كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

يوميات مهرجان "كان" السينمائي الدولي..(9)

فيلم واحد حوله من شخصية مجهولة إلى مخرج معروف عالمياً

فاتح أكين: أعكس حياتي الخاصة على أحلامي

محمد رضا

مهرجان كان السينمائي الدولي الستون

   
 
 
 
 

بفيلم واحد فقط قفز المخرج الألماني، التركي الأصل، فاتح أكين من مصاف غير المعروفين الى مصاف المعروفين فعلاً. في سينما لا يمكن أن تتقدّم إلا بفضل الجهد المخلص والعمل المثابر والنظرة المتأنيّة للحياة، يجد فاتح أكين المجال مناسباً اليوم للعودة الى الأضواء. فيلمه السابق “تصادم” كان خطف الدب الذهبي من مهرجان “برلين” السينمائي الدولي قبل ثلاث سنوات ما جعله لفت انتباه المجتمع السينمائي حول العالم. لكن الأمر لم يتوقّف عند ذهبية برلين وجائزة “اتحاد النقاد السينمائيين الدولية” التي نالها في ذات العام، بل امتد ليشمل “جوائز الفيلم الأوروبي” وجوائز السينما الألمانية فيما بعد. في نهاية العام الماضي دخل أكين تصوير فيلمه الجديد “حافة الجنّة” الذي عُرض هنا قبل يومين وبناءً عليه تمّت هذه المقابلة. ولد المخرج سنة 1973 وأقدم أساساً على إخراج الأفلام القصيرة وبعضها نال جوائز في مهرجان لوكارنو من بين أخرى.

·     هذا الفيلم الجديد لك، وفيلمك السابق “تصادم” يشملان موضوعاً واحداً وهو صعوبة العيش في عالمين معاً. العالم الشرقي المتمثّل بتركيا والعالم الغربي المتمثّل بألمانيا. هل تستمد رسالتك هنا من كونك ولدت ألمانياً من جذور تركية؟

 نعم. بالطبع. وأحاول أن أجهد في سبيل عكس حياتي الخاصة على أفلامي من دون أن ألوّنها بالطابع الذاتي أكثر من اللازم.

·         هل هناك المزيد من هذا الإنعكاس؟

فيلمي المقبل سيكون آخر الحلقات في هذا الشأن. بعده سألتفت الى مواضيع أخرى لا علاقة لها بتجربتي في الحياة.

·         وعما يتحدّث عنه فيلمك المقبل؟

إنه فيلم تسجيلي بعنوان “زبالة في حديقة عدن” وهو عن قرية تركية تحارب المسؤولين الذين قرروا السماح للنفايات بأن تُدفن او تُحرق هناك. هذا ليس عدلاً.

·         لكن ما علاقة التجربة الخاصة بفيلم يحمل هذا الموضوع؟

حين تحدّثت عن فيلمي المقبل، قصدت فيلمي الروائي المقبل وليس هذا الفيلم التسجيلي. معك حق، لا علاقة بين التجربة الخاصة وموضوع مثل هذا يهم البيئة وصحّة الإنسان والعدالة التي يطالب بها أهل القرية.

·     يلتقي “تصادم” و”حافة الجنّة” في أنهما يبدوان كما لو أن الفيلم الجديد هو تواصل للفيلم السابق. هذا أكثر من مجرّد استخلاص تجربة.

صحيح لو أن الفيلمين متواصلان. لكن “حافّة الجنّة” ليس جزءاً ثانياً من الفيلم الأول ولو أن الموضوع هو التصادم بين عالمين. حينما كنت أكتب فيلمي الأول “تصادم” قررت أن يكون موضوعه عن الحب. لذلك تبحث المرأة عن الرجل الذي ترك ألمانيا وعاد الى تركيا لعلّها تجده.

حينها خطر لي أن أجعل موضوع فيلمي التالي، “حافّة الجنّة” الموت والى أن وصلت الى مرحلة إنجاز هذا الفيلم أصبح واضحاً لديّ أنني أتحدّث عن الموت كفكرة وليس كحالة محدّدة. أردت أن أتحدّث عما يقع في العالم اليوم. فيلمي الثالث سيكون عن الشر.

·         هل كتبته؟

كتبت مشاهد وإشارات مبدئية. لم أجلس بعد وأنجز السيناريو الكامل.

·         الصراع الذي في “حافّة الجنّة” صراع قائم بين الإسلام والغرب.

نعم، لكن وصفك ربما كان مجرّداً. “حافة الجنّة” هو عن الصراع الحالي بين الديانات هذا الصراع موجود في تركيا وفي ألمانيا وبالطبع في أماكن أخرى.

·         هل تحرض على إبراز التناقضات الحياتية والحضارية في أفلامك؟

نعم ففي “تصادم”، فيلمي السابق، نرى ذلك متمثّلاً في الحرية من جهة ثم محاولة تقويض صناعة سينما البورنو.

·         لكن سينما البورنو ليست فنا وليست ذات قيمة وربما من الأجدر بالحضارة التخلّص منها.

هذا ليس شأنها. الحضارة ستتخلّص منها عندما تصعد فوق الصراعات وتثري حياة الناس بحيث تبتعد عن الصناعات المتدنية او العادات غير الضرورية. لكن ليس من شغل المنشغلين بنشر الحريّة منع أي شيء لأن ذلك تناقض مع مبدأ الحرية ذاتها. في “حافّة الجنة” يكمن التناقض في صميم المنحى الأيديولوجي. معظم الأتراك لا يؤيّدون حكومة إسلامية لكن معظمهم أيضاً يعارضون أوروبا.

المفكرة

*“لماذا يتصرّف الناس هكذا؟ لماذا هم شغوفون بتدمير أنفسهم؟”السؤال تطرحه المخرجة ليلى كونورز بعد عرض فيلم “الساعة 11” على مجموعة من النقاد الذين جلسوا حولها يسألونها عن الدافع الذي حدا بها، وبشقيقتها ناديا، الى تحقيق هذا الفيلم البيئي وتضيف: “أعتبر أن المناخ الملوّث المنتشر في جميع أرجاء العالم هو الأرق اليومي الذي علينا جميعاً أن نعيشه. أولئك الذين يغضّون النظر هم إما مستفيدون مباشرة  أو موافقون بصمتهم. لقد لوّثوا البحر والأنهر والسماء والأرض. نفقد كل عقدين او ثلاثة نوعاً من الحياة على هذه الأرض”.

*الهجوم على الكوميكس في أوجه حالياً ويترك الساحل الأمريكي في حالة إزدهار ليصل الى الشواطئ الأوربية على نحو ملحوظ. هناك فيلم بعنوان “أساطير” وبميزانية قدرها 35 مليون دولار مأخوذ عن هذا المصدر المرسوم والشعبي سيخرجه اليوناني باتريك تاتوبولوس. وشركة إنتاندرم البريطانية تقف وراء مشروع بعنوان “عصر الظلمات” يُقال أن ميزانيته ستتجاوز الخمسة وعشرين مليون دولار، كذلك هناك “الزمرة المتوحّشة” (غير فيلم سام بكنباه الشهير) و”دم على مسيرة هركوليس” اللذان سيتم تصويرهما تباعاً في إيطاليا. 

###

شاشات ... خيبة أمل كبيرة إن لم ينل السعفة الذهبية

"ألكسندرا" جسر ممدود للثقافة بين الناس جميعاً

سيكون الأمر فضائحياً لو أن لجنة التحكيم، برئاسة المخرج البريطاني ستيفن فريرز، منحت السعفة الذهبية غداً لفيلم غير “ألكسندرا”. سيكون الأمر عيباً ووصمة، خيبة أمل وخسارة وعدم ثقة من بعد هذا اليوم بالفريق الذي يألوا على نفسه الخروج بقرارات يُعيّن فيها النتائج بناءً على رؤاه.

فيلم ألكسندر سوخوروف هو الفيلم الذي يستحق الجائزة، إنه جسر ممدود للثقافة بين الناس جميعاً، بين الشيشانيين والروس في تلك الأرجاء ثم بين المسلمين والمسيحيين في كل مكان. لكن هذا الجسر الإنساني لم يكن ليأتي مهمّاً وملهماً لولا أن المخرج سوخوروف، صاغه بالأسلوب الخاص الذي يتميّز به. أسلوب عمل قائم على متابعة لحظات الدفء الإنسانية المتواصلة عبر هذا الفيلم.

بعد “الصد” بسبره الواسع لحياة عائلية مجهضة في عالم انغلق على نفسه مرّتين (مرّة داخل العائلة ومرّة على العالم حولها) ها هو “ألكسندرا” يسبر غور شخصيات لا حاجة بها لتحكي عن نفسها. تترك للكاميرا متابعتها في مواقفها الصغيرة، في لمحاتها وفي سكونها، في إيقاعها الرتيب كما في تأمّلاتها وما ينتج بعد ذلك من حوارات لها. وسبر الغور لا يعني أن تجعل الكاميرا مثل طوق العنق يحيط بالشخصية ليستخرج منها عمقاً. ذلك سيكون افتعالاً وتركيباً. الأنجح هو ترك تلك الشخصية تتحرّك طبيعياً في بيئة تتفاعل طبيعياً ليؤلف ذلك كله فيلماً طبيعياً بدوره.

سوخوروف، الى ذلك كله، ملك الحنين على الشاشة. لا أعتقد أنه عكسه على نحو جيّد في فيلمه السابق “أب وابن” قبل خمس سنوات، لكنه عكسه جيّداً في كل فيلم عائلي له منذ أن حقق، قبل نحو عشر سنوات، فيلمه الآسر “أم وابن”.

هناك لم يقم بأكثر من تصوير أم تحتضر وابنها الذي يعاودها، يهتم بها، يفعل ما بوسعه لأن تعيش لحظة واحدة أكثر. قبل موتها، يساعدها على الخروج من ذلك الكوخ الذي يعيشان فيه الى ضفّة خضراء على جدول نهر عابر. يعيشان ربع ساعة من تنسّم الطبيعة. يؤخر موتها الى أن تستنشق رحيق الزهور وتمتع ناظريها بجمال الطبيعة مرّة أخيرة قبل موتها، ثم يساعدها على دخول الكوخ ثم يبكيها إذ تستلقي هناك وتموت.

في “ألكسندرا” نلتقي بامرأة مسنّة. روسية تركب القطار متجهة الى ثكنة عسكرية في تشيشنيا لكي تزور حفيدها الوحيد المجنّد خلال تلك الحرب التي شنّها الروس على الشيشان. حين تصل تبدأ يومين من المعايشة. تلحظ بعينين حزينتين حياة الجنود. ما يأكلونه وما يشربونه وكيف ينامون وماذا يفعلون. ترقب بشعور مُتعَب الجنود وهم يعتلون الدبّابات. حفيدها ليس سوى واحد من اولئك الجنود الذين يحاربون لأنه طُلب منهم ذلك، ألكسندرا تتحوّل من جدّة واحد منهم الى أم كل واحد فيهم. تعكس حناناً وتثير ألفة وتجسّد الأمومة.

