كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

"دراما العظماء"

بين اعتراضات الورثة وتطلّب المشاهدين

القاهرة ـ حمدي رزق

دراما رمضان

2008

   
 
 
 
 

منذ أن اشتعل ولع المشاهد المصري والعربي بمسلسل "أم كلثوم" ـ في شهر رمضان من العام 1998ـ اندلعت معه حالة من الإقبال غير المحدود على سير الكبار المعاصرين من القرنين التاسع عشر والعشرين..ربما كان مفهوماً أن النجاح المدوي ـ الذي أذهل بطلة المسلسل الممثلة المحجبة حالياً (صابرين) وأذهل مخرجة المسلسل انعام محمد علي ـ يدفع حتما باتجاه مسلسلات أخرى تحكي سير مشاهير الفن في مصر كمحمد عبد الوهاب وسيد درويش وعبد الحليم حافظ وسعاد حسني، فربما يتحقق ذات النجاح الذي حصده مسلسل أم كلثوم، غير أن الدفع جاء باتجاه آخر..السياسة والتاريخ والقضايا الجادة ومن وقف وراءها من المشاهير والزعماء والعلماء والمفكرين!

صحيح أن مسلسلاً عن سعاد حسني صنع وعرض قبل عامين (السندريللا بطولة منى زكي ـ رمضان 2006) وان مسلسلاً آخر صنع وعرض في نفس التوقيت بالضبط عن سيرة عبد الحليم (العندليب، بطولة الصوت الجديد شادي شامل)، لكنهما جاءا بعد مسلسل أم كلثوم بثماني سنوات كاملة ولم يصب أحدهما عشر نجاح مسلسل أم كلثوم!

وراء أم كلثوم جاءت قاطرة من المسلسلات المصرية التي عرضت في فضائيات عربية كثيرة مثل قاسم أمين وفارس الرومانسية يوسف السباعي والشيخ الشعراوي امام الدعاة، والشيخ المراغي شيخ الازهر الاسبق، وبطلة التحرير النسائي هدى شعراوي، وكذلك المسلسل ـ الفارق ـ الملك فاروق العام الماضي. كل هؤلاء تجسدت سيرهم في مسلسلات تفاوت حظها من النجاح عند الجماهير ولدى النقاد، فإن أضفنا اليهم سعاد حسني وعبد الحليم لكنا امام ثماني مسلسلات فضلا عن أم كلثوم..

وهذا الموسم الرمضاني يشهد أكبر دفعة من أسماء المشاهير تعرض سيرهم على الشاشات الفضائية في مصر والعالم العربي تجمع بين الزعامة السياسية (مسلسل ناصر) والريادة الثقافية والتعليمية (مسلسل علي مبارك) والطرب الأسطوري الغامض الفاتن (مسلسل أسمهان) والامامة الروحية (العارف بالله عبد الحليم محمود)، وكأن الدراما المصرية العربية أخذت قرارا بانفتاح غير مسبوق على القرنين التاسع عشر والعشرين، تفتش في ملفاتهما، وتقلب الصفحات في جرأة وصراحة!

غير أن أسئلة كثيرة تثور بوجه هذا التوجه.. لعل في مقدمتها : اذا كان "الورثة" يعترضون في أغلب الأحيان على عرض سير ابائهم وأجدادهم في هذه المسلسلات، ويلاحقونها قضائياً ويهددون بوقف عرضها احياناً ـ والحالات التي سنذكرها متعددة ـ فهل هم الذين يملكون هذه السير حقاً؟

في مصر اصطلاح شعبي معروف في العامية يقول "عضم التربة" ويقصد به الناس في مصر الولاء والانتماء إلى الآباء والأجداد ممن صاروا عظاما عارية من اللحم مدفونة في المقابر، والتحدث عن سيرتهم ينبغي أن يكون في حدود من التبجيل ربما تتماس والتقديس بعينه. فهل على من يريد أن يفتش في دفاتر التاريخ ليستخرج منها الحقائق ـ وما أحوجنا إلى الحقائق! ـ أن يحرص على عظام التربة أم على عظام ولحم الحقيقة؟ وهل يملك من ورثوا هذه العظام وحملوا اسمها حجب الحقيقة وهذه العظام تخص شخصيات عامة وشديدة التأثير في مصر والعالم العربي كله؟ ويواجهنا سؤال آخر: لماذا كل هذا الولع بالشخصيات المعاصرة اليوم؟ افتقاد لقيم بعينها أم محاكمات درامية لمن أصابوا وأخطأوا أم ان للأمر أغوارا أبعد؟

ناصر 2008

الزعيم الراحل جمال عبد الناصر هو صاحب نصيب الأسد من الأعمال الفنية التي تناولت سيرته الذاتية..ففي العام 1996 جسد الراحل الكبير أحمد زكي شخصية ناصر في الشريط السينمائي المهم "ناصر 56"، الذي حقق نجاحاً شعبياً كبيراً (من انتاج التليفزيون المصري وعرض كشريط تجاري في دور العرض صيف 1996)، وفي ذات التوقيت تقريباً كان المخرج السوري تحسين قوادري يعرض في القاهرة شريطه "عبدالناصر" بطولة خالد الصاوي والذي لم يلاق نجاحا يذكر برغم اشادة النقاد به.

وهاهو عبد الناصر يكرس له مسلسل تليفزيوني تقارب حلقاته الأربعين حلقة، يجسد فيه دور الزعيم الممثل المصري مجدي كامل، الذي سبق له أن جسد دور الزعيم في مسلسل العندليب 2006 ، لكن الامر يختلف والمسلسل كله هذه المرة مكرس للشخصية العتيدة!

المسلسل الذي أخرجه السوري من أصل فلسطيني (باسل الخطيب) ويشارك فيه ممثلون كثيرون من مصر والعالم العربي من بينهم وفاء عامر(والدته.. وللمفارقة كانت والدة فاروق العام الماضي على ما بين الرجلين من خصومة تاريخية كبيرة جدا!!) ومحمد وفيق (والده) وصلاح عبدالله (خاله) وطارق لطفي (عبدالحكيم عامر) ونخبة من نجوم أجيال متعددة.

المسلسل الذي تعرضه فضائيات عربية ويعرضه التليفزيون المصري عبر قناة جديدة متخصصة في الدراما اطلقها في أول شهر رمضان (باسم: دراما رمضان)، استغرق مؤلفه يسري الجندي عامين ونصف العام في جمع مادته التاريخية وكتابة حلقاته، هذا وأن الجندي جمع المادة من وثائق معتمدة وشديدة الخصوصية فضلا عن عشرات المراجع والمخطوطات والصحف القديمة وجالس أشخاصاً كانت لهم علاقة وطيدة بالزعيم الراحل، وعكف على المادة بعد كل ذلك ينظمها وينقحها ويحولها ـ من ثم ـ إلى دراما من لحم ودم..

من هنا يبدو مسلسل ناصر أقل مسلسلات السيرة الذاتية الذي يمكن أن يتعرض للطعن على صحته التاريخية او يتقول عليه "الورثة"! فابنة الزعيم الراحل (هدى جمال عبدالناصر) هي بنفسها التي تولت المراجعة لأحداث المسلسل، وهي ليست مجرد ابنة له بل هي استاذة جامعية في تاريخ مصر في القرن العشرين وهي التي احتفظت بالوثائق التاريخية لوالدها وأمدت الجندي بكثير منها!

كما تولى المؤرخان الراحل الكبير يونان لبيب رزق وجمال شقرة (امد الله في عمره) المراجعة التاريخية للمسلسل (كان آخر ما راجعه يونان قبل الوفاة)، وبما ان اهل مكة ادرى بشعابها فان هدى أدرى بشعاب تاريخ والدها الكبير الراحل. ويونان وشقرة من اعظم اهل الدراية ايضا فضلا عن أن الجندي ناصري الهوى من قديم.. فالمسلسل كله إذن فوق الشبهات وفوق أن يتحدث احد عن عظام تربته!!

الغريب أن اقلاماً في الصحافة القومية والحزبية والخاصة هي التي هاجمته واتهمته بالشبهات، والأغرب أن هذا تم قبل عرض حلقة واحدة منه!! وكأنهم كانوا يلتمسون العذر مقدما للتليفزيون المصري في عدم عرضه على قناته الاولى لكي يشاهده الناس فضائيا وأرضيا (القناة المصرية الاولى تبث فضائيا)، والاكثر طرافة أن المنتج قبل وان مسؤولي التليفزيون المصري لم يطلبوا إلى احد التماس الاعذار لهم ولا اتهام المسلسل (ناصع البياض التاريخي) بالأباطيل، لكن البعض يحب التطوع بالخدمة في غير محلها!

أسمهان

شكوى تقدم بها الورثة الشرعيون للفنانة الراحلة الكبيرة اسمهان إلى عدد من وزراء الاعلام العرب يطلبون وقف عرض مسلسلها الذي يحمل اسمها وتجسد بطولته السورية (سلاف فواخرجي)، فالأمير "فيصل الأطرش"، الوريث الوحيد لوالده "فؤاد الأطرش" ولعمه الفنان الراحل "فريد الأطرش" تقدم مع ابنة عمته "كاميليا الأطرش" بطلب مشترك لوزير الإعلام السوري مطالباً بإيقاف المسلسل الذي أخرجه التونسي "شوقي الماجري" ومنع عرضه وتصديره وكان ذلك خلال تصويره.

واتهم "الأطرش" منتجي المسلسل بتضمينه الكثير من الأحداث الملفقة والتي لا تمت إلى الحقيقة بصلة والتي يتناولها سيناريو المسلسل الذي يعرض حالياً، وتنطوي أحداثه ـ حسب الأطرش ـ على قدر هائل من التزييف والمبالغة في الإساءة من دون سند تاريخي أو حتى مبرر درامي أو أخلاقي، يبيح لها ذلك من باب الحتمية الدرامية.

لكن سعي الأمير لم ينجح، لان رؤساء الفضائيات والتليفزيونات في مصر والعالم العربي ممن يعرضون المسلسل اليوم استلموا من المنتج أوراقا ثبوتية رسمية تمنحه حق إنجاز وبيع المسلسل وحصلوا على تعهد بتحمله وحده مسؤولية أية تبعات ولذلك يحق لهم عرضه كاملا، أما المشكلات القانونية وغيرها فالمنتج معني بمواجهتها ولم يعودوا طرفا في نتائجها، وعلى هذا يعرض المسلسل من دون اشكاليات قانونية إلى اليوم، والحق أن سيرة أسمهان مثيرة للجدل العنيف بحق!

الأمر هنا لا يتعلق بثاني أهم صوت عربي بعد السيدة أم كلثوم وحسب، ولا بحسناء عصرها التي أدارت عقول الملايين بجمالها واكتأب على أثر حادث وفاتها الأليم (1944) عشرات من الرجال حزنا عليها.. فإلى ذلك كله.. ثمة خلاف حول علاقتها بأحمد حسنين باشا السياسي المصري الشهير رئيس الديوان الملكي لفاروق (والذي توفي هو الاخر في حادث صيد غامض سنة 1946. وكانت تربطه علاقة زواج سرية بوالدة فاروق الملكة الراحلة نازلي..) وخلاف اخر حول علاقة أسمهان بأجهزة الاستخبارات التي كانت تتصارع في مصر زمن الحرب العالمية الثانية ولاسيما أجهزة ألمانيا وبريطانيا. فثمة من يرمي اسمهان بالعمالة لهذا الطرف او ذاك منهما، وكل هذه الأسرار المغلقة يفض مغاليقها المسلسل الذي لا يمكن أن يعجب الامير الأطرش ولا ايا من العائلة الكبيرة التي تنتمي اليها اسمهان وأخوها فريد الأطرش!

ومن هنا فان "أسمهان" يعد المسلسل الوحيد هذا العام الذي يوضع على مذبح الورثة وان كان الذبح فات أوانه بعد أن فر الغزال من ذابحيه في اللحظات الأخيرة (على عكس مسلسل مثل السندريللا الذي لوحق قضائياً بصورة منعت التليفزيون المصري من عرضه إلى اليوم..)، وبين مطرقة الورثة وسندان سلاف الفواخرجي من سيقول الحقيقة وراء مصرع أسمهان وأسرار حياتها الكثيرة؟ الله أعلم ولكن المؤكد أن الورثة لن يستطيعوا كبح الجدل الواسع الذي سيثور حول أسمهان في الأيام المقبلة مع اشتعال أحداث المسلسل!

الصوفي

اذا كان لكل مشهور ورثة لا يفصلون بين ملكيتهم لعظام التربة وبين ملكية شخصيته وتاريخه، فإن الأمر يتضاعف مع وجود ورثة من نوع آخر.. فإن أراد مؤلف أن يكتب السيرة الذاتية لشيخ أزهر راحل فان عليه ليس فقط الحصول على رضاء الورثة ولكن على رضاء الأزهر وهو ليس رضاء سهلا في كل الأحوال!

مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ـ أعلى جهة فتوية بالمؤسسة الدينية العريقة ـ مرر مسلسل "العارف بالله الشيخ عبدالحليم محمود"، بعد أن قلبه على كل وجوهه .. فهذه أول مرة يتناول فيها عمل درامي السيرة الذاتية لشيخ أزهر راحل..وفي النهاية وبعد بحث وتداول مر المسلسل الذي يجسد فيه الممثل الكبير حسن يوسف شخصية الشيخ، من دون ان يمسسه سوء..وهكذا طاف بالورثة الشرعيين للشيخ الكبير وبالمشايخ الشرعيين كذلك!

ولمن لا يعرف من هو الشيخ عبد الحليم محمود فانه ليس مجرد شيخ أزهر عادي ولا عالم مهم من علماء الشريعة أو كبار رجال الدين بل هو إلى ذلك من كبار المتصوفة في مصر في القرن العشرين، وأكثر شيوخ الأزهر ممن صحبتهم صفة التصوف على الاطلاق!

ولد محمود في العام 1910 بمحافظة الشرقية شرق دلتا النيل المصرية. حفظ القرآن الكريم ثم التحق بالأزهر سنة 1923 م. حصل على العالمية سنة 1932 م ثم سافر إلى فرنسا حيث حصل على الدكتوراه سنة 1940 في الفلسفة الاسلامية. بعد عودته عمل مدرسا بكليات الأزهر ثم عميدا لكلية أصول الدين سنة 1964 م و عضواً ثم اميناً عاماً لمجمع البحوث الإسلامية فنهض به و أعاد تنظيمه. عين وكيلا للأزهر سنة 1970.

صدر قرار تعيين الشيخ وعبد الحليم محمد شيخا للأزهر في آذار ـ مارس 1973 وما كاد الشيخ يمارس أعباء منصبه وينهض بدوره على خير وجه حتى بوغت بصدور قرار جديد من رئيس الجمهورية ـ السادات وقتئذ ­ يكاد يجرد شيخ الأزهر مما تبقى له من اختصاصات ويمنحها لوزير الأوقاف والأزهر، وما كان من الشيخ إلا أن قدم استقالته لرئيس الجمهورية على الفور، معتبراً أن هذا القرار يقلل من قدر المنصب الجليل ويعوقه عن أداء رسالته الروحية في مصر والعالم العربي و الإسلامي.

روجع الإمام في أمر استقالته، وتدخل الحكماء لثنيه عن قراره، لكن الشيخ أصر على استقالته، وامتنع عن الذهاب إلى مكتبه، ورفض تناول راتبه، وطلب تسوية معاشه، وأحدثت هذه الاستقالة دويا هائلا في مصر وسائر أنحاء العالم الإسلامي، وتقدم أحد المحامين برفع دعوى أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة ضد رئيس الجمهورية ووزير الأوقاف، طالبا وقف تنفيذ قرار رئيس الجمهورية.

وإزاء هذا الموقف الملتهب اضطر السادات إلى معاودة النظر في قراره ودراسة المشكلة من جديد، وأصدر قرارا أعاد فيه الأمر إلى نصابه، جاء فيه: شيخ الأزهر هو الإمام الأكبر وصاحب الرأي في كل ما يتصل بالشؤون الدينية والمشتغلين بالقرآن وعلوم الإسلام، وله الرياسة والتوجيه في كل ما يتصل بالدراسات الإسلامية والعربية في الأزهر.

وتضمن القرار أن يعامل شيخ الأزهر معاملة الوزير من حيث المرتب والمعاش، ويكون ترتيبه في الأسبقية قبل الوزراء مباشرة، وانتهت الأزمة وعاد الشيخ إلى منصبه ليواصل جهاده. وجدير بالذكر أن قرارا جمهوريا صدر بعد وفاة الشيخ بمساواة منصب شيخ الأزهر بمنصب رئيس الوزراء.

من هنا يعرف كل أزهري لهذا الرجل فضله على المؤسسة الاكبر في العالم الاسلامي، وكيف أدارها بروح الصوفي الزاهد في المناصب فرفع من شأنها على الصورة التي هي بها اليوم!
هذا عن الصوفي! فأما ابو التعليم فهو علي مبارك المثقف المصري الموسوعي الكبير الذي يجسد شخصيته في مسلسل مصري يحمل اسمه الممثل كمال ابو رية، والذي لم يجد ورثة يعترضون او يوافقون عليه، ومن يعترض على الرجل الذي كان السبب في تأسيس منظومة التعليم في مصر خلال القرن التاسع عشر وشغل منصب وزير المعارف فمنحه الناس لقب ابو التعليم في مصر، فان ذكر هذا اللقب لم يكن أحد بحاجة إلى ان يصحبه باسم علي مبارك، الذي يعد من علامات التاريخ المصري المشرقة في عصري الخديو اسماعيل (1863 ـ 1879) وابنه توفيق (1879 ـ 1892).

الحقيقة والولع

ولمن يشغل باله بالسؤال عن الحقيقة في هذه المسلسلات وغيرها من المسلسلات التي سبق أن تناولت سيرة العظماء، نقول ان الأهم في هذه الموجة الدرامية ليس كبد الحقيقة وانما حالة الجدل التي يصنعها كل مسلسل منها!

ففي التاريخ لا أحد يملك الحقيقة كاملة ولا يمكن أن يزعم لنفسه ذلك.. ولكن المؤلف الذي يصنع الدراما يفتح الملف على الشاشة تاركا الجدل يحتدم..فهل قالت المؤلفة لميس جابر الحقيقة كاملة ـ مثلاً ـ في مسلسل فاروق العام الماضي؟ لا، حتى المرجع الكبير الراحل يونان لبيب رزق الذي راجع المسلسل لم يزعم ذلك.. لكن حالة الجدل التي صاحبت وأعقبت المسلسل هي الثمرة اليانعة المرجوة.. فدفاتر التاريخ العربية معظمها مغلق مسكوت عنه.. تارة بحجة "عظام التربة" وتارة باسم "السمعة الوطنية" وتارة بحجة "الانشغال بما هو اهم" ..وفي جميع الحالات مطلوب من صوت التاريخ ألا يتكلم، وأن يواصل الصمت لمصلحة هذا الطرف أو ذاك!

لا أحد يملك الحقيقة في هذه المسلسلات ولا في دفاتر التاريخ ولا أحد يملك سلطة تنقيح التاريخ..لا الورثة ولا المؤرخون انفسهم ولا السلطة ولا المشاهدون! وحتى هؤلاء الورثة يحق لهم فقط ما تركه الراحل من تراث او عقار ان كان ترك.

ولا عجب اذن في حالة الولع التي تحيط بهده المسلسلات التي تعرض سير المعاصرين..لان حالة المسكوت عنه من التاريخ طالت وتمددت وأفرزت حالة من الغموض والتعتيم الذي لم تعد له ضرورة سوى أننا تعودنا الصمت باسم احترام الماضي فأصابتنا علل شتى في الحاضر.. والناس يريدون اليوم أن يعرفوا ما طال منعه عنهم..ولم يعد ممكنا منعه بحال!

المستقبل اللبنانية في 7 سبتمبر 2008

 
 

المافيا تخترق دراما رمضان

«أكشن» ومطاردات قريبة من البيت الأبيض

باسم الحكيم

فيما تندر المسلسلات الاجتماعية هذا الموسم، يُراهن معظمها على القصص البوليسية والتشويق والإثارة: من لبنان إلى القاهرة مروراً بدمشق، ومن «الدالي 2» و«الهاربة» إلى «زهرة النرجس» و«ورود ممزقة»... أين خصوصيّة المجتمع العربي؟

في ظل الإنتاجات الدراميّة الكثيفة التي تتوزع على الفضائيات العربيّة في رمضان، وجد «الأكشن» طريقه بقوّة إلى الشاشة الصغيرة هذا العام. وها هي المطاردات والمغامرات تتنقل بين «الدالي 2» و«الهاربة» و«قلب ميت» من جهة، فيما يؤدي التشويق والإثارة دوراً أساسياً في «جدار القلب» و«زهرة النرجس» و«ورود ممزقة». تتميّز هذه المسلسلات بسرعة إيقاعها وابتعادها عن النمطيّة التي تطبع الكثير من الأعمال الرمضانيّة التي تشهد غالباً الكثير من المماطلة حتى تصل إلى ثلاثين حلقة. فمنذ الحلقات الأولى في المسلسلات الجديدة، تتلاحق الأحداث الدراميّة بوتيرة سريعة، بينما تسير أحداث أعمال أخرى، وعلى رأسها: «شرف فتح الباب» و«بعد الفراق»، بطيئة.

هكذا، وبعدما اختُتم الجزء الأوّل من «الدالي» مع وفاة فوزي الدالي (صلاح عبد الله)، انطلق الجزء الثاني مع ظهور زوجة الراحل رشا (وفاء عامر) التي لا تجد ترحيباً في الشركة، ومع ظهور مشاكل تواجه مشاريع سعد الدالي (نور الشريف) في لندن، فيما المافيا تقف له بالمرصاد. كما سيبدأ الإعداد من داخل السجن، لمؤامرات يحوكها أعداء الدالي مع الجماعات الإسلاميّة، ولن يتأخّر ظهور الممثل اللبناني فؤاد شرف الدين (مخرج العمل) في الحلقات المقبلة.

وعلى خطى مسلسلها الناجح «أماكن في القلب»، قبل ثلاث سنوات، تبحث تيسير فهمي عن التشويق في «الهاربة». وقد راعى المخرج محمد أبو سيف الأسلوب السينمائي في تنفيذ المشاهد، منطلقاً من نص كتبه زوج البطلة أحمد أبو بكر، فيما وضع السيناريو والحوار مصطفى محرّم، ومع موسيقى تصويريّة تشويقيّة. هي هنا زينب التي وقعت في غرام زميلها أيّام الجامعة شريف (كريم كوجاك)، وسهّلت له الحصول على قرض ضخم بحكم وظيفتها في أحد البنوك الكبرى. وبعد زواجهما، يسافران إلى أميركا حيث تفاجأ باختفائه وبورقة الطلاق مرفقة برسالة شكر على تسهيل القرض. وعلى طريق بحثها عن طليقها وعن عمل، ستعيش سلسلة من المواجهات مع المافيا التي تلاحقها بسبب CD وقع في يدها صدفة، وصُوِّرت عليه جريمة قتل مرشح للانتخابات الأميركيّة. في المقابل، تواجه البطلة مصريين وعرباً مغتربين تنكّروا لأصولهم خوفاً على مصالحهم ونفوذهم في نيويورك. وبين هؤلاء مازن الأشول (ماجد المصري) الذي يخوض بدوره صراعاً مع المافيا بسبب ابتزازه لها، ومع الشرطة الأميركيّة (محمد رياض وعبير صبري) أيضاً.

وإذا كانت أجواء «الدالي» و«الهاربة» تشبه بشكل أو بآخر الأفلام المصريّة التي تنفّذ على الطريقة الهوليوودية، فإن المعايير التي يتبعها المخرج مجدي أبو عميرة في «قلب ميت» (وصلت ميزانيته إلى حوالى 3،5 ملايين دولار) تختلف بعض الشيء. يمثّل العمل التجربة الثانية للكاتب الشاب أحمد عبد الفتّاح الذي انطلق في هذا المجال مع مسلسل «دعوة فرح» لسميرة أحمد قبل عامين. وفيما يتفنّن عبد الفتاح منذ انطلاقته برسم الحكبات التشويقيّة، يرصد هنا رحلة صعود رضا (شريف منير) من الحي الشعبي نحو حياة الثراء، في أجواء من المغامرة والتشويق على طريقة «فتوات» الأحياء المصريّة.

ومن القاهرة إلى بيروت، قررت الدراما اللبنانيّة أيضاً أن تسير على خطى المغامرات مع «ورود ممزقة». فالحلقة الأولى شهدت مقتل كمال (توفيق توفيق) وبدء محاولات أسامة فضّول (علي الخليل) الوصول إلى زوجته وابنه وثروته. وفيما شهدت الحلقة الماضية تنفيذ إيهاب (فادي إبراهيم) للمهمة المكلّف بها، وهي التخلّص من نجيب (خالد السيّد) مرافق كمال وزوجته، سيكلّف أيضاً بالتخلّص من جيمي (ابن كمال). غير أن إيهاب، يقرّر تسفير المكلّف بقتلهم. وبعد مرور عشرين عاماً في الحلقة السابعة، ستشهد الأحداث ظهور شخصيّات جديدة أبرزها: باسم مغنية، فيفيان أنطونيوس، يوسف الخال... وبين مسلسلات دمشق، يدخل التشويق على خط الأحداث في «زهرة النرجس» مع كاريس بشّار. فبعدما هربت البطلة من منزل والدها بعد اتهامها بالسرقة، يبدأ أشقاؤها رحلة البحث عنها، بعد مرور أربعين عاماً.

 

«قلب ميت» 17:00 على «art حكايات»/ «الهاربة» 17:00 على «بانوراما دراما 2»/ «زهرة النرجس» 22:00 على «أبو ظبي»/ «الدالي 2» 21:00 على «المستقبل»

 

LBC تدعم الصناعة الوطنية

لم تندم LBC على اختيار عمل لبناني لينافس الدراما العربيّة في رمضان، فهي راضية جداً عن أصداء «ورود ممزقة» للكاتب طوني شمعون والمخرج إيلي معلوف. من هنا، قررت منذ الآن خوض المغامرة من جديد في رمضان 2009. وبعدما اتفقت سابقاً مع معلوف على أن يتوقف عن إنتاج المسلسلات التي تمتد إلى أكثر من ثلاثين حلقة، عدّلت في الاتفاق وطلبت منه أن يُعدّ عملاً لرمضان. وفيما لم تتضح صورة المسلسل الجديد بعد، ينشغل معلوف حالياً بالإعداد لدراما «شيء من القوّة» مع الكاتب طوني شمعون والممثل بديع أبو شقرا. ومن المفترض أن يبدأ التصوير في غضون أيّام، قبل أن يسافر طاقم العمل والممثلين إلى كوبا، حيث يجري جزء من الأحداث، إثر اضطرار البطل إلى مغادرة لبنان هرباً من الثأر.

«ورود ممزقة» 21:00 على LBC

  

جدار القلب

قريباً من أجواء التشويق، يحمل «جدار القلب» لسميرة أحمد بعض الغموض. المسلسل الذي يروي معاناة طبيبة نفسية مع مجرم، سيشهد تحوّلاً في مسار الأحداث (منذ الحلقة عشرين) مع ظهور شخصيّة صعيديّة تؤديها إيناس مكّي.

21:20 على «المنار»

الأخبار اللبنانية في 7 سبتمبر 2008

 
 

«باب الحارة».. مدينة فاضلة مزيّفة

زياد عبدالله - دبي

يمكن إبعاد صفة الحنين عن مسلسل «باب الحارة» الذي نشاهده الآن بجزء ثالث، لا بل إبعاد تلك الصفة عن أجزائه الثلاثة إن تعلق الأمر في العودة بالزمن لملاقاة الأخلاق الحميدة وزمن التكافل الاجتماعي المشرق الذي كانت تعيشه دمشق الصالحة هنا لأن تكون مجازاً للمنطقة العربية في زمن بهي مضى ولن يعود.

ليس الأمر في وارد تفنيد هذه الوردية التي أحيط بها البناء السياحي للعمل، والبيوت الدمشقية الباذخة التي وكما توحي «حارة الضبع» كانت تتيح لحلاق أو عطار أن يعيش في بيت على شيء من «قصر العظم»، على كل استشهد أبو عصام الآن ولا تجوز عليه إلا الرحمة، أو العصيان كما حملت لنا إحدى حلقات «بقعة الضوء» في جزئه السادس، وهي تصور لنا رغبة الانتقام الكبيرة التي سادت مجموعة من الشباب «الزعران» مقابل غياب تلك الشخصية في الجزء الثالث، إذ نشاهدهم يتنقلون بين بيت مؤلف العمل ومخرجه «افتراضياً» لإجبارهما على إعادته.

أبو عصام لن يعود، كما أن هذه الأسطر ليست في وارد مقاربة «باب الحارة» من باب الدقة التاريخية وما إلى هنالك، بل التعامل مع الظاهرة بحد ذاتها بعد إبعاد الحنين عنها وتثبيتها في واقع عربي معاش، له أن يشكل منبع النجاح الكبير الذي حققه ويحققه هذا العمل الدرامي، وهكذا يصير الحنين إلى زمن مضى نوعاً من الحلم، حلم العودة في الزمن.

ما تقدم مشروع ومتوافر بكثرة في الحياة العربية اليومية، في ظل انعدام كل ما يضع حداً لهذه العودة، والغياب الكامل لأية مشروعات سياسية واجتماعية أو حتى ثقافية تحتفي بدولة «المواطنة» بدل دولة «التمنن»، وتنتصر للقانون، وحقوق الإنسان، وغيرها من مفاهيم تعزز سلطة القانون في مواجهة الأعراف والتقاليد، مع حالة تراجع مذهلة في حقوق المرأة، وانتصار ساحق للذكورة الفجة، وتسيّد كامل للطائفية والعشائرية والقبلية، والاستعاضة عن السلطات المدنية بأخرى عسكرية أو دينية وغيرها مما يجعل ثقافة «تبويس الشوارب» آخر ما توصل إليه العالم العربي، واستخدام توصيف مثل «رجعية» أمر مستهجن كون «التقدمية» وإن كانت مزيفة قد خربت ما خربت في ما مضى.

وعليه يبرز «باب الحارة» كحل، فلسان الحال يقول «لقد كنا على أحسن ما يرام»، وهذا صحيح كما للمسلسل أن يقدم واقعاً «فانتازياً» معقماً لا تطاله المجاعات والأوبئة والفقر، وعلى إيقاع موازٍ لنكوص المواطن العربي إلى الالتصاق بالأقرب والأضيق كون الحكومات قد تخلت عنه تماماً، فهو ومع مرور الزمن يبحث عن «القبضاي» و«المختار» و«زعيم العشيرة» و«إمام الجامع» و«العطار» و«الكتاتيب» بعيداً عن المؤسسات الغائبة تماماً، يطمح لأن يكون هناك «قبضاي» ينصفه من وطأة الديكتاتورية ويحميه من الأجهزة الأمنية، وإمام يزوجه ويحل مشكلاته، مع تفضيل «الكتاتيب» على المؤسسات التعليمية المترهلة والكافرة في آن معاً، و«العطار» على المستشفيات الخاصة المتوحشة وتلك الحكومية المتآكلة، ومع انفتاح الكون على مصراعيه، فإن أم عصام (الست المحترمة والقوية والجميلة) خيار موفق وإن كان من غير المسموح لها أن تتعلم أو أن تخرج من البيت، فالمشاهد يرى على الشاشة واقعاً مغايراً، هذا يمتد ليشمل نساء باب الحارة جميعاً، يراهن سافرات ومحجبات وقادرات على تناول أي موضوع، والزواج يانصيب يخيب وينجح.

«باب الحارة» مدينة فاضلة مزيفة، دغدغة محكمة للشعور البشري الأبدي بأن «الماضي كان أفضل» وأن كلمة «فشر» كفيلة بتدمير العالم كما هي عبارة «وامعتصماه»، ولعل حاله حال أعمال درامية أخرى لها أن تنجح جماهيرياً مادامت لا تطمح إلاّ للتخدير.

الإمارات اليوم في 7 سبتمبر 2008

المصرية في

01.09.2008

 
 

«لاهوب» تراثي و«لعنة امرأة» عصري

أحمد الصالح: حفنة أعمال رمضانية بشخصيات مختلفة

عبد الستار ناجي

أحد أبرز جيل الرواد، هكذا هو الفنان القدير أحمد الصالح الذي استطاع ان يحقق معادلة الاستمرارية الصعبة، على مدى أكثر من أربعة عقود من العمل الفني وبلياقة فنية عالية وحضور فني متميز وشخصيات تبدو متقاربة، ولكنها مشبعة بالاختلاف والتباين، فمن المسرح الشعبي حيث البداية، الى الانتشار الفني محلياً وخليجياً وعربياً، وباقتدار يشار اليه بالبنان.

يطل علينا الفنان الكبير أحمد الصالح، هذه الأيام خلال الدورة الرمضانية عبر حفنة من الأعمال التلفزيونية والتي يصفها بانها مختلفة ومتنوعة، ولكن قبيل الحديث عن أعماله ومشاريعه، لابد من الاطمئنان على شقيقه الفنان جاسم الصالح قائلاً: حالة أحمد جاسم الصالح مستقرة، حتى الآن، وأدعو الله ان يتجاوز هذا العارض الصحي، باذن الله، وهو يمتلك ارادة وعزيمة قوية وايمان بالخالق العظيم.

ويتابع: الأطباء يؤكدون ان الحالة مستقرة.. وربنا كريم.. ربنا كريم.

·         لديك مجموعة أعمال جديدة خلال هذه الأيام في شهر رمضان بالذات؟

حفنة أعمال رمضانية بشخصيات مختلفة، ورغم ان مواعيد بعض تلك الأعمال كانت متقاربة، وربما متداخلة، إلا انني حرصت على التنوع، لأنني اعرف ان تلك الأعمال ستعرض في وقت واحد، هو شهر رمضان المبارك. وبودي في البداية ان ابارك للمسلمين شهر رمضان المبارك.

·         ماذا عن تلك الأعمال؟

تعداد تلك الأعمال لا يأتي من حيث الأهمية، بل من خلال مواعيد تصويرها وانجازها، وفي مقدمتها «لاهوب» الذي صورناه في شهري مارس وأبريل الماضيين، وهذا المسلسل كما اسمه «لاهوب» عبارة عن عاصفة قوية من الأحداث والشخصيات، كتب المسلسل وانتجه الفنان أحمد جوهر واخرجه الفنان البيلي أحمد الذي قدم العديد من الأعمال المحلية، وبات واحد من المخرجين الذين يفهمون طبيعة الأعمال الدرامية المحلية واحتياجاتها.

معانا في المسلسل حشد من الزملاء والفنانين بينهم محمد المنصور وغانم الصالح وعلي السبع والهام الفضالة ومجموعة من الفنانين الشباب.

ويتحدث عن دوره في المسلسل قائلاً: أقدم شخصية «أبوبدر» وهو صاحب القهوة التي يجتمع بها أهل المنطقة، بالذات، النواخذة والبحارة، وهي شخصية تمزج بين المحبة والحكمة، محبوبة من الأهالي والتجار على حد سواء، وتشكل تلك الشخصية رابطا بين الشخصيات على مختلف مستوياتها، بل انها نقطة التماس، التي تعمل على تعميم لغة الاصلاح وتجاوز الخلاف والعمل على الحوار.. ولكن كما قلت لك في البداية، مسلسل «لاهوب» كما اسمه، عبارة عن عاصفة هوجاء تكبر يوماً بعد آخر، لتصيب الجميع حيث الانتقام.

