كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

في ندوة ألوان السما السابعة

ليلي علوي: شخصيتي في الفيلم أثرت عليَّ نفسياً.....

هنداوي: صنعنا فيلماً محترما ورؤية سينمائية جديدة

سحر صلاح الدين

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الحادية والثلاثون

   
 
 
 
 

شهدت ندوة فيلم "ألوان السما السابعة" للمخرج سعد هنداوي تأليف زينب عزيز بطولة ليلي علوي - فاروق الفيشاوي - سوسن بدر مشادة كلامية عنيفة بين الصحفيين والنقاد وإدارة المهرجان وجهوا خلالها اللوم للمهرجان ورئيسه علي المعاملة السيئة وأن ساويرس استولي بأمواله علي المهرجان واكتفي بتوجيه الدعوات والحفلات لرجال الأعمال اصدقائه ولموظفي موبينيل وأنهم كانوا سيقطعون للمهرجان لولا أنه يحمل اسم مصر ومنذ أيام الراحل سعد وهبة وهو قائم وموجه للصحفيين وهنا تدخلت النجمة ليلي علوي بأن المهرجان لن يكون بدون فنانين أو صحفيين وأنها حضرت المهرجان من أجل أن تعرف رد فعل النقاد والصحفيين علي العمل الذي قدمته وتمثل مصر في المسابقة الرسمية للمهرجان.

وقد لقي الفيلم استحسان كل الحاضرين لأنه تطرق إلي موضوع جديد ومعالجة لم تشهدها السينما من قبل تؤكد أن شباب المخرجين قادرون علي النهوض بالسينما وتقديم نوعية متميزة جداً من الأعمال تقول النجمة ليلي علوي تعاطفت جداً مع شخصية "حنان" التي قدمتها في الفيلم وصنعت لها وحدها فيلم في خيالي درست عالمها الخاص وتحدثت كثيراً عن كل تفاصيلها مع المخرج والمؤلفة وذلك ما ساعدني علي تجسيدها بالشكل الذي أرضي الجمهور وقد أثرت علي الشخصية جداً وعلي حالتي النفسية وعشت حالة هروبها من نفسها ومن واقعها وذلك ما يحقق متعة كبيرة لنا في مهمتنا أن تتعايش مع الشخصية وتنتقل معها من حالة إلي أخري.

وقال المخرج سعد هنداوي: حنان وبكر شخصيات من الواقع طحنها وأحدث تحولاً كبيراً فيها وقد تعمدت أن أبدأ الفيلم بأبيات شعر للشاعر الصوفي جلال الدين الرومي والذي يتحدث فيها عن لغة الروح والجسد وذلك ما ينطبق علي بطلي العمل وبحثهما عن التحليق عالياً بعيداً عن الأرض وأن يسمو بروحهما وأن ما يحدث أثناء دوران بطل الفيلم "بكر" بالتنورة هو ما يحدث في تصور المولوية من الانتقال بجسده إلي السماء وكانت روحه تحلق عالياً ويحدث لها الطيران وذلك هو سر ارتباط حنان به منذ أن شاهدته انجذبت له منذ اللحظة الأولي بشكل لا أرادي وكأن انفعالاته المكبوتة قد وجدت متنفساً لها من خلاله لتعيش مرحلة انفعالية تغير كل مسار حياتها وكما أثر بكر في حياة حنان نجدها أيضاً لها تأثر واضح عليه حيث إنه نفسه قد عاش نفس لحظات السقوط التي عاشتها مع مشاهديه من السيدات ولكنه عندما يحب يحدث له نوع من التطهير ويعترف كل منهما للآخر ويحدث التحول والتمرد علي حياتهما فنجد بكر يرد كل الهدايا للسيدة الأجنبية كذلك حنان ترفض أن تواصل حياتها مع الثري الذي يصرف عليها.

وتقول زينب عزيز كاتبة الفيلم الحب هو الذي غير من واقع بطلي الفيلم فنجد البطل رغم أنه طلق زوجته الأولي لأنه لم يحتمل مجرد الشك في سلوكها نجده يتغاضي عن أخطاء جسيمة التي عاشت نفس ظروفه ولأن لدي كل منهما شوق كامل للخلاص يسامح ويغفر كل منهما للاخر لأن كلاهما لديه إحساس بامتهان الجسد وذلك ما جعلهم يتلاقيا ونفت المؤلفة والمخرج أن تكون مشاهد السماء داخلية علي الفيلم وإنما جزءاً أساسياً من النسيج الدرامي وهي تمثل الحالة النفسية والشعورية للشخصيات وكانت طوال الفيلم معادلاً موضوعياً للشخصيات.

ونفي المخرج سعد هنداوي أن يكون فاروق الفيشاوي غير مناسب للدور لكبر سنه لأن راقص التنورة يبدأ من تسع سنوات حتي الخمسينيات وتكون لديه القدرة علي أن يرقص وبلغت لمدة 45 دقيقة متواصلة وأن الفيشاوي اتقن دوره وتدرب علي الرقصة.

وقال شريف رمزي إن شخصية سعد التي قدمتها سوف تفرق كثيراً في خطواتي الفنية وهي لشاب يبحث عن ذاته ويريد أن يحلق في السماء بروحه مثل والده من خلال عمل يحبه وأنه مثل باقي شخصيات العمل يرفض واقعه ويبحث عن تحقيق ذاته وأنه بهذا العمل يرد علي كل من يتهم الشباب بتقديم أفلام سطحية لأنه هنا يقدم فيلماً حقيقياً وسينما مختلفة.

ويقول الفنان حسن مصطفي.. إنه سعد جداً أن يعود للسينما بهذا الدور المليء بالأحاسيس والمشاعر والذي يشعر من خلاله أنه يقدم فيلماً حقيقياً لا يضحك به علي المشاهدين وأن أكثر ما جذبه للشخصية أنها تحمل بعداً إنسانياً كبيراً.

ويقول المصور رمسيس مرزوق..

الفيلم عبارة عن سيمفونية جميلة عبرت فيها بالصور عن كل ما يريده المخرج والمؤلفة وكنت سعيدا جداً بكل لقطاته ولأنني تعاطفت مع أبطال العمل وفكرته التي مستني من الداخل فلم أجد مشهداً واحداً صعباً لأن كل مشاهده ترجمته داخلي قبل التصوير.

أما المؤلف الموسيقي تامر كروان:

موسيقا الفيلم حلم من أحلامي وهو أن أمزج ما بين الإنشاد الديني والموسيقا الكلاسيك لما بينهما من سحر روحي كبير.  

..ومعتز بلبع ينافس علي جائزة

الممثل الشاب معتز بلبع يلمع في فيلم "ألوان السما السبعة" الذي ينافس في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي علي إحدي الجوائز.

ويقف معتز امام النجمة ليلي علوي لأول مرة في معظم مشاهده حيث يلعب دور الشاب الذي يعطي الجنس للنساء مقابل المادة.

يقول معتز انني لم أخف من ليلي علوي ولكني كنت مخضوضا وقلقا ولكنها ساعدتني جلسنا سويا كما لو كنا صديقين وكذلك مخرج الفيلم سعد هنداوي الذي اقتنع بترشيح الفنان فاروق الفيشاوي بطل الفيلم لي وكان حريصا علي ألا يخرجني من "مود" الدور أثناء التصوير بل إن ليلي علوي كانت حريصة علي أن تحضر مبكرا قبل موعد تصوير مشاهدها كما تشاهدني في التصوير وتشجعني وقال إنني قبل أن أكون ممثلا كنت معجبا بهما فما بالك بمشاركتهما في أعمال فنية
وقال إنه قرأ سيناريو الفيلم كاملا في جلسة واحدة وشعر بقلق من المشاهد الجنسية التي يؤديها فيه ولكني أدركت من قصته أنني أمام فيلم مهرجانات وبالفعل عرفت أنه سيشارك في كان الماضي ولكن لم يستطع المخرج تجهيزه لهذه المناسبة فكان من نصيب مهرجان القاهرة.

وقال إنه تخرج في كلية تجارة القاهرة قسم المحاسبة ويعمل في مجموعة سياحية وعندما التقي مع فاروق الفيشاوي أخبره أنه ال Style النموذج الذي يبحث عنه ورشحه للمخرج ووافق عليه وقال إن الانتقادات بأن العمل يشوه شهر رمضان بأن هذا كلام غير دقيق فقد صورنا فعلا في شهر الصيام وله ملمح.. يتحدث عن السمو بالجسد والتطهر وهي معاني يوفرها شهر العبادة الكبير.

يذكر أن معتز سبق أن مثل في 11 مسلسلا بدأها بمسلسل "كلمات" تأليف مني نور الدين وإخراج تيسير عبود وآخرها مسلسل "حبيب الروح" مع سهير رمزي وكان أول أفلامه "خاص جدا" إنتاج وإخراج شريف شعبان وبطولة جالا فهمي وقد رشحه تيسير عبود لمسلسل جديد كما طلب منه محمد فوزي المشاركة في الجزء الثاني من "الدالي". 

####

النقاد يرشحون الباكستاني "بسم الله" لجائزة

نادر أحمد

نال الفيلم الباكستاني "بسم الله" المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان السينما تصفيقا حادا من جمهور المشاهدين في العرض الخاص للنقاد والصحفيين حيث انبهر الجميع بالمستوي خاصة الاخراج لشعيب منصور والذي يخوض ثاني تجربة الاخراج في السينما الروائية الطويلة بالرغم أنه تخطي الخمسين عاما إلا أن اهتماماته في السنوات الماضية كانت البرامج التليفزيونية.

والفيلم يطرح أوضاع المسلمين في العالم عقب أحداث 11 سبتمبر من خلال شقيقين وقعا في حب الموسيقي والعزف وقاما بتكوين فرقة موسيقية إلا أن احدهما يقع في شباك التطرف الديني ويضطر الشقيق الآخر للسفر إلي حلمه الكبير أمريكا وتتطور الأحداث عندما يجد الشقيق المتطرف أنه يحارب مسلمين فيقرر التراجع.. بينما يقع شقيقه في مشاكل بأمريكا ويتم اعتقاده ظنا أنه متورط في العملية الارهابية.

ويشير الفيلم من خلال تلك الأحداث وبطريقة غير مباشرة إلي أن اضطهاد أمريكا لا ينحصر في العرب فقط بل يمتد إلي كل من هو مسلم وهو ما حدث مع الموسيقي الباكستاني التضاد عند ضرب الشقيق في وقت واحد حيث يقوم المتطرفون بضربه في المحكمة عندما أعلن عن خطأه في الانضمام إليهم.. وفي نفس الوقت ينال شقيقه ضربا مبرحا في سجنه لكن يعترف بأنه من أتباع أسامة بن لادن.. ومن أجمل مشاهد الفيلم مشهد النهاية عندما يدخل الشقيق المرتد عن الجماعات الارهابية إلي المسجد ليرفع الأذان ثم يشاركه واحد من الجماعات في رفع الاذان ليكون التكبير واحد وهو أن الله واحد والدين الاسلامي واحد.

يذكر أن أكثرمن ممثل باكستاني وأمريكي رفضوا المشاركة في الفيلم ولكن الأمريكية ماري أوستن وافقت علي دور زوجة الباكستاني المقيم بأمريكا.  

####

بكل الصدق

فكري كمون

تعود النجمة ليلي علوي بقوة في فيلمها الجديد "ألوان السما السابعة" تنافس علي جائزة أحسن ممثلة. أداء راق. إحساس متدفق. مشاعر بلا حدود. فهم ووعي لطبيعة الدور.. تعود لتقول: "إن السينما الحقيقية لا يزال لها الكلمة الأولي وأن أفلام "المواسم" هي بضاعة الدخلاء علي المهنة والمرتزقة المتسكعين علي قارعة أرصفة المراهقين".

والفيلم يشارك في بطولته فاروق الفيشاوي وسوسن بدر وحسن مصطفي وأحمد راتب وحتي شريف رمزي الذي نضج أداؤه وكلهم صنعوا لغة سينمائية حقيقية مع المخرج سعد هنداوي وقبلهم المؤلفة زينب عزيز وهو يليق بتمثيل مصر في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي والمنافسة علي إحدي جوائزه.

وربما عالجت السينما في العالم أكثر من مرة فكرة الفتاة التي تبيع جسدها مقابل المادة. ولكننا هنا مع هذا الفيلم بصدد عمل يقدم أجواء البيئة الشرقية ومفهومها لفكرة التطهر وتحقيق التواصل بين العالمين الحسي والروحي لدي الإنسان وهو ما جعل هذا العمل يحلق بمؤلفته ومخرجه وأبطاله ومصوريه.

فنحن لسنا أمام فتاة ليل ولكنها حالة إنسانة اضطرتها ظروفها لأن تبيع أهم ما تملك.. "حنان" الشخصية التي تجسدها ليلي علوي ولم يستعرض الفيلم مشاهدها في مستنقع الرذيلة أو بأسلوب الفلاش باك لماضيها. ولكن السيناريو والحوار قفزا فوق ذلك ليؤكدا علي مراحل استعادتها لكيانها. والتحليق في عالم النقاء أو استعادة الروح.

نجحت ليلي في التعبير عن معاناة الشخصية وحيرتها ثم تحولها بعد أن التقت مع شخصية بكر. راقص التنورة "فاروق الفيشاوي" الذي تطهرت روحه هو الآخر بعد علاقات نسائية سابقة وكانت في خلفية الأحداث أجواء شهر رمضان بروحانياته وظهرت مؤثرة في تحول الشخصيات.. والعمل مكتوب بحرفية تحسب لمؤلفته زينب عزيز وتميز فيه أداء القدير حسن مصطفي والصاعد شريف رمزي. وكذلك معتز بلبع في "ستايل" جديد تحتاج إليه السينما.. أما سعد هنداوي فقد أثبت وجوده في مصاف المخرجين المبدعين ذوي الرؤية.. وبأمثاله تستعيد السينما مكانتها الرائدة.

