كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

أسلم الروح عن 82 عاماً بعد غيبوبة طالت شهراً...

يوسف شاهين: سينما منفتحة للمشاكسة وللسّيرة الذاتية والغضب

كتب ابراهيم العريس

عن رحيل

يوسف شاهين

   
 
 
 
 
 

«لزمن طويل بعد أن يموت الشعراء، تظل أغنياتهم تتجول في الطرقات». يوسف شاهين لم يكن شاعر لغة، لكنه كان بالتأكيد شاعر سينما، وبالتأكيد سيبقى العدد الأكبر من أفلامه/ قصائده، حياً في وجدان وعيون عشرات الملايين من الذين شاهدوها، وسيشاهدونها، فسينما يوسف شاهين لا تموت، كحال السينما الكبيرة كلها. وهي كانت وتبقى سينما كبيرة، إن لم يكن في افلامه كلها، ففي عدد كبير منها. 

يوسف شاهين الذي توفي أمس الأحد عن 82 عاماً أنجز بين الحين والآخر، أفلاماً أرضت السوق و«الجمهور» العريض، لكنه حقق في مساره السينمائي الذي قارب الستين عاماً، أفلاماً أخرى ربما تكون غالبية أعماله، أرضته كفنان وأرضت النقاد والمثقفين والمحبين الحقيقيين للسينما، وإن كانت رجمت بعد عروضها الأولى. فمن «بابا أمين» الى «هي فوضى؟» تسجل فيلموغرافيا الرجل الذي استحق دائماً لقب «عميد السينما العربية» نحو أربعين فيلماً (بين روائي طويل ووثائقي قصير)، سجلت في حد ذاتها، ومرحلة بعد مرحلة، علامات انعطافية في السينما المصرية بخاصة، ولكن، بالواسطة، في بعض السينمات العربية الأخرى. وهنا، نفكر، بالطبع، بأفلام النقد الاجتماعي وأفلام الغضب السياسي، ولا سيما أفلام السيرة الذاتية، التي كان شاهين، وليس فقط منذ «اسكندرية ليه؟» مفتتح تيارها والفنان الذي شق طريقها أمام عدد من متابعيه في تونس أو لبنان، في سورية أو المغرب.  

ولم تكن ريادة شاهين في هذا الميدان مكللة بالغار، بل كلفته كثيراً، لكن «جو» الذي كان منذ يفاعته قرر ألا تكون له مهنة في حياته غير السينما، لم يبال، بل سار في طريقه متمرداً مشاكساً، محللاً غاضباً، لا توقفه رقابة ولا يحده اطار. ولولا هذا لما عرفت السينما المصرية روائع تصنف دائماً في أفضل مئة فيلم في تاريخها، من «الأرض» الى «العصفور» ومن «باب الحديد» و «الاختيار» و «فجر يوم جديد» الى «بياع الخواتم» (في لبنان) و «المهاجر»، وخصوصاً «اسكندرية/ نيويورك».

واذا كان شاهين اشتهر برباعية سيرته الذاتية (أفلام «الاسكندرية» الثلاثة و «حدوتة مصرية») بوصفها سلسلة أفلام رسم فيها، من دون سرد تاريخي خطي، صوراً من حكاية حياته وحكاية السينما في تلك الحياة، فلا بد من القول إن سينما شاهين، ومنذ «بابا أمين»، تكاد تكون كلها سيرة متواصلة لهذا الفنان الذي، حتى حين استقى مواضيع أفلامه من أعمال كتاب آخرين، عرف دائماً كيف يكيفها مع تطلعاته وما يريد أن يقول.

ولدى ذكر اخراج يوسف شاهين لـ «بياع الخواتم» عن أوبريت الأخوين رحباني الشهيرة في بيروت، لا بد من الاشارة الى ذلك البعد العربي العام، الذي جعل من صاحب «الأرض» واحداً من أكثر المخرجين المصريين انفتاحاً على الهموم العربية كما تجلت خارج مصر، ما أوصله دائماً الى الشأن السياسي، في شكل مباشر أو أقل مباشرة في أفلام دنت من القضية الفلسطينية («الأرض») أو القضية الجزائرية («جميلة الجزائرية») أو الحرب الأهلية اللبنانية («عودة الابن الضال») أو حتى العولمة (اسكتش في الفيلم الجماعي «11/9»، ثم «الآخر»...) أو دور أميركا - في رأيه - في مشاكل العالم العربي والعالم في شكل خاص («الآخر»... و «اسكندرية/ نيويورك»).

لا يمكن القول، بالطبع، إن هذه الأفلام كلها كانت تحفاً، لكنها وغيرها من أعمال شاهين، كانت تعبر دائماً عن سينما حاضرة في العصر، منفتحة على العالم، داعية الى التمرد والتسامح في آن، سواء كانت تاريخية مؤدلجة (كـ «الناصر صلاح الدين») أو سياسية دعائية (كـ «الناس والنيل») أو أعمالاً أصلية (كغالبية أفلامه الكبرى)، فسينما شاهين، التي لن تموت أبداً بموته الذي سيحرمنا من جديده الذي كان دائماً بالمرصاد، كانت سينما متنوعة، ذكية، معاصرة، وهذا ما كرس صاحبها، واحداً من كبار سينمائيي العالم، بشهادة مهرجان «كان» وأهل المهرجان الذين خصوا شاهين، عام 1997، بأرفع جائزة أعطيت في تاريخ المهرجان: جائزة الخمسينية (سعفة ذهبية خاصة) لمجموع أفلام شاهين طوال مسيرته.

الحياة اللندنية في 28 يوليو 2008

 

... سينما يوسف شاهين في مرآة الآخرين

رحيل صاحب «الأرض» و«المصير» يذكر بريادته في السينما المصرية والعربية* «العالمية» التي تنبع من هموم المبدع ومجتمعه

ابراهيم العريس 

يوسف شاهين الراحل أمس الأحد عن 82 عاماً، بعد غيبوبة (في باريس والقاهرة) طالت نحو شهر، كان بالتأكيد الأكثر عالمية بين أقرانه من السينمائيين العرب. وانطلاقاً من مكانته المميزة في السينما المصرية، وفي مهرجان «كان» الدولي، بين مهرجانات عدة أخرى ارتادها خلال أكثر من نصف قرن، يعتبر أحد أبرز السينمائيين العالميين، من دون ان يصور أفلاماً كثيرة خارج مصر (باستثناء فيلم في لبنان وآخر في المغرب وإسبانيا). ومن هنا كان الاحتفال العالمي به، في شكل دائم، ينبع من مصريته نفسها، بل من اسكندرانيته المعلنة. وطوال مساره الفني، عاماً بعد عام، نشرت عن شاهين مئات المقالات والدراسات وعدد من الكتب بلغات عدة، كما ان مجلات متخصصة مثل «دفاتر السينما» و «سينما اكسيون» أصدرت عنه اعداداً خاصة. والمجال هنا ليس كافياً، لوضع لائحة مختصرة بما كُتب عن يوسف شاهين. لهذا، ولمناسبة رحيل الفنان الكبير، ننشر في هذه الصفحة الخاصة آراء فيه وفي فنه، تحمل تواقيع نقاد وسينمائيين أجانب، عرفوا أفلام شاهين عن قرب، وتعاملوا معها كجزء من تاريخ مصر وثقافتها، وكذلك كجزء من تاريخ السينما العالمية، من دون تلك الأبوية المعتادة للنقاد الغربيين لدى كتابتهم عن إبداعاتنا العربية، وهذا ما يضع شاهين في مستوى واحد من الاهتمام مع المبدع المصري الراحل الآخر نجيب محفوظ.  

> لا يمكن النظر الى يوسف شاهين باعتباره مجرد نتاج ظرفي لموضة ما. شاهين ليس «طرازاً» بين غيره من الطرز. ولا ننسينّ هنا ان جورج سادول وصفه منذ زمن بعيد بأنه أفضل سينمائي مصري من ابناء جيل ثورة 1952. إن سينما شاهين تنتمي الى التاريخ المصري، وفيلماه المنتميان الى السيرة الذاتية («اسكندرية ليه؟» و»حدوتة مصرية») يشكلان نوعاً من التنقيب في داخل رجل مجروح، يرسم، بعدما أجريت له عملية خطيرة في القلب، جردة لصراعه، وآماله، وخيباته، وضروب ضعفه في بلد هزه التاريخ المعاصر هزاً، وصولاً الى سقوط الملك فاروق، ومجيء حكم جمال عبد الناصر، وتدهور نظام هذا الأخير حتى هزيمة 1967، ومجيء عصر السادات. إن شاهين، الذي تكوّن بفضل السينما الأميركية عبر أفلام اغتذت بها مراهقته، ثم عبر الدراسة التي تلقاها في «باسادينا بلاي هاوس» بولاية كاليفورنيا، عرف كيف يزاوج دائماً بين سيطرة كبيرة على اللغة السينمائية، وبين حساسية جريحة لرجل من العالم الثالث. أجل، إنني «وغد»، يحلو احياناً ليوسف شاهين أن يقول وهو المتوسطي الأصيل الذي يمتلئ سعيه الجواني بحماس وتبصّر وشجاعة كبيرة. وشاهين في هذا كله، يطرح اسئلة على العالم العربي، غير متردد في الدنو من المواضيع الأكثر حميمية، وفي نسف الشعارات والأساطير في بيئة اجتماعية وسياسية تظل الطائفية والدوغماتية فيها قاعدة اللعب غالباً. ومن هنا فإن شجاعة شاهين وظمأه الى التواصل مع الآخرين، يرغمان المرء على احترامه والإعجاب به. أما حبه المجنون للسينما فإنه يجعل منه واحداً من السينمائيين الأكثر إبهاراً في زمننا...

كريستيان بوسينو

(ناقد سينمائي فرنسي أشرف على عدد خاص من مجلة «سينما كسيون» عن شاهين)

 

> يوسف شاهين، في طبيعته، سينمائي لا يمكن إمساكه. فهو أبداً لا يمكنه ان يدع لنفسه مجال أن يحصر في إطار، حتى ولو كان إطار العديد من الأشخاص الذين قيض له أن يدنو منه، خلال لحظات متفرقة من مساره الإبداعي. شاهين المفتون عادة بأميركا وبخاصة بهوليوود، عرف دائماً كيف يعمل على بناء نمط جديد من الاستعراض، لا يمكن ابداً وصفه بأنه كلاسيكي او حديث.. كما لا يمكن وسمه بالحذلقة. لديه، يُنظر الى السينما دائماً بوصفها عالماً يلتهم كل مظاهر الحياة وتجلياتها. ومن الصعب العثور في سينماه على أي اثر للنزعة الطبيعية. كل ما لديه هو تمثيل وإعادة تمثيل للواقع. أو لنقل، نقلاً عن رينوار، ان الواقع لديه سحري دائماً. وهكذا، حتى حين كان الأمر يقتضي الاتيان على ذكر الساعات الساخنة التي سبقت اندلاع حرب الأيام الستة والهزيمة التي تلتها، كما في «العصفور»، لا يتخلى شاهين أبداً عن عالم الحكاية. عالم «كان يا مكان...».

ولئن كان يمكن تعريف شاهين بأنه سينمائي سياسي، وبخاصة اعتباراً من سنوات الستين، فإنه سياسي ولكن دائماً انطلاقاً من فكرة سينمائية ما، انطلاقاً من منطق موروث من الحكايات الكبيرة بل أفضل من هذا: من الكوميديا الموسيقية كما هي حال فيلمه الرائع «عودة الابن الضال»، حيث نلاحظ كيف ان أربع خطوات راقصة جديرة بفنشنتي مينيللي تأتي هنا لتزين التراجيديا البريختية التي تُلعب امام أعيننا، تراجيديا الوعي الشقي لبطل ثوري استولت عليه البورجوازية، لينتهي، بائساً، مندفعاً ضد الطبقة التي ينتمي أصلاً إليها... وبالتالي ضد ذاته.

تييري جوس

(رئيس تحرير مجلة «كراسات السينما» الفرنسية في تقديم عدد خاص من المجلة عن شاهين)

 

> إن لـ «جو» طاقة حيوية ويتمتع بسرعة تفكير مؤثرة، ويحدث دائماً أن إخراجه لفيلم من أفلامه يتبع هذه السرعة لديه. ويقيناً أن قوة سينماه تكمن هنا هنا. وأنا نفسي أعدت التفكير في هذا الأمر حين كنت أصور «الملكة مارغو». لقد أعطاني شاهين الانطباع بأن السينما تخرج من بين اصابعه. وأسلوبه في الإخراج يبدو لي قريباً جداً مما أحب ان أفعله. غالباً ما يبدو السينمائي الأكثر حماساً من بين الآخرين لإنجاز العمل. ففي مكان التصوير يتقاعس الجميع: ملاحظ السيناريو يريد لراكوراته ان تكون صحيحة؛ ومدير التصوير يطالب بإطاره الصحيح، والمزين بأن تكون زينته الأفضل ويحدث ذات لحظة أن يريد السينمائي (أي المخرج) أن يقول للطاقم: اشتغلوا بأقل جودة ممكنة، ولكن بأكبر قدر من الانطلاق. إذ يتعين على الفيلم ان يتحقق تبعاً لإيقاع تفكير المخرج. في «الملكة مارغو» صورنا مشاهد مجزرة سان - بارتيملي فيما لم يكن أي شيء جاهزاً. مع أن المرء يمكنه أن يمضي حياته كلها، وهو يحسب لقطة ويتحقق منها. لكن الأساسي هو ان يتعلم المرء كيف يرمي بنفسه في الماء. ولدى يوسف شاهين هناك هذه القدرة على الاختراع والابتكار والارتجال الرائع. هناك ما يشبه اللهيب. إن شاهين يصور على سرعة تفكيره. وتفكيره غني من دون حدود.

باتريس شيرو

(ممثل ومخرج فرنسي مسرحي وسينمائي قام بدور «بونابرت» في «وداعاً بونابرت»).

