كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

لا مجال لتسلل فيلم لا يستحق العرض

نجاح 3 دورات يصعب مهمة مهرجان دبي

محمد رُضا

مهرجان دبي السينمائي الدولي

الدورة الرابعة

   
 
 
 
 

يفرض النجاح معادلات جديدة ومتطلبات إضافية. ونجاح الدورة الثالثة في مهرجان دبي السينمائي في السنة الماضية جعل تشكيل هذه الدورة، والأفلام المتنافسة فيها على الجوائز أكثر صعوبة مما سبق.

 قبل إعلان الأفلام المشتركة في مسابقات جوائز “المهر” الثلاث وهي الفيلم الروائي الطويل، والفيلم الوثائقي والفيلم القصير، اتصل أحد الذين بعثوا بأفلامهم، وطلب سحب فيلمه إذا لم يجر اختياره للمسابقة. السبب هو أنه لا يريد لفيلمه أن يحمل صيت أنه رُفض من مهرجان دبي حين التوجّه به الى مهرجانات أخرى. الطلب استقبل بتفهّم كبير وكان لصاحبه ما أراد إذ جاء الاتصال مباشرة بعد عملية اختيار الأفلام المتسابقة من بين مئات الأفلام التي وردت الى المهرجان راغبة في دخولها. ذلك الفيلم، على جودته، كان عليه أن يفسح المجال لأفلام وجدناها أفضل ولو بحيّز قليل، ففي نهاية الأمر كان لدينا أكثر من 300 فيلم مرشّح لاختيار 63 فيلماً في المسابقات الثلاث، أي اثنا عشر فيلماً في كل منها.

لم يكن الاختيار عشوائياً بالطبع، ولم يتعرّض الى أي ضغوط او رغبات خاصّة او علاقات نريد أن نعزّزها او نحتفي بها، ما جعل المهمّة أصعب فهي استندت إلى مدى تحلي الفيلم المشترك بعنصري الأهمية والجودة على نحو لا تفضيل لأحد على آخر الا ضمن الحدود المتاحة وهي ضئيلة. الفيلم المهم في موضوعه قد ينتهي خارج العروض بأسرها إذا كان رديئاً، وكذلك الفيلم الذي ربما تحلّى بالإجادة في عناصر فنية له لكنه خاوي الأهمية مضموناً. في مثل هذا العالم الصغير الذي يحاول مهرجان دبي النمو فيه باطراد فإن كل جانب منه يؤثر، سلباً او إيجاباً، في الجانب الذي قبله او الذي يليه في حلقات متّصلة بعضها ببعض. لا يمكن مثلاً النجاح في بعض الإدارة والفشل في بعضها الآخر من دون أن ينعكس ذلك سلباً على إداء المهرجان بشكل عام. بنفس المنطق، لا يمكن أن يتخلل العروض، في المسابقة او في أي من الأقسام الأخرى، أفلام رديئة او غير ناضجة او لا تستأهل التقديم، مهما كانت الدوافع الخاصّة (تشجيعاً للعمل الأول مثلاً) مهمّة. هذا بدوره سينعكس سلباً على المهرجان بأسره.

لكن الحقيقة أن ما يعجب نصف المشاهدين قد لا يعجب النصف الثاني مطلقاً. وحتى تلك الأفلام التي تعجب غالبية المشاهدين ستتلقّف من حولها آراء مناهضة. المهارة تكمن في استحواذ الأفلام التي مهما بلغت شدّة الانقسام بين مؤيديها ومعارضيها يستطيع الفريقان أن يعتبراها مهمّة كانت تستحق المشاهدة، وحسناً فعل المهرجان بعرضها. خذ مثلاً فيلم الافتتاح “مايكل كلايتون” وهو دراما تشويقية من توني غلروي وبطولة جورج كلوني، وتوم ولكنسون، وتيلدا سوينتون وسدني بولاك. هذه المرّة الاختيار تم تبعاً للرغبة في تقديم عمل فني قد يشق طريقه الى الأوسكار، وحتى إذا لم يفعل فإن السائد فيه هو أنه فيلم ذو أسلوب متخصص. ربما ليس الفيلم الاستعراضي الضخم إنتاجاً او الذي ينتمي الى سينما من الاستعراضات الملحمية، تاريخية او غنائية مثلاً، لكنه فيلم استقبله النقاد الى الآن بتقدير واسع.

“مايكل كلايتون” عن محنة رجل يعمل (حسب تعبيره) “كنّاساً”. موظّف في شركة محاماة تطلقه باتجاه القضايا الشائكة لتذليل عقباتها وتقويض مشاكلها لكي تضمن المؤسسة نجاح دورها في المحكمة بعد ذلك. في أحد الأيام، يحاول مساعدة صديق له يعمل في ذات المؤسسة على تجاوز الظروف النفسية الصعبة التي يمر بها. أدرك صديقه (ولكنسون) بأنه أخطأ حين ساعد بعمله مؤسسة صناعية ضخمة تتفادى دفع التعويض المناسب لضحايا تلوّث بيئي. استيقظ ضميره وأخذ يتخبّط. المؤسسة تريد الآن تصفية الصديق، وإذا كان ذلك لا يكفي فستصفّي بطل الفيلم أيضاً.

أحد أهم ما يتبلور سريعاً في هذا الفيلم هو أنه يشبه تلك الأعمال التي كانت سائدة في السبعينات عندما كان الفيلم التشويقي يأتي شاملاً أبعاد المكان والزمان اجتماعياً وسياسياً. ليس هناك خطبة عصماء ولا حتى صورة الرئيس بوش معلّقة ولا ذكر لغوانتانامو، لكن هناك عالماً قائماً على الاستبداد يتمتّع المستبد فيه باليد الفوق ولو إلى حين.عرض افتتاح برنامج “ليال عربية”، وهو القسم الذي يشرف عليه شخصياً مدير المهرجان الفني مسعود أمر الله، هو لفيلم بعنوان “كل ما تريده لولا” او كما سُمي بالعربية “لولا” وهو للمخرج المغربي نبيل عيّوش صاحب “مكتوب” و”علي زاوا” وأحد المواهب المغربية التي تسعى لطرق باب الإنتاجات العالمية. “لولا” هو أول نتائج هذا السعي: فيلم تم تصوير جزء منه في الولايات المتحدة مع بطلته الأمريكية لارا رامزي والجزء الأكبر منه في القاهرة: هي فتاة عاملة تلتقي بشاب مصري يدعوها الى القاهرة ثم يغادر أمريكا. تلحق به معتقدة أن الدعوة تشمل المبيت وتوطيد العلاقة، لكنها تنتهي في فندق صغير ليس أمامها سوى طموح واحد هو التحوّل الى راقصة شرقية. اللبنانية كارمن لُبس تؤدي دور راقصة سابقة تركت المهنة لأسباب عاطفية وفي البداية تمتنع ثم تنجح في تحويلها الى راقصة محترفة تملأ أخبارها الصحف. كأسلوب سرد وعمل وكمعالجة لموضوع أزمة امرأة في ثقافة مختلفة، الفيلم يسجّل نقاط نجاح متلاحقة. لكنه هو فيلم يختار أن يبقى في إطار الترفيه. تتحسّس أزمة بطلته لكنك لن تتعرّض الى محن أكبر او أطول شأناً من ذلك. سوف يبقى الترفيه والرغبة في سرد حكاية مسليّة بأسلوب عمل جيّد هو الأمر الطاغي على هذا الفيلم. بذلك هو مثالي لافتتاح ويأتي متلازماً مع شروط هذا النوع من العروض.

في مسابقة الفيلم الروائي الطويل، نجد نوعين من الأفلام المشتركة. نوع لمخرجين ذوي سنوات طويلة من الخبرة والعمل كانوا أمّوا المهرجانات منذ عقود وأبلوا فيها بلاء حسناً، ونوع لمخرجين جدد، طموحين يستنفرون أنفسهم لينجزوا الأفضل وليبدأوا بناء مكتبة من أفلامهم الخاصّة التي توازي تلك التي للمخرجين الكبار الذين سبقوهم في المهنة والخبرة والحرفة.  في الصف الأول يقف المصري محمد خان والتونسي نوري بوزيد واللبناني برهان علوية وفي الصف الثاني هناك المصريان سعد هنداوي وعمرو بيومي واللبنانيان فيليب عرقتنجي وشادي زين الدين والأردني أمين مطالقة والمخرج التونسي عبد اللطيف كشيش والجزائري عمر حكّار.بين الصفّين هناك اثنان من جيل وسط هما المغربي أحمد المعنوني والسوري عبد اللطيف عبد الحميد. بعد أفلام جيّدة، ثم أخرى متوعّكة، يعود عبد الحميد الى لياقته الفنية مستفيداً أيما استفادة من تلك الأفكار التي تسود أفلامه: صعوبة القول إني أحبك والتحدي الذي يواجهه البعض في ذروة صراعه بين ما هو واجب وبين ما هو مرغوب. بطله رجل كان المخرج فرنسوا تروفو سيجده ملهماً لفيلم عنه لو عاش وشاهده هنا: هذا الرجل متزوّج ولديه ولد، لكنه يعيل في الحقيقة بيتين. فأقرب اصدقائه انتهى منذ سنوات الى السجن بتهمة سياسية قد تكون ملفّقة وهو أخذ على عاتقه الاهتمام بعائلة صديقه المؤلّفة من الزوجة وابنتها. في ركضه ليؤمّن البيتين نراه يعمل في مصنع للحلوى وكسائق تاكسي ويوصل الليل والنهار في نشاط محموم، الى الآن هو مثال الصديق الذي التزم بشروط الصداقة، لكن في لحظة تسبق الإفراج عن صديقه ينزلق وتنزلق معه زوجة الصديق. الآن الجانب المعتم من شخصيته يريد أن يسيطر عليه ويدفعه لمحاولة إبقاء الزوج في السجن...

