كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

حذف كلمتي "دولي و أفلام" من مهرجان كان

كان سمير فريد

مهرجان كان السينمائي الدولي الستون

   
 
 
 
 

بمناسبة الدورة الستين لمهرجان كان حذفوا من عنوانه كلمة "دولي" وكلمة "أفلام" باعتباره أشهر من أن يُعرف وأكبر من أن ينص علي دوليته.. فكر رئيس المهرجان جيل جاكوب في إنتاج فيلم ليس تحية إلي المهرجان. وإنما إلي فن السينما الذي عمل المهرجان من أجل رفعته طوال 60 دورة واختار 34 مخرجا ومخرجة واحدة لاخراج 33 فيلما كل منها 3 دقائق "فيلمان من اخراج الاخوين كوين والاخوين داردين" للتعبير عن مشاعر وأفكار كل منهم تجاه فن السينما اليوم.

أغلب المخرجين من الذين فازوا بالسعفة الذهبية أكبر جوائز المهرجان. أو من الذين كان للمهرجان دور في إلقاء الضوء علي أفلامهم. وكان اشتراكهم في المهرجان تغريرا لقوته في نفس الوقت. وما يؤكد ذلك أن المخرجة الوحيدة "النيوزلندية جين كامبيون" هي الوحيدة من بين المخرجات التي فازت بالسعفة في تاريخ المهرجان حتي الآن. من العالم العربي اشترك في الفيلم من مصر يوسف شاهين ومن فلسطين إيليا سليمان.

يوسف شاهين عبر عن علاقته بالمهرجان. وجاء بممثل شاب وممثلة شابة ليقوما بدوره ودور زوجته عندما حضرا عرض "ابن النيل" في كان 1952 "لم يكن قد تزوج وربما يقصد نجمة الفيلم فاتن حمامة". وكيف انه صدم عندما أشارت صحيفة فرنسية واحدة فقط إلي الفيلم. وذكرت أنه عرض بعد الفيلم التشيكي! وننتقل من يوسف شاهين الشاب إلي يوسف شاهين منذ عشر سنوات عندما فاز بالجائزة التذكارية للمهرجان رقم 50 عن مجموع أفلامه. ونري مشاهد تسجيلية لاستلامه الجائزة. وكلمته التي ألقاها علي المسرح وجاء فيها انه انتظر هذه اللحظة 47 عاما.

أثار الفيلم تعليقات ساخرة لأنه الفيلم الوحيد الذي يعبر عن أهمية فوز مخرجه في المهرجان. ووصل الهجوم إلي حد أن تود مكارثي كبير نقاد "فارايت" استخدم كلمة "عار".

أما فيلم إيليا سليمان فلم يلفت نظر أحد من نقاد المهرجان وهو فيلم عبثي يصور فيه المخرج نفسه بإحدي دور العرض السينمائي. ثم في حمام الدار والموبايل يسقط منه. وبعد انتهاء الفيلم يصعد علي المسرح للمناقشة. ولكن لا يدور حوار. وإنما يأتي أحدهم ويبلغ مدير المناقشة أن هناك سيارة تعطل الحركة في موقف السيارات!

في فيلم الإسرائيلي آموس جتياعي نشاهد الجمهور داخل إحدي دور العرض في دارسو عام 1936. ثم في حيفا بعد 70 سنة. وفجأة يتم الإعلان عن إيقاف العرض لوجود غارة علي حيفا. ويتم قصف السينما وتتناثر جثث المتفرجين من الشباب. ولا أحد يدري ما هي العلاقة بين دارسو 1936 وحيفا بعد 70 سنة في هذا السياق. واستقبل الفيلم علي نحو سلبي في مقال واحد وتجاهلته المقالات الأخري.

بعيداً عن الأفلام الثلاثة للمصري والفلسطيني والإسرائيلي. جاءت أغلبية الأفلام الثلاثين الأخري أكثر من رائعة. وكان وقوف صناع الأفلام علي السجادة الحمراء قبل عرض الفيلم لحظة غير عاد ية. فربما لم يسبق اجتماع كل هذا العدد من كبار مخرجي العالم في صورة واحدة. وكان علي حق من تساءل لماذا لم يعرض هذا الفيلم في الافتتاح بحضور كل هذا العدد من المخرجين الكبار. كما كان بولانسكي علي حق أيضا عندما غادر المؤتمر الصحفي الذي جمعه مع مخرجي الفيلم الآخرين "تغيب يوسف شاهين ولارس فوي ترير وزانج ييمو فقط" وقال إن الأسئلة ليست علي المستوي المتوقع. وانه يفضل تناول الغداء. وقد كان من واجب إدارة المهرجان أن تتفق مسبقا مع عدد من الصحفيين والنقاد الكبار للاشتراك في المؤتمر الذي يضم كل هؤلاء الكبار.

مرتبة

الفيلم تم إهداؤه إلي فيلدمين الذي ترك برحيله فراغا. بل وهناك فيلمان تحية إليه للروسي كونتشالوفسكي الذي يصور جمهورا يشاهد فيلم فيلدمين "ثمانية ونصف". واليوناني انجلوبولوس الذي تؤدي فيه جان مورو مونولوجاً فذاً ترثي فيه ماستردياني ممثل الدور الرئيسي في "ثمانية ونصف" وغيره من أفلام فيلدمين.

الكثير من الأفلام يرثي دور العرض السينمائي التي تغلق في العديد من دول العالم. والفيلم الوحيد الذي يؤكد علي أن دور العرض لاتزال حية أول فيلم في المجموعة وعنوانه "سينما الصيف" بالعربية لأن مخرجه الفرنسي ريموند ديبارديون صوره في مصر. وبالتحديد في الإسكندرية. وفيه نري مجموعة من الشباب والشابات الفرحين بدخول سينما صيفي ومن بينهم فتيات محجبات.

والكثير من الأفلام عبر عن رؤية مخرجه للسينما والعالم بأسلوبه الخاص. فمن غير المكسيكي إيناريتيو يفكر في أن يكون الفيلم عن امرأة عمياء تتابع أحد الأفلام عن طريق شرح جيبتي لما يدور علي الشاشة. ومن غير الياباني كيتانو يصور أحد العمال وهو يشاهد فيلما وحده في بقايا سينما. ورغم تقطع الفيلم "يقوم كيتانو بدور عامل العرض". ومن غير الإيطالي موريتي يحكي عن نفسه وعن ابنه والعلاقة مع دور العرض "صور في دار العرض التي يملكها في روما". ومن غير البرتغالي أولفيرا "98 سنة" يصور فيلما بالأبيض والأسود وبأسلوب الأفلام الصامتة "الحوار المكتوب في لوحات منفصلة" عن لقاء بين بابا الكاثوليك والزعيم السوفيتي علي خروكشوف "يقوم بدوره ميشيل بيكولي" في الستينيات من القرن الماضي.

سواريه

يصور الدانماركي لارس فون ترير نفسه في انتظار عرض فيلم في سواريه مهرجان كان وبجواره رجل أعمال يحدثه عن نفسه وكيف انه ناجح جدا ولديه 7 سيارات بمعدل سيارة لكل يوم من أيام الأسبوع. ولا ينطق فون ترير بكلمة واحدة إلا عندما يسأله جاره عن مهنته. فيرد "قاتل". ويمسك بفأس ويحطم رأسه.

يعبر بولانسكي عن قمة الأصالة عندما يقدم رجلا يتأوه في دار عرض تعرض فيلما من أفلام البورنو. ويتصور مدير السينما انه أنفعل مع الفيلم. ولكن يتبين انه سقط من البلكون إلي الصالة وتحطمت عظامه. فالفيلم الذي تخرج به فنان السينما من المعهد في بولندا كان ثلاث دقائق أيضا. وكان عن رجل يصطاد السمك. ولكن في منظر كبير جداً "كلوز أب" نري السنارة تمزق خده. وتسحبه حتي يغرق في الماء.

