كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

يوسف شاهين... سينما السيرة الذاتية

كاظم مرشد السلوم*

عن رحيل

يوسف شاهين

   
 
 
 
 
 

تمتد السيرة السينمائية والفنية للمخرج الكبير يوسف شاهين لاأكثرمن ستين عاماً.. بدءاً من دراسته للفن السينمائي في الولايات المتحدة الأمريكية لينطلق بعدها في مشواره السينمائي الطويل وليحصل على الشهرة الأوسع بين المخرجين العرب وليرتقي إلى مصاف العالمية مشكلاً لمدرسة سينمائية جديدة كونت منه شخصية إشكالية إلى حد ما..

 ولا يختلف إثنان من محبي ومتابعي السينما على عبقرية شاهين الإخراجية وتفرده بنمط خاص في الإسلوب الإخراجي، فمعظم النقاد يتفقون على أن أفلاماً مثل - باب الحديد - الأرض - المصير، هي أهم ما أنتجت السينما العربية عموماً والمصرية خصوصاً، وقد إختلف النقاد حول خصوصية صنعة شاهين السينمائية بين معجب ومتذمر..

تنوعت أفلام شاهين في مواضيعها فمن أفلام الصراع الطبقي مثل فيلم صراع في الوادي - الأرض - عودة الإبن الضال - إلى أفلام الصراع الوطني والإجتماعي مثل - جميلة - وداعاً بونابرت - إلى سينما التحليل النفسي المرتبط ببعد إجتماعي مثل - باب الحديد - الإختيار - فجر يوم جديد - والتي شكلت تجربة شاهين الفنية والثرية فناً وإبداعاً لينافس بالتالي أشهر المخرجين وليتصدر وبجدارة لائحة الإبداع الإخراجي.

وبعد هذه الرحلة الناجحة يتحول شاهين إلى منحىً سينمائي جديد هو.. سينما الذات.. أو سينما السيرة الذاتية التي نحن بصددها.. باكورة هذه الأفلام السينمائية كان فيلمه الشهير - إسكندرية ليه - إنتاج1978 والذي أدى أدواره كل من - فريد شوقي - محسنة توفيق - أحمد زكي - عزت العلايلي - نجلاء فتحي - يحيى شاهين - محمود المليجي.

هذا الفيلم خلق تغييراً جذرياً في سينما يوسف شاهين فقدم من خلاله محاولة رائعة للمزج بين العام والخاص، المزج بين التأريخ الفردي وتأريخ وقضايا الوطن وقد تضاربت آراء النقاد حوله وبالتالي فسر الفيلم إجتماعياً وسياسياً بطرق مختلفة ومن جهات نظر مختلفة بالأساس، لكن الجميع اتفقوا في النهاية على أن فيلم - اسكندرية ليه - كان حتى ذلك الحين أفضل ما أنتجته السينما العربية.

كان شاهين جريئاً في طرحه لموضوعة الفيلم حتى إن الكثير من الدول التي تربطها علاقة جيدة بالمخرج قد منعت عرضه لسنين طويلة..

ووجد فيه بعض المتابعين تفسيراً للقطتين أساسيتين في إثنين من أهم أفلام شاهين وهما - العصفور إنتاج عام1972 - وعودة الإبن الضال 1976 في العصفور لقطة نشاهد من خلالها شاحنات عسكرية تحمل القوات المصرية لخوض حرب حزيران تتقاطع معها شاحنات تحمل مواد مسروقة من المال العام لحساب لصوص كبار واللقطة في عودة الإبن الضال نشاهد فيها علي الذي تنتظره العائلة لحل مشاكلها يخرج من السجن متأملاً الشوارع فيتقاطع مع جنازة الرئيس عبد الناصر.

يقول شاهين إن فكرة الفيلم قد راودته حين كان يمرّ بأزمة صحية معتقداً أنه بات قريباً من الموت لذلك أراد أن يكرس فنه كلياً للطابع الذاتي.. وبقدر كون - اسكندرية ليه - فيلم سيرة ذاتية عن شاهين نفسه إلا أن الفيلم تحدث عن المدينة والكائنات البشرية التي عاشت في تلك الفترة وخاض في السياسة والحرب والموت والسلام، إستطاع شاهين في هذا الفيلم أن يوفّق بشكل أخّاذ ورائع بين جميع هذه المواضيع.. مزاجاً بين البصري والحدثي بإسلوب لم يسبق لمخرج عربي أن استخدمه.

أحداث الفيلم تدور في مدينة الإسكندرية في أربعينات القرن الماضي وتتحدث عن مراهق (يحيى) يوسف شاهين فتىً يحلم بالسفر إلى أمريكا لدراسة السينما.. لكنه كان يتابع كل ما يجري في مدينته وتأثير الحرب العالمية عليها وإحتلال الإنكليز لها والتمهيد لإقامة دولة إسرائيل وهجرة اليهود.. كل هذه التفاعلات والتداخلات تبقى تتفاعل في داخله حتى وصوله إلى نيويورك في لقطة لتمثال الحرية وهو يضحك بهستريا من الفتى المغترب من شواطئ نيويورك.

يوسف شاهين عاش كل هذه الأحداث ووضعها في بودقة التحليل السينمائي بكامل شخصياتها: الإنتقائي “عزة العلايلي” الباشا “فريد شوقي” اليهودي “يحيى شاهين” كل هذه الشخصيات هي شخصيات عابرة لو قورنت بيحيى “محسن محيي الدين” وسارة “نجلاء فتحي” وبقية الشخصيات.

حين عرض هذا الفيلم في صالات السينما إعتقد الكثيرون أن شاهين إنتهى سينمائياً وهو في هذا الفيلم إنما يختم سيرته ويعلن عن وصيته. لكنه في الحقيقة كان يعد العدة للمضي قدماً في إستكمال سيرته الذاتية ليخرج رائعته السينمائية التالية، حدوتة مصرية إنتاج عام1982.. يستعيد من خلالها نفسه منذ الطفولة من خلال يوسف الصبي الصغير.

الفيلم من بطولة نور الشريف - يسرا - محمود المليجي - ماجدة الخطيب - سهير البابلي - ليلى حمادة وغيرهم.. حدوتة مصرية تزاوج غريب بين أجواء غرائبية وواقعية شديدة النبرة، حدوتة شاهين مع ثلاث نساء أمه وأخته وزوجته.. حدوتة يمزج فيها صبي صغير هو يوسف الذي يخرج من أعماقه ليسأله عن أفعاله في إستعادة رؤى مساره السينمائي والحياتي.

يحاول شاهين أن يعقد مصالحة عميقة مع الذات من خلال محاكمتها ومحاكمة الشخصيات التي رافقت رحلة يحيى الرجل ويحيى الطفل (تلك الرحلة هي رحلة ذكريات شاهين في صحبة فرويد وماركس ويوسف شاهين السينمائي اللامع الذي تتعمق نزعته الإنسانية مع السنين” محكمة تعقد جلساتها داخل قفص صدري، محكمة يحاول من خلالها يحيى “الرجل” أن يهرب من يحيى الطفل ويهرب من تذكره.

الفيلم مأخوذ من فكرة وضعها الكاتب يوسف إدريس في قصة عنوانها “القاتل” مستوحاة من تجربة مر بها إدريس ووضعها في تصرف شاهين الذاتي الذي يتصور حالة من الصراع في قلب رجل يحاول دفن ماضيه.

بعد ذلك يأتي فيلمه الجريء جداً، هذه الجرأة متأتية من تعرية ذاته عاطفياً وجنسياً، وهو ثالث أفلام السيرة الذاتية لشاهين هو فيلم اسكندرية كمان وكمان إنتاج عام1990.

فيلم نشاهد فيه شاهين وقد أصبح سينمائياً معروفاً حيث يلعب شاهين بنفسه دور البطولة فيه ليتحدث من خلاله عن سيرته الذاتية وعن مهنة السينما وعن الحب حيث يتطرق لعلاقة المخرج بممثلة شابة إكتشفها وأغرم بها، ولا يفوت شاهين في فيلمه هذا الحديث بصراحة وواقعية عن أسباب تراجع السينما المصرية من خلال تطرقه إلى إضراب يخوضه فنانو السينما ا لمصرية أواخر الثمانينات، ورغم خصوصية الفيلم كونه فيلم سيرة ذاتية الا أنه حقق نجاحاً كبيراً من خلاله يوسف شاهين، جمهوراً جديداً متعاطفاً ومقدراً للمنجز السينمائي الكبير والثر الذي حققه من خلال سيرة فنية رافقت الحدث السياسي والإجتماعي وجسدته بصورة سينمائية رائعة.

