كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

احتفى به مهرجان (دبي) السينمائي الدولي

زوايا وجوانب مهمة في سينما يوسف شاهين

هوليود - محمد رضا

مهرجان دبي السينمائي الدولي

الدورة الرابعة

   
 
 
 
 

* بين اثنين *

لم يحقق مخرج عربي ما حقّقه يوسف شاهين من انتصارات وإنجازات سينمائية متبوّئاً مركزاً مهمّاً بين سينمائيي العالم، ومعبّراً عن جيل كامل من المخرجين العرب وطموحاتهم من خلال أفلام رصدت - وعلى نحو متواصل - الذاتي والعام والقضايا المصيرية التي مازالت تعصف بهذا الجزء من العالم منذ عشرات العقود.

يوسف شاهين أخرج نحو أربعين فيلم في حياته العملية وأول ما نلحظه في مجمل هذه الانتاجات أنها كانت التعبير الصادق عن حركة المجتمع حتى حين انشغل المخرج الكبير حين أخذت أفلامه تتحدّث عنه وحياته ومراحله العملية في سلسلة من أفلام التأريخ الذاتي. كذلك نلحظ كم أن هذا المخرج الذي انطلق للعمل شابّاً في السادسة والعشرين من عمره حافظ على استقلاليّته الفكرية والفنية ومبادئه الفكرية، ولم يرض التنازل عنها مطلقاً بالنسبة إلى كثيرين يوسف شاهين هو عنوان للسينما العربية الطموحة جيلاً وراء جيل.

وُلد يوسف شاهين في العام 1926م في الإسكندرية، من أب سوري الأصل يعمل محامياً وأم مصرية، وأمّ كلية فكتوريا حيث أخذ يحلم بالسينما وهو لا يزال فتى صغيراً. هذا الحب قاده سنة 1946م إلى كاليفورنيا ليدرس الفن في معهد (باسادينا بلايهاوس). وحين عاد بعد نحو عامين كان عقد العزم على أن يصبح مخرجاً وفي العام1950م أخرج بالفعل أول أفلامه (بابا أمين) ليتبعه بسلسلة من الأفلام الدرامية وطّد بها خطواته الأولى من بينها (أنت حبيبي) (1951م) و(إبن النيل) (1951م) ومن ثم أول أفلامه التي حظت بتقدير النقّاد (صراع في الوادي) (1954م). هذا التقدير ارتفع إلى سقف لم يكن بلغه من قبل بفيلمه (باب الحديد) Cairo Station سنة 1958م حيث لعب فيه دور بائع الصحف قنّاوي الصبي الأعرج الذي ينظر إلى أنثوية هند رستم وفحولة فريد شوقي بغيرة مزدوجة تدفعه إلى نهاية بائسة. هذا الفيلم عُرض في مهرجان برلين حيث استقبل جيّداً، وحيث يذكر شاهين أنه حين صعد المسرح اكتشف أن الحاضرين كانوا توقّعوا أن يكون أعرجاً بالفعل.

بعد هذا الفيلم عمد يوسف شاهين إلى الأفلام التاريخية والموسيقية، إذ حقق (الناصر صلاح الدين) سنة 1963م و(بيّاع الخواتم) في العام 1964م. لكنه بعد خمس سنوات عاد إلى الواجهة العالمية بأول فيلم من سلسلة سياسية تبحث في أوضاع الوطن عبر حقبات متعاقبة. هذا الفيلم كان (الأرض) في 1969م الذي شحن فيه الأجواء بمشاهد استماتة الفلاح بأرضه تحت عبء الإقطاع الذي كان سائداً وقت أحداث الفيلم (قبل الثورة). في (العصفور) العام 1971م نقل شاهين الأحداث إلى الفترة التي سبقت وتبعت استقالة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعد هزيمة 1967م وعودته عن تلك الإستقالة. فيلم (العصفور) بقدر ما كان مؤرخاً لتلك الفترة بقدر ما كان تحذيراً من نتائج ما حدث في فترة سادت فيها الأحلام الكبيرة على الرغم من خروج الناس إلى الشوارع للتعبير عن رفضهم للهزيمة وللاستقالة معاً.

هذا المد السياسي تابعه المخرج في (الاختيار 1974م) وفي (عودة الابن الضال) وكلاهما جاء محمّلاً بالرمزيات الفاضحة لمشاكل المجتمع بصرف النظر عن الفترة الزمنية التي يتناولها كل فيلم.

مع (الإسكندرية ليه؟) بدأ يوسف شاهين مسيرة مختلفة تحوّل فيها إلى سلسلة من الأفلام الذاتية المنشأ ولو أنها تتعرّض بالطبع إلى المحيط الاجتماعي. هذه السلسلة أنجبت (حدوتة مصرية) سنة 1982م (إسكندرية كمان وكمان) في 1990م ثم (إسكندرية... نيويورك) (2002م) لكنها تقاطعت مع سلسلة متنوّعة من الأفلام مثل (وداعا بانابرت) (1985م)، (اليوم السادس) (1987م) و(المهاجر) 1994م.

علاقة يوسف شاهين بالمهرجانات العالمية التي انطلقت بعرض (باب الحديد) في مسابقة مهرجان برلين استمرّت لاحقاً، فمعظم أفلامه اللاحقة عرضت في واحد من المهرجانات الكبيرة خصوصاً (كان) و(فنيسيا) وشهرته العالمية بدأت هناك، وتتوّجت بقيام مهرجان (كان) بمنحه جائزة خاصّة عن مجمل أعماله بمناسبة دورته الخمسين سنة 1997م، وهي السنة التي عرض فيها المخرج فيلمه التاريخي (المصير) على شاشة ذلك المهرجان.

أفلام يوسف شاهين تميّزت بخطوط عديدة تشكّل اليوم العناصر الرئيسية لقراءة سينماه. فعلى صعيد المضامين تراوحت بين الخاص والعام في عناصر ممتزجة على نحو خال من الافتعال. وعلى الصعيد نفسه، شهدت أفلامه منذ أعماله الأولى أيام (ابن النيل) و(صراع في الوادي) ثم (صراع في الميناء) و(باب الحديد) ذلك الخيط الخاص المتعامل مع المرجعيات النفسية لشخصياته. من تلك الأفلام المبكرة عمل شاهين على بث مضامين في العلاقات العاطفية؛ حيث المرأة هي الغالبة والشاب هو المفتون وقد يكون الموزّع بين إعجابه بالمرأة وإعجابه بنموذج رجالي أقوى.

على صعيد آخر، فإن اختياراته من الأفلام السياسية لم يكن ظرفياً او انتهازياً. من أيام (جميلة بو حريد)، الفيلم الذي حققه في مطلع الستينات عن المناضلة الجزائرية الأشهر، حاول نقل ملامح من العلاقة بين العرب وسواهم وهو كرر هذه المحاولة في (صلاح الدين) ولاحقاً في (الناس والنيل) و(اليوم السادس). لكن هذا الخط شكّل منعطفاً حاسماً حينما أخرج فيلمه (الأرض) الذي وإن خلا من مضامين العلاقة العربية - الغربية الا أنه تحدّث عن أوضاع تتعلّق بالمصري وتربته وعنصره المقاوم والأصيل. والى أن حان موعده مع (العصفور) و(الاختيار) كان أشبه بمن يؤرخ لمصر في هاتين المرحلتين قبل أن ينتقل بالموضوع مرّة أخرى إلى محيط الصراع لإثبات الهوية العربية وعلاقتها بالغرب كما في (وداعا بونابرت) و(المصير) ثم (الاسكندرية نيويورك).

حين وطأ المخرج أرض الحكايات الذاتية التي تدور عنه شخصياً، وذلك في السلسلة التي بدأت عام 1978م، فإن المخرج لم يحاول إخفاء شيء لا عن علاقاته العاطفية ولا عن تأثير المرأة في حياته ولا عن ازدواجية العلاقات البشرية وعمل على رسم خطين متوازيين في تلك الأفلام واحد عنه وواحد عن الحقبة الزمنية في الفترة التي يتحدّث فيها.

بالتالي، أفلام يوسف شاهين تشكّل عالماً بارعاً من الحياة على الشاشة حياة الفرد؛ سواء أكان هذا الفرد هو أو ممثّلاً بالآخر (بصورة القناوي في (باب الحديد) أو بصورة الشخصية التي لعبها عمر الشريف في (صراع في الوادي)) وحياة المجتمع في الفترات كافّة. ففيلم (المهاجر) يعود إلى حكاية النبي يوسف (عليه السلام) و(المصير) يتحدّث عن الأندلس الضائع، (وداعا بونابرت) يعاين العلاقة المصرية - الفرنسية بينما يتناول (الإسكندرية ليه؟) فترة الاستعمار البريطاني كما تناول (العصفور) فترة أواخر الستينيات.

السينما، من حيث كونها الحب الحقيقي في حياة المخرج شاهين، لعبت أيضاً الدور الكبير في أفلامه. ليس فقط أن أفلامه الذاتية المذكورة أتاحت له الحديث عن السينما من نواحي متعدّدة، بل كذلك نجد أن (سكوت... ح نصوّر) يتطرّق إليها والى الموقف المتطرّف من الحب ومنها معاً. أما (الأسكندرية... نيويورك) فكان كلّه عنها كونه عكس مرحلة حياة شاهين في الولايات المتحدة حين زارها للدراسة.

التطرّف الديني أصبح لاحقاً مسألة ملحّة في سينما يوسف شاهين فانتقده في أفلام عديدة له حتى في تلك التي دارت في رحى التاريخ. في (المصير) عبر مشهد حرق كتب ابن الرشد وفي (الآخر) (2002م) عبر الموضوع الآني ذاته أو في فيلمه الجديد (هي فوضى) الذي يسعد مهرجان دبي السينمائي الدولي بتقديمه إلى المشاهدين تعبيراً عن العلاقة المتينة التي ربطت هواة السينما ومحترفيها مع المخرج يوسف شاهين وكل ما رمزت إليه تلك السينما وحوته من مقاليد ومشاغل.

تنسيق مهرجانات الدنيا

إذ ينجز مهرجان دبي دورته الرابعة تتعالى في الآفاق مهرجانات أخرى من دون أن ينقطع التواصل مع الموسم الحافل بالجوائز الأخرى.

في الأساس، كانت هناك مناسبات مهمّة قبل ولادة مهرجان دبي في هذه المنطقة من العالم. كان هناك مهرجان القاهرة أساساً، ومع مطلع العام الجديد، من كل عام، هناك أيضا جوائز الغولدن غلوب وجوائز الأوسكار ثم مهرجاني روتردام وبرلين وفي الولايات المتحدة مهرجان بالم سبرينغز وسندانس.

وليست هناك من طريقة للفصل بين المهرجانات المذكورة بفترات زمنية متباعدة، ولو على سبيل التمنّي، لأنه في كل شهر هناك مهرجان كبير أو مناسبة واحدة على الأقل وتأخير بعضها إلى الربيع - مثلاً - سيضعها في زحمة مهرجانات أخرى فالربيع ملك مهرجان (كان) في أوروبا ومهرجان ترايبيكا وسان فرانسيسكو في الولايات المتحدة.

لكن هذا لا يمنع من بعض التنسيق خصوصاً في هذا الجزء العربي. والتنسيق لا يعني أن كل مهرجان يتوخى درباً لا ينافس فيه الآخر - في ذات الوقت يعني عدم التضارب في الموا عيد من دون داع.

خذ مثلاً وضع مهرجان مراكش السينمائي الدولي. لقد صٌمّم هذا العام لكي يقع في ذات الأيام التي يقع فيها مهرجان دبي السينمائي الدولي وذلك من دون سبب على الإطلاق سوى محاولة التأثير عليه أكثر من ذلك، تم توجيه دعوات مغرية لمجموعة كبيرة من الفنانين المصريين لحضور المهرجان المغربي في هذه الأيام بالذات وفتح بانوراما كبيرة للسينما المصرية بمناسبة ميلادها المئوي.

هذا حسن، لكن هل كان من الضروري أن يختار المهرجان المرّاكشي هذه الأيام بالذات لكي يقع؟ لقد أنطلق في سبتمبر وانتقل إلى أكتوبر ثم إلى نوفمبر والآن إلى ديسمبر. لكن النقطة الحاسمة هو أن رغبته التأثير على مهرجان دبي لم تأت ثمارها: إذ لم يخفق مهرجان دبي في دورته الحالية في الحصول على أي فيلم مصري اختاره للمسابقة ولا في جلب عدد كبير من السينمائيين المصريين ممثلين ومخرجين ومنتجين. بكلمة ليس هناك من تأثير على الإطلاق .

أحد الزملاء القادمين من المغرب ذكر لهذا الناقد أن منسّقاً في مهرجان مرّاكش هو الواقف وراء كل هذه المحاولة أساساً. فإذا كان هذا صحيحاً فإن ذلك يعني أنه يسهر كثيراً ويتعب نفسه بلا نتيجة.

