كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مقعد بين الشاشتين

قلب ميت.. وهيما مسلسلان عن الفقراء.. وزمانهم!

بقلم : ماجدة موريس

دراما رمضان

2008

   
 
 
 
 

* هل تعرفون "رضا" و"هيما"؟.. إنهما بطلان من أبطال رمضان الآن. يعلنان عن انقلاب في الدراما التليفزيونية وصعود الشباب إلي بؤرة الاهتمام فيها بعد أن كان الجيل الأكبر هو البطل وحده ولسنوات مضت.. ولقد بدأ النصف الثاني من شهر رمضان الكريم ووصلت معه المسلسلات التي نتابعها إلي اكتمال نصفها الأول يوم الاثنين الماضي وقت كتابة هذا المقال. ولم يعد هناك جدل كبير حول أهمية بعض الأعمال خاصة علي السيرة الذاتية "عبدالناصر" و"أسمهان" واتسع الوقت لرؤية أفضل الأعمال الأخري اجتماعية بالدرجة الأولي تغوص في الشآن الداخلي المصري خاصة مع عرضها المكثف بفعل انطلاق باقة "NTN" المصرية التي قدمت باقتها الخاصة إضافة إلي خمس باقات للمشاهدة لقنوات مصرية خاصة جديدة هي بانوراما 1 و2 والحياة 1و 2 وثلاث شبكات سعودية خاصة أيضا هي "ART" والأوربت وروتانا. أي أن لدينا 13 قناة مخصصة لعرض المسلسلات فقط هذا الشهر "وبعده بالطبع" إضافة إلي العروض المفرطة في القنوات العامة ومن هنا أصبح من السهل علينا اللحاق بأي مسلسل من الأعمال المشتركة علي هذه الباقات أو أغلبها.. ومن هذه المسلسلات اثنان يتشابهان في بعض النقاط هما "قلب ميت" و"هيما".. الأمر الأول لأن بطلها الأول هو شاب خريج جامعة ويبحث عن عمل.. وثانيا لأنهما يدشنان جيلاً جديداً من كتاب الدراما التليفزيونية الشباب وهما أحمد عبدالفتاح مؤلف "قلب ميت" وهذا هو عمله الثاني وبلال فضل مؤلف "هيما" أو سنوات الضحك والدموع وهذا هو عمله الأول.. وثالثاً أنهما يضعان مشاكل الشباب وقضاياهم في الدرجة الأولي بالطبع من اهتمامات هذه الأعمال وليست مشاكل سواهم من الكبار وبالتالي ما يفرضه هذا من صعود نجوم جدد إلي الأدوار المحورية التي كانت شبه محجوزة لنجوم ونجمات السينما الكبار.. وحتي الآن بالطبع أما رابعاً فهو عنصر القدرة التعبيرية لهؤلاء الكتاب الجدد مع اختلاف الأسلوب مع هضم لغة وأساليب آبائهم اجتماعياً وفنيا مع طرح جديدهم في التعامل مع الحياة بأساليبهم التي قد لا تكون مختلفة كلية ولكنها متدرجة ولها خصوصيتها في الانتقال من "حسن النوايا إلي الصدام واستخدام القوة للبحث عن الحقوق أو رد المظالم. أما الأمر الأخير فيما يخص هؤلاء الكتاب الجدد للدراما التليفزيونية فهو وصولهم إلينا عبر مخرجين كبار من أجيال أسبق. سواء جمال عبدالحميد مخرج "هيما" أو مجدي أبوعميرة مخرج "قلب ميت" رؤيته الجميلة من خلال الكتابة والاخراج وهو أمر وارد في السنوات المقبلة ولكن التعاون بين الأجيال أيضا هو حلقة مهمة في الابداع نكتشفها من خلال اختلاف طريقة التعبير بين "قلب ميت" بواقعيته الصادقة وبين "هيما" بسخريته وقدرته علي انتزاع الجمال من القبح والابتسامة من القتامة.

رضا.. وقلبه الميت

* يطرح "قلب ميت" الذي يقوم ببطولته شريف منير. وهو أكبر من عمر البطل "رضا أبوشامة" بسنوات إلا أنه يعوض هذا بحضوره المتألق بعد غياب طويل عن الشاشة الصغيرة وبمقدرته العالية علي استيفاء متطلبات دور صعب لشاب جامعي عاطل في حي شعبي يستخدم ذكاءه وقدراته العالية في أداء الخدمات للآخرين وفي تخليص مباريات عليها رهانات في المقاهي وملاعب الكرة. ويتطور الأمر به إلي تخليص سباقات السيارات السرية بالقرب من مطار القاهرة والتي يقيمها شاب من عائلة كانت ثرية. احترف أعمالاً جديدة من البيزنس يعتمد فيها علي شباب قلبة ميت مثل رضا الذي يفوز بالسباق ولكنه يتحول لكبش فداء لصاحبه حين تتدخل الشرطة فيقبضون عليه ويستكمل المؤلف تقديم عالم بطله سواء أسرته الأم "سميرة عبدالعزيز" والأب رئيس العمال في شركة مقاولات "جمال إسماعيل" واخوته وخطيبته حنان التي أحبها منذ صغرها والتي تسكن بالمسكن المجاور في حارة يعرف كل الناس فيها بعضهم بعضها ولكنها تختلف عن حارة زمان أو حارة نجيب محفوظ فلم تكن هذه الحارات هي ملتقي الشباب المتعلم العاطل والباحث عن أي خيط للنجاة.. حتي لو كان ركوب البحر في مغامرة مميتة كما فعل "سلامة" صديق رضا الوفي.. تتطور الأحداث حين يجد رضا نفسه في وضع الدفاع عن أبيه الذي اتهم ظلما بغش مواد البناء لأنه رفض الغش ومسايرة المقاول وعصابته وتقوده هذه الواقعة للارتباط بالفتاة التي تقدم الشاي لعمال الموقع "بسمة" والتي شهدت بالحق فأصبحت مطرودة ومطاردة هي الأخري "قامت بدورها غادة عادل في دور مختلف يحسب لها كممثلة قبل النجمة" ومازالت الأحداث مستمرة في عمل يتميز بسرعة الحدث وديناميكية الكتابة وقدرة مخرجه علي الحفاظ علي ايقاع متدفق خاصة في المشاهد الخطرة كسباقات السيارات التي استعان فيها بخبراء وتلك خطوة جيدة في الاعتراف بأهمية التخصص الفني الذي يضيف للعمل مصداقية أعلي.

"هيما" ومغامراته مع الصندوق

* ويقدم مسلسل "هيما" صورة أخري للشباب والعمل والبطالة في مصر الآن لكن من خلال تحديد للمكان الذي تدور فيه الأحداث وهو جزيرة الوراق التي كانت موضع صراع في العام الماضي بين الأهالي والمستثمرين والحكومة "ومازال الحال علي ما هو عليه" ويختار المخرج الفنان جمال عبدالحميد أسلوب التراجيد كوميدي. أو أنه اختيار نوع النص الذي كتبه بلال فضل. فيفلح في انتزاع ضحكاتنا من كم المرارة والغلب الذي يعاينه بطل المسلسل هيما "أحمد رزق في أولي بطولاته التليفزيونية" خريج كلية السياحة والذي يفشل في العمل مرشداً سياحياً بل وفي فعل أي شيء في تخصصه حتي بيع الأحجار الأثرية يفشل فيه بفعل رفض الذين سبقوه في هذا العمل في مشاركتهم لقمتهم فيتهمه أحدهم بخطف مجموعة سياح قبل أن يثبت أنها مكيدة لابعاده من الأهرامات وأرضها الواسعة وعندما يعاند يتضح له أن الحصول علي رخصة للعمل يحتاج لاتاوة كبيرة لا يقدر عليها فيبحث عن عمل آخر ويسعد بإعلان عن الصندوق الاجتماعي للخريجين ويذهب ومعه مشروع فيفشل في مقابلة المسئول مراراً وعندما ينتظره ليشكو إليه موظفيه يتعرض لبطشهم الشديد ولا ينقذه إلا وجود مندوبة قناة فضائية ومعها الكاميرا ويحاول المسئول الخروج.. الورطة بعد إذاعة التقرير بدعوة هيما ومندوبة القناة بزعم حل مشكلته لكن هيما يكتشف أنه يبيعه الوهم.. أجل تبييض صورة الصندوق وأن عليه احضار عشرات الموافقات المستحيلة قبل أن يحصل علي أرض لزراعتها.. ولأن الجميع كان ينتظره وينتظر الفرح معه بعد أحزان عديدة فإن هيما يعجز عن شرح ما حدث تاركا الفرحة تلبس الجميع سواء الأم "عبلة كامل" أو الأب "حسن حسني" أو الجدة "احسان القلعاوي" والشقيقات والأشقاء الذين يبحث كل منهم عن سبب يخرجه من الاحباط المتنوع علي كل لون.. يتمتع الحوار ببلاغة في مواقع متعددة وبقدرة عالية علي وضع الهزل في قالب الجد واختيار المفردات الدالة علي عكسها في إطار يلخص علاقة البطل وأهله بما يحدث الآن في بلدهم وحيث تقول كلمات التيتر الأخير: وها تعمل إيه في الحياة يا قليل البخت والحيلة.. عبلة بلا مال ومالك في الحياة لزمة.. ها تعيش عواطلي وتتشيع في ترحيلة.. في دنيا ضرباك في عز الأزمة بالجزمة.

magdamaurice1@yahoo.com

الجمهورية المصرية في 18 سبتمبر 2008

 

ليل ونهار

ضرباك بالجذمة !!

محمد صلاح الدين 

* الشرفاء ما ينفعش ينحرفوا.. ما يعرفوش.. وحتي اذا غلطوا مرة وجربوا فلن يفلحوا.. لأنهم سيصبحون كالكومبارس.. منحرفين هفأ.. ضيعوا عمرهم وشرفهم علشان تلاتة تعريفة.. أو حتي شوية فلوس عبيطة مسيرهم يضيعوا.. ويبقوا رقصوا علي السلالم!!

هذه المعاني وغيرها تطرح بقوة في المسلسل الممتع "شرف فتح الباب" للمؤلف الحاذق محمد جلال عبدالقوي المشغول دوما بقضايا الحلال والحرام.. وعنده حق طبعاً.. ولذلك شممت رائحة قيمة "المال والبنون" خاصة فيمن سرق عشان أولاده "يوسف شعبان". وفيمن حافظ علي شرفه مع فقره "عبدالله غيث" فنجح أولاده! ولكن القضية هنا شائكة أكثر وتلائم عصر العولمة الذي نعيشه. والازدواجية الهائلة التي نتعاطاها. مثل الذي يحافظ علي صلواته ويرتشي. أو يمسك السبحة ويفتح الدرج. ويمكن يحجز بنفس الفلوس لأداء العمرة. أو في مسخرة موضة "عبادة الأبناء" الجديدة.. فيصعب عليك ان تتركهم يكافحون مثلما كافحت.. فتوفر عليهم الكفاح. وتدخل أنت نار جهنم وبئس المصير!!

العمل يمتعك بأداء يحيي الفخراني المتغير شكلاً ومضموناً في لعبة التمثيل المشوقة.. من حركة وايماءة وخلجات تجسد الشخصية وتعطي تصوراً فائق الجودة عن الدور يستحق عليها جائرة التمثيل التي حرموه منها العام الماضي لأسباب مضحكة! ينفعل بهذا العرض الشيق معه المخضرمون: هالة فآخر وأحمد خليل وشعبان حسين في أجمل أدوارهم.. وكذلك أبناء الأستاذ شرف الذين يثبتون أن يكون أهاليهم فنانين أو من الواسطة التي لا تنفع لا في الفن ولا في الرياضة!

ورغم مجهود المخرجة رشا شربتجي الواضح في الصورة.. الا ان المسلسل يعيبه المط والتطويل في أكثر من حدث منها الاعداد للعملية والسجن والجو البوليسي.. وهي مصيبة كل الحلقات الثلاثينية التي تقطم وسط من يتابعها.. فمن يرحما ويقسم شهر رمضان علي نصفين. لكل منهما عملاً جديداً كما كان يحدث في الماضي!!

* يجيء ثاني الأعمال الملفتة للنظر في هذا السباق تحفة مجدي أبوعميرة "قلب ميت" للمؤلف السينمائي الشاب أحمد عبدالفتاح.. والذي يغوص في الحارة المصرية التي أصبحت عنيفة هي الأخري بلا مبرر. رغم أنها لا تعرف شيئا عن العولمة ولا يحزنون.. ومع ذلك تزاوجت البلطجة مع الجدعنة في صورة شاذة ومحيرة.. وهي ازدواجية أخري لا نعرف كيف تسربت إلي هذه الطبقة المطحونة.. ومع ذلك يدين العمل وبوضوح طبقة الأثرياء "فايق عزب وأحمد هارون" ويعول عليهم افساد الطبقة العاملة الشقيانة.. وهو تفسير فيه قولان.. فالذي يتم افساده لابد ان يكون لديه الاستعداد لتلقي هذا الفيروس بشكل أو بأخر.. أو لديه بذرة تحتاج لمن ينميها ويرعاها!! لذلك كان الوجه الآخر المضيء في هذه اللعبة لبسمة "غادة عادل" الأكثرهم طحناً. ومع ذلك تقاوم بشرف حتي لو أمست ضحية طوال الوقت.. وقد أدت غادة الدور بهدوء وتلقائية وبلا أي افتعال ممجوج يحسب لها!!

ومثل كل حواديت رمضان يقع العمل في المط والتطويل. بل وفي الميلودراما الفاقعة. خاصة في حلقات موت الشاب الصغير كريم "هيثم محمد" الذي أبكي الجميع وان كان فرصة لتفجر أداء متميز لرضا "شريف منير" وأبوشامة "جمال اسماعيل" والأم "سميرة عبدالعزيز" وحتي الأخت "مني هلا" وصديقة الشاب "ميار الغيطي"!!

* من التترات العبيطة والمسيئة والتي تثبت مجددا انها اختلفت كثير عما كان. وتحمل انفعالا سخيفا ومباشرا ليس مطلوبا في وظيفة هذا اللون المستحدث من الفن قول أغنية "وحاتعمل ايه ياقليل البخت والحيلة.. في دنيا ضرباك في عز الأزمة بالجذمة" بقي دا كلام؟!

Salaheldin-g@Hotmail.com

الجمهورية المصرية في 18 سبتمبر 2008

 
 

إلهام شاهين.. تطرح سؤالا: أيهما أفضل في حياة الإنسان.. المال أم الأسرة

ليس هناك تشابه بين قصة الأمس ونصف ربيع الآخر.... أخاف من بكره.. فكل شيئ له نهاية.... أواصل عادات أمي في شهر رمضان

قدري الحجار

تري ان الفن رسالة لابد ان تصل لجمهورها في أكمل وجه بلا تجميل أو تزييف خاصة في القضايا التي تطرحها من خلال أعمالها التليفزيونية وتحمل علي عاتقها هموم المجتمع استطاعت ببساطتها وتلقائيتها وتاريخها وأعمالها الناجحة ان تجعلها علامة من علامات الفن المصري ولذلك تراها دائما تختار القضية المهمة.

الفنانة إلهام شاهين تعيش معنا طوال الشهر الكريم من خلال حلقات "قصة الأمس" فماذا قالت عن الأمس.. وماذا قالت عن طقوسها في رمضان؟

·         ماذا في قصة الأمس..؟

** أريد ان انبه الآباء والامهات الذين يسعون إلي تكوين ثروة علي حساب الابناء ويحصدون من ورائها الضياع الأسري والانحراف.

·         إذن قضية التفكك الأسري هي ما تشغلك؟

** نعم فالتفكك باغتراب الوالدين محاولة للاجابة عن سؤال يؤرق كل أسرة عن الأهم في حياة الإنسان.. ا لمال والمركز الاجتماعي أم سعادته الاسرية ونجاح أبنائه حتي لو ارتبطت تلك الحياة بضيق ذات اليد.. وكما يشاهد الجمهور أجسد شخصية زهرة الزوجة المحبة لزوجها وأسرتها والتي تعمل في وزارة الخارجية المصرية الا انها تضطر إلي ترك عملها بعد حصول الزوج علي عقد عمل في الكويت حيث تقضي الاسرة هناك أكثر من 13 سنة تسودها المحبة والحياة العائلية تقرر بعدها الزوجة العودة إلي مصر لرعاية أولادها علي ان يظل زوجها هناك يرسل لها المال لتشتري الاراضي والفيلات والمجوهرات والسيارات الفارهة حتي تكتشف في النهاية انها كسبت المال وخسرت أسرتها بعد ضياع زوجها وأولادها منها.

·         عرض عليك أكثر من عمل لكنك اعتذرت بسبب قصة الأمس.. فما سر تمسكك به رغم الخلافات التي وقعت أثناء التصوير؟

** طرح مشكلة الغربة وبحث الآباء والأمهات عن المال بصرف النظر عن تربية ورعاية الأبناء وضياع القيم وسط البحث عن المال فالابناء يقعون فريسة الادمان والبنات يصبن بالاكتئاب النفسي رغم كثرة المال والمسلسل مناسب جدا لمجتمعنا الحالي الذي يلهث وراء المال ولا يراعي التفكك الاسري الذي ينتج من هذا الموضوع.

كما يحمل في طياته مزايا متعددة أولها عدد الممثلين المشاركين فيه محدود جدا وأحداثه قريبة من المشاهدين أي تعرض المشكلة بشكل جيد ومفهوم للمشاهد ليتأثر به كما اعجبتني القصة نفسها التي تتناول العلاقة بين الرجل والمرأة بشكل شديد العذوبة ومؤلفها هو محمد جلال عبدالقوي الذي قدم ببراعة في هذه الجزئية الاجتماعية البحتة والحمد لله حقق المسلسل النجاح والذي اشعر به من خلال لقائي بالجمهور.

·         ألا ترين ان هناك تشابها بين قصة الأمس وبين نصف ربيع الآخر؟

** الأمر يختلف تماما.. أنا أقدم شخصية الزوجة في قصة الأمس بشكل مختلف فهي تحب بيتها وزوجها وأولادها وتضحي من أجلهم لكنها تثور حينما يتعلق الأمر بكرامتها عندما يتزوج زوجها بأخري وتجعل زوجها يندم لانه تخلي عنها فهي تأخذ حقها في كل الأموال.

زهرة إضافة لي

·         وما سر تسمية المسلسل ب "قصة الأمس"؟

** اختيار الاسم يعود للمؤلف وذلك لان طبيعة وتركيبة السيناريو تقوم علي الفلاش باك.. أو العودة للخلف.

·         وماذا أضاف دور "زهرة" في القصة لمشوار إلهام شاهين الفني؟

** أضاف لي الخبرة من خلال واحدة من انجح المخرجات في التليفزيون وهي المخرجة إنعام محمد علي التي بذلت جهدا مضنيا في عملها وتتفاني فيه ولا تترك شيئا يمر من تحت يديها إلا علي أكمل وجه.

فهي كمخرجة كبيرة أضافت لي الكثير بالاضافة إلي الكاتب الكبير جلال عبدالقوي وهو بلاشك مميز جدا وواقعي يقدم الجديد دائما وأنا سعيدة بلقائي بهذا الفريق الكبير بالاضافة إلي النجوم مصطفي فهمي وأحمد خليل وميرنا وليد وأحمد عبدالوارث ونبيل نور الدين.

·         في رأيك.. هل يشترط الفنان علي المنتج ان يعرض عمله في رمضان؟

** اعتقد ان هذا لم يحدث من الزملاء وبالنسبة لي فلم يحدث مني هذا علي الاطلاق فهي قضية الانتاج وذلك لحرصه علي العرض في رمضان حيث ارتفاع نسبة المشاهدين والتفافهم حول الشاشة الصغيرة ووجود قدر كبير من الاعلانات مما يحقق ربحا ماليا كبيرا بعكس عرض المسلسل في وقت آخر.

·         هناك ظاهرة جديدة وهي عمل بعض الفنانين كمذيعين خلال شهر رمضان فماذا لو عرض عليك العمل كمذيعة في احد البرامج؟

** لا أحب ان أكون مذيعة فأنا أري نفسي ممثلة فقط.

·         ما هي الطقوس التي تتبعها إلهام شاهين في رمضان؟

** هذا العام بالذات يختلف عن الاعوام السابقة فكنت متعودة علي وجود أمي داخل المنزل تشاركني فرحتي وطقوسي وعاداتي وكل شيء في حياتي.. فكانت طوال شهر رمضان تحسنا علي العبادة باستمرار وقيام الليل واذكار الصباح والمساء.. كانت تجعل المنزل طاقة من نور طوال الشهر.. حتي انها كانت تقرأ القرآن بصفة مستمرة حتي وهي تحضر لنا الطعام.. ورغم حزني الشديد علي فراقها إلا اني اتضرع كل يوم بالدعاء لها بالرحمة والمغفرة.. وسوف أقوم بختم القرآن الكريم عدة مرات وكأن أمي موجودة معنا تماما.. سوف أقوم بعمل كل شيء كانت تحبه وتذوقه وأرجو ألا أنسي شيئا من عاداتها الكريمة وحنانها الدائم علي المقربين والفقراء.