هناك سجن من نوع آخر في “القلوب المحترقة” لأحمد المعنوني هو سجن الذاكرة، بطله شاب يعود لمجابهة خاله الذي تعهّد بتربيته فعامله بقسوة بالغة ما ترك في نفسه آثاراً يعتقد أنه سيستطيع محوها إذا ما جابه خاله الذي يرقد الآن في المستشفى. الخال لا يستطيع الكلام وكل ما يقدر الشاب عليه هو العودة بالذاكرة للمرّة الأخيرة قبل أن يقرر كيف سيواجه المستقبل بعد الآن.فيلم رائع على أكثر من صعيد كونه يتعامل وعناصر كثيرة في طيّاته من بينها إشغال العين لا بالقصّة وحدها بل بعروض موسيقية وغنائية في مزيج يبقى مقبولاً بقدر ما هو غير متوقّع. أحمد المعنوني أنجز أفلاماً قليلة من قبل ثم غاب طويلاً لكي يعود بهذا الفيلم الذي يعنيه شخصياً.

من تونس “آخر فيلم” لنوري بوزيد يدور، فيما يدور، عن المواجهة بين الفن والتطرّف الديني عاكساً موقف المخرج لا عبر الفيلم فقط، بل داخله أيضاً فالكاميرا تتوقّف ثلاث مرّات في الفيلم الذي نراه لكي نستعرض حوارات ومشاكل تقع في الفيلم الذي يقوم بوزيد بتصويره داخل الفيلم الذي نراه. فبركة جديدة الى حد لكنها قد تستنزف جدواها إذا ما فكّر الواحد منّا بأن كل ما يقوله الفيلم الداخلي كان يمكن أن يقوله الفيلم الأساسي المحيط به.وهناك عالم من الصوفية يتطرّق إليه المخرج الجديد، روائياً، سعد هنداوي. المخرج المصري نفذ من إطار الرغبات التجارية لا باختيار موضوع مختلف فقط، بل أيضاً عبر العودة الى بعض الممثلين المحترفين الذين يواجهون صعوبة في إيجاد مشاريع تليق بهم وبمكانتهم. تحديداً هنا: ليلى علوي وفاروق الفيشاوي. الأولى في دور المرأة التي تفتح قلبها من جديد والثاني في دور راقص ومنشد صوفي لم يكن يعتقد أن الحب سيزوره على هذا النحو. في الفيلم المصري الثاني “بلد البنات” لعمرو بيومي طرح لمشاكل الفتاة الشابّة والطموحة عبر أربع شخصيات متقاربة الأعمار مختلفة الاهتمامات والشخصيات. الكاتبة هي علا الشافعي التي حين سألتها أي من هذه الشخصيات الأربع حملت تجربتها قالت إن كل شخصية منها حملت شيئاً من تجربتها الخاصّة.لكن ومن موقع شخصي بحت، فإن “في شقّة مصر الجديدة” لمحمد خان هو أكثر الأفلام المصرية المعروضة هنا إثارة لاهتمام الباحث عن مصادر فنيّة، وهذا عائد الى خبرة مخرجه محمد خان وطريقته الخاصّة في النظر الى مشكلات ومسائل المرأة المصرية. به يعود الى جماليات تلك الطروحات التي عرفتها أفلامه في الثمانينات. ليس الفن في مواجهة التطرّف فقط، ولو بصورة غير مباشرة تماماً، بل أساساً الفن كحافز للحب وللحياة.الأفلام اللبنانية الثلاثة في المسابقة هي “وعلى الأرض السماء” لشادي زين الدين و”تحت القصف” لفيليب عرقتنجي و”خلص” لبرهان علوية. ولا يمكن تناولها إيجازاً واختصاراً إلا من باب القول إن اختلافات رئيسية ومهمّة تكمن بينها سواء على صعيد المصادر الفنية او تنوّع الأسلوب السردي او الاختلاف بين موضوع هذا الفيلم او ذاك. الثلاثة لها علاقة بالحرب أحياناً بلا حرب ظاهرة.

ما يعني أن تكون فائزاً؟

هذه هي الدورة الرابعة من مهرجان “دبي” والدورة الثانية للمسابقة فيه. في العام الماضي تم إطلاق جوائز “المهر” لأفضل أفلام روائية وأفضل أفلام وثائقية وأفضل أفلام قصيرة. ثلاث جوائز في كل قسم.

هذا العام تقرر، وتعبيراً عن الرغبة في تشجيع السينما العربية ومحترفيها، إضافة جوائز “مهر” أخرى ينتخب الفائزون فيها من الأفلام المشتركة في مسابقة الفيلم الروائي. بذلك سيكون هناك جائزة لأفضل ممثل وجائزة لأفضل ممثلة وجائزة لأفضل مدير تصوير وأخرى لأفضل مؤلف موسيقي ثم أخرى لأفضل مونتير وخامسة لأفضل موسيقار ثم جائزة لأفضل كاتب سيناريو.

الجائزة الأولى لأفضل فيلم روائي مازالت قيمتها 50 ألف دولار. الثانية في القسم ذاته: 40 ألف دولار والثالثة (البرونزية) 30 ألف دولار.

في قسم السينما الوثائقية المهر الذهبي قيمته 40 الف دولار، المهر الفضي قيمته 30 ألف دولار والمهر البرونزي 20 ألف دولار.

في السينما الروائية القصيرة فإن الجوائز على التوالي: ثلاثون، وعشرون وعشرة آلاف دولار.

أما الجوائز الإضافية فهي عشرة آلاف دولار لأفضل ممثل ومثيلها لأفضل ممثلة ثم سبعة آلاف دولار لأفضل المواهب الواقفة وراء الكاميرا في المجالات المذكورة.

لكن الطريف هو التالي: إذا كنت المخرج وكتبت السيناريو وقمت بتصوير الفيلم ثم قمت بتوليفه وربما أساساً بتمثيله وفزت في كافّة هذه الشؤون، بالإضافة الى المهر الذهبي (الجائزة الأولى) لأفضل فيلم فإن حصيلتك من الجوائز ستبلغ 18 ألف دولار.

لكن نصيحة هذا الناقد ألا تفعل ذلك الا في الحالات القصوى حيث ميزانية الفيلم تفرض عليك أن تحمل البطيخات جميعاً، ذلك لأن لجان التحكيم عادة ما تفكّر بأن هذا كثير على مخرج واحد وهي قلّما ستستجيب لمنح الجائزة لفرد واحد في أكثر من مجالين حتى ولو كان المخرج والكاتب والمصوّر والممثل والمونتير ماهراً في المجالات كلها.

ضد العنف

ومن دون أن تلغي السينما موضوعها الدائم حول هم الاحتلال “الإسرائيلي” للنفس العربي، في فلسطين او في سواه، فإنها أضافت الى رصيد طروحاتها أعمالاً حول ذلك الواقع المتأتّي من اندفاع بعض المجتمع في درب التطرّف والعنف لاغياً الوعي السياسي والبعد القومي والعروبي والطموحات الحقّة لأي إنسان في أي مكان، بما فيه العالم العربي، للعيش بأمان وحقه على نفسه بأن يكون مسالماً ومعتدلاً وقادراً على التشرّب الروحاني للدين وفهمه على حقيقته وليس حسب تفسير سواه من أئمّة التطرّف الحاضرين.نجد مثالاً لهذه المواجهة في فيلم أردني تسجيلي نيّر بعنوان “إعادة خلق” لمحمود المسّاد. هنا نحن مع رجل بلحية كثّة يعمل في جمع صناديق الكرتون لبيعها الى مصانع إعادة تكوينها ولديه عائلتان وبضعة أولاد وحافلة صغيرة تتعطّل يوماً فتزيد من حياته صعوبة. فوق ذلك يطمح هذا الرجل الآتي من مدينة الزرقاء، حين تتعالى أمامه جبال المصاعب لا يجد بدّاً من البحث عن حياة أخرى في مكان آخر. المفاجأة كامنة في الدقائق الأخيرة من حيث فعل القرار ومكان اللجوء.

من الأفلام القصيرة التي تتعرّض للموضوع ذاته، من زاوية أخرى، الفيلم السعودي “إطار” لمخرجه عبد الله آل عيّاف. لا يوجد هناك تحديد بالكلمة، بل الحوار قليل جداً. لكن مرّة أخرى أمام من يبدو متديّناً وغائصاً في محاولة فهم الدنيا بلا نجاح. يريد شراء الصورة التي في الواجهة بعدما فشل في دفع البائع لسحبها. حين يفعل، يستبدلها البائع بنسخة أخرى. التفسير المذكور هو واحد من جملة تفسيرات قد يكون أي منها صائباً، لكنه الأقرب الى التخمين. فالفيلم عن الصورة من دون أن نراها وقد تكون صورة كل شيء او أي شيء رمزاً لما تعنيه الصورة بينما الرجل رمز لما يعنيه الموقف المتجمّد ضدّها.

هذا من دون أن تغيب السينما ذات المواضيع الفلسطينية أيضاً، وكما ذكرنا. في إطار السينما القصيرة ألفت النظر الى الفيلم المبهر ببساطته فكرة وتنفيذاً “حبل الغسيل” لعلياء أرصغلي، والفيلم التسجيلي “ظل الغياب” لنصري حجّاج. الثاني يتحدّث عن نضال من موقع آخر: كل أولئك الفلسطينيين الذين يودّون لو ماتوا في بلدهم عوض الشتات الذي فرض عليهم في عالم غابت عنه العدالة. 

أوراق ناقد ...