شاشة عالمية

من بين أكثر من عشرين فيلما تسجيليا عربيا وأجنبيا تعرضها الدورة الحالية من مهرجان دبي السينمائي الدولي، اخترت ثلاثة أفلام تعكس جوانب سياسية مختلفة تنطلق من هذا الوضع الذي يمر به العالم العربي.

أنا فلسطيني

فلسطين - بريطانيا - كوبا.

إخراج: أسامة كاشو

رحلة موسيقية إلى داخل السياسة في كوبا اليوم.من خلال قيام المخرج بتصوير حياة موسيقي كوبي مشرد وكيف ارتبطا بصداقة تكشف عن وجود عنصرية غير ملحوظة ضد الكوبيين الفقراء إذ يطلق عليهم الآخرون كلمة: فلسطينيين. يقول المخرج أسامة كاشو حول هذا الموضوع: (أخيرا وبعد طول انتظار وصلت في العام الماضي إلى كوبا هذا البلد الذي كان دائما ومازال داعما للقضية الفلسطينية. كفلسطيني, لطالما حلمت بزيارة هذا البلد خلال تلك الزيارة أصبحت جزءاً من قصة اعطتني نظرة غير عادية حول التعقيدات التي تعصف في مجتمع يقف على حافة التغير في اوقات عصيبة ومشحونة بالتوترات السياسية. وعندما قدّمت نفسي كفلسطيني حملق الناس بي بدهشة واستهجان).

***

ظل الغياب

فلسطين - تونس

إخراج: نصري حجّاج

يحاول هذا الفيلم الاقتراب من هاجس يعيشه الفلسطينيّون وخاصّة أولئك الذّين اقتلعوا من أرضهم وعاشوا في الشّتات. هذا الهاجس هو هاجس مكان الدّفن الذّي يكمن وراءه حلم العودة إلى الوطن الذّي هو حلم ومشروع إعادة الذّات المشتّتة والمهدّدة دائما، إلى جذورها. هاجس مكان الموت هو هاجس تعويض لمكان الحياة.

يقول المخرج نصري حجّاج عن هذا الموضوع: (عاش معظم الفلسطينيّين انفصالا للحياة عن المكان المؤسّس لها (الوطن) وهو انفصال حدث قسرا. وكان ردّ الفعل الطّبيعي لديهم إيجاد اتّصال روحي ذاتي بذلك المكان المفقود في غياب الاتّصال المادّي ومن ذلك أنّ هاجس مكان الموت والدّفن في الوطن هو هاجس تعويض عن غياب الاتّصال بالمكان المؤسّس للحياة.

***

إعادة تكوين

الأردن - الولايات المتحدة - ألمانيا - هولندا

إخراج: محمود المسّاد

(العرض العالمي الأول لهذا الفيلم المختلف في تناوله موضوعاً له علاقة بالدين والتديّن، والقضايا الجوهرية المحيطة بنا اليوم. صوّر المخرج محمود المسّاد الفيلم في أماكنه الطبيعية واستخلص مشاهد آسرة. فيلم عن متديّن من مدينة الزرقاء الأردنية يكاد يميل إلى التطرّف لولا أن المشاكل الاقتصادية والمعيشية التي تدفع العديدين من الشبّان إلى التطرّف، هي ذاتها التي تجعله يقرر الهجرة إلى الغرب لينخرط في حياته ليعيل عائلته. يقول المخرج: (تعرّفت على ذلك الرجل عبر صديق مشترك وتتطلب الأمر وقتاً طويلاً لإقناعه، كما تطلّب الفيلم نحو ثلاث سنوات من العمل. الآن هذا الرجل (أبو عمّار) موجود في فنزويللا بعدما أخفق في الحصول على تأشيرة إلى أميركا).

الجزيرة السعودية في 14 ديسمبر 2007

 
 

بينهم جورج كلوني وشارون ستون وداني غلوفر...

نجوم الفن السابع تتلألأ في سماء مهرجان دبي

دبي - فيكي حبيب

مرة أخرى تجري رياح التظاهرات السينمائية في العالم العربي بما لا يشتهي أهل الفن السابع. مرة أخرى تتضارب مواعيد المهرجانات، ضاربة عرض الحائط كل الجهود التي بذلت لتفادي عقدها في المواعيد ذاتها.

في أسبوع واحد نظمت مراكش مهرجانها السينمائي الدولي العريق، واحتفلت دبي بسينما العالم. في مراكش تحضر السينما الخالصة. وفي دبي تطغى الاحتفالات.

المهرجان الأول يأخذ طابعاً فنياً. والمهرجان الثاني يأخذ طابعاً سياحياً.

في دبي السجادة الحمراء تتفوق على صالات العرض. والنجوم يتفوقون على أفلامهم. جورج كلوني، شارون ستون، غلوريا ستيفان، يوسف شاهين (يكرمه المهرجان الى جانب داني غلوفر وايم كوون تيك)، باولو كويلو... أسماء تتردد في أروقة المهرجان، والأفلام تكاد تكون شبه منسية. على الأقل هذا ما يردده منتقدو مهرجان دبي. ولكن، نظرة سريعة على جدول عروض الدورة الرابعة التي انطلقت في التاسع من الجاري وتستمر حتى الأحد، تبدل بعض الأفكار المسبقة.

في القائمة 141 فيلماً من 52 دولة بينها 16 فيلماً في عرضها العالمي الأول، تتوزع على أكثر من برنامج، هي ليال عربية وأفلام: «لولا» للمخرج المغربي نبيل عيوش، و «على الأرض السماء» للمخرج اللبناني شادي زين الدين، «كابتن أبو رائد» للمخرج الأردني أمين مطالقة، و «خلص» للمخرج اللبناني برهان علوية. إضافة الى ثلاثة أفلام في برنامج «احتفال بالسينما الهندية»، هي: «أطلق النار بمجرد المشاهدة»، «قصة التلال الحمراء»، «تاج محل: قصة الحب الخالد»، وفيلم في برنامج «سينما افريقية» هو «اعترافات مقامرة». أما عن فئة الأفلام الوثائقية فتتضمن القائمة اربعة افلام، هي «90 ميلاً» لمنتج التسجيلات الموسيقية اميليو ستيفان، «أنا فلسطيني» للمخرج اسامة قشوع، «ست قصص عادية» لميار الرومي، و«إعادة خلق» لمحمود المساد. وفي مسابقة «جوائز المهر للإبداع السينمائي العربي» اربعة افلام قصيرة في عرضها العالمي الأول، هي الفيلم الإماراتي «تنباك» للمخرج عبدالله حسن، و«جيروسالم إتش دي»، و «هدية عيد الميلاد»، و «باريس على البحر».

ولا تقف عروض دبي عند هذا الحد. إذ كان للجمهور موعد مع فيلم الافتتاح «مايكل كلايتون»، إضافة الى أفلام لاقت استحساناً حيثما عرضت، مثل فيلم المخرج المغربي أحمد المعنوني «قلوب محترقة» الحائز جائزة أفضل فيلم في مهرجان طنجة، وفيلم المخرج المصري محمد خان «في شقة مصر الجديدة» الذي اختير ليمثل مصر في مسابقة الأوسكار، وفيلم يوسف شاهين «هي فوضى» الذي لاقى اعجاب مهرجان «البندقية».

سينما الواقع

إذاً من يبحث عن السينما الخالصة في مهرجان دبي لن يضلّ طريقه. ومن يبحث عن النجوم والضوضاء لن يُخذل أيضاً. هذا باختصار أبرز ما يميز الدورة الرابعة من المهرجان. فلمحبي السينما أفلام من حول العالم، ولمحبي أساطير هوليوود ضالتهم.

لكن، هذا ليس كل شيء، فسينما الواقع حاضرة بثقلها في المهرجان. ويكفي إطلالة على السينما اللبنانية المشاركة في هذه الدورة حتى نتبين ذلك.

10 أفلام لبنانية تتوزع بين برنامج «ليال عربية» ومسابقة «المهر للإبداع السينمائي العربي» تطلق صرخة ضد ما يمرّ به لبنان من عواصف وأزمات. 10 أفلام ملتزمة تصور المأساة، من حرب تموز مع فيلم «33 يوم» لمي مصري، و «تحت القصف» لفيليب عرقتنجي الى «خلص» برهان علوية الذي يدور أثناء حرب لبنان، و «كلمات بعد الحرب» للمخرج أنور براهم الذي يرصد مواقف فنانين ومثقفين لبنانيين بعد قرار وقف إطلاق النار، مروراً بـ «آنسات سيدات مواطنات» و «على العتبة» و «بوستوموس» و «جيش النمل» و «من نافذتي من دون وطن» و «على الأرض السماء». يضاف الى هذه النتاجات السينمائية فيلم «إعادة خلق» للمخرج محمود المساد الذي حمل كاميرته ومضى الى مسقط رأسه مدينة الزرقاء، مدينة أبي مصعب الزرقاوي لتصوير فيلم «من شأنه تحدي النظرة الغربية الأحادية الجانب الى الجهاد والتطرف». طبعاً لم يكن سهلاً على المخرج إقناع الأهالي بالتحدث الى الكاميرا، حتى أن مقاومة عنيفة واجهته الى ان التقى بمجاهد سابق (أبو عمار) راح يلاحق خطواته، وهنا بدأت الرحلة.

ومن أفلام الواقع، أيضاً، فيلم يحمل توقيع المخرج الدنمركي - العراقي طارق هاشم بعنوان www.gilgamesh21.com ، وفيه يصور المخرج ألم المنفى ووجع العراق من خلال مراسلة الكترونية بين كوبنهاغن وبغداد. إضافة الى فيلم من سورية (ست قصص عادية) عن سوء الاحوال الاقتصادية في البلاد ما يجبر المدرسين والمهندسين وحتى العسكريين على تأمين قوتهم من طريق العمل الإضافي كسائقي أجرة...

من الإمارات

ولعل أهم نقطة تحسب لأهل المهرجان هو اخذهم في الاعتبار بعض الانتقادات التي وجهت الى الدورات السابقة. وواضح أنه لم يغب عن بالهم ما يثار حول جدوى تنظيم مهرجان للسينما في بلد تغيب عنه هذه الصناعة. من هنا ضاعف المهرجان عدد الأفلام المشاركة في برنامج «أصوات إماراتية». إذ بلغ عددها هذا العام تسعة بينما كانت تنحصر سابقاً في خمسة أفلام.

واللافت في هذه الفئة ارتفاع نسبة الأصوات النسائية، إذ تشارك فيها شما أبو نواس وسحر الخطيب من خلال فيلم «أنا رجل» الذي يتطرق الى قضية تشبّه بعض الشباب الإماراتي بالنساء من خلال المبالغة في العناية بمظهره الخارجي. بينما تقدم رحاب عمر عتيق فيلم «بين شمسين» الذي فاز بجائزة الطلبة للفيلم التسجيلي في مسابقة أفلام من الإمارات 2007. وترصد منال علي بن عمرو في فيلم من كتابتها وإنتاجها وإخراجها بعنوان «وجه عالق» هواجس امرأة.

أما الأفلام الإماراتية الباقية فهي: «100 ميل» و «بلا قلب» و «هوجاس» و «رماد»، و «الغبنة»، و «هدية عيد الميلاد».

يومان فقط ويختتم المهرجان دورته الرابعة ويعود ضيوفه أدراجهم بعد أسبوع من الرفاهية في أحضان السينما. ومع نهاية هذه الدورة يبقى الأمل في ان يتخطى المهرجان في دوراته المقبلة أخطاء لا تغفر لمهرجان يصرف عليه الكثير من الدولارات. والأهم، ضرورة إيجاد حل جذري لمسألة تضارب المواعيد.

الحياة اللندنية في 14 ديسمبر 2007

####

«عداء الطائرة الورقية» لحفلة الاختتام

دبي - شفيق الأسدي

«عداء الطائرة الورقية» هو الفيلم الذي وقع عليه اختيار منظمي مهرجان دبي ليعرض في الحفلة الاختتامية في 16 الجاري.

الفيلم الذي أخرجه مارك فوستر صاحب «البحث عن نفرلاند» و «كرة الوحش» مقتبس عن رواية بالعنوان ذاته للكاتب خالد حسيني، كانت تصدرت قائمة المبيعات عند صدورها.

وعن هذا الاختيار قال نائب الرئيس التنفيذي للتسويق والنشر في شركة «باراماونت فانتيج» ميغان كوليغان: «يشرفنا اختيار فيلم «عداء الطائرة الورقية» لاختتام فعاليات مهرجان دبي السينمائي الدولي، ونحن فخورون لعرض الفيلم أمام مثل هذا الجمهور العالمي الذي يحضر المهرجان».