اليوم وبعد تسعة عشر عاماً على إنتاج آخر أفلام شاهين التي تعنى بالسيرة الذاتية وبعد وفاته هل سنشاهد فلما يتحدث عن سيرة شاهين الفنية والحياتية من اخراج احد تلامذته الكثيرين اللذين تتلمذوا على يده... اعتقد حتى لو حصل هذا فأن شاهين افضل من تحدث عن شاهين في مجموعة افلامه عن سيرته الذاتية.......

* سينمائـــــــــــــي واعلامـــــي عراقي

صحيفة المصقف في 30 يوليو 2008

 
 

يوسف شاهين.. منرضاش يامصر

خالد الشامي

)منرضاش يموت جوا قلبي نداه) .صرخ بصوت منير وكلمات عبد الرحيم منصور في فيلمه حدوتة مصرية وكأنه ينعي نفسه، او يتنبأ بمصيره ومصيرنا (بالحكمه قتلتني وحيتني وخلتني اغوص في قلب السر قلب الكون قبل الطوفان ما يجي. خلتني اخاف عليكي يا مصر). بعد ان اعلن هويته(مين العاقل فينا مين مجنون. مين المدبوح من الالم .مين الظالم فينا مين مظلوم.لا يهمني اسمك لا يهمني عنوانك.لا يهمني لونك ولا ميلادك مكانك .همني الانسان ولو مالوش عنوان).

وكان المشهد الاخير في فيلمه الاخير (هي فوضي) تأكيدا لهذه الرؤية: طوفان شعبي يثور علي الظلم، وهو المشهد الذي اصرت الاجهزة الامنية المصرية علي حذفه. نبوءة ودعنا بها وهو الذي كان تنبأ بانتصار اكتوبر في فيلمه العصفور" الذي حمل فيه النظام مسؤولية الهزيمة.

وفي مشهد تأبينه اكد المسؤولون عن التلفزيون المصري هذه العلاقة الصعبة بين النظام وشاهين، عندما لم يجدوا عندهم اي مقابلة حديثة معه لاذاعتها، فاضطروا لبث جزء من لقاء اجراه معه خالد النبوي في تلفزيون ابوظبي قبل سبع سنوات.

فقد كان هذا العملاق ممنوعا من الظهور في تلفزيون بلده بسبب انتقاداته اللاذعة للنظام ثم مشاركته في التظاهرات الاحتجاجية خلال السنوات الاخيرة. بينما تخصص ساعات وساعات لانصاف الموهوبين والمعارف والذين (يفتحون مخهم) اي يدفعون ثمن استضافتهم.

انها سياسة الاقصاء الاعلامي نفسها التي كانت متبعة مع الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله، والمتبعة حاليا مع مبدعين أخرين اتخذوا مواقف شريفة ضد النظام، مثل احمد فؤاد نجم وصنع الله ابراهيم وفاروق جويدة وعلاء الاسواني وامين الديب وغيرهم.

فهل اصبح تلفزيون الحكومة عزبة خاصة، لايجب ان يحلم بالظهور فيه معارض حقيقي للنظام حتي اذا كان عملاقا بقامة شاهين نعاه رؤساء وفنانون كبار حول العالم، وتناساه المسؤولون في بلده؟.

(منرضاش) هذه المحاولة التلفزيونية المثيرة للشفقة لتجاهل ابن النيل، وقناوي وصلاح الدين الايوبي، ومحمد ابوسويلم، والعصفور الذين لن يسمحوا للموت نفسه بأن يغيب شاهين.

و(منرضاش) انه لم تنظم له جنازة رسمية، حتي اذا كان مشيعوه قاموا بالواجب عندما ارتجلوا شعارات صادقة من قلوبهم ووحي اللحظة في مشهد(شاهيني بامتياز) لتوديع جثمانه لدي خروجه من الكنيسة التي احتشد فيها اساطين الفن.

و(منرضاش) الا يحصل شاهين علي اعلي الاوسمة من الدولة التي رفع علمها في اهم محافل السينما الدولية لنصف قرن.

لقد فوتوا فرصة كبيرة في ان يرتفعوا لمستوي هامته، فاثبتوا انه كان محقا في توبيخهم وفضحهم.

الذين شاهدوا فيلمه (اسكندرية كمان وكمان) يعرفون كم كانت علاقته صعبة مع الحكم، خاصة كما يتضح في مشهد انحيازه لزملائه المضربين في النقابة، رافضا عرضا من مبعوث رفيع المستوي، بالقول(احسن كل واحد يحافظ علي كرامته).

لقد كان واحدا منا وليس منهم. نبيل صعلوك ومبدع لا يغريه ذهب الملوك ولا تخيفه سيوفهم.

هذا هو شاهين، وهذه هي مصر.

العبارة ..كمان وكمان

غرقت العبارة مرة اخري. تجدد الحريق في قلوب اهالي الضحايا عندما سمعوا الحكم ببراءة المتهمين بعد عامين ونصف العام من انتهاء الحريق الذي ادي لغرق العبارة نفسها.

كان بعضهم يصرخ واخرون يصفقون او يرقصون واخرون يهيمون علي وجوههم او يكسرون اثاث المحكمة. مشهد غضب هستيري الحت الفضائيات في تكرار اذاعته وكأنها تدعونا لتخيله في شكل اوسع.

اما التعليقات والتحليلات في التلفزيون الحكومي، فبدت كمن يريد ان يصرخ الا ان في فمه ماء. ليس لأن القانون يمنع التعليق علي الاحكام القضائية، وهذا مبدأ نحترمه ونلتزم به، ولكن لأن احدا لايستطيع ان يطرح الاسئلة البديهية: ما سر قوة مالك العبارة؟ ومن هو الظهر الذي يسنده؟ ثم من الذي امر بعدم استضافة اهالي الضحايا؟ ولماذا الخوف مما سيقولونه؟

فماذا يجب ان يحدث بربكم اكثر من هذا لنعرف اننا نغرق.

فاكسات فضائية

%امتنعت الفضائيات العربيةعن بث مشهد مصافحة العاهل السعودي لحاخامات يهود في مؤتمر حوار الاديان، في تاكيد لمدي السيطرة السعودية علي الفضاء. طيب ما الحاجة اذن لوثيقة الفضائيات يا طوال العمر ان كان الامن مستتبا وكله بيقول ليس في الامكان ابدع مما كان؟

%الحوار الذي اجرته قناة النيل مع نبيل عمرو(سفير فلسطين بالقاهرة) يثير شفقة متعددة الاوجه: اولا علي حال القضية فالسفير استغل الحديث لتقديم (وصلة ردح) غير مسبوقة ضد حماس وبدون كلمة واحدة ضد اسرائيل. وشفقة علي المذيعة التي تنافست مع ضيفها في توجيه الضربات لحماس والاسلاميين علي طريقة (الكلام ليكي يا جماعة الاخوان). اما المضحك المبكي فهو قول نبيل عمرو ان حماس تركت المقاومة وركبت السيارات المرسيدس . ولو كنت المحاور لسألته: لكن من الذين يستغلون مناصبهم للمتاجرة في المرسيدس والموبايلات والسمنت وغيره؟ كفاكم اتهامات وشتائم متبادلة تشعرنا بالغثيان اعزكم الله.

كاتب من اسرة القدس العربي

kshami@hotmail.com

القدس العربي في 30 يوليو 2008

 
 

لطيفة تعلن وفاءها الدائم ليوسف شاهين

تونس- صابر سميح بن عامر

عقدت صبيحة الثلاثاء بأحد نزل العاصمة تونس الفنانة التونسية- العربية مؤتمرا صحفيا حضره لفيف كبير من الإعلاميين وهادى الحجار "المدير التسويقى لشركة روتانا للمرئيات والسمعيات" الذى قال فى كلمته الإفتتاحية للمؤتمر "سعيد جدا بأن أكون اليوم فى تونس مع الفنانة التونسية- العربية الكبيرة لطيفة العرفاوى فى ثانى تعاون لها مع شركة روتانا بعد الألبوم الحدث للسنة المنقضية "بنص الجو"، وها نحن اليوم معها مرة أخرى للاحتفاء بنجمتنا العربية لطيفة مرتين، مرة من خلال توقيعها لألبوم "فى الكام يوم إللى فاتوا" بتونس، وثانية للإحتفاء بصعودها للمرة الثانية على التوالى على خشبة مسرح قرطاج العظيم". لتأخذ إثره لطيفة الكلمة معربة عن سعادتها بأن تكون مرة أخرى بين أهلها وأصدقائها بوطنها الأم تونس، وسعادتها أكثر بالتلاقى مع الصحافة التونسية ومن خلالها الجمهور التونسى للسنة الثانية على التوالى قبل صعودها فى الأول من آب/ أغسطس القادم على خشبة مسرح قرطاج الأثري، إثر جولتها الفنية الناجحة بكامل محافظات تونس على حد تعبيرها.