الأهم والأفضل والأكبر؟

مرّتين في يوم واحد ثم مرّة ثالثة في يوم لاحق سئلت، أي من المهرجانات العربية أفضل؟ وما موقع مهرجان “دبي” السينمائي الدولي في سلّم المهرجانات الأولى؟

لا أدري كيف أجيب عملياً عن هذا السؤال. هناك مهرجان أفضل من مهرجان ومهرجان أهم من مهرجان ومهرجان أكبر من مهرجان لكن ما   المقاييس؟ كيف يمكن وضع مهرجان ما على روزنانة الأهم؟ ما الذي يضعه عليها ثم ما الذي يضعه في أحد المراكز فيها؟

مع التحديد أكثر: أين موقع مهرجان دبي السينمائي الدولي عربياً وعالمياً؟ هل هو موقع متقدّم بالفعل أم موقع يبدو متقدّماً؟ ثم أين هو من المهرجانات العربية العريقة التي في هذا الجزء من العالم او ذاك؟

قبل الجواب عن هذه الأسئلة عليّ أن أقول إنني أكتب هذه الزاوية بحريّة كاملة لا علاقة لها بكوني مدير المسابقة في مهرجان “دبي السينمائي الدولي”. طبعاً في الوقت الذي قد يثير ذلك بعض التساؤلات حول كيف يمكن أن أكون حيادياً وفي الوقت ذاته منتمياً الى واحد من المهرجانات العربية، الا أن حقيقة انتمائي لا علاقة لها بعملي في مهنة تمتد الآن الى ثلاثة عقود نصفها على الأقل في صحيفة “الخليج”، ما يحتّم أن يكون انتمائي للمهنة النقدية هو المحك الأول في هذه العلاقات المتباينة.

ما كنت أردّده دائماً وأقوله هو أن واحداً من مقاييس أهمية مهرجان عن آخر هو التالي: لماذا على منتج أوروبي او لاتيني او أمريكي او آسيوي اختيار هذا المهرجان دون سواه لإرسال فيلمه إليه؟

حتى مهرجانات العالم الأولى الثلاثة، وهي برلين وكان وفينيسيا تجد نفسها، في وسط منافسة كل منها للآخر، تخسر فيلماً تريده لأن المنتج، او المخرج او كليهما، اختار المهرجان الآخر بديلاً له. لكنهما يختاران في الأساس واحداً من هذه المهرجانات شريطة أن يكون الفيلم أهلاً للمهرجانات أساساً. لكن أن تسأل منتجاً ألمانياً او أمريكياً التوجّه بفيلمه الجديد، الذي لم يعرض في أي من هذه المهرجانات بعد، الى مهرجان رابع فإن الاختيار يزداد تعقيداً، ففي المقابل يريد بضعة ضمانات وفي مقدّمتها أن المهرجان المنشود لديه ما يمنحه في المقابل. هذا المنح قد يكون سوقاً يستطيع أن يبيع الفيلم فيها، او قد يكون ذا حجم كبير وتاريخ متواصل او أن الإعلام الغربي يتابعه ويهتم بتغطيته وبكلمة شاملة أن يتمتّع بالأجواء التي يفترض بالمهرجانات الدولية التمتّع بها.

الآن، وبناء على هذا الوضع، كم مهرجاناً عربياً يستطيع أن يؤمّن هذا الحضور وتلك التغطية وتلك الأجواء السينمائية الكاملة؟ وكم مهرجاناً عربياً يستطيع أن يطلب 100 فيلم او أكثر فيحصل على 90 منها؟

هناك أهمية معيّنة تتماشى مع عمر المهرجان نسمّيها “التاريخ العريق” عادة. الأهمية هنا تتبع سنوات المناسبة المعنية. مهرجانات القاهرة وقرطاج وسان سابستيان وكان وبرلين وفينيسيا وشيكاغو ولوكارنو وكارلوفي فاري مهرجانات عريقة بلا ريب ما دام عمر كل منها يقترب او يزيد من الثلاثين سنة. لكن هل هذا يعني أنها متساوية؟ هل يعني ذلك أن كل مهرجان له من العمر نحو ثلاثين سنة هو مهرجان مهم؟

ما يحد من اكتساب مهرجان مديد في تاريخه لأهميّة ما هو نجاح دوراته في تراكمات تصاعدية وليس فقط استمرارية. تنظر الى مهرجانات حديثة الشأن في عالمنا العربي، مثل “دبي” و”مراكش” تجد أنها تتصاعد في أطرها وممارساتها سريعاً. متى تتوقف عن هذا الصعود والتطوّر؟ هل تتوقّف عنهما؟ لا أحد يدري. لكن الى الآن هما مهرجانان متنافسان في الجزء العربي من العالم ويحققان رواجاً إعلامياً وحالة من الاهتمام وقدراً من الأهمية لا نظير لهما.

في المقابل، هناك مدى ارتباط المهرجان بالثقافة الشعبية. مهرجان القاهرة يُقام في الدولة التي وُلدت فيها السينما العربية. ولادتها في مصر لها عاملان: حجم السكّان ما يجعل حجم الإقبال كبيراً - وهذا عامل اقتصادي، وتبوؤ القاهرة مركزاً ثقافياً أولاً في السنوات المتتابعة طوال القرن العشرين او معظمه - وهذا عامل فني/ثقافي. لذلك إيجاد مهرجان سينمائي كبير فيها كان أمراً طبيعياً. الناس هناك يقدّرون هذه المناسبة التي تتيح لهم الوقوف على أعمال مختلفة وشاسعة ومن مخرجين لم يسمع معظمهم عن أي واحد منهم ويشعر بأنه بحاجة لأن يقترب من طروحاته والتعرّف إلى وسائل تعبيره.

هذا مهم جدّاً لكن أهميّته هذه محليّة وليست دولية. المنتج البريطاني لن يخصص عرضاً عالمياً أولاً، او شبه أول (يعني سبق عرضه حول العالم لكنه لم يعرض في تلك المنطقة من قبل) لمهرجان لأن الجمهور المحلي يحب السينما او لأن المهرجان له تاريخ طويل من العروض. سيقبل على المهرجان الذي يؤمّن له، كما ذكرت، مسائل يراها أهم مثل الإعلام والحجم والإدارة والشغف بالمكان والتنظيم المتناهي وربما سوق سينمائي- ولو أن العالم العربي بأسره لا يزال متروكاً لشركات توزيع تتعامل والميول السائدة- تلك التي لا تكترث للمهرجانات ولعالمها، بل لأفلام الكساد الفكري المصنوع محليّاً او إقليمياً او عالمياً.

م. ر

merci4404@earthlink.net

Blog:shadowsandphantoms.blogspot.com

الخليج الإماراتية في 10 ديسمبر 2007

####

الأسئلة السياسية تحاصر بطل فيلم الافتتاح

جورج كلوني: الفن أفضل وسيلة للحوار بين الشعوب

دبي - شيرين فاروق

حظي اليوم الأول في مهرجان دبي السينمائي في دورته الرابعة بحضور الممثل العالمي جورج كلوني والذي عرض له فيلم “مايكل كلايتون” في حفل الافتتاح وذلك من خلال المؤتمر الصحافي الأول في فعاليات المهرجان والذي عقد بمدينة جميرا صباح أمس والذي تبعته جلسة خاصة مع الفنان العالمي بحضور إعلامي محدود، وكعادته اطل الممثل الوسيم على الحاضرين بابتسامته المعهودة وخفة ظله، ونظراً لتلهف وسائل الإعلام لطرح الأسئلة بدأ المؤتمر بأسئلة الحاضرين من وسائل الإعلام العربية والعالمية في سباق محموم للحصول على فرصة توجيه سؤال لنجم هوليوود، وعلى الرغم من حضور كلوني ضمن تظاهرة فنية بعيدة عن السياسة، إلا أن أغلب الأسئلة دارت في هذا السياق، وكعادة كل نجوم هوليوود الدبلوماسيين يتهربون من تحديد موقفهم من بعض القضايا التي تهم الشرق الأوسط، إلا أن إلحاح الإعلاميين حال دون ذلك وبات أمام النجم الأمريكي الاجابة بوضوح عن أسئلة تتعلق بالإدارة الأمريكية ورأيه في الارهاب والعرب.

ركز السؤال الأول على قبوله العمل في فيلم “سيريانا” في بداية عرضه عليه وعلق كلوني على ذلك، موضحاً أن سبب الاعترض كان على مخرج الفيلم وقدرته على إبراز الفيلم بالصورة الملائمة لقصة الفيلم الرائعة، ولكن هذه الفكرة تلاشت بمجرد مناقشة العمل مع مخرج الفيلم الذي تم تصوير أجزاء منه في دبي حيث عبر جورج عن سعادته بالزيارتين الأولى والثانية لها خاصة وانه بعد رجوعه تلقى وابلاً من الأسئلة من أصدقائه والمحيطين به عن هذه التجربة، ورداً على دوره كممثل في مد الجذور الثقافية بين العالمين العربي والغربي وفائدة ذلك أشار كلوني الى ان الفن الوسيلة الاقرب الى قلوب الناس لذلك يجب التركيز على استغلاله الاستغلال الجيد لتحقيق التقارب بين الشعوب المختلفة، وبالنسبة لرأيه الشخصي في الأمريكان ذوي الأصول العربية نوه كلوني الى ان هذه الفكرة لم تكن واردة قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، حيث لم يكن يهتم كأمريكي بالبحث في أصول الآخرين ولم يكن الأمريكان يعرفون الشعوب الأخرى وعاداتهم ولا حتى لغتهم لذلك لم تكن هناك مشكلة قائمة، ولكن بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول اختلف الوضع كليا، وحول قضية اضراب الكتاب المثارة حاليا في لوس أنجلوس وتأثيرها في الإنتاج السينمائي أوضح جورج أن سبب هذه القضية يعود إلى مطالبة الكتاب الاستوديوهات بجزء من الأرباح، إلا أن أصحاب الاستوديوهات يدعون أنهم لا يربحون الكثير الذي يتقاسمونه مع الكتاب واعتقد كلوني أن وجود هذه القضية سيعطل العمل السينمائي في هوليوود لحين إيجاد حل جذري لها.

