كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

أحمد شاكر:

أنا فريد الأطرش "بجد"..

وتقمصت الشخصية من الأفلام

ناصر عبدالنبي

دراما رمضان

2008

   
 
 
 
 

أكد الممثل أحمد شاكر عبداللطيف أن دور فريد الأطرش الذي يقدمه في مسلسل "أسمهان" لاقي ردود أفعال كبيرة ومذهلة لم أكن أتوقعها وتلقيت اتصالات تليفونية من الفنان نور الشريف الذي أشاد بالدور والفنان يحيي الفخراني ووزير الإعلام السوري والفنان محمود قابيل وعدد من الكتاب والصحفيين وهذه الردود جعلتني سعيداً جداً بنجاح الشخصية التي قدمتها وشعرت أنني اجتهدت وربنا وفقني.

قال: عملت في المسلسل درجة من درجات التقمص ومعايشة شخصية فريد الأطرش حيث استعددت للشخصية من خلال القراءة والتي أخذت مني وقتاً كبيراً حيث قرأت كتباً كثيرة عن فريد الأطرش منها كتاب يعلق فيه كل من الموسيقار محمد عبدالوهاب ومحمد بديع سرابية وكمال الطويل والموجي وأحمد فؤاد حسن عن فريد.

كما شاهدت كل أفلامه لاتابع حركاته وطريقة كلامه وانفعالاته والفيلم الذي علق معي كثيراً هو فيلم لحن الخلود.

اكتشفت من خلال دوري عن في المسلسل أن فريد الأطرش معشوق المصريين إلي الآن وهذا انعكس منذ عرض الحلقات الأولي من مسلسل "أسمهان" حيث اتصل بي عدد كبير من عشاق فريد ليهنئوني علي المسلسل ويمدونني بالكثير من المواد الوثائقية عن فريد الأطرش منهم من قدم لي الأذان بصوت فريد وصور له وهو يعزف علي العود.

تفرغت تماماً لمسلسل "أسمهان" وشخصية فريد الأطرش حيث اعتذرت عن دور بطولة في مسلسل "دموع في حضن الجبل" لأني مهتم بشخصية فريد.

أضاف: عقب عرض الحلقات الأولي من مسلسل أسمهان جاءتني عروض من جهات إنتاج مختلفة لكي أقدم شخصية فريد الأطرش في مسلسل خاص بحياته وكان تعليقي علي هذه العروض أن يكون السيناريو الخاص بالمسلسل جيداً وفي هذه الحالة سأوافق بدون أي شروط لأن فريد الأطرش يستحق.

أوضح أنه رغم أن كاتب السيناريو للمسلسل سوري والممثلون سوريون إلا أنهم رشحوني للدور لأنهم كانوا يبحثون عن الروح بجانب الشكل وأحلي كلمة سمعتها من زملائي في المسلسل أنهم لم يتخيلوا أن تخرج شخصية فريد بهذه الصورة.

أضاف أن مكياج الشخصية وضع التصور له محمد عشوب ونفذه مجدي حسين ومعنا الكوافير إيهاب الذي عمل مراحل مزيد عندما كان يفرق شعره من منتصف الرأس فهناك فريق عمل متكامل قام بتنفيذ الشخصيات.

قال إن المسلسل ينتهي بوفاة أسمهان لأنه يحكي عن حياة أسمهان منذ ميلادها حتي وفاتها.

أضاف باعتباري العنصر المصري الرئيسي في مسلسل سوري لبناني أردني كان يهمني أن أكون خير سفير للفن المصري والحمد لله أدائي للشخصية يثبت أن الفن المصري بخير.

قال إن كل شخصية أقدمها تحمل جديداً وتخرج جديداً بداخلي ومازال في داخلي الكثير فإلي الآن لم أخرج إلا 5% من المكنون الموجود بداخلي وأنا ممثل محترف وأعطاني الله الموهبة ومازال أمامي الكثير لأقدمه.

قال إنني أعتبر مسلسل فريد الأطرش 30 فيلم سينما ومستواه أعلي من مستوي السينما الموجودة الآن وأنا دائماً أبحث عن القيمة وإذا كانت هذه القيمة موجودة في التليفزيون سأقدمها في التليفزيون وإذا كانت موجودة في السينما سأذهب للسينما وهذا هو المهم عندي فالمسألة ليست التواجد في السينما فليس كل ما يبرق ذهباً وأنا عندي المسلسل 30 حلقة يعادل 30 فيلماً علي مستوي التصوير والابهار والإنتاج.

قال كل مشهد قدمته في مسلسل أسمهان امتحان حقيقي وهذا الامتحان يصححه لي 250 مليون عربي فشخصية فريد معروفة للناس عكس شخصية أسمهان.

أضاف أن زملائي في المسلسل أبطال كبار وأنا سعيد أنني تركت هذا الانطباع فهم أيضا قدموا أدواراً في منتهي الروعة... ومازال يتبقي لهم عدة أيام للانتهاء من تصوير المسلسل الذي يجري تصويره بفيلا بالمقطم.

أوضح أنه رغم عرض المسلسل بالفضائيات إلا أنه كان يهمني تليفزيون بلدي وأن يكون الإنتاج مصرياً وفرصة أن يكون إنتاج مسلسل فريد مصرياً لأنه كان دائماً يغني في المناسبات العامة في مصر.

الجمهورية المصرية في 13 سبتمبر 2008

 

بشير الديك:

"ظل المحارب" جريء وهربت بعد أسبوع تصوير

سحر صلاح الدين 

يتابع جمهور المشاهدين حاليا مسلسل "ظل المحارب" والذي يطرح فكرة جريئة وجديدة علي الشكل الدرامي المعتاد بطولة علا غانم وهشام سليم.

يقول مؤلفه بشير الديك: اسعدني رد الفعل القوي للمسلسل لدي المشاهدين وقد حرصت ان يكون عملي مختلفا في كل شيء ويناقش قضايا هامة تمس الناس خاصة في منطقة الكرامة والوطنية.

ويؤكد الديك ان العمل كان تحديا حقيقيا له وبذل فيه مجهودا كبيرا جدا وانه اتخذ عهد علي نفسه بعدم كتابة عمل لا يرضي طموحه كمؤلف وسيناريست وان فكرة العمل لابد أن تشده وتجذبه قبل ان يبدأ الكتابة فيه لأن كتابة مسلسل من ثلاثين حلقة إذا لم يكن به جديد لتحول إلي شيء ثقيل.

ويؤكد الديك ان مسلسل "ظل المحارب" له خصوصية شديدة جدا لأنه عمل يثير الدهشة ويحمل رسالة قوية وان خروج العمل بهذا الشكل المتميز يعود إلي كتابته بشكل متميز ومختلف عن أعماله السابقة "أماكن في القلب" و"درب الطيب" و"كفر عسكر".

وقد صورت 90% من مشاهد العمل في سوريا لطبيعة المكان المختلفة والتي تتفق مع دولة مفترضة من الخيال حملناها كل القضايا الواقعية المعاشة.

وعن اصعب المشاهد قال هناك مشاهد لا تنسي صورت علي اوتيل بارتفاع 1200 متر فوق الجبل وشاهدت اثناء التصوير سحبا بجوارنا وكأننا نصور فوق السحاب مما اصابني بالرعب وكانت درجة البرودة شديدة فهربت وتركت التصوير عائدا إلي مصر ومن اصعب المشاهد ايضا مشاهد لكوبري تسير من فوقه عربات مصفحة ثم يفجر بعد ذلك وقد تكلفت هذه المشاهد مبالغ باهظة جدا ولكنه نفذ بخدع ذكية من مهندس الديكور بدر تيسير واتوقع أن يكتب العمل شهادة نجومية لكثير من الفنانين الذين شاركوا فيه.

وعن العرض في رمضان لمعظم أعماله قال ذلك يحدث لأن كل السنة اصبحت رمضان كلنا نعمل والأعمال تعرض في رمضان والذي اصبح مهرجانا للمسلسلات وننتظره من العام للعام وطوال العام يعاد عرض مسلسلات رمضان ايضا.

وقال الديك اقضي الشهر الكريم في متابعة التليفزيون وجذبني جدا مسلسل "ناصر" و"اسمهان" وكل المسلسلات المعروضة مبذول فيها مجهود كبير جدا.

أما عن طقوس الشهر الكريم فيقول احرص علي الصلاة في اوقاتها وقراءة المصحف وكتب التصوف أما عن الأكلات فأفضل شيء هو طاجن المسقعة باللحمة المفرومة.

الجمهورية المصرية في 13 سبتمبر 2008

 
 

... وضاع الأولاد في «حارتنا» الضيّقة!

عن ظاهرة مسلسلات البيئة الشامية

منار ديب

«باب الحارة 3» لا يحقّق الصدى المرجو، و«أهل الراية» يراهن فقط على النجوم، فيما «أولاد القيمرية» يغرق في الهموم الإصلاحيّة... أما زال المُشاهد يستسيغ الأعمال الشعبية القديمة، أم أن الانتقادات التي توجّه إلى هذه الأعمال تبدو أحياناً مجحفة؟

مع اتساع ظاهرة مسلسلات البيئة الشامية، وما حققته من جماهيرية شعبية، تعالت أصوات الصحافيين في كل مرة، مطالبةً بوضع أحداثها في سياق تاريخي محدّد وواقعي. لكن هذه الأعمال انطلقت أصلاً من مصدرين: الأول تمثّله مسلسلات دريد ونهاد القديمة، والثاني تكوّن بعد المسلسلات التراثية التي بدأت مع «أيام شامية» (1992).

بالنسبة إلى أعمال دريد ونهاد، كانت طبيعتها الكوميدية الشعبية الممسرحة، تسمح لها بالقفز عن الزمان والمكان، فالحارة إطار مناسب لعمل كوميدي محدود يقوم على الأفكار والأنماط الشخصية. المكان هو بالتأكيد في دمشق القديمة، وليس مهماً أين. فالحارة متخيّلة، والزمان هو بين نهاية العهد العثماني والعقد الأول للاستقلال، فترة طويلة تخلّلها الانتداب الفرنسي. الاختراعات الحديثة حاضرة في «صح النوم» و«حمام الهنا»، ما يشير إلى أنها تنتمي إلى الحاضر. لكن لباس الناس هو اللباس التقليدي. لقد تعايش الزي الغربي الحديث والزي المحلي في فترة من الفترات، لكن الكوميديا التي تعتمد على الأنماط، يمثّل اللباس فيها جزءاً من هوية النمط أو الشخصية (الكراكتير).

أما بالنسبة إلى «أيام شامية»، فقد عرف نجاحاً كبيراً كونه وثّق تراثاً قريباً كان في طور الانقراض. عملٌ أنثروبولوجي له طابع درامي، فهو لم يوثّق المسكن والملبس والمأكل والمشرب فقط، بل وثّق أيضاً العادات والتقاليد. ولم يكن مفاجئاً أن نقابل في هذا العمل وجوهاً كناجي جبر (أبو عنتر) ورفيق سبيعي (أبو صيّاح) وحسام تحسين بك القادمين من عالم دريد لحام. الأعمال الدمشقية التي تلت وتتالت، قدّمت الفولكلور، كما قدّمت الأنماط الشخصية. وعلى رغم الانتقادات الواسعة بسبب لا زمنية ولا تاريخية هذه الحارات، ورفض القيم المحافظة التي تعكسها... قلّما جرى التأمل في الواقع الذي من المفترض أنها تعكسه بشكل أمين أو بشكل مشوّه. نعم، لقد توافرت الشام على حياة سياسية غنية في الفترات التي تصورها هذه الأعمال، وكانت مراحل تغلي بالأحداث التاريخية الكبيرة، لكنّ مشاركة الناس في صناعة هذه الأحداث كانت محدودة، فالاشتغال بالسياسة كان امتيازاً مقصوراً على قلّة، والبلد الذي عرف أول جامعة حكومية في العالم العربي مطلع القرن الماضي، لم تكن الأغلبية الساحقة من سكانه تجيد القراءة والكتابة.

الحارة الضيقة المغلقة كانت تؤمّن الحماية لسكانها ولو على حساب حريتهم، وكان يجري توارث القيم التقليدية من دون تغييرات حقيقية، العلاقات لم تكن على قدر كبير من التعقيد، والدراما الحياتية هي دراما التفاصيل. من هنا، تبدو الشخصية الدمشقية واقعية ومنسجمة مع نفسها لا تعاني تمزّقات نفسية وهموماً جليلة، أكثر من كونها سطحية. لقد أفرزت هذه المجتمعات نماذجها الرائدة والمغامرة، والخارجة عن الإجماع، لكن هؤلاء لا يمثّلون ظاهرة. أعمال دريد لحام الأولى، كانت الردّ الشعبي، أو ردّ الحواري، وردّ من جرى تجاهلهم طويلاً، بل ونسيانهم. واليوم نشهد شعبية الأعمال البيئية، على أن المنظومة القديمة ما زالت هي نفسها لدى السواد الأعظم، وأنه ينظر بعين الحنين إلى تلك الأزمنة السعيدة التي لا يستطيع أحد أن يقنع الناس بأنها لم تكن موجودة يوماً. الفرد لم يكن قد ولد بعد في تلك المجتمعات، وربما لم يولد حتى الآن، لكن الفرق أن الشعور بالأمان الاجتماعي والانتماء الثقافي كان موجوداً، ولم يكن الآخر يمثّل استفزازاً لنمط الحياة الرتيب القائم، فهذا الآخر هو إما الحكم العثماني الذي يُنظر إليه كخلافة إسلامية، وهو جزء من الأنا، أو المحتل الأوروبي الذي يُنظر إليه كعدو مرفوض لا كآخر يمكن الحوار معه.

في رمضان 2008، يشرف الزعيم أبو الحسن في مسلسل «أهل الراية» على تزيين الحارة لاستقبال الإمبراطور الألماني الحليف، لكن بأوامر سلطانية من حكم عثماني لا ينظر إليه كآخر. بينما الآخر الفرنسي في «باب الحارة» هو غريب وعدو بالضرورة، وفي «أولاد القيمرية» يبدو البطل عبد الله مشغولاً بهموم إصلاحية، لا مشككاً في شرعية الحاكم التركي. أما في «بيت جدي» التي تدور أحداثه في مرحلة الانتداب الفرنسي، فوجه السلطة فيه يتمثل بالمتعاون المحلي. الحياة الساكنة والمحدودة لهذه الحارات التي تظهر في هذه الأعمال لا تخلو من أسس واقعية، فالإنسان البسيط والخائف الذي عاش فيها لم يكن معنيّاً بالتاريخ، أو بتلقّي التأثيرات الخارجية، لكن السؤال هو لمَ الالتزام بهذا الخيار الدرامي الضيق الذي استُنفد، وكأن حياةً لم تقم في أمكنة أخرى أكثر اتساعاً، وكأن الموضوعات المعاصرة الشائكة قد انتهت. 

«باب الحارة» 22:30 على mbc

«أهل الراية» 20:10 على «المنار»

«بيت جدي» 15:55 على «الراي»

«أولاد القيمرية» 21:30 على «س»  

 

«باب» العكيد لن يغلق

أعلن المخرج بسام الملا نيته إنجاز جزءَين رابع وخامس من «باب الحارة»، على رغم أن أصداء الجزء الثالث تبدو باهتة حتى الآن. فخروج ممثلين رئيسيين، على رأسهم عباس النوري (أبو عصام) قلّل من جماهيرية العمل. في المقابل، دخلت وجوه جديدة، كجومانة مراد، التي تؤدّي دور زوجة العكيد أبو شهاب، والتي تبدو لهجتها الشامية غير مقنعة. وهناك أيمن رضا، المشارك هذا العام في ثلاثة أعمال بيئية، ونتعرّف معه إلى حارة جديدة («الماوي») لنكتشف أن العالم أوسع من حارة «الضبع». كما يتّسع الخط الوطني المتمثل بالقتال ضد الاحتلال الفرنسي، وسنقابل شخصية متعلمة هي أدهم الذي يدرس الحقوق، وينظم الاجتماعات السرية... كل ذلك، لم يسهم في إنجاح الجزء الثالث. بل يبدو أن تنطّع العمل لإدعاءات ثقافية سيفسده، فـ«باب الحارة» يجذب المشاهد بتفاصيله وثرثرته، وبقيمه الأخلاقية الخارقة. وهو كلّما اقترب من الواقع فقَد طابعه كحكاية ذات بعدين، فهو ليس رواية، بل سيرة مسطحة. وهذا النوع من الأعمال سهل الكتابة ويمكن صناعة عدد كبير من الأجزاء منه، فحلقة كاملة قد تضيع على وليمة أو تفصيل حذاء أو الذهاب إلى حمام السوق.

لا يبدو من منافس جدي لـ«باب الحارة» سوى «أهل الراية» ــــ تدور أحداثه في حارة «بير التوتة» المتخيلة ــــ وإن كان يشبهه، إلا أنه يحشد عدداً كبيراً من النجوم، ويبدأ بمقدمة غنائية ناجحة لملحم زين. لكن لا يخلو «أهل الراية» من الإطالة، فتضيع نصف ساعة من إحدى الحلقات، بين قراءة القرآن في عزاء، وعرس للنساء فيه رقص وغناء، ومولوية يؤدون رقصتهم في الحارة في عرس الرجال.

بقي أن نذكر أن زوّار الشام باتوا يشترون إضافةً إلى الأقمشة، والتحف الخشبية المطعّمة بالصدف، المسلسلات الشعبية المنسوخة على أقراص DVD. كما باتت مطاعم المدينة القديمة تحمل أسماء «باب الحارة» و«ليالي الصالحية» و«الخوالي». فيما استثمار «باب الحارة» وصل إلى مناديل ورقية، وإعلان للشوكولاتة. بل إن موقع تصوير هذه الأعمال التراثية في «القرية الشامية»، أصبح مقصداً سياحياً يجري الدخول إليه وفق أجر محدّد!

الأخبار اللبنانية في 13 سبتمبر 2008

 
 

'ام بي سي' اعتمدت اسلوبا مخابراتيا.. وبشرتنا بمزيد من الاعمال التركية:

مؤتمر صحافي لنجمتي مسلسل نور التركي

بيروت- 'القدس العربي': إعتمدت محطة 'أم بي سي' في بيروت أسلوباً مخابراتياً بوليسياً في التعامل مع واقعة إستضافة نجمتي مسلسل 'نور' التركي وهما 'سونغل أودن' التي أدت دور 'نور'، و'عايشه فاريليه' التي أدت دور 'دانا'. فالبداية كانت بالإعلان عن مؤتمر صحافي لهما حددت من خلاله اليوم والساعة، وبقي المكان طي الكتمان. وفي اليوم المخصص للمؤتمر أُبلغ الإعلاميون بالمكان. وقد تم إبلاغ الصحافة بأن الحضور يلزمه بطاقة دعوة وهي ضرورية. واللافت أنه مع دخول النجمتين إلى الفندق كان من الصعب رؤيتهما نظراً لإحاطتهما بالحرس الشخصي بشكل مُكثف، وقد بقي هذا الحرص ملازماً لهما حتى خلال تناولهما العشاء.

الأمر الملفت الآخر في هذا اللقاء الصحافي كان ذلك الحشد الذي أمنته مجموعة 'أم بي سي' من أهل البيت، فقد كان الجميع حاضراً من كافة أقطاب برامج المنوعات والتجميل وغيرها، وكانت جيزيل خوري من الحاضرات أيضاً رغم كونها من طاقم قناة 'العربية' ومقدمة ومعدة لبرنامج سياسي هو 'بالعربي'.

وقد تبين من سياق المؤتمر الصحافي أن محطة 'أم بي سي' رفدته بإحصاء تحدث عن الملايين من المشاهدين للمسلسلين التركيين 'سنوات الضياع' و'نور' ممهدة الطريق عبر مدير عام التسويق والعلاقات العامة والشؤون التجارية في مجموعة 'أم بي سي' مازن حايك لتبشيرنا بمزيد من المسلسلات التركية المنتظرة بفارغ الصبر نهاية شهر رمضان، لتنهمر على المشاهدين كما المطر.

في تفاصيل اللقاء مع كل من 'نور' ودانا' فقد كان حضور الصحافة وأهلها منقسماً إلى ثلاث مجموعات وثلاثة أمزجة. منهم 'المهروق' بالضيفتين والمسلسلين معاً، ومنهم المستطرف، ومنهم المستفز. فقد سأل أحدهم 'نور' لماذا لم تموتي؟ و كان سؤالاً أضحكها مع كل الحضور. وكان ردها بأن القيمين على المسلسل إرتأوا عدم موتها بمرض السرطان لتشكل بذلك أملاً للمرضى بهذا المرض. أما السؤال الذي إستفز 'نور' فهو عن عدم نجاح مسلسلها في تركيا فكان ردها: لو لم ينجح لتوقف قبل الحلقة المئة بكثير. زميل آخر قام ببحث حول أصول 'نور' فوجدها من منطقة ديار بكر وإذا به يسألها عن مشاعرها لوكانت جذورها عربية؟ فكان ردها: يشرفني ذلك.

أما 'دانا' فكانت الأسئلة الموجهة لها أقل من زميتلها ومنها عن مدى تأثير المسلسل على حياتها الخاصة؟ فكان ردها دبلوماسياً: حياتي تسير على المنوال نفسه، لكني ربحت وجودي بينكم في لبنان. أما بيان مجموعة 'أم بي سي' والذي تلاه مازن حايك فقد جاء فيه: بلغ عدد مشاهدي مسلسل 'نور' 85 مليون مشاهد من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ممن تجاوزت أعمارهم سن الـ 15 من الجنسين، منهم حوالى 50 مليون من الإناث، أي ما يعادل أكثر من نصف عدد النساء البالغات في العالم العربي. ونسبة المشاهدين في مسلسل 'سنوات الضياع' بلغت ما مجموعه 67 مليون مشاهد، منهم حوالى 39 مليون من الإناث، أي ما يعادل أكثر من ثلث عدد النساء البالغات في العالم العربي.

وفي تفاصيل هذا البيان الإحصائي أن شركة 'IPSOS' العالمية للأبحاث التسويقية المتخصصة هي التي أجرته في تسعة أسواق عربية رئيسية منتمية لبلدان الخليج والمشرق العربيين وشمال أفريقيا، وأضيفت إليه تقديرات إحصائية موازية دقيقة في عدد آخر من الدول العربية.

وختم حايك بيانه بلغة تمزج بين الشاعري والتجاري حيث قال: صدقت توقعات المشاهدين ومشاعرهم، وكذلك ثقة المعلنين وإستثماراتهم، فأتت الأرقام الإحصائية لتترجم ما كان في القلب إلى لغة يفهممها العقل. إن هذا النجاح المزدوج للدراما التركية المدبلجة على مختلف شاشات 'أم بي سي' يدفعنا لتوفير المزيد من المحتوى النوعي والبرامج الترفيهية، بما في ذلك طبعاً الدراما على إختلاف ألوانها ومصادرها، أكانت تلك التي تحمل في ثناياها قيم العائلة والمجتمع والتاريخ، من جهة، أم تلك التي تعالج مواضيع بسيطة تلامس حياة المواطنين اليومية بشؤونها وشجونها وتنوعها، من جهة أخرى.

وهكذا جاء بيان حايك وإحصاءاته 'غير المسبوقة' ليمهد الطريق أمام مزيد من الدراما التركية التي سيتم قصف المشاهد العربي بها قريباً جداً. ويبدو من خلال حايك أن الإحتفاليات الكبرى التي قامت بها مجموعة 'أم بي سي' للنجوم الأتراك يُضاف إليها تلك الإحصاءات التي لا شك تأتي ضمن إطار المبالغة الكبرى، أن أسعار المسلسلات التركية قد إرتفع. لكن 'والحمدلله 'أم بي سي' لحقت حالها' وإشترت في موسم الرخص. كما أفاد حايك.

ورداً على سؤال إن كان المزيد من الدراما التركية سيؤدي إلى خفض أجور الممثلين المصريين والسوريين بعد تضخمها؟ قال حايك: إنها منبه، ولفت نظر لوجود دراما نوعية منافسة.

سواء كنا مع الدراما التركية أم ضدها نجد ضرورة للتبصر في شكل الدراما العربية من الآن وصاعداً، وضرورة للتبصر في اهداف محطات التلفزيون القادرة من خلال 'الماتراكاج' الإعلامي من التأثير على المتلقي السهل، وليس المتلقي النوعي.

القدس العربي في 13 سبتمبر 2008

 
 

هند صبرى:

الخادمة سكرة تمثل %95 من المجتمع العربى

طارق صبري

تعتبر هند صبرى أن مسلسلها التليفزيونى الأول (بعد الفراق) الذى دخلت به السباق الرمضانى، نغمة متفردة ومختلفة بالرغم من نمطية القصة وهو ما يعنى أن الاختلاف يأتى فى الأساس من القاعدة التى يرسخها المسلسل خلال الحلقات القادمة والتى تتمثل فى أن كل إنسان عليه أن يحدد لنفسه مجموعة من المبادئ التى ينوى التنازل عنها حتى يتعايش مع المجتمع بمتغيراته فى المسلسل الذى تخرجه شيرين عادل وكتبه محمد أشرف ويشاركها بطولته (خالد صالح) تجسد هند بصدق ووعى شخصية (سكرة) التى تؤمن هند بأنها (واحدة بتتدرب عالدنيا وعايزة تسلك).

·         سألت هند فى البداية.. عندما قررت اقتحام عالم الفيديو لماذا وقع اختيارك على (بعد الفراق) بالتحديد

- ما شجعنى للعمل فى البداية هو حرص شيرين عادل على التعاون معى بالتحديد فهذا يعنى لى الكثير لأنى أحب العمل دوما مع مؤلفين ومخرجين مؤمنين بى.. كان حديثى فى البداية مع شيرين عن نص درامى آخر، ولكننى أقنعتها بأننى أريد أن يكون أول عمل لى فى التليفزيون تقليديا!!

·         تقليدى.. لماذا

- أنا فى السينما مؤمنة بالتجريب وأبسط دليل على ذلك أن آخر عمل لى فى السينما كان (جنينة الأسماك)، والذى هو تجربة خاصة جدا، ولكن الفيديو عالم مختلف فأنا دخلته لأتعلم ولا أعرف إذا كان ما سأقدمه (حيليق عليا ولا لأ) ولا إذا كان سيعجب الجمهور أم لا وفى نفس الوقت أنا أريد أن أخلق حالة من الألفة مع هذا الجمهور، وبالتالى ليس من المنطقى أن يكون عملى الأول تجريبيا أو مختلفا، بل بالعكس يجب أن يكون تقليديا أيضا.. فى نفس الوقت لم أشأ أن يكون عملا تقليديا والسلام، وإنما يجب أن يكون له روح مختلفة تتمثل فى أنه يناقش قضية أو يتستر وراء شعارات وإنما هو ببساطة قصة حب .

·         لماذا أردت ألا يناقش قضية بعينها

- لأنه عندما نجد نجما كبيرا مثل نور الشريف أو نجمة مثل يسرا يدافعان عن قضية ما فهذا لأن لديهما رصيدا كبيرا عند الجمهور يسمح لهما بهذا، ولكن بالطبع سأكون مخطئة عندما أتصور أننى أستطيع عمل هذا من أول مسلسل لى . أضف إلى كل ذلك أننى (عايزة أعمل حاجة تكسب قلوب الناس وتقربنى منهم).

·     تعترفين أن مسلسلك تقليدى.. إذن لا يضايقك أن يقال أن مسلسلك يلعب على نفس تيمة (نحن لا نزرع الشوك) و(فريسكا) وغيرهما من الأعمال من حيث العلاقة التى تربط الخادمة بالصحفى

- أولا، نحن لا نزال عند الحلقة العاشرة، وبالتالى لا يجوز أن نحكم على المسلسل من الآن، بالإضافة إلى أن تلك العلاقة بين الخادمة والصحفى ليست هى المحور الوحيد للعمل فمازالت هناك أحداث كثيرة تكشف عنها الحلقات القادمة. وفى نفس الوقت إذا كانت الناس ستقارن مسلسلى بـ (نحن لا نزرع الشوك) الذى هو فى النهاية عمل يحمل اسم ( حسين كمال).فهذا شىء يجعلنى سعيدة جدا لأن هذا عمل ترك بصمته عند الجمهور العاطفى الذى يتأثر بمشاعر الحب التى يراها على الشاشة وهو الأمر الذى أتمنى حدوثه فى مسلسلى، وفى النهاية تيمات الأفلام والمسلسلات المصرية والعربية معروفة ومكررة وبالتالى لا مفر من أن يقارن مسلسلى بمسلسلات أخرى.. فضلا عن أننى كـ«هند» أفضل أن يقارن مسلسلى بأعمال نجحت مع الجمهور عن أن يقارن بأعمال فاشلة وأعود لأقول من جديد أننى لم أقدم مسلسلا للجمهور لكى يقول أنا أول مرة أشوف ده، وإنما لكى يظل مرتبطا بـ«سكرة» ومتلهفا على معرفة ما حدث لها».

·         هل صدقت سكرة على الورق وأثناء تجسيد الدور

- بالطبع فهى نموذج لأشخاص كثيرين مثلها يعملن بنفس مهنتها، رأيناها كثيرا ومررنا بها وأحيانا ألقينا عليها التحية وفى أحيان أخرى تجاهلناها، هذا إذا لم نتهمها مثلا بالسرقة، لذا أحببت للغاية فكرة أن أعطى هذا النموذج البسيط الفرصة لكى تمسك بالمايك وبالتالى يكون تعاطف الناس معها أقوى خاصة هؤلاء الذين لم ينتبهوا لها من قبل، خاصة أن الخادمة على وجه التحديد عملها هو حياة كاملة.