ويروي الفيلم بأسلوب عاطفي، مجموعة قصص عن الصداقة والعائلة والأخطاء المدمرة والحب الذي يعوض كل الخسارات، من خلال علاقة صداقة بين الطفلين حسان وأمير اللذين يوشكان على الفراق للأبد. وترصد الكاميرا عصر أحد الأيام الجميلة في مدينة كابول، حيث كانت السماء تغص بالطائرات الورقية لأطفال يمرحون بلعبتهم المفضلة، ولكن هذه الحال لن تدوم، حيث تضطر عائلة أمير للهجرة إلى الولايات المتحدة بسبب نذر الحرب التي تهدد أفغانستان. وبعد 20 سنة يعود أمير إلى أفغانستان الواقعة تحت القبضة الحديد لحكومة «طالبان»، ليواجه الأسرار والذكريات التي لا تزال في داخله.

الفيلم من إنتاج «دريم ووركس بيكتشرز»، و «سيدني كيمل إنترتيمنت»، و «بارتيسبنت بروداكشنز»، وتوزعه شركة «باراماونت كلاسيك».

وكانت رواية الكاتب خالد حسين باعت أكثر من 8 ملايين نسخة في ما يزيد على 34 دولة، متصدرة قائمة أفضل مبيعات الكتب في العالم منذ صدورها للمرة الأولى عام 2003.

الحياة اللندنية في 14 ديسمبر 2007

 
 

اعطاء المجال للمبدعين الخليجيين

دبي تنظم مهرجانا للسينما الخليجية في ابريل

دبي - من هدى ابراهيم  

دبي تسعى لمد جسور التواصل بين الشرق والغرب وتكريم المبدعين العرب في مهرجاناتها المتعددة.

اكد مسعود امر الله علي المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي، ان المهرجان بدأ يحتل مكانته على خارطة المهرجانات العربية والدولية واعلن ان مهرجانا خاصا بالفيلم الخليجي سيشهد النور في دبي.

وقال المسؤول الاماراتي ان المخرجين والمنتجين يقبلون على المشاركة في فعاليات مهرجان دبي، مشيرا الى ان 320 فيلما من مختلف الانواع وصلت المهرجان هذا العام.

واكد ان مهرجان دبي لم يكن يسعى من البداية ليكون مهرجانا اضافيا بين غيره من المهرجانات بل "سعى اساسا لخلق الحوار وتلبية طموح الحاضرين واعطاء مساحة للجميع"، مضيفا "طموحنا ان يكون الكل لقي مكانا يحتفي به وباعماله".

ونجح المهرجان في دورته الرابعة (9-16 كانون الاول/ديسمبر) في استقطاب عدد من الافلام وخاصة العربية في عروضها الاولى ما عزاه المدير الفني لكون مهرجانه "يسعى لنسج علاقات ومد جسور التواصل بين الشرق والغرب كما يسعى لتكريم المبدعين العرب وخلق مساحة خاصة بهم ترفع عنهم الظلم".

واشار المسؤول الاماراتي الى ان "الجائزة تذهب للمخرج المبدع الذي يستحق المكافأة وليس للمنتج".

وتعطى جوائز المهر في مهرجان دبي فقط للفيلم العربي وباستثناء "مهرجان الفيلم العربي" في وهران بالجزائر الذي اقيمت دورته الاولى الصيف الماضي فلا يوجد اي مهرجان خاص بالفيلم العربي في البلدان العربية.

واكد امرالله علي رفع عدد الجوائز التي تكافئ الفيلم الروائي العربي من ست الى تسع جوائز في المهرجان في وقت يشارك فيه في المسابقة الرسمية 12 فيلما من مصر ولبنان وسوريا وتونس والمغرب والجزائر والاردن.

ويتضمن المهرجان في ما يخص الفيلم العربي مسابقات اخرى للفيلم الوثائقي والفيلم القصير تمثل افلاما لمخرجين من اجيال مختلفة.

وردا على سؤال حول الحوافز على اقبال المخرجين العرب على عرض افلامهم في دبي، اعتبر ان الحافز ليس فقط "المبالغ السخية التي تقدم كمكافآت للفائزين لكن الكثير من المخرجين يبدأون مشاريعهم ويوقعون عقودا لانتاج عملهم المقبل هنا في دبي حيث نؤمن التواصل بين كاتب السيناريو والمخرج وبين المنتجين".

واضاف ان "المبدع يريد اعترافا ويريد مكانا وآلات عرض صالحة توفر افضل الشروط له والعمل يجب ان يقدر من اوله الى آخره وهو ما يحصل عليه في دبي".

وعلق على الاقبال الكبير للمنتجين ومدراء المهرجانات على المهرجان بالقول ان "كثيرا من الضيوف آتون وهم يعلمون ان دبي ستقدم لهم سينما عربية يمكن ان يبرمجوها في مهرجاناتهم كما يتيح المهرجان التواصل بين صناع الفيلم ومنتجيه وشعارنا مد الجسور".

وحول جمهور مهرجان دبي الذي يقبل بكثافة على كافة العروض سواء الروائية منها او الوثائقية او حتى على الفيلم القصير، قال "ليس صحيحا ان الجمهور يريد فقط سينما هوليوود وبوليوود والسينما العربية التجارية والمهرجان فرصة لمشاهدة الفيلم السوري والفيلم البناني والفيلم المغاربي الذي لا يعرض عادة في الصالات".

واضاف ان "الجمهور المتعدد الجنسيات والثقافات في دبي التي هي بمثابة مدينة مفتوحة محتاج الى تعدد نوعية الافلام وحضوره الكثيف في عروض المهرجان خير دليل على ذلك".

وحول حرص المهرجان هذا العام على ابراز سينما عربية جديدة من خلال اختياراته لافلام فنية وتجريبية احيانا خاصة بالنسبة للفيلم القصير، اوضح مسعود امرالله علي ان "السينما العربية الجديدة تاتي بلغة مختلفة والشباب لهم رؤية مغايرة وطازجة ومتعددة ويعملون على فورمات مختلفة. اردنا اعطاء الفرص للجميع وان نتيح بنفس الوقت المجال لكافة التجارب العربية لكي تكون حاضرة".

وفي جانب آخر، كشف مسعود امرالله علي الذي كان اول مخرج اماراتي لفيلم قصير انجزه عام 1993 والذي اسس عام 1997 مسابقة افلام الامارات للفيلم القصير ان مهرجانا جديدا للسينما ستشهده دبي في نيسان/ابريل المقبل يخصص للسينما الخليجية ويشمل افلاما من اليمن والعراق.

واكد ان هذا المهرجان الجديد لن يكون حكرا على الافلام القصيرة بل سيشهد مشاركة افلام خليجية روائية طويلة وسيكون "نقلة ستثمر بالتاكيد شيئا ما في المستقبل".

واشار الى ان فكرة ولادة هذا المهرجان الجديد جاءت "من خلال العمل في مهرجان دبي حيث تصلنا افلام كثيرة من الخليج ومهرجان دبي له لكونه مهرجانا دوليا ولا يستطيع استيعاب هذه الافلام".

ميدل إيست أنلاين في 14 ديسمبر 2007

 
 

نظرة ما

سينما المرأة في المهرجان

بقلم :أسامة عسل  

هل تستطيع اتجاهات وأفكار الجيل الجديد من مخرجات السينما، أن تكسر حاجز الصمت المطبق تجاه سينما وجدت كثيراً من الاتفاق والاختلاف حول تسميتها، وإن كانت في كل المراحل معروفة وناضجة وأكثر طرحاً لما يمكن أن نطلق عليه مصطلح «سينما المرأة».

وهل تعتبر بحق محاولات السنوات الأخيرة نواة ومؤشراً لسينما محددة التفاصيل، يمكن مع الوقت أن تتشكل لتصبح أكثر قدرة على التعبير عن واقع المرأة وقضاياها.

منذ فترة طويلة، كانت هذه القضية تثير الحساسية وردود الأفعال، وتدخل أحياناً في نطاق ما هو محظور، بل إن البعض كان يتعمد الوصول بها إلى تساؤل، من هو أكثر قدرة على التعبير عن ـ سينماها ـ الرجل أم المرأة؟

في فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان دبي السينمائي وتحت عناوين البرامج المختلفة توجد العديد من الأفلام التي يتناولها الرجل عن المرأة، وتعكس خفاياها ومشاكلها، ففي مسابقة الأفلام الروائية هناك أفلام مثل: «ألوان السما السبعة»، «بلد البنات»، «في شقة مصر الجديدة»، وفي برنامج الجسر الثقافي نجد الفيلمين الفرنسيين «امرأتان» و«رحلة البالون الأحمر».

وإذا رصدنا أيضاً اجتهادات المرأة في السينما العربية فنجدها تنافس في مسابقة الأفلام القصيرة من خلال أفلام «مغارة ماريا» لبثينة كنعان خوري، «قمر 14» لساندرا ماضي، «33 يوم» لمي المصري، «حبل غسيل» لعلياء أرصغلي و«سارا» لخديجة ليكلير.

أما برنامج «ليالي عربية» فنجد أفلاماً تتحدث عن المرأة مثل، «لولا» للمغربي نبيل عيوش، «آنسات، نساء، مواطنات» للبناني محمود حجيج.. بالإضافة إلى «من نافذتي من دون وطن » للمخرجة ماريان زحيل، «أميركا ضد العربان» للمخرجة لين هالفورسن.

وفي برنامج «سينما العالم» نجد فيلمين أحدهما للمخرجة أنا هي برنيري وعنوانه «أنكارناثيون» والآخر للمخرجة سوزان باير بعنوان «أشياء فقدناها في الحريق».

أما في الأفلام الوثائقية، فتشارك من خلال فيلم «الساعة الحادية عشرة» للمخرجتين ليلى كونورز وناديا كونورز، وفي سينما الأطفال تقدم متراس فيلم «شجرة السلام»، وبرياناير فيلم «كويمر تعمل لكي تعيش»، وفي برنامج «إيقاع وأفلام» نرى فيلم «حول الكون» للمخرجة جولي تيمور.

ولعل القيمة الفنية التي تحملها هذه السينما، وعمق الرؤية، وجرأة الإخراج، كلها بلا شك عوامل تؤكد خصوصيتها، وأن هاجس إخراج سينما المرأة للواقع أصبح بالفعل قوياً لوجودها.

كلام ساكت

الأغبياء هم أشخاص كسالى حتى عن الحلم، مترهلون بالشكل الذي يرفضون معه التفكير ـ مجرد التفكير ـ في صناعة شيء جديد مدهش، هم يسيرون إلى الخلف بنظرية عدم الرغبة في الحلم، فالأحلام من وجهة نظرهم وجع دماغ ووجع قلب.

osama614@yahoo.com

البيان الإماراتية في 14 ديسمبر 2007

####

يوميات

الترشيحات

بقلم :محمد حسن أحمد  

مع اقتراب نهاية أيام مهرجان دبي السينمائي الدولي، تجد نفسك في خضوع لفكرة العمل اليومي المستمر في كل المراكز، اللقاءات السريعة مع الصحف والتلفاز تأتي تباعاً قبل المغادرة من مدينة جميرا إلى مول الإمارات لمشاهدة الأفلام.

الصديق الإعلامي عادل خزام مع خلية نحل في إعداد وتحرير الصحيفة اليومية للمهرجان، كوب شاي مع بعض الجلسات السريعة وتبادل الأحاديث تمنحك بعض الكلام حول الأفلام والحفلات المقامة يوميا، ففي افتتاح كل قسم هناك «السجادة الحمراء» وحفلة تمتزج معها روح اللقاءات والثقافات ما بين العربية والهندية وغيرها في الهواء الطلق.

فيلم «رقصة الحرب» للثنائي الزوجين شون فاين واندريا نكس فاين كانت المحطة الأهم لاختياراتي هذا اليوم وهو فيلم وثائقي حصد العديد من الجوائز، يحكي حكاية ثلاثة أطفال شردتهم الصراعات في معسكر للمهجرين في منطقة باتونجو الواقعة في شمالي أوغندا، يقترب الفيلم للطفولة المرفقة بالألم واليتم ينتقل الفيلم عبر القصص من الحزن إلى الموسيقى.

وفي هذا الثنائي الكثير من التعاطي حيث يتذوق الأطفال طعم النصر للمرة الأولى من خلال مسابقة للموسيقى، وما يمكن أن يؤكد أهمية الفيلم تلك الصورة السينمائية الجميلة التي رافقت جميع مشاهد الفيلم، بقيت معها صالة العرض في صمت مستمر ومتداخل، حتى الفتاة الأجنبية التي جلست بقربي بكت أكثر من مرّة بخجل، ودفعت ضحكتها أكثر من مرة بخجل أكبر كما ثنائية الفرح والحزن.

واجهت المحلات تمنحك رغبة غريبة بالتسوق، بينما وجبة «الأيس كريم» أقل تكلفة وأكثر سرعة شعور أكثر ألفة بداخلي بالتوجه إلى الأعمال الوثائقية وهي رغبة قديمة ومستمرة، ربما ستتحقق قريبا، ففي السينما نستطيع أن نحكي كل الحكايات التي تحدث الآن أو بعد قليل أوهي حدثت أصلاً وهي الوحيدة التي تعجن بكل الفنون والآداب بالدين والسياسة والاقتصاد وحتى التاريخ والتضاريس والمخلوقات، لذا كيف لنا ألا ننتبه لكل هذا، ونتعامل مع السينما كما لو أنها ورطة أو مسألة حياة، تسكنك كي لا تنجو أبداً.