كلهم يبتسمون إليها حتى حين تؤنّبهم لأن أحدهم يشّدها من يديها لكي يساعدها (“ستفصل يداي عن جسدي”) أو حين يدفعها آخر قليلاً ليحثّها على التقدّم (“لا تدفعني”). ثم يأتي ذلك المشهد الذي يجمعها بحفيدها قبيل مغادرتها المكان. وما سكن حياة بطلي فيلم سوخوروف “أم وابن” يسكن حياة ألكسندرا وحفيدها. الحب في طهارته المُثلى، في صفائه الذي لا يمكن أن تجد مثيلاً له إلا بين أفراد عائلة وليس كل عائلة.

ألكسندرا امرأة مُتعبة، تتحرّك ببطء ولو بعناد، تمشي لاهثة ولو أنها لا تتوقّف وتفصح عن نفسها لحفيدها بكلمات رائعة “جسدي تعب، لكن روحي تستطيع الاستمرار” بذلك تضمّن وجودها رمزاً يُطال كل أم فالأمومة تستمر لكن الأم نفسها تموت.

لكن ماذا عن ما ذكرناه من علاقات شرق وغرب، شيشينيا وروسيا وإسلام ومسيحية؟

في جانب من الفيلم تمشي الجدّة في الأسواق المحلّية، تتعب فترتاح عند صاحب “بسطة” لبيع السجائر اسمها “مليكة”. تتعرّف إليها. تمشي معها الى بيتها وتتركها تعتني بها وقد أخذت تنشد الراحة بعض الشيء. مليكة تفعل ما في وسعها للعناية بها ثم تنادي على فتى قريب لها ليوصلها الى حيث أتت.

قبيل السفر عائدة من حيث أتت، تلتقي ألكسندرا بمليكة. تشكرها كثيراً وتعرض عليها مالا لقاء ما اشترته حين لم يكن معها ذلك المال، لكن مليكة ترفض. مليكة ومسلمات شيشانيات أخريات يصطحبنها الى المحطّة وتعانق ألكسندرا مليكة على الأخص (والمرأتين الأخرتين) بحب شديد. هذه ألفة لا تجد لها مثيلاً في أفلام أخرى، وهي لا تتبدّى على الشاشة كما لو كانت أضواء زاهية تحيط لافتات تحمل مضامينها، بل -وبسبب أسلوب المخرج- واقعية، صادقة، مخلصة، الكاميرا هنا مجرد عين المشاهد على طينة الحياة الحقيقية. العلاقة التي بين مضمون المشهد وبين عين المُشاهد علاقة غير صناعية، مثل حب ألكسندرا لحفيدها طاهرة.

“تعالي لزيارتي”

تقول ألكسندرا لمليكة:

“فعلا؟”

ترد ألكسندرا:

“بالطبع. أنا بانتظارك. أريد أن أتحدّث إليك”.

تستطيع بهذه الكلمات (ومن دون أن تغيّر الكاميرا موقعها في لقطة بعيدة متوسّطة) أن تلتقط من الشخصيات المزيد من الرغبة في التواصل كاسرة الحواجز. ألكسندرا ومليكة برهان على أن السلام هو امرأة، الحرب هي رجل. 

###

سجل "كان"

1967

7 أفلام من بييترو جيرمي، روبير بريسون، غلوبر روشا، جوزف لوزي، ألان جسوا، و-لأول مرة- فرنسيس فورد كوبولا (“أنت ولد كبير الآن”). المخرج الجزائري محمد لخضر حامينا قصد المهرجان بفيلمه “رياح الأوراس”.

فيلم السعفة:

****   Blow Up   “تكبير”  (مايكل أنجلو أنطونيوني- بريطانيا)

مصوّر (ترنس ستامب) شاهد الكثير لكن شيئاً لم يؤثر فيه بعد، يلتقط في أحد الأيام ما قد يكون مفتاح جريمة قتل. شخصيات أنطونيوني هذه المرة تختلف عن شخصيات أفلامه السابقة من حيث إن أياً منها لا يستدعي التعاطف، حتى الشخصية التي تؤديها فانيسا ردغراف حادّة وتثير التساؤلات حول نيّاتها. لكن هذا هو جزء من الصورة الغامضة الكبيرة التي يرسمها. العنوان إشارة الى قيام المصوّر بتكبير لقطاته الى أكبر حجم ممكن رغبة في الوصول الى عمق بحثه.

1968

كانت هناك دورة، لكنها لم تكتمل ولم توزّع جوائز بسبب ثورة الطلاّب ذلك العام. من بين الذين أمّوها بأفلامهم  المجري ميكلوش يانشكو، الألمانية ماي زترلينغ، الإيطالي كارلو ليزاني، التشيكي ميلوش فورمان والفرنسي ألان رينيه بين آخرين.

1969

“كان” دائماً ما عرض أعمالاً ذات ايديولوجيات يسارية (أفلام بترو جيرمي، إليو بتري، أنطونيوني، فيسكونتي، غلوبر روشا، إميليو فرنانديز، لوي بونييل وآخرون). هذا العام أضاف للمجموعة كوستا- غافراس الذي فاز فيلمه “زد” بجائزة “لجنة التحكيم”.

فيلم السعفة:

...   ****If  “إذا...” (لندساي أندرسُن- بريطانيا)

لندساي أندرسُن كان أحد المخرجين اليساريين الغاضبين في السينما الإنجليزية الجديدة التي صاحبت، زمنياً، “موجة السينما الجديدة” الفرنسية. وفيلمه هذا هو أقصى الغضب الممكن على الطبقية والتقليدية في مجتمع وجده المخرج غير قابل للإصلاح الا بثورة شبابية. مالكولم ماكدووَل يقود هذه الثورة في حكاية مكتوبة للترميز بخيال جانح وبإخراج مؤلف من مشاهد طويلة. 

###

أوراق ناقد ... الفوز اللبناني

بعد أن وجدت نادين لبكي نفسها محاطة بأكثر مما توقّعته من نجاح، فوجئت بأن حفل تقديم فيلمها “سكّر نبات” لم يكن النهاية.

المخرجة اللبنانية التي عرضت هذا الفيلم (من بطولتها أيضاَ) في إطار “نصف شهر المخرجين” وواجهت، هي والممثلات اللواتي كن معها، أكثر من  سبع دقائق من التصفيق عند نهاية العرض، اكتشفت في اليوم التالي أن الفيلم مطلوب من شركات توزيع عالمية بهدف عرضه في مناطق متعدّدة.

كبداية، بيع الى الولايات المتحدة عبر شركة اسمها “رودسايد أتراكشنز” وبعد عروضه الجماهيرية في الصالات الأمريكية، سيؤول الفيلم الى محطة “إندبندنت فيلم تشانل” الأمريكية التي تريد عرضه تلفزيونياً.

كذلك ابتاعته شركة “لامود” لسوقي ألمانيا والنمسا. ثم تقدّمت الشركة السويسرية فرنتيك واشترته. كذلك فعلت شركات سسيفيل الكندية، وهوبسكوتش الأسترالية وشانتييه التركية ولومبيير البرازيلية.

وإليها أضف شركات حصلت على حقوق توزيعه في كل من إسبانيا (شركة “ألبا كلاسيكس”)، البرتغال (“أتلانتا”)، اليونان (“روزباد”) وفي فرنسا واحدة من أكبر شركات التوزيع الفرنسية وهي “باك”.

المشروع كان وَرد الى شركة “روتانا” السعودية حين كان لا يزال حبراً على ورق. كنت حينها (قبل نحو عام ونصف العام) أعمل مستشاراً لقراءة النصوص وكتبت تقريراً أنصح بقبول المشروع وتمويله. لكن “روتانا” قررت المضي عنه (تقول الآن أن المخرجة غيّرت في شروطها) فتبنّته الشركة اللبنانية المنشأ “صبّاح ميديا”. الآن “صبّاح ميديا” التي ستوزّعه في كل أنحاء الشرق الأوسط تعيش نعمة قرارها ذاك إذ إن كل عمليات البيع تتم بها ولها.

هذا من ناحية، أما من ناحية أخرى فإن معنى هذا الكلام هو التالي: السينما اللبنانية، وحدها بين سينمات المنطقة، حضرت “كان” هذا العام ووحدها -بالتالي- استفادت معنوياً وماديّاً منه. ما يجعلني أهيب بالمسؤولين الذين لم يقصّروا هنا إعلامياً فأنشأوا مكتباً في السوق وأقاموا حفلة ليلية ساهرة وأمسية لعرض ثلاثة أفلام روائية أخرى، بأن يواصلوا مد يد العون الى هذه السينما التي تتقلّب، كحياة اللبنانيين جميعاً، على نار الظروف القاهرة. ومع أنها برهنت عبر محطّات كثيرة على أنها أقوى من هذه الظروف، الا أن النجاح الحالي يتطلّب أن يسعى المسؤولون الى إدراجها في أولويّات سياساتهم الإعلامية.

لا أقول إن الفيلم نجح لأن لبنان في محنة (شركات التوزيع ليست جهات خيرية) بل نجح لأن الفيلم يمتلك ناصية لغة دولية هي الصورة. يمتلك الموضوع الذي يدعو للألفة والمحبّة والأسلوب الذي يعرض على مستويين بنجاح متواز: مستوى الحدث المرتسم ومستوى ما تحته، أو بعده، من رسالات.

الى الآن فإن الدعم الفعلي الوحيد للسينما اللبنانية هو ذلك المتأتّي من مجموعة مخرجيها الجيّدين: بهيج حجيج، جوانا حاجي توما، خليل جريج، جان شمعون، غسّان سلهب، ميشيل كمّون وفيليب عرقتنجي، واليوم نادين لبكي (ولولا سوء فيلم “الرجل الضائع” لأمكن ضم مخرجته دانييل عربيد الى القائمة). هم الذخيرة التي تحارب بها السينما اللبنانية بحثاً عن غد أفضل.

الخليج الإماراتية في

26.05.2007

 
 

سينمائيات

مهرجان كان سنة الطوفان

بقلم: مصطفي درويش

وجدتني، وكأني في حلم، مستقلا لأول مرة الطائرة الي باريس حيث اقمت بضعة أيام.

ومنها توجهت بالطائرة الي مدينة 'نيس' فكان' حيث الدورة العشرين لمهرجانها، السينمائي الكبير.

ووقتها كانت فعاليات المهرجان لا تبدأ مثلما تبدأ الآن، أي في منتصف شهر مايو، وانما تبدأ قريبا من نهاية شهر ابريل.

كان ذلك قبل أربعين سنة، أي سنة طوفان الخامس من يونيو 'حزيران' أو سنة ما اصطلح علي تسميته تارة بحرب الايام الستة، وتارة أخري بحرب الست ساعات.

وعلي كل، فالمهرجان بدأ في السابع والعشرين من ابريل واسدل الستار علي أعماله باعلان جوائزه يوم الثاني عشر من مايو، أي قبل يوم الطوفان بتسعة عشرة يوما.

ولقد كان من بين عروضه الرسمية تسعة وعشرون فيلما روائيا طويلا.

وكما كان متوقعا فاز 'تكبير الصورة' ­ الاسم الذي عرف به في مصر 'انفجار بالسعفة الذهبية، جائزة المهرجان الكبري.