FikryKammon@yahoo.com

الجمهورية المصرية في

01.12.2007

 
 

التركي في انتظار الجنة يتفوق على الهوا المصري

محمد عبد العزيز من القاهرة

شهد اليوم الثالث من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والذي تعقد دورته الحالية الحادية والثلاثين في الفترة من 27 نوفمبر إلى السابع من ديسمبر، شهد ندوة قد تكون الأسوأ على الإطلاق ضمن ندوات المهرجانات، فبعيدا عن الصوت العالي الذي اعتدناه، والمعارك الكلامية التي تدور بين الصحافيين والنقاد من ناحية مع الممثلين والمخرجين من ناحية أخرى، فقد شهد هذا اليوم تطاولا من المخرج إيهاب لمعي وإحدى الممثلات الناشئات، على الجمهور وعلى كل من هاجم فيلمهم "على الهوا" الذي عرض اليوم في إطار عرض أفلام المسابقة الدولية.

وقد بدأ اليوم بداية هادئة وجيدة مع الفيلم التركي "في انتظار الجنة" للمخرج التركي "درفس زعيم"، والفيلم تدور أحداثه في القرن الخامس عشر في تركيا، حيث حروب المتمردين ضد السلطان العثماني، وذلك من خلال رسام منمنمات فقد زوجته وابنه في يوم واحد، ويجبر على خوض رحلة لرسم رأس ابن أحد المتمردين الكبار قبل قطعه، حتى يشاهده حلفاؤه في الطريق من معتقله وحتى قصر السلطان، وفي هذه الرحلة يواجه العديد من المخاطر ومحاولات الاغتيال، حتى يصل إلى سجن الأمير المقبوض عليه، ويرسمه بالفعل.

والفيلم اتسم بالإيقاع السريع والصورة الجيدة جدا، والتي نقلت صورة رائعة للجمهور المصري عن السينما التركية، وهو ما وضح بالفعل في الندوة التي أعقبت عرض الفيلم مع المخرج التركي "درفس زعيم" والذي أشاد به جميع الحضور.

عرض بعد ذلك الفيلم المصري "على الهوا" للمخرج إيهاب لمعي، وهو بطولة مجموعة كبيرة من الوجوه الجديدة، ومنهم حسام داغر وريم عبد العزيز ومي القاضي، وهو يدور حول قناة فضائية متخصصة في مسابقات تلفزيون الواقع، تختار أربعة شباب وشابات للدخول في مسابقة لمدة شهر، يفوز فيها من لا يتكلم طوال هذا الشهر، والفيلم أثار استياء معظم الحضور، وذلك للعديد من الأسباب، أهمها الأداء التمثيلي السيئ من قبل الوجوه الجديدة، وهو أمر لم يلوموا فيه الشباب الجدد وذلك لأنها أول تجربة لهم، ولكن لاموا فيها المخرج الذي لم يستطع توجيه الممثلين بشكل جيد، وكذلك حركة الكاميرا غير الجيدة، بالإضافة إلى إيقاع الفيلم البطيء، والذي أصاب الفيلم بالترهل والبطء، وأصاب الجمهور بالملل والرتابة، وكذلك فإن الشخصيات بطلة الأحداث لم ينجح المخرج في إثارة التعاطف معها، ولم ينجح في نقل أزماتها التي دفعتها للمشاركة في هذه المسابقة بشكل جيد.

وقد عقدت ندوة بعد ذلك وحضرها أبطال الفيلم ومخرجه إيهاب لمعي، وأدارت الندوة الناقدة إيريس نظمي، والتي بدأتها بمدح الفيلم والقول بأنه يقدم سينما جديدة، ويكشف زيف المسابقات الوهمية التي تدعي القنوات الفضائية جديتها، وهو الأمر الذي يتنافى وقواعد إدارة الندوات، والتي لا يصح فيها أن يفرض مدير الندوة رأيه من البداية على الحضور، لأنه بذلك يحجر على الآراء المعارضة للفيلم، وهو الأمر الذي حدث بالفعل مع أول سؤال وجه للجمهور من أحد السينمائيين والذي قال إنه لم يعرف إذا كان يشاهد فيلما أم لوحات تشكيلية، ولكن لم تعطه الناقدة الفرصة لذلك، والشخص الثاني الذي سأل قال إن الممثلين لم يكونوا على مستوى جيد، وكانت حركة الكاميرا غير جيدة،

ثم هاجم إيريس نظمي لإشادتها بالفيلم، وعندها قاطعته بطريقة حادة قائلة إن الرسالة وصلت، أما من أشاد بالفيلم فقد تركت له المجال واسعا للكلام والمديح، على الرغم من أن هؤلاء كانوا من ضمن أصدقاء الممثلين والمخرج، أما الردود من قبل الممثلين والمخرج حول ذلك، فقد كانت غير دبلوماسية بالمرة، فقد تساءل حسام داغر أحد أبطل الفيلم موجها سؤاله لمن قال إن التمثيل لم يكن جيدا "هل كان لديه ميول تمثيلية؟" بأسلوب يسخر فيه من المتسائل، وقال إيهاب لمعي في رده على عدم إعجاب الجمهور بالفيلم "أرجو أن يشاهد الجمهور المعترض الفيلم، دون أن يكون بداخله استعداد مسبق للهجوم لأنه لم يختره ليمثل، أو لأنه رفض له سيناريو أحضره له".

تكريم مات ديلون

وفي اليوم نفسه عرض الفيلم الأميركي "مدينة الأشباح" وهو من إنتاج عام 2001 وبطولة مات ديلون، والذي حضر العرض أيضا في إطار استضافته من قبل المهرجان، وقد صادف الفيلم حضور عدد كبير من الجماهير، وخصوصا أنه كانت هناك ندوة ستعقد بعد الفيلم مع النجم "مات ديلون"، وقد كانت هذه الندوة من أفضل الندوات التي عقدت في إطار المهرجان حتى الآن، ويرجع ذلك مدير الندوة، وهو السينمائي الكبير "يوسف شريف رزق الله" وهو من أهم عوامل نجاح هذه الندوة، وخروجها بمستوى يرقى بالضيف المحتفى به، وقد حضر أيضا كاتب سيناريو الفيلم "بيري جيفرد"، وبدأ كلام مات ديلون بأنه دعي للمهرجان أثناء حضوره أحد المهرجانات الأخرى، ووقتها صعدت السيدة سهير عبد القادر للمنصة وقالت له إنه لن ينزل إلا بعد أن يوافق على دعوة المهرجان، ومات ديلون يعمل في السينما منذ أكثر من 30 عاما، وظلت نجوميته ظاهرة إلى اليوم، وقد شبهه السينمائيون في بدايته بجيمس دين، ولكنه قال إنه لم يكن سعيدا بأن يشبه بجيمس دين، وخاصة أنه كان يريد أن يصبح مات ديلون وليس شبيها بأحد، وأكد أنه التحق بإحدى مدارس التمثيل، ودرس هناك أداء جيمس دين ومارلون براندو، وتأثر بهم كثيرا، ولكنه ركز على الابتعاد عما يريد السينمائيون أن يحددوه فيه، ولذلك لجأ إلى كتابة قصة هذا الفيلم بنفسه، كما أنه قام بإخراجه أيضا.

وتحدث مات ديلون أيضا عن فيلم "crach" الذي فاز العام قبل الماضي بجائزة الأوسكار أحسن فيلم، وقال إنه أحب هذا الفيلم جدا، وعلى الرغم من أن دوره كان خطرا ورفضه العديد من الممثلين، الذين لم يريدوا أن يظهروا في دور شرطي فاسد، ولكنه رأى أن الفيلم يقدم رؤية رائعة للعنصرية الحادثة في الولايات المتحدة، ولذلك وافق على الدور سريعا، ولم يكن هو وزملاؤه في الفيلم متوقعين أن يفوز هذا الفيلم بجائزة في مسابقة الأوسكار.

وتحدث مات ديلون أيضا عن مصر وقال إن القاهرة مدينة سينمائية جدا، ومصر بها صناعة سينما منذ مئة عام، وإنه يحب أن يصور أفلاما في مصر أو في الشرق الأوسط لو أتيح له سيناريو جيد، وقال ضاحكا "إذا كان لدى أحد في مصر دور لي فأنا موافق على الفور"، كما تحدث عن آخر أعماله والتي انتهى من تصويرها في الولايات المتحدة مؤخرا وهو فيلم "Nothing But The Truth" وقال إن الفيلم قصة حقيقية محلية عن امرأة تعمل في الاستخبارات الأميركية، ويقوم كصحافي بفضح ألاعيبها، والفيلم يعتمد على القوانين الجديدة التي تقر بحرية الكلمة.

muhammadabdelaziz999@hotmail.com

موقع "إيلاف" في

01.12.2007

 
 

في الدورة الـ‏31‏ من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

‏18‏ فيلما في المسابقة الدولية و‏7‏ في العربية

عـلا الشافعي

تشهد الدورة الحادية والثلاثون من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي والذي ستعقد فاعليات في الفترة من‏27‏ نوفمبر الجاري وحتي السابع من ديسمبر المقبل‏,‏ مشاركة أربعة أفلام مصرية هذا العام في المسابقة الرسمية اثنان منها يشاركان في المسابقة الدولية للمهرجان والآخران في المسابقة الخاصة للأفلام العربية‏.‏

وحسبما قال رئيس المهرجان الدكتور عزت أبو عوف فإن المسابقة الدولية سيشارك بها فيلمان ألوان السما السابعة تأليف زينب عزيز واخراج سعد هنداوي وبطولة ليلي علوي وفاروق الفيشاوي‏,‏ إذ يقدم الفيلم تجربة مؤثرة لبطليه حنان وبكر والذي يحمل كل منهما ماضيا مختلفا‏,‏ وتجمعهما علاقة عاطفية يكتشفان من خلالها معاني جديدة للحياة‏.‏

وأضاف أن الفيلم الثاني هو علي الهوا سيناريو واخراج إيهاب لمعي وبطولة مجموعة من الوجوه الشابة‏,‏ وتدور أحداثه من خلال قناة تليفزيونية تختار مجموعة من الشباب للمشاركة في برنامج واقعي جائزته مليون جنيه وشرط المتسابق أن يجلس شهرا بدون كلام‏.‏

وأشار أبو عوف إلي أنه سيشارك أيضا في المسابقة الخاصة بالأفلام العربية فيلمان هما بلد البنات تأليف علا الشافعي وإخراج عمرو بيومي‏,‏ وتدور أحداثه حول أربع فتيات من محافظات مختلفة‏,‏ ويلتقين في المدينة الجامعية وبعد التخرج يسكن في شقة واحدة ويبدأن حياتهن العملية بين الأحلام والطموحات‏,‏ والفيلم الثاني هو الغابة قصة وسيناريو وحوار ناصر عبد الرحمن وأحمد عاطف وإخراج أحمد عاطف وبطولة ريهام عبد الغفور وحنان مطاوع‏,‏ والفيلم يعكس صورة لحياة أطفال الشوارع بمغامراتهم وصراعاتهم والحياة القاسية التي يعيشونها‏,‏ وفي إطار مسابقة الأفلام العربية تقرر مشاركة الجزائر بثلاثة أفلام هي المنزل الأصفر‏,‏ باسومة اللذيذة والطلقات السريعة بينما تشارك تونس بفيلم جنون وسوريا بفيلم الهوية وتتنافس هذه الأفلام علي الجائزة التي تمنحها وزارة الثقافة وقدرها مائة ألف جنيه‏.‏

وفي مسابقة أفلام الديجتال بلغ عدد الأفلام المشاركة‏11‏ فيلما وهي‏14‏ وجهة نظر من أرمنيا وفيلم الاتفاق من كولومبيا‏,‏ الضجيج الصاخب ألمانيا‏,‏ والجندي المحارب من الولايات المتحدة الأمريكية‏,‏ ومنزل الجميلات النائمات اليابان‏,‏ هنا يانسن إيطاليا‏,‏ مراكش إن شاء الله المغرب‏,‏ والفراشة الصغيرة الصين.

ويكرم المهرجان هذا العام الفنان الكبير أحمد رمزي والفنان نور الشريف‏,‏ ونبيلة عبيد‏,‏ والمخرج محمد عبد العزيز‏,‏ والسيناريست مصطفي محرم‏,‏ والناقد السينمائي أحمد صالح‏,‏ وسيتم إعداد مجموعة من الكتب عن المكرمين‏.‏

كما سيحتفي المهرجان في هذه الدورة بمرور مائة عام علي السينما المصرية و‏80‏ عاما علي إنتاج فيلم ليلي كأول فيلم روائي مصري افتتح عام‏1927‏ وبهذه المناسبة قررت إدارة المهرجان عرض‏8‏ أفلام من كلاسيكيات السينما المصرية علي نجوم وضيوف المهرجان الأجانب والأفلام هي‏:‏ الحرام إخراج بركات‏,‏ والقاهرة‏30‏ إخراج صلاح أبو سيف‏,‏ والبوسطجي إخراج حسين كمال‏,‏ والمومياء إخراج شادي عبد السلام‏,‏ وامرأة في الطريق إخراج عز الدين ذو الفقار‏,‏ وزوجة رجل مهم إخراج محمد خان‏,‏ وليلة ساخنة إخراج عاطف الطيب‏,‏ والإرهاب والكباب إخراج شريف عرفة‏.‏

أما في إطار قسم أفلام مثيرة للجدل الذي يحرص مهرجان القاهرة السينمائي الدولي علي تنظيمه منذ ثلاث سنوات سيعرض من خلاله الأفلام التي عرضت في مختلف دول العالم وأثير حولها الجدل‏,‏ ومنها الفيلم الأمريكي الشرق في أمريكا من إخراج هشام عيسوي وهو أمريكي من أصل مصري والفيلم يستعرض أحوال العرب في كاليفورنيا عقب أحداث‏11‏ ديسمبر‏2001‏ حيث أصبح المجتمع الأمريكي بعد ضرب برجي التجارة الدولية بمدينة نيويورك يخاف من العرب ومن المسلمين‏.‏

وفي محاولة لمواجهة سوء التفاهم الذي ساء المجتمع الأمريكي حول عدم فهم الثقافة العربية الإسلامية تم إنتاج هذا الفيلم الشرق في أمريكا وقام بالأدوار الرئيسية فيه توني شلهوب الذي حصل علي جائزة إيمي‏,‏ وقبسي ناشف الذي لعب دور البطولة في فيلم الجنة الآن‏,‏ والذي تم ترشيحه لجائزة الأوسكار‏,‏ وأيضا الممثل الأمريكي من أصل مصري سيد بدرية وتدور الأحداث من خلال شخصية مصطفي وهو مهاجر مصري يمتلك مقهي أطلق عليه اسم جيبة.