وعن قرطاج 2008 قالت لطيفة "هو حفل أردته إهداء لروح السينمائى الكبير يوسف شاهين الذى فارقنا فى الأيام القليلة الماضية، حتى يظل صوت الغناء والحب عاليا كما أراد دائما أن يكون"، مضيفة فى هذا الخصوص أنها ستقف وفرقتها فى سهرة الجمعة دقيقة صمت لروحه الطاهرة، وهى أقل حركة يمكن أن تقدمها لفقيد السينما العربية الذى قدمت معه فيلمها الوحيد إلى حد الآن "سكوت ح نصور"، وأضافت أن سهرة الأول من آب/ أغسطس ستكون مغايرة لما سبقها من حفلات، حيث ستكون مليئة بالمفاجآت والاستضافات، كما أكدت أنها ستغنى من جديدها الأخير الذى نزل للأسواق فى الأسابيع القليلة الماضية ألبوم "فى الكام يوم اللى فاتوا".

كما تطرقت لطيفة فى حديثها عن جملة من المشاريع التى تنوى إنجازها قريبا كفيلمها السينمائى الثانى بعد "سكوت ح نصور"، وهو فيلم بإمضاء الكاتبة الجزائرية الشهيرة أحلام مستغانمي. كما أفردت "العرب العالمية" أنها ستتعامل قريبا مع مخرجة تونسية تكتمت عن ذكر اسمها كى تصور لها فيديو كليب لأحد أغانى ألبومها الأخير.

وعن تعاملها الأول مع الموزع التونسى الصاعد عصام الشرايطي، قالت لطيفة: الأغنية من التراث الفرنسى أعاد تلحينها الملحن الجزائرى الفرنسى حسين لاسنامى وهى من كلمات محمد الرفاعى وتوزيع عصام الشرايطى فى أول تعاون لنا معا ولن يكون الأخير طبعا، فبعد هذا الألبوم سأعمل على إنجاز ألبوم آخر سيكون للأغنية التونسية فيه الحظ الأوفر وأكيد أن عصام سيكون حاضرا فيه وبقوة، مضيفة فى هذا الباب أن الأغنية التى حملت من العناوين "مارينا" تهديها لكل "مارينات" العالم من لبنان إلى اليونان مرورا بتونس ومصر وكل بلدان حوض المتوسط، وهى أغنية ستعمل فى القريب العاجل على إنجاز نسخة ثانية منها باللغة الفرنسة كإهداء منها للسلام والحب.

لطيفة بدت فى المؤتمر الصحفى كعادتها رصينة و"لطيفة" فى الإجابات وطريقة التعامل مع الصحافة رغم بعض الاستفزازات التى أثارتها قليلا، لتنهى مؤتمرها الصحفى بتحية كل الجمهور العربى الذى احتضنها وآمن بها منذ بدايتها الأولى واعدة إياه أن تظل وفية لخطها الفنى الذى أحبها من خلاله.

العرب أنلاين في 30 يوليو 2008

 
 

يوسف شاهين من أعظم مخرجي السينما العربية

بقلم: نــادر عــدلــي

رحل فنان السينما الكبير يوسف شاهين‏(25‏ يناير‏1926‏ ـ‏27‏ يوليو‏2008),‏ بعد أن حقق رحلة إبداع رائعة في صناعة الشرائط السينمائية التي حملت توقيعه وبصمته وعمره علي مدي‏58‏ سنة كاملة‏(36‏ فيلما روائيا طويلا ـ‏6‏ أفلام روائية وتسجيلية قصيرة‏)..‏ وقصة يوسف شاهين مع السينما والحياة تبدأ وتنتهي في مدينة الاسكندرية التي ولد ودفن فيها‏,‏ ومدينة القاهرة التي عاش واخرج أفلامه فيها‏,‏ ونقل ثقافتها والدماء المتدفقة في شراينها وعلاقة مصر بالعرب والعالم‏.‏

قدم يوسف شاهين كل النوعيات والألوان السينمائية‏,‏ وصنع مدرسة تضم شرائطه وتلاميذه وشركة إنتاجه‏,‏ مدرسة الحب والتسامح والتمرد والغضب التي أثارت العقل ففجرت الجدل‏,‏ وألهبت الوجدان‏..‏ لم تكن بدايته تقليدية في بابا أمين عام‏1950,‏ وظهر ذلك بوضوح في ثاني أفلامه ابن النيل الذي تجسد فيه ما يفعل الفيضان بمصر والصعيد قبل بناء السد العالي‏,‏ وقيم مصر الريفية‏,‏ وهذه المعاني جسدها ابن الاسكندرية الذي تعلم في أمريكا‏!..‏ إنها الموهبة الطاغية والحس الصحيح الذي يثبت قوة هذا الموهوب حتي لو لم يكن وعيه قد اكتمل‏(‏ كان في الخامسة والعشرين من عمره‏)‏ وبنفس الحس قدم صراع في الوادي ورائعة باب الحديد‏,‏ والفيلم السياسي جميلة بوحريد ليصل إلي ذروة فنية مدهشة في الناصر صلاح الدين‏.‏

أشياء أصابت انطلاقته منذ منتصف الستينيات‏,‏ فهاجر إلي لبنان‏,‏ وكان فيلمي بياع الخواتم‏,‏ ورمال من دهب‏,‏ وما كان ليستطع أن يستمر بعيدا عن مصر فعاد ليقدم أحد أهم أفلامه الواقعية في تاريخنا السينمائي الأرض‏..‏ وأصابته نكسة أو هزيمة يونيو‏1967‏ كما أصابت مصر‏,‏ فكان العصفور الذي يرفض الاستسلام ويدعو إلي تحقيق النصر‏,‏ ويظل الفيلم حبيس تعنت الرقباء والنظام السياسي‏,‏ ولا يتم الإفراج عنه إلا بعد تحقيق نصر أكتوبر‏1973‏ فعلا‏..‏ ومع العصفور تبدأ مرحلة أخري ووعي جديد لهذه الموهبة العبقرية‏,‏ ويأتي عودة الابن الضال ليجسد أزمة وطن‏,‏ كما كان الاختيار يجسد أزمة المثقفين‏.‏

وتبدأ مرحلة رباعيتة الشهيرة بفيلم اسكندرية ليه‏,‏ وتستكمل بحدوتة مصرية واسكندرية كمان وكمان واسكندرية نيويورك‏,‏ لم تكن مجرد سيرة ذاتية‏,‏ إنما سيرة وطن في مسيرة هذا المخرج المدهش‏..‏ وتحققت الرباعية في‏25‏ سنة كاملة‏,‏ وهي حدث فني عالمي بكل المقاييس لأن عددا محددا للغاية من المخرجين في الدنيا كلها كان لديهم هذه الشجاعة والرؤية للاقتراب من عالمهم الخاص‏..‏ أيضا كانت أفلامه التاريخية وتنوع عصورها يمثل حالة شاهينية مثيرة وواعية ومبدعة‏:‏ الناصر صلاح الدين‏,‏ والوداع يا بونابرت والمهاجر‏,‏ والمصير‏,‏ إنها أضواء علي عصور أربعة عادت للحياة بكل ما تملك من فكر وثقافة ودعوة للعلم والتحرر‏.‏

كان ليوسف شاهين ولع خاص بالموسيقي والغناء‏,‏ وبعيدا عن الأفلام التي قدمها لفريد الأطرش وشادية وفيروز وليلي مراد وماجدة الرومي ولطيفة‏,‏ كان توظيفه للموسيقي والغناء في حدوتة مصرية والمصير عنوانا مهما لعبقرية استخدام الأغنية كإضافة درامية لعمل سينمائي‏..‏ لقد خاض شاهين في كل شئ‏,‏ وصنع كل ما أحب من شرائط‏,‏ وألقي بدلوه فيما يدور حوله سياسيا واجتماعيا‏,‏ عولمة وفسادا‏,‏ التقاء وابتعادا بين الشرق والغرب‏..‏ كل شيء‏.‏