وأول عرض لانفجار كان في دار سينما صغيرة بمدينة نيويورك لجس نبض الرأي العام.

وسرعان ما اثار ضجة كبري وسط النقاد، واحتار في أمر بعض مشاهده الجريئة الرقباء.

ولانني كنت علي علم بالضجة والحيرة اللتين احاطتا به، فقد اتصلت بوصفي مدير الرقابة علي المصنفات الفنية وقتذاك، بشركة متروجولدين ماير صاحبة حق توزيعه طالبا الاسراع باحضار نسخة من الفيلم الي ادارة الرقابة.

وبعد أيام من الاتصال جاء بالنسخة المطلوبة الي الادارة حيث شاهدته، قبيل سفري الي فرنسا حيث مهرجان 'كان'.

ومما لفت نظري في الفيلم مستوي مدهش من الابداع، يتفجر منه فنا غزيرا، وحشد من اللقطات المحظورة رقابيا، لو تركت دون حذف، لكان الحساب عسيرا.

ولا غرابة في هذا، فالفيلم كان والحق يقال منعطفا في مشوار 'مايكيل انجلو انطونيوني' صاحب الرباعية الرائعة التي بدأت بفيلم المغامرة وانتهت بفيلم 'الصحراء الحمراء'.

فهو أول فيلم يصوره خارج ايطاليا، ويجري الحوار فيه باللغة الانجليزية، ويختار ممثلوه من غير الايطاليين.

والأهم انه لم يسلٌط الاضواء فيه، كما كان يفعل من قبل، علي الحياة الداخلية للشخصيات، أو علي العلاقات العاطفية، وانما سلٌطها أساسا علي شيء آخر.. الفن المعاصر.

ومن هنا، قصر البطولة علي مصور شاب 'توماس' ، يشع حيوية، ويعيش لاهثا، وراء احداث العصر، بايقاعه السريع.

واختيار لندن الستينيات، وبالذات وسطها الفني، المتمحورة الحياة فيه حول الاستمتاع بالجنس والمخدرات، مكانا للاحداث.

ومما لفت نظري كذلك انه فيلم بلا حبكة تقليدية، والاسئلة المطروحة فيه وما اكثرها بلا اجابات، بحكم خلو السرد من بيان الدوافع والأسباب.

وبناء الفيلم علي هذا النحو جاء متلائما مع شخصية المصور 'توماس' كما رسمها السيناريو.

فحياته كفنان مبعثرة في لحظات، ليس بينها اتصال.

وفنه قوامه التلقائية والصدفة، فضلا عن الغموض.

باختصار، فن يتسم بانعدام النظام وبه، أي 'توماس' تبدأ احداث الفيلم صباح أحد الايام.

وبه تنتهي صباح اليوم التالي وفي أثناء ذلك اليوم من حياته، وبفضل تفاصيل لا تغفلها العين، يحكي 'انطونيوني' الكثير بأقل القليل من الحوار وكان من بين حكاه، حكاية رجل وامرأة في حديقة عامة يراهما 'توماس' من بعيد وهما يتعانقان.

فيلتقط لهما صورة من منطلق ظنه ان ما يراه قصة حب. غير انه عند قيامه بتكبير الصورة في الاستوديو يكتشف ان ما التقطته عين الكاميرا لم يكن في حقيقة الامر حبا، وانما شروعا في قتل رجل غدرا.

فيعود الي الحديقة حيث يعثر علي جثة القتيل.

وفيما هو حائر بين الحديقة والاستديو يختفي كل دليل علي وقوع الجريمة، بسرقة بكرة الفيلم، والصور المكبرة، فضلا عن اختفاء الجثة.

وتزداد حيرته، ومع ازديادها وجدتني حائرا بدوري ومترددا ازاء مشكلة اجازة عرض الفيلم من عدمه وكان مما زاد من ترددي اشتراط المخرج 'انطونيوني' علي الشركة الموزعة الا يمس فيلمه مقص الرقيب فاما يعرض كاملا والا فلا !!

وأيا ما كان الامر فبعد الحرب وما صاحبها من احداث وجدتني اتعامل مع 'تكبير الصورة' 'انفجار' بوصفه عملا فنيا كاشفا لا وجه نقص في أسلوب تفكيرنا، معيدا الينا توازننا فيما لو حاولنا فهم ابعاده، ولو قليلا.

ومن هنا، كانت اجازتي عرضه للكبار فقط، دون أن احذف منه شيئا مع التقديم له ببيان يظهر علي الشاشة، قبل بدء عرضه، يفسر للمشاهد سبب عرضه كاملا.

والحق، انني لم اكن مبتدعا لفكرة كتابة بيان اقدم به الفيلم للناس.

بل كان صاحبها الدكتور 'ثروت عكاشة' وزير الثقافة وقتذاك.

ففي بداية عهدي بالرقابة نصحني ان اكتب بيانا شارحا لأسباب اجازتي فيلما، قد يثير بحكم جٌدة موضوعه، وأسلوبه، بلبلة وانقساما في الرأي العام.

وعلي هذه الخلفية كتبت البيان علي النحو الآتي 'لم يرتض المخرج الايطالي 'انطونيوني' لا يقاع أعماق الصورة 'انفجار' ان يشوه بأي حذف.

وما كان للرقابة وقد سلبت بعض ما قد يبدو انه حقها في الحذف أن تحرم الجمهور اليقظ من متعة الاشتراك الذكي في البحث عن الغريب المستتر وراء المألوف.

ولذلك وافقت علي عرض الفيلم كاملا غير منقوص، ثقة منها في ملكة الفهم.

moustafa@sarwat de

أخبار النجوم المصرية في

26.05.2007

 
 

جريمة بلا عقاب .. وعقاب بلا جريمة!

مهرجان كان : آمال عثمان

جريمة بلا عقاب .. وعقاب بلا جريمة .. قبلة موت من عاشقة تتجرع كأس الخيانة .. وقبلة حياة بطعم التوت الأزرق علي شفاه قلب جريح .. رحلة بحث عن الذات وهروب من الآلام .. وذكريات رحلة أليمة علي جدار وطن حزين .. روح سجينة داخل أعماق جسد ميت .. و جسد بلا روح يرتوي بدماء البشر ورائحة القتل .. عالم يعيش فيه الإنسان علي حافة الضياع والوحدة والخوف والاحباطات.. عالم صورت وجهه الحقيقي كاميرات المخرجين .. وعشنا ملامحه وتفاصيله علي شاشة مهرجان 'كان' السينمائي الدولي في عامه الستين .

بداية جميلة وقوية للمهرجان مع فيلم الافتتاح 'ليالي التوت الزرقاء' أول فيلم ناطق باللغة الانجليزية للمخرج الصيني 'وانج كار واي' أحد أهم صناع السينما الصينية .. وأحد الضيوف الدائمين الذين اعتادوا صعود السلالم الحمراء .. ليس فقط مع أحد أفلامه فحسب .. وانما أيضا كرئيس للجنة تحكيم المهرجان خلال العام الماضي .

والفيلم يشارك في المسابقة الرسمية ، وتدور أحداثه في أمريكا ويستعرض مجموعة شخصيات تعاني من الوحدة والانهيار والفشل في علاقاتها العاطفية من خلال بطلة الفيلم 'اليزابيث' التي تلتقي مع شاب يمتلك مقهي صغيرا يشاركها وحدتها، وحزنها علي انهيارعلاقتها، وفقدان حبيبها ..وتتسرب بداخلهما مشاعر حب مع فطيرة التوت الزرقاء .. التي اعتادت أن تهرب بها كل ليلة من وحدتها، وجراحها علي حبها الضائع .. و تقوم برحلة إلي عالم مجهول ..عبر عدة ولايات أمريكية.. بحثا عن ذاتها .. وهروبا من ذكريات وجراح علاقة حب فاشلة.. وتضطر للعمل في أحد البارات ليلا وفي إحدي الكافيتريات نهارا .. أملا في نسيان جراحها، وتدبير المال الذي يكفي لشراء سيارة ، وتنتهي رحلتها­ التي تحولت الي سلسلة من المغامرات في ممفيس ولاس فيجاس ­ من حيث بدأت في نيويورك مع الشاب صاحب المقهي الذي يمنحها 'قبلة حياة' بمذاق التوت الأزرق .. تنتشلها تلك القبلة من الجراح وتعيد لها الحياة من جديد

الطريف أن المخرج ' وانج كارواي' كان قد دعا بعض الصحفيين إلي مشاهدة تصويرمشهد في مطعم بحي سوهو الشهير في نيويورك، وكان مشهد 'القبلة' يجمع بين بطلي الفيلم 'نورا جونز وجود لو'. الذي يحاول إزالة بقايا فطيرة الحلوي التي تركت آثارها علي شفاه نورا،. وقد صور كارواي هذا المشهد، عن طريق مدير التصوير الإيراني الأصل داريوش خونج، نحو 150 مرة علي مدي ثلاثة أيام وتظهر هذه اللقطة علي الشاشة مرات عديدة، ومن زوايا مختلفة.

والفيلم مليء بالمشاعر الانسانية الدافئة .. وجاء اختيار المطربة نورا جونز التي تقف أمام الكاميرا لأول مرة مناسبا تماما لشخصية 'اليزابيث' التي جسدتها في الفيلم ببساطة، وتلقائية وصدق . وكذلك نجح النجم الانجليزي 'جودلو' في إضفاء جاذبية من نوع خاص علي شخصية 'جيرمي' صاحب المقهي .

ونورا جونز بطلة فيلم 'ليالي التوت الزرقاء' متعددة المواهب فهي مغنية وعازفة بيانو ومؤلفة أغاني .. وحققت شهرتها علي مستوي العالم عام 2003 من خلال البومها الشهير come away with me الذي حقق مبيعات أكثر من 20 مليون نسخة في العالم .. وحصل علي 8 جوائز في مسابقة جرامي الشهيرة .

ورغم أن الفيلم عرض في بداية المهرجان قبل مشاهدة أفلام عديدة أخري .. الا أنه من المستبعد أن يخرج المخرج الصيني خالي الوفاض من المهرجان الذي سبق، وحصل منه علي جائزة الاخراج بفيلمه 'سعداء سويا' عام 1997.. كما حصل بطل فيلمه 'ما حالة حب' علي جائزة التمثيل عام 2000 .

***

واذا كانت القبلة في فيلم 'ليالي التوت الزرقاء' بمثابة قبلة حياة تعيد الروح من علي حافة الانهيار والموت.. فان القبلة في الفيلم الكوري الجميل ' BREATH ' كانت بمثابة 'قبلة موت' تلك القبلة التي وضعت بها إمرأة شابة فاتنه، كلمة النهاية لحياة شاب داخل السجن ، في مشهد من أجمل وأصعب المشاهد السينمائية علي الشاشة الكبيرة !

والفيلم الكوري الذي يعرض في المسابقة الرسمية يصور قصة زوجة تتجرع كأس الخيانة من زوجها .. بعد أن فشلت في الهروب من مشاعرالخداع و الألم والغيرة من خلال التماثيل الجميلة التي تصنعها .. ورعايتها وحبها لطفلتها الصغيرة .. فتقرر الإنتقام من زوجها عبر الاتصال بشاب سجين يائس يقوم بمحاولات عديدة للإنتحار و التخلص من حياته ،ويلتقي الاثنان الزوجة والسجين بعد أن وضعتهما الأقدار علي حافة الاختناق، تحت مراقبة مدير السجن الذي يتابع لقاءاتهما عبر شاشة تليفزيونية .