ورغم الحياة الصاخبة في المدينة فإن مصطفي يحاول أن يربي أولاده حسب تقاليد مجتمعه كما أنه يحد نفسه مسئولا عن إيجاد عريس لأخته‏,‏ ويشعر مصطفي بأنه لا يستطيع تحقيق حلمه الأمريكي بعد أن افتتح مطعما مع شريك يهودي‏,‏ فقد شعر بأن العرب في كاليفورنيا لا يرحبون بهذه الشراكة‏,‏ كما أن محاولات أخته سلوي في التأقلم مع الواقع الأمريكي باءت بالفشل فقد أحبت في السر الطبيب الذي تعمل عنده وهو غير مسلم‏.‏

أما الفيلم الثاني فهو الكرواتي الأحياء والموتي إنتاج‏2007‏ إخراج كريستان ميليك وبطولة فيليب سوفا جوفيك وميرو باربخاك ونرمين أوميك ويحكي الفيلم بالتوازي قصتين عن الحرب دارتا في المكان نفسه ولكن في زمانين مختلفين من القرن العشرين‏,‏ فلا يوجد خلاف علي الآثار السيئة التي تتركها الحرب رغم اختلاف زمن كل منهما بين حرب‏1943‏ وحرب‏1993‏ والفيلم مأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتب جوزيب ملاليك والتي تستعرض صورة واقعية من تاريخ المنطقة المعقد‏,‏ ويبدأ الفيلم بمقولة مثيرة للجدل لكاتب السيناريو أيفواندريك الذي سبق له الحصول علي جائزة نوبل العالمية وهذه المقولة هي كلنا موتي ولكننا ندفن بالتتابع ثم تبدأ أحداث الفيلم بمشاهد الاشتباك بين قوات البوسنة وكرواتيا عام‏1993,‏ حيث يقوم فريق من القوات بشق طريق في الغابات المظلمة ويطلقون النيران علي أعداء لا يرونهم بين المقابر‏,‏ بنفس الطريقة المتوازية تتوالي المشاهد لما كانت تقوم به الفرق المتحاربة عام‏1943‏ وتدور مشاهد الفيلم كلها بالطريقة نفسها المتوازية بتداخل المشاهد بين الحربين حتي يتضح الخط الذي يجمع بين القصتين وهو أن دموبدان مارتين هو جد تومو فالجد شارك في حرب‏1943‏ وحفيده شارك في حرب‏1993,‏ والمثير أن الحفيد يلاقي نفس ما لاقاه جده في الحرب الأولي حيث لا تختلف الحروب في شيء‏.‏

كما تشهد الدورة الحادية والثلاثون لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي مشاركة كبيرة لنجوم السينما المصرية ومخرجيها في لجان تحكيم مسابقاتها الثلاث حيث يشارك في لجنة تحكيم المسابقة الدولية الفنان هشام سليم والمخرجة الشابة ساندرا نشأت وهي اللجنة التي يرأسها الكاتب ومدير التصوير والمخرج البريطاني نيكولاس روج الذي يعد من كبار مخرجي السينما البريطانية وإلي جانب رئاسته لهذه اللجنة فسيكرمه المهرجان في حفل الافتتاح كما سيعرض له خلال فاعليات المهرجان ثلاثة من أشهر أفلامه العالمية وهي لا تنظر الآن إنتاج‏1973‏ والرجل الذي سقط إلي الأرض‏1979‏ والنزهة إنتاج‏1980‏ ومن المغرب يشارك المخرج والممثل جيلالي فرحات.

أما لجنة التحكيم الدولية لمسابقة أفلام الديجيتال الطويلة فيرأسها المخرج الكبير محمد عبد العزيز الذي قدم للسينما المصرية قرابة المائة فيلم‏,‏ وفي لجنة تحكيم المسابقة الخاصة للأفلام العربية فيشارك في عضوية لجنة تحكيمها مدير التصوير السينمائي سمير فرج والفنان السوري جمال سليمان والمخرجة التونسية مفيدة تلاتلي والمخرجة الشابة هالة خليل التي نالت في العام الماضي جائزة نجيب محفوظ أفضل عمل ثان لمخرج عن فيلمها قص ولصق الذي فاز أيضا بجائزة أفضل فيلم عربي مناصفة مع الفيلم الجزائري بركات إضافة إلي المخرج المغربي أحمد المعنوني الذي يعد من أهم المخرجين المغاربة في الربع قرن الأخيرة والذي يرأس لجنة تحكيم المسابقة الخاصة للأفلام العربية‏.‏

وكان الفنان عزت أبو عوف رئيس المهرجان التقي مع الدكتور عبد العظيم ـ وزير محافظ القاهرة ـ للاتفاق معه علي ترتيبات حفل افتتاح المهرجان حيث سيتم وضع أعلام الدول المشاركة في المهرجان وعدد‏59‏ دولة عربية وأجنبية علي أعمدة شوارع القاهرة من مقر إقامة الوفود وحتي دار الأوبرا المصرية حيث تقام الفاعليات‏,‏ كما سيتم تعليق لافتات في ميادين القاهرة الرئيسية‏,‏ إضافة إلي إقامة كرنفال فني في أحد الشوارع الرئيسية في القاهرة ويشارك فيه كبار النجوم من ضيوف المهرجان‏*‏

الأهرام العربي في

01.12.2007

 
 

أربعة ايام من عروض مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ31

الإسلام وتجاور الثقافات في أفلام ثلاثة.. والشريطان المصريان بين معضلة الروح والجسد وتلفزيون الواقع

القاهرة ـ ريما المسمار

لمهرجان القاهرة السينمائي جمهور متحمس من الحضور يتجلى أثره بوضوح في الندوات والمؤتمرات الصحافية. هو جمهور الصحافيين والطلاب لا سيما من التخصصات السينمائية الذين تسعى إدارة المهرجان إلى إشراكهم في فعالياتها عن طريق منحهم بطاقات مجانية. والاثنان، أي الصحافيون والطلاب، يلعبان دورين يمسكان بطرف المعادلة: التبعية والتلمذة. ففي ندوة الفيلم المصري الذي يحوز عامة الاهتمام الأكبر من الصحافة المحلية "ألوان السما السبعة"، وقفت إحدى "الصحافيات" مدليةً بمواقفها من المهرجان وإدارته متوسلة موقعاً نقدياً تبدو الفرصة سانحة لتبوئه. ولم تكف عن الكلام إلا بعد مباراة في اختبار مدى الصوت وقدرته على السيطرة وبعد أن تحولت الصالة إلى بوق واحد مندد. في مشهد آخر، تحولت مجريات المؤتمر الصحافي للممثلة الأميركية المكسيكية لورا هارينغ إلى حفلة غزل وتنفيس للكبت بعد أن تسلمت الحديث مجموعة من الصحافيين تعاقب أفرادها على الإشادة بجمال النجمة وتوسل مشاعرها من القاهرة وسؤالها عن سبب عدم إقدام السينما الاميركية على انتاج فيلم عن الفراعنة بل ودفعها إلى قطع وعد بالقيام بذلك! الفارق ليس كبيراً بين الموقفين وإن لم يستدعِ حديث الأخيرين الشجب كما حدث مع الأولى. يقوم الموقفان على كم من الكبت يقود في نهاية المطاف إلى شكل متطور من الركاكة في استخدام ادوات التعبير وفي النظر إلى الأمور. إنه نظام كامل يقوم على التسطيح وعلى حفنة من الشعارات والمسلمات وعلى من يشذ عنه أن يمتلك القوة الكاملة على المواجهة أو أن يفقد كرسيه في تلك الحفلة المتواصلة من لوك المنطق السائد نفسه. إنه، أي المنطق، كما عبر عنه صديق "ديسك" وحيد يدور في الذهن ويصدح صوته ثم يعود إلى حالته الكامنة استعداداً للانطلاق من جديد عندما تسنح الفرصة. وهذا النظام يقتات من تواطؤ النظام الأعلى معه. ففي موقف آخر، كانت إدارة المهرجان لتوقف الصحافية المذكورة وتتحرى بالفعل عن موقعها وعملها. وفي موقف آخر أيضاً، كانت الممثلة النجمة لتوقف ذلك الهراء حول جمالها والنقاش الفارغ حول السينما الأميركية والفراعنة وسواها من التفاهات. ولكن كلا الطرفين، إدارة المهرجان والممثلة، متواطئان على قدر من الركاكة وذلك من موقع النجومية والسلطة اللذين يسمحان بالركاكة والسطحية بديلاً من النقد. الجمهور الآخر هم طلاب الجامعات الذين يجدون في المهرجان معبداً وظيفته محددة: مطابقة السينما على القيم الاجتماعية السائدة. هكذا يمكن ان يصغر النقاش حول أي فيلم إلى مستوى مدى ملائمته للعرض التلفزيوني الذي يدخل كل بيت!

بين هذين الطرفين، يغيب التواصل النقدي بين المهرجان وجمهوره وعلى قاعدة التواطؤ تُدجن الرؤى وتطفو على السطح حكايات عن مهرجان سينمائي حاضر بقوة محيطه وسحره ليس إلا. فحديث رئيسه عزت ابو عوف وغيره كثيرين في الافتتاح وفي المؤتمر الصحافي بكلام من نوع الأسطورة ورمز مصر وسواها أوصاف تفرغ الحالة من إنسانيتها وواقعيتها وتفسر كيف يسقط هذا العالم في أسطرة أفعاله وإنجازاته فيتوقف عن ابتكارها. باختصار، الصورة تزداد حزناً عاماً بعد عام لأنها في جوهرها ليست إلا صورة باهتة تتعلق بما بقي من كل مجد هذه المدينة السينمائي وباليسير اليسير من سحرها الذي بفيض على ناسها ويومياتها بما لا يخلو من القسوة ـ فكيف بمهرجان أن يمسك به ـ حتى يغدو منتمياً إلى زمنه ومكانه الخاصين المنفصلين عن المسرحية التي تزرع الطرقات وتعبر ـ بذوقها الفني الرخيص وما يرشح عنها من مضامين ـ عن احتكار جوقة المتواضعين والمتزمتين والرجعيين للنتاج الفني. لا ينفصل مهرجان القاهرة كأي حدث ثقافي آخر عن تلك المعطيات. وهو إذ يؤثر عدم التصادم معها لأسباب لا حصر لها، ينعزل تلقائياً داخل دور مسبق التصورات والقدرات. أمام هول المشكلة، يبقى نافذة مواربة على الممكن. إنها ثقافة الممكن التي تحول الحدث الثقافي أياً كان مجاوراً للحياة وليس في قلبها، متحركاً وفقاً لمعادلة ثابتة وليس عنصراً خلاقاً. وهكذا أيضاً تتحول معظم المهرجانات العربية تظاهرات سينمائية للداخل ولقلة من جمهور متابع ومهتم وفرصة للوقوف عند بعض التجارب السينمائية الذي شاهده العالم مبكراً.

المسابقة

لقد قالتها نائبة مدير المهرجان سهير عبد القادر: "نحن ملزمون بشروط اتحاد المنتجين ومنها تقديم أفلام عرض الأول في المسابقة وذلك يحصر خياراتنا". إنها المشكلة المزمنة أي تبعات الصفة الدولية للمهرجان وتمسكه بشروط اتحاد المنتجين (FIAPP) من ضرورة تقديم أفلام المسابقة في عرض أول فينتهي المطاف بالمهرجان إلى قبول أفلام متواضعة لأن الأفلام الواعدة تفضل المشاركة في مهرجانات كبرى تقدم خدمات تسويقية وتشكل قوة استقطاب للمنتجين والموزعين. الأمر لا يخلو من مفاجآت بالطبع ولكن الأخيرة تحتاج إلى جهد في البحث والتنقيب وإلى الرغبة في تكريس المهرجان منصة لاكتشاف مخرجين شباب وربما مجهولين وأفلام مدفونة تحت وطأة مشكلات القطاع السينمائي غير البعيدة من مشكلاتنا في المنطقة. ولكن هذا العام، لم يقتصر الأمر على ضعف الأفلام المشاركة حيث يداعب بعض الأفلام الجمهور العريض بموضوعات صميمة كالإسلام مثلاً والتطرف. على تلك القاعدة وأمام جمهور ينغلق عالمه على حفنة من القيم الاجتماعية والدينية، حاز الفيلم الباكستاني "بسم الله" لشعيب منصور إقبالاً غير منظور. فالشريط الذي يربو على ساعتين ونصف الساعة، استدعى تصفيقاً طويلاً ووقوفاً من الجمهور الحاضر واستمر بعده النقاش مع مخرج الفيلم نحو ساعة إضافية. كيف لا والشريط يرسم الحدود المشتهاة بين الايمان والتطرف، ويقدم في الجانب الأول شخصيات مفعمة بالحياة والحب والتسامح وفي الطرف الآخر كاريكاتورات؟ تبدأ الحكاية في لندن حيث يقيم رجل باكستاني مع ابنته "ماري" وصديقته. الفتاة الشابة باكستانية الأصول ولكنها بريطانية النشأة وبالتالي تبدو علاقة حبها بشاب بريطاني أمراً طبيعياً. غير أن الوالد يستفيق فجأة على حقيقته وهي نسيانه لأصوله ودينه فيحاول التعويض من خلال ابنته. هكذا يقنعها بزيارة باكستان معه حيث يدبر سراً زواجها بمسلم. في باكستان، يقيم أخوه، عم الفتاة، المنفتح والمؤمن باعتدال مع ولديه المغنيين وزوجته ووالدته المتدينة. غير أن أحد ولديه ينجر إلى تعاليم شيخ متطرف فيقنعه بأن الموسيقى حرام ويجره إلى طريق التطرف. هكذا لا يجد الرجل سوى ابن أخيه المتشدد "سرمد" ليتزوج ابنته الذي يوافق من باب أنه ينقذها من مخالفة الدين. هكذا تُسجن "ماري" في قرية على الحدود مع أفغانستان وتبدأ من هناك رحلة شاقة، تحاول خلالها الهروب مراراً قبل أن تضع مولوداً. في خط روائي ثالث، يتابع الفيلم حكاية شقيق "سرمد" الذي يسافر إلى الولايات المتحدة الأميركية لدراسة الموسيقى قبل وقت قصير من وقوع هجمات 11 أيلول. بين تلك الخطوط السردية الثلاثة، تتشكل جدلية الفيلم ويتخذ منحىً ملحمياً ميلودرامياً هو في جوهره تعبير عن شغف صاحبه من جهة وتعاظم إحساسه بـ"الرسالة المفيدة" التي ينقلها الفيلم. يكرر المضمون الكلام المعتدل حول نبذ التطرف والتمسك بالإسلام المعتدل والمتسامح ويرسم خطاً فاصلاً وواضحاً بين العالمين. ولكن المعضلة هي في مكان آخر: كيف ولماذا آلت الامور إلى ما آلت اليه؟ يغيب عن الفيلم ذلك النقاش حول العوامل الاجتماعية والسياسية غير المفروضة عل كل فيلم بالضرورة ولكنها تغدو ضرورية حينما تقع المحاولة في إطار الإحاطة بالموضوع وتفصيله. مما لا شك فيه أن نظرة المخرج تتخذ منحىً رومنسياً يجد تخريجة ملائمة في كليشيات صغيرة كالحديث على الموسيقى مثلاً في وصفها صلة تواصل وتقارب. يشفع للفيلم أنه مؤمن بذلك فعلاً من دون أن يتمكن ذلك الايمان أو الشغف من تقديم فيلم نقدي وعميق ومن أن يمنعه من السقوط في التبسيط.