·         في «البيت المايل» شخصية وأحداث أخرى جديدة؟

اجل مسلسل «البيت المايل» تأليف علي الصانع واخراج الفنان يوسف حمودة، وهو أيضاً من الكوادر التي استطاعت ان تعطي وتضيف الكثير لصناعة الدراما التلفزيونية في الكويت والخليج، ومعنا في «البيت المايل» غانم الصالح وعبدالرحمن العقل وانتصار الشراح وزهرة الخرجي وعبير الجندي ومها محمد.

وعن شخصيته يقول:

أقدم شخصية «التاجر» فاقد الأمانة، الذي يغش من أجل ان يربح، ولكن.. وهنا اسمح لي بانني لا أريد ان اكشف بقية الأحداث، واترك للمشاهد مهمة المشاهدهةوالاستمتاع.

·         هل ننتقل الى مسلسل «لعنة امرأة»؟

مسلسل «لعنة امرأة» تم انجازه بين البحرين والكويت، وانتجته الفنانة البحرينية زينب العسكري، وتجسد دور مصممة أزياء تواجه الكثير من المصاعب، ولكنها تستطيع ان تواجه الجميع، عبر مشوار حافل بالأحداث والشخصيات والمعاناة، معنا في المسلسل أيضاً حسين المنصور وفرح بسيسو وفاطمة الحوسني وعدد آخر من نجوم دول مجلس التعاون.

·         ماذا عن دورك؟

مفاجأة.

·         هل من اضافة؟

مفاجأة.

·         أنت أحد رواد الدراما الكويتية، كيف تراها اليوم بعد هذا المشوار الطويل؟

الدراما الكويتية تحقق اليوم قفزات كبيرة، وهي الرائدة على صعيد المنطقة، بكل التجارب التي تقدمها، من حيث الكم والكيف، وهي اليوم تتحرك وبخطوط بيانية متصاعدة وايجابية، بفضل الدعم المطلق الذي تقدمه وزارة الإعلام من خلال تلفزيون الكويت وعبر المنتج المنفذ ولولا هذا الجانب لما كان للدراما الكويتية ان تحقق مثل هذا الانتشار والحضور الفني والإعلامي السخي.

ويستطرد: وانتشار الدراما هو انتشار للفنان وأيضاً الطروحات والقضايا وهذا هو الجانب الأهم.

·         أشرت ضمن حديثك الى ازدحام المواعيد؟

اجل، لابد من برمجة مواعيد الانتاج لتجاوز الازدحام، بحيث يصار الى توزيع مواعيد التصوير، وما نتمناه ان تعطى الفرصة للمنتج المنفذ، وبوقت مبكر كي يصار الى جدولة المواعيد، حتى لا يتحدث الازدحام في مواعيد التصوير، ومثل هذا الازدحام، يخلق حالة من الارتباك بين المخرجين والفنانين والفنيين.. ومثل هذه البرمجة المبكرة تجعلنا نستغل فترة موسمي الشتاء والربيع، وهي فرصة ذهبية لتصوير أكبر عدد من الأعمال الدرامية، مع فترة سخونة الجو في دول مجلس التعاون الخليجي.

·         كل الشكر على هذا الوقت الثمين.. كلمة أخيرة؟

أكرر المباركة بشهر رمضان.. وأتمنى ان يكون حضوري المتنوع في رمضان نسمة جميلة على جمهوري العزيز في كل مكان.

annahar@annaharkw.com

النهار الكويتية في 8 سبتمبر 2008

 
 

عاد إلى المسرح بعد سنوات اليأس

أحمد بدير: الفن لا يصلح بلا سياسة

القاهرة - انتصار محمود

ثماني سنوات من الغياب عن خشبة المسرح واليأس من حاله عاشها الفنان أحمد بدير، واكبت انحسار إنتاج المسرح التجاري، قبل أن ينهي غيابه بعودة قوية بمسرحية “مرسي عايز كرسي” للمخرج خالد جلال والتي يعرضها حاليا على مسرح الريحاني بوسط القاهرة، وبدير صاحب رصيد ضخم من الأدوار المتميزة فهو من الممثلين المتميزين بالإنتاج الغزير في المسرح والتلفزيون والسينما.

في “مرسي عايز كرسي” يعود بدير إلى الكوميديا السياسية، ليتناول الصراع على امتلاك السلطة والنفوذ، وأيضا الصراع بين الطبقات، من خلال الصراع بين مرسي مهندس الكمبيوتر الذي يرث مخبزاً وزوجته المذيعة الأرستقراطية المتكبرة التي ترفض أصوله الشعبية وتطلب الطلاق. ولأنها ترشحت لعضوية مجلس الشعب يترشح مثلها بحثاً عن قوة ونفوذ وسلطة الكرسي، المسرحية من تأليف أحمد الابياري ويشاركه البطولة ريهام سعيد، علاء مرسي، وعماد رشاد والمطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم.

وفي هذا الحوار ننطلق من مسرحيته الجديدة وصولاً إلى مشاركاته الفنية الأخيرة.

·         ما هو المختلف في هذا العرض الذي حمسك للعودة للمسرح؟

- كنت أعيش حالة من اليأس من أحوال المسرح بعد تراجع الإنتاج، فمع تدهور الأحوال الاقتصادية والنفسية والصعوبات التي يعيشها المواطن يومياً كنت مقتنعاً بأنه ليس هناك ما يثير حماس المتفرج ليخرج من بيته للمسرح. وعندما جاءني نص المسرحية كنت في شوق حقيقي للوقوف على خشبة المسرح، مع المنتج الجاد أحمد الابياري، وأثار اهتمامي العمل مع المخرج خالد جلال لما شاهدته من تميز في عروضه الأخيرة “قهوة سادة” و”الإسكافي ملكاً”، وبالفعل وجدت مخرجاً متميزاً حريصاً على كافة التفاصيل لا يتنازل عن مستوى معين أيضاً في الديكور والملابس والاستعراضات، أيضاً العناية بكل دور، وهو ما يسعد الفنان خاصة مع الإقبال الجماهيري على العرض.

·         لماذا الحرص على الكوميديا السياسية.. هل تراها ضرورة لما تقدمه لجمهورك بعد غيابك الطويل؟

- في العموم أحب المسرح السياسي لأن حياتنا كلها سياسة، لا يمكن فصل الحالة الاجتماعية والاقتصادية عن السياسة، فالسؤال الدائم هو: ماذا أقول للناس من خلال المسرح والضحكة؟ لا أؤمن بالضحك من دون هدف، فالضحك هو أقرب طريق لقلب المتفرج وهو ما يجعل الناس تتطهر من خلاله من همومها وعيوبها، وتنقد واقعها وتبحث عن طريق المستقبل.

·         شهدت السنوات الأخيرة تراجعاً في إنتاج مسرح القطاع الخاص، كيف ترى أسبابه؟

- قبل ست أو سبع سنوات كنت تجد في الإسكندرية خمسة أو ستة عروض وفي القاهرة عشرين عرضاً، الآن لا تجد سوى عرضين أو ثلاثة، بسبب إحجام المنتجين عن تقديم مسرح في هذه الظروف المادية والحياتية والنفسية خوفاً من الفشل وانحسار الجمهور عن المسرح، وخاصة مع انتشار وزيادة عدد الفضائيات وتزايد الإنتاج الدرامي الذي جذب الممثلين إلى دورته المتواصلة. وهذا التراجع في الإنتاج له آثار سلبية على حركة المسرح عموما، ولهذا تكتسب تجربة المنتج أحمد الابياري أهميتها من حرصه على الاستمرار في الإنتاج في هذه الظروف.

·         في فيلميك الأخيرين يطرح فريقا العمل تحليلاً سياسياً واجتماعياً للمجتمع، هل تراه ضرورياً في الفن؟

- لا ضرورة للفن إن لم يكن مؤثراً ويحمل قضية يحاور الناس بها، فالفنان دائماً تحت ضغط مسؤولية ماذا تقول للناس؟ وكيف؟ وأحياناً تتطلب القضايا حدة ووضوحاً كما في “حين ميسرة” و”كباريه” لأن ما نناقشه لا يحتمل المهادنة.

·     ألا تراها ظاهرة غريبة أن يتركز عطاؤك السينمائي في السنوات الأخيرة في أعمال جادة، بينما كنت بعيداً عن موجة الأفلام الكوميدية؟

- أحرص دائماً على حقيقة أنني ممثل ولست كوميدياناً، فأنا ضد التصنيف الذي يحصر الممثل في دائرة مغلقة، أؤمن بحرية الممثل في تجسيد ما يريد من أدوار. قدمت أدواراً وشخصيات عدة درامية وحتى تراجيدية في السينما والتلفزيون ومازلت أدين بالفضل للمخرج يحيى العلمي الذي قدمني في مسلسل “الزيني بركات” في شخصية بعيدة تماما عن أي ملامح كوميدية. فترة سيطرة الأفلام الكوميدية شهدت التعبير عن جيل مختلف، فكل فترة يحدث حركة وانقلاب في الحركة الفنية، فعندما كان هناك خمسة أو ستة نجوم يحتكرون النجومية كنت مع آخرين من جيلي نجاهد لنثبت إمكانياتنا الفنية وعندما بدأ ذلك في التحقق حدثت طفرة النقلة الكوميدية مع الشباب، وصار الجمهور الداخلي أهم من الموزع العربي وهي نقلة صار فيها جمهور السينما من الشباب الصغار، بالنسبة لي لا مشكلة في التأقلم مع المتغيرات لكنني أحب أن يكون لي رصيد عند الناس لهذا لا مبرر لأن أقدم أدوارا لن تضيف لي شيئا.

·         مسلسل “وكالة عطية” الرمضاني تجربة خاصة للمخرج رأفت الميهي، فكيف ترى تجربتك فيها؟

- رائعة بداية من رواية خيري شلبي إلى التعامل مع المخرج رأفت الميهي وهو كاتب السيناريو أيضاً، والتصوير بكاميرا سينما، الشغل مع الميهي ممتع فهو فنان مجنون وهي صفة تقربنا من بعضنا، والشخصية التي أمثلها “الشوادفي” حارس الوكالة غنية جداً درامياً وتحتاج إلى مجهود كبير.

·         وماذا عن دورك في مسلسل “بنت من الزمن ده”؟

- ألعب دور أب أناني له ثلاث بنات وولد يتركهم في الشوارع يبيعون أي شيء، ولا يهمه إلا مصلحته الشخصية، ورغم بشاعة الشخصية فإن فيها لحظات إنسانية، بالنسبة لي هذا تحد لأقدم شخصية تمثل شراً واضحاً.

الخليج الإماراتية في 8 سبتمبر 2008

 
 

الرقابة تضرب على الجبهة الاقتصادية

محمد عبد الرحمن

في العام الماضي، حذَف كل ما يتضمّن نقداً مباشراً للتطبيع وممارسات رجال الأمن. وهذا الموسم، شكّلت المشاهد المتعلّقة بالأزمات المعيشية وسياسات الحكومة المصرية، هاجسه الأول... مقصّ الرقيب بدأ نشاطه الرمضاني، ويحيى الفخراني وأحمد رزق أول الضحايا

بعد مرور أكثر من أسبوع على بدء الموسم الرمضاني التلفزيوني، تبدو المعارك بين الرقابة الحكومية في مصر وصنّاع المسلسلات للوهلة الأولى، هادئة هذا العام. ذلك أن المنتجين تجنَّبوا منذ البداية، الخوض في قضايا، قد تثير أزمات في التلفزيون المصري، بهدف تمرير مسلسلاتهم من دون مشكلات أو صدامات. لكن الرقابة لا تصوم حتى في رمضان، وها هي تجدّد نشاطها لتحذف مشاهد وتلغي عبارات، جميعها مرتبط بالأوضاع الاقتصادية والسياسية الراهنة.

والبداية مع مسلسل «شرف فتح الباب» للفنان يحيى الفخراني الذي لا يتصادم مع الرقابة إلا في ما ندر. في عمله الجديد، حُذفت بعض العبارات، وخصوصاً تلك المتعلقة بغضب العاملين في الشركة حيث يعمل البطل، من الخصخصة وإحالتهم باكراً على المعاش. وربما لو عرض المسلسل مع النص نفسه العام الماضي لكان قد مرَّ بسلام، لكنّ الإضرابات العمالية التي شهدتها مصر هذا العام، زادت من حساسية الموقف، وخصوصاً أن «الأستاذ شرف» تورّط في قضية الاختلاس بعد 34 عاماً من العمل بنزاهة. والسبب أنه وجد نفسه فجأة في الشارع، بعدما قررت الشركة إحالته على المعاش، رغبة منها في توفير رواتب قدامى الموظفين. وذلك، بعدما تحولت إلى القطاع الخاص نتيجة عملية الخصخصة التي تثير الغضب دائماً على سياسات الحكومة الاقتصادية. كذلك جرى إخفاء ماركة إحدى السيارات الشهيرة حتى لا يقدم المسلسل الذي كتبه محمد جلال عبد القوي وأخرجته رشا شربتجي، إعلاناً لهذه الشركة.

أما مسلسل «هيمة» (تأليف بلال فضل، بطولة أحمد رزق وعبلة كامل وحسن حسني، إخراج جمال عبد الحميد)، فقد طلبت الرقابة من أسرة العمل حذف بعض المشاهد والعبارات: بعضها يتعلق برجال الشرطة وطريقة تعاملهم مع السجناء، وبعضها الآخر يتمحور حول صندوق شباب الخريجين. وقد وجد المؤلف نفسه مجبراً على حذف اسم الصندوق، حتى لا يسيء إلى الجهات التي تدعم مشروعات الشباب، وخصوصاً أن هذا الصندوق تعرّض لانتقادات حادة في السنوات الأخيرة، بسبب فشل معظم مشروعاته التي كان من المفترض أن تسهم في حل أزمة البطالة. وهكذا، يظهر البطل هيمة وهو يجاهد للحصول على فرصة عمل عبر هذا الصندوق، كما يطلب من والدته أن تدعو بالهداية للجهات المسؤولة عن هذا المشروع، وهو في طريقه لمقابلتهم، ولكن من دون الكشف عن اسم هذه الجهات! كما شددت الرقابة على إلغاء بعض الجمل التى عدّتها شتائم، مثل «ابن الكلب». وفيما أكد بلال فضل أن هذه العبارة لم تعد تعدّ شتيمة في الدراما، لا يزال الجدل مستمراً بين الطرفين حول حذفها أو الإبقاء عليها. علماً أن عبارة «ابن الكلب»، تتكرر في مسلسل «شرف فتح الباب» أيضاً، إذ تردُ على لسان الفخراني في أحد المشاهد، لكنه يقولها بصوت منخفض، في إطار صدامه المباشر مع مديره في العمل.

وبخلاف ما كان متوقعاً حول مسلسل «الدالي 2» لنور الشريف، جاءت الاعتراضات الرقابية محدودة إلى حد كبير، ما دفع بمخرجه يوسف شرف الدين إلى التفاؤل، مؤكداً أن الرقابة طلبت فقط عدم الربط بين شخصية رجل الأعمال اليهودي سوليمان وبين الكونغرس الأميركي، وحذف ما يشير إلى ذلك. ومع ذلك، جرى الإبقاء على العلم الأميركي والجنسية الأميركية لسوليمان الذي يؤدي دوره عزت أبو عوف.

كما سمحت الرقابة بعرض حادث المنصة، وكل المشاهد المتعلقة ببداية ظهور الجماعات المتطرفة ونشاطهم، حتى انتهاء أحداث الجزء الثاني من «الدالي» عند عام 1986. وأكد شرف الدين أنه لم يتلقَّ أي اعتراضات رسمية حتى الآن، على رغم أنه أرسل إلى التلفزيون العدد الأكبر من الحلقات، علماً أن القانون ينص على إبلاغ المنتج والمخرج بنيّة حذف مشاهد معيّنة عبر إنذار رسمي، وهو ما لم يحدث في «الدالي 2»، إلا مع قصة الكونغرس الأميركي. ومن نور الشريف إلى يسرا ومسلسل «في إيد أمينة»، (بطولة هشام سليم وروجينا، قصة عادل مبارز، سيناريو وحوار محمد الصفطى، إخراج محمد عزيزية). مع يسرا يبدو الوضع مختلفاً، ذلك أن عدد الحلقات التى سُلّمت إلى التلفزيون (15 تقريباً)، لم تثر أيّ حساسية حتى الآن، ولم يصدر أي أمر بحذف مشاهد أو جمل منها. لكن قناة «دبي» (المشاركة في الإنتاج)، أدّت دور الرقيب هذه المرة، وعملت على حذف مشهدين: الأول يتناول خيانة زوج أمينة لها. والثاني، يتحلّق فيه محرّرو جريدة «الأيام» حيث تعمل أمينة درويش، أمام شاشة كمبيوتر لمشاهدة اللقطات التي تكشف خيانة زوج البطلة. وسبب الحذف يعود طبعاً إلى الطابع المحافظ للفضائية الخليجية.

 

«شرف فتح الباب» 20:30 على «س» للمسلسلات/ «الدالي 2» 19:44 على «art حكايات»/ «في إيد أمينة» 00:00 على «دبي»/ «هيمة» 17:00 على «المستقبل» 

 
«أسمهان»... غاضبة

بعدما مُنع من العرض في سوريا بسبب اعتراضات آل الأطرش، واجه مسلسل «أسمهان» أخيراً أزمة جديدة. ذلك أن سلاف فواخرجي، بطلة العمل، اعترضت على كتابة اسمها في «الجنيريك» بعد اسم المسلسل، فطالبت بتغييره بشكل يظهر اسمها واسم العمل في الوقت نفسه. المخرج شوقي الماجري لبّى طلب الممثلة السورية، وعمل على تجهيز مقدمة غنائية جديدة للمسلسل، مراعياً ما طلبته فواخرجي. وقد أُرسلت النسخة المعدّلة إلى القنوات، لكنها لم تبثّ حتى الآن. يذكر أن الماجري يستكمل تصوير المشاهد الخارجية للعمل داخل مدينة الإنتاج الإعلامي. ويبقى أمام أسرة المسلسل حوالى أسبوع من التصوير.

21:00 على «الجديد»

الأخبار اللبنانية في 8 سبتمبر 2008

 
 

تحلم بدور فتاة معوقة

منى عبدالغني: البعض يحاول استثمار عودتي للفن

حوار: محمد هجرس

الفنانة منى عبدالغني التي قدمت العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والغنائية، حريصة منذ ارتدائها الحجاب على التمثيل دون الغناء، معتبرة أن غناءها في أوبريت “القدس هيرجع لنا” كان موقفاً وطنياً. منى الملتزمة برسالة واضحة ومحددة أهدافها إنسانية ودينية، تختار أدوارها التي تتوافق مع هذه الرسالة وتبني أحلامها على أساسها. وهي تحلم اليوم بأداء دور فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة وفق رؤية خاصة تختلف عن رؤية الفنانة أحلام حسن في الدور الذي أدته في مسلسل “اللقيطة”،

كما قالت في حوارنا معها حين التقيناها على هامش مشاركتها في المجلس الرمضاني الذي أقامته دائرة الشؤون الاسلامية بالاشتراك مع مركز راشد لعلاج الطفولة في دبي.

وأكدت أنها لا تعتمد في أحلامها الفنية على زوجها رجل الأعمال، معترفة بقدرتها على إقناع رجال الأعمال بانتاج أعمال خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، كاشفة عن وجود بعض شركات الانتاج التي تحاول استثمار عودتها للسينما. والمزيد في الحوار التالي:

·         دائماً ما تترددين على دولة الإمارات، لماذا؟

أنا في كل مكان، طالما أنني أفعل الخير، خصوصاً بعدما وهبت مجهودي لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث أشعر بسعادة معهم.

·         وهل نجحت الدراما في عرض مشاكلهم؟

أعمال درامية قليلة جداً هي التي نجحت في عرض مشاكلهم، والأعمال الأخرى قدمتهم على سبيل الضحك والسخرية، مما يدل على قصر نظر القائمين على صناعتها.

·         ولماذا لا تسعين لتقديم عمل ناجح عن هذه الفئة؟

أتمنى أن أنجح في تقديم عمل درامي جيد وألعب من خلاله دور فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة، لإحساسي بأن تلك الفئة مظلومة ومهمشة اجتماعياً حتى من أقرب الناس إليهم.

·         ما تتمنين عمله، قدمته مؤخراً الفنانة الكويتية أحلام حسن في مسلسل “اللقيطة”؟

شاهدت بعض حلقاته، وهو جهد يحسب للفنانة أحلام حسن، ولكن رؤيتي للدورر مختلفة عن الرؤية التي قدمتها.

·         لماذا هناك عزوف عن إنتاج تلك النوعية من الدراما؟

أحاول مبدئياً العثور على ورق جيد، ثم أتولى عرضه على الجهات المنتجة، وإن فشلت في إقناعها، سأعرضه على رجال الأعمال وأطلب منهم ضرورة إنتاجه.

·         إذاً أنت تعتمدين على زوجك محمد يسري رجل الأعمال؟

إطلاقاً، فزوجي بعيد تماماً عن هذا المجال، ولكن أعتمد على إيماني بالعمل الذي أقوم به، كما أن لي صداقاتي.

·         ثقتك مفرطة في رجال الأعمال!

رجال الأعمال العرب بخير، وأنا قادرة على إقناعهم بدخول هذا المجال من أجل فئة ذوي الاحتياجات الخاصة.

·         كأنني أرى منى عبدالغني زمان؟

ولماذا أتجاهل الماضي الذي عشته، والذي أفخر به دوماً حتى أمام أولادي، وأصدقائي.

·         هل تبحثين عن العمل في السينما؟

أنا لا أبحث عن السينما، ولكن شركات الانتاج هي التي تعرض علي دوماً بطولات لأعمال سينمائية بهدف استثمار عودتي مادياً، ولكن عندما قرأت الأعمال التي عرضت عليّ رفضتها لأنها مكررة ولا تضيف لتاريخي.

·         اذن لديك الرغبة للعمل من جديد في السينما؟

صحيح، ولكن بشروطي.

·         هل تفضلين صداقاتك الفنية؟

خليني في حالي، لأن القرب حتى من الأهل يسبب العديد من المشاكل.

·         وما أحلامك؟

تقديم فيلم أو مسلسل ديني عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.

·         هل تحبين لقب الفنانة أم الداعية؟

هذه شكليات لا أتوقف عندها وبصفة عامة أكره الألقاب والتفخيم.

·         أتوافقين على أن يعمل ابنك وابنتك في الفن؟

أوافق بشرط أن يكون لديهم أساس أخلاقي.

·         كأنك تتهمين الوسط الفني؟

ليس بالمعنى الذي يدور في مخيلتك، ولا تقولني أشياء لم أقلها، وأنا أقصد أن يكون عند أولادي القدرة على الاختيار.

·         وهل أنت سعيدة بزواجك الجديد؟

ربما كان طلاقي من الموسيقي شريف سلامة البداية الحقيقية للبحث عن سعادتي التي وجدتها مع زوجي رجل الأعمال.

·         ولكن ألا تخشين من مسؤولية الأسرة خصوصاً أن لديك ولداً وبنتاً وزوجك لديه ثلاثة أبناء؟

المسؤولية كبيرة فعلاً لكنها حلوة، لأنني أحب الأسرة والاستقرار وعندي عطاء كبير أقدمه دوماً، وزوجي أيضا لديه نفس العطاء، وأخلاقه وتدينه جعلاني أطمئن إليه، والآن بعد مرور أكثر من عامين على الزواج أؤكد انني أعرفه من زمان.

·         أنت ممن يشجعن زواج الفنانات من رجال الأعمال؟

زواجي جاء صدفة ولم أسع إليه والجميع يعرف تماماً أنني فنانة بنيت نفسي بنفسي، وتزوجت الرجل الذي كنت أريده.

·         هل أنت صديقة للمحجبات فقط؟

غير المحجبات قد يكن أفضل مني عند الله، وسيأتي اليوم الذي يرتدين فيه الحجاب على يدي.

·         إذن أنت داعية؟

وفنانة.

·         أقرب الاصدقاء إلى قلبك؟

الحاجة سهير البابلي، والحاجة شهيرة، والحاجة أميرة، والحاجة نوجة أباظة.

·         هل ستعودين للغناء؟

مستحيل.

·         ولكنك غنيت في أوبريت “القدس هيرجع لنا”؟

إنه موقف وطني.

·         هل عبرت في مسلسل “عش أيامك” مع الفنان نور الشريف عن شخصيتك الجديدة؟

مطلقاً، فأنا أركب السيارة مع جاري وأحياناً أرسل له الورد في المناسبات، لكن دوري المتشدد الذي قمت به في المسلسل كان ضرورة للصراع الدرامي.

الخليج الإماراتية في 8 سبتمبر 2008

 
 

ذكريات رمضانية مع الإذاعة المصرية

ساعة لقلبك.. صانع النجوم والأجيال

أحمد يوسف 

لأننى من الجيل القديم بالنسبة لما يحدث اليوم فى شتى المجالات، فقد تربيت على نوع من التقشف الذى لم يفارقنى حتى الآن، وتعلمت أن من الممكن تحقيق الحاجات الأساسية من خلال إمكانات محدودة ومتواضعة، وبالطبع لم أكن استثناء فى هذا المجال، فأنا ابن مرحلة كانت تفعل ذلك وبدون ادعاء، وهأنذا الآن أصبحت من جدود مرحلة تزعم تحقيق الرفاهية وأزهى صور الملوخية (على رأى الصديق جمال فهمي)، ومع ذلك فإن المرحلة الراهنة لا تحقق لأبنائها الحد الأدنى من الرضا والإشباع والشعور بأنهم "بشر" يستحقون الحياة ويستمتعون بها. 

أسمعك ياقارئى العزيز تهمس: "رجعنا تانى لحكاية أيام زمان والبيضة كانت بمليم!"، لكننى أؤكد لك أن ذلك ليس هدفى، وإنما المسألة كلها تداعيات ذكريات رجل عجوز عن طفولته التى تشكلت مع جهاز "الراديو"، الذى كانت واجهته تضئ بلمبة خضراء جميلة تشير إلى أن المحطة مضبوطة تماما على ترددها، بينما فى الخلفية غطاء ملئ بالثقوب (للتهوية)، كنا ننظر من خلاله بحثا وسط الصمامات الكبيرة المضيئة عن الناس الصغار الذى يعيشون بداخله، ويقدمون لنا تلك الوجبات الإذاعية التى لا تتوقف، وأعتقد أننى مازلت أبحث عنهم وأحلم أن أراهم كلما صادفت مذياعا من الطراز القديم. 

من هؤلاء الناس الصغار جدا فى خيالى كان هناك رجال كبار جدا فى قاماتهم الفنية، صنعوا لنا البهجة عبر عقد الخمسينيات تحت اسم "ساعة لقلبك"، وكان هذا البرنامج يشكل كغيره من البرامج خريطة حياتى، خاصة فى يوم الجمعة، فبعد الصلاة كنا نعود إلى المنزل جريا لنلحق فى الثانية عشرة والنصف ببرنامج المسابقات البوليسى "46120 إذاعة"، وهو أول برنامج "تفاعلي" فى مصر منذ أكثر من نصف قرن من إعادة اكتشاف هذه الميزة مرة أخرى فى إذاعاتنا، إذ كان يسمح للمستمع بالاتصال ليقول "من الجاني؟"، وكانت الجائزة جنيهين كان يمكن بهما آنذاك أن تشترى بدلة أنيقة! وبعدها يأتى فاصل من "الأغنيات البلدية والقروية" فى ربع ساعة، أما برنامج "على الناصية" فكان فى الواحدة والنصف، وكنا جميعا نحلم بأن نقابل آمال فهمى لعلنا نصادف حظ عبد الحليم حافظ عندما قابلها فى فيلم "حكاية حب"، وفى الثالثة تماما يأتى موعد تمثيلية تمتد ساعتين إلا الربع كانت فى الأصل مسلسلا يوميا فى ثلاثين حلقة، وأعيد "مونتاجها" لكى تقدم فى وجبة إذاعية واحدة. 

لعلك قد لاحظت أننى قد قفزت على ما كنا نسمعه فى الواحدة ظهرا، وكان ذلك هو "ساعة لقلبك" التى هى فى الحقيقة "نصف ساعة لقلبك"، والسبب فى التسمية هو المثل المصرى الشائع "ساعة لربك وساعة لقلبك" (مرة أخرى الدين والدنيا معا فى وجدان الشعب المصري)، فها نحن فى صلاة الجمعة ندير ظهورنا للدنيا ونخشع لله، وبعدها نعود لاحتضان الحياة، وكانت أغنية تيترات البرنامج تقول: "ساعة لقلبك إضحك فيها، خللى الدنيا كمان تضحك لك، إوعى تكشر أبدا فيها، مين تضحك له ويكشر لك؟"، وأرجو أن تصدقنى أن كورس النساء كان يؤدى السطر الثالث فى "بوليفونية" مع كورس الرجال كانت أذننا تتقبلها دون أن نعرف ماهى، ولعلى بعد مقالين أو ثلاثة أحدثك عن البوليفونية التى تحولت إلى نقطة تحول حقيقية فى حياتي! 

بدأ برنامج "ساعة لقلبك" فى عام 1952 ليخرجه أحمد طاهر ثم يوسف الحطاب ثم فهمى عمر، الذى كان مذيعا ومخرجا لامعا للعديد من البرامج (مثل "مجلة الهواء" فيما بعد)، وترقى إلى أرفع المناصب فى الإذاعة والتليفزيون، ومع ذلك فقد اشترك مع فريق "ساعة لقلبك" فى بداياته كممثل أيضا لدور الصعيدى، قبل أن ينتقل هذا الدور لممثلين آخرين. وكانت الإذاعة المصرية آنذاك، وبإمكانات متواضعة ولكن بمواهب حقيقية تعرف الجهد ولا مكان فيها للواسطة أو الوراثة، كانت تقف على قدم المساواة مع الإذاعات العالمية فى أفكارها وبرامجها (لمن يتشكك فليقرأ الفصل السادس الخاص بوسائط الإعلام فى كتاب جيمس موناكو "كيف تقرأ فيلما")، ولك أن تتخيل أن هذا الفريق كان يقدم فقراته الكوميدية أمام الجمهور، لكن دون أى ديكورات، وإنما ميكروفون يتجمع حوله الممثلون ويقرأون أدوارهم من الورق، ومع ذلك فإنه كانت هناك (برغم هذا التغريب أو بالأحرى بسببه) حالة من التفاعل الحميم بين الممثلين والجمهور، ربما يحسدهم عليها بريخت أو يسرى نصرالله (هل تذكر "جنينة الأسماك" وانبهار النقاد بما كان اسماعيل ياسين يفعله منذ ستين عاما؟)، فكثيرا ماكان الممثل يخاطب الجمهور، مثل شخصية محمود (فؤاد المهندس) وهو يدعو على زوجته الزنانة (خيرية أحمد) فيقول للمتفرجين: "قولوا إن شاالله" فيرددونها فى مرح صاخب، أو عندما يقف الفتوة المعلم شَكَل (محمد يوسف) لكى يشحذ بالقوة مناديا بصوته الجهوري: "لله ياأسيادي" فيرد عليه متفرج خفيف الظل: "على الله"! 

إننى أرى دائما أن هذه الحالة من التفاعل الحى بين الفنان والمتلقى هى حالة اجتماعية وسياسية أكثر منها فنية (كان الفنان العظيم يوسف إدريس يطلق عليها حالة "التمسرح")، والحقيقة أن المسرح هو أكثر الفنون تعبيرا عن هذا التفاعل، وأرجو أن تقارن بين نهضتنا المسرحية فى الستينيات وتراجعنا الآن، لتدرك أن الحالة الاجتماعية الراهنة، داخل المسرح وخارجه، قد حولتنا إلى جزر معزولة، لا نتواصل فى سياق حى، وهذا السياق هو الذى يصنع "الوطن"، لكن أتراهم يريدون حقا أن يكون لدينا شعور بأننا نعيش فى وطن؟ لقد صنعوا لنا "سوقا" نجتمع فيه لكى نَستهلِك ونُستهلَك، ثم يذهب الواحد منا إلى حال سبيله ليحبس نفسه فى ذاته الضيقة. لم نعد نضحك لأن الدنيا لم تعد تضحك لنا كما كانت أغنية "ساعة لقلبك" تؤكد لنا. 

لقد كانت تلك الحالة الاجتماعية متجسدة فى فريق العمل الذى يعيش طوال أسبوع كامل فى حالة إعداد لهذه النصف ساعة، سبعة أيام كاملة يعجنون ويخبزون فيها مادتهم الفكاهية، وكان من أشهر مؤلفى هذه النمر عبدالمنعم مدبولى وأنور عبدالله ويوسف عوف، لكن بعض الممثلين كانوا يقومون بتأليف نمرهم بأنفسهم، مثل أبولمعة (محمد أحمد المصري)، لكن ربما كان من أهمهم فى التأليف والإخراج مدبولى الذى تخرج من معهد التمثيل، وكان عضوا فى فرقة "المسرح الحر"، واشترك فى مسرحية نعمان عاشور "الناس اللى تحت" فى دور البواب خفيف الظل. وهكذا كانت خلفياتهم مزيجا من الدراسة الأكاديمية والحس الشعبى فى آن واحد، خاصة فى علاقتهم بفنون الفودفيل والموالد (من أمتع الدراسات فى هذا السياق ماكتبه الدكتور على الراعى فى تحليل مسرحية "هاللو شلبي" التى قد يستخف بها "المثقفون")، ومن هنا جاءت قدرتهم على خلق كوميديا الموقف ببساطة حقيقية وإن كانت تتفجر بالضحك، تحدث فى أماكن مألوفة فى الحياة، مثل المدرسة أو الأوتوبيس أو عيادة الطبيب أو شباك تذاكر السينما أو محطة القطار، ناهيك عن قدرتهم الفائقة على صياغة شخصيات نمطية شديدة التنوع، بما يذكرك بالقحط الإبداعى الذى نعيش فيه، والذى تؤكد عليه شخصية "لمبي" التى كان السبب الوحيد للانبهار بها هو أننا توقفنا منذ عقود طويلة عن خلق مثل هذه الشخصيات الكاريكاتورية، فجاء "لمبي" كأنه ليمونة فى بلد قرفانة، وهاهى الليمونة قد تم عصرها إلى آخر نقطة بينما ازداد البلد قرفا! 