ورداً على طموحه السياسي الذي يظهر في كل أعماله الفنية وارتباطه بالتفكير الجدي في العمل السياسي أو حتى الترشح لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية أكد كلوني انه نشأ في جو سياسي حيث كانت أمه عمدة وأبوه يعمل في المجال الإعلامي، إلا أن ذلك لم يدفعه إلى التفكير في العمل السياسي وانه مستمتع بعمله كفنان وإذا أراد تغيير مهنته سيختار حجز تذاكر السينما كمهنة دائمة له، وفي الوقت نفسه أشار إلى تعرضه لهجوم شديد من الأمريكيين بعد عرض فيلمه “سيريانا” حيث تصدرت صوره أغلفة المجلات التي أطلق عليه بعضها لقب “خائن” على الرغم من أن 75% من الأمريكيين يتفقون معه في الرأي، وحول القضية التي يرغب في تبنيها أكد كلوني على أن الفنان شخص محاط بالأضواء لذلك يجب أن يتوخى الحذر في اختياراته وآرائه التي تسجل عليه، وعن نفسه فقد اختار قضية دارفور لدعمها، وعن توقعاته لفيلمه “مايكل كلايتون” أعرب عن تفاؤله بنجاح الفيلم خاصة انه حصل على شهادة النقاد بأنه فيلم جيد، وفي نهاية المؤتمر شكر جورج الحاضرين معرباً عن سعادته بوجوده في دولة عربية.

ومن ناحية أخرى، تناولت الجلسة الخاصة التي تلت المؤتمر الصحافي إجابات وافية عن بعض الأسئلة التي كانت عالقة في أذهان بعض الإعلاميين، ففي تصريحه ل”الخليج” حول خلفيته الفنية عن السينما العربية ومدى معرفته بالممثلين العرب باستثناء عمر الشريف أشار كلوني إلى انه استمتع بالعمل مع الفنان الشاب عمرو واكد الذي شاركه العمل في فيلم سيريانا كذلك شاهد خلال احد المهرجانات فيلم “الجنة الآن” واستمتع به جداً، مؤكداً أنه لا يمتلك الوقت المناسب الذي يسمح له بمشاهدة الكثير من الأفلام الأخرى، كذلك أجاب كلوني عن سؤال الخليج حول مسؤوليته ورد فعله على نتيجة احد الاستطلاعات التي أجراها احد المواقع الإلكترونية والتي خرجت بأنه أصبح مثلا للكثير من الشباب الأمريكي حيث نوه إلى انه لا يتطلع إلى أن يكون مثلا لان ذلك يمثل عبئا على صاحبه حيث يجب عليه أن يتصرف بطريقة لائقة باعتباره قدوة للآخرين وألا يخطئ أبدا وهو أمر مستحيل، كذلك رد كلوني على احد الأسئلة التي تتعلق بوجود رغبة لديه بعمل فيلم عن الشرق الأوسط والعراق مثل آخرين من نجوم هوليوود خاصة ان الولايات المتحدة تعتبر هي المتسبب الرئيسي في قيام الحروب والمنازعات في المنطقة، أكد كلوني أن أمريكا ليست المذنبة الوحيدة في حرب العراق وهناك دول أخرى شاركت في ذلك مثل انجلترا وفرنسا، وأشار إلى أن أنظار العالم قد توجهت إلى تلك المنطقة في العشرينات والثلاثينات من هذا القرن بعد ظهور النفط فيها، وحول تركيزه مؤخرا على عمل أفلام تقع أحداثها في فترة الستينات والسبعينات أشار إلى انه يعشق تلك الفترة وانه ابن هذه الأعوام التي كانت مليئة بالأحداث الكثيرة التي أثرت في العالم وصنعت الكثير من القادة والعظماء لذلك يعتبرها الفترة الذهبية للسينما الأمريكية.

وأخيرا أعرب كلوني عن تقديره للصحافة والصحافيين على الرغم من ملاحقة الباباراتزي له كل يوم حيث يجد يوميا أكثر من 8 منهم ينتظرونه ويلاحقونه أينما ذهب إلا انه يعتبر ذلك ثمناً يجب أن يدفعه أي نجم.

الخليج الإماراتية في 10 ديسمبر 2007

####

يظهر الهوة بين القانون والعدالة

"مايكل كلايتون" رحلة تستكشف الفساد

أحمد يوسف

يجسد التاريخ الفني للنجم الأمريكي جورج كلوني درسا بليغا حول ما يمكن للفنان أن يفعله، وشعوره بالمسؤولية الاجتماعية والسياسية كلما اتسعت شهرته، فربما لم يكن هناك أحد يتوقع لهذا الممثل تحقيق أية نجومية، عندما بدأ حياته الفنية في مسلسلات تلفزيونية متواضعة، يعتمد فيها في الأغلب على وسامته وليس على موهبته التمثيلية، وهو الأمر الذي استمر في أفلامه الأولى، لكن عندما جاءته النجومية متأخرة بالمقارنة مع أقرانه في هوليوود، أسس شركة للإنتاج، وصنع روابط فكرية مع فنانين جادين، ومع استمراره في الاشتراك في أفلام مسلية على طريقة “عصابة أوشن”، فإنه خلال العامين الأخيرين قدم بعضا من أهم الأفلام ذات الرسالة الجادة، مثل “سيريانا”، و”مساء الخير وحظاً سعيداً”، ليكشف عن جوانب مظلمة من المجتمع الأمريكي، وهاهو يفعل الشيء ذاته في فيلمه الأخير “مايكل كلايتون”.

للوهلة الأولى يبدو فيلم افتتاح مهرجان دبي مايكل كلايتون وكأنه تنويع على الأفلام التي تكشف عن الصدع بين القانون والعدالة، من خلال إلقاء الضوء القوي على مهنة المحاماة على الطريقة الأمريكية، ومعظمها يجعل المحامي يقف إلى صف الجناة، باحثا عن ثغرات القانون والمماطلة في إجراءاته والمساومة مع المجني عليهم، حيث لا يصبح في النهاية للعدالة معنى أو وجود، مثل فيلمي “إيرين بروكوفيتش” و”تبديل المسارات”، وهو الأمر الذي ذهبت فيه السينما إلى الحد الأقصى مع فيلم “محامي الشيطان”، الذي كتبه توني جيلروي، الذي لم يكتف في “مايكل كلايتون” بكتابة السيناريو، لكنه يقدم فيه أيضا تجربته الإخراجية الأولى.

وعلى عادة بعض الأقلام الفنية في الفترة الأخيرة، اختار جيلروي ألا يسرد الحكاية سردا طوليا يمتد من الماضي إلى الحاضر، لكنه يقفز في الزمن إلى الأمام وإلى الخلف، وهو ما سوف يكلف المتفرج بعض الجهد لجمع شتات الخيوط التي تبدو مبعثرة، وإن كان قادرا على الإمساك من أول لحظة بجوهر “الشخصيات” التي تعيش هذه الدراما، وهي شخصيات سوف تبقى في ذاكرة المتفرج لأنها بالفعل شخصيات مفعمة بالحياة. لا يبدأ الفيلم -كما قد يتوقع المتفرج- بالشخصية التي يجسدها جورج كلوني، وإنما بتلك التي يتمثل فيها الصراع في أقوى صوره، هانحن في البداية مع المحامي آرثر إيدنيز (توم ويلكينسون)، وقد أصابته حالة من الهياج التي تضعه على حافة الجنون، وهو يهذي بكلمات غامضة لشخص لا نراه، لكننا نفهم من تلك الكلمات عجزه عن الاستمرار في قضية اكتشف -خلال السنوات العشر التي قضاها في متابعتها- أن المطلوب منه هو الدفاع عن شركة للكيماويات الزراعية، روجت لأحد المبيدات الذي قتل مئات من المزارعين، فكأنه يلعب دور “محامي الشيطان” رغم يقينه بأنه يقف إلى صف الجناة ويضيع على المجني عليهم حقوقهم.

تأتي الحيوية في كتابة شخصيات الفيلم الأخرى- من أننا لا نرى أمامنا فارسا نبيلا يتلو مواعظ حكيمة، لكنه رجل اكتشف أن حياته المهنية جعلته عبدا للجانب الظالم، وأنه حتى يدفع ضميره إلى السبات طوال السنوات الماضية، كان يتعاطى أقراصا مهدئة، وأنه في لحظة من حياته رأى في عيني إحدى الضحايا، المرأة العادية أنا (ميريت ويفر)، إمكانية تحطيم قيوده التي تجعله في نظر الآخرين مجنونا، وإن كان بالفعل يقف على شفا حفرة من الجنون. يأتي أخيرا دور الشخصية التي يحمل الفيلم اسمها ويلعبها جورج كلوني، مايكل كلايتون، الذي تستعين به شركة المحاماة لإنقاذها من المأزق، بفضل خبرته الطويلة كنائب عام سابق، كانت وظيفته في الماضي الإيقاع بالمجرمين لكنه أصبح اليوم مستشارا لهم ليجد لهم الثغرات القانونية التي يمكن بها هروبهم بجريمتهم، وهو كما يصوره الفيلم يحمل بين جنباته مأساة إنسانية، في حياة عائلية ممزقة انفصل فيها عن زوجته، ولم يعد يستطيع أن يرى ابنه الطفل هنري (أوستين ويليامز)، إلا يوما واحدا كل أسبوع، كما أفلس مشروع مطعم أنشأه بسبب شقيق سكير، بينما شقيق آخر يعمل ضابطا في الشرطة، لينتهي به الحال إلى طاولة القمار التي جعلته مدينا بمبلغ كبير.

قد تكون هناك في الفيلم بعض الثقوب الدرامية، مثل إصرار شركة المحاماة على استمرار المحامي آرثر، برغم فشله في تولي القضية، أو المصادفة التي جعلت مايكل يفلت من محاولة اغتياله، لكن المتفرج لن يدرك هذه الثقوب في الأغلب إلا بعد أن ينتهي الفيلم، وسوف تنطبع في ذهنه مشاهد ساحرة ومقبضة في وقت واحد، مثل إعلان الشركة الزراعية الذي يتضمن حقولا خضراء وأطفالا تعلو وجوههم الابتسامة، برغم أننا نعرف أنها تروج لمبيدات سامة. وفي التحليل الأخير فإن الفيلم تنويع شديد المعاصرة على نمط “الفيلم نوار”، فإذا لم يكن البطل محققا بوليسيا فإنه مثله يمضي في رحلة تتكشف فيها أمامه مظاهر الفساد، الذي تغلغل في المؤسسات الأمريكية، حيث “المال” هو الهدف الوحيد بلا أخلاقيات أو ضمير، وحيث لا وجود إلا لقانون قوة السلطة وفرض الأمر الواقع، لكن ما يدهشنا حقا -ويدعونا للمقارنة مع السينما العربية- هو أن يتحمل “نجم” مثل جورج كلوني مسؤولية هذه الرسائل، لأنه يعرف أن النجومية في جوهرها الحقيقي تعني المسؤولية.