 

> هناك عدد من المخرجين الأجانب (وأتحدث هنا عن الأحياء لا عن الأموات) يجسدون بالنسبة الينا، وفي الوقت نفسه، ما هو أكثر خصوصية وذاتية في ثقافتهم وسينماهم الأصيلة، وما يجعل من السينما فناً كونياً شاملاً، لغة يفهمها الجميع ويتواصلون بها وربما تكون هذه اللغة أكثر قدرة على التوصيل بين البشر من الأدب نفسه، وأولاً في ما يتعلق بما هو مشترك لديهم. وفي هذا الإطار يمكن التفكير ببيرغمان وساتياجيت راي وكوروساوا وفلليني وودي آلن. ويقيناً أن يوسف شاهين واحد من هؤلاء.

أنا في الحقيقة لم أكن اعرف أفلامه حين دعوته الى مون بلانش، ليشارك في اللقاءات التي كرسناها هناك عام 1981 للسينما المصرية والكاتالينية. والتقيته للمناسبة مرتين: التقيته في الحياة نفسها، وفي فيلم «باب الحديد» الذي كنا نعرضه. والحال ان التلازم بين الرجل وكرمه وحاسيته وذكائه الحاد وثقافته، وبين الفيلم كان مكتملاً، الى درجة أنه هزني هزاً. ويمكن أن يقال ان هذا التلازم الحميم هو، عادة، من خصائص المبدع، وإنه الشرط الجوهري لإبداعه... ولكننا نعرف انه، مع ذلك كله، نادر الوجود.

إن هذه السمات التي تتضافر عن كثب لدى شاهين في اختياره مواضيعه، في مسلك حكاياته والحب الذي يضفيه على شخصياته (حيث «الأشرار» ليسوا ابداً أقل إنسانية من «الطيبين») وفنه في إعطاء حكاياته كثافة روائية غالباً ما تفتقر إليها السينما، وقدرته على الكلام عن البسطاء وعن «القضية العادلة» من دون أن يلامس أبداً حدود التبسيط، وفي المشاعر والأحاسيس التي يعبر عنها من دون الوقوع في أية إثارة، وكذلك في البرهان على حب للحياة، قادر على ان يكون ذا موضوعية قاسية. والحال انني من اجل هذا كله أحس تجاه شاهين بإعجاب كبير وصداقة عميقة.

رينيه آليو

(مخرج فرنسي)

 

> إن في إمكان شاهين أن يستعير لحسابه عبارة يقول فيها رينوار «انني لأتحدث عن نفسي عبر الآخرين». والحال ان كلام شاهين، كسينمائي لا يقوم أبداً من التعبير عن مشاكله، حتى وإن كان في وسعنا ان نجد في بعض أفلامه شخصيات قد تظهر وكأنها أناه الآخر، كما هي الحال في «اسكندرية ليه؟» حيث يطالعنا ذلك الشخص الذي، مثل شاهين في بداياته، يبدو حائراً بين ان يصبح ممثلاً أو مخرجاً، لكن شاهين يعرف كيف ينظر اليه عبر مسافة الزمن الضرورية. إنني اتذكر، من هذا الفيلم، مشهداً رائعاً يتحدث عن الخوف من الربح. وأنه لأمر رائع طالما أن الناس غالباً ما يتحدثون عن خوف الخسارة، ونادراً ما يتحدثون عن عكس ذلك، عن ذلك الأمر الذي يبدو لي أكثر إثارة للقلق: خوف الربح. وانني احب كثيراً أيضاً فيلمه «وداعاً يا بونابرت» الذي عرض في مهرجان كان في العام نفسه الذي عرض فيه فيلمي «موعد».

وحتى إذا كان الحظ قد وقف بجانبي أكثر مما وقف بجانب شاهين في ذلك العام، فإن هذا لن يمنعني من أن أقول انني كنت حزيناً بعض الشيء بسبب الاستقبال الظالم الذي قوبل به «وداعاً يا بونابرت»، بخاصة ان المسألة لم تكن أبداً مسألة الفيلم، بل قضية سجال كان يخاض نوعاً ما ضد جاك لانغ (وزير الثقافة الفرنسية في ذلك الحين والذي ساهم في جعل إنتاج فرنسا للفيلم ممكناً). وضمن إطار ذلك السجال كان من سوء حظ شاهين أن أدمج فيلمه. والحال ان ما هو شديد الجمال في «وداعاً يا بونابرت» إنما هو تلك الطريقة التي بها يتوجه كافاريلي الى ذلك البلد الجديد عليه ليندمج فيه، حيث ينتهي به الأمر الى الخسارة، فيما لا يفكر بونابرت إلا بمصالحه كمستعمر، لا يرى أي شيء من حوله. وفي المقابل لا احب «اسكندرية كمان وكمان» كثيراً لأن رسالته تبدو لي ثقيلة بعض الشيء. ومما لا شك فيه ان هذا مرتبط بطابع الأنا - الآخر الذي يصوره شاهين هنا، من دون ان يرسم المسافة الزمنية بين الأنا والأنا – الآخر... ومع هذا اعتقد ان ثمة في هذا الفيلم مقاطع متميزة تنتمي الى كل ما له علاقة بالكوميديا الموسيقية وسينما النوع...

أندريه تيشينيه

(مخرج فرنسي)

 

> إن هناك ما هو بطولي في هذا الأسلوب في معالجة مشاهد الحركة (المعارك، الأخطاء والتمرد) وكأنها مشاهد حميمة، ومعالجة المشاهد الحميمة (خلافات، خناقات عائلية، وانفصالات) وكأنها مشاهد معارك ضخمة. وذلكم ما هو الأجمل في هذا الفيلم (الوداع يا بونابرت): نوع من الاندفاع الجدير بالاحترام.

في مقاييس السينما «العادية» لا يمكن القول ان «الوداع يا بونابرت» فيلم من دون اخطاء. فالحال أن هذه الطريقة في الاندفاع الى داخل كل زحام تبدو لي أكثر كرماً من ان تمنعني من الشعور بالغربة، ومن أن تنتج بعداً درامياً شديد الصخب، ومن ألا تفسد الوسائل بشيء الى الغايات. ولكن إذا ما غضضنا الطرف عن مثل هذه الأمور، أمام مثل هذا الفيلم البطولي والمتبصر، سيمكننا ان نقول ان يوسف شاهين هو السينمائي العربي (والعالم ثالثي) الوحيد الذي يصرّ على ان يحقق في دياره أفلاماً تنسف الفكرة الشهيرة الساذجة حول «العلاقة بين الشعوب». وأنه لفريد من نوعه في هذا الإطار. هل تقولون ان فيلمه أكثر كرماً مما يجب؟ وهل تقولون ان عالمه لا يدور في شكل تام؟ حسناً.. لكن العالم نفسه لا يدور في شكل تام، وعالم السينما أقل من ذلك تماماً في دورته. أليس كذلك.

سيرج داني

(ناقد فرنسي)

 

> .. وذات يوم جاءتنا الصدمة في تونس مع مشاهدتنا «باب الحديد» ليوسف شاهين. ماذا؟ نحن العرب يمكننا تحقيق مثل هذا ايضاً؟ فماذا إن تمكنا في تونس...؟ (وكانت الصدمة الأولى قد أتت مع فيلم «سوداء فلان» للسنغالي صمبان عثمان... ما إن رأيناه حتى صرخنا: ماذا؟ أفريقيا السوداء أيضاً؟ إذن... قد يمكننا ان نفعل أيضاً في تونس...).

منذ ذلك الحين راح يوسف شاهين يبدو، بالنسبة الى البعض منا من الذين كانوا ينتقدونه بقسوة في الوقت نفسه الذي يعبرون فيه عن حبهم له، راح يبدو وكأنه سينمائي انتهازي ذو ايديولوجية متذبذبة، بسبب مساره المهني المتنوع (حيث إنه لم يتردد أحياناً عن تمرير ميلودرامات دامعة مثل «ودعت حبك»، وأحياناً عن تمجيد الصداقة السوفياتية المصرية كما في «الناس والنيل»، وعن زرع عبادة الفرد: عبد الناصر عن طريق «الناصر .. صلاح الدين»). لكني أنا لم أكن بين هؤلاء، لأنني اكتشفت شخصياً، وفي أفلامه كلها، سمة تجريبية لم تبارح عمل شاهين أبداً. بالنسبة اليّ شاهين عصي على التصنيف. فهو رائد أبدي، ورجل ذو فضول لا ينضب، مستعد دائماً لطرح الأسئلة حول ذاته، وللبحث في كل مكان آخر ما أن يخيل إليه أنه عثر على شيء ما، وللسخرية كمجنون من كل «ذوق سليم» أو اورثوذكسية سينمائية... وكل هذا ليكون ولو لزمن فيلم واحد، على وفاق مع نفسه.

يوسف شاهين هو، على وجه الخصوص، المؤسس الحقيقي لمعظم التيارات التي عبرت بها وتعبرها كل «السينمات العربية الجديدة» منذ الخمسينات وحتى يومنا هذا، وهو ما حاولت ان أبرهن عليه في فيلميي «كاميرات عربية».

ريد بو غدير

(سينمائي وناقد تونسي)

 

> كنت اعرف معظم أفلام يوسف شاهين، إذ سبق لي ان شاهدتها في سينماتيك الجزائر. اما «الأرض» فإنه آخر ما حققه، حتى الآن، إذ إنه يعود الى العام 1969. وهو يشهد على تفتح شامل في وعي الرجل وأسلوبه. وانا حين شاهدته، في بيروت الليلية وسط صمت القاعة الصغيرة في المركز العربي للسينما، أحسست بنفس الغحساس الذي كان انتابني في قاعة قصر المهرجان في «كان»، حين شاهدت «اندريه روبليف» لاندريه تاركوفسكي: اليقين بأنني إنما أشاهد تحفة فنية. ولست في حاجة لأقول هذا، لأن انتظر تأكيد الزمن له.

إن يوسف شاهين، في هذا الفيلم، يستوحي رواية معروفة جداً في العالم العربي، وهي رواية «الأرض» لعبد الرحمن الشرقاوي. وهو يحافظ على كل ما فيها من ثراء روائي-الديمومة الزمنية، التفاعل بين الشخصيات. ثم بعد ذلك نراه ينسج حكاية قوية سلسة لا عتمة فيها ولا ارتباك. وهذا في حد ذاته أمر رائع. لأن النص لا يكف هنا عن ان يكون ثرياً ولا عن ان يكون واضحاً. إذ ان فيلم «الأرض» على هذا النحو يدفعنا الى الاهتمام بعدة مصائر أسبغ عليها الطابع الفردي، مصائر تتفرق، تتقارب احياناً، تتباعد في احيان اخرى، تختفي ثم تعود الى الظهور تبعاً لظروف الحياة الحقيقية ومصادفاتها.

مشهد، لقطتان، ثلاث عبارات حوارية... هذا وحده يكفي لترسيخ هذا العامل او ذاك في اذهاننا، بكثافة وفرادة مباشرتين. ونجد انفسنا في نهاية الأمر أمام رواق حافل بالصور يتجابه فيه مالك الأرض الاقطاعي الذي يستفيد من علاقاته في القاهرة لكي يضبط نظام الري لما فيه مصلحته ويمكنه من ممارسة الضغط على القرية؛ مع الفتاة الحسناء الباحثة عن عريس ياخذها الى المدينة؛ مع عاشقة اخرى؛ مع ذلك الفلاح ذي المزاج البركاني...

جان لوي بوري

(ناقد فرنسي)

 

>... لقد كتبت مقالات بالمئات حول شاهين «السينمائي الملتزم» وشاهين «بطل القومية العربية» وشاهين «المخرج التقدمي العربي» وغير ذلك من كلام شعائري ذي سمة نضالية. من المؤكد ان هذا كله ليس خطأ. وكما قال لست اذكر من «أن ذاك الذي لم يكن ثورياً وهو في العشرين من عمره، إنسان بلا قلب، أما ذاك الذي يظل ثورياً في الأربعين فإنه إنسان بلا عقل». وشاهين تجاوز نصف القرن، وهو دائماً ذلك الشغوف الشكاك، الذي لن يجد فيه تناقضاً إلا اولئك الذين لم يدركوا ان المبدع لا يحتفظ من سنواته العشرين ومن سنواته الأربعين إلا ما كان افضل ما لديه عند تينك السنين. عن كل الكليشيهات العالم ثالثية التي ذكرت أعلاه صحيحة، لكنها ليست الشيء الجوهري. فالحال ان سر الصنعة لدى يوسف شاهين ليس انخراطه في مقارعة الاستعمار والوحدة العربية والاشتراكية، بل حياته نفسها وكينونته... وهذه الحياة وهذه الكينونة هما ما ينقله الرجل إلينا منذ «باب الحديد» الى «العصفور» ومنذ «صراع في الوادي» الى «وداعاً يا بونابرت» رامياً إياهما دون هوادة، وبطريقة عبقرية في وجوهنا تحت الف شكل سياسي، جمالي أو موسيقي.

باختصار، شاهين كان دائماً في مكان متقدم على كافة المبدعين العرب، هؤلاء الذين لا يزالون عبيداً لألف سلطة وسلطة، تختلف عن سلطة ما يعيشه المبدع. وشاهين، في هذا، خدع كل الناس، حتى من دون أن يدرك هو نفسه كم خدعهم. فالحال ان الناس الأكثر حسناً هم الذين يجهلون مبلغ حسنهم...

جان-بيار بيرونسيل-هوغو

(صحافي في «لوموند» الفرنسية)

الحياة اللندنية في 28 يوليو 2008

 
 

بعد مكوثه ستة أسابيع في الغيبوبة

رحيل عملاق السينما العربية يوسف شاهين

توفي، أمس، بالقاهرة، المخرج المصري يوسف شاهين، عن عمر 82 عاما، بعد أن نقل إلى مستشفى بالقاهرة يوم الأحد15 جويلية وهو في حالة غيبوبة  نتيجة نزيف في المخ. وبعد نحو شهر من مكوثه في مستشفى بباريس أعيد شاهين إلى مصر ليدخل مستشفى للقوات المسلحة بالقاهرة، حيث توفي بعد مكوثه ستة أسابيع في الغيبوبة.

قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن القداس على روح شاهين سيقام ظهر اليوم الاثنين في كاتدرائية القيامة. ورغم العلاقة المضطربة بين شاهين والنظام المصري، إلا أن الرئيس حسني مبارك كان قد أعلن بتكفل الدولة المصرية بنفقات علاجه كاملة.  

قدم يوسف شاهين للعالم لغة سينمائية جديدة، واكتشف عددا من الوجوه السينمائية البارزة عالميا، منهم الممثل الكبير عمر الشريف الذي اعترف ''أراد شاهين أن يكون ممثلا، لكنه أدرك لاحقا أنه يتلعثم قليلا في الكلام، وأنه ليس وسيما بما فيه الكفاية، فقال مع نفسه: سأمثل من خلال الآخرين''. ودشن شاهين رفقة صلاح أبو سيف عهدا جديدا اتسم بالميل للسينما الواقعية القريبة من هموم الشعب المصري، رغم انتمائه الطبقي للفئة البرجوازية، فحصد العديد من الجوائز واعترف به العالم كمخرج عربي عالمي مميز. وقال الممثل نور الشريف عقب الإعلان عن خبر الوفاة، إن شاهين يعتبر أحد أبرز السينمائيين في العالم، وليس فقط في العالم العربي. بينما قالت الممثلة يسرى ''إنه أسطورة السينما العربية''.

ولد شاهين يوم 25 جانفي 1926 بالإسكندرية، ودرس بكلية فيكتوريا بمدينة الإسكندرية قبل أن يتوجه إلى الولايات المتحدة لدراسة الإخراج السينمائي بكاليفورنيا ثم عاد إلى مصر عام 1950 حيث أخرج مباشرة أول أفلامه ''بابا أمين''. ويمكن تقسيم مشوار شاهين السينمائي إلى مرحلتين أساسيتين: مرحلة نمو الوعي الاجتماعي، ومرحلة تعمّق الوعي السياسي.

وأخرج شاهين عددا من كلاسيكيات السينما المصرية في مقدمتها ''الأرض''، المقتبس من رواية لعبد الرحمان الشرقاوي، الذي يأتي في المركز الثاني في قائمة أفضل مئة فيلم مصري في القرن العشرين وفي القائمة نفسها جاء فيلم ''باب الحديد'' في المركز الرابع.

وقدم يوسف شاهين فيلم ''جميلة الجزائرية'' سنة 1958 معبرا فيه عن ذلك الشعور القومي والتضامن العربي مع الثورة الجزائرية. كما أخرج شاهين بعدها فيلم ''فجر يوم جديد'' عام 1964 تناول فيه وضع الطبقة البورجوازية في مصر بعد ثورة يوليو .1952 وعلق شاهين على هذا الفيلم، قائلا: ''...كنت لازلت مثالياً، فتصورت أن الأمل يأتي من داخل البورجوازية ذاتها، وربما يعود هذا التصور إلى طبيعة انتمائي الطبقي...''. وخلال الاحتفال بمئوية السينما العالمية عام 1996، اختار سينمائيون مصريون يوسف شاهين كأفضل مخرج مصري، إذ ضمت قائمة أفضل مئة فيلم مصري أفلاما من إخراجه تزيد على ما تم اختياره لغيره من المصريين.  ويعتبر شاهين من المخرجين العرب المغامرين بتحويل سيرتهم الذاتية إلى أفلام بعضها حصل على جوائز في مهرجانات دولية مثل (إسكندرية ليه) الذي حصل على جائزة مهرجان برلين السينمائي 1979 وهو الجزء الأول من سيرة شاهين وتلاه فيلما (حدوتة مصرية) 1982 و(إسكندرية كمان وكمان) .1990

أما الجزء الرابع من سيرة شاهين الذاتية فيحمل عنوان (إسكندرية- نيويورك) وعرض بالقاهرة 2004 ويتناول تجربة شاهين في الولايات المتحدة في أربعينيات القرن العشرين، وصولا إلى رأيه في تداعيات هجمات 11 سبتمبر .2001

وقدم يوسف شاهين بفضل هذه الأفلام أسلوباً جديداً تميز بحركة كاميرا خاصة وسريعة، وزوايا تصوير استثنائية، وحوار سريع ومركز، إضافة إلى المونتاج الحاد السريع والنابض بالحركة. وهذا بالطبع شيء مربك لعين المتفرج، هذا المتفرج الذي أصر على عدم الفهم.

وكان آخر أفلام شاهين (هي فوضى؟) الذي يتناول علاقة المواطن بجهاز الشرطة وشارك في إخراجه تلميذه خالد يوسف. وأثار الفيلم جدلا قبل عرضه؛ إذ اشترطت الرقابة إضافة علامتي استفهام وتعجّب لإزالة الطابع التقريري للعنوان الأول للفيلم.

وكان شاهين في مواقفه المناهضة للحكومة المصرية يستند إلى شهرة دولية اكتسبها من مشاركاته في مهرجانات كبرى، أو حصوله على بعض جوائزها منها حصوله على الجائزة التقديرية لمهرجان كان السينمائي في عيده الخمسين عام .1997   

المصدر :الجزائر:حميد.ع/ الوكالات

الخبر الجزائرية في 28 يوليو 2008

  

الصيت العالمي لشاهين انطلق من الجزائر

المصدر :بقلم: أحمد بجاوي*

ها هو يوسف شاهين في الـ82 من عمره يخوض آخر صراعاته مع الحياة ومع الموت. غير أن التاريخ يفتح له أبوابا مشرعة. شاهين الذي توجه إلى باسادينا بكاليفورينا لدراسة السينما وعمره 21 عاما، عاد محملا بمعتقدين رسخا في روحه هما: استعمال التفوّق التقني للسينما الأمريكية في شكل حكاية، والبقاء على مستوى المضمون وفيا للقيم الشعبية والالتزامات السياسية العربية.

هذا التركيب الساحر مكنه، بعد أن اكتشف عمر الشريف وفاتن حمامة، من أن يقدم للسينما العالمية الفيلم الأنجح في تاريخ السينما العربية، ألا وهو فيلم ''باب الحديد''. لقد حقق شاهين إنجازا كبيرا بإخراجه فيلما مصريا محضا وتحفة رائعة سريالية وعالمية. حينما قدم هذا الفيلم ومخرجه في حصة ''نادي السينما'' التلفزيونية في السبعينيات، اكتشف الجمهور الجزائري، الغارق في أفكار مسبقة عن السينما العربية، فيلما رائعا وكان ذلك بمثابة اكتشاف رائع بالنسبة له. فقد شاهدوا فيلما عربيا لا يتمحور حول الغناء والرقص، واكتشفوا مخرجا يتقن عدة لغات، وكان هذا بمثابة ثورة بالنسبة للجمهور الجزائري. وأعتقد أن الجزائريين اعتبارا من هذا التاريخ قد كفّوا عن مشاهدة السينما العربية مثلما كان عليه الأمر سابقا.

في عام 1968 قام متحف السينما، حيث كنت أعمل، بإعداد تكريم كامل ليوسف شاهين، بعرض فيلم ''الأرض'' المقتبس من رواية لعبد الرحمان الشرقاوي، وتم نقل هذا التكريم كاملا لمتحف السينما الفرنسي مع عرض لفيلم ''الأرض'' بمقر منظمة اليونيسكو. وشكل هذا التكريم بداية الاعتراف الدولي بيوسف شاهين. وبإمكاننا القول إن الصيت العالمي لشاهين قد مر من الجزائر. وبقي شاهين قريبا من الجزائر والجزائريين، وأخرج فيلما حول البطلة جميلة بوحيرد، سنة 1958، بعنوان ''جميلة''.

وفي عام 1974، بينما كان شاهين عرضة لمضايقات سياسية في مصر بعد أن أدان سياسة الرئيس أنور السادات، قامت الجزائر بمساعدة شاهين في تمويل فيلم ''العصفور'' الذي يعد بمثابة وقفة لإدانة نظام العشيرة، الذي أدى، حسبه، إلى انتشار الرشوة والهزيمة أمام إسرائيل. كما ساهمت الجزائر في إنتاج فيلم ''عودة الابن الضال'' الذي أخرجه شاهين سنة 1975، بالتعاون مع فاروق بلوفة، ومثل فيه سيدعلي كويرات. وفي عام 1976، قام التلفزيون الجزائري، عندما كنت أشرف على قسم الإنتاج، بالاشتراك مع شاهين لإخراج فيلم ''إسكندرية ليه''، وهو الفيلم الأول من سلسلة من أفلام السيرة الذاتية التي شرع فيها شاهين.

أدار يوسف شاهين لاحقا كبار الممثلين، على غرار يسرى ونور الشريف. في عام 1997 جاءه الاعتراف من مهرجان كان الدولي للسينما بمنحه السعفة الذهبية لمجمل أعماله.

لقد ناضل شاهين إلى غاية النهاية من أجل أفكاره. وفي فيلمه الأخير ''هي فوضى؟'' الذي أخرجه بالتعاون مع خالد يوسف سنة 2007، استنكر اللجوء المفرط للرشوة والتعذيب في مصر. وقبل العودة للموت في بلده بين أهله، قاوم شاهين لأكثر من شهر، وكان ذلك بمثابة معركته الأخيرة من أجل حلم عربي.

* ناقد سينمائي

الخبر الجزائرية في 28 يوليو 2008

 

سيد علي كويرات لـ''الخبر''

عندما يتكلم شاهين... يصمت الجميع

يتحدث الممثل سيدعلي كويرات، بالكثير من الأسى، عن رحيل يوسف شاهين. ويتوقف كويرات عند لحظات جمعته مع ''جو'' كما يحلو لأصدقائه مناداته، صديق الجزائر، ذلك المبدع الذي علّمه كيف يخلق من الفكرة أسطورة سينمائية.

·         فقَدت اليوم السينما العربية أحد أعمدتها. ماذا يمكن أن يقول سيدعلي كويرات عن هذه القامة السينمائية؟

 لقد غيب الموت مبدعا فريدا لا يوجد شبيها له، وفقدت السينما العربية فنانا يسري الحس السينمائي في دمه. فوحده شاهين كان يعرف كيف يخلق نجما من شخصية نمطية. وكيف يتحسس مكامن الموهبة في ممثل عادي، كان يمكن أن يكون مروره عابرا دون أن ينتبه له أحد.

·         أنت تعاملت معه عن قرب، فماذا بقي لك من تجربتك مع يوسف شاهين؟

 تعلمت الكثير من احترافية شاهين، ومن خلال عملي معه تعلّمت كيف أتحسس النص لأصل إلى الفكرة، فالفكرة عند شاهين هي جوهر العمل وكل ما يأتي بعدها هامشي. واكتشفت من تعاملي معه ذلك الفنان الذي يجعل من نظرته السينمائية، قراءة لأسلوبه في الحياة. لقد كان إنسانا مثقفا وملما بكل ما حوله. فعندما يتكلم شاهين يصمت الجميع.

·         هلاّ حدثتنا عن ذكرياتك مع شاهين أثناء التصوير؟

 في الفترة التي عملت فيها مع شاهين، كنا في الجزائر لا نحصل إلا على الفتات، وشاهين أدرك هذا وعرف جيدا كيف يقيّمني، حتى إنه دفع لزوجتي تذكرة السفر من الجزائر إلى القاهرة، ونظم لنا رحلة إلى مدينة شرم الشيخ الساحلية، كانت أياما جميلة لا تنسى.

·         وماذا عن الجانب الإنساني في شخصية شاهين؟

 كان شاهين ذا شخصية مرحة يحب الضحك، حتى مزاحه لم يكن يخرج عن نطاق الفن، أتذكر جيدا عندما قال لي يوما مازحا ونحن نجلس عل شاطئ النيل ''عمر السينما المصرية يقترب من القرن، لكنها لم تحقق إنجاز الجزائر في (كان) رغم أنها فتية، وعمرها لا يتجاوز الخمس عشرة سنة''. كان رحمه الله  يعترف بإبداع الآخرين، ورحيله خسارة للجزائر التي كان يحملها في قلبه، وليس فقط لمصر والعام العربي.

عبد الرزاق هلال: شاهين هرم من أهرامات الفن السابع

يوسف شاهين هرم من أهرامات السينما العربية، وبرحيله فقَد الفن السابع مخرجا متميزا، ينفرد بمستوى تعبيري لا يتوفر في غيره... وعرفت شاهين في منتصف الثمانينيات، عندما كانت الجزائر تعيش أيام مجدها، ووقتها رافق يوسف شاهين فيلمه  ''اليوم السابع'' بطولة الراحلة داليدا في عرضه الأولي، واكتشفت فيه الاحترافية، كما عرفت حبه وتعلقه الكبير بالجزائر... حقا لقد كان يوسف شاهين عاشقا كبيرا للجزائر.

 الحاج رحيم: السينما العربية فقدت عرابها

حقيقة، تخونني الكلمات للتعبير، ولازلت تحت وقع الصدمة... كنت أتابع يوميا مستجدات حالته الصحية. وكنت على ثقة أن يملك القوة للمقاومة والعودة من جديد للوقوف خلف الكاميرا، لكن هي مشيئة الله...

صدقوني السينما العربية اليوم ثكلى لأنها فقدت عرابها وأحد أهم أعمدتها، ولشاهين الفضل في إخراج السينما العربية للعالمية بأفلام صوّرت على أرض عربية... لقد عرفت شاهين عن قرب، من خلال زياراته المتكررة للجزائر، التي كانت تحتل مكانه مميزة في قلبه، ووجدت فيه الإنسان الحساس والمرهف والعاطفي والمحترف أيضا. وأتذكر حادثة كنت شاهدا عليها جمعت شاهين بمخرج جزائري مغترب، عندما حضر شاهين إلى الجزائر لعرض فيلمه ''العصفور''، حيث طلب المخرج الجزائري منه السماح له بمشاهدة نصف الساعة الأولى فقط من الفيلم لارتباطه بموعد، لكن شاهين رفض وأجابه ''أعمالي إما أن تشاهد كاملة أو لا تشاهد هذا منطقي''. هذا منتهى الاحترافية.. حقا شاهين عملة نادرة. 