انتحار يهودي

تحت عنوان "انتحار آخر يهودي في العالم في آخر سينما في العالم" يصور الكندي كروتنبرج نفسه وهو ينتحر في حمام دار عرض في المستقبل. ويصوره علي التليفزيون علي الهواء. ويدور علي شريط الصوت حوار بين مذيع ومذيعة يغطيان الحدث. ويؤكدان أنه تاريخي. وعندما تسأل المذيعة عن ما هي السينما يرد زميلها كانت هناك بالفعل هذه الأماكن ثم تحولت إلي مواقف للسيارات قبل ان تنتهي تماما.. وماذا يكون اليهود: يقال انهم الذين أسسوا هوليود في أمريكا.

يقدم البرازيلي والتر سالس ربما أجمل كل الأفلام ال 33 حيث يصور في لقطة واحدة ديالوج غنائي بين اثنين من الفرق الجوالة أمام دار عرض محطمة تعرض فيلم تردفو "400 ضربة". يقول مهرجان كان يحتفل هذا العام ب 60 سنة. ويرد زميله وماذا تكون كان. فيرد ميناء في فرنسا. ومن يكون رئيسه. يرد اسمه جيل جاكوب. وماذا يفعلون في المهرجان. يشاهدون الأفلام بكل اللغات. هذا ما يحبه الفرنسيون. وآخر لغة يتعلقون بها اللغة الكورية.

في فيلم البريطاني لوش. وفي لقطة واحدة أيضاً. نري طابورا أمام شباك تذاكر إحدي دور العرض. ومن بين الواقفين في الطابور رجل وابنه الصغير يتحاوران. ويعطلان سير الطابور لترددهما في اختيار أي فيلم. وفي النهاية يقرر الابن مشاهدة مباراة في كرة القدم. ويوافقه الأب.

الجمهورية المصرية في

23.05.2007

 
 

رجل من لندن فيلم بطيء وممل

قصي صالح الدرويش من كان

جماليات الصور التشكيلية لا تكفي لإنجاح أي فيلم، فالنجاح يرتكز أيضا على الموضوع وعمق تناوله وأيضا على الإخراج الإيقاعي والدرامي، إذ أن بعض الأفلام تعاني من التطويل الممل الذي يدفع بعض المشاهدين والنقاد للخروج من قاعة العرض قبل نهاية هذا النوع من الأفلام. هكذا كان حال الفيلم المكسيكي "الضوء الصامت" للمخرج كارلوس ريجاداس، وكذلك الأمر بالنسبة لفيلم "رجل من لندن" للمخرج الهنغاري بيلا تار والمأخوذ عن رواية للكاتب جورج سيمنون. هذا الفيلم الذي انتحر منتجه هوبير بالسام (وهو الذي أنتج الأفلام الأخيرة ليوسف شاهين) أثناء تصويره عانى صعوبات قبل أن يكتمل ويدخل المسابقة الرسمية في المهرجان.

في "رجل من لندن" اعتمد المخرج اللونين الأبيض والأسود في التصوير، مركزا إلى درجة المبالغة والافتعال على البعد التشكيلي للصورة، حيث تتابع المشاهد البطيئة حركة وصورة على إيقاع موسيقى متواصلة تجعل الفيلم أقرب ما يكون إلى عمل الأوبرا، لكن مع افتقاد حيوية الصورة والتنوع الدرامي في فيلم الأوبرا. صحيح أن الصور التشكيلية البطيئة تملك جاذبية جمالية وهو ما أثار الاهتمام والرغبة في متابعة الوقائع، لكنه اهتمام يبدو ناقصا.

الفيلم يحكي قصة جريمة مركبة بطلها رجل بسيط  "مالوان" يعمل مراقبا لمحطة قطارات على مقربة من ميناء، مالوان الذي تقوده الصدفة ليكون على مسرح عملية قتل يكتشف بعدها حقيبة محشوة بالمال كانت على متن سفينة جاءت من لندن، يجد نفسه أمام غواية الاستيلاء على الغنيمة. الغنيمة التي تخرجه وحدته والتدهور المحتوم لحياته والتي تساعده في إخراج ابنته من بؤس حياتها اليومية وهي التي تبدو متخلفة عقليا بعض الشيء وتعمل خادمة عند تاجرة عجوز.

لكن أمام الطمع، يجد مالوان نفسه في صراع داخلي يضعه في مواجهة مفاهيمه عن الخطيئة والعقاب والأخلاق. صراع يدفعه إلى التفكير في جدوى الحياة ومعنى الوجود، قبل أن يقوده إلى الاعتراف بما حدث وتسليم الحقيبة بتشجيع محقق عجوز.

المحقق العجوز الذي يستمع لاعترافاته، يعترف بدوره أنه لم يحقق في واقعة مشابهة من قبل رغم طول خبرته وينتهي إلى التعبير عن إعجابه بشجاعة مالوان وتأكيده أنه يستحق مكافأة التشجيع المترتبة على اعترافاته.

وباستثناء ابنة مالوان المعاقة، فإن كافة الممثلين كبار في السن، شخصيات شاحبة صامتة، تقترب الكاميرا من وجوههم لتصور أدق تفاصيلها، لكن دون أن تكشف عن براعة أداء.. فالوجوه الشاحبة كانت أقرب إلى أشباح منها إلى شخصيات فعلية واقعية.

الجانب الآخر: إطالة زائدة في فيلم يبقى جميلا

الوضع مختلف بالنسبة للمخرج التركي فاتح اكيم الذي درس وعاش في ألمانيا والذي عرض فيلمه في المسابقة الرسمية أيضا. الجانب الآخر" وهو عنوان الفيلم، يتناول حكاية الشباب نجاد وهو ألماني من أصل تركي يعمل مدرسا للأدب الألماني، يعيش مع أبيه الأرمل المتقاعد حياة بسيطة هانئة إلى أن تدخل امرأة تدعى يتير حياة الأب وهي عاهرة من أصل تركي. رغم تحفظ ابنه يقرر الأب أن يعيش مع يتير لتشاركه دخله البسيط شرط أن تتوقف عن مهنتها.

تحفظ نجاة تجاه يتير ما يلبث أن يتحول إلى تعاطف عندما يكتشف أنها ترسل كل دخلها تقريبا إلى ابنتها ايتين لكي تؤمن لها مصاريف دراستها العليا. لكن حالة مرض أصابت الأب جعلته عدوانيا مع يتير، وأثناء جدال بينهما يوجه لها صفعة شديدة توقعها على الأرض قتيلة. حادثة موت يتير غير المقصودة تحفر هوة بين الأب الذي يدخل السجن ونجاة الذي يقرر الذهاب إلى تركيا لدفن يتير ومحاولة العثور على ابنتها، لكنه يجهل أن هذه الأخيرة ناشطة سياسية في الحركة الكردية.

بالتزامن نعرف أن إيتين هربت من الشرطة التركية أثناء إحدى المظاهرات ومعها مسدس، وتوجهت إلى ألمانيا بحثا عن والدتها التي تظن أنها تعمل في متجر لبيع الأحذية ولا تعرف شيئا عن مصيرها المأساوي. في هامبورغ وبعد فترة جوع وضياع ترفض خلالها السقوط في مهنة أمها، تتعرف إلى صبية ألمانية تدعى لوت، ما تلبث أن تعجب بها وبالتزامها السياسي، بل وتعرض عليها إيواءها رغم اعتراض والدتها الألمانية سوزان التي لا تقبل الضيفة التركية وتصبح العلاقة بينهما شديدة التوتر.

إقامة ايتين في ألمانيا تنتهي أمام دورية أمن توقفها وترحلها إلى تركيا حيث ينتظرها السجن. لكن لوت تقرر في لحظة ترك كل ما وراءها والذهاب إلى تركيا في محاولة لإنقاذ صديقتها من السجن وهناك تلتقي صدفة مع نجاة الذي بقي في تركيا حيث استأجر غرفة، إلا أن بيروقراطية ثقيلة تقف في طريقها لتذهب كل جهودها عبثا، قبل أن تلقى بدورها موتا عبثيا، بنفس المسدس الذي كان مع ايتين والذي نقلته لوت بحقيبتها.

موقع "إيلاف" في

23.05.2007

 
 

مهرجان كان: سكر بنات و رجل ضائع فيلمان لبنانيان حول واقع النساء الشرقيات 

يروي الفيلمان اللبنانيان سكر بنات و رجل ضائع اللذان يعرضان ضمن تظاهرة اسبوعي المخرجين في مهرجان كان، واقع النساء الشرقيات بين نزعة التحرر والقيود الاجتماعية.

