت” بطولة مشتركة لي أنا وشريف منير وفي “بعد الفراق” يوجد خالد صالح مع هند صبري، وفي “دموع القمر” هناك رياض الخولي مع نور وفي “نسيم الروح” مصطفى شعبان مع نيللي كريم أي أننا لم نحصد في تلك المسلسلات بطولات مطلقة لأن طبيعة العمل التلفزيوني نفسه مختلفة عن السينما فالمسلسل لابد أن يقوم على أكثر من فنان، وحتى لو كان فيه نجم “سوبر ستار” لابد أن تكمله مجموعة كبيرة من الفنانين حتى ينجح المسلسل، ولم نتجه للتلفزيون لمجرد أن نحصد البطولة وإنما لنقدم أعمالاً جيدة ومختلفة وليكون لنا وجود تلفزيوني ناجح.

وتؤكد نيللي كريم أنها غابت عن التلفزيون حوالي أربع سنوات منذ أن قدمت مع مصطفى شعبان أيضا “العميل 1001” لأنها انشغلت بالسينما من ناحية ولم تجد نفسها في الأدوار التلفزيونية التي كانت تعرض عليها خلال تلك الفترة من ناحية أخرى ولكنها عادت لإعجابها بالشخصية التي عرضت عليها في مسلسل “نسيم الروح” بل ولإعجابها بالمسلسل ككل، وتضيف أنها لعبت بطولة أكثر من فيلم في السينما منذ “سحر العيون” وحتى “آخر الدنيا” وحتى الأفلام التي اعتمدت على البطولات الجماعية كانت لها فيها أدوار لا تقل عن أي بطولة مطلقة وآخرها فيلم “واحد صفر” الذي تصوره حالياً. وتؤكد أنها لا تحتاج إلى الاتجاه للتلفزيون لتعوض به غياب البطولة في السينما وإنما لابد وأن تقتنع أولا بما ستقدم في التلفزيون حتى لو كان بطولة مطلقة لأنه لو لم تقدم عملا جيدا للتلفزيون فمن المؤكد أن هذا سيؤثر فيها بالسلب في السينما بعد ذلك.

نور اللبنانية التي تلعب بطولة مسلسل “دموع القمر” تنفي أن يكون اتجاهها لتقديم عمل تلفزيوني له أي علاقة بأزمة البطولة النسائية في السينما والتي تعاني منها معظم نجمات جيلها. وتؤكد أنها تحاول الحضور تلفزيونيا على فترات ومن خلال أعمال جيدة فقط ليكون لها وجود وسط جمهور التلفزيون الضخم. وتضيف نور: لو لم أقتنع بمسلسل “دموع القمر” ما كنت قدمته حتى لو كنت أعاني من أزمة البطولة في السينما والتي بدأت أتغلب عليها بتقديم أدوار مؤثرة وبطولات جماعية، فالوجود على شاشة رمضان في حد ذاته فرصة لأي فنانة بشرط أن يكون وجوداً جيداً ومحسوباً لأن هناك جمهوراً كبيراً يتابع ومثلما يكون المسلسل فرصة للفنانة لتحقيق نجاح أكبر يمكن أن يكون خطراً أيضاً عليها إذا لم تكن موفقة في اختيارها وأدائها.

وتؤكد هند صبري التي اتجهت للتلفزيون لأول مرة هذا العام من خلال مسلسل “بعد الفراق” أنها لا تعاني من أزمة البطولة في السينما لأنها لعبت بطولة أكثر من فيلم وأن تلك الأزمة بدأت تنفرج في السنوات القليلة الأخيرة بالنسبة لها ولغيرها من نجمات جيلها ممن حصلن على بطولات سينمائية مثل منى زكي ومنة شلبي. ولذلك لا علاقة، كما تقول، بين عملها في التلفزيون وندرة البطولات المطلقة في السينما لأنها حتى في المسلسل لا يمكن أن تعتبر نفسها بطلة مطلقة ومعها نجم كبير مثل خالد صالح، ولذلك فكل فنان يكون بطلاً في دوره. ولا تنكر هند أنها كانت مترددة بل ومرعوبة من خطوة التلفزيون لكن في المقابل كانت هناك أسباب كثيرة حمستها في النهاية منها السيناريو نفسه وإعجابها بالشخصية وصداقتها بالمخرجة شيرين عادل والنجم خالد صالح. وتضيف: عندما قبلت “بعد الفراق” لم تكن في ذهني أي حسابات تتعلق بالسينما أو التلفزيون وإنما قبلته لإعجابي به ولإحساسي بأن الشخصية التي ألعبها فيها تحديات كثيرة لي كممثلة وهي تحديات أعشقها وأشعر بأنها تفجر بداخلي طاقات كثيرة ولهذا كل ما أتمناه أن انجح في تقديم عمل فني محترم لجمهور التلفزيون.

داليا البحيري التي تلعب بطولة مسلسل “بنت من الزمن ده” تعترف، على عكس زميلاتها، أن أحد الأسباب الرئيسية لاتجاه أكثر من نجمة سينمائية للتلفزيون أنهن يجدن في المسلسلات فرصة للحضور وإثبات قدراتهن بشكل أكبر من الأفلام والتي لا تزال أدوار الفنانات فيها ثانوية بينما أدوارهن في المسلسلات تمنحهن فرصة البطولة الحقيقية حتى وإن كانت مع نجم. داليا لا ترى أي علاقة بين نجاح النجمة في البطولة التلفزيونية وبين إمكانية أن تحصد بسبب هذا النجاح بطولات سينمائية بعد ذلك، لأن حسابات المنتجين في السينما مختلفة تماما، فالنجاح التلفزيوني لن يجعل منتجي السينما يفتحون أبواب البطولات أمام نجمات جيلها لكن المؤكد في رأيها أن النجاح التلفزيوني يثبت أن نجمات جيلها لا تنقصهن الموهبة إذا ما حصلن على فرص حقيقية.

الخليج الإماراتية في 20 سبتمبر 2008

 
 

يحضر للمشاركة في فيلم عالمي

محمد المنصور: عائد إلى «تو الليل» بعد رمضان

عبد الستار ناجي

كما الجوهرة المصقولة، كلما التقيت به ازداد بريقاً ولمعاناً وكلما اقتربت منه اكتشفت معدنه واصالته وطبيته المتناهية، وأيضاً احترافه الفني الرفيع، وكلما تحدثت اليه، أسهب في الحديث عن جديده الفني، وهو جديد متطور، وثري بالحرفة والاحتراف والتجدد.. يطل علينا الفنان القدير محمد المنصور خلال الدورة الرمضانية، عبر مجموعة من الأعمال الدرامية الجديدة، ولكنه يستهل حديثه لـ «النهار» عن مشروع فني عالمي يجري التحضير له في الفترة الحالية، حيث يقول: كل ما أقوله، انني احضر للمشاركة في فيلم عالمي، والتفاصيل اتركها لوقت لاحق، وقد قطعنا شوطاً واسعاً في الاتفاقيات الفنية والمالية، وسيصور الفيلم بين المغرب واسبانيا وايطاليا و الصين والأراضي المقدسة في مكة المكرمة والمدنية.. والتفاصيل لاحقاً لربما مع مطلع العام الحالي باذن الله.

·         قبل ان تحدثنا عن أعمالك الجديدة في رمضان، ماذا عن «تو الليل»؟

عائد الى «تو الليل» بعد رمضان، باذن الله، وهذه الفترة، كانت بمثابة فترة استراحة، بعد النجاح الايجابي الذي حققته التجربة بشكل عام، حيث استضفنا في البرنامج عدداً مرموقاً من الشخصيات السياسية والاجتماعية والاقتصادية الذين سعدنا بهم.

·         نشعر بانك قريب من التقديم؟

استطيع القول بان التقديم محطة وتجربة اساسية في رحلتي الفنية والإعلامية، وانا لست مذيعاً، بل اذهب الى هذه النوعية من البرامج، بروح الممثل ونبضه، حتى لو ذهبت الى تقديم نشرة الأخبار، فانني سأقدمها من خلال أسلوب وشخصية محمد المنصور.

ولا ألبس رداء المذيع، أنا ممثل عندي علاقتي مع الجمهور، وأسلوبي في الأداء، وأنا أعكس تلك الروح والعلاقة والأسلوب على الأعمال التي اقدمها.

·         التقديم هل سرقك من التمثيل؟

كلا التقديم لم يسرقني من الدراما التلفزيونية، وأيضاً من بقية النشاطات الفنية التي أقوم بها والآن دعني أحدثك عن أعمالي خلال شهر رمضان المبارك، والتي يتواصل معها الجمهور من خلال قنوات عدة، فمن خلال قناة الكويت الفضائية وقنوات اخرى عدة، أقدم المسلسل التراثي «لاهوب» الذي كتبه وتصدى لتجربة المنتج المنفذ والمشاركة في البطولة الفنان أحمد جوهر واخرجه الفنان البيلي أحمد، ومعنا في المسلسل عدد بارز من الزملاء والفنانين بينهم أحمد الصالح وغانم الصالح ومحمد المنيع وعلي السبع والهام الفضالة وسلمى سالم وايمان محمد علي وملاك..

والمسلسل يمثل عودة المنتقم، الذي يعود الى أرضه، ليجد ان الفساد دمر كل شيء، فيبدأ بمواجهة أقطاب الفساد ضمن صراع مكتوب بعناية ودقة..

وبودي ان اشير الى ان العمل لقي كل الاهتمام وسخرت له جميع الامكانات حيث تم بناء كم ضخم من الديكورات التي من بينها بناء ثلاثة أحياء ومقاه وشوارع وفرجان ومراكب قديمة باحجام متعددة.. وانا سعيد حتى الآن بردة الفعل وأيضاً الاهتمام من قبل كل من قابلتهم.

ويستطرد: كما انجزت مسلسل «ريح الشمال» والذي يعرض من خلال تلفزيون دبي، وهو ملحمة تراثية شعبية، شهدت تجمع أكبر حشد من نجوم دول مجلس التعاون الخليجي، والمسلسل كتبه البحريني جمال الصقر واخراجه مصطفى رشيد ومع الفريق هناك كل من ابراهيم الصلال واسمهان توفيق وسيف الغانم ومرعي الحليان ووعد وعائشة عبدالرحمن ومحمد ياسين وشجون الهاجري، والعمل يذهب بعيدا في التصدي لقضايا المجتمع الخليجي في مطلع القرن الماضي، بالذات الفترة من (1910 الى 1920) ويناقش أيام ازدهار الغوص مشاكله وظروفه.

ويستطرد: الشخصيات التي أقدمها متنوعة ومتعددة، وتختلف عن بعضها بعضاً شكلا ومضموناً. ويقول: كما شاركت كضيف شرف في مسلسل «عرب لندن» مع المخرج أنور قوادري، والعمل باختصار شديد يروي حياة العرب الذين اضطرتهم الكثير من الظروف والاشكاليات للهجرة والاقامة في لندن بحثاً عن الحرية، والعمل يقدم خليطاً من العلاقات الاجتماعية وقصص الحب والتفاصيل المتعددة، التي يرصدها الجمهور هذه الأيام من خلال أكثر من قناة.

وفي المسلسل عدد من الزملاء الفنانين بينهم فهد عابد وواضحة الراهب وقصي الخولي وباسل الخياط ونهاد عنبر ونيرمين الفقي وميس حمدان وتوفيق عبدالحميد وعبدالله السناني وإبراهيم الزدجالي.

·         كيف ترى حركة الانتاج الدرامي في دول المنطقة؟

حركة الانتاج الدرامي تتطور في دول مجلس التعاون الخليجي، ولو تأملنا خارطة البرامج خلال الدورة الرمضانية نلاحظ هذا الكم والتنوع والتميز الفني الذي يقدم، حيث راحت جملة الفضائيات الرسمية والخاصة تتنافس فيما بينها لتقديم كل ما هو جديد ومتميز، كما ان تلك القنوات تشرع الأبواب أمام المبدعين من كل مكان، من أجل استقطاب الكوادر الفنية.

ويستطرد: وعلى مدى السنوات الخمس المقبلة، فان معادلة الانتشار ستكون متقاربة، ولهذا نقول للجميع، بالذات القيادات الفنية والاعلامية علينا ان نتحرك وان يقترن هذا التحرك بالتخطيط والتعاون المشترك.

لاننا نكمل بعضنا بعضاً، ولسنا في اطار المناقشة، العالم اليوم يتجه الى التعاون المشترك وهذا التعاون هو سبيلنا للارتقاء بالحرفتين الفنية والإعلامية.

·         سؤال أخير.. لماذا أنت بعيد عن المسرح؟

باختصار شديد.. أعطوني نصاً مسرحياً جيداً وأعود للمسرح من اليوم.

annahar@annaharkw.com

النهار الكويتية في 20 سبتمبر 2008

 
 

الدراما متعددة الجنسية تنهي عصر القطبية المصرية

القاهرة ـ حمدي رزق

من الخصومة الى التعاون ومن التعاون الى الاختلاط ومن الاختلاط الى الاندماج..هذه أقرب الأوصاف الى واقع الشاشة الدرامية الرمضانية هذا العام، تلك الشاشة التي تجسدت عليها من قبل اصطلاحات أخرى من طراز: الصراع الدرامي المصري ـ السوري، التنافس الانتاجي بين القاهرة ودبي، تخاطف النجوم، استقطاب النجوم، والريادة الدرامية كذلك!... واذا كان بعضهم تساءل في رمضان الماضي في القاهرة: كيف لمخرج سوري مثل حاتم علي أن يخرج مسلسلا عن ملك مصر السابق فاروق.. ألم يكن أولى بذلك مخرج مصري؟ فإن أحدا لم يعد يطرح السؤال هذا العام عن مسلسل "ناصر" الذي يخرجه السوري الفلسطيني باسل الخطيب.. صحيح أن بعضهم خلط السياسة بالفن فانتقد بشدة الاستعانة بماكييرات من ايران لمسلسل ناصر، غير أن هذا الخلط لم يلق آذانا صاغية مثلما تصور الخالطون في اول الامر، وذهبت حملتهم أدراج الرياح أمام براعة الماكياج الايراني الذي لا صلة له على الاطلاق بأحمدي نجاد ولا بشريط السادات التسجيلي "اعدام فرعون" الذي زاد العلاقات المصرية الايرانية سوءا في الشهور الأخيرة!

منطق الصراع والاستقطاب الاقليمي الذي زج البعض بالدراما فيه خلال السنوات الست الماضية لم يعد مؤثرا، انتصرت المصالح في الدراما مثلما تتغلب دائما في السياسة فيصبح الخصم حليفا وتنقلب الصراعات الى مصالحات تنتج مسلسلات بلسان عربي وبنكهات متعددة!

الدراما المصرية المتمددة على أكثر من عشرين فضائية مصرية وعربية رسمية وخاصة هذا العام تجلو لنا ظاهرة جديدة ربما تنحت اصطلاحا جديدا "الدراما متعددة الجنسيات".. ممثلون من سوريا ولبنان والاردن والخليج في مسلسلات مصرية الانتاج وأخرى متعددة الجهات في الانتاج حتى ان احدا لم يعد يستطيع أن يقطع بهوية المسلسل بشكل تام ان كان مصريا أم سوريا أم خليجيا أم كل هذه الهويات العربية في بوتقة درامية واحدة؟. ثم هل يكون القطع بهوية المسلسل على أساس جهة انتاجه أم على أساس ممثليه أم الكاتب والمخرج والفنيين فيه؟ وهل ـ وهو السؤال الذي نظنه بات أكثر أهمية من السؤالين السابقين: هل لم يعد من الممكن لدولة عربية واحدة أن تزعم أن لها قصب السباق في انتاج الدراما اليوم..لم يعد ممكنا أيضا لأية دولة عربية أن تنغلق على نفسها في الدراما؟ أسئلة يبدو أنها تخلط السياسي بالفني ـ الثقافي لكنها أمور تثبت لنا صباح مساء أنها ولدت مختلطة من الأصل!

آباء شرعيون

البحث عن اب شرعي واحد لأي مسلسل يبدو كأنه مهمة صعبة في نهار رمضان ولعله من المفطرات. فتعدد جنسيات المساهمين في انتاج المسلسلات وتمثيلها واخراجها وكتابتها يجعلنا حائرين حقا وربما يدفع الى غضب مفطر.. أو الى حيرة في ليل السحور!

مخرج مسلسل "ناصر" سوري والماكييرات ايرانيون وعناصر الديكور والاضاءة وغيرها سورية ومصرية ومعظم الممثلين من مصر والمنتج ـ محمد فوزي ـ مصري.. فما جنسية مسلسل ناصر؟

ومسلسل أسمهان ـ الذي يحقق نسبة مشاهدة متزايدة بين المصريين ـ تدخل في انتاجه شركة سورية واخرى مصرية فضلا عن شركة تابعة لشبكة راديو وتلفزيون العرب art والمخرج شوقي الماجري تونسي.. والبطلة سلاف فواخرجي سورية والأبطال معظمهم سوريون والأقلية مصرية ومنهم الممثل المصري الشاب احمد شاكر عبداللطيف الذي يجسد دور الموسيقار الكبير الراحل فريد الأطرش شقيق أسمهان.. والكتاب من سوريا وكاتب الحوار من مصر وأم أسمهان ـ الأميرة علياء المنذر ـ تجسدها الممثلة اللبنانية المعروفة ورد الخال.. فما جنسية مسلسل أسمهان؟

واذا كان مسلسلا ناصر وأسمهان يمثلان ظاهرة المسلسلات متعددة الجنسيات خير تمثيل، وتتمدد فيهما الظاهرة تمددا كاملا فإن الظاهرة ذاتها موجودة من دون مبالغة في كل مسلسلات رمضان المصرية هذا العام، ولكن بنسب متفاوتة..

فالفنانة الكبيرة يسرا للعام الثاني على التوالي تستعين لمسلسلها الجديد "في أيد أمينة" بالمخرج السوري محمد عزيزية وقالت انها ستلازم عزيزية في مسلسلاتها دائما اذا قررت أن تلعب دورا لا يتوافق مع افكاره أو رأى هو أنه لا يريد اخراجه!

والنجم الرمضاني الكبير يحيى الفخراني يستعين لأول مرة بمخرجة سورية لمسلسله الجديد "شرف فتح الباب" وهي المخرجة رشا شربتجي التي سبق لها ان اخرجت في رمضان الماضي أول مسلسل لها في مصر وهو "أولاد الليل" والذي أدى بطولته مواطنها السوري جمال سليمان!

ومسلسل "الدالي" الذي يمتد بجزئه الثاني هذا العام بطولة الفنان الكبير نور الشريف اخراج اللبناني يوسف شرف الدين.. أما مسلسل فيفي عبده الجديد "قمر" فإنه عندما شهد خلافات حادة بينها وبين المخرج المصري هاني اسماعيل أتت اليه بالمخرج اللبناني تيسير عبود!

أما مسلسل "نسيم الروح" الذي يجسد بطولته مصطفى شعبان وكتبه المصري يسري الجندي ـ وهو نفسه مؤلف "ناصر" ـ وأخرجه المصري سمير سيف فإنه يشهد تعدد جنسيات واضحاً في التمثيل. فبطله الى جوار شعبان هو النجم السوري أيمن زيدان وبطلته هي الفلسطينية الأردنية المقيمة بسوريا الفنانة صبا مبارك في أول إطلالة لها بمصر!

وتم تصوير كل المشاهد الخارجية لمسلسل "ظل المحارب" لعلا غانم وهشام سليم والذي كتبه المصري بشير الديك وأخرجه المصري نادر جلال في سوريا فضلا عن أن البطل الثاني له هو السوري المشهورباسم ياخور صاحب الدور الذي لا ينسى.. خالد بن الوليد!

وحتى في غناء مقدمات ونهايات المسلسلات "التيترات" ظهر تعدد الجنسيات.. فمسلسل سميرة أحمد الجديد "جدار القلب" غنى مقدمته ونهايته المطرب الكويتي نبيل شعيل وتغني المطربة اليمنية أروى بعض الأغنيات في متنه!