تحاول الفتاة أن تضفي حالة من البهجة والسعادة علي السجين ، وتحول جدران السجن إلي جزء من العالم الخارجي ، و تتطور علاقتهما الغريبة ، في الوقت الذي يعلم فيه الزوج بتلك العلاقة ، ويفشل في منع زوجته من الاستمرار فيها ، ويقرر إنهاء علاقته بالمرأة الأخري، واسترداد زوجته ،التي تقرر ان تنهي حياتها هي والسجين من خلال 'قبلة' عنيفة وخانقة.. يفشل السجين المكبل اليدين بالقيود والأغلال في مقاومتها ، لكن السجان يتدخل قبل أن يتوقف الاثنان عن التنفس وتنتهي حياتهما ..وينتهي الفيلم بموت السجين علي يد زميله في الزنزانة ،وعودة الزوجة إلي حياتها من جديد مع زوجها وطفلتها ..

إذا كانت الغيرة نفس يرهقنا .. فان المغفرة نفس يريحنا .. واذا كان الأمل نفس يبقينا .. فان الحب نفس يحررنا .. هكذا بدت رسالة مخرج فيلم 'التنفس' الكوري كيم كي ويك الحاصل علي جائزة أفضل مخرج في مهرجان برلين عام 2004 وجائزة الأسد الفضي عن فيلم 'سماريا' من مهرجان البندقية.. وقد أدت بطلة فيلمه المشارك في مسابقة المهرجان دورها ببراعة تؤهلها للحصول علي جائزة التمثيل .

***

من أجمل الأفلام التي عرضت في الاسبوع الاول للمهرجان فيلم 'الغواص والفراشات' .. وهو الفيلم الثالث الذي يخرجه 'جوليان شنابل ' الرسام الأمريكي الذي اتجه للإخراج السينمائي وهو مأخوذ عن مذكرات الصحفي الفرنسي 'جان دومينيك بوبي' الذي يروي من خلالها رحلته مع المرض بعد أن داهمته سكتة دماغية، أصابت جسده بالشلل التام وظلت علاقته متواصلة بالعالم حوله من خلال جفن عينه اليسري .. والذي كان وسيلته الوحيدة في كتابة تلك المذكرات التي حققت أعلي مبيعات في فرنسا .. بعد أن تحول من رئيس تحريرأشهر مجلة نسائية في العالم يعيش وسط الفراشات .. إلي مجرد روح سجينة تغوص داخل أعماق جسد ميت .. وتجلت إرادته عندما نجح بمساعدة طبيبته أن يصنع أبجدية خاصة من الحروف ينقلها إلي مرافقيه .. لينسج منها كلمات وعبارات .. أبدع من خلالها مذكراته .

ورغم أن أحداث الفيلم تدور معظمها داخل مستشفي، الا أن المخرج إستطاع أن يحافظ علي ايقاع مدهش ومثير للفيلم ، ابتعد به تماما عن الاسلوب النمطي لنوعية تلك الافلام وبرع الممثل الفرنسي 'ماثيو امانريك' في تجسيد شخصية 'جان دومنيك' ببراعة ، كما شارك في الفيلم الممثل الفرنسي القدير 'جان بيير كاسيل' ،الذي جسد شخصية والد الصحفي لكن القدرلم يمهله لمشاهدة الفيلم ، حيث رحل عن عالمنا في 19 أبريل الماضي عن عمر 74 عاما ..

***

عاد المخرجان الامريكيان 'آثان وجويل كوين' إلي مسابقة المهرجان بفيلمهما 'لا وطن للعجائز' الذي ينتصران فيه للشر ، وينجح القاتل في تنفيذ جرائمه دون عقاب ! تلك هي فكرة الفيلم الذي تدور أحداثه في المنطقة الواقعة بين مدينة تكساس والمكسيك ، حيث يعثر رجل علي شاحنة مليئة بالمخدرات تحيط بها الجثث المتناثرة ، وحقيبة بداخلها مليوني دولار ، وتبدأ سلسلة من المطاردات العنيفة بينه وبين مجرم محترف القتل بقلب بارد ، لاسترداد حقيبة النقود ، حيث يتعقبه من خلال جهاز صغير مخبأ بين الدولارات !

فيلم 'لا وطن للعجائز' مأخوذ عن رواية للكاتب الأمريكي 'كورماك ماكرثي' ، مصنوع بحرفية سينمائية عالية ،لا تختلف كثيرا عن أفلام الأخوين 'كوين' اللذان اعتادا أن يعودا من مهرجان 'كان' باحدي جوائزه ، وقد جسد في الفيلم النجم الشهير 'تومي لي جونز' دور رجل الشرطة العجوز الذي يحاول ان يتصدي للشر .. لكنه يدرك أنه لا مكان إلا للشر في هذا العالم..وهو دور صغير لا يتناسب مع إمكانياته واسمه الكبير .

***

وتستمر الجرائم بلا عقاب علي شاشة مهرجان 'كان' ..من خلال قاتل مجهول يرتوي بدماء الضحايا.. ويلهو بقتل البشر.. في فيلم 'ذودياك' الذي إعتمد علي سيناريو قوي ومحبك دراميا استطاع من خلاله المخرج 'دافيد فنشر' أن يتعقب السفاح الذي ترك جثث ضحاياه في كل مكان .. والفيلم مقتبس عن رواية تحمل نفس الاسم .. تتناول قصة حقيقية شغلت الرأي العام في الستينيات من القرن الماضي، وحققت أعلي نسبة مبيعات في تلك الفترة .. والمخرج دافيد فنيشر جاء إلي هذا المهرجان للمرة الأولي و يعد من ألمع المخرجين الآن بعد أن حقق فيلمه ALIEN3 عام 1992 إيرادات وصلت إلي 300 مليون دولار وقدم بعده فيلم 'سيفين' عام 1995، و 'غرفة الذعر'.

***

وكما أن هناك جرائم بلا عقاب .. فهناك أيضا عقاب بلا جريمة .. في الفيلم الروسي i izgnanie أو العقاب الذي يصور قصة عائلة تنتقل من المدينة إلي إحدي المناطق الريفية، لتعيش في منزل قديم عاش فيه الزوج طفولته، وفجأه تتحول حياة الاسرة في هذا المكان القاسي البعيد من البهجة والسعادة والحب الي الألم والكآبة والحزن ، وتعترف الزوجة لزوجها بأنها حامل من رجل آخر .. وتبدأ رحلة الشك والغموض والعقاب ، لتنتهي بموت الزوجة بعد أن يجبرها زوجها علي الاجهاض ، مقابل ان يصفح عنها، ويغفر لها خطيئتها .. وفي النهاية يكتشف أنها لم تخنه مع شقيقه ، كما صور له خياله!

والفيلم مستوحي من رواية للكاتب الأميركي الأرمني 'ويليم سارويان' ، اخراج انريه زيفياجوينتسيف الحاصل علي جائزة الدب الذهبي من مهرجان برلين عام 2003 عن فيلمه 'العودة'.

***

تقدمت الخارجية الايرانية باحتجاج رسمي ، إلي الملحق الثقافي لسفارة فرنسا في طهران تحتج فيه علي عرض فيلم الرسوم المتحركة 'بيرتوبوليس' الذي يعرض في المسابقة الرسمية للمهرجان ، والمأخوذ عن قصص مصورة للفنانة الإيرانية الاصل 'مرجان سترابي' التي تحمل الجنسية الفرنسية مع زميلها 'فنسنت بارونو' في فيلم إنتاج إيراني فرنسي مشترك .. وتضمنت رسالة الاحتجاج الإشارة إلي أن مهرجان كان هذا العام إختار فيلما يناهض الثورة الإسلامية في إيران وينال من إنجازاتها، ويتناول الفيلم رحلة ذكريات سيدة إيرانية عانت من الغربة بعيدا عن وطنها منذ طفولتها ، بعد أن أرسلها والدها الي النمسا في نهاية السبعينيات خوفا عليها من ملاحقة الاجهزه الأمنية الإيرانية، ويرصد الفيلم التغيرات التي طرأت علي المجتمع الايراني بعد وصول اية الله الخوميني للحكم بعد عزل الشاه. والفيلم لاقي نجاحا كبيرا عند عرضه في المهرجان وقدمت المخرجة خطوطا بسيطة وجميلة ساعدت علي توصيل أفكارها بسهولة ووضوح .

***

لكل مخرج أسلوبه ولغته السينمائية المتفرده التي يصنع بها اسمه وشهرته وتاريخه .. كما لكل مبدع أفكاره وعالمه الخاص الذي يصل من خلاله إلي جمهوره، وعشاق فنه .. لذلك إختارت ادارة المهرجان 35 مخرجا من أشهروأهم نجوم السينما في العالم ، بحيث يمثلون مختلف المدارس والاتجاهات السينمائية .. ليقدموا فيلم الاحتفال بالعيد الستين للمهرجان الذي تصل مدته الي حوالي ساعتين ..

و يحمل عنوان 'لكل سينماه'.. صور فيه كل مخرج 3 دقائق عن السينما برؤيته وأسلوبه الخاص .. في شكل مواقف أو مشاهد قصيرة ومكثفة حمل أغلبها مواقف كوميدية عبثية وساخرة .. حازت معظمها علي اعجاب المشاهدين .. باستثناء عدد قليل جدا منها .. وكان من هذه الأعمال فيلم المخرج الكبير يوسف شاهين.. الذي تحدث فيه عن نفسه وعن أحلامه في جائزة مهرجان كان وعرض لقطات حصوله علي جائزة المهرجان في عامه الخمسين .

اما المخرج الفلسطيني إيليا سليمان الذي فاز فيلمه 'يد إلهية' بالسعفة الذهبية عام 2005 ، فقد صور باسلوبه الساخرنفسه اثناء محاضرة يلقيها في احدي صالات السينما، حيث تغلق سيارته الطريق، ويضطر ان يقطع محاضرته ليحرك السيارة ! وشارك ايضا العديد من الاسماء اللامعه منهم المخرج رومان بولانسكي وكين لوش والمخرج الايراني عباس كياروستامي، والاسرائيلي عاموس غيتاي والدنماركي لارس فون ترير ومانويل أوليفيرا والياباني أكي كيروسماكي والايطالي ناني موريتي والصيني زانج يمو والكندي اتوم اجويان والالماني فيم فندرز والاخوين كوين وجوس فان سان وغيرهم من المخرجين الذين سبق وحصلوا علي السعفة الذهبية ، و تربطهم علاقات حميمة بالمهرجان الذي صنع شهرتهم ومجدهم .

وفيلم 'لكل سينماه' عرض في الأيام الأولي للمهرجان بحضور عدد كبير من المخرجين المشاركين فيه ،ولاقي حضورا كبيرا فاق جميع افلام المهرجان، والغريب أن الفيلم طرح للبيع في الأسواق علي شرائط DVD بعد أيام قليلة من عرضه في قاعة 'لوميير' الكبري بقصر المهرجان .