·         على الورق هل تحفظت على أشياء معينة

-بأمانة شديدة لقد أعجبت بالكتابة التى قدمها لى محمد أشرف الذى كنت على اتصال دائم به لمدة 6 شهور كاملة.. وبالمناسبة لقد كانت هناك عناصر أساسية اتفقنا عليها منها أن نبتعد عن المثالية والشخصيات الملائكية ومنها أيضا أن يكون إيقاعنا أسرع من الإيقاع المعتاد للدراما التليفزيوينة.

·         من وجهة نظر «سكرة» هل العلم الذى سيحل لها مشاكلها ويذيب الفروق بينها وبين «يوسف»

- كل ما أستطيع أن أقوله أنها حتى الحلقة التى تعرض اليوم تؤمن بأن الدراسة هى الحل لمشاكلها والتى ستعمل على تحسين ظروفها، ولكن هل تستطيع الدراسة عمل شىء!

وبالمناسبة أريد أن أوضح معلومة مهمة «سكرة» لن تظل بهذه المثالية فأنا أكره الشخصيات الملائكية طوال الوقت والشريرة طوال الوقت التى لا نراها على أرض الواقع، وبالتالى فسكرة ستتنازل عن بعض المبادئ حتى تستطيع أن تعيش لأن الدنيا لاتعطى شخصا كل شىء فحتى عندما تتزوج من «يوسف» لن يتغير شىء، فنظرة المجتمع لها كخادمة لن تتغير.

·         أيهما كان أصعب بالنسبة لك، تجسيد الملامح الخارجية للشخصية أم انفعالاتها ومشاعرها

-انفعالات ومشاعر الشخصية كانت الأصعب بالنسبة لى، لأن المسلسل كله قائم على تلك المشاعر، بالإضافة إلى أن الصراع فى هذا المسلسل من نوع خاص جدا لأن القصة معقدة ومركبة وطويلة، فضلا عن أن العلاقة ستتطور بمرور الحلقات.

·         إذا طلبت منك أن تلخصى سكرة، فكيف سترينها

- سكرة واحدة بتتدرب على الدنيا ومشوارها هو مشوار إنسانة تريد أن تعيش مثل 95% من مجتمعنا.. هى تشبه هؤلاء الناس «اللى عايزة تسلك والدنيا ليست ضدهم أو معهم طوال الطريق وهى شخصية رمادية».

·         واضح من كلامك أنك كانت لديك حسابات كثيرة قبل دخول المسلسل هل تحققت

-لا أشعر أننى أخطأت كثيرا فى حساباتى لأننى «كده كده كنت حاعمل فيديو، وبالطبع لم يكن من المنطقى أن أنتظر «ليالى حلمية»، جديدة لأدخل الفيديو. وأستطيع أن أقول أننى راضية كممثلة عن «بعد الفراق» بنسبة 100% ويكفينى أن الناس عندما ترانى فى الشارع تقول «سكرة» فهذا خير دليل على نجاحى، خاصة أن النجومية فى الفيديو أصعب بكثير.

·         هل لاحظت أن بمرور الوقت سينقل التنافس على شباك تذاكر السينما بين أبناء جيلك إلى التنافس على مسلسلات رمضان

- لقد لاحظت هذا بالطبع ولكنى أرى أن هذا ليس فى مصلحة الفيديو لأن رمضان 30 يوما فقط وهذا العام الذى شهد 49 مسلسلا أثبت أن تخمة المسلسلات تسببت في انخفاض نسبة المشاهدة، والنتيجة أن مسلسلات كثيرة مهمة، وقد تكون أهم من مسلسلى ظلمت بسبب ضعف الدعاية لأن أبطالها ليسوا «سوبرستارز». وبصراحة هذه اللقطة بالذات المتعلقة بالظلم هذا أكثر شىء لم أحبه فى السباق الرمضانى للمسلسلات فأنا أكره العمل فى مناخ به مثل هذا القدر من الظلم.

·         هل تنوين تكرار التجربة قريبا

- كما قلت من قبل أنا ضيفة وماشية وحتى الآن ليس لى حسابات تليفزيونية للفترة القادمة.

روز اليوسف المصرية في 13 سبتمبر 2008

 
 

يجسد دور الزوج الفقير في «الداية»

محمد جابر: حياة الفهد خير من يكتب العذابات الاجتماعية

عبد الستار ناجي

الفنان القدير محمد جابر يخلع عباءة «العيدروسي» ليحلق الى فضاءات أبعد، عبر تجربته وخبرته العريضة، وأيضا امكانياته الفنية التي صقلتها الأيام، كيف لا وهو من جيل الرواد في الحركة المسرحية والفنية، وأحد الذين أسهموا في تأكيدها وانتشارها والحديث معه هو مزيج من الفن والعفوية المطلقة حيث البساطة المتناهية واللغة الشعبية التي تأتي بلا تكلف أو تصنع ومن يعرف «أبوخالد» يعلم مقدرته على الاستمرارية حتى حينما انصرفت عنه الأضواء، ظل مشرقا بحضوره ومساهمته في جملة من المناسبات الفنية، وبمناسبة حضوره واطلالته الفنية الملفتة في مسلسل «الداية» نتوقف معه في «النهار» حيث يبادرنا متحدثا عن تجربته للعمل مع الفنانة القديرة حياة الفهد قائلا: -

 الفنانة والأخت والصديقة حياة الفهد خير من يكتب العذابات الاجتماعية، وخير من يذهب للموضوعات المحورية الاساسية الاجتماعية.. تمتلك حساً.. ولغة وأيضا تتحرك من خلال نبض انساني، وايمان بقضايا الانسان والمرأة على وجه الخصوص تشغلها.

·         لماذا «الداية»؟

الفنانة حياة الفهد تبحث عن قضايا المجتمع الكويتي والخليجي، تميل الى التحليل وعبر شخصية محورية تستدعي الشخصيات وتفجر الاحداث وتسقطها على المعاصرة.

وفي «الداية» عودة الى الخليج في الاربعينينات والخمسينيات وهذه العودة تدعونا لطرح كم من الأسئلة بالذات فيما يخص الاغتصاب والعذابات المتخلفة وراء مثل تلك الحادثة.

·         في أعمالك الأخيرة وبالذات «الداية» تخلع رداء «العيدروسي»؟

شكرا على هذا السؤال، أنا لست أسيرا لشخصية «العيدروسي» ولكن دعني أقول لك، أنا أدين لتلك الشخصية بالفعل في مساحة من نجوميتي وشهرتي واستمراريتي، ولكن دعني أعود الى السؤال، في «الداية» تعيد الفنانة حياة الفهد تقديمي الى جمهور المشاهدين، عبر شخصية مركبة حيث أجسد دور زوج «الداية» التي تقوم بها الفنانة حياة الفهد، وبودي أن أشير الى أن «الداية» هي امرأة فقيرة تعمل في البيوت، وهناك خلفيات لتلك العلاقة الزوجية تعتمد على قصة حب جمعت بيننا، وتبدو الشخصية للوهلة الأولى ساكنة، ولكن تتوالى الاحداث وتتواصل الحلقات، ويكشف الكثير وأنا لا أريد أن أشوه متعة المشاهدة لأن أعمال «أم سوزان» تعتمد على المفاجأة في تطور الاحداث وانكشاف الشخصيات، وهذا يأتي من عمق التحليل في كتابة الشخصيات والاحداث الدرامية.

·         الفنانة حياة الفهد تعود للتعاون معك؟

وأيضا شكرا على هذا السؤال، لقد عملنا من ذي قبل في مسلسل «القرية»، وأيضا شخصية جديدة وكأنها كانت تستقرئ آفاق التعاون، وتحس التفاعل، وأنا أتشرف بهذا التعاون وأثمن هذه الثقة الكبيرة من الفنانة والصديقة الرائعة حياة الفهد.

كما أتمنى أن تكون هذه الاطلالة مازحاً «حلوة اطلالة» على الجمهور قد نالت رضاهم واستحسانهم وأدعوهم دائما بكل ما هو جديد باذن الله.

·         أنجزت مسلسل «عيال أبوسالم»؟

أجل، مسلسل اجتماعي كوميدي، بل هو كوميدي من العيار الثقيل، يتكون من 30 حلقة ويعرض من خلال قناة «فنون» وأجسد شخصية شقيق بوسالم الذي يحاول بجميع السبل والوسائل من أجل الاستيلاء على ثروة شقيقه بعد وفاته، وسط خليط من الاحداث الكوميدية والناقدة لممارسات البعض.

ويستطرد:

- المسلسل من تأليف عبدالكريم الميعان واخراج حسن أبل، وفي المسلسل الفنان القدير غانم الصالح وعبدالرحمن العقل ومحمد المنيع وسعاد علي ومنى شداد ومحمود بوشهري، وعدد آخر من الزملاء الفنانين من الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي.

·         بمناسبة الاشارة الى الفنان القدير غانم الصالح، أنتما ثنائي الله لا يفرقكم؟

غانم الصالح صديق العمر، ونحن في حوار دائم ولقاء دائم حتى لو لم تكن لنا أعمال مشتركة الا قليلة، ولكننا في مكتب واحد ونشوف بعض أكثر ما نشوف أهلنا.

ويستطرد:

- بوصلاح ويقصد الفنان غانم الصالح أخ وصديق ومعه كان مشوار الفن والحياة وأمامنا عدد من المشاريع الفنية المشتركة باذن الله.

·         سألتك منذ فترة عن رأيك حول الأعمال الحصرية وكان لك موقف معارض واليوم؟

مازلت على موقفي «الحصرية» ليست لصالح الفنان أنا لا أقصد بأن هناك ظلماً مادياً أو اعلامياً، ولكن الفنان في حاجة الى فضاءات أوسع وأشمل، لست ضد الحصرية، ولكن مع الانفتاح ومع أن يعرض العمل في أكثر من قناة، الفنان يطل في أمس الحاجة الى معادلات أكثر للانتشار للوصول الى مساحات جماهيرية أوسع وأشمل.

ويستطرد:

- وأنا هنا لا أبخس حق الدور الذي تقوم به الجهات الحصرية من اعلان واعلام وترويج ولكن يظل موقفي واضحا في هذا الجانب، أنا مع انتشار الفنان والمنتج المحلي في أكثر من قناة.

·         ألا تشعر بالحنين لمسرح الطفل؟

أتشرف أن أكون أحد رواد مسرح الطفل، وأحد الذين أسهموا في مسيرة مسرح الطفل ونهضته، ولكن مسرح الطفل اليوم تغير وفي أحيان كثيرة انحرف عن الجادة، وأنا هنا لا أوجه اتهاماً للأعمال وللفنانين الجادين الملتزمين، بل لتلك الأعمال الموسمية والطارئة التي تطبخ في يومين من أجل مواسم الاعياد فقط، وكأن مسرح الطفل لا يكون الا في الأعياد، لقد كانت عروض مسرح الطفل تتواصل طيلة العام، ما خلق موسماً مسرحياً لمسرح الطفل، كما حالة فنية واعلامية بالاضافة الى ما يقدمه مسرح الطفل من قضايا تربوية واجتماعية، وما يقدمه أيضا من نجوم وأسماء، ولو تأملنا خارطة النجوم الشباب اليوم في الحركة الفنية لوجدنا أن نسبة كبيرة تهتم هم من كوادر مسرح الطفل وأجياله، وحينما يتوقف هذا القطاع اليوم أو يحدث أي خلل به، فان ذلك ينعكس على جميع القطاعات وبشكل سلبي، وعلينا كما على الجهات الرسمية أن نتحرك من أجل انقاذ هذا الوضع وهذه الحالة من التراجع والانكسار بالذات في مسرح الطفل.

·         كلمة في نهاية الحوار؟

كل المحبة لكم.. وأنا من المتابعين لـ«النهار» لأنها من الصحف الجديدة والمتميزة وللجميع أقول «عساكم من عواده».

annahar@annaharkw.com

النهار الكويتية في 13 سبتمبر 2008

 
 

أحمد شاكر عبد اللطيف :

يأعيش في جلباب فريد الأطرش

طارق مرسي

جماهيرية «فريد الأطرش» وشعبيته الطاغية والأداء الاستثنائى الذى قدمه أحمد شاكر عبداللطيف كلها عوامل جعلت فريد وهو رقم 3 فى السيناريو بطلا فى مسلسل «أسمهان». 5 حلقات فقط كانت كفيلة بأن يخطف فريد 2008 الأضواء من الجميع، فالجمهور الذى ارتبط به كموسيقار عملاق ومطرب فلتة ولايزال يعتز بتراثه وأغنياته فوجئ به يركب عجلة موصلا للطلبات للمنازل وبائعا للصحف ومغنيا فى الكباريهات الليلية، وفى الوقت نفسه حنونا على شقيقته الجانحة مشاركا فى مجدها الغنائى. أداء «أحمد شاكر عبداللطيف» لم يكن مقنعا فقط للجمهور، بل مفاجأة لوزير الإعلام السورى الذى أصدر مرسوما حكوميا بمنع إذاعة أسمهان على الشاشة فى سورية يتراجع من مقعد المشاهد ويقول لأحمد: أنا حسيت إنك فريد الأطرش الحقيقى، نور الشريف ويحيى الفخرانى أكدا له هذا المعنى عندما اتصلا به، والمحصلة أن أحمد شاكر نجح فى إعادة الحياة من جديد لمطرب عملاق. ؟ سألته: اختيارك لتقمص شخصية «فريد الأطرش» من باب «يخلق من الشبه أربعين» أم لأسباب أخرى؟ فأجاب: مسألة الشبه لم تكن هى المبرر الأساسى لوجودى فى المسلسل، فصناع المسلسل كانوا على درجة كبيرة من الوعى جعلتهم يستفيدون من التجارب الفاشلة التى اعتمدت على الشكل فقط، ولهذا بحثوا فى سوريا عنه بحكم أنه يمثل جهات إنتاجية سورية وأردنية ومصرية، وأخيرا جاءوا لى، وفى القراءة الأولى لهذا الاختيار شعرت أنهم لا يريدون الشكل، بل روح الفنان الراحل. ؟ تجسيد شخصية فنان بحجم «فريد» على الشاشة بالنسبة لك كان مفاجأة متوقعة؟ - لم أتوقع قبل تنفيذ المسلسل أن أجسد هذه الشخصية رغم ارتباطى بها كمستمع لأغنياته، لكن عندما جاءتنى اكتشفت من أول لحظة أن فريد شخصية درامية جدا، وكإنسان يمتلك مخزونا هائلا من الوحدة التى كان يخفيها وراء ابتسامة وخفة ظل، وحدته كانت لأنه ترك بلده وتمرد على تقاليد عائلته العريقة، وتحمل الكثير لكى يصل للهدف الذى رسمه لنفسه وهو الغناء، هذه الوحدة هى التى صنعت منه فنانا حقيقيا. ؟ هل تتذكر المشهد الصعب فى سيناريو فريد.. واعتبرته «الماستر سين» له؟ - كل مشهد قدمته فى المسلسل كان غاية فى الصعوبة، خفف من هذه الصعوبة تعايشى الكامل مع الشخصية بعد أن «ذاكرت تفاصيلها كويس قوى» سواء مما كتب عنه أو مراجعة أفلامه الـ 31 ،وكان الاعتماد على رافد واحد صعب لتجسيد شخصية فريد، والغريب أنه بعد بدء تصوير أولى الحلقات وقبل إذاعة المسلسل فوجئت باتصال كم كبير من عشاقه، خصوصا من جمعية «محبى فريد» فى مصر يعرضون علىّ كتبا ووقائع لدرجة أن أحد الأشخاص أتى لى بفريد وهو يؤدى بصوته «الأذان»، وهذا ما زادنى إصرارا على تأدية هذه الشخصية بإتقان وروح قريبة منه لكى أصل لجمهوره الكبير فى مصر والوطن العربى.. كل هذا جعلنى أشعر أننى أمام تحدٍ كبير، إلى جانب أن المسلسل اسمه «أسمهان» ومركز على شخصيتها، كما أن المؤلف جعل فريد فى المرتبة رقم 3 بعد أسمهان وفؤاد من حيث المساحة، ولذلك بذلت كل جهدى لكى أظهر على الشاشة بهذا الشكل الذى أسعد الناس. ؟ «أسمهان» من الشخصيات الغامضة.. كيف ترى علاقة فريد بها من خلال المسلسل وتعايشك معه؟ - «أسمهان» بطبيعتها - وكما يوضح السيناريو - كانت شخصية مندفعة لا يستطيع أحد أن يقف أمام طموحها، بدليل أن زوجها الأول فشل فى ترويضها، ولذا أصرت على تركه لاستكمال مشوار الغناء، فريد نفسه لم يكن قريبا منها رغم مساعدته لها فى البداية، وهى أيضا لم تكن تسمح لأحد أن يقف أمامها حتى فريد، ولذلك فشل فى السيطرة عليها رغم حبه الشديد لها،لكن موت أسمهان كان أول انكسار فى حياة فريد من عوامل وحدته رغم أنه فقد السيطرة عليها قبل وفاتها. ؟ ألا تخشى من إتقانك لأداء «فريد» أن تظل حبيسا له ومقيدا لخطواتك المقبلة؟ - الفنان الجيد هو الذى يستطيع أن يخرج من جلباب أى دور، وبالنسبة لى فقد قدمت أدوارا مؤثرة كثيرة فى مسلسل «الطارق» مثلا و«فارس الرومانسية» وغيرهما، وكلها كانت علامات فى مشوارى، ورغم النجاح الكبير الذى حققته مع فريد، فإننى قادر على التلوين وإقناع الجميع بموهبتى، وبالمناسبة شخصية فريد يبدو أننى لن أتركها بسهولة لأننى بعد الحلقات الأولى طلبنى أكثر من منتج لتقديم مسلسل مستقل عن فريد الأطرش، وأدرس حاليا الأقوى إنتاجا وموضوعا، وفى الوقت نفسه لن أتخلى عن حلمى فى تجسيد شخصية الرئيس «مبارك»، وأتصور أنه بعد رحيل الفنان أحمد زكى أنا الأحق بتقمص شخصية قائد الضربة الجوية على الشاشة وحاكمونى بعدها.

روز اليوسف المصرية في 13 سبتمبر 2008

 
 

عاشقة الموت والحياة

عصام زكريا

لم تكن الحياة فى منزل «أسمهان» أقل ضراوة وعنفا من أحداث الحرب العالمية الثانية التى اشتعلت فى العلمين وسوريا والعراق من بين أماكن كثيرة فى العالم. كانت قد تزوجت من المخرج «أحمد بدرخان» عقب فيلم «انتصار الشباب»، ولم تعترف أسرتها بالزواج، زاعمة أنها لا تزال «على ذمة» الأمير «حسن الأطرش»، كان خروجها من منزل العائلة واستقرارها فى شقة مستقلة سببا فى مزيد من المشاجرات مع أخيها «فؤاد»، ولكنها كانت مثل قطار الحرب الدائرة لا يمكن إيقافه.. كانت تسهر وتشرب، وتنفق كل مليم يصل إلى يدها.. هذا الإسراف، وليس أى شىء آخر، سيكون السبب الرئيسى لدمارها كما سنرى. فى هذه الفترة، منتصف عام 1941، بدأ فصل جديد من حياة «أسمهان» هو علاقتها بالمخابرات. فى كتابها «أسرار أسمهان.. المرأة، الحرب، الغناء» تخصص المؤلفة «شريفة زهور» فصلين كاملين للحديث عن هذه المرحلة العاصفة من حياة «أسمهان» والتى انتهت بموتها الغامض عام 1944 وهى لا تزال فى الثانية والثلاثين من عمرها من خلال جمع ما كتب عن «أسمهان» بالعربية، وما ذكر عنها فى مذكرات الضباط والأجانب الذين عاشوا فى المنطقة خلال هذه الفترة، ووثائق المخابرات البريطانية، وشهادات ولقاءات شخصية مع معاصرين لها، تعيد المؤلفة رواية ما حدث وترتيبه وفقا لتاريخين متوازيين : أحداث الحرب، وأحداث حياة «أسمهان» كما رواها المقربون منها، وتلاحظ المؤلفة أكثر من مرة أن أقارب «أسمهان» لا يقولون الحقيقة دائما، وأن لديهم دائما قصصا محرفة أو معدلة لرواية الأحداث، كما تلاحظ أن الصحفيين الذين أرخوا لحياتها، وعلى رأسهم «محمد التابعى» و«فوميل لبيب» لا يهتمان بذكر التواريخ الدقيقة، ولا مصادر معلوماتهم، الشىء المؤكد أنه خلال يوم من أيام شهر مايو 1941 قام ضابط مخابرات بالاتصال بها ولقائها طالبا منها أن تحمل رسالة إلى الدروز فى سوريا. فى 25 من نفس الشهر سافرت أسمهان بعد الانتهاء من بعض الترتيبات. لم تكن مهمة «أسمهان» تتعلق بالتجسس، ولكن مجرد توصيل رسالة.. ليس رسالة بالمعنى الحرفى.. ولكن الأمر كما يلى: فرنسا التى تحتل سوريا كانت منقسمة إلى بلدين، حكومة الفيش الرسمية التى تؤيد النازى، والتى شكلها هتلر بعد احتلال فرنسا، وحكومة فرنسا الحرة التى قادها الزعيم ديجول، والتى كانت تحارب مع الحلفاء ضد ألمانيا. مضمون الرسالة كان موجها من الحلفاء إلى الدروز وتطالبهم بمساندة الحلفاء فى غزوهم لسوريا، وفى المقابل سوف يحصلون على مطالبهم الخاصة بالاستقلال والإدارة الذاتية عقب انتهاء الحرب. ؟ ولكن لماذا «أسمهان» ؟ لأنها ليست مجرد ساعية بريد أو لأنها فنانة معروفة، ولكن لأنها أميرة درزية وزوجة سابقة للأمير «حسن الأطرش». كان الأمير «حسن» لا يزال يحب «أسمهان» ويرغب فى العودة لها، رغم أن الدروز لا يقبلون فكرة أن يتزوج المطلقان مرة أخرى، وكانت «أسمهان» تعرف أن «حسن» سيحاول إعادتها إليه، كما كانت تعلم بخطورة المهمة المقبلة عليها، وقد تعرضت بالفعل لتهديدات ومحاولات قتل بسبب ذلك.. ولكنها قبلت تحت وطأة الظروف العامة والشخصية التى كانت تمر بها، وعلى رأسها حاجتها إلى المال.. رغم أن عائلتها تصر على أن الأسباب كانت وطنية خالصة. على أية حال فقد تمت المهمة بنجاح، وتزوجت «أسمهان» من الأمير «حسن» مرة أخرى، ولكن الخلافات بينهما سرعان ما نشبت بطريقة أسرع وأشرس هذه المرة.. وكان سببها الأساسى حياة الإسراف والبذخ بدون حساب التى انتهجتها «أسمهان»، وقد حاول الاثنان بقدر وسعهما الحصول على المقابل من الحلفاء، سواء كانت سياسية أو مالية، ولكن كالعادة حنث الإنجليز والفرنسيون بكل وعودهم، وهو ما دفع «أسمهان» إلى الحنق والغضب الشديد منهم، وهنا تأتى اللحظة الحاسمة الثانية فى قصة علاقتها بالمخابرات، فقد تلقت دعوة للقاء مع عميل مخابرات ألمانى فى تركيا. ليس معروفا بالضبط سبب هذه الزيارة، وهل كان الهدف منها تسريب معلومات عن الحلفاء إلى خصومهم أم الاتفاق على صفقة جديدة.. المهمة لم تتم فى النهاية لأن الإنجليز أوقفوا القطار المتجه إلى اسطنبول وأنزلوا «أسمهان» منه بالقوة، وأعادوها إلى بيروت. ومرة أخرى بدأت الديون تطارد «أسمهان» خاصة بعد أن رفض الأمير «حسن» الاستجابة لميولها التبذيرية.. وهنا ولدت فكرة عودتها إلى مصر لاستئناف نشاطها الفنى مجددا.. خاصة بعد تلقيها عدة عروض مغرية ومقابل أجر غير مسبوق فى السينما المصرية. لكن العودة إلى مصر لم تكن سهلة هذه المرة.. فقد رفض طلبها بالحصول على تأشيرة دخول.. ربما لأن البريطانيين فقدوا ثقتهم بها بعد حادث الذهاب إلى تركيا، وربما بسبب «فضائحها» التى خاضت فيها الصحف وزواجها الذى لم يتم مع «أحمد بدرخان» أو ربما بسبب كراهية الملكة «نازلى» لها بسبب علاقتها بـ «أحمد حسنين» عشيق الملكة، وتروى المؤلفة بالتفصيل حكاية الغيرة بين المرأتين ورفض «أسمهان» مغادرة جناحها الملكى فى فندق «الملك داود» حتى تقيم فيه «نازلى» ووصيفاتها، رغم أنها لم تكن تملك نفقات الإقامة ورفض زوجها إرسال المبلغ المطلوب. وفى الوقت نفسه تلقت عرضا من استديو مصر بفيلم جديد فوافقت على الفور مقابل إرسال دفعة أولى من أجرها سددتها للفندق! لكن هذه الفترة شهدت أيضا محاولتها الثانية للانتحار، عندما عثرت عليها مشرفة الغرف بفندق «الملك داود» فاقدة للوعى بعد تعاطيها كمية من المخدر، وقد تم إنقاذها واستدعاء زوجها وأخيها فؤاد. ووضع هذا الحادث نهاية زواجها للمرة الثانية من الأمير «حسن»، الذى وصل إلى قمة استيائه من تصرفاتها. بعد طلاقها من «حسن» ركزت «أسمهان» على عودتها إلى مصر، وخلال هذه الفترة كانت «تحية كاريوكا» وزوجها «أحمد سالم» فى زيارة لفندق «الملك داود»، وفى ظروف غريبة جدا، عرضت «أسمهان» على «سالم» أن يتزوجها مقابل حصوله على مبلغ من المال، حتى يمكنها الحصول على تأشيرة دخول مصر والإقامة فيها، وقد وافق «سالم» وقام بتطليق «تحية كاريوكا»، وتزوج «أسمهان» خلال أيام! ولكن هذه القصة لها وجه آخر، وهو أن «أحمد سالم» كان يعشق «أسمهان» منذ تعارفهما خلال تصوير فيلم «انتصار الشباب»، وأن «أسمهان» كانت تشعر نحوه بنوع من الحب أيضا. ورغم زواجها من «أحمد سالم» لم تكن عودتها إلى مصر سهلة، فكان لابد من التوسط لدى البريطانيين، وقد وافقوا بعد تدخلات عديدة.. وعادت «أسمهان» لتشرع على الفور فى تصوير فيلمها الأخير «غرام وانتقام». لم يدم زواج «أسمهان» و«أحمد سالم»، وكاد أن ينتهى بجريمة قتل بعد أن أطلقت عليه الرصاص عقب مشاجرة عنيفة. ولم تكد تفلت من الموت أو السجن عقب هذا الحادث، وقبل أن تنتهى من تصوير «غرام وانتقام» ماتت فى حادث مأساوى غريب تتضارب الأقوال والشائعات حوله. كانت فى زيارة إلى مدينة رأس البر مع صديقة لها هى «مارى قلادة» عندما قام السائق بفتح باب السيارة والقفز منها، تاركا السيارة تسقط فى قناة صغيرة مما أدى إلى غرق الاثنتين. لا يعرف أحد ما حدث على وجه الدقة، ورغم أن المصادر، ومنها كتاب «شريفة زهور» تؤكد أن السائق نجا من الحادث، إلا أنه لا يوجد أى ذكر للقبض عليه أو التحقيق معه فى ملابسات الحادث.. كل ما بقى هو تفسيرات واستنتاجات غامضة : هل كان مجرد حادث غرق ؟ أم جريمة دافعها الغيرة من منافسة لها فى مجال الغناء «أم كلثوم» أو مجال الغرام «نازلى» ؟ أم لعل الجريمة دبرتها المخابرات البريطانية، وربما يكون «أنور السادات» نفسه، عضو الحرس الحديدى، أو لعلها جريمة شرف دبرتها عائلتها الدرزية ؟ ماتت أسمهان وسيظل سرها مجهولا إلى الأبد. الشىء الوحيد المؤكد أنها كانت مستعدة لهذا الموت المفاجئ.. كانت تحلم به وتلعب معه.. وأحيانا تخشاه.. وأحيانا تتمناه.. كانت ابنة موت كما يقول التعبير الدارج، رغم أنها كانت تعشق الحياة.

صباح الخير المصرية في 13 سبتمبر 2008

 
 

من أميرة.. الى باحثة عن لقمة العيش

'أسمهان' وجبة درامية مكتملة العناصر في رمضان

القاهرة – من رياض ابو عواد

نقاد يرون أن شوقي الماجري نجح في إسقاط الحياة الخاصة للفنانة اسمهان على التاريخ العربي بين الحربين العالميتين.

يشير نقاد الدراما التلفزيونية في مصر الى ان المسلسل المصري السوري "اسمهان" للمخرج التونسي شوقي الماجري يشكل عملا متميزا من الناحية الفنية يجتذب نسبة مشاهدة عالية بين المسلسلات الرمضانية.

ويقدم المسلسل الذي استغرق الاعداد له بضع سنوات سيرة الفنانة امال فهد الاطرش ابنة العائلة السورية العريقة التي كانت تحمل لقب اميرة وعايشت فترة حاسمة من تاريخ العالم وتاريخ بلادها.