وثمة عرب مقيمون ومقيمات في مصر اضطلعوا ببطولة مسلسلات رمضانية مصرية هذا العام لأول مرة كونهم متخصصين بالاساس في السينما، مثل نور اللبنانية بطلة مسلسل "دموع القمر" وهند صبري التونسية بطلة مسلسل "بعد الفراق" فضلا عن اللبنانيتين نيكول سابا ورزان مغربي بطلتي مسلسل "عدى النهار" الى جانب النجم صلاح السعدني!

وكذلك ثمة مسلسل تم تصوير كل مشاهده الخارجية بالكويت وأسهم فيه ممثلون كويتيون وهو انتاج مشترك بين مصر والكويت وهو "قصة الأمس" لإلهام شاهين ومصطفى فهمي واللبنانية ميرنا وليد المقيمة بمصر منذ 17 عاما! فضلا عن ثلاثة مسلسلات من الانتاج المشترك بين مصر ودبي.. كل هذه المسلسلات هل يمكن تحديد جنسيتها بصورة قاطعة؟ انها مسلسلات متعددة الجنسيات..العربية!

نجاح أم فشل؟

وتعدد الجنسيات في هذه المسلسلات ليس دليلا على النجاح أو الفشل في ذاته وليس معيارا للجودة بالضرورة.. صحيح أن هذا التعدد يجد من يتحمس له سواء في القاهرة أو في ما عداها من العواصم العربية لكنه يحتاج الى وقفة للتبين ان كانت الصيحة الجديدة نجحت أم أنها لا تزال في طورها الأول؟

التجربة تشهد لمسلسل أسمهان بالنجاح الكبير لدى المشاهد المصري، الذي أصابته الحيرة من أول يوم في الشهر الكريم بشأن تحديد هوية هذا المسلسل لكنه سرعان ما نسي هذه الاشكالية مع تصاعد الأحداث وسخونتها وبراعة "سلاف فواخرجي" بطلة المسلسل في تجسيد شخصية أسمهان الأسطورية!

وفيما عدا ملاحظتين يكاد يكون مسلسل ناصر على وشك تحقيق نجاح ضخم، والأمران هما المقارنة المستمرة بين أداء الممثل الشاب مجدي كامل لدور جمال عبد الناصر وأداء الراحل الكبير أحمد زكي للدور نفسه في شريط ناصر 56 السينمائي قبل 12 عاما وهي مقارنة ظالمة ولا شك لكامل، كما ان المقارنة بين شريط سينمائي ومسلسل ربما تخلط المعايير، عموما فان تعاطفا واضحا مع كامل يبديه المشاهدون مع تقدم الحلقات.. اما الملاحظة الثانية فهي اعتراض تيارات ما على فحوى المسلسل وهي اعتراضات أبداها ـ مثلا ـ الأخوان على المسلسل الذي أدانهم على لسان ناصر مرات عدة.. وأغرق قياديون أخوان مثل سيف الاسلام حسن البنا وعصام العريان مواقع الاخوان على الانترنت ومواقع أخرى مثل موقع "العربية" بانتقاداتهم للمسلسل وذكروا ان الرأي الاخر لا وجود له في هذه الحلقات وان المسلسل أغفل انضمام ناصر نفسه للاخوان في فترة ما غير أن أحدا من المشاهدين العاديين لم يلتفت لاعتراضاتهم بخاصة أن كبار المؤرخين مثل الراحل يونان لبيب رزق وجمال شقرة راجعوا المسلسل وان هدى عبدالناصر ابنة الزعيم قامت بمراجعته وامداد مؤلفه بالوثائق والأوراق!

وتفاوتت حظوظ المسلسلات الأخرى متعددة الجنسيات من النجاح.. فـ"ظل المحارب" مثلا بدا مسلسلا للمثقفين وبخاصة أن أحداثه تدور في دولة افتراضية سماها المؤلف بشير الديك "كربستان" فيها ملامح من كل العالم العربي والحديث الرئيسي للمسلسل عن الديكتاتورية والفساد السياسي وهو موضوع جديد ولا شك على الدراما المصرية!

كذلك مسلسلات الكبار ـ متعددة الجنسيات، ونعني بها نور الشريف ويحيى الفخراني ويسرا ـ لم تحقق ذات النجاح الذي حققته مسلسلاتهم في رمضان الماضي، برغم توافر العناصر متعددة الجنسيات! ولكن مسلسلات النجوم الشباب متعددة الجنسيات نجحت في جذب الجمهور مثل "نسيم الروح" الذي جعل الجمهور يتعاطف كثيرا مع شخصية الباشا "أداها النجم السوري أيمن زيدان" أو بنت البلد المكافحة الشجاعة "عساكر" التي أدتها بمصرية شديدة الأردنية صبا مبارك! ونحجت كذلك اللبنانيتان نيكول سابا ورزان مغربي في جذب تعاطف الجمهور معهما في المسلسل متعدد الجنسيات العربية "عدى النهار" وبدت نيكول مصرية تماما وتفوقت في مصريتها على مواطنتها رزان!

سوق وآليات

إذن، لا يمكن الحكم الى اليوم على تجربة الدراما متعددة الجنسيات.. ويبدو أن تعدد الجنسيات فعلا لا يقود بالضرورة الى النجاح الأسطوري لفاروق العام الماضي أو للنجاح المماثل المرشح له مسلسل "أسمهان" العام الماضي!

التجربة لاتزال قيد الاختبار، لكن من الواضح الى الآن أنها أضافت الى الدراما الرمضانية نكهة مغايرة هذا العام جعلت جمهور الشاشات الفضائية والأرضية يشعر بثمة انتعاشة في نفس المسلسلات التي كان يتابعها كل عام في الشهر الكريم!

من هنا يطرأ سؤال ملح: مادام تعدد الجنسيات ليس شرطا للنجاح..فما الضرورة التي دعت إليه إذن؟ هل هي الرغبة المحضة في التجديد؟

بالطبع ليست هذه الرغبة هي السبب الوحيد للدراما متعددة الجنسيات في رمضان هذا العام..من دون مبالغة يمكن القول بأن (آليات السوق) هي الداعي لهذه الظاهرة..

ان المسلسلات الرمضانية باتت سوقا كبيرة بل صناعة كبيرة. واذا كانت مصر تتحدث عن "صناعة السينما" وتعمل بها كمنطق في تسيير الدفة السينمائية بالفعل منذ عشرات السنين، فان الدراما التليفزيونية باتت هي الأخرى سوقا كبيرة جدا لتدوير الأموال (تكلفت المسلسلات المصرية المعروضة في رمضان وحده اكثر من 350 مليون من الجنيهات أو مايعادل حوالي 67 مليون دولار أميركي ما يعني أن مجمل الانتاج السنوي في مصر وحدها يبلغ تقريبا مثل هذا الرقم اي حوالي 140 مليون دولار! وهذا الرقم أكبر مما تمثله صناعة السينما في مصر..

ومادام الانتاج كبيرا الى هذه الدرجة فإن الصراع يبدو خطأ كبيرا مع الخصوم ويبدو الاندماج هو الحل الأمثل للحيتان إذا تساوت في القوة.. هذه هي الضرورة التي تفرض نفسها على أي صناعة في العالم، وهي قاعدة معروفة..وصناعة الدراما السورية لا تضخ كل هذه الأموال التي تضخها صناعة الدراما المصرية، لكن لديها عوامل قوة فنية أهلتها للصراع، وهو ما اعترف به الفنانون المصريون في حينه ولم يكن ثمة مجال للمزيد من التنافس خصوصا مع دخول رؤوس أموال ثقيلة من الكويت ومن دبي، وفرض المسلسلات الخليجية لذاتها كطرف في الصراع، وكان الحل أن يعمل الجميع معا بقدر الامكان..فالمشاهد المصري اليوم يتابع المسلسل السوري الكبير "باب الحارة" بنفس حماسه الذي كان يتابع به "ليالي الحلمية" في الثمانينيات (الملحمة المتعددة الأجزاء التي كتيها أسامة أنور عكاشة وأخرجها اسماعيل عبد الحافظ واضطلع بها يحيى الفخراني وصلاح السعدني وصفية العمري، ويتابع حلقات "طاش ماطاش" الكوميدية الخليجية في الاعوام الماضية وكأنها مصرية برغم صعوبة اللهجة، والجمهور السوري والخليجي وكل الجمهور العربي يتابع الدراما المصرية كلها بحماسه المعهود..إذن لم يعد واحد فقط يستطيع أن يملي شروطه الكاملة..صار لابد من تعاون وأفضى التعاون الى الحالة متعددة الجنسيات الراهنة والتي ستمكن شركات الانتاج في مصر وسوريا والخليج ولبنان والمغرب العربي من أن يكسبوا جميعا بدلا من أن يخسروا جميعا!

العاصمة الدرامية

وإذا كان المثقفون في مصر والعالم العربي باختلاف دوله.. يلوكون من سنوات اصطلاح "تعدد المنابر والعواصم الثقافية"، فإن على الفنانين والمثقفين أن يتداولوا من اليوم اصطلاح تعدد العواصم الدرامية والفنية!

ففي البدء كانت القاهرة.. كانت عاصمة مفردة في العالم العربي للتأليف والترجمة وكانت بيروت عاصمة النشر المتفردة وكانت بغداد عاصمة القراءة الأولى.. واليوم لم يعد ثمة مجال لمثل هذا الحديث ولم يعد أحد ينتظر ظهور نجيب محفوظ آخر، والذي سيبتلع الكتاب العرب الاخرين.. ثمة أصوات ادبية ونقدية وأقلام بارزة ودور نشر ومؤسسات ثقافية كبرى في معظم العواصم العربية وزالت حساسية (العاصمة الثقافية) فالعصر كله تغيرت أبجديته ومفاهيمه الأساسية!

المنطق ذاته ينطبق اليوم على الدراما التي بدأتها وأسستها مصر مع تأسيس التليفزيون (1960).. ومن اليوم الأول للإرسال المصري عرف الانسان العربي الدراما المصرية التي لم يكن ثمة دراما غيرها.. وعلى نهجها سار الجميع..لكن مياها كثيرة جدا جرت في النهر.. من النيل الى الفرات الى دجلة، ونمت في الانهار العربية أسماك كثيرة وتغيرت قوانين الزمن وجاءت اليات السوق التي جعلت الجميع يتقن اللعبة..ومع السنين كانت الكوادرالعربية تربت ونمت وأتقنت صناعة الدراما كالمصريين، وهكذا تعددت منابر الدراما وعواصمها العربية وان كان أحد لا يمكنه انكار السبق للدراما المصرية!

الإعلام المصري الرسمي الذي يدير حقيبته اليوم الوزير أنس الفقي اعترف بهذا التغير.. فأتى بالمسلسلات السورية الشهيرة وعرضها على شاشة التليفزيون المصري في الشهور الماضية فالتف المصريون حول "صلاح الدين الايوبي" لجمال سليمان و"ملوك الطوائف" له ايضا ومعه تيم الحسن وسوزان نجم الدين و"نزار قباني" لتيم الحسن ايضا وسلوم حداد.. وكأن وزارة الاعلام كانت تقصد ان تقول انها لا تخاف العفريت المسمى بالدراما السورية بل تستورده عامدة متعمدة وكذلك لترصد رد فعل الناس ومدى التفافهم حولها..والاهم لتعترف باننا صرنا في عصر الدراما متعددة الجنسيات متعددة العواصم!

انه منطق لا غبار عليه وكل الأسئلة التي يمكن أن تتمخض عنه ربما يمكن اجمال الاجابة عنها في عبارة واحدة تحمل استفهاما تقريريا: أليس العالم كله في عصر اللاقطبية وعصر الشركات متعددة الجنسيات؟!

المستقبل اللبنانية في 21 سبتمبر 2008

 
 

ما أُعدّ للتسلية يمكنه التطرّق للمشكلات الجادة

معهد غوته الألماني ينتج مسلسلاً رمضانياً

نجم والي

في العام الماضي قرر معهد غوته الألماني تغيير برنامج عمله التقليدي في العالم، فبدل أن يركز فقط على مهمة نشر الثقافة الألمانية ولغة غوته في أرجاء المعمورة، قرر هذه المرة تطوير برامج ثقافية مشتركة في تلك البلدان التي ينشط فيها المعهد بشكل متميز، كما هي الحال في بعض البلدان العربية. لكن أن يصل الأمر بالمعهد إلى أن يقوم بإنتاج مسلسل تلفزيوني للفضائية الفلسطينية في رام الله، فذلك هو مفاجأة المفاجآت التي قدمها المعهد هذا العام، ومتى؟ في شهر رمضان، كأنه أراد أن يقدم قبل حلول عيد الفطر هدية للفلسطينيين. عن هذا الموضوع، وكيفية نشأة المسلسل كتب الصحفي الألماني تورستن شميتز ما ننقله هنا بتصرف.

على الشوارع الرئيسية في وحول مدينة رام الله ينظم رجال الشرطة المواصلات. وجوههم تعبر عن الفخر لكونهم، على الأقل، يملكون زياً موحداً رسمياً وسلطة، رغم أن المجال الذي يؤثرون فيه محدود. وسبب ذلك يعود إلى إجراء استورده الناس في رام الله من أوروبا منذ وقت طويل، الإجراء الذي يُسمى: "موجات التوقف". فعلى كل شوارع رام الله تقريباً بنى ملاكو البيوت مرتفعات واطئة من الأسفلت غير مرئية، تجبر أصحاب السيارات على التوقف. لكن أغلب سائقي السيارات لا يريدون إخضاع أنفسهم لسلطة هذه المرتفعات لكي تتحكم بمعدل سرعة سياراتهم. لذلك من يركب سيارة في رام الله سيتعرض للاهتزاز طوال الرحلة.

المطبات تلك التي تمتلئ بها شوارع رام الله، والتي بناها الأهالي أمام بيوتهم، لكي يجبروا أصحاب السيارات على تخفيف سرعة سياراتهم، هي العنوان الذي منحه العاملون على المسلسل التلفزيوني الفلسطيني الجديد. المسلسل الذي بدأ مع بداية شهر رمضان، يتوزّع على عشر حلقات، كل حلقة نصف ساعة. رمضان هو في الحقيقة شهر بلا حوادث كبيرة: في النهار يمر النهار ببطء، لأن الصائمين يبدأون أولاً بالأكل والشرب والتدخين بعد غروب الشمس، وحدها شاشات التلفزيون يمكن رؤيتها تلمع نهاراً في شهر رمضان في أغلبية البيوت الفلسطينية. المسلسل الفلسطيني هذا يمكن مشاهدته في البلدان العربية المجاورة وعلى برنامج الستاليت للفضائية الفلسطينية في ألمانيا وفي كل مكان في العالم.

عن طريق كلمة "مطب" يُراد التعبير عن مشاعر بطلة المسلسل التي تصعد وتهبط في مجرى يومها الصعب بالعيش على تلك الأراضي التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية، والتي ستنشأ عليها في يوم ما دولة فلسطينية خاصة. لكن من وراء الكلمة هذه يُراد أيضاً التلميح، بأن المسلسل يُقدم طعاماً غريباً عن الأطعمة التقليدية أو بكلمة أخرى: مواضيع صعبة الهضم. صحيح أن المسلسل من إنتاج وتمويل وزارة الخارجية الألمانية بالتعاون مع قناة "أرته" الفرنسية، إلا أن صاحب فكرة المشروع هو فريد مقاري، مدير معهد غوته في رام الله حتى نهاية العام، قبل أن ينتقل بعدها إلى بيروت. "مطب" هي بمعنى ما هدية يودع بها مضيفيه بعد ست سنوات من العمل في الضفة الغربية. إنها هدية غير عادية، لأنه كما يقول، "يريد عن طريق المسلسل لمس المحرمات في المجتمع الفلسطيني". المسلسل يخفي في طياته مادة متفجرة للمجتمع الفلسطيني، الذي لا يختلف كثيراً عن مجتمعات عربية أخرى فيما يتعلق بتمسكه بالمحرمات.

الممثلة الرئيسية في المسلسل تعمل في منظمة غير حكومية (أن جي أو)، منظمات يوجد منها الآلاف في الأراضي الفلسطينية وفي إسرائيل. المنظمات غير الحكومية هذه هي جزء من تجارة مزدهرة أنتجتها معامل الانتفاضة، والتي يعمل في صفوفها آلاف من الناس في المنطقة: أي نهاية للصراع في الشرق الأوسط يعني أيضاً نهاية للمنظمات هذه! المطبات المتخيلة للمنظمات غير الحكومية والتي مقرها مدينة رام الله، تهتم بإعادة افتتاح المطار، ببناء سينما وبمشروع للتصرف بالقمامة.

الممثلة الرئيسية الثانية، سميرة الفلسطينية التي تبلغ 23 عاماً من العمر، مختصة بالعمل في مشروع بيئي يهتم بالأطفال واللاجئين في المخيمات المحيطة بمدينة جنين.

في الحلقة الأولى رأينا إمرأة شابة غير متزوجة، يلاحقها صديقها عبدالله، وهي ستستسلم له في النهاية. لم تستطع مقاومة حبه. بعد ذلك في الحلقة الثانية نراها تحمل منه، إثم قاتل في النهاية، بالفعل وبمعنى الكلمة: أخوها يريد إعادة شرف العائلة ويهدد أخته بالقتل. مدير معهد غوته في رام الله يقول، جرائم الشرف منتشرة جداً في المجتمع الفلسطيني، لكنها "لا تُعالج كموضوع، وأقله في التلفزيون". ولكي تكون أحداث المسلسل أكثر صدقاً أجرى العديد من الحوارات مع مديرة مشرفة على بيت للنساء في بيت لحم. الحوارات تلك فتحت عينه أكثر، وجعلته يصبح على دراية، إلى أي مدى انتشر العنف ضد النساء في المجتمع الفلسطيني، والذي للأسف "يُخفى دائماً تحت البساط".

عن طريق تحرياته تلك اكتشف مقاري العديد من الأمور الموازية المشابهة لما كان يحدث في ألمانيا الشرقية. "كما هو الأمر في ألمانيا الشرقية، يعي المرء في المجتمع الفلسطيني المشاكل الموجودة، لكنه لا يهتم بحقوق المرأة، أمر يُبرر بسبب الاحتلال. هذا يعني غالباً: طالما هناك احتلال، ليس عندنا وقت بالإهتمام بحقوق المرأة وقضايا البيئة"، في ألمانيا الشرقية كان الأمر شبيهاً، "نحن في معركة ضد الإمبريالية، حقوق المرأة في المقام الثاني".

عن طريق المسلسل الذي صور بكاميرا واحدة، اراد مقاري أن يهز الناس. يتناول المسلسل أيضاً موضوعة العنف ضد كل المؤسسات، لأن هناك رأياً سائداً يقول إن كل ما يأتي من الغرب هو باطل: المسلسل يبدأ بإعتداء إشعال نار. ثلاثة فلسطينيين منقبين، يشعلون النار في المكان الذي بُنيت عليه سينما كان سيتم افتتاحها من قبل المنظمة الغير حكومية في جنين. فى النهاية يظل من غير المعروف، إذا كان سيتم افتتاح السينما أم لا؟ فضلاً عن ذلك، بذل العاملون كل الجهد ليظل الصراع الحالي بين حماس وفتح خارج التناول، نفس الأمر فعلوه مع قضية الجنسية المثلية أو مع تصوير مشاهد فيها قبلات أو جنس: "في هذه الحالة سنكون ذهبنا إلى مدى بعيد"، يقول مقاري، لهذا السبب جعلوا "البلبلة التي نشأت مع الصراع الأخوي خارج الموضوع"، لأن الصراع، كما يقول مقاري، من الصعب رؤيته بوضوح. لذلك نرى في أحد المشاهد التي تصور في أحد المكاتب صورة القائد الفلسطيني "ياسر عرفات"، لكن لا صورة للرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس، الذي عليه أن يسمع التهمة المنتشرة ضده في أوساط المجتمع الفلسطيني، بأنه دمية بيد إسرائيل. الحب المثلي لا يأتي ذكره في المسلسل مطلقاً، ولو تعلق الأمر برغبة مخرجه، لكان أدخل ذلك كموضوع أيضاً. لكن، يقول هو، في هذه الحالة سيرفض التلفزيون الفلسطيني الذي هو تحت سلطة عباس، عرض المسلسل. سيناريو المسلسل كتبه مقاري مع الفنان الفلسطيني جورج خليفي، الذي هو مخرج المسلسل أيضاً. أما إختيار الممثلين وتدريبهم فقد تم تحت إدارة الألمانيتين القادمتين من ميونيخ، الخبيرتين بالمسلسلات التلفزيونية "غيرزينه هيرش" وكريستينه كوخ"، واللواتي يعملن ككاتبات دراما ايضاً في بعض المسلسلات الألمانية.