بقى الليل كما قطعة الشوكولاته التي تترك على السرير في الغرف الفندقية وفي ساعات الفجر الأخيرة راقبت بحر جميرا، عدت للفندق لكتابة اليوميات بعض عمال النظافة يعملون بصمت، عائلة ستغادر الفندق إلى المطار أخذت معها الكثير من الحقائب والذكريات عن دبي، هي نفسها الانطباعات التي ستبقى عند ضيوف المهرجان، ليس فقط بالحفاوة بل بوجود مهرجان متطور قادر على العمل بفكر ووعي فني.

بعض الهمسات بدأت الآن بين السينمائيين حول الترشيحات مع اقتراب حفل توزيع الجوائز، وهذا ما يشكل قيمة للتنافس بوجود مسابقة عربية ذات أهمية.

www.alwjh.net

البيان الإماراتية في 14 ديسمبر 2007

 
 

أبطال فيلمي المقبل «ستانلي» حاضرون.. والبحث جار عن التمويل

محمد خان يرفض التنازل وينأى عن «السينما المنسية»

دبي ـ أسامة عسل

محمد خان واحد من المخرجين الجادين الذين أصدروا بيان جماعة السينما الجديدة في مصر في نهاية السبعينات، وأخذوا على عاتقهم إرساء دعائم فنية وجمالية، وطرح مشكلات واقعية بشكل عميق، ما أدى إلى النهوض بمستوى الفيلم المصري، وبالتالي التأثير في السينما العربية بشكل عام.

يطلقون عليه «عاشق التفاصيل»، كل لقطة في أي فيلم يخرجه لوحة فنية مليئة بالإيحاءات، ممزوجة بعرق جيل حمل على عاتقه ولا يزال رغبة أكيدة بنجاح الفيلم العربي في كل المحافل. ورغم المناخ الرديء حالياً للسينما، يصر خان على اقتحام مناطق شائكة ببراعة، وفي كل عمل جديد يوجعنا على ما فات وما هو آت، يدهشنا باختيارات مواضيعه، الأماكن والشوارع نراها في أفلامه مختلفة تبوح برائحة البشر الذين يسكوننها أو يسيرون عليها، ينقل نبض أحلامهم.

وفي فيلمه «في شقة مصر الجديدة» يعري مشاعرنا ويقذف بها في وجوهنا، وكل أفلامه تستحق المشاهدة أكثر من مرة. ينفرد محمد خان عن باقي المخرجين، في أنه يكتب القصة لأغلب أعماله، وهذا ما يجعله أكثر حميمية مع أفلامه، كان هذا هو مدخلنا للحوار معه.

·         تتدخل دائماً بالكتابة أو تضيف إلى سيناريوهات أفلامك، فهل تسعى بذلك أن تكون مميزاً عن الآخرين.

ـ ليس بالضرورة، فأنا لا أعرف ما الذي يميزني، لكن الفكرة أن عدداً كبيراً من أفلامي تكون بذرتها من عندي، فالفكرة أو شخصية الفيلم تكون هاجسي، ويبدأ العمل من هذه اللحظة، أو أن يأتيني السيناريو كاملاً مثل «في شقة مصر الجديدة»، فأقرأه، ثم أضع ملاحظاتي أو تعديلات لأشياء أريدها، أو أؤكد أفكاري على أمور بعينها، وبالتالي أرى أن كل مخرج لابد أن يضع يده في السيناريو، وليس بالضرورة أن يضع اسمه عليه.

·         القاهرة في أفلامك مختلفة بشوارعها وميادينها، ما الذي تراه ولا يشاهده غيرك؟

ـ القاهرة ليست مختلفة.. هي كما هي لا أؤلفها أو أجملها، ولكنني مولود وأعيش فيها، وبالتالي عيوني تراها وتعرف تفاصيلها، يمكن أن يكون لدي وجهة نظر مختلفة، فهذا شيء داخلي لدي، ليس هناك تعمد أن أصور القاهرة بشكل معين، الأمر مرتبط بما أصوره، فمثلاً فيلم «في شقة مصر الجديدة» الموضوع يتحدث عن الحب.

وبالتالي لابد أن أنظر لها بما يخدم موضوع الفيلم وحالته، ومثال آخر عندما أخرجت فيلم «هند وكاميليا» النظرة كانت مختلفة، وهو عالم آخر سفلي، لابد أن تظهر القاهرة بشكل مختلف، فكل فيلم له مناخه وتفاصيله ونظرته، وبالتالي القاهرة هي القاهرة، لكنها تتغير من تناول إلى آخر، فالشوارع والأماكن في فيلم «الحريف» تختلف عن «عودة مواطن» وهكذا.

وهناك مثال آخر، عندما صورت فيلم «ضربة شمس» وفي نهايته يذوب البطل في ميدان التحرير وسط الناس، المكان موجود ومعروف للجميع، لكنني أظهرته برؤيتي، فكان مفاجأة لاحظت أصداءها لدى الجمهور والنقاد.

·         لماذا إصرارك على المفهوم التجاري السائد والذي يجعلك تخسر مالياً، رغم أنه يمكنك التفوق فيه؟

ـ ليس إصراراً، أنا أعلم أن السينما فن وتجارة، ولم أنس أبداً أنها تجارة أيضاً، بل أرى أن ما يقولونه شماعة، فأنا وأبناء جيلي دخلنا المجال والسينما الحقيقية سائدة بنجومها وعملنا أفلاماً أكثر صرفاً وربحت هذا هو الفرق، نحن نتحدث عن نسبة وتناسب، ففي الثمانينات كانت ميزانية الفيلم تتراوح بين 600 و850 ألف جنيه.

أما الآن فنحن نتحدث عن أفلام تتكلف 4 إلى 7 ملايين، كنا نعمل للفيلم عشر نسخ فقط، وكان توزيع الفيديو مهماً. إنها تركيبة أخرى، لكن الفيلم كان يحقق عائدات، وإلا لم نكن نستمر، فمن الذي يستثمر في فيلم لا يحقق دخلاً.

·         كيف ترى السينما المصرية الآن؟

ـ السينما المصرية مريضة للأسف الشديد، لأنها تمر بمرحلة احتكار مثل تلك الموجودة الآن، شخص واحد متحكم في كل شيء، هو المنتج والموزع وصاحب دار العرض، فهذا احتكار بمعنى الكلمة، وبالتالي أصبح هو من يوجه نوعية الأفلام، وعندما عملت فيلم «في شقة مصر الجديدة» لم ينتجه شخص، بل الذي أقدم على إنتاجه جهاز السينما في مصر.

وبالتالي أصبحت هذه النوعية من الأفلام ينتجها قليلون، أو من يعرف قيمتها ويغامر، والفيلم حقق عائدات ونجح تجارياً وفنياً، المسألة هي قناعة من ينتج يمكنك أن تقدم فيلماً وتكسب خمسة أو ستة ملايين، لكن يمكن أن تحقق 30 مليوناً بشرط التنازل، وأنا بصراحة لا يمكنني التنازل.

·         هل السينما في السبعينات والثمانينات مختلفة عن 2007؟

ـ السينما الحالية يمكن أن نطلق عليها مسمى «السينما المنسية»، هناك بعض الاستثناءات حتى لا نظلم أحداً، ولكن تعالى نفتكر فيلماً لهنيدي من سنتين أو لمحمد سعد من أشهر، هذه سينما استهلاكية بحتة.

·         هناك طفرة سينمائية تحدث في العالم العربي يقابلها ضعف عام في السينما المصرية لماذا؟

ـ لدينا صناعة سينما تاريخها مئة عام موجودة بكل مفرداتها، لكن المناخ بشكل عام لا يساعد، فمثلاً أتوقع تقدماً للسينما اللبنانية في المستقبل، نتيجة ما يعانيه أهلها وظروف البلد الآن، ثم أعود بك لمحور من يمول من، المشكلة في السينما المصرية أن تجد من يمول أفلامك.

فعلى مدى 30 عاماً وهو تاريخي في هذا المجال، أجد دائماً صعوبة في التمويل، فمثلاً لدى فيلمي المقبل وبطله محمود عبدالعزيز، ولا أجد تمويلاً له لأن وجهة نظر المنتج أن محمود ليس الآن هو نجم الشباك، فالقاعدة تغيرت وأصابت السينما في مصر بالضعف، وأنا الآن في مهرجان دبي السينمائي أبحث عن فرصة لتمويل فيلمي.

·         هل ترى أن فيلم «في شقة مصر الجديدة» حقق النجاح المطلوب؟

ـ اسأل منتج الفيلم ممدوح الليثي الذي أعلن أن الفيلم كسب وحقق دخلاً، رغم أن له مراحل أخرى مقبلة.

·     تم اختيار فيلمك «في شقة مصر الجديدة» ليدخل مسابقة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، هل فعلاً كمخرج تأمل في الحصول على هذه الجائزة؟

ـ لا.. ليس بسبب قيمة الفيلم، السبب أنها عملية تجارية، فلك أن تتخيل تنافسك مع 63 دولة لمخرجين أقوياء، أنا أعرفهم وأحترمهم، ولي الشرف أن أكون من ضمنهم، ولكن هذا يحتاج إلى دعاية، فليس من المعقول أن يشاهد أعضاء أكاديمية الفنون «الأوسكار» هذا الكم من الأفلام، الأمر يحتاج إلى دعاية.

وحاولت إثارة أن الفيلم يمثل مصر وليس محمد خان، فتبرع جهاز السينما بجزء من المال لعمل دعاية في مجلة «هوليوود ربروتر» وأنا محظوظ أن يذهب الفيلم إلى مهرجان كاليفورنيا، وسيعرض ضمن قسم «ذبذبة الأوسكار»، وهذا دعاية مجانية وسيعرض في سان رفائيل وسان فرانسيسكو، مع أفلام أخرى مرشحة للأوسكار، وكما سيعرض تجارياً هناك. إذاً الفيلم له دوره وأهم شيء بالنسبة لي أن يشاهده الناس، وأعرف ردود أفعالهم.

·         دائماً نعشق المشاهد المتحركة، ما الذي يغريك فيها؟

ـ هذه هي لغتي وتأتي تلقائية ولا أتعمدها، وفيلمي المقبل «ستانلي» يتحدث عن العنف، وستجدني أتبع فيه هذا المنهج وهو اللغة بتركيز وحرفية.

·         هل تحدثنا عن فكرة «ستانلي»؟

ـ إذا مشيت في شوارع مصر الآن، واصطدمت خطأ بكتف أحد فلن تسلم من توبيخه أو ضربك، وهذه حالة في كل أنحاء العالم، العنف موجود ويترك تأثيراً فظيعاً على الناس، ستانلي هو شاطئ في الاسكندرية، وأتناول فيه شخصية اسكندارني ترك بلده وعمره 20 عاماً.

وسافر على مركب وتاه في أفريقيا، وجد نفسه في حروب أهلية وأصبح جندي مرتزقة، يعود إلى مصر في مهمة قتل، ينفذها ويعود من حيث أتى، يبدأ في مقابلة أهله وعلاقاته القديمة، ويبدأ في استدراك ما كان وأصبح عليه، بطل الفيلم محمود عبدالعزيز، وهناك شخصية فتاة يونانية ستقوم بها الفنانة اللبنانية كارمن لبس.

·         هل تتعمد وجود دلالات في لقطاتك السينمائية؟

ـ لا.. الفرق الأساسي أنني عندما أبدأ أي فيلم تكون لدي طموحات شكلية كثيرة، وهذه تزول مع العمل فوراً، وأكتشف نفسي بميلي للبساطة أكثر، وأترك اللقطة كما هي من دون تعقيدات، وعلى المشاهد أو الناقد أن يفهمها بالشكل والأسلوب الذي يريد.

·         تعاملت مع الممثل الراحل أحمد زكي، ما الذي أضفته له وماذا أضاف لك؟

ـ أنا أكثر مخرج عمل أفلاماً مع أحمد زكي، قدمنا معاً ستة أفلام هي «طائر على الطريق»، و«زوجة رجل مهم» و«أحلام هند وكاميليا» و«مستر كاراتيه» و«موعد على العشاء» و«أيام السادات»، أنا لو كنت ممثلاً لتمنيت أن أكون أحمد زكي، وهو كذلك كان يقول: لو كان مخرجاً كان يتمنى أن يكون محمد خان، هو نادر ومجنون، وصفة الجنون مشتركة بيننا، باعتبارات أننا من «برج العقرب» نفسه.

·         ما العمل الذي تشعر أنه علامة فارقة في رحلتكما معاً؟

ـ فيلم «زوجة رجل مهم» السيناريو مكتوب بشكل جيد، وحضرنا قبل تصوير الفيلم بمراحل، وكنت أذهب إليه في البيت وأصوره بكاميرا الفيديو على طريقة المشي والشنب المناسب، وتفاصيل حركة الجسد والعيون.  