فهي ولدت في سنوات الحرب العالمية الاولى وعايشت الحرب العالمية الثانية ورحلت بطريقة مفجعة في حادث سيارة لم يعرف حتى الان أكان عارضا ام متعمدا.

وشهدت ايضا خلال حياتها قيادة زعيم عائلتها سلطان باشا الاطرش للثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي ومشاركة والدها الفاعلة فيها وهي الثورة التي دفعت بوالدتها الى الرحيل الى لبنان ومن ثم الى مصر التي استقبلتها ووقف سعد زغلول زعيم مصر في تلك الفترة الى جانبها.

واسهم عرض هذه الاحداث الواقعية في قالب درامي في نجاح المسلسل الذي اعاده نقاد الدراما ومنهم علا الشافعي الى ان "كاتب السيناريو نبيل المالح بذل جهدا كبيرا في كتابة السيناريو في قسمه السوري وبسيوني عثمان في تمصير اللهجة في الشق المصري استنادا الى الصيغة الدرامية لكل من ممدوح الاطرش وقمر الزمان علوش".

وكان احد منتجي المسلسل فراس ابراهيم الذي يقوم بتأدية دور فؤاد الشقيق الاكبر لاسمهان اكد في مقابلات صحافية انه "تم الاستناد الى اكثر من عشرة مراجع فيما يتعلق بسيرة اسمهان".

وفي حين تشير مقدمة المسلسل الى ان المؤلفين استندوا الى كتاب "اسمهان لعبة الحب والمخابرات"، فالسيرة التاريخية للاميرة حملت اسئلة كثيرة عن حياتها واسباب رحيلها المفاجئ وهي من العوامل المشوقة في متابعة المسلسل.

وتضيف الشافعي ايضا الى اسباب النجاح "الاخراج لشوقي الماجري الذي قام بتصوير المسلسل بايقاع السينما والشخصيات المرسومة الواضحة بالاضافة الى الديكور الواقعي".

ومن جهته اضاف الناقد طارق الشناوي الى اسباب النجاح "الاداء المتميز لشخصيات المسلسل الرئيسية الثلاث التي وصلت في ادائها للذروة" برأيه، وهي سلاف فواخرجي في دور اسمهان واحمد شاكر عبد اللطيف بدور فريد الاطرش وورد الخال بدور الام. الثلاثة كما قال الشناوي "قدموا في هذا المسلسل ادوارا متميزة قد تفتح امامهم افاقا كبيرة في عالم الدراما خصوصا احمد شاكر الذي نجح في دوره بشكل متميز".

كل هذه العوامل جعلت المسلسل من اكثر مسلسلات رمضان مشاهدة لانه استطاع حسب الناقد اشرف بيومي ان يحقق ايضا معادلة مهمة "مزجه بين حياة اسمهان الخاصة والتاريخ التي عاشته بين الحربين العالميتين الاولى والثانية بالاضافة الى النضال الوطني السوري لتحقيق الحرية وجلاء المستعمر الفرنسي".

ولا يفوت الناقد الاشارة الى "التوظيف الجيد للموسيقى وللديكور ومحاولة تقديم شخصية انسانية اكثر منها شخصية مقدسة".

ورأى النقاد ومنهم الشناوي ان "خط فؤاد الاطرش الدرامي الذي يقوم باداء دوره احد منتجي المسلسل الفنان فراس ابراهيم يحتل مساحة درامية كبيرة فكاننا نشاهد حياة اسمهان وفريد من خلال حياة فؤاد".

وقام الماجري باخراج المسلسل بعدما اعتذر عنه نبيل المالح الذي شارك في كتابة السيناريو وباسل الخطيب لانشغالهما في اعمال اخرى.

ورفض النقاد اعادة اسباب الاقبال الجماهيري على المسلسل حتى الان الى "الغموض الذي اكتنف حياة الفنانة الاميرة"، مشددين على "القيمة الانسانية والابداعية المسيطرة على المسار الدرامي للمسلسل الذي يروي حياة شابة تسعى للتعبير عن نفسها بالغناء ويحاول شقيقها منعها، الى جانب التغيير الدرامي في حياة العائلة من موقع الامارة الى المكافحة من اجل لقمة العيش".

واشار كثيرون الى ان المسلسل حمل مفاجأة من خلال عرض شخصية الفنان والموسيقار الراحل فريد الاطرش الذي يؤكد معاصروه في احاديثهم وذكرياتهم عنه انه كان "طيبا الى ابعد حدود الطيبة التي قد تصل الى حد السذاجة وكريما"، ويروون كثيرا من الاحداث التي تصف هذا الكرم.

يذكر ان الاغاني التي تقدم في المسلسل من اداء المطربة السورية وعد البحري التي ولدت في المنطقة التي جاءت منها اسمهان وعائلتها.

ميدل إيست أنلاين في 13 سبتمبر 2008

 
 

نجوم‏..‏ بفلوسهم

تقرير ـ أحمد سعد الدين

يتميز فن السينما عن باقي الفنون الأخري بأنه يستطيع أن يجذب إليه الجمهور الذي يذهب إلي صالات عرض الأفلام ليشاهد الأبطال الذين يحبهم ويدفع من أجلهم ثمن التذكرة‏,‏ بل من الممكن أن ينزل ليشاهد الفيلم الواحد أكثر من مرة‏.‏

هناك مواصفات خاصة لنجم السينما‏,‏ فلابد أن يتمتع بالموهبة والإحساس المرهف والقبول عند الجمهور حتي يصبح نجم شباك يباع الفيلم باسمه سواء في الداخل أم في الخارج علي عكس النجم التليفزيوني الذي من الممكن أن تشاهد أعماله بسبب الجلوس في المنزل أو لارتباطه بأعمال موسمية كما هو الحال في شهر رمضان‏,‏ لكن النزول من المنزل شيء آخر‏,‏ وهذا ما يحدث مع معظم النجوم الكبار أمثال نور الشريف وعادل إمام‏,‏ ومن الجيل الجديد أحمد السقا وأحمد حلمي ومحمد سعد وكريم عبدالعزيز وغيرهم‏,‏ الذين ما إن يسمع الجمهور بنزول أفلامهم حتي يهرع إلي دور العرض ليشاهد ما يقدمونه ثقه منه في اختياراتهم وفي طريقة معالجتهم للموضوعات وفي المقابل يعرف هؤلاء النجوم قدرهم جيدا ويدققون في اختيار السيناريو وفي موعد نزول الأعمال‏,‏ ويجري وراءهم المنتجون ويدفعون لهم الملايين‏,‏ وهذا ما يغري معظم محبي السينما الذين يتمنون أن يصبحوا نجوما في أقرب وقت‏,‏ لكن كيف يتحقق ذلك؟ هناك طريقة واحدة وهي أن ينتج كل من يريد وضع اسمه علي التيتر أفلامه‏,‏ وهو مطمئن بأن أمواله سوف تعود إليه وفوقها نسبة ربح‏,‏ بالإضافة لتحقيق شيء من النجومية قد تلفت النظر في يوم ما لعل وعسي‏...‏ وذلك عن طريق بيع الفيلم للقنوات الفضائية التي تشتري كل الأعمال بصرف النظر عن المضمون أو الجودة التي تحمله‏,‏ ولا يهم أن يستمر الفيلم في دار العرض لعدة أيام أو لعدة ساعات المهم أن المراد قد تحقق ووضع الاسم والصورة علي الأفيش بالشكل الذي يري صاحبه‏'‏ المنتج‏'‏ والتاريخ مليء بمثل هذه الحالات التي كان مصيرها الفشل الذريع والنسيان من الذاكرة‏,‏ لكن لأن التاريخ يعيد نفسه فالظاهرة تتكرر اليوم بنفس الأسلوب دون تجديد والدليل ما نراه أمامنا من أفلام أبطالها أو أصحاب الأدوار الرئيسية فيها لم يسمع بهم أحد‏'‏ من قبل‏,‏ لكن كما يقول المثل الشعبي القرش صياد فما تريده تستطيع أن تحققه طالما تملك ثمنه‏,‏ ولنذهب الآن إلي بعض النماذج التي رصدناها في هذا التقرير‏.‏

أول نموذج أمامنا كان في منتصف الموسم الحالي وبالتحديد فيلم‏'‏ لحظات أنوثة‏'‏ والذي أراد من خلاله المنتج والماكيير محمد عشوب تقديم ابنه عادل إلي الوسط الفني في دور النجم الدونجوان‏,‏ فاختار القصة وجاء بمخرج شاب يخطو أولي خطواته هو‏'‏ مؤنس الشوربجي‏'‏ وتدخل في اختيار الممثلين ولم يقف عند هذا الحد بل تدخل في حذف وإضافة بعض المشاهد التي من شأنها تنجيم دور ابنه لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن‏,‏ ما إن نزل الفيلم إلي دور العرض حتي فوجيء المنتج والأبطال بعاصفة شديدة من النقد اللاذع لدرجة أن بطلة الفيلم جومانة مراد تبرأت منه تماما‏,‏ ورمي كل من شارك بالفيلم المسئولية علي المخرج المغلوب علي أمره‏,‏ ونسي الجميع أن المنتج هو صاحب كل شيء في هذا الفيلم بالذات‏,‏ وللأسف لم يتعظ أصحاب المواهب والأموال مما حدث للحظات أنوثة‏,‏ إنما مضي كل في طريقه حتي النهاية‏.‏

وثاني هذه النماذج هو فيلم‏'‏ البلد دي فيها حكومة‏'‏ والذي خاض منتجه معركة كبيرة مع المخرج‏'‏ محمد كمال الشناوي‏'‏ الذي كان مرشحا لإخراج الفيلم لكن المنتج كان علي اقتناع تام بأنه أقدر إنسان يستطيع أن يلعب دور البطولة‏,‏ وعندما رفض الشناوي ما سمعه كان جزاؤه معروفا وأخذ المنتج القصة وأعيدت صياغتها من جديد بما يتناسب مع المستجدات واختاروا مخرجا جديدا يخوض تجربته الثانية وهو عبدالعزيز حشاد ثم أختير فريق العمل علي أساس أن يسند البطل الذي تغير اسمه من جمال الزناتي ليصبح‏'‏ راكان‏'‏ حتي يتم تقديمه في شكل وصورة جديدة في محاولة للفت نظر المخرجين له بعد هذا الفيلم‏,‏ خصوصا أن مساحة دوره قد تعطيه ميزة لإخراج ما يمتلكه من موهبة إن وجدت‏.‏

المثال الآخر هو فيلم‏'‏ دكتور سيليكون‏'‏ والذي تلعب بطولته الفنانه نيرمين الفقي بعد انقطاع طويل عن السينما وحسن حسني‏,‏ ومروة اللبنانية ومن إخرج أحمد البدري‏,‏ فقد أراد منتجه عبد الله الكاتب تجربة نفسه في مجال التمثيل فاختار أن تكون التجربة ثنائية‏,‏ حيث يكون هو منتج الفيلم وصاحب أحد الأدوار الرئيسة بداخل الأحداث‏,‏ ولم يكتف بذلك بل جاء بشقيقته ليسند لها أحد الأدوار المهمة في الفيلم‏,‏ ومن يستطيع أن يرفض فليتقدم‏,‏ لكن العكس تماما هو ما حدث حيث وجد الثناء والمساعدة من كل العاملين معه وفي محاوله لإنقاذ ما يمكن إنقاذه جاءوا بمجموعة من الممثلين السنيدة حتي يتحقق ولو جزء بسيط يستطيع أن يشد عين المشاهد للفيلم الذي لايزال في مرحلة المونتاج‏.‏

أما آخر النماذج التي تحمل نفس المعني فهو فيلم‏'‏ حفلة موت‏'‏ الذي يلعب بطولته الفنان محمد رياض ويشاركه البطولة إياد نصار والمطرب اللبناني إيوان وهيدي كرم وفيدرا والإخراج لـ أحمد يسري صاحب تجربتي‏'45‏ يوم‏,‏ بوشكاش‏'.‏

في هذا الفيلم يحاول‏'‏ رياض‏'‏ العودة مرة أخري إلي كاميرات السينما التي ابتعد عنها بسبب أعماله التليفزيونية والتي بسببها هرب منه المنتجون‏,‏ بحجة أنه أصبح وجها تليفزيونيا يشاهده الناس بانتظام علي الشاشة‏,‏ فما الداعي أن يذهب الجمهور إلي السينما ويقطع تذكرة كي يشاهده في الأفلام‏,‏ لذلك يحاول‏'‏ رياض‏'‏ أن يقدم نفسه بشكل جديد عله يلفت نظر مخرجي السينما إليه من خلال إنتاجه لفيلم‏'‏ حفلة موت‏'‏ الذي تدور قصته في إطار اجتماعي رومانسي من خلال حفلة زفاف‏,‏ يتفق أبطال الفيلم قبلها علي الذهاب إلي رحلة لشرم الشيخ‏,‏ وتتطور الأحداث‏,‏ حيث تشهد الرحلة العديد من الصراعات‏,‏ ويقول محمد رياض القصة جذبتني منذ أن قرأت السطور الأولي‏,‏ لذلك فكرت في إنتاجها علي الفور لأن‏'‏ خالد الذي ألعب شخصيته هو صاحب شركة أوراق مالية‏,‏ وصاحب شخصية قوية ومؤثرة‏,‏ وعلي دراية كبيرة بكل جوانب الحياة‏,‏ وله شبكة علاقات جيدة في كل المجالات‏,‏ وهو صديق مهم لكل أبطال الفيلم‏,‏ فهو يعتبر الشخصية المحورية في الأحداث‏,‏ لذلك تحمست لإنتاج الفيلم الذي يعتبر باكورة إنتاج الشركة التي أمتلكها‏*‏

الأهرام العربي في 13 سبتمبر 2008

 
 

عين على الفضائيات

أسمهان” رسالة إلى أشرف زكي

مارلين سلوم

كل ما في مسلسل “أسمهان” يشدك لمتابعته والحرص على انتظار موعد عرضه يومياً. ومن أبرز النقاط المهمة فيه، أنه يضيء على فترة مهمة من التاريخ العربي النضالي ضد الاستعمار، وهي مرحلة لم نشاهدها كثيراً على الشاشة والتي تعرّفنا على المعارك التي عاشتها بلاد الشام وخصوصاً جبل العرب، والتي ناضل فيها الدروز ضد الاستعمار الفرنسي، لننتقل الى مصر ونشاهد نضالاً مشابهاً من الشعب المصري ضد الاستعمار البريطاني.. ولأن المسلسل يستحق أكثر من وقفة نظراً الى ثرائه بالمعلومات وبالإتقان المهني والحرفي الذي عمل به كل من المخرج التونسي شوقي الماجري، وكاتبا القصة ممدوح الأطرش وقمر الزمان علوش، وكاتبا السيناريو والحوار السوري نبيل المالح والمصري بسيوني عثمان، ومجموعة الأبطال من النجوم العرب الذين شاركوا فيه من مصر وسوريا ولبنان وتونس.. ولأن هذه الجهود تستحق الشكر والثناء دون الحاجة الى انتظار عرض المسلسل كاملاً، فهي جاءت على مستوى الشخصية وعلى مستوى من واكبها في ذلك العصر الذهبي الفني بالشخصيات الفنية العملاقة.. لذلك كله، نشعر في كل حلقة أن البطولة ليست لأسهمان وحدها ولا لسلاف فواخرجي - التي أبدعت في أداء الدور - وحدها، بل نرى كل شخصية من الشخصيات الرئيسية والمحورية بطلاً بحد ذاتها، مثل والدة أسمهان التي أدت دورها ورد الخال، وفريد الأطرش وأدى دوره أحمد شاكر، ويستحق فعلاً أن يكون بطلاً لمسلسل خاص بالفنان فريد الأطرش، وغيرهما الكثير، حتى إن هذا التعاون العربي بين فريق العمل يعتبر بطلاً رئيسياً انعكس على الشاشة بشكل واضح، ورغم تعدد اللهجات بين لبناني وسوري ومصري وتركي - وهي ميزة تحسب للمسلسل - إلا أننا لم نشعر بأي خلل أو فارق، لأن الحبكة محكمة والتواصل بين الشخصيات جاء بشكل سلس وطبيعي بلا تصنع، فالسوري نطق بلهجته ومثله اللبناني والمصري، وحتى الجنود سمعناهم يتحدثون بالتركية والفرنسية ليشكل الكل نسيجاً منطقياً وواقعياً عن المجتمع في ذلك الحين، وكأن حياة أسمهان الحقيقية وظروف انتقالها من بلاد الشام الى مصر وتعاونها مع كبار الكتّاب والملحنين والفنانين، انعكست بدورها على صنّاع المسلسل أو فرضت عليهم هذه الروح المتعاونة والمتناغمة من أجل تقديم إبداع حقيقي، يليق بالأمراء.

ومن يتأمل حياة أسمهان وتلقف المبدعين وكبار نجوم ذلك العصر الذهبي في مصر لموهبة هذه الفتاة الصغيرة “غير المصرية”، من شركة كولومبيا التي تبنتها الى الكتاب والمبدعين وأم كلثوم التي استضافتها في بيتها وعبدالوهاب الذي عرض عليها العمل معه في السينما منذ لقائه الأول بها، كل تلك الأحداث تؤكد أن الموهبة الحقيقية لا تقف عند هوية، بل تفرض نفسها أينما كانت، ومن المعيب أن نحاربها أو نحاول الحد منها لأنها تنتمي الى مجتمع آخر أو أنها آتية من بيئة مختلفة. الكل تبنى أسمهان رغم توفر مواهب فنية في مصر، ورغم وجود عمالقة كثر، والساحة المصرية لم تكن تفتقر لموهبة عظيمة أو لمن يرتقي بفنها الى فوق.

ملحوظة نتمنى أن تلفت نقيب الممثلين المصريين الدكتور أشرف زكي وتستوقفه ولو للحظات ليعيد التفكير في قراره الأخير الذي أقفل أبواب مصر في وجه الفنانين العرب، لأن مصر ما زالت كبيرة بفنها وبمكانتها وتتسع للجميع، وكأن مسلسل “أسمهان” جاء في الوقت المناسب ليوجه رسالته مباشرة الى أشرف زكي.

smarlyn@hotmail.com

الخليج الإماراتية في 13 سبتمبر 2008

 

تصاعد الأحداث يمهد لجزء ثان

عيون عليا” الرومانسية في عيون بدوية

عمان- ماهر عريف:  

يحاول المسلسل الأردني “عيون عليا” انتهاج أسلوب الرومانسية الحالمة التي حصدت نسختها المدبلجة سابقا انتباه المشاهدين وتحمل حلقاته العشر الأخيرة بالذات مفآجات غير متوقعة حسب مؤلفه مصطفى صالح فيما يواصل المخرج حسن أبو شعيرة انهاء التصوير وعمليات “المونتاج” أولا بأول.

أحداث العمل البدوي تنصب بصورة رئيسية على العلاقة العاطفية العاصفة بين الفارس “عناد” والشابة الجميلة “عليا” التي تحول معوقات وحروب دون اتمامها وسط حياكة دخلاء مكايد تتسبب في عدم ارتباطهما وبدء كل منهما مسيرة منفصلة عن الآخر.

يروي مصطفى صالح الخطوط الدرامية حتى تفاصيلها المقبلة قائلا: يرفض “تركي” شقيق “عليا” زواجها من “عناد” ويقودها الى مغادرة القبيلة في الخفاء وسط بروز مصالح شخصية محيطة، لكنها تظل محتفظة بحبها وحنينها لمسقط رأسها وذكرياتها حتى بعد اجبارها على الزواج من “الشيخ جدعان” وجيه العشيرة التي تلجأ اليها وهنا تحتدم الصراعات. يضيف صالح: تتعرض عشيرة “جدعان” للغزو ويقتل من عشيرته كثيرون فتخرج “عليا” وسط صراخ النساء بثياب حمراء تسير بين القتلى مما يثير غضب نساء العشيرة الثكلات فتنزل كراهيتها في قلوبهم، ثم لا يلبث أن يغير “عناد” على العشيرة ذاتها نتيجة خلافات حادة ويغنم كل شيء فتخرج “عليا” كعادتها بثياب حمراء وسط صياح النسوة وبكائهن وتهتف بالنسوة قائلة إنهن لو أنجبن رجالاً مثل “عناد” لما وصلت الخسائر الى ذروتها ويثير ذلك حفيظة زوجها الذي يتجرأ عليها ويضربها ثم يرسل فرسانه خلف “عناد” للحاق به والاقتصاص منه، إلا أن فرسان العشيرة يسقطون ضحية كمين نصبه لهم “عناد” الذي يأسرهم جميعاً.

ويواصل صالح سرده: يقف “عناد” بين رجاله بينما الأسرى ينتظرون القتل ويسألهم إن كانوا يمنحونه الأسرى بأرواحهم وركائبهم والإبل والجمال التي غنموها في الغزو فيمنحه رجاله ما طلب وهنا يعلن “عناد” أنه يطلق الأسرى جميعاً ويتخلى عن كل ما تم غنمه وكسبه فقط من أجل “عيون عليا”. وعند عودة المهزومين الى عشيرتهم وروايتهم ما حدث خصوصا تخلي قومهم عنهم وتخليص زوجة “جدعان” لهم يغضب الأخير بشدة ويطلّقها لتخرج صوب أرض المعركة، وحين يعلم “عناد” يأبى الرجوع اليها بداية اذا كانت عادت من دون رضاها وعندما تعرف رده تغادر متألمة قبل أن يلتقيا مجددا.

من جهته يرى ياسر المصري تجسيده دور “عناد” أنه يكمل نجاح حضوره الذي حققه العام الماضي في “نمر بن عدوان” ويقول: أكثر ما خشيته مقارنة الجمهور بين أدائي في العملين لذلك كنت حذرا في تقديم انطباعات مختلفة واحاسيس وردود فعل لا تتشابه مع تجربتي السابقة.

ويحدد المصري مشهد اتخاذ “عناد” قرار عدم الرجوع الى محبوبته في مرحلة معينة الأصعب في نقل المشاعر المتناقضة بين الوله والكبرياء لافتا الى ميله نحو “الاختزال” في الحوار وايصاله الفكرة بصيغة بصرية ويردف: أؤيد استثمار تفوقنا في النطاق البدوي على المدى البعيد بعدما أعدناه الى خارطة الدراما بقوة.

وتثق صبا مبارك بحاجة الجمهور الى دراما بدوية رومانسية تمزج بين قسوة الصحراء والآمال الحالمة معتبرة شخصية “عليا” تنسجم مع قناعاتها الفنية، لكنها تشير الى أن صعوبات تقديمها ارتبطت بميلها الى الحزن الدفين غالبا. وتلفت صبا الى حاجة مشهد تعبيرها المتناقض عن حالة “عليا” بعد هزيمة زوجها “جدعان” وقومه الى أداء فريد معقبة بأنه دعاها الى البكاء الحقيقي ضمن مرات قليلة خلال مشوارها في التمثيل فيما ترى الاستناد الى قصة عاطفية رئيسية أمر ايجابي في ظل ظهور اعمال تركية عالجت هذا النقص في الدراما العربية، وتزيد صبا أن سيادة المتطلبات الاستهلاكية تدعو الى البحث عن جوانب مفقودة تحصد متابعة واسعة.

وتعتبر المطربة سميرة العسيلي تجربتها التمثيلية الأولى محفزة وتقول: أجسد دور “نجود” المرأة المتسلطة والشريرة والتي تغار من ضرتها الى حد محاولة الاساءة لها وإلحاق الضرر بها وترويج الشائعات ضدها، الأمر الذي احتاج إلى مجهود معنوي في فهم الشخصية الى جانب متاعب التنقل بين مواقع التصوير في الصحراء.

المسلسل الرمضاني المعروض على شاشة “ام بي سي” يشارك فيه محمد المجالي وحسن الشاعر وناريمان عبد الكريم ومحمد العبادي ونجلاء سحويل ومحمد القباني ونجلاء عبدالله وعبدالكريم الجراح والسعودي طلال السدر والسورية دانا جبر.

الخليج الإماراتية في 13 سبتمبر 2008

 
 

السات كوم : بين الحضانة والحضّانة

ياسر علام

"... لكن إن شئت يا أمير المؤمنين حدثتك عمن لم تنضجه الأرحام، ولم يولد لتمام".. لم يكن المسامر العربي القديم حين استخدم هذا التعبير في حضرة الوليد بن عبد الملك ينوي أن يتحدث عما ننوي الحديث عنه، لكنه حين رماها فتلقفناها وجدناها أبلغ ما يمكن أن يوصف به وليد مبتثر في فضاء الفيض الدرامي الرمضاني.. أما اسمه فهو (السات كوم).

المنتج الوليد هو أحدث المصنفات الدرامية وفودا إلى فضائياتنا المعمورة، وهو ككيان فني لم ينشأ في هذي الأرض، لكنه وفد إليها في ثوب زائر، خاصة مع وجود قنوات متخصصة في عرض الأفلام والمسلسلات الأجنبية، ثم طاب لصناع الدراما العربية محاكاته، فكان يا ما كان.. سات كوم عربي.

ولكي يتاح لنا إلقاء حزمة من الضوء النقدي على هذا الكيان يلزم التعرض له من عدة زوايا، هي: طبيعة هذا المنتج - بناء هذا المنتج - وظيفة هذا المنتج - حاله لدينا حتى الآن.

دراما الفواصل

ولنبدأ بطبيعته.. هو مسلسل درامي متصل منفصل، حيث يدور حول عدد قليل نسبيا من الشخصيات المتمايزة يجمعهم حيز جغرافي محدود يمكن أن يتمثل بحد أقصى في ثلاثة مواضع، تمر تلك الشخصيات عبر علاقتها بعضها ببعض بمواقف كثيرة تبعث على الضحك الذي ينبع من خصوصية تركيباتهم النفسية والاجتماعية والجسدية، ثم من خصوصية تلاقيهم الحميم هذا.

أما عن وظيفته فهي تحقيق إمتاع فني عبر الضحك المتواصل من خلال أقل ما يمكن صرفه إنتاجيا، ويتحقق ذلك عبر تقليل تكلفة الديكورات من خلال وجود المواضع المحدودة الثابتة والتي تبنى عليها الدراما ببراعة يفترض فيها أن تصرف النظر عن ذلك، وتنوع المواقف مع سرعة إيقاعها هو القادر على تحقيق تلك الوظيفة، وعليه يمكن استيعاب البنية الدرامية لتلك الأعمال.

مواقف سريعة -كدت أقول لاهثة- الإيقاع مبنية على صفات ثابتة نسبيا في الشخصيات، تلك الصفات تعد عيوبا بالنسبة لأطراف المعادلة الأخرى، طبيعة اللقاء الحميم تفرض قدرا من التسامح والاستمرار في تلك الأوضاع لتخلق ممكنات درامية جديدة، بقول آخر حلقات أخرى، ويتم اللعب فيها على تقنيات الكوميديا النمطية المعروفة، مثل قلب الأدوار والوظائف، سوء الفهم واللبس، التكرار، تداخل الحبكات، وتتضافر تلك التقنيات في وحدات البناء الذي هو المشهد القصير، والذي لا يزيد عن دقيقة ونصف، ويفترض فيه أن يكون خلية للعمل ككل، وهو ليس مركزا أو بؤرة أو قلبا، بل مجرد وحدة، وهو يتشابك مع الوحدات الأخرى ليصنع المنطق المتصل المنفصل، إذن الحلقات متصلة منفصلة وكذلك المشاهد.

وحتى المسلسل نفسه في الموسم متصل ومنفصل عن المواسم التالية، ووداعا للبناء التراتبي الذي يتصاعد من نقطة تعقد ليصل إلى ذروة ثم إلى حل، إننا أمام بناء "إسكتش"/ فقرات، فلا يلزم متابعة المسلسل للوصول إلى شيء، بل لا يلزم متابعة الحلقة كاملة، يستطيع المتلقي أن يذهب إلى تأدية مهمة والعودة واستكمال المشاهدة دون أن يشعر بنقص المعرفة، وهو لن يضجر من الإعلانات والفواصل التي تقدم كل دقيقتين تقريبا، فالمتابعة الدرامية التي تستهدف التواصل الوجداني أو التماهي مع الأبطال أو التعاطف غير مستهدفة أو مرغوب فيها، حيث إننا أشبه بمتابعي فنان يلقي النكات، وهو غير مطالب بأكثر من الإضحاك الذي يتم تنبيهنا لمواضعه بصوت الضحك الجماعي المسجل، والذي يبث بعد "الإفيه"/ التعليق المضحك، بحيث يذكر المتفرج في حال غفلته بمواضع الضحك، فهل وجد تلق أيسر من ذلك حيث توفر لك حتى من يضحك نيابة عنك؟!