وبينما تزدحم المسلسلات العربية بالكيتش، فإن ما يثير العجب هو أن مسلسل "مطب" يعج بالمواضيع الجادة. في أحد المشاهد تتشاجر زوجة مع زوجها الذي يعمل أيضاً في منظمة غير حكومية. إنها تشكو بصوت عال، بأنه يذهب إلى عمله ويترك لها وحدها عمل البيت وتصحيح الواجبات المدرسية البيتية لأبنائهما. هي أيضاً تريد الحصول على وظيفة! في النهاية يرضخ الزوح ويعدها بأنه في المستقبل يأتي إلى البيت كل مساء لكي يراجع مع الأولاد لإمتحان الكيمياء.

بشكل مركز يُناقش المرء في فريق عمل "مطب" رغبة مقاري بأن يمنح في المسلسل دوراً لإسرائيلية "خيرة". وفيما يتعلق به، يخطر على باله في هذا السياق نموذج "أميرة هاس"، الصحفية الإسرائيليلة وكاتبة التحقيقات مراسلة صحيفة "هارتس" في الأراضي الفلسطينية، المواطنة الإسرائيلية التي تصر على الإقامة في الضفة الغربية، رغم ما يمكن أن تتعرض له من مخاطر. لكن فريق العمل لا يريد في المسلسل محامية إسرائيلية كمنقذة من فوق "تحرر سجناء فلسطينيين من سجن إسرائيلي"، كما لو أن الفلسطينيين لا يستطيعون مساعدة أنفسهم بأنفسهم.

في النهاية اتفق الفريق على شخصية محامية إسرائيلية، أسمها "شلوميت"، لعبت دورها ممثلة فلسطينية، لكن الإسرائيلية هذه ما تزال شخصيتها غير مكتملة. في مجري الحلقات العشر عليها أن تتعلم، بأنها تخسر نفسها عن طريق اهتمامها بالفلسطينيين. في النهاية تنجح المحامية بالدخول بهدوء وبرقة إلى عالم الفلسطينيين، رغم كل الموانع والمطبات!

المستقبل اللبنانية في 21 سبتمبر 2008

 
 

القبائل تضغط على المسلسلات البدوية

الرقابة الاجتماعية.. تجليات رمضان 1429هـ

هدى فايق

تتقدم أخبار منع عرض الأعمال الدرامية قدوم رمضان من كل عام وربما تكون هناك بعض الأعمال التي ينفذها منتجوها وهم مستعدون لخوض معركة لعرضها على شاشة رمضان تأتي في مقدمتها الأعمال الدرامية التي تضم شخصيات دينية لا زال الجدل محتدما حول إمكانية تجسيدها على الشاشة أم لا..

ضمت القائمة هذا العام مسلسل "قمر بني هاشم" ومسلسل "بدر الكبرى" واللذين وجدا طريقهما للعرض في فضاء القنوات الخاصة الرحب..

للرقابة.. ثمن

غير أن ما يثير الكثير من علامات الاستفهام هو منع مسلسل أسمهان بقرار من وزير الإعلام السوري بعدما تقدم ورثتها بشكوى رسمية لإساءة أحداث المسلسل لشخصيتها وأفراد عائلتها.. متناسين بأن من حق التناول الدرامي للشخصيات العامة إضفاء بعض الخيال كي لا تظهر الشخصية بلا أخطاء.

غير أن ذلك لم يشفع لمسلسل ناصر الذي واجه نفس المصير مع التلفزيون المصري الذي رفض عرضه دون إبداء أسباب!.

على الرغم من أن المسلسل -حتى الآن- لم يقدم ما يسيء للصورة التي كرسها الإعلام الرسمي للزعيم جمال عبد الناصر لكن ربما هي الخوف الغريزي لدى السلطات الذي دعمه النجاح الكبير للمسلسل التاريخي "الملك فاروق" في العام الماضي والذي فتح العديد من الملفات وأعاد قراءة التاريخ بما يناقض الرواية الرسمية له.. فضلا عن عمق تغلغل صورة الزعيم الشعبي في وجدان الشعب العربي بأكمله مما سيزيد من تأثير الصورة التي ربما تدفع على المقارنة بصورة الزعيم الحالي أيا كان اسمه..

لكن الإعلام لم يعد رسميا في مجمله ولم تعد للقنوات الرسمية التي تفترش الأرض مساحة كافية للمشاهدة بعد أن أمطرتها القنوات الفضائية المختلفة الرؤى والمشارب بوابل من الفراغ الفضائي الذي يمكنها من استيعاب كل ما تلفظه القنوات الأرضية.

على العكس فالقنوات الفضائية تتهافت لشراء الأعمال التي يثار جدل حول عرضها على القنوات الرسمية في محاولة لجذب المشاهد الذي يرغب في الممنوع بطبعه.

وعلى هذا فقد تم عرض مسلسل ناصر وكذلك مسلسل أسمهان وغيرهما من المسلسلات التي لاقت إقبالا واضحا من القنوات.. ولم تكسب القنوات الأرضية غير عار الخوف من كل ما يمس الثوابت السياسية.

لكن كل ذلك يبدو طبيعيا أو مكررا إذ تشهده ساحة الصحافة كل عام، غير أن هذا العام ظهر نوع آخر من الرقابة التي نالت من قامة القنوات الفضائية ذات الملكية الخاصة وأجبرتها على الخضوع لها وخصوصا خلال شهر رمضان؛ إذ تمكن شيعة الكويت رمضان الماضي من وقف مسلسل "للخطايا ثمن" بعد تدخل رئيس وزراء الدولة ووزير الإعلام لدى قناة m b c التي كانت تنوي بثه.. تراجعها ربما فتح الباب لاعتراضات واجهتها هذا العام مع اختياراها للمسلسل البدوي "فنجان الدم" الذي لاقى اعتراضا كبيرا من القبائل السعودية على أحداث المسلسل التي تدور حول قبيلة نجدية تقاتل من أجل أن تستوطن السهول بعد نذر نذره شيخها بأن تنزل القبيلة السهل إذا ما بلغ عدد رجالها الألف... وتتمكن في النهاية من الانتصار ونيل زعامة البادية.

الرقابة الاجتماعية

جاء قرار تأجيل المسلسل إلى ما بعد رمضان بتوصية من الديوان الملكي السعودي بعد تقديم قبائل كبيرة في السعودية شكاوى تطالب بوقف عرضه لأنه يمس سمعة قبائلهم.. تأجيل العرض هو القرار الذي توصلت إليه القناة خصوصا مع عدم طرح فكرة إلغاء عرضه كما حدث مع سابقه نظرا للتكاليف التي تكلفتها القناة لإنتاجه في مواجهة الإنتاج فائق المستوى الذي قدمته قناة دبي مع المسلسل البدوي "صراع على الرمال".

لم تقف رقابة القبائل البدوية عند حد تأجيل عرض مسلسل؛ إذ تمكنت مجموعة من القبائل التي يحاكي مسلسل "سعدون العواجي" البدوي جزءا من تاريخها من وقف عرضه على قناة أبو ظبي الإمارتية بعد حلقته الثامنة بدعوى إثارته للنعرات القلبية التي عفا عليها الزمن.

جاء قرار الوقف للمسلسل الذي أنتجته شريكة الريف للإنتاج الفني وقام ببطولته الممثل السوري رشيد العساف أيضا بناء على قرار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بعد أن تلقى العديد من البرقيات والرسائل التي تدعوه للتدخل لوقف عرضه وهو ما يعد السابقة الأولى التي تتمكن فيها جماعة ضغط من وقف عرض مسلسل مر من الرقابة الأولية وبث جزء منه حصريا!!

الرقابة الاجتماعية على الأعمال الفنية والتي باتت تتشكل ملامحها عاما وراء عام من خلال جماعات الضغط التي تسعى عن طريق السلطة السياسة إلى فرض رؤيتها ووقف بث ما تراه من وجهة نظرها يسيء إليها, هي بمثابة حاجز ظهر دون سابق إنذار في وجه أسطورة الإعلام الحر التي دشنتها الفضائيات المستقلة.

فالفضائيات المختلفة التي تمثل المتنفس لكل الأعمال المطرودة من جنة الإعلام الرسمي وشبه الرسمي أصبحت محكومة بالإضافة لتابوهات الرقابة المعروفة بالقوى الاجتماعية المختلفة التي لا ترغب في تمثيلها دراميا..

حالة الرقابة الاجتماعية على ما يقدمه الإعلام وخصوصا الأعمال الدرامية والتي ظهرت في شهر رمضان الحالي تكشف عن جانب مثير للاهتمام يتمثل في تغير جذري في قناعة المتلقي الذي ظل منذ نشأة النظريات العلمية القائلة بمدى تأثير المواد الإعلامية على قناعات المتلقي واتجاهاته وربما سلوكياته مؤمنا إيمانا راسخا بأن شيئا مما يتلقاه عبر الوسائل المختلفة لن يغير بداخله شيء.

غير أن الخوف الذي انتاب القبائل العربية والذي دفعها للاستنجاد بأعلى سلطة في الدولة ينم عن خوف متنامٍ من فاعلية الأعمال الدرامية ومدى تغلغلها في نفس المتلقي لتشكل وعيه وإدراكه ومن ثم اتجاهاته وتقوده طبقا لدعوى هذه القبائل إلى ربما مواجهة قد تنم عن حرب كالتي يرى أحداثها على الشاشة.

الصورة.. أقوى

ربما تأتي هذه القناعة كنوع من رد الفعل البسيط تجاه موجة التأثير عالية المستوى التي اجتاحت العالم العربي خلال الأشهر القليلة الماضية جراء عرض المسلسلات التركية المدبلجة التي نالت من الجميع وعمرت بيوت وخربت أخرى...

فقد اعتقد الجمهور أن حالة الهوس الجماعي التي أصابت الجمهور العربي بشخصيات المسلسلات التركية هي نوع واضح من التأثير المتعمد لوسائل الإعلام على الجمهور؛ ولذلك سارعت كل جماعة تحاول الحفاظ على مصالحها إلى محاولة قطع الطريق على الصورة كي لا تصل للمشاهد الذي يستقبلها ويتفاعل معها كما يهيأ لهم.

لو كان الأمر بتلك البساطة لتمكنت مئات الأعمال الدرامية التي تحث على الفضيلة من إنتاج مجتمع عربي -مشهود له بكثافة المتابعة للأعمال الدرامية– خالٍ من العيوب..

لا ننكر تأثير وسائل الإعلام لكنه ليس تأثيرا مباشرا ولا أحاديا؛ بل يتضافر مع العديد من العوامل المجتمعية والنفسية التي تدفع به إلى أن يغير من اتجاه أو معتقد أو سلوك فرد.

صحفية مصرية

إسلام أنلاين في 21 سبتمبر 2008

 
 

فرغ أخيراً من تصوير مسلسل «يا ناس يا هوه» في الرياض

غانم الصالح: الاختيار المعادلة الفنية الأصعب

عبد الستار ناجي

الفنان القدير غانم الصالح نموذج حقيقي للفنان الملتزم، رصيد ضخم من التجارب، وحضور سخي بالتفرد، واقتدار فني صعب المنال، ورغم كل هذا وذاك، يظل نموذجا للبساطة المتناهية والعفوية الخالية من التكلف، والوجود المستمر في جملة المناسبات الفنية، لانه يؤمن بأن الوسط الفني جسد واحد يكمل بعضه بعضا، كلما التقيته لابد من كم من المواعيد والارتباطات والجديد حالة دائمة، وهذا الامر لا يأتي من الصدفة، فنحن امام نجم من جيل الرواد، لايزال يتربع على عرش النجومية لاكثر من اربعة عقود حافلة بالاعمال والانجازات وكم كبير من الجوائز التي تؤكد على معادلة الاقتدار. حول معادلة الاقتدار عبر هذا المشوار يقول الفنان الكبير غانم الصالح: استطيع القول، ان الاختيار هو المعادلة الفنية الاصعب. لقد حرصت منذ بداية مشواري الفني، على ان اقرن مشواري بالاختيار الدقيق، وهذا يعود الى المناخ الفني الذي احاطنا به عميد المسرح العربي زكي طيمات وايضا مجموعة العمل التي انخرطت في تحمل المسيرة الفنية في بدايتها، واستطيع القول ايضا ان القراءة الدائمة والتماس مع الابداع الانساني يعطي الفنان الرصيد للتعليق في فضاءات المتعة الفنية المتجددة.

·         عدت منذ ايام من الرياض، ماذا عن التجربة الجديدة؟

انتم الصحافيين لا يخفى عليكم شيء، اجل صدر منذ ايام قليلة مسلسل «يا ناس يا هوه» في الرياض، وهو يعرض حاليا من خلال القناة الاولى في التلفزيون السعودي، وما افرحني في هذه التجربة، ان الحلقات منفصلة، وهذه النوعية من الاعمال احبها، واجدها مقربة للمشاهد، الذي قد لا يستطيع ان يمتلك الوقت الكافي لمتابعة جميع الحلقات، كما ان هذه النوعية من الاعمال، بالامكان عرضها في جميع القنوات وفي اوقات متفاوته، دون الحاجة الى وضع خارطة لمدة ثلاثة اشهر او شهر.

·         ماذا عن دورك؟

فكرة ذهبية غريبة، حيث اجسد شخصية رجل ثري يقرر ان يتخلص من الاموال الحرام، التي قام بجمعها عبر عقود وسنوات طويلة، وهذا ما يخلق ردة فعل كبيرة بين افراد اسرته، ولكنه يصر على موقفه، ولا اريد ان احرق الاحداث المتبقية من هذا العمل الجميل.

·         ماذا عن فريقق العمل؟

أجل، هذا امر مهم ان اشير الى فريق العمل، خصوصاً، في ظل حضور الشباب والذين الجيل الجديد في الدراما الخليجية ومن بينهم اشير الى فايز المالكي وعلي ابراهيم ومحمد المنصور وجنات الرهبيني وفاطمة الحوسني وسولاف فواخرجي والفنان القدير دريد لحام... وهناك عدد من الحلقات صدرت بين مصر وسورية ومدن سعودية اخرى.

·         انتجت العديد من الاعمال الدرامية، كيف ترى العملية الانتاجية حاليا؟

قبل كل شيء الانتاج وجع راس، ولكنني ماضٍ في تجاربي الانتاجية، من خلال «المنتج المنفذ».

وهذا الجانب اسهم في تنشيط الساحة الفنية الدرامية، وينعكس على الدراما الخليجية بشكل عام، والتي تعيش حالة من النشاط وبايقاع متطور ومتجدد.

وفيما يخص الانتاج، فان امامي مجموعة من الاعمال والمشاريع الجديدة، التي دخلت التحضيرات النهائية من اجل الانطلاق بتصويرها في الفترة المقبلة.

·         هل من اشارات عن ابرز الاعمال التي تعرض لك هذه الايام خلال شهر رمضان المبارك؟

على مدى الاشهر الخمسة التي سبقت شهر رمضان المبارك، حققت مجموعة من الاعمال الدرامية الجديدة، من مبدأ التنويع.

وهي تتحرك في اتجاهات متعددة ومختلفة، ففي اطار الاعمال التراثية قدمت مسلسل «لاهوب» وهو عمل تراثي متميز من بطولة محمد المنصور واحمد جوهر والهام الفضالة وعلي السبع وملاك.

والمسلسل من تأليف إنتاج وتنفيذ احمد جوهر واخراج الفنان احمد البعلي، وفي المسلسل اجسد شخصية «ابو خليفة» الانسان صاحب المبادئ الذي يواجه الاستبداد ويستطرد:

وفي اطار الدراما التلفزيونية الاجتماعية انجزت مسلسل «عيال بو سالم» من تأليف عبدالكريم الميعان واخراج حسين ابل وفي المسلسل عبدالرحمن العقل ومحمد جابر ومنى شداد ومحمود بوشهري وسعاد علي وهو عمل تراثي اجتماعي. قبل ان انتقل الى اعمالك الجديدة، اشير الى انك في «لاهوب» و«بيت بو سالم» تجسد شخصية الانسان الطيب الذي يواجه الظلم؟

للوهلة الاولى تبدو الشخصيات متشابهة، ولكن المتابع وبدقة للعملين يلاحظ الفرق الشاسع، فكلاهما يحارب الشر بمنظور ومضامين مختلفة.

ولان كل تلك الشخصيات تأتي ضمن الشخصيات الطيبة واهل الخير، فان المشاهد للوهلة الاولى يعتقد ان هناك تشاباً، ولكن الحقيقة هي غير ذلك. ومن النادر ان اكرر شخصية، خلال مشواري الفني.

·         نواصل الحديث عن الجديد؟

صدرت حلقات عدة من المسلسل الساحر «مسك وعنبر» وهو اجتماعي ناقد، بمشاركة حشد بارز من نجوم الوسط الفني، يتقدمهم الفنان سعد الفرج وعبدالعزيز المسلم وكم اخر من الاسماء.. ومن اخراج شرويت مصطفى واحمد البيلي.

كما صدر مسلسل «البيت المائل» وعنوان المسلسل هو اشارة واضحة الى طبيعة الاحداث، فالمشاكل الكثيرة التي تواجه الاسرة، تدفع البيت لان يميل ولا اريد ان اكمل الاحادث، لاننا في كل يوم سنكون امام كم من المشاكل والمفاجآت..

والمسلسل من تأليف علي الصايغ واخراج يوسف حموده وانتاج الفنان عبدالرحمن العقل ويشارك في البطولة بالاضافة الى عبير الجندي ومها محمد وخالد البريكي...

·         وسط هذا الانشغال بالدراما التلفزيونية.. نتساءل.. اين المسرح؟

لانك ابن المسرح ومن عشاقة، تسأل عن المسرح، واعترف بأن التلفزيون سرقني من المسرح.. ولكن في المقابل اين الاعمال المسرحية التي يمكن ان اقدمها، المعادلة اليوم مرتبكة، والاهتمام يبدو منقوصاً بالمسرح واهله واعماله، وعلى الجهات الرسمية ان تتحرك من اجل انقاذ الحالة المسرحية بشكل عام.

ويتابع:

انا راض ومتابع لجميع المهرجانات والعروض المسرحية ومع الاحترام الشديد لنسبة كبيرة ممن يقدم، فانني لاجد نفسي في تلك الاعمال، التي تظل بعيداً عن الانجازات التي حققها المسرح في السبعينيات وحتى نهاية الثمانينيات.. المسرح اليوم يجتهد عبر عدد من الكوادر الشابة، التي احترم جهودها واقدر مثابرتها وعلينا ان نظل الى جوارها لانها جيل الاستمرارية والامل.

·         كيف ترى مخرجات المعهد العالي للفنون المسرحية؟

امل جديد.. ورهان.. ومستقبل.. وفيهم البركة.. وهم الابناء والاصدقاء.. ولكن يكمل الاخر.

·         في الختام.. كلمة؟

مبارك عليكم باقي رمضان.. وتقبل الله طاعتكم .. وصيامكم.

annahar@annaharkw.com

النهار الكويتية في 22 سبتمبر 2008

 
 

حوار

سلوم حداد:الدراما السورية ارتقت بذائقة الجمهور و«أنسنة» الفن

دمشق ـ نهى سلوم

مبدع من جيل العمالقة يمتلك حضوراً مختلفاً وموهبة متفردة، قدم خلال مسيرته الفنية العديد من الأدوار التي لا تزال مطبوعة في ذاكرة المشاهدين، فمن قسوة الزير سالم، إلى شاعرية نزار قباني، ثم جبروت العقيد ناظم، وصبر الريس جميل، مسيرة فنية حافلة جعلت منه واحداً من أعمدة الدراما التلفزيونية السورية، وجعلته يتربع على عرش نجومية الصف الأول، إنه النجم السوري سلوم حداد ... التقاه «الحواس الخمس» وكان الحوار التالي..