ويتناول فيلم سكر بنات للمخرجة الشابة نادين لبكي بطريقة طريفة ودرامية في آن معا حياة سيدات لبنانيات من اجيال ومن خلفيات اجتماعية مختلفة ويعملن في صالون تجميل يعكس واقع السيدات اللبنانيات في مجتمع ما يزال متأثرا بالقيود الاجتماعية.

وهذا العمل الروائي الطويل الذي سيخوض المنافسة علي جائزة الكاميرا الذهبية في كان هو الاول للبكي الآتية من عالم اخراج الفيديو - كليب حيث اشتهرت باخراجها لكليبات نانسي عجرم وماجدة الرومي ويوري مرقدي، والتي لطالما قالت ان طموحها هو الاعمال السينمائية.

وتقول لبكي (32 عاما) حتي لو بدا لبنان بلدا منفتحا وعصريا، فان التمسك بالتقاليد ما يزال قويا. ان نظرة الآخرين يحسب لها حساب وكذلك والشعور بالندم والذنب. النساء يبحثن عن هويتهن. واردت ان اتكلم عن هذا النضال .

ووضعت نادين لبكي سيناريو فيلمها بالتعاون مع كل من جهاد حجيلي ورودني الحداد، وهي تؤدي دورا تمثيليا فيه بعد ان سبق ان ظهرت في دور بطولة في فيلم بوسطة لفيليب عرقتنجي.

ومن شخصيات الفيلم ليال (30 عاما) شابة عازبة تقيم لدي والديها وهي عالقة في دوامة قصة حب مع رجل متزوج، وصديقتها نسرين التي تستعد للزواج بشاب مسلم يجهل انها لم تعد عذراء، وريما (24 عاما) التي تشعر بالارتباك حيال انجذابها لإحدي الزبونات السمروات، وجمال الخائفة من فكرة الشيخوخة والتي تحتال للدفع الي الاعتقاد بأنها لم تبلغ سن اليأس.

وتضيف لبكي لسن نساء حزينات، إنهن يحاولن التغلب علي مصاعب حياتهن من خلال السخرية. أنا أري انهن مناضلات .

لكن النضال بالنسبة لنادين لبكي ليس موازيا للتمرد وتقول إن شخصياتها يتأقلمن مع الوضع ويحتلن عليه ويحاولن القيام بما يردنه بذكاء. في هذه البلاد، لا أظن ان التمرد هو دائما الحل .

وينعكس هذا التحفظ علي حركة الكاميرا التي لا تلتقط إلا بعض النظرات واللمسات بعيدا عن كل ما يمكن ان يصدم المشاهد.

أما في فيلم رجل ضائع ، فلا تتردد المخرجة دانييل عربيد (37 عاما) في تصوير كل تفاصيل مغامرات مصور صحفي فرنسي في ليالي بيروت وعمان علي خلفية قصة صداقة بين رجلين.

وهذا العمل الروائي الثاني لعربيد التي سبق أن أخرجت العديد من الأفلام الوثائقية والأفلام القصيرة. فالتمرد هو بحث طويل الأمد عن الذات بالنسبة لهذه المخرجة منذ رحيلها عن لبنان عن عمر 17 سنة بسبب شعورها بأنها سجينة في بلدها.

ويعرض الفيلم وهو من بطولة دارينا الجندي للحياة الليلية في الشرق من خلال مغامرات المصور توماس داغاتا (الممثل ملفين بوبو) التائه في الملاهي والحانات والنزل حيث يثمل الرجال وتختبر النساء بدون محرمات.

وتصور المخرجة أحيانا مشاهد لا تكتفي فقط بالايحاء إنما لا تغرق في المقابل في الابتذال. وتقول عربيد إنها لا تريد أن تشدد علي خصوصية العالم العربي، معتبرة أن الجنس بحد ذاته لا يختلف بين منطقة وأخري.

وكان فيلم دانييل عربيد الأول معارك حب شارك في مهرجان كان في نفس التظاهرة قبل ثلاث سنوات.

الراية القطرية في

23.05.2007

 
 

حرب الشيشان تصل إلى «كان» بفضل فيلم الروسي الكسندر سوكدروف...

«الكسندرا» يصوّر الصراع ... لكن من نافذة الإنسان الخلفية

كان (جنوب فرنسا) - إبراهيم العريس

حتى صانعو السينما من الذين كانت الحروب تشكل رأس مال لأفلامهم سئموا الحروب والصراعات كما يبدو، أو على الأقل لم تعد صورها المباشرة تغريهم. وباتوا تواقين أكثر وأكثر الى الحديث عنها بطرق مواربة. النظر إليها من بعيد جعلها مجرد خلفية غير قابلة الى أن تصوّر. الفيلم الإسرائيلي المميز «زيارة الفرقة» فعل هذا، ورصد آخر أخبار صراع الشرق الأوسط ومسائل الصراع و «التطبيع»، من خلال حكاية شديدة البُعد ظاهرياً عنها. الأفلام اللبنانية المشاركة فعلته أيضاً، قالت الحرب وعالم الحرب وما بعدها من دون أن تصورها مباشرة. الفيلم عن جاك فيرجيس فعل هذا كذلك: صور «الإرهاب» وكل ما له علاقة به من خلال ذاك الذي اسماه محامي الإرهاب، طارحاً من حوله أسئلة مربكة ومرتبكة في الآن عينه. واليوم ها هو المخرج الروسي الكسندر سوكدروف يصوّر بدوره الحرب الأصعب من دون أن تكون في فيلمه حرب على الاطلاق.   

سوكدروف صاحب ثلاثية الديكتاتوريين (لينين، هتلر وهيروهيتو). أراد أن يقدم وجه نظر فنية في الحرب التي تقض مضاجع الروس كلهم الآن: حرب الشيشان. لكنه لم يرد أن يصوّر لقطة حرب واحدة. من هنا أتى بسيدة - في الفيلم - اسمها الكسندرا. جعل الفيلم على اسمها وارسلها تزور ابنها الضابط الروسي الشاب المرابط في ثكنة في الشيشان. الزيارة التي كانت مجرد زيارة توق لابن، تحولت تدريجاً إلى نظرة تدين الحرب والحياة العسكرية والقتل المجاني والصراعات العبثية. لا يقال هذا بوضوح في فيلم «الكسندرا»، بل مواربة. فهذا الفيلم الروسي الأول الكبير والجاد الذي يحقق عن حرب الشيشان هو من ابداع فنان يهمه الإنسان قبل أي شيء آخر (حتى الديكتاتور في أفلامه السابقة كان لا يظهر منه سوى جانبه الإنساني). يهمه موقف الإنسان البسيط، الكسندرا، المرأة والأم إنسانة بسيطة ترى بعينيها غير ما يقال لها، وتكتشف في الثكنة أن الجندية ليست نزهة ريفية، وأن العدو ليس شيطاناً. تعود من الثكنة حيث لا حياة ولا حرارة إنسانية، لتبدأ صراعها ضد الحرب. إنها في البداية تريد انقاذ ابنها من تلك الحياة، لكنها تكتشف أيضاً أن انقاذ ابنها يستدعي انقاذ أبناء كل الآخرين.

حول هذا الموضوع البسيط صاغ سوكدروف فيلمه الذي ينتظره النقاد بلهفة تفوق انتظارهم أي فيلم آخر. ويضعون أيديهم على قلوبهم خشية خيبة أخرى. من قال إن «الخيبات» في «كان»، ازاء أفلام الكبار، لا تتوقف. ومع هذا بشكل اجمالي نجح المهرجان في تحقيق جزء أساسي من رهانه، فإذا كانت أفلام الكبار على النحو الذي وصفناه، فإن الأفلام الاكثر تواضعاً حققت نجاحات. لكن المفاجئ كان في مكان آخر: في تلك الأفلام القصيرة جداً التي حققها كبار مبدعي «كان» تحية للمهرجان في دورته الستين، تحت عنوان اجمالي هو «لكلٍ سينماه»، بعضها جاء عادياً طبعاً، لكن عدداً كبيراً منها أتى مفاجئاً، يحب السينما ويصور هذا الحب. أتى فعل ايمان بهذا الفن غائصاً غالباً في طفولة العلاقة به، بحيث أن المجموع أتى تحية الى الفن السابع. والحال أن من يشاهد حروب العالم ومظالمه، من خلال ما آلت إليه نظرة هذا الفن إليها، سيكتشف أن التحية مستحقة وأكثر.