الاستسهال المصري

 هيثم دبور الذي ترك "تامر وشوقية"

إن شروط الإنتاج الغربي وسط المنافسة الضارية ألزمت المنتج بالجودة التي نراه عليها، ومعنى الجودة هنا: تحقيق الوظيفة بأصالة وبالحد الأدنى الممكن من التكاليف، حدثني وأفض في هزال السات كوم المحلي من هذه الزاوية، فضمان توافر الإنتاج العربي عبر تفشي معادلة: واسطة + علاقات + نفوذ = ضمان استمرار إنتاج

مهما كانت ضآلة جودة المنتج، وسيؤدي هذا حتما إلى قيمة نعرفها جيدا تسمى الاستسهال (ونحن نستخدم هذا التعبير ملطفا)، أما معالم الاستسهال فهي: التقليد، الافتعال المبتذل، الاجتهاد خارج منظومة العمل الجماعي، وتلك على وجه التحديد آفات السات كوم العربي، والقرائن:

أولا: نماذج في التقليد:

في مسلسل (ديرما أند كريج) تدور الحلقات عن محام شاب من طبقة أرستقراطية متزوج من فتاة تنتمي عائليا لطبقة العمال، وتقوم دراما الحلقات على جدلية الاختلاف بين خلفيتهما الاجتماعية، ورصانة وتحذلق أمه صاحبة النشاط الأهلي والدور الاجتماعي المزعوم، وحماته التي تنتمي للبرولتاريا المتحررة بالجبر والاختيار، هل ثمة تشابه ساطع لا يلمحه إلا ذا رمد مع (تامر وشوقية).

في مسلسل (راجل وست ستات) لا يكتفي المخرج باستخدام شكل الطوابق النيويوركية الحمراء المشهورة كعلامة مسجلة في فواصل ومقدمة (فريندز) (ساينفيلد)، بل يستخدم كابينة التليفون الحمراء المغلقة، وهو شكل غير موجود في شوارعنا من أساسه والمأخوذة من (جوسبي)، وكذا طيران البطل على دراجة للسماء.

في مسلسل (شريف ونص) لا يكتفي المخرج بفكرة وجود الطفل المسبب لإزعاج راشد ولا تصلح حياتهما معا، بل إنه يأخذ ذات التسمية تقريبا من مسلسل (تو مين أند هاف)، وهو لا يداري بقدر ما يسوق لنفسه بتلك السرقة.

اجتهاد مفتعل

ثانيا في الافتعال المبتذل تتربع شخصية شوقية في (تامر وشوقية) على البذاءة اللفظية المتكلفة، فحتى ساكنو العشوائيات مع استخدامهم قاموسا يمس ذوق الطبقة الوسطى في حالات كثيرة، وخاصة في حال الانفعال، إلا أنهم لا يتفننون في البحث المجهد عن المقذع من الألفاظ ليكون سلسلة متصلة متتابعة مثلما تفعل شوقية، ولا نقول مي كساب.

ثالثا في الاجتهاد خارج منظومة العمل الجماعي، وهي محاولة تحقيق نجاح منفرد مسروق، بمنطق يشبه الخروج عن النص في المسرح، سنجد هنا أيضا في (تامر وشوقية) سيد (نضال الشافعي) وكذا هيثم (أحمد مكي) والذي خرج بالفعل في هذا الموسم عن العمل في المسلسل من أساسه، وتحورت الدراما لذلك.. (الطاهي) (سليمان عيد) في (كافيه تشينو)، والذي يعمد طوال الوقت لاستخدام لغة إنجليزية في موضع معاكس لاستخدامها على سبيل التثاقف، كان الاستخدام العشوائي كفيلا بتحقيق معادلة الجاهل المتعالم، لكن الاستخدام المضاد بدقة اجتهاد فردي بلا مذاق.

إن مناخ ولادة السات كوم القيصرية هنا يشخص لنا على وجه الدقة المستوى الفني المتواضع الذي نرى عليه السات كوم المحلي.. لقد جاء محاولا سد فراغ تركته فوازير رمضان التي تربت عليها ذائقة المتلقي هنا لعقود، حيث كانت شكلا فنيا أراد بعض صناعه تحريك الأذهان بعد غيبوبة ما بعد الإفطار كما ذكروا وقتذاك، كذلك جاء مع اندثار ألف ليلة وليلة بعد تخبط كثير من كتابنا في التعامل مع أقمشتنا التراثية الدرامية الموشاة.

جاء السات كوم الخواجة ليلعب في أرض المسامرة والمساجلة والمؤانسة بهزل هزيل لم يسمن للآن ولم يغن من جوع ولم يهضم بعد من شبع.. ولا ننكر أنه مع ضياع دسم التلقي في ظل الإعلانات المتلاحقة المتزاحمة، وإيقاع المشاهدة المعاصرة الملول المرتبك الاستهلاكي الذي قايضنا فيه على ألف ليلة وليلة بألف فضائية وقناة، هناك فرصة معقولة للوليد المبتثر - أعني السات كوم - أن يشغل مكانا ومكانة، لكنه ليفعل يجب أن يستكمل شروط نضجه أولا في حضانة الوعي حين يعلم أنه سيستمد شرعية من جمهور لا من محاسيب، وأن الأصالة لا التقليد هي مقومات استمراره.

كاتب وناقد فني.

إسلام أنلاين في 14 سبتمبر 2008

 
 

الدراما المصرية على كفّ عفريت

«بعد الفراق» و«ناصر» و«شرف فتح الباب» و«الدالي» و«في إيد أمينة»...

إعداد: محمد عبد الرحمن

قطع رمضان نصف الطريق، وانتهت المفاجآت. وعلى رغم بعض الإيجابيات، تعجّ الدراما المصرية هذا الموسم بنقاط ضعف عدة. فيما يبقى الإخفاق الأبرز هو غياب أي مسلسل قادر على جمع كلّ أفراد العائلة حول الشاشة، كما كان يحدث سابقاً

تحيا الوحدة الفنية

على رغم أن مشاركة الممثلين العرب في الدراما المصرية هذا الموسم تعدّ أقل نسبةً من السنوات الماضية الأخيرة، بدأت المسلسلات التي تعتمد على تعاون عربي، تأخذ مكانها الطبيعي على الساحة، مع اعتراف، ولو جاء متأخراً، بأن لبعض المخرجين العرب تميزهم، ويجب الإفادة منه. وبعد عرض حلقات قليلة من «أسمهان» لشوقي الماجري و«ناصر» لباسل الخطيب (الصورة)، راح المشاهدون يُلفتون انتباه بعضهم بعضا صوب هذين المسلسلين، ويبحثون عنهما على الشاشات، وخصوصاً أن سيرتي المطربة الراحلة والزعيم العربي، لم تحظيا بالدعم الذي ناله «الملك فاروق» وغيره من الأعمال القوية في الأعوام الماضية. وعلى رغم بعض السلبيات الإنتاجية في «ناصر» واختيار ابن المخرج لأداء دور جمال طفلاً بلكنة سورية، وغياب النجوم عن العمل... نجح الخطيب في إدارة الممثلين المصريين، وهو ما يتكرر في «أسمهان» مع أحمد شاكر عبد اللطيف (يؤدي دور فريد الأطرش) الذي لم يطلّ بهذا الإتقان من قبل. باختصار، نجح المسلسلان في انتزاع اعتراف من الجميع بأن حضور مخرجين عرب في مصر، قد يسهم في تقديم أيّ عمل، بصورة جيدة. 

صحافيون من المرّيخ!

إذا كنت صحافياً ناقماً على رئيس تحرير الصحيفة حيث تعمل، فلا تفكر في العصيان بعد الآن. شاهد فقط مسلسل «في إيد أمينة» (الصورة) لتشمَت برئيس التحرير (هشام سليم)، صاحب الشخصية الضعيفة والمهزوزة، وهو لا يقوى على مواجهة رئيسة قسم التحقيقات. ليس لأنها نافذة داخل الجريدة، أو لأنها صاحبة نفوذ، بل لأنها بكل بساطة... يسرا! البطلة التي لن ترضخ لأي رجل في المسلسل، حتى ولو كان رئيس تحرير. والمواقف التي تشهدها الحلقات في ما يخص الصحافة، أصبحت نكتاً يومية يتبادلها الصحافيون: فللمرة الأولى، يختار أهل المهنة في المسلسل الانحياز لرئيسة القسم (تذكّر أنها يسرا) ضدَّ رئيس التحرير، وأي خبر أو تحقيق يطلقون عليه اسم «مقال»، فيما خطة الصحافية النشيطة لاستعادة طفل مخطوف، تجري من دون علم الأستاذ رئيس التحرير. الأمر نفسه ينسحب على مسلسل «بعد الفراق»، إذ يبدو أن الصحافي خالد صالح اختار النماذج التي لا تعجبه في الصحافة الفنية، وقرر تقليدها بشكل مبالغ فيه، لينجح المؤلف محمد أشرف تدريجياً في تلميع صورة الصحافة القومية، وإظهار الصحافة المستقلة على أنها مليئة بالسلبيات. 

لا للتقليد ...لا للتجديد

هذا الموسم اعتمد بعض النجوم، بشكل مبالغ فيه، على تكرار التعاون مع الفريق نفسه الذي عمَل معه سابقاً، فيما اختار آخرون تغيير كامل فريق العمل، بشكل مبالغ فيه أيضاً. ونبدأ مع «في إيد أمينة»، فالمخرج محمد عزيزية والممثلون أحمد فلوكس وأشرف مصيلحي وإيهاب فهمي وغيرهم، والمطربة آمال ماهر... كلهم أطلوا مع يسرا العام الماضي في «قضية رأي عام». كما أجبرت فيفي عبده مؤلف مسلسلها «قمر» ومخرجه على الانسحاب بعد تحكّمها بكل شيء، واختيارها جمال إسماعيل ومحمد عبد الحافظ للبطولة. وداليا البحيري، دخلت السباق للعام الثاني على التوالي في «بنت من الزمن ده» مع المؤلف محمد الغيطي والممثل باسم سمرة وشركة الإنتاج نفسها التي قدمتها في «صرخة أثنى».

أما يحيى الفخراني فغيَّر كل طاقم «يتربى في عزو»، بمن في ذلك مؤلف كلمات «الجنيريك» وملحنها ومؤديها، لتغيب عن مسلسله الجديد «شرف فتح الباب» (الصورة) الأسماء الجماهيرية، ما عدا هالة فاخر وأحمد خليل. وعلى «أبنائه الجدد»، الصمود أمام جاذبية أحمد عزمي وأحمد السعدني وغيرهما من الممثلين الذين قدمهم في أعماله السابقة. 

ولّى زمن الأغنيات

في العام الماضي، وبعد الحلقة الثانية من مسلسل «يتربى في عزو»، أصبحت أغنية العمل التي أداها هشام عباس الأكثر انتشاراً في مصر، مع منافسة قوية لأغنية «الدالي» مع وائل جسار، و«قضية رأي عام» مع آمال ماهر. لكن الوضع هذا العام يختلف إلى حد كبير، إذ لم تنجح أي أغنية في الانتشار، ولم تنطلق بعد إعلانات شركات المحمول التي توفر تلك هذه النغمات سنوياً. فيما لم تأتِ مشاركة المطربين العرب بأي تجديد: فصوت رامي عياش لم يكن مناسباً لكلمات «أيمن بهجت قمر» مع مسلسل «قلب ميت»، وأغنية «وائل جسار» في مسلسل «ناصر» لم تنتشر بعد، وبقيت أغنية «الدالي» التي قدمها العام الماضي متفوقة عليها. الأمر نفسه يتكرر مع نبيل شعيل في «جدار القلب»، بينما تفوّق عليهم حسين الجسمي في «بعد الفراق»، لكنه لم يحقق نجاح أغنية «بحبك وحشتيني». وعلى المستوى المصري، لم تلفت انتباه المشاهدين أي أغنية، ما عدا «جنيريك» مسلسل «شرف فتح الباب» لمدحت صالح، لتدخل شيرين (الصورة) المنافسة بقوة، لكن بعيداً عن المسلسلات. إذ قدمت أغنية برنامج «أحلى الكلام» الذي يبث على الفضائية المصرية والأولى الأرضية. 

الشباب الدائم

ظهور الفنان بغير عمره الحقيقي... هي ظاهرة زادت بجرأة هذا العام: في «قلب ميت»، يطل شريف منير كشاب تعدى للتوّ الثلاثين من عمره، فيما الكل يعرف أن شريف منير اقترب في الواقع من الخمسين. أما أحمد عبد العزيز ونرمين الفقي فيرتبطان عاطفياً في «دموع في حضن الجبل» (الصورة)، وهما في مرحلة الدراسة الجامعية. ما دفع ببعض النقاد إلى السخرية من عبد العزيز الذي كان طالباً بالتفاصيل نفسها في مسلسل «المال والبنون» قبل 12 عاماً! وبينما لم يحدد السيناريو عمر فيفي عبده في مسلسل «قمر»، لكن الإشارات تؤكد أنها لم تتجاوز الثلاثين. وهي هنا، السيدة القوية التي تلفت انتباه أي رجل يظهر في المسلسل. كما تطل ميرفت أمين في دور «نادلة» عبر أحداث «كلمة حق»، ومعها يؤدي الشاب عمرو محمود ياسين دور طالب جامعي «غاوي شقاوة». فيما لم يفلح الشعر المستعار بإقناع المشاهدين بأن خالد صالح ما زال طالباً جامعياً، يترك الجامعة ليخطو خطواته الأولى في عالم الصحافة، ضمن أحداث «بعد الفراق». 

ظاهرة

وداعاً أيها الخليج

فيما عدّه بعضهم ردّاً على قرارات النقيب المصري بتقنين عمل الممثلين العرب في القاهرة، مثّل تغييب المسلسلات المصرية على الشاشات الخليجية، ما عدا «أبو ظبي»، ظاهرة هذا الموسم. حتى البرامج ممنوعة، وكأن سبعين مليون مشاهد لا يهمون أصحاب هذه القنوات، ما دام لديهم نور ومهند. لكن المسألة لم تعق انتشار هذه الأعمال، بعدما وجد صنّاعها نوافذ جديدة لتسويقها مثل قناتي «الحياة» و«الحياة مسلسلات»، ثم قنوات التلفزيون المصري الأرضية، «دريم 2» و«otv المصرية» و«بانوراما دراما 1 و2». هذه الشاشات نجحت في إبعاد المشاهد المصري عن الفضائيات الخليجية. وبالتالي، كان قرار otv المصرية، بتغيير موعد عرض «بعد الفراق» (الصورة)، ليصبح بعد الإفطار مباشرة، منطقياً لجذب ما بقي من الجمهور المصري الذي كان يتابع المسلسل نفسه على mbc.

الأخبار اللبنانية في 15 سبتمبر 2008

 
 

'لسنا قليلي الذوق'

الإخوان: مغالطات مسلسل ناصر ليست في مصلحة مصر

العريان: المسلسل شوَّه الإخوان وجهادهم في فلسطين وصورهم على انهم متزمتون وضعيفو الرؤية السياسية.

القاهرة - أكد الدكتور عصام العريان القيادي في جماعة الإخوان المسلمين أن مسلسل "ناصر" الذي يُذاع الآن في العديد من القنوات الفضائية به العديد من المغالطات التاريخية المتعلقة بمواقف جماعة الإخوان المسلمين، موضحا أن المسلسل أهمل عن عمد الدور الرائد لكتائب المتطوعين من الإخوان في حرب فلسطين.

وقال إن هناك تعمُّدا واضحا من مؤلف المسلسل الناصري التوجه بإغفال هذا الدور رغم ما سجله التاريخ سواء الحربي أو السياسي عن بطولات الإخوان.

وسبق في أعوام أخرى أن وجه إسلاميون من غير الاخوان نقدا لمسلسل ليالي الحلمية الذي ألفه السيناريت الناصري التوجه أسامه أنور عكاشة وتجاهل فيه تماما أي دور للإخوان، رغم أن المسلسل دار في منطقة الحلمية بالقاهرة القديمة، حيث المقر الرسمي لجماعة الاخوان المسلمين.

وأبدى العريان انزعاجه من "تشويه مواقف الجماعة السياسية وتصويرها في المسلسل على أنها كانت تُهادن القصر، وتقف معه في مؤامراته على الحركة الوطنية، وتدعمه في مواقفه ضد حزب الوفد، فضلاً عن تصوير المسلسل الجماعة بأنها لم تشارك في معارك القنال التي كان يقوم بها الفدائيون المصريون ضد المحتل، رغم أن وثائق السفارة الإنكليزية في القاهرة أكدت هذا الدور البطولي لمجاهدي وفدائي الإخوان".

وقال العريان إن مؤلف المسلسل "تعمد أيضا تشويه صورة رموز الجماعة وإظهارهم بمظهر المتزمتين قليلي الذوق صعاب المراس ضعيفي الرؤية السياسية وحادي الطباع، وأنهم يقدمون المنافع الشخصية على المنفعة العامة، وهو ما كان ظاهرًا في تصوير شخصية الشهيد المجاهد محمد فرغلي والضابط عبد المنعم عبد الرؤوف وغيرهم" من الشخصيات التي عرض لها المسلسل.

وشدد العريان على أنه ليس مستغربًا أن يخرج المسلسل بهذه "المغالطات التاريخية" بعد أن عكف الكاتب والمؤلف يسري الجندي، ذو التوجه الناصري، على كتابته، والتي ظهر منها أنه "يحاول توسيع رقعة الفرقة والبُعد بين التيارات المختلفة، خاصة في الأجيال الجديدة، والتي ستسعى لمشاهدةِ المسلسل لمعرفة البطل المصري الذي قاد الضباط الأحرار لتخليص الشعب من الملكية".

وقال العريان إن "مغالطات التاريخ وتغيير الحقائق لا يصب في مصلحة مصر ولا أمنها ولا استقرارها، وإنما يصب في توسيع الفارق بين التيارات السياسية المختلفة".

وسبق أن اتهمت تحليلات صحافية في مصر وزارة الإعلام المصرية بالاستناد إلى دوافع سياسية بحجب مسلسل "ناصر" عن القنوات الأرضية والفضائية الرسمية بمصر، والتي تحظى بالنسبة الأكبر من متابعة المشاهدين داخل الجمهورية، وذلك بعد قياسها حالة الجدل الشديد التي أثارها مسلسل الملك فاروق في العام الماضي وتعاطف الناس معه.

وقيل إن السبب هو الخشية من أن يجلب المسلسل تعاطفا شعبيا مع هذه الفترة الناصرية خصوصا في ظل الانتقادات للحكومة الحالية علي الغلاء، بيد أن مؤلف مسلسل "ناصر" نفى القول ان مخاوف من تعبئة الناس وتفجير ثورة على الحالة الراهنة وراء قرار وزير الإعلام المصري بمنع عرضه في رمضان الحالي بالقنوات الأرضية والفضائية لبلاده.

وكان وزير الإعلام المصري أنس الفقي قال في تصريحات لصحيفة الجمهورية المصرية شبه الحكومية في 28 آب/أغسطس إن المسلسل لا يصلح للعرض في رمضان لأن مسلسلات هذا الشهر للتسلية فقط.

وقال إن محاولة الإيحاء بأن الدولة وراء منع مسلسل ناصر "كلام ساذج"، فالفيلم الوحيد عن عبد الناصر كان من إنتاج اتحاد الإذاعة والتلفزيون التابع للدولة وهو فيلم "ناصر 56"، مضيفا أن "طبيعة المسلسل ينبغي أن يشاهد بعناية ودقة ولا يصح أن نضع زعيما بحجم عبد الناصر في موضع واحد مع مسلسلات فكاهية وتراجيديا وفوازير، ومسلسل عبد الناصر يؤرخ لزعيم تاريخي ولا ينبغي الاستخفاف به أو عرضه على عجالة".

ويحكي المسلسل السيرة الذاتية للرئيس الراحل جمال عبد الناصر في الفترة ما بين 1926 إلى يوم وفاته في أيلول/سبتمبر 1970. (قدس برس)

ميدل إيس أنلاين في 16 سبتمبر 2008

 
 

«الفنار» يثير أزمة مع «المنار»

باسم الحكيم

لماذا ألغت «المنار» أغنيات مسلسل صابرين؟ ولماذا حذفت مشهد الاغتصاب ووضعت أكماماً مستعارة على أذرع الممثلات؟ ولماذا اشترته أصلاً؟ وكيف تردُّ على المخرج خالد بهجت الذي اتهمها بـ«تشويه صورة العمل»؟

أثار حذف قناة «المنار» مشاهد عدّة من مسلسل «الفنار» (من تأليف مجدي صابر وبطولة صابرين وطارق لطفي وأحمد راتب)، ووضعها بعض التعديلات على النسخة التي تعرضها يوميّاً في رمضان بما يتلاءم مع توجهاتها، حفيظة المخرج خالد بهجت. مقصُّ الرقيب في المحطة، لم يقتصر على المقدّمة والخاتمة الغنائيتين، ولا على الأغنيات التي يتضمنها المسلسل. وهي أغنيات ترصد هجرة الشباب المصري إلى إسرائيل، واستقراره هناك وزواج بعضه بإسرائيليات... بل امتد أيضاً إلى مشاهد عدّة، أبرزها مشهد اغتصاب «توحة» التي تؤدي دورها الممثلة إيمي. علماً بأن المخرج يؤكّد أن «المشهد نفّذ بطريقة لا تسبب اشمئزازاً، وهو ضروري للبناء الدرامي»، وفق ما ذكر في جرائد مصرية. كما وضعت القناة أكماماً مستعارة على «أذرع» الممثلات «بطريقة مشوهة، مما أضر بالصورة النهائية وأربك المشاهد». وانتقد أيضاً حذف أسماء الممثلين الذين بات «من حقهم رفع دعوى ضد القناة للمطالبة بحقوقهم»...

فما هي تفاصيل القصة، وكيف تردّ القناة اللبنانية على كل ذلك؟

قبل أيّام من حلول الموسم الدرامي، قرّرت «المنار» تعديل التوقيت الذي عيّن لعرض «الفنار» عند 21:20، وبرمجته بعد منتصف الليل، نظراً لما يحويه من مشاهد لا تليق بسياستها. في هذا الوقت، كان لا بدَّ من إجراء بعض المونتاج والميكساج واستبعاد المشاهد التي لا تتوافق مع توجهات قناة المقاومة. وفي اتصال مع «الأخبار»، استغرب مصدرٌ في المحطة ــــ طلب عدم ذكر اسمه ــــ الضجة التي أثارها مثل هذا الأمر الذي تحرص «المنار» على القيام به منذ انطلاقتها، مشدداً على أن «أمراً طبيعيّاً أن تختار «المنار» أعمالاً دراميّة تتوافق مع ضوابطها الأخلاقيّة والشرعيّة التي تحرص على مراعاتها. إضافة إلى الرسالة والأهداف التي تحض على تطوير الحالة المعرفيّة لدى المشاهد وليس من أجل الترفيه غير الهادف... وهذا ما يحكم شراءنا لأي عمل». ويستدرك: «نحن حريصون على الدقّة في المونتاج، وقبل ذلك حريصون على اختيار الأعمال التي تتلاءم مع توجهاتنا. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، نرسل فريقاً لمتابعة جلسات التصوير والاطّلاع على السيناريو». ويشير إلى «أننا نعمد إلى حذف أي مشهد لا يراعي الأخلاق العامة. لذا، فمن الطبيعي أن نستبعد مشهد الاغتصاب، وإن كان المخرج يؤكد أنه نُفّذ بطريقة لا تثير الاشمئزار. ذلك أن فئة معيّنة من الجمهور، وخصوصاً مشاهدي «المنار»، لا يتقبّلون مثل هذه المَشاهد». ويضيف موضحاً: «نراعي الوحدة المشهدية المتراصة، وعدم الإساءة إلى الإطار الدرامي للعمل، لكي لا يبدو مفكّكاً وضعيفاً. كما أن الفريق الذي يشاهد هذه الأعمال في القاهرة، يحرص على شراء الأعمال التي لا تتضرر إذا ما اقتطع منها المشاهد التي نرفض عرضها».

ويستغرب المصدر مناشدة مدينة الإنتاح الإعلامي لما سمّاه المخرج بـ«وقف المهازل»، كاشفاً أنها «ليست المرّة الأولى التي نتعامل فيها مع المدينة، والجهة المنتجة تدرك جيّداً أن المحطة، تستبعد أي مشهد لا يراعي الضوابط الشرعيّة التي تضعها».

وماذا عن اتهام المخرج للمحطة بأنها «أباحت لنفسها تقطيع العمل، كيفما تشاء من دون الرجوع إلى القائمين عليه، على رغم تأكيدهم شراء العمل من مدينة الإنتاج الإعلامي، وعدم التدخل في المونتاج والميكساج من دون الرجوع إلى مخرجه»؟... ثم ما هو رأي المحطة أيضاً بقول خالد بهجت إن بإمكانه عدم إرسال ما بقي من حلقات المسلسل إلى القناة، لكنه لن يفعل ذلك بحجّة أن «أخلاقي لا تسمح لي بتغيير كلمتي والرجوع عن وعودي»؟ يستبعد المصدر صدور هذا الكلام عن المخرج، «فهو بحاجة إلى تدقيق»، لكونه قد أُبلغ بتعديلات «المنار» على مسلسله، واكتفى بالطلب بـ«ألا تكون مساحة الحذف كبيرة». ويتهم المصدر كاتب المقال بمحاولة «خلق نوع من الإثارة وبعدم الموضوعيّة مطلقاً، ويضعه في خانة استكمال الهجوم على القناة، وتصويرها على أنها قناة متخلّفة ورجعيّة».

وسط كل ذلك، يبقى السؤال أخيراً: لماذا لا تلجأ «المنار» إلى شراء الأعمال التاريخيّة أو الدينيّة بدلاً من شراء الدراما الاجتماعيّة، تجنباً لاجتزاء مشاهد منها، ولاحتجاحات جهات الإنتاج والمخرجين؟ يشرح المصدر بأن «كل عمل درامي فيه مشاكل بالنسبة إلينا، والدراما الدينيّة قد تحمل مشاكل في مضمونها».

وهل الدخول في الإنتاج قد يجنّب المحطة الدخول في متاهات المونتاج والاعتراضات؟ يشير «أننا أقدمنا على هذه الخطوة من خلال مسلسل «كشكول لكل مواطن» مع صابرين أيضاً»، ويرجّح أن «عدم دخولنا شريكاً في الإنتاج هذا العام، سببه مشاكل تقنيّة أدت إلى عدم التوافق مع أي جهة إنتاج، لكن مبدأ الإنتاج موجود دائماً ونحبّذه».