الخليج الإماراتية في 10 ديسمبر 2007

 
 

أبطال «أميركي شرقي» من على منصة مهرجان السينما :

نحتاج لمزيد من الأفلام عن عرب أمريكا

دبي ـ نائل العالم 

اجتمع نجوم فيلم «أميركي شرقي» صباح أمس على منصة مهرجان دبي السينمائي كما كانوا قد التقوا في مقهى «حبيبي» بلوس انجلوس خلال أحداث الفيلم الذي يعرض ضمن برنامج ليالي عربية في المهرجان.

أبطال الفيلم طوني شلهوب وسيد بدرية وانتوني عزيز وسارة شاهي وقيس ناشف بالإضافة إلى المخرج وكاتب السيناريو هشام عيساوي خاضوا في مواضيع سياسية وفنية كثيرة وتناولوا موضوع الفيلم الذي يحكي عن عرب أميركا ومعاناتهم في بلاد العم سام خاصة بعد احدث 11 سبتمبر، خلال مؤتمر صحافي أداره الناقد محمد رضا المشرف على فعالية ليالي عربية.

شلهوب الممثل الأكثر شهرة بين أبطال أميركي شرقي تحدث عن الأسباب التي شجعته على عمل هذا الفيلم والذي يرى أن أهمها هو الافتقار إلى الأفلام التي تتناول موضوع الجاليات العربية في أميركا، في مقابل الفكرة السلبية التي تروجها وسائل الإعلام هناك عن العرب.

وأضاف شلهوب أن الهدف من الفيلم ليس إثارة النقاش فحسب بل هو نوع من تحفيز صناع الأفلام الآخرين على تناول هذا الموضوع ومن زوايا مختلفة بغية تغيير النظرة السائدة عن العرب في أميركا.

وأكد بطل أميركي شرقي ان هناك نوعا من التحسن في العلاقة السائدة بين الجاليات العربية من جهة والأميركيين بعد مضي ست سنوات على احداث سبتمبر لكنه أوضح أن النضال ما يزال قائما وان الطريق ما زالت طويلة.

من جهته قال سيد بدرية الممثل ذي الأصول المصرية ان الفيلم انجاز مهم على الصعيد الشخصي فهو يتخلص من خلاله من دور الارهابي الذي لاحقه طوال فترة عمله في السينما الأميركية، وأضاف أجسد هنا دور مواطن عادي لديه عائلة وهو يواجه مشاكل بحكم وجوده في مجتمع غريب.

وأكد بدرية أن أميركي شرقي فيلم يحكي وجع كل المهاجرين ولا يقتصر على العرب فقط. وتلعب سارة شاهر الدور النسائي الرئيسي في الفيلم وهي تعتقد انها محظوظة لاشتراكها في الفيلم فالسيناريو كان رائعا كما قالت سارة خلال المؤتمر الصحافي.

وتحدثت شاهي عن الشخصية التي تؤديها وهي سلوى ذات الأصول العربية والتي انتقلت في سن صغيرة للعيش في أميركا وعانت مع مشكلة التأقلم بين مجتمعها الجديد والتقاليد التي أتت بها من مجتمعها الأصلي. ويشارك في الفيلم أيضا قيس ناشف بطل فيلم الجنة الآن الذي أكد أن عمله في فيلم أميركي شرقي قد يفتح له أبواب هوليوود في المستقبل

البيان الإماراتية في 11 ديسمبر 2007

####

«فتياتي» ابتلعتهم المدينة ووحيد حامد رفض سيناريو زوجتي ورأي المشاهد والنقاد أهم من الجوائز

عمرو بيومي: مهرجان دبي السينمائي ينتظره مستقبل كبير 

دبي ـ «البيان»: يعترف المخرج المصري عمرو بيومي انه لم يضع في حساباته وهو يصنع فيلمه «بلد البنات» الحصول على جائزة، بل ما يعنيه الوصول إلى الجمهور والنقاد.. ورغم أن سيناريو الفيلم لزوجته الناقدة علا الشافعي في محاولاتها الأولى للسينما الروائية الا ان حالة الاغتراب للبنات في الفيلم حفزته لطرح شكل جديد عن صدام الواقع لطموح المرأة خلال رحلة التحرر وإثبات الذات.

وعن تفاصيل أخرى حول الفيلم كان هذا الحوار..

§         لماذا وقع اختياركم على اسم «بلد البنات»؟

ـ الاسم تغير مرة واحدة من «ورق التوت» إلى «بلد البنات»، وسر الاختيار أنه مرتبط بالأحداث، كما أن الاسم جزء من تفصيلة أحد مشاهد الفيلم، وهي الأغنية التي قدمها الفنان محمد منير بعنوان بلد البنات، ونقدمها من خلال الفيلم، وترقص عليها الشخصيات المحورية في الفيلم.

§         وماذا عن تفاصيل العمل؟

ـ أحداث الفيلم تدور حول أربع بنات من محافظات مختلفة يأتين إلى القاهرة من أجل استكمال دراستهن الجامعية، ويعشن في غرفة واحدة بالمدينة الجامعية، وتجمع بينهن صداقة قوية، وبعد التخرج يقررن العيش في القاهرة، وألا يعدن إلى محافظاتهن مرة أخرى. ومن هنا تأخذ الأحداث شكلا جديدا.

§         ولماذا اعتمدت في الفيلم على مجموعة من الوجوه الشابة؟

ـ لأنهن يمثلن الواقع الذي نعيشه، والاعتماد عليهن جاء ليتناسب مع طبيعة الموضوع، فمن الصعب أن أستعين بالنجوم الكبار لكي يقدموا أدوار طلبة في الجامعات.

§         وهل واجه الفيلم مشاكل رقابية؟

ـ لم يحدث ذلك سوى في مشاهد قليلة، لم يكن لها تأثير بالأحداث ولم تخل بالعملية الدرامية.

§         أهو التعاون الأول بينك وبين زوجتك الناقدة علا الشافعي؟

ـ بالفعل هو التعاون الأول بيننا وهو في نفس الوقت مشروع التخرج لعلا عام 99 ، وكان ذلك في فترة الخطوبة، وكان المشروع يدور حول البنات المغتربات والمشرف على هذا المشروع السيناريست وحيد حامد،

لكن كان له تحفظات على السيناريو ونصحها ألا تقدم هذا الفيلم للسينما، وأن تقدمه في صورة عمل أدبي، لكن شجعتها على أن تقدم هذا الفيلم للسينما بشكل جديد، وتحمست هي لذلك بعد التردد، ونجحنا في إخراجه بهذه الصورة.

§         تشارك بـ «بلد البنات» في مهرجان دبي للسينما.. فهل تتوقع جائزة؟

ـ لا يهمني الحصول على جائزة بقدر ما أحرص على رصد رد فعل مشاهدي المهرجان من الجمهور العادي والنقاد.. ومهرجان دبي للسينما في دورته الحالية يختلف عن الدورة السابقة، سواء في الجوائز أو لجان التحكيم ،

فكل دورة لها ظروفها ومن الصعب التوقع بأي شيء في ظل المنافسة القائمة من الأفلام الأخرى. لا سيما وأن مهرجان دبي أصبح من المهرجانات ذات الشهرة العالمية وينتظره مستقبل كبير

البيان الإماراتية في 11 ديسمبر 2007

####

السينما المغربية تمتاز بالتنوع والواقعية

«قلوب محترقة» يحمل جزءاً من سيرة المعنوني الذاتية

القاهرة ـ «البيان»: يشارك فيلم «قلوب محترقة» في مسابقة الأفلام الروائية لمهرجان دبي السينمائي في دورته الرابعة وبمناسبة مشاركته خص مخرج الفيلم المغربي أحمد المعنوني «البيان» بحوار شدد فيه على أن الدراما العربية تشهد في السنوات الأخيرة حالة من الديناميكية تدفع بها إلى العالمية، وأضاف : إن السينما المغربية تحلق في فضاءات الواقعية والتنوع ما جعلها قريبة من المشاهد المغربي.. تفاصيل أكثر في الحوار التالي.

§         ما رأيك في الأفلام المغربية وواقع السينما المغربية حاليا؟

ـ أرى أن الأفلام المغربية في حالة حراك دائم وان انتاجاتها من أفضل ما أنتجته السينما المغربية في الأعوام الأخيرة، مثل «الذاكرة المعتقلة» لجيلالي فرحاتي، «ألف شهر» لفوزي بنسعيدي، «خوانيطا بنت طنجة» لفريدة بليزيد، «السمفونية المغربية» لكمال كمال،

«هنا ولهيه» لمحمد إسماعيل، «الغرفة السوداء» لحسن بنجلون. وأرى أن الفنان المغربي يعتبر الفن مشروع حياته، فدائما يبحث عن الأعمال التي تعرض مشاكله الحياتية، ما يعني أن السينما المغربية تمتاز بالتنوع والواقعية.

§         حصل فيلمك «قلوب محترقة» على العديد من الجوائز.. حدثنا عن هذا العمل؟

ـ بالفعل حصل الفيلم على العديد من الجوائز منها : الجائزة الكبرى للمهرجان الوطني التاسع للفيلم بمدينة طنجة وكذلك جائزة النقاد من الجمعية الوطنية للنقد السينمائي في المغرب، كما شاركت به في العديد من المهرجانات، وسأشارك به في مهرجان دبي السينمائي.