إليك نماذج من بعض الشخصيات الكاريكاتورية فى "ساعة لقلبك": الأليط (محمد عوض) شديد الغرور لكنه لا يملك ثمن عشائه، وفصيح (ممدوح فتح الله) الذى يتهته بالكلام لكنه يصر أحيانا أن يكون مطربا، والشخص "الرغاي" الذى تنقل بين عبد المنعم ابراهيم وجمالات زايد وأحمد الحداد، والفتوة شَكَل (محمد يوسف) القاهرى النصاب الذى يستخدم "رمى جتته" على الناس لتحقيق أغراضه، وأبولمعة الفشار الذى كان ينتقم لنا بطريقته من الخواجة بيجو (فؤاد راتب) الذى مص دماءنا فى فترة الاستعمار ونشعر بالدونية تجاهه أحيانا، وبنت الذوات (سناء جميل ثم خيرية أحمد) التى تدعى انحدارها من أسرة ارستقراطية لنكتشف فى النهاية أصولها الشعبية، والصعيدى الذى كان أحيانا سليط اللسان على طريقة أحمد الحداد، وأحيانا أخرى ساذجا مثل فهلاو (أمين الهنيدي). أما فؤاد المهندس فكان "الجوكر" الذى يستطيع أن يلعب كل الأدوار، وإن كان أحيانا يؤدى شخصيات كاريكاتورية مثل الكاتب الكبير الذى هو فى الحقيقة مدعٍ يسرق ماكتبه الآخرون وينسبه لنفسه، ومن المفارقات الطريفة أن يكون والد فؤاد المهندس هو زكى المهندس، اللغوى صاحب الدراسات الجادة والعميقة، لكن الابن كان يقوم أحيانا بدور المتحذلق فى اللغة الذى يستخدم مهجور الكلمات أو ينحت كلمات جديدة لتأففه من اللغة العامية، مثل قوله: "أى هذا البطاقى، هل من رحالة لثغر منبعج؟"، وسوف أترك القارئ يخمن ماكان يقصد إليه. 

هناك عشرات الأسماء الأقل شهرة وإن لم تقل موهبة أو جهدا اشتركت مع هذا الفريق كأسرة واحدة، مثل رفيعة الشال وأنور محمد وعمر عفيفى وليلى فهمى ومنير الفنجرى وحسين رياض وكامل أنور، لكن لابد أن القارئ يعرف جيدا الأسماء التى تحولت فيما بعد إلى السينما والمسرح لتصبح أكثر جماهيرية، وعلى رأسهم مدبولى والمهندس والهنيدى وعبد المنعم ابراهيم وسناء جميل ومحمد يوسف ونبيلة السيد، وأسماء أخرى تعجز الذاكرة عن حصرها. 

لكننى لا أنسى أبدا تلك المأساة التى نعيشها فى "سينما الإفيه"، التى تتولد فيها الإفيهات شديدة السماجة بقدر كبير من الغلظة، مع إن أحد الفنون الكوميدية الشعبية الراسخة فى وجدان الشعب المصرى هى "القافية" التى برع فيها على نحو خاص سلطان الجزار وشريف الفار (كان سلطان جزارا حقيقيا، أما الفار فكان لاعب كرة قدم فى نادى الزمالك). وفى الحقيقة أن القافية تعود بجذورها عند الشعب المصرى إلى ماهو أبعد من الفكاهة بكثير، فمنذ عرف الشعب المصرى اللغة العربية وهو يملك القدرة على التلاعب بالألفاظ فيجعل الكلمة الواحدة تلد عشرات الكلمات، ترى ذلك فى الصوفية عند ابن الفارض والبوصيرى (وكلاهما مصري)، كما تراه فى الموال الشعبى مثل: "إخص عليك يازمن بتخلى الأصيل ماهوش منصوف، من بعد ماكانت تيابى من حرير من صوف"، أو مثلما أراد الشاعر اسماعيل صبرى (فى الثلث الأخير من القرن التاسع عشر) أن يقول لحبيبته التى تدعى "أسما" أنه "قعد يخبط على بابها ويترجاها لحد ما تعب، ولما تعب ردت عليه قالت له يااسماعيل اصبر شوية، قال لها ماعدش عندى صبر خلاص"، فانظر كيف عبر عن ذلك: "طرقت الباب حتى كل متنى، فلما كل متنى كلمتنى، فقالت لى يااسماعيل صبرا، فقلت لها ياأسما، عيل صبري"! إنه عشق خاص للغة العربية يتميز به الشعب المصرى فى الدنيا والدين معا، وهكذا يدخل مثلا سلطان الجزار فى قافية "الشقق"، فينعى على صاحب البيت هشاشة الشقة التى يؤجرها وتداعى جدرانها: "بقى دى شقة؟ أبوك الشقا مات، عشَّة وشفنا، دى من قلة حيطانها باأعلق الصور على الأرض"! 

هل نضحك أم نبكى ياعزيزى القارئ؟ مهما ضحكنا فلن تضحك لنا الدنيا لأن من يصنعونها لنا "وشهم يقطع الخميرة من البيت" (هل ذلك هو سبب أزمة الخبز؟)، كما ضاعت روح الفريق التى صنعت برنامجا مثل "ساعة لقلبك"، وانقطع التواصل بين الفنان والمتلقى الذى يبلع كل مايلقون إليه به لأنه لا يملك بديلا وهو يجلس فى قاعة العرض أو أمام التليفزيون كأنه "نازل عليه سهم الله". وأخيرا فإننا نقول لصناع السينما شبه الكوميدية التى ابتلانا الله بها: إنكم موجودون فقط لأنه لم يعد هناك برنامج مثل "ساعة لقلبك"، وأؤكد أنه لو كان موجودا لاستطعنا عندئذ أن نتفرغ لصنع السينما الحقيقية. 

العربي المصرية في 9 سبتمبر 2008

 

وفاء عامر .. جرأة النجومية

قدمت 15 مشهدًا فى الحلقة الأولى فقط من ناصر

فاتن محمد علي

أعربت الفنانة وفاء عامر عن سعادتها الغامرة بتجسيد شخصية والدة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر خلال مسلسل "ناصر"، مؤكدة أنها لم تكن لتتأخر عن تقديم مثل هذه الشخصية التى لم تتجاوز على الورق وفوق الشاشة أكثر من خمسة عشر مشهدا، وعندما عرض عليها الكاتب الكبير يسرى الجندى، والمخرج باسل الخطيب قالا لها فى تحرج شديد إنها شخصية أم الزعيم جمال عبد الناصر، فوافقت على الفور دون تردد، وعندما علمت بعدد المشاهد لم تتراجع أو ترفض لقصر الدور، وكونه خمسة عشر مشهدا، تنتهى جميعها فى الحلقة الأولى من المسلسل، وهى جرأة تحسب لها كفنانة كبيرة. 

وفاء استطاعت أن تجسد الشخصية ببراعة كبيرة، واقتدار، وحفرت هذه المشاهد القليلة فى قلوب المشاهدين، واستطاعت مع الطفل مجيد باسل الخطيب ـ الموهوب بحق ـ أن تدمع القلوب قبل العيون، وأثبتت أنها نجمة حقيقية وكبيرة، لا تهتم بطول العمل أو عدد مشاهده بالنسبة لها، مؤكدة ان العمل بقيمته وليس بمساحته. 

وتقول وفاء: لابد أن أفخر بمشاركتى فى عمل كبير ومهم مثل "ناصر" الذى يحكى تاريخ ومسيرة زعيم مصر والوطن العربى الراحل جمال عبد الناصر، كما أن العمل يعبر عن مرحلة من أهم مراحل النضال الوطنى فى تاريخ هذه الأمة، مرحلة التحرر واستعادة الكرامة المصرية والعربية، وطرد المحتل، مرحلة إنجازات وأفعال، لا أقوال، وهذه المرحلة لا يستطيع ان ينساها أو يمحوها جاحد أو ناكر. 

وعن تقديمها هذه الشخصية بعد أن سبق وقدمت من قبل شخصية الملكة نازلى أم الملك فاروق فى المسلسل الذى عرض العام الماضى قالت: أنا فنانة وتغرينى أى شخصية من الشخصيات الثرية، واعتقد أن الراحل أحمد زكى سبق وقدم الزعيم ناصر، وبعده قدم الرئيس السادات، على الرغم من التناقض بينهما والخلاف عليهما من الجانبين، غير اننى لم أكن لأ تأخر عن المشاركة فى عمل مثل "ناصر" مهما كان حجم الدور. 

أما بالنسبة لشخصية نازلى، فبرغم أنها شخصية سلبية فى تاريخنا فإن حياتها كانت مليئة بالتفاصيل الدرامية التى أثرتها واعطتنى فرصة جيدة لإظهار قدراتى وإمكاناتى كممثلة. 

وأضافت وفاء: بالنسبة لمسلسل ناصر فان من يستحق الإشادة والتحية هو الكاتب الكبير المتميز يسرى الجندى، الذى أبدع العمل وقدم هذا الجهد الكبير، وأجدها فرصة للتعبير عن امتنانى للمخرج المتميز باسل الخطيب الذى شعرت بسعادة للعمل معه. 

وفاء عامر تشارك أيضا بدور مهم ومتميز خلال الجزء الثانى من مسلسل "الدالي" أمام الفنان نور الشريف. 

العربي المصرية في 9 سبتمبر 2008

 

مطلوب سيناريست يتحدى «البلطجية»!

محمد جمال 

من يتابع الدراما.. سواء الأفلام السينمائية.. أو المسلسلات التليفزيونية لن تفارقه الدهشة وهو يشاهد مشاهد العنف والأكشن وسط أحداث تبدو أنها منقولة بالمسطرة عن أعمال أجنبية.. أما المسلسلات فلايزال استفزاز المشاهدين مستمرا فى مشاهد القصور، والفيلات والسيارات الفارهة لمجتمعات «الكمباوند» التى لاتعرف شيئا عن مصر إلا الاسم فقط!. 

قلة من كُتاب السيناريو اقتحموا الواقع بكل متناقضاته. وتحدوا شروط التوزيع بأسماء النجوم.. منهم من اقتحم الملفات المسكوت عنها حين كشف عن قضايا الاغتصاب والشذوذ والفقر فى العشوائيات.. ومنهم من اكتفى بلقب «سيناريست وترزي» رغم أن الدول التى تحترم عقلية المشاهد تقوم باستفتاء عينات من الجمهور، والإعلاميين وكُتاب الدراما عن أى عمل قبل الموافقة عليه (أعتقد لو طبق ذلك عندنا.. فكثير من النجوم والنجمات.. ومعهم ترزية السيناريو سيلزمون بيوتهم نظرا لتكرار نفس الأعمال والشخصيات»، والمقدمة السابقة أسترشد بها وأنا أقرأ ظاهرة خطيرة فى المجتمع شعارها: «تخليص الحق بقوة اليد» ولا عزاء للحكومة! أو الأمن.. الذى أصبح «رخوا» فى نظر البعض ممن أصبحوا يعتمدون على الميليشيات العائلية أكثر مما يعتمدون على الأمن!. 

وإذا كانت السنوات الخمس الماضية قد شهدت أسطورة عزت حنفى فى «النخيلة» وهو ما تجسد فى فيلم «الجزيرة» وبعده خُط الصعيد «نوفل سعد ربيع» فى قنا.. فما حدث مؤخرا فى «عزبة الكلافين» فى قليوب حيث سادت لغة الرصاص.. العنف بين الفرقاء الذين تنازعوا على «الأرض الزراعية فما كان من أحد الأطراف إلا اللجوء إلى البلطجية لأخذ حقه! هو الحافز الفعلى لضرورة معالجة الدراما لقضايا العنف فى مصر، وإذا كانت السينما قد احتفت بالريف فى أفلام «الزوجة الثانية» و«الأرض»، و«البوسطجي»، فالريف أو القرية اليوم التى دخلها «الفرن الافرنجي» و«الدش» و«المدرسة» و«النادي» والتى تعلن الحكومة تواجدها فيها من خلال «العمدة» و«شيخ البلد»، و«شيخ الخفر» وكبار الأعيان الموالين لحزب الحكومة.. هذه القرية لا تخلو أيضا من تواجد «البلطجي» و«الهجام» و«القاتل المأجور» و«الغرزة» و«الغازية» والجميع ملتزمون بقانون عرفى صارم وهو أن «الأرض» ملك لمن وضع يده عليها وزرعها!. 

وما حدث مؤخرا يؤكد أن عنف العشائر الريفية، قضية متفجرة فى أى لحظة!. 

ولا عزاء لقانون الطوارئ.. فالعنف أصبح مع سبق الإصرار والترصد.. وفى أى لحظة تجده بالقرب من دوار العمدة فى القرية!. 

أو راكب دراجة بخارية يقتحم بها أى مكان ليرتكب مذبحته ويختفي! 

أو يأتى إلينا من أمريكا اللاتينية حين تمكن عدة لصوص محترفين من سرقة بنك وسط النهار!! المهم أن العنف المكبوت، أصبح ظاهرة.. أخطرها فى الريف الذى كان سلة الخير والخبز للمدينة.. واليوم أصبح ساحة لتخليص الحق باليد.. تحتاج إلى كاتب سيناريو جريء وموهوب.. يفسر لنا ماذا أصاب الريف من أمراض الجشع.. والبلطجة؟. 

العربي المصرية في 9 سبتمبر 2008

 
 

الصحفية أمينة تنافس الملائكة..

وناصر زعيم وهو في اللفة !

اسبوع من المتابعة المرهقة لمسلسلات وبرامج رمضان كافية جدا لكي تعلن عن رأيك فيما تشاهدة ،وتحدد أي الاعمال سوف تتابعها لنهاية الشهر الكريم وأيها سوف تنصرف عنها ،قبل أن تصاب بالفالج الشلل أو بضغط الدم أوالعمي أو الثلاثة معا ،ولا تلتفت لمن يقول لك كان عليك أن تستمر في المشاهدة حتي ينتهي عرض كل الحلقات قبل أن تعلن رأيك ،فربما تجد في الأمور أموراً ،وينصلح الحال ؟ وهي مقولة خادعة كاذبة يطلقها أصحاب الأعمال الفنية المعروضة حرصاً منهم علي أن يجهزوا عليك فلا تصلح بعدها للكتابة أو للقراءة أو حتي للمشاهدة!الحلقة الواحدة من أي مسلسل تعتبر وحدة فنية متكاملة ،تستطيع من خلالها أن تحدد مستوي حرفة المخرج فلا يعقل أن تعجز عن معرفة مستواه إلا بعد مرور ثلاثين حلقة إلا إذا كنت من أصحاب الآذان الطويلة ! كما تستطيع أن تحدد مستوي أداء الممثلين ،والديكور والموسيقي التصويرية وتستطيع أيضا بعد خمس أو ست حلقات أن تحدد ما إذا كان السيناريست قد أفلح في عرض موضوعه وقفز الي قلب الحدث،أم أنه لايزال يعجن ويلت ليكسب وقتا ويهدر وقتك ويحرق أعصابك !بعد متابعة أكثر من اثني عشر مسلسلا مصريا وسوريا ،يمكن أن نصل الي بعض الملاحظات المبدئية علي الحلقات الأولي ،ونترك الرأي النهائي لحين اكتمال الثلاثين يوما!الأيدي الأمينةبعد أن انتهينا من مرحلة النجوم الذين يظهرون في مسلسلاتهم بصورة ملائكية ،بدأنا هذا العام في مرحلة النجوم الذين وصلوا الي مرتبة الأنبياء !!!فلا يأتيهم الباطل من أمامهم أو خلفهم ،خد عندك يسرا ومسلسلها في إيد أمينة للمخرج محمد عزيزية والسيناريست محمد الصفتي ، تبدو يسرا في حالة صفاء شديدة ،تحب كل الناس ،وتمنحهم الاهتمام والرعاية وتتحمس لقضاياهم حتي لو عرضت نفسها لأزمات لا قبل لها بها ، وتصل طيبة قلبها الي درجة أن تشارك خادمتها الصغيرة فراشها ،ولا تكف عن تقبيلها واحتضانها ،مما قد يعرضها للقيل والقال ،فقد يظن بعض الخبثاء من زملائها في المسلسل بها السوء وتنتابهم الهواجس !فالتعبير عن الحب والاهتمام لايكون بكثرة القبلات ،ومشاركة الخادمة الفراش !ولأن المسلسل يريد أن يناقش قضية عمل الاطفال ،فكان لابد أن يضع نهاية مأساوية للطفلة الخادمة ،التي سقطت أثناء تنظيف النافذة وماتت علي الفور!وسوف أوافق كاتب السيناريو أن عمل بعض الأطفال يعرضهم للمخاطر ،ولكن كم مرة سمعنا عن حادثة سقوط خادمة من النافذة ؟ غير المسلسل طبعا ،ان صفحات الحوادث مليئة بحالات قتل الأطفال بأيدي ذويهم ،خشية املاق بسبب الفقر وقلة حيلة الأهل وعدم قدرتهم علي الصرف علي أبنائهم والحل المنطقي بعيدا عن أية شعارات من ناس لاتعرف شيئا عن الواقع المرير لآلاف الأسر المصرية التي تلقي بأبنائها في الشوارع أو تتخلص منهم بسبب الفقر ،الحل هو أن يعمل هؤلاء الأطفال عندما يصبحون في سن مناسبة ،كي يساعدوا أسرهم ويتحولوا من عبء ثقيل الي قوة اقتصادية ضاربة ،فالأطفال في الريف يعملون في الغيط وفي جمع دودة القطن،وفي جمع المحاصيل وهو تقليد متبع من آلاف السنين ،أما في المدينة فإن عمل الاطفال وخاصة الإناث في البيوت لا يشكل خطرا علي حياتهن إلا في حالات نادرة ،تقارب نسبتها ،ما يتعرض له الاطفال من حوادث الطرق ،او الأمراض المختلفة ! وإذا اتفقنا مع مؤلف مسلسل في إيد أمينة ورفضنا مثله عمل ألاطفال علي إطلاقه ،فلماذا وافقت يسرا علي أن تعمل الطفلة خادمة لأسرتها ،قبل أن تأخذها أمها لتعمل في بيت آخر ،وماذا قدمت لها الست أمينة يسرا ، غير الأحضان والقبلات والدبدوب الأحمر الذي لن يساعد الطفلة ولا أسرتها علي الحياة بشكل كريم ؟سلالم الصحفوإذا كان مؤلف مسلسل يد أمينه يريد أن يقودنا الي قضية خطف الاطفال وبيع أعضائهم للاثرياء العرب وغير العرب ،فكان لابد له أن يدرس الموضوع جيدا بدلا من هذا التفريع الذي ينم عن عدم درايته بأبعاد القضية التي يعالجها ،أما الاخطر من هذا فإن المسلسل يحمل الكثير من المبالغات الممجوجة ،وعدم الوعي الذي يصل للجهل بطبيعة العمل الصحفي ولأن المؤلف يريد أن يظهر بطلة العمل في صورة الصحفية الجريئة ،التي لايشق لها غبار ،ولا تعمل حسابا لأحد ،فقد جعلها تتطاول علي رئيس التحرير هشام سليم الذي أصبح ملطشة للجميع ،وفي أحد المشاهد تختلف أمينة يسرا مع شامل هشام سليمفيقول لها أنا رئيس التحرير فتقول له بسخرية علي نفسك ،أنا رئيسة قسم !!حتي جرايد بير السلم ،رئيس التحرير له احترامه وهو صاحب القرار ،حتي لو كان شخصية مهزأة !أما الكارثة الأعظم فتلك المشكلة المفتعلة التي حدثت بين صحفي شاب تحت التمرين إيهاب فهمي ورئيس التحرير ،حيث يجري الصحفي الشاب حوارا مع رجل أعمال ،ويقدم الموضوع لرئيس التحرير ،ثم يطلب رجل الاعمال اسامة عباس من الصحفي أن يحذف بعض مقاطع من الحوار ،غير أن رئيس التحرير ينشر الموضوع كاملاً لأهمية ماقاله رجل الأعمال ،وهنا تتدخل أمينة يسرا وتصر علي أن يقوم رئيس التحرير بالاعتذار لرجل الأعمال علي صفحات الجريدة ،وعندما يرفض تقوم بعمل إضراب وإعتصام وتجلس علي سلم الجريدة وينضم لها بقية الصحفيين ؟ويبدو أن المؤلف سمع أن بعض الصحفيين يقفون علي سلم نقابتهم ،ولكنه لم يشغل نفسه لمعرفة أسباب إقدامهم علي هذا التصرف ،فالأمر لاعلاقة له بموضوع صحفي يري رئيس التحرير أهمية نشرة ،ولكن لأسباب خلافية ومصيرية واختلاف وجهات نظر بين إدارة التحرير والصحفيين ،والأمور لا تصل لهذه السذاجة ولم نسمع عن صحفي يلوي ذراع رئيس التحرير لنشر موضوع أو عدم نشره !مواقف ساذجةموقف آخر لا يقل سذاجة عن سابقه ،السيدة أمينة يسرا تجد في منزلها مبلغا ضخما من المال خمسون ألف جنيه وضعها زوجها علي التليفزيون وبدلا من أن تتركه مكانه حيث ان المنزل ليس فيه أحد غيرها وزوجها أو تضعه في أحد الادراج ،نجدها تأخذ المبلغ الضخم وتضعه في حقيبة يدها وتنزل به للعمل ،وطبعا لابد أن تتوقع أن أمينة سوف تتعرض لحادث سرقة ،وهو مايحدث فعلا حيث يخطف أحدهم الحقيبة ،ولكنه يصطدم بامرأة غلبانه نشوي مصطفي تأخذ منه الحقيبة وتردها للسيدة أمينة بعد أن تعرف محل عملها من بطاقتها! واضح أن السيناريست فشل في إيجاد مبرر منطقي للقاء أمينة يسرا بالست الغلبانة جدا نشوي مصطفي ،والأغرب من هذا أن الست الغلبانة التي تسير بكيس فيه رغيف عيش وطمطمايه ترفض أن تأخذ حقها من المبلغ الذي وجدته في الحقيبة عندما تعرض عليها يسرا ذلك وتلح فيه ؟ من قال أن الانسان الشريف الغلبان هو من يتمرد علي نعمة ربنا ويرفض أن يحصل علي حقه؟ ويفضل الفقر والحرمان والغلب الأزلي ؟ إن الجهل بمعرفة النفس البشرية يظهربشدة في هذا المسلسل مضافاً إليه قدر هائل من الافتعال ورسم الشخصيات بشكل كاريكاتيري يثير السخرية ،ولايثير التعاطف بأية حال !ومع ذلك فرغم رداءة الحلقات الاولي فسوف أضطر لتكملة مشاهدة المسلسل عشان أشوف آخرتها إيه؟ فجوات السيناريولا أشك مطلقا في نوايا الكاتب الكبير يسري الجندي ،فمما لاشك فيه أنه تحمس لكتابة مسلسل ناصر ،كي ينصف الرجل ويظهر مدي عظمته وقيمته ويعرف الأجيال الجديدة بالزعيم الراحل الذي غير وجه الحياة السياسية والاجتماعية في مصر ،في الفترة من 195-1971،ولكن النوايا الحسنة ليست كافية لعمل مسلسل فني ناجح ،رغم أن المخرج باسل الخطيب له نجاحات فنية سابقة مع مسلسل نزار قباني مثلا ،أو حنين وغيرها إلا أنه لم يتمكن من تغطية كل الفجوات التي تركها يسري الجندي في النص،ويبدو أن إشراف السيدة هدي عبد الناصر علي السيناريو ،جعل الكاتب يحول جمال عبد الناصر من زعيم مصري وطني إلي نبي أو أحد أولياء الله الصالحين !لاينطق عن الهوي ولايأتيه الباطل من أمامه أو خلفه ،ولمن لايعرف فالسيدة هدي عبد الناصر كانت صاحبة رأي عدم ظهور والدها بالبيجاما في فيلم عبد الناصر الذي أخرجه السوري أنور قوادري وقام ببطولته خالد الصاوي وعبلة كامل وهشام سليم ،وكان رأيها أن ظهور عبد الناصر وهو يرتدي البيجاما سوف يقلل من وقاره وهيبته في نظر الجمهور ،وحرصا علي وقار وهيبة عبد الناصر ،رسمه السيناريست وكأنه شخص ثقيل الظل لا يضحك أبدا ،يزغر للناس بتعال وقرف ونظرات مرتابة وكأنه مخبر في قسم العجوزة،واستمراراً للتصور التقليدي الذي يسيطر علي أذهان من يكتبون السير الذاتية للمشاهير والعظماء ،حتي أنهم يعتقدون أن الشخص العظيم ،تظهر علامات نبوغه وعظمته منذ لحظة ميلاده ،فقد بدا جمال عبقريا ،قياديا وزعيما حتي وهو في اللفة ،فإذا ما وصل لمرحلة الطفولة الأولي ،التف حوله زملائه الأطفال يهتفون باسمه!وكأنهم يقرؤون الغيب ويعرفون أن هذا العيل سوف يصبح رئيساً لجمهورية مصر أو للجمهورية العربية المتحدة كما أطلق عليها بعد الوحدة مع سوريا ! لن تضبط شخصية جمال عبد الناصر مبتسماً طوال أحداث المسلسل منذ فترة طفولته مروراً بمراهقته حتي وصل لسنوات الشباب وأصبح مجدي كامل الذي تنقصه الكاريزما التي كانت موجودة بوفرة لدي عبد الناصر!ولا أعرف سببا لأن يظهر جمال بتلك الصورة المقيته ،التي تخلو من أية سمات إنسانية مثلا في أحد المشاهد يذهب جمال مع خاله صلاح عبد الله الي أحد الباشوات المتنفذين،للوساطة لدخول جمال الكلية الحربية بعد أن فشل عدة مرات،بسبب وضعه الاجتماعي المتواضع ،وبدلا من أن يُظهر جمال بعض الاحترام للباشا الذي استضافه وخاله في قصره المنيف ،نجد جمال يعامل الرجل بقلة ذوق وجليطة تصل الي درجة الصفاقه ،وكأنه يقول له حسنة وأنا سيدك !وهناك فرق كبير بين أن يكون الشخص معتدا بكرامته وذو كبرياء وبين أن يكون جلفاً لا يحترم أحدا !والأهم من ذلك أن جمال الذي نعرفه من خلال مايروي عنه من ثقاة ،وما تابعناه من خطبه هو شخص مصري خفيف الظل ،بشوش حاذق وابن نكته بدليل ماقاله عن الملك الراحل فيصل بن سعود حيث أطلق قولته المشهورة حا أنتف دقنه شعره،شعره ،أو ما قاله عن إسرائيل سوف نخرج عليهم بالنبابيت إذا لزم الأمر ،هذه الاقوال وغيرها تؤكد أن جمال ليس هذا الشخص الثقيل ،البغيض الذي نتابعه يوميا من خلال مسلسل ناصر ،فمتي يمكن أن نتابع عملا فنيا حقيقيا عن رجل التف حوله الشعب المصري وآمن به وحلم معه بمستقبل أفضل لمصر والمصريين.

جريدة القاهرة في 9 سبتمبر 2008

 

شاشة رمضان التليفزيونية:

مسلسلات.. وإعلانات سمنة.. وبرامج عن العفاريت  

طوفان رهيب من المسلسلات والبرامج والاعلانات تحاصر المشاهد في رمضان وتبقيه في مكانه سواء اضافت اليه ام سلبت منه وقته ووعيه .وسط هذا الطوفان يبرزمسلسل شرف فتح الباب الذي اقترب كثيرا من هموم قطاع كبير من المواطنيين فشرف.. بطلنا رمز للشرف والطهر والامانة والتفاني في العمل ولكنه ضحية التحول الاقتصادي إلي نظام الخصخصة. مما يدفع شرف لقبول تبديد عهدته مقابل مليون جنيه. يقول شرف انا اتسرقت سنين عمري الحكومة مدت ايدها الاول ورمتني انا وعيالي في الشارع ! ولعل اهمية المسلسل تكمن في في طرحه لسؤال صعب هل يقبل هذا المواطن الشريف الرشوة المقدمة اليه باعتبارها تعويضا عن سنوات عمره التي لم تقدرها شركته واحالته للمعاش المبكر ؟ والسؤال الأصعب هل يتعاطف المشاهد مع قبول شرف لهذه الرشوة؟ والسؤال الثالث الذي يطرحه العمل هل اصبح كثير من الشرفاء مدفوعين دفعا لهذا الطريق ؟ وربما نجد تعاطفا كبيراً مع ما يطرحه العمل من مشاهدين ليسوا بالضرورة ممن احيلوا للمعاش المبكر ولكن من مواطنين لا يجدوا مقابلا ماديا يعينهم علي تحمل اعباء الحياة والحفاظ علي قيم الشرف والامانة والاخلاص في العمل في نفس الوقت !النجم يحيي الفخراني استاذ مدرسة الصدق والتلقائية يقدم في هذا العمل واحدا من اجمل ادواره بحساسية ووعي كبير يهز مشاعرنا لنجد انفسنا متوحدين معه خائفين عليه وعلي مصيره وكأننا نري مصائرنا جميعا في مجتمع لم يعد يرحم الشرفاء والبسطاء...ونتأمل كلمات التتر البديعة لسيد حجاب ازاي هانمشي عدل والسكة عوجة.!.. وعيني عليك ياشرف في دنيا ملهاش شرف! مع موسيقيوالحان الشريعي وصوت مدحت صالح .. والتأليف لمحمد جلال عبد القوي الذي استطاع ان يلتقط موضوعا ربما سيظل يثير جدلا لفترة طويلة .. ويقدم العمل مخرجة متمكنة من ادواتها وربما ستصبح نجمة في عالم الاخراج التليفزيوني وهي رشا هشام شربتجي.. ونري بثينة رشوان في افضل حالاتها ويتألق أحمد خليل وهالة فاخر التي نضجت كثيرا في اعمالها الاخيرة .اذا انتقلنا إلي مسلسل الدالي في جزئه الثاني سنجد انه يتميز هذا العام اكثر باقترابه من الواقع حيث يجسد العمل صراعات رجال الاعمال ووحشية هذا الصراع وقسوته وربما من عناصر الجذب الاساسية للمشاهدين في مسلسلات رمضان هي وجود نجوم مثل الفخراني و نور الشريف .. ولعل شعبيتهما الجارفة تخلق التعاطف معهما سواء قاما باداء ادوار تزيد فيها مساحة الشر او الانحراف عن مساحة الخير والمباديء او العكس فنحن نتعاطف مع رجل اعمال لا مجال للمشاعر في حساباته ويمكن ان يقتل في اي لحظة من اجل مصالحه كما اننا نتعاطف مع الفخراني ليس فقط بسبب شعبيته ولكن لأنه في هذا الدوريشبهنا كثيرا .مسلسل اسمهان يتميز بالايقاع السريع والصورة السينمائية ونقص المعلومات عن اسمهان ورغبة المشاهد في معرفة الكثير عن حياتها المثيرة والغامضة تدفع الكثيرين للمتابعة خاصة لو قدمت اسمهان كانسانة لا كملاك منزه عن الخطأ!البرامج في رمضانمن النادر ان تجد برنامجا رمضانيا يحمل مضمونا او يقوم بدور تنويري حقيقي حيث تغلب برامج الترفيه الخفيفة إلي حد السذاجة.والملاحظة الاساسية هي اعتماد اغلب المحطات علي نجوم الفن كمقدمي برامج او احيانا علي شخصيات عامة كما شاهدنا نجيب ساويرس كمحاور في القناة التي يملكها.. بينما يعتمد برنامج اخر علي نجاح فيلم صلاح ابو سيف الشهير ريا وسكينة مستفيدا من شهرة غادة عبد الرازق وهالة فاخر مقدمتي البرنامج ويستضيف فناناً مشهوراً وتدور الاسئلة عن الامثلة الشعبية والهدف التسلية والاضحاك.. ولكن الامر يعتمد في النهاية علي خفة ظل الضيف وحضوره... وهذا يتكرر ايضا في برنامج التجربة وهدفه ان نري نجما في تجربة جديدة يقوم بها للمرة الاولي! ولكن لا جديد في هذا البرنامج والسبب انه من الطبيعي ان نري الممثل في تجربة جديدة فأي دور جديد يقوم به هو في حقيقة الامر تجربة جديدة والبرنامج يعتمد ايضا علي الترفيه فلا غرابة ان نري ممثلة تتزحلق علي الرمال وممثل اخر يقفز بالبراشوت وممثلة ترتدي جلبابا قرويا! ونؤكد ايضا ان نجومية الضيف وخفة ظله هي التي تحدد نجاح حلقة في اضفاء البسمة علي المشاهدين كما فعل حسن حسني عندما استقل توك توك وادار حوارا طريفا مع الركاب حول الاجرة! ومن اغرب البرامج برنامج حسين مع العفاريت ويعتمد ايضا علي شهرة وخفة ظل مقدمه حسين الامام واستضافته للفنانين ولكن محور البرنامج يدور حول حكايات وتجارب مر بها الفنانين مع الارواح والاشباح وما شابه ذلك من قصص وخرافات.والبرنامج بديكوارته وبمؤثراته الصوتية وموسيقاه وباخراجه واداء حسين التمثيلي كفيل باصابة المشاهد بحالة من الرعب والفزع والغريب ان البرنامج الذي يروج للخرافات والعفاريت والشياطين يقدم في شهر رمضان الذي تحبس فيه الشياطين بأمر الهي !الغريب ايضا تقديمه في ساعة متأخرة من الليل !اعتقد ان رغبة حسين الامام في التجديد التقت مع رغبة منتج البرنامج في جذب الجمهور ولكن هذا البرنامج لا يتناسب بأي حال من الاحوال مع شهر رمضان .من طرائف رمضان ايضا انتقال شوبير من تقديم البرامج الرياضية إلي تقديم برنامج حواري مع نجوم المجتمع!وهناك برنامج اسمه غريب وهو حيلهم بينهم ويحتاج البرنامج إلي تغيير الاسم ويعتمد علي حبك مقلب لفنان مشهور وتصوير الامر له بان اعماله الفنية التي قدمها كانت فاشلة ويشترك زملائه من الفنانين في ابداء اراء سلبية حول المستوي الفني لهذا الضيف واعماله .. واذا كان البرنامج نجح في انتزاع الضحكات الا ان السؤال المهم الذي لا يقدمه البرنامج هو لماذا لا تقدم محاكمة حقيقية وموضوعية للفنان بدلا من استفزازه!والاجابة بكل اسف ان الهدف هو الترفيه المجرد فقط!اما محمود سعد فلا يعرف المشاهد هل هو مقدم البرنامج ام انه نجم الحلقة وضيفها !اعلانات رمضاناذا حاول المشاهد مجرد الهروب من المسلسلات سيقع حتما في فخ البرامج واذا قدر له النجاة منها فسيقع فريسه لللإعلانات والغريب ان المسلسلات والبرامج والاعلانات تتنافس في الاستعانة بنجوم الفن والرياضة ومن الطريف ان نجوماً مثل احمد حلمي وكريم عبد العزيز نراهما في الاعلانات ولا نجد لهما وجودا في مولد المسلسلات !اما حسين الامام وليلي شعير سنجدهما في الاعلانات والبرامج .. والغريب في بعض هذه الاعلانات سخريتها من بعض الرموز الوطنية مثل استبدال اسم مصر ووضع اسم مشروب مياة غازية مكانه !ليصبح هذا المشروب امانة في رقبة رأفت الهجان بدلامن مصر ! بالإضافة إلي السخرية من الصعايدة في نفس سلسلة اعلانات المياه الغازية! ولا تتخلي الاعلانات في رمضان عن اسلوب الاغراء الجنسي في اعلانات عن السيراميك والسمنة والخضروات!وفي المقابل ولإرضاء النزعة الدينية فهناك اعلان عن قرية سياحية خصص بها حمام سباحة للنساء فقط!والملفت في الاستعانة بنجوم الكرة احتكار نجوم الاهلي وحدهم لهذه الاعلانات فلا نجد اي لاعب من الزمالك او اي نادي اخر والغريب ان بعض هؤلاء اللاعبين حريصين علي الاشتراك في الاعلانات بينما يتخلفون عن الاشتراك مع المنتخب القومي !