00:30 على «المنار»

الأخبار اللبنانية في 16 سبتمبر 2008

 
 

بلال فضل:

وضعت في مسلسل «هيما» كل أحزاني أيام الفقر

إبراهيم محمد حمزة

البعض يلومونني علي كتابة فيلم «صايع بحر» رغم أنه من أحب أفلامي إلي أحمد رزق يحكي لي كل يوم كيف يقابله الناس في الشارع بعد مسلسل «هيما» جمال عبدالحميد قال لي إنه لن يسمح بحذف جملة واحدة مما كتبتهبلال محمد فضل - مواليد عام 1974م - الأول قسم صحافة بكلية الإعلام عام 1996م ، بدأت علاقته بالصحف من أول سنوات دراسته الجامعية ، فعمل بالقاهرة والدستور وكتب بالمصري اليوم وغيرها ، ثم نقل اهتمامه للكتابة الفنية ، ولم يترك كتاباته الفكرية ، أنتج في وقت قصير أفلاما مميزة أهمها حرامية في كي جي تو - صايع بحر - الباشا تلميذ - خالتي فرنسا - أبو علي - علي سبايسي - سيدالعاطفي - حاحا وتفاحة - عودة الندلة - واحد من الناس - وش إجرام - كيف الحال ـ في محطة مصر ـ خارج علي القانون ـ بلطية العايمة... وفاجأنا هذا العام بـ هيما . لدي بلال أيضا إيمي وعشق وأيضا مجموعة قصصية بني بجم وكتاب قلمين ويصدر له قريبا السكان الأصليون لمصر عن دار ميريت ومجموعة قصصية عن دار الشروق اسمها مافعله العيان بالميت . الحقيقة أن الحديث مع بلال فضل دوما ممتع ومتصل ، ولذلك نتوقف مع كلماته حول مسلسله وتجربته التليفزيونية : - ما السبب في تباين مستوي أعمالك بشكل عام . فمن يكتب صايع بحر يكتب أيضا وش إجرام وعلي سبايسي ؟ هل الأسباب خارجية أم شخصية ؟ ـ مثلما يمكن أن تعتبر هذا تباينا، يمكن ان تعتبره تنوعا، ويمكن أن يعتبره آخرون تناقضا، كل واحد ورأيه، أنا عن نفسي أعتبره تنوعا وتعبير عن التناقضات الموجودة في شخصيتي، أنا أحب أتكلم جد ساعات وأحب أهزر ساعات، وأحب أخلط الجد بالهزل ساعات، وأترك الحكم للمشاهد أو القارئ. حتي في كتاباتي أتلقي أحيانا رسائل تستغرب كيف أكتب في الدين وأقوم بدراسات إسلامية أو في السياسة ثم أكتب مقالات ساخرة هدفها الوحيد الضحك للضحك. علي الأقل أنا أتعايش مع تناقضاتي وأعترف بها ولاأنكرها. وبعدين إنت سؤالك يبين إنك معجب بـ صايع بحر، وهو من أحب أفلامي إلي ، بينما هناك أناس يعتبرونه فيلما سيئا ويلومونني علي كتابته، هي الحياة كده ياصاحبي. - شخصيتك ككاتب صاحب فكر ، وليس مجرد سيناريست حرفي .. بنسبة كم في المائة تظهر ؟ ـ أشكرك علي وصفك لي بصاحب فكر ولو أنك ستجد من يلومك علي هذا الوصف، ولو أني أحب أكثر أن أكون سيناريست حرفيا، لأن هذا هو الأهم ، يافرحتي بكاتب عنده فكر ومابينامش الليل من كتر الفكر لكن ليست لديه الحرفة التي تمتع المشاهد وتجبره علي الفرجة، أنا أحب دائما أن تتداري الأفكار خلف المتعة، مش هاقولك علي طريقة السم في العسل، - لأنه تشبيه رخم- ، ولكن علي طريقة المكسرات في الكنافة، شفت بقي إن ردي هيخليك تندم علي وصفك لي بصاحب فكر. - أعرف أن علاقتك بكريم عبد العزيز قوية جدا ، هل كان يصلح كريم لدور هيما ؟ ـ كريم ليس فقط صديقي بل هو أخ لي لم تلده أمي، لكن وحياة ربنا أنا لاأكتب له ولالغيره، أنا أكتب الشخصيات التي أحبها كما أحبها، وهي تذهب بعد ذلك لصاحب البخت والنصيب، وبالطبع كريم كان يصلح لدور هيما لأنه ممثل متميز، لكن أحمد رزق نصيبه في هيما والحقيقة أنني تشرفت بالعمل معه لأنه كان اكتشافا حقيقيا للكثيرين واسأل أحمد رزق كيف يستقبله الناس في الشارع عندما يرونه الآن، كل يوم يتصل بي ويحكي لي ماذا يقول له الناس، وأنا أعتبر هذا إنجازا أحمد الله عليه. - قلت في حوار لك أن التليفزيون بياخدوا الشغل بالكيلو ،وعندهم قيود كثيرة في الرقابة والأفكار كيف تعاملت مع هيما ؟ ـ طبعا هناك قيود رقابية مرعبة في التليفزيون، ولذلك تم رفض عرض المسلسل في التليفزيون الأرضي، برغم اني لم أقل كل ماينبغي أن أقوله عن حالنا الآن؛ فقط لكي يمر المسلسل، وبرغم ذلك تعاملوا مع المسلسل علي أنه مصيبة، ولجان رايحة ولجان جاية، وتقارير طالعة وتقارير نازلة، وكل واحد يقولك أصل ماحدش واثق إنك هتكتب مسلسل عادي، كأن المفروض إن اللي يكتب مسلسل يبقي مسلسل عادي. لكن لحسن حظي أني أعمل مع مخرج كبير اسمه جمال عبد الحميد، عاهدني أنه لن ينصر أحدا علي ورقي ، ولذلك رفض أن يحذف جملة أو مشهدا من المشاهد التي تم الاعتراض عليها. - أصعب الوان الكتابة هو الكوميديا بلا شك ، لكنك ضفرت الكوميديا الخفيفة بالأحزان الثقيلة في المسلسل ، من أي منبع جاءك هيما ؟ وهل له علاقة بـ ام ميمي التي صورت شخصيتها في بعض كتاباتك؟ ـ لا أم ميمي حاجة تانية وهيما حاجة تانية خالص، أم ميمي التي كتبتها في رواية نشرت أغلب فصولها في الدستور لايمكن أن تمر من رقابة التليفزيون أبدا ولاحتي من رقابة السينما فيما أعتقد، هيما وضعت فيه أحزاني أيام كنت شابا فقيرا وهي للأسف أحزان عابرة للأجيال كأنها بنت اليوم ، لكن فكرة الشخصية الرئيسية جاءتني عندما قرأت قبل خمس سنوات في الصحف خبرا عن القبض علي شاب حاول أن يرمي نفسه أمام سيارة رئيس الوزراء، لم أنم ليلتها وظللت أفكر في هذا الشاب من هو ماحكايته إيه اللي خلاه يعمل كده، ومن ساعتها اتولدت الحكاية وفضلت معايا لغاية ما اكتمل المسلسل، واخترت له مكان جزيرة الوراق الساحر كخلفية للأحداث، يطول الحديث هنا عن مصدر كل شخصية لكن باختصار هذا العمل أمتعني كثيرا وأنا أكتبه، لدرجة أنني حزنت عندما انتهيت من كتابته. - معظم أفلامك يبرز البطل بشكل صارخ ، لماذا جعلت البطولة جماعية في المسلسل ؟ هل طول مدة العرض فقط ؟ ـ حتي لو كنت تكتب مسلسلا من بطولة ملاك أو حورية بحر فأنت لاتستطيع أن تفرضها علي الناس لثلاثين حلقة، هكذا أظن، لكن علي أي حال طبيعة الدراما نفسها والتي ستتضح لك بمتابعة العمل تفرض أن يكون الأبطال كما هم لاأكثر ولاأقل، أنا لم أضف مشاهد لأحد ولاخصمت مشاهد من أحد. من أول لحظة كتبت فيها المعالجة كان عدد الأبطال وطبيعتهم كما هم.والحمد لله أن كل الذين شاركوا حتي في أدوار صغيرة مثل علاء مرسي وصفاء جلال وداليا إبراهيم وفتحي سالم الذي يلعب دور أخو هيما وفادي خفاجة وسليمان عيد، كلهم أعجب بهم الناس كثيرا. وهو مايؤكد دائما أنه لايوجد دور كبير ودور صغير، يوجد ممثل كبير وممثل صغير. - استطاع نص هيما إخراج جمال عبد الحميد ، والغناء الداخلي المذهل لأحمد سعد وسيد حجاب والشريعي ، أن يخرج لنا أبطالا بجلود أخري ، ربما كان أحمد رزق أكثرهم حساسية لفهم طبيعة العمل ، من المسئول عن اختيار الفريق ؟ ـ جمال عبد الحميد كان عاشقا لهذا العمل لدرجة أنه كان يبحث في فترة عن منتج يقتنع بوجوه جديدة لبطولة العمل بعد أن اعتذر كريم عبد العزيز بسبب مشاغله، ذات مرة في رمضان الماضي كنا نتحدث ووجدتني أنا وهو ننطق باسم أحمد رزق في لحظة واحدة، لكن صدقني لاأنا ولاهو كنا نتوقع أن يكون أحمد رزق بهذا التفرد في الأداء، لكن قبل أحمد رزق كنت أحلم بأن تكون معنا عبلة كامل وحسن حسني ومي كساب، لكن باقي الممثلين هم اختيار جمال عبد الحميد، وفكرة الرباعيات الغنائية فكرته، وقد حققت حلما قديما لي بأن يوضع اسمي جنبا إلي جنب العملاقين سيد حجاب وعمار الشريعي. - تعمل الآن في عدة سيناريوهات مثل شيكاغو ونقطة النور لبهاء طاهر ، وبجعة مكاوي سعيد ، وأظن يوميات مدرس في الأرياف لحسام مصطفي ، هل قررت التخلي عن تكامل فكرك في أعمالك ؟ وهل أرضاك سيناريو كيف الحال الذي أخرجته هيفاء المنصور ؟ ـ سيناريوروايتي شيكاغو ونقطة النور انتهيت منهما منذ فترة طويلة، يعني نقطة النور حلم قديم عمره ست سنوات تقريبا بعد صدور الرواية مباشرة، أما الأعمال الأخري فمازالت مشاريع في بداية الطريق، وربما جاءت الصدفة أن أجد لها منتجين متحمسين الآن بالذات، لأنني من المقتنعين أن السينما تخسر كثيرا من غير الأدب، وللأسف المنتجون تنبهوا لذلك متأخرا، لكن أن يأتوا متأخرين أفضل من ألا يأتوا أبدا. لكن أنا في نفس الوقت لدي أكثر من سيناريو من تأليفي مختلفين تماما عن كل ماكتبت علي رأسهم فيلم بلطية العايمة الذي يعرض في العيد الكبير والذي أعتبره تجربة مختلفة أحبها كثيرا، وفيلم الولد الذي أعتز به كتجربة في الميلودراما وأعتبر أنني لو لم أعش إلا لأكتبه فقط لما ضاع عمري هباء. سيناريو كيف الحال الذي ساعدت في إخراجه هيفاء المنصور وأخرجه الأمريكي من اصل فلسطيني إيزادور مسلم أحبه كثيرا ككل ماكتبت، وبغض النظر عن أي تفاصيل فأنا أعتز جدا باشتراكي في تنفيذ أول فيلم سينمائي سعودي، هذا أمر أتشرف به. وعندما يأتي اليوم الذي يتاح لي فيه أن أنشر سيناريوهات كل أفلامي في كتب سيعرف المتخصص ماالذي تم تنفيذه من سيناريوهاتي كما ينبغي وماالذي لم يتم تنفيذه كما ينبغي.

جريدة القاهرة في 16 سبتمبر 2008

 

فتوي اهدار دم اصحاب الفضائيات تثير ضجة بين علماء المسلمين

في حوار أجراه التليفزيون السعودي الشيخ صالح اللحيدان : لم أطالب بقتل أصحاب الفضائيات .. بل بتقديمهم للمحاكمة لتحكم عليهم بالقتل! البرنامج سجل منذ أربعة أشهر ومقدمه وهو مدرس بجامعة الملك سعود، لفت نظري إلي أن له أبعاداً خطيرة ما نشرته المواقع الإلكتر ونية من الفتوي ينطوي علي حذف جزء من البداية.. وآخر من النهاية .. علي نحو يخرج الكلام من سياقه لست راضيا عن القنوات الفضائية علي الرغم من أنني ألقيت كلمات في قنوات سعودية وفي قناة المجد طلبت مني الـ.. في بداية إرسالها أن أقدم برنامجا فاشترطت ألا تذاع قبلي تسجيلات غنائية وألا تبث بعدي تسجيلات مجونية .. فرفضوا بدأت الفتوي بنصح أصحاب الفضائيات بألا يبثوا شيئا مما يفسد عقائد الناس .. مثل السحر والتمثيليات التي تتضمن الشرك ونشر الخلاعة والمجون والمضحكات التي لا تليق برمضان ما قلته تحديدا هو أن أصحاب هذه القنوات إذا منعتهم السلطة ولم يستجيبوا .. جاز قتلهم قضاءبعد الضجة الكبيرة حول الفتوي التي أصدرها رئيس مجلس القضاء الأعلي في السعودية الشيخ صالح اللحيدان بشأن قتل ملاك القنوات الفضائية التي تثير الفتنة، ظهر سماحة الشيخ صالح اللحيدان علي التلفزيون السعودي فجر اليوم الأحد، ليوضح المقصد من فتواه التي أصدرها، و ننشر فيما يلي نص الحوار بالكامل بعد اقتباسة من موقع العربية: تناقل الناس فتوي سماحتكم التي سئلتم فيها في البرنامج الإذاعي نور علي الدرب والمتعلقة بما تبثه الفضائيات خلال شهر رمضان المبارك وقد حرفت هذه الفتوي وتناقلتها الأوساط المغرضة عن وجهتها وعن ما تفضل به سماحتكم للإذاعة،بسم الله الرحمن الرحيم والحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيد الأولين والآخرين نبينا محمد وعلي آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان الي يوم الدين وبعد: الفتن الكبيرة التي يجلبها أصحاب القنوات الفضائية وعلي وجه الخصوص في شهر رمضان المبارك وتركز برامجها السيئة علي فترتي المغرب والعشاء علي المسلمين فما هي نصيحتكم للمشاهد وما هي أيضا نصيحتكم لأصحاب القنوات؟- سئلت هذا السوأل. وقبل الدخول في إيضاح ما كانت الإجابه به أحب أن اتحدث عن نفسي وإن كنت لا أحب الحديث عن النفس ولا أحرص علي المظاهر الإعلامية ولا الكتابات الصحفية رغبة في الانشغال بغير ذلك ومع هذا فعندما تدعو حاجة الي الإنسان للحديث عما كان عليه يكون مثل ذلك من باب المصلحة العامة وما نشر في الفضائيات والقنوات والمغرضين كأنهم معنيون بتاريخ حياتي، وذكروا بدئي في القضاء بعد أن كنت في الإفتاء، أنا كما يعلم العارفون بي وليعلم من لم يكن لم يعرف أنا في المتخرجين من كلية الشريعة عام 1379هـ ، وفي أوائل سنة 1380 تعينت مع سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمة الله عليه سكرتيرا له في الإفتاء وبقيت معه، وكنت والحمد لله والمنة والفضل له كنت محل الثقة وتقديرهم وأحترام رأيهم.وفي عام 83 نقلني رحمة الله عليه الي محكمة الرياض ليهيئني لرئاستها وذلك في أول رجب عام 1383 وجلست فيها ، وفي أوائل عام 1384 توليت رئاسة المحكمة وبقيت فيها الي 5 محرم عام91 ثم انتقلت الي الهيئة القضائية العليا وتحولت فيما بعد الي مجلس القضاء الأعلي واستمررت في هذا العمل في حياتي القضائية في الإفتاء وفي القضاء تتجاوز 50 عاما ، كل هذا العمل في أعمال مهمة.تحصيله العلميفيما يتعلق بالتحصيل العلمي تخرجت من الشريعة وقرأت قراءة وشرحا وتعليقا «موطأ الإمام مالك» في المسجد علي الجماعة وصحيحي البخاري ومسلم وسنن الترمذي وأبي داود والنسائي طيلة هذه السنين التي مضت، وترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الذي قام به عبدالرحمن البنا الساعاتي، كل هذه الكتب العظيمة المهمة قرأتها علي الناس في المسجد إماما وتكلمت عن معانيها مع ما يحتاجها القضاء من مراجعة لكتب الفقه والاصول والقواعد الفقهية، وفي حياتي لم أكن أتمتع بإجازة طيلة حياتي الماضية إلا بشهر واحد كما لم أكن أتمتع بإجازات خاصة ، ومن فضل الله علي وعلي العمل أنني لم أتغيب عن العمل لمرض الا مرتين في أمر خفيف والحمد الله علي منه وكرمه وجوده.ولقد تعاملت مع العلماء الذين هم كبار علماء المملكة ومن يتصل بهم ، فكنت والحمد لله محل تقدير العلماء علي رأسهم الشيخ محمد بن إبراهيم ويليه تلامذته ومن في طبقتهم الشيخ عبدالرزاق عفيفي وأستاذنا الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ عبدالله بن حميد وتلك الطبقة وكنت عضو في هيئة كبار العلماء من أول عام 1391هـ ولا أزال فيها ، وفيما يتعلق مع الملوك تملك المملكة بعد الملك عبدالعزيز رحمة الله عليه الملك سعود وكان الملك عبدالعزيز يوم وفاته وأنا في الثالثة والعشرين عاما لكن التعامل مع الملك سعود كان محدودا قليلا طوال مدته بعدما كنت مسئولا في العمل في القضاء ثم مع الملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمة الله عليهم أجمعين ومع الملك عبدالله وسمو ولي عهده وكبار المسئولين في الدولة من أصحاب السمو الملكي وأصحاب المعالي الوزراء الذين لهم صلة بي ولي بهم صلة.كنت في كل ذلك والحمد لله أتمتع بحسن الصلة والتقدير منهم والذين كان كثير منهم في الوقت الحاضر دوني في السن والذين يمكن أن يكونوا قريبين في السن هم كبار الأمراء وقلة فيما أظن من الوزراء ، هذه بالنسبة لي للحياة ، بالنسبة للمشاكل في عام 85 لا تعرض قضية هامة تمس أمن الدولة وتضايق المواطنين والمجتمع إلا وفي الغالب أنا داخل فيها قضاء ودراسة بعد القضاء وأمثال ذلك ، فهذه الحياة لا تدل علي أن الإنسان يتكلم في فتوي عن جهل أو عدم روية أو إدراك .قصتي مع الفتويوأما الفتيا فأنا من عام 1380 فأنا مكلف بالفتيا في الحرم في الحج ، عام 80 كلفني الشيخ محمد بن إبراهيم رحمة الله عليه و 0 رجلا من الزملاء أهل العلم ندرس في الحرم موسم الحج بكامله واستمررت علي الفتيا بالنسبة لمناسك الحج طيلة هذه المدة مشاركا ومن عام 1404هـ كلفت بدروس الحرم في رمضان وما بعده والحج وإن كنت تخلفت أنا عن المواصلة في الحج للانشغال والازدحام وفي الدروس الصيفية عدة سنوات فكنت والحمد لله محل رضا المستمعين وأهل العلم ومن يتصل بي من داخل المملكة وخارجها وهذا فضل الله جل وعلا واحتمال قادح لا يستغرب تأثر شيخ الإسلام ابن تيميه ، كما كثر المعترضون عليه، أنشد ابياتا أذكر واحداً منها يعرفها المتعاطون للأدب يقول فيها :لو لم تكن لي في القلوب مهابة لم تكثر الأعداء في تقدح فلا ألوم من يتضايق من ان يكون إنسان موفقاً لأي عمل من الأعمال وإذا صار الشنئان والازدراء ممن هم دون المستوي فأستشهد إشارة أولا تكلم في أهل العلم وانتقد الرسل من قبلهم وأما من جانب الأدب فيقول أبو الطيب المتنبي في قصيدته مطلعها :«لك في القلوب منازل» وإذا أتتك مذمتي من ناقص «فهي الشهادة بأني كامل».فهي هذه القصيدة فإذا جاءت المذمة من نقص في عقله أو إيمانه أو حسبه فها لا يضير يكفيني ما يقول الشاعر الأول : إذا رضيت عني كرام عشيرتي فلا زال غضبانا علي لئامها. فأنا إذا كنت أتمتع فيما أظن برضا الله جل وعلا ثم برضي ملوك بلادي وكبار رجالهم من إخوانهم ونوابهم فلا أبالي فيمن دونهم الا نني احب لكل مسلم ان يوفقه للصواب في أموره كلها وأن يهديه سواء السبيل ، وأنا ما أقول لمن يسيئني الا حسبنا الله ونعم الوكيل .البرنامج سجل من 4 شهورهذا مجمل خلاصة احببت ان اقولها في بداية الحديث.وأما ما يتعلق بالسؤال الذي سمعت نصه الآن من الدكتور سليمان بارك الله فيه وأسرني أنه هو الذي حضر لإيراد ما سمعت هذا السؤال كان تسجيله فيما يظهر أنه في أوائل 6 لهذا العام أو في أواخر شهر 5 في الرياض لما سجلت حلقات رمضان عرض طالب الأسئلة الدكتور فهد السنيدي المعروف بالإذاعة وعمله بالتدريس بجامعة الملك سعود ذكر ان هذا السؤال له أبعاد وخطير وسيعرض في رمضان لعلك تحتسب وتقول ما تري ، فقرأ السؤال فأجبت عليه إجابة من ينفع المستمعين بداية بمن يكونون معنيين في السؤال وهم أصحاب البث في القنوات الفضائية ومن يستمع لهم لأن الخطاب الذي يراد به ان يكون نافعا يوجه لأكبر عدد ممكن رجاء ان ينفع الله به وقد فعل النبي صلي الله عليه وسلم ـ رب مبلغ أوعي من سامع ـ قد ينقل الواحد ما سمعه لغيره ولايكون وهو ينقله فاهما أبعاد ما نقل فينقله لمن هو افقه منه وأكثر إيضاحا لمراميه.وهذا ماكنت أرجو وأهدف له حين أبديت ما أبديت وما كنت أظن أن أحدا جريئا علي التجريح والتشويش وقطع الكلام من مبدئه أومن منتهاه أو من وسطه لحاجة في نفسه ما كنت أتوقع هذا لأنني لا أسعي لغيض أحد ولا للإساءة الي أحد ، لم يسرني كثيرا أن يصل إحساني باللسان أو بالشفاعة أو نحو ذلك بالنصح والإرشاد الي أكبر عدد ممكن وأنا ان لم أكن مفتي أتلقي الفتاوي عبر الهاتف وفي مقري في العمل وفي منزلي وفي الدروس التي القيها والمحاضرات التي يلح علي ، وأن وقتي كما يعرف كل من يعرف أنني في القضاء وفي دراسة القضايا ـ القتل والرجم والأموال والتعزيرات والحدود وغير ذلك ـ يستدعي من الواحد أن يكون باذلا جل ما يبذله من وقته في خدمة هذا الجهاز الذي أعتبره ولله الحمد أميز قضاء في العالم وإن لم يرض المغرضون لأن هذا القضاء إنما يعتمد علي مفهوم من كتاب الله جل وعلا ومن سنة نبيه صلي الله عليه وسلم ومن أقوال الصحابه رضي الله عنهم أجمعين ومما أجمع عليه سلف الأمة من عهد القرون الثلاثة التي شهد النبي صلي الله عليه وسلم بأنها خير القرون كما في حديث عمران بن الحصين وعبدالله بن مسعود المخرجين في الصحيح حيث قال خير القرون الذي بعثت فيهم وهؤلا الصحابه ثم الذين يلونهم وهؤلا أتباع التابعين الذين لم ينقرضوا إلا في حدود منتصف المائة الثانية من الهجرة ، وما جاء بعدهم من أهل العلم فهو إنما هو تفريع واستنباط وإيضاح ما فهموه من كلام أولئك أو ما نقلوه فالحمد لله علي كل حال ثم أني تكلمت عن هذه المحطات ولا شك أنني لست راضيا عن كثير من القنوات الفضائية وإن كنت ألقيت كلمات في قنواتنا وفي قناة المجد واعتذرت عن غيرها مثل إم بي سي طلبوا مني في أول تأسيسها فرفضت أن يكون قبلي تسجيلات غنائية ومجونية وأن تأتي بعد كلامي تسجيلات من هذا النوع قلت لا مانع إذا نفذتم هذا الشرط قبل البداية لا يكن سبقني كلام من هذا القبيل ولا يكون فلا عندي مانع من التسجيل, لكن يظهر هذا يشق عليهم أو لا يناسب سياستهم فلم يسجلوا عندي فيما أعلم شيئا من ذلك.أما تسجيلات التلفاز فأنا من تأسيس التلفاز في المملكة وأنا ألقي فيه في بعض السنوات حلقات رمضان التفسيرية كلها كنت أتولي ذلك ,أتذكر في بداية الملك خالد أو في أوائل الملك فهد ثم بعد كثر الشغل عندي فكنت لا أستطيع أن أسجل.قتلهم قضاءهذه الحلقة التي أثارت واستثارت من حرف فيها ولم ينقل الكلام الذي قلته نصا أنا بدأتها بالنصح لأصحاب القنوات بأن يتقوا الله ويخافوا ألا يسعوا لبث شيء مما يفسد عقائد الناس كما يتعلق بالسحر وأنواعه وتمثيليات فيها شركيات ظاهرة وما يتعلق بنشر الخلاعة والمجون وما يتعلق بمضحكات التي لا تليق برمضان واستهزاء برجالات علم أو رجالات أمر بمعروف أو نهي عن المنكر أو غير ذلك مما لا يليق ببسيط الناس أن يتعناها فكيف بمحطات تبث علي الهواء فنصحت هولاء عليهم أن يتقوا الله ولا يسعوا لإفساد الناس وأن من قلدهم أو تأثر بفسادهم و تضرر باعتناق بعض الأفكار التي يسلكونها أنه يتحمل وزره لكنهم يتحملون مثل أوزاره لأن من دعا سنة سيئة تحمل وزر دعوته وتحمل أمثال أوزار من يتبعونه عليها فكنت في كلامي أنصح لاؤلئك القنوات أن يتقوا الله في الأمة الإسلامية ألا يسعوا لبث ما يشوه أخلاقها أو يدعوها للتساهل في أمر دينها أو يجرها علي الخلط في أمر العقائد بالسفاهة والسحر والشعوذة وغير ذلك.وأن هؤلاء المسئولين والباثين إذا لم يمتنعوا ومنعتهم السلطة ولم يمتنعوا وعادوا في ذلك أنهم يعاقبون ومن لم يردعه العقاب واستمر علي إفساد الناس فيما يبث أنه يجوز للسلطة قتلهم قضاء، ومعلوم أن القاضي لا يخرج بسيفه ويقتل من يقتل وإنما تقام الدعوي من الجهات المخصصة للادعاء لهيئة الادعاء العام و يسمع القاضي ويصدر أحكامه إذا ظهر له أن المدعي عليه ممن يستحقون العقوبة القاسية ثم يرفع هذا للجهات المختصة في تدقيق الأحكام ثم يرفع بعد ذلك للجهة التي هي أعلي منها فإن مراحل القضاء في المملكة ليست درجة واحدة.الدرجة الأولي تأتي الثانية إذا اقتضت الحال منها الاحتياط للقضاء والاحتياط للأحكام التي تصدر أو إذا لم يرض المحكوم عليه ترفع إلي جهة تدقق وهيئة تدقق الأحكام والقضايا الكبار التي تصل إلي القتل أو في ما حكمه ترفع إلي هيئة أخري أعلي الهيئات تلك تدرس وكل ذلك علي منهاج الكتاب والسنة وما أجمع عليه علماء الأمة فهذه الفتوي التي تعرضت لأمر السحر والشعوذة وأمر العقيدة وأمر الأخلاق والنهي وأشرت إلي الاستدلال بالآيات الكريمة التي فيها إشارة إلي أن من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا فأشرت إلي ذلك إشارة لم أكن أتوقع أن الأمر سيؤول بعد أربعة أشهر أو حولها إلي تناقل قنوات الفضاء أو ربما محطات أجنبية أو يتلقفه أناس من داخل المملكة وما يسمعون كامل الجواب فيظنون رئيس مجلس القضاء الأعلي وعضو هيئة كبار العلماء الذي أمضي فيها قرابة أربعين سنة في هيئة كبار العلماء راح من راح و مازلت والحمد لله باقيا بل إن التشكيلة الأولي لهيئة كبار العلماء لم يبق منهم علي قيد الحياة إلا أنا الآن فإن تشكيلهم الأول في حياة الشيخ محمد بن إبراهيم كانوا من 14 نفرا كنت أحدهم ولم يبق منهم إلا سواي وأنا في الطريق كما يقول الشاعر العربي وأراني طرادة في أثرهم طرد أنوار....إلخ، فهذه سنة الله في الأشياء لايتوقع من عاش هذه المدة ساد في هذه الحياة العملية وعايش هذه المراحل العملية وآخي وزامن وعاش تحت رئاسة كبار العلماء في هذه البلاد لايتوقع أن يكون متسرعا كالتسرع الذي حرفوا أو قلبوا وقال إنه حكم علي ملاك الفضائيات بالقتل لكني لا أقول إلا أسأل الله أن يهدي المغرضين سواء السبيل وأن يصلح أفهامهم جميعا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ويوم يقوم العباد كما أسأل الله سبحانه وتعالي لهذه المملكة بالخصوص أن يزيدها الله ثباتا علي الهدي وحسن التمسك به وصلابة في الوقوف في وجه المغرضين لإعزاز أمر هذا الدين فإن هذه البلاد ما عاشت هذه المدة وحصلت تلك التقلبات علي الدول المجاورة من ثورات واضطرابات وتردد وبقيت هذه الدولة بحمد الله ثابتة سائرة علي المنهج التي هي عليه إلا لأنها ولله الحمد علي الحق ولم تكن علي الباطل وتلتمس رضا الله والمصطفي صلي الله عليه وسلم من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عليه وأرضي عليه الناس وفي لفظ عاد ذاموه من الناس حامدين له وفي لفظ عادوا راضين له .أسأله جل وعلا أن يزيدها ثباتا وأن يملأ صدر خادم الحرمين وصدر ولي عهده وصدر أصحاب السمو الأمراء والمسئولين في هذه الدولة علي مختلف مجالسهم وأعمالهم وسائر من في هذه البلاد أن يملأ قلوبهم بالإيمان ويجعل كل واحد منهم يراقب الله قبل أن يراقب الناس ويحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الناس كما أسأله جل وعلا أن يوفق ولاة المسلمين في كل مكان في هذا الشهر المبارك وعلي رأسهم في ذهني وقلبي ولي أمرنا وأعوانه أن يوفقهم جميعا لنصرة هذا الدين وإيضاح الحقائق لأعداء الإسلام وبيان أن هذا الدين الإسلامي هو الدين الحق الذي قال الله عنه-ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه- الآيةإن الدين عند الله الإسلام وأن يديم علينا شرف هذا الانتساب وأن يبارك في قيادتنا ويرزقها حسن تقدير الأمور وجودة الاختيار لأهل العمل وأن يمتعنا بصحة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسائر المسلمين في هذه الدولة وأن يديم ثبات هذا الملك لأسرة آل سعود التي قامت أول قيامها مع شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب علي نصرة العقيدة وتحكيم الشريعة وحراسة الأخلاق و أن يديم ثبات هذه الدولة وتوارث حكمها لأحفاد ذلك الإمام الذي قام يوم قام ولم يكن أعز من في البلاد ولا أقواهم قوة وجيشا ومنعة ولكن صاحبه وتمسك بما هو أقوي شيء في الوجود صافح العقيدة الصافية وصاحب الشريعة الحنيفية السمحة ودافع عن الملة الحنيفية فأعلي الله قدره وثبته وأورثه هذا الملك العظيم.ثم ختم بالسؤال من الله جلت قدرته وعلي مكانه واستوي علي العرش أن يهدي ضال المسلمين ويفرج كرباتهم وينصرهم علي أعدائهم ويقضي دين كل مدين من المسلمين ويشفي كل مريض من المسلمين ويحقق للأمة الإسلاميه في هذا الشهر المبارك العزة والشرف والمجد للارتقاء كما أسأل الله جل وعلا أن يحفظ المسلمين في كل مكان وأن يصون هذه الدولة ويحفظها من كيد الأعداء وتربص المجرمين وأن يصلح شعبها كلهم إنه جل وعلا مجيب الدعاء وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلي الله وسلم وبارك علي نبينا محمد .

جريدة القاهرة في 16 سبتمبر 2008

 
 

ماجدة خير الله تكتب عن عالم مسلسلات.. مسلسلات..