حفل توزيع جوائز «المهر» مساء اليوم

يقيم مهرجان دبي السينمائي الدولي الساعة السابعة مساء اليوم الحفل السنوي لتوزيع «جوائز المهر للإبداع السينمائي العربي»، كما يكرم في الحفل المخرج يوسف شاهين والمخرج والممثل والكاتب الأميركي داني غلوفر والمخرج الكوري إيم كوون تيك، وتقام الفعاليات في مركز المهرجان بقاعة مسرح أرينا في مدينة جميرا.

البيان الإماراتية في 15 ديسمبر 2007

####

جورج كلوني .. نجومية ووسامة تخطفهما السياسة

نجاحي في أفلام المتعة لا يلغي اهتمامي بسينما المعنى

دبي ـ حسين قطايا

انغمس الممثل الأميركي جورج كلوني في تجاربه الأخيرة بالأعمال السينمائية ذات المغازي السياسية.. شاهده الجمهور في «سيريانا»، الذي صور في دبي، وفي «عمتم مساء وحظاً سعيداً» و«الألماني الجيد» و«مايكل كلايتون» الذي تم اختياره فيلم الافتتاح في الدورة الرابعة من مهرجان دبي السينمائي التي تختتم غداً ..

كما نشاهده قريباً في افلام من المنحى ذاته مثل «دارفور الآن» و«حرق بعد الكتابة».. وهي أفلام تطرح أسئلة كثيرة على الواقع السياسي الأميركي وتشابكاته العالمية، فيها النقد، والتسلل إلى مخفيات من الأمور المثيرة في عالم صناع السياسة، ولكنها لا استساغة كبيرة من شركات الإنتاج السينمائي، لأن أرباحها غير مضمونة، وفيها الكثير من المغامرة، كما يقول جورج كلوني نفسه في حديث خاص لـ «البيان»، على هامش مشاركته في المهرجان.

·         كيف تقيم مهرجان دبي السينمائي في حضورك الأول ضمن فعالياته؟

ـ هذه زيارتي الثالثة لإمارة دبي.. حضرت إلى هنا في المرة الأولى لتصوير فيلم «سيريانا»، والمرة الثانية مع صديقي الممثل براد بيت للسياحة، والآن أنا هنا مع الزملاء السينمائيين من جهات الدنيا الأربع.. ولا أخفيك أنني دهشت بالنمو المطرد لهذه المدينة التي تضم هذا الخليط الواسع من الجنسيات والثقافات..

وهذا مفرح بالنسبة لأي شخص يبحث عن التآخي والتواصل بين البشر المتنوعي الثقافات، مما يدفعني للقول: أنا في دبي.. إذن، أنا موجود في كل العالم. وهذا يفسر نجاح المهرجان الذي أذهلني بدقة تنظيمه وبحسن إدارته الناجحة.

·     اندفاعك نحو السينما السياسية إذا صح التعبير، هل هو للتعويض عن اشتراكك الواسع في أعمال تجارية مع أنها حققت لك نجومية واسعة؟

ـ هذا سؤال جيد، سأبدأ من نهاية السؤال. حالفني الحظ للوصول إلى ما أنا عليه اليوم من شهرة وامتلاك ثروة لا بأس بها. السينما نوعيات واتجاهات. واشتراكي كممثل في أفلام مختلفة المستويات، ويغلب عليها طابع المتعة، لا يلغي اهتمامي بسينمات أخرى أو بسينما المعاني الكبرى والشائكة.

وليس اندفاعي نحو السينما التي تسميها أنت سياسية، وأحب تسميتها بسينما الحياة الأكثر حرارة ليس للتعويض أو لاكتساب شهرة إضافية، فلقد ولدت في منزل كانت أحاديث السياسة فيه شبه يومية. فوالدي كان صحافياً شهيراً.

وهذا علمني الضجر من الأفكار المسطحة، وجذبني نحو مشاركة الآخرين في مشكلاتهم، والبحث معهم عن حلول لها، تبدأ بنقد مسببها وأسبابها أو بتعريتها.. أيكون اتجاهي هذا للتعويض عن شيء ما يقلقني، ربما.. ولكنني متأكد من مسألة واحدة بأنني مقتنع من أعماقي بما قمت به في كل مسيرتي مهما اعترضها من شوائب.

·         هل تهتم الشركات الإنتاجية بهذه النوعية من الأفلام؟

ـ الأمر بالنسبة للمنتج لا يعدو كونه مغامرة قد تنجح أو لا.. والفشل حظه أكبر في هذه المجالات. دعني أطلعك على سر صغير أقوله لأول مرة، عن اشتراكي في فيلم «مايكل كلايتون» كان مجانيا وبلا مقابل مادي لكي اقنع جهات التمويل بخوض غمار هذه التجربة.

واشكر الله أن الفيلم حقق أرباحاً وعرض علي أن أعود عن قراري المبدئي والحصول على مستحقاتي، ولكنني فضلت التبرع بها لمن يحتاجون إليها أكثر مني بكثير في دارفور، حيث المجاعة والموت والقهر تنتصب أمام أعين العالم الغني ولا أحد يبالي.

·         إلى أي مدى اعتمدت على وسامتك لتحقيق نجوميتك؟

ـ أعتقد أن البعض ميال للمبالغة بموضوع الوسامة.. الكثير من الممثلين في أنحاء العالم ليسوا على وسامة .. ومع ذلك فهم نجوم كبار، والجمال عموماً هو مفهوم أكثر مما هو متعلق بالشكل الخارجي، والعمل الجيد يفرض نفسه بغض النظر عن شكل صاحبه.

البوح بسر «مايكل كلايتون»

دعني أطلعك على سر صغير أبوح به للمرة الأولى، لقد كان اشتراكي في فيلم «مايكل كلايتون» مجانياً وبلا مقابل مادي، لكي أقنع جهات التمويل بخوض غمار هذه التجربة. وأشكر الله أن الفيلم حقق أرباحاً، وعرض علي أن أعود عن قراري المبدئي والحصول على مستحقاتي، ولكنني فضلت التبرع بها لمن يحتاجون إليها أكثر مني بكثير في دارفور حيث المجاعة والموت والقهر تنتصب أمام أعين العالم الغني ولا أحد يبالي.

البيان الإماراتية في 15 ديسمبر 2007

####

لا أشاهد أفلامي وأريد حياتي نضالاً من أجل العدالة

داني غلوفر المكرّم في دبي يخاف أن يخذله جسده

دبي ـ كارول ياغي

«أن تعرض أفلامك في مهرجان سينمائي تقدير بحد ذاته، فكيف بالحري إذا نلت شرف تكريم إنجازات عمرها أكثر من 30 سنة. الحقيقة انني أشعر بسعادة لا توصف»، بهذه الجملة بدأ الممثل الأميركي داني غلوفر حديثه ل«البيان» عشية تكريم مهرجان دبي السينمائي الدولي إنجازاته في عالم السينما والتلفزيون تمثيلاً وإخراجاً وإنتاجاً.

يظهر غلوفر شغفاً لا يوصف بالتمثيل، وقلقاً من تعب بدأ يشعر به في جسده، شاكراً الله على سلامة عقله ووعيه. يقول ابن السبعين: «هذه أول زيارة لي إلى دبي، فقد سبق وإن دعتني إدارة المهرجان مرتين في السابق، لكن ظروف عملي حالت دون تمكني من الحضور. جميل هو الشعور الذي ينتاب المرء عندما يدرك كيف ينظر إليه الناس بعد 30 سنة. مازلت أحب التمثيل أكثر من أي شيء في العالم، مهما بلغت من العمر لن أتوقف عن القيام بأحب شيء إلى قلبي».

يضيف بنبرة فيها بعض الحسرة «أحيانا أشعر بتعب في جسدي أقاومه بعقلي، لأنني لا أرغب في أن تكسر قدرتي على العمل، أعتقد أنه من الطبيعي أن يخذل الجسد الإنسان، على المرء تقبل ذلك من دون الاستسلام له». ويجيب غلوفر على سؤال حول ردة فعله عندما يشاهد أفلامه القديمة قائلاً إنه لا يشاهد لا القديم ولا حتى الجديد منها. ويضيف: «أستمتع بلحظات عملي في حينها لأنها الأهم بالنسبة لي، رغم أن النظر إلى الماضي قد يكشف للإنسان ما فعل، لكنني واثق من ما كنت أقوم به».

ويتحدث غلوفر عن عمله في شركة «لوفر تورفيلمز» التي أسسها بالتعاون مع جوسلين بارنز واستمد اسمها من قائد ثورة هاييتي «توسان تروفر» التي تنتج أفلاما تتناول الكرامة الإنسانية والسعي لتحرر والعيش بسلام» كما قال.

ولفت إلى انه شارك في كثير من الأفلام التي تتحدث عن «الأميركيين الأفارقة» وعن كوبا، والآن يعمل على إخراج فيلم تموله الحكومة الفنزويلية، ويتحدث عن ثورة هاييتي التي اندلعت في أواسط القرن الثامن عشر ضد المستعمر الفرنسي. يقول: «معظم شعوب هذه الأرض خبروا تجربة العبودية والظلم، لذلك تجد الأفلام التي تتناول هذه القضية الإنسانية في أي زمان ومكان حصلت صدى واسعاً».

غلوفر الذي يهتم بالسياسة، يشير إلى دعمه ترشيح السيناتور جون ادواردز لرئاسة الجمهورية. يقول: «أريد أن اصدق ان هناك فرصة لتحدث في القضايا الحقيقية التي تهم الشعب الأميركي مثل التعليم والصحة.. وأصبح من الملح جدا طرح الأسئلة الصعبة بحثاً عن إجابات وحلول أيضاً».

ويعلن غلوفر أيضاً تأييده تحرك الكتاب في لوس انجلوس ونيويورك، مؤكداً حقهم في القيام بكل ما يلزم للتفاوض من أجل استعادة حقوقهم، داعياً شركات الإنتاج الى معالجة الأمر والتحدث بصراحة إلى المضربين ومعاملتهم بعدل.

وعن الممثلين والمخرجين والمنتجين الجدد الذين بدأوا برسم صورة جديدة لهوليوود، يقول غلوفر: «إن كل جيل يصنع تاريخه، لا يمكنني أن أحكم عليهم ولا يمكن أن تكون جميع الأجيال متشابهة وإلا فلن نشهد أي تطور، لذلك يتوجب علينا دعمهم». ويضيف متحدثاً عن نفسه: «من حقي النضال من أجل إتمام العدل، هذا هو التاريخ أريد أن أصنعه وأفخر به».

ويختم غلوفر حديثه بالقول: «تستطيع السينما خلق نوع من الحوار بين الشعوب، إذا توفرت الإرادة، ولكن علينا أن نتذكر أن العالم ليس واحداً، فلكل فرد ومجتمع وشعب أفكاره ومعتقداته وأسلوبه في التعبير، لذلك علينا أن نبدأ باحترام بعضنا. ويشير إلى أن الولايات المتحدة دولة تأسست من شعوب جاؤوا من كل دول العالم، وللشعوب حق في البقاء، وعليها ان تصارع من أجل ذلك.

البيان الإماراتية في 15 ديسمبر 2007

####

مشاركة «غريبة» من الأورغواي لمخرجي فيلم «مرحاض البابا»

دبي ـ كارول ياغي 

«مرحاض البابا» فيلم من الأورغواي أخرجه وكتب السيناريو الصديقان أنريكي فرنانديز وسيزار كارلوني. وهو مقتبس عن قصة حقيقية جرت أحداثها عام 1998، في بلدة صغيرة تقع على الحدود بين الأورغواي والبرازيل رواها لفرنانديز أحد أصدقائه.

«البيان» التقت المخرجين وبطل الفيلم سيزار ترونكوسو خلال فعاليات مهرجان دبي السينمائي وسألتهم عن اهمية عرض فيلمهم في مهرجان عربي وفي مدينة تبعد عن موطنهما يومي سفر. وصف المخرجان وجودهما في دبي بالغريب كونها زيارتهما الأولى لهذا الجزء من العالم..

«ربما دعينا وتقرر عرض فيلمنا بعد مشاهدته من قبل احد القيمين على المهرجان في كان العام الحالي، لكنها المرة الأولى التي نكون فيها معا لتقديم عملنا». يقول كارلوني واصفاً قصة الفيلم بالسعيدة رغم الصورة الحادة والرسالة القوية التي يحملها، وبرأيه ان الفقر ليس سبباً أكيداً للتعاسة.

وأشار فرنانديز الى أن اول ما خطر في باله وزميله كارلوني عندما لمسا ضخامة مهرجان دبي بأن هذا المال لو توفر في الأورغواي لكان موّل صناعة السينما هناك لمدة عشر سنوات على الأقل.