عن الإسلام أيضاً، قدم المخرج التركي درفيس زعيم في المسابقة الرسمية مع الشريط الباكستاني فيلمه "في انتظار الجنة". تدور أحداث الفيلم في اسطنبول القرن السابع عشر حول رسام يدعى "أفلاطون"، يميل إلى الأسلوب الغربي في رسم الوجوه. بعد وفاة ابنه، يقرر التوقف عن الرسم تاركاً أمور المشغل لتلميذه. ولكن السلطان يأمره برسم بورتريه لثوري قبل أن يقطع رأسه. هكذا ينطلق في رحلة إلى الأناضول بصحبة حرس السلطان وتنضم اليهما جارية تائهة ليصل الجميع لاحقاً إلى خان المسافرين. يكتسب الفيلم شكلاً تلفزيونياً حيث اللغة البصرية هنا تخدم الحوار والمضمون بالدرجة الأولى بينما لا ينجح الاستلاب التاريخي في تحريك النقاش المعاصر حول الإسلام وتواصل الثقافات وهو ما نجح مواطن زعيم المخرج فاتح أكين (الالماني الجنسية) في معالجته بعمق أكبر وآنية ملحة في فيلمه الأخير.

خارج المسابقة الرسمية وفي إطار الموضوع عينه، عُرض الفيلم الأميركي Rendition لغافن هود. يدور الشريط حول مهندس أميركي من أصل مصري، يتم توقيفه في المطار للاشتباه بضلوعه في عملية تفجير إرهابية في بلد عربي غير محدد في شمال أفريقيا. العنوان الذي يشير إلى نظام استُحدث أيام الرئيس بيل كلينتون، تقوم الاستخبارت المركزية بموجبه بإرسال بعض المشتبه بهم في عمليات إرهابية إلى سجون عربية حيث يتعرضون للتحقيق والتعذيب لحسابها. هكذا وبعد وقوع التفجير الإرهابي الذي يستهدف مسؤولاً أمنياً عربياً ويذهب ضحيته بدلاً منه رجل استخبارات أميركي، تبدأ التحقيقات التي تقود إلى المهندس الشاب بناءً على تقارير تشير إلى تلقيه اتصالات هاتفية من المسؤولين عن التفجيرات. وتبدأ رحلة التحقيق معه في سجن البلد عينه الذي نُفذت العملية فيه على يد المحقق العربي الذي كان مستهدفاً وعميل استخباراتي أميركي. في خط موازٍ، تقوم زوجة المهندس في واشنطن بالبحث عنه بعيد اختفاء اسمه من جدول شركة الطيران، يساعدها في ذلك زميل دراسة قديم أصبح اليوم في جهاز الاستخبارات. مثل سابقيه من الأفلام التي تناولت مواضيع تتعلق بالإرهاب والشرق الأوسط، يتبع الفيلم خطاً سردياً متشعباً، يضم أكثر من بلد ومجموعة قصص متوازية عن ابنة المحقق وعلاقتها بشاب ضالع في حركة الجهاد. تحت ضغط التحقيقات، يعترف المهندس بضلوعه في العملية ولكن التفاصيل التي يرويها لا تقنع الاستخباراتي الأميركي المعارض أساساً لسياسة واشنطن في موضوع الإرهاب ومكافحته فيبحث حتى يتأكد من أن اعترافه جاء تحت ضغط التعذيب ليس إلا. يمتلك الشريط نقاط قوة كثيرة لا سيما هيكليته ولعبة الزمن المتداخل التي تتكشف مع نهاية الفيلم متخذاً من العنوان حجة أساسية ليحكي عن أميركا بعد 11 أيلول ورعبها الأمني من دون أن يغفل عن الرعب الكامن في الجهة الأخرى حيث تتشكل الخلايا الإرهابية بدوافع دينية وانتقامية.

الأفلام المصرية

يشكل اختيار المهرجان لأفلامه المحلية نقطة إرباك للجانبين معاً: المهرجان والمخرجين. فقد مر المهرجانات في دورات كثيرة خلال العقد الأخير من دون فيلم يمثل مصر في المسابقة وغالباً ما فتح ذلك المجال أمام أفلام صغيرة متواضعة لتتنافس في المسابقة. غير أن العام الفائت شهد مشاركة ثلاثة أفلام مصرية بينما يقتصر العدد في هذه الدورة على فيلمين. وتتمثل نقطة الحرج بالنسبة إلى المهرجان بالنقاش المستمر حول قيام مهرجان سينمائي في بلد لا تشارك سينماه فيه لا سيما إذا كان هذا البلد مصر الذي حمل راية الريادة في السينما العربية لوقت طويل. وذلك يحتم على المهرجان سنوياً التنقيب عن فيلم بأي ثمن ليمثل مصر. أما بالنسبة إلى المخرجين، فبقدر ما يعنيه المهرجان من اعتراف بقدر ما بات "وصمة" تعلن الفيلم وصاحبه غير ملائم للسوق والجمهور. على هذه الخلفية، عُرض الفيلمان المصريان في المسابقة "ألوان السما السبعة" لسعد هنداوي و"على الهوا" لإيهاب لمعي وانتصر الجمهور المحلي ـ من صحافيين وطلاب ـ للفيلم الأول بتوليفته المواربة حول العلاقات. فالشريط الذي يستلهم الصوفية من دون أن يجاهر بذلك تماماً، يحكي حكاية امرأة شابة تدعى "حنان" في ماضيها سر غامض، تتعلق براقص تنورة وتقع في حبه. على صعيد آخر، هناك حكاية ابن الراقص الذي يحلم بتعلم مهنة ابيه بينما يعاني من علاقته بأمه المطلقة من والده بسبب ما يؤخذ عليها من "ميوعة" في السلوك. أما عالم "حنان" فيضم والدتها وأخاها وأختها البعيدين عنها عاطفياً وصديقتيها اللتين تتشاركان معها ذلك الماضي الغامض. تدور الشخصيات في فلكي الجسد والروح وحاجاتهما. فحنان التي اكتفت من رغبات الجسد بسبب مهنتها القديمة كمومس، تسعى إلى ملء الفراغ الروحي فتجد ضالتها في "بكر" راقص التنورة. والأخير الذي يتشابه مع "حنان" من زاوية تسليع الجسد، يرتقي في رقصه اليومي عن العالم المحسوس إلى آخر غير ملموس. هكذا يلتقي الاثنان في لحظة الحاجة وتتقاطع حيواتهما عندها. ولكن ما يطرحه الفيلم في خطابه عن الصوفية والشغف لا نلمسهما في حياة الشخصيات. لا يرتقي أداء فاروق الفيشاوي لشخصية "بكر" ولا كتابة الشخصية على الورق إلى مستوى الخطاب المرجو ليبقى ذلك التحليق الروحي كلاماً منمقاً على السطح. وحدها "حنان" تستطيع في بعض المشاهد أن تجسد تلك الحالة (تقوم بالدور ليلى علوي) الهائمة والتائهة بين عالمين مختلفين. تجر تلك المعادلة المحسوبة في الموضوع، معادلة شكلية مركبة، يتحول الفيلم معها في لحظات كثيرة إلى مجموعة لوحات منفصلة عن بعضها بعضاً كما تستدعي تغريباً عن المكان يحول القاهرة مكاناً مفتعلاً وملمعاً. ثمة حلقة مفقودة بين الشخصيات والمكان وبين الموضوع ومقاربته البصرية يجعل من الفيلم محاولة في أسر موضوع مثير للاهتمام والجدل إنما محدودة الأفق تحت ضغط مسلمات مسبقة عن النساء والعلاقات.

في المقابل، قدم ايهاب لمعي شريطاً لماحاً وساخراً إنما بحدود. فمن فيض الفضائيات وانتشارها وفورة برامج الواقع، يستل الفيلم حكاية عن أربع شخصيات يتم قبولهم في مسابقة "الصمت". والأخيرة كناية عن برنامج من نوعية تلفزيون الواقع، تقوم لعبته على الصمت لمدة شهر كامل بينما يشاهد الناس يوميات المشتركين في بث حي متواصل. الأربعة يطمحون إلى جائزة المليون جنيه: "وفية" الشابة الجميلة ابنة البواب التي تحلم بالشهرة والثراء؛ "رشيدة" متوسطة السن التي تعاني الوحدة وفشل العلاقات العاطفية؛ "ابراهيم" البسيط المهووس بالنساء والذي يكره والدته بسبب ماضيها المشبوه و"أشرف" الشاب الفقير الذي يحلم بالزواج من حبيبته. يعيش الأربعة في بيت واحد تحت إشراف "ندى" منتجة البرنامج. يدخل الفيلم في كواليس البرنامج بأسلوب ساخر كاشفاً عن كم النفاق والاستغلال الذي تنطوي عليه نوعية البرامج تلك. ويتقصد الفيلم في مواضع كثيرة أن يكون صورة عن تلك البرامج بسطحيتها وأدواتها. فهو يعالج شخصياته بنفس السطحية التي تقدم فيها برامج الواقع مشتركيها. النبذة التي تعرضها "ندى" مدير القناة عن كل من المشاركين الأربعة لا تترك للمشاهد أن يغوص في الشخصيات أو حتى أن يتعاطف معها. فالتركيز هو على فكرة هذه البرامج وكواليسها. ينجح الفيلم إلى حد كبير في تحقيق ذلك ولكنه يقع في مطبات عدة أولها الأداء الضعيف لبعض الممثلين وثانيها الترميز الذي يقلل من شأن تلك الظاهرة على الصعيد الاجتماعي ويسحبها إلى مناطق أخرى. وفي حين تحاول كاميرا الفيلم أن تقول عن شخصياتها الكثير مما لا تظهره البرامج الواقعية، يتقلص الفيلم في جزئه الاخير إلى عملية الكشف عن المستور على حساب تلك العلاقة المعقدة التي كانت آخذة بالتشكل بين مشاهد الفيلم وصورة الأخير المترنحة بين كونها محاكاة للواقع حيناً وتعليقاً عليه حيناً آخر.

المستقبل اللبنانية في

02.12.2007

 
 

مهرجان القاهرة السينمائي..

التاريخ لن يصمد طويلاً أمام المال

القاهرة ـ حمدي رزق

على الرغم من أن مصر "بلد المهرجانات"، كما يقال، وأن ثمة 15 مهرجاناً دولياً يقام فيها كل سنة (من بينها سينمائي أو مسرحى، أو تشكيلي، أو غنائي، يعضها يحمل الصفة الدولية)، إلا أن المصريين لا يستشعرون مهرجاناً من كل هذه المهرجانات سوى "القاهرة السينمائي الدولي".. الذي بدأت فعالياته الثلاثاء الماضي، مستهلاً بذلك دورته التي تحمل الرقم 31.

نحن ـ إذن ـ بصدد أقدم مهرجان مصري. لا يوجد مهرجان سواه يحمل رقم 31، ربما لأن المهرجانات في مصر تخرج، جميعاً، من معطف وزارة الثقافة المصرية، وتعتمد على المؤسسة الرسمية تمويلاً وتنظيماً وإدارة، ويعين وزير الثقافة رؤساءها والقائمين عليها، فتعرضت هذه المهرجانات لتقلب السياسات الثقافية من وزير إلى وزير، ومن ميزانية إلى أخرى. أما مهرجان القاهرة فهو الوحيد الذي نشأ بصورة مستقلة ـ فكرة، وفكراً، وتمويلاً وتنظيماً وإدارة ـ وظل محافظاً على استقلاله، بأساليب شتى، طوال دوراته الإحدى والثلاثين.

غير أن مهرجان القاهرة ـ الذي انضم إلى مؤسسته ممولون من رجال الأعمال، هم على وجه التحديد نجيب ساويرس وعمر بدر، وأصبح لوزارة الثقافة إشراف إدارى على هياكله، من دون أن يفقد استقلاله، وهو المهرجان السينمائي الوحيد الذي يحمل الصفة الدولية الرسمية "واحد من 12 مهرجاناً دولياً للسينما حول العالم معترفاً بها"، هذا المهرجان يواجه تقلبات الزمن كأي كيان ثقافي. المعادلات من حوله تتغير، والمساحات تتداخل، ليشهد ما لم يكن يتوقعه القائمون عليه حتى وقت قريب.