تتميز إطلالتك الرمضانية لهذا العام بالتباين بين الشخصيات التي تؤديها، فماذا عن جديدك الفني ولنبدأ مع مسلسل «الحوت»؟ يطرح مسلسل «الحوت» مجموعة من القضايا المتعلقة بالوطن وحب الوطن والشهادة عبر دراما اجتماعية شعبية تدور أحداثها على الساحل السوري في العشرينات من القرن الماضي وهذه مرحلة مفصلية في التاريخ الحديث يدخل العمل في عمق وروح هذه البيئة ضمن أدوات هامة كالخيال والمتعة ليروي مجموعة حكايا مستمدة من الموروث الشعبي لهذه البيئة الغنية، إنه صراع الخير والشر، و«جميل الصافي» ريس صيادين البحر هو رمز للإنسان المحب لوطنه والمتفاني في خدمة أهله، الذي كرس نفوذه لخدمة ومساعدة الناس .

تحظى أعمال البيئة بمتابعة وحضور قويين، فإلى أي درجة هذه الأعمال صادقة في الدخول إلى عمق تلك الحقبة الزمنية ؟ لا يزال العمل في أيام عرضه الأولى ومع ذلك حقق حضورا ومتابعة جيدة هذه النوعية من الأعمال هي الأقرب للمشاهد العربي لما تحمله من قيم ومفاهيم أصبحنا نفتقدها في حياتنا المعاصرة فالمسلسل يلامس الكثير من التفاصيل الإنسانية ويدخل في عمق الصراع البشري، كما أن العمل يشمل كافة المقومات التي تؤهله ليطرح نفسه بطريقة فنية عالية المستوى.

·         عدت إلى الدراما الاجتماعية في مسلسل «ليس سرابا » ما الجديد الذي يطرحه هذا العمل؟

هذه التجربة فيها كم كبير من الحب، إنها تتناول فسيفساء المجتمع السوري وتتحدث عن العلاقات العاطفية من أديان مختلفة والهوة التي يعيشها المثقف مع مجتمعه، حيث الانسجام مفقود والتناقض بين أقوال المثقف وأفعاله، المثقفين هم جزء من المجتمع لهم حراكهم الثقافي والاجتماعي المؤثر، على الدراما طرق كافة الأبواب والبحث دائماً عن كل جديد، ومهمة الفن أنسنة هذه التجربة الثقافية ووضعها في الدراما، لن نبقى أسيرين حقبة زمنية معينة أو حتى موضة مسلسلات تروج في مرحلة ما، بل رسالة الفن الحقيقية هي أن ترتقي ومهمة الفن أن يرتقي بذائقة الناس ويلامس همومهم ويفتح أفاق ويدخل في سراديب جديدة لم يسبق لها إن فتحت.

·         أثبتت حضوراً وتميزاً في معظم الأدوار التي قمت بها وفي مختلف أشكال الدراما ، أين تجد نفسك أكثر وأي الأدوار أكثر إرهاقاً ؟

الأكثر إرهاقا هي الأدوار الأكثر إنسانية، فإن تظهر إنسانيك في هذا الزمن هي المهمة الأصعب، وكلما كنت أكثر إنسانية والتصاقا بالواقع كلما كنت قدمت نفسك، وهنا التحدي الحقيقي، فهذه الإعمال تقدمنا على حقيقتنا ومن خلالها نضع إصبعنا على الجرح، ونحاول معالجته بمنتهى الصدق والأمانة ويجب أن لا ننسى أن رسالتنا التي نحملها رسالة إنسانية وهذه هي مسؤولية الفن الحقيقية.

·     ملامحك الجادة والقاسية كادت أن تكرس حضورك ضمن قالب معين، كيف استطعت كسر هذه النمطية وحافظت دائماً على تجدد أدائك ؟

القصة ببساطة تكمن في الاجتهاد والبحث عن الجديد والولوج في أعماق المهنة بمحبة والبحث عن المعنى الإنساني للشخصية التي أؤديها حتى أجد مفاتيح جديدة للعب كل دور على حدة، فالنمطية فخ وقع به كل من تعامل مع هذه المهنة بخفة وتعال، فالنجاح كلمة تصنع بالتعب والسهر والتطور يحتاج إلى تاريخ وتراكم كمي وزمني، وإذا نظرت إلى مجمل الأدوار التي أديتها سترين حتما تغيرات وتفاصيل متنوعة في كل عمل.

·         كيف تنظر إلى واقع الدراما السورية، وبرأيك ما شروط استمرار تطورها وتفوقها ؟

يجب ان ترعى الدراما السورية مؤسسات سواء خاصة أو حكومية ـ وان أعول على المؤسسات الحكومية ـ فالدولة هي الأقدر على رعاية الدراما التي أثارت الإعجاب حول العالم على الرغم من بساطة الإمكانات المتوفرة.

ويبقى استمرار تطور وتفوق الدراما السورية رهن الشرط السياسي والاجتماعي والفني والاقتصادي، فوجود مخرج مبدع ومجاميع جيدة وإنتاج موفق مع اختيار دقيق للموضوع، فبالتأكيد سيكون هناك عمل مهم، ولكن هناك بعض الأعمال تسيء لمسيرة الدراما السورية، أرجو أن يكون هناك رقابة فنية على جودة النص لكي نقدم أعمال تتمتع بسوية فنية عالية وتمس قضايا مجتمعنا وتحاكي همومنا بصدق وواقعية.

الاسم: سلوم حداد

تاريخ الولادة: 1953

مكان الولادة: حلب

تاريخ العضوية: 11/ 8 / 1980

السكن: دمشق

الحياة العائلية: متزوج

عدد الأولاد: 2

البدايات: الفن التشكيلي

البيان الإماراتية في 22 سبتمبر 2008

 

كواليس

علي التميمي: اعتزالي قوبل بالرفض

الشارقة ـ جميلة إسماعيل

علي التميمي شاعر وفنان من الجيل الأول في الإمارات، شجعه على الظهور الإعلامي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حين قصد استوديو تلفزيون أبوظبي الملون عام 75 19، حيث كان يعرض مسلسل محلي مدته دقيقتان، والتقى أبطال المسلسل سعيد بن عفصان، وسعيد المزروعي، وعلي التميمي نفسه.

وأعجب الوالد الراحل بأداء التميمي وذكائه الفذ، وحكمته في الحياة. وخرج الشيخ زايد بعد ذلك من الأستوديو مشجعاً إياه على الإبداع المستمر، وكان التشجيع موصولاً بتكليفه التميمي إجراء لقاءات مع المواطنين الشواب عبر برنامج «مجالس الشعراء» الذي عرضته قناة أبوظبي خلال تلك الفترة. وبأمر من الشيخ زايد رحمه الله، شارك التميمي عام 76 19بفيلم «في رحم البادية». وكان تخصص التميمي واضحاً في تقديم البرامج التراثية، والتمثيل في الأفلام والمسلسلات التي تعكس البيئة والمجتمع الإماراتيين. «الحواس الخمس» التقت التميمي في منزله الكائن بإحدى مناطق إمارة الشارقة.. وكانت أجواء الزيارة مزيجاً من حفاوة الكرم الإماراتي الأصيل.

·         ما سبب غيابك عن الظهور في الدراما المحلية هذا العام؟

الذي أريد توضيحه من خلال هذا السؤال، أنني لم أبتعد عن الظهور، ربما تكمن مشكلتي في تحيزي الكبير للظهور في الأعمال التي تبرز التراث الإماراتي، وتثير عبق الماضي. وإن وجدت هذه الأعمال فإن المؤلفين أو المنتجين أو حتى القنوات التلفزيونية يطلبون مني مشاركتهم في أعمالهم. والذي أريد إضافته من خلال هذا السؤال أيضاً أني اعتذرت عن عدم المشاركة بالتمثيل في مسلسلات عدة تعرض في رمضان هذه السنة.

·         ولم كان هذا الاعتذار؟

لأنني كنت أحضر لمسرحيات عدة، فالمسرحية الأولى كانت عن الشرطة المجتمعية، وعرضت هذا العام في السابع من مايو الماضي، ورعاها وحضرها الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد وزير الداخلية. وبعدها مسرحية كانت عن آفة المخدرات وتوضيح أخطارها ونتائجها الوخيمة على الجميع، وعرضت في مركز الوحدة بأبوظبي.

وبعدها أيضاً مسرحية «تراث الأجيال» التي عرضت في أرض المعارض ضمن برنامج «صيفنا مميز» بأبوظبي. وأنهيت جميع أعمالي المسرحية قبل أسبوع من بدء شهر رمضان المبارك. ومن الصعب أن أحشر نفسي في أعمال مسرحية وتلفزيونية في الوقت ذاته، تخرج بالشكل الذي لا يرضيني، ولا يرضي جمهوري.

·         أليس هناك من ظهور إعلامي لك في رمضان هذا العام؟

أقدم هذا العام مسابقة رمضانية ضمن مسلسل يومي يعرض على قناة «حواس» في الساعة التاسعة والنصف مساءً. كما يعرض أيضاً على قناة ميوزيك تمام الساعة 7 و11 مساءً و3 صباحاً و12 ظهراً، كما تعرضها كل من قناتي «صانعو القرار» و«أوتار». وتتبع المسابقة التي أقدمها مسلسل «بيني وبينكم» وهو من تأليف الكاتبة والإعلامية نورة علي وهي متعمقة في كتابة التراث الإماراتي بكل مجالاته. ويبرز هذا المسلسل المشكلات الاجتماعية التي تحدث في الدولة، والتي نهدف إلى حلها بأسلوب سلس وشفاف. ومن أبطال المسلسل أحمد عبدالرزاق وفاطمة جاسم.

·         وما طبيعة المسابقة الرمضانية التي تعرضها؟

تعرض المسابقة التسجيلية ضمن 3 دقائق، أطرح فيها أسئلة ثقافية تختص بدولة الإمارات العربية المتحدة. وتلقى المسابقة ولله الحمد إقبالاً كبيراً تثبته الرسائل النصية التي تصل للمسابقة مجيبة على سؤال المسابقة.

·         وما جديد الشاعر والفنان علي التميمي؟

جديدي يتمثل في تحضيري مسلسلاً محلياً بعنوان «دروب المطايا»، وهو يقع في 30 حلقة، وسيعرض في رمضان المقبل. والعمل من إنتاج تلفزيون أبوظبي، بينما يتولى الفنان سلطان النيادي مهمة المنتج والمشرف العام.

·         نطمع في معرفة المزيد عن المسلسل، فهلا كشفت عن المكنون؟

يضحك قائلاً: في هذا المسلسل نعيش الحياة القديمة بروعتها وبساطتها، نحيي روح الماضي بما فيه من تراث وعادات وتقاليد جميلة وأصيلة. وتصوير المسلسل سيكون مرهقاً جداً، لأنه سيكون في مناطق متعددة في الدولة، منها في ليوا، والمنطقة الغربية، وغياثي، والعين، وغيرها من المناطق الأخرى. ومن أبطال المسلسل رزيقة طارش، وسلطان النيادي، وأحمد الأنصاري، وأحمد الجسمي، وموسى البقيشي وغيرهم.

·         وماذا عن أنشطتك المسرحية بعد رمضان؟

عندي بعد الشهر الفضيل مسرحية جديدة للشرطة، وأحضر قريباً لبرنامج عن البادية من المقرر تقديمه على شاشة قناة سما دبي تقديمه. كما عرضت علي أعمال كثيرة ولكنني اعتذرت أيضاً لأنني أفضل المشاركة في الأعمال التراثية البحتة.

·         ماذا تتابع من برامج أو مسلسلات في رمضان؟

أتابع «حظ يا نصيب» فهو مسلسل محلي تراثي بحت يتعمق في الحياة القديمة بشكل جميل، وأتابع أحياناً المسلسل الناجح «حاير طاير». وبشكل عام فإن بعض المسلسلات الحديثة ابتعدت عن التراث، وباتت تعرض قضايا عصرية من دون التطرق إلى معالجتها الأمر الذي يشجع شبابنا على التقليد، فلابد من طرح القضايا في الدراما المحلية مع ضرورة معالجتها.

·         هل تجد نفسك في التلفزيون أم على المسرح أكثر؟

أعتبر المسرح هو أبو الفنون، وفيه تظهر هيبة الممثل وحماسة الجمهور معاً. ويكون الفنان الممثل على عفويته بالتمثيل على المسرح، حيث يخرج من النص أحياناً أو ربما يزيد. ولكن يستحيل الخروج من النص في الأفلام أو المسلسلات حيث يقوم المونتاج بعملية الإزالة والحفظ وغيرها. والظاهر للعيان أن الترويج يكثر للمسلسلات. وبشكل أعم فأنا اتسم بالعفوية في التمثيل سواء كان ذلك على المسرح أو في التلفزيون، ولا أعرف التصنع أبداً، وأفتخر أيضاً بمشاركتي في أفلام عديدة منها «الرمال العربية» التي كانت عن مبارك بن لندن، ويعرض حالياً في أوروبا مترجماً للأجنبية.

·         هل تتواصل مع زملائك الفنانين؟

أتواصل معهم بالهاتف، أو ألتقي بهم في مسرح جمعية دبي للفنون، وفي جمعية المسرحيين بالشارقة، حيث أسعد بلقاء الإعلامي المثقف إسماعيل عبدالله، والأخ جاسم عبيد. ولا أنسى الأخت الفنانة رزيقة طارش فقد نشأنا في صغرنا معاً ولا يزال تواصلنا مستمراً. كما أتواصل مع الفنانة موزة المزروعي، ومريم أحمد القبيسي، وسميرة أحمد، وسلطان الشاعر الذي أزوره في بيته نظراً لظروفه الصحية الأليمة، وأطالب المسؤولين ضرورة النظر في وضعه فهو من أعلام الدولة.

·         ذكرت في بداية حديثنا معك برغبتك في الاعتزال.. فما الأسباب؟

أرغب اعتزال الفن بالنسبة للتمثيل، على أن يقتصر ظهوري فقط على تقديم البرامج التراثية. وكثيراً ما تم الرفض لمجرد حديثي عن الاعتزال خاصة من عبداللطيف القرقاوي مدير تلفزيون دبي الذي يشجعني دائماً على المشاركة في البرامج والمسلسلات المحلية والتراثية. ومن جانب آخر أود أن تمنح فرص الظهور للشباب ليتركوا بصمة طيبة على الساحة المحلية.

·         ماذا تقول لجمهورك الذي يفتقد ظهورك في رمضان هذا العام؟

أقول لهم «لا تكثر الدوس على الخلان يملونك.. لا أنته ولد لهم ولا أنته طفل يربونك». لذا لا أود تكرار نفسي على التلفزيون، حتى يشتاق لي الناس أكثر، ومن جانب آخر إن أردت الظهور فسأظهر حتماً بعمل يعجب الجمهور.

البرامج التراثية

·         سألنا الفنان والشاعر علي التميمي: بما أنك شاعر أيضاً ألا تفكر في إعداد وتقديم برامج شعرية؟

أشرفت سابقاً على برامج إذاعية بثت وعرضت على إذاعة وتلفزيون أبوظبي، منها «قطوف من التراث» وقدمه عبيد بن صندل، و«واحات التراث «وقدمه بطي المظلوم، و«نبع من التراث» وقدمه محمد راشد الشامسي، و«نفحات من الماضي» وقدمه سالم بن عمير. كما كنت أخرج عبر الإذاعة والقناة نفسها 6 مجالس شعرية، وهي مجلس شعراء أبوظبي، والعين، والإمارات الشمالية، والمنطقة الغربية، وجمعية إحياء التراث الشعبي، ودبي. ولا أمانع في التقديم إن وجدت المبادرة والترحيب من القنوات أو الإذاعات المحلية.

إضاءة

لا يخفي الشاعر والفنان علي التميمي أساتذته في مجال الفن، فهو يؤكد أن التمثيل هبة وإلهام من الله، وهناك أساتذة لا ينكر فضلهم صقلوا موهبة التمثيل لديه ومنهم: سعيد النيادي مراقب عام الدراما ومشرف عام في تلفزيون أبوظبي، وأصبح بعد فترة نائب مدير التلفزيون، فهو يكتب ويخرج المسلسلات المحلية وعلمه وغيره على التمثيل.

وهناك أيضاً أحمد منقوش المخرج المعروف في تلفزيون أبوظبي، ولا ينسى معلم الجميع الراحل محمد الجناحي رحمه الله. فغياب الجناحي عن الوسط التلفزيوني والمسرحي لا يمكن تعويضه، لأنه فنان عاشق لمهنته النبيلة وضحى بالكثير من أجل أن يحوز رضا الذات والآخر، وكان لتواضعه وأريحيته دور كبير في التفاف الفنانين حوله والاستماع لملاحظاته التي تنم عن حس حقيقي بدور الفن في المجتمع، ودوره في نشر الوعي بين الأجيال المختلفة.

البيان الإماراتية في 22 سبتمبر 2008

 

دراما

غاب نجوم سوريا فتألق مخرجوها في الدراما المصرية

القاهرة ـ (دار الإعلام العربية) 

المتابع للدراما المصرية في رمضان، يلاحظ تراجعاً ملحوظاً لعدد الفنانين السوريين المشاركين في هذه الأعمال خلافاً للمتوقع..

ففي حين كان يعتقد البعض مواصلة المد السوري ليصل إلى أعماق بعيدة في الأعمال الدرامية خلال هذا الشهر الكريم، فوجئنا بانحسار هذا المد، غير أنه ظهر في الأفق تيار من المخرجين السوريين يدخل إلى حلبة الصراع بقوة، ويسيطر شيئاً فشيئاً على مقاليد الدراما المصرية، وذلك بمشاركتهم في أكثر من تسعة مسلسلات دفعة واحدة. ومن بين هذه الأعمال مسلسل «ناصر» الذي يتناول شخصية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ويقوم ببطولته الممثل المصري مجدي كامل، ومن إخراج السوري باسل الخطيب، أيضا هناك المخرجة السورية رشا شربتجي فبعد مشاركتها العام الماضي في إخراج مسلسل «أولاد الليل»، تولت هذا العام إخراج مسلسل «شرف فتح الباب» بطولة يحيى الفخراني.

إلى جانب ذلك الظهور المميز للمخرج محمد عزيزية فظهوره هذا العام جاء مقترناً بالنجمة يسرا في مسلسل «في أيدٍ أمينة »، ومسلسل «طيارة ورق» للمخرج زهير قنوع، ومسلسلات أخرى أخرجها سوريون حضروا بقوة هذا العام. ومن المتوقع زيادة عددهم خلال الأعوام المقبلة، نظرا للإمكانات العالية التي يتمتعون بها، وإثباتهم لجدارتهم في الإخراج الدرامي، بالإضافة إلى تميزهم عن المخرجين المصريين بعدم المغالاة في مطالبهم المادية، وغير ذلك الكثير.. انطلاقاً من هذه الجزئية تحديداً، توجهنا إلى المهتمين بالدراما التلفزيونية، خاصة الرمضانية لمعرفة الأسباب الخفية وراء تواجد هذا الكم من مخرجي سوريا مقابل اختفاء فنانيها من الممثلين، وهل هذا في صالح المخرجين المصريين أم ضدهم.. وفي النهاية، هل أضاف المخرج السوري شيئا لدراما رمضان، أم أنه لم يقدم ما يعزز هذا التواجد؟

مؤشر للوحدة: الكاتب والسيناريست أسامه أنور عكاشة علق قائلاً: «إن انتشار وتواجد المخرجين السوريين في الدراما المصرية في صالح الثقافة العربية والوحدة الثقافية والفنية، وهذا هو الشيء الوحيد الذي نجح العرب في تحقيق وحدة وطنية من خلاله وهو «الفن».. فلاشك أن وجود هؤلاء المخرجين قد أثمر عن وجود عدد كبير من الأعمال الجيدة سواء في سوريا أم في مصر، وأعتقد أن أعمالهم في سوريا هي التي جذبت إليهم انتباه المنتج المصري الذي قرر الاستعانة بهم». ويوضح عكاشة قائلاً:» إن ذلك لا يعد تقليلاً من شأن المخرج المصري، بل على العكس من ذلك تماماً، فهو تبادل للخبرات والثقافات، وأتمنى أن نجد مخرجين من كل الجنسيات العربية يتشاركون في عمل مسلسلات في جميع دول العالم العربي، حتى يساعد هذا في توحد ثقافتنا العربية.