أخاف بكره

·         هل القلق والخوف جزء من شخصيتك؟

** الخوف والقلق جزء من شخصيتي لا ينفصلان عني نهائيا.. فأنا دائما أخاف من بكره فكل شيء في الدنيا له نهاية ولذلك عندما أعيش الحب ابقي مش عايزة بكره ييجي أبدا خوفا من ان تنتهي قصة حبي ويسدل عليها الستار واذكر انني في أحد مشاهد مسلسل "بنت أفندينا" كنت أقول للباشا انني حينما كنت فقيرة وأعيش في الحظيرة كنت سعيدة أكثر من الآن فسألني لماذا وانت أصبحت زينب هانم؟ فأجبته أنا دلوقتي عندي حاجات أخاف عليها لكن الأول كنت بنام وأنا مرتاحة لاني ماكانش عندي حاجة أخاف عليها وحقيقي هذا المنطق أنا مؤمنة به جدا في الحياة.

·         هل خوفك من الزمن جعلك تعملين حسابا لغدره؟

** ما ينفعش أعمل حساب للزمن لاني باشتغل سنة وأبطل الثانية فلو عندي فلوس شايلاها باصرفها لما يكون ماعنديش شغل فشغلنا مكلف جدا والفنان بيصرف كثير علي عمله والفن وحده لا يربح لكن ليس لدينا مهنة أخري نؤمن بها حياتنا رغم اننا واثقين وعارفين ان الزمن غدار ومالوش أمان والنماذج أمامنا في الوسط الفني.. لكن ليس بيدي شيء أفعله.

·         هل تجربة الزواج غير الناجحة في حياتك جعلتك أكثر عقلانية؟

** إلي حد كبير أصبحت أفكر بعقلي الآن أكثر من الماضي وان كان هذا الكلام يبدو في مجملة غير منطقي لان الحب من الاقدار التي تصيب الإنسان ولو فجأة ظهر إنسان ودخل قلبي دون ان احكم عقلي فبالتأكيد سوف أحبه دون حسابات عقلية.

الجمهورية المصرية في 18 سبتمبر 2008

 
 

منافسة شرسة بين الوجوه الجديدة:

منة بدر من عائلة فنية جدا... نسرين إمام كشفت عن موهبتها الحقيقية... مباراة حامية بين الشباب في "الدالي"

كتب - أيمن الغزالي

كشفت مسلسلات رمضان عن بزوغ نجم عدد من الوجوه الصاعدة الذين أجادوا في تأدية أدوارهم بشكل غير عادي.. هذه الوجوه ستكون أعمدة أساسية في اختيارات المخرجين للأعمال الدرامية القادمة بعد نجاحهم هذا العام وترديد أسمائهم علي ألسنة المشاهدين بصورة متكررة.

أول هذه الوجوه الجديدة الصاعدة هي منة بدر التي تشارك في مسلسلين الأول "جدار القلب" بطولة سميرة أحمد وإخراج أحمد صقر والثاني "الهاربة" بطولة تيسير فهمي وإخراج محمد أبو سيف وهي محور الأحداث في المسلسل الأخير بسبب شخصية "جاكي" التي ستكون سر كشف جريمة قتل السيناتور الأمريكي "هاريس" لوجود ال C.D معها الذي يكشف أفراد تنفيذ الجريمة.

منة بدر طالبة بالمعهد العالي للفنون المسرحية بالفرقة الثالثة من عائلة فنية والدها بدر تيسير مهندس الديكور ووالدتها المذيعة نانو حمدي وخالتها الفنانة المعتزلة شهيرة زوجة الفنان محمود ياسين ونجلة خالة الفنان الشاب عمرو محمود ياسين ورانيا محمود ياسين زوجة الفنان محمد رياض ودائما ما تلجأ لأي من أفراد العائلة في استشارة بخصوص الأدوار التي ستؤديها وهذا هو سر نجاحها.

مسلسل "جدار القلب" عبارة عن مباراة تتسابق فيها هذه الوجوه الكثيرة في هذا العمل ومعظمهن من الفتيات اللاتي تفوقن علي أنفسهن في أداء أدوارهن وهن ايمي وريم البارودي ومنة فضالي ونسرين إمام والأخيرة كشفت عن موهبتها الحقيقية في التمثيل في دور فتاة الحارة في مسلسل "قلب ميت" أمام شريف منير وهو الدور الذي نشأت عنه مشاكل كثيرة مع الفنانة سميرة أحمد لاعتقادها أن وجه نسرين برئ ولا يصلح لأداء الأدوار الشعبية وأثبتت نسرين إنها كانت علي حق عند إصرارها علي الاشتراك في مسلسل "قلب ميت" وهو ما سيجعلها تقع تحت أعين المخرجين لأداء أي دور وسيخرجها من حصار أدوار الفتاة الجميلة.

مسلسل "الدالي" بطول نور الشريف يشهد مباراة أخري في التمثيل بين الوجوه الصاعدة أحمد صفوت وحسن الرداء ومي نور الشريف وآنين عامر ودينا فؤاد وندي عادل وإيناس كامل وعمرو يوسف ومحمد يوسف.. استطاعت آنين عامر أن تصل إلي النجومية في أقل فترة بسبب أدائها الراقي في المسلسل أمام نور الشريف رغم تعرضها لظلم بسبب قصر الجمل الحوارية في دورها مما جعل المشاهدين لا يشعرون بها ويدور هنا سؤال هل هذا مقصود من الفنان نور الشريف أم لا؟

الوجه الصاعد أيضا الذي ينطلق نحو النجومية المبكرة بسرعة الصاروخ شيري عادل فهمي تشارك في ثلاثة مسلسلات الأول "ليل الثعالب" بطولة فاروق الفيشاوي وإخراج محمد فاضل وتجسد شخصية ابنه شقيقة فردوس عبدالحميد والثاني و"كلمة حق" بطولة ميرفت أمين وإخراج سامي محمد علي وتجسد شخصية بنت ميرفت أمين والثالث "نسيم الروح" وتجسد شخصيته نجلة عثمان باشا وشيري عادل تعتبر فاكهة الوجوه الصاعدة.

ميرنا وليد نجحت في مجاراة نجوم الفن إلهام شاهين في مسلسل "قصة الأمس" وكمال أبو رية في مسلسل علي مبارك ولا شك أن رمضان هذا العام سيجعل لها شأناً آخر.

كريم كوجاك المذيع اللامع بقناة ART فهو يشارك في مسلسلين الأول "قصة الأمس" والثاني "الهاربة" ويجسد فيه شخصية شريف النصاب الذي حصل علي قرض بمعاونة زينب "تيسير فهمي" وهروبه منها بعد الزواج وتعاونه مع مازن الأشول "ماجد المصري" لارشاده عن زينب في صفقة نصب جديدة.. هذا الدور جعله يقفز خطوات كبيرة في طريق مشواره الفني.

المساء المصرية في 18 سبتمبر 2008

 
 

نفـت خلعـها الحجـاب فـي »الفنـار« وانتقـدت حمـى مسلسلات السـير الذاتيـة

صابرين لـ»السفير«: تفاجأت بحذوفات »المنار« ولسنا بحاجة إلى قيود إضافية

محمد حسن/ القاهرة

تتحدث الفنانة صابرين التي سبق وأعلنت اعتزالها، بنبرة مندفعة عن مسلسلها الجديد »الفنار«، هي التي نالت شهرة واسعة في مسلسل »أم كلثوم« وغابت بعدها، تعتبر ان عملها الذي يعرض صرخة في وجه جميع الحكام العرب لتحذيرهم مما يحاك ضدهم للنيل من شعوبهم وخيرات أوطانهم، كما تؤمن ان في حبكته نداء لكل الشباب العربي ليشد من أزرهم في مواجهة أعدائهم »نقول لهم من خلال الصورة الدرامية ان التكاتف من أجل مواجهة الأعداء يكون مجدياً ويحقق النصر«.

ينتقل الحديث بعدها إلى الحذوفات التي نفذتها قناة »المنار« في مسلسل »الفنار«، هي تقول: »كانت مفاجأة بالنسبة إليّ وإلى المخرج، فلم تكن هناك نساء عاريات حتى تتم تغطيتهن، كما أننا لم نضع في مسلسلنا شيئاً يخالف الدين الإسلامي، وكل ما ورد كانت له مبرراته الدرامية، ثم ان طريقة الحذف تُبين أنه تم بشكل جزافي، فلماذا مثلاً حذفوا أسماء الممثلين المشاركين من الشارة واكتفوا باسمي مع اسم المخرج والمؤلف؟ أعتقد ان تصرفاً مثل هذا ليست له أي دلالات دينية أو قومية«.

واضافت صابرين: »طبعاً قناة »المنار« حرة فيما فعلت، ولكن نحن كفنانين لسنا في حاجة لزيادة فرض قيود جديدة علينا، والمعروف دائماً ان المبدع سواء أكان ممثلاً أو مخرجاً لا يحب العبث بعمله، لكن اذا كانت تلك هي سياسة قناة »المنار« فأقول »من حكم في ماله ما ظلم« بشرط ألا يُجار على حق غيره«. وتابعت: »عموماً حذوفات »المنار«، برغم عدم رضاي عنها، لا تزعجني لأنها حاضرة في نسخة القناة فقط، بينما باقي النسخ التي سيتم عرضها في المحطات الأخرى بعد رمضان ستكون بدون تلك التغييرات«.

وعن سبب قبولها بالعودة بعد ان أعلنت اعتزالها، قالت: »تحتاج الأسر المصرية والعربية إلى أعمال هادفة، وكفانا لغطاً، فقد أضعنا عشرات السنين في صناعة دراما تدور أحداثها داخل القصور أو »فيلا« فخمة من دون أن تكون لذلك علاقة بمشكلات مجتمعنا الحقيقية، وما أجمل ان يقدم الفنان عملاً يحمل رسالة قومية في طابعها، دينية في جوهرها«.

وعند سؤالها عن مسلسلات السيرة الذاتية، هاجمت صابرين انتشار هذا النوع من الأعمال برغم أنها قدّمت واحداً من أبرزها: »لا يجوز اعتبار أية شخصية جديرة بأن نحولها الى عمل فني، سبق أن قدمت شخصية أم كلثوم لأنها صاحبة مدرسة فنية وفي رصيدها عطاء كبير جداً يعرفه الوطن العربي كله، كما يقدرها خير تقدير، فقد كانت سفيرة حقيقية لبلدها وصارت رمزاً يحتفى به ولهذا قدمنا عنها مسلسلاً، أما الآن، ومع الأسف الشديد، هناك شخصيات أعتقد انها أقل من أن نرهق المُشاهد لمدة ثلاثين حلقة كي يتابع سيرتها« من دون أن تسمّي مسلسلاً بالاسم .

وعما تردد حول خلعها الحجاب بعدما ظهرت في أحداث »الفنار« مرتدية منديلاً صغيراً ومن تحته تنسدل ضفائرها، قالت صابرين: »هذا لا يعني أنني خلعت الحجاب، قد سبق وأن ظهرت هدى سلطان في مسلسل »أرابيسك« بالشكل نفسه وكانت محجبة ولم يهاجمها أحد، وقد ظهرتُ بتلك الهيئة في »الفنار« طبقا للضرورة الدرامية حسبما كُتبت الأحداث، لكنني لم ولن أخلع الحجاب«. وأشارت إلى ان مشاركتها عكست خياراتها: »أنا منفتحة بشكل لا يغضب ربي، بدليل أنني أقدم هذا العام مسلسلاً اجتماعياً وليس دينياً او تاريخياً، فالمهم ان يوصل العمل رسالة تنفع الناس، وأتمنى ان يكون دوري في »الفنار« قد حقق ذلك«.

وعما قيل حول تدخلها في اختيار فريق العمل المشارك قالت ان المخرج خالد بهجت هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في العمل، »أما رأيي فهو استشاري«.

تعرض المسلسل قناة »المنار« عند ٠٠.٣٠ بتوقيت بيروت

السفير اللبنانية في 18 سبتمبر 2008

 
 

رجل الأمن في الكوميديا السورية...حدِّث ولا حرج!

غالية قباني

منذ سنوات والمسلسلات الكوميدية السورية تنتقد رموز السلطة الفاسدة بأشكالها المختلفة، من إساءة استغلال الوظيفة، الى الكسب غير المشروع من رشاً واستغلال موارد الدولة، الى تجاوز رجال الامن لصلاحياتهم وانعدام شرعية اجراءات التحقيق واستخدامهم التعذيب... وهذه الظاهرة خاصة بالكوميديا السورية تحديداً، من دون الاعمال العربية الاخرى. وقد شهدت في الفترة الاخيرة، زيادة جرعة النقد اللاذع من خلال زيادة جرعة الضحك والسخرية من رموز تلك الفئة وممارساتها، فتفوقت بذلك على اشكال الدراما الاخرى في كشفها للمستور والمسكوت عنه.

بداية لا بد من الاشارة الى ريادة مسلسل «مرايا» في هذا المجال، فهو الذي فتح الباب امـــام الكوميديا المحليـــة في ثمانيـــنات القـــرن العشرين، لتكون طرفاً في النقد والفضح، متكئاً على موروث مسرحي سوري سبقه في هذا المجال، من خلال تجربة مسرح الشوك في السبعينــات وما تلاها من التجربة المشتركة للمســرح الــسياسي بين الفنان دريد لحام والساخر الراحل محمد الماغوط في مسرحيـــات «كاسك يا وطـــن» و «غربــة» و «ضــيعة تشــرين». غير ان تجربة «مرايا» رفعت من سقف النقد اللاذع بعدما أصبحت في متناول جمهور اكبر بكثير من جمهور التجارب المسرحية تلك، خصوصاً مع عرض المسلسل في قنوات تلفزيونية عربية قبل بداية الفضائيات، ثم توافر الحلقات على اشرطة فيديو متاحة لمن يريد اقتناءها، الامر الذي وفر «تغطية مالية» للعمل في حال رفض عرضه من قبل التلفزيون المحلي السوري.

استمرت سلسلة حلقات «مرايا» في زمن الفضائيات، لكن تجربة اخرى خرجت من رحمها وان في شكل اكثر جرأة في تسمية الامور بمسمياتها، والمقصود بذلك حلقات مسلسل «بقعة ضوء»، هذا العمل الجماعي الذي استفاد من حيوية خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية والاصوات المجددة، بدءاً من الكتاب مروراً بالممثلين وانتهاء بالاخراج، وانفتاحهم على التجديد في الشكل والمضمون بكامل العمليات الفنية، بما فيها كلمات الشارة، والموسيقى المتميزة لطاهر مامللي التي كانت بحجم سخرية نصوص اللوحات.

نجح «بقعة ضوء» قي تقديم شخصية رجل السلطة الفاسد ورجل الأمن قامع الحريات، اضافة الى تركيزه على شخصيات اخرى في المجتمع. والآن بعد ستة اجزاء من هذا المسلسل الكوميدي الناقد المتميز، صار العمل من كلاسيكيات الكوميديا التي ثبتت نفسها بقوة بحيث باتت الاسماء من ممثلين وكتاب ومخرجين تطل وتذهب ويأتي غيرها، والمسلسل حاضر في الفضائيات، وان ظلت الاجزاء الاولى هي الاقوى والاكثر تميزاً.

أما آخر الاعمال الكومـــيدية في هــذا المجــال، فهو مسلسل «ايام الولدنة» الذي يعرض الآن على بعض الفضــائيــات، من تألـــيف حكــم البــابا وإخراج مأمون البني. في هذا المسلسل الــــذي جمع اسماء قوية ومتميزة، قدمت شـخصية رجل الأمن بجرأة أعلى، من خلال تصويره العـــلاقـة بيـن مواطـن قضى عمره في قيود المجتمع وسلطاته بتجــلياتها المختلفة. وعندما اراد ان يمارس حياته بحرية يصطدم بموانع أمنية، بدءاً من شكلها البسيط المتمثل برجال الشرطة والدوريات. لكن حجم القمع يتصاعد مع صعود رتبة رجل الأمن، وقد اضاف الفنان باسم ياخور تفاصيل جديدة، خصوصاً بأدائه لهذه الشخصية الكاريكاتيرية التي سحبت الضحكات من القلوب. وفي المقابل تطل عناصر الأمن «الناعمة» التي تتعامل مع الضحية بسياسة وسلاسة، ودهاء ينهي الخصام بهدوء. قدمت الشخصية بأداء جديد على الفنان دريد لحام الذي تميز فعلاً وسط «وحوش الكوميديا» الذين شاركوا في هذا العمل وينتمون لأكثر من جيل.

رجال الأمن والسلطة الفاسدة شخصيات تثير السخرية والضحك في الكوميديا السورية، وقد يفوق حضورها وتأثيرها الاعمال الدرامية الاخرى التي قدمت فسادهم، فالمشاهد بمزاجه الحالي المشبع بأخبار وصور الحروب والكوارث الطبيعية، لا يريد ان يتعايش مع المشهد الأمني بتراجيديا تقلّب عليه الأوجاع. على صعيد آخر، قد يؤثر الاداء الساخر لهذه الشخصيات على رؤية رجال الأمن لأنفسهم، فيصححون من سلوكهم على ارض الواقع. وإذا صحت الاخبار التي تناقلها موقع «العربية»، وتقول ان إدارة الأمن الجنائي في دمشق، تبحث في رفع قضية ضد القائمين على مسلسل «بقعة ضوء» بدعوى تناوله لرجال الإدارة بطريقة لا تخلو من الاستهزاء، فهذا يرجح ان «الاخوة» فهموا الدرس الكوميدي جيداً. وكما يضيف الموقع، «ستكون هذه أول خطوة من نوعها اذ جرت العادة أن يتدخل الأمن مباشرة من دون اللجوء إلى القضاء».

الحياة اللندنية في 18 سبتمبر 2008

 

رمضان بنكهة «يو تيوب»

أمينة خيري 

من الواضح أن الثورة العنكبوتية أبت أن تبقى خارج السباق الرمضاني الإعلامي وقررت أن تثبت هذا العام أنها قادرة على خوض حلبة المنافسة، ليس فقط كلاعب رئيسي، ولكن كطرف يتمتع بقدرات ومميزات تفوق كل ما عداه. إذ بزغ موقع «يو تيوب» في الأيام القليلة الماضية كمنافس بالغ القوة ومتفوق القدرات في العالم العربي.

الطريف أن تنامي الاستخدامات الشعبية لموقع «يو تيوب» حوّله خلال هذا الشهر كذلك إلى أداة ووسيلة في آن لخدمة جموع الصائمين أو الراغبين في المشاركة في العبق الرمضاني. زميلة عراقية مغتربة كانت تشير إلى «يو تيوب» وكأنه فرد من أفراد الأسرة. ولم لا؟ وقد أتاح لها فرصة متابعة وصفات الأكلات العراقية التي لا تتقنها بالصوت والصورة وهي على بعد آلاف الأميال من قريباتها وصديقاتها اللواتي كن يقمن بالمهمة. كثيرون من الشباب اعتبروا الموقع ذاته وسيلة لتفريغ شحنات الغضب في نهار رمضان من وعود رسمية زائفة حول تحقيق سيولة مرورية على غير عادة شهر رمضان في شوارع القاهرة، فصوروا لقطات يقلد فيها أحدهم مسؤولاً كبيراً في إدارة المرور وهو يكشف عن تفاصيل خطة تحقيق «العرقلة المرورية»، وهي اللقطات التي تناقلها الآلاف من المتضررين مرورياً خلال الأيام السابقة. فيلم كرتوني آخر حقق شعبية وانتشاراً كبيرين خلال الأيام القليلة السابقة يصور رجلين عربيين ينتظران غروب الشمس لإطلاق مدفع الإفطار، الذي ما أن ينطلق حتى يهدد الرئيس الأميركي بتطويق هذا العمل الإرهابي، ويلوح سكرتير عام الأمم المتحدة بإرسال لجنة مفتشين دوليين لتقصي حجم تلك الأسلحة ذات القدرة على الدمار الشامل، في حين يؤكد مندوب جامعة الدول العربية أن الجامعة ستتصدى لهذه الهجمة الغربية على العرب. وفي النهاية، يقرر الرجلان الاكتفاء بفرقعة بالون في بيتهما حقناً للمشاكل.

الأكيد أن تقنية «يو تيوب» أتاحت مقداراً أكبر من التدليل وحرية الاختيار للمتلقي الذي بات قادراً ليس فقط على اختيار نوعية البرامج والمسلسلات التي يتابعها تلفزيونياً، ولكن على اختيار التوقيت الذي يشاهدها فيه. وعلى رغم أن التلفزيون التقليدي ما زال يحتفظ باليد العليا من حيث نسب المشاهدة والقدرة على جذب المشاهدين وخلق بيئة اجتماعية مصاحبة له من أكل وشرب وجلسة مريحة وجمع حاشد من الأهل والأصدقاء، فإن مستقبل الشاشة الرمضانية ليس مضموناً في ضوء الاختيارات والتنويعات، والأهم من ذلك قدرة المشاهد على تحديد ماذا يشاهد ومتى!