المنافسون الجدد

اللجنة الدولية للمهرجانات هي التي تحدد لكل مهرجان يحمل صفة الدولية موعد انعقاده، وهذا الموعد يدور في حدود ثابتة. لذا فإن اللجنة قررت إقامة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الواحد والثلاثين في نوفمبر ـ تشرين الثاني، وكان من المقرر أن يبدأ في العشرين من هذا الشهر. لكن رئيس المهرجان الممثل عزت أبو عوف أعلن إرجاءه إلى 27 منه... لكي يفسح المجال للفنانين المصريين الذين توجهوا إلى "مهرجان الرباط" فرصة الرجوع وحضور الافتتاح!

والمتابعون للمهرجان عن قرب، يعرفون أن أبو عوف بذل جهداً شخصياً، بصفته ممثلاً مخضرماً في الوسط الفني، ليستطيع جلب من يستطيع من الفنانين والفنانات إلى ليلة افتتاح المهرجان، وبعضهم أتى إلى الافتتاح لكي لا يحرج أبو عوف، فالوجوه تتقابل في "البلاتوه" بعد ذلك، وسيكون أمراً سيئاً ومحرجاً للطرفين أن يعتذر هذا الفنان أو تلك الفنانة بأنه لم يحضر لأنه كان في فعاليات مهرجان الرباط...!

واضح ـ إذن ـ أن ثمة منافساً إقليمياً آخر!

لكن مهرجان الرباط ليس المنافس الوحيد لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، هناك مهرجان أكثر خطورة منه، من حيث جذبه للنجوم المصريين والعرب والعالميين، هو مهرجان دبي الناشئ قبل 3 سنوات، وأخيراً المهرجان الذي ولد في أكتوبر ـ تشرين أول الماضى "مهرجان الشرق الأوسط" المنعقد في "أبو ظبي"! حتى مهرجان دمشق ـ القديم نسبياً ـ انعقد هذه الدورة في موعد مقارب لمهرجان القاهرة، والطريف أنه شهد إقبالاً متزايداً من النجوم المصريين على حضوره.

المنافسون الجدد يتكاثرون، وثمة تخمينات بأن الدوحة (عاصمة دولة قطر) تستعد لمهرجان مماثل العام القادم، ليزداد المنافسون واحداً... وليتحدد الحديث عن تميز مهرجان القاهرة ومكانته وإن كانا مهددين وسط هؤلاء المنافسين! ولكن، أين تكمن الإشكالية؟

مهرجانات دبي وأبو ظبي والرباط لا تحمل الصفة الدولية كمهرجانات سينمائية، وليس لها تاريخ عريض في "الفن السابع"، لكنها تملك أدوات لا تقل عن "الدولية" و"التاريخ". إنها تملك ـ أولاً ـ التمويل السخى الذي لا يملكه مهرجان القاهرة، وتملك إدارات يضطلع بها مختصون من جنسيات أوروبية وأميركية، لهم علاقات دولية ضخمة تمكنهم من تشجيع كبار النجوم حول العالم على حضور هذه المهرجانات الناشئة، وهو ما يعطى لهذه المهرجانات بريقاً لا يقل عن بريق "كان" أو "فينسيا"، ويعوض "نقص التاريخ" بإزاء منافسهم العتيد "القاهرة ـ الدولي".

هذه الأدوات أكسبت المنافسين الجدد مكانة قوية تحصّلت لهم سريعاً، وهي المكانة التي جعلت السينمائيين المصريين يخشون على شعبية مهرجان القاهرة، والذي لديه معطيات مختلفة!
مهرجان القاهرة كان إلى وقت قريب التحول ذاتياً، يعتمد في ذلك على الإعلانات وعلى النشرات الدعائية وعلى بيع مطبوعات سينمائية حول فعاليات في سوق الصحف، وعلى أثمان التذاكر التي يدفعها الجمهور البسيط، ليشاهد الأشرطة السينمائية التي يعرضها المهرجان، كونها لا تمر على "الرقابة على المصنفات الفنية" ـ هكذا تقضى لوائح المهرجانات الدولية ـ هل تذكرون الإفيه الذي قاله عادل إمام في شريط الشهير "المنسي"... الفيلم ده قصة ولا مناظر؟"، هذا هو جمهور المهرجان ومموله الرئيسي.

ظل مهرجان القاهرة يتحول ذاتياً بتلك الطريقة، إلى أن عجز عن جذب المزيد من الأموال التي كانت تلزمه، بالضرورة، ليحافظ على مظهره كمهرجان دولي. لم يحدث أن واجه المهرجان إشكاليات تمويلية في بدايته، سواء في عهد مؤسسة الناقد والصحافى الراحل كمال الملاخ أو خلفه القوى الذي ظل يرأس المهرجان 17 عاماً الكاتب والسيناريست سعد الدين وهبة (الملقب "أبو مهرجان القاهرة") حتى أن البعض قال أن وهبة كان يملك كنوز "على بابا" الأسطورية التي كان يمول بها المهرجان!

غير أن الأزمة المالية ظهرت في عهد خليفته "حسين فهمي" (1998 ـ 2002) ثم "شريف الشوباشي" ( 2002 ـ 2005) وكلاهما ظل يبحث عن رعاة من رجال الأعمال أو من المؤسسات المالية ليستطيع تمويل المهرجان... من دون جدوى فيما يبدو.

البقاء للأصلح

غير أن عزت أبو عوف ـ وهذه ثانى دورة للمهرجان في عهده ـ تمكن من جذب نجيب ساويرس المستثمر المصري الشهير، ورجل الأعمال عمرو بدر لتمويل المهرجان وإعادة وضعه على الخارطة بصورة لائقة. لكن خطوة أبو عوف ـ التي أخرجت المهرجان من عنق الزجاجة ـ لم تكن كافية على ما يبدو، لأن مهرجانات أخرى تلقى تمويلاً أكبر ظهرت شرقاً وغرباً...!

في مواجهة هذه المنافسة الشرسة والظرف الضيق، يستطيع عزت أبو عوف أن يتمسك بابتسامته الصافية وضحكته الرنانة التي عرفها جمهوره عنه كممثل طوال 25 عاماً. لا يبدى استسلاماً لهذا الواقع السخيف. يقول: لا نخاف من المنافسين، ومن مصلحة مهرجان القاهرة أن يظهر له منافسون وأن يؤكد تفوقه في وجودهم، وإلا لما استحق البقاء. لا نملك أن نمنع دبي أو أبو ظبي أو الدوحة أو الرباط أو أية مدينة عربية من أن تقيم مهرجاناً سينمائياً. لتتفتح كل زهور السينما، والبقاء في النهاية للزهرة الأصيلة... لأنها الأصلح للبقاء!

ويضيف أبو عوف: هذه المهرجانات تملك تمويلاً يفوق تمويل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بمراحل، كما يملك مديروها شبكة علاقات دولية ـ بحكم عملهم في هيوليود وفي أوروبا ـ تسهل لهم جذب النجوم العالميين إلى هذه المهرجانات الناشئة. لكن هؤلاء النجوم الكبار أنفسهم إذا سئلوا عن المهرجان الوحيد الذي يعرفونه في الشرق الأوسط فستكون إجابتهم ـ يقيناً ـ مهرجان القاهرة!

هذه المهرجانات الجديدة ـ يتابع أبو عوف ـ تملك المال الكثير، ولديها شبكة علاقات دولية، فماذا نملك؟ نحن لدينا التاريخ، وهو ما يمكننا من الحصول على أفضل أشرطة سينمائية في العالم لعرضها في المهرجان المصري، سواء داخل مسابقاته المتعددة أو على هامش فعالياته. ولمن لا يعلم فإن نوعية الأشرطة المعروضة في أى مهرجان وأسماء أبطالها وما يصاحبها من ندوات ومشاركات، هي المحدد الرئيسي لقيمة المهرجان ومدى نجاحه. كذلك فإن "تاريخ" مهرجان القاهرة جعل كوادره الإدارية متمرسة بالتنظيم، الأمر الذي يحافظ للمهرجان على صفته الدولية، ومهرجان القاهرة يتلقى ثناء مستمراً من اللجنة الدولية للمهرجانات لحسن تنظيمه!

ويؤكد أبو عوف: مهرجان القاهرة هو الوحيد في المنطقة الذي حمل صفة "الدولي"، وهو واحد من أهم 12 مهرجاناً سينمائياً حول العالم... لكل هذا، فنحن لا نخاف على مصير مهرجاننا، وإن كنا نعترف بشراسة التنافس من حولنا، ونحن لا نملك ـ بشكل واقعي ـ لهؤلاء المنافسين، سوى أن ننسق معهم مواعيد بدء الفعاليات، وأنا لم أخجل من التأجيل لصالح "الرباط". كنت سأخجل ـ حقاً ـ لو بدأنا في موعدنا وتأخر النجوم في الرباط... ولا تزال إدارة المهرجان قادرة على أن تنسق مع الآخرين، مستغلين شبكة علاقات المهرجان العربية القوية!

ويختتم أبو عوف قائلاً: مصر هي أم السينما العربية، ولا بأس لأي دولة عربية أن تؤسس مهرجاناتها الخاصة، لكن البقاء للبلد الذي يملك تاريخاً في فن السينما، فهو يستطيع أن يجعل من مهرجانه عرساً لهذا الفن. ولو لم يكن مهرجان القاهرة مصرياً، لما استطاع ـ مثلاً ـ أن يحتفي بمرور مئة عام على بداية فن السينما في مصر من خلال المهرجان في دورته الحالية، ولو لم يكن مصرياً لما أمكنه أن يحتفى في دورته هذه بعملاق الكوميديا نجيب الريحانى ويكشف صفحات نادرة من تاريخه الشخصي أدهشت كل الحضور...!

دورة المفاجآت

ربما يملك عزت أبو عوف حججاً قوية يستدل بها على حيوية المهرجان القديم، وهو محق فعلاً فيما يختص بمعادلة "البلد الأقدم في التاريخ السينمائي"، فبها استطاع المهرجان هذا العام أن يدشن احتفالاً داخلياً بمئوية السينما المصرية، أكسب هذه الدورة زخماً متزايداً.

وفي إطار هذا الاحتفاء، يجري عرض عدد من الأشرطة التي أراد من خلالها المهرجان أن يقول "أنا الأقدم، أنا صاحب التاريخ".. وهذه الأشرطة هي "الحرام" لفاتن حمامة ـ 1965 و"البوسطجي" لشكري سرحان وصلاح منصور وإخراج حسين كمال ـ 1968 و"المومياء" لنادية لطفى وأحمد مرعى وإخراج الراحل الكبير شادى عبد السلام (1974) وهي درته اليتيمة التي لم يقدم سواها للسينما ..وغيرها من كلاسيكيات السينما المصرية.

وتركيزاً على التاريخ في منافسته مع "الجديد"، كشف مهرجان القاهرة عن وجود ابنة مجهولة للراحل نجيب الريحاني، الذي لم يعرف عنه أنه أنجب من زوجته بديعة مصابني، لكن الريحاني أنجب هذه الأبنة ـ التي تخطو نحو عامها السبعين وتدعى جينا ـ من صديقته الراقصة الفرنسية لوسي التي كانت تقيم في مصر في الثلاثينيات والأربعينيات، وقضى الريحانى في حبها 18 عاماً. ولوسي تحيا بين الإسكندرية وباريس، والمهرجان فجر هذه المفاجأة ليلة الافتتاح مع شريط تسجيلى عن حياة الريحانى أخرجه وكتبه المخرج المصري محمد كامل القليوبي لصالح هذه الدورة المكرسة لروح الراحل نجيب الريحانى، ليحققوا نصراً صحافياً "تاريخياً" أهداه إليهم مهرجان القاهرة الذي بات يتقن "لعبة التاريخ" جيداً! وجاء هذا الكشف عبر مخرج يخطو نحو الثمانين ربطته علاقة بالريحانى في أواخر حياته يدعى زغلول الصيفي!

سينما عربية

في المهرجان هذا العام رقم قياسي، يتمثل بـ151 شريطاً تعرض في فعالياته وهو الرقم الذي لم يحدث أن اضطلع به مهرجان سينمائي في الشرق الأوسط من قبل... الأشرطة آتية من 55 دولة، من بينها 16 شريطاً تشارك في المسابقة الدولية ـ المسابقة الرئيسية ـ ولمصرفيها شريط "ألوان السما السابعة"، لليلى علوي وفاروق الفيشاوى، وتشارك مصر أيضاً في المسابقة العربية بشريط "الغابة" للممثلة الشابة حنان مطاوع.

فيما تضم المسابقة الدولية لأشرطة الديجيتال 12 شريطاً من 10 دول فيما يشهد المهرجان حضوراً عربياً كثيفاً، يتنافس خلاله 13 شريطاً من 5 دول عربية. فضلاً عن مصر هناك لبنان والمغرب والجزائر وسوريا، يتنافسون على جائزة أفضل شريط عربي.

تم تخصيص قسم بعنوان "سينما عربية جديدة" يعرض ثلاثة أشرطة من الجزائر والسعودية ولبنان وجميعها إنتاج عام 2006 كما ستعرض في قسم السينما المغربية الجديدة ستة أشرطة تمثل تيارات مختلفة.

إدارة المهرجان اختارت السينما البريطانية ضيف شرف المهرجان هذا العام، كما تم اختيار الفيلم البريطاني "الموت في جنازة" للمخرج فرانك أوز ليكون شريط الافتتاح، إضافة إلى مشاركة بريطانيا بأكثر من جديد تمثل أحدث ما أنتجته خلال العامين الماضيين. وحرص المهرجان على عرض بعض الأشرطة العالمية التي أثارت جدلاً في مختلف دول العالم في قسم خاص بعنوان "أفلام مثيرة للجدل" ويضم القسم شريطين هما: الأميركي "الشرق في أميركا" إخراج هشام عيسوى وهو أميركي من أصل مصري ويستعرض أحوال العرب في كاليفورنيا عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 من خلال قصة مهاجر مصري.