جريدة القاهرة في 9 سبتمبر 2008

 
 

عرس يتحول إلى حادثة أوقفت تصوير »قلب ميت«

محمد حسن/ القاهرة

تخطت الساعة التاسعة مساء، وازدادت ظلمة الليل بما يناسب تصوير مشهد حفلة الزفاف. يسعى عمّال الاضاءة إلى الانتهاء بسرعة من تعليق لمبات »النيون« الملوّنة الدالة على بهجة الفرح، وفي الوقت نفسه يتسابق عمال استوديو »مدينة الانتاج الاعلامي« في احضار الكراسي وترتيبها، قبل ان ينادي مساعدو الإخراج على مجموعات »الكومبارس« ويأذنوا لهم بالجلوس والوقوف فوق الكراسي استعدادا لتصوير المشهد. ينادي أحد المساعدين على المخرج مجدي أبوعميرة »جاهزين يا أستاذ«، فيرد أبو عميرة مستفسراً: »شريف منير جاهز؟ ونسرين إمام حافظة الدور كويس؟! مش عاوزين نقطع التصوير كتير«..

تلك كانت أجواء تصوير مشهد زفاف »رضا« (شريف منير) على »حنان« (نسرين إمام) ضمن أحداث مسلسل »قلب ميت« الذي يُسابق فريق عمله الزمن للانتهاء من تصويره، بهدف تسليم باقي الحلقات للمحطات التي تعرض العمل منذ بداية رمضان، في وقت بقي عدد من المشاهد الخارجية بانتظار التصوير والمونتاج والميكساج.

.. يدخل المخرج الى موقع التصوير:»،٥ ،٤ ،٣ ،٢ ١ إبدأ«. تدور الكاميرا وخلفها المخرج وتبدأ مع دوران الكاميرا موسيقى »الفرح«، يدخل المدعوون وينخرط بعضهم في وصلات رقص طبقا لما هو مكتوب في السيناريو، لكن سرعان ما يتحول »فرح التمثيل« الى كارثة حقيـــقية خلف الكاميرا.. فقد سقط لوح خشبي من الديكور على رأس المخرج مجدي أبو عميرة، أفقده القدرة على النطق أو الحركة، فتوقف التصوير في توقيت حـــرج للمسلسل.. ينصرف العاملون بعد ان حمل منير شريف المخرج بمساعدة نسرين إمام ومساعدي الإخراج وتوجهوا به إلى أقرب مستشفى. وقد رصدت »السفير« قلق الجميع على أبو عميرة وانزعاجهم بعد أن سمعوا من الطبيب التشخيص المبدئي للحالة، خصوصاً انه لم يستبعد ان يكون قد أصيب بارتجاج في المخ.

لكن الفحص الطبي في غرفة الطوارئ في المستشفى، وقول الطبيب أن الامر لا يتعدى نوبة اغماءة عادية نتيجة الكدمة التي تعرض لها المخرج في ظروف صعبة، طمأنت الفريق وحولت قلقهم إلى مكان آخر هو »نهار التصوير اللي باظ«.

وبعد ان قضى يوماً كاملاً في المستشفى، خرج مجدي أبو عميرة ليس الى منزله، بل إلى موقع التصوير حيث استكمل المشهد لكن مع تشديد على دقة تنفيذ الديكور هذه المرة كي لا يتكرر سيناريو الحادث مرتين، فالهدف الآن يتركز على تزويد المحطات العارضة للمسلسل بالحلقات الباقية.

السفير اللبنانية في 9 سبتمبر 2008

 
 

الكاميرا الخفية.. خفة العقل والأداء

ياسر علام

حديثنا عن صنف فرض نفسه بإلحاح على بساط الأنُس الرمضاني تلفزيونيا ومنذ عقود، وهو حزمة البرامج التي تعرف اختصارا بالكاميرا الخفية؛ هذا الصنف الذي تنوع تنوعا بالغا ليكون مرة دسما ثقيلا على نفس المتلقي، ويكون مرة ضيفا خفيف الظل والروح يقتنص الضحكات من نبع شريف، وبمثل ما يتنوع أثر تقديم هذه البرامج على الجمهور، بمثل ما تتنوع زوايا انطلاق العمل نفسه، ودوافعه ومنطقه وطريقة بنائه، ومن ثم تتنوع كذلك التصورات العامة للجمهور عن تلك النوعية من البرامج..

دعنا نقلب المثلث ونبدأ من ضلعه الخاص بالجمهور؛ لأنه سيساعدنا على الاستبصار أكثر بزاوية الانطلاق من جانب، وبالمنتهى الذي يئول إليه العمل من جانب ثان.

الضلع الأعوج

حين تطرح الكاميرا الخفية كمادة للمسامرة بين شلة الرفاق، ستجد بينهم وجهتي نظر هما الأشهر في التعاطي مع هذا الموضوع، أما الأولى فهي التي سيتبناها القائل: "الكاميرا الخفية فكرة يصعب تقبلها أخلاقيا فهي وجبة دخل في صنعها السخرية واللؤم والخديعة الموجهة ضد ذلك المبتلى الذي وقع في دائرة لعبها، وهي ليست لعب (مع) بقدر ما هي لعب (على) شخص آمن/غير متنمر/ حسن الظن/ نقي السريرة، ثم هي تسخر من هذا النموذج وتنتهك خصوصيته انتهاكا كبيرا، وذروة نجاحها بوضعه ليكون محط تقريع جماعي إن صح التعبير..".

أما وجهة النظر الثانية فهي تلك التي سيرد بها القائل بأن: "الكاميرا الخفية فكرة لا ينكر متعتها إلا المدلس -على نفسه- فتنكر إن شئت لطرافتها، وتجهم لها واعبس وتولَّ، لكن اعلم أنك فاعل، بعد أن تنال هي منك –على حين غرة- ضحكات تودي بالتحفظ الإنساني الأخلاقي الرحيم المزعوم، إذ تهتك القشرة الحضارية للتعاطف مع من؟! مع ذاك الذي هو خامل العقل، خلي البال، فاقد الزمن، واهن الحدس، بليد الفراسة..".

والحقيقة أن وجهتي النظر كلتيهما لا تخلو من وجاهة، فقد يتبنى متفرج إحداهما لكنه يعود ويتبنى الثانية ثم يرتد إلى الأولى، ذلك أن محددا مهما من محددات الميل إلى إحداهما عن الأخرى، هو البرنامج نفسه وطريقة تقديمه، ومدى ما يستخدمه من جرعات الخداع والضغط والاستفزاز، فإذا ما علمنا أن واحدة من أهم نظريات تفسير الضحك تعتمد على التمايز بين مستويين للوعي، مستوى للفئة الأكثر ذكاءً، والثاني للفئة الأقل ذكاءً، حيث ينتمي للأولى؛ المخادع/ النصاب/ العبقري/ المخاتل/ المتفوق/ المرن/ المحتال..

بينما ينتمي للثانية؛ المخدوع/ الساذج/ الغر/ المتصلب/ الطماع/ الأبله..

وإذ يضحك المتلقي من الموقف هو ينحاز نفسيا للفئة الأولى وينزه نفسه عن التعاطف أو الانضمام للثانية، إن منبع الضحك هو طمأنة الذات بالمباعدة عن الوقوع في مثل ذلك الفخ.. ودعنا نحلل أي نكتة مثلا بهذه الطريقة فتتضح فاعلية تلك النظرة...

الحد الفاصل

والشاهد أن الحد الفاصل بين المضحك والمسيء هو عدم التعاطف أو المباعدة التي تحدث بين المخدوع والمتلقي، لكن متى زادت تلك المباعدة عن الشرط الإنساني تماما، أي متى فقد الضحك أخلاقيته التوجيهية الترويحية التطمينية، وذهب متسللا للتآمر ومنه إلى إحكام الشر بالإذلال والانتهاك المرضي بالتعذيب والاستفزاز الأقصى.. هنا لا يجد المتفرج –السوي- سوى التعاطف مع الفريسة.

والتعاطف هو درجة من درجات التوحد، التعاطف مع من؟! مع المخدوع، إذن المباعدة تكون مع المخادع لا المخدوع، ومن ثم يموت الضحك الآمن ويبقى كل ما يحدث خداعًا هستيريًّا تعذيبيًّا غير إنساني.. بقول آخر: يهبط عن درجة الإنساني إلى المبتذل..

 حيلهم بينهم مفاجأة من الدم الخفيف

إذن الخيط الدقيق الرقيق الرهيف هو في تعاطف الجمهور فإن تعاطف مع صانع الخديعة فسيضحك، وإن تعاطف مع المخدوع فسينفر، الصدق في القبض من خلال موقف على المثالب والصغائر والهنات البشرية مادة مضمونة للضحك، لكن إحكام الإذلال وبناء مواقف على وضع اجتماعي عام مثل البطالة والفقر وغيرها هي مادة خصبة لبواعث الاستنكار.. في هذا السياق نجد ملحوظة هامة، إن صناع برامج الكاميرا الخفية، في البدايات كثيرا ما ينجحون ويحققون جماهيرية ويستخرجون أصفى الضحكات، لكن العدالة تقتنص منهم حين يتحولون هم أنفسهم إلى طماعين فيذهبون إلى الإسراف والغلو والهيستريا فلا يكفيهم الضحك بل يريدون مزيدًا من الضحك، ثم المزيد، فالمزيد، ذلك الضحك الكثير المسموم الذي يميت القلب، فيخسرون ولو بعد حين.

ويقبل الجمهور على الجديد/ الطازج/ النقي/ البناء الذي يريد النجاح ويلتمس له الطريق وليس اللاهث إلى القمة.. ويفسر هذا النجاح في البدايات ثم حالة الزيف وسماجة تسول الضحك التي تنتاب قدامى المحاربين في هذا المضمار..

حديثي في هذا السياق يحل عليه إبراهيم نصر الذي يعد أحد أبكر التجارب في ساحة الكاميرا الخفية، لقد بدأ هو وإسماعيل يسري في ذيل فنان الكوميديا الراحل فؤاد المهندس، والذي كان آنذاك أحد أشهى أطايب المائدة الرمضانية ما بين، فوازير الأطفال (عمو فؤاد) إلى الكاميرا الخفية ومسلسلات مضحكة، إبراهيم نصر قبض على لعبة الكاميرا الخفية واستهوته، وصار علما عليها.

وشهد النصف الثاني من تسعينيات القرن العشرين أمتع ما قدمه، لكنه بعد أن صار "كارتا محروقا" لدى المتلقي اضطر أن يستدر من رصيد الكوميديا حيل التنكر، ليخرج من بوتقته شخصيات مثل "زكية زكريا" امتزج فيها التمثيل بالتهريج بالسخرية بالغلظة بالاستفزاز، فكان عدم التعاطف مع الجانبين.. مع المخدوع الذي ينطلي عليه هذا الزيف غير المتقن، وبالخادع الذي يستمرئ الخديعة للحد الذي يضحك على نفسه، فكان الدفاع المضاد بكون كل ذلك ليس إلا فبركة، وصار الضحك على البرنامج وصناعه أكثر منه على المادة المقدمة.. وقاع ما يمكن أن يصل إليه هذا الأسلوب هو اللعب بآمال الشباب الراغبين في الحصول على فرصة عمل في بلد تحولت فيه البطالة إلى مرض مستوطن..

قل مثل ذلك وأكثر في ذم (اديني عقلك)، فهو لم يبن الرصيد الجماهيري الذي بناه إبراهيم نصر مما سمح له بالنهل منه مؤخرا، لكن منير مكرم وتابعه يصرفون من شيك لا رصيد له، وينالان ما يستحقان من علق من المخدوعين ذاتهم، تليق بآيات الاستفزاز المبتذل الذي يقدمانه.. ليضحك الجمهور على الضرب المستحق أكثر منه على الخديعة الخائبة..

مهنة المقالب

ولم تكد الكاميرا الخفية تسمن وتثقل نسبيا في الأعوام الماضية إلا وانضمت لها دماء طازجة جديدة بفكر جديد فقامت تتمطى، نعني به النمط الذي تخصص في خديعة الممثلين على وجه التحديد، في هذا السياق نجد تجربة حسين الإمام، تلتها تجربة نشوى مصطفى، وجاءت كل منهما لتكون أحذق وأحكم من سابقتها، لكن مشكلة معرفة تخصص مقدم البرنامج وسمعة برامج مقالب الفنانين جعلت المهمة أكثر تعقيدا على الراغب في ممارستها، لكن عمرو رمزي في برنامجه (حيلهم بينهم) قدم مفاجأة من الدم الخفيف.

في عجالة نشير إلى أن رواج خداع الفنانين، ينبع من كون مهنتهم هي في صميمها مهنة الخداع بامتياز، حيث إن التمثيل هو تقديم شخصية غير شخصية الممثل والادعاء بكل الصدق أنها شخصيته، وهو ما يعرف بالصدق الفني، حيث يصعب على المتفرج أن يكشف عن حقيقة الممثل بل يرى منه فقط الشخصية التي يؤديها عبر الدور، ومن ثم حين تأتي اللعبة الانتقامية التي تعري الفنان من أدواته الاحترافية المخادعة، يمنح المتفرج الفرصة للضحك ومن ثم للتفوق على غريمه، وهي مواضعة استثنائية تصنع توازنًا غير قابل للحدوث في تجربة أخرى.

نعود للبرنامج والذي يعمد فيه المذيع للعب على عدة أوتار وفي وقت واحد مما يربك الفنان، أولها زعم المذيع أنه هو منتج الحلقات، مما يجعل فكرة الاشتباك معه مؤجلة، ثانيها أن يكيل هو للفنان مجموعة من الاتهامات الاستفزازية، وثالثا يسند تلك الآراء بجمهور زائف متفق معه، ورابعًا يسند تلك الآراء بصديق مقرب للفنان متفق معه أيضا على القيام بهذا الدور، خامسا الشخصية التي يقدمها المذيع؛ ذلك المتجهم الصارم المستفز الواثق المتعالم الجاف ذو السلوكيات غير المبررة من حيث إنه بالنسبة لهم نكرة، لكنه مع ذلك يحتقرهم..

ويناضل النجم في محاولة إثبات كفايته وتسامحه ويظل ملاحقا طوال الحلقة باستفزازات تناسب طبيعة النجم ذاته، مثال أن يسأل فنانة عن عمليات التجميل التي أجرتها وهل نجحت أم لا؟!

(بفلوسي) لعبة أخرى على الفنانين يمارسها فتى ذو هيئة خليجية، يتموضع فيها بكونه منتجًا جاهلا بفن التمثيل لكنه يتدخل في جميع تفاصيل عمل النجم المستضاف بالتوجيه، ويضغط على النجم أيما ضغط والإجابة المستفزة للسؤال الحائر المبرر لهذا السلوك يجيب عليه اسم البرنامج ذاته (بفلوسي)، وهي قنص للحظة زمنية تحكمت فيها أموال خليجية في صناعة المنتج الفني بما يناسب ذوق سيد العمل، والسخرية مبررة حين يتراءى للذهن المبلغ المتوقع للدور المزعوم الذي يحصده الفنان لقاء عمله مقارنة بكثير من فئات مجتمعه، هنا حتى هذا الجاهل الثري الغريب ينضم إليه المتفرج في دائرة الخداع ضد الفنان المحلي الطامع في جنة المنتج دانية القطوف.

كاتب وناقد فني.

إسلام أنلاين في 9 سبتمبر 2008

 
 

نور الشريف:

مسلسلات رمضان مثل الأكلات اللذيذة علي المائدة

سحر صلاح الدين

يتابع جمهور المشاهدين الجزء الثاني من مسلسل "الدالي" الذي ينتظرونه لمعرفة باقي أحداث قصة "الدالي" ومحاولة اغتياله.

يقول نور الشريف: في الجزء الثاني أحداث أكثر إثارة من الجزء الأول خاصة و"الدالي" يبحث وراء "خالد الدالي" والانتقام منه ومن المافيا وفي ذلك تستعرض المتغيرات الاقتصادية والسياسية من عام 1979 حتي .1984

نفي نور ان تكون الأحداث محروقة للمشاهدين قائلا ان الأحداث في الجزء الثاني مليئة بالتشويق والاثارة وتطرح قضايا هامة جدا وعندما طرحنا كتابة جزء ثان كانت الأحداث تحتمل ذلك وسوف تشهد الشخصيات تغيرا كبيرا إلي جانب اضافة شخصيات جديدة مثل عزت أبوعوف ووفاء عامر وشوقي شامخ وقد طلبت ان تكون الحلقات 30 فقط حتي تكون نهائيا مع شهر رمضان لان المسلسل إذا زادت حلقاته علي ثلاثين لا يتابعها المشاهد في أيام العيد ويظلم العمل.

أضاف ان العرض الرمضاني يسعدني جدا رغم زحمة المسلسلات لكنها عادة يتفاءل بها ورمضان ومسلسلات مثل بوفيه مليء بالأكلات اللذيذة وكل يختار ما يشتهيه والعام الذي لا يوجد لي مسلسل أشعر ان شيئا ينقصني.

لا أنكر ان هذا العام شهد نشاطا ملحوظا كبيرا لي وحققت من خلاله نجاحات كبيرة من خلال الجزء الأول من "الدالي" وفيلمي "البيبي دول" و"مسجون ترانزيت".

وقال نور رغم انني كنت في بطولة جماعية في "ليلة البيبي دول" إلا ان الفيلم كان حالة جميلة جدا لحشد كبير من النجوم حرص علي ان يشارك في عمل يحسب للسينما المصرية.

أما "مسجون ترانزيت" فأنا سعدت به لانه طرح قضية جديدة ومفاجئة للمشاهدين وسعدت جدا بأحمد عز لانه من أهم النجوم الشباب وعلي الكتاب ان يقدموا أعمالا تجمع كل الأجيال.

ونفي نور ان يكون النجوم الكبار يرفضون ويتعاملون بحساسية مع الشباب قائلا: النجم صاحب التاريخ لديه من ا لخبرة ما يجعله يحسن الاختيار ولا يشارك إلا في عمل يضيف له بدليل اننا عندما شاركنا كنا في أعمال كبيرة.

محمود يس في "الجزيرة" وأنا في "مسجون ترانزيت" وكلها أعمال حققت نجاحا كبيرا وهناك نجوم شباب لهم شأن وأفلامهم متميزة.

الجمهورية المصرية في 10 سبتمبر 2008

 
 

يلتزمون بعادات وتقاليد يحبون اتباعها مع شهر الصيام:

طقوس نجوم التمثيل المصريين في شهر رمضان

القاهرة ـ من محمد عاطف

نجوم الفن يقضون شهر رمضان بشكل خاص من خلال عادات وتقاليد يحبون اتباعها مع شهر الصيام وطقوس يحبونها.

البعض منهم يرفض العمل خلال هذا الشهر للتفرغ الى العبادة، والفنانات يتفرغن لمشاهدة المسلسلات الدرامية سواء من أعمالهن أو من أعمال الأخريات للتعرف على المطروح من دراما ومدى اختلافها عن مسلسلات كل منهن.

ويحرصون على صلة الرحم في هذا الشهر الكريم حتى يتقبل الله سبحانه وتعالى أعمالهم في العبادات وفي الخير.

الفنانة آثار الحكيم تحرص على التحول لست بيت في شهر رمضان وتقول: أحب عمل البيت في شهر رمضان لأنني أرفض تصوير أعمالي الفنية خلاله لما في ذلك من شدة إرهاق وابتعاد عن العبادات المطلوبة خلاله من كثرة العمل، ولهذا أجلت مسلسلين كنت استعد لهما قبل شهر رمضان.

أضافت: تعودت على الصيام منذ العاشرة من عمري وأولادي علي وعبدالرحمن وعمر تعودوا على الصيام منذ الحادية عشرة من أعمارهم، واحرص على غرس نوازع الخير بداخلهم منذ الصغر ليتعودوا عليها في المرحلة الشبابية التي يمرون بها حاليا.

الملوخية بالأرانب

عن الأكلات التي تفضلها قالت آثار: أحب الملوخية بالأرانب جدا، وأهتم بها على سفرتي بقدر المستطاع ولا أمل من تناولها.

بالنسبة لزيارتها الدائمة لأصدقائها في رمضان قالت: احرص على زيارة معالي زايد ومحمود عبدالعزيز ونتحاور في أمور الفن والموضوعات الشخصية، وذلك منذ زمن طويل. أشارت الى حضورها في بعض الأحيان 'مقرئة' لقراءة القرآن الكريم خلال رمضان حتى تتم ختم المصحف فيه.

أول مسلسل تبدأ تصويره آثار الحكيم بعد رمضان بعنوان 'أحلامي وصبايا'.

اللعب مع الحفيدة

تقضي الفنانة 'سوسن بدر' معظم أيام شهر رمضان مع ابنتها وحفيدتها حيث تلهو معهما مثلهما وكأنها من نفس العمر، وتشعر بسعادة خاصة معهما.

وقالت: أحب المطبخ في رمضان وأطهو بنفسي إذا لم أكن في أعمال فنـــية، وخروجي قليل جدا للأصدقاء، وأفضل زيارة الأقارب الذين لا أستطيع مقابلتهم معظم أيام العام لأعمالي الفنية التي لا تمكنني من زيارتهم.

أضافت: شهر رمضان أهم شهور العام وفيه أشعر بصفاء النفس وحالة روحانية جميلة لا أشعرها في بقية أيام العام.

تقضي الفنانة عفاف شعيب بعض الأوقات من شهر رمضان في أحد بيوت الأيتام لرعايتهم حتى تحصل على الثواب العظيم من وراء ذلك.

تقول عفاف شعيب: الأيتام يشغلون بالي جدا في رمضان، والنبي الكريم أوصانا بهم وأكد أن من يهتم بهم يدخل الجنة وهي هدفي وهدف كل مسلم ومسلمة، ولهذا احرص على إقامة موائد للإفطار معهم ونلهو ونلعب سويا حتى لا يشعرون بأنهم بلا أهل خاصة في شهر الخير والعطاء.

أضافت: كما أحرص على زيارة كل أفراد أسرتي وعائلتي ونقيم إفطاراً جماعياً يضمنا حتى نصل الرحم.

أشارت الى انها مازالت في رمضان الحالي تواصل تصوير المشاهد الأخيرة من مسلسل 'عدى النهار' الذي لم ينته مخرجه إسماعيل عبدالحافظ من إتمامه بعد بسبب بعض التأجيلات التي حدثت خلال فترة التصوير الأولى.

رأفت الهجان

أضافت: هذه ليست المرة الأولى التي أصور فيها أعمالي في رمضان، هناك مسلسل مهم جدا نال شهرة كبيرة عند عرضه وهو 'الشهد والدموع' الذي قدم عدداً من النجوم، صورناه خلال شهر رمضان، وايضا مسلسل 'رأفت الهجان' كان يصور في رمضان، وأي عمل في هذا التوقيت كنا نشعر بسعادة خاصة لوجوده في شهر الصيام.

الفنان حسن يوسف لا يخرج خلال شهر رمضان إلا لزيارة الاقارب فقط من أجل صلة الرحم ويخصص أيامه للعبادة.

نشرات الأخبار

يقول حسن يوسف: لا أهتم بمشاهدة المسلسلات في شهر رمضان خلاف مسلسلي خاصة المعروض حاليا عن الإمام عبدالحليم محمود، ومعه أتابع نشرات الأخبار فقط ولا أتحول الى محطات أخرى لمتابعة أي برامج أو حلقات.

أضاف: معظم وقتي مع أسرتي بالمنزل ولا أقبل دعوات الإفطار أو السحور، وأهتم بزيارة أقاربي تأكيدا على صلة الرحم التي طالبنا بها رب العزة ورسوله الكريم.

حداد وعمل

الفنانة ندى بسيوني رغم حالة الحداد التي تعيشها حاليا لوفاة والدتها التي قامت بدفنها في الإسكندرية إلا أنها عادت إلى ممارسة أعمالها خاصة بعض المسلسلات الإذاعية التي تشارك فيها طوال شهر رمضان.

وحصلت ندى على إجازة من مسرحية 'ترا لم لم' أمام سمير غانم حتى يتم افتتاحها في عيد الفطر المقبل.

وعن ذكرياتها مع رمضان قالت ندى بسيوني: لا أنسى عندما كنت أصور مسلسل أمام كمال أبو رية واخراج مصطفى الشال في الصحراء وجاء وقت الإفطار ولم يحضر الانتاج وجبات الافطار إلا بعد ساعتين من الموعد مما أضعفني وكاد يغمى عليَّ.

الفنان فاروق الفيشاوي يحرص على قضاء رمضان بين ولديه أحمد وعمر في الفيللا الخاصة بهم ويحضر شيف من أحد الفنادق الكبرى طوال الشهر لطهي كل ألوان الطعام التي يحبونها وذلك نظرا لعدم وجود امرأة بينهم تتولى هذا العمل، والجزء الآخر من رمضان يقضيه أحمد وعمر الفيشاوي مع والدتهما الفنانة سمية الألفي التي تقدم لهما ايضا أنواع الطعام المحبب لهما.

ونظرا لعدم ارتباط فاروق الفيشاوي بالزواج حاليا والذي أكد أنه لن يكرره مرة أخرى، فهو دائم السهر مع أصدقائه ويلبي معظم دعوات السحور التي توجه له.

يتابع فاروق الفيشاوي حاليا عرض مسلسله الجديد 'الثعالب' أمام فردوس عبدالحميد واخراج محمد فاضل.

الفنان محمد هنيدي يقضي رمضان هذا العام لأول مرة مع 'رمضان'، أيضا، وهو فيلمه الجديد الذي يصوره حاليا من تأليف يوسف معاطي واخراج وائل حسان، ولهذا اعتذر عن معظم دعوات الإفطار والسحور التي أرسلت له من أصدقائه لأنه يرغب في اتمام تنفيذ فيلمه الجديد على عيد الفطر ليعرض في عيد الأضحى المقبل.

يطلب هنيدي من أشقائه وأقاربه الحضور الى منزله في بعض الأيام للإفطار أو السحور حتى يصل الرحم نظرا لعدم قدرته هذا العام على زيارتهم كما تعود من قبل.

القدس العربي في 10 سبتمبر 2008

 
 

وزارة ما تمت.. وفضيحة تمت

ماجدة موريس

قبل خمسة أيام من بداية رمضان، نشرت جريدة الجمهورية في صفحتها الفنية خبرا احتل صدر الصفحة بأنه قد تم استبعاد برنامج تليفزيوني جديد هو «وزارة ما تمت» بتعليمات من المسئولين في ماسبيرو حتي لا يغضب الوزراء ورئيسهم لأن البرنامج الذي يستضيف في كل حلقة فنانا أو فنانة يوكل إلي ضيفه القيام بدور رئيس الوزراء لمدة نصف ساعة يختار فيها معاونيه من أهل المهنة وفقا لقدراتهم علي مواجهة مشاكل الجماهير وحلها.

كان السبب المباشر لاستبعاد البرنامج «قبل أن يعود ويعرض» هو القَسَم الذي يقوله الضيف في بداية الحلقة باعتباره رئيسا للوزراء وهو «أقسم بكل ما في الجيب.. مافيش سرقة ولا تهليب»، ولأن البرنامج فات من «لجنة البرامج» باعتباره برنامجاً إعلانياً لإحدي الوكالات الإعلانية الكبيرة وما أدرانا ما هي قوة هذه الوكالات التي اشترت منذ سنوات ما شاء لها من مساحات في خريطة رمضان، والآن أصبحت قوتها علي فرض المسلسلات التي تدعمها فوق كل القوي الأخري، فقد عاد البرنامج إلي خريطة رمضان، علي شاشة قناة المنوعات بعد أن ارتدت برنيطة وأصبحت النايل لايف إحدي قنوات شبكة NTN الجديدة «المتخصصة سابقا».. جذبني الاسم فانتظرت البرنامج للبحث عن الجديد فيه من بين مجموعة برامج، أغلبها قديم رأيناه مرارا وتكرارا، من برامج التدليل أي أن يدلل ممثل مذيعه المفضل والعكس، إلي برامج استضافة النجوم بحجة اختبار معلوماتهم، إلي برامج الاستهبال الشهيرة بالكاميرا الخفية والتي انتشرت في القنوات العربية كلها.

قضايا حقيقية

كانت سمية الخشاب ضيفة الحلقة في «وزارة ما تمت» أمام مقدم البرنامج عزت أبوعوف وقد فوجئت بها حقا تتحدث عما يعانيه الناس في مصر، وما تعانيه النساء برغم كل «الزواق» في الحقيقة وليس في مانشيتات الأخبار.. وقالت «رئيسة وزراء» الحلقة إنها سوف تضيف وزارة جديدة إلي الوزارات الموجودة في مصر هي وزارة الإنسانية.. مهمتها تتبع طريقة معاملة المواطن المصري من قبل كل الجهات التي يتعامل معها وحل مشاكله، خاصة الأساسية مثل المسكن والمأكل وغيرهما وأيضا قضايا كبار السن ومن لا عائل لهم.. قدرت لها أنها ليست فقط وجهاً وجسماً جميلاً وإنما كيان متفاعل مع الواقع.. بعد ثلاثة أيام من هذه الفكرة الرومانسية، أي وزارة الإنسانية، رأيت علي شاشة رمضان برنامجين لم يخرجا من فم أي وكالة إعلانية أو شركة لإنتاج الدراما، وإنما من قلب الواقع.. فقد انهارت مساكن الدويقة صباح السبت الماضي وسقطت صخور جبل المقطم علي مساكن وعشش المواطنين وتجاوزت الإثارة في المشهد التليفزيوني كل ما يحدث في المسلسلات والبرامج.. ظلت الصورة ساكنة علي شاشة النيل للأخبار عليها خريطة مصر ومربع صغير لصورة المراسل أحمد نوير، وكالعادة، كانت قناة الجزيرة أول من وصل بكاميراته إلي موقع الحدث في الثانية عشرة ظهرا وبعد نصف ساعة وصلت قناة مصر الإخبارية.

اقتناص المعلومات

مع الجزيرة ذهب مدير مكتبها الجنرال حسين عبدالغني الذي قدم مسحا شاملا للموضوع، ما حدث منذ شهور ومنذ شهر والدراسات التي أجريت، والاحتجاجات التي قدمها أهالي المنطقة وشكاواهم ووصف محاولات الإنقاذ البدائية بالأظافر والفئوس انتظارا لحضور الأجهزة الكبري مثل شركة عثمان ثم القوات المسلحة، استطاع عبدالغني بخبرته وقدراته اقتناص المزيد من المعلومات من طرف مهم ثان هو حيدر بغدادي عضو مجلس الشعب عن المنطقة في حوار شاركت فيه قارئة النشرة من قطر بالأقمار الصناعية وليذكر بغدادي قصصا حزينة عن تعامل الحكومة بوزراتها ومحافظيها ورجال مع الناس في المنطقة.

وعن مشروع إسكان سوزان مبارك المبني بمساعدات دولية من أجل سكان المنطقة ووحداته الخالية التي رفضت الهيئة العمرانية التابعة لوزارة الإسكان ورفضت محافظة القاهرة انتقالهم إليها لأنهم ليسوا في حالة «خطر داهم».. قال عضو المجلس ما يمكننا اعتباره «فضيحة» علي الهواء ضد الوزارة من أول رئيسها الذي لم يذهب إلي موقع الكارثة إلي مسئوليها، بالطبع توسعت الجزيرة في الاتصال بقوي عديدة لتسألها آراءها مثل رئيس كتلة الإخوان ورئيس كتلة المستقلين، وأيضا العديد من المواطنين بينما طالب النائب بحضور وزير الإسكان الذي يملك القرار بتسكين الذين نجوا من الموت وحملوا أمتعتهم ووقفوا يصرخون لأن بقيتهم مازالوا تحت الصخور يتصلون بهم عن طريق الموبايلات.. ولا من مغيث.. لا توجد دراما أعلي من هذا في كل المسلسلات، أكرر، ولا توجد مفارقة أكثر من هذا بين نجمة سينما تحلم بوزارة للإنسانية.

المساكن لغير مستحقيها

وبين حدث حقيقي بعد 36 ساعة يقدم لنا الوجه الآخر لتعامل الوزارة مع الناس العاديين، واتهام نائب برلماني وزراء ومسئولين حدد مواقعهم، بأنهم يعطون المساكن لغير مستحقيها وكان ناقصاً أن يذكر في الفضائيات بأن الأمر يحتاج رشة أو رشوة لا يملكها سكان عشش الدويقة.. بالطبع لم أستطع متابعة برامج رمضان الأخري في يوم الدويقة، بما فيها برنامج «وزارة ما تمت».. فقد اكتشفت أنه برنامج غير رومانسي ولكنه ملطف للقهر الذي يفترس المشاهدين وهم يرون الإعلانات عن المنتجعات الجديدة تقفز من كل القنوات، وبين المسلسلات، تبشرهم بالجنة المليئة بالحدائق وحمامات السباحة وغيرها من وسائل الرفاهية، وأن القهر ليس فقط الذي وقع علي سكان الدويقة وهم يتركونهم يموتون حتي تتحقق شروط «الخطر»، ولكنه أيضا الذي يقع علي غيرهم من الناس، عن بعد، حين يدركون أنهم في نفس الكفة، يتفرجون علي مآسي قاعدة وقادمة ودائمة علي كل الشاشات.. ويتفرجون علي «رجال الإنقاذ» الإعلامي ينتشرون بعد كل كارثة.. فلا يبقي أمامهم إلا أهل التمثيل.. فهم الوحيدون الصادقون هنا.. لأنها مهنتهم.

الأهالي المصرية في 10 سبتمبر 2008

 

سبــــــوت

في الحديث عن الشرف

فاطمة خير

يلعب "يحيي الفخراني " من جديد دور المدافع عن القيم ، بعد أجازة عن لعب هذه النوعية من الأدوار لمدة عام ، قدم خلاله مسلسله الاجتماعي الأقرب إلي الكوميدي " يتربي في عزو" والذي لاقي نجاحاً كبيراً .

في "شرف فتح الباب" ، يعاد طرح قضية الشرف مع الجوع ، أم المال الحرام والعيشة الهنية ، وهي القضية التي أصبحت تلعب دوراً رئيسياً في الأعمال الدرامية خلال الأعوام الماضية ، وتظل فرصة تميز كل عمل عن الآخر ، في قدرته علي تقديمها بطريقة تغازل مشاعر جمهور المشاهدين ، وهي القضية نفسها التي قدمها "الفخراني" في أكثر من عمل ، لكنه هذا العام يبدأ بمداخلة غير متوقعة ، حيث قبل الرجل الشريف ، الرشوة ، مقابل أن يضمن مستقبل أبنائه ، لذا فإن الأحداث تبدأ ساخنة منذ اللحظة الأولي ، ويبدو هذا سلاحا ذا حدين ، فإما تتمكن الحبكة الدرامية من تقديم تبعات مقنعة تترتب علي قرار الرجل بالتضحية لسمعته لأجل المستقبل المالي ، أو تتسلسل الأحداث في سذاجة تتشابه مع أحداث الأفلام التي لا بد أن تختم أحداثها بانتصار الخير علي الشر .

المأزق الذي وضع "شرف فتح الباب" نفسه فيه ، هو سر تميز العمل حتي الآن ، لكنه في الوقت نفسه قد يكون مسمارا في نعش نجاحه ، وهذا ما سترينا إياه الأيام القادمة .