المصدر :الجزائر: مريم. د

الخبر الجزائرية في 28 يوليو 2008

 

بعد صراع مرير مع المرض...

المخرج العالمي يوسف شاهين في ذمة الله

زهيدة ثابت

توفى أمس الأحد المخرج العالمي يوسف شاهين أحد أبرز مخرجي السينما العربية وأحد الفاعلين في الحياة السياسية المصرية العامة بأفلامه التي أثار بعضها جدلا كبيرا.

وكان شاهين فقد الوعي ونقل إلى مستشفى بالقاهرة يوم الأحد 15 جوان مصابا بغيبوبة كاملة نتيجة نزيف في المخ وفى اليوم التالي غادر إلى فرنسا للعلاج بعد أن وصف أطباء مصريون حالته بأنها خطيرةوبعد نحو شهر من مكوثه في باريس أعيد شاهين إلى مصر ليدخل مستشفى للقوات المسلحة بالقاهرة  بعدما أكد الأطباء خطورة حالته . وأعلن مكتب شاهين وفاته عن 82 عاما بعد ستة أسابيع في الغيبوبة.ولد شاهين يوم 25 جانفي 1926 ودرس بكلية فيكتوريا بمدينة الإسكندرية قبل أن يتوجه إلى الولايات المتحدة لدراسة الإخراج السينمائي بكاليفورنيا ثم عاد إلى مصر عام 1950 حيث أخرج مباشرة أول أفلامه "بابا أمين"

وأخرج شاهين عددا من كلاسيكيات السينما المصرية في مقدمتها "الأرض" الذي يأتي في المركز الثاني في قائمة أفضل مئة فيلم مصري في القرن العشرين .ففي الاحتفال بمئوية السينما العالمية عام 1996 اختار سينمائيون مصريون يوسف شاهين أفضل مخرج مصري إذ ضمت قائمة أفضل مئة فيلم مصري أفلاما من إخراجه تزيد على ما تم اختياره لغيره من المصريين. من هذه الأفلام "ابن النيل" و"صراع في الوادي" و"جميلة بوحيرد" و"الناصر صلاح الدين" و"العصفور" و"عودة الابن الضال" بطولة سيد علي كويرات و ماجدة الرومي و"المهاجر".

و كان للمخرج العالمي الراحل علاقة خاصة جدا مع الجزائر التي كانت أول دولة فتحت له أبوابها لتستقبل فيلمه الشهير"العصفور"الذي كان ممنوعا لفترة في مصر نظرا لتناوله أفكار معادية للدولة قبل حرب 1973.

وعن حبه للجزائر  و إعجابه الكبير بالمجاهدة جميلة بوحيرد و شجاعتها فكانا واضحين في حديثه معنا أثناء زيارته للجزائر في 2004، حيث كشف لنا بأنه ليس راضيا عن فيلمه "جميلة بوحيرد"  و قال"لوكنت  زرت القصبة قبل تصوير الفيلم لكنت أخرجته بطريقة أفضل و رؤية أشمل."

النهار الجديد في 28 يوليو 2008

 
 

ثقافة وفنون

رحيل المخرج السينمائي الكبير يوسف شاهين عملاق السينما العربية وسفيرها الى العالمية

دمشق/ أعد الملف: سهيل الذيب-وليد العودة

لا أعرف الصلة التي تجمع يوسف شاهين المخرج العربي الشهير والمتنبي الشاعر ولكن ما من مرة قرأت أو سمعت باسم الرجل حتى طرق مسمعي بيت من شعر المتنبي وكأن الرجلين من طينة واحدة وسعيا دوماً لهدف واحد كانا دوماً صاحبي إرادة جبارة تقف الصعاب أمامها مذلة مهانة، والرجلان كلاهما بقيا يقاتلان في سبيل هدف ومطمح كبير حتى الرمق الأخير من حياتهما.

summary: لا أعرف الصلة التي تجمع يوسف شاهين المخرج العربي الشهير والمتنبي الشاعر ولكن ما من مرة قرأت أو سمعت باسم الرجل حتى طرق مسمعي بيت من شعر المتنبي وكأن الرجلين من طينة واحدة وسعيا دوماً لهدف واحد كانا دوماً صاحبي إرادة جبارة تقف الصعاب أمامها مذلة مهانة، والرجلان كلاهما بقيا يقاتلان في سبيل هدف ومطمح كبير حتى الرمق الأخير من حياتهما.

يوسف شاهين الذي رحل أمس يعد من أهم الأحرار الذين عاشوا وقاتلوا من خلال أفلامهم في سبيل الحرية تلك الحرية التي دفعوا ثمناً غالياً في سبيلها إن كان من خلال محاربتهم في حياتهم أو في أعمالهم. ‏

الطفل يوسف شاهين:

ولد في مدينة الاسكندرية ومن أسرة متوسطة رأت عينا يوسف جبريل شاهين النور لأول مرة ووقتها صرخ لأول مرة وذلك في العام 1926 في 25 كانون الثاني وظل يصرخ حتى دخل في غيبوبة مساء يوم 15 حزيران 2008. ‏

إذاً نشأ وعاش في الاسكندرية ضمن أسرة مثقفة يتقن أفرادها خمس لغات ويعرفون خمس قارات وعلى الرغم من انتمائه إلى الطبقة المتوسطة المثقفة والتي هي عماد الدول والتي تسعى الكثير من الحكومات إلى القضاء عليها لكونها القوة التنويرية والتحريرية الأهم، إذ خرج من رحمها وفي كل مكان من العالم كبار المفكرين والأدباء والمثقفين، أقول: وعلى الرغم من ذلك إلا أن شاهين درس في مدارس خاصة منها مدرسة كلية فيكتوريا إلى أن حصل على شهادة البكالوريا، وبعد سنة من دراسته في جامعة الاسكندرية، انتقل كالكثير من الطلاب إلى الولايات المتحدة البلد الحلم والكابوس معاً حيث درس عامين في معهد باسادينا المسرحي في ولاية كاليفورنيا وتخصص في صناعة الأفلام وفنون الدراما، وبعد عودته إلى مصر دخل مجال العمل في صناعة الأفلام بمساعدة المصور السينمائي ألفيز أورفانيللي. ‏

أفلامه:

في تلك الفترة كانت مصر تغلي حركات ثورية، وكان الشعب العربي يقبع في أغلب بلدانه تحت نير الاستعمار، ومن هذا الباب دخل شاهين عالم السينما رغم أنه لم يفعل الكثير فقد كان هو الآخر مكبلاً من نواحي عدة إن كان من حيث الحرية التي مازالت حتى اليوم مكبلة أو حتى من حيث مذهبه الفكري الذي بقي عقوداً حجر عثرة في طريق إبداعه وشهرته، كان أول أفلامه عام 1950 «بابا أمين» وبعد سنة واحدة من ذلك أخرج فيلم ابن النيل الذي شارك به في مهرجان «كان» السينمائي، وعمل بعد ذلك في التمثيل والإخراج معاً فعمل «المهرج الكبير» عام 1952 «وسيدة القطار» في العام نفسه و«نساء بلا رجال» 1953 «وصراع في الوادي» الذي كان من العلامات الفارقة في السينما المصرية وفي العام 1954 أخرج «شيطان الصحراء» ثم «ودعت حبك »عام 1956 و«أنت حبيبي» عام 1957 و«باب الحديد» عام 1958 وربما يكون فيلم «جميلة» عام 1958 وهو يتحدث عن المناضلة الجزائرية جميلة بو حريد بداية مرحلة جديدة في حياة شاهين السينمائية وبعد ذلك وفي غزارة اخراجية لا تجارى أخرج «حب إلى الأبد وبين إيديك ونداء العشاق ورجل في حياتي والناصر صلاح الدين »عام 1963 الذي ترك بصمة خاصة في السينما العربية وهو علامة شهدت بنجومية الفنان أحمد مظهر بطل الفيلم وفي العام 1965 أخرج فيلم السيدة فيروز «بياع الخواتم» وهو حدوتة رحبانية شاعرية وفي العام 1966 أخرج لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة «رمال من ذهب» ببطولة ذكورية اسبانية، وكان الفيلم فرصة كبيرة ليوسف شاهين ليتعرف إلى حمامة ويعشقها دون أن يصرح بذلك إلا بعد سنوات طويلة ولهذا كان يقول: كنت أكره عمر الشريف لأن حمامة كانت متيمة به عام 1970 أخرج فيلم «الأرض» أهم فيلم مصري منذ بدايات السينما المصرية وفيه برزت عبقريته الإخراجية وعبقرية بطل الفيلم محمود المليجي وكان فيلم «الاختيار» عام 1971 من الأفلام النفسية التي لاقت قبولاً لافتاً ،وأخرج في العام 1972 الناس والنيل لينتقل في العام 1974 لإخراج «العصفور» العلامة الفارقة في ابداع شاهين السينمائي، في العام 1976 تبلورت مرحلة جديدة في فكر شاهين السينمائي ما أسس لسينما شاهين التي تفردت بميزتين: الفانتازيا الفكرية والواقعية الشديدة ورغم هذا التباعد في النموذجين إلا أنه عمل عليهما في كل الأفلام التي أخرجها بدءاً من «عودة الابن الضال» عام 1976 واسكندرية ليه عام 1979 وحدوتة مصرية 1982 وداعاً بونابرت عام 1985 واليوم السادس عام 1986 والذي فشل جماهيرياً وعلى إثره أقدمت الفنانة الفرنسية مصرية الأصل داليدا بطلة الفيلم على الانتحار وفي الأعوام من 1990 ـ 2007 أخرج مجموعة من الأفلام المهمة التي أثارت كثيراً من الضجة بجرأتها ولسرياليتها أحياناً ولموضوعاتها أحياناً أخرى وهي على التوالي: اسكندرية كمان وكمان ثم القاهرة منورة بأهلها (فيلم قصير) والمهاجر والمصير وكلها خطوة (فيلم قصير) وفيلم «1999» و«سكوت ح نصور» و11 سبتمر (2002) واسكندرية ـ نيويورك 2004 وآخر أفلامه «هي فوضى». ‏

جوائزه:

وبسبب الشهرة الكبيرة التي تمتع بها شاهين والاحتفاء بأفلامه في المهرجانات الدولية المهمة كمهرجان «كان» «ولا يبزغ» أصيب شاهين بنوع من الغرور وربما النرجسية فأخرج أربعة أفلام تحكي قصة حياته وشارك في التمثيل في بعضها وهذه الأفلام هي اسكندرية ليه (1978) وحدوتة مصرية واسكندرية كمان وكمان واسكندرية ـ نيويورك. ‏

أولى جوائز شاهين كانت في العام 1970 حيث حصل على جائزة الدب الذهبي في مهرجان قرطاج التونسي وفي العام 1978 حصل على جائزة «الدب الذهبي» في برلين عن فيلمه اسكندرية ليه، وفي العام 1994 وبعد خمس دعوات سابقة حصل شاهين على أرفع الجوائز السينمائية في العالم وهي جائزة اليوبيل الذهبي من مهرجان « كان» في عيد ميلاده الخمسين عن فيلم «المصير» الذي أخرجه في العام 1997 ومنح مرتبة ضابط في لجنة الشرف من قبل فرنسا في العام 2006. ‏

حياة حافلة قلما نشهد مثيلاً لها تلك التي استغلها يوسف شاهين اجود استغلال فصنع وقدّم عدداً من الأفلام والنجوم والنجمات، وظل يعمل والخجل باد على محياه الى أن دخل يوم 15 حزيران في غيبوبة نتيجة نزيف متكرر بالمخ وبقي تحت العناية المشددة حتى رحيله يوم أمس. ‏

تشرين السورية في 28 يوليو 2008

قالوا في رحيله ‏

المخرج السينمائي محمد ملص: كان الضوء في سماء السينما

أنت تطالبني برفع صوتي لكي يصل إليك، لكن صوتي يخفت أمام هذا الخبر. ‏

بفقدان المعلم والمخرج السينمائي يوسف شاهين، ولكي لاتتكرر عبارات الأسف والفقدان، فإني أقول إن يوسف شاهين كان وسيبقى الضوء في سماء السينما العربية. ‏

وأن هذا الضوء لن نفقده ولكني أقول إن السينما العربية بفقدان شاهين ستفقد نبضها وحيوتها، لأن يوسف لم يكن مخرجاً سينمائياً فقط، بل كان عالماً من السينما ومؤسسة ساهمت في مسيرتها الطويلة بحضور السينما العربية خارج البلدان العربية.