الشريط الثانى من كرواتيا وأنتج عام 2007 بعنوان "الأحياء والموتى" إخراج كريستيان بليك ويحكى قصتين عن الجد والحفيد حيث شارك كل منهما في الحرب في نفس المكان ولكن في زمانين مختلفين حرب 1943 وحرب 1993 ليؤكد الفيلم على الآثار السيئة التي تتركها الحرب الواحدة رغم اختلاف الزمن.

وشعار المهرجان في دورته رقم 31 تتكون من تمثال إيزيس رمز الخصوبة والتضحية والعدالة والسلام حاملة الهرم رمز الخلود والإبداع الهندسي، وسيتم تكريم كل من أحمد رمزى ونور الشريف والكاتبين أحمد صالح ومصطفى محرم... في دورة المهرجان هذا العام .

المستقبل اللبنانية في

02.11.2007

 
 

العدو الرحيم يكشف نازية الدولة الفرنسية بعد الحرب العالمية الثانية

رويترز/ سعد القرش من القاهرة

بعد قيام اسرائيل قال الممثل شارلي شابلن "ان السم العنصري انتقل من الجلاد الى الضحية" وذلك في وصفه ممارسات اليهود تجاه الفلسطينيين اذ شبهها بجرائم الزعيم الالماني أدولف هتلر في حق اليهود. وهذا ما يذهب اليه أيضا مخرج فرنسي في تصوير سلوك جيش بلاده ازاء الجزائريين عام 1959 قبيل نهاية ثورة أدت لاستقلال البلاد 1962.ففي حين كان الرئيس الفرنسي الجنرال شارل ديجول يخطب في جيشه عام 1959 قائلا "اننا نعيش تمردا دام خمس سنوات وخسارتنا للجزائر كارثة لنا وللدول الاوروبية" كانت القوات الفرنسية تحاول أن تضع حدا لهجمات "المتمردين" الجزائريين الذين بدأوا ثورتهم عام 1954 وبلغت قمتها 1959 وهو العام الذي تدور فيه أحداث فيلم العدو الحميم.

والفيلم الذي أخرجه فلورنت اميليو سيري يقع في 108 دقائق ويتناول " جرائم" الجيش الفرنسي في حق الجزائريين.. مواطنين ومقاتلين اضافة الى "انحرافات" جبهة التحرير الجزائرية التي يقول ان لها أخطاء في حق مواطنينها مثل جدع أنف المتخاذلين عن الانضمام اليها كما يصور الفيلم رجلا مسنا قرضت شفتاه لانه ضبط متلبسا بتدخين سجائر فرنسية.

وعرض الفيلم مساء السبت ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي تختتم دورته الحادية والثلاثون الجمعة القادم ويعرض 151 فيلما من 55 دولة ضمن 12 قسما في مقدمتها المسابقة الرسمية ويتنافس فيها 19 فيلما من 16 دولة.

ويسجل الفيلم أن جزائريين ممن ساعدوا الجيش الفرنسي في قمع الثورة كانت لهم "بطولات" في التصدي للغزو النازي لفرنسا في الحرب العالمية الثانية.

ووعدت فرنسا خلال الحرب الجزائر بالاستقلال لكنها بعد انتهاء الحرب تخلت عن وعدها وحين انتفض الجزائريون عام 1945 مطالبين بالحرية في مظاهرات سلمية قام الجيش الفرنسي بقمعهم وبلغ عدد القتلي 45 ألفا في مدن قسنطينة وقالمة وسطيف.

وشهد عام 2000 كشف الستار عن بعض ممارسات الجيش الفرنسي في الجزائر حين أراد بعض الضباط أن يريحوا ضمائرهم فاعترفوا بأن وسائل التعذيب تصاعدت من الصعق بالكهرباء الى الاعدام. ويصور الفيلم بعض هذه حالات لمسنين يموتون تحت وطأة التعذيب لكي يعترفوا بمعلومات عن جبهة التحرير.

وفي عام 1999 كشفت وثائق من الارشيف الفرنسي عن لجوء عسكريين فرنسيين الى التعذيب قبل اندلاع الثورة بسنوات. ويسجل الفيلم أن فرنسا لم تعترف "بوقوع حرب في الجزائر الا عام 1999 فقط" حيث كانت تطلق على ما جرى تمردا.

لكن الفيلم الذي يذكر أن ضحايا الفرنسيين بلغوا 27 ألفا يقول ان عدد الضحايا الجزائريين تراوح بين 300 ألف و600 ألف في حين يطلق على الثورة "ثورة المليون شهيد" ويزيد بعض الجزائريين قائلين انها "ثورة المليون ونصف المليون شهيد".

ويصور الفيلم معارك دارت في مناطق القبائل من خلال التباين بين وجهتي نظر الضابط تيريان الذي يمتلك حسا انسانيا والرقيب دونياك الذي يرى أن " جبهة التحرير مخربة ولا بد من محوها" ويتعاون معهم جزائريون منهم سعيد الذي حارب الالمان ويواصل التعاون مع الفرنسيين بهمة بحثا عن الرقيب السابق سليمان أحد "قادة التمرد".

ولا يتردد الفرنسيون الذين يفاجأون بقوة المقاتلين في طلب مدد من القيادة فتقوم الطائرات بالقاء النابالم المحظور دوليا والذي أدى الى حرق قرية بالكامل ليظل كل شيء فيها أطلالا بما في ذلك الجثث المحترقة.وفي أحد المشاهد يسأل جزائري متعاون مع الفرنسيين جزائريا محكوما عليه بالاعدام بتهمة الانتماء الى "المقاومة" عن حاله فيطلب اليه أن يشعل له سيجارة من طرفيها ويقول له المقاوم انك مثل هذه السيجارة "لم تعد جزائريا ولن يكون فرنسيا" وقبل أن يطلقوا عليه النار يخرج من جيبه نيشانا حصل عليه بعد اشتراكه في الدفاع عن فرنسا فيتعاطف معه الضابط ويأمره بالهرب لكن رصاصة تنهي حياته. ويسجل الفيلم اعتراف الضابط بأن الفرنسيين الذين قاوموا القوات الالمانية ودافعوا عن حرية فرنسا وتعرضوا للتعذيب على يد النازي تحولوا الى جلادين لا يترددون في ارتكاب السلوك نفسه في الجزائر حيث يسعى مواطنوها أيضا للاستقلال الذي يقول الفيلم في اخر مشاهده انه كان "مقدرا من البداية".

ويقول الكاتب الجزائري المقيم في فرنسا عثمان تزغارت في مقال بالنشرة اليومية للمهرجان ان فيلم (العدو الحميم) " يسعى الى وضع الضمير الجماعي الفرنسي في مواجة مسؤوليته عن تلك البشاعات كاشفا أن من اقترفوها ليسوا وحوشا بشرية بل هم شبان تربوا على القيم الانسانية السامية لكن الزج بهم في أتون تلك الحرب الاستعمارية الدموية أدى الى ايقاظ (العدو الحميم) الكامن في أعماقهم ليغتال بوحشية كل القيم التي تربوا عليها."

موقع "إيلاف" في

02.12.2007

 
 

حرب المهرجانات بدأت من القاهرة

محمد خير

•عاطف وهنداوي وبيومي ولمعي: السينما المصريّة تجدّد شبابها

ثلاثة مواعيد في أقل من أسبوعين. دبي ومراكش هل تسحبان السجادة (الحمراء) من القاهرة، صاحبة أقدم المهرجانات السينمائيّة في المنطقة؟ رغم المنافسة الإقليميّة، والأزمات الداخليّة على مستوى الرؤيا والإدارة، تبقى مصر محطّة أساسيّة لتتويج عام من حياة الشاشة العربيّة، وجسّ نبض المرحلة وتحدياتها

إذا كان ثمة قاسم مشترك بين الأفلام المصرية المشاركة في الدورة الـ31 من «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» التي تستمرّ حتى السابع من الشهر الحالي، فهو أنّ معظمها مشاريع مؤجلة تخبطت طويلاً في صحراء الإنتاج. إلّا أنّها مشاريع جادّة أتاحت للسينما المصرية أن تحضر في المناسبة الدولية التي تنظّمها بأربعة أفلام... وهو أكبر رقم عرفه المهرجان منذ فترة طويلة.

يقدّم المهرجان هذا العام أفلاماً عالميّة مختلفة، بينها «العدوّ الحميم» (فلوران إميليو فيري ــــ فرنسا)، «بلا رحمة» (إلمير راغارلي ــــ المجر)، «متى رأيت والدك للمرّة الأخيرة؟» (أنانت تاكر ــــ بريطانيا)... وتأتي المشاركة المصرية اللافتة هذه المرّة، في ظل أزمة مستعصية وصلت حدّ تغييب الإنتاج الوطني تماماً عن «مهرجان الإسكندرية السينمائي» الأخير، بحجة عدم جودة أفلام تليق بالتظاهرة المذكورة! أزمة إنتاج أم فوضى وسوء إدارة إذاً؟ أم مشكلة توقيت، سبّبت غياب السينما العالمية بتجاربها الراهنة والمهمّة؟

مهرجان القاهرة يبدأ بعد انتهاء موسم السينما في دول العالم، ويختتم فعّالياته قبل بدء تصوير أفلام العام الجديد. حتى إنّ الكثير من الأفلام المصرية الجيدة تعجز عن المشاركة في المسابقة الرسمية. فيما يرفض مخرجون كبار المشاركة في المهرجان، مثل يسري نصر الله الذي امتنع عن المشاركة بفيلمه الجديد «جنينة الأسماك». أمّا أسباب الامتناع، فتتلخّص في تفضيله المشاركة في مهرجانات عالميّة بارزة تشترط أفلاماً «طازجة»، لم تشارك في أي مهرجان ولم تحصل على جوائز، وطبعاً لم تعرض تجارياً.

هناك سبب آخر لاستنكاف بعض السينمائيين عن تقديم أفلامهم في مهرجان القاهرة، هو تخوّف المنتجين من التركيز النقدي على أفلامهم قبل عرضها تجارياً بفترة غير قصيرة. فالأفلام الممثّلة لمصر تتعرض عادةً لهجوم نقدي يسبّب خسارة فادحة في شباك التذاكر بعد ذلك. وإذا كان يسري نصر الله قد فضّل أن يطلق فيلمه الجديد ضمن فعّاليات «مهرجان برلين» في شباط (فبراير) المقبل، فإنّ مؤلف «جنينة الأسماك» ناصر عبد الرحمن، يشارك في مهرجان القاهرة بشريط آخر «الغابة» للمخرج أحمد عاطف.

وناصر يعيش هذا الأيام موسمه الذهبي، فقد بدأ في القاهرة عرض فيلم ثالث من تأليفه، هو فيلم يوسف شاهين وخالد يوسف «هي فوضى» (الشريط الذي فضّل منتجه مهرجان «البندقيّة/ فينيسيا» على الإسكندرية). أمّا رابع الأفلام التي تحمل قصّته توقيع ناصر عبد الرحمن، فهو «حين ميسرة» لخالد يوسف الذي يبدأ عرضه مع موسم عيد الأضحى.

ويعدّ فيلم أحمد عاطف «الغابة»، أقدم مشروع بين أعمال رفاقه وزملائه. فكرته نشأت في ذهن مخرجه قبل 14 عاماً، عندما كان أحمد عاطف طالباً في معهد السينما، وصوّر فيلماً لمشروع تخرّجه بعنوان «سبارِس». والسبارِس هي أعقاب السجائر المحترقة التي يجمعها عادة أطفال الشوارع لتدخينها. يومها تلقّى عاطف صدمته الأولى مع الرقابة، إذ مُنع الفيلم من العرض لأنّ طرحه أغضب «جهات» رفيعة المستوى في البلاد. هكذا، تنازل المخرج الشاب عن حلمه موقتاً، ليصنع فيلم «عمر 2000»، وبعده فيلماً أكثر تجارية هو «إزاي البنات تحبك». قبل أن يعود إلى حلمه القديم فيشارك ناصر عبد الرحمن كتابة فيلم «شياطين القاهرة» الذي تحوّل اسمه إلى «الغابة» يتشارك بطولته أحمد عزمي وريهام عبد الغفور وحنان مطاوع... إضافة إلى عدد من أطفال الشوارع الحقيقيين الذين استقدمهم المخرج من إصلاحيات الأحداث. واسترجع معهم حياة الرعب والقهر والهامش، من فقر ومخدارت واعتداءات في حضيض المدينة الأشبه بأدغال «الغابة».

أمّا «ألوان السما السبعة» الذي افتتح المهرجان، فتختلف تجربته كلياً. الفيلم الذي يتوقع بعضهم أن تفوز ليلى علوي عن دورها فيه، بإحدى جوائز المهرجان، بدأت بكتابته زينب عزيز قبل خمس سنوات، وواجه مخرجه سعد هنداوي عثرات إنتاجية لم تتوقّف بعدما تحمّست شركة «شعاع» للمشروع. انتهى التصوير والمونتاج عشيّة افتتاح «مهرجان القاهرة»، وإذا بالشريط ينال رضى النقّاد والصحافيين.

يقدّم هنداوي، صاحب «حالة حب 2004»، حالة أخرى صوفية هذه المرة: علاقة بين حنان (ليلى علوي) وبكر (فاروق الفيشاوي) تأخذهما إلى تجربة تطهّر، هي امرأة لها ماض «غير مشرف» من وجهة نظر المجتمع الأخلاقية، وهو طلّق زوجته بسبب شكوك ساورته في شأن خيانتها له. مع ذلك، أحبَّ حنان حتى بعدما عرف ماضيها «الشائن»، إذ أخذته إلى عالم صدق لم يختبره، في حياته السابقة... وأخذها هو في رحلة تصاعديّة تسمو عن الجسد. بكر راقص تنورة في الاحتفالات الصوفية، أراد لحنان أن تلمس بنفسها أبعاد بيت كلمات جلال الدين الرومي التي يفتتح بها الفيلم: «سما الجسد الترابي من العشق حتى الأفلاك، حتى الجبل بدأ بالرقص».