الحياة اللندنية في

24.05.2007

 
 

الجريمة.. في أفلام (تارنتينو) والأخوين (كوين)..

رجا ساير المطيري

عندما أعلن عن فوز (كوينتن تارنتينو) بالسعفة الذهبية عام 1994عن فيلم (بلب فيكشين)؛ أخذ الأخوان (كوين) يندبان حظهما على ضياع سعفتهما الثانية أمام مخرج مبتدئ في عالم السينما هو (تارنتينو). في تلك السنة كانا قد شاركا كمرشحين للسعفة عن فيلمهما الغريب والممتع (The Hudsucker Proxy). وها هما الآن يعودان إلى (كان) من جديد في دورته الستين كمرشحين للسعفة أيضاً عن فيلم (لا وطن للعجائز)، لكن دون كثير اختلاف عن المرة السابقة لأن (تارنتينو) نفسه لا يزال يقف أمامهما وكأنه لعنة قد سلطت عليهما من سابع سماء.. فهو يأتي أيضاً برغبة ملحة لاقتناص ذات الجائزة عبر فيلم الجريمة المجنون (Death Proof) أحد جزئي فيلم (غريندهاوس). فهل تكون حظوظه مواتية لتكرار ذات الإنجاز وقطع الطريق أمام الأخوين (كوين)؟. لا يبدو ذلك لسبب بسيط هو أن الفارق كبير بين (بلب فيكشين) و(غريندهاوس).

الاختلاف بين فيلمي (تارنتينو) يكمن في الصنعة وفي الحبكة وطريقة البناء، في (بلب فيكشين). هناك كسر جريء لأسلوب السرد وتدمير لعامل (الزمن) مع المحافظة على وحدة الموضوع بطريقة مدهشة، في حين يعتمد (غريندهاوس) بقسميه على جنون وصخب الأحداث لا غير، إلا أن هذا الاختلاف لا يمنع من القول أن الفيلمين يتشابهان كثيراً في أجوائهما العامة، فهما يسبحان في فلك الجريمة، وما دمنا قد ذكرنا (الجريمة) فهنا نحن لا نضع رابطاً بين الفيلمين فحسب، ولا بينها وبين أفلام (تارنتينو) الأخرى التي تسبح في ذات الفلك، بل أيضاً أوجدنا رابطاً يربط (تارنتينو) نفسه بالأخوين (كوين). فالثلاثة تخصصوا عبر أفلامهم المتعددة في صناعة أجواء الجريمة وبتنويعات مختلفة.

الجريمة في عمومها كانت محور اهتمام العديد من المخرجين مثل (ديفيد لينش)، (ديفيد كروننبيرغ)، (ديفيد فينشر) وحتى (مارتن سكورسيزي)، لكنها أخذت شكلها الخاص والمميز لدى (تارنتينو) والأخوين (كوين) حين أصبحت هي نقطة الانطلاق وهي الغاية في نفس الوقت، ففي أفلامهم ستجد -لابد- صياغة خاصة للجريمة وللمجرمين. بالنسبة للأخوين (كوين) فقد بدآ مسيرتهما السينمائية عام 1984مع فيلم جريمة مميز ورائع اسمه (Blood Simple) ومن خلاله يمكن تمييز نظرة الأخوين في الجريمة وطريقتهما الخاصة في تصويرها، وهي طريقة تختلف اختلافاً كبيراً عن طريقة (تارنتينو)، في فيلم Blood Simple سنرى مجرماً يخطط بدهاء لعملية ما فيصطدم بمجرمين آخرين يدورون حول نفس الهدف، والنتيجة تقاطع للمصالح وخسارة ذريعة تلحق بالجميع!. هنا نجد مجرمين يخططون لكل شيء بدقة شديدة لكن الأمور تنقلب عليهم فجأة فيجدون أنفسهم مطاردين.. وممن؟ من الجريمة نفسها!. وهذه هي الثيمة الثابتة التي سيعزف عليها الأخوين في كل أفلامهما اللاحقة، في رائعتهما (فارغو-Fargo)، في (O Brother، Where Art Thou?)، في (بيغ ليبوسكي)، في (تقاطع ميللر)، في (قتلة الليدي)، في (الرجل الذي ليس هناك) وفي (رايسينغ أريزونا)، في كل هذه الأفلام سنعثر على الثيمة ذاتها، حيث المجرمون الفاشلون يسعون إلى الخلاص من مخططاتهم الشيطانية.

الشخصيات في أفلام الأخوين (كوين) تعاني دوماً من الفشل والخيبة والخسران المبين، وليس هناك من رابح أبداً، فالكل يخسر وبطريقة شنيعة أيضاً. في (فارغو) يخطط بطل الفيلم لقتل زوجته، فيقوم باستئجار قتلة مأجورين لتنفيذ العملية، وفي لحظة معينة يفضل التراجع عن مخططه ويقرر إلغاء المشروع.. لكن مأساة البطل الحقيقية تبدأ من هنا لكونه غير قادر على الوقوف أمام القتلة المصممين على تنفيذ العملية. وفي فيلم (رايسينغ أريزونا) يؤدي -نيكولاس كيج- دور عاطل يخطف طفلاً صغيراً من أجل إسعاد زوجته التي لا تنجب، لكن اللعنة تظل تطارده حتى النهاية. وليست اللعنة مرتبطة بشرطة تلاحق مجرماً كما نرى في أفلام الجريمة التقليدية، بل هي مرتبطة ب(الجريمة) ذاتها، فالجريمة هنا -في أفلام الأخوين كوين- تتحول إلى كائن عملاق يطارد المجرمين ويفتك بهم بلا رحمة. إن الأحداث تتحرك من زاوية الجريمة نفسها، فهي التي تقرر متى تنقلب على المجرمين، وهي المتحكمة في زمام الأمور. والضحية هم المجرمون الذين يجدون أنفسهم في مواجهة مع أفكارهم الإجرامية وقد تجسدت على هيئة عملاق مخيف ومدمر.

إذن فأفلامهما مكونة من عنصرين ثابتين، من الجريمة، ومن المجرمين، والمواجهة الكبرى تكون دوماً بين هذين الطرفين. ومهما تنوعت الحكايا والقصص التي يصورانها، فإن النتيجة تبقى ثابتة، هي أن (الجريمة) تتضخم بشكل مخيف وتلتهم (المجرمين) بعد أن تسحقهم. هذا هو الشكل الثابت للجريمة في أفلام الأخوين (كوين) فهما يصوران منطق الجريمة.. لكن ماذا عن (كوينتن تارنتينو)؟ إنه كما قلنا يسبح في نفس التيار، وأفلامه تحوي العنصرين، الجريمة، والمجرمين، لكنه يركز على عنصر واحد هو (المجرمين)، فنجده يبدأ أفلامه من خارج الحدث ليخترق الجريمة نفسها متوجهاً إلى المجرمين الذين صنعوا الجريمة، فيتوقف تماماً عند هؤلاء ليعرض لنا (منطقهم) الخاص، في (بلب فيكشين) هناك إغراق في الحوارات الجانبية بين المجرمين، نرى (سامويل جاكسون) وهو يتحدث عن (المايونيز) في هولندا، و(تيم روث) في المطعم يجادل صديقته في أمور ليس لها علاقة بالجريمة، هنا لا حديث مباشر عن الجريمة، بل حديث عن مواقف حياتية تافهة، وكأنه لا وجود للجريمة. (تارنتينو) يكرر الأسلوب ذاته في (كلاب الخزان) وفي (اقتل بيل) فيصور (منطق) المجرمين، ويبسط نظرياتهم في الحياة، وفلسفتهم الشاذة، على عكس الأخوين (كوين) اللذين ينطلقان من الزاوية المعاكسة ويصوران (منطق) الجريمة ذاتها