عالم كبير ملئ بالإبداع والإلهام‏,‏ شديد الثراء‏,‏ أثار الجدل وكان عنوانه التمرد‏,‏ وكان حلقة الوعي المستمرة لأكثر من نصف قرن في السينما المصرية التي طار بها ليكون لها مكانا ومكانة في كل مهرجانات الدنيا‏,‏ ويحصد فيها أرفع الجوائز وعظيم التقدير‏.‏

الأهرام اليومي في 30 يوليو 2008

 

قالوا عن الأسـتاذ

كتبت: هناء نجيب

رحل يوسف شاهين‏..‏ ولكنه ترك ثروة سينمائية كبيرة‏,‏ وقد عمل معه أكثر من‏3‏ أجيال خلال‏58‏ عاما‏..‏ وأصبح تلاميذه يقدمون أعمالا سوف تكون نواة للسينما في المستقبل‏..‏ أما من الناحية الإنسانية فكان شخصا متواضعا وحساسا ومعطاء لمن حوله‏..‏ لقد فقدته السينما العربية كعملاق من عمالقة السينما‏..‏ وعن أعماله وحياته كان الحوار مع هؤلاء‏.‏

هند رستم‏:‏ كان يوسف شاهين يتميز بأنه أفضل مخرج يصنع الكادرات‏,‏ ويعلم تماما أين توضع الكاميرا‏..‏ كما ان أفلامه لها طابع مميز برغم وجوده ضمن كبار المخرجين أمثال صلاح أبوسيف وبركات وغيرهم‏..‏ لقد عملت معه في ثلاثة أفلام هي‏:‏ بابا أمين‏,‏ وباب الحديد وأنت حبيبي والأفلام الثلاثة قريبة الي قلبي ولكن أفضلهم كان فيلم باب الحديد حيث اثبت يوسف شاهين انه ليس فقط مخرجا قويا بل ممثل قدير‏,‏ فقد أدي دورا لا يستطيع أحد أن يقوم به إلا هو‏..‏ أما من الناحية الانسانية فهو متواضع للغاية وشخص بسيط برغم شهرته الكبيرة‏.‏

نور الشريف‏:‏ يعد يوسف شاهين من أكبر المخرجين الذين اعادوا اكتشاف النجوم أمثال‏:‏ هدي سلطان‏,‏ محمود المليجي‏,‏ وغيرهم وقدم عشرات المواهب الجديدة‏,‏ كما تتلمذ علي يده مخرجون كثيرون‏..‏ وانا فخور بالانتماء لمدرستة الاخراجية التي لها مذاق خاص به‏..‏ فكان صبورا جدا في عمله حتي يخرج العمل الي النور بصورة لائقة‏,‏ فلا أستطيع ان أنسي انه في فيلم حدوتة مصرية تركني أعيد المشهد‏25‏ مرة الي ان وصل المشهد للاجادة التي ترضيني وترضيه‏,‏ فهو يهتم كثيرا بابداع الممثل‏.‏

السيناريست والناقد د‏.‏ رفيق الصبان‏:‏ لقد ترك يوسف شاهين أثرا كبيرا في السينما المصرية والعربية لما يتمتع به من تجديد مستمر ودفاع عن حرية المبدع لآخر لحظة‏,‏ وأن يجعل الفنان مرآة حقيقية لمجتمعه‏,‏ فكان مدرسة فنية قائمة بذاتها انتجت مخرجين وممثلين وكتاب سيناريو ونجوما كبارا‏..‏ لقد غاب يوسف شاهين ولكنه ترك وراءه خطا مضيئا أعتقد أنه سيشعل السينما المصرية لسنوات طويلة مقبلة‏..‏ لقد استطاع ان يربط بين الفكر السينمائي الغربي مع الشرقي وهي اساس العبقرية‏,‏ لأنه استطاع من خلال دراسته بأمريكا ان يثقل خبرته الغربية ليمزجها بالطابع العربي‏.‏

الناقد السينمائي يوسف شريف رزق الله‏:‏ لقد رحل المخرج الكبير يوسف شاهين بالفعل‏,‏ ولكن ستظل أعماله في ذاكرة التاريخ‏..‏ فهو صاحب مدرسة تتلمذ علي يده مخرجون موهوبون موجودون علي الساحة الفنية اليوم أمثال‏:‏ يسري نصرالله‏,‏ واسماء البكري‏,‏ واستطاعوا أن يحققوا لأنفسهم شخصية مستقلة‏,‏ فهم بالفعل سينما المستقبل لأنهم قدموا أعمالا متميزة عرضت في المهرجانات المحلية والعالمية ونالت الجوائز والتقدير‏..‏ فهم أمل المستقبل الذي يعتمد عليهم لاستكمال مسيرته‏.‏

الفنانة لبلبة‏:‏ يوسف شاهين مخرج عالمي‏.‏ فهو فنان موهوب وأفضل مخرج يصنع حركة الممثل فكان بارعا في تحريك وتجهيز الممثل‏,‏ وإذا أعجبه مشهد يأخذه من أول مرة حتي لا يفقد المشهد سخونته‏.‏ فأنا محظوظة لأني عملت معه فيلمين الاخر والاسكندرية نيويورك فقد تعلمت منه الكثير‏,‏ ولا استطيع أن أنسي انه بكي بكاء شديدا في مشهد بيني وبين محمود حميدة في الفيلم الثاني عندما كنت أخبره انني لم استطيع ان انجب له ولدا‏..‏ اما من الناحية الانسانية فأعتبر نفسي جزءا من عائلته‏..‏ فكان يقدم لي النصيحة بصدق واخلاص‏,‏ فكان حساسا ومتواضعا لأقصي درجة‏,‏ ورحيله أثر في تأثيرا بالغا‏.‏

خالد النبوي‏:‏ يعد يوسف شاهين أعظم سينمائي في تاريخ العالم العربي‏..‏ فقد نقل السينما المصرية للعالمية‏..‏ فهذه النوعية من الشخصيات نادرا مانقابلها في الحياة‏..‏ فهو ملهم لكل من يعمل معه‏..‏ وكان لي الحظ أن أعمل معه في‏3‏ أفلام هي‏:‏ المهاجر‏,‏ والمصير والقاهرة منورة بأهلها وهو فيلم تسجيلي‏..‏ أما علي الجانب الانساني فأدين له بالفضل لأنه يعيطك أقصي ما لديه من معلومات‏..‏ وقد استفدت منه بأن كل إنسان يقدم كل مايستطيع‏,‏ أما التقدير فيأتي مستقبلا‏.‏

الممثلة يسرا اللوزي‏:‏ لقد كنت محظوظة بأن أعمل بفيلم يخرجه يوسف شاهين وأنا في سن صغيرة‏..‏ فكم كنت أتمني ان اقدم فيلما به رقص مع التمثيل‏..‏ فقد حانت لي هذه الفرصة عن طريق المعرفة العائلية لأسرة يوسف شاهين‏..‏ وقد قدمت الدور ببساطة وتلقائية شديدة‏,‏ وهذا ما أعجب شاهين‏..‏ أما عن شخصيته فهو انسان حساس وبسيط وهادئ ويستطيع ان يحرك الفنان كما يريد في الوقت المناسب‏..‏ وقد علمني أن أسأل عن جميع تفاصيل الشخصية قبل ان العبها‏.‏

الأهرام اليومي في 30 يوليو 2008

  

آخر عمالقة السينما‏..‏ انتصر حيا وميتا

كتب: محمود موسي

رحل يوسف شاهين مخرجا عملاقا‏,‏ رحل بعد أن قال كل كلماته‏..‏ رحل بعد أن أسعد الملايين وخلد نفسه في القلوب‏.‏ رحل المشاغب والانسان‏,‏ وترك إبداعاته وأفكاره شاهدة علي حلم رجل انحاز للناس بأفلامه وصوته ومواقفه‏..‏ أحب الناس فأحبوه‏,‏ ولهذا كانت جنازته شعبية وعزاؤه شعبيا‏..‏ كل جموع الشعب كانت حاضرة وكأنها ارادت أن تقول له نحبك ياشاهين حيا وميتا‏.‏

يوم وفاته كان يوما حزينا علي فقدانه‏..‏ وكأنه هو الذي اختار أن يموت في يوم اراد ألا يحضره وهو صامت ساكن‏..‏

وكما هي أفلامه التي كانت صوت الناس‏..‏ كان يوم وفاته الذي تلاقي فيه الحزن علي وفاته وحزن آخر في انحاء المعمورة من أصحاب الأصوات المكتومة والملكومة‏.‏