ومن الأحداث التي تستحقّ التحيّة في المهرجان، دخول الزميلة علا الشافعي تجربتها الأولى في مجال كتابة السيناريو. إذ يحمل فيلم عمرو بيومي «بلد البنات» توقيعها كسيناريست. وهذا المخرج الشاب سبق أن حقق فيلمين لم تكتمل رحلتهما إلى الجمهور: «الجسر» و«ألعاب ممنوعة» الذي لم يكتمل لأسباب إنتاجية. ومنذ عامين، وقع اختيار المنتج هاني جرجس فوزي، على سيناريو «ورقة توت» الذي تحول إلى «بلد البنات»، في إشارة إلى أغنية الفيلم «في بلدي البنات» (كلمات الشاعرة كوثر مصطفى، ألحان عمرو مصطفى، غناء محمد منير). وتتقاسم بطولة الفيلم أربعة وجوه جديدة: ريم حجاب، وفريدة وسمية الجويني، وفرح يوسف. فتيات أتين للإقامة والعمل في القاهرة، يقررن الاستقلال في شقة مفروشة، حيث يقتحمن حياة تغيّر الكثير من براءتهن الأولى.

وهذا المناخ يتقاطع مع شخصيات «على الهوا»، الفيلم الرابع لإيهاب لمعي. صاحب «علاقات خاصة» يتناول هنا قصة شابين (أحمد داغر، مؤمن نور) وفتاتين (مي القاضي، والممثلة السورية ريم عز الدين)، يلتقون في أحد برامج تلفزيون الواقع، Real TV ويعيشون أياماً على الهواء مباشرة... وإذا بهم أشخاص آخرون حينما يخرجون من هذه التجربة، وقد اكتشفوا أنها ليست من السهولة في شيء!
على رغم الطفرة الإنتاجية التي تشهدها السينما المصرية، وتزاحم النجوم على المواسم والإيرادات، يبدو أنّ مهرجان القاهرة تحوّل موسماً للوجوه الجديدة، كما حدث العام الماضي عندما تمثّلت المشاركة المصرية في «آخر الدنيا» و«استغمّاية» و«قص ولزّق». ونادراً ما يشارك مخرج مصري في أكثر من دورة للمهرجان، إذ يبتعد عنه بمجرد نجاح تجربة فيلمه الأول، على رغم الاهتمام الذي بدأ يحظى به المهرجان بعد سنوات من الإهمال. وهو اهتمام ذو بعد «وطني»، زادت سخونته عندما استشعر السينمائيون المصريون تناسياً متصاعداً من مهرجانات عربية أخرى، تتقاطع مواعيدها مع مهرجان القاهرة، ولا تخفي أنّها تضع نصب أعينها خطف صفة «الدولية» من المهرجان العربي الوحيد الذي كان يمتلك هذه الصفة بين 11 مهرجاناً عالمياً.

هكذا، شهدت هذه الدورة، للسنة الثانية على التوالي، مشاركةً كثيفة من النجوم المصريين الذين تدافعوا أمام الكاميرات فوق «السجادة الحمراء». لكن، حبّذا لو كانت المهرجانات تقام بتلك «السجادة» وحدها! 

قريباً... المهرجانات أكثر من الأفلام؟

من «على الهوا»يشهد المهرجان مشاركةً كثيفة في مسابقة الأفلام العربية التي يرأس لجنة تحكيمها المخرج المغربي أحمد المعنوني، وتضم الممثّل السوري جمال سليمان، والمخرجة التونسية مفيدة التلاتلي، والمخرجة المصرية هالة خليل، والمصور المصري سمير فرج. وتبلغ قيمة الجائزة التي تقدمها 100 ألف جنيه مصري (17 ألف دولار أميركي).

إضافة إلى الأفلام المصرية الأربعة، يشارك من لبنان «سكر بنات» (نادين لبكي)، ومن المغرب «في انتظار بازوليني» (داوود أولاد السيّد) و«عود الورد» (لحسن زينون) و«ملائكة الشيطان» (أحمد بولان). كما تشارك الجزائر بثلاثة أفلام: Cartouches gauloises (مهدي شارف)، وDélice Paloma (نذير مخناش) و«المنزل الأصفر» (عمر هاكار). وتشارك سوريا بـ «خارج التغطية» (عبد اللطيف عبد الحميد)، و«الهوية» (غسان شميط).

وما أن يسدل الستار على مهرجان القاهرة في السابع من الشهر الحالي، حتى يفتتح في الليلة نفسها مهرجان عربي آخر هو «مهرجان مراكش» الذي يستمرّ حتّى 15 الجاري. وفي الوقت نفسه، يفتتح مهرجان دبي في 9 ك1/ ديسمبر، ويستمرّ حتى 16 منه (راجع المقالة في مكان آخر من هذه الصفحة). وكان «مهرجان دمشق السينمائي» قد اختتم فعالياته قبل أيام من افتتاح مهرجان القاهرة، وسبقه بأسابيع قليلة مهرجان أبو ظبي السينمائي. وهو ما أثار تساؤلات نقدية وإنتاجية عن التضارب والتقارب الشديدين في مواعيد المهرجانات العربية، والآثار السلبية لذلك التداخل على نجاح كل مهرجان على حدة. وتخوّف كثيرون من أن يأتي يوم قريب تتجاوز المهرجانات العربيّة عدد الأفلام التي انتجت خلال العام، في مختلف الأقطار مشرقاً ومغرباً.

الأخبار اللبنانية في

03.12.2007

 
 

من يصعد منصة التتويج في ختام مهرجان القاهرة السينمائي ؟

القاهرة ـ «البيان»: من بين 160 فيلما تتنافس في مهرجان القاهرة السينمائي 31، اخترنا باقة من أهم هذه الأفلام لنلقي عليها الضوء، معظمها شارك في مهرجانات دولية وأثار الجدل حولها، نظرا لمناقشتها موضوعات تتجاوز حدود الفيلم كعمل فني. كما يشارك في بعضها ممثلون عربا. فضلا عن الأفلام المصرية التي من المتوقع أن يصعد أحدها لمنصة التتويج في ليلة الختام.

* الفيلم الإنجليزي «الموت في جنازة» إخراج فرانك أوز.. فيلم الافتتاح و بطولة ماثوماك فايدن وايون بريمر، وفيه تتعرض عائلة لوفاة الأب وظهور رجل غريب الأطوار أثناء مراسم الجنازة ، مدعيا بأنه كان على علاقة حميمة معه. وعلى الرغم ما يعرف عن الإنجليز بالثبات ورباطة الجأش إلا أنها تنهار أمام بشاعة الرجل!.

* الفيلم الأميركي «قلب كبير» بطولة: أنجلينا جولي ودان فوترمان وإخراج مايكل بوتوم. وهو عن عالم الصحافة حيث يخرج «دانيال» المراسل إلى كراتشي حيث يقابل أحد المحاربين الذي يملك أسرارا حربية خطيرة عن إلقاء القنابل ، لكن دانيال لم يعد وزوجته لا تزال تنتظره على العشاء.

* الفيلم الروماني «4 أشهر و3 أسابيع ويومان» بطولة فلاد ايفانوف وأنا ماريا. وفيه نرى قصة 3 فتيات صديقات أيام حكم شاوسيسكو. تحمل إحداهن سفاحا. فما كان من صديقتيها إلا الاتفاق مع أحد الأطباء لإجراء عملية إجهاض في فندق رخيص فيرفض أي مقابل مادي مطالبا طريقة أخرى للسداد.

* الفيلم الإنجليزي «معركة الحديثة» بطولة: ايليوث رويز وفلاح إبراهيم وياسمين هناني. وهو عن قوات المارينز الأميركية حيث يقذف المتمردون العراقيون سفينتهم بالقنابل فيقتل كبير الضباط بها، مما يثير غضب الجنود الأميركيين وحقدهم. فيقررون الانتقام حتى يفقدوا السيطرة على أنفسهم ويقتلوا العراقيين بلا ضابط أو رابط فيذهب ضحيتهم مجموعة من النساء والأطفال والأبرياء.

* الفيلم اللبناني «سكر بنات» بطولة وإخراج نادين لبكي. مع ياسمين المصري.. يحكي قصة ثلاث فتيات يعملن في كوافير ببيروت. الأولى «ليالي» على علاقة برجل متزوج. والثانية «نسرين» التي فقدت عذريتها. والثالثة «ريما» الشاذة جنسيا. بالإضافة إلى مشاكل الزبائن معهن. ومع صديقتهن روزا صاحبة محل الحياكة الكائن بجوار الصالون.

* الفيلم المغربي «في انتظار بازوليني» إخراج داود سياد وبطولة محمد مجد ومحمد بسطاوي.. يروي ذكريات رجل يعمل في إصلاح الأجهزة الكهربائية وسبق له الاشتغال كومبارس وهو صبي في الأفلام التي تصور في المغرب. وكيف استفاد هو وقريته كلها من فلوس التصوير ويعلم بعودة فريق التصوير فيحلم بمقابلة بازوليني ولا يعلم بوفاته.

* الفيلم الأميركي «الشرق في أميركا» إخراج هشام عيسوي وبطولة توني شلهوب والممثل المصري سيد بدرية.. يستعرض مظاهر خوف المجتمع الأميركي من العرب والمسلمين بعد هجمات 11 سبتمبر 2001. حيث تدور أحداثه في كاليفورنيا لتثبت أن محاولات كثيرين للتأقلم مع الواقع الأمريكي باءت بالفشل لسوء الظن الأمريكي بهم.

* الفيلم الكرواتي «الأحياء والموتى» إخراج كريستيان ميليك. يتناول حربين دارتا في مكان واحد عامي 1943 و1993 في البوسنة وكرواتيا وكأن الحفيد في الحرب الأخيرة يلقى نفس مصير جده الذي شارك في حروب الأربعينات!!.

* «ألوان السماء السابعة» إخراج سعد هنداوي وبطولة ليلى علوي وفاروق الفيشاوي وشريف رمزي.. تدور أحداثه حول «حنان» امرأة لها ماض خفي ترتبط عاطفيا ب«بكر» ومعا اكتشفا معاني جديدة لحياتهما. كما أن هناك ابن بكر الفتى المشاكس الذي يحاول الحصول على كل ما يريده من الحياة.

* «على الهوا» إخراج إيهاب لمعي وبطولة فاطمة ناصر ومي لمعي ومؤمن نور.. وفيه تختار فتاة تليفزيونية أربعة متسابقين لبرنامج واقعي يعرض علي الهواء مباشرة ، الفائز منهم يحصل على مليون جنيه بشرط أن يظل المتسابق في حالة صمت تام لمدة شهر كامل. (خدمة دار الإعلام)

نور الشريف طلب عدم تكريمه

رغم سعادته بتكريم مهرجان القاهرة له إلا أن شائعة انطلقت بعد حفل الافتتاح تؤكد أن الفنان نور الشريف انصرف غاضبا عقب الفقرة الأولى ورفض حضور الحفل الذي أقيم في متحف محمد علي لضيوف المهرجان..

علق الفنان نور الشريف عن حقيقة ذلك وسبب غضبه قائلا: لا يوجد إنسان لا يفرح لتكريمه ولهذا اشكر المهرجان واشكر أساتذتي الذين علموني لكن ما أحزنني حقا هو تأخير بدء حفل الافتتاح، فقد كتب في الدعوة انه في السادسة مساء وتأخر 55 دقيقة ليبدأ في السابعة إلا خمس دقائق وكنت قد تركت تصوير فيلم «ليلة البيبي دول» لأحضر التكريم ثم أعود للتصوير وقد تسببت في خسارة للمنتج بسبب ذلك وكنت في الكواليس ورأيت دهشة الضيوف الأجانب وغضبهم بسبب هذا التأخير.

وفجر نور الشريف مفاجأة بقوله: في الحقيقة لقد طلبت من إدارة المهرجان عدم تكريمي هذا العام لأنه سبق وكرمني في نفس العام مهرجان الفيلم القومي واصدر مشكورا كتابا عني، كما كرمت ضمن مجموعة من الزملاء والزميلات أثناء رئاسة حسين فهمي للمهرجان ولهذا حاولت الاعتذار وتمنيت أن يتم التنسيق بين المهرجانات.

####

المتاجرة بأحلام البسطاء في فيلم «على الهوا» 

القاهرة ـ «البيان»: «اسكت تكسب مليون جنيه» هذه الجملة تحكي باختصار حكاية فيلم «على الهوا» الذي يدور حول مجموعة شباب يتم انتقاؤهم بطريقة معينة ليشاركوا في مسابقة تقدمها إحدى القنوات الفضائية شرطها الوحيد أن يظل المتسابقون صامتين طوال الشهر فلا ينطقون أية كلمة مهما كانت الأسباب.

وبعد بدء المسابقة يتعرض المتسابقون لضغوط من القناة تجعلهم يتحدثون رغما عنهم لكي يخسروا الجائزة. الفيلم يتعرض ببساطة للمتاجرة بأحلام البسطاء. نجح فيلم «على الهوا» للمخرج إيهاب لمعي في إثارة الجدل بعد أن عرض ضمن أفلام المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

وقد استغرق عرضه ساعة ونصف الساعة، ورفض المخرج إجراء أي حوارات سواء صحفية أو تليفزيونية إلا بعد عرض الفيلم، ونجح لمعي ـ الذي كتب أيضا الفيلم ـ في تقديم صورة مختلفة وشكل سينمائي يبدو مختلفاً عما هو سائد، واستخدام الكاميرا والصورة والمؤثرات الصوتية والبصرية لتقديم لغة سينمائية بصرية لا تعتمد علي الحوار في تجربة جديدة شكلا وموضوعا بعد أن تم اختيار مجموعة من الوجوه الجديدة لبطولة هذا الفيلم.