####

أسماء من كان2007 

أندري زفيغايتسيف 

يشارك المخرج الروسي الشاب (أندري زفيغايتسيف) في الدورة الحالية بفيلم (النفي) محمولاً بسمعة كبيرة كان قد حققها قبل أربعة أعوام مع فيلمه الأول (العودة). ولد (أندري) عام 1964وقد بدأ حياته السينمائية كطالب في مدرسة نوفوسبيرسك للتمثيل وتخرج منها عام 1984ليتجه إلى العاصمة موسكو بحثاً عن فرص للعمل كممثل لكن سوء الحظ لازمه حتى العام 2000.في تلك السنة قدم له أحد أصدقائه عرضاً غريباً مفاده أن يقوم بمهمة إخراج مسلسل تلفزيوني فخاض المغامرة الجديدة وحقق من خلالها نجاحاً لافتاً جعله يفكر في تحقيق فيلمه الأول كمخرج وهكذا صنع فيلم (العودة) عام 2003وانتزع بفضله جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي في مفاجأة أدهشته هو قبل الآخرين. هذا النجاح انتشله من حياة الفقر التي كان يعيشها فأصبح نجماً روسياً لامعاً. وهو الآن يقدم لجمهور (كان) فيلمه الثاني (النفي) الذي يحكي قصة عائلة من المدينة تذهب في رحلة إلى الريف لتكتشف هناك جانبها المظلم والكريه. 

أمير كوستريكا 

تبدو العلاقة بين المخرج البوسني الشهير (أمير كوستريكا) ومهرجان (كان) علاقة حميمة وخاصة جداً. ذلك أن نصف أفلامه تقريباً قد حجزت مكانها ضمن المرشحين للسعفة الذهبية. وفي هذه الدورة يأتي بفيلم (عدني بذلك) يدفعه أمل لحيازة السعفة للمرة الثانية في تاريخه بعد إنجازه الأول والأكبر الذي حققه عام 1995مع تحفته ومرثيته الساحرة (تحت الأرض-Underground). (كوستريكا) من مواليد سراييفو عام 1954.درس الإخراج في أكاديمية الفنون في العاصمة التشيكية براغ وتخرج منها عام 1978ليبدأ في ذات السنة مسيرته الإخراجية بمسلسل تلفزيوني ثم أتبعه بفيلم بسيط. وسينتظر حتى العام 1981ليلفت الأنظار إليه بفيلمه الثاني (هل تتذكر دولي بيل) الذي حقق أسد (البندقية) الذهبي. ومع فيلمه الثالث (عندما ابتعد الأب عن عمله) الذي صنعه عام 1985بدأت علاقة (كوستريكا) مع مهرجان (كان) حين نال ترشيحه الأول للسعفة الذهبية. ليتكرر المشهد لاحقاً في أربعة محطات أخرى كان أبرزها المحطة الثالثة عام 1995والتي صنعت مجد (كوستريكا) الحقيقي وقدمت له سعفته الذهبية الأولى والأخيرة حتى الآن.

####

هموم السينما اللبنانية في ندوة عقدت في "كان" ضمن فعاليات اليوم اللبناني 

كان (ا ف ب): شكلت تطلعات وهموم السينمائيين اللبنانيين الشباب محور ندوة عقدت الاثنين ضمن فعاليات اليوم اللبناني في تظاهرة "كل سينما العالم" التي تستضيف هذا العام اضافة الى لبنان كلا من الهند وافريقيا وبولندا وكولومبيا.

واستهلت ايمي بولس رئيسة "مؤسسة سينما لبنان" الندوة بالحديث عن دور المؤسسة الخاصة في دعم وضعية الفيلم اللبناني وقالت "نحاول خلق ديناماية كما نحاول ايصال الفيلم اللبناني الى الخارج ونساعد المشاريع الجديدة ونسعى لايجاد نتاجات لها".

وبدأت الندوة بالتطرق الى موضوع تدريس السينما في لبنان حيث يوجد 6مؤسسات ومعاهد تدرس مادة السينما.

وتبين من خلال الافلام التي عرضت في اطار هذا اليوم ان الجيل الأحدث سنا تكون كليا في لبنان بينما تخرج الجيل الاكبر سنا من معاهد في فرنسا والولايات المتحدة وغيرها.

تلك كانت حالة ميشال كمون الذي عرض فيلمه "فلافل" ضمن التظاهرة والذي درس السينما في باريس وكذلك حالة اسد فولدكار الذي يعمل حاليا في مصر والذي درس السينما في الولايات المتحدة وعرض له فيلمه "لما حكيت مريم".

أما غسان سلهب الذي عرض له فيلمه "الرجل الاخير" فقد تكون على نحو عصامي بينما جاء الثنائي جوانا حجي توما وخليل جريج ("يوم آخر") من الأدب وفضاء الفن التشكيلي الى الفن السابع.

وعرضت ضمن التظاهرة افلام قصيرة لكل من ديما الحر وهاني طمبة وقصي حمزة وشادي روكز ومعظم هؤلاء الشباب تخرجوا من لبنان.

وتم التطرق في الطاولة المستديرة الى المضامين التي تعاطى معها الفيلم اللبناني فقالت جوانا حجي توما "نحن نهتم بلبنانية أفلامنا ونحن منتبهون للصورة التي نريد ايصالها عن بلدنا".

لكن خليل جريج الذي يشاركها العمل اشار الى ان السينما ليست سفيرة للبلد.

اما ميشال كمون فعقب بان "مدارس السينما لا تعلمنا كيف نصنع أفلاما لكنها تعلمنا التركيز وتزيد احساسنا بماهية السينما التي هي الالف باء التي استخدمها لاعبر عن نفسي".

واضاف "أريد ان اكون صادقا في أفلامي وان اعمل سينما وليس فيلما لبنانيا فقط".

اما المخرجة الشابة ديما الحر التي قدم لها فيلمها القصير "ام علي" فقالت ان السينما تتكلم "عني وعن احاسيسي. وفي السينما احكي قصصا من بلدي".

وستبدأ ديما الحر تصوير فيلمها الطويل الاول في ايلول المقبل في بيروت وتدور احداثه حول يوم الاستقلال في لبنان.

وطرحت خلال الطاولة المستديرة اسئلة حول اولوية السينما في بلدان تعاني مشاكل وحروب واقتصادها هش مثل الاقتصاد اللبناني وحيث لا يخصص للسينما في وزارة الثقافة سوى ميزانية قيمتها 50الف دولار سنويا تمنح لانتاج الافلام القصيرة والطويلة على السواء.

ويغيب وجود صندوق دعم فعلي في لبنان يساعد على دعم السينما كما هو الحال في تونس او المغرب او في مصر حيث تعتبر الدولة منتجة في معظم الاحوال.

واشتكى البعض من كونه ينفق الكثير من الوقت والجهد في العلاقات العامة والبحث عن انتاج اكثر من الوقت الذي يصرفه على العمل الفني.

وركز غسان سلهب على ان انتاج الفيلم اللبناني يظل مغامرة واضاف كمون شارحا بلغة صورية "ان كل فيلم لبناني هو عبارة عن قطار يفبرك سكته بنفسه".

من ناحيته اشار فولدكار الى ان السينمائيين اللبنانيين لا يعملون مع بعضهم البعض وانما كل واحد لوحده ولكل طريقته في الوصول الى انجاز فيلم.

وعقبت ايميه بولس على كلامه بالاشارة الى بدء تكون فرق عمل فنية في لبنان بفضل المدارس فيما اراد آخرون الحفاظ على تفاؤلهم لافتين الى بدء ولادة سوق عربية للفيلم وبدء اهتمام التلفزيونات به ايضا.

واذا كانت السينما اللبنانية ما زالت متواضعة في الافلام الطويلة لناحية الكمية فهي تنتج ثلاثة افلام سنويا غير ان هذه السينما تشهد شبابا جديدا يتجسد خاصة في الافلام القصيرة وتنوعها ومحاولات معالجتها لمواضيع اخرى غير الحرب.

وفي وقت أوجد بعض المخرجين موزعين لهم في الخارج ونجحوا في تسويق أفلامهم فان البعض الآخر فضل انجاز نتاجات تجارية تجد لها جمهورها المحلي الذي يقبل على العمل بكثافة.