الحياة اللندنية في 18 سبتمبر 2008

 
 

فنون

أولاد القيمرية

خروج عن نمطية مسلسلات الحارة الشامية

عمّار أبو عابد: دمشق

وسط موجة المسلسلات ذات النكهة الشامية الشعبية، يتميز ''أولاد القيمرية'' بأنه لا يروي حكايات الجدات، بل يركز الانتباه على قراءة المجتمع الدمشقي في الحقبة العثمانية. ويسلط الضوء على الفساد المستشري والعلاقات الاجتماعية.

يعتبر النجم عباس النوري أن ''أولاد القيمرية'' مشروعه الخاص، وأنه يشكل اقتراحاً بصرياً لرواية كتبتها زوجته عناد الخالد، وشارك هو مع حافظ قرقوط بكتابة السيناريو والحوار، ويعتبر أن ''أهمية هذا العمل تكمن في تناوله إدارة الدولة العثمانية التي حكمت بلاد الشام في نهايات القرن التاسع عشر، والفساد الذي كان مستشرياً في مفاصل تلك الإدارة''.

ويشرح النوري حيثيات مشاركته في كتابة سيناريو العمل: ''لا أطرح نفسي ككاتب، فأنا مجرد محاول، وحتى كفنان فأنا أجرب، وأقدم وجهة نظر قابلة للحوار والنقاش. والتجارب الفنية في النهاية اقتراحات''.

ويكرر تأكيده على أهمية ''أولاد القيمرية''، قائلاً إن ''هذا العمل هو رؤية تاريخية حقيقية لأحد أهم أحياء دمشق القديمة، وهو الحي الذي ولدت فيه. فالعمل يمثل نسيجاً اجتماعياً حقيقياً، وينتمي إلى مكان وزمان محددين. ونشاهد فيه شخصيات حقيقية تشبه الكثير من الناس الذين مازالوا موجودين بشكل ما''.

يرفض النوري أن يُعد مسلسله مجرد عمل تاريخي، ويقول: ''إن أولاد القيمرية يتحدث عن قضايا لا تزال ملحة في وقتنا الراهن، ويعاني منها مجتمعنا بشكل كبير. فنحن، وللمرة الأولى، نقدم في العمل الشامي صورة عن كيفية إدارة البلاد على المستوى السياسي، ونعكس الحس القومي لأبناء الشام في العهد العثماني. ويكفينا في هذا العمل الصدق والالتصاق بالواقع والتعبير عنه دون أي زيف''.

وإذا كان عباس النوري يؤدي شخصية عبد الله الذي يحارب الفساد ويتصدى له بكل قوة، فإن الفنان المخضرم رفيق سبيعي يشكل المحور الرئيس في العمل، من خلال شخصية أبو كامل، الحنون جداً، لكنه قاس في بيته، ويحمل سلبيات عديدة، وفي علاقاته مع التجار والناس يخالف الكثير من الأحكام الشرعية من دون أن ينتبه.

يتحدث رفيق سبيعي عن المسلسل وشخصيته فيه، فيقول: ''مسلسل ''أولاد القيمرية'' يختلف عن بقية المسلسلات، كونه لا يعتمد على تقديم الفولكلور الدمشقي أو البيئة الشامية، بل يعمد إلى تصوير علاقات الناس في ما بينهم، ويعكس حالة التجار وأخلاق بعضهم في الحقبة العثمانية. ونظراً إلى أن دمشق بلد التجار منذ القديم، وتجارها معروفون بسمعتهم، فإن المسلسل يعكس بنبض حي حياة دمشق كتجارة وكعلاقات إنسانية، وكيفية تعامل الناس مع بعضهم البعض''.

يضيف سبيعي: ''أعتقد أن هذا المنحى يعطي العمل زخماً، إضافة إلى أنه يجسد علاقة ابن البلد بالسلطة الحاكمة، وكيف كان يتصرف ويقف في وجه الخطأ ليقدم صورة حقيقية نظيفة ومشرفة عن ابن البلد الحقيقي''.

يتردد الفنان المخضرم رفيق سبيعي في وصف عمله كممثل تحت إدارة ابنه المخرج سيف سبيعي، يقول: ''شهادتي في سيف مجروحة، لكني مثل الكثيرين اعتبر مسلسل ''الحصرم الشامي'' الذي أخرجه العام الماضي من أهم ما قُدم من أعمال البيئة الشامية. وأنا فخور بسيف الذي يستطيع أن يحمل اسمي، ويكمل مسيرتي''.

ويعتبر رفيق سبيعي ''أن التجارة أصبحت تتدخل في كل شيء، حتى في الإنتاج الدرامي. لذا، بات مألوفاً تقليد البضاعة الرائجة، وشركات الإنتاج هي التي تسعى وراء المسلسلات التي تصور البيئة الشامية القديمة، بعدما لاقت إقبالاً من الجمهور. وهناك المحطات تفرض ذلك، علماً أن الإبداع لا يقف عند هذا الحد الذي يصبح تقليداً في ما بعد، لأن الإبداع هو ابتكار الجديد، والدليل أن مسلسل ''أيام شامية'' عندما عرض لفت الانتباه كثيراً، وجاءت بعده قافلة من الأعمال. وعلى العموم أنا سعيد جداً كون الدراما التلفزيونية السورية استطاعت بناء مكانة لنفسها. وأتمنى أن نركز على إنتاج أعمال سينمائية سورية جيدة، ما دمنا قد نجحنا في الدراما التلفزيونية''.

أما المخرج الشاب تامر اسحق فيتعاون فنياً مع مخرج العمل سيف سبيعي، وهو يؤكد أن العمل يتميز باعتماده على حقائق عاشتها دمشق وعلاقتها بالسلطة العثمانية وعلاقة ''الحكمدارية'' والموظفين والمثقفين في دمشق التي كانت بيئة للثقافة والعلم، وهذا التنوع بالإضافة للخط الاجتماعي يقدم نسيجاً حقيقياً لهذه البيئة في وقت من الأوقات. والمشاهد لم يعتد على رؤية هذا النمط وإنما اعتاد حكايات الجدات، و''أولاد القيمرية يخرجه من هذا الجو وينقله إلى عالم أوسع أقرب إلى الحقيقة''. ويضاف إسحاق: نحن ندرك أن هناك منافسة في أعمال شامية أخرى، لكننا نعمل بجهد وتميز بغض النظر عن وجود هذه الأعمال، ونتمنى أن يرضي العمل كل من سيتابعه''.

ويقول الفنان فادي صبيح المشارك في العمل: ''حاولت أن أقدم الشخصية بطريقة مختلفة عن الطريقة النمطية، فرجل الدين هنا يضحك ويغضب ويعيش ككل الناس''. ويلفت إلى أن ''أولاد القيمرية'' يختلف عن غيره من الأعمال بقصته وأسلوب سرد الحكاية. وأعتقد أنه يشكل قفزة مهمة في هذا الشكل من دراما البيئة الشامية''.

يشارك في هذا العمل نخبة من النجوم السوريين بينهم: خالد تاجا، حسن عويتي، ناجي جبر، أمل عرفة، هاني الروماني، سناء دبسي، أيمن رضا، زهير عبد الكريم، محمد خير الجراح، يارا صبري، سلافة معمار، رامي حنا، سوسن أرشيد، قيس الشيخ نجيب. ويعرض على قناة ''أوربت'' المسلسلات.

الإتحاد الإماراتية في 18 سبتمبر 2008

 
 

باستثناء بعض المسلسلات

الشاشة في رمضان <كرسي حكواتي>

محمد صالح أبو الحمايل

من الجيد بل والمطلوب أن يكون شهر رمضان المبارك مناسبة لإظهار الفن والإبداع في جميع المجالات الفكرية والثقافية والتاريخية، بعروض محلية تبرز القدرات العملية في تلك المجالات، ومدى التطور والتقدم الحاصل في هذا المجال لدى العاملين فيه، وخلال السنوات الماضية قدم التلفزيون العربي مجموعة من المسلسلات التاريخية والترفيهية شدت الجماهير إليها بنسب كبيرة، ولكنها لم تضف الشيء الكثير إلى الثقافة الجماهيرية، ولعل حاجة الصائم إلى الإسترخاء بعد يوم الصوم، هو ما يبرر ويسمح لمرور أعمال سطحية ومواقف متناقضة واحياناً تبني مواقف غير أخلاقية وتبريرها كرمى لعيون البطل النجم، هذه الرتابة في مواضيع المسلسلات الرمضانية، لا بد وان تدفعنا إلى البحث في حقيقة الفن التلفزيوني وصناعته، وهل ان التلفزيون العربي يتطور في هذاالمجال، هذه المسلسلات تشير إلى عكس ذلك تماماً، ما عدا بعض المسلسلات التاريخية <العربية السورية> خاصة التي استعانت بالخبرات الفنية الأجنبية، أما ما عداها، فقد حول هذه الصناعة الفنية إلى <كرسي حكواتي> يجتر قصصاً وأحاديث باتت مجموعة، ويسعى غالباً إلى السطو على روائع فنية وأدبية عالمية فيشوهها ويجردها من فكرتها الأساسية ومراميها الإنسانية والأخلاقية، كما هو حاصل مع مسلسل <بنت من الزمن ده>

المأخوذ عن إحدى روائع <برنارد شو> والمقتبس للسينما تحت عنوان <سيدتي الجميلة> وتتلخص تلك القصة في رهان عالم إنسانيات مع صديق له ان البشر جميعاً متساوون، وأنه يستطيع أن يجعل من فتاة تسرح في الشوارع وتتكلم الإنكليزية بسوقية، إلى سيدة مجتمع مفضلة، أما كاتب سيناريو المسلسل العربي، فرغم بلادته الفكرية وانعدام ملكة الإبداع لديه، فإنه يصب جام غضبه ونقده على القيم الغربية ويدعي إمتلاكه الحصري لهذه الفكرة، بعملية تزوير وقحة، ويستمر المسلسل بحوارات سوقية رغم أنه لا يبخل بعرض صورة المجتمع السفلي لتجمعات الحثالة في مصر وكأنه لا يوجد في مصر غير تلك التجمعات العشوائية البائسة؛ ثم يأتي مسلسل <يحيى الفخراني> <شرف فتح الباب> ليعرض لأخلاقيات الأمانة والسطو على المال العام، وليبرر فعلة السطو على المال العام بالظلم الذي لحق بالبطل المحبوب من قبل الشركة التي يعمل فيها، لكنه لا يغفل المأساة العائلية التي أحدثتها فعلته،مع استمرار التأكيد على أن المختلس هو في النهاية ضحية ومظلوم، تلك هي القيمة الأخلاقية التي يراد الترويج لها من خلال هذا المسلسل، المسلسل المتميز الذي يقدمه التلفزيون العربي، رغم عدم مغادرته لدائرة الحكاية هو مسلسل الفنانة <يسرا> <في ايد أمينة>، ويتميز هذا المسلسل في محاولته تناول مشكلة عماله الأطفال في مصر، والأوجه المتعددة لهذه المشكلة، لكن أهم ما يتعرض له هذا المسلسل هو طليعية الصحفيين المصريين في تناولهم للقضايا الإجتماعية والإنسانية، ومدى المعاناة التي يعيشونها في تناولهم لهذه القضايا لحد التضحية بمواقع قيادية وبحياة رغيدة، ولكن مسألة تطوير القدرات والإمكانات التقنية والفنية تبقى هي مشكلة الإنتاج التلفزيوني العربي، أم تلك القدرات فهي بحاجة لأن تتكامل مع قطاعات أخرى، في مجال الألعاب الرياضية، والبهلوانية والمخاطرات، واستعمال الكومبيوتر وابتكار الخدع الخارقة، فمنذ إختراع السينما وتحريك الصورة، ارتبط هذا الفن بالحركة وتطورها في مجال عرض الصورة، وليس بتجميدها على <كرسي الحكواتي>، والغريب أنه قد بات هنالك رأي معارض لأفلام ومسلسلات الحركة <الأكشن> واعتبار هذا النمط من الأعمال من التقاليد الغربية المناقضة لقيمنا وحضارتنا، والإكتفاء باستعمال التقنية المستورة دون السعي إلى تطويرها في خدمة الرتابة والكسل الجماعي، والمضحك المبكي، إذا ذهبنا إلى مقارنة مع الإنتاج <الهندي> الذي لا يسلم من السخرية ونظرة التعالي، وأصحاب الأدب يعرفون علم الأدب المقارن ولكنهم لا يلتزمونه، فالسينما الهندية رغم إغراقها بالمآسي والدموع فهي تتفوق باستعمال التقنيات الحديثة المبتكرة·

ويبقى لنا أن نأمل أن يصبح شهر رمضان بالإضافة إلى كونه شهراً للعبادة والتوبة والمغفرة شهراً للثقافة والإبداع والتفوق، وليس مناسبة للبطالة والكسل والإسفاف، وتحريف القيم وتشويه الثقافة بادعاء المحافظة عليها وحمايتها·

اللواء اللبنانية في 10 سبتمبر 2008

 

مسلسل <في ايد أمينة>

تحدي التعتيم على سرقة الأطفال والتجارة بالأعضاء البشرية

سليمان نبيل أصفهاني 

ضمن صراع المسلسلات الدرامية خلال شهر رمضان المبارك على الفوز بالمرتبة الأولى وما في هذا المجال من مئات الأفكار وعشرات النجوم والمخرجين والمؤلفين، دخل مسلسل <في ايد أمينة> الى صلب تلك المنافسة ومن ابوابها الواسعة بعد أن تمكن المؤلفان محمد الصفتي وعادل مبارز أن يضعا الاصبع على الجرح، استناداً إلى محاور واقعية تمت صياغتها في قالب درامي شيق له ابعاده الانسانية والاجتماعية وحتى السياسية، لذا جاءت تلك التركيبة متنوعة في شكلها ومضمونها، وبعيدة كل البعد عن المعالجة الروتينية الموجودة في العديد من المسلسلات الأخرى·

محمد الصفتي وعادل مبارز وضعا أمانة تلك القصة غير العادية في عهدة المخرج محمد عزيزية الذي بادر إلى استيعاب وزن النص الدامي، ووظفه في قوالب تدخل إلى خانة التسلسل على صعيد الترابط بين الأحداث وبنفس الوقت التناقض في بعض أحداث الحلقات ومما أعطى المسلسل المذكور نكهة خاصة من التشويق والجاذبية، لذا فان أكثر من فضائية عربية بادرت الى الاستفادة من ذلك العمل الذي عبر عن طاقة جديدة يصار التطرق إليها للمرة الأولى في الاطار الدرامي إلا وهي عمالة الأطفال وسرقة الأعضاء البشرية وخطف الأطفال·

الممثلة يسرا ومعها الفنان هشام سليم وخيرية أحمد ومحمود الجندي وروجينا وايهاب فهمي، وآخرون انغمسوا في القصة المخصصة لمسلسل <في أيد أمينة> فبرز التناغم بين العناصر وهي ممثلة بالسيناريو والاخراج، وبين الواجهة أي الممثلين الذين كانوا بارعين في ترجمة الخطوط العريضة لهذا العمل الذي جاء جريئاً في الدخول الى مثل هذا الإطار الذي يطال عصابات موجودة على أرض الواقع، وليست من نسيج الخيال·

يسرا وبخبرتها ومرونتها وانسجامها مع النص، قدمت دور أمينة الصحافية التي بلغت الأربعين من عمرها، وهي تعشق العمل الميداني وتؤمن بأن موقع الصحافي الحقيقي بين الناس مشاركاً في صنع الخبر وليس مجرد ناقل له أو معلق عليه، حيث يبرز النص ان أمينة تتمتع بمهارات مكتسبة المممثلة في الثقافة الواسعة والتمسك بقيم عزة النفس والاخلاص للصداقة، والعمل بغض النظر عن المقابل، وهي بنفس الوقت لها صلة قوية بالواقع المتمثلة في المظهر اللائق والشخصية الجذابة، والبراعة في الحديث والعقلانية وامتصاص الصدمات بمرونة وهدوء·

ويأخذ النص طريقه الى حياة أمينة الخاصة حيث ليس من المتوقع لمثلها ممن تضطرهم ظروف العمل للبقاء أيام خارج المنزل أن تحظى بحياة أسرية مستقرة، فإذا بها تصطدم بموجات غضب زوجها، الذي يلح عليها في ترك العمل كمراسلة صحافية والاكتفاء بكتابة المقالات لكنها ترفض باصرار، لأنها على قناعة انها لم تخلق للجلوس خلف المكاتب، فتندفع في صراعات كثيرة عن مافيا خطف الأطفال وسرقة الأعضاء البشرية وعمالة الأطفال، انطلاقاً من قصص واقعية أخذت من أحد المراكز المتخصصة في مصر، إضافة الى روايات تابعها المصور عادل مبارز المشارك في كتابة القصة·

مسلسل <في أياد أمينة> تجاوز الخط الدرامي العادي الذي يصب عادة في خانات الغرام والانتقام والزواج والطلاق، ليطرح مشكلة حقيقية نابعة من الشارع الشعبي العربي العام، فإذا بالقصة تتسلسل بكل شفافية من مصر إلى جميع الأقطار العربية، لتكشف النقاب عن حالات خفية لها وجودها، لكنها بعيدة عن العلن لأسباب غير مفهومة، بالنتيجة أصاب المسلسل المذكور هدف التميز، بكل ما تحمله الكلمة من معنى·

اللواء اللبنانية في 10 سبتمبر 2008

 
 

مسلسلات قتلتها الإعلانات ونجوم تاهوا في الزحام

القاهرة- سيد محمود

تحكمت الإعلانات في نجاح أو فشل معظم مسلسلات رمضان، ففي الوقت الذي لعبت فيه دوراً مهماً في تسويق وبيع معظم مسلسلات كبار النجوم أسهمت إلى حد كبير في تراجع أسهم هذه المسلسلات، حيث وصل عدد الإعلانات بالمسلسل الواحد إلى 25 منها إعلانات تجاوزت الدقيقة الكاملة بل وقامت شركتان للمياه الغازية بشراء حقوق الإعلان على القنوات المصرية المهمة، وقام ببطولة هذه الإعلانات نجوم كبار مثل كريم عبدالعزيز وأحمد حلمي وتنافست الشركتان على المساحات الإعلانية مما أفسد على المشاهدين متعة المشاهدة، وقال بعض المشاهدين إن مسلسلات “شرف فتح الباب” و”الدالي” و”قلب ميت” و”هيما” أفسدتها كثرة الإعلانات رغم أهميتها، حتى إن مدة الإعلانات تجاوزت مدة الحلقة الواحدة حيث تصل مدة 25 دقيقة بتترات المقدمة والنهاية.

ورغم انتشار مسلسل “شرف فتح الباب” ليحيى الفخراني و”الدالي” لنور الشريف على معظم الفضائيات إلا أن المشاهدين تركوا التلفزيون المصري الذي تجاوزت مدة الإعلانات في أول ووسط الحلقة الواحدة إلى 22 إعلانا وفي بعض الحلقات 25 إعلانا منها 6 مرات للمياه الغازية والشيبسي والسيراميك.

كما ضاعت في الزحام معظم المسلسلات التي لم يكن أبطالها من نجوم الصف الأول أو ممن عرضت أعمالهم في الفترات الصباحية والظهيرة حتى إن مسلسل “العارف بالله” بطولة حسن يوسف ومسلسل “علي مبارك” بطولة كمال أبو رية لم يحققا قدرا من المشاهدة بسبب عرضهما في وقت الظهيرة وعدم قدرة قطاعات التسويق على بيعهما لعدد كبير من الفضائيات.

ومن الأعمال التي تاهت في الزحام مسلسل بوسي “رمانة الميزان” ومسلسل فيفي عبده “قمر” ومسلسل إلهام شاهين “قصة الأمس” ومسلسل “ظل المحارب” بطولة هشام سليم و”شط إسكندرية” بطولة ممدوح عبدالعليم و”نسيم الروح” بطولة مصطفى شعبان وأيمن زيدان.

كما تاهت في الزحام مسلسلات توقع لها البعض أن تحقق مشاهدة عالية مثل مسلسل “ناصر” رغم الاهتمام الإعلامي الكبير به كونه يتناول شخصية لها أهميتها وهو الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ومسلسل “عدى النهار” للنجم صلاح السعدني الذي عرض في أوقات وصفها بطل العمل بأنها سيئة. ويرى البعض أن مسلسلات “الست كوم” أسهمت بدرجة كبيرة في تراجع نسبة مشاهدة الجمهور للمسلسلات الدرامية الاجتماعية حيث وجد المشاهدون في الست كوم بديلا للفوازير التي انتهت صلاحيتها.

الخليج الإماراتية في 18 سبتمبر 2008

 
 

«ناصر» يبقى زعيماً... رغم غضب الإخوان

محمد عبد الرحمن

نجح مسلسل «ناصر»؟ الجواب نعم، على رغم امتناع الفضائيات الخليجية عن عرضه، وتجاهل القنوات الرسمية المصرية له، وسخط الجماعة الإسلامية التي أعلنت أخيراً اعتراضها على المسلسل...