خلال‏58‏ عاما سينما استطاع شاهين ان يجعل من أسمه قيمة ومن أفلامه علامة‏..‏ ساهمت في اثراء الوجدان العربي والعالمي‏,‏ فهو صاحب الأرض‏,‏ وجميلة بوحريد‏,‏ والناصر صلاح الدين‏,‏ والعصفور‏,‏ وعودة الابن الضال‏,‏ والمهاجر‏,‏ وحدوتة مصرية‏,‏ واسكندرية كمان وكمان‏,‏ وباب الحديد‏,‏ وصراع في الوادي‏,‏ وسكوت هنصور‏,‏ وكان خوفه من الفوضي والاستبداد آخر كلماته التي قالها ورحل وهو سعيد وفرح بأن قدم هذا الفيلم وقال لي في حوار عن هي فوضي‏:‏ سعيد جدا لانني كنت أريد ان يظهر هذا الفيلم الي النور بأي شكل لانني أري أن هذا الفيلم وقته وايامه‏..‏ والآن هو وقت تقديم هي فوضي‏,‏ لانه فيلم عن الناس وينتصر للناس ضد أي فاسد ومستبد‏..‏ فالفيلم عندما عرضه علي المؤلف ناصر عبدالرحمن تحسمت له بشدة وقلت هذا وقته واثناء كتابة السيناريو خلال عامين كنت أشعر ان الفيلم بيقول لي صورني ياجو‏.‏

شاهين صاحب مدرسة سينمائية كبيرة تخرج فيها العديد من الفنانين والفنيين والمخرجين‏..‏ فهو الذي جعل ماضيه مستقبلا في نظرة الاجيال لافلامه ونجح في أن يجعل من‏35‏ شارع شامبليون مقر شركته صوت مصر في المهرجانات العالمية‏.‏

نال يوسف شاهين عبر مشواره العديد من التكريمات والجوائز والأوسمة‏..‏ ولكنه لم يكن يوما مغرورا أو بعيدا عن الناس وإنما كان يشعر بنفسه عندما يلتحم بقضايا الناس‏!‏

وسألته مرة عن نظرته لنفسه هل هي نظرة كبيرة وعظيمة كما يراه الجميع خصوصا أنه حصد أعظم وأكبر الجوائز‏:‏ قال من الأول وأنا حريص علي أن تكون اعمالي لها صدي‏..‏ وان تصل للناس‏..‏ وأضاف لم أشغل نفسي يوما بأن أكون عظيما‏..‏ وانما اردت أن أقول كلمتي‏..‏ لأنني أري أن عظمة الانسان في اخلاقه ومواقفه وانتصاره للناس‏.‏

شاهين الذي لم يعد بيننا الآن‏,‏ انتصر حيا وميتا‏..‏ انتصر حبا بخروج أفكاره وأبداعه للناس‏,‏ فنال التكريمات والجوائز وانتصر ميتا بمشاركة كل هذه الحشود في جنازته مسئولين وبسطاء وكانت الكلمات الصادقة التي خرجت من القلوب تنعيه من الكبار قبل البسطاء‏,‏ أبلغ دليل علي قيمته الكبيرة في مصر والعالم‏..‏ فالرئيس مبارك قال إن ابداع يوسف شاهين سيبقي في ذاكرة الوطن وقلوب المصريين‏..‏ أما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فقال إن الفن السابع خسر برحيل واحد من أهم المدافعين عن حرية التعبير الفردية والجماعية في افلامه‏..‏ وفي الوقت نفسه كان مرتبطا بوطنه الأم ومنفتحا علي العالم وسعي من خلال افلامه الي دحض التعصب والاصولية‏.‏

وداعا ياجو يامن كنت القدوة والمثل يامن انتصرت للانسانية في مواجهة الظلم والاحتلال والتطرف‏..‏ فأنت الذي كنت تفتخر بمصريتك ووطنيتك وكنت تقول مصريتي فوق كل شيء ستظل دائما في العقول والقلوب ستبقي أعمالك شاهدة علي اخلاص إنسان انتصر للناس والحياة‏.‏

الأهرام اليومي في 30 يوليو 2008

 

العزاء في استوديو نحاس

كما عاش يوسف شاهين حياته كلها في بلاتوهات السينما‏,‏ أصر أن ويكون العزاء في رحيله داخل استوديو النحاس بمدينة الفنون بالهرم حيث شهدت بلاتوهات هذا الاستوديو معظم ماصوره شاهين من أفلام‏..‏ ولعلها المرة الأولي التي يكون فيها عزاء أحد مبدعي السينما الكبار داخل الاستوديوهات‏.‏ 

رحلة الحق والخيروالجمال

يوسف شاهين بكل المقاييس ـ رحمه الله ـ هو عميد السينما العربية وأحد كبار المخرجين العالميين‏,‏ والمخرج الأهم في تاريخ السينما العربية مبدعا ومنتجا ومكتشفا وصاحب مدرسة وفكر ورؤية أسعدت الملايين لأنها ظلت تعبر عن هذه الثلاثية الإنسانية الرفيعة‏:‏ الحق والخير والجمال‏.‏  

أفلام يوسف شاهين

  1. ‏ بابا أمين ـ‏1950‏
  2. ابن النيل ـ‏1951‏
  3. ‏ المهرج الكبير ـ‏1952‏
  4. ‏ سيدة القطار ـ‏1952‏
  5. ‏ نساء بلا رجال ـ‏1953‏
  6. ‏ صراع في الوادي ـ‏1954‏
  7. ‏ شيطان الصحراء ـ‏1954‏
  8. ‏ صراع في الميناء ـ‏1956‏
  9. ‏ ودعت حبك ـ‏1957‏
  10. ‏ أنت حبيبي ـ‏1957‏
  11. ‏ باب الحديد ـ‏1958‏
  12. ‏ جميلة ـ‏1958‏
  13. ‏ حب الي الابد ـ‏1959‏
  14. ‏ بين يديك ـ‏1960‏
  15. ‏ نداء العشاق ـ‏1961‏
  16. ‏ رجل في حياتي ـ‏1961‏
  17. ‏ الناصر صلاح الدين ـ‏1963‏
  18. ‏ فجر يوم جديد ـ‏1964‏
  19. ‏ بياع الخواتم ـ‏1965‏
  20. ‏ رمال من ذهب ـ‏1966‏
  21. ‏ الناس والنيل ـ‏1968‏
  22. ‏ الارض ـ‏1969‏
  23. ‏ الاختيار ـ‏1970‏
  24. ‏ العصفور ـ‏1972‏
  25. ‏ عودة الابن الضال ـ‏1976‏
  26. اسكندرية ليه؟ ـ‏1978‏
  27. ‏ حدوتة مصرية ـ‏1982‏
  28. الوداع يابونابرت ـ‏1985‏
  29. ‏ اليوم السادس ـ‏1986‏
  30. ‏ اسكندرية كمان وكمان ـ‏1990‏
  31. ‏ المهاجر ـ‏1994‏
  32. ‏ المصير ـ‏1997‏
  33. ‏ الآخر ـ‏1999‏
  34. ‏ سكوت حنصور ـ‏2001‏
  35. ‏ اسكندرية نيويورك ـ‏2004‏
  36. ‏ هي فوضي ـ‏2007‏

‏ الافلام القصيرة‏:

  1. عيد الميرون
  2. سلوي
  3. الانطلاق
  4. القاهرة منورة بأهلها
  5. 2001/9/11‏ ـ لكل سينماه‏.‏

الأهرام اليومي في 30 يوليو 2008

 
 

يوسف شاهين "الابن الضال".. عاد إلي الارض

سمير فريد

رغم توقع الخبر بعد الغيبوبة الطويلة لأكثر من شهر. زلزل موت يوسف شاهين كياني عندما علمت يوم الأحد الماضي ان ابن السينما المصرية الضال عاد بجسده إلي الأرض.. التي عشقها وعبر عنها في فيلمه كما لم يعبر أحد. وعادت روحه إلي خالقها تحلق في الكون الواسع.. فلم تكن العلاقة بيني وبينه علاقة ناقد ومخرج. وانما تجاوزت ذلك إلي ماهو أرحب وأعمق. إلي صداقة حقيقية امتدت عقوداً وكنا سنحتفل العام المقبل بمرور 40 سنة كاملة علي اللقاء الاول بيننا عام .1969

واجه يوسف شاهين الموت لأول مرة قبل أن يتم الستين عندما التقي بالصدفة في مطعم مطار روما عام 1980 مع طبيب القلب المصري العالمي الدكتور مجدي يعقوب. واثناء تناول الطعام قال له الطبيب النابغة لون عينيك لا يعجبني.. أريد أن أفحصه في لندن اليوم قبل الغد. وربما تجري عملية لتغيير بعض الشرايين. أو عملية "القلب المفتوح".