يعبر الفيلم عن المجتمع المغربي الزاخر ـ كأي مجتمع عربي ـ بالآلام والأحزان، حاولت من خلاله أن أعطي فكرة عن ذلك الألم الإنساني في شخص طفل معذب نتيجة عدم تحقيق حلمه الإنساني، على الرغم من نجاحه المهني،

وتتشكل مساحة الطفولة التي هي منبع الذكريات وفضاؤها الغزير القسم الأكبر من زمن «القلوب المحترقة» المرتكز في أجزاء كثيرة منه على عناصر السيرة الذاتية خلال طفولة المخرج في الدار البيضاء.

§         ما الذي دفعك لتصوير الفيلم في مدينة فاس؟

ـ لأنني عشت طفولتي في الدار البيضاء، فهذا من أسباب اختياري لمدينة فاس بحواريها الضيقة لأصور أحداث الفيلم، كذلك تحول المدينة واختلافها عن الماضي حيث «لم يعد هناك أزقة ضيقة أو صناعات تقليدية يدوية في الدار البيضاء، بعد أن طحنتها العولمة وقضت عليها، أما في فاس فاستمر ذلك، وبقيت المدينة على حالها تعيش تاريخها بكليته متراكما فوق بعضه.

§         أشار نقاد إلى اعتمادك لغة سينمائية خاصة تركب كل مشهد بعد تفكير متكامل في الصورة والتمثيل والحوار.. ما تعليقكم؟

ـ من الصعب أن يقول المخرج إن فيلمه كاملا من جميع عناصره، لكن من حق النقاد والجمهور الذين يشاهدون الفيلم أن يقولوا ذلك، ومن جانبي أحاول بكل إمكانياتي أن أحقق النجاح لأعمالي. وفى نظري الديكور والحوار واختيار مدينة فاس عوامل متطابقة ومتناسقة مع بعضها،

لأن العمل السينمائي عمل جماعي مليء بالطاقات الإبداعية مثل عنصر الموسيقى. والفيلم تمتع ببعد صوفي، وذلك لأن البطل من أجل أن يحرر نفسه ويبني مستقبله كان من الضرورة أن يصل إلى مستوى معين من التصوف،

وهى لحظة شاعرية بين النفس والجسد حاولت أن أعبر عنها في شخص البطل، وحاولت أن أصور شريط الفيلم بالأبيض والأسود، وفي أجواء يلفها الوعي الأليم بالذات المقهورة كأنما الماضي يتسرب إلى الحاضر.

شبه سيرة

§         كثير من النقاد قالوا إن الفيلم يعبر عن سيرتك الذاتية؟

ـ ليس بنسبة مئة في المئة، إنما يمكن وصفه بشبه السيرة، فمثلاً أنا لست من «فاس» حيث تدور الأحداث، إنما من كازابلانكا، ويشتغل الفيلم على بعدين، يتمثل الأول في ملهاة الحياة اليومية التي تكون في الغالب روتينية ومنسابة، أما الثاني فتراجيدي يخترق الحكاية بكاملها على الرغم من كونه لا يظهر في شكل صارخ.

§         اتهام آخر بعجزك عن الخروج من عباءة الأفلام الوثائقية؟

ـ هذه هي نظرتي للأمور، نظرة تعطي الأولوية للحقيقة من أجل الوصول إلى صدى مؤثر في التاريخ، كما أن الرؤية التوثيقية تسهم في خلق عمل شبيه بالحياة.

§         ماذا عن شخصية الغلاوي؟

ـ هذا العمل لايزال قيد الكتابة الحوارية.

البيان الإماراتية في 11 ديسمبر 2007

####

«90 ميلاً» يؤرخ لعمالقة الموسيقى الكلاسيكية الكوبية

دبي ـ محمد نبيل سبرطلي

الإيقاعات الموسيقية الكوبية كان لها مكانة بارزة في مهرجان دبي السينمائي ، ففي مؤتمر صحافي عقد بمركز المهرجان تحدثت «جلوريا استيفان» المؤلفة الموسيقية وزوجها «أميليو استيفان» المنتج الموسيقي الكبير وعملاق الموسيقي الكلاسيكية اللاتينية «جيني باشيكو» عن الفيلم الإبداعي«90 ميلا» الذي يؤرخ لمجموعة كبيرة من عمالقة الموسيقي الكلاسيكية الكوبية.

وقالت جلوريا استيفان: إن مخرج الفيلم الموسيقي الوثائقي هو جوني باتشيكو الذي يعد من الشخصيات الموسيقية المرموقة حيث يذكر اسمه دائما عندما تذكر الموسيقي الكلاسيكية الكوبية ، كما شارك في تشكيل المشروع الكبير زوجي أميليو استفان ،

والسبب الحقيقي وراء تسمية الفيلم بهذا العنوان «90 ميلا» هو أن طرف ميامي في الولايات المتحدة الأميركية قريب جدا من الأراضي الكوبية ولذلك كانت تسمية هذا الفيلم ، ونعيش انا وزوجي خارج كوبا منذ قرابة العقود الأربعة .

ورغم هذه المسافة التي تشكل تقاطعا بين البعد عن الوطن الأصلي والوطن الحالي في الولايات المتحدة فإن قلوبنا وعقولنا لا تزال هناك عالقة في كوبا وليس أدل على ذلك سوى تأريخنا للموسيقي الكلاسيكية الكوبية في الفيلم لقد استغرقنا نحو عامين ونصف العام لصياغة هذا العمل الجبار الذي يهدف إلى تسجيل الأعمال الموسيقية الكوبية الكبيرة حتى لا تحرم منها أجيالنا القادمة من الشباب.

مشروع الفيلم شارك فيه 25 موسيقارا من أميركا اللاتينية في إشارة إلى أن الفيلم هدفه الحفاظ على التراث الموسيقي الكلاسيكية ( التقليدي الكوبي) و استخدمت تقنيات متطورة لنقل جودة الصوت.

والحقيقة بذلنا مجهود ا خرافيا للتعريف بشيء يعرف باسم لاتينوس وستعلم الأجيال القادمة من تلك الشخصيات الكبيرة التي أعطت لكوبا تلك الأعمال الموسيقية المدهشة. ويعكس العمل في الواقع اعتزازنا الكبير بكوبيتنا ونقول : على الرغم من أننا لا نقيم حاليا في كوبا، إلا أننا كوبيون وبكل فخر. والواقع أن الفيلم هو مزيج من العمل العاطفي والانفعالي الذي يحكي كل شيء عن الموسيقي الكوبية.

ورأت جلوريا ردا على سؤال حول الإنترنت وتأثيراته على المفهوم التجاري للإنتاج الفني أن الإنترنت شيء عظيم ولكنه في الوقت ذاته يفسد جهود الموسيقيين والمطربين لأن بإمكان الكثير من الشبان أن يقوموا بتحميل الأعمال الموسيقية والغنائية على اسطوانات دون أن يشتروا تلك المؤلفات. ولكن أعتقد أن من يحب موسيقيا أو مطربا لن يتردد في شراء اسطواناته الأصلية.

أما بشأن تأثير أعمال ديكي وشاكيرا على أعمال جلوريا الموسيقية قالت جلوريا: «لكل جيل توجهاته الموسيقية مع احترام موسيقى الآخر ، والحقيقة أن لكل جيل موسيقاه ومطربيه. والشيء الآخر الذي أود قوله أن أميليو طلب من شاكيرا أن تمزج بين الموسيقى اللاتينية والموسيقى العربية وبالنسبة لي لا مانع لدي من المزج بين الموسيقى اللاتينية الأصيلة وموسيقى البوب.

من الكواليس

* الإجراءات التنظيمية الجديدة، باعدت بين نجوم المهرجان والصحفيين، وتحول «كوفي شوب» فندق القصر الذي كان يمتلئ بالنجوم والنجمات، في دورات المهرجان السابقة، إلى مكان هادئ ساكن خالٍ من الإحساس بنبض دورة هذا العام.

* ساد المؤتمر الصحافي لفيلم (أميركي شرقي) نوع من الفوضى، حيث لم يلتزم الحضور بإغلاق هواتفهم النقالة فتعالت الضحكات العالية وامتزجت بنغمات نانسي عجرم، وإليسا.

* إقامة النجوم المدعوين للمهرجان بين فندق القصر وجراند حبتور ساهم في صعوبة وصول بعض الضيوف إلى أماكن العروض، خاصة مع الازدحام الذي تشهده دبي على مدار الساعة.

* العصبية الزائدة لـ «محمد رضا» المشرف على مسابقة الأفلام العربية، وهو على منصة المؤتمرات الصحفية مع الضيوف، أصبحت ملاحظة وتحتاج إلى ضبط.

البيان الإماراتية في 11 ديسمبر 2007

####

السينما الفرنسية.. تواجه احتكار هوليوود

دبي ـ «البيان»: تشارك فرنسا في مهرجان دبي السينمائي بأفلام تحمل جنسيتها وأحياناً لغتها وفي معظم الأحيان لغات دول أخرى تعبر عن مشاكلها وأحلامها من خلال إنتاج مشترك أو تمويل كامل لهذه الأفلام.

ففي قسم «ليالي عربية» تشارك بفيلم «ميثو من أوبير» إخراج توماس جيلو ويتناول قصة.. مسعود الجزائري الذي يصبح ميثو الفرنسي، شعره الأسود ينقلب إلى أصفر، ماذا يخبئ الزمن لهذا الطفل؟ وكيف يستطيع التأقلم مع حياته الجديدة.

كوميديا إنسانية حول التآلف الاجتماعي السياسي والديني، وكذلك فيلم «العدو الحميم» و«صيف 62» والذي يحكي قصة الجزائري مهدي مشارف الذي يرحل بنا إلى عالم الطفولة في علاقة بين ولدين يقضيان إجازتيهما الصيفية، معاً قبل حرب استقلال الجزائر.