قبل انطلاق الموسم الرمضاني، واجه مسلسل «ناصر» ظروفاً صعبة، من اختيار البطل، مروراً ببعض المشاكل التنفيذية أثناء التصوير، وصولاً إلى انصراف معظم الفضائيات الرئيسية عن شراء حقوق العرض... كل ذلك هدّد بالجماهيرية المتوقعة لمسلسل يتناول سيرة أبرز رئيس عربي في القرن العشرين، بل يكاد يكون الزعيم الوحيد الذي ما زال يحافظ على شعبيته عربياً، على رغم مرور ما يقارب 39 عاماً على وفاته. وعلى رغم أن سيرة عبد الناصر، وكل التحولات المفصلية التي شهدتها تلك المرحلة، قد تمثّل أرضاً صلبة لأي عمل درامي يطمح إلى تناول سيرته ومعالجتها... فإنّ كل ذلك لم يشفع لمسلسل «ناصر» لاحتلال مساحة أكبر على خريطة رمضان. وتجدر الإشارة هنا إلى أن قرار عرض هذا المسلسل أو ذاك، لم يعد مرتبطاً بعناصر جذب العمل أو الدخل الإعلاني المتوقع، أو نجومية أبطاله أو حتى سخونة القضية التي يطرحها... بل باتت هناك اليوم دوافع سياسية تتحكم في هذه القرارات، وإن كان أصحاب الفضائيات لا يجاهرون بها علناً. لكن الناس المشتاقين إلى زمن عبد الناصر، يعرفون جيداً أن عدم انتشار مسلسله يعود إلى غاية في نفس يعقوب. فالقنوات الخليجية تجاهلت المسلسل لسبيين: إما العداء التي تكنّه أنظمتها لقائد ثورة يوليو أو التضييق الذي تنتهجه هذا العام على الدراما المصرية. بالتالي، فإن «بعد الفراق» و«في إيد أمينة» أصبحا أهم لدى mbc و«دبي» من سيرة زعيم، كان من المفترض أن يعامل على الأقل بالطريقة نفسها التي عومل بها «الملك فاروق». وبينما تنفي القنوات المصرية الحكومية أي موقف سلبي حيال «ناصر»، لم يصدق أحد أن التلفزيون الرسمي لم يجد إلا «النيل للدراما» المشفّرة ليعرض عليها المسلسل، وأن يقرر ذلك قبل رمضان بيومين... فيما القناة الأولى والثانية (أسّسهما عبد الناصر بالمناسبة)، تتجاهلان العمل تماماً.

ومع ذلك، نجح «ناصر» في اختراق جدار العزلة عبر قنوات «الحياة» و«بانوراما دراما» وnbn وغيرها... والمسلسل الذي كتبه يسري الجندي وأخرجه باسل الخطيب، وعلى رغم بعض النقاط السلبية، جمع مزايا عدة، ساعدت على زيادة نسبة المشاهدة بعد مرور عدة أيام على انطلاق رمضان. فالعمل من الناحية التاريخية، يقدم قراءة جيدة لمن لا يعرف الكثير عن تلك الحقبة في تاريخ مصر والعالم العربي، ولمن يريد أن يتعرَّف إلى الصورة التي أغفلها مسلسل «الملك فاروق». والأهم من ذلك، أن القراءة التلفزيونية هي بحكم الحال أطول من قراءة مختصرة، تقدّم في فيلم سينمائي (على رغم أن «ناصر 56» لا يعرض إلا في ما ندر). يضاف إلى ما سبق، الثقة التي بدأت تحظى بها الأعمال التاريخية المصرية الموقعة من جانب مخرجي الدراما السورية، وبعيداً عن المضمون.

العناصر المذكورة أعلاه ساعدت المشاهدين على تجاوز النسبة الكبيرة من الممثلين الجدد. وهي نسبة مبرّرة نظراً لكون البطل نفسه (مجدي كامل) لم يدخل مصافّ النجوم الكبار. أما الانتقادات، فتركّزت حتى الآن على اختيار نجل المخرج باسل الخطيب لتقديم عبد الناصر طفلاً، وفشله في التخلص من اللهجة السورية. هناك أيضاً تصوير ناصر زعيماً حتى في عمر الطفولة، فضلاً عن الإفراط أحياناً في السرد الدرامي الوثائقي.

أما بالنسبة إلى الغاضبين، فمنهم من جاهر بموقفه، ومنهم من لم يعلنه مثل الحكومة المصرية التي سبّب لها المسلسل حرجاً ـــ كما يؤكد بعض النقاد ـــ لأن عرض الحلقات تزامن مع كارثة الدويقة. والمقارنة هنا ستعود إلى أذهان الجمهور من جديد. في العام الماضي، كانت المقارنة بالملكية والآن بالناصرية... وفي الحالتين، الخاسر طبعاً ليس الملك ولا عبد الناصر.

أما أكثر الغاضبين، فهم كالعادة «الإخوان المسلمون» الذين اعترضوا على ما رأوا أنّه «تشويه لصورتهم، وطمس لدورهم التاريخي في الأربعينيات والخمسينيات، وتجاهل عن عمد لإنجازاتهم في حرب فلسطين». كما استنكر القيادي في الجماعة عصام العريان موقف المؤلف من رموز الجماعة وتصويرهم على أنهم «يقدّمون المنافع الشخصية على المنفعة العامة، وأظهرهم بمظهر المتزمّتين، القليلي الذوق، الصعاب المراس، الضعيفي الرؤية السياسية». إلا أن يسري الجندي أكد أنه اعتمد على المستندات والوقائع التاريخية الثابتة، نافياً نيته تشويه صورة أي طرف من الأطراف، ورافضاً التشكيك في وقائع المسلسل.

20:30 على nbn

الأخبار اللبنانية في 18 سبتمبر 2008

 

الدراما الأردنية تضرب... في البادية

من «عيون عليا» إلى «تايه أبو عودة» و«راس غليص»

منار ديب 

تدخل المنافسة هذا الموسم مع ستة أعمال، مستعينةً بوجوه محلية وعربية... مسلسلات الأردن لا تلتفت إلى أوجاع الناس ومشاكل المجتمع، بل تنكب على تصدير «سلعة»، يزيد عليها الطلب!

كما أصبحت مسلسلات الحارة الشعبية، الشامية تحديداً، هي الطابع الغالب على الدراما السورية المعدة للتصدير، وفق تنميط لما يجب أن تكون عليه هوية بلد بكامله... ها هي الدراما الأردنية تتحوّل إلى دراما بدوية بالكامل. ذلك أن المصدّر أيضاً، يصدّر ما يعتقد أنه ذو طابع مميز، وأنه السلعة التي يشتهر بها وتنتظر منه، بغض النظر عن الواقع الاجتماعي في الأردن الذي صارت البداوة على هامشه. وإذا كان السوريون يحاولون أن ينافسوا جيرانهم في هذا النوع الدرامي الذي بقي حتى وقت قريب ملكية حصرية لهم، إلا أن دراما دمشق بقيت حتى في أحلك الظروف، تحافظ على خيارات فنية متنوعة.

ستة مسلسلات أردنية تعرض في رمضان، كلها بدوية. والبداية مع «نيران البوادي» الذي تنتجه مجموعة «فيّ» الإعلامية الكويتية. فكرة العمل للمنتج الكويتي نادر المنصور، والمعالجة الدرامية لحسين المفيدي، وسيناريو محمد أبو سويلم، إخراج محمد عايش، بطولة رائد الدراما البدوية الفلسطيني محمود سعيد، والسورية جومانة مراد، والمطرب الأردني عمر العبدلات الذي يؤدي عدداً من الأغنيات في العمل، وبمشاركة عبير عيسى ومحمد العبادي. يسرد المسلسل حكاية الشيخ عقاب (العبدلات) الذي يعمل على الإصلاح بين القبائل بعدما تبدأ صراعات في ما بينها.

المسلسل الثاني هو «عيون عليا» من إنتاج المركز العربي، تأليف مصطفى صالح وإخراج حسن أبو شعيرة، بطولة صبا مبارك وياسر المصري (بطلا «نمر بن عدوان» في استثمار جديد لنجاحه). العمل كناية عن قصة حب بين الجميلة عليا (مبارك)، ابنة الشيخ وشقيقة الفارس متعب، والفارس عناد (المصري). والبطلة ترفض كل الخطّاب من شيوخ وفرسان من أجله.

أما العمل الثالث فهو «عودة أبو تايه»، سيرة الشيخ عودة بن حرب الحويطي (1850 ـــ 1824)، زعيم عشيرة التوايهة وعقيد الحويطات، والشخصية البارزة في الثورة العربية الكبرى 1917. يقترح صنّاع المسلسل هذا العمل كرد على الفيلم الهوليوودي «لورنس العرب» الذي يرون أنه قدم أبو تايه بصورة مشوّهة. وكانت نية التلفزيون الأردني في عرض المسلسل السوري «لورنس العرب» قد أثارت انتقادات واسعة، انتهت إلى الامتناع عن عرضه واستبداله بـ«نيران البوادي» لا بـ«عودة أبو تايه». المسلسل للمركز العربي أيضاً من تأليف محمود الزيودي وإخراج بسام المصري، يلعب دور البطولة فيه منذر رياحنة، ومعه حسن الشاعر ونادرة عمران من الأردن، وقمر خلف وغسان جباعي من سوريا.

الجزء الثاني من مسلسل «راس غليص» بطولة رشيد عساف، تأليف مصطفى صالح، إخراج شعلان الدباس، إنتاج المركز العربي، اللاعب الأبرز في الإنتاج الدرامي الأردني. وقد أثار الرئيس التنفيذي للمركز طلال عواملة أخيراً قضية الديون المستحقة له على التلفزيون الأردني (تصل إلى مليون و700 ألف دولار)، وخصوصاً مع عدم عرض الشاشة الأردنية لأي من مسلسلاته في رمضان.

هذا الموسم أيضاً، يقدم المخرج سائد هواري عملين: «لوعة فراق» بطولة جميل عواد ومحمد العبادي وهيام جباعي، ويحكي قصة الخلافات بين وجيهين من عشيرتين مختلفتين، يتوارثها الأبناء ويعملون على تلافيها. و«الرحيل» للكاتب محمد الحجاحجة، بطولة الفلسطينية فرح بسيسو وعبير عيسى وياسر المصري. وهو يصور العادات والتقاليد البدوية وصراع القبائل على الماء والكلأ. ومن الأعمال التي ستعرض بعد رمضان «راعي الصيت» للكاتب مصطفى الصالح والمخرج مازن الكايد العواملة، ويتناول القضاء وفصل المنازعات لدى البدو بأسلوب درامي، وهو يتكون من حلقات منفصلة. أما «وادي الغجر» الذي تدور أحداثه في ستينيات القرن الماضي عن رواية جمال ناجي وإخراج مازن عجاوي، فيتحدث عن مجتمع غجري صغير نشأ في وادي مهجور، ويعمل على الاندماج مستقبلاً في محيطه المدني. تلعب دور البطولة السورية مديحة كنيفاتي خلفاً لديانا كرزون، ومن المتوقع أن يعرض على «روتانا خليجية» قريباً.

«نيران البوادي» 23:00

على الفضائية الأردنية

«راس غليص» 01:00 على تلفزيون قطر

«عودة أبو تايه» 03:00 على الليبية

«الرحيل» 20:15 على «حكايات كمان»

«عيون عليا» 00:00 على mbc

  

العراق الحديث

3 أعمال هي أبرز نتاجات الدراما العراقية لهذا الموسم: «الباشا» على قناة «الشرقية»، يقدم حياة نوري السعيد، وكأنه نسخة عراقية من «الملك فاروق»، وفي استباق لمشروع «عبد الكريم قاسم» الذي يبدأ تصويره قريباً. العمل من تأليف فلاح شاكر، إخراج فارس طعمة، وبطولة عبد الخالق مختار وباسم قهار والسورية لورا أبو أسعد والمصرية ليلى طاهر. أما «سنوات النار، 2» على «البغدادية»، فيصور الانتفاضة الشعبانية بعد حرب الخليج الثانية وعملية تجفيف الأهوار. تأليف صباح عطوان، وإخراج عزام صالح وهاشم أبو عراق، وبطولة عواطف السلمان ومهران عبد الجبار. العمل الثالث هو «الاختطاف» على «السومرية»، تدور أحداثه في مرحلة الاحتلال الأميركي. تأليف فلاح شاكر، إخراج السوري سمير حسين، وبطولة هديل كامل وإياد راضي.

 

جومانة مراد

ممثلةٌ لا تقع إلا واقفة. فبعد التضييق على عمل الفنانين العرب في مصر، ها هي تعود من القاهرة، لتطلَّ في عملين، ينتميان إلى أكثر الأنواع الدرامية رواجاً اليوم: الشامي في «باب الحارة» والبدوي في «نيران البوادي»

الأخبار اللبنانية في 18 سبتمبر 2008

 
 

'كلنا عيال قرية':

 القصبي والسدحان يصرفان من رصيد طاش ما طاش!

محمد منصور

كثير من نجوم الكوميديا العرب، يعانون بعد أن يحققوا النجاح والنجومية من أسر الأعمال والتجارب التي حققت لهم ذلك النجاح... فالنجم الكوميدي الذي يذوق لذة الأضواء والشهرة وحب الجماهير بسرعة تفوق كثيرا ما يتحقق للنجم الدرامي، يصبح جباناً بطبعه، ويعد للألف قبل أن يفكر أن يقدم على تجربة جديدة يمكن أن تهز عرشه... وعلى سبيل المثال فقد ظل نجم الكوميديا السوري ياسر العظمة لفترة تقترب من ربع قرن، يلوك نجاحاته وخيباته وتكراره لذاته في مسلسل (مرايا) رغم الإعلانات الكثيرة التي أطلقها عن إيقاف هذه السلسلة منذ أكثر من عشرة أعوام... ورغم أنه بدأ العام الماضي بتصوير مسلسل تلفزيوني مختلف عن تركيبة (مرايا) بعنوان: (رجل الأحلام) إلا أنه بعد أن صور نصفه تقريباً، قرر وضع الأشرطة في العلب... وحفظ التجربة وإرجاءها ريثما تتوفر لديه شجاعة أكبر للتغيير والتجريب من جديد!

أسوق هذه المقدمة لأشيد من حيث المبدأ على الأقل، بجرأة الثنائي الكوميدي عبد الله السدحان وناصر القصبي، في التجديد والتغيير، وفي الخروج من أسر (طاش ما طاش) بعد خمس عشر عاماً من تقديم هذه السلسلة الكوميدية الناقدة، التي بدأت صغيرة وبسيطة ثم كبرت وتطورت... وحققت جمهوراً عربياً لهذه الكوميديا السعودية الناقدة، وحركت المياه الراكدة في المجتمع السعودي، عبر جرأتها في تناول قضايا هذا المجتمع إلى درجة خلقت اتجاهات في الرأي العام وفي الصحافة السعودية بين مؤيد ومعارض...

لكن لأن العبرة هي في النتائج وليس في النوايا أو جرأة التغيير فقط... فقد بدا العمل البديل لـ (طاش ما طاش) هذا العام، والذي أطلق عليه صناعه (كلنا عيال قريّة) مملاً ومخيباً للآمال، ليس لأن السدحان والقصبي، قررا السباحة فيه خارج دراما اللوحات الانتقادية التي قام عليها عملهما الأسبق (طاش ما طاش) لسنوات طويلة... فدراما اللوحات أو غيرها هي خيار فني قابل للنجاح أو الفشل، وحتى حين كانا يقدمان ذلك النوع، لم يكن الأمر يخلو من انتقادات، وخصوصاً في السلسلة الأخيرة من (طاش ما طاش) التي غلبت عليها الجدية والتفلسف والخوض في القضايا الكبرى بمعالجات غير ناجحة كوميدياً... إلا أن مشكلة (كلنا عيال قريّة) تبدو متعددة الوجوه... فعلى الصعيد الأول ثمة مشكلة في الكاركترات الجديدة التي تقمصها السدحان والقصبي طيلة حلقات هذا العمل: (كريّم) و(سليّم) الشقيقان اللذان يتلازمان على الدوام... حيث يجمع الأول بين الجدية والالتزام مع قليل من السذاجة... فيما يبدو الثاني على قدر من الكسل مع قدر وافر من البلاهة والبلادة في تحمل مسؤوليات العمل والحياة. لكن المشكلة أن هذين الكاركترين، لا يتطوران ولا تتطور تجربتهما في الحياة مع توالي الحلقات، وفي أحيان كثيرة يتشابهان حتى ليبدوان كاركترا واحداً... وبالتالي يدوران في المكان ويراوحان كوميدياً ضمن نفس ردود الأفعال، ونفس الآليات الذهنية، ونفس التعابير التي تتقلب بين السذاجة والبلاهة... وعلى صعيد آخر يعاني (كلنا عيال قرية) من ضعف حبكة النص، الذي أنتجته ورشة كان السدحان والقصبي جزءا منها، ويكاد هذا النص يكون أشبه بدراما الحياة اليومية منه إلى نص مسلسل كوميدي، وهذا اللون الذي أثبت نجاحه في الدراما الاجتماعية، سوف يبدو مملا وباهتاً للكوميديا التي تحتاج إلى التصعيد عوضاً عن السرد... وإلى الحدث الذي يعد بتحولات وانعطافات مثيرة... لا إلى تراكم التفاصيل الصغيرة مهما كانت مؤثرة.

صحيح أن (سليم) و(كريم) ينتقلان جغرافيا ووظيفياً من حال إلى حال... ويخرجان من بيئة إلى أخرى... لكن هذا الانتقال يبدو ذا طابع درامي أكثر منه كوميدياً... والمشكلة أن أسلوب الأداء التمثيلي يسعى لتأكيد الهوية الكوميدية للعمل، في حين أن النص يسير في اتجاه آخر!

أيضاً افتقد عبد الله السدحان وناصر القصبي في (كلنا عيال قرية) الحلول الإخراجية الكوميدية المبدعة لمخرج سلسلة (طاش ما طاش) عبد الخالق الغانم، الذي كان برأيي- ركنا من أركان نجاح تجربة (طاش ما طاش) فيمـــا بــدا (موفق الصلاح) مخرج (كلنا عيال قـــــــرية) بعيداً كـــل البعـــــد عن تكريس الهوية الكوميدية للعمل، وعن محاولة معالجة مشاكله النصيــــــة ضمن ما يعرف بـ (المعالجة الإخراجية للنص) ناهيك عن ضعف أدائه الإخــراجي عمـــــــــوماً، وسيطرة اللقـــطات الواسعة في المشاهد الخارجية، وعدم اهتمامه بإبراز التفاصيل، وجعلها جزءا من كوميدية المشهد أو الحالة.

لقد سعى ناصر القصبي وعبد الله السدحان أن يقدما بديلا جديداً لـ (طاش ما طاش) بعد أن شعرا أن كثيرا من الموضوعات والقصص قد استنفدت... حاولا أن يتجددا، وأن يصنعا عملا يضاف إلى مسيرتهما... ولكن خانتهما العناصر الفنية... لم يدرسا النص جيداً، فبدا عملهما غريباً عن جمهورهما القديم، وغير قادر على أن يكسب جمهورا جديداً خاصاً به...

ظل السدحان والقصبي مشغولين بنقد المجتمع السعودي، ولم ينسيا هنا أيضاً موضوعهما الأثير (نقد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وتصوير فظاظة بعض منسوبيها، لم ينسيا حالة الكسل التي تعتري الموظف السعودي في الدوائر الحكومية وغياب الإحساس بالمسؤولية... ولا حياة الترفيه الفارغة والمحدودة التي يعيشها مجتمع يعاني شرخاً بين رفاهية معاشة وقيم مفروضة، وبين جوع إلى الانفتاح على العالم وتذوق ملذات العصر... لكن كل هذه الهواجس، رافقتها موضوعات هامشية نافلة، كانت تغرق في الثرثرة بلا هدف واضح، وكانت تفتقر إلى معادل فني قادر على تقديمها بثوب جديد على الأقل... وعلى إيصالها إلى الجمهور بشيء من المتعة الفنية التي تتبلور فيها هوية العمل وتوجهه وقدرته على انتزاع حيزه في زحمة أعمال رمضانية كثيرة، ليس بالاعتماد على رصيد نجميه السابقين، بل بقدرته على صناعة رصيد خاص به، وهو ما لم يتحقق على النحو المتوقع.. والذي كانت توحي به دعاية (الأم. بي. سي) الملحاحة التي كانت تعد هذا العام، بأكثر مما تحتمله الأعمال التي تبنتها وروجت لها!

ممثلون يتحولون إلى شخصيات كارتونية!

في مسلسل الكارتون (سوبر هنيدي) الذي تنفرد قناة (دبي) بعرضه، يتحول الممثلون النجوم إلى شخصيات كارتونية... فيغدو محمد هنيدي محققاً عبقرياً، وطلعت زكريا وحسن حسني وحنان الترك شخصيات حاضرة في هذه الدراما برسومات كارتونية كاريكاتورية!

العمل الذي كتبه الزميل الصحافي عمر طاهر، يحمل الكثير من عناصر النجاح والجاذبية، وهو يبدو خفيف الظل، ويحمل قدراً من التسلية التي يحتاجها المشاهد في زحمة هذه المسلسلات الدرامية التي ابتليت الشاشات باجترارها على عجرها وبجرها في هذا الشهر الكريم.