تلك كانت حالة فيلم "بوسطة" الذي حقق 150الف بطاقة دخول في لبنان والذي اخترق السوق المصرية وبعض السوق الخليجية وهذه ايضا حالة فيلم "دلوعة بيا" الذي يعرض حاليا في لبنان.

ويبيع السوق اللبناني 3ملايين بطاقة سنويا وتعد بيروت نحو 90صالة عرض.

وتصور اربعة افلام طويلة هذا العام في لبنان رغم حرب الصيف الماضي التي تركت آثارها المدمرة على هذا البلد ودخلت حتى الى قلب الافلام التي كانت حاولت الابتعاد عن هذه الموضوعات والالتفات اكثر الى مواضيع مدينية اجتماعية.

الرياض السعودية في

24.05.2007

 
 

بيلا تار عالمه بلا ألوان... وترنتينو خيّب الآمال

من «الرجل اللندني»: بيلا تار خان جورج سيمنون

كان ــ محمّد رضا

رواية المؤلف البوليسي الفرنسي جورج سيمنون «الرجل اللندني» صارت فيلماً على يد بيلا تار. إلا أنّ هذا المخرج لا يعرف سوى رسم عالمه الخاصّ، بصرف النظر عن الاختلافات التي تطرأ على المادّة المُقتبسة، وتبعدها عن أجوائها الأصلية. فيلمه «تانغو الشيطان» (1994) كان عملاً سينمائياً بالغ الثراء. وعلى رغم أنّ مدّته تجاوزت سبع ساعات، نجح في أسر انتباه المشاهد حتّى الدقيقة الأخيرة. علماً أنّ العمل تميّز بالرتابة المقصودة والإسهاب في وصف الحركة والبطء في معايشة الإيقاع العام للحياة.

الإضافات الفنية والجماليّة التي حملها فيلم بيلا تار في «تانغو الشيطان» نقع عليها في «الرجل اللندني» الذي عُرض أخيراً في مهرجان كان. إلا أنّ المخرج المجري مال هذه المرّة الى أسلوب الإيحاء، ليس على صعيد القصّة فحسب، بل على صعيد اللغة السينمائيّة خصوصاً في الدقائق العشر الأخيرة، إذ يستمر الفيلم في أسلوبه التأمّلي المتأنّي... من دون تدخّل أي عنصر درامي يعطي نوعاً من المَغزى لما نراه.

بالأبيض والأسود، رصد المخرج حياةً اختار لها أسماءً غير مجريّة، لكنّه جعل شخصياتها تتحدّث المجرية... مضيفاً بذلك من غموض العمل. العالم الذي يرسمه بلا ألوان على الشاشة، هو أيضاً بلا ألوان على نطاق الثراء الحياتي. الشخصيات محدودة، وإن صوّر المدينةً كاملةً. يلتقط الشارع فإذا به مهجور. يلتقط المدينة فإذا بنوافذها شبيهة بعيون الموتى. المشهد الوحيد الذي يجمع أكبر عدد من الناس هو الحانة: سبعة أشخاص اثنان منهم يرقصان على أنغام عازفة أكورديون، تماماً كما في «تانغو الشيطان».

استعان بيلا تار بالممثلة الأميركية تيلدا سوينتون التي تؤدّي دور زوجة مراقب قطارات يعمل ليلاً في برجه، ويشهد مشادّة تنتهي بجريمة قتل.

يهتمّ سيمنون، في روايته، بالحبكة والشخصيات... لكنّه لم يلجأ إلى تصوير مناخ قاس وداكن، يدعو الى التشاؤم. أما بيلا تار فأولى اهتمامه للبيئة المحيطة... وأرجع كل ما بقي إلى الخلفيّة. استعار من الرواية فقط ما يخدم عمله. والنتيجة؟ فيلم رائع على الصعيد البصري، والحس الفنّي، والمعايشة الوجدانية، بأصوات المؤثرات الموسيقية وسواها، وباللوحات الكبيرة التي يصوّر عبرها الحياة. شِعرٌ مرسوم بقلم رصاص، وممهور بيد فنّان يعاني دائماً همّ البحث عن تمويل. وحين يجده، يصرّ على إنجاز فيلمه بلا تنازلات... ولو أنّه سيعاني مجدداً حين يخفق العمل في استقطاب ما يكفي من المشاهدين.

أما اختيار «عصيّ على الموت» لكوينتن ترنتينو للمشاركة في «كان»، فجاء من قبيل استعمال الهالة المحيطة باسم المخرج الأميركي، لأن قيمته السينمائية محدودة من دون شك.

نقسم العمل الى قسمين: الأول تمهيدي يعرّفنا الى الشخصيات، والثاني ينقلنا الى الحركة. نحن برفقة ثلاث نساء يثرثرن في سيارة. حين يحلّ الظلام، يدخلن حانة ليستأنفن الثرثرة... ويُقحمن أنفسهنّ في مغامرات لا تنتهي، قوامها القتل والتشويق. في البار سيتعرّفن على «دوبلير» في أفلام الأكشن (كيرت راسل)، يحمل علامة على الخد تكشف أنّ طبيعة عمله عرّضته للكثير من المشقّات. وهذا الرجل سنتبيّن أنّه قاتل خطير، يتفنّن في القتل. يملك سيارة مقعدها مقسّم الى نصفين تفصلهما نافذة سميكة. يجلس ليقود الجزء المحصّن ضدّ الموت، بينما المقعد الخلفي معزّز بوسائل قتل فتّاكة. هكذا سيبدأ في مطاردة بطلاتنا الثلاث... لكن قبل أن ينجز مهمّته تتعرّض له سيارة سريعة تقودها امرأة تبزّه قدرةً في القيادة، ما يفتح المجال أمام سلسلة لا تنتهي من المطاردات الشيّقة... على الطريقة الترنتينيّة! «عصيّ على الموت» ليس في مستوى أفلام ترنتينو السابقة، مثلPulp Fiction وKill Bill»... لكنّه يبقى ممهوراً ببصمة هذا السينمائي الخاص والغريب. جديد ترنتينو إذاً يأتي مجرداً من المفاجآت، فما هي المفاجآت التي ستحملها له (ولنا) جوائز المهرجان؟

الأخبار اللبنانية في

24.05.2007

 
 

عشرة أفلام لبنانية في مهرجان «كان» الستين

فيلما نادين لبكي ودانييل عربيد يثيران نقاشات متباينة  

أثار الفيلمان اللبنانيان الروائيان الطويلان الجديدان «سكّر بنات» لنادين لبكي و«رجل ضائع» لدانييل عربيد، بعد عرضهما للمرّة الأولى في تظاهرة «أسبوعا المخرجين» في الدورة الستين لمهرجان «كان» السينمائي الدولي، جدلاً نقدياً وشعبياً تراوح بين الإعجاب الشديد باللغة السينمائية وبالمعالجة الدرامية للموضوع المختار وبشكل النتاج البصري، والنفور والاستياء من المادة الفنية التي قدّمتها عربيد تحديداً في ثاني أفلامها الروائية هذا. وإذا أثار الفيلمان معاً كمّاً من التعليقات والنقاش، فإن ذلك يعني أنهما حرّضا الجمهور والنقّاد على مقاربة نتاج سينمائي هو الأول لنادين لبكي والثاني لدانييل عربيد.