آمال عثمان

amalosman23@yahoo.com

أخبار النجوم المصرية في

26.05.2007

 
 

في مهرجان كان الستين :

نجوم العالم علي منصة الاعتراف !

علي الارض الفرنسية.. وفي مدينة 'كان' تلك القبلة التي يولي عشاق السينما وجوههم نحوها كل عام، يزدحم المشهد الآن، بالمئات من المبدعين، وصناع الساحرة الكبيرة بأفلامهم.. جاءوا من شتي بقاع المعمورة يعرضون حصاد انتاجهم الفني ويترقبون بأمل وحذر صدي ما ابدعوه في النفوس والقلوب، وهنا في حضن السينما الحصين يجلس ألمع فرسان السينما العالمية ونجومها علي منصة الاعتراف من خلال مؤتمرات صحفية يلقون فيها بكلمتهم،ويفجرون مفاجأتهم .. بعد أن القوا علي شاشة مهرجان ¢ كان ¢ بثمرة ابداعاتهم ، وعبقرية فنونهم .

الافلام ذات طابع انساني خالص وأنا سعيد بوجود مثل هذه الافلام واتمني استمرارها'.
وعن مسئولية المشاركة كمحكم في مهرجان كان قال المخرج الايطالي ماركو بيلوتشي: 'هذه فرصة عظيمة بالنسبة لي لمشاهدة أفلام صنعت بأيادي مخرجين عظماء وان كنت في نفس الوقت لا أحب فكرة التحكيم'.

وقالت الممثلة والمخرجة البرتغالية ماريا دي ميديروس: 'انه لشرف عظيم المشاركة في لجنة تحكيم مهرجان كان ومتعة حقيقية لاكتشاف أفلام جميلة واعتقد ان متعة اكتشاف هذه الافلام اكثر أهمية من التحكيم بينها وانا اري انه لا يمكن التحكيم بين قطع فنية ولكن علي أي حال فمن الجميل والممتع مشاهدة أفلام من مختلف انحاء العالم'.

الروائي التركي اورهان باموك قال 'نحن كأعضاء لجنة تحكيم هنا لمشاهدة الافلام واختيار أفضلها وكل ما علي أن أذهب لرؤية الاعمال بحماس الطفل الصغير واختيار أكثر عمل يلفت نظري ويؤثر فيٌ'.

فيلم الافتتاح

عقد أول مؤتمر صحفي لفيلم 'ليالي التوت الزرقاء 'والتقي مخرج الفيلم الصيني وونج كارواي بالصحفيين ليجيب عن أسئلتهم وكان معه أبطال الفيلم المطربة نوراجونز والممثل جود لو.

وقال المخرج وونج كارواي .. يمثل هذا الفيلم تحدي كبير وقوي بالنسبة لي والسبب في ذلك انه باللغة الانجليزية. وقد رأيت عدد من الافلام مقدمة عن الصينيين برؤية مخرجين أجانب وكان بعضها مؤثر وقوي والبعض الآخر كان سيء والسبب هو عدم فهم طبيعة الشخصية الصينية. وقد أردت دوما تقديم فيلم بلغة أخري غير الصينية .. لكن دائما كانت هناك عوائق تؤدي الي فشله . وعندما عملت في هذا الفيلم كنت اسأل نورا جونز ود لو وكل فريق العمل في بعض الاوقات عن تفاصيل يراها البعض غير مهمة ولكنها بالنسبة لي كانت أساسية حتي لا اقع في أي ثغرة قد تضعف من تكامل الفيلم الذي أردت من خلاله أن أقدم رؤية تلغي الحواجز بين الشعوب والثقافات واللغات ويربط بينها العواطف والمشاعر وقالت بطلة الفيلم نورا جونز:

'لم أخطط ابدا في حياتي لبطولة فيلم، وعندما عرض علي وونج كارواي الفيلم قلت له انني لست ممثلة وانني في جولة حاليا. ولكنني رأيت فيلما له بعنوان ما حالة الحب ¢واعترف بانه من أفضل الافلام التي رأيتها في حياتي وبعدها وافقت علي بطولة الفيلم لثقتي العمياء في هذا المخرج'.

السفاح الامريكي

تقدم المخرج الامريكي دايفيد فينشر أسرة فيلمه 'زودياك' لحضور المؤتمر الصحفي الخاص به وحضر المؤتمر أبطال الفيلم والمنتج والمؤلف.

قال المخرج دافيد فينشر عن الفيلم:

'في البداية عندما عرض علي الفيلم لم اقبله لانني لا احب تقديم افلام مسلسلة ولكنني وافقت عليه عندما عرفت انه عن قصة السفاح الامريكي الشهير والذي لدي ذكريات خاصة مع حوادثه عندما كنت صغيرا'.

وقال الممثل جاك جالينهال عن دوره في فيلم 'زودياك' 'كان لدي الفرصة لقراءة سيناريو الفيلم قبل دافيد وقد اتفقنا علي جمال وروعة السيناريو. وأنا أري انني سعيد الحظ لحصولي علي هذا الدور.

أربعة أشهرثلاثة أسابيع ويومان

شارك فريق الفيلم الروماني أربعة أشهر وثلاثة أسابيع ويومان' في المؤتمر الصحفي للاجابة علي أسئلة الصحفيين وحضر المخرج كريستيان مونجيو وفلاد ايفانوف واليكس بوتوكيون أما الممثلة الرئيسية أناماريا مارينكا والتي .تعيش في لندن بعد احترافها التمثيل هناك فقد غابت عن الحضور للمهرجان .

وقال المخرج كريستيان مونجيو:

لم اريد ان اقدم فيلما عن الشيوعية في البداية ولكن تناولت فكرة الاجهاض حتي لا يكون الفيلم يتحدث عن الشيوعية بشكل مباشر ولكن توجد اشارات للشيوعية في بعض مشاهد الفيلم، واعتقد ان الاجهاض دليل ومثال جيد علي مدي تأثير الاعلام والدعاية والتعليم علي ادراكنا ونشأتنا .

ويشرح كريستيان مونجيو مسألة منع الاجهاض في رومانيا:

كان الاجهاض غير قانوني في رومانيا حيث منع الرئيس الروماني السابق تشاوشسكو الاجهاض وذلك لمجيء أجيال تدعم الشيوعية وتقوم ببناء العالم الشيوعي وقد كنت من بين الاجيال التي جاءت بهذه الطريقة ولذلك شعرت انه من المهم تقديم مثل هذا الفيلم وكانت احدي مظاهر الحرية في رومانيا بعد سقوط الشيوعية اصدار قانون باجازة عمليات الاجهاض.

وقال مونجيو عن السينما الرومانية: 'لا يوجد في رومانيا نظام النجم في السينما ونحرص في رومانيا علي الاشتراك في المهرجانات وأهمها بالطبع مهرجان كان وأنا متفاءل ان السينما الرومانية ستشهد مزيد من التطور.

أغاني الحب

حضر المؤتمر الصحفي للفيلم المخرج كريستوف اونوريه والممثلون لويس جاريل ولوديفين ساجنير وجريجوري لوبرينس رينجويه والمطرب والملحن اليكس بوبان.

قال كريستوف أونوريه عن بداية التجهيز للفيلم.

'تربطني بالملحن اليكس بوبان صداقة قوية منذ صغرنا ونشترك نحن الاثنان في حبنا للموسيقي وفكرنا معا في تقديم فيلم موسيقي مختلف عن غيره واعتمدنا علي اغاني اليكس في الفيلم'.

أما اليكس بوبان فقال: 'كنت خائف قليلا في البداية لان أونوريه عرض علي الفيلم في شهر سبتمبر ثم بدأنا تصويره بعدها بثلاثة أشهر فلم استعد جيدا للفيلم ولكن كنت متحمس جدا له وخاصة انه كان علي تدريب الممثلين والممثلات علي اداء اغنياتي فكانت تجربة مثيرة للغاية.

وقال كريستوفر اونوريه عن الاطار الرومانسي للفيلم:

'الرومانسية هي الفكرة الرئيسية للفيلم وتلعب الاغاني دور كبير في هذا الفيلم لانها تعبر عن مشاعر الحب التي لا يستطيع الافراد التعبير عنها بانفسهم وفي افلامي السابقة كنت اتجنب المشاعر العاطفية لانني كنت اخشي الفشل في توظيف المشاهد الرومانسية ولكنني في هذا الفيلم اعتقد انني نجحت الي حد كبير'.

فيلم اسرائيلي

عقد المخرج رافائيل نادجاري مؤتمر صحفي لفيلمه 'تهيليم' وكان معه ابطال الفيلم مايكل موشونوف وليمور جولدستين ويوناثان الستر الي جانب منتج الفيلم:

'قال المخرج عن الاسئلة التي وجهها الفيلم:

هل علي الانسان ان يصدق أم لا؟ وهل عليه ان يصلي أم لا؟ وغيرهما من الاسئلة التي طرحها الفيلم ولكننا لم نعطي اجابة عليها ومع ذلك اتضح عنصرين لي بعد انتهائنا من التصوير، الاول انه لا يوجد انسان يلتزم بالحقيقة والثاني الشعور الذي يواجه أي انسان يتعرض الي الخسارة أو الضياع'.

قال الممثل مايكل موشونوف عن الفيلم:

'هذا الفيلم بالنسبة لي يعد مغامرة رائعة وخبرة كبيرة وخاصة مع كل الملامح والجزئيات التي ترسم هذا العمل'.

وتقول ليمور جولدستين عن الفيلم:

يصور الفيلم ،كيف يتعامل الفرد مع الحياة عندما يتعرض لخسارة عظيمة؟ كيف يحيا؟ كيف يجعل أسرته تحيا بعد هذا الضياع'.

لا وطن للعجائز

يعود الاخوان كوين بفيلم جديد للمسابقة الرسمية هو 'لا وطن للعجائز' وفي المؤتمر الصحفي لهذا الفيلم حضر الاخوان كوين وأبطال الفيلم جوش برولين وجافيير بارديم وكيللي ماكدونالد.

قال جويل كوين عن قصة الفيلم: 'عندما قرأت أنا وأخي القصة اتضح لنا انها قصة بوليسية نوعا ما وما شدنا الي هذه القصة ان ابطالها الثلاث يمثلون دائرة تدور حول نفسها ولكن الشخصيات نفسها لا تلتقي أبدا'. 

حوارات النجوم تتحدي شعار ' ومن الصمت ما قتل'

كلام النجوم أغلي من الذهب.. علي شاطئ الريفيرا الفرنسية!

لا صوت يعلو الآن علي صوت السينما في مدينة كان .. ولا حديث هناك سوي عن المهرجان الذي بلغ من عمره سن الحكمة .. وعن نجوم ومخرجي أفلامه الذين تكون حواراتهم علي شاطئ الريفيرا أغلي من الذهب .. لذلك تتسابق كل وسائل الاعلام ومراسلوها وتهرول عدسات المصورين لتسجل مع نجوم تلك الأفلام ومبدعوها الكبار .. حوارات تليفزيونية وصحفية .. لاتنقصها الجرأة ولا الصراحة .. حوارات يصبح فيها الكلام مباحا والصمت مستباحا. 