وتحدثا عن الصعوبات التي تواجه صناعة السينما في دول اميركا اللاتينية وفي الأورغواي بالتحديد حيث لا يتجاوز الإنتاج في السنة الواحدة ثلاثة أفلام، ويستلزم إعداد كل فيلم بين 4 إلى ست سنوات من الجهد، علماً أن كل العاملين في السينما يعتاشون من مهن أخرى يمارسونها، ما يبقي العمل السينمائي مجرد هواية أو شغف. وأعطى المخرجان مثلا الطاقم التقني الذي عمل معهما في الفيلم، وجلهم من المتطوعين أو الموظفين في شركات اعلانية.

يتدخل الممثل ترونكوسو ليشير الى انه موظف اداري في احدى شركات المحاسبة، ويمارس التمثيل كهواية منذ اكثر من 10 سنوات. مشيراً إلى أنه يتمتع في بلاده بشهرة واسعة، ويحلم بالحصول على دور في هوليوود، لكنه لا يعول كثيراً على الأمر لأن عائق اللغة سيحول دون ذلك.

وأوضح المخرج كارلوني ان ابرز الصعوبات التي تواجه السينما في دول أميركا اللاتينية هي الحدود التي رسمتها السياسة وشركات التوزيع، فرغم لعب عامل اللغة الإسبانية التي تجمع بين عدد كبير من تلك الدول مثل البارغواي والأورغواي وفنزويلا وكوبا والأرجنتين وبوليفيا وتشيلي يجد المخرجون صعوبة في ترويج أفلامهم فيها. هذا الى جانب قلة مهرجانات السينما المنظمة هناك وغياب الدعم الحكومي. ويشير إلى جهد بدأت الحكومة الفنزويلية القيام به لإيجاد نوع من التعاون والتنسيق بين تلك الدول.

البيان الإماراتية في 15 ديسمبر 2007

####

نظرة ما

التمثيل لدى يوسف شاهين

بقلم :أسامة عسل  

استطاع يوسف شاهين أن يلبس أبطال أفلامه ثوبه، وجعلهم يتقمصون حركاته العصبية وطريقته في خطف الكلام والتلعثم، فلا تكاد تفهم شيئاً مما ينطقون ولا تعرف سبباً لاختيارات شاهين الرجالية، التي ركز فيها أيضاً على صفات جسدية متشابهة لحد ما، هشام سليم في «عودة الابن الضال»، محسن محيي الدين في «اليوم السادس»، هاني سلامة في «المصير»، أحمد وفيق في «سكوت هنصور»، أحمد يحيى في «إسكندرية نيويورك»، وأخيراً يوسف الشريف في «هي فوضى».

دائماً يجهد شاهين نفسه بالبحث عن المواهب الشابة، فيذهب إلى حفلات الأوبرا، ويشاهد أفلاماً كثيرة، ويتجول بين مسارح الجامعات بحثاً عن وجوه مميزة، وقدرات فنية، ربما تمكن من خلال أعماله من إخراج طاقاتها، إلى مساحات أوسع ونطاقات أشمل.. ولا يكتفي بذلك بل لن تجده يبدأ فيلماً جديداً قبل عمل لقاءات فنية للشباب ليختار أبطال فيلمه الجديد. نصيحة شاهين الوحيدة التي يوجهها لممثليه هي أن الطاقة الحقيقية لتقديم أي شخصية تكون من العينين، فهي الأساس، وليس من تقلصات الوجه.

نظرات العين هي أكثر ما يهتم به شاهين في تعبيرات الممثل، وكان محمود المليجي أبدع من يؤدي دوره بتلقائية لم يجدها شاهين لدى أي ممثل آخر، بل عبر عن ذلك بقوله: «إنني شخصياً أخاف من نظرات عيون المليجي أمام الكاميرا». ولعل ولع يوسف شاهين بالتمثيل يأتي في الأساس من رغبته وحلمه الأول في العمل كممثل، فقد كان ينوي دراسة التمثيل أثناء وجوده في أميركا، فوجد أن شكله وتكوينه الجسماني لا يؤهلانه لنجومية التمثيل، فاتجه للإخراج، وترك التمثيل، لكن عشقه له لم ينته أبداً.

وكان فيلم «باب الحديد» فرصة حقيقية لشاهين أن يخرج من خلال شخصية «قناوي» بائع الصحف الأعرج، كل شوقه ورغبته في أن يكون ممثلاً ذا أداء وملامح خاصة، ولن تجد فيلماً لشاهين خالياً من ممثل يؤدي بطريقته، فهو يصبغ ممثليه بأدائه وأسلوبه في الكلام والحركة والانفعالات المتوترة والحادة والطفولية.

وعلاقة يوسف شاهين بالممثل متشابكة جداً، فهو يرغب في رؤية الممثل من خلال مرآته هو، ورغم ذلك يحترم الممثل الذي يبتعد عن محاكاته ولا يعتمد على التقليد لأنه يرغب في أن تكون للممثل شخصيته المستقلة.

وبعد رحلة طويلة تخطى فيها عمر شاهين ال80 عاماً، نجد أن الكلمات نفسها لم تتغير وأسلوب اختياره وتعامله مع الممثلين كما هو منذ بدأ، وحتى هذه اللحظة، ولذلك لا يزال اسم شاهين ذا وقع خاص في الأذن ننجذب إليه سريعاً كلما سمعنا «فيلم من إخراج يوسف شاهين» قبل أن ننجذب إلى اسم بطل أو بطلة الفيلم.

كلام ساكت

الحلم فن، يقدر عليه الجميع.. لكن لا يقوم به إلا عدد قليل من البشر يملكون الشجاعة والمغامرة والرؤية والإصرار.

osama614@yahoo.com

البيان الإماراتية في 15 ديسمبر 2007

####

يوميات

جوائز المُهر

بقلم :محمد حسن أحمد  

مساء هذا اليوم، سيتم توزيع جوائز المهر، ستمنح الأمنيات روح التقدير والتواصل،وستتعاطى لغة التواصل والنجاح لصانعي الأفلام، وهم ينظرون للقادم وترتقي معهم الأفكار جهة السينما، السينما التي لا تترك جسدها دون رقص وجنون وبكاء.

بعض اللقاءات الصحافية السريعة تجاوبت معها، ونحن ننتقل من كرسي إلى آخر، من وجبة صغيرة إلى كوب الشاي، من وجه صديق سينمائي إلى آخر إعلامي، من حديث سريع إلى صمت طويل وتأمل، كل شيء في المحيط يتحرك ينبض.. هي الأيام الأخيرة وهي تتوشح بالحب تترك خلفها بعض الذكريات عبر الملتقيات والعروض، بينما لون الطين الذي يحيط مدينة جميرا يغرق الزوار في تفاصيل حميمة تتجدد كل سنة.

بعد انتهاء الفيلم الألماني التركي (حافة السماء) في قاعة أرينا الذي عرض في افتتاح برنامج الجسر الثقافي بحضور غفير جدا، بقيت في الكرسي أتأمل قيمة الفيلم خاضعاً هدوئي للفعل الإنساني الذي منحه لنا مخرج ومؤلف الفيلم فاتح آكين الذي فرض العمق بتفاعل دراماتيكي ذكي جدا مما منحه جائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان الدولي هذا العام، ومع تداخل القصص والربط بين العلاقات انتهت الـ 122 دقيقة من الفيلم، لكنها استمرت بداخلنا كل الوقت، ولعل جميع البدايات في الفيلم بدأت بعد الموت، كما لو أنها أكثر صدقا وصراحة.

صوت ماكينة الحلاقة يعجن بعض الأفكار في رأسي، حقيبتي الصغيرة مفتوحة على كل شيء..على زاوية المزيد من الصحف المرتبة على الطاولة، سأترك كل هذه التفاصيل للعودة إلى الغرفة رقم 4 في بيتنا، وحتى نظراتي المستمرة التي منحتها لنفسي أمام المرآة الكبيرة، أنهيتها هذه المرة بابتسامة ظلت عالقة لأعود لها السنة المقبلة.

تذكرت (ماما ميسا) المذيعة المتألقة في تلفزيون دبي قبل سنوات، وأنا في جلسة حوار تلفزيوني لصالح قناة (مكتوب) مع ابنتها التي تحمل نصف ملامحها وقلبها بينما النصف الآخر كما الطهارة، ففي حوار تفاعلي وعفوي استمر لنصف ساعة ممزوجة بالفرح والفكر، يبشر بظهور مذيعة ذكية ومتألقة، وهي تبسط حضورها وفكرها وروحها المرحة أمام المشاهدين ، معها فقط تحدثت عن كل شيء من الطفولة إلى الآن بوهج متدفق.

السجادة الحمراء كما استقبلت الضيوف والسينمائيين ، ستودع بالحفاوة ذاتها زوارها ، بينما ستستريح عدسات الكاميرات ، وحدهم فقط الذين يشتغلون في السينما والأفلام سيواصلون النبش والعمل، عازفة البيانو في بهو الفندق ستستخدم كل المفاتيح البيضاء والسوداء لوداعنا، الليلة فقط ستبقى السينما نجمة السهرة، السينما التي تلمسنا من الداخل.

www.alwjh.net

البيان الإماراتية في 15 ديسمبر 2007

 
 

اختيار موفق لافتتاح "سينما العالم"

"دار جيلينج ليمتد" رحلة حياة بين الهند وأمريكا

متابعة: محمد رضا السيد

نجح الفيلم العاطفي “دار جيلينج ليمتد” بحق في تحقيق شعار مهرجان دبي السينمائي كونه ملتقى للثقافات والإبداعات، فكان الفيلم الأمريكي بمثابة حلقة وصل بين المجتمعين الأمريكي والهندي.

بداية من عنوانه الذي يحمل اسم قطار يملكه شخص في الهند ويرمز للحياة التي تمر سريعاً على الجميع، فيما يحاول ثلاثة من الأشقاء تحديها وحمل حقائب السفر إلى الخلف لإعادة لحمتهم المفقودة والارتباط مرة أخرى بوالدتهم. وبعد أن كان الأشقاء متخاصمين يسعى أكبرهم “فرانسيس” إلى تنظيم رحلة للصفاء الروحي إلى الهند التي تضم أكبر قدر من الأديان في العالم.

والهدف الخفي لفرانسيس لم يعلن عنه سوى بعد أن قطع قطارهم “دار جيلينج ليمتد” نصف المسافة التي من المفترض أن يصل بهم إلى حيث تسكن أمهم التي تحولت إلى راهبة في إحدى الكنائس بالهند. ويتوقف المسافرون عند محطات عديدة تأخذ كلاً منهم إلى أحلامه، فالأكبر يسعى لأن يوجد اللحمة مرة أخرى مع أشقائه، والثاني بيتر يفكر في مشكلاته مع زوجته وعما تحمله له الأيام معها خاصة أنها حامل وستلد له ابناً جميلاً، أما الأخ الأصغر “جاك” ويجسده كاتب السيناريو جيسون شوارتزمان فيؤدي نفس دوره في الحياة وهو الكتابة وحياته الفرويدية المغرم بها بكل فتاة يقابلها ويلمح فيها ملامح حبيبته التي هجرته.

أبرز الملامح التي توقفوا عندها كانت أبرز المعابد والأماكن المقدسة مما أظهر احترامهم لطقوس المعتقد الهندي رغم كونهم مسيحيين في خلط كوميدي بين طقوس المسيحية والهندوسية.

الفيلم يأخذك في قالب كوميدي عاطفي حول مشاعر كل منهم تجاه بعضهم بعضاً، وحول فقدهم والدهم في حادث سيارة وأمهم التي تخلت عنهم منذ أن كانوا أطفالاً صغاراً. ظهر في البداية إلى أي مدى كان الشبان الثلاثة محطمين عاطفياً ولا يتبادلون الحديث أو يهتمون ببعضهم ولا يغادرون مقصورتهم في القطار متجاهلين كل ما حولهم من ملامح الهند الحاضرة بشوارعها وقطارها و”الركشة” السيارة الصغيرة التي يستغلونها بحثاً عن الطقوس العبادية حتى الأدوية التي يستخدمونها لعلاج الصداع أو لجعلهم في حالة من “السكر”. ورغم كل المشاهد التي تجمعهم يصر كل منهم على أن يسير في حاله وكانت الحالة الأوضح قيام أحد أطفال الشوارع من ماسحي الأحذية بسرقة حذاء الأخ الأكبر فرانسيس، ولكن أحداً من أشقائه لم يعر الأمر اهتماماً في وقت عجز هو نفسه عن إنقاذه بسبب ما يعانيه جسدياً بسبب الحادث الذي وقع له، إضافة إلى تجاهلهم لأخيهم الأكبر وخطته في البحث عن أمهم عن طريق السحر، وقف جاك وبيتر لا يعبران عن أي مشاعر حقيقية تجاه بعضهم بعضاً إلا عندما يتشاركون في إنقاذ أطفال هنود كانوا على متن قارب يعبر بهم من جانب شاطئ نهر إلى آخر، ويتمكنون من إنقاذ اثنين منهم، فيما يفشل الشقيق الثالث بيتر في إنقاذ الطفل الذي عهد إليه بإنقاذه وأثر فيهم كثيراً مشاهد جنازة الطفل وعرفان أهل الطفل بالجهد الذي بذلوه لإنقاذ ابنائهم.