أبدعت نادين لبكي، في خلال أعوام عدّة، في ابتكار أنماط بصرية متنوّعة في إنجازها عدداً من أشرطة الـ«فيديو كليب» لمغنين ومغنيات لبنانيات، قبل أن تخوض غمار التجربة السينمائية الأولى، من خلال قصّة خمس نساء يلتقين في صالون للتجميل في بيروت اليوم، فيكشفن، في حواراتهنّ وتصرّفاتهنّ الإنسانية والأخلاقية والاجتماعية والثقافية، جوانب عدّة من المجتمع اللبناني وسلوكه اليومي. كما أبدعت دانييل عربيد في فيلمها الأول «معارك حب»، بكل ما فيه من «أخطاء» جميلة يُصاب بها العمل الأول عادة، إلاّ أنها (بحسب تعليقات نقدية عدّة) لم تبلغ المستوى الإبداعي الرفيع لفيلمها الأول في جديدها «رجل ضائع». مع هذا، فإن بعض النقّاد العرب والأجانب وجد فيه ما رآه تطوّراً ملحوظاً في آلية الاشتغال البصري والفني والتقني، وفي كيفية سبر أغوار النفس البشرية على مستوى العلاقة الملتبسة بالجسد وانفعالاته وتصرّفاته. وإذا اختارت لبكي خمس نساء لتسليط الضوء على واقع الحال اللبنانية في المرحلة الآنيّة، بعيداً عن الحرب وآثارها، فإن عربيد اقتبست موضوع فيلمها الجديد من قصّة حقيقية (كما قالت في أكثر من حوار صحافي)، بطلها مصوّر فوتوغرافي فرنسي يُصوّر مغامراته الجنسية مع النساء بآلته الخاصّة. لكن «رجل ضائع» أثار تناقضاً واضحاً في مواقف النقّاد والصحافيين والجمهور، أكثر بكثير من «سكّر بنات»، الذي جمع هذه المواقف في التعاطي الإيجابي معه، ذلك أن بعضاً من هؤلاء لم يجد فيه أي بُعد درامي أو جمالي أو إنساني، معتبراً أن خللاً واضحاً أصاب بنية السيناريو، في مقابل تصوير جميل وبناء فني متقن الصنعة. في حين أن بعضاً آخر رآه جيّد الكتابة، ومثيراً قضايا حياتية واجتماعية لا تزال خاضعة لمنطق المحرّمات. يُذكر في هذا الإطار، أن الفيلمين يُعرضان في تظاهرة واحدة، لكن «سكّر بنات» وحده يتنافس وأفلاماً أخرى على جائزة «الكاميرا الذهبية»، التي تذهب، عادة، إلى «أفضل أول عمل». وكتبت الزميلة هدى إبراهيم (وكالة الصحافة الفرنسية) أن «سكّر بنات»، بعرضه في التظاهرة المذكورة، «عزّز الحضور اللبناني القوي هذا العام في مهرجان «كان» السينمائي، مع فيلم لبناني آخر لدانييل عربيد». ونقلت إبراهيم عن المخرجة قولها إن «المرأة اللبنانية تبحث عن صورتها بين المرأة الغربية والمرأة الشرقية، وعليها دائماً أن تحتال لتعيش كما تريد. وحين تفعل، تحسّ دائماً بعقدة ذنب». في حين أن الصحيفة الفرنسية «ليبراسيون» كتبت عن فيلم لبكي أنه «ليس هناك مشهد واحد ليس فيه ذكاء، إلى درجة أن كل شيء يمرّ بسهولة غريبة».

إذا تمّ تحديد موعد لإطلاق العروض اللبنانية لـ«سكّر بنات»، في منتصف حزيران المقبل، فإن أحداً لم يؤكّد أو ينف ما إذا كان «رجل ضائع» سيجد طريقه إلى الصالات التجارية المحلية. في هذا الإطار، كتب أحد النقّاد أن موضوع الفيلم الروائي الثاني لعربيد «يُمكن أن يحول دون نيله إذناً رسمياً لعرضه التجاري في بيروت».

لكن فيلمي لبكي وعربيد ليسا العملين اللبنانيين الوحيدين في «كان»، وإن شاركا في إحدى التظاهرات الأساسيــة.

ذلك أن أفلاماً لبنانية أخرى عُرضت في مطلع الأسبوع الجاري في إطار تظاهرة جديدة تأسّست منذ ثلاثة أعوام فقط بعنوان «سينمات العالم كلّها»، التي تُعنى بتقديم أفلام من دول مختلفة، في محاولة ثقافية وفنية لتفعيل التواصل الإبداعي بين السينمات المختلفة والمُشاهدين. وتخصّص هذه التظاهرة، على مدى سبعة أيام فقط، كل يوم بأفلام مختارة من دول عدّة. واختيرت ثمانية أفلام لبنانية في دورة هذا العام، أربعة طويلة هي: «لما حكيت مريم» لأسد فولادكار، «فلافل» لميشال كمّون، «أطلال» لغسان سلهب و«يوم آخر» لجوانا حاجي توما وخليل جريــج، وأربــعة قصيرة هي: «بيروت، بعد الحلاقة» لهاني طمبا، «ملابس جاهزة، أم علي» لديما الحرّ، «في اليوم الأول» لقصيّ حمزة و«011010010» لشادي روكز.

السفير اللبنانية في

24.05.2007

 
 

«زودياك» محاولة لاقتناص المعنى من قلب الفوضى

جمهور «كان» يتابع جديد فينشر بأنفاس لاهثة

كان ـ مسعود أمر الله

على الرغم من أن فيلم «زودياك» جمع بين سمتين لا يتحمس لهما جمهور مهرجان كان عادة، وهما انه فيلم قادم من هوليوود أولا ويدور في إطار أفلام الجريمة والعنف والإثارة ثانيا، إلا أن ذلك لم يمنع الجمهور من متابعته بأنفاس لاهثة، ولم يحل دون التفاف النقاد حوله واهتمامهم به.

ربما يرجع ذلك في احد الجوانب إلى أن فيلم «زودياك» هو أول فيلم للمخرج ديفيد فينشر ينطلق به إلى كان، وداخل المسابقة الرسمية للمهرجان على وجه التحديد، وربما يرجع من جانب آخر إلى أن فينشر يعود بهذا الفيلم إلى عالم الجريمة الوحشية والقتل المتتابع بعد انقطاع دام عشر سنوات عن هذه النوعية من الأعمال منذ تقديمه لفيلمه الشهير سبعة

وهناك أيضا المجموعة الفريدة من الممثلين التي شاركت في فريق الفيلم والتي يتصدرها جيك جلينهاي ومارك روفالو وروبرت داوني. وفي مؤتمر صحافي عقده فريق الفيلم في كان يعود ديفيد فينشر بالذاكرة إلى زودياك الحقيقي الذي افزع سان فرانسيسكو بأسرها عندما كان فينشر لا يزال طفلا.

وهو يقول في هذا الصدد لو انك نشأت هناك في ذلك الوقت لكانت لك طفولة يغمرها الخوف، ويلونها الفزع، ولرحت تتساءل ماذا لو أن ساحة الجريمة المقبلة هي الحافلة التي تستقلها؟ ماذا لو أن المجرم اطل في حينا؟ وأنت بالفعل توجد دراما أكثر احتداما من الدراما الحقيقية عندما تكون صبياً في مقتبل العمر حول الأحداث التي تواجهها، فهذا ما يفعله الصبية عادة.

أما جيك جلينهاي فيبادر إلى القول إنه يتذكر بقوة المرة الأولى التي قرأ فيها سيناريو الفيلم، حيث بدت له جرائم القتل بصفة خاصة مفزعة إلى أبعد الحدود، ومضى بقلب صفحات السيناريو ويحدث نفسه قائلاً: «هذا حقيقي، لقد وقع هذا بالفعل» وفي التو ساوره الشعور بالرغبة في أداء دوره في الفيلم.

وبدوره يتذكر فينشر كيف وصل إلى مرحلة الرغبة في المشاركة في مشروع الفيلم، فيقول: «لديَّ بالفعل نوع من السياسة التي كنت ألتزم بها في ذلك الوقت، والتي لخصتها لوكيل أعمالي بالقول: «لا ترسل لي أي سيناريوهات أفلام عن جرائم قتل متتابعة!

غير أنه اتصل بي في صبيحة أحد أيام السبت وقال لي إنه سيرسل لي عملاً يحطم كل القواعد التي نتبعها وعنوانه: زودياك، فقلت له إن عليه إرساله لي لأن تلك اللحظة كانت منعطفاً خاصاً في حياتي، وعندما وصل لي السيناريو في نهاية المطاف، أدركت أنني لا أعرف أي شيء عن عالمه،

واستقطبني بشدة، كانت الجوانب السياسية فيه أكثر إثارة للاهتمام مما تصورت. ولست أعتقد أن هذا فيلم جرائم متتابعة وإنما هو فيلم يدور حول الحياة في صحيفة، حول احتياج الفعل البشري إلى الخروج بمعنى من قلب شيء هو الفوضى والعماء على نحو عشوائي».