الأهالي المصرية في 10 سبتمبر 2008

 
 

دراما

معظم مسلسلات رمضان الحالية تعاني «وباء» ضعف السيناريو

دبي ـ أسامة عسل

إذا كان «سن اليأس» مرتبطاً بالتغيرات التي تحدث في جسد المرأة، عندما تفقد خصوبتها، وقدرتها على الإنجاب، فإن «سن اليأس» أصبح أدق تعبير يطلق على نجوم رمضان هذا العام ـ رجالاً كانوا أم نساء ـ حيث كشفت أعمالهم أنهم غير قادرين على تقديم عمل يحمل مواصفات التميز ومواجهة الواقع وشد الانتباه.

إنه «سن اليأس» المتفشي في هذا الزمان، والفنانون هم أكثر من يتعرضون لهذه الحالة، وذلك عندما تتصادم أفكارهم وأحلامهم بالواقع الذي يعيشون فيه، فيفقدون بوصلة الاتجاه الصحيح، وتتخبط أعمالهم بين الاستسهال والاستعجال، متوهمين أن إنسان عصر السرعة يمكنه هضم «المسلوق»، وبلع «الزلط»، والتغاضي عن بعض الأخطاء، التي يمكن أن تمر عند البعض مرور الكرام.أخطاء بالجملة وقع فيها المسؤولون عن الأعمال التلفزيونية الرمضانية على مدى الأيام الماضية، بعضها بسبب ضعف سيناريوهات المسلسلات المعروضة على الشاشة الصغيرة، والبعض الآخر بسبب السرعة وعدم التركيز.

في مسلسل «قمر» الذي تلعب بطولته فيفي عبده، نجدها في الحلقة الثانية تدخل في أربع «خناقات» حامية دفعة واحدة، اثنتان مع محمد عبد الحافظ وماهر عصام، ثم مع فتوح أحمد، والأخيرة مع كوثر رمزي التي تقوم بدور زوجة أبيها.. مبالغة ما بعدها مبالغة، خصوصا إذا عرفنا أن فيفي تدخلت في كتابة السيناريو، بينما فاحت شائعة دس أنفها في الإخراج.

أما مسلسل «في إيد أمينة» فهناك غلطة في سيناريو الحلقتين الأولى والثانية، فقد أخبرت «أمينة» (يسرا) زوجها سيف عبد الرحمن أنها ستبيت عند والدتها، ولهذا اصطحب رجل الأعمال صديقته إلى شقة الزوجية، ومع ذلك أبلغها عند محاولتها الاقتراب منه، أن زوجته من الممكن أن تأتي في أي لحظة، ورغم هذا نامت بجواره فحضرت الزوجة المخدوعة لتكتشف الخيانة.

وفي الحلقة الثانية، فوجئنا بأن زميلة لأمينة في الجريدة، تكتشف وجود لقطات لخيانة الزوج سيف عبد الرحمن مع صديقته على النت، رغم أن هذه الخيانة جاءت بالصدفة نتيجة الظروف، عندما أبلغت الزوجة في الليلة ذاتها أنها ستضطر للمبيت عند أمها لمرضها المفاجئ. صراحة فكرت كثيراً، كيف يمكن أن يمر هذا الموقف على الجميع، ومهما كانت المبررات، فإن خطوطا كثيرة في العمل، تحتاج بالفعل، إلى ترابط أكثر، ودراسة أعمق، خصوصاً علاقة أمينة بزملائها الصحافيين، وتجميعها وسحبها لهم، وكأنهم طلبة في فصل دراسي، وليس مؤسسة صحافية، لها شكلها وتقاليدها وأعرافها المهنية.

وفي مسلسل «شرف فتح الباب» بدا منذ الحلقة الثانية، أن المحامية الشابة مديحة ـ بثينة رشوان ـ سوف تقع في حب شرف، رغم الفارق في السن بينهما، وطبعا هذا خطأ في السيناريو والمونتاج، لأنه كشف مبكراً جداً حدثاً هاماً من أحداثه. أما في مسلسل «أسمهان»، فهناك مشاهد تحتاج إلى إعادة ترتيب.

وليس معقولاً أن تبدأ الحلقة الرابعة بغناء أسمهان من دون سماع صوتها، ثم تنتقل الأحداث إلى الكازينو الذي يغني فيه فريد، ثم مشاهد لأخيه وهو يبث مشاعره لفتاة يكتشف فيما بعد أنها يهودية، ثم يتذكر المخرج أن هناك مشهدا لأسمهان وهي تغني، فيعود ليكمل بقية الأحداث من حيث انتهت، مط وتطويل لا داعي له، مثلما سقط دافع الأميرة علياء لترك الزوج.

والهجرة إلي مصر، أو التلميحات بالهمس واللمس بينها وبين فريد غصن، بالفعل كانت الحلقات الخمس الأولى عن الأم، أكثر مما كانت عن أسمهان. وبالنسبة لمسلسل «الدالي»، يمكن القول لمن لم يشاهد الجزء الأول، أن لا يغامر ويصدع رأسه، بتفاصيل كثيرة، تعتمد على الفلاش باك، والعودة لمشاهد من العمل الأول، وإعادة عرضها مراراً وتكراراً.. الجزء الثاني من هذا العمل يحتاج إلى معجزة تقنع المشاهدين في المستقبل، لمتابعة الأجزاء الأخرى التي يتم تجهيزها حالياً.

من جهتها، كررت يسرا هذا العام التعامل مع كل فريق عملها السابق «قضية رأي عام»، حيث كتب كلمات «تتر» المسلسل مدحت العدل وغنته آمال ماهر، كما ظهر في بطولة المسلسل عدد كبير من الوجوه الذين تعاملوا معها في المسلسل السابق مثل إيهاب فهمي وأشرف مصيلحي وسامي العدل والمخرج محمد عزيزية.

فيفي عبده هي الأخرى، استعانت بعدد كبير من وجوه مسلسلها السابق «أزهار» لتستكمل به رحلة «قمر»، بداية من المؤلف عزت آدم مروراً بالأبطال مثل جمال إسماعيل، وكذلك قدمت داليا البحيري مسلسل «بنت من الزمن ده» بالاستعانة بمؤلف عملها السابق نفسه محمد الغيطي والبطل نفسه باسم سمرة، وقدمت تيسير فهمي عملا آخر للمؤلف أحمد أبو بكر وهو «الهارب» بعد مسلسل «قلب الدنيا».

وبالمثل، استعان ممدوح عبد العليم الذي يقدم للمؤلف مجدي صابر مسلسل «شط اسكندرية» بعد عملهما المشترك «الفريسة والصياد»، وكذلك حسن يوسف الذي يقدم مع المؤلف نفسه لعمله الأخير »«الإمام المراغي» مسلسل «العارف بالله»، وكالعادة يتعاون محمد فاضل وفردوس عبد الحميد في مسلسل «ليل الثعالب»، وخالد صالح والمخرجة شيرين عادل في «بعد الفراق» بعد أن قدما العام الماضي «سلطان الغرام».

وكان واضحاً تماماً، أن الخوف من الفشل دفع النجوم للاعتماد على شلة النجاح نفسها في المسلسلات السابقة، حيث يعتبرون أعضاء العمل السابق الذي حقق نجاحاً، تميمة حظ للعمل الجديد، لذلك ظهرت وجوه مكرره كثيرة من مسلسلات العام الماضي مع الأبطال أنفسهم هذا العام، لذا لزم التنويه حتى لا تزداد «لخبطة» المشاهدين.

البيان الإماراتية في 10 سبتمبر 2008

 
 

وحدة عربية أم ضرورة درامية ؟!

الدراما المصرية بنكهة عربية

مروة عبد الفضيل

كثر الحديث العام الماضي عن ذلك السطو العربي على الدراما التليفزيونية المصرية من قبل عدد كبير من الممثلين العرب ممن أسندت إليهم بطولات مطلقة على الشاشة الصغيرة، وعلى إثرها فتحت النار عليهم من كل حدب وصوب.

إلا أن الأمر جاء مختلفا هذا العام فبجوار تواجد هؤلاء الممثلين وبقوة يحل عدد لا حصر له من المخرجين العرب على المسلسلات التليفزيونية فارضين نهجا مختلفا من حيث التعامل بكاميرا واحدة، الأمر الذي اعتبره الكثيرون مخالفًا لطبيعة التليفزيون المصري وتغييرا في طابعه بما يؤثر وبشكل واضح على الريادة المصرية في فن الدراما.

هذا من جانب.. ومن جانب آخر تأتي تساؤلات فرضت نفسها على بعض القائمين على صناعة الدراما، أولها: ما الجديد الذي سيضيفه مخرج عربي وما الذي تفعله الجنسية المغايرة في الارتقاء بالدراما المصرية؟ وماذا فعل من قبل تواجد الممثلين والممثلات العرب كممثلين في هذه الدراما؟ وهل حقا أنها ارتقت بأسلوب الصناعة التليفزيونية المصرية بالفعل؟

الشوام مرة أخرى

هذا وبعد الضجة الواسعة النطاق التي أثارها إسناد إخراج مسلسل الملك فاروق للسوري حاتم علي لكون هذا الملك مصريا فإنه من المتوقع أن يثير إسناد إخراج مسلسل (ناصر) -والذي يجسد حياة شخصية الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر- للسوري باسل الخطيب نفس هذه الضجة وأكثر، كذلك يشارك المخرج زهير قنوع ولأول مرة في الدراما المصرية من خلال مسلسل (طيارة ورق) مع الممثلة ميرفت أمين في حين تشارك السورية رشا شربتجي للمرة الثانية بعد أولاد الليل في إخراج مسلسل (شرف فتح الباب) للممثل يحيى الفخراني.

وبعد مشاركته العام الماضي بالعمل الدرامي عيون ورماد يعود بمسلسلين دفعة واحدة المخرج اللبناني تيسير عبود الأول هو (بنات فوق الثلاثين) للكاتبة منى نور الدين، والمسلسل الآخر هو (قمر) مع فيفي عبده، أما شوقي الماجري فيقوم بإخراج مسلسل (أسمهان) ويواصل اللبناني أسد فولادكار تواجده بقوة من خلال الجزء الثالث من مسلسل السيت كوم (رجل وست ستات)، وللمرة الثانية على التوالي نلتقي الأردني محمد عريزية مع الممثلة يسرا بعد نجاحه في مسلسل قضية رأي عام وذلك في مسلسل (في أيد أمينة)، وفي الجزء الثاني من مسلسل (الدالي) يواصل اللبناني يوسف شرف الدين تواجده على الشاشة المصرية.

ريحة الوحدة

رغم موجة الغضب التي ترتفع على صفحات الجرائد ضد تواجد العرب على الشاشة المصرية تظهر بعض الأصوات التي تنظر إلى الجانب المملوء من الكأس.. يقف في أول الصف السيناريست أسامة أنور عكاشة الذي يرى فيها شكلا من الوحدة العربية قائلا: "إننا فشلنا بجدارة في تحقيق الوحدة العربية الفعلية؛ لذا علينا أن نتشمم رائحتها من خلال تلك الوحدة الثقافية التي يصنعها الفن ومعها تذوب الحدود"، ويتساءل عكاشة: "منذ متى والفن له وطن؟"، مضيفا: إن أي تواجد لعربي في الدراما المصرية سواء أكان تمثيلا أو إخراجا يعد إضافة، وهو ما لمسته بنفسي حينما تعاونت مع المخرج هيثم حقي من خلال مسلسل "أحلام في البوابة" فله رؤية مختلفة، ويكفي أن كل الممثلين الذين تعاونوا معه في هذا العمل أشادوا به وبرؤيته الجديدة، ومن هنا أدعو لمزيد من الإقبال العربي في جميع المجالات في مصر.

وحول ما يقال بشأن زهد أجور المخرجين العرب مقارنة بالمصريين أشار المنتج عصام شعبان -والذي استعان هذا العام بالمخرجة رشا شربتجي في إخراج مسلسل "شرف فتح الباب"- إلى أن ما يقال ليس له أساس من الصحة، ولم يحدث على الإطلاق أننا استعنا بهم بسبب انخفاض أجورهم؛ لكن السبب أولا البحث عن ضخ دماء جديدة وفكر جديد على الشاشة وجزئية التصوير بكاميرا واحدة أحيانا كثيرة ما تكون في صالح الممثل؛ لثبات تركيزه بجانب واحد فحسب، وعليه يركز في لغة الحوار بشكل أكبر.

وحول تواجده على الساحة المصرية أكد المخرج اللبناني أسد فولادكار أنه تم استقباله بترحيب شديد من قبل القائمين على صناعة الدراما المصرية، وإذا حدث بعض الهجوم فكثيرا ما يتحول إلى ثناء بعد مشاهدة العمل، وأوضح فولادكار أن الممثلين وكل المبدعين المصريين يدركون جيدا أن الفن ليس له هوية، وأن الإبداع ليس له مكان ليحلق فيه؛ فكل بلاد العرب وطن واحد؛ لأنه المستفيد في النهاية، والإضافة تكون للصناعة الدرامية نفسها.

أمريكا تفعل ذلك

هذا ويشير الناقد لويس جريس إلى أن كل من يبحث عن التقدم في أي من المجالات عليه أن يستعين بآخرين من دول أخرى حتى يحدث تمازج ثقافات، وهنا أحب أن أشير إلى أن السينما الأمريكية نفسها بكل ما تحمله من طاقات فنية وإنتاجية لا تتهاون على الإطلاق في الاستعانة بمخرجين ومبدعين من آسيا والصين فقط؛ لمعرفة ما يحملونه من جديد في جعبتهم، واستطرد جريس موضحا أن الدراما المصرية تعاني من حالة إغماء منذ سنوات بعيدة، وقد تساهم هذه العقول الوافدة في إفاقتها من كبوتها؛ لذا علينا أن لا نضع أسوارا بيننا وبين أي وافد خارجي.

أخيرا يجتذب أطراف الحديث المخرج خالد بهجت قائلا: إن الحديث عن استقطاب المخرجين العرب إلى مصر والهجوم عليهم أخذ أكثر من حجمه.. وأكمل: إن أي شيء إذا زاد عن حدود المقبول فسيؤدي حتما إلى نتيجة عكسية، ويجب أن يقتصر استيرادنا لأي مبدع عربي على حالة الاحتياج إليه (أي ليس في عمل يمكن لمخرج مصري القيام به) وهنا سيحدث التوازن الفني الذي نبحث عنه.

إسلام أنلاين في 10 سبتمبر 2008

 
 

شرف فتح الباب الشهير "بيحيي الفخراني": لا أجري وراء العرض .. والعمل الجيد يخلق رمضان خاصاً

أرفض مبدأ العمل تحت ضغط المنافسة.. ولا أخشاها... شخصية محمد علي حلم عمري والعمل لا يحاكمه ولا يقدسه ! .... أنا ممثل فقط .. ولا أصنف نفسي.. والجمهور يضع الفنان في مكانه الصحيح

حوار : قدري الحجار

علي الرغم من أن النجم الكبير يحيي الفخراني كان قد أعلن انه قرر ان يأخد راحة من التليفزيون بعد المجهود الذي بذله مع "حمادة عزو" العام الماضي.. وأعلن أيضا انه سوف يذهب إلي السينما لتنفيذ مشروعه الذي تأجل أكثر من مرة بسبب انشغاله المستمر بالأعمال التليفزيونية.. لكن يبدو ان النجم الكبير تراجع عن قراره بسبب شخصية "شرف فتح الباب" التي جعلته يعلن التمرد ويرتدي ثوب المغامر. ولم تعد لغته الوحيدة هي المشاعر بل اقتحم المجهول وعبر إلي ما وراء الحدود يبحث عن حل لمن قضي عليهم قطار "الخصخصة" المميت!

·         ما هو سر تراجعك في قرارك بشأن عدم العمل في التليفزيون مرة أخري؟

ــ كنت بالفعل قد قررت تأجيل التليفزيون هذا العام حتي أتمكن من تنفيذ مشروع فيلم "محمد علي" الذي تأجل أكثر من مرة ولكن المؤلف محمد جلال عبدالقوي حدثني عن سيناريو مسلسل "شرف فتح الباب" وارسله لي فقرأته وأعجبني واضطررت لقبوله. لم أكن أعلم انه سوف يرهقني بهذا الشكل. وانني في هذا العمل ألعب شخصية "شرف فتح الباب"

·         هل "شرف فتح الباب" سبب لك كل هذا الارهاق؟

ــ تعبت جدا وأرهقتني المواجهة مع "شرف" فعلاقتي به التي بدأت بشكل فعلي منذ ستة أشهر ومازالت مستمرة ومعركتي معه لم تنته بعد. واعترف ان هذه هي أطول فترة تصوير أقضيها في عمل منذ بدايتي مع التليفزيون.. بقدر شقائها وتعبها بسبب التصوير الخارجي إلي انها تجسد رحلة مهمة في حياتي وسوف يدرك المشاهد انه يري عملا مختلفا غير الذي اعتاد عليه فالمسلسل صعب!

·         وما الصعوبة في موضوع "شرف"؟

ــ المسلسل يخاطب العقل.. ويحتاج لتفكير كبير وأنت تتابعه فهويقلب عليك ماضيك وحاضرك. ويطرح أمامك رؤية للمستقبل. فالمسلسل يعالج فكرة الخصخصة. وتأثيراتها السلبية علي الموظفين والعمال محدودي الدخل. ويناقش بجرأة مفهوم الحلال والحرام من وجهة نظر رجل متدين وشريف في مجتمع أصبحت فيه لقمة الخبز حلماً كبيرا. هو مسلسل عن مصر الآن في قالب انساني جميل. وأنا عندما قرأت النص الذي كتبه جلال عبدالقوي اخذني من الحلقة الأولي. فأعداه عميقة بعيدة عن المباشرة وهذه التجربة الثانية بيني وبين والقوي بعد مسلسل "الليل والآخره" وأتمني النجاح لهذا العمل بما يستحقه. وبمقدار ما تعبنا فيه!

·         ألم تخف من التعامل مع المخرجة السورية رشا شربتجي. خاصة ان مسلسلها الأول في مصر "أولاد الليل" لم يحقق أي نجاح؟

ــ مسلسل "أولاد الليل" ظلم ظلما كبيرا في العرض وفي التسويق.. اضافة إلي ان الجمهور شاهد المسلسل بالذهنية التي قدمها جمال سليمان في "حدائق الشيطان" لكن رشا مخرجة مميزة للغاية. لا أريد ان أشيد بها أكثر لكن من الأفضل ان تحكموا علي ما تقدمه معي الصورة لديها مبهرة. وهي تعتني جدا بالتفاصيل وأنا وجدت راحة كبيرة في التعامل معها.

·         هناك منافسة شديدة وزحام شديد في عدد المسلسلات.. ألم تخش هذه المنافسة؟

ــ أنا أقوم بعملي فقط.. ولا أفكر في المنافسة أو أخاف منها لأنني ببساطة أرفض مبدأ العمل تحت ضغط المنافسة بيننا وبين الآخرين من نجوم مسلسلات رمضان لأنه ليس هناك مجال للمنافسة لأننا لا نعمل في عمل واحد فكل عمل قائم بذاته وله نجومه ولذلك فهي لم تسبب لي أدني مشكلة.

·         هل صحيح انك أصبحت أكبر أجر في نجوم المسلسلات "5 ملايين جنيه"؟

ــ المال لا يعنيني ولا أتحدث فيه. وحكاية الأجر هذه مثل البورصة. في كل عام مع عروض شركات الانتاج والفضائيات يثور حديث عن الأجور. وهناك مضاربات بين المنتجين والفضائيات هي التي تصل بأجر كل نجم إلي سقف محدد.

·         متي يتم تنفيذ مشروع فيلم "محمد علي"؟

ــ قريبا .. جدا

·         ولماذا محمد علي بالذات؟

ــ كان آخر عمل سينمائي قمت ببطولته هو فيلم "مبروك وبلبل" مع دلال عبدالعزيز ومن يومها لم يعرض علي العمل الذي أضحي من أجله بالأعمال التليفزيونية واتفرغ له.. إلي جانب فكرة محمد علي الذي سيخرجه السوري حاتم علي.. ثم ان شخصية محمد علي كنت أحلم بها منذ سنوات و كتبته زوجتي لميس جابر التي كتبت من قبل "فاروق".

·         هل يقترب "محمد علي" من شخصيتك الحقيقية

ــ الفيلم يحاول الاقتراب من شخصيتي اقترابا موضوعيا دقيقا وهو من الشخصيات التي تستحق الاقتراب منها لاستجلاء دوره الحقيقي بكل وضوح.. والعمل لا يحاكم محمد علي ولا يقدسه لكنه يقدم ما له وما عليه ويركز علي واقعة مذبحة القلعة.. وهل كان محمد علي مضطرا إلي الحفاظ علي وحدة وسلامة البلاد ونظام الحكم أم لا

·         ما المعايير التي تجعلك توافق علي أداء شخصية ما؟

ــ أدرس دائما كل الأعمال التي تعرض علي لأنني أعتبر نفسي ضيفا لدي الجمهور والعمل الناجح هو الذي يضفي علي الممثل سعادة ومتعة خلال التصوير وحتي أثناء قراءة العمل قبل تصويره فاذا لم يتحقق ذلك فانني أرفض العمل مهما كانت المغريات. كما انني أري ان العمل الفني الجيد ككل هو العمل الممزوج بالصدق والاخلاص لذلك يجذب اليه الجمهور وكل أعمالي تحقق فيها ذلك.

·         بصراحة هل نوعية الدراما التي تؤديها هي المطلوبة حاليا؟

ــ هذا النوع من الدراما يعتبر نوعا من الدراما الساخرة وهو فرصة لكشف الواقع الذي يعيشه المجتمع العربي والذي من خلاله تطرح العديد من التساؤلات والقضايا المهمة التي تهم الوطن والهموم التي يعاني منها الشارع العربي من خلال زوايا كوميدية ساخرة.

·         بعد عدد من الأعمال الناجحة.. أين تضع نفسك بين أبناء جيلك؟

ــ أنا ممثل فقط ولا أصنف نفسي فعندما أجد عملا جيدا أحب ان أقدمه لجمهوري.. أما التصنيف والنجومية فهما بعيدان عن عملي الأساسي وأعتقد ان الجمهور والنقاد هما اللذان يضعان الفنان في مكانه الصحيح.

·         هل حقق يحيي الفخراني كل أحلامه؟

ــ الأحلام لا نهاية لها. والا يموت الانسان.. فبعد كل نجاح أحققه أجد نفسي أبحث عن نجاح آخر!

الجمهورية المصرية في 11 سبتمبر 2008

 

التحليل المبدئي لدراما رمضان 

"الدالي" مثير لكنه بطيء.. "شرف وجدار القلب" مبشران.."هيمة" كوميديا راقية.. و"قلب ميت" متفوق "إيد أمينة" و"بعد الفراق" تشويه لصاحبة الجلالة.. مشاكل "قمر" تظهر علي الأداء

ظهرت الملامح الأساسية للمسلسلات الدرامية بعد مرور ثلث شهر رمضان.. ونستطيع الآن الحكم بشكل مبدئي علي الجيد والرديء من حيث السيناريو أو الإخراج أو التمثيل.. حتي ينتهي الشهر الكريم ويمكننا إعلان التحليل النهائي.

البداية مع مسلسل "الدالي" الذي دخل منطقة مسلسلات الأجزاء رغم انتهاء زمانها ورغم أن الأحداث مليئة بالإثارة والتشويق "suspense" إلا أن الحركة بطيئة و"الريتم" لا يتناسب وأداء الشخصيات وأعتقد أن نور الشريف تدخل في الإخراج كثيراً والذي يمارسه كهواية لأن أداء يوسف شرف الدين معروف بسرعته الشديدة.. ويتعامل نور مع العمل ككل علي أنه "الألفة".. بينما جاء أداء سوسن بدر وصلاح رشوان ووفاء عامر ومجموعة الشباب سلساً طبيعياً وتلقائياً.. ولم يكن النيولوك الذي ظهر به عزت أبوعوف مناسباً لأنه ليس شرطا أن يرتدي كل رجل أعمال يهودي هذه الباروكة أو يظهر بذلك الشكل.

في "شرف فتح الباب" لم يبذل يحيي الفخراني وهالة فاخر وبثينة رشوان ومحمد لطفي وأحمد خليل أدني مجهود في التمثيل نظراً لخبرتهم وبراعتهم الكبيرة.. بينما حاول الممثلون الشبان قدر استطاعتهم مجاراة هؤلاء الكبار في تجسيد المشاعر الإنسانية الفياضة التي تمتليء بها الشخصيات وبرعت كاميرا المخرجة رشا هشام الشربتجي في عمل الصورة الجاذبة والمترجمة للأحداث وإن عابها في بعض الأحيان المناطق المظلمة الكثيرة علي وجوه بعض الممثلين وإن كانت تقصد هي ذلك للإيحاء والتعبير عن الموقف.

المشاكل التي واجهت مسلسل "قمر" ظهرت بوضوح شديد علي أداء الممثلين فيفي عبده ورجاء حسين ونهلة سلامة وجمال إسماعيل ورياض الخولي ومحمد كامل وأحمد صيام.. ولابد أيضاً أن يظهر الفرق في المشاهد لأن اثنين من المخرجين وضعا بصماتهما عليهما.

أما "جدار القلب" فيستحق أفضل صورة وإضاءة ويمكن أن نطلق عليه مبدئياً إنه ينذر بمباراة راقية وشرسة في التمثيل بين سميرة أحمد ومحمود قابيل ومصطفي فهمي ولطفي لبيب وريم البارودي والمتسلل إلي النجومية في هدوء صبحي خليل.. والعجيب أن من شاهدوا الوجه الجديد نسرين إمام في دور ابنة سميرة أحمد لم يشعروا بها في مسلسل "قلب ميت" وهي خطيبة شريف منير.

لكن "هيمة" مباراة أخري قوية في الكوميديا الاجتماعية المعبرة عن الموقف وكيف لا.. ولاعبوها هم حسن حسني وعبلة كامل وأحمد رزق وضياء الميرغني وعلاء مرسي والتحفة مي كساب.. أما الجهاز الفني المؤلف بلال فضل والمخرج جمال عبدالحميد فلابد أن يحترفا في أوروبا العام القادم.

بمنتهي البساطة وبدوون انفعال ولا مجاملة وضع شريف منير قدمه علي أول سلم النجومية الدرامية بعد سنوات طويلة ومشوار صعب في مسلسل "قلب ميت".. ولم تكن غادة عادل مناسبة لبياعة الشاي وهي ترتدي ملابس "شيك" سواء الاستريتش أو الفستان رغم محاولة إخفاء ذلك.. وظهر محمد الشقنقيري في شخصية عادية غير مميزة!!

في "شط اسكندرية" لعب الكابتن ممدوح عبدالعليم الشوط الأول بمهارة مع وفاء عامر في منافسة متبادلة بالنسبة للأداء.. وإن كانت الأحداث نمطية وهي زواج رأس المال والمصالح.. وتفوقت أماكن التصوير في كثير من المشاهد خاصة في الاسكندرية والفيللات.

يستحق المخرج سامي محمد علي الأوسكار في مسلسل "بنت من الزمن ده" فقد نجح ببراعة في السير بالتوازي مع سرعة الأحداث المتلاحقة في سيناريو محمد الغيطي.. ولم تكن داليا البحيري بملابسها الرثة مقنعة في دور بنت الشوارع.. ويعتبر عمرو محمود ياسين مفاجأة ومعه صفاء جلال وألفت عمر ورباب ممتاز "والسمراء" مستورة.. وكان أحمد بدير كعادته مرتدياً الشخصية بجد وباسم سمرة بلطجيا "بحق وحقيق"..أما "في إيد أمينة" و"بعد الفراق" فهما تشويه ومسخ حقيقيان لعالم الصحافة وبلاط صاحبة الجلالة بمعني الكلمة سواء في السيناريو أو الأداء والحوار.

** والحكم النهائي آخر الشهر وعليكم خير.

الجمهورية المصرية في 11 سبتمبر 2008

 
 

مقعد بين الشاشتين

معجزة 2008 التليفزيونية!!

بقلم : ماجدة موريس

باسل الخطيب مخرج مسلسل "ناصر" تأليف يسري الجندي.. بطولة مجدي كامل. رشا هشام شربتجي مخرجة "شرف فتح الباب" تأليف محمد جلال عبدالقوي بطولة يحيي الفخراني. محمد عزيزية مخرج "في أيد أمينة" بطولة يسرا. ثم شوقي الماجري مخرج "أسمهان" سيناريو وحوار نبيل المالح. حوار بسيوني عثمان بطولة سولاف فواخرجي وفراس إبراهيم وأحمد شاكر عبداللطيف. ثم يوسف شرف الدين مخرج "الدالي" بطولة نور الشريف. خمسة مخرجين عرب.. الأول سوري من أصل فلسطيني والثانية سورية والثالث أردني أما الرابع فهو تونسي والخامس لبناني. وهذه المسلسلات إنتاج مصري أولاً بالاشتراك في بعضها مع شركات وأفراد عرب. كذلك أبطال وبطلات مصريون وعرب. من بينهم سولاف فواخرجي وفراس إبراهيم "سوريان" وعدد آخر. أيمن زيدان "سوري" في "نسيم الروح" إخراج سمير سيف. باسم ياخور "سوري" في "ظل المحارب" إخراج نادر جلال. هند صبري "تونسية" في مسلسل "بعد الفراق" نحن إذن برغم كل الضجة التي أثيرت مطلع هذا العام حول عمل فناني السينما والتليفزيون العرب الكبار -وقرارات أشرف زكي نقيب الممثلين المصريين الشهيرة -أمام معجزة 2008 في الدراما التليفزيونية المصرية. بعدما تحولت لجامعة عربية تضم فنانين من جنسيات عربية مختلفة في كل فروعها وبكثافة غير مسبوقة. لكن أحد أهم ما يميزها هو هذا التنوع المدهش في موضوعاتها واقتضت في بعضها التصوير أيضا في بلاد عربية. لكن أخطر ما يميزها المستوي الفني لمخرجيها الذين لا يقلوا عن أي مستوي عالمي. من أول إدارة الممثل حتي حركة الكاميرا وزوايا التصوير والإضاءة الموحية والملابس والماكياج والديكور الرائع تاريخيا. ويبرز ذلك بشكل واضح في مسلسلي "أسمهان" و"ناصر". مع الاختلاف البيّن بين شاعرية الأول والذي يفرضه موضوعه ووطنية وسياسية الثاني وجفافه النسبي. ومع ذلك نجح مخرجاهما في الارتقاء بمستوي مايقدمانه إلي حالة فريدة في تاريخ الدراما التليفزيونية المصرية "أكتب هذا بعد سبع حلقات فقط من عرضهما وأقول هذا بعد هذا العمر في مشاهدة تلك الدراما والتي عادة ما تتبدي بعد ربما حلقة أو حلقتين من العمل. حيث تفرض المستويات الرفيعة نفسها بلا منازع عليك". لذلك أقول وبكل الثقة إن هذين المسلسلين هما فرسا رهان المقدمة هذا العام. ليس فقط لكل ما سبق ذكره لكن لأنهما يتناولان قصتين تاريخيتين.. الأولي قصة زعيم ملهم أحبه العالم العربي كله. ويقدم لأول مرة بتفاصيل تتجاوز كل ما سبق تقديمه عنه. ونفهم ببساطة لماذا خلق الله هذا الشخص ليكون زعيما في مرحلة ما لهذه المنطقة من العالم وفي وقت كانت أحوج ما تكون إليه. والثاني قصة مطربة عربية تمصرت وعاشت في مصر وانتهت حياتها مبكرا في حادث مفجع لا ينسي. ويحتار المرء في توصيف جمال صوتها وجمالها نفسه. ولعبت السياسة دورها في الخلفية التي عاشتها. ونحن أحوج ما نكون لمعرفة التاريخ في تلك الفترة التغلغل فيها خصوصا في الوسط الفني. وحيث نحن الآن في تلك المرحلة التي أصبحت الفوضي تحكمها في هذا الوسط. وطغي المبتذل فيها وأصبح أغلب ما هو سائد. وحيث يقول لنا المسلسلان اننا كعرب لنا تاريخ رائع يستحق التوقف أمامه. لا يجب أن ننساه تحت أي ظرف من الظروف المؤسفة الطارئة. وعلينا أيضا إحياؤه في وجدان أجيال خرجت مقطوعة الصلة بماضيها الرائع. وهو يذكرني بمسلسل لا ينسي شبيه بأسمهان تحديدا وهو "أم كلثوم" لمؤلفه محفوظ عبدالرحمن ومخرجته إنعام محمد علي. لأن هذا التاريخ يمثل الذاكرة الخصبة والحقيقية في مواجهة كل ما هو زائف الآن يحاول أن يطمسه. يلي هذين المسلسلين وحتي السبع حلقات تلك عدة مسلسلات اجتماعية فائقة الجودة والقدرة علي تحليل واقع تلك الفوضي والفساد الذي ضرب في كل شيء وبشكل يتجاوز حدود القدرة علي الاستيعاب بل الفشل والعجز عن التعامل معه. واليأس الكامل وعلي رأسها "شرف فتح الباب" وبطله القدير يحيي الفخراني في دور معجز آخر لا علاقة له بدوره المعجز في مسلسل "يتربي في عزو" العام الماضي. وبمستواه الإخراجي الرائع الذي لا يقل عن مستوي أي مخرج مصري من المخضرمين. ويؤكد من جانب آخر معني قوة النص التليفزيوني وبريق المفارقة التي يبحث عنها الفخراني في كل ما يقدم من سنوات وهذا العام "كيف يوسوس الشيطان لرجل مؤمن ومصل أن يبيع عمره وشرفه الوظيفي السابق كله في آخر لحظة من حياته المهنية قبل خروجه علي المعاش بسبب الخصخصة مقابل مليونين من الجنيهات. خصوصا عندما يخرجونه علي المعاش قبل موعده". يليه "في أيد أمينة" لبطلته الرائعة "يسرا" صحيح ان هناك ملاحظات تتعلق بقوة الطرح وهي مشكلة سيناريو حقيقية حتي الآن في هذا العمل. لكن يسرا في العام الماضي والحالي علي التوالي هي هذه الفنانة المهمومة بقضايا خطيرة في هذا الوطن وتمثل بكل جوارحها فيه. ويشاركها "محمد عزيزية" مخرجا للمرة الثانية. يليهما "رمانة الميزان" لكاتبته الكبيرة فتحية العسال. وبطلته "بوسي" بعد غياب طويل عن شاشة رمضان. وهذا المسلسل لمخرجة ساعدت كثيرا كبار المخرجين وتتاح لها الفرصة لأول مرة كمخرجة وهي "أمل أسعد". والتي أثق أنها ستكون امتدادًا لجيل من مبدعات التليفزيون مثل انعام محمد علي. علوية زكي وغيرهما. والمسلسل يضع يده علي قضية الضمير المهني عبر أكبر سلطة عدالة وهي السلطة القضائية في هذا الوطن وعبر الفوضي أيضا التي نعيشها. ونتمني أن نخرج منها سالمين. يليها "الدالي" الجزء الثاني وبطله الكبير نور الشريف. والمدهش والمثير أنني في الجزء الأول تساءلت: هل كان عالم رجال الأعمال مع متغيرات السبعينيات والانفتاح هو مجموعة من الوحوش تتصارع بهذا الشكل البشع من أجل الصعود والنفوذ أم انه خيال مؤلف جديد وهو "وليد يوسف". لكنني فوجئت هذا العام "رغم أن المسلسل امتداد لذلك الزمن" أن صراعات رجال الأعمال في ظل زمن الفوضين الحالي. تجعلنا ننحني احتراما لسيناريو الصراع في ذلك الزمن المبكر. خصوصا في علاقة طرفين ببعضهما وهي السياسة والبزنس القذر. لكن أهم ما في هذا المسلسل بعد تلك الحلقات السبعة أنه لا يمنحنا الفرصة لالتقاط أنفاسنا ويكشف غوامض العديد من جرائم ومصائب أفراد الجزء السابق ثم القوي العالمية التي تتحكم في خيوطهم وتفهمك لماذا وصلنا إلي ما وصلنا إليه. كذلك في هذا المسلسل أنت أمام مخرج له تاريخ قدم عشرات من المسلسلات اللبنانية والمصرية. وتتاح له الفرصة ليؤكد أهم خاصية فيه أنه مخرج أكشن متمكن تكنيكيا وقادر في نفس الوقت علي خلق حالة دائمة من الإثارة والتشويق بشكل راق ونتمني استمرار حلقاته كلها علي هذا المستوي.