وكانت هذه المرحلة بمثابة العقدة في الرواية وبعدها كان الانسجام بين الأشقاء وبعد أن قرروا الرحيل عن الهند وعدم العودة وتعاهدوا أن يسير كل منهم في طريقه عادوا مرة أخرى وقطعوا تذاكر سفرهم، واستكملوا البحث عن أمهم باتريسيا (انجليكا هيوستون) ووجدوها في المكان الذي أخبرهم به شقيقهم فرانسيس في كنيسة منعزلة على قمة شاهقة في الجنوب الهندي ولكن أمهم تصر على الاختفاء مرة أخرى بعد أن تعزيهم في وفاة والدهم ويصبح الشباب وقد وجدوها أعدت لهم افطارهم ورحلت.

المشهد الختامي من الفيلم أكد فكرته الأساسية وهي أن الحياة مثل القطار تمر بمحطات مختلفة ومتناقضة ولذلك لا بد من إلقاء الماضي خلفنا والنظر بشكل متفائل للمستقبل. والمشهد كان عن محاولة لحاق الاخوة الثلاثة بقطار من شركة أخرى تحرك قبل لحظات من وصولهم فركضوا خلفه مسرعين مما اضطرهم إلى إلقاء حقائب والدهم “وتيمن” وتركها إلى العمال بالسكة الحديد غير عابئين بفقدها والقطار يواصل رحلته العجيبة والمتعثرة.

الفيلم من إخراج الأمريكي ويس اندرسون وأحسنت إدارة المهرجان باختياره عرضاً افتتاحياً لبرنامج “سينما العالم”، باعتباره معبراً عن شعار المهرجان كملتقى للثقافات وللإبداعات.

الخليج الإماراتية في 15 ديسمبر 2007

####

"تحت القصف" أحد عروض اليوم 

يعرض على مسرح مدينة الجميرا اليوم الساعة 12 ظهراً الفيلم اللبناني الفرنسي “وعلى الأرض السماء” ويتساءل من خلال قصته: هل فقدنا حسنا بالواقع عندما يبدو كل شيء مثل انفجار دائم. أخرجه وكتب السيناريو شادي زين الدين. والساعة 3 عصراً يعرض فيلم “هنيدريبر” أمريكي ويدور حول عشق الموسيقا، وما يؤدي إليه، إخراج وسيناريو ومونتاج جون سايلس وبولة داني جلوفر، وستيسي كيش.

كما يعرض الساعة السادسة مساء الفيلم الأمريكي “أطلق النار بمجرد المشاهدة” الذي تدور أحداثه في لندن في أعقاب التفجيرات الإرهابية، وهو من إخراج جاغ موندهرا، وبطولة نصر الدين شاه وأوم يوري.

وفي سيني ستار 1 يعرض فيلم الأطفال “فلتحيا كوبا” كوبي فرنسي، في الساعة الحادية عشرة صباحاً، وتدور قصته حول الوفاء بين صديقين رغم كراهية أسرة كل منهما للأخرى. والساعة الثانية ظهراً يعرض الفيلم التونسي الوثائقي “شفت النجوم في القابلة” وهو عبارة عن ملحمة وثائقية لمسيرة الملاكمة في تونس، أخرج الفيلم هشام بن عمار.

وفي سيني ستار 2 يعرض “آخر فيلم” تونسي الساعة 2،15 ظهراً ويحكي عن فترة الغزو الأمريكي للعراق، أخرجه وكتب السيناريو له نوري بوزيد، وبطولة لطفي عبدلي. والساعة 5،15 يعرض فيلم “في شقة مصر الجديدة” مصري، شارك في مسابقة الأفلام الروائية، ويحكي عن حياة الطالبات المغتربات في القاهرة، أخرجه محمد خان وبطولة غادة عادل وخالد أبو النجا. والساعة 8،15 يعرض فيلم “أربع نساء” هندي، وهو مقسم إلى أربعة أجزاء، إخراج أدورغو بالاكر يشنان، وبطولة نانديتا داس.

وفي سيني ستار 7 يعرض الفيلم الكندي “شجرة السلام” الساعة ،2،45 ويحكي قصة فتاة مسلمة وأخرى مسيحية يحلمان بإقامة أعيادهما الدينية. الفيلم من إخراج وسيناريو متراسن وبطولة ايشواريا هاران وسونيكا راما شندران. والساعة التاسعة مساء يعرض أحد الأفلام الإماراتية في مسابقة “أصوات إماراتية”.

ويعرض الساعة الثالثة عصراً فيلم “تحت القصف” لبناني فرنسي بريطاني، في سيني ستار ،8 ويحكي قصة أم تعود إلى وطنها لبنان لتبحث عن ابنها الضائع بين مشاهد الدمار. أخرجه فيليب عرقتنجي وبطولة ندى أبو فرحات وجورج خباز.

وفي سيني ستار 12 يعرض الساعة 12،15 ظهراً “برنامج ليال عربية” عن تأثيرات أحداث 11 سبتمبر. والساعة الثامنة والنصف مساء يعرض فيلم “لقاءات عند آخر العالم” أمريكي وثائقي حول رحلة استكشافية للمخرج فرنر هيرتزوغ إلى القطب الجنوبي.

ويعرض الساعة 2،45 فيلم “رحلة البالون الأحمر” في سيني ستار ،12 فرنسي.

وفي جراند سينيبليكس يعرض الساعة 5،45 مساء فيلم “لا بلد للمسنين” أمريكي.

####

أفلام المهرجان مرشحة لـ"جولدن جلوب"

تم الإعلان عن الأفلام المرشحة لنيل جوائز “جولدن جلوب”، في دورتها الخامسة والستين، وحصلت تسعة من أفلام مهرجان دبي السينمائي الدولي لهذا العام على ترشيحات مهمة، بعضها ترشح للفوز بأكثر من جائزة.

فيلم الختام “عداء الطائرة الورقية”، الذي يعرضه المهرجان للمرة الأولى، ترشح لجائزة أفضل فيلم أجنبي وأفضل إنجاز، وسيحضر العرض الروائي خالد الحسيني مؤلف رواية “عداء الطائرة الورقية”.

وما تزال الفرصة متاحة لجمهور المهرجان لمشاهدة فيلم عبر الكون الذي ترشح لجائزة أفضل فيلم موسيقي أو كوميدي، وسيعرض اليوم بعد منتصف الليل، على المسرح المفتوح في مدينة دبي للإعلام، ضمن سلسلة “إيقاع وأفلام”، ويتبع عرضه الحفل الموسيقي “أفضل الفتوحات البريطانية” الذي يتضمن أغاني متميزة شكلت محطات رئيسية في تاريخ موسيقا “روك أند رول”.

وحصل فيلم “مايكل كلايتون” الذي عرضه المهرجان في حفل الافتتاح بحضور بطله جورج كلوني، على أربعة ترشيحات شملت أفضل فيلم درامي، وأفضل ممثل لجورج كلوني، وأفضل ممثلة لتيلدا سيونتون، وأفضل ممثل في دور مساعد لتومي ويلكنسون.

كما حصل فيلم “لا بلد للمسنين” على نفس عدد الترشيحات، والتي تضمنت جائزة أفضل فيلم درامي، وأفضل ممثل في دور مساعد لخافير باردم، وأفضل مخرج، وأفضل سيناريو.

وتضمنت ترشيحات جائزة أفضل فيلم أجنبي، فيلمين آخرين عرضا في المهرجان إلى جانب “عداء الطائرة الورقية”، وهما فيلم “أربعة أشهر وثلاثة أسابيع ويومان”، الذي يتناول الأوضاع في رومانيا إبان الحكم الشيوعي، إلى جانب فيلم “جرس الغطس” و”الفراشة”، الذي حصل أيضاً على ترشيحات أفضل مخرج، وأفضل سيناريو. أما فيلم الأطفال فيلم “النحل” الذي افتتح عروض سينما الأطفال في المهرجان، فترشح لجائزة أفضل فيلم للرسوم المتحركة، كما ترشح فيلم “ذهبت طفلتي ذهبت”، وهو أول فيلم من إخراج بن أفليك لجائزة أفضل ممثلة لآمي ريان، وترشح “كايسي أفليك” الذي ظهر في الفيلم لجائزة أفضل ممثل عن فيلمه “اغتيال جيسي جيمس على يد الجبان روبرت ردفورد”، الذي عرضه المهرجان ضمن برنامج سينما العالم.

الخليج الإماراتية في 15 ديسمبر 2007

####

تتمنى التعاون مع العاملين بالفن السابع

فاطمة عبدالرحيم:

السينما الخليجية تحتاج لمنتج وجمهور يثق بنا

حوار: هاني نور الدين

تشير الفنانة البحرينية فاطمة عبدالرحيم إلى رغبتها في أن تلعب المهرجانات السينمائية والفنانون العرب الموجودون فيها دوراً في صناعة سينما خليجية، منوهة بضرورة وجود المنتج والجمهور الواثق بفناني الخليج المبدعين واعطائهم الفرصة كي يعبروا عن قضاياهم المختلفة سينمائياً. وعلى هامش المهرجان التقينا فاطمة عبدالرحيم في هذا الحوار الذي تطرقنا فيه للحديث عن دورها في مسلسلها الرمضاني الأخير “وجه آخر” وكيف أن السلبية كانت محور الشخصية، مؤكدة على ديكتاتورية سميرة أحمد التي أثرت سلباً في العمل وأنها صدمت فيها بعد أن ظلمتها إنسانياً وبأن مخرج العمل لم يضف لها أي شيء فنياً موضحة أن الدراما الخليجية تكرر ذاتها والمصرية تراجعت والسورية تفوقت.

·         كيف ترين مهرجان دبي السينمائي الدولي؟

 هذا حضوري الثاني بعد أن شاركت في العام الماضي مع فيلمي “حكاية بحرينية” بالمهرجان الذي يتطور ويتقدم عاماً بعد آخر سواء على مستوى وعدد الأفلام أو النجوم أو الجوائز والفعاليات التي يحتضنها مما جعله من أكبر المهرجانات العالمية.

·         وهل هي فرصة لإيجاد أطر للتعاون السينمائي عربياً؟

 أتمنى ذلك حيث إننا نلتقي كنجوم خليجيين وعرب وعالميين ومن ثم يذهب كل إلى عمله من دون محاولة مواصلة اللقاء وإيجاد فكرة وعمل سينمائي يجمعنا ويتيح لنا الفرصة لمناقشة قضايا غير تلك التي نناقشها تلفزيونياً كما أنه ما أحوجنا كخليجيين لأن يمد الفنانون العرب ممن يعملون بالسينما أيديهم كي نصنع سينما خليجية متميزة.

·         وما الذي ينقص لصناعة سينما خليجية؟

 لا ينقص أي شيء على صعيد المواهب والإمكانات البشرية المبدعة في كافة المجالات المتعلقة بصناعة السينما أو المؤمنين بها من أمثال المخرج البحريني بسام الذوادي الذي يبذل مجهوداً كبيراً في سبيل رفع راية السينما الخليجية والبحرينية في كافة المحافل الفنية مما يجعلني لا أتردد حينما يعرض علي أي عمل سينمائي كي أساهم في التعريف بوطني ومنطقتي سينمائياً، لكن ما ينقصنا حقاً هو ثقة الجمهور والمنتج بنا مما يجعلنا نبدع أعمالاً سينمائية متميزة تثري صناعة الفيلم الخليجي.

·         يرى البعض أن أداءك لدور “نوار” في مسلسلك الرمضاني الأخير “وجه آخر” خيم عليه الكثير من السلبية؟

 هذه طبيعة الشخصية وأديتها بأدق تفاصيلها فهي إنسانة تعودت على الدلال من أبيها مما زاد من مساحة حب التملك بداخلها وحول حياتها إلى جحيم بسبب أبيها الذي واجهته بهذا الأمر في نهاية المسلسل، وقد طالبني الجمهور بعدم تكرار هذه النوعية من الأدوار نتيجة لتعاطفهم الشديد معي فيما يعترضني من مصائب ومآس فيه لا ذنب لي فيها.

·         وهل حذف بعض المشاهد من دورك أثر في العمل الدرامي؟

 بالطبع، فالفنانة سميرة أحمد عمدت إلى تعديل مشاهدي سواء بحذف بعضها بحجة أن لا داعي له أو بإضافة بعضها الآخر ولعدم اقتناعي بجدوى ذلك ناقشتها مراراً وتكراراً بلا أي فائدة إذ إنها كانت تتعامل بدكتاتورية واضحة مع الجميع بما فيهم أنا مما أضفى التوتر على جو العمل.