خلط الأوراق

أما المخرج أحمد صقر فيقول: «لا أعرف السبب الحقيقي وراء كل هذه الضجة والخلط بين الأوراق، لماذا أصبحنا الآن نفرق بين الأشقاء العرب.. هذا سوري الجنسية وذاك لبناني، فهذا الكلام غير منطقي بالمرة، وأنا عن نفسي أرى أن من يفصل بين فنان سوري أو لبناني أو مصري هو إنسان جاهل، ولا يصح أن نطلق عليه لقب فنان، لأننا اعتدنا منذ القدم على استقبال الفنانين العرب في أعمالنا كافة، وقد تعلمت هذا من الأجيال القديمة، بحيث أصبحت استعين بممثلين عرب في أعمالي كافة، لأن هناك أدواراً لا يمكن أن يقوم بها ممثل آخر سوى السوري مثلا أو المغربي، وفي حالة الاستعانة بممثلين مصريين لهذه الأدوار، فلن تأتي بالمطلوب منها، وأكون أنا المخطئ حينئذ، لأنني بهذا لن أكون مخرجاً.

من جهته يقول الناقد والسيناريست سمير الجمل: «أولاً، غياب الفنانين السوريين عن الدراما المصرية الرمضانية هذا العام جاء لخوف عدد كبير منهم المغامرة بأي عمل بغرض التواجد، ففضلوا الغياب هذا العام حتى يعثروا على النص الجيد بعد موجة النقد الشديدة التي واجهوها العام الماضي».

وتابع قائلاً:» لسنا ضد وجود فنانين من سوريا لأنهم يقدموا فناً جيداً جداً، والدليل على ذلك تواجد أكثر من مخرج سوري لهذا العام في عدد من المسلسلات، وقد تم الاستعانة بهم لما تشهده الدراما السورية من نجاح وتفوق في الفترة الأخيرة، وأصبحت المسلسلات التي يقدمونها سواء كانت اجتماعية أم دينية منتشرة على العديد من المحطات الفضائية المختلفة التي تحرص على عرضها، وبالتالي رأى المنتجون أن هذه فرصة من أجل التغيير والتفكير جدياً في تطبيق التجربة السورية في إخراج المسلسلات المصرية، وأعتقد أن تلك التجربة في طريقها للنجاح بنسبة كبيرة جداً، وهذا يظهر مع كل حلقة تقدم هذه الأيام».

إمكانات تكنيكية

المنتج جمال العدل منتج مسلسل «في أيدٍ أمينة» استعان للعام الثاني على التوالي بالمخرج محمد عزيزيه لإخراج المسلسل بعد تعاونهما العام الماضي في مسلسل «قضيه رأي عام» الذي أثار جدلاً كبيراً، فأكد أن قراره بالتعاون مع عزيزية مجددا أتى لالتزامه بمواعيد التصوير وعدم المغالاة الشديدة في الأجر، مثل معظم المخرجين المصريين الذين رفعوا أجورهم إلى مبالغ تخطت المليون جنيه من دون أي أسباب تذكر.

وأضاف قائلاً: «لا شك في أن المخرج السوري يتمتع بإمكانات تكنيكية جيدة، ويمتلك مهارات إخراجية عالية غير متوفرة في معظم المخرجين المصريين، بالإضافة إلى الطريقة التقليدية التي يعتمد عليها المخرج المصري، وهي أنه يقوم بتصوير المسلسل بثلاث كاميرات وهذه الطريقة تعتبر قديمة وتقليدية وتحد من أبعاد الصورة خلافاً للمخرج السوري الذي يستخدم كاميرا تصوير واحدة التي تتيح أبعاداً أفضل للصورة وواضحة تماماً».

وختم بالقول: «إذا سألني أحدهم ما إذا أضافوا شيئاً، أرى أنهم أضافوا أشياء كثيرة منها كما قلت موضوع الكاميرا الواحدة المستخدمة في عملية التصوير، وأيضا بعض التقنيات الأخرى الخاصة بالطبيعة الإخراجية».

غياب النجوم

من جانبه علق المخرج الأردني محمد عزيزية على غياب النجوم السوريين دفعة واحدة، مرجعا ذلك إلى موجة النقد الشديدة الموجهة لهم، وهو ما جعلهم يفكرون ألف مرة قبل الدخول إلى تصوير أي عمل في مصر، ليختاروا نصاً درامياً قوياً يستطيعون المنافسة به خلال شهر رمضان، كي لا يتعرضوا إلى مثل هذا الهجوم مره أخرى.

فلو كان العمل قويا وجيدا لن ينال أي هجوم، والدليل على ذلك مسلسل «الملك فاروق» الذي جسد شخصيته العام الماضي السوري تيم حسن، حيث لاقى المسلسل موجة من النقد الشديد للاستعانة بممثل غير مصري لتجسيد شخصية فاروق، وبعد أن عرض المسلسل لم يستطع أحد التحدث عن العمل، إلا بكل خير نظراً للنجاح الكبير الذي حققه بشهادة النقاد والمخرجين».

وأشار عزيزية إلى أن «غياب هؤلاء النجوم فرصة للبحث والتحضير لعمل جيد على غرار الأعمال التي قدموها في السابق، وحتى تخرج بشكل يجعل الجمهور يتذكر هذه الأعمال مرة أخرى ولا ينساها بمجرد انتهاء شهر رمضان».

سوريون اختفوا

في رمضان من هذا العام اختفى عدد كبير من نجوم سوريا الذين تألقوا في أعوام سابقة مثل تيم حسن الذي جسد شخصية الملك فاروق العام الماضي وحقق المسلسل نجاحاً كبيراً، وجعل منه نجماً راهن عليه المنتجون في أن يكون نجم المسلسلات في الأعوام المقبلة، لكن تيم لم يشارك هذا العام لانشغاله بأولى بطولاته السينمائية في مصر وهو فيلم «ميكانو».

كما يقوم أيضا بتقديم برنامج على شاشة قناة الٍقك في شهر رمضان، وكان تيم قد علق على هذا الغياب مبررا إياه بأن جميع الأعمال الدرامية التي عرضت عليه بعد «الملك فاروق» كانت غير جيدة، وأنها من الممكن أن تهدم النجومية التي حققها من خلاله، ففضل التأني في الاختيار والعودة بمسلسل قوي. على المنوال ذاته، يأتي جمال سليمان كأحد النجوم الذين غابوا عن الدراما المصرية أيضا نظراً للانتقادات الحادة التي وجهت له العام الماضي عن مسلسله «أولاد الليل» الذي جسد فيه شخصية تاجر بورسعيدي، ولم يحقق المسلسل النجاح المطلوب، وغاب سليمان أيضاً لانشغاله بالتحضير لأولى بطولاته السينمائية مع ليلى علوي في فيلم «سحر الشوق».

أما أيمن زيدان الذي قام العام الماضي ببطولة مسلسل «عيون ورماد» فشارك هذا العام بدور صغير في مسلسل» نسيم الروح» من بطولة مصطفى شعبان ونيللي كريم، فبعدما واجه مسلسله السابق حظاً سيئاً، رأى المنتجون أنه لا يستطيع القيام ببطولة مسلسل كامل وشارك هذا العام بدور صغير.

ومن نجوم سوريا الذين اختفوا أيضا عن شاشة رمضان جومانة مراد التي شاركت العام الماضي في مسلسل «ساعة عصاري» فقد تغيبت لانشغالها بتصوير دورها في الجزء الثالث من مسلسل «باب الحارة» الذي لاقى نجاحاً كبيراً ليس في سوريا وحدها، ولكن وصل هذا النجاح إلى القاهرة، وفضلت التركيز في هذا العمل حتى يحقق لها نجاحاً مضموناً عن المشاركة في أعمال أخرى غير مضمونة العواقب.

البيان الإماراتية في 22 سبتمبر 2008

 
 

أداء يحيى الفخراني شد المشاهدين للشخصية

شرف فتح الباب” حائر بين التقليدية والواقعية

القاهرة - أحمد يوسف

من المؤكد أن للممثل والنجم يحيى الفخراني حضوراً خاصاً، رغم اختلاف الأقنعة الفنية التي يستبدلها من عمل فني لآخر، لا فرق في ذلك بين الفقير المعدوم “عباس الأبيض” أو الثري المدلل “حمادة عزو”، وهو في كل الحالات التي يدخل فيها تحت جلد الشخصية التي يجسدها يظل محتفظاً بقدر هائل من العفوية والتلقائية، وهذا هو السر في حضوره الذي قد يجعلك تصرف النظر أحيانا عن مناطق الضعف في مجمل هذا العمل الفني أو ذاك، خاصة فيما يتعلق بالمشكلة الأزلية التي لابد من العثور في يوم ما على حل لها، وهي “مط” القماشة الدرامية إلى ثلاثين حلقة حتى لو أدى ذلك الى تمزيقها.

ها هو يحيى الفخراني يعود في مسلسل يحمل  مرة أخرى  اسم شخصيته وهو “شرف فتح الباب” ليختفي الممثل البارع وراء “ماكياج” هو في حقيقته ملامح أصيلة قرر “الممثل” داخل “النجم” يحيى الفخراني أن يبرزها: تجاعيد تحمل آثار الزمن، وشعر دب فيه الشيب، ولحية خفيفة طغى عليها اللون الأبيض، وأخيراً “زبيبة” الصلاة على جبهته، وهي ملامح خارجية تدل على الفور  مثلما يدل اسمه  على رجل أفنى عمره في العمل الدؤوب، محافظا على أخلاقياته المستقيمة، ليخرج بعد هذه الرحلة بأسرة مكونة من زوجته التي وقفت إلى جانبه دائما (هالة فاخر) وأبناء وبنات بعضهم على وشك الانتهاء من دراسته الجامعية المشرفة، ولا يزال البعض الآخر في بداية الطريق.

تلك هي الصورة التي سوف تستدعي إلى ذهنك مئات الآلاف من أسر الطبقة الوسطى في مصر، ومحاولتها الحفاظ على موطئ قدم في سياق اجتماعي أصبح يقصيها يوماً بعد الآخر، حتى باتت على وشك السقوط إلى هوة الفقر، أو التخلي عن مبادئها لتلحق بركب الصاعدين إلى أعلى ولو كان على حساب “الشرف” وهذا الاختيار بين نقيضين كلاهما أشد مرارة من الآخر هو ما سوف يجد البطل نفسه حائراً في اتخاذ قرار بشأنه، خاصة أن الأزمة تتجسد بالفعل في سياسات اقتصادية راهنة، تقوم على الخصخصة وبيع ما تبقى من “القطاع العام”، لتترك هذه السياسات ضحاياها في مهب الريح، لذلك سوف يشعر المتفرجون على الفور بالتوحد مع هذا “البطل”، الذي سوف يصبح السؤال المطروح بشأنه هو: هل سوف يستطيع أن يحافظ على بطولته رغم وطأة الواقع، أم أنه سوف يستسلم للتيار؟

اجتمعت في الحلقات الأولى من “شرف فتح الباب” هذه العوامل وغيرها: حضور يحيى الفخراني، والأزمة الدرامية الحقيقية التي يواجهها شرف فتح الباب، بالإضافة إلى قدرة الكاتب محمد جلال عبدالقوي على رسم الشخصيات، ونجاح المخرجة رشا شربتجي في الإيحاء بأجواء الطبقة الوسطى سواء في تصرفات الشخصيات وتفاصيل حياتها اليومية الصغيرة، أو في وجود العالم الخارجي من حولها، الذي تراه فتتعرف إليه لأنه العالم الذي تعيش فيه كل يوم. وفي الحلقات الأولى أيضا استطاع المسلسل أن يرسم برهافة عالم هذه الأسرة: الأب الحنون الذي اشترك مع الأم في رحلة طويلة من المعاناة، لكن الحب العميق يربط بين أفراد الأسرة جميعهم، رغم الظروف الصعبة أو حتى بسببها، وها هما الأب والأم ينتظران القطاف، فإذا بالحصاد ليس إلا هشيماً بعد تحويل الأب إلى التقاعد المبكر.

سوف يتساءل الأب في مرارة “هانعيش إحنا وولادنا إزاي؟” وهو سؤال شديد المرارة يتعلق بطبقة بأكملها وبكل القيم التي آمنت بها عبر عقود طويلة، وإذا كان التحليل الدقيق لهذه الأزمة يشير إلى أن الخصم الحقيقي “لأبطالنا” هو النظام الاقتصادي الراهن الذي يعصف بكل شيء دون رحمة، فقد اختار صناع المسلسل تحويل هذه الأزمة إلى خليط من الميلودراما والنمط البوليسي ودراما قاعات المحاكم، وبدلا من أن تشير الحبكة إلى النظام الاقتصادي بأصابع الاتهام، اختارت  كالعادة  بعض شخصيات فاسدة لتلقي عليها بالمسؤولية لتصبح القضية فردية بدلا من أن تكون أزمة طبقة، ومجتمع، ووطن.

الخليج الإماراتية في 22 سبتمبر 2008

 

ناصر” أهم من “الدالي” و”فتح الباب

أنور عبدالخالق  

على الرغم من أن الزعيم جمال عبدالناصر كان ولا يزال رغم رحيله “كاريزما” سياسية لعب دوراً مؤثراً في التاريخ العربي والعالمي، إلا أنه يبدو أن عمق شخصية هذا الرجل وكيانه الكبير جعل صناع الدراما التلفزيونية والسينمائية يخشون الاقتراب منه حتى لا يخرج العمل بالقدر الذي يليق به كقائد عربي دعم بدمه وروحه مبدأ القومية العربية التي نتمناها ونحلم بها هذه الأيام وربما يفسر ذلك ندرة الأعمال التي طرحت سيرته الذاتية.

وجاءت المحاولات الفنية السابقة التي استعرضت حياة ناصر مجرد اجتهادات لا ترقى لرصد حياة قائد عظيم ولم تتجاوز المحاولتين على حد علمي، الأولى: فيلم لعب بطولته الفنان خالد الصاوي، وإخراج أنور القوادري ولم ينل حظه من النجاح، والثاني فيلم “ناصر 56” وتألق فيه النجم الراحل أحمد زكي وناقش بعمق قراراً واحداً اتخذه ناصر هو تأميم قناة السويس.

وأذكر عندما كنت أتابع الأعمال الرمضانية العام الماضي دارت بخاطري تساؤلات عدة منها تلك الإمكانات الضخمة التي توفرت لإنتاج عمل رفيع المستوى يخلد سيرة الملك فاروق، وزعماؤنا من أمثال ناصر لا يجدون من يمول أعمالاً عن نضالهم ودورهم في الدفاع عن قضايا الأمة.

ويبدو أن بعضاً من أهل الدراما خجلوا من أنفسهم بعدما وجدوا احتفاءً خاصاً بملك من أصول غير عربية فقدموا لنا هذا العام عملاً معقولاً، ولن نقول متميزاً هو “ناصر” الذي كتب قصته المخضرم يسري الجندي وأخرجه باسل الخطيب ويعد شهادة ميلاد فنية لبطله مجدي كامل الذي تفوق على نفسه في تجسيد شخصية جمال عبدالناصر واضعاً نفسه في مقارنة فنية مع نجم قدير بحجم أحمد زكي الذي أقنعنا سينمائياً من قبل أنه جمال عبدالناصر.

الجديد في “ناصر” المسلسل الذي تبثه عدة فضائيات أنه رصد حياة الزعيم الخالد منذ مولده، ومن خلاله اقترب المشاهد من تفاصيل كانت غائبة عن نشأة هذا الزعيم وأفراد أسرته، وكيف ولد زعيماً منذ صغره ونضاله المبكر في أكثر من بلد عربي ودوره في حرب ،48 ما يفسر للجيل الجديد الأسباب التي من أجلها أيقن هذا الرجل أن الحل في القومية العربية.

ويرد المسلسل على بعض النقاط الخلافية حول علاقة جمال عبدالناصر باللواء محمد نجيب، وصديق عمره عبدالحكيم عامر وأن ما جمعه بهما كان حب الوطن بعيداً عن أية أغراض شخصية أو مطمع في سلطة. ويبين العمل أن ناصر كان لا يخشى في حب الوطن العربي الكبير لومة لائم، ويفسر ذلك موقفه من اللواء أحمد نجيب بعد قيام الثورة، وعبدالحكيم عامر عقب نكسة ،67 إذ قرر بمشورة الضباط الأحرار تحجيم دور الأول وأقال الثاني بعدما شعر أنه أوقعه في فخ معلومات مضللة أضرت بالجيش المصري وقدمته صيداً سهلاً للعدو “الإسرائيلي”.

المسلسل جهد مشكور من العاملين فيه خاصة جهة الإنتاج وهي مؤسسة خاصة، لكنه كان يستحق أن ترصد له ميزانية ضخمة تخدم مختلف عناصر العمل الفني الناجح مثل الديكور والأزياء والإضاءة والمؤثرات الصوتية والبصرية، فجميع هذه المقومات بدت فقيرة جداً بعكس ما وجدناه في مسلسل “الملك فاروق” الذي أبهر المشاهدين وأعادهم الى عشرينات القرن الماضي، وأعتقد أن ناصر يستحق منا أن نخصص لسيرته الذاتية ميزانيات تساوي أضعاف ما خصص لفاروق أو حتى “الدالي” أو “شرف فتح الباب”.

وكما يشدو المطرب وائل جسار في “تتر” العمل: “لو دار الزمن أو مال.. بدل على البشر أحوال.. مكانك في القلوب يا جمال..”.

Anwar_abdo@hotmail.com

الخليج الإماراتية في 22 سبتمبر 2008

 

يطرح قضايا عديدة من دون ملامح واضحة

نصف درزن دراما تؤصل لقيمة العائلة

محمد هجرس  

نشاهد يومياً على قناة “سما دبي” المسلسل الإماراتي “نصف درزن” الذي تدور أحداثه حول عائلة مكونة من ستة أفراد يمثلون ثلاثة أجيال، ويدور الصراع بين أفراد تلك الأسرة والمجتمع في قالب درامي مشوق، فالأم “علياء” أرملة مات زوجها فتحملت مسؤولية أولادها وتحاول مساعدتهم على تحقيق طموحاتهم من دون الخروج على العادات والتقاليد، لكن هناك “الأصلي” التاجر الذي يحاول هدم كل ما تبنيه من خلال سيطرته على ابنها مسعود.

تقوم الفنانة سميرة أحمد بدور البطولة بجانب كل من هاني الشيباني، ومروان عبدالله صالح، والفنانة البحرينية زهرة عرفات، والفنان الكويتي صالح الغانم، وأمل محمد، وعادل خميس، وروان، وطلال محمود الذي يمثل لأول مرة، ويعد اكتشافاً للفنانة سميرة أحمد، لأنه يجيد كوميديا الموقف. وتؤدي هدى غانم “أم وحيد” ببراعة معتمدة على البساطة، لذا نجحت في جذب المشاهد إليها كل ليلة، خصوصاً مواقفها مع ابنها “وحيد” الذي يؤديه طلال محمود.

أما الإضافة الهائلة في العمل فهي بزوغ نجم شاب في سماء الإمارات هو الفنان مروان عبدالله صالح الذي يؤدي دور “مسعود” ابن سميرة أحمد الفاشل في دراسته، ورغم ذلك يحمل طموحاً خاصاً في مجال الأعمال.

ورغم أن المسلسل يؤصل لفكرة العائلة كقيمة لرقي وتقدم المجتمع من خلال خيوطه العديدة والمتشابكة التي تطرح العديد من القضايا مثل جشع التجار، والتركيبة السكانية والزواج بأجنبيات، والعمالة الوافدة، وقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة، إلا أن كل تلك الخيوط رغم أهميتها انفرطت مع دخول العمل حلقته العاشرة لدرجة أن المشاهد يشعر بحيرة الممثل وكأنه يبحث عن الحوار الذي جاء مترهلاً ولا يخدم البناء الدرامي للعمل.