وتشارك أيضاً في فيلم الجسر الثقافي من خلال فيلم «رحلة البالون الأحمر» وفيلم «امرأتان» للمخرج فيليب فوكون. أما عروض سينما العالم فتشارك بفيلم «جرس الغطس والفراشة» و«بارانويد بارك».

أكبر صناعة

تعد السينما الفرنسية من أكبر صناعات السينما في العالم، وكذلك في القارة الأوروبية، وبلغ اهتمام فرنسا بهذه الصناعة درجة كبيرة تمثلت في الاهتمام بدور العرض السينمائي حيث تضم فرنسا أضخم عدد من دور السينما في أوروبا بعد روسيا،

وتنتج عددا كبيرا من الأفلام في أوروبا، وبها نسبة إقبال عالية على الأفلام المحلية، وميزانية ضخمة لأكبر مركز قومي للسينما في العالم، وأيضًا أكبر مهرجان سينمائي دولي على مستوى العالم وهو مهرجان «كان» السينمائي الدولي.

وفي فرنسا أيضًا أكبر ميزانية لدعم الإنتاج المشترك، ودعم إنتاج الأفلام لمخرجين غير فرنسيين في العالم، وفرنسا هي الدولة الأوروبية الوحيدة تقريبًا التي تمثل المعادل الموازي لسيطرة هيمنة شركات الإنتاج الهوليودية الكبيرة على مستوى العالم حيث يتمتع الإنتاج السينمائي الفرنسي بالتنوع منذ بداية السينما الصامتة وحتى الآن.

ومع تحرر فرنسا من الاحتلال النازي عام 1944 بدأت مرحلة إعادة البناء في الدولة الفرنسية، وشمل ذلك بالطبع صناعة السينما الفرنسية، التي كانت متأثرة بالاحتلال النازي بطبيعة الحال، ولذلك كانت الخطوة الأولى محاولة إقامة مهرجان سينمائي دولي فكان مهرجان «كان»، والذي كان من المفترض إقامته عام 1939،

وتم إلغاؤه لنشوب الحرب العالمية الثانية، وتم إقامة أولى دوراته عام 1946، وفي الوقت نفسه تم سن قانون للمركز القومي للسينما، وقانون آخر لدعم السينما عامي 1947 و1948، ولأن صناعة السينما الأميركية كانت مزدهرة في هذه الفترة عكس السينما الفرنسية، التي كانت منهكة بفعل الحرب.

تم توقيع اتفاق أميركي ـ فرنسي مشترك عام 1946 بعنوان «بلوم ـ بيرنز»، وبمقتضى هذا الاتفاق يتم تخصيص عائدات الأفلام الأميركية في السوق الفرنسية أربعة أسابيع كل ثلاثة شهور لصالح السينما الفرنسية، وتم زيادة هذه الحصة إلى خمسة أسابيع عام 1948، ومضاعفة دم السينما الفرنسية عام 1953، وكذلك توقيع اتفاقية فرنسية إيطالية للإنتاج المشترك عام 1949.

تيار الطليعة

بعد تحرر فرنسا من الاحتلال النازي تحررت أيضًا السينما الفرنسية، فلم تصبح أسيرة لسيطرة الدولة، فشهدت هذه الفترة في النصف الثاني من الأربعينيات كلاسيكيات مهمة في تاريخ السينما الفرنسية مثل «السكوت من ذهب» و«أبواب الليل» و«الحسناء والوحش»،

ويمكن تقسيم السينما الفرنسية عبر تاريخها الطويل إلى عدة تيارات بدءاً من تيار الطليعة الفرنسية مع اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914، ورواده شعراء فرنسيون ومسرحيون مثل جان كوكتو، واندريه انطوان، وانتونين آرتو،

كما انضم لهم فنانون من دول أخرى مثل الروسي جاكوب بروتوزانوف، والأسباني سلفادور دالي، وجمعت أفلام الطليعة الفرنسية بين مختلف الاتجاهات الفكرية والفلسفية والسياسية، وفي هذا الإطار تم تقديم أفلام معبرة عن هذا الفكر مثل «معجزة الذئاب» «نابليون» و«العجلة»،

وكان رواد الطليعة لا يعترفون بأية محرمات، ولذلك كان بينهم وبين الرقابة صدام دائم، ما أدى إلى منع بعض الأفلام ومنها «العصر الذهبي» إخراج بونويل 1930 لأنه هاجم كل المؤسسات في الدولة ومنها الكنيسة والجيش، والطريف أنه صُرح بعرضه بعدما يقرب من نصف قرن وتحديدًا عام 1981.

موجة جديدة

كان للأدب نصيب في السينما الفرنسية، وسميت الأفلام التي تم تقديمها من خلال أعمال أدبية على شاشة السينما «الواقعية الشعرية» وامتدت من عام 1922 إلى 1957، ساهم في تحديد ملامح هذا التيار مجموعة من المبدعين مثل جورج بيرنيال، كلود رينوار، آرمان تيرار، ومن الممثلين جان جابان، شارل فانيل، ميشيل سليمون، أرليتي وميشيل مورجان،

ومن أهم كلاسيكيات هذه الفترة «مدام بوناري»، «الحياة لنا»، و«جريمة السيد لانج»، وظهر ما يسمى بمصطلح الموجة الجديدة في السينما الفرنسية بعد ازدهار حركة نوادي السينما في فرنسا منذ عام 1946،

وازدهار المجلات السينمائية، وتحول السينماتيك الفرنسي إلى ورشة عمل فكرية لمشاهدة أروع الأفلام في تاريخ السينما ومراجعتها نقديًا، وبتأثير الواقعية الجديدة في إيطاليا اختلفت الكتابة عن السينما،

وبدأت الدعوة لسينما المؤلف، وكانت بداية الموجة الجديدة، وكان اتجاه مخرجي الموجة الجديدة هو نفس اتجاه مخرجي الواقعية الجديدة في إيطاليا من حيث تحرير الأفلام السينمائية من جدران الاستوديوهات،

ومن نظام النجوم، وأيضًا من ميزانيات الإنتاج الكبيرة، التي تخضع الأفلام لمقتضيات السوق، ووقف رواد الموجة الجديدة على يسار المجتمع كما دخلوا في مواجهات حادة مع الرقابة، ولذلك كان من الطبيعي أن تُلغى الرقابة عن طريقهم عام 1974، وساهمت هذه الموجة في تجديد تيارات سينمائية حديثة.

نجاح دولي

كان للأفلام الكوميدية حظ جيد في تاريخ السينما الفرنسية حيث يعد هذا النوع من الأفلام من أكثر الأفلام شعبية وقبولاً على مستوى العالم، وحققت الأفلام الكوميدية نجاحًا كبيرًا بعد الحرب العالمية الثانية، خاصة أفلام الممثل «فيرنانديل»، لويس دي فينيس،

وبالرغم من ذلك ظلت الكوميديا الفرنسية محلية ولا تتجاوز حدود بلدها، في حين حققت بعض الأفلام الكوميدية نجاحًا دوليًا مثل «قفص المجانين» إخراج ادوارد مولينار، «ثلاثة رجال ومهد رضيع» إخراج كولين سيرو، و«الزوار» إخراج جان ماري بويرى،

وبالرغم من انتشار جهاز التليفزيون بشكل كبير في السبعينيات إلا أن الحكومة الفرنسية حافظت على السينما عن طريق دمجها مع التليفزيون، ومحاولة وضع سياسات مشتركة للوسائل السمعية والبصرية، وإنشاء مجلس أعلى لوضع هذه السياسات،

وبزيادة الميزانيات المخصصة لدعم السينما وميزانيات الهيئات التي تتولى الدعم في العاصمة والأقاليم تبلورت هذه السياسة في الثمانينيات بعد نجاح الحزب الاشتراكي، واستمرت حتى الآن، وأصبح المجموع الكلي للميزانيات السنوية لهيئات الدعم من الأموال العامة والأموال الخاصة الأكبر في العالم

البيان الإماراتية في 11 ديسمبر 2007

####

«امرأتان» فيلم يسلط الضوء على أهمية التواصل الثقافي

دبي ـ «البيان»: في إطار جهوده لتكريس شعاره كملتقى للثقافات والإبداعات، يعرض المهرجان عدداً من الأفلام ضمن برنامج الجسر الثقافي تدعو إلى السلام والحوار بين الشعوب ونشر ثقافة التسامح من خلال السينما.

ويمثل الفيلم الفرنسي امرأتان أحد أبرز هذه الأفلام، حيث يتناول علاقة تربط بين سيدتين مسلمة ويهودية، تكافح كل منهما للتركيز على الجانب الإنساني للأخرى في خضم الأزمات والمواقف المتوترة بين المسلمين واليهود.

تدور أحداث الفيلم في فرنسا المعاصرة مع خلفية لنشرة أخبار تمهد لوجود حالة معقدة من الانقسام العرقي والديني. ويعتمد المخرج فيليب فوكون على طاقم من الممثلين غير المحترفين للغوص في تعقيدات العلاقة بين المسلمين واليهود، والمقارنة بين أنماط الحياة العلمانية والدينية، واستكشاف الروابط بين الأهل والأبناء.

يرصد الفيلم قصة الممرضة الشابة سليمة (صابرينا بن عبدالله) التي عانت كثيراً من الاضطهاد العنصري خلال جولاتها اليومية التي تتردد فيها على منازل المرضى، والتي تقودها لرعاية استير (أريان جاكو) العجوز اليهودية المتبرمة التي لم يستطع أحد من قبل أن يتحمل مزاجها المتقلب. وفي أمر يدعو للدهشة تنشأ بين السيدتين علاقة جيدة، حتى أن سليمة تجلب أمها حليمة (زهرة موفق) للعمل في المنزل بعد أن قامت استير بطرد خادمتها.

وتدرك سليمة أنها تخاطر بجمع أمها المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني مع استير، خاصة وأن السيدتين تتمتعان بشخصية قوية. وفي نهاية المطاف تقود الظروف حليمة وزوجها لاستضافة استير في منزلهما، حيث تكشف عن حقيقة تاريخ عائلتها.