أخيرا.. في ظل المنافسة الحالية لا أستطيع التحدث عن جميع المسلسلات. فنحن لأول مرة أيضا في منافسة فيما لا يقل عن عشرة مسلسلات كلها تحمل مستوي وفكرًا و"تكنيك" من بينها "هيما. بعد الفراق. قصة الأمس. نسيم الروح. الثعالب. بنت من الزمن ده. الفنار. قلب ميت. ظل المحارب. عرب لندن". وأجد نفسي في وضع حرج لأنني شاهدت بعض حلقات أو جزءًا منها. رغم قيمة ما شاهدت.. لكنه يصبح ظلمًا بيّنًا لها. وكل ما أتمناه أنه عندما نصل لنهاية الشهر الكريم أن نجد بعضها وقد قفز علي كل ما سبقه!!

magdamaurice1@yahoo.com

الجمهورية المصرية في 11 سبتمبر 2008

 

ليل ونهار

المدقدق .. اللي يلاعبها !

محمد صلاح الدين

* سيرة "أسمهان" ضربت ثلاث سير غيرها في مقتل.. ده طبعاً للأسف الشديد.. لأن الضحايا ليسوا بالأسماء الهينة: الزعيم جمال عبدالناصر وفضيلة الشيخ عبدالحليم محمود والدكاترة علي مبارك!!

الأسباب كثيرة وعديدة أقلها: ان البطولة النسائية غير الرجالية حيث تتمتع بجاذبية ربانية سواء أردنا أم لم نرد.. ولكن يجئ دور التناول أو ما نسميه بالمعالجة الدرامية.. الغريب أنها كلها لأساتذة كبار أنا شخصيا معجب بأعمالهم.. ولكن.. وآه من لكن هذه.. ان أعمال الخناشير أو سير الرجال العظام جاءت مباشرة تفتقد إلي الجاذبية منذ الحلقات الأولي لاضطرار مؤلفيها لاستعراض الكثير من المعلومات التاريخية التي يتطلبها توضيح المرحلة الزمنية.. بينما أسمهان لا يحتاج إلي هذه المعلومات نظراً لحضور وطغيان الشخصيات المعروفة ومعظمها فنية علي الأحداث.. وهذه أولي مصاعب ومشاكل السيرة الذاتية.. هل الحرص علي التواريخ وتقارير الأحداث واجب أم تفاديها أفضل؟! لذلك يظل الحل الأمثل هو في عرض معظم هذه الأعمال في الأوقات العادية حتي تبتعد عن الماراثون المتخم بالهرج والمرج لعشرات التسلسلات اليومية التي تحتاج إلي مائة شهر لا شهر واحد.. وفضيل كمان!!

* المقدمات الغنائية أو أغاني التترات التي طالما أشدنا بها في سنوات سابقة وبلغت قمتها في العام الماضي.. للأسف الشديد هبطت فجأة هذه السنة إلي الحضيض!! هل أصابهم الغرور؟ أم الثقة الزائدة في كل ما يكتبونه ويلحنونه ويغنونه؟!

من غير المعقول أن أسمع أغنية تقول: "يا ابن اللئيمة يا هيمة".. أو "الدنيا عايزة اللي يشتغلها.. عايزة المدقدق اللي يلاعبها ويجر شكلها".. وحتي تتر يحيي الفخراني الذي عرف عنه انه الأفضل جاء مباشرا. وكشف لنا مدحت صالح العمل كله حتي من قبل أن يبدأ وتتوالي علينا الحلقات!! يبقي تتر "الدالي" هو الأفضل حتي الآن لوائل جسار وهو طبعاً قديم من السنة اللي فاتت.. ولكنه مازال هو المؤثر والأكثر قوة وتعبيراً وبلاغة عن الحدث الدرامي!!

المباشرة.. بل والفجاجة كفيلان بالقضاء علي أي مجهود فني يبذل!!

* من بدري كده.. أستطيع أن أقول أن أحسن ممثل هو يحيي الفخراني الذي يستمتع بأداء الشخصية التي يلعبها فيمتعنا.. ينافسه نور الشريف الذي يلعبها بخبرة أخري!.. وأحسن ممثلة مازالت يسرا الموجوعة بالقضية التي تتناولها.. وتنافسها بشدة سولاف فواخرجي المحظوظة بدور عمرها. والذي أري انها تمسك بتلابيب الشخصية بمهارة.. وبايديها وسنانها كمان.. وقد تفوق يسرا إذا تصاعد أداؤها أكثر في الحلقات القادمة!!

* علي مستوي الشباب.. مازلت مندهشا مما يفعله كل من: شريف منير وأحمد رزق ومجدي كامل ومصطفي شعبان وخالد صالح وغادة عادل وهند صبري.. الذين افتقدوا إلي سحر السينما وقدراتهم الفائقة فيها.. فهل الدراما التليفزيونية تعلمهم المبالغة.. أم طول الحلقات يصيبهم بعدوي اللت والعجن حتي في تطور الشخصية.. مسألة فعلاً محيرة!!

Salaheldin-g@Hotmail.com

الجمهورية المصرية في 11 سبتمبر 2008

 
 

'صراع على الرمال':

جمال الشكل يفضح خواء المضمون!

محمد منصور

ذاب ثلج الإعلانات الترويجية والحملات الدعائية... وبان ثلج المسلسلات.

رأينا أخيراً 'صراع على الرمال' بعد صراع لاهث مع الوقت، رعته مؤتمرات صحافية... وميزانيات كبرى، وبذخ غير مسبوق... وخيول عالمية جيء بها من إسطبلات اسبانية بأسعار عالية ومبالغ تأمين كبيرة تتجاوز بالتأكيد التأمين على حياة الفنيين العاملين في المسلسل من البشر... ورافقته تصريحات لمخرجه وعدتنا بأن (صراع على الرمال) سيجعلنا نعيد النظر في الدراما البدوية التي عوملت على الدوام بأنها دراما من الدرجة الثالثة أو الرابعة على حد تعبير المخرج الذي انبثق إيمانه الفكري والفني بأهمية الدراما البدوية وعظمتها فجأة... وبأن هذا العمل الذي هو باكورة إنتاج المكتب الإعلامي لسمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، سيرفع سقف المنافسة بين الأعمال الدرامية العربية لهذا الموسم وأن هذه المنافسة لن تكون لجهة التمثيل والتأليف والإخراج وحسب بل لجهة الإنتاج الضخم أيضا والذي سيعود بالفائدة حتما على مستقبل الدراما التلفزيونية العربية!

تابعنا الحلقات الأولى من (صراع على الرمال) فبهرتنا الصورة والألوان وتقنيات الغرافيك التزيينية... وأخذتنا صور جموع الخيول والخرفان والنوق والجمال وهي تتهادى في مضارب قبائل لا تعرف أين تذهب بهذا الحلال... ولا بالخيام الواسعة الفسيحة التي تهفهف فيها ستائر الحرير والتول المطرز وتفترشها أصناف الساتان الملمّع والسجاد المزركش... وتتراقص فيها الألوان... وتتهادى فيها صبايا القبيلة التلفزيونية بكل زينتها وأناقتها المترفة... لتتكامل مع أناقة وفخامة أزياء الرجال من فرسان القبيلتين وسواهما من العربان... الذين ينعمون بهذا الترف التلفزيوني، غير آبهين بعوامل الحياة الصحراوية القاسية، ولا أثرها على اتساخ ثيابهم وبهتان ألوانها، وتجعد طياتها... في ذلك الزمن التاريخي المختلق للعمل، والذي قيل إنه يرجع إلى القرن الثامن عشر... عل ذلك يضفي على هذه الدراما البدوية المختلقة، قيمة أخرى!

وعذراً إذا اعتبر بعضهم، أنني توقفت عند القشور، وأنني استرسلت في استعراض نوافل المظهر القشيب للعمل دون النفاذ إلى الجوهر... ذلك أن الجوهر بالفعل فارغ... فالعمل على صعيد المضمون لا يأتي بأي جديد على صعيد قصص دراما البداوة المعروفة منذ سبعينيات القرن العشرين، بعلاقات القبائل التناحرية، ومحاولات الأشرار من صغار النفوس ومن مشوهي الخلقة غالباً، إشعال فتيل الحروب بين العشائر، كما يفعل دياب وهو يسعى للإيقاع بين قبيلتي الحنظل والعجيل... تارة عبر إيهام القبيلة الأولى بأن الثانية أغارت عليها، وأخرى عبر سرقة حلال القبيلة الثانية، ودفعه إلى مضارب القبيلة الأولى لإلصاق التهمة بها بعد ذبح رعيانها... مستعيناً في مخططاته التآمرية بمجموعة من المرتزقة أو القتلة المأجورين الذين يرتدون السواد... والذين ينفذون هذه المهمات الشيطانية لقاء أجر معلوم!

وما بين 'كسر خشوم' الفرسان في دراما الدسائس والصراع على الحلال والمشيخة والثأر، وكسر قلوب العذارى في دراما العواطف وقصص الحب العذري المشتعل على وقع بكاء الربابة... وسحر لواحظ المزايين... يلوك (صراع على الرمال) علاقاته المفبركة، ومحاوره المرتقبة التي تكشف نفسها بنفسها... وخصوصاً حين يكون كاتبها هو (هاني السعدي) الذي يكتب جاهزاً وبالتفصيل... وبكل طيب خاطر!

أما خيال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم... فلا أدري في أي فضاء يهيم، وأي مادة إلهام يمكن أن يشكل... لأن أشعاره تنبئ حقاً عن مستوى هذا الخيال الذي يسبح تحت سقف أدبي متوسط القيمة، ولو أننا في غير عصر الانحطاط هذا، لقال النقاد في أشعار الشيخ محمد، ما قاله ذلك الطفل في ثوب الملك في مسرحية (الملك العاري)!

إن (صراع على الرمال) كما يقدم لنا نفسه في الحلقات العشر الأولى، مسلسل فارغ ينتمي إلى دراما عفا الزمان على علاقاتها وقيمها لأنها صارت خارج نبض الحياة، وخارج صورة العصر... فالبدو الذين يبدون على هذا القدر من الثراء والذين يتغنى بهم المسلسل، سكنوا القصور والفيلات الفاخرة... وصار خروجهم إلى البر للصيد أو القنيص أو الجلوس في المضارب مجرد نزهة سياحية ترفيهية على هامش حياتهم المعاصرة المكتظة بالتكنولوجيا، ورغم اعتزاز الكثير منهم بالأصل البدوي، إلا أن معظمهم أدرك أن عليه أن يخلع مظاهر حياة البداوة في عصر الشركات والأبراج والقصور... أما البدو الرّحل الفقراء المغّبري الوجوه... فلا أثر لهم في هذا الصراع التلفزيوني على تلك الرمال الذهبية في واحات المغرب!

لا يقدم (صراع على الرمال) صورة متحفية، فحياة البداوة التي لا تعرف الاستقرار، لا تحتمل أن تكون متحفاً، لأنها حياة بسيطة محدودة في قيمها وعلاقاتها... لكن العمل يسعى لأن يقدم البدو من منظور صورة سياحية فيها الكثير من التجميل المنمّق... ومن الاجتهاد الفني... ومن البذخ الإنتاجي... تلبية لرغبات تريد أن ترى هذا النوع بصورة تستحق المباهاة أمام الآخرين... بغض النظر عن مدى واقعيتها!

إن حاتم علي ينجح مع فريق كبير من الممثلين والفنيين، في أداء المهمة على أكمل وجه... يقدم عملا بدوياً متقن الصورة، حيوي الإيقاع، وافر الألوان والكومبارس والخيول والجمال... يقف على تخوم الحقيقة الفنية، من دون أن يجنح نحو عبث فانتازي أخرق، كما فعل نجدت أنزور سابقاً حين ألبس البدو الألوان الفوسفورية، وجعل خيامهم على ضفاف البحيرات... لكن رغم ذلك... يؤكد لنا حاتم علي من حيث يدري أو لا يدري، أن هذه النوعية من الدراما البدوية هي دراما درجة ثالثة ورابعة بالفعل... لأنه سعى لتحسين الكثير من عناصرها الفنية، لكنه وقف عاجزاً أمام قصصها وقيمها وعلاقاتها وبناء شخصياتها وحبكتها، التي بقيت عصية على أي تطوير... وظلت تسبح في ذلك الاجترار الدرامي الذي تدور في فلكه الكثير من القصص البدوية ولاتزال!

لقد أضر حاتم علي بهذه الدراما البدوية من حيث ظن أنه أفاد... أخلص للتقنية والشكل إلى الدرجة التي أظهر في مرآة هذا الشكل وتلك التقنية، خواء المضامين وبساطة الخيال، ومحدودية الأشعار المُلهمة التي سفح فيها الفنانون المشاركون عبارات الثناء والإعجاب والانبهار في معظم اللقاءات الصحافية والتلفزيونية التي رافقت إنجاز العمل!

قبائل تخشى فتنة المسلسلات!

وأبقى في أجواء الصراع المحموم على مسلسلات البداوة هذه الأيام... لأتوقف عند حادثتي تأجيل أو منع عرض مسلسل (فنجان الدم) على شاشة قناة (إم. بي. سي) والذي كتبه عدنان عودة ويلعب بطولته جمال سليمان وميساء المغربي، ويخرجه الليث حجو، وذلك استجابة لاحتجاجات بعض القبائل التي رأت أن العمل- الذي لم يعرض أساساً- يتناولها بالإساءة على حد زعمها... بخلاف قبائل الشمر التي ناشدت أولي الأمر وقف بث مسلسل (سعدون العواجي) الذي يلعب بطولته النجم السوري رشيد عساف، بعد عرض بضع حلقات منه على قناة أبو ظبي، لأنه كما نقل لها بعضهم يظهرها في مظهر قطاع الطرق في نزاعها مع قبيلة العنزة التي ينتمي إليها سعدون العواجي... الأمر الذي مكنها من استصدار قرار المنع من رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد شخصياً حسبما أفادت أوساط مطلعة.

شخصياً أنا ضد أي قرار منع أو مصادرة... حتى لو كان المسلسل (بدوياً) وحتى لو كانت هذه الأعمال لا تصدر عن قناعات شخصية أو تنويرية أو فكرية كما هو حال معظمها... بمعنى أن كثيراً من صناعها- مع احترامي للجهود الفنية التي تبذل- لا يقاتلون من أجل إيصال فكرة مؤمنين بها، أو الدفاع عن حالة ينتمون إليها... بل هم يستفيدون من فرص عمل تسنح لهم بأجور مغرية، ويعتقدون أنها ستحقق لهم المزيد من الرواج في الخليج... بما يؤدي إلى تدعيم مواقعهم كنجوم، ورفع أجورهم وحظوتهم في أعمال أخرى... ولو دار بخلد أي من صناع هذه الأعمال أو سواها، أن هناك إمكانية لمنعها تحت أي احتجاج كان... لعدلوا النصوص والأحداث عشرات المرات، في سبيل أن يظهر العمل وينال القبول والرضى! إذن نحن أمام أعمال، لا يخسر صناعها قناعاتهم إذا منعت، لأنها ليست مصنوعة بقناعات أصلا... والأهم أن محبيها أو المعنيين بها لن يخسروا أيضاً... مادامت من تتوجه إليهم من أبناء القبائل يرفضون أن يروا صورتهم وخلافاتهم على النحو التي تريد تلك المسلسلات أن تريهم إياها... فعلام نحزن ونأسف إذن؟!

احتقار الكاتب التلفزيوني!

ثمة ظاهرة مؤلمة في شارات معظم المسلسلات التلفزيونية... هي نسبة العمل لمخرجه في شارات النهاية، حيث يكتب اسم العمل مع اسم مخرجه، دون ذكر للكاتب!

الاستثناء الوحيد في هذه السنة السيئة ربما كان مسلسل (أهل الراية) الذي كتب في شارة النهاية اسم مخرجه مع اسم كاتبه: (لعلاء الدين كوكش وأحمد حامد)... أما مسلسل (صراع على الرمال) فقد ذكر في النهاية خيال صاحب السمو والأشعار، دون أن يتنازل فيذكر اسم كاتب القصة والسيناريو السيد هاني السعدي بغض النظر عن مدى إيماننا بما يكتب! مسألة الاستهانة بحق الكاتب التلفزيوني المعنوي في شارات المسلسلات السورية، ينطبق عليها المثل القائل (يا فرعون مين فرعنك؟!) كثير من الكتاب يدخلون شركات الإنتاج التلفزيوني أذلاء... يطلبون الرضا من المنتج ومن سكرتيرة المنتج ومن المخرج وعشيقاته وطراطيره، ويبدون بلا وجهة نظر يدافعون عنها... ولذلك تضيع حقوقهم، ويتحولون إلى كومبارس في أعمال أصعب ما فيها هي الكتابة... وأندر ما فيها توفر المخرج الذي يقرأ بعمق!

المطلوب هو أن يثور الكتاب لكراماتهم، وأن يفرضوا حقوقهم المعنوية في بنود العقد الذي يوقعونه، من دون أن ينتظروا مخرجاً محترماً يضع اسمهم... وآخر أنانياً ينكر حقهم!

' ناقد فني من سورية

mansoursham@hotmail.com

القدس العربي في 11 سبتمبر 2008

 
 

الدراما الناصرية..التقديس مستمر

مسلسل ناصر..الزعيم بلا أخطاء

محمد ممدوح

لم يكن رفض عرض مسلسل "ناصر" الذي أخرجه باسل الخطيب أمرا مفاجئا، ولم يكن التضييق الذي حدث فيما يخص منح التصريحات له في التصوير في عدد من الأماكن داخل مصر، مقابل التسهيلات الكبيرة التي مُنحت للمسلسل داخل سوريا مفاجئا أيضا، ولا يعد هذا تجليا لتفوق الدراما السورية في الفترة الأخيرة بقدر ما يشير إلى طريقة في التفكير والتعامل مع الدراما التاريخية التي تتحرى شخصية أو فترة تاريخية تريد النخبة الحاكمة السكوت عنها وتجاهلها.

يبدو أن التلفزيون المصري الحكومي لاحظ وفهم النجاح المدوي لمسلسل "الملك فاروق" العام المنصرم، ولم يكن على استعداد لتكرار التجربة مع مسلسل عن "جمال عبد الناصر" الزعيم المصري والعربي الأشهر، والذي تختلف توجهاته الاشتراكية مع التوجهات الرأسمالية للدولة في مصر الآن، كما يتباين مفهومه للعدالة الاجتماعية والتحيز للفقراء مع مفهوم العدالة الاجتماعية الحالي وتحيزه مع طبقة رجال الأعمال، وأخيرا اختلاف كاريزميته الشخصية مقارنة بالانطفاء الشخصي للنخبة في مصر.وربما ما حدث مع مسلسل ناصر يفتح ملف الدراما التاريخية في مصر بشكل عام وفي الوطن العربي بشكل خاص.

الدراما الإنسانية

ظلت الدراما التاريخية تعاني من التراجع على مستوى الإنتاج والتهميش الشديد داخل جداول العرض في مختلف القنوات التلفزيونية، وكانت الأسباب المعلنة وقتها تكلفتها الكبيرة، وصعوبة تنفيذها، أو كون مادتها جافة لا تجذب شريحة واسعة من الجمهور، من ناحية أخرى ربما كانت الطريقة الجافة والسطحية في معالجة الدراما التاريخية، والتنميط الشديد الذي يصل إلى حد إثارة الكوميديا، هو ما ضرب بحاجز بين المشاهد والدراما التاريخية فعلا.

لكن مع صعود الدراما السورية والتي تعنى بشكل خاص بالدراما التاريخية، من خلال جيل كامل من الفنانين الذين استفادوا واستعاروا تقنيات سينمائية، كالتصوير بكاميرا واحدة، وتقطيع المشهد إلى عدد من اللقطات داخل المشهد الواحد -ما يعرف في السينما بالديكوباج- بدلا من استخدام عدد من الكاميرات، والاعتماد بشكل أساسي على العدسة متغيرة البؤرة (الزووم) كما التقنيات السينمائية التقليدية، أيضا استخدام الإضاءة الدرامية السينمائية في إضاءة مواقع التصوير بدلا من الإضاءة التقليدية، كما أن هذه المواقع هي في العادة مواقع طبيعية، أو مواقع يتم بناؤها بشكل خاص للمسلسل بدلا من الأحياء والمناطق سابقة التجهيز داخل بعض الأستوديوهات.

وما يتكامل مع هذه العناصر الفنية الضرورية لتميز العمل الفني تأتي الرؤية الفنية والفكرية للشخصيات التاريخية التي تتحراها الدراما محاولة استخراج دراما خاصة منها هي أقرب في إيقاعها من إيقاع الحياة نفسها، تنبع من وقائع حياة هذه الشخصيات وخبراتها المشتركة مع الآخرين، تكشف عن جانبها الإنساني أولا فيصبح لمفهوم التاريخ داخل هذه الدراما مفهوم مختلف، ويصير التاريخ جزءا من حياة الشخصية، ومن ثم لا تعد الشخصية جزءا من التاريخ تنتمي له بشكل أكبر من انتمائها لنفسها، ويصبح هذا المفهوم المثالي للدراما التاريخية يختلف عن مفهوم التاريخ الموضوع في قالب درامي.

تعيد هذه الدراما الحياة للشخصيات التاريخية، وتحولها إلى شخصيات تتنفس وتتحرك بدلا من أن تقبع داخل كتب التاريخ أو المناهج الدراسية التي تؤلفها أيديولوجية ما، أو تنبع من تحيز معين، وتؤنسن كثيرا من شخصيات تنتمي غالبيتها لفترة تاريخية من مصلحة سلطة أو نخبة حاكمة أن تسقطها من الضمير الجمعي أو ذاكرة شعوبها؛ نتيجة للاختلاف الأيديولوجي، أو حتى لكون الفوارق فيما يتعلق بالكاريزما الشخصية ومحبة الجماهير ليست في صالحها.

هذا ما حدث تماما مع شخصية الملك فاروق في مسلسل "الملك فاروق" في العام الماضي والذي حقق نجاحا جماهيريا ونقديا واسعا؛ حيث استطاع المسلسل أن يجذب قطاعات متنوعة وعريضة من المتلقين الذين لم يعتادوا تلقي الدراما التاريخية، وأثر بداخل الكثيرين ممن لم يكونوا يملكون صورة واضحة عن هذا العصر نتيجة شرائحهم العمرية، أو تبنيهم للصور المشوهة عن هذا العصر، والتي يتم بثها في الدراما وفي الكتب الدراسية منذ قيام ثورة يوليو عام 1952، ويعود نجاح المسلسل -الذي وصل إلى حد التعاطف مع الملكية، وطلب عودتها مرة أخرى- إلى عدد من العوامل أهمها: الاجتهاد في تقديم الحوادث التاريخية بأكبر قدر من الحياد والموضوعية إن لم نقل التحيز معه.

العامل الثاني: هو عامل له علاقة بالعمل الفني نفسه وبطريقة معالجة الحوادث التاريخية من خلال جميع العناصر الفنية المكونة للعمل الفني عبر التصوير الموحي بالطريقة السينمائية، والديكور، والملابس، والإكسسوار، الأقرب إلى الإتقان، كذلك الأداء التمثيلي الذي منح هذه الشخصيات روحًا، وجعل منها بشرًا تتنفس من لحم ودم بعد أن كانت مجرد حروف سوداء مصمتة يقرؤها المشاهد في كتب التاريخ.

أخيرًا.. ذلك الحوار والجدل الذي حدث بين المسلسل والمشاهد، بين السياق الفني والروائي، والواقع المعيش للمشاهد، هذا الحوار والجدل الذي تصنعه الدراما التاريخية، والذي يمثل أهمية هذه الدراما وقدرتها على التأثير في المشاهد (المتلقي) حيث حدث حوار بين الواقع الديمقراطي والحراك الذي يحيط بالممارسة السياسية في تلك الفترة، من تاريخ مصر والتي يتناولها المسلسل، وبين اللحظة الحاضرة التي تشهد تراجعا كبيرا بخصوص هذا الصدد والتي يعيشها المتلقي، وهذا ما يتكرر مع شخصية عبد الناصر في المسلسل.

الأحداث تصنع الزعيم

يعمد صناع المسلسل في تصوير ناصر كبطل كانت تعده الأيام في أتونها طوال الوقت، فيتشكل وعيه الوطني نتيجة عدد من العوامل الفردية كشهادته على قتل إحدى جاراته الصغيرات على يد سائق إنجليزي طائش، وكذلك مشاركته في المظاهرات وهو طالب في المدرسة الثانوية.

كذلك عوامل خاصة بالهم الجمعي بمعاناة وطن يئن تحت نيران الاحتلال، كما أنه البطل الذي تشحذه على المستوى الشخصي ظروف إنسانية قاسية، بدءا من فقدانه لأمه وهو ما يزال صغيرا، وعبر تربيته عند عمه بعيدا عن أبيه وإخوته حتى يتمكن من مواصلة تعليمه، وانتهاء شهادته على الفشل الكبير للأنظمة العربية في حرب فلسطين عام 1948.

فها هو المسلسل يصور بطلا يعاد بعثه من جديد من داخل الماضي، يشبه المشاهدين بل يزيد في ظروفه الصعبة عن أكثرهم، لكنه يملك حلما خاصا وهمّا عربيا ووطنيا.

وأخيرا.. لابد أن نقف عند نقطة سبق ذكرها بمزيد من التحليل وهي أن هذه الأعمال تقوم بنزع وتفكيك قدسية الشخصيات التاريخية، هذه القدسية التي تكتسبها هذه الشخصيات وتستمدها ربما من الماضي أو التاريخ نفسه، والتي ينتجها الحنين والافتقاد من قبل مشاهد يعيش حاضرا مأزوما لا يرضى عنه، فيسقط جميع إحباطاته من اللحظة الآنية وآماله في غد أفضل على هذه الشخصيات، فدائما هناك شيء جميل بخصوص الماضي حتى لو لم تكن معرفتنا بهذا الماضي معرفة موضوعية.

ولكن هذه الأعمال تنشئ قدسية جديدة نابعة من المبالغة في أنسنة هذه الشخصيات، وتبرير مواقفها التي يلف أكثرها الغموض؛ مما يخلق بداخل المشاهد تعاطفا هائلا حتى مع أخطائها النابعة من طبيعتها البشرية ويخلع كثيرا من المبررات على تجاوزاتها المذكورة بجفاف في كتب التاريخ.

إسلام أنلاين في 11 سبتمبر 2008

 
 

اختفي المسلسل الكوميدي من الدراما الرمضانية هذا العام

إيريس نظمي

اختفي المسلسل الكوميدي من الدراما الرمضانية هذا العام لأنه لايوجد الكاتب الذي يستطع ان يقدم هذا الكم من الضحكات علي مدي ثلاثين حلقة.. ليحل محله مسلسلات النكد التي تعكس حال الانسان المصري البسيط الذي يعاني من الفقر والبطالة والمعاش المبكر والصراع بين الخير والشر من أجل أن يعيش..

لم يصل هذا العدد من المسلسلات في أي عام مضي مثل هذا العام لدرجة اصابتنا بالتخمة الدرامية.. ومن غير المعقول ان نتابع كل المسلسلات.. فطوال الوقت نمسك بالريموت كنترول لنحركه ونختار المسلسل الذي يشدنا اليه والأكثر جاذبية وتشويقا فلا يمكن استيعاب هذا الكم الهائل من المسلسلات التي تصل لأكثر من 04 مسلسلا.. ففي هذا العام اعتمد الانتاج علي الكم لا علي الكيف.. ويجب ان يتنبه المنتجون الي ذلك فالدراما تحرق بعضها لذلك يجب ان نرفع شعار الكيف مع تقليل كم المسلسلات.. الملاحظ ايضا ان كثيرا من المسلسلات من اخراج سوريين ولبنانيين وتونسيين.. ويبدو ان هذا هو رد فعل تصريح اشرف زكي نقيب الممثلين الذي أراد ان يحد من عمل الفنانين العرب في المسلسلات المصرية.

من بين المسلسلات التي اتابعها تلك التي تعتمد علي السيرة الذاتية لشخصيات نعرفها جيدا مثل »ناصر« و»اسمهان«.. والاستمتاع ايضا بأداء نجوم السينما العباقرة الذين اصبحوا ايضا نجوم الدراما الرمضانية.. يحيي الفخراني في »شرف فتح الباب« ونور الشريف في »الدالي« الجزء الثاني.

مجدي كامل وعبدالناصر

جرأة من مجدي كامل ان يؤدي دور عبدالناصر خاصة وقد قدمه للسينما احمد زكي بنجاح.. كما قدمه المخرج السوري انور قوادري في فيلم مصري بطولة خالد الصاوي الذي كان يشبه الي حد كبير شكل عبدالناصر وهو السيرة الذاتية للزعيم الراحل جمال عبدالناصر والذي يستعرض أهم الأحداث السياسية والاجتماعية في فترة توليه الحكم حتي وفاته. المسلسل كتبه يسري الجندي الذي حقق نجاحا في الأعمال الدرامية التاريخية ومن اخراج السوري باسل الخطيب.. يقدم المراحل الحياتية التي مر بها منذ الطفولة التي لانعرفها جيدا فقط يعيبها عدم الاحساس بالطفولة التي تنبيء بميلاد زعيم.. ابيه الموظف البسيط الذي كانت امنيته ان يتعلم ابنه ويصبح ذا شأن.. وامه التي ماتت بعد مولد اخيه شوقي وكانت تتمني ان تراه قبل ان ترحل عن الدنيا.. ولكنها لم تحقق ذلك.

لم يظهر مجدي كامل سوي في الحلقة الرابعة فاستطاع ان يهدأ من روعي.. وذلك منذ حصوله -اقصد حصول عبدالناصر- علي التوجيهية (الثانوية العامة) وسلوكه المنضبط في الكلية الحربية ومع زملائه.. تقاطيع وجهه الصارمة وحضوره القوي ونظرات عينيه الحادة التي لم تكن تستطيع النظر اليها. كان المتوقع ان يخرج هذا العمل مخرج مصري.. لكن الذي حدث ان اخرجه السوري باسل الخطيب.. هذه التجربة التي حققت نجاحا من قبل في مسلسل الملك فاروق بطولة تيم الحسن واخراج حاتم علي. اعتقد ان هذا الدور سيرفع من اسهم مجدي كامل الي مصاف النجومية التي تأخرت والتي يجب ان يحافظ عليها والا يقبل ادوارا اقل من ذلك.

تألقت النجمة التليفزيونية سوسن بدر في المسلسل في دور زوجة العم التي لم تنجب والتي اتخذت من جمال ابنا لها.. وقد وفقت في هذا الدور لتقدم نموذج للمرأة الطيبة -بتاعة زمان- وشاركها صلاح عبدالله في دور العم الطيب ايضا وهو دور جديد بالنسبة له.

اسمهان المعجزة

حرصت علي مشاهدة المسلسل السوري »اسمهان«.. فقد عرفنا اسمهان منذ طفولتنا من خلال الصوت المعجزة.. والحضور المبهر.. والجمال الرائع.. وقرأنا كثيرا عنها حين لقيت مصرعها في حادث غامض مع صديقتها ماري قلادة.. انقلبت بها العربة في النيل اثناء ذهابها الي رأس البر.. وقد انتشرت الكثير من الشائعات حول موتها خاصة وقد نجا السائق من الموت!

أذكر اننا شاهدنا فيلم »غرام وانتقام« بطولتها مع يوسف وهبي وانور وجدي.. لم تكن اسمهان قد انتهت من تصوير الفيلم فاضطر يوسف وهبي الي اللجوء الي الحقيقة وهي حادث مصرعها. وكم بكيت في هذا الفيلم علي اسمهان وما حدث لها خاصة المشهد الأخير الذي ارتبط بموتها وظل بذاكرتي حتي الان.

أذكر أيضا حين قمت بتحقيق صحفي مع عائلة سلطان باشا الأطرش في جبل العرب او جبل الدروز كما كان يطلق عليه.. وشاهدت بنات جميلات من نسل عائلة الاطرش يشبهنها الي حد ما وقمت بعمل حديث نشر في الستينيات اثناء الوحدة مع سوريا في مجلة »آخر ساعة«.

والمسلسل قصة فؤاد الأطرش الذي التقيت به كثيرافي حياته وكان يحكي لي باستمرار عن شقيقته اسمهان وقد وضع صورتها في الصالون الذي كنا نجلس فيه ومن اخراج السوري شوقي الماجري، سيناريو بسيوني عثمان.. بطولة اللبنانية الجميلة »سلاف فواخرجي« ومعها فراس ابراهيم وعابد فهد وعبدالحميد قطيفان من سوريا، ومن مصر احمد شاكر الذي ادي دور فريد الأطرش.

ويروي المسلسل حكاية الشخصية الملحمية الأميرة البائسة والعاشقة واشهر فنانة في عصرها.. ذات الصوت المعجزة والحضور الرائع والتي تحولت الي اسطورة تناقلتها الأجيال.           

أخبار النجوم المصرية في 12 سبتمبر 2008

 

مسلسلان كبيران وتوابع صغيرة

رفيق الصبان 

في أحد المشاهد المثيرة من مسلسل اسمهان الذي اخرجه التونسي الموهوب شوقي الماجري مشهد اسمهان وهي مازالت طالبة في مدارس الفرنسيسكان.. تذهب ليلا لتسليم الثياب التي كوتها والزمتها الاميرة عليا المنذر التي اضطرتها ظروف الحياة الي أن تمتهن هذه المهنة »غسيل وكي الثياب« لاعانة أسرتها الصغيرة.. وهناك حين عودتها تفاجئها الامطار.. فتتلفت حائرة.. لا تدري كيف تحمي نفسها من البلل.. عندما تري حصانا أبيض.. قد افلت من عقاله.. وانطلق حرا تحت الامطار.. يصهل صهيل الحرية والنشوة في شوارع خلت من روادها، وبيوت جامدة كأنها جوقة تماثيل تنظر دون حياة إلي ما يحدث حولها.. النظرات الحائرة المليئة بالقلق والاستفهام.. تتناوب بين عينيي الجواد وعين هذه الطالبة الصغيرة.. التي ستتحول فيما بعد الي نجمة كبري من نجمات الغناء.. وتصبح بعد موتها اسطورة حية غامضة.. يصعب ايجاد تفسيرا لاحداثها.