وظهر تشابك الخطوط الدرامية التي يحتاج كل منها الى عمل مستقل في المونتاج الذي اعتمد على رص المشاهد من دون الالتفات الى وجود ترابط بينها. وربما كان العامل الأساسي في هذا التخبط المزري تدخل سميرة أحمد في السيناريو معتبرة أنه لمصلحة العمل ويمثل إضافة للنص، فأضافت مشاهد وحذفت أخرى، على اعتبار أنها المشرفة على الإنتاج لمصلحة تلفزيون سما دبي، لذلك ظهرت في دور الأم “علياء” بعيدة عن الأمومة فلم تقنعنا في بعض المشاهد التي تستلزم الانفعال، ففي الحلقة 13 عندما ضربت ابنها “مسعود” على وجهه لأنه رفع صوته على أخته، فظهرت وكأنها مجرد مؤدية، ولم تؤصل إحساس الأمومة الى المشاهد.

ولا يمكن أن ننسى أن الإضاءة جاءت في مستوى واحد ولم تتغير طوال الحلقات.

الخليج الإماراتية في 22 سبتمبر 2008

 

تحمس له منذ قراءة السيناريو

شريف منير: “قلب ميت” عمل غير مسبوق

القاهرة - “الخليج”:  

بعد غياب سنوات طويلة عن العمل في التلفزيون فاجأ الفنان شريف منير الجميع ببطولة مسلسل “قلب ميت” الذي يعرض حالياً على عدة قنوات.

والعمل جديد تماماً ومختلف ليس فقط بالنسبة لشريف وإنما على صعيد الدراما، كما يؤكد في هذا الحوار الذي يتطرق الى ظروف عودته الى التلفزيون بعد نجاحاته السينمائية الأخيرة.

·         لماذا العودة للعمل في التلفزيون؟

العمل في التلفزيون ممتع جداً للفنان، وكنت أفكر منذ زمن طويل في عمل جيد يستحق العودة، لكن للأسف مستوى الأعمال الموجودة حالياً ضعيف بالنسبة لي أو بالنسبة للأعمال التلفزيونية بشكل عام. وأعتقد أنه سينال رضا الجماهير.

و”قلب ميت” مسلسل كبير جداً وغير مسبوق تجاوزت ميزانية إنتاجه المليون جنيه، وبه عدد كبير جداً من مشاهد “الأكشن” كان المخرج مجدي أبوعميرة يفكر دائماً في طرق جديدة لتصويرها، حتى تظهر كل مشاهد العمل بشكل جديد ومختلف تماماً.

ومجدي أبوعميرة مخرج كبير جداً ومتميز وسعدت جداً بالعمل معه في المسلسل وأتمنى أن يتكلل مجهودنا جميعاً بالنجاح.

·         هل اشترطت أن تكون عودتك للدراما التلفزيونية مرة أخرى من خلال البطولة المطلقة؟

لم أشترط شيئاً، لكن الورق الذي عرض عليّ يحمل البطولة، وإن كنت أرى أن أي عمل ما دام يمتلك مواصفات الجودة لا بد أن يقدم مهما كان حجم الدور الموجود فيه، ومن الممكن أن يكون الدور خمسة مشاهد ويترك أثراً كبيراً في نفس المشاهد.

·         ذكرت أن العمل به مشاهد “أكشن”، فماذا عن أصعب المشاهد بالنسبة لك؟

كل مشاهد العمل كانت صعبة، لأنها كانت تتطلب تركيزاً كبيراً في كل المراحل، لكن بالنسبة للأكشن تحديداً هناك مشهد لسقوط مبنى كامل يعمل به والدي في المسلسل حارساً، وكنت بداخل المشهد الذي تطلب جهداً كبيراً لتدمير المبنى.

·         ماذا عن استعدادك للعمل؟

الاستعداد بدأ منذ اللحظات الأولى لقراءة السيناريو والتحضير له وجلسات العمل، ونحن محظوظون بكوكبة كبيرة من النجوم الكبار، وأغلبهم نجوم سينما، وأنا سعيد جداً بالتعاون معهم جميعاً من بينهم الفنانة الكبيرة غادة عادل وهي نجمة موهوبة وجمعتني بها مشاهد كثيرة.

·         هل كانت فكرة العرض الرمضاني تؤرقك؟

أنا مؤمن بأن العمل الجيد يفرض نفسه في أي وقت وعلى أي قناة، ومع ذلك سعدت لأن جهة الإنتاج سعت لعرض المسلسل على قنوات تحظى بمشاهدة عالية، ولعل ذلك يسهم في نجاح العمل.

الخليج الإماراتية في 22 سبتمبر 2008

المصرية في

01.09.2008

 
 

«صراع على الرمال» ولوحات استشراقية على «دبي»

عمل درامي من خيال محمد بن راشد

منار ديب

جَمع أبرز وجوه الدراما السورية، وبلغت كلفته 6 ملايين دولار. في المسلسل المستوحى من أشعار حاكم دبي، بادية أسطورية ومضارب أشبه بالكورنيش وخيم مفروشة بأثاث فاخر... فما الذي أتى بحاتم علي وهاني السعدي وتيم حسن إلى الصحراء؟

حملة إعلامية ضخمة سبقت عرض مسلسل «صراع على الرمال». ومنذ الحفلة التي أقيمت في فندق «فور سيزنز» في دمشق مطلع العام لإعلان العمل، كان حجم التوقعات يكبر، وخصوصاً أن المشروع ينفذ تحت إدارة مخرج موهوب هو حاتم علي، ويشارك فيه نجوم كتيم حسن، وباسل خياط، وعبد المنعم عمايري وصبا مبارك ومنى واصف. علي أكد منذ البداية أنه سيقدم شيئاً لم نعتده في الدراما البدوية التي كانت تُعامل كدراما من الدرجة الثانية. ولفت إلى أن العمل موثق جيداً، وفيه زمان ومكان واضحان. لكن لا الإبهار البصري، ولا الإشارة إلى أن أحداث المسلسل تجري في نجد في القرن الثامن عشر، ولا الرجوع إلى مصادر لتوثيق الملابس والأمكنة، كانت كافية لإعطاء الانطباع الواقعي. ذلك أن المسلسل يسبح في عوالم الفانتازيا، غير التاريخية. وإن كان قد رُجِع إلى مصادر، فهي على ما يبدو لوحات الاستشراق التي قدَّمت صورة متخيلة عن الشرق، وكان لها ذرائعها الجمالية. ومواقع التصوير التي توزعت بين سوريا والمغرب والإمارات، لم توفر صورة لمكان واحد ذي هوية جغرافية واضحة، فالطبيعة الغرائبية كانت هي المطلوبة، والجماليات المجانية، لتحقيق صورة حلمية لصحراء تظهر أشبه بفردوس مفقود، مثّلت الأولوية. في بادية أسطورية، وفي مضارب لا يكفُّ الناس فيها عن الحركة كأنهم يتمشون على الكورنيش ـــــ فالإنتاج ضخم، وبالإمكان توفير أي عدد من الحشود ـــــ ومع خيم (وليس بيوت شعر)، مفروشة بأثاث فاخر، يتنقل الأبطال والبطلات حيث يضربون المواعيد الغرامية على مرأى من الجميع، فلا حرارة الطقس الصحراوي تجبرهم على الاختباء في الظل، ولا التقاليد المفترضة تمنعهم من تبادل كلمات الغزل علناً.

«خيال وأشعار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم» تقول شارة العمل، والحكاية البسيطة التي لا تزيد على صفحتين ألّفها حاكم دبي، تحولت إلى سيناريو عمل تلفزيوني على يد الكاتب هاني السعدي. وهذا الأخير استنفر كل إمكانات حرفته لتقديم حبكة درامية مدروسة وخطوط متفرعة ولعبة تشويق يجيدها، لكن بمعزل عن علاقته بالمكان والبيئة. المسلسل حكاية كلاسيكية عن قصة حب تنشأ بين شاب وفتاة من قبيلتين متخاصمتين، وبطل مضاد شرير يعمل على الإيقاع بين القبيلتين ليصل إلى السلطة. وهي ثيمات تكررت كثيراً في الأدب العالمي، وهاني السعدي يسترجع في هذا العمل عوالمه الفانتازية التي بدأت مع «غضب الصحراء» لهيثم حقي، و«البركان» لمحمد عزيزية، وصولاً إلى سلسلة الأعمال التي حققها معه نجدت أنزور. وهذه الموجة التي تلاشت من الدراما السورية، بعد دخولها إلى مراحل أعلى من النضج، ها هي تعود محمولة على موجة الحنين البدوي المطلوبة اليوم، بعدما أصبح المنتج الخليجي هو المتحكم بتوجهات الدراما السورية. وإذا كانت حكايات محمد بن راشد وقصائده قد وظفت في عمل سابق لم يلق الاهتمام هو «آخر الفرسان» لنجدت أنزور، مع رشيد عساف وملكة جمال لبنان السابقة جويل بحلق، فإن هذا التوظيف يذهب بعيداً في «صراع على الرمال». ففي كل حلقة، هناك وقفات مع أشعار الشيخ على لسان الشاعر عامر (باسل خياط) والفارس فهد (تيم حسن). وهي تتحول إلى أغنيات بصوت حسين الجسمي، مع لقطات تأملية تقف موقف الجلال من الكلمات العظيمة. وتأثير الأشعار وصل إلى حد تفصيل لهجة العمل على مقاسها، فما نسمعه ليس لهجة بدوية، بل خليجية ولهجة الإمارات تحديداً.

ممثلو الدراما السورية حضروا بقضهم وقضيضهم في المسلسل، وبعضهم اكتفَوا بأدوار صغيرة في هذا العمل المكلف (6 ملايين دولار) ونال شرف الظهور فيه، إلى درجة أننا نشك في أنه قد لُجئ إلى الكومبارس! أما المخرج حاتم علي الذي قد يكون المسلسل بالنسبة إليه «خبطة» العمر، فلا نعتقد أن «صراع على الرمال» يمثله، وبتنا نفتقده للعام الثاني على التوالي. إذ كان السنة الماضية مشغولاً بعمل مثير للجدل هو «الملك فاروق» الذي تكشفت أبعاد الاحتفاء بشخصيته الفذة، مع البرامج التي لم توقف mbc و«العربية» بثها عن جلالته.

23:00 على «دبي»

 

عبد المنعم عمايري

الممثل الذي رأيناه في أدوار كوميدية، وفي دور الشاب الذي يعاني مشكلات نفسية، يقدم في «صراع على الرمال» واحداً من أفضل أدواره. ولا نبالغ إن قلنا إن عمايري هو البطل الحقيقي للمسلسل، فالشخصية التي يؤديها «ذياب» ـــــ أو «الرقيط»، إذ تكسو وجهه بقع البهاق ـــــ هي المحرك الرئيسي للأحداث، بمعزل عن الخط الرومانسي الساذج للهنوف وفهد، و«الصفنات» الشعرية لعامر. وعبد المنعم عمايري يؤدي دور «الرقيط» باقتدار، فهو ليس الأفضل إجادة للهجة فحسب، بل القادر أيضاً على نقل الصراعات النفسية للشخصية الأقل تسطحاً بين شخوص المسلسل. وهذا «الشرير» الكلاسيكي هو الأكثر جاذبية وإغراءً، ويدفعنا باستمرار إلى التعاطف معه. وفي «صراع على الرمال»، يضيف إلى مهنته ممثلاً، بدلاً من أن يتحول إلى مجرد فتى شاشة.

الأخبار اللبنانية في 22 سبتمبر 2008

المصرية في

01.09.2008

 
 

بعد أن تحولت إلى ظاهرة.. غزت الشاشات المصرية والعربية

مسلسلات >السيت كوم: قليل من الضحك.. كثير من الاستظراف

طارق مصباح

فجأة أصبحت الست كوم موضة فى هذا الموسم الرمضانى لتسيطر على الشاشات العربية فى ظل اختفاء المسلسلات الكوميدية وانحدار مستوى المسلسلات الدرامية، والسيت كوم هى اختصار "لسيتويشن كوميدي" أو مايعرف بكوميديا الموقف وهو نمط مختلف عن الدراما التليفزيونية، انتقل من الإذاعة إلى التليفزيون فى الأربعينيات يجمع بين تقنية التليفزيون والمسرح ويعتمد فى جزء كبير منه على حضور الممثل وفهمه للشخصية وقدرته على الإضحاك ويصور كمسرحية تليفزيونية مبنية على مواقف كوميدية سريعة الإيقاع تتميز بحضور "القفشة" والدعابة الخفيفة وكثافة الحركة فى مجموعة حلقات ذات أحداث منفصلة شخصيات متصلة محددة الهوية والبيئة وكذا العلاقات البينية لا يوجد موسيقى تصويرية فى السيت كوم ومعظم الحلقات تسجل فى استديو به جمهور وتستخدم الضحكات كفواصل، وزمن الحلقات يتراوح بين 20 و26 دقيقة ولاتكتب إبداعيا مثل الأفلام والمسلسلات الدرامية، ولكن الكتابة تخضع لرد فعل الجمهور المستهدف وتبعا لمجريات الأحداث التى يشاهدها جمهور حى أو من خلال استخدام تراك صوت لضحكات وردود فعل الجمهور.  

ويعتبر مسلسل السيت كوم الامريكى "هابى دايز" أحد أشهر سيت كوم عالمى، وقد شهدت الأعوام الماضية محاولات متباينة لتقديم هذا النمط التليفزيونى وان كانت متفاوتة من حيث الجودة فقدمت هالة خليل تجربة "شباب اون لاين" بطولة احمد الفيشاوى ولقاء الخميسى وشريف حمدى ولاقت قبولا معقولا وقدم احمد المهدى تجربة "الجراج" ولم تلق اى قبول، ومحاولات هنا وهناك لمحاولة تسويق هذا النمط التليفزيونى الجديد على المشاهد العربى لم تفلح فى إثارة الانتباه ليظهر كاتب مبدع يمتلك حرفية كتابة "السيت كوم" وهو "عمرو سمير عاطف" صاحب أكثر تجارب السيت كوم نجاحا جماهيريا على مستوى الوطن العربى والذى سبق أن قدم "بكار" المسلسل الكرتونى الذى سبق أن حقق أيضا نجاحا كبيرا عند عرضه فى مواسم رمضانية متتالية ليواصل عمرو سمير النجاح فيقدم مسلسلين ناجحين ينتميان إلى السيت كوم، العمل الاول "تامر وشوقية" من بطولة احمد الفيشاوى ومى كساب والثانى هو"رجل وست ستات " بطولة اشرف عبد الباقى وسامح حسين، ونظراً للنجاح الساحق الذى حققته تجاربه الأولى لمسلسلات >السيت كومومن الأعمال البسيطة التى لاقت نجاحا أيضا هذا العام (عباس وإيناس) تأليف وبطولة شريف حمدى وشاركه البطولة منة فضالى ومن إخراج رفعت عزمى وهو أول مسلسل بممثلين اثنين فقط وجميع الحلقات تم تصويرها فى ديكور واحد وينتمى إلى مايعرف بـ "الاستاند أب كوميدي" والتى يقوم فيها الممثل بسرد الأحداث على المشاهدين أو الجمهور دون ظهور ممثلين آخرين ويشارك الجمهور فى الأحداث كبطل، فنصف مشاهد الحلقة الواحدة يشكو الزوج زوجته للجمهور متحدثا لعدسة الكاميرا مع استخدام الأصوات كردود لفعل شخصيات لا تظهر على الشاشة.  

باقى التجارب جاءت مكررة ومستنسخة وبدت متعجلة لتساير الموضة وفشلت فى إبداع سيت كوم عربى ضاحك وظلت سطحية تفتقد الحرفية فى كتابة السيت كوم والقصور فى البناء الدرامى وافتقاد الحس الكوميدى لخلق مواقف كوميدية فبدت نمطية وعدم الدقة فى رسم الشخصيات والافتقاد إلى العمق وبدت تلك الأعمال كمحاولات ساذجة لإثارة الضحك بالغصب أو افتعاله باستخدام تراك الضحك وعدم الاختيار السليم للممثلين وتقديم كثير من الوجوه الجديدة التى تفتقد إلى الموهبة على قاعدة الأوفر وافتقاد بعض المؤلفين والمخرجين لحرفية العمل فى مسلسلات السيت كوم حيث تصور البعض انه بمجرد وضع شريط تراك ضحك الجمهور لحلقات قصيرة منفصلة انه بذلك يقدم >سيت كوموجاء فى مقدمة تلك الأعمال التى لم تجد قبولا جماهيريا سيت كوم حيث يستخدم المشاهد حقه فى استخدام "الريموت كونترول" عند إذاعة فاجعة السيت كوم ما يسمى "شريف ونص"، تأليف شريف شعبان وبطولة شريف رمزى وراندا البحيرى وأحمد راتب وسوسن بدر ودرة التونسية وإخراج، يحيى ممتاز حيث لم تشفع كل محاولات مخرج موهوب ووجه جديد على الإخراج الدرامى مثل يحيى ممتاز أن تنتشل المسلسل من السقوط المدوى ويعود ذلك ليس فقط للكتابة ولكن لسوء اختيار الممثلين حيث بدت ملامح شريف رمزى كحائل بين الأداء الكوميدى وكذلك أداء راندا البحيرى كفتاة مسترجلة بالإضافة إلى افتقاد العمل أى ملمح كوميدى واضح، وتدور أحداث حلقات "شريف ونص" حول شاب تخرج فى الجامعة "شريف" ويبحث عن فرصة عمل مناسبة وفى كل حلقة يعمل فى وظيفة مختلفة ولكنه يفشل كل مرة وليجد "ليلي" تلك الفتاة التى تربطها بشريف علاقة غرامية لتسانده وتساعده على تجاوز أزماته.  

كذلك راهن الكثيرون على سيت كوم "العيادة" فى مزاحمة "تامر وشوقية " و"راجل وست ستات" وتم توفير ميزانية عالية لتنفيذ عمل ناجح، وحملة دعائية مميزة وتم استضافة الكثير من نجوم الفن كضيوف شرف لضمان إقبال المشاهدين ولكن النتيجة جاءت اقل من كل التوقعات باستثناء الكوميديان "محمد شرف" النجم الحقيقى لهذا السيت كوم رغم صغر الدور الذى يقدمه، وأيضا برزت موهبة الممثلة التى قامت بدور الممرضة فى "العيادة" وتبقى نقطة الضعف الرئيسية فى المسلسل فى الممثلة "بسمة" التى بذلت كل المحاولات والحركات المصطنعة لاستجداء إضحاك المشاهدين ولكن خفة الظل موهبة من عند الله والنتيجة ما نشاهده رغم الأداء الظاهر والمميز لمحمد شرف وادوارد، و"العيادة" بطولة ادوارد وخالد سرحان وبسمة ومحمد شرف.  

وفكرة "العيادة" تعتمد على قيام ثلاثة من الأطباء حديثى التخرج ذى اختصاصات مختلفة بتأجير شقة صغيرة وتحويلها إلى عيادة ثلاثية اختلاف مما يؤدى الى العديد من المواقف الكوميدية.  

أما الشيء المؤسف حقا هو أن الفشل لاحق طلعت زكريا أيضا فى مسلسل "راسين فى الحلال" الذى يقوم على فكرة أن طلعت زكريا يمتلك مكتبا للزواج، لكن السيت كوم فشل أيضا وأصاب طلعت زكريا بالعقم الكوميدى، لذا يجب التوقف والتمعن فى كل الأعمال المستقبلية المنتمية لدراما السيت كوم لدراسة ايجابيات وسلبيات تلك التجارب السابقة إنتاجا وتأليفا وتمثيلا وإخراجا لكى يتم توظيفها بشكل أفضل وانسب مستقبلا ودون الإسراف فى إنتاجها بهدف الربح السريع باعتبارها موضة يجب استغلالها سريعا قبل أن تأخذ وقتها وتنتهى لتحل محلها موضة جديدة يهرع إليها صناع الدراما من جديد.  

العربي المصرية في 23 سبتمبر 2008

 

حيرة المتلقى مع مسلسلات رمضان

صناع الدراما أعينهم على الفلوس.. والعلاج فى أيدى المشاهدين

جوزيف فكري 

من الملاحظ فى رمضان هذا العام عرض عدد كبير من المسلسلات والمتلقى لا يجد الوقت الكافى لمتابعة كل هذا الكم، ما جعل صناع الدراما يركزون فى المقام الأول على الكم وليس الكيف، طرحنا هذه المشكلة على عدد من المهتمين. 