ذهل يوسف شاهين. ولكنه لم يتردد.. غير مسار الرحلة وذهب مع مجدي يعقوب إلي لندن وقبل دخول غرفة العمليات. وكإجراء روتيني. سأله الموظف المختص إذا فشلت العملية هل تطلب سيخاً أم قسيسا أم حاخاما وكان رده كما روي بعد عودته إلي القاهرة انت تريد أن تعرف ديانتي.. لن أقول لك.. وضحك ساخرا وقال له التعبير المصري العامي يحموك في كنكه واعترف: كنت مرعوبا وشعرت انني لو طلبت القسيس سوف يتم تخديري ولن أعود.

خرج يوسف شاهين من غرفة العمليات ليصنع من التجربة فيلمه .. حدوتة مصرية.. قام بتحويل أول أزمة صحية كبيرة مر بها الي فيلم. فالسينما عنده هي الحياة. والحياة هي السينما. حتي يبدو وكأنه قرر أن يموت عندما أدرك انه لن يقف وراء الكاميرا.. مرة أخري وقد احدثت هذه العملية الجراحية الاولي الكبيرة في حياته تغيرا جذريا في نظرته الي الحياة.

كان يوسف شاهين. وهو مسيحي من طائفة الروم الكاثوليك. مسيحيا حقيقيا من حيث تسامحه مع الآخرين رغم غضبه الجامح الذي يبدو لمن يعرفه وكأنه لن يغفر أبداً. ولكنه كان يسامح قبل ان يقام عملا يقول السيد المسيح عليه السلام وما الفضل لك إذا احببت من يحبك.. وكان فقيد مصر الكبير مسلما من حيث ايمانه بالعمل واتقان العمل. وينفر من كلمة "عبقري" ويقول الناس مابين مهمل في عمله ومتقن له. ومن تعبير "ثروة قومية" قائلا ماهو المقصود ثروة أم ثورة! وكان يوسف شاهين يهوديا من حيث ايمانه بوجود الله. ويري أن علاقته مع خالقه أن يخصه وحده ولن يبوح به لمخلوق.

وبعد عملية "القلب المفتوح" الاولي أصبح لدي يوسف شاهين هاجس جديد لم يعرفه من قبل. وهو أن الزمن يمر. وانه أشبه من يعيش في "الوقت الضائع" وقال لي بعد عودته من لندن عدوي الآن هو كل من يعطلني.

الكلمة بالضبط كانت يكعبلني" ويشغلني بكلام فارغ ويضيع وقتي. وليس لي عدو غيره.. ولكن فنان السينما الذي ترك بموته فراغا حقيقيا وظل يصنع الافلام حتي العام الماضي بمساعدة تلميذه خالد يوسف. بفضل أرادة الحياة ورغبته العارمة في صنع المزيد من الافلام جعل الوقت الضائع يمتد نحو ثلاثين سنة.

ولذلك كان بعض المصريين. وبالذات ابنة اخته ماريان. تري انه سوف يفيق مهما طالت مدة الغيبوبة. ولم يكن ذلك من فراغ وقبل يومين من وفاته قال لي جابي شقيق ماريان الذي يدير شركة مصر العالمية التي يمتلكها خاله وشركاه يبدو أن ماريان علي حق في تفاؤلها لقد اقتربت من وجهه وهتفت كالعادة باسمه لعله يفيق ففتح عينيه.. كدت أفقد عقلي من المفاجأة وقلت له تريد أن تتكلم فهز رأسه بالايجاب ضحك وقلت ولكن لا تشتم فلاحت علي وجهه ابتسامة عريضة.

وكنت قد أوصيت جابي إذا أفاق ولو لحظات أن يطبع علي جبينه قبلة مني. ففعل وعندما فارقت الروح الجسد فجر الاحد. أدركت انها كانت صحوة الموت ولأول مرة ذهبت الي المكتب بعد أن فارقه صاحبه. وربما لأول مرة ايضا كانت الكهرباء مقطوعة في ذلك المكتب الذي دخلته مئات المرات. وكأنما كان ذلك ليحل الصمت من دون راديوهات ولا تليفزيونات ولا حتي اصوات أجهزة التكييف.. ففي البدء كان الصمت داخل الرحم. وفي النهاية هو الصمت داخل المقبرة.

ألقيت نظرة الي ركن معين من المكتب هو الذي جري فيه أول حوار شخصي طويل معه حين كانت الشقة من غرفة للنوم وصالة لكل شيء اخر قبل ان يشتري الشقة المجاورة ويتوسع وينتقل للاقامة في شقته الخاصة بالزمالك وفوقها مباشرة شقة شقيقته الوحيدة ايريس وزوجها جان خوري رحمهما الله العزاء لمصر كلها من نيويورك الي باريس وتونس وبيروت لقد فقدت السينما المصرية علمها الكبير الذي لن يرفرف مرة اخري ولكن ترك افلاما تعيش دائما.

الجمهورية المصرية في 30 يوليو 2008

 
 

شاهين المتهم دائماً بالخيانة والإساءة..

صاحب أكثر القضايا لوقف أفلامه

ناصر عبدالنبي

لم يخض مخرج سينمائي معارك مثل يوسف شاهين والتي كانت كفيلة بإحباطه وتوقف مسيرته الإبداعية ولكنه ظل يخوضها بقوة وتماسك ويقدم ابداعاته رغم حالة الهجوم التي صاحبت كل عمل يقدمه وظل مدافعا عن فنه وأفكاره ليقدمها في أعماله السينمائية التي تجاوزت الأربعين فيلما.

في أكثر المعارك ضراوة تلك الحملة التي تم توجيهها له عندما قدم فيلم "وداعا بونابرت" وقد اعترضت الرقابة ورفضت حوالي 20 مشهدا من الفيلم حيث اعتبرت هذه المشاهد وحوارها إساءة لنضال الشعب المصري وكفاحه.. وتلقي شاهين حملة هجوم من النقاد وباعتبار أن الفيلم يبرر الحملة الفرنسية علي مصر ويشوه تاريخ النضال للشعب المصري ولكن يوسف شاهين دافع عن نفسه قائلا بأن الفيلم ادانة لفرنسا وليس للمصريين.

كما تلقي هجمة شرسة عندما شارك فيلمه اليوم السادس في مهرجان اسرائيل ورد مدافعا بأن الفيلم عرض دون ارادته.

أما فيلمه الناس والنيل فلاقي هجوما بأن الفيلم يشوه الشخصية المصرية وكان جريئا لأقصي درجة عندما قدم سيرته الذاتية من خلال الكاميرا في ثلاثة أفلام هي اسكندرية ليه عام 1979 وحدوتة مصرية 1983 واسكندرية كمان وكمان وهي أول سيرة ذاتية تقدمها السينما العربية في أجزاء ثلاثة.

كان شاهين دائم الاصطدام مع النقاد حيث أتهمهم بأنهم يهاجمون أفلامه بهدف منع عرضها في المهرجانات السينمائية الدولية وكان دائما ما يقول بأن أفلامه تحترم المشاهد ولا تخدعه ولكن علي الشاهد أن ينمي ثقافته السينمائية حتي يفهم هذه الافلام.

أعنف هجوم تلقاه شاهين عندما قدم فيلمه الروائي القصير "القاهرة منورة بأهلها" والذي عرض في مهرجان كان وخرج الوفد المصري من صالة العرض ثائرا وطالب البعض بتقديم بلاغ للنائب العام بسبب إساءة شاهين لمصر باعتباره ينشر الغسيل القذر علي الأجانب ويجمع كل المتناقضات في 20 دقيقة هي مدة عرض الفيلم وتمادي البعض في الاتهامات بأن الانتاج المشترك الذي عمله شاهين مع فرنسا كان يتطلب منه نشر السلبيات حيث يظهر شاهين في الفيلم بشخصيته مع مجموعة من الطلبة المفروض أنهم تلاميذه في معهد السينما ويقول لهم جاءني تلكس لعمل فيلم عن القاهرة تفتكروا ماهي الفكرة التي في ذاكرتكم عن مصر فيقول أحدهم الهرم وتقول أخري الصحراء والجمال ويقول ثالث الرقص وهز الوسط ويقطع المخرج الحديث علي مشهد طويل لراقصة في كباريه مركزا علي بطنها ويبدأ في عرض كل المتناقضات في الشارع المصري ودافع شاهين عن نفسه قائلا بأنني نشرت حبي لمصر ولم أنشر غسيلنا القذر.

قام شاهين بتقديم عرض مسرحي في الكوميدي فرانسيز وهي مسرحية كاليجولا وذلك برؤية شاهينية.