وقالت هانا فيشر، المسؤولة عن برنامج الجسر الثقافي: «نجح فيليب فوكون في التعامل مع العلاقة بين المسلمين واليهود من الجانب الأخلاقي من خلال رصد لحظات جميلة من الحياة اليومية تجمع الطرفين معاً.

ويصور الفيلم عالماً أنثوياً تنشأ داخله صداقات رائعة وغير متوقعة. إن عمل فوكون هذا يحتفي بالقيمة السامية للعلاقات الإنسانية التي تسود بين البشر بالرغم من الاختلافات الكبيرة فيما بينهم».

البيان الإماراتية في 11 ديسمبر 2007

####

نظرة ما..

حلم الإنتاج العربي

بقلم :أسامة عسل  

ظهرت نظرية استخدام فنانين من البلد نفسه الذي يراد اختراقه، في صناعة أفلام تهدف إلى تقديم أفكار ووجهات نظر صاحب التمويل أو على الأقل لا تعاديه، وغلفت تحت مسمى «التمويل الغربي» الذي يخطط في الأساس إلى نشر مفاهيم وأفكار مغلوطة، تحاول إعادة صياغة وجدان المتلقي الذي لا يجد في النهاية أمامه إلا التعاطف المسكون بحالة من الكآبة.

والنقد المستمر لكل الأوضاع المقلوبة، التي تسلب من المواطن انتماءه وتحوله إلى حالم بعالم آخر. ومن هنا رأينا فرنسا وبلجيكا وسويسرا تحتضن شباب السينما الجديد، الذي يحلم بإخراج فيلمه الأول،

وأيضا أصحاب الخبرة الذين يريدون الاستمرار والتواجد، لأن أفلامهم لها قيمة لا تعرفها جيوب كثير من المنتجين، لذلك سرعان ما نرى أسماء بعينها مصرية وتونسية وجزائرية ومغربية ولبنانية، تعمل تحت راية التمويل الغربي.

وجاءت غالبية أفلام هذا التمويل، لتهتم بتقديم الفلكلور الشعبي، وطقوس العادات الشعبية، من خلال حفلات الزار والمواليد والأفراح، مع دس لمغالطات، وتأتي الخطورة في أنه يستخدم نفس لغتنا في صورة متخفية تغزو عقولنا ووجداننا،

سواء بطريق مباشر من انتاج الغرب، أو غير مباشر يصنعها للغرب بعض منا. وإذا كان الانذار الخطر قد سمعه السينمائيون حين صور أحد مخرجي شمال افريقيا في فيلمه شخصية يهودي متسامح يريد العيش في أمان، ويقوم بحل مشكلات أصدقائه من المسلمين، لكن يبقى للفيلم الأميركي أيضاً خطره المطلق في صياغة تاريخ العالم،

من خلال أفلام مثل «المناضل» الذي يروي تاريخا مصطنعاً لأمة مصطنعة، تفرض هذا التاريخ على وجدان الأجيال الجديدة، وهذه الأفلام نفسها هي التي صنعت أميركا الحلم في رؤوس نسبة كبيرة من شباب العرب.

كل هذه التداعيات تؤدي إلى طرح فكرة الانتاج السينمائي العربي المشترك، فهل يمكن ان يتحقق هذا المشروع الحلم، أم ان ثمة عقبات تحول دون ذلك؟ خصوصاً ان صناعة السينما العربية لا ترتقي إلى المستوى المطلوب، إذا ما قارناها بتجارب سينمائية أخرى ولدت بعدها، أو إذا ما واجهناها بحجم ما هو مطلوب منها انجازه لتحسين صورة العربي والمسلم أمام الرأي العام العالمي.

كلام ساكت

أنت تحلم.. أنت إذن إنسان متفائل، قادر على ان ترى النور في الظلام الحالك، أن ترى قوتك في أقصى درجات ضعفك، وترى الابتسامة مهما كان الحزن وكانت الدموع.

osama614@yahoo.com

البيان الإماراتية في 11 ديسمبر 2007

 
 

حضور مغاربي قوي  

في إطار جهوده المتواصلة لدعم وتعزيز حضور السينما العربية، يعرض المهرجان نخبة من أبرز الأفلام السينمائية من أهم مراكز صناعة الأفلام في شمال إفريقيا.

وقال مسعود أمرالله آل علي، المدير الفني للمهرجان والمنسق العام لجوائز المهرجان: “معظم الأفلام المشاركة لهذا العام تأتي من تونس والمغرب والجزائر، أو لمخرجين ترجع أصولهم إلى شمال إفريقيا ممن أبدعوا أفلاماً هامة استطاعوا من خلالها تسليط الضوء على ظاهرة الهجرة إلى أوروبا. وللتعرف على تنوع المواضيع، والمفاهيم، والشخصيات التي تناولتها هذه الأفلام ينبغي على الجماهير حضور بعض من هذه الأفلام، والاطلاع عن قرب على نضوج تجربة صناعة الأفلام في شمال إفريقيا اليوم”.

أحد الأسماء البارزة التي تعود للسينما من جديد، المخرج المغربي المتميز أحمد المعنوني، الذي أعيد إنتاج فيلمه “الحال” من قبل مؤسسة مارتن سكورسيزي لسينما العالم، وتم عرضه ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي هذا العام. ويقدم المعنوني في مهرجان دبي فيلم “قلوب” محترقة وهو فيلمه الأول بعد عدة عقود من الغياب عن الشاشة الفضية.

ومن تونس يشارك المخرج هشام بن عمار من خلاله فيلمه “شفت النجوم في القايلة”، والذي يؤرخ فيه لتاريخ رياضة الملاكمة في تونس. والفيلم الكوميدي “آخر فيلم”، للمخرج التونسي نوري بوزيد الحائز عدة جوائز، يدور حول عملية تصوير فيلم سينمائي في العراق، وتجري أحداث فيلم “أسرار الكسكس” للمخرج والممثل التونسي عبداللطيف كشيش في فرنسا، وتتناول قصته حياة العجوز سليمان، الذي هدته السنون، وما يلبث أن يجد هدفاً جديداً في حياته عندما يقرر افتتاح مطعم لبيع الكسكس مع السمك.

وتحضر الجزائر بقوة في عروض المهرجان من خلال فيلم “صيف 62” للمخرج مهدي شارف، وتتناول العديد من أفلام شمال افريقيا المشاركة في المهرجان ظاهرة الهجرة إلى أوروبا، ومنها “ظلال الليل” الذي حصل على عدة جوائز للمخرج ناصر بختي والفيلم الكوميدي “ميشو من أوبير” الذي تجري أحداثه في فرنسا خلال حرب الاستقلال الجزائر، وفيلم “ليال عربية”.

الخليج الإماراتية في 11 ديسمبر 2007

####

تغني على هامش فيلم زوجها "90 ميلاً"

جلوريا استيفان: سعيدة بأول عروضي في الشرق الأوسط  

دبي - “الخليج”: أعربت الفنانة والمغنية الأمريكية الكوبية الأصل جلوريا استيفان عن سعادتها للمشاركة للمرة الأولى في مهرجان دبي السينمائي وذلك ضمن برنامج “إيقاع وأفلام” لأهم الأفلام السينمائية والعروض الموسيقية العالمية وقالت استيفان في المؤتمر الصحافي الذي عقد امس في قاعة المؤتمرات بمدينة جميرا إن وجود فنانين مثل شاكيرا ومارتن انريكي بشكلهما اللاتيني ونمط الموسيقا الذي يتميزان به لم يؤثرا عليها وإنه من الممتاز وجود فنانين من هذا النوع ولكل جيل نجومه، وأشارت إلى انها في بداية ظهورها أعجبت بالمغني الكوبي خوسيه ماريا وغيره من الفنانين لكنها لم تخف معاناة الفنانين مع سرقة أغانيهم وبثها عبر شبكة الانترنت مخاطبة شعور جماهيرها قائلة إنهم حفاظا عليها لن يضطروا إلى الاستماع الى اغانيها عبر الانترنت بل سيشترون الاسطوانات الخاصة بها

من جانبه أشار اميليو استيفان إلى أن فيلم “90 ميلاً” يمثل بالنسبة لهم اعتزازاً بالثقافة والموسيقا الكوبية ولو كانوا تركوا كوبا منذ ما يزيد على 48 عاما ولهذا امتد العمل في الفيلم قرابة العامين ونصف العام لتقديم عمل جيد يعرض للمرة الأولى بمهرجان بالشرق الأوسط وأوضح أنه بمجرد دعوته لحضور المهرجان لبى فورا الدعوة نظرا لأصله اللبناني وحبه لدبي التي سمع عنها ويزورها للمرة الأولى

وقالت “جلوريا استيفان” إنه لشرف كبير لي ولإميليو أن نقدم العرض العالمي الأول لفيلم “90 ميلاً” في دبي وكفنانة ومطربة، أشعر دائماً بالسعادة والحماسة عندما أغني أمام جمهور جديد، لقد قدمت عروضا في مختلف أنحاء العالم، وهذا سيكون عرضي الأول في الشرق الأوسط، وأنا سعيدة للغاية بدعوتي لتقديم هذا العرض خلال مهرجان دبي السينمائي الدول. وتقدم المطربة العالمية جلوريا استيفان الحائزة على جائزة “جرامي” خمس مرات أول حفل لها في الشرق الأوسط، وذلك بعد انتهاء العرض العالمي الأول لفيلم “90 ميلاً”، والذي أخرجه زوجها ومنتج ألبوماتها “إميليو ستيفان”.

ويرصد الفيلم  واسمه إشارة إلى المسافة بين كوبا وفلوريدا  تجارب الموسيقيين الكوبيين في منفاهم بالولايات المتحدة الأمريكية القريبة جغرافيا والبعيدة عن ثقافة وتراث موطنهم الأصلي في كوبا ويحكي الفيلم قصة 25 موسيقيا على رأسهم الموسيقي الكوبي اللاتيني باتشينكو.

الخليج الإماراتية في 11 ديسمبر 2007

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)