فى البداية، يرى الأديب الروائى يوسف القعيد أن من رابع المستحيلات على أى مشاهد على وجه الأرض أن يتابع حتى الأعمال الجيدة التى يرغب فى متابعتها، هذا الموضوع يصيب المشاهد بحالة من الدوار نظراً لتكرار الممثلين وتشابه الأحداث والتصوير فى أماكن واحدة تقريباً، فثلاثة أرباع التصوير فى مدينة الإنتاج الإعلامى، أنا أسمى هذا إرسالا من طرف واحد، هم يريدون عددا من المسلسلات كى تأخذ فلوس الإعلانات، مستحيل متابعة 60 مسلسلا كل مسلسل يعاد مرتين أو ثلاث مرات وأحياناً أربعا، أى أكثر من ساعات اليوم نفسه فما بالك أن الإنسان عنده حياته والتزاماته وعمله وقراءاته.. فهذا الكم الكبير من المسلسلات سببه الإعلانات والشركات الراعية وإثراء السوق المصرية وإثراء غير متكافئ لصالح سوريا وإثراء خليجى، أى أنت كنت محتكر عملية لكن دخل فيها آخرون ظروفهم أحسن منك بكثير ودخلوا فى فنياتك الآن أهم ثلاثة أعمال فى مصر عملها ثلاثة مخرجين أردنيين وسوريين ولبنانيين.. هذا الوضع يؤكد أن صناع الدراما فى مصر لا يهمهم المشاهد ولا الأوقات التى ممكن أن يشاهد فيها العمل بل يريدون الإعلانات من أجل الفلوس.. قال المؤرخ المصرى ابن إياس، وهو مؤرخ مهم جداً: >لقد اتسع الخرق على الراتقويقول المخرج على عبدالخالق: إن العلاج فى يد المشاهد لأن كله يتنافس لصالح المشاهد، لابد أن تكون المنافسة بالجودة وليس بالكثرة فإذا كانت الكثرة مطلوبة فالجودة أهم. 

ويرى المخرج عمر عبدالعزيز أن سبب كثرة المسلسلات هو كثرة الإعلانات التى تتحكم فى الفن وفى المشاهد وأن كثرة القنوات أدى إلى إنتاج كم كبير وكيف قليل والمشاهد لا يتحمل هذا الانفتاح ولا يكون أمامه إلا أن يفلتر روحه وأن يتجه لأعمال معينة يختارها من هذا الكم الهائل. 

ويتفق الناقد د.رفيق الصبان معه فى أن زيادة الإعلانات وراء زيادة المسلسلات، ويقول إن الإعلانات تستغل المسلسلات كى تبقى فى الصورة، ومن الممكن أن يصل الأمر إلى أن الإعلانات تكون أكثر من العمل الدرامى، إن قلة الإعلانات تؤدى إلى قلة المسلسلات، وبالتالى نشاهد المسلسلات براحة شديدة، طالما أن فيه إعلانات فيه إنتاج وهذا بيأخذ من أعصاب المشاهد ووقته وتذوقه للمسلسل. 

ويؤكد الناقد طارق الشناوى أن كل سنة سوف يزداد عدد المسلسلات لأن المسألة تجارية وقد توالت محطات جديدة هذا العام مثل الحياة والساعة تحتاج مادة درامية تتباهى بها فى رمضان فمن هنا ترى هذا الكم الضخم من الإنتاج. 

العربي المصرية في 23 سبتمبر 2008

 

شريف حلمي: أنا مرعوب من لعب دور «هيكل» فى مسلسل «ناصر»

ماهر حسن 

أكثر من فنان جسد شخصية الأستاذ هيكل فى أعمال متفرقة عن عبدالناصر وثورة يوليو وكان شريف حلمى أحدث من جسد شخصية الأستاذ هيكل فى مسلسل ناصر الذى يعرض حالياً، فكيف كان ترشيحه لأداء هذا الدور وما ملابسات الترشيح وما طبيعة الرهان الفنى الذى خاضه شريف حلمى فى هذا الدور الفارق فى مسيرته الفنية، شريف زارنا فى «العربي» الناصرى وكان لنا معه هذا اللقاء. 

·     فنانون غيرك جسدوا شخصية الأستاذ هيكل فى أعمال متفرقة، ألم يشكل هذا لك استفزازاً فنياً لتقدم بصمة مختلفة فى تجسيد الشخصية ذاتها، وما طبيعة الرهان الفنى الذى واجهك أثناء تأديتك للدور؟ 

}} أولاً شخصية الأستاذ شخصية مغرية على الصعيد الإنسانى والدرامى وجميع الأدوار التى جسدته لم تشبعنا بشكل كامل، فالشخصية الحقيقية كانت أكثر ثراء والأستاذ يستحق عملاً فنياً مستقلاً بذاته يغطى جميع ملامحه الإنسانية والفكرية، كما أنه سيظل الصحفى العربى الأبرز فى صحافتنا العربية وحياته منذ بدأ فى الإجيبشيان جازيت حياة حافلة بالدراما. 

ولأن الأستاذ يسرى الجندى من المثقفين الرفيعى المستوى فهو يعرف جيداً من يكون الأستاذ هيكل وقد كانت هذه الشخصية فى ناصر هى الأكثر أغواء له بعد شخصية الزعيم عبدالناصر ولذلك فلقد كان لى عظيم الشرف والحظ معاً بتجسيد هذه الشخصية.. وأقول إن الأستاذ لم يوف حقه إلى الآن فى الأعمال الدرامية. 

·         هذا استدعى بالضرورة عكوفك «لمذاكرة الأستاذ» سواء بالقراءة أو المشاهدة وبالأخص الكتب الحوارية التى أنجزت عنه؟ 

}} نعم بالتأكيد وأنا بالطبيعة وقبل المسلسل كنت حريصاً على متابعة الأستاذ وقراءة كتبه وقراءة ما كتب عنه، وكنت دائماً ما أستريح لفكره وتحليلاته ورؤاه وآرائه فى كل القضايا لما يتمتع به من عقلانية ووفرة وقوة مصادر بل إنه كان شاهد عيان على بعض الوقائع السياسية المهمة، لكن حينما أسند إلى الدور وقعت فى حيرة وقلت من أين أبدأ فى «مذاكرة الأستاذ» وبدأت بكتاب الأستاذ عادل حمودة «هيكل الحرب.. الحب.. والسلام» فقد كان كتاباً مفيداً حدد لى الكثير من البدايات والملامح كما عنى بالجانب الإنسانى للأستاذ أعنى ملامحه الإنسانية.. هذا غير بعض كتب الأستاذ.. وكيف تعرف على التابعى وطبيعة علاقته بالزعيم عبدالناصر ومصطفى وعلى أمين. 

·         اتسم أداؤك فى الحلقات الأولى بشيء من التحفز أو لنقل العصبية والأستاذ معروف بهدوء طبعه؟ 

}} هل تظن أن إنساناً مثل الأستاذ هيكل الذى ما شاء الله رغم سنواته الخمسة والثمانين مازال يتمتع بطاقة جبارة.. هل كان هادئاً تماماً فى سن الشباب حينما كان عمره 25 عاماً وقام بإحياء مؤسسة الأهرام وجعل منها أشهر مؤسسة صحفية فى الشرق الأوسط.. هل كان هادئ الأداء تماماً، كما أن هذه النوعية التحليلية لدى الأستاذ ملمح من أهم ملامحه ككاتب صحفى ولذلك فلا ينفع أن يكون أدائى محايداً لهذه الشخصية. 

·         كانت هناك مشاهد فى مسلسل ناصر كنت أنت أحد المشاركين فيها لكن لم يتم تنفيذها.. لماذا، وهل أنت حزين لهذا؟ 

}} نعم كان هناك مشهد مهم جداً لم يتم تصويره، وهذا المشهد الذى كان يجمع بين عبدالناصر وعبدالحكيم عامر والأستاذ هيكل قبل الثورة بخمسة أيام حينما التقوا فى منزل اللواء نجيب ثم اصطحبهم هيكل فى سيارته حتى ميدان رمسيس ودار بينهم حوار.. وطلب منه الزعيم عبدالناصر أن يذهبوا لمنزل هيكل ليواصلوا المناقشة.. وبخاصة فى أعقاب انتخابات نادى الضباط.. وكان الأستاذ قد اقترح عليهم أن يذهب ألف ضابط لسراى عابدين ويوقعوا احتجاجاً فى دفتر التشريفات واعترض عبدالناصر تحسباً أن يحدث ما حدث لعرابى، وأن يستعين الملك بالإنجليز، وهذا الموقف قد عمق الثقة بين هيكل وناصر إذا واجه الأستاذ قلق الزعيم بأن جعل له الموقف حيث تشرشل كان فى عطلة والملحق العسكرى فى مصر حصل على عطلته، فضلاً عن سحب عدد من الوحدات من منطقة القنال لإيران لمساندة مصدق ومعنى هذا أنه لكى يستعين الملك بكل هؤلاء فإن هذا سيستغرق خمسة أشهر على الأقل، وهذا المشهد كان تعس الحظ فقد كان هناك أكثر من «أوردر» لتصويره لكنه لم يتم. 

·         هل كان هناك تحد آخر واجهك فى تجسيدك لدور هيكل؟ 

}} إنه شخصية فذة غنية الأبعاد ككاتب وكإنسان وجمع بين الموهبة وعشق مهنته، وهذا سيظهر تباعاً فى الحلقات القادمة، التى ستكشف أيضاً كيف كان الأستاذ هيكل ينتصر لمهنته دائماً حتى فى مواجهة الرئيس رغم صداقته الوثيقة به. 

·         ما المشهد الذى جسد هذا المعني؟ 

}} حينما توفى شهدى عطية فى السجن تحت وطأة التعذيب.. وذهب هيكل للزعيم عبدالناصر الذى بادره بقوله «شكلك عايز تقول حاجة.. لكنك محرج» فقال له الأستاذ «أنا مش محرج ولكنى مندهش».. فلما سأله الزعيم الناصر لماذا فقال له الأستاذ إن إنجازات الثورة كانت لصالح الناس وكانت ذات توجه اشتراكى ورغم ذلك مات أنبل شيوعى فى مصر فى السجن وهو شهدى عطية، فقال ناصر إزاى قال له الأستاذ اسأل فاتصل الزعيم بوزير الداخلية طالباً منه ملف شهدى وقال لهيكل ماتصدقش الكلام ده لأنه مبالغ فيه، فقال له هيكل لا ياريس أنا مصدق ولدى معلومات وأنا متأكد منها وهناك شهود وسأنشر هذه التفاصيل غداً فى الأهرام.. إذن فهو لم ينس مهنته فى هذه اللحظة وفى ظل هذه العلاقة القوية مع رئيس الدولة.. ولذلك فلم يمانع الزعيم وقال: «خلاص ياهيكل انشر علشان الناس تعرف إن مافيش حد فوق القانون». 

·     هذا هو عملك الثانى مع يسرى الجندى بعد «من أطلق الرصاص على هند علام» فهل جاء ترشيحك لهذا الدور على إثر ما تحقق من انسجام فنى بينك وبين يسرى الجندى، وما ملابسات ترشيحك، وهل قوبل باعتراض ما من المخرج باسل الخطيب؟ 

}} فى الحقيقة أن أدائى فى عملى الأول مع الأستاذ يسرى شجع على ترشيحى لهذا الدور، وقال الأستاذ يسرى أنت موهوب ولم تأخذ فرصتك الحقيقية حتى الآن، وقد قال هذا الكلام على الهواء مباشرة فى أحد البرامج التليفزيونية، وقد رشحنى فى حين توقعت أن يسند لى دوراً آخر فى مسلسل ناصر، والمخرج باسل الخطيب رحب بالترشيح، وأنا اترعبت فى البداية من هذا الترشيح. 

·         ما أبعاد صعوبة هذا الدور، هل من بينها أنه قد أصبح لزاماً عليك تجاوزه بدور أكبر وأكثر تميزاً؟ 

}} نعم بالتأكيد وهو رهان صعب لكن كان من الضرورى أن أجسد هذه الشخصية وأقوم بهذا الدور حتى وإن لم أقم بغيره بعد ذلك، ولكن أنا عندى أمل فى نفسى. 

·         ما توقعاتك المتعلقة برأى الأستاذ هيكل فى أدائك وتجسيدك لشخصيته؟ 

}} أنا مرعوب جداً من هذا. 

·         هل هناك مشهد عن خطاب التنحى الذى طلب الزعيم من هيكل أن يكتبه، هل نعتبره من المشاهد الصعبة فى المسلسل؟ 

}} كان من أصعب وأجمل المشاهد، بدأ المشهد بمكالمة تليفونية للمشير عامر مع الزعيم ثم أعطانى الزعيم التليفون لأكلم المشير، ثم قلت له كل الكلام كذب.. فسألنى عبدالناصر عملت إيه فى الخطاب فقلت له كانت أسوأ ليلة فى حياتى، وأسوأ مهمة فى حياتى لقد أنجزت مشروع الخطاب لكن قلمى توقف عند فكرة تولى شمس بدران منصب رئيس الجمهورية المؤقت.. فلم أستطع لأن عقلى مش مقتنع لأننا بذلك نكافئ المهزومين والمسئولين عن الهزيمة وهو واحد ممن فقد الشعب الثقة فيهم، وأنا شايف إن زكريا محيى الدين أفضل، ووافق عبدالناصر، والحقيقة لابد أن أتوقف هنا عند الأداء المتميز جداً للفنان والزميل مجدى كامل، فلقد استطاع بأدائه ومؤهلاته الشكلية والفنية، ولا تنس أنه معيد فى معهد المسرح أن يحفزنا جميعاً وكان بحق هو القاطرة بين الزملاء الممثلين، وقد أدى دوره هذا بحماسة وتميز وهو يوقن أنه يؤدى دور شخصية عربية وعالمية لعبت دوراً جوهرياً فى محيطها الإقليمى والدولى. 

العربي المصرية في 23 سبتمبر 2008

المصرية في

01.09.2008

 
 

حاربوه وشاركوا فى ذبحه فى مصر وخارجها

«الفنار».. ملحمة وطنية تشهد على بطولات بورسعيد.. وتعنت المسئولين

ماهر زهدي

من بين الأعمال الجادة شديدة الخصوصية، والتى ظلمت بشكل جائر مرتين، الأولى عندما تم حرمان أغلب المشاهدين المصريين منه، والثانية عندما عرض على قناة المنار اللبنانية التابعة لحزب الله، فتم هلهلة المسلسل، وتقطيعه وحذف ما حذف منه، ومحاولات تغطية بعض ممثلات العمل، على طريقة ما تفعله بعض دول الخليج والسعودية، فى صور المجلات التى يظهر منها كتف أو ذراع، فيتم "تسويد" الأماكن العارية، منعا لخدش الحياء، وكان الأولى ألا تدخل مثل هذه المجلات هذه الدول، وكذلك بأن ترفض هذه الفضائية المسلسل لأن به ذراعا عريان، أو سذاجة عدم ذكر السيناريو لكلمة "إسرائيل"، على اعتبار أن هذا اعتراف بالكيان الصهيوني!!  

بهذا المعنى لابد أن نحرم ظهور اللصوص والمجرمين فى الأعمال الدرامية، على اعتبار أن ممارساتهم ضد الدين والقانون وكل الشرائع السماوية. 

فكان من الأجدى باعتبارهم قناة محافظة ومتشددة بهذا القدر، ألا يقبلوا المسلسل ويعرضونه، حتى لا يتعرض لمذبحة أخرى بيد المنار، بعد ذبحه فى تليفزيون بلده بعدم عرضه بالشكل الذى يليق وهذا العمل الملحمى الجاد، كأنه مقصود استبعاد كل عمل يتعلق بذاكرة الوطن، أو يوضح للأجيال الجديدة، كيف كان حال آبائه وأجداده، حتى لا تتم المقارنة بما وصلنا إليه!!  

ما سبب ظلما واضحا للمسلسل وصناعه بسبب عدم الاهتمام بتسويقه بالشكل الذى يليق به وأحداثه التى يضمها عمل بهذا القدر، يجسد كفاح شعب مصر على مدى ما يقرب من 50 عاما، خاصة فى ظل سيطرة الأعمال الغريبة عن المشاهد المصرى، والتى تدور أغلبها بين القصور والفيلات، وأصبح من النادر أن تجد كاتبا يهتم بالتاريخ النضالى لهذه الأمة، ويقدم عملا دراميا يجسد كفاح المصريين فى عشرات السنين. 

مسلسل "الفنار" ملحمة جديدة عن مرحلة مهمة من تاريخ الشعب المصرى، أخرجه د.خالد بهجت، وكتبه باقتدار الكاتب مجدى صابر، بعيدا عن أساليب الخطابة والأصوات العالية، فى أسلوب بسيط وسهل، تقوم ببطولته الفنانة صابرين التى تعود من جديد للأدوار الاجتماعية ـ بعيدا عن الأدوار الدينية ـ لتثبت أنها فنانة حقيقية أصيلة قادرة على العطاء، لم تقف عند الحدود الضيقة لمفهوم الدين وعلاقته بالفن، لأنها ببساطة ليست فى حاجة لأن تدارى فشلها وقلة حيلتها كممثلة خلف ستار الدين.  

تجسد صابرين فى المسلسل دور امرأة من أهالى بورسعيد الباسلة وقت العدوان الثلاثى على مصر، والدها رجل كفيف ـ يجسد دوره الفنان القدير أحمد راتب، وهو من أبطال بورسعيد، هذه السيدة زوجها يختفى فجأة بعد ساعات من الزواج وهى أم لفتاة، حيث تمر هذه السيدة بالعديد من التطورات المثيرة، خاصة وأن شخصيتها بها الكثير من المتناقضات، وهذه براعة الكاتب، فهو لم يقدم ـ كعادة مثل هذه الأعمال، بل وكل الأعمال التى تعتمد فى بطولتها على شخصية نسائية ـ نموذجا ملائكبا، بل شخصية من دم ولحم، فهى ليست مثالية ولكنها امرأة مثل ملايين السيدات المصريات، وخصوصا من عشن مثل هذه الأحداث والكوارث، مثلما تؤثر فيما يدور حولها، تتأثر أيضا بالأحداث التى تجرى من حولها، خاصة أنها تعيش فى فترة مليئة بالأحداث الساخنة والتطورات السياسية، ونماذج عديدة تقوم بالتضحية من أجل الوطن، لذا فنجد أن هذه السيدة تمثل نموذجا حقيقيا للمرأة المصرية فى هذه الفترة، بل وربما كانت نموذجا لها فى كل الفترات التى تحتاج وقوفها بحق عندما يستدعى الأمر ذلك. 

المسلسل يجسد كفاح الشعب المصرى والشعب العربى أيضا، واتخذ الكاتب منطقة بورسعيد كساحة للأحداث لما شهدته هذه المنطقة من ويلات الحروب والتضحيات العديدة التى قدمها أهلها، بل وأهالى كل مدن القناة، على مدار التاريخ المعاصر، غير أن الكاتب لم يستثمر الحس الوطنى لديه، وراح يلعب على هذا الوتر طوال الوقت مغازلا النزعة الوطنية عند المشاهد وإثارة الحس الحماسى فقط، وكأنه يقدم نشيدا وطنيا، بل إنه وكما حرص على تقديم هذا الجانب المضيء من وجه التاريخ النضالى، كان حريصا فى المقابل أن يفضح تجار الحروب المتاجرين بآلام الشعب المصرى، على مر العصور وتقديم الوجه القبيح من التاريخ، من خلال النماذج الفاسدة التى استغلت الحروب والصراعات لتحقيق مكاسب شخصية والإثراء من دماء الأبرياء، وهو ما حرص المؤلف على إظهاره من خلال الحوار، وأبرزه المخرج الدكتور خالد بهجت فى تباين واضح من خلال ملامح الشخصيات والملابس والديكور.. بل والتفاصيل الصغيرة. 