أجمل ما في (سوبر هنيدي) إيقاعه الكارتوني السريع، وأجواؤه التي تعكس خصوصية النكتة المصرية وتدفقها على ألسنة الشخصيات... وأعتقد أن جزءا كبيراً من النجاح يرجع إلى النص الذي يتيح للشخصيات مجالا حيوياً للفكاهة والظرف وفق فهم عميق لخصوصية العلاقات في دراما الكارتون.

وبالمنطق نفسه... أي تحويل الشخصيات التمثيلية إلى كارتونية، تتحول شخصيتا (أبو بدر) و(أم بدر) من مسلسل (باب الحارة) إلى شخصيتين كارتونيتين في مسابقة خاطفة اسمها (فزورة فوزية) وتعرضها قناة (إل. بي. سي)... ولا ندري إذا كانت الأعوام القادمة ستشهد موجة مسلسلات كارتون للكبار... فالدراما العربية عموماً، تعمل وفق مبدأ الموجات المستنسخة تبعاً للرواج التجاري... لكن إن حدث هذا الشيء فربما سيكون أكثر إقناعاً من كثير من المسلسلات الدرامية العادية، والتي تشبه في علاقاتها وشخصياتها أفلام الكارتون!

'قمر بني هاشم': أداء لا يتأثر ولا يؤثر!

مشكلة المخرج محمد الشيخ نجيب في مسلسل (قمر بني هاشم) الذي كتبه محمود عبد الكريم، نقلاً عن (السيرة النبوية) لابن هشام، أنه يهتم بالمشهدية والجموع والأجواء التاريخية واللقطات الجمالية، وينسى إدارة ممثليه... فيتحول الأداء التمثيلي لدى كثيرين منهم، إلى درس استظهار مدرسي... لا أثر فيه للحظات الإيمانية، ولا للتفاعل العميق مع مجريات وأحداث الرسالة... التي قام نجاحها بالتأكيد على إيمان أتباعها الأوائل أكثر من أي شيء آخر!

ينسى الكثير من ممثلي (قمر بني هاشم)، وخصوصاً الشباب... أن هناك لحظات تأثر وخشوع ورهبة... وأن هناك منطقاً روحانياً يحكم هذه الشخصيات، وإلا لما آمنت ولما ثبتت على إيمانها في ظل ظروف صعبة وتحديات وحروب لم تقتصر على السيف وإنما تعدتها للحروب النفسية والاقتصادية والمقاطعة والنفي والطرد والتعذيب والتجريد من الأموال!

لقد كانت الإدارة التمثيلية، وعمل بعض الممثلين على شخصياتهم، إحدى العيوب القاتلة في عمل، يوحي أنه ينتمي إلى نوعية الأعمال التي بذلت فيها جهوداً كبيرة... إنما من دون أن تصل إلى النتائج التي كان يمكن أن تصل إليها.

كاتب من سورية

mansoursham@hotmail.com

القدس العربي في 18 سبتمبر 2008

 

 

بحضور حاتم علي ومن واصف وخالد تاجا وكثيرين:

دبي للإعلام تكرم نجوم الدراما السورية في أمسية رمضانية جميلة

بي ـ 'من لما جمال المجايدة 

احتفالاً بشهر رمضان الكريم، وتكريماً للفنانين السوريين المشاركين في الأعمال المتميزة التي يتم عرضها على كل من قناة دبي و سما دبي خلال الشهر المبارك. نظمت مؤسسة دبي للإعلام في فندق الفورسيزن في دمشق مأدبة سحور دعت عليها وفداً من أبرز الإعلاميين والفنانين السوريين.

وتأتي هذه الزيارة ضمن جولة مؤسسة دبي للإعلام الرمضانية التي تقوم من خلالها بزيارة الفنانين والإعلاميين وكبار الشخصيات في كل من الكويت، وسورية، ومصر والتي تحرص من خلالها على ترسيخ علاقتها مع الأسرة الفنية في العالم العربي ولتمثل هذه الجولات رسالة محبة من المؤسسة بمناسبة الشهر الفضيل لشركائها في التميز.

حضر الأمسية من جانب مؤسسة دبي للإعلام كل من حسين علي لوتاه، المدير التنفيذي للمؤسسة، وعبد اللطيف القرقاوي، مدير عام تلفزيون 'دبي'، و أحمد المنصوري، مدير عام تلفزيون 'سما دبي'، وعبدالله العجلة مدير إدارة الدراما في مؤسسة دبي للإعلام.

وافتتح الأمسية حسين علي لوتاه بكلمة ترحيب عبر فيها عن سعادته بوجوده بين جموع من الفنانين والإعلاميين البارزين السوريين، وهنأهم بالشهر الفضيل. وأضاف السيد لوتاه قائلاً: 'أحب أن أتقدم بالشكر الشخصي عن الجهود الجبارة التي بذلتموها لإنجاح الدراما السورية في السنوات الماضية وخاصة هذه السنة. ومؤسسة دبي للإعلام تطل بباقة منوعة من الأعمال الدرامية السورية في شهر رمضان المبارك من هذا العام في خطوة حثيثة للوفاء بوعدنا لمشاهدينا من خلال تقديم كل ما هو جديد ومميز على قناتي 'دبي' و'سما دبي'، وهذا النجاح لم ولن يكون إلا بدعم من الصحافة الكريمة التي لم تقصر يوماً بدعم ومساندة كافة الأعمال التي تقوم المؤسسة بإنتاجها وتقديمها، وانطلاقاً من حرصنا في مؤسسة دبي للإعلام على تحقيق علاقات مميزة مع الأسرة الفنية ورواد الإنتاج السوري يسعدنا الليلة التعبير عن امتنانا لأبطال الأعمال الفنية التي أُنتجت من قبل مؤسسة دبي للإعلام إيماناً منا بدورنا الفعال في إثراء الساحة الدرامية والإنتاجية، وفي الختام كل النجاح والتوفيق لكافة الأعمال الدرامية السورية لتنال رضى المشاهدين.'

وشارك في الأمسية عدد كبير من نجوم الدراما السورية التي تحظى بحضور قوي خلال الشهر الفضيل عبر شاشات مؤسسة دبي للإعلام، كما تخلل الحفل تكريم لعدد من نجوم الدراما السورية ومنهم الفنان والمخرج السوري حاتم علي والفنانة منى واصف والفنان خالد تاجا والفنانة صبا مبارك وعبد المنعم عمايري وباسل خياط وقمر خلف ونضال نجم، كما تم تكريم الكاتب هاني السعدي والمخرج رضوان شاهين وكاتب مسلسل الحوت.

إذ يعتبر المسلسل الذي يقدم على قناتي دبي وسما دبي تجربة إنتاجية متطورة اعتمدت على أحدث التقنيات العالمية والخبرات الخاصة، تدور أحداثه في الصحراء مع مطلع القرن الثامن عشر وتنسج مصائر أشخاص مختلفين يجمعهم الحب وتفرقهم الحرب، وهو من إخراج السوري حاتم علي، مع كوكبة من الممثلين منهم، تيم الحسن، صبا مبارك، منى واصف، عبد المنعم عمايري، باسل خياط، رنا أبيض، زيناتي قدسية وغيرهم.

كما تعرض قناة دبي، مسلسل (الحوت)، الذي تدور أحداثه في الساحل السوري فترة الانتداب الفرنسي، وهو من تأليف كمال مرة، إخراج رضوان شاهين، ويشارك فيه نخبة من نجوم الدراما السورية منهم: بسام كوسا، سلوم حداد، خالد تاجا، منى واصف، لورا أبو أسعد، ريم علي، أندريه سكاف، نضال سيجري، محمد حداقي، وآخرون.

وتعرض المسلسلات السورية إلى جانب مجموعة من المسلسلات الخليجية والعربية والبرامج العائلية والاجتماعية والدينية التي أعدت خصيصاً بما يتناسب مع أجواء الشهر الفضيل. حيث حرصت مؤسسة دبي للإعلام على الارتقاء بجودة المسلسلات التي تقدمها لمشاهديها واستقطاب أفضل الأعمال الدرامية لأكثر الممثلين والمخرجين والمؤلفين جماهيرية في العالم العربي.

القدس العربي في 18 سبتمبر 2008

 
 

من هواء الشارع إلى «الاستديو» الخانق

الدرامـا السوريـة.. البحـث عن الــواقع المفقود

زياد عبدالله - دبي

الحصار الدرامي المضروب على المشاهد العربي في شهر رمضان مدعاة للتوقف، وقد وصل إلى مرحلة صار فيها محاولة خرقه أمراً طبيعياً، بعد انتصاف الشهر، وبالتالي انتصاف المسلسلات واتضاح رؤيتها وبنائها وما لها وما عليها، إذ أمست المسلسلات في مرحلة الانتقاء بعد أن كانت في البداية خاضعة للالتقاط. يجب التأكيد بداية أن هذا الموسم كان أقل أهمية وعلى صعد عدة من سابقه، وكان على شيء من تكرار ما نجح في منافسة المكرر للمكرر عنه، وبقيت اللعبة  تسويقية بامتياز، من دون أن يخفى دورها الدائم في اجتذاب المشاهدين لمسلسل دون آخر، ولتكون هذا العام أعتى وأشد معتمدة على وصفات الحارة والمضارب والخيل والسيف، والتي تمتلك الإصرار على عودة إلى أزمنة افتراضية.

الدراما السورية وب 20 مسلسلاً بقيت الأكثر حضوراً، ولتبقى سلبياتها هذا العام لا شيء مقارنة بالمحيط بها من كوارث درامية مصرية وخليجية، محافظة على المزايا التي ترضي شراهة القنوات الفضائية مع  خروقات قليلة مقارنة بمواسم سابقة، ينتصر فيها الهامشي - بالمعنى التسويقي- على الآمن ومضمون النتائج، والخروج بمسلسلات تتخطى «السياحية» إلى فضاء الهموم الواقعية والانشغال برسالة الفن الحقيقية، ففي حالات عدة كانت هناك دائماً مسلسلات سورية تفرض سطوتها على القنوات الكبرى «مرغمة» ويكفي استرجاع مسلسلات مثل «غزلان في غابة الذئاب» إخراج رشا شربتجي و«الانتظار» إخراج الليث حجو للتدليل على ذلك.

لعنة

أول المخاوف التي يثيرها استرجاع المسلسلين سابقي الذكر تتمثل بـ«الاستديو» ولعنته التي قد تطال منجزاً استثنائياً لهذه الدراما التي اعتمدت التصوير الحي ومن قلب الشارع، ومجاورة خاصة للحياة كما هي في الواقع، ولعل الهواء الخانق للاستديو يأتي هذه المرة من الاصرار على العودة إلى أزمنة ماضية مبنية وفق إملاءات الالتصاق بالفنتازيا، والتي كانت دائماً موجودة في الدراما السورية، لكن دون هيمنة كما تبدو عليها الصورة الآن.

يبرز لدى حديثنا في هذا المنحى مسلسل «باب الحارة» بجزئه الثالث، وكذلك الأمر بالنسبة لمسلسل «الحوت» إخراج رضوان شاهين وبطولة بسام كوسا وسلوم حداد، الذي لا يكتفي بالنطاق الضيق للاستديو بل يزيد من ضيقه ببنائه البعيد عن البيئة التي يقدمها والمتمثل بمدينة اللاذقية على الساحل السوري، وعلى صعد عدة، سواء في البيوت الدمشقية غير الموجودة أساساً في تلك المدينة، أو في تفاصيل كثيرة لا تعتني بالمحيط ولا تمنح القصة التي يقدمها المسلسل مساحة حيوية تتحرك فيها، مع التأكيد هنا أن التركيز على البيئات السورية المتعددة أمسى سمة للأعمال الدرامية، فأمام «باب الحارة» يظهر هذا العام مسلسل «باب المقام» الذي يضع الحارة الحلبية في مواجهة أختها الدمشقية، في سيناريو كتبه محمد أبو معتوق مأخوذ عن مسرحية للكاتب وليد اخلاصي، وإخراج فهد الميري، كما أن مسلسل «أهل الراية» إخراج علاء الدين كوكش يضع المشاهد مجدداً أمام مقاربة أخرى للحارة الدمشقية و«سوق ساروجة» وعلى قدر لافت من خلال محاولة تصوير دمشق عام 1898 بقدر لا بأس به من الواقعية على نطاق بناء الشخصية على الأقل والابتعاد عن «السياحية»، فكبير الحي أبو حسن ( جمال سليمان) تاجر معروف يعيش مآزقه وتناقضاته جنباً إلى جنب مع لعبه دور الكبير «حلال المشاكل»، وليأتي «العكيد» مرسوماً بشيء من الواقعية، بعيداً عن أن يكون «معصوماً عن الخطأ» كما في «باب الحارة»، فهو طيب وساذج وهزلي ولعل الأقدر على أن يكون كذلك هو ناجي جبر «أبو عنتر» بكل تاريخه الطويل في تجسيد «العكيد الشامي الطريف»، ولتتنوع الشخصيات بتعدد نجوم الدراما السورية المشاركين في هذا العمل.

غياب الواقعي

الإيحاء الأول الذي يمنحه ما تقدم يضيء غياب الواقعي والراهن عن المسلسلات السورية، لكن هذه الحقيقة سرعان ما تبدو جزئية مع الالتفات إلى جديد المثنى صبح «ليس سراباً» الذي قدم العام الماضي مسلسلاً مميزاً بعنوان «على حافة الهاوية»، وليكون سرابه هذا العام على شيء من سد فجوة الراهنية، حيث يقارب هذه المرة موضوعات حية وساخنة في الحياة السورية خصوصاً والعربية عموماً، سواء على صعيد رصد علاقة المثقف بالمجتمع، أو تسليط الضوء على التجاور المسيحي الاسلامي وغير ذلك مما يحمل شيئاً من النقدية الرصينة لظواهر اجتماعية تجد من الطبقة الوسطى مساحة لكشفها وتعريتها، ومحاولة مبنية على أرضية درامية تقارب جرائم الشرف والتعصب الديني والممارسات الاجتماعية المغلوطة، مع مساحة لتجاور العلماني مع الديني، وبمشاركة كل من عباس النوري وسلوم حداد وكاريس بشار وغيرهم.

الواقع يحضر أيضاً في مسلسل «رياح الخماسين» إخراج هشام شربتجي لدرجة منع فيها من العرض على القناة الفضائية السورية الرسمية وقناة «دنيا» السورية الخاصة، من دون شكاوى عشائرية أو قبلية هذه المرة بل لكونه يسرد حياة معتقل سياسي بعد خروجه من السجن واصطدامه بواقع قاسٍ ومغاير. «رياح الخماسين» الذي مازالت تعرضه قناة «الجديد» اللبنانية تتباين سويته الفنية، ويمكن لفايز قزق أن يقدم مشهداً استثنائياً، وليجاوره مشهد تعوزه الفنية.

وسط كل ما تقدم يسطع الجزء السادس من «بقعة ضوء» إخراج سامر برقاوي هذا العام ليكون مصدر طمأنينة على الكوميديا السورية، وتأكيد على قدرة هذا المسلسل على تقديم الكثير دون التخلي عن مولداته الرئيسة وآليات مقاربته المعروفة، ولعل «الشباب» وأقصد هنا باسم ياخور وأيمن رضا واندريه اسكاف ونضال السيجري وباقي الشلة مازالوا قادرين على تقديم لوحات ساخرة من الواقع السوري، مصنوعة بشغف وخفة وتميز، والتحلي بروح نقدية لا توفر شيئاً وتطال الحاضر والماضي والمستقبل، مع رصد التغيرات التي تجعل من «إضراب» عمالي وموافقة رب العمل على المطالب وزيادة الرواتب مكسباً له ما دام يملك الهواء الذي يتنفسه المواطن، بينما يتحول «الرجل البخاخ» إلى شخصية مماثلة للرجل العنكبوت «سبايدر مان» لكن لمحاربة الفساد، وغيرها من لوحات تطالب بعودة «أبوعصام» إلى باب الحارة، وصولاً إلى «الاحدعشري»، والمحقق المسكين الذي يقع تحت رحمة وضعه الاقتصادي المزري، أو ما أثارته لوحة «كرت عزيمة» من استياء «الأمن الجنائي السوري» لسخريتها من عناصره كما أورد موقع «سوريا ستيبس».

ناقوس خطر

نهاية يجب التأكيد أن ما تقدم نابع من غيرة حقيقية على الجرعة التقدمية والنقدية لهذه الدراما، والتي تشكل في جانب منها عصب خصوصيتها، والدافع لقرع ناقوس الخطر كلما قل منسوبها، كونها ولدت من رحم ثقافي يتطلع نحو عالم أفضل، من دون أن تركن في مسلسلات كثيرة نحو السائد والمتعارف، بل على العكس فقد كانت تطمح لكسر السائد والبحث عن آفاق جديدة، ربما هذا الأمر متوافر  فقط هذا العام بسوية فنية جيدة في «ليس سراباً» و«بقعة ضوء».

ومن ناحية أخرى فإن الحديث عن الدراما السورية هو حديث عن الدراما العربية عموماً، فالأمر هنا  يمتد ليتخطى موضوعاتها إلى الممثلين والمخرجين وجهات الانتاج ومواقع التصوير، ولعل مسلسلاً مثل «أسمهان» يضيء بقوة المقصود هنا، وكذلك الأمر بالنسبة لـ«أبوجعفر المنصور»، وكلاهما من إخراج التونسي شوقي الماجري، وطواقم التمثيل فيهما تشمل سورية ومصر والأردن ولبنان والمغرب وغيرها من دول عربية، طبعاً هذا تكرر ويتكرر إلى أن أصبح عرفاً سورياً، ويمكن الحديث إلى ما لا نهاية عن مشروعات تحمل هذا الطابع، ويمكن العودة إلى عشرات المسلسلات للتدليل على ذلك.

الإمارات اليوم في 18 سبتمبر 2008

 
 

ثمة ما يبهج في الدراما المصرية على حساب السورية

خالد ربيع السيد

هكذا ياسادة ياكرام.. سنة وراء سنة، ورمضان بعد رمضان تأخذنا الدراما المصرية في (هوجة) من المسلسلات التي تجتاح الفضائيات العربية، ما يمكننا من القول بأن هناك كم متزايد من الإنتاج الدرامي التلفزيوني المصري الذي لا يُعنى بالكيف بقدر ما يعنى بإثبات التواجد والاستمرار على العادة المعتادة في كل سنة.

يتأتى ذلك من خلال تصور متوهم من قبل المشتغلين في حقل إنتاج المسلسلات مفاده أن ذلك التواجد أصبح ضرورة لا غنى عنها، وأنه مولد ولا بد الخروج منه بجميع الحمص. ولأن واقع الحال، بحسب الخديعة المعممة على الجماهير العربية، بأن رمضان لايكون رمضاناً بدون مسلسلات وفوازير. وهو منطق ينطوي على براغماتية صارخة تهدف الى تسويق منتجاتهم الرخوة، الأمر الذي تم التأسيس له جيدا على نار هادئة خلال سنوات طويلة من أجل خلق الرغبة في المشاهدة التي يتبعها الشعور بالحاجة للفرجة ثم السعي لإشباعها بالمتابعة الفعلية.

العاملون في هذه التجارة. يعتبرون ما يقومون به عملاً خالصاً (بزنس) ويطلقون عليه "شغل رمضان" ويجب عليهم أن ينجزوا أعمالهم بأسرع ما يمكن حتى يتم عرضها في الوقت المحدد مع بداية الشهر. والواضح أنهم في سباقهم هذا يتخلون عن أبسط مقومات الفن أومسؤولية تثقيف الجماهير أو حتى إمتاعهم. ولعل المقابلة التي أجريت مؤخراً مع المخرج المصري مجدي أحمد علي، وهو مخرج قادم من عالم السينما ليخرج عمله التلفزيوني الأول الموسوم بـ (الحب موتاً) تكشفت بعضا مما يدور في كواليس إنتاج المسلسلات وما يجري فيها من عمليات “سلق للبيض” الفاسد.

على أية حال، وكحقيقة أصبحت راسخة منذ سنوات عديدة تصل الى العشرة مواسم رمضانية،نجد أن الدراما المصرية لم تطرح أية أفكار فنية جديدة. ولم تنتهج أية أساليب مختلفة. بمعنى أن كل ما يشاهده المتفرج، أو الغالب الأعظم منه. يندرج تحت مظلة “الواقعية الإجتماعية” أو”التاريخية المصرية” (أي التاريخ بوجهة نظر مصرية). وإن كانت هناك تجاوزات محدودة وعابرة مثل الجاسوسية في “رأفت الهجان” ـ يجري الآن تقليده بمسلسل شبيه ـ أو السياسية في “برتوكولات صهيون” أو التربوية في “يوميات ونيس” أو الأيديولوجية في “العائلة” عند مطلع التسعينات، إلا أنها تجارب عابرة،كما أسلفت، وهي خاضعة بقضها وقضيضها للعناصر الإنتاجية والمنهجية ذاتها التي تستخدم في مسلسلات الواقعية الإجتماعية. الأمر الذي أسر المشاهد في نطاق ضيق،وحصر مفهومه عن الدراما بما شاهده ويشاهده وسيشاهده. وأدى ذلك الى تحجيم هامش القيمة المعرفية المضافة الى وعيه أو الفنية المضافة الى ذائقته ومتعته، وأصبحت عملية التلقي لديه لا تتجاوز في أحسن حالاتها سوى البقاء مشلولا ومستسلما للمألوفات الحميمة التي إعتاد عليها، والتي شكلت ورسخت ما يمكن تسميته بثقافة المسلسلات والتي أيضاً أدت بدورها الى تحنيط الذائقة وتسطيح الوعي الجماهيري وتوجيهه الى إهتمامات هشة.