وساهمت أيضاً بالتعبير عن نبض الأحداث السياسية التي شهدتها بلداننا العربية خلال أكثر من خمسين عاماً. ‏

لايمكن الاستشهاد بفيلم واحد أو أكثر لكن شاهين سجل وعّبر عن رؤية لهذه الأحداث ونفذها بصوت عال، بأسلوب وجداني عميق يستصرخ ذلك الثبات والركود السياسي والاجتماعي على الأخص بعد فترة السبعينات أي بعد النكسة. ‏

إننا اليوم نخسر هذه القامة السينمائية ولانرى أمامنا تعويضاً حقيقياً عنها. ‏

لكنه يبقى الضوء والحيوية التي يتمناها كل سينمائي عربي ويحتاجها أي سينمائي عربي من أجل الاستمرار ومن أجل كسر الركود السائد في السينما العربية اليوم. ‏

رحيله ليس فقط خسارة انسانية وإنما خسارة سينمائية لاتعوض. ‏

المخرج السينمائي: عبد اللطيف عبد الحميد. ‏

يوسف شاهين قامة من قامات السينما العربية لايمكن أن أنسى فلميه «الأرض» و «باب الحديد» لقد شاهدت سينماه لفترة طويلة، يوسف شاهين، خسارة كبيرة للسينما العربية. ‏

المخرج حاتم علي: ‏كان ضد الابتـذال والسطحية

موته لم يكن مفاجئاً لأنه دخل في غيبوبة منذ مدة، إ ضافة إلى أن معاناته كانت جزءاً من صراعه في الأشهر الأخيرة. ليس ضد الموت بمعناه الجسدي فقط، وإنما ضد الموت بمعانيه المختلفة، ضد الابتذال والسطحية، فقدناه كجسد، لكنه سيبقى في تاريخ الإبداع العربي واحداً من أبرز الخالدين، لأنه استطاع في هذه المعركة ان يحقق صوتاً باهراً، قدم خلال مسيرته افلاماً لاتنسى، أفلام ناقشت موضوعات مهمة بتقنيات متقدمة في الشكل، واستطاعت بكفاءة شديدة أن تضع السينما العربية في مصاف سينمات أخرى، وليصنع لها شهرة ومكانة على خريطة السينما العالمية. ‏

الفنان النجم السينمائي غسان مسعود: ‏كان من أبرز العقول التجريبية في السينما ‏

رحيل يوسف شاهين خسارة للفن السينمائي العربي، وخسارة لأبرز العقول التجريبية في السينما العربية. ‏

وماكان يميز هذا الرجل الاستثنائي أنه عاش عمره الطويل هذا في رحلة بحث دائم، لم يعرف السكينة يوماً، في الوقت الذي نرى عشرات المخرجين السينمائيين يتعبون من مجرد فكرة البحث ويستكينون للمنطق السائد في السينما والمكرر والسهل والمألوف والذي يعجب شاهين كان عكس هؤلاء جميعا ولم يتعب، وأنا أظن أن شاهين هو الذي أتعب الموت إلى أن ظفر به، وهو الذي اتعب اليأس إلى أن نال منه، وهو الذي أتعب الغباء ولم ينل منه. ‏

الفنانة الكبيرة منى واصف: خسارة للسينما العربية والعالمية ‏

رحيل يوسف شاهين خسارة للفن السينمائي العربي والعالمي.. فقد كان هذا الرجل هرما فنيا بكل ماتعني هذه الكلمة من معنى.. حيث قدم خلال مسيرته الفنية الطويلة إشعاعات فكرية ترجمها بالصورة السينمائية الجميلة، والتي ستبقى خالدة لسنوات طويلة.. وكنا نأمل الكثير من إبداعاته ولكن القدر شاء وحدد رحيله.. الذي يعز علينا كثيرا.. ولانستطيع في هذا المقام الا ان ندعو له بالرحمة وجنات الخلد. ‏

- الفنانة نبيلة نابلسي: ‏

بكل اسف ضاعت مني فرصة ثمينة للعمل تحت قيادة المخرج المبدع يوسف شاهين حيث عرض عليّ العمل في فيلمه الشهير «ابن رشد» وبسبب انشغالي بالأعمال التلفزيونية اعتذرت عن ذلك الفيلم الذي كنت اتمنى ان اكون ممثلة فيه وشاء القدر ألا أعمل امام كاميرا هذا السينمائي العريق الذي شكل علامة فارقة في تاريخ السينما العربية والعالمية.. فهو بحق مخرج رائد.. ومفكر تقدمي.. وكان يحرص في كل فيلم يقدمه ان يسلط الضوء على التخلف العربي، من كافة جوانبه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وبفقدانه خسرنا مبدعا من الصعب تعويضه في المقبل من السنوات. ‏

رحم الله يوسف شاهين وستظل أفلامه علامات فارقة في تاريخ السينما العربية والعالمية على السواء. ‏

- المخرج خلدون المالح: ‏علامة بارزة في تاريخ السينما ‏

بلا شك كان مخرجنا الكبير يوسف شاهين واحدا من الذين استطاعوا ان يقفزوا بالسينما العربية للمستوى العالمي.. ورحيل هذا المخرج الكبير خسارة ولاشك للسينما العربية على وجه الخصوص، فقد كان مبدعا، وحققت افلامه نجاحات جماهيرية قلّ نظيرها في سينمانا العربية.. حيث وجدت لها مكانا فسيحا في الساحة العالمية من خلال افلام عربية شكلت حالة خاصة من التميز والابداع الشخصي.. وجدير بالذكر ان العمل مع يوسف شاهين بالنسبة لأي فني او ممثل فرصة ثمينة.. ليزيد فيها خبرته.. ويطور فنه وادواته.. وسيبقى اسم يوسف شاهين مخرجنا المبدع علامة بارزة في تاريخ السينما العربية وحتى العالمية بلا مبالغة. ‏

-المخرج نبيل شمس: أحد أهرامات مصر الخالدة ‏

كان لي الشرف ان تتلمذت على يدي الممخرج الراحل يوسف شاهين.. حيث كنت طالبا في المعهد العالي للسينما في القاهرة ، حيث كان يلقي المحاضرات، ويحيي الندوات الخاصة بالفن السنيمائي.. والاخراج السينمائي، وماأزال أذكر تلك اللقاءات الجميلة والحميمية مع هذا الهرم الفني الكبير. ولاأبالغ اذا قلت ان الاقتراب من يوسف شاهين بالنسبة لنا كطلاب في تلك الأيام كان بمثابة الاقتراب من احد الاهرامات الكبيرة في مصر. ‏

وبحمد الله استطعنا ان نأخذ من هذا الهرم الكثير الكثير.. ونستفيد من علمه وثقافته ورؤيته تجاه السينما، والحياة عموما. ‏

ولايسعني في هذا المقام الا ان أترحم على هذا المخرج المتميز في كل شيء وادعو له بالرحمة والمغفرة. ‏

- المخرج عصام موسى: إبداع دائم ‏

بكل تأكيد ، يوسف شاهين قامةفنية كبيرة.. وحالة إبداعية دائمة. كنا على الدوام نستظل بظلها.. وبفقدانه اليوم مثّل خسارة للعالم العربي لن نستطيع تعويضها الا بمرور السنوات الطويلة. ‏

رحم الله يوسف شا هين ‏وعوضنا خيرا بتلامذته ومحبيه ‏

تشرين السورية في 28 يوليو 2008

 
 

يوسف شاهين .."صانع النجوم"

محيط ـ مروة حمزة

استطاع "يوسف شاهين" من خلال مسيرته الفنية التي امتدت قرابة الستين عاماً أن يشكل أهم وأوسع مدرسة سينمائية في مصر والعالم العربي ، والتي اعتبرها النقاد مدرسة بإجماع تعليمية حقيقية أثرت في عدد كبير من المخرجين والممثلين والمنتجين الذين عملوا معه في أفلامه واستفادوا منه كل بطريقته .

وقد تتلمذ على يديه العديد من المخرجين مثل يسري نصر الله والراحل رضوان الكاشف وعلي بدرخان وخالد الحجر وخالد يوسف وداود عبد السيد ومجدي أحمد علي وعماد البهات.

وقدم شاهين للسينما المصرية أهم وأفضل نجومها منذ الزمن الجميل وحتى يومنا هذا بداية من فيلمه "بابا أمين" عام 1949وحتى آخر أفلامه السينمائية "هي فوضى" 2007 .

عصا "جو" السحرية 

وكما قدم شاهين نجوما في عالم الإخراج  قدم أيضا نجوما في عالم التمثيل فإستحق عن جدارة لقب " صانع النجوم "،

ويعد النجم العالمي "عمر الشريف" هو اشهر من قدمه جو للسينما، عندما اختاره للمرة الأولى للوقوف أمام النجمة الكبيرة "فاتن حمامة" في فيلمه الشهير "صراع في الوادي".. ولهذا الفيلم قصة ، وهي أن شاهين اتفق مع "فاتن حمامة" على أن يكون البطل الذي يلعب دور الحبيب أمامها هو " شكري سرحان" ولكنها رفضت حتى لا تكرر العمل معه أكثر من مرة ، وأصر هو علي شكري سرحان حتي أنه بدأ في البحث عن ممثلة أخري لتؤدي الدور فهو يرفض الرضوخ للممثل بأي شكل من الأشكال لكنه اضطر للرضوخ لرغبتها لأنه وجدها الأصلح للدور، وبدأ في البحث من جديد عن بطل آخر فقرر أن يستعين بصديق دراسته عمر الشريف والذي كان وجهاً جديداً وقتها وشاهده وهو يقدم دور هاملت علي مسرح كلية فيكتوريا وكان عمر الشريف وقتها قد تخرج من الكلية ويعمل في شركات والده بتجارة الخشب في الإسكندرية فأحضره إلي القاهرة وأجري له اختبار كاميرا نجح فيه ليصبح بعدها بسنوات نجماً عالمياً ، وحاول جو أن يقنع عمر الشريف بالبقاء في مصر لأنه أراد أن يصنع منه نجماً محلياً إلا أن رغبة الأخير العالمية جعلته يفلت من تحت يدي يوسف شاهين ليحلق في سماء هوليود ، و"شكري سرحان" نفسه كان أحد الوجوه الجديدة التي اكتشفها شاهين بعصاه السحرية وقدمه للسينما من خلال فيلمه السينمائي "ابن النيل" ، وبعد هذا الدور تألق "شكري سرحان" في عالم السينما وقدم أهم وأعظم الأفلام ، ولم يكن "ابن النيل" الفيلم الأول لشكري سرحان ولكنه قدم قبله خمسة أعمال بدا فيها كوجه جديد ، ولم ينتبه إليه الجمهور إلا عندما أعاد شاهين اكتشافه من خلال فيلم"ابن النيل " ، وقدم شكري سرحان فيلمين لشاهين أيضاً وهما "نداء العشاق" و"بين إيديك".

ويأتي إسم "هشام سليم" من بين أهم النجوم الذين صنعهم "جو"وقدمهم للسينما من خلال فيلم "عودة الابن الضال" أمام المطربة"ماجدة الرومي" التي قدمها شاهين كممثلة لأول مرة ، وبعدها لمع إسم "هشام سليم" في السينما ليصبح واحداً من أهم نجومها .

النجم "هاني سلامة" له أيضا نصيب من نجومية" جو" الذي يقول : عندما ذهبت إلي مكتب يوسف شاهين لعمل (كاستينج) فاجأه بطلب غريب فقد طلب منه أن يغني، وغني هاني سلامة أغنية لعبد الحليم حافظ ثم طلب منه أن يستمر في غناء نفس الأغنية بعدها أختاره لبطولة أول أفلامه "المصير"، وعندما سأله هاني بعد انتهاء تصوير الفيلم عن سبب طلبه غناء نفس الأغنية أكثر من مرة ؟ وعن سبب اختياره هو بالتحديد لتجسيد الدور؟ قال له شاهين: طلبت منك تكرار غناء نفس الأغنية حتي أقيس انفعالاتك ونظرات عينيك في أدائها في كل مرة واخترتك بالتحديد لأنك أعطيتني في كل مرة إحساسا مختلفا مع تغير نظرات عينيك بصورة أدهشتني .

وعندما سئل هاني سلامة عن حقيقة أن العمل مع شاهين يقتل أي ممثل لأن من يمثل معه تصيبه لعنة يوسف شاهين ولا ينجح مع سواه قال: هذه سخافات لا يجب أن نرددها كثيرا فشاهين له الفضل في نجاح نجوم كثيرين أنا واحد منهم ومن ينكر ذلك فلا يستحق الخير وأنا دائما أرفع القبعة لأستاذي شاهين وأقول له أنه صنع مصيري ولكنه لم يحدد مصيري لأنه فنان كبير، وسأظل مديناً له  بنجوميتي حتي آخر العمر.

وعرف عن يوسف شاهين أنه المنقب دائماً عن الوجوه الجديدة ، فنراه يقدم الممثل "أحمد وفيق" من خلال فيلمه "سكوت هنصور" ،وكان قد رآه وهو يمثل في احدي مسرحيات الهواة فاستدعاه وأعطاه دور الشقيق الإرهابي في فيلم "الآخر" ، بعدها قال له: أنت ممثل غير نمطي فإياك أن تستهلك موهبتك، وانتهي الفيلم وعرض ليبدأ جو في بروفات فيلم" سكوت هنصور" ووقتها فوجيء أحمد وفيق باتصال يستدعيه للقدوم إلي مكتب الأستاذ فورا ليعطي له سيناريو الفيلم دون أن يعلم أي دور سيجسد حتي قيل له أنه بطل الفيلم ولم يصدق إلا بعد أن قالها له جو بنفسه.. وكانت النصيحة الوحيدة التي وجهها شاهين لوفيق هي أن الطاقة الحقيقية لتقديم أي شخصية ستكون من العينين فهي الأساس وليس تقلصات الوجه.

وبنفس الأسلوب قدم جو راقص الباليه"أحمد يحيى" كممثل لأول مرة في فيلمه " إسكندرية نيويورك" ، وذلك عندما ذهب شاهين إلي إحدى حفلات الأوبرا ليشاهد باليه "زوربا"  الذي يقوم ببطولته راقص الباليه أحمد يحيي وبمجرد انتهاء عرض الفيلم حدد له موعدا لمقابلته.. في اللقاءات الثلاث الأولى دار الحديث كله عن باليه "زوربا" وفي المقابلة الرابعة قال شاهين لراقص الباليه :احتمال أن يكون لك دور في فيلمي القادم وفي المقابلة الخامسة وقع أحمد يحيي علي عقد البطولة معه .

وقال شاهين عن سبب اختياره لـ "أحمد يحيى" : أنه شاب خطير بمعني الكلمة فضلا عن انه الراقص الأول في دار الأوبرا المصرية فانه ممثل ضخم الموهبة لدرجة إنني أفكر أن أقدمه في فيلم عن هاملت خلال معالجة خاصة بي.. أشعر أنه ابني الذي لم أنجبه فعلا لذلك أقسو عليه أحيانا وأدلله أحيانا أخري.