وبذكاء شديد أختار المؤلف اسم "الفنار" للمسلسل، ليرمز به لكفاح أهالى المنطقة، خاصة وأن "الفنار" يجسد لهم بالفعل رمزا وطنيا شاهدا على أمجاد وبطولات هذا الشعب، ما جعله يدونون عليه أسماء الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم، مستخدما هذا الرمز أيضا للجانب الآخر، فمثلما هناك أبطال يستحقون أن تنقش على هذا الفنار أسماؤهم بأحرف من نور، هناك أيضا من يستحقون أن يلقى بهم من فوقه لأنهم خانوا الوطن فى أصعب الظروف، وتاجروا بآلامه وأحزانه ومحنته، وهو ما أعطى توازنا ؛بيرا للعمل صاغه باقتدار الكاتب مجدى صابر، من خلال إلقاء الضوء على السلبيات والايجابيات، وكأن الفنار يجسد حكاية الشعب المصرى بجميع طوائفه وشرائحه، ليرمى على العديد من الأحداث السابقة واللاحقة، ما جعله عملا يقترب كثيرا من الشكل الملحمى بعرض نماذج كثيرة من أبناء هذا الشعب خاضوا أعتى التحديات فى مواجهة المحتلين والفاسدين فى الداخل والخارج. 

المسلسل نقلة كبيرة لكل من عملوا به، بل يعد هو الأهم والأفضل للفنانة صابرين بعد مسلسل "أم كلثوم" وكذلك الفنان القدير أحمد راتب الذى يقدم دوره باقتدار، وبلا افتعال، كعادته، وإن كان يزيد هنا بدخوله تحت جلد الشخصية، لدرجة أن المشاهد لايبذل جهدا لاقتناعه بالشخصية والتعاطف معها، كذلك الفنان محمود الجندى وزيزى البدراوى وشوقى شامخ وياسر جلال ومحمد الشقنقيرى، وكل من شارك بالعمل، سواء كانت أدوارا كبيرة أم صغيرة، خاصة أن المؤلف اعطى اهتماما للأدوار الهامشية والقصيرة، بنفس درجة اهتمامه بالأبطال، ما جعل كل شخوص العمل حية صادقة، بعيدا عن تسلط النجوم الذين أصبحوا خارج الخدمة بتكرار ما يقدمونه من موضوعات مستهلكة يصرون عليها، ويصر معهم المسئولون على عرضها! 

برغم كل الظلم الذى تعرض له مسلسل "الفنار" إلا أنه سيبقى رغم أنف من منعوه وحاربوه علامة مضيئة فى تاريخ الدراما المصرية، يعطى قيمة للأجيال الجديدة بتعرضه لنماذج مختلفة من المجتمع ضحوا بكل شيء من أجل الوطن، المهم أن يعى الجيل الجديد مبدأ التضحية، حتى بالروح من أجل هذا التراب، وأظن أن العمل سيحظى بنسبة مشاهدة غير عادية وردود فعل عالية عند إعادة عرضه عقب انتهاء شهر رمضان. 

العربي المصرية في 23 سبتمبر 2008

 

قلنا له إن المسلسل أعلن إفلاسه!

أحمد الفيشاوي: "تامر وشوقية" يمكن أن يستمر 10 سنوات!

أشرف توفيق 

للموسم الثالث على التوالى يقدم أحمد الفيشاوى دور تامر فى السيت كوم >تامر وشوقية التقينا أحمد الفيشاوى بطل العمل، وواجهناه بعدد من التساؤلات حول كثرة أجزاء العمل وحول الأسباب الحقيقية لانسحاب أحمد مكى منه، كما تحدث عن دوره فى فيلمه الجديد >زى النهارده 

{ >تامر وشوقية

}} بالعكس ثلاثة أجزاء قليلة، بنوعية >السيت كوم

{ ولكنك تعلم أن الجمهور المصرى يمل سريعاً؟ 

}} والله أعتقد أنهم لم يملوا منا بعد ومازالوا يحبون ما نقدمه، والحمد لله الجمهور يقول إن الجزء الثالث أفضل الأجزاء وسعداء به. 

{ بدأتم فى هذا الجزء بفكرة تطعيم العمل بضيوف من نجوم السينما فهل كان هذا لإنعاش العمل؟ 

}} أكيد، وهذه الفكرة لم ننفذها فى >تامر وشوقية العيادةراجل وست ستاتتامر وشوقية

{ هل تشعر أن لديك إمكانات كوميدية وأن الجمهور متقبل منك هذه النوعية ومتجاوب معك؟ 

}} الحمد لله أشعر بأن الجمهور كان سعيدا بى فى فيلم >ورقة شفرةإكراميتامر وشوقية

{ >تامر وشوقية

}} لا أشعر بأن المستوى يرتفع ويهبط بل نوعية الكوميديا تختلف والطريقة التى تقدم بها، فالكتاب يضحكون الجمهور بأشكال وطرق مختلفة، وبالتالى ستجد متفرجا أحب حلقة معينة وآخر لم يحبها بل أعجبته حلقة أخرى لأن طريقة الكتابة تختلف من حلقة لأخرى، فكل كاتب له أسلوب معين فى الإضحاك. 

{ لكن ألا يسبب لكم هذا نوعا من >التشويش

}} لا إطلاقاً، لأن كل الكتاب المشاركين فى ورشة الكتابة دارسون لشخصيات السيت كوم وفاهمينها بشكل جيد وعلى هذا الأساس يقومون بالكتابة. 

{ هل انسحاب أحمد مكى من الحلقات أثر سلباً عليها؟ 

}} لا، هذا ما كنت أخشاه لكن الحمد لله لم يحدث، لدرجة أن الجمهور يقول إن هذا الجزء أفضل من الجزءين السابقين. 

{ هل تعتقد أن انسحاب أحمد مكى كان بسبب أن شخصية هيثم دبور لن يخرج منها أكثر من هذا كما قال، أم لأنه قدم فيلما من بطولته والسيت كوم باسمك واسم مى ومشاركته فيه ستقلل منه؟ 

}} أنا لست ضد هذا التفكير على الإطلاق فهناك ممثلون كثيرون فى الخارج تركوا أعمال سيت كوم لأنهم أصبحوا نجوما فهذا ليس تفكيراً خاطئاً ولكننى أختلف فى نقطة أن شخصية هيثم دبور لن يخرج منها أكثر من هذا لأن مفيش شخصية لا يخرج منها المزيد، فإذا تذكرت شخصية >اللمبياللمبيالناظراللى بالى بالكاللمبى وجولييتاللمبي

{ رغم أن المشاهدين تجاوبوا معكم فى >تامر وشوقية

}} السيت كوم ليس عملا فنيا عظيما لنهتم بما سيقوله عنه النقاد، ربما نهتم برأى النقاد فى أعمالنا السينمائية لأن السينما أصعب كثيراً، لكن السيت كوم عمل بسيط مجرد ثلاث كاميرات وثلاثة ديكورات وشخصيات محددة ونحاول من خلالها إضحاك المشاهدين، فنحن لا نقدم صلاح الدين الأيوبى لننتظر رأى النقاد فيه، السيت كوم عمل خفيف ضاحك فلو الجمهور ضحك إذن نحن ناجحون وإذا لم يضحك فنحن غير ناجحين، والحمد لله الناس بتضحك من ثلاث سنوات. 

{ كثرة إعادة حلقات السيت كوم على أكثر من قناة فضائية ألا يحرقك كنجم سينما؟ 

}} بالنسبة لى التليفزيون لا يحرق إذا كان العمل الذى تقدمه جيدا، ورغم انتظارى لعرض فيلمى >زى النهاردهالعيادةتامرتامر وشوقية

العربي المصرية في 23 سبتمبر 2008

المصرية في

01.09.2008

 
 

«قلب ميت» أعاده لجمهور الشاشة الصغيرة

شريف منير: التمثيل "عمل جماعي" ورضا أبو شامة أعادنى للتليفزيون بقوة

حسام عباس

شريف منير نجم حقيقى صعد إلى الصفوف لكن «خطوة خطوة» ولم تكن نجوميته مجرد فقاعة بعمل ينجح له ويترك صدى واسعاً ثم يختفى، وبعد صبر طويل وعمل سنوات صنع نجوميته السينمائية وبعد غياب لأكثر من 10 سنوات عن شاشة التليفزيون عاد فى شهر رمضان هذا العام بمسلسل «قلب ميت» الذى وصل به إلى جمهور الوطن العربى فى كل بيت يدعمه قبوله وموهبته وفريق عمل مميز معه. 

حول إطلالته الرمضانية بقلب ميت وجديده فى السينما كان معه هذا اللقاء: 

·         ماذا جذبك فى مسلسل «قلب ميت» لتكون عودتك إلى التليفزيون من خلاله بعد كل هذا الغياب؟ 

}} أحببت شخصية «رضا أبو شامة» على الورق وجذبنى موضوع المسلسل الذى كتبه بحرفية عالية الكاتب الشاب أحمد عبدالفتاح وسعدت بشركة الإنتاج والعمل مع المخرج المبدع مجدى أبوعميرة. 

·         هل أغراك أنك تقوم ببطولة مسلسل تليفزيونى يعرض فى رمضان وينافس مسلسلات الكبار؟ 

}} كل هذه أشياء مغرية بالفعل لكنى فى البداية ممثل وأحب أن أصل إلى الناس فى كل مكان والتليفزيون أصبح فى كل بيت وبعد انتشار الفضائيات أصبح الفنان يحقق انتشارًا خرافياً والتليفزيون وحشنى من 11 سنة وكذلك جمهوره وحشنى أما مسألة المنافسة فلا أهتم بها. 

·         هل أغراك الأجر الكبير فى التليفزيون؟ 

}} كل إنسان يتقاضى أجراً عن العمل الذى يؤديه وأجرى يناسب تاريخى ورصيدى لكنه ليس بالشكل الذى يتخيله الكثيرون والأجر فى النهاية رزق من الله. 

·         وكيف كان العمل مع غادة عادل؟ 

}} غادة ممثلة متميزة وقد حققت نجومية كبيرة فى السنوات القليلة الأخيرة من مشوارها الفنى ونضجت بشكل كبير والعمل معها ممتع ودمه خفيف والجميل فى العمل كله أن كل فنان موظف فى الدور اللائق به واستمتعت بالعمل مع الفنان الكبير جمال إسماعيل والفنانة الرائعة سميرة عبدالعزيز وهذا هو سر مجدى أبوعميرة الذى يراهن على ممثلين وليس على نجوم ومجرد أسماء. 

·         أعرف أنك تفكر فى العودة إلى التليفزيون منذ فترة فهل يمكن أن تواصل حضورك التليفزيونى كل عام بعمل جديد؟ 

}} كنت أفكر فى التليفزيون فى آخر 3 أو 4 سنوات وكنت أنتظر العمل الجيد والذى سيحسم موقفى فى السنوات المقبلة هو الورق الجيد الذى أجده والإنتاج المتميز. 

·         هل ضايقك عدم عرض المسلسل على القنوات الأرضية؟ 

}} أعتقد أن القنوات الفضائية موجودة فى كل بيت فيه تليفزيون الآن والقنوات الفضائية لا تصل فقط إلى الجمهور المصرى بل العرب فى كل مكان وهذا ما يعنينى أما مسألة النجاح فهى متروكة لحكم الجمهور والنقاد بعد العرض وليس قبله. 

·         وماذا عن ردود الأفعال بعد الأيام الأولى من العرض؟ 

}} الحمد لله، ردود الأفعال كانت رائعة ونقاد كثيرون شكروا فى المسلسل ونسبة المشاهدة كانت رائعة ولمست ذلك من زملائى وأصدقائى وجيرانى. 

·         هل أصبحت مرتاحاً لمكانتك السينمائية التى وصلت إليها فى السنوات الأخيرة؟ 

}} (ضاحكاً) الحمد لله.. كنا فين وبقينا فين.. أصبحت لى أفلامى التى أتحمل مسئوليتها وأصبح هناك المنتج الذى يتحمس لى ويعطينى فيلماً ويراهن على اسمى وحققت نجاحات كثيرة فى السنوات القليلة الأخيرة. 

·         لكن كثيرًا من أفلامك لا تحقق إيرادات كبيرة، هل يحبطك هذا؟ 

}} أنا أراهن على قضايا وموضوعات وأفكار جديدة، وفيلم مثل «قص ولزق» حقق إيرادات جيدة ونجح مع النقاد وفاز بجوائز مهمة فى مصر وخارجها، وفيلم مثل «نقطة رجوع» كانت إيراداته مناسبة ونجح مع النقاد لكنى لا أنكر أن بعض أفلامى مثل «الشياطين» لم يحقق النجاح المرجو وهذا لأسباب خاصة بالدعاية وتوقيت العرض. 

·         أعرف أنك اختلفت مع الفنانة والمنتجة إسعاد يونس بسبب فيلم «الشياطين» لماذا؟ 

}} رمضان كريم.. ولا أحب أن أخوض فى مشاكل وخلافات مرت، لكنى تعلمت من هذه التجربة الكثير. 

·         لكنك فقدت فيلم «ميكانو» بسبب هذه الخلافات معها؟ 

}} خيرها فى غيرها، وصحيح أنى أحببت هذا الفيلم وتحمست له وشجعت أنغام على الموافقة عليه وكان مشروعى لكن الشركة المنتجة أعطت الفيلم لغيرى وأتمنى التوفيق للجميع. 

·         هل يمكن أن تعود لأفلام البطولة المشتركة بعدما وصلت إلى البطولة المطلقة؟ 

}} فيلمى الأخير «نقطة رجوع» أعتبره بطولة مشتركة مع نور، وأهم وأنجح أفلامى الأخيرة كانت بطولات مشتركة مثل «سهر الليالي» و«ويجا» و«قص ولزق» كان مع حنان ترك وأنا مؤمن بفكرة أن العمل الفنى عمل جماعى وأحب أن أعمل مع أقوياء ونجوم لهم حضورهم وهذا يكون فى مصلحتى. 

·         وماذا عن مشروعك المقبل مع منى زكى فى فيلم «أسوار القمر»؟ 

}} أتمنى أن أعمل فى هذا الفيلم مع منى زكى والمخرج طارق العريان وأنا متحمس له بشدة لأنه عمل مميز ومختلف. 

·         وماذا عن شركة الإنتاج التى أسستها؟ 

}} هى شركة لإنتاج البرامج التليفزيونية ويمكن أن نقدم أعمالاً فنية إذا توافرت الظروف والفضل فى إدارة الشركة لصديقى طارق الشورى الذى أعتمد عليه فى كل ما يخص الشركة. 

·         هل يمكن أن تعود إلى تقديم برامج تليفزيونية كما فعلت فى السنوات الأخيرة؟ 

}} تقديم البرامج فن مثل التمثيل وقد أحببت التجربة ومستعد لتكرارها إذا وجدت فكرة جيدة وجديدة. 

العربي المصرية في 23 سبتمبر 2008

 

الأصل مصرى.. والصورة تايوانى فى عشوائيات الدراما

محمد جمال 

سؤال يفرض نفسه على «مشاهد رمضان»: هل الكتابة الدرامية فن له قواعد ومرتبط بخبرة الكاتب الحياتية، بحيث تنصهر «المعايشة» مع الحرفية لتضع لنا فى النهاية حدوتة بها قدر من المصداقية؟ أم أن الكتابة الدرامية مجرد «سبوبة» ولا عزاء لحق لمشاهد، رغم أنه لا ينفصل عن حقوق الإنسان؟! 

المقدمة السابقة أكتبها وأنا أتأمل عشوائيات القاهرة التى عايشت ملامحها من خلال تحقيقات المنوعات الصحفية التى جذبتنى بصورها الإنسانية الصادقة التى لا تتجمل، ومنها «اسطبل عنتر» و«عزبة خير الله»، وبطن البقرة فى مصر القديمة فى البساتين، والسيدة عائشة، والتونسى، والأباجية، وعزبة النصر، وعزبة أبو قرن، ومجرى العيون، وأخيراً «الدويقة» ومنشأة ناصر! 

هذه العشوائيات يجب تنظيم رحلة للسادة كتاب الدراما إليها للوقوف على أحوال البشر فيها أحوال (الناس اللى تحت).. (المهمشين).. (ساقطى قيد الحكومة)! 

للأسف ما عرضته عنهم (الدراما الرمضانية) يجعلنا نتأمل حياتهم بشكل أقرب للفانتازيا، وليست التراجيديا، وإذا كنا انتقدنا مبالغة الممثلات فى (الماكياج) فى مقال سابق.. والميل إلى (المثالية والملائكية) فى مجتمعات.. العنف.. والتحرش.. والاغتصاب.. والقتل، والبلطجة هى من مفردات قاموسها الحياتى. 

فهذه المرة نتناول كاتب الدراما المسئول عن عرض العشوائيات وأطفال الشوارع.. والمهمشين.. وكأنهم (كيس الفشار) الذى يتسلى به أبناء الذوات أمام الشاشة! 

وأعتقد أن الكاتب هنا يميل إلى «تجميل» واقع قبيح والنتيجة (عمل مُشوه) بل عمل به قدر من «الموالسة» مع الحكومة، حتى لا تنتبه إلى خطورة هذه الأماكن، وهى أحزمة ناسفة بالجريمة وكان الأحرى تقديم العشوائيات بشكل تحريضى واستفزازى وبدون تجميل.. لتغيير هذه الصورة حيث لا فقر بل لا حياة آدمية ولا كرامة الإنسان! 

ومن يريد أن يتفرج فليذهب إلى الأماكن التى أشرت إليها أو يذهب إلى «زرزارة» و«الزرائب» فى منشأة ناصر، حيث البشر مع جامعى القمامة مع الكلاب الضالة مع الخنازير يعيشون تحت تهديد دائم بغضبة الجبل.. هل فكر أحد كتاب الدراما باختراق هذا المجتمع؟. 

ولا أدرى إن كان المخرج وكاتب الدراما هما المسئولين عن حالة «البهرجة» التى ظهرت عليها ممثلات مسلسلات العشوائيات مثل (مى كساب) فى مسلسل «هيما»، أو داليا البحيرى (شروق) فى مسلسل «بنت من الزمن ده» وهند صبرى (سكرة) فى «بعد الفراق»، ودنيا فى «قلب ميت» وغادة عادل «بسمة» بائعة الشاى المطحونة، والتى اجتهدت فى الانقلاب على صورتها النمطية المعتادة، وهى محاولة تحسب لها كممثلة، دون أن تصل بها إلى تجسيد «فتاة العشوائيات» بحق! 

إن الدراما أصبحت اليوم سلعة استراتيجية، وسلاحاً مؤثراً، ومؤخراً رأينا تركيا، وهى تلعب دور الوسيط بين دمشق وتل أبيب، وفى نفس الوقت تكتسح المنطقة العربية من خلال مسلسل درامى «نور» وبممثل وقع فى غرامه مئات بل آلاف الصبايا والنساء من القاهرة حتى مراكش! وهو الأخ (مهند) الذى أطلقت عليه بعض الصحف فى الخليج «خراب البيوت»! وتفسير ما حدث لا يخلو من أصابع السياسة، ولتكن الدراما هى رأس الحربة، ولسنوات طويلة، كان للدراما المصرية بحق «الريادة» بل كانت «البساط» الذى يجمع كل الأشقاء مهما كانت خلافاتهم، اليوم لم نعد بمفردنا الذين نقف على «البساط» هناك آخرون يقفون معنا، ولا يتغنون بأمجاد الماضى، بل يركضون نحو المستقبل وفرضوا أذواقهم وتقاليدهم علينا! 

وبعد، فإذا كانت الدراما هى من تطهير النفوس، فالكتابة لها يجب أن تتطهر من «السبوبة» و«الاستسهال» لمجرد زيادة الحلقات، وعلى كاتب الدراما الذى يتناول حياة المهمشين، عليه أن يتقى الله فى إخوة لنا يعيشون اليوم بيننا وغداً قد تبحث الكلاب البوليسية عن أشلائهم بين صخور الجبل الغاضب، بينما نحن فى غيبوبة أمام الست «شروق» والست «بسمة»، والست «سكرة»! وهن يقدمن صورة من تايوان عن «عشوائيتنا الحزينة»! 

العربي المصرية في 23 سبتمبر 2008

المصرية في

01.09.2008

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)