إن تكرار حضور صورة الوجوه الشائخة والمترهلة من الأجيال القديمة من الممثلين و”المشخصاتية” أصبح إستهلاكا يدعو للسخرية أو للتأسف على أيام فلان من الممثلين عندما كان في ريعان شبابه أو على علاّنة التي تكرمشت وذهبت جذوة جمالها، وان لعبة الإستعراض والإغراء بفتنة الوجوه الجديدة والأجساد المثيرة من الشبان والفتيات اللذين يهتمون بالظهور في “نيولوك” متجدد وبملابس تلهج بـ “السكس” لهي لعبة قصير النفس ولا تصمد لأنها ببساطة لعبة قائمة على فكرة الموضة.

هذا المشهد الموغل في الفجاجة لا يبشر بحدوث أية قفزات نوعية في دراما المسلسلات، فليس هناك ما يبهج، بحسب عبده خال، وليس هناك ثمة جديد أو مدهش أو مفاجيء. في حين أننا لو قارنا على سبيل المثال وعلى مدى خمسة عشر عاماً على الأقل مدى الحرفية والمتعة المتحققة عند مشاهدة أي حلقة من حلقات مسلسل “مرايا” الرمضاني الذي يقدمه الممثل ياسر العظمة.أو العديد من المسلسلات السورية التي قدمت خلال العشرة سنوات الأخيرة إبتداء من “نهاية رجل شجاع” و مروراً “بسيرة الجلالي” و”شو هالحكي” وحتى مؤخرا “أبناء القهر” و"باب الحارة الأول والثاني" والكثير من المسلسلات التي قدمت تجديداً ملحوظاً في الشكل والجوهر والقيمة : القصة، الصورة، الأداء، الإخراج، السيناريو، مواقع التصوير، المؤثرات البصرية والسمعية. المكياج. الملابس.. الى آخره. وهي دون شك قد برعت في خوض إتجاهات عدة لم يكن يعرفها المشاهد العربي من قبل : “الفنتازيا التاريخية. الفنتازيا الإجتماعية. الكوميديا السوداء. دراما العبث، دراما اللامعقول، التاريخية التحليلية والإسقاطية (حرب البسوس، الزير سالم أو ملوك الطوائف ومؤخراً أبي جعفر المنصور).. وعند تناولها للواقعية الإجتماعية فقد تناولتها بعناصر وأدوات ورؤى متقدمة ومشتغلة بحبكة بفنية مدروسة:“الفصول الأربع”، “أيام شامية”، "أهل الغرام"، "سيرة الحب"، "أهل الراية".

إن ما تقدمه الدراما المصرية شيئاً آخراً غير ما يمكن مقاربته بجماليات الدراما الراقية. فما تعرضه ما هي إلا تنويعات على فكرة التسلية وعروض “الكباريه” والسعي وراء أكذوبة ( الجمهور عايز كده) تحت وهم (معالجة قضايا المجتمع).

ما تتناوله ما هو إلا شكل من أشكال “التشخيص”. إذا إعتبرنا جدلا أن كلمة التشخيص تعد مصطلحاً مشتقا من تسمية الممثلين بـ”المشخصاتية” في العامية المصرية، فإن “التشخيص” يقوم على شروط معينة ترتكز على أطر محددة وطرق صارمة “مجربة” ومكررة ولا تقبل أي نوع من التجديد أو الإبداع. للدرجة التي أصبحت بمثابة القوانين التي تدرس في معاهد السينما والتمثيل والإخراج المصرية، وهي لا تسمح بأي حال من الأحوال بتمرير أية إجتهادات أو خروجات.

و إذا تناولنا منحى الواقعية الإجتماعية بشيء من التحليل، نجد أن المؤلف المصري لا يذهب الى أبعد من فلك المشاكل الإجتماعية الرتيبة التي تتعلق بتبعات علاقات الحب والزواج وتقاطعهما مع الماديات العصرية و الصراعات العائلية. وبالطبع لا تخلو من أجواء صراعات سوق العمل وعالم الشركات، وعلى ذات المنوال لا يخرج التأليف القصصي في البيئات الفلاحية أو الصعيدية عن تلك الأطر المحكمة.

من زاوية أخرى لا يغيب عن الملاحظ بإن المسلسلات “المصرتاريخية” التي طالعتنا منذ السبعينات بداية من مسلسل “على هامش السيرة” وحتى الآن لم تقدم وفق مستويات إخراجة متقدمة،فلا زالت الصورة بما تحتويه من تفاصيل الديكور والأزياء والملابس تفيض بالركاكة والفبركة. وللغرابة أن نمطية المعطى النهائي لا ترتهن على واقعية تاريخية حقيقية أو واقعية فانتازية أو سريالية أو إنطباعية أو تحليلية.. إنها واقعية تخيلية تاريخية مصرية صرفة، لا تستند الى دراسات إعدادية جيدة، فمن يقومون بمراجعة المادة العلمية والتاريخية لا يجهدون أنفسهم في تقصي كثيراً من التفاصيل الهامة التي تتعلق بجزئيات الحياة الحقيقية في الحقبة التي تدور فيها الأحداث.

ظلت طرق التمثيل وأداء الأدوار جامدة لا تقبل البتة أية إبتداعات، فالدور الذي يضطلع به البطل الأساسي للعمل، والذي عادة ما يلقب بـ ( الفنان القدير) يجب عليه أن يتقن الطرق التقليدية في الأداء.. وأتعجب،. وقد تشاركونني التعجب من أن هذا “الفنان القدير” الذي أصبح هو الآخر مدموغ بنمطية الأداء.. كغيره من الممثلين في الأدوار المساندة والأدوار الشرفية وحتى الثانوية. فهو إذا أراد أن يؤدي دور الشرير مثلاً فلا بد له من ظبط أداء حركات بعينها ولا بد أيضاً من التلفظ بألفاظ معينة وفق طريقة دقيقة،ويتوجب عليه أن يرسم بوجهه تعبيرات محددة.. الخ، وكذلك الحال إذا أراد القيام بدور أعمى مثلاً , أو عمدة، أو رجل أعمال، أو رب عائلة، أو صعيدي، أو فلاح فلا بد من إتقان الأسس وإتباع المنهج الأدائي الصارم الذي وضعه السابقون من (عمالقة الفن) في (الزمن الجميل) كما يصفون.

إن نمطية الأداء وترسيخه لا تنطبق فقط على الشخصية / الكاركتر، بل على الحالات التي تمر بالشخصية. فمثلاً عند أداء حالة السكران لا بد أن يترنح الممثل في مشيته ويسبل يديه ويرفعهما بتراخ وعشوائية وأن يسهََم عينيه ناظراً الى الأرض وإذا رفعهما فإنه يبقي على النظرة من أسفل مع بقاء الرأس مطأطأ، ويلزمه أيضاً أن يثقل في كلامه وأن يشهق بين كل جملة وأخرى. لا أبالغ إذ قلت أنني رأيت في حياتي عشرات الآلاف من السكارى ولم أجد واحداً منهم يتصرف ويتكلم مثل ما يحدث في التمثيل المصرية..

وكذلك عندما تنوي إحدى الممثلات القيام بدور بنت البلد اللعوب فهي أولا يجب أن تجهز الملاية اللف،مع العلم إنها إنقرضت منذ 40 سنة على الأقل، ويفترض أن ترتدي فستان من قماش الساتان اللامع المكسَم على الجسد بحيث يبرز المفاتن، ولا بد من الطرحة “اليشمك” والمنديل “أبوشناشن” والخلخال في الرجل اليسرى، والأقراط الكبيرة المتدلية من حلمتي الأذنين.. وغير ذلك عليها أن تتقن الضحك بغنج معين ـ تعرفونه جميعا ـ وأن تكثر من قولة “يالدلعدي” و “ياروح أمك” و “ومايحكمش”، وما إلى ذلك من العبارات واللزمات السوقية التي تدخل ضمن وصفة الدور..

وإذا إنتقلنا الى تنميط السيناريو والإنغلاق داخل الأستديوهات فسوف نتحدث ولا حرج، وكذلك تقنيات التصوير ومحدودية الكادر الذي يعيق حركة الممثل وتلزمه،من ضمن ما تلزمه، بأن يدير ظهره الى زميله أثناء الحديث معه خلال المشهد.. أماالزوايا الأحادية في حركة الكاميرا والتي لا تعطي المشاهد فكرة بصرية كاملة عن موقع الحدث فهي تقنية خانقة للمثل والمشاهد معا. علاوة على نمطية المقدمات وطريقة عرض لقطات مجزئة من حلقات المسلسل أو ظهور صورة الممثل مع نزول إسمه وغالبا ما تصاحب بأغنية كلاسيكية اللحن كلماتها تلهج بالخطابة والوعظ والحكمة وغدر السنين. كل تلك الأساليب ساهمت في إحجام أعدادا متزايدة من المشاهدين العرب من التعاطي و”التفرج” على تلك المسلسلات وعلى رفض كل ما يسمى بدراما مصرية، وهو في نظري الشيء الوحيد المبهج في الدراما المصرية على حساب السورية.

khalidrabeei@hotmail.com

* المقال خاص بشبكة "شعاع" الإعلامية.

شبكة "شعاع" في 18 سبتمبر 2008

 
 

يميزه الإبهار السمعي والبصري...

«صراع على الرمال»: «ثورة» في الدراما البدوية

مايا الحاج

تحتل المسلسلات التاريخية حيّزاً واسعاً في خريطة شهر رمضان التلفزيونية، وتدخل المسلسلات البدوية ضمن هذه الخانة، لكن المفارقة أنّها، دون غيرها من هذه الأعمال، تتصّف بغالبيتها بركاكة ناتجة عن ضعف الإنتاج ما يُفقد العمل كثيراً من قيمته ومصداقيته. فغالباً ما تصوّر في بقعة محدّدة من صحراء نائية، لا يعيش فيها سوى أبطال المسلسل داخل عدد ضئيل من الخيم إلى جانب الخيول التي لا يزيد عددها عن أصابع اليد الواحدة، ما يُعيق مخيّلة المشاهد عن تصوير واقع الحياة البدوية بتفاصيلها وحيثياتها...

كان هذا قبل بدء عرض «صراع على الرمال» الذي قلب كل المقاييس بضخامة إنتاجه التي ظهرت جليّاً من خلال قدرة المسلسل على نقل الجوّ القبلي إلى المشاهد إلى حدّ أنه يشعر وكأنه واحد من القبائل التي يتعرّف من خلالها إلى طبيعة الحياة البدوية. ويدور التصوير في مواقع شاسعة من الصحراء المغربية والسورية والخليجية. كما أنّ العدد الهائل من المشاركين في العمل والكومبارس جعلوا من الصحراء القاحلة عالماً بدوياً تتوافر فيه كلّ أسباب الحياة من «الغدير» أو المستنقعات المائية المحفورة بطريقة هندسية مدهشة إلى رصد الزواحف والأفاعي والذئاب وغيرها من الحيوانات التي يمكن تواجدها في الصحاري. يضاف الى هذا كله اعتماد إسم كبير في مجال تصميم المعارك الحربية مثل الإسباني ريكاردو كروز الذي يُعدّ الأول في مجاله عالمياً، فضلاً عن الاستعانة بأمهر الفرسان وأقوى الخيول التي سبقت أن شاركت في أضخم الأفلام التاريخية العالمية مثل «الساموراي الاخير» و«مملكة الجنة» و«غلادياتور». كل هذه العناصر بمثابة خطوة مهمة تجعلنا أمام أسلوب جديد ومغاير في التعاطي مع «المعركة» بحيث يُسمح للمشاهد العربي أن يستمتع بمتابعة مشاهد قتالية تلفزيونية لم يسبق أن رآها سوى في السينما العالمية، الأمر الذي ساهم في تحويل «صراع على الرمال» من مجرّد مسلسل بدوي إلى ملحمة عربية تجسّد مفهوم «الفروسية» بكل صدق وواقعية.

وبعيداً من السخـــاء الإنتـــاجي الذي يعدّ النقطة التي تُحسب للعمل، يتمتع هذا المسلسل أيـــضاً بالقدرة على الجمع بين الواقع والخـــيال بأسلوب عذب وجذّاب.

فالأحداث تدور حول قبيلتين عربيتين متـــخاصمتين عاشتا على أطـــراف شبه الجزيرة مطلع القرن الثامن عشر وتحـــــديداً فترة خـــــضوع العالـم العربي للحـــكم العثـــماني. «الحنظل» و «العجيل» قبيلتان باعدتهما الحرب ولكن جمعهما الحبّ وذلك من خلال شخصية الفارس «فهد» إبن شيخ  قبيـــلة العجيل (تيم حسن) الذي يقع فريسة الهـــوى بعدما يضعه القدر صدفة أمام «الهنوف» إبنة شيخ قبيلة الحنظل (صبا مبارك)، فيصبح هذا الحب بمثابة العقدة التي لا يمكن أن تحلّ إلاّ في نهاية ميلودرامية تكرّس فكرة أنّ الحب وحده القادر على إعادة الطبيعة إلى مسارها الأساسي.

ويتخلّل الأحداث أشعار عاطفية وجدانية مميزة كتبها نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتضفي إلى العمل جمالية خاصة، وينشدها الفنان حسين الجسمي بصوت أشبه بقطرات الندى التي تروي اللهجة البدوية الجافة وتكسر حدّة الخطابية الفجة، فيغدو المسلسل أشبه بملحمة يتقاطع فيها الحب والثأر والبطولة والشهامة والصراع والإخلاص بطريقة فنية شاعرية قد تكون فريدة من نوعها... كما أنّ الموسيقى التصويرية التي صاغها طارق الناصر وهو الحائز جائزة أحسن موسيقى تصويرية العام الفائت عن مسلسل «الملك فاروق»، لعبت دورها المركزي في ترجمة روح الحياة القبلية.

واللافت في العمل أنه يعرض الحياة البدوية وكأنها تجسيد للحياة بمعناها الواسع والعام. ففيه نجد كل النماذج الإنسانية والسيكولوجية الموجودة في العالم، كالرجل الشهم والحالم والحليم مثل «فهد» (تيم حسن)، والعاشق الرومانسي الشفاف الذي لا يجد سوى في الشعر ملاذاً له كشخصية «عامر» (باسل خيّاط). أو الشخصية الحقودة التي لا تحب أحداً والقادرة على أن تدوس على كل القيم لا بل الناس من أجل الوصول إلى هدفها كدور «ذياب» (عبد المنعم عمايري) باتقان وحرفية بالغتين، إلى حدّ أنه يمكن القول إن «ذياب» فجّر موهبة عمايري وقد يكون هو الدور - المبدّل في مسيرته التمثيلية. وتعدّ هذه الشخصية المحرّكة للأحداث مثالاً للشرّ في أبشع صوره إذ يعمد «ذياب» إلى زرع الفتن بين القبيلتين من أجل الاستفادة من العداوة بينهما والاستيلاء على «المشيخة»... وليس غريباً على مخرج بحجم حاتم علي الذي وقّع اسمه على أهم الأعمال التاريخية مثل «صقر قريش» و «ربيع قرطبة» و «ملوك الطوائف» و «التغريبة الفلسطينية» أن يهدي إلى العالم العربي عملاً مميزاً مثل «صراع على الرمال» الذي نتج عن خيال حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وكتبه كسيناريو وحوار هاني السعدي ونقله إلى اللهجة البدوية هشام كفارنة.

الحياة اللندنية في 19 سبتمبر 2008

 

«مجنون ليلى»

مالك القعقور 

يمكن القول إن اللبنانيين قرروا أخيراً ولوج مضمار «المسلسلات الرمضانية» من خلال مسلسل «مجنون ليلى».

الخطوة بحد ذاتها جيدة خصوصاً إذا ما كان هدفها الاعتداد بتجارب دول مجاورة سبقت لبنان أشواطاً في هذا المجال، بينما بدا اللبنانيون طوال الفترة السابقة التي نمت فيها ظاهرة «المسلسلات الرمضانية»، متقاعسين عن خوض غمارها انتاجاً وتمثيلاً، مكتفين باستهلاك ما ينتهجه الآخرون عبر شاشاتهم وفضائياتهم التي أثبتت فعلاً نفسها محلياً واقليمياً.

دخل اللبنانيون إذاً هذا المضمار هذا العام، عبر إنتاج مسلسل «مجنون ليلى» الذي يعرض فعلاً حصراً على شاشة «المستقبل» وليس كما هي الحال مع مسلسلات كثيرة تعرض على عدد من الشاشات العربية وبينها شاشات لبنانية، مع ادعاء الحصرية في عرضها.

وعلى رغم هذه الإيجابية يمكن تسجيل ملاحظات على الاختيار والأداء.

فبالنسبة إلى الاختيار ما هي الجدوى في اختيار قصة تاريخية ملؤها الحزن والأسى المتأتي من الحقد العائلي الذي فرّق الحبيبين، ليس فقط الحبيبين الشهيرين قيس وليلى، بل أيضاً سعيد، وهو شقيق قيس، وحبيبته عصماء، بينما شبع اللبناني حزناً وأسى من واقعه وما يعيشه من أوضاع صعبة على غير صعيد؟ وكذلك ما الجدوى من اختيار قصة مثّلت مراراً وبكل أشكال فنون التمثيل وفي حقب مختلفة من الزمن؟ هل هو ابتعاد عن الواقع اللبناني أم افتقار إلى كتابة مسلسل يقارب في شكل أو في آخر، ما مرّ بالمجتمع اللبناني من تغيرات وحروب؟

أما في ما يتعلق بالشكل، فبدا أن المسلسل وما فيه من جهد واضح، لم يستطع أن يقدم الجو الذي عاش فيه قيس وليلى ولا حتى باختيار الموقع الطبيعي للتصوير، علماً أن القصة تدور في نجد أي في بلد صحراوي طبيعته قاسية ولا يمكن الناس أن يعيشوا إلا في واحات وليس في أرض فلاة وضعت فيها بضع نخلات رفعاً للعتب.

وفي ما يتعلق بالمضمون، فهو لا يخلو من مبالغات في تصور قدرة النساء - وليس ليلى وحدها - على اشهار حبهن والدفاع عن حقوقهن إلى حدود الموت ناهيك بجرأتهن في اتخاذ القرار، وهذا الأمر مثار عجب بخاصة إذا علمنا أن النساء اللواتي يعشن في تلك الأرض التي دارت فيها أحداث المسلسل، لا يجرؤن بعد مرور مئات الأعوام، على تخطي التقاليد قيد أنملة. فهل إسقاط جرأة اللبنانيات على قصة تاريخية يعتبر تطويراً لها؟

الحياة اللندنية في 19 سبتمبر 2008

 
 

هاجمه الإخوان بسبب »ناصر« واتهم بالإفلاس الفني في »نسيم الروح«

يسري الجندي لـ»السفير«: لم أسعَ لتأليه عبد الناصر وأجّلت »العائد« حفاظاً عليه

محمد حسن/ القاهرة

قد يكون الاسم الأبرز بين مؤلفي المسلسلات الرمضانية هذا العام، اسم يسري الجندي الذي أتم ثلاثة أعمال تلفزيونية هي »ناصر« و»نسيم الروح« و»العائد«. وفي حين نجح الأول والثاني في حجز موقع على خارطة البرمجة الرمضانية بقي الثالث بعيداً عن الشاشة.

حاورت »السفير« المؤلف يسري الجندي حول أعماله الثلاثة والانتقادات التي وُجهت إليها، وكان آخرها اتهام على لسان عصام العريان القيادي الإخواني، الذي أكد ان مسلسل »ناصر« يحوي العديد من المغالطات التاريخية المتعلقة بمواقف الإخوان المسلمين، معتبراً ان الجندي »أهمل عن عمد الدور الرائد لكتائب المتطوعين من الإخوان في حرب فلسطين عام ،١٩٤٨ برغم ما سجله التاريخ سواء الحربي أو السياسي عن بطولاتهم«.

يعول الجندي كثيراً في معرض إجابته على الحلقات العشر الأخيرة من المسلسل، وهو يعتبر ان أي انتقاد لا يمكن ان يكون موضوعياً قبل انتهاء المسلسل، مشدداً على ان العبرة في تقديم أدلة تاريخية دامغة لا مجرد اعتراضات، ويضيف: »لقد حرصت على مراجعة العمل من قبل مؤرخَين حولهما إجماع كبير هما الدكتوران يونان لبيب رزق وجمال شقرة أستاذ التاريخ في جامعة عين شمس«.