اسمهان كانت منذ سنوات.. حلم الكثير من الكتاب والمخرجين والممثلين.. الذين حلموا بتقديم رؤيا خاصة بهم عن حياة حافلة بالاحداث السياسية والعاطفية والاجتماعية.. في فترة كان الشرق الاوسط يعيش فيها »ماقبل وأثناء الحرب العالمية الثانية« أياما وتطورات ستترك أثرها الدامي علي حياتنا السياسية حتي اليوم.

شوقي الماجري.. الذي اعتمد علي سيناريو كتبه المخرج نبيل المالح.. واشترك فيه بعدذلك كتاب آخرون.. من بينهم ممدوح الاطرش احد أفراد عائلة الاطرش التي تنتمي إليها اسمهان.. ولكن الماجري.. كما انصح منذ الحلقات الأولي.. لم يكن يرغب في أن يقدم سيرة ذاتية عن مطربة تضاربت حولها الاقوال والحكايات.. وانما كان يهدف الي تقديم صورة شعرية ساحرة لزمن وامرأة. وان تتخلل هذه النظرة.. لمسة من الواقعية السحرية.. وموقف فلسفي من الوجود.. حاول جاهدا أن يؤكده.. من خلال حوارات تقولها آمال الاطرش »اسمهان« في الحلقات الاولي.. كحديثها مع الشاب الصغير.. الذي يلاحقها بعد خروجها من مدرسة الراهبات.. وكيف أرادت أن تعلمه كيف يكون رجلا.. حقيقيا أن يواجه نفسه وما يريده دون خوف.. أو رهبة أو حديثها معه عندما اخبرها بأنه يحلم ان يكون ضابطا أو شرطيا واعلانها رغم صغر سنها انذاك.

انها لا تطيق الانسان الذي يخضع للأوامر دون أن يملك حرية أن يقول »لا« لأن الرفض هو الميزة الاساسية للانسان الحقيقي الذي لابد له أن يحطم الحواجز كلها لكي يحقق نفسه.

في جو خاص.. عرف المصور البولندي »الذي يتعاون معه الماجري دائما في جميع مسلسلاته« كيف يعطيه سحرا خاصا مميزا.. بين اجواء الكباريهات »صالة ماري منصور« وبين اجواء الجبل القاسية.. أو خلال البيت الفقير الذي كانت تحيا به الاسرة الهاربة، أو ليل الشارع.. ونهاره وصخبه كل ذلك ساعد الماجري بقوة علي أن يخلق جوه الشعري السحري الذي اراد أن يقدم فيه شخصيته الشهيرة.. ربما كانت مفتاحا لنظرته في الوجود.. أكثر مما هي سيرة ذاتية لمطربة اختلفت حولها الأقوال.

مازال الوقت مبكرا.. للحكم علي هذا المسلسل المثير.. فلازلنا بعد بعيدين عن صعود اسمهان.. وعن دورها الغنائي والسياسي وعن مناراتها العاطفية وغزواتها الشهيرة والتي لا أدري كيف سيحاول المسلسل روايتها.. أو دفع احداثها الي المسيرة الشعرية السحرية التي بدأ بها.

ما علينا إلا الانتظار قليلا.. ولكن ما رأيناه حتي الآن في الأسبوع الاول من الحلقات.. آثار شهيتنا إلي أبعد الحدود.. واشعرنا أن الشاشة الصغيرة قادرة أحيانا علي منافسة الشاشة الكبيرة وان الاعمال التليفزيونية.. قادرة أيضا علي البقاء ومقاومة الزمن اذا توفرت لها العين التي تري والاذن التي تسمع.

قفزة كبيرة أخري.. حققها الماجري.. وطاقمه الفني في مسلسل آخر يعود بنا الي أعماق التاريخ.. دون أن ينسينا لحظة واقعنا السياسي الذي نعيش فيه بكل دلالاته ورموزه واسقاطاته انه مسلسل »أبو جعفر المنصور« الذي ضم عناصر تمثيلية مدهشة من جميع الاقطار العربية والذي استطاع منذ حلقاته الاولي ان يعيد الي الاذهان رائعة الماجري السابقة »أولاد الرشيد« التي اضاءت مصابيح رمضان الماضية بنور متوهج لا ينسي.

في »المنصور« يرسم المسلسل اعداء القاتل الذي تسلل الي أطراف الدولة الاموية وبدأ يهدد وجودها وكيانها كله.

وزاد الآن سوء.. وصول خليفة هو عمر بن عبدالعزيز الذي يطلق عليه اسم »الخليفة الراشد الخامس« نظرا لعدله واستقامته وبحثه الدؤوب عن توازن بين ما تطلبه الشريعة وما تعيشه الدولة آنذاك. ولكن هذه الشدة في تطبيق العدل الاسلامي.. كانت لها آثار مدمرة تماما، كما كان الشأن في عدالة عمر بن الخطاب والتي تركت شرخا كبيرا في جدار الاسلام.. كما يقول الدكتور طه حسين في كتابه المدهش »الفتنة الكبري« شدة عبدالعزيز في تطبيق العدل.. ومصادرته لجميع الامتيازات التي كان ينعم بها رجالات الاشتراكية أدت الي التأمر عليه.. وقتله مسموما.. علي يد غلامه، مما اثار بعده الكثير من الارتباك السياسي.. والمؤامرات حول السلطة.. والمواجهات والانقسامات التي ستقصم ظهر الدولة الاموية.. وتتيح للعباسيين.. العودة الي استلام السلطة بمساعدة الفرس حليفهم الاول.. كل ذلك قدمه المسلسل في حلقاته الاولي ببراعة مدهشة.. ومن خلال حوار شديد الذكاء مليء بالاسقاطات المعاصرة.. مما جعلنا نحس اننا لا نري مسلسلا تاريخيا وانما نري ما يحدث علي الخارطة العربية اليوم

أخبار النجوم المصرية في 12 سبتمبر 2008

 

سينمائيات

دليل المشاهد الذكي

بقلم : مصطفي درويش 

السينما فن شاب ليس له من العمر سوي مائة وثلاثة عشر ربيعا ومع ذلك، فهو اكثر الفنون السبعة شعبية فمشاهدو الصورة المتحركة سواء علي الشاشة الكبيرة أو الصغيرة، بدءا من أول عرض سينمائي بباريس لعدد من الافلام التسجيلية، لم تزد مدة بقاء أي منها علي الشاشة عن ثوان معدودات، وحتي يومنا هذا انما يقدر عددهم لا بعشرات، بل بآلاف الملايين.

وان يصل عدد مشاهدي الصورة، وقد تحركت، إلي هذه الارقام الفلكية، فليس بالامر الذي يثير دهشة أحد، خاصة، وقد عرف اخيرا، علي نطاق واسع، ان عدد المنتج من الافلام شرقا وغربا، طوال عمر السينما، تجاوز المليون، وهو رقم مهول، بكل المعايير.

ولانه يصعب اختيار الافضل من بين هذا الكم الهائل من الافلام، تطوعت بعض الجرائد والمجلات الجادة، فضلا عن بعض دور النشر، خدمة منها لقرائها، بتكليف نفر من نقاد السينما ومؤرخيها، باختيار عدد محدد من الافلام التي بقيت محتفظة بقيمتها الفنية، رغم عامل الزمن الذي غالبا ما تتآكل بمروره قيمة وقدرة معظم الافلام علي الامتاع.

فعلي سبيل المثال، وقع اختيار نفر من نقاد جريدة الجارديان، بتوجيه من رئاسة التحرير، علي الف فيلم، قيل في مجال الاشادة عنها، ان كل محب للسينما عليه ان يراها، قبل ان يحق عليه الاختفاء من دنيانا.

وقبل ذلك، بسنين، اختار نقاد جريدة نيويورك تايمز افضل الف فيلم ثم قامت الجريدة باصدار مجلد ضخم، انطوي علي المقالات النقدية المصاحبة لعرض كل واحد من الافلام المختارة، مع بيان بعناوين كل فيلم علي حدة.

ومن بين كتب هذا النوع من الاصدارات اقف قليلا عند كتاب قيم من تأليف كوكبة من النقاد والمؤرخين الالمان، جري نشره والقرن العشرون علي وشك الرحيل، تحت عنوان ايقونات الفيلم.         

أخبار النجوم المصرية في 12 سبتمبر 2008

 
 

زوبعة في فنجان الدم

تحقيق:  ايهاب الحضري

فجأة تصاعدت الأمور رغم ان المقدمات لم تكن توحي بذلك، فالمسلسل هذه المرة بدوي، تدور أحداثه في القرن التاسع عشر، وبالتالي لايمكنه ان يتماس مع احد الملفات الشائكة المعتادة، التوقعات المبدئية كلها اشارت الي ذلك، واستبعدت نتيجة لذلك أية احتمالات بأن يواجه بطوفان العام الماضي او سابقه، هذا الطوفان الذي اطاح بمسلسل »للخطايا ثمن« وأبعده نهائيا عن شاشة القناة، وقبلها بعام كان قد ازاح مسلسل »الطريق الي كابول« من علي الشاشة نفسها رغم عرض حلقات منه فعليا، لكن ما حدث كان علي عكس كل التوقعات.

مع اقتراب رمضان بدأت الmbc عرض تنويهات مكثفة عن مسلسل »فنجان الدم«، المعلومات المتداولة والمشاهد المجتزأة التي عرضتها القناة اضافة الي التسريبات التي ملأت شبكة الانترنت حتي وصلت- وفق احصاءات البعض- الي ٠٥٢٣ رابطا علي الجو جول، كل هذا هيأ المشاهدين بأنهم امام مسلسل مختلف علي مستوي المضمون وايضا علي مستوي الشكل، بالتأكيد لايمكن الحكم علي اي عمل قبل مشاهدته، لكن دائما ما تكون هناك معلومات فاتحة للشهية، منها مثلا الاعلان عن ان مصمم معارك المسلسل هو ايان فان تيمبولي الذي سبق له ان قام بالدور نفسه في سلسلة »هاري بوتر«، وهاهو هذه المرة يعبر البحر متجها الي سوريا لينفذ مهمته الجديدة بمساعدة خبراء من هوليوود. المؤشرات كلها كانت تشير- كما سبق ان ذكرنا- الي اننا امام مسلسل مختلف (دون ان يعني الاختلاف هنا حكما علي العمل، سواء كان هذا الحكم ايجابيا أو سلبيا)، غير ان الأمور تبدلت فجأة، وشعر البعض بان هناك ايادي تلعب في الخفاء، ثم انقلب الاعتقاد الي يقين بعد أن قررت القناة تأجيل عرض المسلسل الي ما بعد شهر رمضان. الغريب ان التأجيل هذه المرة جاء ليعلن عن مولد قوي ضغط جديدة ممثلة في القبائل التي تحفظت علي مضمون العمل واشارت الي انه يمكن ان يثير بشكل غير مباشر بعض النعرات القبلية! وأمام تزايد عدد المطالبات اتخذت القناة قرارها السابق رغم ان مسئوليها اعربوا عن ثقتهم بأن محتوي »فنجان الدم« لايسييء اطلاقا الي أي جهة، لكنهم فضلوا التأجيل لكي يتيحوا لصناع المسلسل الانتهاء من تصوير كل حلقاته واتمام عملية المونتاج، رغم ان العرف قد جري علي أن تستكمل الكثير من المسلسلات تصوير ما تبقي لها من مشاهد في رمضان دون ان يؤدي ذلك الي تعطيل عرض الحلقات تباعا، اضافة الي ان تصوير معظم احداث العمل قد انتهي حسب تأكيد الفنان جمال سليمان الذي قال: »من المفترض اننا سنتم تصوير آخر مشاهد المسلسل يوم الأربعاء (أمس)، والمشهد صعب، وبه معركة ضخمة، وقد تأجل تصويره لأننا كنا في انتظار وصول مخرج المعارك الانجليزي، وبالمناسبة هذا المشهد يعرض في الحلقات الأخيرة من العمل«، كلمات جمال سليمان تشير بوضوح الي ان المشاهد المتبقية لم تكن تمثل عائقا امام عرض العمل بدءا من اول رمضان وتوحي بان له رؤية معارضة لقرار تأجيل العرض، نعقب فيعلق: »بالتأكيد لي وجهة نظر، ولكن اود في البداية ان اشير الي ان الأمر لايتعلق في الأساس بكوني مشاركا في العمل، كما أن رأيي لايرتبط بالعرض الرمضاني، لأن عرضه بعد رمضان ربما يكون افضل ويتيح له فرصة افضل للمتابعة بعيدا عن الزحام الذي تعاني منه الشاشات، لكن القرار في حد ذاته يقلقني جدا، لانه ليس حالة فردية، فقد تكرر كثيرا في الفترة الأخيرة، في السابق كنا تحت سيطرة الرقابات الحكومية، وكانت العلاقة بيننا تمر بحالات مد و جذر، وقد بذل الفنانون في العالم العربي جهودا كبيرة لتغيير عقلية الرقابة ونجحوا في ذلك، الان نحن نواجه بمشكلة اخري غريبة، وهي سيطرة فكرة المنع علي عقلية الناس العاديين، الامر ليس قاصرا علي فنجان الدم، ويكفي ان تتابع ما يتعرض له مسلسل اسمهان مثلا، وهو الأمر نفسه الذي تكرر مع الكثير من الأعمال، ليجد الفنان العربي نفسه مواجها بتهمة الاساءة لمهنة أو لفئة أو لجماعة ما، وهذا يقيد حرية التعبير، لأن الدراما لن تتجه الي الأمور العادية، فهي تبحث دائما عن مشاكل الحياة، واذا فوجئنا مع كل عمل بأننا امام فئة جديدة تعارض او تحتج فإن هذا سيكرس لعقلية المنع والقمع، ويجعلنا نعود الي انتاج المسلسلات السخيفة التافهة، أي اننا سنرجع الي الدراما التي بلا دسم ويصبح الفن بلا اظافر وهي أزمة كبري«.

خطورة الانترنت

ضيق جمال سليمان ليس شخصيا، اذ ان جمهوره يتابعه من خلال مسلسل آخر هو أهل الراية الذي يعرض علي نحو تسع قنوات فضائية وارضية، لكنه ضيق مرتبط بهم عام وممزوج بقلق علي ما يمكن ان تئول إليه الأمور، يقول: »لابد ان ننتبه الي خطورة الانترنت، كل من اعترضوا علي المسلسل لم يشاهدوه ولم يقرأوا السيناريو، فكيف عرفوا محتواه واستنتجوا انه ذو آثار سلبية؟ الحكاية كلها بدأت من الانترنت، ويقال ان بعض الجهات التي انتجت مسلسلات بدوية متواضعة خافت من المقارنة فبدأت تنشر اشاعات علي شبكة الانترنت، وعندما تقرر عرض المسلسل وبدأت التنويهات عنه انتقل الموضوع الي الصحافة وبدأ تحريض الناس، ونحن نحترم من اعترضوا لان لهم الحق في ابداء رأيهم لكن المشكلة انه تم تحريضهم بمعلومات غير صحيحة، واصبحت شبكة الانترنت- رغم ايجابياتها- مليئة بمساهمات من جانب مجهولين، دون ان تعرف من كتب هذا الكلام؟ هل هو منافس، أم مريض نفسي، ام مثقف يحافظ علي مصلحة المجتمع ؟«.وعن توقعاته حول مصير المسلسل قال سليمان: »أعلنت القناة انها ستعرضه بعد ان تتم عمليات المونتاج النهائية، خاصة ان mbc واثقة انه لايتضمن اساءات ولايحكي حكاية قبيلة بعينها ولا شخص محدد، بل يتناول التغيرات الاجتماعية والسياسية التي حدثت في صحراء بلاد الشام وكان لها دور فعال في هذه المنطقة في القرن التاسع عشر فهو عمل انساني اجتماعي ليس الهدف منه الاساءة أو تكريس التحيزات القبلية«.

لكن هناك سوابق حدثت خلال العامين الماضيين واطاحت بمسلسلات اخري ومنعت عرضها مثل »للخطايا ثمن« ، اعلق فيعقب جمال سليمان: »أتمني ألا يحدث ذلك، لانه لو حدث سيخلق مشكلة حقيقية بين الفنانين والمنتجين، لأن أي منتج يميل الي الأمان والسلامة، وعندما يحدث ذلك يكون المنتج قد خرج عن الدور الذي يجب ان يلعبه، وتخيل ما يمكن ان نصل اليه في هذه الحالة، سيكون مطلوبا منا ان ننتج اعمالا علي شاكلة المسلسلات التركية أو نعود الي الأعمال الهزيلة، لكني عموما اعتقد ان ادارة mbc علي وعي بهذا ولديها قناعاتها الداعمة للمسلسل«.

دراما متخلفة

تدور أحداث المسلسل بالبادية العربية في بدايات القرن التاسع عشر وقتها كان العثمانيون يسيطرون علي معظم البلاد العربية، وكان هناك صراع مستمر بين القبائل العربية وعلي رأسها قبيلة المعيوف النجدية وقبيلة النوري الهزاع، ولان قبيلة المعيوف كانت معروفة بكثرة عدد نسائها وقلة رجالها، فقد نذر شيخها معيوف ان يقدم ذكرا كأضحية اذا اصبح في قبيلته الف ذكر، وعند ولادة الرقم الف قامت القبيلة بوفاء النذر وفقا للاسلوب الذي تقترحه عرافتها، وبعدها تقرر القبيلة الانتقال من سكنها الجبلي الي اخر في السهول لتكون بالقرب من المياه والمراعي، بعد معركة حاسمة بين قبيلتي المعيوف والنوري الهزاع تنتصر الاولي وتصبح زعيمة للبادية، غير ان الاستقرار لايدوم حيث تبدأ الانقسامات الداخلية، اضافة الي قصة حب قوية بين زعيم قبيلة النوري (جمال سليمان) وابنة زعيم قبيلة المعيوف (ميساء مغربي)، ورغم زواجهما فان الحرب بين القبيلتين تظل مستمرة ،هذه هي بعض احداث المسلسل كما وردت علي الانترنت، غير ان مؤلفه عدنان عودة يفضل الحديث عن المنطلق الفكري للعمل ويري ان هذا المنطلق هو الاكثر ملائمة لمواجهة ما يحدث، والكلام عن الأسباب يقود الي اجابة تتفق مع ما ورد في تحليل جمال سليمان، يقول عدنان: »علي مدي عقدين من الزمن هما الثمانينيات والتسعينيات وما تلاهما سيطر نوع من الدراما المتخلفة من حيث التوجه الفكري وما يتبعه من شكل فني، وهكذا ظلت تقدم معلومات مغلوطة عن هذا الشعب، فالبدو ليسوا قبائل متفرقة تقضي كل وقتها في العشق، بحيث يتم اختزالهم في عاشق ومعشوق وبينهما الخسيس الذي يوقع بينهما ،لقد كانوا يملأون جانبا كبيرا من البلدان العربية ولهم تأثير مهم في المجالات السياسية والاجتماعية، احدي هذه القبائل مثلا (ارولة) كانت تصدر سنويا الي مصر نحو ثلاثين الف جمل، وهو كم هائل يشير الي انهم كانوا مؤثرين اقتصاديا ايضا«.

بدأ عدنان حديثه بالاشارة الي الدراما المتخلفة لكن الدفاع عن البدو اخذه بعيدا عن هذه الجزئية التي تحتاج الي توضيح، خاصة وان الاستطراد سيكشف الايدي الخفية وراء قرار تأجيل عرض فنجان الدم، يقول: »تم ايقاف العمل لأن هناك جهات تنتج هذا النوع من الدراما بطريقة مسطحة تجعل من البدو مجرد عائلات لايشغلها الا الحب، ولان عملا كفنجان الدم بمنظوره الفكري والدرامي كان سيكشف عورة هذه الجهات فقد بدأت الحرب، ومنذ اليوم الأول لبدء تنفيذ العمل بدأ هؤلاء يروجون لكونه يثير نعرات قبلية، ورغم ذلك اعتقد ان المسلسل سيجد طريقه للعرض، لانه لو لم يحدث هذا فسنظل واقفين في احدي الخانات المتخلفة في هذا المجال، والامر متروك لادارة mbc، وهي ادارة شجاعة وتتصدي لمشاريع فنية متطورة ولو كان الظرف الرقابي اقوي منها فلن اجد ما اقوله سوي: لا حول ولاقوة الا بالله، لكني اعتقد ان هذا لن يحدث، لانه حتي البدو الذين قيل انهم تحركوا لايقاف العمل كانوا اول من سألوني عن سبب عدم عرضه، وبالمناسبة انا انتمي لاحدي القبيلتين اللتين اشرت لهما في المسلسل لذلك لا يمكنني أن أسييء اليهما بل انني- ومنذ بدء كتابتي لهذا العمل قبل خمس سنوات- كنت قد اخذت علي عاتقي مهمة ان اعيد الاعتبار لهذا الشعب بتقديمه عبر منظور مختلف يحيطه الظرف السياسي والاقتصادي الذي ساد في القرن التاسع عشر«.

مشروع عدنان عودة يمضي في ثلاثة أجزاء، الجزء الأول هو الذي تم تصويره هذا العام، يوضح: »كانت هناك ظروف سياسية واقتصادية تسيطر علي المنطقة في تلك الفترة، وقد أدت هذه الظروف الي صراعات عديدة منها صراع العثمانيين مع اوروبا حول تركة الرجل المريض، والصراع بين القبائل وبعضها علي قافلة الحج الشامي، اضافة الي طريق التجارة الي الهند الذي كانت تسعي بريطانيا لتأمينه، والجانب الاخير تحديدا تم التعرض له في الجزء الأول من المسلسل«.كتب المؤلف الجزء الأول وانتظر عرض العمل واستطلاع ردود الافعال عليه ليبدأ كتابة الجزء الثاني، لكنه انشغل بمتابعة الازمة لبعض الوقت، وسوف يعود لاحقا للكتابه خاصة ان الخطوط الأساسية التي تعتبر مفاصل العمل مختمرة في ذهنه، يقول: »الجزء الثاني يدور حول افتتاح قناة السويس وتعامل البدو مع الحدث، اما الجزء الثالث فيركز علي سكة حديد الحجاز وتفاعل البدو معها، باختصار انا اتناول علاقة البدو بالعالم، دون ان اعني قبيلة بعينها، وقد استخدمت اسماء موجودة بالبادية ومشابهة لما كان موجودا، فالعمل مبني علي الموروث البدوي وهو موروث شفوي في الأساس، فاذا ادعي احدهم بعد ذلك انني احكي عن جده ساقول له ان الموروث الشفوي لايقدم دليلا حاسما، فهناك رواية اخري تنفي ان هذا الشخص هو جده، لقد صنعت شخصيات وعالما متخيلا بالمطلق لكنه ضمن سياق تاريخي«.

أجواء الخطايا وكابول

المسلسل الذي يخرجه الليث حجو- يعيد الي الاذهان ما حدث في العام الماضي عندما قررت mbc منع عرض المسلسل الكويتي »للخطايا ثمن« بعد ان كان مقررا عرضه في رمضان وجاء القرار بعد ان ثارت انتقادات كويتية حول المسلسل وما يعالجه من قضايا رأي البعض ان بها اساءة للمجتمع. وهو ما دعا وزير الاعلام الكويتي في النهاية الي احالة الشركة المنتجة للنيابة العامة للتحقيق معها فيما وجه لها من انتقادات. وهو ما دعا القناة الي منع عرضه احتراما لقرار الجهات الرسمية الكويتية.وكانت الصحف الكويتية قد بدات حملتها علي المسلسل بعد ان نشرت انتقادات لتناول المسلسل لقضايا مثل زواج المتعة وهو ما يسيء الي الطائفة الشيعية التي تعترف بهذا الزواج، وامتدت الانتقادات الي قضايا اخري اعتبرها البعض عادات دخيلة علي المجتمع الخليجي مثل الزواج العرفي و الاساءة للوالدين.الطريف ان الامر لم يتوقف عند العام السابق، فقبله بعام ثارت ضجة بسبب مسلسل »الطريق الي كابول« واضطرت القناة لوقف اذاعته رغم انها كانت قد عرضت ثماني حلقا منه بالفعل لكن الوقف هذه المرة كان خارجا عن ارادتها اذ انها اضطرت لذلك بعد رفض التليفزيون القطري المنتج للمسلسل تزويد mbc وقنوات إخري بباقي حلقاته.الغريب ان الاعتراضات القبلية لم تكن من نصيب »فنجان الدم« وحده بل امتدت الي مسلسل اخر هو »سعدون العواجي« الذي تعرضه قناة ابوظبي، فقد تلقت القناة رسائل من قبيلتي عنزة وشمر اكدوا فيها ان المسلسل الذي تدور احداثه بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر يفتح ملفات ستؤدي الي مشاكل طبقية، غير ان قناة ابوظبي لم تستجب لهذه المطالبات واستمرت في عرض المسلسل خاصة ان صناع المسلسل اكدوا انهم اختاروا القصة لابراز دور الشيخ سعدون العواجي في الجزيرة العربية في فترة تاريخية محددة، وانهم تجنبوا كل حدث يمكن ان يثير نعرات قبيلته، وكان احد احفاد العواجي قد زار موقع العمل في سوريا وقام بمراجعة السيناريو لكن يوم الاثنين الماضي أصدر رئيس دولة الامارات قرارا بوقف عرض المسلسل .يروي المسلسل قصة الشيخ سعدون العواجي وولديه عقاب وحجاب الذين فارقاه في صغرهما وبفراقهما خسر الكثير من مجده لكنهما اصبحا فارسين بعد ان كبرا وتمكنا من اعادة مجد ابيهما .المسلسل تأليف فهد الشمري ومحمد اليساري واخراج نذير عواد ويقوم ببطولته رشيد عساف وعبير عيسي ومرح جبر     

أخبار النجوم المصرية في 12 سبتمبر 2008

 

تعودنا خلال السنوات القليلة الماضية، علي ظهور الممثلين في أكثر

صناع دراما رمضان يرفعون شعار "صاحب بالين كذاب"

تحقيق : خيري الكمار و ريزان العرباوي 

تعودنا خلال السنوات القليلة الماضية، علي ظهور الممثلين في أكثر من عمل درامي خلال شهر رمضان، ومازالت هذه الظاهرة منتشرة ومتزايدة نظرا لأهمية هذا الموسم بالنسبة للفنانين.

ولكن الجديد هذا العام أن تظهر أسماء مخرجين ومؤلفين علي أكثر من عمل درامي خلال الموسم الرمضاني، وكأن الظاهرة انتقلت من أمام الكاميرا الي خلفها، والغريب أن أعمالهم المتعددة يقوم ببطولتها نجوم كبار، مما يحيلنا الي المثل الشعبي الشهير »صاحب بالين كداب« مما يدفعنا الي التساؤل في كيف يوفق المخرج أو المؤلف بين أكثر من عمل درامي تعرض في موسم واحد، وهل ممكن أن يؤدي هذا الي »حرقهم« أو تكرار أنفسهم، وهل يؤثر انشغالهم في عمل علي الآخر، كيف يحققون هذه المعادلة؟ وهل هي ظاهرة سلبية أم ايجابية.

بداية يؤكد الكاتب يسري الجندي انه لا يجوز أن ينشغل بعملين دراميين في وقت واحد لانه عندما يجلس لكتابة عمل يتفرغ له تماما مشيرا الي أن تواجده بثلاثة مسلسلات هذا العام لا يعني انها كتبت في توقيت واحد.

ويضيف الجندي: كتبت »نسيم الروح« منذ أكثر من عشر سنوات وانتهيت من كتابة »العائد« قبل سبع سنوات، وكان من المفترض أن ينتج لكنه توقف بسبب رغبة المنتج في زيادة حلقاته الا انني رفضت ذلك تماما، وقامت المدينة بعد ذلك بشرائه.

أما مسلسل »ناصر« الذي يتناول حياة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر فمنذ دخولي عالم الدراما التليفزيونية .وأنا ارغب في كتابته وفي السنوات الاخيرة بدأت التحضير له حتي خرج للنور لكنني فوجئت بعدم عرضه علي التليفزيون المصري وهذا الامر لا يشغلني علي الاطلاق، المهم أن يعيش المسلسل مع الجمهور خاصة ان فرص العرض علي القنوات الفضائية حاليا متعددة وما يتم منعه علي قناة يجد فرصا عديدة للعرض علي قنوات أخري.

تفرغ تام

أما المؤلف مجدي صابر الذي يعرض له مسلسلان فيقول: قد تتواجد هذه الملكة عند البعض ولكن بالنسبة لي لا استطيع أن اكتب عملين في وقت واحد ومع ذلك لا اعتقد ان المؤلفين الذين يعرض لهم أكثر من عمل في شهر واحد قد كتبوا هذه الاعمال في نفس التوقيت لان الكتابة خاصة الدرامية تحتاج الي تركيز وتفرغ تام حتي يأخذ العمل حقه كما ان الشخصيات في القصة الواحدة سيطرة كاملة علي ذهن الكاتب حتي انني أثناء كتابة أي عمل درامي لا استطيع أن اكتب مقالا صحفيا فأنا أؤمن بالمثل الذي يقول »صاحب بالين كداب«.

وعن عرض مسلسلين له خلال شهر رمضان يضيف: هذا صحيح ولكن ظروف كتابة كل منهما كانت مختلفة فبالنسبة لمسلسل »الفنار« كنت قد انتهيت من كتابة ٠٢ حلقة منه منذ خمس سنوات وتأخرت في استكماله وقتها لأسباب انتاجية، وعندما تم اختياره ضمن خطة انتاج المدينة انهيت الحلقات المتبقية منه وبعد ذلك بدأت في كتابة »شط اسكندرية« متأخرا بدليل انه تم تسليمه في وقت متأخر ومازال تصويره قائما حتي الآن.

ويتابع: بالنسبة لمسألة العرض في توقيت واحد خاصة في شهر رمضان لا اعتقد ان عرض عمل قد يسبب ضررا لعمل آخر للمؤلف نفسه لانهما غالبا ما يكونا عملين مختلفين من حيث المضمون فبالنسبة لي مثلا »الفنار« دراما تاريخية و»شط اسكندرية« دراما اجتماعية، ولا أري مشكلة في هذا، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في كم المسلسلات التي تعرض في شهر رمضان فهناك أكثر من ٠٦ عملا فكيف يتابع المشاهد هذا الكم الهائل من الاعمال الدرامية؟

كما أن العرض في رمضان لم يعد ميزة فهناك أعمال قد يقع عليها الظلم لحساب أعمال أخري وأري أن التركيز في المتابعة يكون أفضل بعد رمضان.

ظروف خاصة

وعلي الجانب الآخر يؤكد المخرج أحمد صقر انه لم يقم بتصوير مسلسلي »شط اسكندرية« و»جدار القلب« في توقيت واحد ولكن الظروف هي التي قادته الي أن يكون له عملان علي شاشة رمضان.

ويضيف صقر: مسلسل »شط اسكندرية« تم تحضيره ومعاينة أماكن التصوير وتحديد جميع الاجراءات المتعلقة به العام الماضي وكان من المفترض تصويره عقب المعاينات لكنه توقف لظروف انتاجية وبدأت تصويره في أول مايو الماضي ومازلت أصوره كما قمت بمونتاج ٥١ حلقة من المسلسل.

اما مسلسل »جدار القلب« فانتهيت منه في ابريل وسلمت حلقاته كاملة لقطاع الانتاج والمحطات الفضائية المتعاقدة عليه منذ فترة ولم يتداخل أي عمل مع الآخر نهائيا.

ويوضح صقر: لم يكن الامر مرهقا بالنسبة لي علي الاطلاق لانني قبل أن أكون مخرجا محترفا فإن الفن هوايتي المحببة منذ البداية، وكل ما يشغلني حاليا هو أن يحظي المسلسلان اللذان اقدمهما برضا الجمهور، وهذا هو متعتي الحقيقية وأشار صقر الي أن الكم لا يهمه لانه يمكن لعمل واحد أن يحقق صدي ونجاحا لا تحققه أعمال عديدة        

أخبار النجوم المصرية في 12 سبتمبر 2008

 
 

أين الدراما اللبنانية؟

راسم المدهون

سؤال غياب الدراما التلفزيونية اللبنانية هل يمكننا إحالته إلى ظروف الإنتاج وحسب؟

نتساءل ونحن نلمح بين وقت وآخر أفلاماً سينمائية لبنانية متقدمة، يحققها مبدعوها في ظروف أكثر صعوبة، خصوصاً ونحن نعرف أن سوق التلفزيون مفتوحة في زمن الفضائيات والبث التلفزيوني الذي يعلن يومياً عن حاجته للمزيد.

في زمن مضى، كانت الدراما اللبنانية حاضرة وبقوة في المحطات التلفزيونية العربية التي كانت أرضية. يومها عمدت تلك الدراما إلى تقديم نفسها من خلال أعمال رومانسية غالباً، وناطقة باللغة الفصحى في محاولتها الوصول إلى المشاهدين العرب في مختلف البلدان العربية. مع ذلك أثبتت الأيام كما تجارب الدراما العربية المختلفة أن ذلك الخيار ليس هو الصحيح، فالوصول إلى المشاهدين العرب والتفاعل معهم ممكن باللهجة المحلية أياً تكن، خصوصاً وقد أشاعت الفضائيات العربية كل اللهجات أو معظمها، وفتحت أبواب الانتشار أمام وصولها، سواء من خلال المذيعين والمذيعات، أو حتى من خلال الأغاني التي تطفح اللهجة اللبنانية بكثير من أعمالها الجميلة في وجود أصوات مثل السيدة فيروز ووديع الصافي وسواهما.

أين تكمن الأزمة إذا؟

سؤال نراه جديراً بإجابات من المعنيين بتلك الدراما، من شركات وفنانين وكتاب، فهم الأقدر على تلمّس الأسباب والتعبير عنها في زمن بات مفتوحاً أمام الجميع ويمنح فرص التعبير عن مشكلات اجتماعية وإنسانية يعيشها المجتمع اللبناني، ونراها جديرة بالحضور درامياً على شاشاتنا الصغيرة، خصوصاً بوجود كل أدوات التعبير الفنية والأدبية، وفي حضور مواهب نعرفها ويعرفها المشاهدون العرب.

هي مجرد تساؤلات تأتي في رمضان، موسم الدراما التلفزيونية العربية، ومساحة حضورها الأهم، فتدفعنا إلى محاولة البحث عن إجابات تلامس الواقع وتقارب حقائقه الموضوعية كي يمكن الوقوف على حقيقة الحال واستشراف حلول لها.

نثير هذه المسألة ونحن نعرف أن العمل الدرامي التلفزيوني هو عمل جماعي مؤسسي يحتاج تضافر جهود جهات كثيرة، وهو في الوقت ذاته صناعة متكاملة تقوم على دورة رأس مال تستهدف الربح، ما يعني أن المؤسساتية هي في مقدم شروط نجاح أية تجربة.