استغرقت ندوة الفيلم التي أدارتها الناقدة إيريس نظمي حوالي نصف ساعة، وبدأت الأسئلة بهجوم شديد على الفيلم وصناعه ووصفه البعض بأنه عمل تشكيلي وليس فيلما، باعتبار أن مخرجه أصلا فنان تشكيلي، وأن هناك تركيزا على الديكور أكثر من الممثلين الذين فشل المخرج في استغلال طاقتهم، بالإضافة إلى أن الفيلم اتهم بالاقتباس من أحد الأفلام الأجنبية، وبوجود افتعال في ظهور مظاهرات لتأييد إحدى المتسابقات.

وفي الوقت نفسه كانت هناك آراء أخرى تؤيد فكرة الفيلم، واعتبرت الأغنيات التي تخللت المشاهد جزءاً مهماً في نسيج الفيلم لا يمكن الاستغناء عنها، وأن ما رصده لمعي من أحداث، وكواليس ما يدور داخل المسابقات، يتطابق بنسبة 80% مع الواقع، وفي البداية طلب إيهاب لمعي من منتقديه الذين أخذوا مواقف مسبقة بالهجوم علي الفيلم قبل عرضه أن يتحدثوا بموضوعية عن أسباب الهجوم، وألا يكون الهجوم بدافع شخصي.

وهاجم إيهاب أغلب الحضور، وأكد أن 90% من الأسئلة التي وجهت له لم تعلق علي الصورة وأصبح الجميع يسأل عن الحدوتة، وقال «للأسف أغلب المهتمين بالسينما، والذين حضروا لمشاهدة الفيلم لا يعرفون قراءة الصورة، مما ساعد علي انتشار السينما المتخلفة التي نحن فيها الآن».

لم تثمر المناقشات الكثيرة خلال الندوة عن أية نتيجة، لاسيما مع تجاهل المخرج الرد على كثير من الأسئلة متهما الكثيرين بأنهم لم يستوعبوا ما يقدمه ما أثار حفيظة كثير من الكتاب والنقاد الموجودين، وسادت حالة من الهرج الندوة. أصيب أبطال الفيلم من الوجوه الجديدة بحالة من الإحباط بسبب النقد العنيف الذي وجه للفيلم على الرغم من أن أداءهم كان جيدا.

وأكدت ريم عبدالعزيز إحدى المشاركات في الفيلم أن الاعتماد على الحركات أكثر من الحوار كان أصعب ما في الفيلم، وأن إيهاب لمعي كان يوجههم جميعا وبشكل مختلف في كل مشاهد الفيلم، بينما أكد مؤمن نور الذي قدم أحد الأدوار أيضا أنهم كانوا يحتاجون إلى تشجيع أكثر من الهجوم علي الفيلم بهذا الشكل.

البيان الإماراتية في

03.12.2007

 
 

الليلة.. قضية أطفال الشوارع في "الغابة"

الفيلم بدأ تسجيليا.. والتقارير أوقفت عرضه

يعرض مساء اليوم يسينما جود نيوز الفيلم المصري "الغابة" أحد الافلام السينمائية المصرية الأربعة المتنافسة في مسابقة الافلام العربية اخراج أحمد عاطف ويشارك في بطولته ريهام عبدالغفور وحنان مطاوع وأحمد عزمي وبسام سمرة.

تدور احداثه حول تعرض الأطفال المتشردين بالشوارع للعنف يوميا من رجال الشرطة القساة علي أجسادهم الضعيفة.. كما يبرز الاعتداء الجنسي واغتصابهم من قبل عصابات الشوارع.. في الوقت الذي ينظر المجتمع لهؤلاء الأطفال علي أنهم شياطين صغيرة وينبذهم الجميع باعتبارهم السبب الرئيسي في الفوضي السائدة بالشارع المصري.

أبدي أحمد عاطف مخرج "الغابة" سعادته بمشاركته الأولي في مهرجان القاهرة السينمائي وخاصة أن هذا الفيلم شارك في كتابة السيناريو والحوار إلي جانب ناصر عبدالرحمن وحول قصة هذا الفيلم قال: المفاجأة التي لا يعلمها أحد أن هذا الفيلم سبق أن قدمته منذ 15 عاما في صورة فيلم تسجيلي حيث كان مشروع تخرجي من المعهد العالي للسينما أبرزت خلاله معاناة اطفال الشوارع وضربت ناقوس الخطر للدولة بأن تهتم بهؤلاء الأطفال.. وهو ما وضح الآن للجميع في شخصية "التوربيني" زعيم احدي عصابات الشوارع والذي ينتهك ويغتصب براءة هؤلاء الأطفال.

واضاف: ان الفيلم التسجيلي كان بعنوان "سبارس" وقد عرض في مهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلية عام 1993 وحصل علي جائزة النقاد. ثم عرض في مهرجان قليبية بتونس وفاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة.. وجائزة المعهد العربي لحقوق الانسان بتونس.. ولكني فوجئت عندما رجعت إلي مصر أن تقريرا ورد لمصر يطالب بمنع عرض الفيلم التسجيلي لأنه يسيء إلي اسم البلد بالرغم أنه يكشف الحقائق.. وعندما عدت لمصر منع معهد السينما عرض الفيلم كما سئمت من ضغوط المسئولين ومحاولة عدم تسليمي شهادة التخرج.. وإزاء تلك الضغوط قلت لهم.. سيأتي اليوم وأقدم هذا الفيلم من خلال فيلم روائي طويل لأن هذا حقي وحق المبدع.

وقال أحمد عاطف: الفارق بين الفيلم التسجيلي "سبارس" والذي اثار ضجة وبين الفيلم الروائي "الغابة" أن الفيلم التسجيلي قصير ومدته 15 دقيقة.. وامكانيات المعهد الفنية قليلة.. أما الفيلم الطويل فهو عمل سينمائي طويل مدته 90 دقيقة وبه دراما وكل لغة السينما الحديثة.

وكشف أحمد عاطف عن معاناته للبحث عن تمويل أو منتج للفيلم فقال: "الغابة": لم أجد له منتجا في مصر ولا حتي المؤسسات المعنية بالطفولة. وتمكنت من دخول مسابقات للسيناريو أوروبية وحصل علي جوائز بتلك المهرجانات والتي أصبحت اسهامات مالية صغيرة لانتاجه واستكملت تلك الاسهامات بقرض مالي من أحد البنوك لانتاج الفيلم.

يذكر ان أحمد عاطف تخرج من معهد السينما عام 1993 وأخرج أكثر من 25 فيلما تسجيليا ووثائقيا وفاز معظمهم بالعديد من الجوائد في المهرجانات السينمائية الدولية. منها قوس قزح.. وسماء عارية. ثم أخرج فيلمه الروائي الأول "عمر 2000". ثم فيلم "ازاي تخلي البنات تحبك".. وأخيراً هذا العام فيلم "الغابة".  

في مؤتمره الصحفي؟

مات ديللون يتجاهل فلسطين

تجاهل النجم الأمريكي مات ديللون اسم "فلسطين" في الإجابة عن سؤال وجهه اليه أحد الصحفيين حول هل يمكن تصويره لفيلم سينمائي من بطولته في فلسطين مثلما فعل وقام بتصوير فيلمه "مدينة الأشباح" في كمبوديا وخاصة أن مشاكل البلدين السياسية متقاربة حيث ذكر بأنه يرحب بتصوير فيلم سينمائي في منطقة "الشرق الأوسط" بدلا من الإشارة الي اسم فلسطين صراحة.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب عرض فيلمه "مدينة الأشباح" والذي قام ببطولته واخراجه منذ خمس سنوات واشترط الممثل الأمريكي مات ديللون ان يجد القصة التي تدفعه للتمثيل في تلك المنطقة المضطربة عسكريا وسياسيا.

وقال: اخترت دولة كمبوديا لتصوير فيلم "مدينة الأشباح" حيث قد زرتها في سبعينيات القرن الماضي وتأثرت بها جدا.. لذلك عندما أتيحت لي الفرصة ان أخرج أول أفلامي الروائية الي جانب كتابتي للسيناريو اخترت كمبوديا ووضعت عليها تصوري للفيلم.. لذلك أنا سعيد بتجربتي الثلاثية كممثل ومخرج وكاتب للسيناريو.

أضاف: عندي أكثر من مشروع سينمائي مازالت في مراحل الدراسة الأولي ولم أقرر بعد القيام ببطولة أحدهم وأنا سعيد بممارستي لمهنة التمثيل. ولكني أرفض عقد مقارنة بيني وبين النجم الراحل جيمس دين كما يري البعض وان كنت قد تأثرت بأدائه الي حد ما وأيضا بالنجم مارلون براندو والذي تعلمت علي يديه الكثير.

وحول أدائه لشخصية رجل الشرطة الفاسد والعنصري في عدد من الأفلام الأمريكية قال:

أعتقد ان الممثلين في أمريكا لا يجيدون أداء أدوار الشرطي الفاسد في المجتمع.. ولكنني أحببت ذلك الدور.. وعندما قبلت أداءه فلأنني شعرت أنه يطرح قضايا كثيرة قد تهم أبناء الوطن.  

خواطر فنية

نادر أحمد

* كان شهر ديسمبر ينفرد باقامة مهرجان القاهرة السينمائي.. الآن الشهر ازدهم بمهرجانات كثيرة وفي توقيتات متداخلة.. مهرجان مراكش للسينما.. مهرجان دبي السينمائي ومهرجان القاهرة للإعلام العربي.. حقاً ما الدنيا إلا مهرجان كبير.. عفواً مهرجانات كثيرة!!

* احتجاج عدد من زملائنا الصحفيين لعدم وصول دعوات حضور حفل الافتتاح وتناقله عبر وكالات الأنباء العالمية واذاعته في الفضائيات وضع إدارة المهرجان في موقف سييء لا يحسد عليه لأن شخصية الصحفي في الخارج لها مكانتها وكيانها واحترامها.. وكما يعلمون كرامة المهنة لا يعادلها شيء!!

* اغفال اسم الكاتب الصحفي شريف الشوباشي رئيس المهرجان السابق في التنويه الذي يذاع عن المهرجان طوال أيامه مع ذكر الرؤساء السابقين للمهرجان "سقطة" من إدارة المهرجان في حق نفسها إذ يجب أن لا تدخل الخلافات في محو حقيقة دامغة!!

* توقيت عرض فيلم المخرج يوسف شاهين "هي فوضي" دليل قاطع علي أن رجل الشارع أصبح لا يهتم بمهرجان القاهرة السينمائي.. فهل كان يجرؤ أي منتج عرض افلامه اثناء المهرجان خاصة أيام سعد الدين وهبة!!

* اللقطة العفوية التي قدمها الفنان عمر الشريف بتقليد طريقة سير رفيق عمره أحمد رمزي.. نالت اعجاب الحضور ودهشتهم في حفل الافتتاح.. بل أنها خطفت الأضواء من الكوميديا التهريجية لأحمد حلمي!!

* يقبع المركز الصحفي للمهرجان بمفرده بجوار العروض السينمائية بالمسرح الصغير بينما الفاعليات الحقيقية للمهرجان والتي تشمل افلام المسابقة الرسمية والندوات الرئيسية والمؤتمرات الصحفية للضيوف والنجوم بمقر المهرجان بالفندق.. نحن أمام طريقين اما عودة عروض افلام المسابقة ولقاءات النجوم بالأوبرا.. أو نقل المركز الصحفي للفندق!!

* تعجبت من مشاركة أربعة افلام مصرية في مسابقة الافلام العربية بينهما فيلمان يشاركان في المسابقة الرئيسية الرسمية للمهرجان والمنافسة لاقلال الدول الأجنبية.. بينما إدارة مهرجان الاسكندرية السينمائي كانت تدق علي الطبلة منذ شهرين وتلف في الحواري والأزقة تنادي.. فيلم مصري واحد ياولاد الحلال!!

الجمهورية المصرية في

03.12.2007

 
 

مهرجان مصر السينمائي مازال في الصدارة 

بدون أي رغبة في التحيز لمصر وفن مصر وفناني مصر ومهرجانات مصر لكن الذي نراه علي أرض الواقع يقول إن مهرجانها السينمائي الدولي الذي احتفل هذا الأسبوع بدورته الـ‏31‏ أكد لنا أن الفن المصري والإرادة المصرية ولن أقول الريادة لأنها استخدمت كثيرا في غير موقعها ولكن فقط أقول إنه بالفعل الفن المصري في وضع متميز وأن مهرجان القاهرة السينمائي لن يضيره مطلقا أن يكون إلي جانبه يسبقه أو بعده بوقت قصير مهرجان هنا أو مهرجان هناك‏.‏

مهرجان في مراكش‏..‏ مهرجان في دبي وأيضا مهرجان للإعلام في نفس التوقيت مع مهرجان السينما‏..‏ كل هذا لا يضير مهرجانا ثبت أقدامه علي مدي ثلث قرن وحصل منذ أكثر من ربع قرن علي الصفة الدولية ضمن مهرجانات العالم بمعني أن الأفلام الفائزة في مسابقته معترف بها دوليا‏,‏ وهي بالطبع من خلال لجنة تحكيم دولية تضم عددا من معظم بلاد العالم بل أقول من معظم القارات‏.‏

وإذا كان حفل افتتاح المهرجان هو النافذة الأولي التي يطل منها المواطن علي هذا المهرجان فأقول إن هذا الاحتفال كان موفقا في تنظيمه في مراسم الاحتفال وفي تقديم نجومه وديكورات خشبة المسرح وإعداده من كافة الأوجه بما يوازي بالفعل قيمة هذا البلد الذي احتشد معظم نجومه لحضور هذه الاحتفالية وتكريم نجوم العالم التي تمت دعوتهم إليه‏.‏

تحية لكل المكرمين وتحية لهذه الأسماء فاروق حسني وزير الثقافة وعزت ابو عوف رئيس المهرجان والنجم العالمي عمر الشريف ورجل الاعمال نجيب ساويرس وسهير عبد القادر مديره المهرجان وتحية خاصة لتكريمه ابنة الفنان العظيم الراحل نجيب الريحاني الذي تم اهداء هذه الدورة له والذي استلمت جائزته ابنته التي يراها جمهور مصر لأول مرة وهي تعتلي خشبة المسرح باكية من فرط التأثر‏.‏

الأهرام اليومي في

03.12.2007

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)