يواجه انتقادات حادة بسبب النهاية ترانتينو:

السعفة الذهبية تنتظرني بعلامة موت!

·         ­ عملت كممثل سينمائي وتليفزيوني ومنتج ومؤلف ومقدم برامج مخرج أفلام قصيرة وطويلة كل هذا، أين تجد نفسك؟


­
أن لم اجد نفسي بعد أنا في حالة بحث دائم ، فحين اقوم بالتمثيل أحاول العثور علي شخصية اتمني لو كنت عليها في وقت ما، وقد جسدت شخصية قاتل.. لكني بالطبع لا أرغب أن أكون قاتل.. ومثلت أيضا دور صحفي وطباخ.. و أدوار أخري عديدة وعندما اقوم بالاخراج أحاول ان انقل للعالم اجمع رسالة ما بداخلي، وأرجوك لا تسألني عن هذه الرسالة، لانني لن استطيع أن اوضحها. علي أي حال أنا أفضل الاخراج.. واعتبره مجالي الاول.

·         وكيف تري المهرجان هذا العام؟


­
اعتقد ان المهرجان مختلف كثيرا هذا العام، وأنا معجب جدا بشعار المهرجان وأري تنوعا كبيرا في الافلام المشاركة وهو بالطبع شرف كبير لي أن اشارك اعظم صناع السينما في العالم في هذه الاحتفالية الكبري.

·         كيف تري فرصة فيلمك ¢علامة الموت¢ في المنافسة علي السعفة الذهبية هذا العام؟


­
ساحصل علي السعفة الذهبية ! أنا امزح بالطبع، ولكن كما قلت من قبل انه شرف كبير لي ان اشارك في المهرجان واتمني من كل قلبي أن احصل علي جائزة، فأنا اعتقد ان جائزة مهرجان كان السينمائي ارفع جائزة سينمائية في العالم وأفضل من جائزة الاوسكار وجميع الافلام المشاركة علي درجة عالية من البراعة والجودة وتحمل أفكار مختلفة لحضارات مختلفة، وأنا علي المستوي الشخصي والمهني استفدت كثيرا وتعرفت علي العديد من المخرجين والممثلين وتبادلنا الاراء حول مختلف المواضيع

·         في حالة فوزك بالجائزة من أول شخص ستوجه له الشكر؟

سأوجه الشكر لوالداي ولجمهوري

·         مشهد مطاردة السيارة في فيلمك من أصعب المشاهد في السينما، فما قصة هذا المشهد؟ وكيف خرج بهذا الشكل ؟

 ­
­
لن اخفي سرا، هذا المشهد كنت علي وشك حذفه تماما من الفيلم لاني اعتقدت انه من الصعب جدا اخراجه بالشكل الذي اريده، وبعد اجتماع عقدته مع طاقم العمل باكمله، استطعت ان انقل لهم فكرتي حول المشهد، وقمت بكتابة ملاحظاتي في حوالي عشرين صفحة، والحمد لله ان المشهد خرج بهذا الشكل المشرف، وشكرا لكل العاملين فهم أصحاب الفضل الحقيقي في هذا المشهد

·         انتقد الكثيرون وضع نهايتان لفيلمك، فما ردك؟


­
 ولماذا يحاولون فرض وجهة نظرهم، لكل منا رأي والسينما فن يعتمد علي الخيال والجرأة والمغامرة، وأنا عندما قمت بهذه الخطوة كنت واضعا في اعتباري مختلف الحضارات والثقافات التي ستتابع الفيلم، وأنا استطيع بواسطة المونتاج تغير دفة الاحداث كما أنني ارفض أن ارد علي من يهاجموني واترك الحكم النهائي للمشاهد لانه الحكم الافضل وليس بعض النقاد الساذجين.

·         حسنا، ولكن ما الذي يحدد اتجاهاتك الفكرية أو الخاصة بسيناريو الفيلم؟


­
المحرك الاساسي هو السيناريو والشخصيات ودوافعهما وأنا أفضل ترك الشخصيات تتحرك كما لو كانت طبيعية وليست كالعرائس يحركها المؤلف، فغياب الاحساس بوجود مؤلف اعتبره نجاحا للمؤلف وكاتب السيناريو، ودوري كمخرج وضع كل شيء في اطاره الصحيح

·         ­ بعيدا عن كان وعن النقاد، لماذا انت رجل تطاردك الشائعات وخاصة النسائية منها؟ ولماذا لم تتزوج الي الآن؟


­
 أنا رجل لا ابحث عن الشائعات للشهرة، و اعترف انه كان لدي الكثير من العلاقات النسائية وأغلبها معروف للجميع مثل الممثلة ميرا سورفينو والمخرجة أليسون اندريس وصوفيا كوبولا، ولا استطيع أن أنسي الممثلة الفرنسية موج دريفوس وغيرهن، فأنا رجل دائما ابحث عن الجمال، ولا اعتقد انني سأتزوج يوما ما، وان كنتاعشق الأطفال واتمني ات يكون لي أبناء .. من يعلم قد اتزوج يوما ما!! 

صاحب الليالي الزرقاء.. وونج كارواي:

خمس سنوات من المعاناة ضريبة مشاركتي في مهرجان 'كان'!!

واي مخرج موهوب حاصل علي عشرات الجوائز العالمية.. وضيف دائم علي مهرجان كان السينمائي .. بدأ حياته السينمائية كاتب سيناريو ثم اتجه عام 1989 الي الاخراج .. ولد وانج كار واي في شانغهاي و في الخامسة من عمره انقتل مع عائلته الي هونج كونج ، واجهته صعوبات عديدة في تعلم لغة المدينة. . وكان يقضي ساعات طويلة يوميا مع أمه في احدي المسارح، وبعد تخرجه من معهد خاص بالتصميم الهندسي عام 1980، ألتحق بتليفزيون هونج كونج.

·         ­ حدثنا عن فيلمك 'ليالي التوت الزرقاء الذي تشارك به في المهرجان ؟

­ فيلمي الجديد انتاج صيني فرنسي مشترك صورت أغلب مشاهده في الولايات المتحدة الامريكية ولأول مرة في أفلامي استخدم اللغة الانجليزية واتمني ان ينال اعجاب الجمهور.

·         كم من الوقت استغرق تصوير هذا الفيلم؟

تندهش كثيرا، فقد استغرق هذا الفيلم خمس سنوات وهي مدة علي أي حال كبيرة جدا، وكان من الممكن أن أقوم بتصوير أفلام أخري، لكني فضلت التركيز في هذا الفيلم.

·         أشعر أن 'ليالي التوت الزرقاء' بمثل شيء لك أكثر من مجرد فيلم هل هذا صحيح؟

 
­
نعم بالتأكيد هذا ليس مجرد فيلم فأنا اعتبره تعبيرا بعيد المدي من حياتي الشخصية وهناك شخصيات انا اعرفها في الواقع، وعلي المستوي الفني، يعتبر هذا الفيلم نقطة تحول في حياتي المهنية، وهو يحمل الكثير من معاني الحب والرومانسية مع لمحة كوميدية بسيطة.

·         وماذا عن اختيارك لنورا جونز لبطولة فيلمك بالرغم من كونها لازالت ممثلة مغمورة؟


­
انا لم اكن ابحث عن نجمة لتجسيد فيلمي وكنت ابحث عن فتاة تتصرف بطبيعتها تماما، ولم اجد غيرها اجدر بتجسيد الدور، واعتقد انها كانت مميزة جدا بمشاهدة معظم من شاهدوا الفيلم.

·         وماذا عن بطلك جود لو، ومادوافعك لاختياره؟


­
في الحقيقة كنت ابحث عن نجم كبير لهذا الدور وشخص يتسم بالوسامة والجاذبية، ومحترف بقدر كبير حتي يتفهم متطلباتي أثناء التصوير.

·         بعض النقاد علقوا علي كثرة مشاهد الحب وتبادل القبلات في الفيلم، ما رأيك؟

 
­
المتابع الجيد للفيلم يجد انه فيلم انساني لأبعد مدي، وشخصياته يبدون في حالة قلق واضطراب وبحث دائم عن شيء ما. ولهذا كانت هذه المشاهد ضرورية في التصعيد الدرامي وتطور الشخصيات. وأراهن أي ناقد ان يحذف مشهد من هذه المشاهد دون اختلال السياق العام للفيلم وحياة الشخصية.

·     أخيرا سبق لك الحصول علي جائزة أفضل افراح عام 1971 كما قمت برئاسة لجنة التحكيم العام الماضي، هل تعتقد انك ستنال الجائزة هذا العام؟

­ بلاشك اتمني هذا، فقد بذلت مجهود كبير مع كامل طاقم العمل وادعو ان يكلل هذا المجهود بالجائزة. 

دفاعا عن عمال الانقاذ :مايكل مور:

أطلقت صاروخا موجها ضد إدارة بوش !

لعله واحد من أكثر الاشخاص اثارة للجدل علي مستوي العالم، صدامه مع الادارة الامريكية.. محاولته المستميتة لكشف الحقائق عبر أفلامه وكتبه التي يشاهدها ويقرأها الملايين حول العالم. انه المخرج والكاتب مايكل مور .. المواطن الامريكي ذو الجذور الايرلندية مما يفسر عناده الجامح.. والمولود عام 1954 بولاية ميتشجان .. يشارك مور في المهرجان للمرة الثالثة .. ¢ فهرنهايت 9\11 " ويعرض فيلم مور الجديد ¢ سيكو¢ الذي يستكمل به سلسلة انتقاضاته لادارة الرئيس الامريكي بوش هذا العام في القسم الرسمي خارج المسابق .

·         فيلمك سايكو نال الكثير من النقد والتهديد قبل عرضه ما رأيك؟

الجميع يعلم من وراء هذا الهجوم الشامل علي أعمالي، فالادارة الامريكية الحالية لا تملك شيئا الآن سوي مهاجمة من يستطيع فضح زيفهم وكذبهم وعلي رأسهم الرئيس الامريكي العزيز بوش الابن.

·         ولكن ألا يؤثر هذا علي أعمالك وصورتك في الشارع الامريكي؟

بالطبع لا، فالشعب الامريكي يعرف من يقول لهم الحقائق ومن يروح لهم الاكاذيب، وأنا كلي ثقة في المواطن الامريكي وانهم مهما حاولي تشويه صورتي لن يستطيعوا النيل مني.