ورثة الشخصيات التاريخية يبتزون صناع المسلسلات التليفزيونيه

مسلسلات الحرب لا تزال مشتعلة بين الورثة.. ومسلسل «أسمهان»!أحفاد العائلة الذين لا يعرفون شيئا عن تاريخ أسمهان يؤكدون عدم دقة الأحداث التاريخية التي لم يعاصروها جهود عائلة العقاد سبق أن اطاحت بأحلام المخرج يحيي العلمي وأوقفت عرض المسلسل الذي أخرجه عن سيرة حياته.. وآن الأوان لإعادة عرضه مسلسل عرب لندن هو النموذج المثالي للتعاون الفني بين العرب الأزمة لاتزال مشتعلة من جانب واحد، حيث لم يتوقف ورثة أسمهان عن التهديد بوقف المسلسل بحجة الإساءة لتاريخ عائلة الأطرش، وعلي قناة الأوربت ظهر الأمير عماد الأطرش أحد أحفاد العائلة من خلال برنامج عيون بيروت وراح يرغي ويزبد وشاركته إحدي بنات العائلة من الجيل الثالث وراح كل منهما يعدد الأخطاء التي وقع فيها صناع المسلسل من وجهة نظرهم رغم ان أي منهما لم يكن قد جاء للدنيا أثناء وقوع تلك الأحداث التي يرويان عنها ويؤكدان عدم عرضها بدقة من خلال المسلسل!وقال الامير عماد الأطرش إن الاميرة آمال الاطرش التي نعرفها باسم أسمهان كانت قديسة!! وغير مسموح التعرض لسيرتها في مسلسل يهدف صناعه للربح التجاري فقط، وأضاف أن العائلة تنفذ وصية الموسيقار الراحل فريد الأطرش الذي أوصي بعدم عرض قصة حياته أو حياة شقيقته أسمهان في أي عمل فني أو أدبي، وأنكر تماما أن تكون المذكرات التي وضعها الكاتب الصحفي محمد التابعي لها أي ظل من الحقيقة وكذلك كتاب فوميل لبيب وهما الكتابان اللذان تناولا حياة أسمهان ببعض الإسهاب والتوضيح، وعليهما اعتمد سيناريو المسلسل، والمدهش أيضا أن الامير عماد الأطرش قد أنكر بكل ثقة وحماس أن تكون أسمهان قد تزوجت رجل غير الأمير حسن الأطرش! رغم أن الواقع يؤكد زواجها بالمخرج أحمد بدرخان ثم الممثل أحمد سالم، بالاضافة لارتباطها بعلاقة عاطفية بمحمد التابعي وقبله بأحمد حسنين باشا!ويقال إن السبب الحقيقي لغضب ورثة عائلة الاطرش هو رفض شركة الانتاج دفع مبلغ مليوني دولار قيمة استغلال حياة أسمهان في مسلسل تم بيعه لأكثر من قناة فضائية عربية!ولايختلف موقف ورثة عائلة آل أطرش عن موقف ورثة نزار قباني فكل من الطرفين سعي وبشدة وبكل طاقته لوقف عرض المسلسل ولكن لن تفلح مساعيهما! والذي لايعرفه الامير عماد الأطرش الذي أكد أنه سوف يوقف عرض مسلسل أسمهان أن التطور التكنولوجي يتيح لأي شخص الحصول علي كل حلقات هذا المسلسل أو غيره من خلال مواقع النت المنتشرة بكثرة، ولاتوجد قوة علي الارض يمكن أن تمنع تداول عمل فني بعد تصويره وعرضه ولو مرة واحدة!وللأسف هذا التطور لم يشهده مسلسل «العملاق» الذي تناول سيرة عباس محمود العقاد وأخرجه يحيي العلمي في منتصف الثمانينات من القرن العشرين ولعب بطولته محمود مرسي وكان يحيي العلمي يعتقد أن المسلسل سوف يكون إضافة لتاريخه الفني كما كان مسلسل الأيام الذي تناول سيرة عميد الأدب العربي د. طه حسين، ولكن جهود عائلة العقاد أطاحت بأحلام المخرج وأضاعت علي الجمهور فرصة الاستمتاع بعمل فني شديد الرقي، وأعتقد أن الآن يمكن التفكير في إعادة عرض المسلسل بدلا من الاستمرار في التعتيم عليه كل هذه السنين بحجة الاساءة لتاريخ عباس العقاد!الشيخة اسمهانوبعيدا عن تلك المشاكل التي تحيط بعرض مسلسل أسمهان فهو يعتبر حتي الآن من أفضل مسلسلات رمضان، وتتألق من خلاله سولاف فواخرجي في تجسيد شخصية أسمهان كما تتألق الممثلة السورية ورد الخال في أداء دور الأم علياء المنذر أما أحمد شاكر عبد اللطيف فهو يقدم دور عمره مع شخصية فريد الاطرش، حيث ابتعد تماما عن فكرة تقليد الشخصية من الخارج وتمكن من استلهام روح فريد الاطرش وطريقته في الحديث وبساطته المتناهية وعفويته التي عرفناها من خلال أفلامه التي تركها لنا ووصل عددها لأكثر من ثلاثين فيلما خلال فترة زمنية تزيد عن خمسة وعشرين عاما! أما المخرج شوقي الماجري فهو يقدم لوحات فنية بديعة مع كل مشهد يقدمه، ويرتفع أداء التصوير والديكور والماكياج والملابس في تناغم واضح ليعيد صياغة زمن مضي عليه أكثر من ستين عاما ويزيد، لنتابع حكاية مطربة ظهرت في الحياة الفنية وكأنه الشهاب الذي يضيء فجأة ويخبو نوره فجأة ولكنه يترك خلفة أثرا لا ينمحي!ولكن أخشي أن الاحداث حتي الآن تقدم جانبا شديد النقاء لشخصية أسمهان!ولم نتابع أي ملمح من تلك الحكايات التي تروي عنها من أكثر من طرف، أن جمال الشخصيات الدرامية يكمن في تلك الاخطاء البشرية التي تغزل حياة المشاهير والعباقرة وتجعل لوجودهم في الحياة معني علي كل الأحوال لايزال المسلسل في منتصف حلقاته ولكنه لم يصل الي تلك الهالة التي أحاطت مسلسل الملك فاروق الذي أثار عواصف من الجدل عند عرضه العام الماضي مستمرا حتي الآن!عرب لندنرغم أن القنوات الفضائية تعرض مايزيد عن أربعين مسلسلا مصريا وسوريا، إلا أن أحدا لم يلتفت الي مسلسل عرب لندن وهو المسلسل الوحيد بين هذا العدد الضخم من الاعمال الدرامية، الذي يمكن أن نضعه تحت تصنيف المسلسل العربي، فرغم كون مخرجه ومؤلفه أنور القوادري من سوريا إلا أنه يضم ممثلين من جميع الاقطار العربية من مصر توفيق عبد الحميد ونيرمين الفقي ونهال عنبر وياسر فرج، ومن سوريا عابد الفهد وباسل الخطيب جهاد سعد، ومن فلسطين محمد بكر،ومن الاردن ميس حمدان بالاضافة لعدة نجوم من السعودية والكويت والمغرب!وتدور الاحداث حول مجموعة من العائلات العربية التي تعيش في لندن من سنوات عدة، وتصطدم باختلاف التقاليد والعادات بين المجتمع الشرقي والغربي فيما يسمي بخلاف الثقافات وحوار الحضارات ويتغير حال تلك العائلات العربية بعد أحداث سبتمبر التي تضع العرب جميعهم في خندق واحد، ويتم تصنيفهم من جهة نظر الغرب بأنهم جميعا بذور لتنظيمات إرهابية تسعي لتدمير العالم! الحاج بيومي توفيق عبد الحميد رجل مصري مكافح يعيش في لندن منذ أكثر من ثلاثين عاما، وقد حمل معه كل عادات الشرق ونظرته المتخلفة لعلاقة الرجل بالمرأة، يمتلك الحاج بيومي كافيتريا صغيرة أصبحت من أشهر ألاماكن التي تجذب العرب، ويحرص الحاج بيومي علي تقديم أغاني عربية لزبائنه تربطهم بأوطانهم وتوقظ لديهم مشاعر الحنين التي لاتفارق أي عربي مهما طالت به سنوات الغربة، الحاج بيومي متزوج من إمرأة مصرية نهال عنبر تشبه نساء مصر، لاتري في الحياة غير اهتمامها بزوجها وأبنائها،ورغم ذلك فهي لا تلحظ التغيرات التي تطرأ علي الزوج أو الابناء!يتزوج الحاج بيومي من امرأة أخري أكثر جمالا وشبابا من زوجته نيرمين الفقي ولكنه يصر علي ان يبقي زواجه الثاني سرا، وهذا مايخلق نزاعا دائما بينه وبين زوجته التي ترفض البقاء في الظل، أما أبناء الحاج بيومي فأكبرهم ياسر فرج فقد تعرض لأزمة عاطفية جعلته، يصبح لقمة سائغة في فم أحد أقطاب الجماعات الاسلامية المتشددة التي تسيطر علي الشاب وتجعله يرفض مباهج الدنيا أو المشاركة في أي من مجالات الحياة والاهم من ذلك فإنه يحاول أن يسيطر علي حياة شقيقته الصغري نوال مروة عبد المنعم التي تدرس السياسية الدوليه في إحدي الجامعات اللندنية، أما الشقيق الاصغر كريم الحسيني فهو شاب منفتح علي الحياة ويدرس مدراس علم النفس!تتعرف نوال ابنة الحاج بيومي علي آدم وهو شاب من سوريا باسل الخياط ولكن والدها يرفض زواجه منها، لأن والد آدم رجل مغربي لايفيق من الخمر، أما والدته فهي تعيش مع رجل انجليزي بعد طلاقها من والد آدم!وعندما يناقش الحاج بيومي أمر زواج ابنته مع زوجته الثانية نيرمين الفقي تندهش المرأة من منطقة، وخاصة وأنه لم يهتم بالسؤال عن الشاب نفسه ولم يفكر في لقائه أو الحديث معه، وفضل الحكم عليه من خلال معلومات عن والديه! هذا الازدواج الرهيب هو أحد أسباب الصدام الحضاري بين الجيل الثاني من أبناء الجاليات العربية وبين آبائهم الذين لايزالون يحملون علي أكتافهم جبال من التقاليد والمفاهيم البالية،فيزيدون حجم الفجوة بينهم وبين جيل الابناء الذي ولد وتربي في لندن!أما ساميعابد الفهد فهو صديق الحاج بيومي ولكنه أكثر منه وضوحا وطموحا وهو شاب سوري، يتزوج من إمرأة بريطانية حتي يحصل علي الجنسية، وتتعلق به المرأة ولذلك فهو يحسن معاملتها ولكنه يخبرها أن حياته معها معلقة بحصوله علي الجنسية فإذا ماحصل عليها يمنحها بعض المال ويسرحها بإحسان، يعمل سامي في مجال العقارات ويحقق بعض النجاح، ولكن ينافسه في نفس المجال رجل أعمال كويتي شره للمال، متلاعب ويحاول أن ينتزع بعض المكاسب التي حققها سامي،ويتعلق سعد بامرأة أخري غير زوجته، ويسعي لتحويل ثروته خارج بنوك لندن، حتي إذا ما قام بتطليق زوجته لاتتمكن من الحصول علي نصف ثروته وفقا لبنود القانون الانجليزي، وفي حوار شديد الذكاء بين سامي وأحد موظفيه الانجليز حيث يقول الشاب الانجليزي معلقا علي الخلافات الدائمة بين سامي وسعد، أنتم معشر العرب تكرهون بعضكم بعضا وتحاربون بعض داخل أوطانكم أو خارجها، ولكن سامي يرد عليه، وأنتم الانجليز تكرهون كل ماهو اسكتلندي أو أيرلندي رغم أنكم جميعا من مواطني المملكة المتحدة!أما عن علاقة سامي بالمواطن العربي عدنان وهو رجل يبدو دائما رث الثياب مشرد وبلا مأوي، فهي من أجمل العلاقات التي يضمها المسلسل، حيث تنشأ بينهما صداقة حميمة رغم اختلاف نشأة كل منهما وطموحه وأهدافه في الحياة، فعدنان شخصية عدمية لايريد من الحياة إلا متعة مؤقته في اللحظة الراهنة، بينما سامي يسعي لأن يدعم مستقبله في عالم المقاولات وهو رجل عملي ومع ذلك فهو رومانسي و يحافظ علي بعض الصفات النبيلة، يحاول سامي أن يقدم لصديقه المشرد كل الاشياء التي يمكن أن تسعده، أو تغير من حياته للأفضل ولكن عدنان يرفض أي مساعدة ويرفض شقة سكنية يقدمها له سامي ويفضل البقاء علي الرصيف، خوفا من أن يأنس لمكان أو سكن ثم يأتي من يخرجه منه كما حدث معه عندما طرد من وطنه وتم التنكيل بأسرته أمام عينيه!لكل من شخصيات المسلسل حكاية تتشابك خيوطها مع حكاية بقية الشخصيات، وتدور الاحداث من خلال أياقع لاهث حيث تتعرف علي شوارع وحواري لندن كأنك تعيش داخلها، ويمتاز الحوار بدرجة عالية من العذوبة والتلقائية، وتستمع من خلال المسلسل لجميع اللهجات العربية، وللغة الانجليزية تؤدي بدرجة من الطلاقة، وهو مايجعلنا نضحك بشدة عندما نجد ابطال مسلسل الهاربة الذي أخرجه محمد أبو سيف وتلعب بطولته تسير فهمي ومحمد رياض وآخرين عندما تسمع الحوار بين الابطال باللهجة المصرية رغم أن الاحداث تدور في امريكا ومعظم الشخصيات التي يقدمها المسلسل هي شخصيات أمريكية.عرب لندن يعتبر المسلسل العربي الاول الذي يتم تصويره كاملا بين لندن وسلوفانيا وسوريا وهو النموذج المثالي للتعاون الفني بين الاشقاء العرب أما لحن تترات البداية والنهاية فهو من تأليف نصير شمة من العراق وغناء مي فاروق من مصر! ولنا مع المسلسل حديث آخر عندما تكتمل حلقاته إن شاء الله.

جريدة القاهرة في 16 سبتمبر 2008

 
 

حصيلة الأسبوع الثاني من تليفزيون رمضان

طارق عبد الفتاح

مسلسلات في القصور وأخري في الجحور .. والبرامج الدينية أغلبها إنساني الأزمة الاقتصادية تطل برأسها من المسلسلات والبرامج الدينية لا علاقة لها بالدين ! واختفاء المسلسل التاريخي والديني والفوازير ! الشيوخ يتجاهلون طلبات العمل في البرامج الدينية وعبلة الكحلاوي تشهر برجل وامرأة ! والشيخ البدري يحلل السرقة! المخرجين العرب يتفوقون ! ومسلسلات السيرة تحتاج لإظهار السلبيات ايضا! الإعلانات ورداءة الإرسال علي النايل سات وتترات المسلسلات تفسد متعة المشاهدة!! هل تهدد السيت كوم المسلسلات وهل ينتبه المخرجون المصريون ؟ الأزهر يحرم المصريين من السيرة النبوية ! وقناة لبنانية تعرضه ! في برنامج ديني : شحتفة! علي الغلابة دون تقديم مساعدة لهم وتشهير واتهامات بالزنا علي الهواء في رمضان !!!كشف الاسبوع الثاني عن اسرار رمضان الدرامية وبدأ يتضح مستوي الاعمال المقدمة ولكن يمكن رصد عدة ظواهر ارتبطت بدراما رمضان هذا العام منها مثلا ان الازمة الاقتصادية اطلت برأسها في العديد من المسلسلات بل والبرامج ايضا.مساحة الدراما الدينية المعروضة محدودة للغاية والبرامج الدينية اقرب للبرامج الانسانية منها للدينية !من الواضح ايضا اختفاء الفوازير وقلة الاعمال التاريخية والدينية يمكن رصد اختفاء او تأكل الطبقة المتوسطة من الاعمال الدرامية المقدمة وتواجد قوي ومؤثر لعدد من المخرجين العرب ومنافستهم للمخرجين المصريين بخلاف الوجود المؤثر للممثلين العرب ايضا .من الملاحظ ايضا الحضور الطاغي لنجوم الفن في المسلسلات والاعلانات التجارية والبرامج كمقدمين لها وكضيوف.وصلت ميزانيات المسلسلات الاجتماعية الي ارقام فلكية فمتوسط ميزانية اعمال مثل الدالي وشرف فتح الباب مثلا هو مليون جنية للمسلسل الواحد مما يسقط حجة عدم انتاج الاعمال التاريخية والدينية بسبب تكلفتها الكبيرة !وصلت أجور النجوم الفخراني ويسرا ونور الشريف الي ارقام فلكية وهو 5 ملايين جنية ! توحدت اغلب البرامج المقدمة علي هدف واحد هو الترفيه ولكن هل نجحت في ذلك؟بدأت تظهر نوعية درامية جديدة ربما ستهدد عرش المسلسلات وهي السيت كوم وهي دراما خفيفة تحاول اضحاك المشاهد بكل الطرق تدور غالبا في مكان واحد ولا تكلف المنتج الا القليل !حالة تكرار الابطال في المسلسلات لم نعد نراها كثيرا هذا العام كما كان يحدث في السنوات السابقة ! ولاشك ان ذلك قلل من حالة الارتباك التي تحدث لدي المشاهد بسبب ذلك ! عدد الاعمال الدرامية المقدمة تجاوز الـ مسلسلا! اما القنوات المتنافسة فلا يمكن حصرها !تشهد الاعمال الدرامية المقدمة تقديم عدد كبير من الوجوه الجديدة ولكن عدداً كبيراً منهم لم يستفد من الفرصة الممنوحة له وربما تتم عملية الغربلة وتظهر المواهب الحقيقية مع نهاية المسلسلات !تترات المسلسلات فضحت اسرارها وألغت عنصر التشويق والمفاجأة! ربما تكون هذه بعض ملامح الوجبة الرمضانية المقدمة هذا العام والي تفاصيل ما رصدناه :الرقابة والدراما الدينية المحاذير الرقابية الجديدة افادت بعدم موافقة الازهر علي مسلسل قمر بني هاشم لظهور اربعة شخصيات من العشرة المبشرين بالجنة في المسلسل وكان التحريم حتي وقت قريب قاصرا علي الصحابة وآل البيت ! والغريب ان التلفزيون الذي اشترط موافقة الازهر هو نفسه الذي انتج بنفسه من قبل مسلسل عمرو بن العاص بطولة نور الشريف.. والحقيقة ان المشاهد خسر كثيرا بعدم عرض عمل متميزيتناول سيرة الرسول الكريم وجهاده حتي يتم رسالته السماوية والعمل متميز في كل عناصره الكتابة والتصوير والاداء والاخراج.. وفي النهاية تابع المشاهدين العمل عبر قناة لبنانية!مشكلة ناصر: حتي الان لا يوجد ما يبرر حرمان المشاهد المصري ايضا من مسلسل ناصر والغريب ان الرقابة تعاملت معه كما فعلت مع مسلسل الملك فاروق ! ولكنها اضطرت لشراء مسلسل الملك فاروق وعرضه بعد ذلك فهل يتكرر ذلك مع مسلسل ناصر ؟ والسؤال لماذا الرفض ؟الازمة الاقتصادية ومشكلات الفقر والبطالة في المسلسلات والبرامج: الغريب في شاشة رمضان انك كمشاهد ستري القصور والفيلات والمنتجعات الخاصة باعمال تتناول صراع وفساد رجال الاعمال او تتناول البيوت الضيقة والحارات الشعبية وحالة الفقر والبطالة وكأن الطبقة المتوسطة قد اختفت ولم يعد لها وجود فهل ذابت واختفت بالفعل هذه الطبقة التي تمثل صمام امان المجتمع؟!قلب ميت وهيما وبنت من الزمن ده واسمهان وشرف فتح الباب اعمال رصدت حالات مختلفة من المشاكل الاقتصادية، فهيما الذي اكتشف ان شهادته الجامعية لا قيمة لها ولم ينجح في تحقيق ابسط حلم وهو العمل والزواج يبدو مشابها لشريف منير العاطل عن العمل في قلب ميت مع اختلاف رد فعلهما ! اما شرف فتح الباب او الفخراني فهو واسرته ضحية عملية التحول من نظام الدولة الحاضنة الي عمليات الخصخصة ! بينما حالة الانتقال من العز الي الفقر الي النجاح نجدها في دراما السيرة الذاتية لاسمهان ! وتتضح بجلاء في مناقشة مصاريف الزواج في مسلسل بنت من الزمن ده ! الطريف ان المشكلات الاقتصادية ظهرت بوضوح في البرامج الدينية والتي اعتقد ان اغلبها يمكن ان نطلق عليه برامج انسانية أولا لأن بعض مقدمي البرامج ليسوا ممن يمتلكون ثقافة دينية حقيقية تتيح لهم الاجابة علي ما يطرح عليهم من اسئلة فمثلا برنامج الدين والحياة الذي يعرض علي قناة الحياة وتقدمه مذيعة حسناء وجذابة هي دعاء عامر ولكن المحتوي انساني لا يوجد ولا تملك هي او ضيفتها الثابتة السيدةعبلة الكحلاوي الاجابة علي العديد من الاسئلة. مثلا طلبت منها فتاة تعاني ظروفا اقتصادية سيئة ان تبحث لها عن فرصة عمل! والاجابة كانت الدعوة لها بأن يوفقها الله وان عليها ان تكون مرنة ولا تشترط عملا محددا ! رغم ان الفتاة لم تشترط عملا محددا !كما نصحت اخري بعدم السفر للعمل في دولة عربية رغم احتياج السيدة لذلك والسبب انها ستسافر بمفردها!وهل من حق السيدة عبلة الشحتفه! علي الحالات الانسانية التي تطلب المساعدة وان تشحت عليهم منتظرة ان يتصل احد لنجدتهم ! مع ان البرنامج دوره توفير هؤلاء المحسنين من قبل عرض حالات انسانية في البرنامج واهانة كرامتهم مجانا! وهل من حق السيدة عبلة التشهير بالناس عبر شاشة الحياة فقد انتقدت دخول رجل وامرأة بناية مجاورة لمنزلها! فأدانتهما حتي دون ان تتأكد أنهما دخلا بغرض الزنا! والزنا كما نعلم حددت له شروط قاسية حتي يمكن اثباته منها رؤية اربعة اشخاص للفعل المادي ! كما لا افهم لماذا تبقي المذيعة دعاء بالاستديو بينما نري السيدة عبلة علي شاشة اخري في منزلها وكأن اجتماعهما معا امرا مكروها !ويتخلل البرنامج اعلان غريب تقوم به المذيعة المحجبة لنوع من شامبوهات الشعر!وربما تكون هذه هي المرة الاولي في التاريخ التي نري فيها اعلانا عن شامبو للشعر من امرأة محجبة!!واذا انتقلنا لبرنامج قطائف لخالد الجندي فقد سألته سيدة فقيرة انجبت طفلين وترغب في اجهاض الثالث بسبب ظروفها الاقتصادية ! ولكنه اجاب السيدة عن رأي الفقهاء واختلافهم حول متي يجب الاجهاض ! متجاهلا ضائقة السيدة المادية! لم يقل لها مثلا نعم اذا كانت ظروفك لا تسمح بتربية الطفل فيمكنك ان تجهضي او ان هذا الفعل محرم تماما و لا يجب ان تفعلي ذلك ابدا!أما البرامج التي تحمل فكرا دينيا يتناسب مع رمضان فنجد ان برنامج الشريعة والحياة من اهمها ويقدم علي شاشة الجزيرة الاخبارية ويكتسب البرنامج اهميته من الاعداد الجيد وطرح امور وقضايا مهمة، كما ان ضيفه الثابت الشيخ يوسف القرضاوي يعطي ثقلا حقيقيا للبرنامج وقد ناقش في احدي الحلقات اهمية الخشوع والتركيز في الصلاة باعتبارها انفصالا عن شواغل الدنيا.وعلي نفس القناة شاهدنا فيلما تسجيليا متميزاعن مراحل بناء المسجد النبوي. في برنامج بقعة ضوء نري حوارا حقيقيا بين العصفوري وممثل مشارك بورشته ويثبت العصفوري استحالة ان يستطيع اي فيلسوف او اقتصادي عمل ميزانية تكفي الشاب وزوجته وابنه الذي يتقاضي 800 جنيه شهريا!!الغريب والطريف هي الفتوي التي اطلقها الشيخ يوسف البدري في احد البرامج بأن سرقة ما يعادل الف جنية لا عقاب عليه في الاسلام لأنه يسرق بسبب الجوع! وهو بذلك اقل من النصاب ! وهي فتوي ورأي يأتي انعكاسا للأزمة الاقتصادية السائدة بكل تأكيد !من البرامج الدينية اللافته للانتباه برنامج بالتي هي أحسن ويعتمد علي د.احمد دويدار الذي طرح في احدي حلقاته فكرة تحريف القرآن الكريم علي بعض المواقع علي شبكة النت ونصح بعد التدخل بالقرصنة لأن ذلك يتسبب في تعقيد الامور.وبهذا الشكل من الافضل ان نطلق علي اغلب هذه البرامج برامج انسانية لأنها بعيدة عن مفهوم ومعني البرنامج الدينيالذي يضيف الي وعيك وثقافتك الدينية .المخرجون العرب واضافة قوية للدراما التلفزيونية : من اللافت للنظر هذا العام وجود اكثر من مخرج عربي في دراما رمضان التلفزيونية بما يهدد عرش المخرجين المصريين ومن هؤلاء المخرجين السورية رشا هشام شربتجي مخرجة مسلسل شرف فتح الباب بالاضافة الي الاردني محمد عزيزية ومسلسله في ايد امينة و باسل الخطيب مخرج مسلسل ناصر وهو سوري من اصل فلسطيني واللبناني اسد فولادكار مخرج السيت كوم راجل وست ستات و هل يمكن ان ننسي حاتم عليمخرج مسلسل الملك فاروق انجح مسلسلات رمضان العام الماضي!والحقيقة ان اهم واجمل مسلسلات هذا العام هي للمخرجين العرب ! ولا عجب في ذلك فهم اكثر اخلاصا في عملهم ولا يخضعون لرغبة المنتج في تصوير اكثر من 5 دقيقة يوميا !! ومن هنا يأتي التجويد والدقة وهم يتمتعون بموهبة كبيرة في ادارة فريق العمل واختيار جيد للممثلين ولمدير التصوير والديكور وكافة عناصر العمل الفني .... فلا مكان للكروتة! ولا مكان للسلق ! ويظهر ذلك في الحرص علي التصوير في الاماكن الحقيقية للاحداث وستري ذلك في عدة اماكن خذ مثلا التصوير الخارجي في سوريا في مسلسل اسمهان والاهتمام العام بالمشاهد الخارجية والتي يتكاسل كثير من المخرجين المصريين في تصويرها !ومن المتوقع ان ترفع مشاركة المخرجين العرب من المستوي الفني العام وربما تدفع المخرجين المصريين لاستعادة عرشهم بالعودة الي الابداع الحقيقي والابتعاد عن الاستسهال! فقد مرت سنوات كثيرة لم نستمتع بعمل مبهر لأسماء مثل اسماعيل عبد الحافظ ومحمد فاضل ومجدي ابو عميرة وغيرهم!اسهمان روعة هارمونية العناصر الفنية :مما يؤكد اسهام المخرجين العرب هو تكامل عناصر العمل الفني في مسلسل اسمهان من تصوير واضاءة وموسيقي واخراج وتمثيل روعة في التصوير والاضاءة والاخراج وكأننا امام عمل ينتمي للسينما الشاعرية .والعمل يشارك فيه ممثلون من عدة دول عربية ونري تميزا من سولاف فواخرجي لم نره منها في اعمالها السينمائية! وكأن دور اسمهان هو شهادة الميلاد الحقيقية لها ... كما ان احمد شاكر يمثل مفاجأة طيبة في ادائه لدور فريد الاطرش حيث اداه ببساطة واقترب من روح الفنان الراحل بكل بساطة وبرعت الفنانة ورد الخال في اداء دور الاميرة علياء والدة اسمهان بحساسية وبساطة كما لا يمكن انكار ديكور عادل المغربي وفؤاد دحدوح وموسيقي وعد خلف والصوت الجميل والدافيء لوعد البحري ومصممة الملابس سهي حيدر .ويجب هنا تقديم اشادة خاصة بمدير التصوير والاضاءة البولنديزبينجو ربزينيسكي الذي اضاف لغة سينمائية راقية لعمل تلفزيوني .اختفاء الفوازير وبروز السيت الكوم !!من اهم ظواهر رمضان هذا العام اختفاء الفوازير وهي من علامات البرامج الرمضانية علي مدي سنوات طويلة وقد بدأت في الستينات بفوازيرالثلاثي اخراج محمد سالم ثم حمل الراية منه المخرج فهمي عبد الحميد الذي طور الفوازير واضاف اليها الاستعراض والخدع التلفزيونية قبل التطورات التقنية الحديثة بفترة طويلة. استمر فهمي من منتصف السبعينات وحتي رحيله في التسعينات وشاهدنا من خلاله نيللي وشريهان وسمير غانم ثم قدم فؤاد المهندس الفوازيرعلي مدي اكثرمن 0 عاما ولكنها انتهت بوفاته ايضا .........وربما تمثل السيت كوم بديلا للفوازير حاليا وهي عبارة عن اسكتشات خفيفة يفترض ان تكون كوميدية وتدور اغلبها في مكان واحد وتكلفتها اقل بكثير من تكلفة المسلسل التلفزيوني الذي وصل هذا العام الي رقم مليون جنية !يبنما يمكن انتاج 15 سيت كوم بهذا المبلغ !! ومن ناحية اخري فهي تلقي قبولاً لدي المشاهد بشرط ان يكون هناك كوميدية حقيقية وغير مفتعلة.تقلص الدراما التاريخية والدينية :الحجة السابقة بأن الدراما التاريخية والدينية مكلفة تم الرد عليها بان المسلسل الاجتماعي وصلت تكلفته الي مليون جنيه فلا ضرورة اذن من تغييب المسلسل الديني والتاريخي خاصة ان سوريا ابلت بلاء حسنا في هذا المجال وسحبت البساط من الدراما المصرية التاريخية والدينية فهل ننتبه!ومع ذلك فنحن امام مسلسل علي مبارك الذي تم انتاجه ذرا للرماد في العيون وحتي لا يقال اننا توقفنا نهائيا عن انتاج هذا اللون الدرامي !علي مبارك: من المهم ان نعطي الاجيال فكرة عن اعلامنا حتي لا نشارك في امية الاجيال الجديدة التي اصبحت تحصل علي معلوماتها من الدراما ومن النت وابتعد اغلبهم عن الكتاب !فعلي مبارك 184 -1893هو مؤسس كلية دار العلوم ودار الكتب وصاحب موسوعة الخطط التوفيقية ... والعمل من اجمل ما كتب محمد السيد عيد وايضا من افضل اعمال وفيق وجدي اخراجا ومشكلة العمل الحقيقية في مواعيد اذاعته حيث يقدم في الثانية ظهرا والثالثة والنصف صباحا وهي مواعيد تعبر عن نظرتنا الحقيقية للثقافة كما ان تقديمه علي القناة الثقافية ليس هو الحل وهو نفي اخر للعمل فهو غير موجه لفئة المثقفين وحدهم !!وتحية لصوت الحلو الحلو والعذب في تترات العمل .تترات المسلسلات والاعلانات والارسال افسدوا متعة المشاهدة :اذا كانت بعض التترات ممتعة كما اشرنا الا ان كثيرا من الاعمال عرفنا تطور احداثها وما سيحدث لابطالها سواء بسبب اللقطات المذاعة او بسبب كلمات التتر مثلا شرف فتح الباب عرفنا انه سيقبل الرشوة ويسجن من اللقطات في التتر وعرفنا من الان انه لن يحصل علي الرشوة وانها ستدفن مع سره من كلمات سيد حجاب في التتر وهذا الامر يتكرر في العديد من المسلسلات ويجب الانتباه له!من مفسدات المتعة ايضا الاعلانات التي تقطع مشاهد المسلسلات لدرجة ان زمن الاعلان اصبح يعادل زمن الحلقة وهي ليست مبالغة فاذا كان زمن الحلقة في مسلسل الدالي 45 دقيقة فان هناك 37 دقيقة اعلانات تتخللها!! كما ان الارسال علي القمر الصناعي نايل سات يتعرض للاهتزاز والقطع الذي لا نعرف سببه يفسد متعة المشاهدين .من مفسدات المتعة ايضا ان هناك العديد من المسلسلات مملة وممطوطة لاسباب انتاجية او لضعف من السيناريست والسؤال هل كل القضايا المطروحة تحتاج الي 30 حلقة لتناولها الا توجد اعمال يمكن تقديمها في 10 حلقات او في 15 حلقة فقط ؟!يبقي ان نقول ان مولد المسلسلات اكد علي استمرار ظاهرة نجاح بعض الاعمال بسبب نجومية ابطالها اولا مثل الدالي وفي ايد امينة وشرف فتح الباب وان كان الاخير يتميز بوجود مخرجة متميزة وقصة تمس قطاعاً كبيراً من الجمهور ولكن ربما لا يصمد الاعتماد علي النجوم وحدهم كشهادة نجاح وحيدة للعمل الدرامي في الاعوام القادمة ... كما تميزت اعمال مثل اسمهان وقمر بني هاشم بتكامل عناصر العمل الفني واتساقها .بينما داست اعمال مثل هيما و قلب ميت وبنت من الزمن ده علي جراح جيل من العاطلين وتعاطفت مع ضحايا الازمة الاقتصادية! ويجب الاشادة بكتابة بلال فضل واداء احمد رزق وعبلة كامل ومحمد متولي في دور جديد تماما عليهكما تتألق مرة اخري كلمات سيد حجاب مع الحان الشريعي . والصوت الجميل احمد سعد .. وربما يكون هذا العمل بداية لعودة المخرج جمال عبدالحميد الذي نعرفه ! ويظهر ايضا اننا بسبب محاذير كثيرة لن نري اعمالا تتناول الشخصيات التاريخية المعاصرة بكل ايجابياتها وسلبياتها فربمابعد مرور 100عام سنري عملا دراميا يقدم ايجابيات وسلبيات جمال عبد الناصر والسادات وام كلثوم واسمهان وغيرهم باعتبارهم بشرا لهم حسناتهم واخطاءهم لا باعتبارهم قديسين لا يأتيهم الباطل ابدا !!!