عندما قدم فيلمه المهاجركانت هناك عاصفة من الانتقادات والدعاوي القضائية لوقف عرض الفيلم ودعاوي حسبة وأعتبروا أن الفيلم يسئ إلي فراعنة مصر والشعب المصري ويؤيد التطبيع مع اسرائيل من خلال استلهام قصة سيدنا يوسف وظلت الدعاوي القضائية تتوالي حتي انتصر الابداع في النهاية.

يأتي "المصير" والذي عرض في مهرجان كان ليحصل من خلاله وبالاضافة لمجمل اعماله علي جائزة من مهرجان كان ويصفق له جمهور المهرجان لمدة تزيد علي15 دقيقة ويتم استقباله في مطار القاهرة استقبالا حافلا .. ليقدم بعد ذلك فيلم الآخر وسكوت هنصور.

ثم اتهم يوسف شاهين بأن كل النجوم الذين اكتشفهم توقفوا عن الابداع والتألق منهم محسن محيي الدين الذي أعلن اعتزاله وخالد النبوي وهاني سلامة وعمرو عبدالجليل وأحمد وفيق وغيرهم ولكنه رد علي ذلك قائلا بأنه يصنع من يستحق علي بداية الطريق وعليه بعد ذلك أن يختار جيدا فقد قدم ايضا عمر الشريف وعزت العلايلي ومحمود المليجي وشكري سرحان.

واتهمه البعض بأنه أخطأ عندما استعان بالمطربة داليدا لتقوم بدور فلاحة مصرية ولكنه دافع عن هذا الاختيار بأن شروطه في الفنانين الذين يتعاملون مع الالتزام والتفرغ كما أن هناك أنماطاً مختلفة للفلاحة المصرية والفلاحة ليس لها مواصفات محددة وقد سبق وقدمت نجوي ابراهيم في أول تجربة سينمائية لها في فيلم الأرض ولعبت دور فلاحة ونجحت فيه وكان يعتقد البعض انها مذيعة تليفزيونية مدللة ولكنها أجادت الدور.

* ظهر يوسف شاهين في فيلم عن أحداث 11 سبتمبر وانتقد فيه السياسة الأمريكية ولم تكن المرة الأولي التي يظهر فيها يوسف شاهين في فيلم فقد سبق وظهر في افلامه منها فيلم باب الحديد وفيلم اسكندرية كمان وكمان والقاهرة منورة بأهلها.

قدم فيلم الناصر صلاح الدين بتكلفة ضخمة وتم اختيار الفيلم بين أفضل 100 فيلم في السينما المصرية.

الجمهورية المصرية في 30 يوليو 2008

 

سينمائيات

فكري كمون 

* لقد تربيت علي أفلام يوسف شاهين وعشقتها وأفلامه مثل "الناصر صلاح الدين الأرض صراع في الوادي باب الحديد صراع في الميناء جميلة بوحريد" تحف فنية لا تزال تبهرني وأعتقد أن الآخرين كذلك عند مشاهدتها.

* وكل عاشق للفن السابع يدرك عظمة يوسف شاهين المصرية. والعربية والعالمية.. ولعل أفلامه في بداية عرضها لم تنجح تجارياً في جلب إيرادات ولكنها نجحت فنياً وجماهيرياً بعد ذلك وصارت مدرسة متكاملة يتعلم منها المخرجون ودارسو السينما.

* وأفلام يوسف شاهين خاصة الأخيرة لا تفهم بسهولة من المشاهدة الأولي أو الثانية وربما الثالثة ولكنها تعكس فكراً غير تقليدي. وقد تهرب منه معظم المنتجين تقريباً بسبب هذه النوعية فأنشأ شركته الخاصة للإنتاج وحارب من أجل الحصول علي تمويل لأفلامه وتحقيق أحلامه. ولهذا كانت أفلامه قليلة "36 فيلماً" مقارنة بالكثير من المخرجين الذين يقيسون نجاحاتهم بكثرة أفلامهم.. وأهم جانب في شاهين أنه كان مقاتلاً لم تهبط روح العاشق للسينما بداخله مهما امتد به العمر "82 عاماً".

* ولا شك أن هناك أسباباً كثيرة لنجومية شاهين العالمية ووقوف العالم وتصفيقه له والاحتفاء به وهو ما لم ينله مخرج مصري غيره. ولكن أحد أهم الأسباب لهده العالمية هو فنه ولغته السينمائية التي أدركها النجوم والنقاد ورجال السينما في العالم ولهذا حفظوا اسمه وأعماله.

* وروعة يوسف شاهين أن فنانينا الكبار كانوا يتشوقون للظهور في أفلامه ويقبلون عن حب للمشاركة فيها بالرغم من أنه كان يقدمهم في "كيانات" غير تقليدية ولسان حالهم يقول: يكفينا أننا أمام كاميرات شاهين.

* وعبقرية الراحل أن أفلامه لم تكن تقليدية في موضوعاتها بل كانت تحمل فكراً مستنيراً وهموم وطن وشعوب مطحونة وفساد.. وسوف نظل نحترم يوسف شاهين ونفتخر به لأنه احترم عقولنا ورفع اسم مصر عالياً.

الجمهورية المصرية في 30 يوليو 2008

 
 

دقيقة صمت تحية لشاهين في افتتاح تظاهرة "بحر السينما العربية" في صقلية

تحية ليوسف شاهين "حدوتة السينما المصرية"

استمع لحلقة خاصة من مونت كارلو الدولية عن السينمائي الراحل يوسف شاهين

 

مسينا (ايطاليا) (ا ف ب) - وقف الحاضرون في قاعة العروض الصغيرة في الهواء الطلق في مدينة مسينا بجزيرة صقلية الايطالية مساء الاحد دقيقة صمت حدادا على روح الراحل المصري الكبير المخرج العالمية يوسف شاهين حيث تصادف يوم افتتاح التظاهرة مع اعلان وفاته في القاهرة.

وحيا الجمهور العربي والايطالي ابن الاسكندرية الذي كان يجيد الايطالية والذي قدم آخر اعماله "هي فوضى" في مهرجان البندقية العام الماضي.

ويحمل مهرجان مسينا في قسمه "بحر السينما العربية" هذا العام عنوان "الكوكب امراة" ويقدم عددا من الافلام الروائية القصيرة والطويلة والوثائقية التي تندرج ضمن تظاهرة سينمائية وفنية ايطالية اوسع.

وكانت التظاهرة الاشمل "مهرجان اورسينوس" انطلقت في 20 تموز/يوليو وقدمت افلاما استعادية لبرناردو برتولوتشي وسالفاتوري سامبيري وميكيل انجلو انطونيوني وماركو فيريري وغيرهم.

وعن برمجة القسم العربي من المهرجان لهذا العام قال مديره الفني عرفان رشيد لوكالة فرانس برس انه سعى عبر الافلام ل"اعطاء صورة حقيقة عن المراة العربية تكون على عكس الصورة التي تقدمها بها وسائل الاعلام الغربية والتي يطغى عليها الجو السياسي او الايديولوجي وتسعى غالبا للتاكيد على تخلف مجتمعاتنا وقمعها للمراة".

واضاف رشيد انه اراد من خلال اختيارات الافلام "ابراز حقيقة ان المراة العربية فاعلة ومكافحة وتدافع عن حقوقها في مجتمعاتها بل هي في كثير من الاحيان تحقق نتائج كبيرة ومهمة".

والى جانب افلام النساء يقدم "بحر السينما العربية" افلاما لمخرجين رجال ممن تعاطوا مع موضوع المراة وعالجوا شؤونا تهمها لكن المهرجان الذي يشكو من ضعف الميزانية لم يستطع استقدام افلام اكثر تعكس الواقع العربي في ما يتعلق بهذا الموضوع.

ويقدم المهرجان ستة افلام روائية طويلة ياتي في مقدمتها شريط "دنيا" للمخرجة اللبنانية جوسلين صعب التي تغيب عن المهرجان بسبب مواكبتها لمعرضها التركيبي. وكان هذا الفيلم اثار سجالا في القاهرة بسبب القضايا التي يتطرق لها وبينها قضية الرقص الشرقي وختان الفتيات في مصر.

ومن الجزائر يقدم المخرج سعيد ولد خليفة فيلمه "عائشات" الذي يتعرض لمشكلة العنف ضد النساء وقسوة المجتمع والاهل على المراة حتى في حال كانت هي الضحية والفيلم ماخوذ عن قصة واقعية.