ينفي الجندي الاتهام الذي وُجه إليه أيضاً لجهة تناوله عبد الناصر بصفته أسطورة منزهة عن العيوب والنقائص، خصوصاً بعدما تردد انه اضطر إلى إجراء تعديلات كي يجتاز المسلسل الأجهزة الرقابية ويحصل على موافقة ورثة الرئيس الراحل: »لم أكتف بجانب واحد من حياة الرئيس عبد الناصر بدليل أنني أوردت ضمن الأحداث أنه تم فصله من المدرسة الثانوية لنشاطه السياسي، ثم أعيد بعد توسط أقاربه مع مسؤولي المدرسة... أقصد أنني لم أمل إلى التجميل ولا إلى التقليل من شأنه، وسيثبت ذلك في النصف الثاني من المسلسل حين نناقش انجازات الثورة ونقائصها ايضاً«.

وتابع المؤلف: »لا توجد شخصية مقدسة في التاريخ البشري كله باستثناء الأنبياء والرسل، حتى ثوار »يوليو«، لهم انجازات بقدر ما لهم من اخطاء«.

أما بالنسبة إلى مسلسل »نسيم الروح« الذي قدم بطولته الفنانون أيمن زيدان ومصطفى شعبان ونيللي كريم وشيرين وغيرهم، فقد اتهم هذا العمل ايضاً بمحاكاته فيلم سينمائي سبق وكتبه الجندي نفسه منذ أكثر من ثلاثين عاما تحت عنوان »سعد اليتيم«، ما قد يعني انه يعاني إفلاساً فيعيد تقديم أعماله القديمة. رداً على ذلك قال الجندي: »ما حدث مقصود، وهذا لا يعني إفلاساً أو عجزاً بل إبداعاً وحرفية شديدة، لأن اختيار قصة قديمة وعرضها في ثوب جديد صعب، وسبق أن قدمت »التيمة« مثلاً نفسها منذ عشرين عاماً في مسلسل »حصاد الشر«، كما قدمت »علي الزيبق« في المسرح والتلفزيون وكانت لكل منهما معالجة مختلفة، وتطور الأحداث سيؤكد الاختلاف بين الفيلم والمسلسل لأن الفيلم كان يستعرض زمن الفتوات من دون الخوض في السياسة، أما مسلسل »نسيم الروح« فمستوحى من »تيمة« شعبية أصلها قصة »إيزيس وأزوريس« التاريخية، ويبدأ مع انكسار حركة عرابي وينتهي مع ثورة سعد زغلول، ويستعرض أزمة الانتماء التي يعيشها معظم الشباب المصريين الآن، والتي أدت إلى حدوث العديد من الكوارث، أخطرها الشعار الذي ظهر حديثاً ويطلقه بعض الشباب وهو: »لو لم أكن مصرياً لوددت ألا أكون مصرياً«.

يعتبر الجندي ان مصر اليوم انقسمت إلى مصرين: »مصرنا التي سرقت والتي نشعر معها بالغربة، ومصرهم التي يستمتعون بها. أنا أميل إلى المقاربات الاجتماعية وسبق أن قدمت مسلسل »التوأم« في إطار اجتماعي، ومسلسل »من أطلق الرصاص على هند علام« بالإضافة إلي مسلسلات الخيال العلمي والفانتازيا«.

أما عن مسلسل »العائد« الذي لم يعرض الى الآن فقال الكاتب يسري الجندي: »لقد رفضت انتاج هذا العمل قبل عدة سنوات مع شركة »الفادي للانتاج الفني«، لأنهم طلبوا مني وقتها زيادة عدد حلقاته حتى يدر لهم ربحا مجزيا، لكني رفضت لأن فكرته وأحداثه لا تستوعب أكثر من ثماني عشرة حلقة، وكانت النتيجة فسخ العقد إلى أن تعاقدت مؤخراً مع »مدينة الانتاج الإعلامي« التي قبلت العمل من دون زيادة عدد الحلقات، وكنت أتمنى عرضه خلال رمضان لولا ان الملحن محمود طلعت تأخر في تسليم الموسيقى التصويرية وموسيقى شارتي المقدمة والنهاية، ولهذا تأجل عرضه الى بعد رمضان«.

السفير اللبنانية في 19 سبتمبر 2008

 

الإخـوان والضبـاط الأحـرار فـي »ناصـر«: أخـذ وردّ

هلال شومان 

بدا أن دورةً كاملة مرَّت على مصر. المشهد: لقاء جمال عبد الناصر ورفيقه (صفوت) قيادياً من الإخوان، في الحلقة الثالثة عشرة من مسلسل »ناصر«. الزمان: منذ أقل من ستين عاماً بقليل.

ينبري رفيق ناصر في ختام المشهد (مثَّل دور ناصر مجدي كامل، فيما اضطلع أحمد سلامة بدور رفيقه صفوت الذي يعلنه ناصر متابعاً لأعمال المقاومة في قناة السويس) الى توجيه اتهامه الى ممثل الإخوان في الاجتماع الشيخ فرغلي: »أنتم تريدون السلطة ولا يهمكم إن احترقت البلد«. اتهام جاء في معرض حمل الإخوان قضية فلسطين قبيل حرب عام ١٩٤٨ وخلالها، ثم تخليهم عنها وعن أعمال المقاومة في القناة بعد انتهاء الحرب.

لا يتوقف المسلسل هنا، بل يورد ـ في مشهد لاحق ـ تصريحات صحافية لمسؤول الإخوان يعلن فيها »وجود الوطن في التاريخ قبل الدين، ورؤيته لأعمال المقاومة في القناة كحركات (عنف؟) لا تقدِّم ولا تؤخر بل تحصد أرواح مصريين من دون داعٍ«.

يأتي تبرير الإخوان في المسلسل في معرض أنهم »لن يخوضوا معركة حزب »الوفد« في القناة. ولاحقاً، في مشهد تالٍ، يشير المسلسل إلى الإخوان على لسان عبد الناصر بوصفهم »جماعة متقلّبة«، سائلاً زميله الضابط عبد المنعم كيف بإمكانه أن يكون عضواً في جماعة كهذه، مما يدفع الضابط إلى حسم خياره بتركه الاجتماع إياه.

يعبر المشهدان بسرعة على بداية علاقة الضباط الأحرار (من سيصبحون لاحقاً أساس السلطة الحاكمة المصرية) بالإخوان، وهي علاقة كانت دائماً بين علوّ وهبوط. وهذه العلاقة المتذبذبة ستستمر مع استثناء الإخوان من قرار حل الأحزاب عام ،١٩٥٣ ثم حادثة إطلاق النار على عبد الناصر في المنشية والتي اتُّهِم بها الإخوان المسلمون، ومن ثم الاعتقالات التي شملت أعضاء منهم، وعلاقة السادات الانفتاحية عليهم في الفترة الأولى من حكمه وحملة الاعتقالات التي طالتهم لاحقاً، ثمّ علاقة نظام مبارك بهم في الثمانينيات والتسعينيات.

بعد ثلاثة أيام على عرض حلقة »ناصر« التي احتوت المشهديْن المذكورَين، حفلت الصحف والمواقع المصرية باعتراضات »إخوانية« على المشاهد المذكورةالإخوان أون لاين«، »الدستور«)، قبل أن تتناقل الخبر مواقع عربية أخرىالجزيرة«، »العربية«). فالدكتور عصام العريان القيادي في جماعة الإخوان المسلمين صرِّح لأكثر من جريدة وموقع أن »المسلسل يحفل بمغالطات تاريخية، وأهمل عن عمدٍ الدور الرائد لكتائبِ المتطوعين من الإخوان في حربِ فلسطين«. كما أبدى انزعاجه من »تصوير مواقف الجماعة على أنها كانت تُهادن القصر وتقف معه في مؤامراته على الحركة الوطنية وتدعمه ضد حزب »الوفد«، فضلاً عن تصوير المسلسل الجماعةَ بأنها لم تشارك في معارك القناة التي كان يقوم بها الفدائيون المصريون ضد المحتل«. وأكد العريان أنّ »وثائقَ السفارة الإنجليزية في القاهرة أكدت هذا الدور البطولي لمجاهدي وفدائيي الإخوان«.

أما الكاتب يسري فقد دعا لانتظار عرض الحلقات كاملة ومن ثم الحكم بعدها على المسلسل برمته (أنظر المقابلة أعلاه).

لكن المسلسل يستمر في حلقته الثامنة عشرة بطَرْق العلاقة ذاتها، فيورد مشهداً آخر لصفوت (ذات الشخصية التي تواجدت في مشهد اجتماع ناصر بالشيخ فرغلي)، وهو يسخر من شيخ إخواني لا تعجبه الأغاني المادحة لقانون الإصلاح الزراعي، منتقداً ضمنياً اعتراض الإخوان على هذه القوانين، ويقوم صفوت بسؤال الشيخ: »ألستم من تدعون نهاراً وليلاً بالعدل؟«

الثابت أنه لم يسبق لعمل تكلّم عن عبد الناصر أنْ تطرَّق لهذه العلاقة الجدلية مع الإخوان بهذا القدر من التركيز، حتى أن المسلسل بدا بمشاهده السابقة مسلسلاً عن »ناصر والإخوان«، لا مسلسلاً عن »ناصر«. والمنحى الذي يسلكه المسلسل حتى الآن يوحي أنه يخوض معركة إسقاط كاملة على الحاضر، وأنه لن يكتفيَ بمشاهد خاطفة كالتي مرَّت على الهواء. والسؤال الذي ستجيب عليه الحلقات المقبلة: كيف سيتعامل المسلسل مع الاعتقالات التي طالت الإخوان فيما بعد، هل بوصفها رداً على حادثة المنشية الشهيرة، أم أنه سيتخطى تبسيطاً كهذا إلى بحث أكثر عمقاً للعلاقة الجدلية بين الإخوان وناصر؟

السفير اللبنانية في 19 سبتمبر 2008

 
 

هذه «أسمهان»... فأين الأيقونة؟

خليل صويلح

على رغم السيناريو المحكم والرؤية الإخراجية الجيدة، يغرق حتى الآن بالتفاصيل العائلية... فماذا عن الأحداث العاصفة في حياة المطربة الراحلة؟ وكيف ستُعالج علاقتها بالاستخبارات، وصراعها مع الملكة نازلي، وحادثة غرقها الشهيرة؟

يمكن اختزال سيرة أسمهان (1912ـــ1944)، بأنها أيقونة الجسد والصوت، وبأن المغنية الفاتنة لفتت الانتباه إليها ضمن هذين المسارين اللذين كانا يلتقيان ويفترقان تبعاً للشخصيات التي أسهمت في أحداث حياتها القصيرة العاصفة، وخصوصاً أنها عاشت في فترة مضطربة سياسياً (ما بين الحربين العالميتين). كل هذه الخلفيات قادت المغنية الشابة، في نهاية المطاف، إلى مصير تراجيدي، انتهى بفجيعة موتها الغامض في حادثة الترعة الشهيرة. الصورة المتخيّلة لأسمهان كما أبرزها مسلسل «أسمهان» للمخرج شوقي الماجري (تناوب على كتابته أكثر من كاتب سيناريو) غرقت في النصف الأول من العمل بتفاصيل عائلية، وخصوصاً في ما يتعلق بحكاية زواجها من ابن عمها الأمير حسن الأطرش. وهنا، عاشت صاحبة «يا طيور» حيرة الانتماء ما بين لقبين «آمال الأطرش»، و«أسمهان»: الشغف بلقب «أميرة» من جهة، وعشقها الغناء من جهة ثانية. هذا الاضطراب والتناقض في شخصيتها وضعها أمام خيارين، أحلاهما مرّ. لكنها انتصرت أخيراً لحياة القاهرة بكل مباهجها ومفاتنها، تحقيقاً لبوهيمية نشأت عليها، ورغبة عميقة في مزج رغبات الجسد برغبات الصوت بالتمرّد على قدرها كلما استطاعت ذلك. المسلسل الذي كتب نسخته الأولى ممدوح الأطرش، وهو ينتمي إلى عائلة المغنّية (قبل أن يساهم أكثر من كاتب سيناريو في كتابة العمل)، كان حريصاً على تمجيد حسن الأطرش (يؤدي دوره عابد فهد)، بوصفه شخصية وطنية. وتجاهل شغف الشاب بامرأة مدينية فاتنة، اضطرت الموافقة على الزواج منه لظروفها المعيشية الصعبة أكثر من افتتانها بابن العم. والدليل أنها بمجرد تحسّن ظروفها كمغنّية طلبت الطلاق منه، لتعيش حياتها المشتهاة التي طالما أجلّتها سابقاً (هل أراد ممدوح الأطرش إرضاء العائلة على حساب وقائع أخرى؟). فهي ما إن طوت هذه الصفحة، حتى اقتحمت المناخ الفني في مصر بكل أطيافه، وإذا بمحمد عبد الوهاب يطلب منها مشاركته غناء أوبريت «قيس وليلى»، كما اقترح عليها محمد القصبجي ألحاناً ساحرة ستؤكد بصمتها في عالم الغناء. لكن ما هو مستغرَب حقاً يكمن في تجاهل المسلسل شخصية أم كلثوم تماماً (إلى الحلقة السادسة عشرة)، علماً بأنها كانت من أبرز منافساتها في هذه الحقبة، إضافة إلى صعود نجم مغنية أخرى هي ليلى مراد. الأمر الذي يطرح قدرة العمل الفني على تجاوز ما تسمح به الرقابات العائلية قبل الرقابات الرسمية، حين يتعلّق الموضوع بسيرة شخصية عامة. يقيناً أن سيرة أسمهان المسكوت عنها في المسلسل أكبر بكثير مما هو معلن، فصاحبة «غرام وانتقام» كانت «مانشيت» ساخناً لصحف الثلاثينيات والأربعينيات لجهة تجاوزها قواعد السلوك الاجتماعي آنذاك، وانخراطها في حياة اللهو والبوهيمية والتهوّر، ومحاولة لفت الانتباه إلى شخصيتها النافرة، للانتقام ربما من حياة الحرمان التي عاشتها مطلع حياتها في مصر. لا شكّ في أن المسلسل حاول معالجة جوانب من سلوكية أسمهان، ولكن من دون أن يتعمّق في الأسباب والدوافع، واكتفى بملامسة الشخصية من الخارج، وخصوصاً أن سلاف فواخرجي التي لعبت دور أسمهان ظلت تتصرف كطفلة مدللة، لا كأنثى مثيرة ومشتهاة، وهو ما أثّر سلباً في تلقّي العمل. ولعلّ من الأخطاء الفادحة الأخرى الإشارة إلى إجادة أسمهان اللهجة الدرزية بمجرد زواجها، مع العلم أنها لم تعش طويلاً هناك. الأرجح أن تهيمن لهجتها المصرية أكثر في حواراتها مع ابن عمها (عاشت أربع سنوات متقطعة في سوريا، معظمها في دمشق). ولعل المساحة التي أفردها العمل لشخصية فؤاد الأطرش (يؤدي دوره الممثل فراس إبراهيم، وهو شريك في إنتاج المسلسل)، كانت فائضة عن حاجة السيناريو. وخصوصاً أن أسمهان نسيت أمره فعلياً منذ أن هجرت بيت العائلة وانتقلت للعيش في فندق «مينا هاوس» في القاهرة. وربما من المهم الإشارة هنا إلى أن السيناريو كان محكماً في معظم جوانبه، نظراً لاشتراك مجموعة من الكتّاب في إنجازه، وكذلك توافر المادة الدرامية الخام عن حياة أسمهان المليئة بالأسرار والألغاز. كما أن الرؤية الإخراجية لشوقي الماجري، وخصوصاً لجهة الإيقاع المونتاجي، خلّصت العمل من بعض الشوائب التلفزيونية في الإطالة.

كيف سينتهي مسلسل «أسمهان»؟ وهل سنقع على مفاجآت درامية في النصف الثاني من العمل؟ وخصوصاً أن الأحداث المثيرة في حياة هذه المغنّية، ستبدأ من الآن فصاعداً، لجهة الاشتباك مع قضايا ساخنة مثل علاقتها بالاستخبارات الأجنبية وصراعها مع الملكة نازلي، وحادثة غرقها في الترعة، وهل ستُقيّد ضد مجهول، أم لصنّاع المسلسل وجهة نظر في النهاية التراجيدية لأسمهان؟

21:00 على «الجديد»

18:30 على «س»

19:44 على «art حكايات زمان» 

 

«الدالي» واغتيال السادات

فيما كان متوقّعاً أن تمر حادثة اغتيال الرئيس أنور السادات ضمن أحداث الجزء الثاني من «الدالي» لنور الشريف، من دون مشاكل تذكر... جاءت النتيجة غير متوقعة! ذلك أن المشهد (الذي لم يعرض بعد) ما زال يثير الجدل. وفيما أكدت بعض الصحف أن الرقابة في التلفزيون طالبت بحذف حادثة المنصة بكاملها، أشار المؤلف وليد سيف إلى أن الرقيب طلب منه تخفيف المشهد، وعدم تقديمه بشكل واضح كما كتب في السيناريو، شارحاً أن المشهد سيقدم بطريقة «مختلفة» غير تسجيليّة، رافضاً في الوقت نفسه شرح تلك الطريقة.

21:30 على «المستقبل»

الأخبار اللبنانية في 19 سبتمبر 2008

 
 

قرار اعيان الحارة لا رجوع عنه وقصف مدفعي حول دراما مصر وسورية!

زهرة مرعي

يقول مخرجو السينما والدراما التلفزيونية أن أعمالهم تتضمن على الدوام مشهداً يأتي ضمن تصنيف القمة. أو هو يُصنف في خانة المشاهد التي تربط مفاصل هذا العمل وتشد بها إلى الأهداف والمقاصد المرسومة من قبلهم وبالطبع من قبل الكتاب. هذا صحيح، بالطبع عندما تكون عين المشاهد متابعة بدقة لكل تفصيل يمر على الشاشة سواء كانت كبيرة أو صغيرة. لكن هل يمكن أن يتفق المشاهد مع المخرج في إختيار هذا المشهد؟ أم لكل منهما موقف مناهض للآخر ينطلق من قناعات ورؤية كل منهما للظاهر والمخفي في مشهد معين؟ بإعتقادنا أن اختيار هذا المشهد لا بد من أن يتمتع بالحرية التامة لكل فرد من المشاهدين. كذلك لا بد أن يكون على صلة بحركية ثقافته وتقبله أو رفضه، أو حتى توقفه للنقاش أمام ما يمليه هذا المشهد من أفكار ومواقف ترتبط بالطبع بالمشاعر الإنسانية. خاصة وأن الدراما أو السينما بمختلف أنواعها هي تعبير عن مواقف بشرية تختزن مشاعر وصراعات نفسية وإجتماعية وسياسية كذلك.

ربما خرجنا في هذه الفقرة كثيراً عن الموضوع الأساسي، لكن يمكن إعتبار ما ورد تمهيداً لما سيرد. فالمشهد القمة الذي من شأنه أن يهزّ المشاعر بقوة في مسلسل 'أهل الراية' السوري تمثل في موت رجل جليل من الحارة، بحيث بقي في منزله زوجته الثانية وإبنه من زوجته الأولى المتوفاة، والذي تربى ونشأ في رعاية الزوجة الثانية وعنايتها الفائقة. بحث أعيان الحارة في وضع ذلك المنزل المتواضع والمحترم بساكنيه من قبل الجميع، فكان القرار بضرورة أن يتزوج ذلك الشاب إمرأة أبيه التي أنشأته كما ولو كان إبنها بالتمام والكمال. إستكبر الشاب ذلك القرار، وتساءل كيف له أن يتزوج من يناديها بأمه، ومن يشعر حيالها بصدق وشفافية وتجرد كاملين على أنها والدته. لكن قرار أعيان الحارة لا يمكن الرجوع عنه خاصة وأنه أُتخذ بناء على مشورة وحكمة شيخ الحارة. أُخبرت المرأة من قبل الأعيان بأنها في عيونهم وبحمايتهم ورعايتهم إلى ما شاء الله، إنما الأحكام، أحكام وضرورة.

أما مشهد القمة بنظرنا فيتمثل في ذلك اللقاء الذي جمع الإبن وأمه في التربية والرعاية إثر عقد القران. ففي بيت متواضع راح كل منهما في ذكريات عادت بهما لعقود خلت. تذكر الإبن والدموع تترقرق من مقلتيه، ذلك الصدق والتفاني الذي وجده من زوجة أبيه منذ فتح عينيه على الحياة. تذكر كيف أنه لم يشعر يوماً أن أمه التي أنجبته فارقت الحياة. راح الإبن يسرد مواقف مؤثرة من حياته، والأم ـ المربية أرملة الأب تختنق حيناً بدموعها وتتركها تنساب بحرارة حيناً آخر. وفي نهاية المشهد قام الإبن بتقبيل يد والدته طالباً منها السماح. وإذا بالأم ـ المربية تجيب من أعماق أعماقها: 'مسامحتك يا أمي أنت ما معملتلي شي يغضب رب العالمين'.