جريدة القاهرة في 16 سبتمبر 2008

 
 

موضة المسلسلات الرمضانية هذا العام

سهي علي رجب

دراما السير الذاتية.. بين مقص الرقيب وحق الورثة هدي عبدالناصر قدمت ليسري الجندي جميع الدراسات والأبحاث التي أعدتها عن والدها اتهم فيصل الأطرش مسلسل أسمهان بأنه يحتوي علي أحداث ملفقة تسيء إلي سمعة وأصالة أسرته فريق عمل العارف بالله: المسلسل لاقي كل المساندة والترحاب من الدكتور منيع عبدالحليم محمود الابن الأكبر لشيخ الأزهر الأسبقشكلت السياسة والدين والسير الذاتية محور أزمات مسلسلات الدراما الرمضانية هذا العام وهددت عددا من المسلسلات بعدم العرض، بل وأوقفت بعضها بالفعل. وما بين إشكالية تدخل أسر الشخصيات التاريخية في صنع الدراما التليفزيونية الخاصة بسير هؤلاء الأشخاص وحساسية القضايا السياسية التي تناقشها مسلسلات رمضانية أخري ومسألة جواز ظهور شخصيات الصحابة وعدم ظهورها في المسلسلات الدينية ثارت أزمات عديدة بات معها ضروريا الكشف عن التفاصيل والأبعاد الخفية وصولا إلي الأسباب الحقيقية التي أشعلتها.فبينما وصف مخرج مسلسل سعدون العواجي نذير العواد قرار قناة أبو ظبي وقف المسلسل بـالمتعجل، اعتبره بطل المسلسل رشيد عساف قرارا حكيما وصائبا.وكان رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أصدر قرارا في وقت سابق بإيقاف عرض المسلسل، بعد مناشدات عدد من القبائل العربية لكون المسلسل يحاكي حقبة من تاريخها. وأشار العواد إلي أن المسلسل تم إيقافه وأحداثه الفعلية لم تبدأ، لافتا إلي أنه حصل علي الموافقة لتصوير العمل مباشرة من أحفاد سعدون العواجي.اما رشيد عساف الذي يجسد شخصية سعدون فرأي أن قرار الإيقاف شأن داخلي يخص دولة الإمارات وحدها وكل دولة تعمل بما تراه مناسباً، وأضاف: نحن فقط نلتزم بتقديم العمل وتسليمه في موعده، ولا نستطيع أن نتدخل في قرارات الغير. ولم يخف الممثل السوري تلقيه عدداً من التهديدات بالتصفية بعد بداية عرض المسلسل، إضافة إلي بعض الشكاوي من قبيلة معينة، أبرزها شكوي تتهمنا بأننا نشبّه شخصية سعدون العواجي بقاطع طريق، وهذا غير صحيح إطلاقا.ويروي المسلسل في ثلاثين حلقة قصة الشيخ سعدون العواجي هو شيخ عموم قبيلة ولد سليمان التي هي من أفخاذ قبيلة عنزة الكبيرة له شأن بين قبائله ورئاسته لهذه القبيلة العريقة جعلته مطاعا بين أفراد القبيلة شجاعا ومشهورا بفروسيته وشاعرا مجيدا، ويقدم المسلسل ـ بحسب شركة الإنتاج ـ قراءة متمعنة لحقبة تاريخية استعرضت سيرة شخص اشتهر بأخلاقه الحميدة التي مكنته من أن يكون محور مسلسل يطل من خلاله المشاهد علي تشابكات الحياة البدوية.وصُوّّر العمل، الذي كان يبث حصريا علي تليفزيون أبوظبي ويعاد بثه علي قناة الإمارات، في مدينة تدمر السورية نظرا الي تشابه تضاريس المدينة مع المناطق التي عاش فيها العواجي آنذاك، حيث سكنت قبيلته في مناطق امتدت من شمال نجد إلي حفر الباطن، وصولاً إلي منطقة الجزيرة بين العراق وسورية.منع سياسي أم فني؟كما أثار قرار عدم عرض مسلسل ناصر تأليف يسري الجندي وإخراج باسل الخطيب علي التليفزيون المصري الأرضية،حفيظة محبي الرئيس الراحل،حيث اعتبروا إصرار التليفزيون علي هذا الموقف بمثابة تجاهل لمسيرة وتأثير الزعيم الراحل في المصريين واتجه البعض إلي التلميح بأن هناك موقفا سياسيا وراء هذا الرفض. ولم يقتنع الكثيرون بالمبررات التي ساقها المسؤولون وعلي رأسهم وزير الإعلام أنس الفقي الذي صرح بأن العمل لم يقدم للعرض علي لجنة المشاهدة صاحبة الرأي في إجازة أي عمل للعرض علي التلفزيون وقال أيضا إن طبيعة المسلسل تفرض أن يشاهد بعناية ودقة وأنه لا يصح وضع زعيم بحجم عبدالناصر في موضع واحد مع مسلسلات فكاهية وتراجيدية وفوازير وتسالي فمسلسل عبدالناصر يستحق أن يراه المصريون بتمهل ودون أن يتحولوا عنه لشيء آخر.ومن هنا أعرب مؤلف المسلسل يسري الجندي عن حزنه الشديد متسائلا عن الهدف من استبعاد عرض مسلسل ناصر الذي يؤرخ لمرحلة من أهم المراحل في تاريخ مصر حيث تدور أحداثه في الفترة من قبل ثورة يوليو حتي قيامها بموضوعية تامة.وأوضح الجندي أنه حرص علي إخراج العمل وسيناريو المسلسل في أفضل صورة،نافيا أن يكون مبعث عدم عرض المسلسل ضعف مستواه،حيث اعتمد علي الوثائق التاريخية ومذكرات عبدالناصر نفسه في حرب فلسطين بالإضافة إلي أكثر من 38 س قدمتها ابنة الرئيس الراحل الدكتورة هدي عبدالناصر لفريق العمل ومعها جميع الدراسات والأبحاث التي أعدتها عنه وعن حياته وكذلك قامت بمراجعة كل ما يتعلق بجوانب أسرة الرئيس الراحل في المسلسل وهو ما يؤكد انه راعي أكثر درجات الدقة والموضوعية لكي يخرج بما يليق ومكانة عبدالناصر. وألمح الجندي إلي لعبة الإعلانات ودور الوكالات الإعلانية التي أصبحت تسيطر علي توجهات التليفزيون والتي من الممكن أن تكون سببا خفيا في إبعاد المسلسل، مشيرا إلي أن التليفزيون المصري أخيرا دخل في لعبة مع الوكالات الإعلانية التي تجري وراء أعمال النجوم دون النظر إلي طبيعة العمل فتشتري الأعمال التافهة بأسعار عالية لمجرد وجود نجم بها.أحداث ملفقةولم يكن مسلسل أسمهان ذي الإنتاج المصري السوري أقل حظا من مسلسل ناصر فيما أثير حوله من جدل خلال الفترة السابقة والذي بدأ بإعلان عائلة الأطرش حصولها علي موافقة من وزير الإعلام السوري محسن بلال تقضي بمنع عرض المسلسل أو تصديره إلي أي فضائية دون الرجوع إلي الورثة الشرعيين وتعديل الملاحظات التي طلبها فيصل الأطرش،ابن شقيق الفنانة أسمهان،في سيناريو المسلسل حيث اتهم فيصل الأطرش المسلسل بأنه يحتوي علي أحداث ملفقة لا تمت إلي الحقيقة بصلة وتسيء إلي حد كبير إلي سمعة وأصالة أسرته.وأكد منتج المسلسل إسماعيل كتكت أن المسلسل معروض علي أكثر من عشر قنوات فضائية مشيرا إلي أن ما حدث لم يكن أكثر من ضجة مفتعلة وخطاب سوري داخلي ليس لنا علاقة به كجهة إنتاج مصرية تنتج مسلسلا عن شخصية عامة واتبعت في ذلك جميع الإجراءات القانونية الواجبة.وأوضح كتكت أن وزير الإعلام السوري لم يصدر قرارا بالمنع كما أشاعت عائلة الأطرش وإنما أصدر توجيها داخليا لمسؤولي التليفزيون السوري بمشاهدة العمل والتأكد من دقته وموضوعيته قبل إصدار قرار بعرضه وهذا ما حدث ووجد مسؤولو التليفزيون السوري أن العمل لم يتناول عائلة الأطرش بسوء واستند إلي وقائع تاريخية مثبتة بالوثائق مما دفعهم إلي عرضه علي شاشات التليفزيون السوري.ومن جانبه أوضح الفنان يوسف شعبان الذي يجسد شخصية أحمد حسنين باشا في المسلسل أن أصل الضجة والخلاف ترجع إلي أمور مادية،حيث طالب فيصل الأطرش ابن فؤاد الأطرش شقيق المطربة أسمهان،باسم أسرة الأطرش بمقابل مادي ضخم مقابل موافقته علي السماح بعرض المسلسل وهو ما لم تقبله جهة الإنتاج.وفي هذا السياق أكد الناقد الفني مدحت الجيار رفضه لمنع عرض مسلسل أسمهان،موضحا أن أسمهان لم تكن شخصية فنية فقط ولكن كان لها جانبها السياسي الذي يجب توضيحه. ورأي الجيار أن المسلسل سواء كان سياسيا أو تاريخيا يحكي عن سيرة ذاتية فإن الأساس في تقييمه يرجع للوثائق التي تؤرخ للشخصية أو الأحداث السياسية التي شاركت فيها الشخصية فإذا كان المسلسل لا يختلف مع الحقائق التاريخية الثابتة والمؤكدة حسب الوثائق الموجودة فليس من حق أحد سواء كان رقيبا أو من أسرة صاحب السيرة الاعتراض علي العمل.والشيوخ أيضاولم تسلم مسلسلات رمضان الدينية هذا العام برغم ندرتها من الجدل الكثيف،حيث اصطدم مسلسل العارف بالله الذي يتناول سيرة شيخ الأزهر الأسبق الدكتور عبدالحليم محمود مؤخرا بقرار الرقابة،ففي الوقت الذي أشار فيه صناع العمل الي ان اصرار الرقابة علي حذف بعض المشاهد سيؤثر بالسلب علي سير الاحداث لكون هذه المشاهد تمثل احداثا مهمة في حياة ومسيرة ومواقف الامام الراحل وكل المقربين منه وكبار السياسيين والازهريين ممن عاصروه و كانوا علي علم بها و رفضت الرقابة التراجع عن موقفها وشددت علي ضرورة حذفها قبل عرض الحلقات التي تتضمنها وجميعها بالنصف الثاني من الحلقات.يأتي في مقدمة هذه المشاهد التي أصرت الرقابة علي حذفها و أدت لاشتعال الحرب بينها وبين صناع العمل حادث المنصة الشهير والذي راح ضحيته الرئيس الراحل انور السادات وكذلك اصرت الرقابة ايضا علي حذف كل مشاهد الصدام والخلافات التي وقعت بين انور السادات والشيخ عبدالحليم محمود شيخ الازهر في هذا الوقت خاصة مشهد الصدام الشهير بينهما حول قانون الاحوال الشخصية فمن المعروف ان عبدالحليم محمود وقف بقوة ضد هذا القانون ورفض تنفيذه لكونه يخالف شرع الله كما قال وقتها.وكان قد أجمع القائمون علي العمل سواء مؤلفه الدكتور بهاء الدين إبراهيم أو مخرجه محمد الشال أو الفنان حسن يوسف الذي يجسد شخصية الدكتور عبد الحليم محمود في وقت سابق أن المسلسل برغم تناوله لمناطق حساسة وإلقائه الضوء علي الانقسامات بين السنة والشيعة لم يواجه مشكلات من أي نوع سواء رقابية أو اعتراضات من أسرة الشيخ عبد الحليم محمود حول سياق الأحداث في المسلسل.ونفوا ما تردد في الآونة الأخيرة عن وجود خلاف بين أسرة المسلسل وأسرة الشيخ حول بعض تفاصيل شخصيته مؤكدين أن المسلسل لاقي كل المساندة والترحاب من الدكتور منيع عبدالحليم محمود الابن الأكبر لشيخ الأزهر الأسبق.وحول ما تثيره مسلسلات السير الذاتية من مشكلات قالت الناقدة الفنية ماجدة خيرالله : من المفروض ألا يكون هناك أي خلافات حول هذه المسلسلات، وعلي صناع هذه الأعمال ألا يستسلموا لابتزاز الورثة وإلا ستظل الدراما محسورة في بعض الأعمال التي تدور في فلك افكار استهلكت، فالسير الذاتية نتحدث فيها عن حياة زمن بأكمله وليس فرد واحد فقط، ومنع هذه المسلسلات هو قرار غير مقبول فلا يوجد قانون يجرم الكتابة عن شخصية عامة لأن تاريخ هذه الشخصية معروف من خلال الكتب والمستندات والإنجازات وغيرها.وفي هذا السياق يقول الناقد الفني طارق الشناوي إن دراما السير الذاتية يواجه صناعها مشكلات علي مستويين، المستوي الأول هو الورثة والذين غالبا ما يكون رفضهم لأسباب مادية، أما المستوي الثاني فهو مستوي الجمهور، حيث يخشي المؤلف كتابة بعض الحقائق لأن الجمهور يكون قد كون خلفية لديه عن الشخصية فلا يمكن تغيير هذه الصورة، فيضطر المؤلف للتغاضي عن بعض هذه الأحداث والمواقف منعا لتعرضه للهجوم من الجمهور.

جريدة القاهرة في 16 سبتمبر 2008

 
 

أكثر من 40 مسلسلا على شاشة رمضان

الدراما السورية ملامح نجاح وبوادر تعثّر

حسين الجمو

تعيش الدراما السورية احد أكثر مراحل نجاحها تحدياً، فأكثر من أربعين عملا درامياً على خارطة البرامج الرمضانية هذا الموسم تتنوع بين الأعمال التاريخية والبيئة الشامية والاجتماعية والكوميدية، ويبدو أن النجم عباس النوري وجد في مسلسل “أبو جعفر المنصور” الذي يقوم بدور البطولة فيه ما يعوضه عن فقده لدوره في مسلسل “باب الحارة” في نسخته الثالثة.

وتطل مسلسلات البيئة السورية - التي تعود غالبيتها إلى النصف الأول من القرن العشرين - من خلال سبعة مسلسلات خمسة منها تتناول البيئة الدمشقية (باب الحارة، أهل الراية، أولاد القيمرية،بيت جدي، الحصرم الشامي) وواحدة للبيئة الحلبية هي “حديث الروح” من تأليف وليد إخلاصي وإخراج فهد ميري، وأخرى للبيئة الساحلية “الحوت” من تأليف كمال مرة وإخراج رضوان شاهين وبطولة بسام كوسا وسلوم حداد.

الجزء الثالث من “باب الحارة” بدأ يستهلك نجاح الجزأين السابقين، فالكثير من المشاهدين لا يعرفون أن هذا المسلسل تعرض لنقد كبير في وسائل الإعلام السورية خاصة طريقة تناوله للمجتمع، واستغرب الممثل عباس النوري نفسه من ان الصحافة السورية تهاجم المسلسل فيما تمدحه الصحافة العربية. والعمل يستمد النجاح من الدعم الرسمي والشعبي للفكرة التي يروج لها لاستحضار التاريخ الناصع، لكنه للأسف تاريخ لا توجد فيه امرأة واحدة تتقن القراءة والكتابة، وكأن تاريخ المرأة الدمشقية هو تاريخ النميمة، وهذا ربما يلقي الضوء على الفئات المنبهرة بمثل هذه الأعمال ومستواهم الثقافي. ولعل من اكتفى بقراءة الكتب المدرسية في سوريا يدرك أن هذه الأحداث في جميع هذه المسلسلات لا توثق شيئاً حقيقياً، بل هي “فانتازيا بيئية”، لأن المقاومة المنظمة والشعبية ضد الفرنسيين جرت خارج أسوار دمشق، مناطق المقاومة الكبرى كانت في جبل العرب جنوب سوريا وفي جبال اللاذقية وحلب، وكانت النخبة الدمشقية مشغولة بالمفاوضات السياسية أو لنقل تتحمل الشق السياسي من المقاومة. والسوريون يعرفون دمشق في حقبة “أبو شهاب” من خلال الشخصيات الوطنية أمثال عبد الرحمن الشهبندر، ومحمد علي العابد وخالد العظم، مع ذلك لا يتقاطع المسلسل مع أي من هذه الأسماء ولو من بعيد. وإن كنا نأخذ أمثلة من “باب الحارة” فلأن المسلسلات الأخرى هي توائم لها.

في عمل آخر وهو “الحوت”، يقع المسلسل في خطأ قاتل بتقديمه عملا بيئياً ساحلياً باللهجة الشامية (باب الحارة)، ولأن لكل لهجة مخزونها المعرفي والفني والفلكلوري والتاريخي المرتبط بها، لذا من الواجب السؤال ما الذي تفعله هذه اللهجة في اللاذقية وجبلة؟ أم أن المخرج أراد الاستفادة من لهجة “باب الحارة” للدخول إلى بورصة النجاح الشعبي؟. أهالي اللاذقية لا يمكنهم مشاهدة هذا المسلسل دون أن يتخيلوا أنها تجري في دمشق لكنها مصورة في اللاذقية، هذا ما قاله احد أبناء تلك المنطقة والثقافة. ولمن يريد المقارنة فإن اللهجة الساحلية هي تلك القريبة جداً من لهجة المسلسل الكوميدي “ضيعة ضايعة” الذي عرض قبل فترة على شاشة تلفزيون أبوظبي. ويبدو أن نجاح العمل الدرامي داخل سوريا لم يعد مهماً، وهذا مرتبط بالغرور الفني الذي بدأ يلوح في أفق الدراما السورية.

وتستمر الدراما السورية بتقديم الأعمال التاريخية الناجحة، وتقدم عملين كبيرين هذا العام، الأول هو أبوجعفر المنصور” الخليفة العباسي من تأليف محمد البطوش وإخراج شوقي الماجري وبطولة عباس النوري . والمسلسل الثاني “قمر بني هاشم” الذي يقدم سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من إخراج محمد شيخ نجيب وسيناريو محمد عبد الكريم.

وتشكل الأعمال التاريخية من هذا النوع رافعة الدراما السورية الحقيقية، ولا غبار على هذه الأعمال بدءاً من النطق السليم للغة العربية إلى قوة الأداء التمثيلي والإخراجي، إضافة وهو الأهم، التحقيق التاريخي في العمل. ولعل الجرأة التاريخية تمثلت في “قمر بني هاشم” حيث كسر هذا المسلسل الحظر على منع تجسيد صوت الصحابة، فنجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المسلسل متحدثاً دون تجسيد صورته، ولم يسبق لأعمال السيرة النبوية أن تناولت شخصية سيدنا عمر قبل إسلامه بهذه الشفافية، وقامت أسرة المسلسل بالرجوع لعلماء دين بخصوص التوافق على شكل تقديم سيرة الرسول (ص).

أما الأعمال الملحمية فيتصدرها مسلسل “الصراع على الرمال” من خيال وأشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وسيناريو هاني السعدي وإخراج حاتم علي الذي يحقق نجاحات متتالية. ولعل هذا العمل الملحمي أعاد حاتم علي للانتصار للسلام بعد أن انتصر للانتقام في ملحمة مشابهة وهي “الزير سالم” قبل ثلاث سنوات.

ولم تغب مسلسلات السيرة عن الدراما السورية عبر مسلسلين، “أسمهان” من تأليف قمر الزمان علوش وممدوح الأطرش وإخراج شوقي الماجري، وأثار المسلسل الذي يتناول قصة حياة الفنانة أسمهان جدلا كبيراً بعد اعتراض الورثة وتدخل وزير الاعلام السوري لصالحهم بمنع عرضه وتسويقه في سوريا نظرا للنفوذ الكبير الذي تتمتع بها عائلة الأطرش في سوريا. والمسلسل الآخر “لورنس العرب” من تأليف هزوان عكو وإخراج ثائر موسى وبطولة جهاد سعد، ويتناول قصة الضابط الانجليزي لورنس العرب الذي كان عراب دخول بريطانيا إلى المنطقة العربية.

والنجاح في هذا اللون الدرامي سيستمر مستقبلا باعتبار أن التاريخ لا يزال خاما من حيث التناول الدرامي، فهي السوق المستقبلية للدراما السورية في ظل غياب المنافسة تماما. لكن هذا مشروط بالابتعاد عن الشخصيات المقلقة والمثيرة للخلافات، كما حدث في مسلسل “فنجان الدم” الذي أعلنت قناة ال “إم بي سي” تأجيل عرضه بسبب اعتراضات قبلية، إضافة إلى” سعدون العواجي” الذي أوقف تلفزيون أبوظبي بثه بأمر من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة لتناوله سيرة العشائر. وتحظى المسلسلات الاجتماعية على خارطة الدراما السورية خلال شهر رمضان بحصة الأسد، 24 مسلسلاً إضافة إلى أربعة مسلسلات كوميدية اجتماعية. ولعل استجابة الدراما السورية للتغيرات الحاصلة في المجتمع هي الأسرع مقارنة بغيرها، ففي “ الخط الأحمر” لم يعد الحب والفشل العاطفي أو الفقر وحده آفة المجتمع بعد انتشار أمراض في غاية الخطورة مثل الإيدز الذي يتناوله العمل من خلال ثلاثة شباب أصيبوا بهذا المرض بعد اعتدائهم على فتاة تحمل المرض. ويمكن تصنيف مسلسل “ليس سرابا” من تأليف فادي قوشقجي وإخراج المثنى صبح وبطولة عباس النوري وكاريس بشار،باكورة المسلسلات الاجتماعية وأجرأ مسلسل اجتماعي في تاريخ الدراما السورية بتناوله العلاقات الاجتماعية بين المسلمين والمسيحيين ومواجهة التطرف الاجتماعي بأسلوب يضع هذا العمل في أحضان المجتمع.

والتحدي الذي يواجه صنّاع الدراما السورية والتي ربما يسبب لها سقوطاً مدوياً هو حالة الغرور والتسليم بالنجاح، الأمر الذي حذّر منه النجم السوري فارس الحلو مراراً، وهناك أسباب لنجاح الدراما السورية بعيدا عن الموهبة الفذة للممثلين والمخرجين لعل أبرزها جمود الدراما المصرية ضمن قالب يكون فيه البطل الأوحد وكأنه فرعون العمل الدرامي، بينما يعج المسلسل السوري الواحد بالنجوم. هذا العامل لن يستمر طويلاً، والعجيب أن لا شيء يدعو لبقاء هذه الثغرة الكبيرة في الدراما المصرية حتى الآن.

ومشكلة أجور الفنانين في سوريا لم تجد حلا لها، ويكون الثمن في غاية الخطورة عندما يظهر الممثل في أكثر من عمل بما يشوش المشاهد، الممثل الكبير خالد تاجا يشارك في سبعة مسلسلات دفعة واحدة، والممثل الشاب باسل خياط في تسع مسلسلات وكل من أسعد فضة ومنى واصف ولورا أبو أسعد في ست مسلسلات وعباس النوري وكاريس بشار وسلافة معمار في خمسة مسلسلات. هذه التكرارات هي الطريق الوحيد امام الممثل السوري لتحسين وضعه المادي، فلا يوجد ممثل سوري يشترط ما يشترطه نجوم الدراما المصرية الذين يتقاضون ملايين الجنيهات، وهذه نقطة لصالح السوريين لكنها خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بحرص.

الخليج الإماراتية في 16 سبتمبر 2008

 
 

نور الشريف صار 'يسلق' مثل غيره

الدالي، إثارة مصنعة وصراع لا ينتهي

القاهرة - من رياض ابو عواد

نقاد يوجهون سهامهم لمسلسل 'الدالي' ويصفونه بمغامرات تقدم انتصار العربي العبقري القادر على هزيمة المافيا والاسرائيليين!

رأى نقاد ان الجزء الثاني من مسلسل "الدالي" للمخرج اللبناني يوسف شرف الدين قدم الكثير من المفاجآت المصطنعة ويشكل تراجعا عن المستوى الذي كان عليه الجزء الاول لانه لم يتناول الاوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في مصر خلال الفترة التي يغطيها.

وقالت الناقدة علا الشافعي ان المسلسل الذي يلعب دور البطولة فيه نور الشريف تميز في حلقاته التي عرضت حتى الان بإثارة "مصطنعة" ودخوله في "تفاصيل لا قيمة لها في ظل اغراق المسلسل في صراعات الرأسمال المحلي بين الدالي (نور الشريف) والمافيا الدولية".