·         وماذا عن فيلمك 'سايكو' ما قصة الفيلم؟

فيلم 'سايكو' تدور احداثه عن النظام الصحي في امريكا ومشاكله وتعقيدات وجشع محركات التأمين الكبري في الولايات المتحدة الامريكية التي لا تتلقي دعم من الحكومة، علي عكس ما يحدث في أوروبا وكندا واستراليا

·         ­ وهل لفيلمك علاقة بالحملات الانتخابية التي يجري الاعداد لها علي قدم وساق الآن؟


­
هذا كلام خاطئ تماما وبعيد عن الصحة، فأنا اقوم باعداد فيلمي منذ عام ونصف، ومن يردد الحديث أن الفيلم في مصلحة الديمقراطيين الذين يمتلكون الكثير من الانتقادات للجمهوريين علي ادارتهم للنظام الصحي الامريكي الذي ترك حوالي 20 مليون امريكي دون رعاية صحية

·         ­ بعد عودتك الي الولايات المتحدة قد تواجهه مشاكل قضائية بسبب زيارتك الي كوبا دون اذن رسمي؟

­ أود أن أوضح ان زيارتي الي كوبا لم تكن لصيد السمك أو شراء سيجار فاخر، فقد ذهبت الي كوبا لأكون قريبا من موقع القاعدة الامريكية 'جوانتانمو' والتي تحتجز مجموعة من العرب منذ انتهاء حرب أفغانستان عام 2002، وكيف ان هؤلاء المساجين يتلقون رعاية صحية أفضل من الرعاية الصحية للكثير من الامريكيين؟

·         ­ الي أي حد يصل الخلاف مع الرئيس الامريكي جورج بوش الابن؟


­
أنا لا اختلف مع بوش، فهو شخص مسكين ذو امكانيات عقلية محدودة ولا استطيع لومة علي ذلك.

أخبار النجوم المصرية في

26.05.2007

 
 

مهرجان كان السينمائي يحتفي بالناقد المصري سمير فريد

عمان - ناجح حسن

كرم رئيس مهرجان كان السينمائي الدولي جيل جاكوب في دورته الستين الحالية الناقد والباحث السينمائي المصري سمير فريد إضافة إلى الناقد السينمائي الجزائري عزالدين المبروكي وعدد آخر من النقاد الأجانب الذين لهم إسهامات واضحة على تغطية فعاليات مهرجان كان لسنين طويلة .

ويعد سمير فريد واحد من بين القلائل من النقاد العرب الذين اخذوا على عاتقهم التجوال في المهرجانات السينمائية العالمية وعلى وجه الخصوص مهرجان كان طوال السنوات الأربعين الماضية تعود إلى بداياته في كتابة النقد السينمائي في أكثر من صحيفة مصرية يومية من بينها جريدة الجمهورية ، المساء ، وحديثا في صحيفة المصري اليوم الذي يكتب فيها زاوية يومية تحت عنوان صوت وصورة يطل فيها كل صباح على القارئ بموضوع يتناول إشكالية الثقافة عموما والفن السابع بشكل خاص سواء عبر قراءته لفيلم في السوق المحلية أو متابعة لنشاط أو مهرجان سينمائي محلي أو عربي أو عالمي .

للناقد فريد بصمة خاصة وضعها على خريطة الثقافة السينمائية ليس في حدود بلده مصر فحسب وإنما تعداها إلى العديد من سينمات البلدان العربية الأخرى نظرا لاهتمامه وانشغاله الدؤوب بصناعة سينمائية مختلفة بعيدا عن النموذج السائد في السوق المحلية وانه لهذا الغرض قدم العديد من الرؤى والأفكار التي تضمنتها كتاباته اليومية والأسبوعية وإصداراته المطبوعة التي تجاوزت الأربعين مؤلفا إلى هذه اللحظة والجزء الأكبر منها ظهر خارج بلده وفي أكثر من لغة عدا عن اشتراكه في الكثير من الندوات والبرامج المتخصصة حول سينما بلدان العالم الثالث .. هذا كله دفعه لان يكون واحدا من ابرز القامات الثقافية الرفيعة في حقل الفن السابع المكرسة عالميا. جهود سمير فريد الذي تعدى الثانية والستين من عمره المديد حالة متميزة ليس في الثقافة السينمائية العربية وإنما في الثقافة الإنسانية عموما وذلك لخوضها في تجارب وتيارات ومدارس فريدة كانت شبه مجهولة أمام المتذوق السينمائي ونجح في إثراء معرفة قرائه والشغوفين بالسينما بتلك التجارب الأمر الذي أدى إلى دخول البعض منهم مجال صناعة الأفلام وبلوغ مستوى متقدم على هذا الصعيد. تكتسب حرارة السينما الفقيرة أو تلك التي يشتغل عليها الشباب مكانة أثيرة لدى فريد ويبدو ذلك واضحا في عبر كلماته وعباراته المتحمسة لهم دون أن يغفل التصاقه بتلك العلامات من الكلاسيكيات السينمائية العالمية العذبة التي تحمل عبق الماضي والذي يدعو بشكل دائم إلى الاهتمام في توثيقها بسينماتيك/ مكتبة خاصة وضرورة حفظها وترميمها وعرضها على الأجيال الجديدة بين حين وآخر عبر القنوات التلفزيونية والفضائيات أو من خلال المهرجانات وعروض التنشيط السينمائي .

ظلت كتابات فريد تبث التشجيع والدفء وتبث الحنين والتأمل والأمل إلى أعمال سينمائية طافحة بالأحاسيس والمشاعر خرجت من محطات في السينما المصرية والعربية وكان يحسب له الفضل في ترويجها وتسويقها خارج حدود بلدها وان تمتلك مكانتها المرموقة في الذاكرة السينمائية.

الرأي الأردنية في

26.05.2007

 
 

انجاز كبير لنادين لبكي

فيلم "سكر بنات" يباع الى 26 بلدا على رأسها اميركا

كان (فرنسا) - من هدى ابراهيم

مخرجة فيلم 'سكر بنات' تطمح للحصول على جائزة اوسكار افضل فيلم اجنبي بعد عرضه في الولايات المتحدة.

لقي فيلم "سكر بنات" للمخرجة اللبنانية نادين لبكي الذي عرض في اطار تظاهرة خمسة عشر يوما للمخرجين في مهرجان كان اقبالا كبيرا من الموزعين على شرائه حيث بيع الى اكثر من 26 بلدا في مقدمتها الولايات المتحدة بحسب مصادر انتاج وتوزيع الفيلم.

وبذلك يكون هذا الفيلم قد حقق سابقة لناحية سرعة بيع فيلم عربي الى السوق الاميركية بعد ثلاثة ايام فقط من عرضه.

وكشفت منتجة الفيلم البلجيكية آن دومينيك توسان ان فيلم "سكر بنات" كاد يبرمج في اطار المسابقة الرسمية للمهرجان لكن الادارة اختارته في النهاية لتظاهرة "نظرة خاصة".

لكن المنتجة فضلت تقديمه لتظاهرة خمسة عشر يوما للمخرجين معتبرة ان "الفيلم الجيد في هذه التظاهرة يملك حظوظا اكبر لخلق المفاجأة ولفت الانظار اليه وهو ما حصل مع 'سكر بنات'" حسب قولها.

وبيعت حقوق توزيع الفيلم لنحو 26 بلدا منذ يوم عرضه في مهرجان كان الاثنين منها اضافة الى الولايات المتحدة كندا واستراليا ونيوزيلندا والبرازيل وكولومبيا والاكوادور.

ومن اوروبا تم شراء حقوق توزيع الفيلم في كل من فرنسا وبريطانيا وايطاليا واسبانيا وبلجيكا ولوكسمبورغ وهولندا وسويسرا واليونان والدنمارك والمجر وبولندا والبرتغال وفنلندة والنروج والسويد.

وسيعرض خرج الفيلم في فرنسا في 15 آب/اغسطس المقبل في 200 نسخة ما يعد ايضا سابقة بالنسبة لفيلم لبناني.

كما حقق الفيلم اختراقا في مصر التي يعتبر سوقها عصيا على الافلام العربية الاخرى حيث اشترت حقوق توزيعه شركتا "غابرييل وماريان خوري" و"غود نيوز".

اما في لبنان حيث من المقرر ان يعرض الفيلم في 14 حزيران/يونيو تقول المنتجة ان هناك تفكيرا بتجميد عرض "سكر بنات" الذي اشترت شركة "صباح ميديا" حقوق توزيعه في هذا البلد ربما بسبب الاحداث التي يشهدها حاليا.

وتطمح المنتجة لأن يمثل "سكر بنات" لبنان في مسابقة اوسكار افضل فيلم أجنبي بعد عرضه في الولايات المتحدة في كانون الثاني/يناير المقبل ومشاركته قبل ذلك في في مهرجان تورنتو الذي يقام في ايلول/سبتمبر المقبل.

واعتبرت المنتجة انه من محاسن الصدف ان يعرض الفيلم في مهرجان كان يوم 20 ايار/مايو بعد عام تماما على انطلاق تصويره في هذا اليوم عام 2006 وانتهائه في الثاني من تموز/يوليو اي قبل ايام من اندلاع حرب الصيف.

وردا على سؤال عن سبب رواج هذا الفيلم وبيعه السريع لبلدان اوروبية واميركية تقول المنتجة "السر في نجاح هذا الفيلم هو بساطته فالقصة تروي امورا عميقة وتقول اشياء مهمة جدا. احببت فيه كلامه عن النساء في الشرق الاوسط وعن تقاليد المجتمع".

واضافت المنتجة "ينطوي الفيلم على مشاعر واحساسات كثيرة بينها الضحك والبكاء هناك قرب بينه وبين الجمهور الذي يرى نفسه فيه والمشاهد يحب كثيرا ان يتماهى بشخصيات الفيلم وهذا يساهم في انجاح العمل السينمائي اليوم".

"سكر بنات" هو الفيلم الروائي الطويل الاول للمخرجة بعد فيلم قصير بعنوان "11 شارع باستور" وعددا من الانجازات في مجال الفيديو كليب.

يقدم الفيلم خمسة نماذج لنساء ينتمين الى خلفيات اجتماعية متباعدة يجمعهن العمل في صالون تزيين حيث تدور الاحاديث التي تتناول الجنس والحب والعلاقات على وقع آلات قص الشعر والتزيين.

كما يبين وبطريقة لا لبس فيها الهوة التي تفصل في معظم الاحيان بين الاجيال وغالبا جيل الاهل وجيل الابناء حيث تكاد كل امراة تعيش بشخصيتين احداهما خارج المنزل والثانية داخله مع الاهل.

ميدل إيست أنلاين في

26.05.2007

 
 

نادين لبكي بـ«كان»:

السياسة تتسلل إلى حميميات حياتنا

كان ـ مسعود أمرالله آل علي

ضمن مسابقة «نصف شهر المخرجين» التي أقيمت ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الستين التي تختتم غداً بتوزيع الجوائز على الفائزين، عُرض الفيلم اللبناني «سكر بنات» أو «كاراميل» من إخراج وتمثيل نادين لبكي، الفيلم الذي عشقه جمهور ونقاد «كان»، أتى فرحاً ومبهجاً بعيداً عمّا يحدث في كواليس السياسة أو الحرب، أتى ناعماً وشفافاً وغائصاً في هموم مجتمعية أنثوية بالدرجة الأولى، ودافئاً في أحايين كثيرة، نظراً لكون بطلاته الخمس هن نساء من أعمار وطوائف مختلفة يجتمعن في مكان عملهن في صالون تجميل روّاده نساء الحارة، وما يجمعهن هو كم من العواطف المشتركة، والكثير من المشكلات التي تواجه كل واحدة منهن.