نتساءل فهل يفيدنا المعنيون؟

الحياة اللندنية في 12 سبتمبر 2008

 
 

بعد إيقاف مسلسلي »فنجان الدم« و»سعدون العواجي«

هل المطلوب من الدراما البدوية أن تتحول إلى واحة مُجمَّلة؟

ماهر منصور/ دمشق

تدعونا إشكالية إيــقاف عرض المسلسل البدوي »سعــدون العـواجي« الذي تــبثه حصرياً قناة »أبوظــبي« في دورتها الرمضــانية الحالية، وقبلها إشكاليـة القرار الذي اتخــذته إدارة »إم بي سي« بـ »تأجيل عرض المسلــسل البدوي »فنجان الدم« حتى إشــعار آخر«، إلى إعــادة طرح سؤال الفن، كما يجب أن يقدم نفــسه تلفــزيونياً: هل المطــلوب من المســلسل الدرامــي أن يكون صورة عن الواقع أم مطلوب منه أن يكــون واقع صورة مفترضة؟

إلى أي حد مسموح أن نؤرخ لحياة عشناها في مسلسل تلفزيوني دون أن نضع أنفسنا في دائرة الاتهام بالتشــويه والتجــني، ودون أن نستــغبي عقل المشاهد؟ وما هو حجم الخـطوط الحمراء التي يجب أن نراعيها إذا ما كــانت الحــقيقة كاملة بين أيدينا؟ وهل محاكاة الواقــع في عمل إبداعي جريمة، وهل إغفالنا أخطاء التاريخ عند إعادة قصه هي الفضيلة..؟!

وبعيداً عن التعميم، وأمام إشكاليتي »سعدون العواجي« و»فنجان الدم« نجد أنفــسنا أمام سؤال ملح: عن أي مجتمع بدوي يريدوننا أن نتحدث؟

يعود تاريخ إنتاج أول عــمل بدوي إلى عام ١٩٧٣ حين قدم الأردنيون الدراما البــدوية »فارس ونجود« التي أخرجها إيلي سعادة، وبعد عامين قدمت مسلسلات: »وضحا وابن عجلان« و»رأس غليص« فمسلسل »نمر بن عدوان«...وتتالت الإنتاجات التلفزيونية البدوية التي تقاسم إنتاجها الأردنيون والسوريون، من دون أن يثير أي مــنها حفيظة أحد، رغم أنها جميعها قدمت المجتمع البدوي بصورة افتراضية، فخلقت بيئة بدوية لا نشاهدها إلا على التلفزيون، وأبعد ما تكون عن الواقع الحقيقي، فيها البدوي مجرد ساكن خيمة يرعى الغــنم، ويدخل قصص حب مستحيلة، وعلى هامش هذا الحب تنشأ قصص الشجاعة والشهامة والحكمة مقابل الغدر والخيانة.

والغريب أن الأعمال البدوية التي تلقى اعتـراضاً اليوم، هي الأعمال ذاتها التي انطلقت من تلافي عيوب الأعمال البدوية السابقة، وذلك بتقديم مضامين متطورة، ضمن زمان ومكان محددين، ورؤية واقعية للمجتمع البدوي، فدارت أحداث »فنجان الدم«، وفق البيان الترويجي للعمل، في »بداية القــرن التاسع عشر، حين كان العثمانيون يبســطون ســيطرتهم على معظم البلاد العربية، فيما كانــت الصــراعات دائرةً على جبهتين: الجبهة الأولى تجمع القبائل العربية من جهة، والعثمانيــين من جهة أخرى، والثانية تجمع بعض القبائل العربية في مواجهة بعضها«، بينما ينسج مسلسل سعدون العواجي أحداثه، وفق توصيف مخرجه نذير عــواد في فترة »مرت على المنطقة أصابها خلالهـا الجفاف وجاعت فيها القبائل فكثرت الغزوات التي صـنعت أبطالاً تحدثت عنهم القبائل، والفترة التي يتحـدث عنها العمل تعود إلى ١٧٥٠ تقريباً وتمتد الأحداث لمدة ٦٥ سنة«.

تحديد الزمان والمكان يبدو أنه فتح باب التأويل فاعترضت بعض القبائل التي وجدت تشابهاً بينها وبين بعض الشخصيات والأسماء والأحداث في هذين العملين، وارتفعت أصوات تتحدث عن »إيقاظ الفتنة النائمة بين القبائل«، وعن »احتواء العمل على إساءات لشخصيات وقبائل عربية معروفة تاريخياً«. بل وانبرت أقلام صحافية تهاجم المسلسلين والقائمين عليه، في وقت تناقلت أروقة الوسط الفني أحاديث عن ضلوع جهات إنتاجية منافسة في عمليتي التحريض على العملين والسعي لإيقافهما.

والمثير للدهشة أن كل ذلك الهجوم تم وما من أحد اطلع على المسلسلين كاملين، فما المطلوب إذاً...؟

هل المطــلوب أن نستـسلم لمجــتمع بدوي افتراضي لمجرد أنه جــميل، ونرفــض محــاكاة الواقع لمجرد تخوفــنا من تــأويل عابر لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن ينال من حقــيقة المجــتمع البدوي المعـروف بثقافته وأخــلاقه الــعالية وقيمه...؟

إشكالية المسلسلات البدوية الجدية والتأويلات العــابرة ليــست الأولى في تاريــخ الــدراما، ففي العام المــاضي أثار الجزء الأول مـن مسلسل »الحصرم الشامي« للمخرج سيــف الدين سبيعي الجدل نفسه حين تناول بعض الجــوانب الخــاصة في تاريخ مدينة دمشق أواخر القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر، كتــبها الســيناريست فؤاد حمــيرة عن »حوادث دمشـق الــيومية« للبـديري الحلاق. مبتعداً بمسلسله عن الشكل الفكلوري للمجتمع الشامي كما قدمته الأعمال الشامية السابقة.

ولكن المسلسل اتهم حينها بتشويه تاريخ دمشق، وللمفارقة أيضاً اتهم صناع العمل بإثارة الفتن بين الناس، وكانت النتيجة منع عرض العمل خلال شهر رمضان.

إذاً القضية تتعلق بعقلية فردية لا مجتمع بذاته، عقلية تريد من الدراما أن تكون عبارة عن غرفة مكياج لا تظهر على الشاشة إلا الوجوه الجميلة، عقلية تريد من حياتنا فلكلوراً لا يصلح إلا للمتاحف، وإلا لماذا لم تعترض الأصوات على الصورة الساذجة التي قدمتها الدراما من قبل عن المجتمع البدوي؟

السفير اللبنانية في 12 سبتمبر 2008

 

»باب الحارة« و»أهل الراية«:

توأم سيامي درامي

حنان ضيا 

لا يلبث متابع المسلسل السوري »أهل الراية«، أن يلاحظ التشابه الكبير بينه وبين المسلسل السوري »باب الحارة«، الذي يعرض في جزئه الثالث الذي يبدو باهت البريق هذا الموسم.

وبرغم الملاحظة هذه، لم يقدم مسلسل »أهل الراية« جديداً عما سبق وقدمه »باب الحارة« في السنتين الماضيتين. فمن الدقائق الأولى لعرض المسلسل تحضر المقارنة، بدءاً من شِبه التطابق في الديكور الذي اختاره المسلسل الجديد لتجسيد الحارات الدمشقية في بدايات القرن العشرين، والذي لا يختلف عن ديكور »حارة الضبع« الدمشقية في »باب الحارة«، إلى الزي الذي يرتديه ممثلو »أهل الراية«، وصولاً إلى محاولته تقليد نمط التعامل بين أناس الحارة.

تصبح معالم هذا التشابه أكثر وضوحاً كلما تعمّقنا في المضمون الاجتماعي للمسلسل، إلى حد يظهر معه »أهل الراية« استنساخاً لـ»باب الحارة« مع بعض التعديلات البسيطة. إذ ينسج أهل الحارتين في المسلسلين، حارة مثالية في دمشق، حارة قائمة على التكافل بين وجهائها لمساعدة أصحاب الحاجة ومساندة المظلوم. النخوة والشهامة سمة مشتركة بين الرجال، وحماية نساء الحارة هي مهمة كل الرجال. فلا نستغرب أن يقوم »أبو واصف« وهو أحد الوجهاء في »أهل الراية« بضرب رجلين من حارة أخرى تحرشا بإحدى نساء »بير التوتي«، كما فعل »أبو حاتم«، وهو أيضاً أحد وجهاء الحارة في »باب الحارة«، عندما قام بضرب أحدهم بسبب تحرشه بإحدى النساء.

أما دور جمال سليمان الملقب بالزعيم »أبو الحسن« في »أهل الراية«، فيختصر شخصيتين بارزتين مقتبستين عن »باب الحارة«، فإذا استبعدنا الدور المقاوم للعقيد »أبو شهاب« (يؤديه الممثل سامر المصري في »باب الحارة«)، يمثل »أبو الحسن« نفسه صورة »أبو عصام« (الممثل عباس النوري) من حيث الحكمة ومساعدة المحتاجين.

أكثر من ذلك، يستند المسلسلان على ما يعتبرانه تصويراً لعادات اجتماعية كانت سائدة في ذلك العصر: تحجّب النساء، عدم الاختلاط وسمة الطاعة التراتبية. يطيع الرجال الزعيم، الشبان يطيعون آباءهم، ثم تطيع النساء الرجال، من دون أن يجرؤ أحد على خرق هذا النظام.

صحيح ان الأحداث الاجتماعية التي يعالجها »أهل الراية« تختلف عن تلك التي يعالجها »باب الحارة«، لكنها ولغاية حلقة أمس، لم تنجح في إنقاذ العمل من الشبه إلى حد الاستنساخ. ربما حاول مخرج »أهل الراية« علاء الدين كوكش، الذي شارك في إخراج مسلسل »باب الحارة«، أن يميز عمله في بعض المفاصل، لكنه وقع في فخ آخر فاختار أن يكون الاحتلال عثمانياً بدل الفرنسي (في »باب الحارة«)، لكن المفارقة ان »أهل الراية« يبتعد تماماً عن أجواء المقاومة، لا بل يبدو البطل حتى اللحظة سعيداً بحظوته لدى العثماني.

فإلى أي مدى يمثل هذا »الترحاب« حقيقة تاريخية؟ وهل سنشهد في الحلقات المقبلة تحولاً لتظهر مقاومة قد يكون قائدها الممثل القدير جمال سليمان؟ أم ان الوجود العثماني سيظل مرحباً به في »بير التوتي«؟

وقد يكون ساهم في غياب الرونق الخاص عن العمل استعانته بوجوه ترسخت في أذهان المشاهد بأدوار مشابهة في »باب الحارة«، كالممثلة الشابة تاج حيدر التي انتقلت من كونها ابنة »الحكيم أبو عصام« لتصبح ابنة الزعيم أبو الحسن في »أهل الراية«.

يقف »أهل الراية« الآن على حد السيف، فإما أن يخوض التحدي بأداء أكثر تمايزاً عن شبيهه في حلقاته المقبلة، وإما يكمل في وضع نفسه في موقع محرج، وعندها يصبح بالإمكان القول: كان من الأجدى للقيمين على العمل اختيار حقبة تاريخية مختلفة يخوضون فيها غمار المغامرة الدرامية التراثية.

تعرض »أهل الراية« قناة »المنار« عند ٢٠،١٠ وتعرض »باب الحارة« قناة »أم بي سي« عند ٢٢،٠٠

السفير اللبنانية في 12 سبتمبر 2008

 
 

تمثل في مسلسلها 'في ايدي امينة' دور صحافية تحارب الفساد والاتجار بالأطفال والأعضاء

يسرا: اخاف عند تقديم عمل جديد في رمضان لأن الفشل قد يحطمني

القاهرة من أحمد الشوكي

عرفت 'الكاميرا' من خلال أول فيلم لها 'أفواه وأرانب' مع الفنانة فاتن حمامة، ولم تكن وقتها أمام الكاميرا بل كانت خلفها في صحبة مساعدة المخرج إيناس الدغيدي ثم بدأت مشوارها.

حصدت 'يسرا' 50 جائزة وأنجزت 80 فيلما ولهذا ورغم تحذيرات الأطباء لها من خطورة الحركة وفرضهم أوامر عليها بالتزام الراحة التامة لأسابيع إلا أنها رفضت الامتثال لتلك النصائح وقررت الاستمرار في العمل حرصا على الانتهاء من تصوير ما تبقى من مشاهد في مسلسل 'في ايدي أمينة' فقد بدأ رمضان بالفعل وقد قام المخرج بإجراء بعض التعديل على أحداث المسلسل وتم تغيير بعض المشاهد التي تبذل فيها يسرا مجهودا في المشي والحركة، يشارك في المسلسل: هشام سليم وروجينا وجيهان فاضل وتدور احداثه حول صحافية تحارب الفساد مما يدفع عصابة لخطف ابنها.

·         هل ترين بشائر النجاح لمسلسلك الرمضاني 'في أيد أمينة'.

الحمد لله وجدت أصداء ذلك، فأنا أجسد دور صحافية كبيرة تحارب الفساد بكل أنواعه وأقف بالمرصاد لقضية بيع الاعضاء البشرية وخطف الأطفال من قبل عصابات دولية، وهذه قصص حقيقية تمس الواقع كتبها المصور الصحافي عادل مبارز، وتلك البشائر أجدها كما وجدت أصداء مسلسل العام الماضي 'قضية رأي عام'.

·         ألا تخافين وأنت تفكرين في عمل جديد يقدم لرمضان أو لغيره؟

بالطبع أخاف، فأنا أشعر كأني لاعب في سيرك أخاف من الوقوع من فوق الحبل فأنا أتحسس خطواتي الفنية بكل دقة وحذر، والخوف يكمــــن في التورط في عمل يفشل فيحطمني معه، ولابد للفنان أن يخاف حتى يقدم أفضل ما لديه، ففي بداياتي قدمت أفـــلاما لم أكن راضية عنها، واعترف أنها لم تكن ذات معنى يذكر، لكن فقط كنت أعمل كي أظهر، وأنا لست الوحيدة ولست أول من فعل ذلك، بل إن كل الفنانين فعلوه في بداياتهم، ووقتها لم أكن أدرك أن الفن رسالة، لكن الآن، أمثل كي أشعر أن لي معنى في هذا الوجود الفسيح.

·         كيف حاربت نحافتك التي كنت تشكين منها؟

حاربتها بالكتابة، فقد كنت في فترة الثمانينات أتردد على بعض العيادات والأطباء بالخارج، ونصحتني طبيبة غربية أن سبب نحافتي هو أن بداخلي بركان لا ابوح به لأحد وعليّ أن أبوح بأسراري لصديق أو أهاتفها هي به أو أكتبها إن لم أجد أحدا ومنذ هذا التوقيت وأنا أكتب عن نفسي.

·         ما هو أصعب المشاهد في حياتك الفنية؟

كان في فيلم 'امرأة آيلة للسقوط' حيث مثلت مشهد الإعدام في مكانه الحقيقي على طبلية الإعدام، والتقيت بعشماوي الحقيقي، وبعد المشهد شممت رائحة الموت في أنفي على مدار أسبوع كامل وكنت لا أستطيع النوم بفعل هذا المشهد.

·         هل تشعرين بالحزن لانك لست أما؟

إن الله حرمني من الأمومة ربما ليحميني من شيء لا أعلمه، وكثير من اصدقائي فقدوا أبنائهم والحمد لله لست منهم.

وكنت حاملا في الشهر الخامس أثناء تصوير فيلم 'المهاجر' لكني فقدت جنيني بسبب يوسف شاهين الذي أصر على ان أرقص في ليلة باردة جدا عند سفح الهرم فسقط جنيني.

القدس العربي في 12 سبتمبر 2008

 
 

الممثلون طالبوا باجور اكبر فخرج العديد من المنتجين السوريين من السوق:

الدراما السورية تحت رحمة الأموال الخليجية

دمشق ـ من امل شاهين

أصبح شهر رمضان الفضيل موسما لعرض المسلسلات الدرامية، حيث تدور عجلة صناعة الدراما بسرعة لتقدم إنتاجها في شهر رمضان بالجملة، وقد وصل عدد الأعمال الدرامية السورية لهذه السنة إلى 35 مسلسلأً حسب تصريح مدير لجنة صناعة السينما عماد رفاعي، وبعد ان حققت الدراما السورية نقطة مضيئة على الساحة الدرامية وتربعت على عرش الدراما بشهادة جمهور التلفزيون والمراقبين، تواجه الدراما السورية مطبا فنيا، فهناك معطيات جديدة بدأت تعكر صفو هذا النجاح، أولها تدفق رؤوس أموال خليجية لسوق الدراما وإنتاج مسلسلات تتوافق مع امزجتهم، الأمر الذي يبعث الشك في مستقبل هذه الدراما التي سجلت نجاحا منقطع النظيرمؤخرا، وقد أكد المنتج وائل سويداني ان رؤوس أموال خليجية بمقدمتها اموال سعودية بدأت تحكم سيطرتها على الدراما السورية والافكار التي تطرحها، يقول سويداني 'الدراما السورية بدأت تسيس، كما ان إنتاج اعمال درامية برؤوس اموال من الخارج، جعلها مباحة للتدخل فيها من ناحية النص والافكارالتي تطرحها، ولذلك لاحظنا إنتاج العديد من الأعمال البدوية كـ'فنجان الدم' و'صراع على الرمال'، كما ان هناك اتجاها لتخريس الدراما السورية التي كانت صاحبة كلمة في السابق' وأكد سويداني ان مسلسل 'فنجان الدم' الذي كان من المقرر أن يعرض على شاشة الmbc قد تم منع عرضه بعدما تمت مراقبة العمل الذي خيب ظن السعودية بعدما وجدت فيه فكرا وهدفا لا يتناسب وتوجهاتها.

دخول الدولارات الخليجية للسوق الدرامي السوري لم يكن مصدر سعادة لكثير من المنتجين السوريين ممن تأثروا وتضرروا بسبب ارتفاع أجور الممثلين الذين لم تعد تغريهم الاجور التي يدفعها المنتجون السوريون، وعن ذلك يقول سويداني ' اصبحت أحسب مليون حساب عند إنتاج المسلسل، في السابق كان يدفع للنجوم 300 ألف ليرة والآن اصبحت أجورهم مرتفعة تصل إلى مليونين وثلاثة ملايين ليرة سورية، فالمسلسل الذي كان يكلف 10 ملايين اصبحت كلفته 50 مليون ليرة بنفس نسبة الربح، فرؤوس الاموال السعودية أثرت على المنتجين السوريين سلبا، و تسببت في خروج الكثر من السوق لعدم قدرتهم على مجاراة رؤوس الاموال الوافدة'.

وعن ظهور أعراض دراما النجم المرض المزمن الذي تعانيه الدراما المصرية، قال المخرج بسام الملا 'آمل ألا نشهد ذلك،فدراما النجم الواحد هي التي اوصلت الدراما المصرية العريقة إلى ما هي عليه الآن حيث كانت نصف ميزانية العمل تعطى للنجم ويتم التقطير على باقي العناصرالفنية واعتقد أننا في سورية لا زلنا نحافظ على دور المخرج القيادي'.

والشيء الملفت الذي شهده موسم الدرما لهذه السنة ترجل الدراما المصرية التي ترهلت فنيا من برجها العاجي لتعلن اعترافها بالدراما السورية، حيث كان هناك مجموعة من الاعمـــال المشتركة بين البلدين كما عرضت قناة النيل الدرامية 7 اعمال سورية الامر الذي يعد سابقة تاريخية، ويبدو ان مصر قررت فتح بوابتها للدراما السورية بعد أن كانت مقفلة لسنوات عديدة، الأمر الذي اكده المنتج سويداني 'يوجد هناك اكثر من عمل مصري ينفذ في سورية، فالحاجز الذي كان بين الدراما السورية والمصرية قد كسر' واضاف بسام الملا في هذا الخصوص 'إذا كان من الطبيعي ان تقتحم اعمالنا شاشة العرض المصرية فإن الأشقاء المصريين قد ذهبوا أبعد من ذلك حين فتحوا بوابات أعمالهم لمشاركة ممثلين ومخرجين سوريين في صناعتها' ومما لا شك فيه أن السمة الأبرز التي ميزت الاعمال السورية أيضا غلبة المسلسلات الشامية، فنجاح 'باب الحارة' كان محفزا للمنتجين لصناعة اعمال مماثلة بعدما اتضح ان هذه الاعمال بضاعة رائجة، فلقد شهدنا أربعة اعمال شامية لهذا العام، وهي 'باب الحارة' و'اهل الراية' و'بيت جدي' و'اولاد القيمرية'.

وعن ازدحام ساحة الدراما السورية بالأعمال التي تروي حياة البيئة الشامية، يقول بسام الملا مخرج 'باب الحارة' والذي له باع طويل في إخراج مثل هذه المسلسلات 'اعتقد أن مجموعة النجاحات التي حققتها اعمالي منذ 'ايام شامية' والتي توجت بالنجاح المدوي لـ'باب الحارة' قد ساهم بشكل أو بآخر لتوجيه الانظار لهذا اللون' إلا ان التحول الإيجابي الذي لوحظ في المشهد الدرامي السوري طرح موضوعات جديدة وجريئة، في خطوة لافتة لقدرة الدراما السورية على تجديد نفسها والخروج عن النمطية، على الرغم من ضبابيـــة التقييم كون هذه المسلسلات لا زالت في بدايتها ولم يتجل بعد خيرها من شرها، مثل مسلسل 'عرب لندن' الذي يناقش قضية المغتـــــربين العرب في الخارج، كذلك مسلسل 'ليس سرابا' من إخــراج المثنى صبح وتمثيل عباس النوري وسلوم حداد، والذي يطرح امرا جدليا وجريئا تجاهلته الدراما العربية باعتباره احد مكونات الثالوث المحرم وهي قضية علاقة المسيحيين بالمسلمين والدخول بعمق للعالم المسيحي.

وفي النهاية يبقى تصاعد الخط البياني للدراما السورية رغم كبواته محرضا لتطوير أداء باقي صانعي الدراما في العالم العربي.

القدس العربي في 12 سبتمبر 2008

 
 

ما لا يطلبه المشاهدون

أمينة خيري

«ومن ماما آمال وبابا رجائي إلى الابنة العزيزة فاطمة والابن الغالي حسين. ومن هاني وزكي رجب إلى ...» كنا قبل سنوات ليست طويلة نتسابق في إرسال أسمائنا وأسماء أهلنا وجيراننا إلى هذا البرنامج أو ذاك لنهدي هذه الأغنية أو تلك إلى الأحباب، وكلنا أمل في أن تحظى الرسالة بانتباه المعد أو أي من القائمين على البرنامج. ونمضي الساعات متشوقين لنسمع المذيعة وهي تتفوه بالاسم، وتكون الصدمة قاسية لو انتهى البرنامج وأذيعت الأغاني من دون أن نحظى بالذكر التلفزيوني. وعلى رغم أن الأغاني المذاعة تكون على الأرجح على هوى المذيعة أو المخرج أو مهندس الصوت وليست بناء على «ما يطلبه المشاهدون»، فإن كل ما كان يعنينا هو سماع الاسم على الأثير.

كان الأمر يصل أحياناً إلى درجة إبلاغ الأصدقاء بموعد البرنامج المرتقب حتى يشاركونا فرحة التفوه بأسمائنا على مسمع ملايين المشاهدين ومرآهم. لم يكن ذلك يحدث في العصر الحجري أو في العصور الجليدية، لكنه كان يحدث قبل سنوات قليلة. لكن بقاء الحال من المحال، واليوم لو سألت شاباً في مقتبل العمر أو مراهقاً عن مدى رغبته في أن يسمع اسمه يذاع على هذه المحطة أو تلك باعتباره راغباً في سماع أغنية ما، فإنه على الأغلب سينظر نظرة هي مزيج من عدم التصديق والسخرية. قد يقبل هذا الشاب على إرسال رسالة قصيرة تظهر على الشريط أسفل الشاشة تحوي إهداء أو وردة أو قلباً أو حتى جمجمة (علامة الخطر والتحذير) إلى صديق ما، لكنه أبداً لن يهدي أغنية أو أمنية إلى فلان أو علان، لأن مثل هذه المجاملة أمر غير وارد في هذا الزمان.

ثم إن تفوه المذيع أو المذيعة باسمه لا يعني شيئاً، بل إن احتمالات أن يسمع أصدقاؤه اسمه ينطق عبر محطة تلفزيونية ضئيلة جداً، فبدلاً من القناتين الأولى والثانية، وفي عصور أكثر حداثة، الثالثة، هناك مئات القنوات التي يتابعها الصغار والشباب. وسائل الاتصال والتواصل والمجاملات مرت في السنوات الأخيرة بثورة حقيقية، ليس بالضرورة نحو الأفضل، ولكنها تغيرت شكلاً وموضوعاً. وما كان يعتبره بعضهم قبل سنوات مثيراً ومسلياً تحول حالياً إلى ملل وصرعة بالية. ويكفي أن مجرد شرح فكرة البرنامج الذي كان يبث على «إذاعة فلسطين» في ستينات القرن العشرين وسبعيناته، وكان بمثابة حلقة الوصل الوحيدة بين الفلسطينيين في الداخل والخارج لطفل أو مراهق هذه الأيام مهمة شبه مستحيلة.

فكيف يفهم الصغير أن أماً لا تملك وسيلة اتصال بأبنائها سوى رسالة ترسلها عبر الأثير مذيلة بعبارة «طمنونا عنكم». وكيف يقدر معنى أن تخبر ابنة أمها بأنها رزقت مولوداً جديداً وأن ابنها الأكبر بلغ سن المدرسة من خلال مذيعة لا يعرفها الطرفان؟ وكيف يتقبل فكرة أن يجامل صديقه أو ابن عمه أو خاله بإهدائه أغنية من خلال المذياع أو التلفزيون، في حين أنه قادر على إرسال الأغنية له بالصوت والصورة على هاتفه المحمول أو بريده الإلكتروني؟ لكل ما سبق، يمكن القول إن زمن «ما يطلبه المشاهدون» انتهى.

الحياة اللندنية في 13 سبتمبر 2008

 

المُشاهد السعودي يرفع أسهم «خليجية»

وأسطورة القصبي والسدحان في خطر...

الدراما تسحق البرامج في رمضان ...

و«سلاح التوقيت» يحسم المواجهة 

الرياض/ الحياة: بعد مضي الثلث الأول من شهر رمضان (موسم الاستنفار التلفزيوني الأول بامتياز)، هل يمكن قراءة «المشهد الرمضاني التلفزيوني»؟ ما الذي تغير عن العام الماضي؟ هل بدلت القنوات خططها؟ هل اعتمدت استراتيجيات جديدة؟ هل هناك جديد؟!

الأكيد أن صوت بعض «كتّاب الفضيلة» لا يزال يتساءل عن سبب زخم الإنتاج التلفزيوني المخصص لهذا الشهر، متجاهلاً بذلك الاحصاءات التي تشير إلى أن نسب المشاهدين - خصوصاً في السعودية - ترتفع في هذا الشهر تحديداً!

وقبل الشروع في قراءة سريعة، أحد مصادرها التنقل بين القنوات على عجالة، تجدر الإشارة إلى أن هذه القراءة مخصصة لـ «المشهد الرمضاني التلفزيوني» السعودي فقط، لأنها ترتكز على احصاءات بنت أرقامها على استفتاءات سعودية. كما أن الاحصاءات المعتمدة هنا، والمختصة بالقنوات والأعمال التلفزيونية، تعود إلى الشركة الأشهر في هذا المجال «ابسوس»، بصرف النظر عن نسبة الخطأ المحتمل، تحت ظل غياب المدقق والمنافس. وتلك الاحصاءات هي المحدد الوحيد لمعايير النجاح في هذا المقال.

برامج قديمة!

ليست صعبة ملاحظة أن الانتاج الدرامي الجديد زحف في شكل واضح هذا العام على انتاج البرامج، اذ اكتفت غالبية القنوات «الكبرى» ببضعة برامج «قديمة» أمام كم من الأعمال الدرامية المكلفة! فمثلاً، أعادت «ام بي سي» الكرّة بتقديم برنامج «حجر الزاوية» لسلمان العودة، وبرنامج «خواطر» لأحمد الشقيري، وبرنامج «هيما شو». ويمكن قياس ذلك على قنوات أخرى كثيرة، تفضل تكرار البرامج الناجحة على المخاطرة وانتاج برامج جديدة كلياً.

ولعل «النجاح» ذاته كان سبب تكرار تجربة المسلسل السعودي «بيني وبينك» الذي يهدد باغتيال أسطورة نجمي الكوميديا السعوديين ناصر القصبي وعبدالله السدحان. كان الأخيران أوقفا عملهما الأشهر، على مستوى الأعمال السعودية «طاش ما طاش»، وقدما تجربة جديدة حملت عنوان «كلنا عيال قريّة». لكن الاحصاءات الأولية والتي ستصدر قريباً عن شركات الاحصاء، تشير إلى أن «بيني وبينك» سيحتل المرتبة الأولى على مستوى نسبة مشاهدة الأعمال الرمضانية في السعودية، بعدما احتل العام الماضي المرتبة الثانية بعد «طاش» وقبل «باب الحارة 2». ومن يدري؟ ربما تحصل المفاجأة وتتهاوى أسهم عمل السدحان والقصبي الجديد، إلى ما بعد المرتبة الثانية لتكون «فاجعة» لهما بعد سيطرة استمرت لسنوات كثيرة مضت.

حتى «باب الحارة» يتعرض هذا العام لاختبار صعب، لا يتمثل فقط في «قتل» نجومه القدامى (سكان الحارة المحبوبين)، وتسليط المسلسل الضوء على «حكي النسوان» ونميمتهن بدلاً من «الرجولة»، بل إن الاختبار يتمثل أيضاً في الوقوف أمام مسلسل آخر هو «أهل الراية». وما يُبرز الأخير، النجوم أمثال جمال سليمان وعبدالرحمن آل رشي، وأبطال آخرون علقوا بالذاكرة بأسماء شخصيات مثل «أبو صياح» و «أبو عنتر»، في وقت مات فيه أبطال «باب الحارة». كما أن «أهل الراية» يتميز بحبكة درامية عميقة تُعنى بالتفاصيل التاريخية، الأقرب إلى التوثيق من الخيال.

قناة دراما جديدة

وبالحديث عن «أهل الراية»، لا بد من الإشارة إلى إحدى القنوات التي تعرضه وهي «خليجية» التابعة لباقة «روتانا»، خصوصاً أن هذه القناة تدلل بقوة إلى زحف الدراما وهيمنتها، فالقيمون عليها أعلنوا أنهم يراهنون على أن يكونوا قناة العائلة الخليجية الأولى في رمضان. واللافت أن رهانهم ارتكز على الدراما، بعرض 13 عملاً درامياً! على رأسها «أسمهان» و «عرب لندن» و «أبو جعفر المنصور». والأكيد أن المشاهد السعودي لم يخيب ظنهم، فسلوكه كان مكشوفاً، بناء على احصاءات السنوات الماضية وتجارب القنوات الأخرى، إذ ان «خليجية» لم تضاعف نسبة مشاهديها في أول يوم من رمضان فقط، بل واقتربت جداً من الدخول إلى لائحة أكثر عشر قنوات مشاهدة في السعودية، في الأيام القليلة المقبلة، بحسب الرسم البياني الذي يشير إلى تصاعد حاد في نسبة المشاهدين. وتقدم «خليجية» إلى المراكز الأُوَل في السعودية، بعدما كانت لا تقترب حتى من المركز الـ 40، يؤكد قوة الدراما ومدى جذبها للمشاهد السعودي، ونجاح خطة القيمين على القناة.

والانتاج الدرامي الضخم في رمضان، هو الذي يحافظ على المراكز الأولى في لائحة الأكثر مشاهدة في السعودية لفضائيات كثيرة على مدى سنوات مثل: «ام بي سي» ودبي وأبو ظبي و «ال بي سي» والقناة الأولى السعودية... على رغم أن الأخيرة تشهد تراجعاً ملحوظاً هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة.

سلاح التوقيت

لا يمكن القول أبداً ان الدراما وحدها هي السبب في ارتفاع أسهم القنوات عن بعضها بعضاً، فالعمل التلفزيوني يشبه في أحد مفاهيمه أي منتج تجاري آخر، يحتاج إلى الإعلان مهما كانت جودته، خصوصاً في ظل المنافسة المحمومة بين القنوات الكثيرة الكثيرة. وبما أن القنوات أو المجموعات لا يمكنها أن تعلن في قنوات أخرى منافسة، تبقى الصحف ثم الإعلانات في الشوارع والمجمعات، إضافة إلى القناة ذاتها، المكان المناسب للتسويق للمنتج التلفزيوني. ونجاح الخطة الإعلانية جزء لا يتجزأ من نجاح القناة في الموسم التلفزيوني.

هناك سلاح آخر، لاح أخيراً في الأفق، وبات اللعب عليه واضحاً، وهو سلاح توقيت العرض. فعبارة «الفترة الذهبية»، أي الفترة التي تلحق أذان المغرب - موعد الإفطار، ليست عبارة جديدة على عالم التلفزيون والقنوات المهتمة بالمشاهد السعودي. والمميز في هذه الفترة هو وجود أعلى نسبة من المشاهدين في المنازل في آن واحد. إذاً ليس غريباً مثلاً، أن تكون هذه الفترة، ولسنوات تصل إلى 10، ملكاً لمنتجي «طاش ما طاش» وبطليه حتى قبل انتقاله من التلفزيون السعودي إلى قناة «ام بي سي». بل إنها بقيت ملكاً لهما حتى بعد إيقاف «طاش» وإنتاج «كلنا عيال قرية» هذا العام. وما يؤكد أهمية هذه الفترة إلى اليوم هو الصراع الذي اشتعل في الصحف السعودية عبر تصريحات للمخرجين السعوديين عبدالخالق الغانم وعامر الحمود، يؤكد فيها كل واحد منهما أن «الفترة الذهبية» ستكون من نصيبه.  وبما أن توقيت «الفترة الذهبية» يختلف، بحسب أذان المغرب، باختلافه في دبي والرياض ومكة مثلاً، راعت القنوات ذلك، بعرض برامج قصيرة تُغطي الفارق بالتوقيت، مثل برنامج «خواطر» على «ام بي سي» أو مسلسل «غشمشم» والكاميرا الخفية على «دبي».

الرهان على جذب المشاهد في هذه الفترة هي «عصب الحرب» بين القنوات في رمضان، وكسب هذه الجولة، قد يؤدي إلى كسب الحرب كاملة، باستمرار وجود القناة على شاشة المشاهد طوال الليلة. وعلى سبيل المثال وبتوسيع هذه الفترة قليلاً، راهنت «أم بي سي» على المسلسلين السعوديين الكوميديين «كلنا عيال قرية» و «بيني وبينك»، فيما اختارت دبي المسلسل السعودي الكوميدي «غشمشم» والمصري «سوبر هنيدي»، بينما زجت «روتانا خليجية» بقوتها، في هذا الوقت، ممثلة بمسلسل «أسمهان» ثم المسلسل الكوميدي الكويتي «مسك وعنبر»، وقبلهما «نجم المقالب». ويكمن ملاحظة أن «غشمشم» يبدأ قبل «أسمهان» بخمس دقائق، فيما يبدأ الأخير قبل «كلنا عيال قرية» بـ 15 دقيقة! والأمثلة كثيرة ولا تقف عند هذا الحد. كل ذلك، «من أجل عيونك» أيها المشاهد.

الحياة اللندنية في 13 سبتمبر 2008

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)