كما قدم شاهين الممثلة "يسرا اللوزي"لتكون أحدث الوجوه السينمائية وفتح لها طريق الشهرة والنجومية،والتي لعبت أول أدوارها من خلال فيلم "اسكندرية.. نيويورك" ، وتقول  يسرا اللوزي عنه : روح شاهين شابة جداً وكنت أستغرب حديثه كأنه شاب مثلنا ،ومع ذلك يفرض احترامه على  الجميع ولن أنسى أنه كان يتولى تدريبي أنا وأحمد يحيى بنفسه حتى لا يظهر ضعفنا أمام نجوم كبار مثل يسرا ومحمود حميدة في فيلم "اسكندرية نيويورك".

جو يعيد اكتشاف النجوم

ولجو جرأة ليس لها حدود في تقديم الوجوه الجديدة أو إعادة اكتشاف ممثل قدم من قبل أعمالا لم تكن كفيلة لإظهار موهبته مثل "فريد الأطرش" ،عندما اختاره يوسف شاهين ليلعب بطولة فيمله "أنت حبيبي" أمام شادية ، ولأن "جو" لا يعرف سوي حقيقة واحدة في العمل وهي أن المخرج هو رب الفيلم ولا يجوز لأي ممثل مهما بلغت نجوميته أن يفرض رأيه عليه ، حدث خلاف كبير بينه وبين فريد الأطرش ، فكان شاهين يحاول قدر الإمكان أن يقدم فيلماً مختلفاً عما قدمه من قبل وقد واجه صعوبات كثيرة في هذا الفيلم لأن فريد الأطرش تعامل معه كنجم وقاوم بعنف محاولات شاهين لتغيير صورته علي الشاشة ورغم ذلك نجح شاهين في أن يسيطر عليه وكان فيلم "أنت حبيبي" بالفعل تجربة مختلفة تماماً عن كل ما قدمه فريد الأطرش قبل. كما غير جو من أداء نجوم كبار أيضاً مثل "حسين رياض" ليجعله كوميدياً ،و"محمود المليجي" الذي قدمه في أكثر من فيلم ، ويقول شاهين عن المليجي : إنه من أعظم الممثلين المصريين ،فقد كان في التمثيل لا يضاهي.. ملكاً من السماء.. وكنت أحياناً لا أملك نفسي من البكاء أثناء تصوير المشاهد التي يظهر فيها خصوصاً في فيلم "الأرض" وفيلم "اسكندرية ليه".

ومن النجوم الذين أعاد اكتشافهم كان الفنان "محسن محيي الدين" الذي قدمه بشكل جديد من خلال بطولته لأفلام "اسكندريه  ليه" 1979و"الوداع يا بونابرت" 1985 و"اليوم السادس" 1986.

ووصف ذات مرة علاقته بمحسن محي الدين : إنه أقرب ممثل إلى قلبي ، فهو تلميذي وفيه كنت  أركز كل آمالي المحبطة، وأحلامي التي لم يكتب لها أن تتحقق،لذا اصيب بصدمة قوية عندما أعلن محسن محي الدين إعتزاله الفن نهائيا .

وأعاد شاهين اكتشاف "مصطفى شعبان" عندما رأى أن لديه قدرات خفية لم تظهر كما ينبغي في فيلم "فتاة من إسرائيل" فأعاد اكتشافه بإعطائه دور كبير في فيلم "سكوت هنصور".

كما أعاد اكتشاف النجم"خالد النبوي" في فيلمه "المهاجر" الذي كتبه بنفسه في عام 1992، وكان ينوي ان يفدمه في أفلامه المقبلة ولكن ماحدث من خالد النبوي بعد تصوير الفيلم جعل جو يقاطعه ويقرر عدم التعامل معه نهائيا ، والحكاية ببساطة ان يوسف شاهين دائما مايضع شرطا في عقده بألا يتحدث أحد من أسرة الفيلم عنه إلا بعد عرضه جماهيريا ، ووجهة نظره أن الفيلم إبداع خاص به ولا يجب الحديث عنه أثناء تصوير لأن إبداعه لم يكتمل بعد ، ولكن خالد النبوي ضرب عرض الحائط بهذا الشرط المدون في كل عقود شاهين ، وإستطاع الحصول بطريقة ما على صور له من الفيلم ولانه كان سعيدا بتجربته مع المخرج العالمي الكبير ، فقد توجه الى إحدى المجلات ونشر صوره في الفيلم  مع كلام له عن دوره الهام فكان قرار جو الحاسم بمقاطعة من خالف إتفاقه معه  .

نجوم زادها جو بريقا

والملاحظ أن عدد كبير من نجوم السينما المصرية قدموا أفضل أدوارهم في أفلام يوسف شاهين ،وأصبح عدد منهم من أبطال الأفلام التي اختيرت من ضمن أهم مائة فيلم مصري خلال مائة عام.

وتأتي  الفنانة "فاتن حمامة"  في مقدمة نجمات التمثيل التي قدمت أفضل أدوارها معه في فيلم "صراع الوادي"، و"هند رستم" في "باب الحديد"، و"ليلى مراد و"يحيى شاهين" في "سيدة القطار" ،و"سعاد حسني" في "الاختيار" ، و"ماجدة" في "جميلة بوحريد" ، و"أحمد مظهر" و"نادية لطفي" و"مريم فخر الدين" و"ليلى فوزي" في أروع أفلامه "الناصر صلاح الدين" ،وفريد شوقي ونجلاء فتحي في"إسكندرية ليه"، و"يسرا" في فيلم "المهاجر" و"حدوته مصرية" و"أحمد زكي" في فيلم "اسكندرية ليه "،ونور الشريف وليلى علوي في "المصير" ، و"حنان ترك" في "المهاجر" ،و"نبيلة عبيد" في "الآخر" ، و" خالد صالح" و"هالة صدقي "و"منة شلبي" في آخر أفلامه "هي فوضى".

كما قدم شاهين السيدة "فيروز" والأخوين رحباني ممثلة لأول مرة من خلال أول أفلامها "بياع الخواتم" عام 1965 ، وكان فاتحة السيرة الرحبانية في السينما والتي توقفت بعد فيلميهما "سفر برلك" و"بنت الحارس".

وأيضاً قدم "ماجدة الرومي"كممثلة في فيلم"عودة الابن الضال" ، والتي شاركت أيضا بالأداء الصوتي لاغاني فيلمه السينمائي "الآخر"،كما اجتذب "داليدا" إلى عالمه الساحر في "اليوم السادس"،وقدم شاهين المطربة التونسية "لطيفة" كممثلة للمرة الأولى في "سكوت هنصور" وقدم "محمد منير" كممثل في فيلمي "حدوتة مصرية و"المصير خلال هذه المسيرة والرحلة الطويلة التي أمضاها "جو" في السينماالمصرية ، استطاع خلالها أن يقدم لنا باقة كبيرة من أفضل النجوم ، لنقول في النهاية أن شاهين ، وقبل أن يرحل عن عالمنا ، استطاع أن يفرض ثقله الفني والإبداعي بشكل لا لبس فيه فلا يمكن لأحد محليا أو عالميا أن يتطرق للسينما العربية من دون أن تكون تجربة شاهين في مقدمتها.

شبكة "محيط" في 28 يوليو 2008

 

دفن يوسف شاهين في مسقط رأسه بالاسكندرية

محيط / منى القاضي 

أكد مكتب الفنان الراحل يوسف شاهين أن جثمان المخرج الكبير ـ 82 عاما ـ الذي  يرقد حاليا في مستشفي القوات المسلحة سوف تقام الصلاة عليه اليوم  في كنيسة الأروام الكاثوليك بالقاهرة وسيتم دفنه في  مسقط رأسه بمدينة الاسكندرية.

وكان الفنان المصري العالمي يوسف شاهين قدر رحل عن دنيانا فجر اليوم بعد معاناة مع المرض امتدت لعدة سنوات إجتاز خلالها أزمات صحية خطيرة لكن أزمته الأخيرة أدخلته في غيبوبة طالت عدة اسابيع  نقل خلالها الى باريس لتلقي العلاج ولكنه عاد الى مستشفى القوات المسلحة بالمعادي وهو في حالة غيبوبة كاملة ومنعت عنه الزيارة تماما الى أن أعلنت إدارة المستشفى نبأ رحيله صباح اليوم.

ويوسف شاهين من مواليد 25 يناير 1926  بدأ الدراسة في مدرسة سان مارك ، ثم انتقل إلى الكلية الإنجليزية حتى حصل على الشهادة المدرسية الثانوية.

بعد انتظامه لمدة عام في جامعة الإسكندرية انتقل إلى الولايات المتحدة وأمضى سنتين في دار پاسادينا المسرحي  ليدرس صناعة الأفلام والفنون الدرامية ثم عاد الى مصر و ساعده المصور السينمائي "أورفانيللي"  على بدء العمل  في صناعة الأفلام .

أول فيلم حمل اسم شاهين كمخرج هو "بابا أمين" 1950 ، بعدها عام واحد شارك بفيلمه "ابن النيل" 1951في مهرجان أفلام كان .

حصل شاهين على العديد من الجوائز خلال مسيرته السينمائية منها حصوله  في عام 1970 على الجائزة الذهبية من مهرجان قرطاچ، فضلاً عن حصوله على جائزة الدب الفضي في مهرجان برلين عن فيلمه "إسكندرية.. ليه؟"1978 ، وهو الفيلم الأول من أربعة أفلام تروي عن حياته الشخصية ، اماالأفلام الثلاثة الأخرى فهي "حدوتة مصرية" 1982، "إسكندرية كمان وكمان" 1990و "إسكندرية نيويورك" 2004 الذى قامت ببطولته الفنانة يسرا  ـ بطلة العديد من أفلامه ـ وشاركها البطولة الفنان محمود حميده.

في عام 1992  بدأ فى كتابة فيلم "المهاجر" لخالد النبوى وحنان ترك الذى عرض عام 1994وهو عن قصة مستوحاة من الشخصية التوراتية يوسف ابن يعقوب. تمنى شاهين دائمًا صنع هذا العمل وقد تحققت أمنيته، وتعد أفلام شاهين من علامات السينما المصرية نذكر منها على سبيل المثال"سيدة القطار"، " المهرج الكبير" ، "نساء بلا رجال"، "صراع فى الوادى"، "شيطان الصحراء"، "صراع فى الميناء"، "ودعت حبك"، "انت حبيبي"، "باب الحديد"، "جميلة الجزائرية"، "حب الى الأبد"، "بين ايديك"، "نداء العشاق"، "رجل فى حياتى"، "الناصر صلاح الدين"، "بياع الخواتم"، "فجر يوم جديد"، "رمال من ذهب"، عيد الميرون" وهو فيلم قصير، "الأرض"، "الاختيار"، "سلوى"، "الناس والنيل"، "انطلاق" وهو فيلم قصير أيضاً، "العصفور"، "عودة الابن الضال"، "اسكندريه ليه؟"،  "حدوتة مصرية"، "وداعًا بونابارت"، "اليوم السادس"، "اسكندرية كمان وكمان"، "القاهرة منورة بأهلها"،  "كلها خطوة"، "الأخر"، "سكوت هنصور"، "اسكندرية نيويورك"، وأخيراً "هى فوضى" الذى شاركه إخراجه أحد تلاميذه المخرج خالد يوسف نظرا لحالة شاهين الصحية فى هذا الوقت، وقد حقق الفيلم نجاحاً كبيراً أثناء عرضه، وهو بطولة خالد صالح ومنة شلبى ويوسف الشريف وهالة فاخر وهالة صدقى.

شبكة "محيط" في 28 يوليو 2008

 

كل النجوم في وداع شاهين 

محيط / محمد المكاوي  

ودع نجوم الفن وعدد كبير من الجمهور المخرج يوسف شاهين في جنازة شعبية لم تشهدها مصر منذ سنوات  أعادت الى الأذهان جنازات كبار النجوم أمثال كوكب الشرق أم كلثوم والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ وسعاد حسني

تقدم الجنازة ومراسم الصلاة على جثمان المخرج السينمائي الكبير عدد كبير من أصدقائه ومحبيه ونجوم الفن ومندوبين عن رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء.

وقد اقيمت الصلاة  بكنيسة الأروام بالظاهر ورأسها المطران جورج باكر النائب البطريركى العام لطائفة الروم الكاثوليك.

وحضرها اشرف زكي نقيب الممثلين وزوجته روجينا وممدوح الليثي نقيب السينمائيين ولفيف من عشاق فن الفنان الراحل  ومن الفنانيين  محمود ياسين وزوجته شهيرة وحسين فهمي وجميل راتب وعزت العلايلي ومحمود عبد العزيز  وصلاح السعدني ويسرا وخالد يوسف ونادية لطفي ونادية الجندي وهاني سلامة ومحمود حميدة ولبلبة وهشام سليم  ونجوى إبراهيم وإسعاد يونس ويسري نصر الله  وخالد النبوي واحمد عبد الوارث وعدد كبير من الإعلاميين ومراسلي  القنوات الفضائية العربية والعالمية .

وقد علت وجوه الجميع الحزن والبكاء على الفنان الراحل ، وودع المشيعون جثمان المخرج الكبير بالتصفيق والهتاف .

وبعد الصلاة طلب المخرج خالد يوسف إخلاء ممر لمرور نعش الفنان الراحل تمهيدا لبدء تحرك موكب الجنازة وتلقي اسرته وأصدقائه واجب العزاء .


وكان شاهين قد أوصى منذ فترة بأن يدفن في مقابر العائلة بمسقط رأسه بمدينة الإسكندرية التي عشقها منذ صغره و سوف يقام العزاء غدا الثلاثاء .

شبكة "محيط" في 28 يوليو 2008

 
 

يوسف شاهين..!!

بقلم: حسن خضر

1-

يحضرني الآن مشهدان من فلمين ليوسف شاهين. في "وداعا بونابرت" يهرع فرسان المماليك لملاقاة الفرنسيين الغزاة: ثيابهم مزركشة، سيوفهم لامعة، خيولهم أصيلة، وحماستهم واضحة، لكن ثمة ما يعكر صفو المشهد، ففي الخلفية بيوت مهدمة وخرائب، في الجو فوضى أكثر مما تحتمل الحرب، وفي سلوك الفرسان، وبعضهم قصير القامة، ومترهل الأطراف، ما يوحي بأن المفارقة تحتمل، أيضا، كوميديا سوداء.