بالطبع مشاهدة هذا اللقاء بين إبن وأمه بالتنشئة والتربية ليس كما وصفه. خاصة وأن من أديا الدور كانا في غاية الإتقان لكل لحظة من لحظاته. لكنه في الحقيقة مشهد يدفعنا للتساؤل إن كانت القوانين والنظم الإجتماعية والدينية وضعت لخير الإنسان ولصالحه؟ أم أن الإنسان هو من يجب أن يُقونِن ويُقولِب مشاعره وفقاً لتلك النظم والقوانين؟ وبما أن الإنسان وخيره وصلاحه هو فوق كل إعتبار في أية نظم وقوانين، فلماذا تبقى متحجرة جامدة ومعلبة، ما دمنا في عصر غير ذلك الذي وصلتنا فيه؟

مشهد مؤثر جداً. وجوده ليس حشواً ولا إطالة في زمن النص. انه مفصل من مفاصل حياتنا الحاضرة والماضية، ولا بد من التفقه به وأخذ العبر فيما يتعلق بالنظم والقوانين التي ترعى حياة البشر.

صراع عربي مستجد

على جاري عادته في القضايا السياسية التي يطرحها للنقاش تابع الإعلامي فيصل القاسم في برنامجه 'الإتجاه المعاكس' من قناة 'الجزيرة' حتى في طرحه للدراما العربية على طاولة النقاش أسلوبه في الوصول إلى التصادم لا الحوار. ومما هو ظاهر لنا أن مدير حلقة النقاش يختار ضيوفه من أُولئك المتعصبين المتزمتين في آرائهم. ضيوف لديهم عن سابق تصور وتصميم رغبة دفينة بخوض صراع حياة أو موت حتى على أمور لا تستحق أن يرهق أحدهم عضلات قلبه من أجلها.

أراد فيصل القاسم أن يضع على طاولته ما أسماه تراجع الدراما المصرية في مقابل الدراما السورية، طبعاً في شهر رمضان، شهر العاصفة الدرامية التي تهب على كافة أقنية التلفزيون دون أن تستثني منها شاشة واحدة. وقبل أن ندخل في سياق الحلقة وذلك التقاصف المدفعي الذي شاهدناه بين ضيف مصري وآخر سوري نشير إلى الإحصاء الذي طُرح على المشاهدين وكانت نتيجته أن 86.3 من المشاهدين يلمسون تراجعاً في الدراما المصرية.

أما في سياق الحوار الذي بَعُد مسافات ومسافات عن المنطق الثقافي والأدبي الذي تُصنف ضمن خانته الأعمال الدرامية. فهو كان تراشقاً عالي النبرة، ولم يكن في صالح الدراما المصرية ولا الدراما السورية. أما الضيفان 'الفهيمان المثقفان' فكانا المخرج السوري يوسف رزق، ونائب رئيس تحرير صحيفة 'الأهرام' ... الحزين. 'أما النقاط الثلاث فهي إعتذاراً من القراء لأنه فاتني الإسم الأول للضيف المصري'.

لم يكن اي من الضيفين في حال من الهدوء والمنطق الحواري بحيث يسمح لنا بأن نناصره أو نشد على يده. فالضيف المصري كان غارقاً في فوبيا الغيرة التي وصف بها كل العرب من أي نجاح مصري حتى في 'الكورة' كما قال. وبالحرف الواحد قال بأن العرب مصابون بعقدة مصر. فمن قال لك ذلك أيها الصحافي الزميل؟

أما الضيف السوري فقال بأن وزير الإعلام المصري يروج للدراما المصرية في الخليج العربي، وهو يفرض على كل شاشة أن تشتري ستة مسلسلات بينها واحد له عنوان 'الضارب'. كما إتهم مصر بأنها تُجبر بعض الأقنية التلفزيونية على عدم شراء الدراما السورية إن كانت ترغب بالدراما المصرية، وهذا ما تفعله قناة 'المستقبل' كما أوضح.

الضيف المصري يصف الدراما المصرية بأنها في حال من التثاؤب وبأنها ستعود وستسترد عرشها. أما الضيف السوري فيصرِح بأن الزمن قد فات، وأن الدراما المصرية الناجحة هي التي تضم مخرجاً أو ممثلين سوريين، كما في مسلسل 'حدائق الشيطان' مع جمال سليمان، وكما في مسلسل 'الملك فاروق' مع تيم حسن.

الاتهامات المتبادلة والأوصاف المشينة المتطايرة في جوانب الإستديو لم تكن حكراً على الضيف المصري دون السوري. حوار ربما يُشرِّف ويجذب المشاهد الفئوي الضيق الأفق، لكنه بالتأكيد ليس في صالح الدراما سواء كانت مصرية أو سورية.

ما تحتاجه الدراما المصرية والسورية والخليجية على حد سواء هو تخليصها من بيت العنكبوت الرمضاني بكافة مقاييسه، كي ينجو كثيرها من الحريق الذي يصيبها رغماً عنها. وما تحتاجه الدراما العربية بشكل عام حتى تصبح أكثر ألقاً وأهمية وفائدة في عصر الفضائيات أن تتحول إلى ورشة تعاونية وتكاملية بين مختلف الخبرات العربية. لا أن تتناطح وتتقاتل بعيداً عن المنطق الثقافي.

صحافية من لبنان

zahramerhi@yahoo.com

القدس العربي في 19 سبتمبر 2008

 

مسلسلات رمضان المصرية لهذا العام:

اداء هند صبري واحمد رزق مفاجء...

والفخراني ليس بمستواه

هشام بنشاوي  

لا أحد ينكر وجود حمّى منافسة على الفضائيات العربية بين الدراما المصرية ونظيرتيها الخليجية والسورية، فيحس المتابع أن الإلمام بهذا الزخم الدرامي يتطلب أكثر من 24 ساعة في اليوم الواحد. وبعيدا عن نظرية المؤامرة، وحصار الدراما المصرية، ومحاولة تقزيمها، في ما يلي انطباعات سريعة عن بعض المسلسلات الرمضانية.

من مفاجآت هذا الموسم البطولة التلفزيونية الأولى لنجمين سينمائيين شابين: أولهما الممثلة التونسية هند صبري في مسلسل 'بعد الفراق'، بتجسيدها دور الخادمة المكافحة الصبورة التي تضحي بحبها من أجل سعادة من تحب.. يوسف الصياد الصحافي (خالد صالح)، والذي أثبت أنه سلطان الغرام و نجم الصحافة أيضا، بأدائه المتميز، والمسلسل يتطرق إلى كفاحه في مهنة المتاعب، وقصة الحب الرومانسية التي تجمع بينهما، وعدم إعلان زواجه بها، بسبب وضعها الاجتماعي كخادمة في البيوت.

دون أن ننسى الأداء الآسر لهند صبري بتعابير ملامحها، نظراتها وابتسامتها الطفولية، والذي جعلنا ننسى غم عجائز السينما المصرية اللواتي يستعرضن في المسلسلات التلفزيونية أناقتهن، وشبابهن الدائم، حتى لو كن قريبات من الخمسين.

عمل آخر قريب من نبض المجتمع، من الطبقات المسحوقة، حيث كان بمصاف روعة أداء هند صبري جمالا ورقة، دور ريهام عبد الغفور، مجسدة شخصية الصحافية المنحدرة من الطبقة البورجوازية، المتعاطفة مع العالم السفلي المهمش(نساء جزيرة الوراق)، والتي ترفض أمها الاختلاط بهن، وغالبا ما يكون حديثها معها عن الزواج، وما جعل دورها قريبا من القلب، شاعرية الموسيقى التصويرية التي تصاحب مشاهدها وهي حزينة أو غارقة في وحدتها، للموسيقار الكبير عمار الشريعي.

أعتقد أن مسلسل هيمة (أيام الضحك والدموع) قد أساء إليه اسمه نوعا ما ، وليت المؤلف اقتصر على عنوانه الثانوي، إذ يجعل المشاهد يعتقد أنه مجرد عمل كوميدي أقرب إلى مسلسلات السيتكوم، فينفر منه.

المفاجأة الثانية هي النجم الكوميدي أحمد رزق، مجسدا شخصية الشاب الفقير الطموح التي تتوالى انكساراته و إحباطاته.. الجميل في مسلسل هيمة أنه بعيد عن عالم المجتمع المخملي، واستعراض السيارات والقصور.. قريب من الطبقات المسحوقة ومعاناتها، أحلام الشباب المغتالة رغم بساطتها، والعنوسة من خلال مشهد مؤثر لأخت هيمة وهي تبكي في الحمام، هروبا من تعمد زميلتها الموظفة التباهي بخطبتها، و في مشهد آخر يمزق الموظف السامي الشاب صورة أخت هيمة، حين لجأ إلى حيلة وضع صورة ابنته (حسن حسني) على مكتبه، فيرميها ممزقة بالقرب منهما، وهو ينطلق بسيارته على طريقة المشاهد الأمريكية.

المسلسل يميل إلى التراجيكوميديا أو الكوميديا السوداء، وقد قدم مخرجه ،وباحترافية عالية، جمال عبد الحميد متعة بصرية من خلال المشاهد البانورامية للقاهرة من فوق الجزيرة وللنيل، دون أن ننسى الأداء الرائع للممثلة القديرة عبلة كامل البارعة في الدراما والكوميديا، مثل النجم حسن حسني، وظهور رجاء الجداوي في دور امرأة متواضعة طيبة، وهي التي غالبا ما تجسد أدوار المرأة الارستقراطية المتكبرة، كما في 'بعد الفراق'.

مسلسل 'شرف فتح الباب' رغم أهمية الموضوع الذي تطرق إليه (الفساد الاداري)، لكن النجم يحيى الفخراني، لم يكن في مستوى أعماله السابقة، إذ لا يقارن بدور سليم البدري في 'ليالي الحلمية' أو في 'نصف ربيع الآخر' مع نفس المؤلف (محمد جلال عبد القوي)، أحرص على متابعته تعاطفا مع شرف فتح الباب لا غير، دون أي استمتاع، لأن المسلسل وقع في (التمطيط).. أحداث كثيرة وحوارات يمكن الاستغناء عنها. محمد جلال عبد القوي كاتب كبير، لكنه لم يكن في المستوى.. إضافة إلى عزفه على وتر الشخصية المثالية، وتحويل بعض المشاهد إلى حلقة للوعظ والإرشاد، لهذا لم يرقَ عمله إلى رائعته الخالدة 'المال والبنون'.

القدس العربي في 19 سبتمبر 2008

 
 

دراما

«نقش الحنة» دراما واقعية تحت مستوى الفقر

دبي ـ رشا عبد المنعم

تمكن المسلسل الخليجي «نقش الحنة» وهو من إنتاج وقصة الفنانة أسمهان توفيق وبطولة طيف ومريم الصالح ومرام وأحمد إيراج واخراج رمضان علي والذي يعرض حصريا على تلفزيون الراي من حجز مقعدة الدائم بين أكثر المسلسلات الدرامية مشاهدة خلال شهر رمضان نظرا لتعرضه بشكل مباشر لنسيج المجتمع الخليجي بكافة طبقاته وطوائفه.

تدور الأحداث حول قصة شقيقتين في منتصف العمر هما فاطمة وحبيبية تعيشان بعيداً عن بعضهما البعض منذ عدة سنوات. وعلى الرغم من أن لكل شقيقة حياة مختلفة تعيشها بتفاصيلها المتفردة عن حياة شقيقتها، إلا إن المعاناة وضيق الحال والكد والتعب شكلت أهم السمات الرئيسية المشتركة في حياة كل منهما. فقد عانت فاطمة، وهي الأخت الكبرى التي تعيش في الخمسينات من عمرها، مبكراً بعد أن رحل عنها زوجها في سن مبكرة وترك لها ثلاثة أبناء: ولدين وبنت، وكان عليها أن تكد وتتعب وأن تتحمل ضيق الحال وضنك العيش من أجل تربية أولادها الثلاثة أفضل تربية مستعينة في ذلك بالقيام ببعض الأعمال اليدوية البسيطة.

إلى جانب الإعانات التي كانت تتلقاها من أهل الخير والبر والتقوى والإحسان بالإضافة إلى بعض الخدمات التي كانت تقدمها باستمرار لسيدات البيوت الثرية ونجحت فاطمة بشكل لافت في مهمتها حتى بلغ الولدان مبلغ الرجال وصارت البنت فتاة جميلة في مقتبل العمر، فيما بدأت المفاجآت تتوالى على أحداث هذا العمل الدرامي. أما حبيبة، الشقيقة الصغرى، فلقد خيم الغموض الشديد على قصة حياتها منذ البداية فهي تعيش في ظل سر كبير يطغى عليها. تعمل حبيبة وتكد ليلا نهارا من أجل أن يصبح ولدها الوحيد طبيباً، كما كانت تتمنى دائماً وهو ما تحقق بالفعل بعد أن وفرت له كل سبل النجاح من خلال عملها فرّاشة في إحدى مدارس البنات الابتدائية صباحاً وقيامها بنقش الحنة للعرائس وسيدات المجتمع المخملي مساء.

ومع مرور الحلقات ينكشف السر للمشاهدين من خلال مجموعة من الأحداث أن حبيبة كانت متزوجة من شاب ثري للغاية، إلا أن الفروق الطبقية والاجتماعية والأحقاد المتراكمة لدى البعض جعلها تنفصل عن زوجها لتبدأ حياة الكفاح والمعاناة من أجل أن تحقق أمنيتها في ولدها.

وتتشابك الخطوط الدرامية العديدة والمتنوعة في هذا المسلسل لتسير بحورا من التشويق والإثارة، حيث يبرز عدد من القضايا الاجتماعية المهمة مثل تعذيب الأطفال على يد زوجات الآباء وما يترتب عليه من ترسبات سلبية في عقول هؤلاء الأطفال عندما يكبرون والأضرار التي تنتج عن ذلك. كما يتعرض المسلسل لقضايا الشروع في القتل من باب الثأر والانتقام وصراع المريض مع مرضه وكيفية تعايشه وتعامله معه.

وفي وسط كل هذه الدراما المؤثرة، لا يخلو المسلسل من الجانب المشرق للحياة مثل الحب والوفاق وكثير مما يحدث خلف أسوار كل البيوت قامت بصياغتها الكاتبة أسمهان توفيق بكل دقة واقتدار ووضوح لتصل أبعاد المسلسل المختلفة إلى عقول وقلوب كل المشاهدين بسهولة ويسر.

عن دورها في العمل تقول الفنانة اسمهان توفيق: أجسد دور فاطمة (أم ماجد)، تلك الأم المكافحة التي تكرس حياتها في تربية أبنائها من بعد وفاة زوجها، وهي من أسرة فقيرة تواجه الكثير من المشكلات وتعاني من صعوبات الحياة التي تعيشها هي وأبناؤها الثلاثة، كما أنها تعمل في صنع العطور والبخور لكي تؤمن لها وأولادها قوت يومهم.

وتضيف الفنانة اسمهان: العمل مكاشفة واقعية للعديد من المشكلات الاجتماعية من خلال تناول نماذج وشرائح مختلفة في المجتمع لم يسلط عليها الضوء. وتقول الفنانة هدى سلطان: أجسد دور (محفوظة) التي كانت في البداية نقّاشة حنة قبل أن تحترف (حبيبة) لهذه المهنة التي تتركها محفوظة بسبب زواجها، لكن صداقتها مع حبيبة تظل فهي بمثابة صندوق أسرارها.

وتستطرد قائلة: وافقت على هذا الدور بسبب بساطته، فشخصية محفوظة متعايشة معنا، بخلاف مشاركتي لأول مرة في عمل من إخراج رمضان علي. أما الممثلة والمغنية مرام فتقوم بتجسيد دور نجلا وهي ابنة الفنانة أسمهان التي تخرجت من المرحلة الثانوية ولم تكمل تعليمها. فهي فتاة تحلم بالزواج من رجل غني وليس لديها استعداد لأن تكمل المرحلة الجامعية.

وبالتالي تتزوج من رجل كبير بالسن لكنه بخيل، ومن هنا تبدأ بمواجهة العديد من المشاكل، وتضيف مرام قائلة: قدمت لي الكثير العروض لكن وافقت على دور نجلا لما به من بساطة، بالإضافة إلى حرصي الدائم على تقديم الشخصيات التي تؤثر وتترك شيئا لدى المشاهد.

وتجسد الفنانة طيف دور نقاشة الحنة حبيبة، قائلة: تعمل حبيبة منذ صغرها في نقش الحنة للنساء في الأعراس، وتتصف بالطيبة والصبر والقلب الكبير الذي يسع الجميع، وتهتم بتربية ابنها حتى يصبح طبيباً، فهي مثال للأم الحنون، فأحداث المسلسل تبين أنها تتزوج من رجل من أسرة غنية لكنها تواجه في زواجها الكثير من المشاكل والمعاناة من قبل أم زوجها التي ترفض باستمرار أن تكون زوجة لابنه.

وتتابع أمل عبد الكريم: أجسد دور أم روان وهي سيدة ثرية، لكنها متواضعة وتحب مربية ابنتها فاطمة، وتمر بأزمات ومعاناة مع ابنتها المريضة بالفشل الكلوي. على جانب آخر أكد المخرج رمضان علي ان المسلسل يقدم قضية اجتماعية تطرح مستويات الفقر، ويضم خطوطا درامية كثيرة منها المشكلات الذي يواجهها أصحاب مهنة نقش الحنة في المجتمع.

بالإضافة إلى تعذيب وضرب الأطفال على يد زوجات الآباء وما سيترتب على الطفل وعقليته حين يكبر وما قد يصيبه نتيجة ذلك، وأيضا الشروع بالقتل من باب الثأر والانتقام، وكيفية وضع ومعيشة الإنسان المريض ومعاناته مع المرض، والمصاب بعقد نفسية من أسرته.

وللحب والغرام جانب آخر ودور مع مجريات الأحداث، كما لفت إلى سبب قيامه شخصياً بتصويره المسلسل قائلا: إن تصويري للعمل لا يعني عدم وجود مديري تصوير متميزين في الكويت، لكن لأقدم وأنفذ الأفكار التي رسمتها للنص وأصور المشاهد كلها حسب رؤيتي وأنفذها مباشرة.

البيان الإماراتية في 19 سبتمبر 2008

 

مسلسلات رمضان تصيب المشاهدين بالشيخوخة

القاهرة ـ (دار الإعلام العربية) 

إذا كنت من هواة مشاهدة المسلسلات والبرامج الرمضانية المتنوعة.. فعليك بتوخي الحذر بعد هذه الدراسة التي صدرت من مركز بحوث الشيخوخة بكليفلاند بأميركا، حيث أكدت أن زيادة عدد الساعات التي نقضيها في مشاهدة المسلسلات والبرامج تؤثر سلباً على الذهن وتجعل المرء يعيش في حالة من اللاوعي، ومن ثم يصعب عليه تعلم أو ابتكار أي شيء.. كما أنها قد تعرضك للإصابة بالزهايمر.

تعليقا على هذه الدراسة، يؤكد الفنان والدكتور سمير الملا أستاذ المخ والأعصاب أن الجلوس أمام التلفزيون لفترات طويلة يعرض الإنسان للموجات الكهرومغناطيسية التي لها أبلغ الأضرار عليه من أمراض خطيرة، كما أن الجلوس دون حركة يؤدي إلى الشيخوخة المبكرة لأن هذا استهلاك خاطئ للجسم خاصة لكبار السن، أما الشباب والأطفال نظراً لأنهم لا يستمرون فترة طويلة دون حركة فهم أقل إصابة.

فقد أكدت العديد من الدراسات الحديثة أن الجلوس لفترات طويلة أمام التلفزيون والكمبيوتر يسبب ضرراً بعضلات الظهر والعمود الفقري التي تبدأ بالترهل، ثم تأتي بعد ذلك مرحلة الآلام، فالعظام والأنسجة الغضروفية والعضلات تحتاج إلى كثير من الحركة والجهد لكي تحافظ على مرونتها.

وعدم القيام بالجهد المطلوب يعتبر بداية لحدوث المشاكل في عظام الظهر، وربما يؤدي إلى الإصابة بالجلطات الوريدية في الأطراف، وزيادة كمية الأملاح في الجسم، كما أن التمثيل الغذائي لن يكون على درجة عالية مما يعرضنا للإصابة بالكثير من أمراض «شيخوخة الذهن».

لكن الملا يضيف: في اعتقادي ليس هناك علاقة مباشرة بين الجلوس أمام التلفزيون لفترة طويلة والإصابة بالزهايمر، لكن لا شك أن الجلوس لفترة طويلة دون حراك أو ممارسة لأمور حياتنا الأخرى يزيد من أعراض شيخوخة المخ التي تتشابه مع الزهايمر، ويصبح الشخص لا يتصل بأحد ولا شيء يثيره ولا يتبادل الحديث مع الغير.

لذلك ننصح الناس بعدم الجلوس فترات طويلة أمام شاشات التلفزيون بل عليهم بالحركة، خاصة في أيام الشهر الكريم وفي أوقات الصيام.. لأن عدم الحركة خطأ شديد يرتكبه الناس في حق أنفسهم، لافتا إلى أن هناك إشعاعات ضارة تصدر من شاشات التلفزيون تسبب آثاراً مرعبة على الأطفال والكبار.

مشددا على خطورة الجلوس لفترات طويلة دون حركة أمام شاشات التلفزيون خاصة للأطفال، فالإفراط في مشاهدته يقلل القدرة على القراءة ومن ثم على الآباء منع أولادهم من المشاهدة الطويلة للتلفزيون لإنقاذهم من الفشل الدراسي والعملي.

البيان الإماراتية في 19 سبتمبر 2008

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)