·         كيف؟

 إضافة إلى ما سبق فإن الأمر الذي فعلته بي في آخر يوم تصوير هو ما أثار حفيظتي وضايقني للغاية حيث طلبت مني وبعد أن أنهيت كافة مشاهدي وتسلمت كافة حقوقي أن أصور مشهداً إضافياً فوافقت لأجل العمل وذهبت لأجد سميرة تصور مشاهدها وتتركني بالرغم من حاجتي للمغادرة كي ألحق بطائرتي للبحرين. كما أن ما زاد الطين بلة أن هذا المشهد الذي صورته لم يعرض منه سوى صوتي والصورة كانت على سميرة أحمد.

·         وأين بسام سعد مخرج العمل من كل ذلك؟

 كان لا يجرؤ على اتخاذ قرار دون الرجوع إليها فهي وحينما تكون بالعمل كان ينفذ المشاهد حسب رؤيتها وحينما تذهب يلجأ للنص الأصلي لسالم الحتاوي وحينما يتواجد الاثنان سميرة وسالم لا يعرف من يرضي ويكون في موقف محرج للغاية، كما أنها كانت تتدخل في المونتاج حتى انها انزعجت لما ظهرت صورتي بشكل ثابت في التترات وحذفتها إضافة إلى حذفها لبعض التعابير التي كانت تظهر على وجهي مما استدعى منها زيادة مساحة دورها وهكذا كانت هي سيد العمل وليس المخرج الذي لم يضف لي أي شيء على الصعيد الفني.

·         وماذا عن ترتيب اسمك في تتر المسلسل؟

 لم أضع شرط ترتيب الأسماء في الورق الذي وقعت عليه لأنني كنت أعتقد بأنني سأكون موضع تقدير بوضع اسمي في المكان المناسب لدوري ونجوميتي إلا أنني فوجئت بأن ترتيبه في المقدمة الرابع بعد سميرة وصلاح الملا وخالد أمين.. مما جعلني أشعر بالظلم على جميع المستويات.

·         وهل تعاني الدراما الخليجية من التكرار؟

 إلى حد ما، وهذا ينم عن وجود أزمة نصوص حيث قليلاً ما تجد النص الذي يشدك للعمل به أو يستفز قدراتك التمثيلية.

·         وكيف ترين الدراما العربية؟

 الدراما السورية الأفضل وقد طغت على المصرية تليها الخليجية.

·         وما سر تراجع الدراما المصرية في رأيك؟

 كررت ذاتها على صعيد المواضيع والنجوم فيما عدا النجم يحيى الفخراني الذي ينبض بالحضور القوي والتلقائية الفنية التي تجعل من أي دور يتقمصه رائعاً.

·         ما جديدك الفني؟

 أشارك حالياً بتصوير مسلسل عماني بعنوان “اللي رام” تأليف شيخة الفجري وبطولة فخرية خميس وجمعان الرويعي ومنى شداد وإخراج أنيس الحبيب، ويتناول حقبة الغوص.

الخليج الإماراتية في 15 ديسمبر 2007

####

أشاد بتنظيم المهرجان واهتمامه بضيوفه

جابر نغموش: السينما الإماراتية لاتزال مجرد كلام

حوار: شيرين فاروق

يحرص الفنان الإماراتي جابر نغموش على تقديم اعمال مميزة مكثفا مجهوده الفني في عمل واحد سنويا يعرض في شهر رمضان المبارك، حيث يحمل رؤية خاصة لتقييم اعماله ويربط رضاه عنها بمدى رضا الجمهور العادي الذي لا يفهم في تقنيات العمل الدرامي، حول آخر اعماله وردود الفعل عليها، وسبب رفضه لمعظم المقابلات الصحافية التقينا نغموش على هامش مهرجان دبي السينمائي.

·         كيف تقيم دورة مهرجان دبي السينمائي لهذا العام؟

 للاسف لم احضر حتى الآن أيا من العروض المجدولة في المهرجان ولكن ارى ان هناك تنظيما قويا واهتماما بالضيوف الخليجيين والاماراتيين على الرغم من عدم وجود اعمال مشاركة لهم وأعتقد ان المهرجان يتطور كل عام ويستفيد من اخطاء العام الذي يسبقه.

·         برأيك هل وصل المهرجان بالنجوم الاماراتيين الى العالمية؟

 لا اعتقد ذلك لان المهرجان يحرص على نقل العالم الى دبي وليس نقل نجوم الامارات الى العالم، ولكن هناك نقطة ايجابية وهي الاستفادة التي يجنيها الفنانون العرب من حضور العروض العالمية الحديثة ليجددوا ويستفيدوا في تطوير انفسهم.

·         ما السبب في عدم وجود سينما اماراتية حتى الآن على الرغم من مرور 4 سنوات على انطلاق المهرجان؟

 الخوف من الانتاج السينمائي، فالكل يتحدث عن رغبته في وجود سينما اماراتية الا انه مجرد كلام لا يوجد فعل او ترجمة حقيقية واذا وجدت فإنها تفتقد للكثير من عناصر النجاح، كذلك لا يوجد تمويل كاف لصناعة سينما حقيقية ولا يوجد من يريد المغامرة بماله فكل هذه الاسباب ستؤخر ظهور اي بوادر لسينما اماراتية.

·         ما رأيك في محاولات الشباب الاماراتي في هذا الشأن؟

 ما يفعله الشباب يستحق الدعم والتقدير ولكننا لا نريد سينما بضع دقائق فقط وإنما يجب الخروج من هذا الحيز اذا اردنا التميز.

·     عرض لك مسلسل “المقاريد” في رمضان الماضي الا ان المسلسل جاء مخيبا لجمهور نغموش الذي ينتظره مرة واحدة كل عام، فما السبب؟

 هذه وجهة نظر ولكنني تلقيت ردود فعل ايجابية عن المسلسل من الاشخاص العاديين الذين استمتعوا به، وكل ما قيل عن المسلسل لا دخل لي به لانني ممثل ولست مخرجا او مؤلفا وكل ما يهمني هو رأي الجمهور في ادائي وطريقة تمثيلي.

·         هل تخطت شهرتك منطقة الخليج؟

 اعتقد ذلك خاصة وانني اتلقى الكثير من المكالمات الهاتفية من المغرب وتونس حيث يرون اعمالي على الفضائيات على الرغم من عدم معرفتهم باللهجة الإماراتية.

·         أليس لديك طموح للوصول الى ابعد من ذلك؟

 طموحي ان اقدم عملا جيدا بغض لنظر عن مكان عرضه ولا اهتم اذا كنت مشهورا ام لا.

·         لماذا يقتصر ظهورك على عمل واحد فقط في رمضان بالذات؟

 اعترف بأنني مقل في اعمالي بعض الشيء ولكنني لا اريد ان احرق نفسي على الفضائيات بل احرص على التفرغ لعمل واحد طوال العام، على الرغم من انني ربما اتراجع عن هذا الامر اذا وجدت نصا جيدا، وبخصوص العرض في رمضان فهو خارج عن اختصاصي فلا املك قرار تحديد وقت العرض واتفق معك في ان وقت العرض اصبح غير مناسب لتقييم الاعمال خاصة وان رمضان اصبح يعج بالكثير من الاعمال.

·         هل يكفي دخل مسلسل واحد لمعيشتك؟ وهل لديك مصدر آخر للدخل؟

 كل ما اتقنه في الحياة هو ان اعمل ممثلا فقط فليس لي مصدر رزق آخر ولكنني قانع بما احصل عليه.

·         لماذا تبتعد عن المقابلات الصحافية؟

 بصراحة شديدة اجد ان الصحافيين يستخدمون عبارات وعناوين رنانة ويصنعون من كلمة صغيرة قصة وحكاية ومررت بتجارب كثيرة مع بعض منهم كتبوا ما لم اقله وانا بطبعي لا احب هذا الشيء خاصة وانني مسالم ولا احبذ اثارة المشاكل مع من اتعامل معهم.

·         ماذا عن جديدك هذا العام؟

 حاليا نقوم بتصوير مسلسل كوميدي للعرض في رمضان المقبل ومبدئيا اطلقنا عليه اسم “حظ يانصيب” ويشاركني في العمل احمد الانصاري واحمد الجسمي ومروان عبد الله صالح وآخرون من مصر والبحرين.

الخليج الإماراتية في 15 ديسمبر 2007

####

"هوجاس" أول تجربة إخراجية له

محمد الحمادي: فيلمي سيفوز بجوائز في المهرجان

حوار: محمد هجرس 

أكد المخرج الإماراتي محمد عبدالله الحمادي انه لم يعتمد في فيلم “هوجاس” التجربة الأولى له في عالم الاخراج، على المخرج المساعد، لايمانه بأن التفرد في العمل يؤدي إلى النجاح، خاصة إذا كان العمل هو الأول لمخرجه.وأوضح الحمادي ان الهدف من الفيلم وقصته أن النفس البشرية مليئة بالقسوة.. وإلى نص الحوار:

·         هل ساعدك أحد في اخراج الفيلم؟

 اطلاقاً، فأنا الذي تحملت المسؤولية كاملة، وقمت باخراجه، ولم أعتمد على مساعدين في الاخراج، لأن هناك بعض الأفلام، خاصة القصيرة، لا تحتاج إلى وجود فريق عمل في الاخراج، كما أن التفرد في العمل يساعد على نجاحه، ويجعل صاحبه أكثر تمركزاً.

·         فيلم “هوجاس” أول تجربة لك في الإخراج؟

 نعم. التجربة الأولى لي، كما أنني لم أشارك من قبل في العملية الاخراجية سواء كانت سينمائية أو تلفزيونية، لذلك كنت مسكونا بالقلق من التجربة، خوفاً من الفشل، لكن الحمد لله وفقت، مما يجعلني أؤكد ان عرض الفيلم في مهرجان دبي السينمائي سيحدث ردة فعل كبيرة سواء على مستوى النقاد أو الجمهور، وسيكون كل شيء في صالحي، لأن التقنية التي استخدمتها جديدة، والخطير أيضاً هو “التكنيك” الجديد الذي اتبعته في الصورة، بجانب ان القصة جديدة وغير مستهلكة سينمائياً.

·         ألم تواجهك مصاعب في التنفيذ؟

 بلا شك واجهني العديد من المصاعب التي كادت أن تقتل حلمي في التجربة الأولى. فمنذ اللحظة الأولى وجدت المسألة ليست سهلة خاصة في كيفية التغلب على الانتاج الذي بحثت عنه كثيرا، والتصوير وآلاته، لكن كل ذلك تم التغلب عليه، وبفضل جهود الشباب المشاركين الذين ساهموا في نجاح الفيلم على حساب راحتهم، مواصلين العمل لمدة 20 ساعة يومياً.

·         كم بلغت تكلفة الانتاج؟

 تكلفة الانتاج تراوحت من 7 إلى 8 آلاف درهم، ورغم قلة المبلغ إلا أننا في البداية لم نكن نملك منه مائة درهم، لكن بفضل الاصرار وحب العمل، ووجود مجموعة من الشباب كلهم اصرار، كان “هوجاس”.

·         ما المدة التي استغرقتها في تصوير الفيلم..؟

 أقل من ثلاثة أيام، وكان من الممكن ان يكون التصوير أقل من تلك المدة إلا أن بعض المفاجآت التي ظهرت هي التي جعلت التصوير يصل إلى تلك المدة التي لم نكن نتوقعها.

·         وما الآلات التي استخدمتها في التصوير؟

 كنت مصراً في البداية على التصوير بالكاميرا الديجيتال لأنها تتميز بتقنية عالية وتساعد في اظهار الصورة، والمونتاج، كما انها سريعة الحركة ومتوفرة وغير مكلفة.

·         وما الهدف من الفيلم؟

 أريد أن أوضح ان الانسان محاط بالرعاية الالهية، وأن النفس البشرية مازالت مسكونة بالقسوة. والقصة تدور حول بنت اسمها مريم، يموت والدها مما يجعلها تنتقل إلى بيت صديق والدها الذي يصر على أن تعيش معه، وفي بيت هذا الصديق، تعيش حالة من التناقض بين صديق والدها وابنه بعد أن عرفت ان كلاً منهما يطمع فيها، مما يجعلها تصرخ معلنة أن والدها مازال يعيش بداخلها. ومدة الفيلم لا تقل عن 21 دقيقة، إلا أن المشاهد سيعترف بعد مشاهدته انه لا يعرف كم من الوقت جلس لمشاهدة “هوجاس” الذي يعتمد على الابهار في الصورة، والحوار.

·         وهل حصل الفيلم على جوائز؟

 حصل “هوجاس” على شهادات تقدير للمخرج والبطلة، إلا أنه سيحقق ذلك في مهرجان دبي السينمائي.

·         بمن تأثرت من المخرجين؟

 هناك العديد من المخرجين على مستوى العالم أعتز بهم وأنظر إليهم دوماً، لكن هناك فيلم شاهدته منذ فترة، مازالت كل مشاهده عالقة بذاكرتي، وهو فيلم “لي. لي” قصته للدكتور يوسف ادريس، ومن اخراج مروان حامد.

الخليج الإماراتية في 15 ديسمبر 2007

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)