«ليال» (نادين لبكي) فتاة مسيحية في الثلاثينات من عمرها، وعلى علاقة سرّية برجل متزوج، «نسرين» فتاة مسلمة في نهاية العشرينات على وشك الزواج من شاب تحبّه، ولا يعرف أنها غير عذراء، «ريما» في العشرينات، منغلقة على ذاتها، وتعيش صراعاً مع هويتها الجنسية، بينما «جمال» تطمح لأن تكون ممثلة، وتعني بجمالها بشكلٍ خاص، غير أن لديها مشكلة مع تقدّمها في السن، وأخيراً «روز» الخياطة التي تعمل في محل بالقرب من الصالون، امرأة في الستينات، متحفظة، ضحت بحياتها لأجل شقيقتها الأكبر، وتغرم برجلٍ عجوز، لتكتشف أنها كبرت على الحب. هؤلاء النسوة يجتمعن في منطقة أنوثتهن، ومشكلاتهن الشخصية، ويتباين تماماً في خلفياتهن العقائدية والطائفية والثقافية، عندما يلتقين تذوب هذه الفوارق، ويصبحن كتلة نسوية واحدة في مواجهة المجتمع والحياة. بالتأكيد لكلٍ منهن طريقتها الخاصة في التعامل مع مشكلتها الشخصية، لكن بفضل وحدتهن، تصبح غربتهن أكثر ألفة حين يجتمعن، وحين تنضح النكات، ويصبح السكر شريكاً يحلي لهن الليالي الداكنة.

وُلدت نادين لبكي في لبنان العام 1974، وحازت على دبلوم في العلوم السمعية البصرية من جامعة «إيساف»، أخرجت الفيلم القصير «11 شارع باستور» الذي فاز بجوائز عديدة، ثم اتجهت إلى إخراج الإعلانات والأغنيات المصوّرة. يعتبر «سكّر بنات» فيلمها الروائي الأوّل، وهو مرشح لجائزة «الكاميرا الذهبية» في كان. تقول المخرجة لبكي في مقابلة نشرت في كتيّب الفيلم: «أعترف بأنني تردّدت لفترةٍ طويلة. فكرة التمثيل استهوتني، ولكنني كنت خائفة من إلحاق الضرر بالفيلم. غير أنني سعيدة بخوض هذه المغامرة؛ فهذا أتاح لي الفرصة بأن أكون أقرب من الممثلين، وبالتالي إدارة المشهد من الداخل، والسيطرة على إيقاع الفيلم، كون معظم الممثلين يقومون بتجربتهم الأولى، وكوني أردت أن يحافظ كل واحد منهم على عفويته». ـ هل اختيارك ممثلين غير محترفين، باستثناء البعض منهم كان مقصوداً أو مجرّد صدفة؟ ـ أردت ممثلين يقومون بأداء أدوارهم بطريقة عفوية غير مركّبة تُشبه شخصياتهم في الحياة. كانت لدي فكرة واضحة عن طريقة عيشهم وتعابيرهم وتصرفاتهم؛ فمن هنا تمّ البحث عنهم في الأماكن التي يتردّد إليها الناس العاديون.. كل هذا استغرق وقتاً، ولكنهم جميعاً كانوا قريبين من طبيعة أدوارهم.

·         هل هذه الشخصيات تمثّل النساء في لبنان اليوم؟

ـ بالحقيقة لم أشمل كل المجتمع اللبناني الأنثوي في الفيلم، إنه نابع من تساؤلات كثيرة عن المرأة اللبنانية. أشعر وكأن المرأة اللبنانية تسرق لحظات الفرح كي تعيش كما تريد. أحياناً تلجأ إلى الحيلة، وعندما تنجح في ذلك تشعر بالذنب. نخطئ بتفكيرنا أنها حرّة، حتى أنا التي أعتبر أنني أقوم بما أريد وكيفما أريد أشعر في أعماقي أنني مقيّدة بالعادات والتقاليد والتربية والدين. تُربى الفتيات في لبنان على كلمة عيب مع التوبيخ بالإصبع. نحن دائماً نخاف من اقتراف شيء لا يجب فعله، مع فكرة التضحية الشخصية في إسعاد أهلنا وأولادنا ورجالنا وعائلاتنا. في كل مرحلة من حياتنا تُعطى مثلاً كي نتبعه، مع العلم أنه لا يعكس ما نُريد أن نصبح عليه.

·         وماذا عن الرجال، هل جميعهم متسلّطون؟

ـ أبداً؛ في الفيلم جميعهم ودودون ما عدا شخصية واحدة لا نرى وجهها، وهذا اختيار متعمّد. أما باقي الرجال؛ فيمرّون في حياة تلك النسوة، ليس بمحض الصدفة، وإنما لإحداث تغيير ما.

·     سنة 1990 انتهت الحرب، كنتِ في السادسة عشرة من عمرك، «سكّر بنات» هو أول فيلم لبناني لا يأتي على ذكر الحرب؛ لماذا؟

ـ عندما أعددت هذا الفيلم، أردت الكتابة عن المستقبل دون العودة إلى الوراء. أنا ابنة جيل يريد الكلام عن أشياء مختلفة، قصص حب مثلاً، أشياء أقرب إلى الأحاسيس الإنسانية التي نختبرها في حياتنا اليومية العادية بعيداً عن الحرب. أحداث الماضي تمّ تحليلها، وأُعيد تحليلها، وتمّ التداول فيها بما يكفي؛ فماذا سأُضيف عليها؟ للأسف بعد انتهاء التصوير بأسبوع، اضطررنا أن نعيش هذه المأساة من جديد.

·         بعد حرب الصيف الماضي، هل يُمكنك كتابة القصة نفسها؟

ـ عندما اندلعت هذه الحرب، كنتُ قد أنهيت تصوير الفيلم. كان إحساسي بالذنب كبيراً: ما هذا المشهد الزاهر عن النساء، حب وصداقة! بالنسبة لي، يجب أن تكون مهمة السينما هي تغيير الأحداث، لكن ما الذي يقدمه فيلمي أو يغيّره؟

كنتُ على وشك أن أتخلى عن كل شيء، لكنني في النهاية قلت لنفسي: «سكّر بنات» هو وسيلة أخرى للنجاة من الحرب، والتغلّب عليها بالفوز والثأر. تلك هي ثورتي والتزامي. نعم، لو كنتُ سأكتبها الآن؛ فسأكتب القصة نفسها.

·         أخيراً، هل «سكّر بنات» هو فيلم سياسي؟

ـ لم تكن نيتي عندما كتبت القصة، أما الآن، وبسبب الأحداث، أقول نعم. كل شيء في لبنان أصبح سياسياً؛ فالسياسة تتسلّل إلى حميمية حياتنا! ظننت أنني سأتمكّن من الهرب منها، لكن واقع الحرب تغلّب عليّ اليوم. هذا التوتّر السائد حمّل «سكّر بنات» رسالة تعايش بين مختلف الطوائف في لبنان؛ فبالرغم من الاختلاف في وجهات النظر، على الأقل التعايش طبيعي، وهكذا يجب أن نعيش».

البيان الإماراتية في

26.05.2007

 
 

السينما والمال وجهان لعملة واحدة

أحمد نجيم من كان

على بعد يومين من إسدال الستار على الدورة الستين من مهرجان كان السينمائي الدولي، ارتفعت الحرارة بشكل ملحوظ، ارتفاعا لم يزد المدينة الصغيرة القابعة في "الكوت أزور" إلا امتلاء. في كان كل الزوار يشتركون في عشق الحياة وملذاتها. فتيات بقوام رشيق واهتمام كبير حد المغالاة بأجسادهن ورجال حريصون على مظهرهم كثيرا. الكل دائم الابتسامة، يعتقد أنه في جزيرة تلغي كل أشكال التمييز العرقي والديني واللغوي. الفرنسيون المبالغون بدفاعهم عن لغتهم وأصحاب فكرة "الاستثناء الثقافي" أكثر قبولا للغات العالم في هذه المنطقة التي يحكمها اليمين خاصة اللغتين الإنكليزية في قصر المهرجان والإيطالية في الشوارع والقطارات.

كان أضحت طوال أيام المهرجان قبلة لكل نجوم الفن السابع، بالإضافة إلى قرابة أربعة آلاف صحافي من كل القارات. السينما ترد الجميل الى هذه المدينة العالمية الصغيرة، وحسب صحيفة "نيس ماتان"  فإن سكان كان وعمدتها أسعد الناس، إذ من المتوقع أن يدر هذا المهرجان 150 مليون يورو على الاقتصاد المحلي. توقعات قد تتجاوز هذا الرقم إذا ما استمر عدد السياح وعشاق الفن السابع في التوافد إلى المدينة نهاية الأسبوع الجاري. الفنادق حققت أرباحا فاقت بـ 6 في المئة أرباح السنة المنصرمة، حيث ضاعفت ثمن الإقامة خلال أيام المهرجان، غرف بفندق نجمتين انتقلت بسهولة من 60 يورو إلى 195 يورو، ورغم ذلك فالعثور على غرفة في فندق، قبل بداية المهرجان أمر مستحيل، و بعض هذه الفنادق حجزت للدورة 61 من المهرجان الذي سينظم السنة المقبلة.

في كان الكل خرج رابحا، مطاعم وفنادق وشقق ووسائل نقل ومتاجر المدينة ضاعفت أرباحها، والزوار قضوا أياما أشبه بفيلم سينمائي سعيد النهاية. سهرات ليلية واستمتاع بشمس كان وبحرها، عشاق السينما تابعوا أفلاما سينمائية جميلة ومختلفة سينمائيا، و الراغبات في النجومية تعرين على شاطئ المدينة للمصورين كي تنشر صورة من صورهن في إحدى المجلات.

ملاحقو النجوم من البابارادزي والمهووسين بالنجوم حققوا مبتغاتهم فالتقوا نجومهم أمثال براد بيت وأنجيلينا جولي وجورج كلوني وشارون ستون ومات دامون....كان حضورهم في كان حدثا كبيرا زاد تواضعهم وميلهم الكبير إلى المرح من شعبيتهم وبحث الناس عنهم. تجار الفن السابع عقدوا اتفاقيات كبيرة ونجوم استثمروا مرورهم في كان للترويج لأعمالهم أو للدعوة إلى التعبئة من أجل قضايا إنسانية كما فعل الممثل جورج كلوني بخصوص إقليم دارفور والنجمة شارون ستون في معركتها ضد السيدا.

مجلات سينمائية وقنوات تلفزيونية وصحف خصصت طبعات أو صفحات لهذا الحدث السينمائي وجنت من ورائه ملايين الدولارات من خلال الإعلانات وشركات عالمية في كل أنواع الموضة استثمرت الحدث لترويج آخر ابتكاراتها. فالسينما والمال وجهان لعملة واحدة في مهرجان كان.

و سيعلن عن الفائز بالسعفة الذهبية لمهرجان كان السبت المقبل، لن يهتم الكثير لهذا الاسم، لكن الجميع سيتذكر حضوره للدورة الستين من هذا العرس السينمائي العالمي الذي يلغي الحدود ويؤسس لعلاقات إنسانية مبنية أكثر على الاحترام وقبول اختلاف الآخر.

موقع "إيلاف" في

26.05.2007

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)