ويقدم شريط "حكاية بحرينية" للمخرج بسام الذوادي الى جانب فيلمين يمسان موضوع النساء بشكل غير مباشر وهما شريط المغربي داوود اولاد السيد "في انتظار بازوليني" الذي سبق وحاز جائزتين في القاهرة ووهران وادرج في التظاهرة هنا تحت عنوان "تحية الى سينما الفقراء".

اما الفيلم الثاني فهو العمل الاول للاميركية نيكول بالافيان وعنوانه "رحلة الى زيغ زيغ لاند" وصور في الولايات المتحدة وفلسطين على نحو طريف وشيق.

وتقدم التظاهرة ثمانية افلام روائية قصيرة هي "الباب" لياسمين شويخ و"ختي" ليانس قسيم وكلاهما من الجزائر و"صباح الفل" لشريف البنداري من مصر و"تقويم شخصي" لبشير المازن من العراق.

ويعزز مهرجان مسينا مكانة الفيلم الخليجي القصير حين يقدم "بيلوه" لعامر الرواس من سلطنة عمان و"عشاء" لحسين الرفاعي و"غياب" لمحمد راشد بو علي والشريطان من البحرين و"بنت مريم" لسعيد سالمين المري من الامارات.

اما الافلام الوثائقية فيغلب على ما هو مقدم منها في "بحر السينما العربية" الشريط العراقي لكن اليمن يحضر فيها من خلال شريط "امينة" للمخرجة والكاتبة اليمنية خديجة السلامي الذي يتطرق لواقع صعب.

ومن السجن اليمني الى سجن النساء العراقي في ظل الاحتلال كما يقدمه شريط "يوم في سجن الكاظمية" لعدي صلاح وبجانبه شريط "عصابات بغداد" لعايدة شليبفر الذي يتوقف عند الوضع النفسي للمخطوفين الكثر في العراق بعد نجاتهم.

اما قتيبة الجنابي فيصور بورتريه ل"ناهدة الرماح" وتقدم ميسون باجه جي "نساء عراقيات" ويقدم قاسم عبد شريطا من 18 دقيقة حول تجربة "مدرسة بغداد للسينما والتلفزيون".

وبعدما كان العراق ضيف شرف العام الماضي باتت الجزائر ضيف شرف هذا العام. وفي اطار هذه الاستضافة يعرض فيلم ايطالي للمخرج جيلو بنوتيكورفو "معركة الجزائر" الذي يسجل الدور الهم الذي لعبته المراة الجزائرية في حرب التحرير.

ولا يتضمن المهرجان مسابقة ولا جوائز لكن المنظمين ارتأوا هذا العام ان يتم منح جائزتين تقديريتين لافضل فيلم روائي قصير ووثائقي ويختار الفيلمين النقاد العرب المشاركون في المهرجان بجانب الجمهور.

كما انه لا يهتم بتقديم افلام جديدة بل هو يقدم الاشرطة ضمن المواضيع التي يختارها ويدرج ضمن المهرجان فيلم "امهات" للمخرجة الايطالية باربرا كوبيستي الذي فاز العام الماضي باكثر من جائزة وهو صرخة الامهات ضد العنف.

موقع "إذاعة مونت كارلو" في 28 يوليو 2008

 
 

يوسف شاهين وداعاً..

عاش مشاغباً ومات غاضباً

من الصعب ان تجد مخرجا كبيرا في صناعة السينما في العالم أجمع ليس له موقف فكري وسياسي وانساني ناقد للواقع وراغب وعامل علي تغييره فرسالة الفن عند هؤلاء تتعدي التسلية وحتي القيم الجمالية المجردة انه المعبر عن هموم الانسان وشوقه وتوقه للمثال والكمال وتتعدد وتتفرق بعد ذلك السبل بين هؤلاء المبدعين الكبار لتحقيق هذا الهدف وتلك الرسالة بل وتختلف عند بعضهم من مرحلة الي اخري لكن شعلة التمرد تبقي الجوهر والمحرك ويوسف شاهين واحد من هؤلاء وهو بالقطع النموذج والمثال للمبدعين الكبار علي مستوي السينما العربية مهما اختلفت الآراء حول أعماله أو اختلف البعض مع أفكاره فهو في كل الأحوال كان صادقاً مع نفسه ومع ما يعتقد لم يضبط يوما ينافق نظاما ولا حاكما ولا قيما سائدة يرفضها فرغم حبه لعبد الناصر وإيمانه بثورة يوليو إلا انه لم يتردد في نقد النظام في افلام مثل العصفور والاختيار وعودة الابن الضال ووصل خلافه مع نظام السادات - مبارك الي حد الصدام ليس في الأفلام فقط بل في مشاركته في المظاهرات الرافضة للتطبيع والمنددة ببعض سياسات النظامين القمعية ومما لا يخلو من دلالة ان يكون آخر أفلامه هي فوضي الذي حققه بعد أن تجاوز الثمانين من عمره هو أعنف الأفلام في نقد تغول الأجهزة الأمنية وانتهاكها للحريات وحقوق الانسان وأكثرها مباشرة ودعوة للتمرد.. ولم يقتصر تمرد يوسف شاهين علي السياسة والسلطة بل تجاوز ذلك نقد النفاق الاخلاقي في المجتمع والفوارق الطبقية والاستغلال كما في الأرض والاختيار وباب الحديد وقدم وهو الذي ولد مسيحيا نقداً لاذعاً للفكر التكفيري وأظهر الوجه المشرق للحضارة الاسلامية في فيلمه المصير وفي مجموعة أفلامه التي قدم فيها سيرته الذاتية رغم انها لم تلق قبولاً نقدياً علي المستوي العربي علي عكس الغرب وكان من الشجاعة بحيث يتعري ويكشف نقاط ضعفه وعقده وهو الأمر الذي لم نعتده في شرقنا العربي المحافظ وصدم خلالها الكثيرين من النقاد والجمهور وتعرض في أفلام حدوتة مصرية واسكندرية ليه و اسكندرية كمان وكمان و اسكندرية نيويورك لعلاقته المركبة بالغرب عموماً وأمريكا بشكل خاص تلك العلاقة التي تجمع بين الحب والاعجاب والرفض والعداء. فكان بذلك صادقاً مع نفسه ومعبراً عن تلك العقلية السكندرية الكوزموبوليتانية التي سادت في حقبة ما قبل ثورة يوليو.. ولم يقتصر ابداع يوسف شاهين علي انتاجه السينمائي المنسوب له بل تخطاه الي تخريج جيل من المخريجين المبدعين من عباءته كان من أشهرهم داود عبدالسيد ورضوان الكاشف وخالد يوسف الذين عملوا معه كمساعدين واذا كان البعض اتهم يوسف شاهين بالسيطرة علي الممثلين الذين يعملون تحت ادارته وصبغهم بصبغته في الأداء فإن هذا لا ينطبق علي المخرجين المبدعين الذين تخرجوا من مدرسته وشق كل واحد منهم طريقه وأبدع طريقته وأسلوبه الخاص ولم يتحول الي نسخة أو مسخ من هذا المبدع.. لقد جمع يوسف شاهين في شخصيته وفي ابداعه بين صفتي البحر المتوسط فهو مولود في الاسكندرية لأب لبناني مهاجر وأم يونانية وقد تزوج من فرنسية.. ورغم ذلك ظل مؤمنا ووفياً للقضايا العربية عموما وخصوصا قضية العرب المحورية فلسطين والصراع العربي الاسرائيلي.. وقدم وهو المسيحي قراءة تاريخية رائعة ومنصفة للحروب الصليبية في فيلمه الناصر صلاح الدين كما قدم موقفه القومي المساند لحرية الشعوب في جميلة بوحريد وظل يوسف شاهين منذ أول أفلامه وحتي آخرها صاحب نزعة يسارية اجتماعية تتعاطف مع الطبقات الشعبية وهمومها وأحلامها ورغم احتفاء الغرب به ومنحه أرفع الأوسمة والجوائز في مهرجان كان ومهرجان برلين وحصوله علي تمويل سخي لعدد من أفلامه إلا أنه لم يهادن هذا الغرب للحظة حين يتعرض الأمر بالتاريخ الاستعماري أو اجحاف الحضارة العربية حقها وتلقت السياسة الأمريكية من شاهين العديد من الصفعات سواء في أفلامه الذاتية أو في فيلمه الأخطر عن الارهاب وعلاقة امريكا به وهو فيلم الآخر .. لقد عاش يوسف شاهين.. وابدع كمتمرد أصيل ورحل دون أن يترجل عن صهوة جواد هذا التمرد..

الراية القطرية في 31 يوليو 2008

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)