المفردات البصرية التي تكوّن المشهد تفصح، أيضا، عن لغة يوسف شاهين السينمائية، وعن رسالة يصعب تجاهلها: بالرغم من مهابة خارجية مفتعلة إلا أن عالم المماليك ميت، ومشهد الحرب جنازة غير مهيبة لعالم في طور الانقراض. وفي المقابل ينم مشهد الطوابير الفرنسية عن ضبط وانضباط، وتعلن مدفعيتهم ميلاد الأزمنة الحديثة، على الأقل بقدر ما يتعلّق الأمر بعالم ميّت.

أما المشهد الثاني في "اسكندرية ليه" فيتمثل في شبح تمثال الحرية الأميركي، أوّل ما يراه المهاجرون إلى العالم الجديد، والذي أهداه الفرنسيون للأميركيين تكريسا لقيم الحرية والإخاء والمساواة. نرى الشبح من جهة الماء، يبدو غامضا وطافحا بالوعود، على صفحة مياه داكنة، في مشهد معتم. وكلمنا اقتربنا (اقترب المهاجرون، والباحثون عن الحرية في العالم الجديد) من الشبح في ما يشبه السرد البصري، تزداد ملامح التمثال وضوحا ليتحوّل في النهاية إلى وجه لامرأة متصابية تنفرج شفتاها عن ابتسامة يمتزج فيها الفجور بالسخرية.

مرّة أخرى، لا نملك سوى التوّقف أمام المفردات البصرية، فالعالم الجديد ليس جديدا تماما، وخيبة الأمل هي ما ينتظر الباحث عن الحرية على شواطئ بعيدة. أو، على الأقل، هذا ما يبدو في نظر مخرج عربي في العقود الأخيرة من القرن العشرين.

2-

بين المشهدين قاسم مشترك يتمثل في استعادة حوادث تاريخية، واستنطاقها بطريقة جديدة. فالحملة الفرنسية كانت غزوا من وراء البحر، لكنها كانت مجابهة بين عالمين أحدهما في طور الركود والآخر في طور الصعود. وهي، بهذا المعنى، لا تقبل الاختزال بطريقة متعالية تحوّل التحديث القسري إلى مديح للحضارة (أي تتبنى خطاب الرجل الأبيض) ولا تتجاهل الركود احتراما (أو ابتزازا) لمشاعر الضحية (وهذا خطاب القوميات الرومانسية). وبالتالي التعامل مع الحملة الفرنسية من خلال مفاهيم الخير والشر، والجلاّد والضحية، يقلل من القيمة التاريخية للحدث، ويُسطّح التاريخ.

وبالقدر نفسه، فإن خيبة الأمل التي تصيب الباحث عن الحرية على شواطئ بعيدة، لا تنفي حقيقة أن أميركا نفسها ظاهرة متعددة الطبقات ومعقدة، أضافت الكثير إلى ثقافة العالم وصناعته وتجارته وفنونه، ومثلت تجربة فريدة في السياسة والحكم. وهذا، أيضا، بعض ما رآه يوسف شاهين في التجربة الأميركية التي لم يتحوّل بفضل انتقادها إلى عدو في صفوف أعدائها. وبدرجة أكبر لم تزرع خيبة الأمل في ذهنه وهم العودة إلى الجذور.

في اليومين الماضيين، وبعدما شاع خبر وفاته، أعادت وكالات الأنباء والصحف بعبارات متشابهة تقريبا نشر معلومات مفصلة عن حياة يوسف إدريس ومشروعه الإبداعي الكبير. وليس ثمة ما يبرر إعادة تلك العبارات، أو حتى المعلومات الأساسية حول أفلامه ومواقفه السياسية، وذائقته الفنية، وما أثار من قضايا وخلافات كانت أبرزها مع الأصولية والأصوليين. فلن يعدو الأمر في حالة كهذه النقل عن الآخرين. المهم أن نفكر في ظاهرة يوسف شاهين الإبداعية، ومواقفه الفنية والسياسية (وهو ظاهرة فريدة في تاريخ السينما العربية) بطريقة جديدة.

3-

وأعتقد أن العودة إلى إدوارد سعيد قد تساعدنا على التفكير في ظاهرة يوسف شاهين. في "خارج المكان" يتكلّم سعيد عن عالم القاهرة، والإسكندرية، الكوزموبوليتي، المتعدد الثقافات والأعراق، الذي أطاحت به الناصرية، ضمن عوامل أخرى كثيرة، في النصف الثاني من القرن العشرين. وقد نشأ يوسف شاهين في إطار ذلك العالم، وكان بكثير من المعاني نتيجة إبداعية لامتزاج أعراق وثقافات مختلفة (كما هو الأمر بالنسبة لسعيد نفسه).

لا شك بأن ذلك العالم أثار وما زال حفيظة القوميين والأصوليين. ولا شك، أيضا، بأنه انطوى على مظالم كثيرة، وعلى تفاوت في توزيع الثروة والحظوظ، ولا شك، ثالثا، بأن نهايته كانت حتمية في سياق صعود الحركات القومية الرومانسية، وحركات التحرر القومي المعادية للكولونيالية. ومع ذلك، فقد ظُلم هذا العالم إلى حد كبير أولا لأنه كان جزءا من تقاليد متوسطية وشرقية أبعد بالمعنى التاريخي من الكولونيالية نفسها، وثانيا لأن القضاء عليه وبطريقة قسرية في أغلب الأحيان حرّم المجتمعات المعنية من ديناميات ثقافية كانت مصدرا لحيويتها الثقافية والفكرية، وجزءا عضويا من نسيجها الاجتماعي.

المهم أن يوسف شاهين (الذي انحدر من أبوين جاءا من مكانين مختلفين، وتعلّم أكثر من لغة، وتأثر بأكثر من ثقافة، وانتسب إلى أكثر من مكان) كان نتاجا إبداعيا إذا صحت العبارة لهجنة طبيعية وعضوية في ما أطلق عليه ألبرت حوراني في وقت لاحق تسمية "العصر الليبرالي العربي"، الذي كان يبّشر بانخراط العرب (أو الحواضر) في الأزمنة الحديثة بأقل قدر من الألم.

والمهم، أيضا، أن المثقف العلماني في النسق الثقافي والسياسي العربيين وُلد في سياق تلك الهجنة، وولدت معه الحركات القومية الرومانسية، بفرعيها اليساري والمحافظ، أي كل ما شكّل المخيال السياسي والثقافي (وخارطة الطريق الحضارية، إذا شئت) للحواضر العربية منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى العقود الأخيرة من القرن العشرين. وفيها ومعها وبفضلها تبلورت ملامح الثقافة العربية الحديثة.

4-

ولا يعنينا، الآن، كيف وصلت الحركات القومية الرومانسية إلى طريق مسدودة، وكيف انهارت الحواضر، بل الانتباه إلى حقيقة أن الأصولية نشأت، أيضا، في السياق نفسه، ومثّلت اقتراحا مغايرا ومعاديا لما أسمته بالجاهلية الجديدة.

لهذا السبب، ومع وصول الحواضر إلى طريق مسدودة في الثلث الأخير من القرن العشرين، وصعود الأصولية، تحوّل يوسف شاهين إلى أفلام السيرة الذاتية، وانسحبت واقعيته الاشتراكية إلى المقاعد الخلفية. في تلك الأفلام عاد صاحب "الأرض" و"سكة الحديد" إلى مساءلة التاريخ والنبش في الذاكرة، في محاولة لانتهاك ما لم يُنتهك من قبل، واكتشاف ظلال في مناطق تبدو ساطعة الضوء، وعتمة في رابعة النهار. وهذا ما جعل وما سيجعل منه (على غرار إدوارد سعيد) نموذجا للمثقف والفنان العلماني، العربي، المهجّن، في زمن كثرت فيه الإجابات وقلّت الأسئلة.

* كاتب فلسطيني يقيم في برلين

Khaderhas1@hotmail.com 

شبكة الإنترنت للإعلام العربي في 28 يوليو 2008

 
 

يوسف شاهين.. مسلم ولا مسيحي؟!

دعاء الشامي - ولاد البلد - عشرينات

- "يوسف شاهين مات".. قالها زميل العمل، فتقبلناها بهدوء يلائم فترة المرض التي سبقت الحدث..

- "على كده لازم بقى كلنا نروح عمر مكرم بكرة ونودعه".. قالها زميل آخر بمنتهى الثقة، لنتفاجأ بكلماته، ويتبرع أحدهم بالرد عليه بسرعة: "نعم، يوسف شاهين مسيحي يا أخينا"..

زميلنا العزيز يبدو أنه لم يكن الوحيد الذي لا يعرف هذه المعلومة، فالمذيع تامر أمين مقدم برنامج "البيت بيتك"، استهل حلقة أمس الأحد بموقف مشابه، عندما أعلن أن إحدى المشاهِدات بعثت تتساءل عن ديانة شاهين التي لم تظهر في أعماله!.

وعندما بحثنا حولنا وجدنا الكثير من الشباب لا يعرفون "مِلة" شاهين، ولكل منهم سببه..

مسلم.. مش موحد

محمد إبراهيم، 27 سنة، لم يكن يعرف حقيقة شاهين، وعندما دخل في غيبوبة قرأ خبرا يقول أن الفنانة حنان ترك تقرأ القرآن له، فتأكد أنه مسلم، لكنه عند سماعه بتشييع الجنازة من أحد الكنائس، تعجب كثيرا من هذا الموقف المتناقض!".

أحمد حسين،25 سنة، موظف، أكد أنه لم يعرف "مِلة" شاهين أبدا، لأنه كان شخص مختلف عليه فكرا وفنا، كما أن أفلامه لاقت معارضة شديدة، كما حدث مع فيلمه الأخير "هي فوضى"، ويكمل: "الخلاف حول أسلوبه غطى على البحث عن ديانته".

أما هدى السيد، 20 سنة، طالبة، فتقول: "أنا في الحقيقة لم أعرف معلومة أنه مسيحي إلا أمس، عندما قرأت خبر الوفاة على شريط الأخبار في التلفزيون، وأجد أن تشييع الجنازة سيتم من كنيسة، وقتها لم أصدق نفسي فلم أتخيل أنه مسيحي، خصوصا أنه أخرج فيلم "الناصر صلاح الدين"، وكانت شخصية صلاح الدين الأيوبي في الفيلم رائعة وغير مشوهة".

بلا دين

خالد سالم، 22 سنة، باحث، أكد أنه لم يعرف المعلومة إلا قبل أيام عندما ذهب شاهين إلى فرنسا، وأضاف: "أنا في الحقيقة اعتقدت أنه بلا دين، ملحد يعني، لأنه كان بيخبط في كل الناس".

ويكمل: "أعتقد أن لا المسيحي ولا المسلم يحب أفلام شاهين أو يتقبلها؛ لأنها شيء غريب وغير مفهوم، ولذلك لم يهتم الناس بديانته لأنه قدم أعمالا اختلف عليها الجميع وبالتالي انصرفوا عن موضوع ديانته".

سلمى عامر، 24 سنة، ربة منزل، عرفت خبر وفاة شاهين من التليفزيون، ولم تكن تعرف ديانته، ولكنها اكتشفت الأمر عندما ربطت بين تغطية الوفاة التي قامت بها قناة "otv" التي يملكها نجيب ساويرس ذو الديانة المسيحية.

علي فاروق، 25 سنة، محاسب، كان يعرف مِلة شاهين من الأفلام التي تناولت قصة حياته، مثل "حدوتة مصرية" وغيرها، لأن الفيلم كانت به أسماء عائلته وكلهم مسيحيين، وبيروحوا الكنيسة.

ولا مسلم ولا مسيحي

هند السيد، 22 سنة، صحفية، أكدت أنها تعرف المعلومة منذ وقت طويل، ووصفت من لا يعرفها بالجاهل، كما أشادت بالدور التثقيفي الذي قام به شاهين من خلال أعماله التي نقلت السينما المصرية وجعلتها تصل لمستوى عالمي.

حنين أحمد، 20 سنة، اختلفت عن الباقين لأنها قالت: "أعرف أنه ولا مسيحي ولا مسلم، هو في الحقيقة يهودي، وخصوصا لما اتفرجت على فيلم "إسكندرية نيويورك"، لكن مسيحي دي معرفهاش خالص".

خالد علي، 23 سنة، موظف، قال: "وأنا مالي هو مسلم ولا مسيحي هو حر، وعموما أنا مبحبش أفلامه ولا باتفرج عليها لأني ولله الحمد مبفهمش أي حاجة".

بالطبع لا يهمنا.. هل كان شاهين مسيحي أم مسلم، ولكن ما يهمنا أكثر هو أن الدين لم يشغل بال الكثيرين، رغم سنوات عمر شاهين التي تعدت 82 عاما.. بما يعني أنه لا فرق في مصر بين "مسلم" و"مسيحي"، فقد كان شاهين – وسوف يظل- إنسانا مصريا.   