وكان الجزء الاول من المسلسل مهد لصعود الدالي من خلال الاحداث التي شهدتها مصر من قرارات تأميم الشركات والمصارف الكبرى والحروب وصولا الى 1979 الذي تبدأ فيه احداث الجزء الثاني.

وصرح الناقد طارق الشناوي ان الحلقات المعروضة حتى الان "تخلت عن ربط الصراعات القائمة بالبعد السياسي الداخلي والخارجي".

ورأى في ذلك "ابتعادا ملزما لان الدراما محكومة بسقف يمنع فيه توجيه انتقادات سياسية خلال المرحلة التي يغطيها الجزء الثاني من المسلسل من 1979 الى 1984"، مشيرا الى ان "الانتقادات التي وجهت للرئيس الراحل جمال عبد الناصر جاءت بعد رحيله كذلك الانتقادات التي تعلقت بسياسة الانفتاح التي اطلقها السادات".

ورغم ادخال عنصر التشويق الى المسلسل هو صراع الدالي مع رجل المافيا اليهودي (عزت ابو عوف) فان هذا لم يغط على النقص في الجزء الثاني من المسلسل وهو عدم تطرقه الى المسائل السياسية والاجتماعية في مصر.

واكد الناقد عادل عباس من جهته ان المسلسل تحول الى "مغامرات لا هم لها سوى صراع لا ينتهي من اجل المال وانتصار العربي العبقري القادر على هزيمة المافيا والتلميحات الواقفة وراء رجل المافيا اليهودي بانه اسرائيلي".

والى جانب افتقاد الدراما في هذا المسلسل للبعد الاجتماعي والسياسي المصري فان الشناوي رأى ان "الفنان نور الشريف استسهل اعادة تقديم الشخصية بعد النجاح الذي حققه في الجزء الاول خصوصا وان مفاتيح الشخصية اصبحت منقادة له".

واضاف ان "ابتعاد المسلسل عن السياسي دفع الى البحث في الاوراق القديمة للجزء الاول من المسلسل بدون ان يتنبه القائمون عليه الى ان الذيول التي تبقت من العام الماضي في الجزء الاول لا تصنع نجاحا في ظل عدم السماح بالانتقاد السياسي العميق".

ورأى الشافعي ايضا ان المخرج قدم العمل "وفي خلفيته الذهنية فيلم 'العراب' الا ان الوضع في المسلسل لا يحتمل مثل هذه الصورة فضاعت الخطوط من بين يديه وأصبح ايقاع المسلسل مفقودا من خلال فبركة احداث لا معنى لها ولا تضيف للمسلسل من قريب او بعيد بقدر اضاعة وقت المشاهد".

اما الناقد اشرف البيومي، فقد انتقد "تعامل الفنان نور الشريف بانفعالية عالية في اداء دوره وترسيخ مفهوم الصعيدي بمعناه المحافظ".

وتساءل "كيف يمكن للفنان نور الشريف بعد عرض الجزء الثاني الذي لم يلق اقبالا جماهيري ولم يقنع المشاهد بان يصرح انه بدأ الاعداد للجزء الثالث من الدالي؟".

ميدل إيست أنلاين في 17 سبتمبر 2008

 
 

أيهما أكثر أهمية «الزعيم» أم «المغنية»

هل كان عبدالناصر زعيماً «من يومه»؟

ماجدة موريس

من النظرة الأولي «لقائمة» مسلسلات رمضان الحالي تبدو أعمال السيرة الذاتية مغرية وقادرة علي جذبنا إلي متابعتها، خاصة مع شخصيات من وزن «جمال عبدالناصر» و«أسمهان».. ولا يستغرب أحد ذلك، فأهمية أي شخصية في عالم الدراما التليفزيونة تقاس بما تحتويه سيرتها من عناصر للصراع والتحولات والتأثر والتأثير بما حولها.. وشخصية «جمال عبدالناصر» كبطل لمسلسل تليفزيوني طويل هي شخصية رجل أصبح زعيما أسطوريا، ورئيسا تعلقت به آمال ملايين العرب كنموذج لزعيم شعبي خرج من صفوف الناس العاديين وليس من القصور الملكية أو المدنية..

وكصاحب مشروع وطني وقومي طموح للتحرر والنهضة.. أما «أسمهان» بطلة المسلسل الثاني من مسلسلات السيرة الذاتية، والذي يتقاسم مع المسلسل الأول نسبة مشاهدة عالية يفتقدها مسلسل ثالث من هذا النوع عن حياة «علي مبارك» أحد رجال النهضة المرموقين في مصر.. أسمهان مغنية رائعة الصوت انفجر تألقها كالقنبلة ليؤثر في محيط عريض حولها من مصر إلي كل مكان ناطق بالعربية في دوائر ظلت تتسع بفضل صوتها وصورتها كامرأة جميلة وممثلة رائعة، وأيضا بفضل حياتها المثيرة المليئة بكل المفارقات.. لا توجد مقارنة بين عبدالناصر وأسمهان سوي حياة كل منهما المليئة بما يصلح لدراما تليفزيونية ممتدة، وعلاقة أخري هي كونهما من الشخصيات العامة المؤثرة علي الآخرين، مع فارق ولون التأثير إن صعدت أسمهان لقمة مجدها وماتت وعبدالناصر في بداية حياته كضابط، تحولت حياتها لأسطورة بفعل شائعات الموت والميلاد وما بينهما بينما تحول عبدالناصر بعد موته إلي بطل شعبي وجزء من ضمير أمته، يطفو أو يتواري وفقا لترمومتر «يقظة» هذا الضمير.

ناصر

ومن هنا أتوقف عند مسسل عبدالناصر بعد 12 حلقة، وقبل إعلان ثورة يوليو 1952، لأقدم مجموعة ملاحظات أولها تلك العناصر الرئيسية الجديدة علي المشاهد المصري في المسلسل وأولها كونه من إخراج باسل الخطيب في أول أعماله المصرية، وهو مخرج قدير، درس السينما مع عدد من ألمع المخرجين العرب في معهد السينما بموسكو، وثاني هذه العناصر بطل المسلسل الفنان الممثل مجدي كامل، المدرس بمعهد التمثيل بجانب كونه ممثل الأدوار المختلفة، الذي لفت الأنظار بدور «عبدالناصر» نفسه في مسلسل «العندليب» في العام الماضي عن حياة عبدالحليم حافظ، ومبلغ علمي أن دور عبدالناصر عرض علي عدد من «فتيان» السينما الأوائل الآن، لكنهم رفضوا، واستقر الأمر علي مجدي كامل في أول سابقة من نوعها في دراما التليفزيون أن يؤدي ممثل نفس الدور في عملين، في الأول دور هامشي، وفي الثاني هو الدور المحوري، ومن حق مجدي كامل أن يأخذ حقه وحجمه كممثل قدير متفوق ضمن جيل سبقه في الحصول علي البطولات.. ومع مجدي كامل توليفة رائعة من الممثلين من كل الأجيال، من جيل محمد الدفراوي الفنان الكبير إلي جيل كريم الحسيني الذي قام بدور عبدالناصر في مراهقته وبسرعة ربما متعسفة، فقد كانت المرحلة العمرية وما بها تستحق مساحة أكبر، ومن الممثلات يتوقف المشاهد حتي الثلث الأول من العمل أمام أربع ممثلات الأولي هي وفاء عامر في دور أم عبدالناصر فهيمة والذي لم يطل علي الشاشة إلا لحلقة واحدة وجزء من حلقة أدت فيها وفاء الدور بروعة تليق بالعمل وبموهبتها التي تفجرت بعد سنوات من الأدوار الباهتة، والثانية هي سوسن بدر في دور «توحيدة» الأم الثانية له، زوجة عمه التي لم تنجب لكنها اعتبرته ابنها بكل عطاء الأم واهتمامها، الثالثة هي «شيرين» في دور عنايات زوجة أبيه بعد رحيل أمه، والتي أعطت للدور مذاقا خاصا معبرا عن حدود الشخصية بكل ما فيها من تقليدية وضيق أفق، الرابعة لقاء الخميسي في دور «تحية» زوجته التي قدمت له عمرها علي طبق من الجمال الروحي والإنساني.. ومهما حمل المسلسل من تفاصيل معبرة عن رغبة كاتب المؤلف القدير يسري الجندي في تقديم «الصورة كاملة» لحياة عبدالناصر، فإن هذا الجهد والتدقيق يستحق التقدير حتي لو كانت بعض التفاصيل لا يضير المسلسل تجاوزها، لأننا إزاء عمل درامي يحمل بداخله قيمة تسجيلية وتوثيقية في أجزاء تخص حياة عبدالناصر منذ مولده وطفولته وحتي شبابه وبروزه علي السطح بين الضباط وسعيه إلي التعبير عن غضب ملأ الكثير من المصريين من تردي الأوضاع في ظل الاحتلال والملكية والحكومات المتتالية وفقدان الهدف لدرجة سعي البعض إلي الاستعانة بالألمان لطرد الإنجليز، أي استبدال احتلال بآخر.. وتفاصيل حياة عبدالناصر الطفل وعيشه لفترة في بيت عمه خليل «صلاح عبدالله» وزوجته توحيدة فكشف عن أهمية هذه الفترة في تكوينه المبكر، وحيث يكتشف «جمال» أن ابن عمه محمود ليس ابنا للعم، وإنما هو، مثله، قريب احتضنه العم وزوجته بعد تيتمه، ودور هذا العم في حياته، وتوجيهه له بعدما رأي فيه جدية ووعيا مبكرا أرضي غليله كسياسي قديم.. وفيما بعد، كان العم هو الرجل الذي لاحق ابن أخيه في المظاهرات وفي خطوات عديدة كان يهلل لها بقلبه ويرفضها ظاهرا، خاصة مع ضغوط الأب «قام بدوره محمد وفيق» علي شقيقه ليلاحق ابنه ويمنعه من الانخراط في أي نشاط معارض للحكم.. هل كان علي يسري الجندي أن يبدأ مسلسله من منطقة أخري ويتجاوز هذه المرحلة كما رأي البعض؟.

عالم آخر

وما هي معايير التعامل مع الشخصية هنا؟ إن المسلسل يظهر بوضوح أن طفولة ومراهقة عبدالناصر هي منطقة مفاجآت حقيقية لنا كمشاهدين عرفوه زعيما للثورة ولم يدركوا ما قبل هذا.. بل إنني أتذكر جيدا تلك الصورة الذهنية التي روجت عنه بواسطة الشائعات الكثيفة في عز إنجازاته حول عائلته وكون والده بوسطجيا للتدليل علي تواضع المستوي الاجتماعي للزعيم الكبير وبما يعنيه معني «أولاد الرعاع» في لغة الأتراك والإقطاعيين.. لهذا أعتقد أن ما قدمه الجندي في المسلسل شديد الأهمية في إضاءة عالم بأكمله في أقاصي مصر، بني مر التي ولد بها، والخطاطبة التي نقل إليها مع والده، ثم الإسكندرية مع استعادة هذه الأماكن مرارا، وعالم الأسرة الكبيرة والجد حسين، العجوز القوي «قام بدوره محمد الدفراوي بروعة» ودوره في حياة أبنائه، ثم أحفاده، وسعادته بتفوق جمال واجتهاده الشديد دونا عن أغلب أحفاده، وتعطشه للبقاء علي قيد الحياة في مرضه الأخير حتي يري حفيده المتفوق بعد أن أصبح ضابطا وتخرج في الكلية في دفعة استثنائية قبل بها «استثناء» أيضا بفضل ضابط كبير سعي إليه عمدة بلدته «فتوح أحمد».. ثم كيف استطاع جمال بعد فترة قصيرة كطالب أن يصبح ألفة دفعته فيعين أومباشيا عليها يمسك بمقاليد الضبط والربط لزملائه، هذا النموذج الفذ للاجتهاد والدأب والمقدرة علي شحن الذات بعناصر التقدم من إنجاز للعمل، والبحث عن تثقيف نفسه بالقراءة المستمرة، والاهتمام بشأن الوطن هو نموذج «نموذجي» لبطل درامي الآن في واقع يغيب عنه أمثاله إلا ما ندر.. واستخلاص هذه السيرة من بين ملفات ووثائق عديدة حول جمال عبدالناصر ليس مبعثه فقط الإعجاب أو النفاق وإظهاره كما لو كان «زعيما في اللغة» وإنما استعادة لسيرة زعيم أثر في حياة ملايين البشر وأصبح موضع رهاناتها لسنوات عديدة.. كيف حدث هذا.. وما هي المؤثرات.. ثم ماذا عن النهايات.. هذا مؤجل لأن الحديث عن المسلسل لن يكتمل إلا بعد اكتمال المشاهدة.. مع نهاية رمضان.

الأهالي المصرية في 17 سبتمبر 2008

المصرية في

01.09.2008

 
 

أسمهان على الشاشة·· قصة متينة··· واخراج هزيل

سليمان نبيل أصفهاني

إنفجرت المشاكل والنزاعات حول مسلسل <أسمهان> الذي يروي سيرة حياة الفنانة الراحلة، وانشغلت وسائل الاعلام في الاضاءة على اعتراض ورثتها على مضمون ذلك العمل الدرامي، وسعيهم إلى إيقاف عرضه عبر الشاشات الصغيرة، ومتابعة قرار وزير الاعلام السوري الذي قضى بمحاصرة المسلسل في سورية استجابة لطلب الورثة، وقد نسي الجميع التمعن بنوعية هذا المشروع المصور الذي نقل عن قصة للكاتب سعيد أبو العينين، ووضع بين يدي المخرج التونسي شوقي الماجري الذي أرادها فسحة لاصطياد الشهرة ولو عبر الاعتماد المباشر على المعالجة الدرامية التي أضافت إليه ولم يضف إليها·

قصة سعيد أبو العينين دخلت الى غربال قمر الزمان علون وممدوح الأطرش، فجرى تهذيب سلسلة من الأحداث بعد اضافة نكهة من التشويق إليها، بعيداً عن السرد التقليدي، لذا فإن المحور الأساس أي حياة <أسمهان> خضع لأكثر من عملية تكرير للوصول الى الصيغة النهائية التي تستحق الوصول إلى المشاهد للفت انتباهه فيما أتى السوري نبيل المالح ومعه المصري بسيوني عثمان ليبادرا الى صياغة حوار لا يخلو من بعض الثغرات، لكنه في نفس الوقت لا يتعارض مع قاعدة القصة الرئيسية التي تم دعمها بالمزيد من الجاذبية، وفق سياسة الترويج المعتمدة من قبل معظم العاملين في الاطار الدرامي، إلا ان كل هذه العمليات والتركيبات اصطدمت بعدم مرونة المخرج شوقي الماجري الذي جاء غريباً عن محاور تلك الدراما بشكل كلي·

أمام ذلك استطاع شوقي الماجري الاختباء خلف حنكة كاتب القصة وكتاب السيناريو والحوار، إضافة الى أنه كان بارعاً في اخفاء اخفاقاته كمخرج إذ، سارع الى استخدام الممثلين كدروع بشرية لاسلوبه المهزوز، فإذا باطلالة سلاف فواخرجي التي تقدم دور <أسمهان> تتناغم مع سيرة النص وليس مع الاخراج، وهذا ما حصل مع معظم الفنانين أمثال عابد فهد، ورد الخال، فادي ابراهيم وغيرهم الذين، كانوا ينتظرون الدعم من الماجري، فوجدوا أنفسهم يدعمونهم حتى لا يصاب المسلسل بالفشل، ومن ضمن العناصر الفاعلة التي ساندت المخرج، الفنان فراس ابراهيم، الذي وقف أيضاً في المواجهة مع ورثة <أسمهان>·

الممثلة سلاف فواخرجي استطاعت أن تنصهر في شخصية <أسمهان> لدرجة يمكن وصفها بالمقنعة، خصوصاً أن الرعيل الذي واكب الفنانة الراحلة، وجد سمات مشتركة بينها وبين فواخرجي التي جندت خبرتها كممثلة للمغامرة في ميدان صاحبة القصة، فإذا بها تصيب الكثير من الأهداف الايجابية خاصة خلال وقوفها أمام الممثل فراس ابراهيم الذي يفوقها خبرة وحنكة في الاطار الدرامي، لذا فإن سلاف اندفعت الى الامام بكل قوتها، بعد أن وضعت في خانة التحدي، وكان من الطبيعي أن تدخل في صراع مع الذات والمحيط، إلا أن هذا المجهود لم يذهب هدراً، حتى ولو أن لمسات المخرج كادت تورطها في فراغات لا تخطر على بال أحد·

بالنتيجة قصة وسيناريو وحوار وابطال مسلسل <أسمهان> كانوا كتلة موفقة أمام فشل وارتباك المخرج شوقي الماجري الذي حاول الاستفادة قدر المستطاع من فريق العمل من حوله، لكنه كان ضعيفاً في اخفاء عيوبه التي لا تعد ولا تحصى·

اللواء اللبنانية في 17 سبتمبر 2008

 

فنانونا اللبنانيون على الشاشات المصرية: الغالبية للجنس الجميل

المغنيات أصبحن ممثلات·· ومخرجو السينما يعملون في التلفزيون···

محمد حجازي 

لنا أن نعد من دون توقف·

لكننا نبدأ بفناناتنا اللبنانيات الحاضرات على الشاشات والمسارح المصرية بـ نور (ماريان حبيب) التي توّجت نشاطها الفني والنوعي الأهم في السينما (13 فيلماً) والتلفزيون (اثنان آخرهما: دموع القمر، في رمضان الجاري) والمسرح (واحدة)، بخطوبة من رجل الأعمال الحلبي الشاب يوسف إنطاكي المقيم من زمان في مصر·

مادلين طبر انطلقت جيداً في اعمال تلفزيونية بينها فيلم للمخرجة إنعام محمد علي ثم راحت المسيرة تتذبذب بين حضور قليل وغياب طويل، الى ان قررت الانتاج بنفسها لنفسها·

نيكول سابا دخلت من فوق، من الأعلى جداً، مع النجم الكبير عادل إمام في <التجربة الدانماركية> وكان فيلماً ناجحاً مناسباً جداً لصورتها، وكانت مشكلة حقيقية لها من أين تكمل فظهرت في أفلام اقل مستوى وأسماء غير لامعة جداً، لذا عادت واعتمدت على الغناء كداعم لصورتها هناك·

دوللي شاهين، حضرت منذ البداية مع المخرج خالد يوسف، لكنها لم تحز البطولة الحقيقية إلا مؤخراً مع هاني رمزي في <نمس بوند> المرشح للعرض اللبناني في وقت قريب·

مايا نصري تصعد على مهل، بدأت في السينما ثم ركزت على التلفزيون ولها مؤخراً وكالة عطية، مع الفنان حسين فهمي والذي تغنّي مقدمته ونهايته ولحضورها جاذب لكنها لم تعلق في الاذهان بعد في دور لافت·

رزان مغربي انطلقت سينمائياً مع احمد السقا وكان لها جاذب جيد، ثم ظهرت تلفزيونياً، ثم غنّت مع حديث عن ألبومها الى ان اتخذت لها بيتاً ثابتاً في منطقة الزمالك وصولاً الى عنوان بارز في الصحف المصرية عنها مؤخراً: هل استبعدت رزان ام هربت، ومن يعرفون، رزان يدركون انها يستحيل ان يمارس معها هذا الفعل وتظل صامتة لا تتحرك او تبدي ردة فعل·

سيرين عبد النور من اجل الوجوه التي يمكن متابعتها على الشاشة ولا تنافسها سوى نور في هذا السحر· سيرين حضرت في فيلم مع عمر الشريف <المسافر> ثم خالد النبوي في دخان بلا نار (للبناني سمير حبشي) وها هي وقّعت عقداً لبطولة في فيلم لـ محمد هنيدي كتبه يوسف معاطي وهذا يعني ضمانة لها بأنه لن يكون سطحياً كآخر اعمال هنيدي·

مادلين مطر التي حضرت مغنية في القاهرة سرعان ما التزمت سينمائياً بفيلم مع حسن حسني لم يعرض بعد لكي نعرف اي حضور تأمّن لها·

هيفاء وهبي تصوّر حالياً <دكان شحاتة> أول فيلم لها في مصر مع المخرج خالد يوسف، ومن دون وجود اسماء كبيرة، سواها في الفيلم، ولم يعرف بعد ما اذا كان مشروع لسوء حظهم الذي كانت تحضّر لتصويره الراحلة رندة الشهال صباغ سيصوّر أم لا·

يوري مرقدي حضر في فيلم واحد وكان مقنعاً جداً، عمار شلق له حضور في مسلسل واحد، ورد الخال سافرت الى القاهرة ولم يعجبها ما سمعته ولا ما حاولوه معها فعادت رافضة المتابعة، باسكال مشعلاني تراجعت في آخر لحظة عن مشروع مع مصطفى شعبان وهي تتحضر لعمل آخر، أليسا بدورها طلبت تأجيل أول فيلم لها الى موعد لاحق بعدما كان موعد التصوير تحدد، وهناك مروى التي صوّرت فيلماً واحداً ثم وقع حادث الهجوم عليها خلال غنائها على الشاطئ ولم تعد تظهر، الى آخر ما هناك من أجواء يدخل في ضمنها حضور مخرجين لبنانيين لهما مكان في البرمجة الرمضانية حالياً: يوسف شرف الدين (الدالي 1 و2) وأسد فولادكار (راجل و6 ستات)·

بهذا العدد من الفنانين اللبنانيين يتضح انهم الاكثر عدداً من جميع العرب الحاضرين في القاهرة حالياً، وإن تكن المنافسة القوية امام وخلف الكاميرا حالياً تجيء من زملائهم السوريين، لكن رغم ذلك لم يحز أي فنان لبناني بطاقة العضوية في النقابات المصرية خصوصاً بعد القرارات التي كانت اعلنتها نقابة الممثلين وما قاله النقيب اشرف زكي عن استثناء في المعاملة لـ نور لم يترجم حتى الآن ميدانياً ببطاقة عضوية·

هذه صورة وحال فنانينا في القاهرة التي لطالما كانت تاريخياً حضناً حميماً للوافدين من الاقطار العربية وخصوصاً بيروت·

اللواء اللبنانية في 17 سبتمبر 2008

 
 

«بقعة ضوء» يواجه الأمن الجنائي في دمشق؟

بعد لوحة ساخرة عرضت مساء الأحد

منار ديب 

في خطوة قد تكون الأولى من نوعها، تفكّر سلطات الأمن الجنائي السورية، في مقاضاة المسلسل الكوميدي. والسبب؟ حلقة «كانت أقرب إلى التهريج، مسَّت بمؤسسة من المفترض أنها تسهر على أمن البلاد»...

منذ سنوات، صار «بقعة ضوء» أحد البرامج الرمضانية الأكثر شعبية، وخصوصاً في سوريا. وهو يعود هذا الموسم بعد توقفه لموسمين، ومع عودة لبطليه الرئيسيين أيمن رضا وباسم ياخور، وبتوقيع المخرج الشاب سامر برقاوي. وهو الذي سبق له أن عمل مساعداً مع الليث حجو الذي أخرج ثلاثة من أجزاء العمل الخمسة. هذا العام، ومع الجزء السادس، نستعيد شيئاً من هوية العمل: الكوميديا التي لا تكتفي بالإضحاك بل تتمتع بروح نقدية ساخرة، وتتناول القضايا الأكثر سخونة بالنسبة إلى المواطن. ويشارك في اللوحات عدد كبير من الممثلين السوريين، يؤدون الأدوار المختلفة التي تكشف عن بعدهم الكوميدي الذي لا نراه عادة. وهناك أيضاً، وجوه كوميدية قلما تجد الفرصة للتعبير عن إمكاناتها في هذا اللون الفنّي الصعب، نظراً إلى محدودية الإنتاج في هذا الحقل، كأندريه سكاف ونضال سيجري ومحمد حداقي وجمال العلي... وكل ذلك بالاستناد إلى نصوص متنوعة، يكتبها عدد من الكتاب المتغيرين باستمرار، معظمهم من الشباب.

كثيراً ما عاب بعضهم على «بقعة ضوء» مبالغاته، ونزوعه إلى التهريج. وعلى رغم أن بعض اللوحات تقوم على فكرة أو نكتة بسيطة، يمس عدد كبير منها بأسلوب ذكي قضايا تشغل المواطن السوري والعربي. وفي الجزء السادس من «بقعة ضوء»، تطرح مشكلات كارتفاع أجور المواصلات بعد رفع سعر المحروقات، والغلاء خصوصاً في المواد الأساسية، وهيمنة أصحاب النفوذ من المسؤولين وتجاوزاتهم... وفي لوحة تحمل اسم «اعتصام» كتبها مازن طه، يضرب عمال مصنع في القطاع الخاص عن العمل لزيادة أجورهم، وهي حالة غير شائعة في الواقع، (وهذه اللوحة بثتها الفضائية السورية كاملة خلافاً للوحات أخرى «قطشت» منها). صاحب المعمل الذي يبدو أنه يملك كل شيء في البلد، يستجيب ويزيد الأجور. لكنه في المقابل يرفع أسعار منتجاته الكثيرة... إلا أن هذه الجرأة تفرغ من مضمونها، حين نكتشف أن «الأستاذ» هو من يقف خلف الاعتصام ليرفع الأسعار.

أما أخيراً، فقد أثارت لوحة «كرت عزيمة» التي عرضت الأحد وكتبتها رنا الحريري، ردود فعل من قبل إدارة الأمن الجنائي التابعة لوزارة الداخلية التي رأت فيها سخرية من عناصرها، كما نقل موقع «سيريا ستيبز» السوري الخاص. ووصل الأمر إلى حد الإعراب عن نية الإدارة برفع دعوى ضد القائمين على العمل، فيما أكد مصدر من شركة «سوريا الدولية» المنتجة للمسلسل، في اتصال مع «الأخبار» أمس، عدم تلقيهم لأي شيء رسمي بهذا الخصوص. ولوحظ أن موقع Syriasteps قد نشر في صفحته الرئيسية خبراً آخر يقول «رغم أنها ما زالت محدودة... في دمشق: سرقة المتاجر والمساكن تتراجع»، علماً بأن اللوحة التي أثارت هذه الزوبعة، تصوّر حادثة سرقة سيارة يتعرض لها أحد المواطنين، فيطلب مساعدة الأمن الجنائي التي تظهر من خلال ضابط يتكلم لهجة بدوية (في خلط يقع فيه المسلسل باستمرار بين اللهجات البدوية والحورانية ولهجة الجزيرة واللهجة الخليجية). يقدَّم الضابط (باسم ياخور) بصورة ساذجة تقترب من الكاريكاتور، مع شارب كثيف، وألوان فاقعة للملابس، ومسبحة كبيرة، في تأكيد على الهوية الريفية للرجل. وهو أمر سبق أن قدمته «بقعة ضوء» في لوحة قديمة، لكن مع ضابط أكثر سذاجة يتكلم لهجة الساحل. وقد يندرج الأمر في إطار فوقية مدينية، نظراً لأن معظم من يعملون في هذا السلك هم من أصول ريفية. في لوحة «كرت عزيمة»، يحدق رجال الأمن في زوجة المجنى عليه (سوسن أرشيد) بطريقة ترعبها، وكأن هؤلاء هم من المكبوتين غير المتحضرين، ويؤكد ذلك شرههم للطعام في أحد المشاهد. باختصار، اللوحة المذكورة لا تقول شيئاً، ولا تتجاوز كونها ضرباً من السخرية الصبيانية من فئات اجتماعية ولهجات، اعتاد المسلسل أن يتعامل معها بخفة... فما لزوم أن تكون اللهجة البدوية هي السائدة في عدد من اللوحات دون وجود مبرر درامي؟ أما انتقاد نقص الكفاءة لدى جهاز حكومي، فيحتاج إلى معالجة أكثر جدية وصدقية، علماً بأن Syriasteps أشار أيضاً إلى أنه يتم حالياً، إعداد مذكرة بشأن تناول الأمن الجنائي بتلك الطريقة في العمل، لعرضها على مجلس الوزراء.

18:30 على «المنار»/ 19:30 على الفضائية السورية

 

كوميديا... سوريّة

رغم شعبية هذه الأعمال ورواجها، تبدو الدراما السورية مقلّة في اللون الكوميدي، طاقات تمثيلية عدة ينتظر منها الكثير في هذا اللون، فهل هي أزمة نص؟ هذا الموسم، وبخلاف «بقعة ضوء»، نقابل الوجه الكوميدي لبسام كوسا في «حارة عالهوا» الذي كتبه وأخرجه رافي وهبة. وهناك «هيك تجوّزنا» الذي اقتصر عرضه على القناة الأرضية الثانية للتلفزيون السوري حيث نلتقي مع مواقف كوميدية تثيرها قصص غرامية ومشاريع ارتباط، بمشاركة جومانة مراد وأيمن رضا وباسم ياخور وسلاف فواخرجي. أما «رفيف وعكرمة» (على «إنفينيتي»)، وهو من تأليف عبد المجيد حيدر ومحمد أبولبن وإخراج مأمون البنّي، فنحن على موعد مع مفارقات الحياة الزوجية للثنائي رفيف (يارا صبري) المرأة العصرية التي تعمل في شركة للوساطة، وعكرمة (مازن الناطور) المدرِّس المثالي 


أيمن رضا

نجم الكوميديا الذي أظهر مقدراته أيضاً في ألوان أخرى، يضفي لمساته الخاصة على أيّ مشهد ضاحك، فموهبته بالعمل على جزئيات الشخصية، والتي تظهر صادقة وعفوية، تمكّنه من دخول القلوب من دون استئذان

الأخبار اللبنانية في 17 سبتمبر 2008

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)