التعليق

·         ايه الموضوع الغبي ده يا دعاء.. هتفرق في ايه يعني مسيحي ولا مسلم و بيتهيألي ناس كتير أوي عارفة قصة انه مسيحي لأنه جه في كذا برنامج بيتكلم عن الموضوع ده .... وبعدين اصلا تفرق معاكو في ايه يعني؟                                                  

 

·         ولله انا ما كنتش عارف بس مش مشكله!!!!!!!!!!! الفكره ان انا ما كنتش بحبه بس تعالوا نعترف ان ليه اعمال كتير كتيره حلوه يعنى !!!!!وكفايه ان هو خرج من تحت ايده خالد يوسف دى اكيد احسن اعماله  

 

·         ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين 

 

·         صدق الله العظيم

يا جماعة اي مسيحي في مصر نفسه يسلم

سيدنا المسيح ابن مريم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام جه زار مصر وعاش في مصر ودعا لاهل مصر وبناء عليه كانت مصر درة البلاد المفتوحة واصبحت قلب العالم الاسلامي ودخل شعب مصر كله في الاسلام ما عدا 6% فقط

وكل المسيحيين في مصر يتمنون ان يدخلوا في الاسلام ومعي الدليل

هو انني كثير مطالعة مواقع المسيحيين المصريين في خارج مصر وداخلها

والله العظيم يستخدمون ايات القرأن في التعبير عن مشاكلهم

يعني مثلا قرأت في موقع مايكل منير بتاع امريكا موضوع بعنوان

(ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن)

كان يقصد الكاتب ان المسلمين هم اهل الكتاب

وموضوع ثاني قرأته في موقع عدلي ابادير

(ولن يرضى عنك المسلمين حتى تتبع ملتهم)

وكلام كتير اوي اوي يطول شرحه

فهما يقرون بالقران اقرار لا مثيل له ولكن الله يهدي من يشاء

والله العظيم بيصعبوا عليا لما بلاقيهم مش قادرين يسلموا

يا جماعة المسيحيين في مصر (اسلموا تسلموا)

ادعو ربنا انه يهديكم وتنطقوا الشهادتين  

 

·         فيلم الناصر صلاح الدين

مش شريف الدواخلي ولا البراء اشرف

طالما عمل فيلم اسمه الناصر صلاح الدين يبقى بكل تأكيد مات على الاسلام

لان الاقرار بالشهادتين اقرار قلبي وجزم عقائدي وهو امر خفي يظهر على تصرفات الانسان

وفيه مسيحيين كثير ظاهريا ومسلمين باطنيا

 

·         اسكندريه ليه

نيفين نيفى نوفا

انا شفت البيت بيتك و مندهشتش من ان فيه ناس كتير متعلرفش ديانع شاهين لكن اللى دهشنى هو قول خيرى رمضان ان شاهيين اوصى بعد خروج جثمانه من الكاتدراءيع انع يمر بعمر مكرم

بس هو دع شاهين

التناقض المنسجم

من اول راءعته اسكندريه ليه لحد هى فوضى

هو ده شاهين المصير و الناصر صلاح الدين

ورغم اختلافنا حول اسلوبه و فلسفته فتاثابت اللى ميختلفش حوله اتنتين انه كان مبدع

وداعا شاهين  

 

·         خلوها تنفعه

محمد السعوديه

اذا وقف بين يدي الله عز وجل , خلوا افلامه تنفعه ساعتها , وش قدم لنفسه ....؟؟؟!!!

يعني اذا كان عاجبكم بسال وش قدم عشان ينفعنا بحياتنا او تحسن صورتنا كامه قدام جميع الامم ؟؟؟!!!

اكيد ولا شي ... وكلنا عارفين يوم صرح وقال صوت الاذان يزعجني

كلامه الحين ينسال عنه ,,, وفي نار جهنم يارب اللهم امين  

 

·         انا على فكرة يا جماعة متابع عشرينات من مدة طويلة لأن مواضيعها شيقة و بتغطى بلدان كتير غير مصر.

لكن انا فى الفترة الأخيرة لاحظت ان تقريبا كل موضوع فى عشرينات لازم الاقى فيه تعليق \"ايه الموضوع الغبى دا\" أو \"و احنا استفدنا ايه يعنى من الكلام الهايف دا\" , اكننا خلاص كلنا بقينا علماء ورجال اعمال و ضيعنا كتير من وقتنا الثمبن فى قراءة موضوع, يا جماعة اختلاف الرأى لا يفسد فى الود قضية , و اللى مش هيعجبك هيعجب غيرك , و مش لازم احس ان فيه ناس مخصوص بتدخل علشان تخنق اللى بيحاول يكتب أى موضوع عن أى حاجة.

يا ريت نبقى واسعين الأفق أكتر  

 

·         ميلود ماحي موسى، 32 سنة،

في الحقيقة كنت بشتغل على الكمبيوتر و التلفاز شغال فسمعت أنهم سيصلون عليه صلاة الجنازة فارتحت لأني ضننت أنه مسلم فلما التفت إلى التلفتز فإذا بي أرى الصلاة في الكنيسة!!!!!! يا ريت كدنا نقول رحمه الله، لا حول و لا قوة إلا بالله  

 

·         ياااااااااه

عمر أحمد محمود

يا عين يعلى الوحده الوطنيه المقطعه بعضها حقيقي هعيط  

 

·         لو لم اكن مصريا لوددت ان اكون اى جنسية تانيه

محمد السعداوى

المقال ده عامل زى فيلم حسن ومرقص الفيلم خلانا ننزل فى بعض احضان وبوس وشوية وهسمع شعار الوحدة الوطنية والسلام الجمهورى يخرج من حناجر جحافل- متخضوش من جحافل دى - المصريين

خلاص بقى فيه شرخ كبيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييير اعتقد انه ما ينفعش يتصلح والافضل ان كل واحد ينعزل عن التانى طالما احنا قتله وسفاكين دماء وخطافين وهما ملايكة العيبة ما تخرجش من بقهم  

 

·         جميعنا مصريين سواء كنا مسلمين او مسيحيين

ممدوح زكى زخارى

ما هذاالهراء بخصوص الديانة باللة عليكم ماذا تفرق الديانة اليس هذا الراحل مصريا ام مازا؟

جميعنا مصريين و يجمعنا تراب هذا الوطن باختلاف العقيدة

نحن مصريين جميعنا رغم اختلاف القيدة

والحمد للة اننا نعيش فى مصر و ليس فى العراق المخروب

اشكرك يا رب العباد  

 

·         الى الاستاذ ممدوح زكى زخارى

مش كاتب

تعليقك جميل جدا وانا اشكرك عليه

ونحن مصريون وكلمة مصري دي مهمة جدا

وارجو ان تبلغ هذا الكلام لاقباط المهجر وعلى رأسهم عدلي ابادير الذي يناصب مسلمين مصر العداء  

 

·         ليس هو الأفضل بين المخرجين المصريين

حسين محمد على

يوسف شاهين رحمة الله عليه ليس هو الأفضل بين المخرجين المصريين فهناك كمال الشيخ وصلاح ابو سيف ومحمد كريم واحمد بدرخان وغيرهم والجائزة التي حاز هليها في معرجان كان عن فيلمه المصير خارج المنافسه لم تكن إلا لرفع اسهمه في مصر وتزويده بشحنة من الجرأة والتجاسر على مصر الحضارة بعد ان اصابه الفشل في بعض افلامه الأخيرة كغودة الأبن الضال التي استقى فكرته من الكتاب المقدس والمصير واسكندرية ليه وأخيرا هي فوضى التي صبغها صبغة دينية ووظفها سياسيا فصفق له الفرنسيون لا لأنه ابدع ولكن لبشجيغه في تمرده والمضى في غيه البغيض كمسيحي كاثوليكي ذات جذور غير مصريه في رمي جمرات الشر على المجتمع المصري المسالم البسيط الطيب .

موقع "غشرينات" في 28 يوليو 2008

 
 

يوسف شاهين: حدوتة مصرية بهرت العالم

أحمد صلاح زكي

"الفن السابع فقد لتوه احد اشهر المساهمين فيه. فيوسف شاهين، المتعلق جدا بمصر لكنه منفتح على العالم، هو مخرج ملتزم ومدافع كبير عن حرية التعبير وبشكل اوسع عن الحريات الفردية والجماعية".

هذا هو ما ورد في البيان الرئاسي الفرنسي الذي نعى المخرج المصري الكبير يوسف شاهين، الذي نعته أيضا كل صحف العالم ووسائل الإعلام حول الأرض بعنوان شبه موحد وهو "رحيل مخرج أسطوري مصري".

وبالرغم من اعتزازه الشديد بمصريته، وجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تحية تقدير الى المخرج الراحل واصفا اياه بأنه "مفكر صاحب استقلالية كبيرة وهو مدافع كبير عن تزاوج الثقافات".

يوسف شاهين، أو "جو" كما كان يحب أن يلقبه تلاميذه ومحبوه، استحق من خلال أفلامه التي صنعها على مدى 58 عاما أن يكون مواطنا عالميا، لا مصريا كما تدل شهادة ميلاده وجنسيته.

فجو حاول أن ينقل حسه الإنساني إلى العالم من خلال أفلامه التي اعتبرها نقاد السينما بصمات في تاريخ السينما المصرية ومحطات لا يمكن تجاوزها عند التأريخ لفن السينما في العالم.

وربما يرجع هذا التواصل الإنساني ليوسف شاهين مع العالم إلى تعدد الروافد التي شكلته في سنوات التكوين.

فهو ابن لأسرة من أصل لبناني، هاجرت إلى مصر في أوائل القرن العشرين. وهو أيضا ابن لمدينة استثنائية، حيث ترعرع في الإسكندرية عندما كانت من أهم موانئ البحر الأبيض المتوسط وملتقى لجاليات أجنبية من شتى أصقاع أوروبا.

أما تعليمه فكان مزيجا من الفرانكفونية والانجلوساكسونية. فبعد دراسته في مدارس فرنسية تلقى تعليمه الثانوي في فكتوريا كولدج، والتي كانت مدرسة النخبة الارستقراطية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تخرج منها ملك الأردن حسين بن طلال وولي عهد العراق الأمير عبد الإله والمصرفي الأردني ذا الأصل الفلسطيني خالد شومان والأمير زيد بن شاكر ورئيس الاستخبارات السعودية الأسبق وصهر الملك فيصل كمال أدهم والمفكر الفلسطيني إدوارد سعيد، كما درست فيها ملكة أسبانيا الحالية صوفيا.

وفي المرحلة الثانية من تكوينه كان يوسف شاهين على موعد مع أمريكا ما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تلقى تعليمه الجامعي في معهد باسدينا للفنون في كاليفورنيا، وهو المعهد الذي تخرج منه الممثلان الأمريكيان الكبيران داستان هوفمان وجين هاكمان.

هذه الروافد المتنوعة هي التي أفرزت فكر يوسف شاهين الذي شاهدناه متجسدا في أفلامه مثل فيلم اليوم السادس (1986)، الذي حاكى في بعض مشاهده سينما هوليوود الموسيقية خلال خمسينيات القرن الماضي.

هذه الروافد أيضا هي التي أفرزت أفلام السيرة الذاتية ليوسف شاهين والتي يمكن أن نلحظ فيها بوضوح تأثرا باتجاهات سينمائية مختلفة، أبرزها تلك القادمة من فرنسا وهوليوود الخمسينات والستينات. فيلمه حدوتة مصرية الذي خرج إلى النور عام 1982 مثال واضح على ذلك.

ولم تتوقف تأثير الراوفد المتنوعة ليوسف شاهين عند حدود تكنيكه السينمائي، بل امتدت لتشمل موضوعات أفلامه. ففي مرحلة مبكرة من رحلته السينمائية أخرج فيلم جميلة عام 1958 عن المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد والتي تعامل معها كرمز لثورة الجزائر.

ثم وتأثرا بفكر القومية العربية ومفاهيم الصراع مع الغرب والتحرر من الاستعمار التي كانت سائدة خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي في مصر والمنطقة العربية أخرج يوسف شاهين فيلم "الناصر صلاح الدين" عام 1963، وهو الفيلم الذي اعتبر نقلة في مسيرة السينما التاريخية في العالم العربي.

وفي عام 1965 يذهب جو إلى لبنان ويخرج لنا بياع الخواتم مع المطربة الكبيرة فيروز، وهو هنا يعتبر من القلائل من مخرجي السينما المصرية الذين خرجوا لصنع أفلام خارج مصر.

لكن بالرغم من عالمية روافد فكر يوسف شاهين إلا أن اعتزازه بمصريته هو الذي ظهر في اختياراته لمواضيع أفلامه السياسية.

ففيلمه العصفور الذي أخرجه عام 1972، عبر عن المأزق السياسي والاجتماعي الذي أدى إلى هزيمة حرب عام 1967، وهو هنا نقل مفهوم الهزيمة من الوطن إلى النظام السياسي، بل وتنبأ بالانتصار الذي حققته القوات المصرية عندما عبرت قناة السويس عام 1973 وهنا كانت المفارقة التاريخية. فالفيلم الذي أحرقت بسببه دور العرض التي عرضته في بيروت هو أيضا الفيلم الذي كانت أغنيته الرئيسية هي الأغنية التي أذيعت خلال حرب 1973 وفي كل ذكرى لها بعد ذلك.

وعندما خاضت مصر حربها مع المتطرفين، وهي الحرب التي سبقت الحرب على الإرهاب بعقد كامل، كان يوسف شاهين عنصرا فاعلا في تلك الحرب عبر فيلمه المصير (1997) الذي أتى كرد فعل منه على ما حدث بسبب فيلمه المهاجر (1994) والذي تعرض فيه لقصة النبي يوسف عليه السلام في مصر.

وبالطبع لم يكن يوسف شاهين غائبا عن علاقة العرب مع الغرب وتحديدا الولايات المتحدة من خلال أفلامه مثل الآخر (1999) والجزء الأخير من سيرته الذاتية، اسكندرية - نيويورك (2004).

وحتى هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 التي وقعت في نيويورك وواشنطن، كان ليوسف شاهين رأي فيها وحولها، عبر عنه في الجزء الخاص به في فيلم September 11 (2002) والذي اشترك فيه 11 مخرجا من 11 دولة حول العالم.

وفي نهاية رحلته كانت بوصلة جو الفكرية قد أشارت عليه بالتوجه إلى الداخل المصري من خلال فيلمه "هي فوضى" (2007) الذي أخرجه بالاشتراك مع تلميذه خالد يوسف وتعرض فيه للفساد في مصر اليوم.

بعد كل هذه المسيرة الحافلة سينمائيا، لم يكن غريبا إذن على العالم أن ينعي "أحد أشهر المساهمين في الفن السابع" أو يرثي "رحيل مخرج أسطوري" يتساوى في المرتبة مع فيلليني إيطاليا أو دافيد لين انجلترا. فيوسف شاهين كان ملكا للعالم بمقدار ما كان ابنا لمصر

موقع الـ BBC في 28 يوليو 2008

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)