ويلقي جلينهاي الضوء على دوره في الفيلم فيشير إلى أنه أتيحت له فرصة قراءة السيناريو قبل معالجة فينشر له، وأعتقد أن الخطين الأساسيين للعمل هما خطان فذان حقاً. وهو يتذكر أيضاً أن فينشر بادره لدى لقائهما لمناقشة العمل بالقول إنه في النصف الأول من الفيلم لن يكون أكثر من كومبارس لكنه في النصف الثاني منه سينتزع صدارة الفيلم، وقد جعله هذا يهتم بالفيلم أشد الاهتمام.

ويلاحظ فينشر أنه لم يرد جعل الفيلم يبدو تقليدا لأجواء السبعينيات، وان سان فرانسيسكو التي تظهر فيه ليست مدينة صيف الحب والهوى، وإنما هي سان فرانسيسكو الشركات والمؤسسات المالية التي انداحت لتغدو سان فرانسيسكو الهيبية.

ويتابع أنه لم يرد بالقطع للفيلم أن تكون له أي علاقة بأجواء مغامرات ستارسكي وهاتش، وإنما أراد فيلماً يضرب جذوره بقوة عند حواف الأشياء. وفي ضوء هذا تأتي القيمة الإنتاجية للفيلم وتأتي أهمية المؤثرات الخاصة وتأتي المعلومات عن الفترة التاريخية والأحداث، التي ليست أحداثاً جنسية حقاً.

هكذا فإنه من الأهمية بمكان ما يقوله الناس في الفيلم، حيث من الضروري أن يتابع الجمهور جزئيات المعلومات التي تتوالى عليه عبر تقدم الفيلم في مسيرته، ومن هنا جاء القرار الذي اتخذه فريق الفيلم في وقت مبكر بعد الإغراق في العناصر التي يمكن أن تشتت انتباه الجمهور عما يقوله الناس في الفيلم، وهو ما أدى إلى اتباع أسلوب صارم في تطوير الأحداث في الفيلم.

ويعلق جيك جلينهاي على دور روبرت داوني في الفيلم فيقول إن العمل مع داوني يشبه العمل في البعد الثامن، فهو ممثل جيد، يطرح 25 خياراً وفكرة في الدقيقة الواحدة، ثم هناك أيضا روبرت داوني الذي لديه ما يتراوح بين 500 إلى 750 فكرة في الدقيقة، وبعض الناس يقولون عن هذا انه جنون ولكنه بالتأكيد عبقرية.

ويقول مارك روفالو عن ديفيد توتشي وهو الصحافي الذي يلعب مارك في الفيلم الدور الذي أداه توتشي في الحياة انه أمضى يومين كاملين معه، فأوضح توتشي له انه لم يكن متحمسا للغاية لمشروع الفيلم وان زوجته أرادت ألا تكون له علاقة بمشروع الفيلم أصلا ولكن مارك أقنعه بأنه يقوم بدوره لتكريمه قبل أي شيء آخر، وانه يريد أن يؤدي مهمته بالشكل الصحيح وكذلك يريد فينشر هذا أيضاً،

وبالفعل استمر بينهما الحوار على امتداد يومين كاملين، كان مارك يراقب فيهما كل حركة من حركاته، حيث كان مقتنعاً بأن عليه ان يعرفه عن قريب في كل أحواله، ومن هنا نشأت الصداقة بينهما ولا يزالان يتراسلان حتى اليوم.

البيان الإماراتية في

24.05.2007

 
 

من عروض الدورة الستين لمهرجان كان السينمائي:

مخرج روماني يقارب الاجهاض بدلالات السياسة والنفي الروسي يمتحن الظنون الشخصية و لا موطن للرجال العجائز يدفع بالوحشية الامريكية الي منتهاها

زياد الخزاعي

في دورة ماضية، رفضت ادارة مهرجان كان السينمائي بقيادة رئيسه النافذ جيل جاكوب فيلماً للمخرج البريطاني المعروف مايك لي صاحب اسرار واكاذيب و عاري مبررة الامر بان موضوعه ثقيل الدلالات علي احتفالية تهتم بالحياة وبشرها وعطائهم، متهمة احد اهم صناع الفيلم في بريطانيا انه قارب حكاية تروج لفعل غير محبذ يتمثل في تجارة بطلته الام في اجهاض النساء اللواتي ارتكبن آثامهن في غياب ازواجهن او اصدقائهن الذين توجهوا الي جبهات القتال خلال الحرب العالمية الثانية في شريطه فيرا ديريك مسقطة اياه من قائمة الانضمام الي تنافسات السعفة الذهبية. لاحقاً انتقم (مايك لي) من عصبة (كان) حينما وقف علي منصة احتفال مهرجان البندقية الايطالي شاكراً اياهم علي ذلك الرفض وهو يرفع اسداً ذهبياً ليكون فيلمه المتوج الاكبر في جزيرة الليدو.

في الدورة الستين، بدا ان قيادة مهرجان كان تداركت حكاية المخرج لي، وفاجأت النقاد والصحافيين بشريط قوي بحكايته قادم من رومانيا لمخرج شاب يدعي كريستيان مونجيو (ولد عام 1968، وحقق اول اعماله عام 2002) اربعة اشهر وثلاثة اسابيع ويومان قارب فيه موضوعة الاجهاض بشكل مباشر وحملت مشاهده تفاصيل صادمة. للوهلة الاولي تبدو حكاية الصديقتين الطالبتين اوتيليا (اداء ساطع من اناماريا مارينشا) وغابيتا (الممثلة لورا فاسيليو) وكأنها صراع شخصي ضد الفضيحة وملابساتها، بيد ان المشاهد الحصيف سيجد تأويلاً مسيساً لحالة البلاد التي كانت تُحكم من قبل سلطة توتاليتارية مستبدة، عملت علي مدي طويل علي اقصاء الفرد واجتهاداته لصالح الحزب ومصالحه. ان اجهاض غابيتا هو في رؤية المخرج مونجو ضرورة تاريخية لانهاء حكم ولّده قدر سياسي مفروض من قوة قاهرة (في حالة بطلته جسدها ونظامه البايولوجي). وما دلالة انضمامهن الي القوة الطالبية في احد معاهد بوخارست سوي الاستكمال الطبيعي الذي سيبرر السرعة التي اتخذن فيها قرار اسقاط الطفل غير الشرعي. ان وعيهن وثقافتهن تجعلهن في موقع قيادي لاقرار شطب الخطأ، اما كيفية تحقيقه فسيضعه مونجيو في شرطه القاسي علي اعتبار ان اي تغيير سيتطلب تضحية مؤلمة، لن تواجهها الفتاة المخطئة بل اوتيليا كونها الشخصية العقلانية التي سيكون عليها ترتيب خلية سرية تجري فيها عملية التغيير(او الاسقاط). واذا كانت بطلة البريطاني مايك لي تقوم بعملياتها غير القانونية في المنازل والغرف الخلفية خوفاً من الوقوع في قبضة العقاب مقابل عطايا عينية (معلبات، خبز وغيرها)، فان الطبيب المكلف سينتظر ضحيتيه في سيارة وسط حي فقير خال تقريبا من البشر(وهي لمحات ذكية سنقابلها لاحقاً كمؤشر علي الغربة الاجتماعية والغل الاقتصادي الذي تمارسه سلطات تشاوشيسكو علي رعاياها) وينتهي مع عميلته في غرفة متقشفة في فندق متواضع.

قبل هذا، سنشاهد الفتاتين وهما في قسمهما الداخلي تضعان اللمسات الاخيرة قبل الشروع برحلة الاسقاط. المبلغ اللازم كثمن لدم الجسد الاثم الذي سيزاح، سجائر الانتظار والقلق، الملابس النظيفة من اجل تغطية الجريمة، كل هذه العناصر صغيرة التفاصيل، والتي تبدو انها غير ذات معني، هي في الواقع الدرامي ملامح مشتركة بين البطلتين المتلازمتي القدر والمحنة. مشكلة اوتيليا ان الجريمة تؤلم قلبها قبل ضميرها، اذ اخفت الامر عن خطيبها الشاب رغم شهامته في تأمين مبلغ دين لم يتقصد في معرفة مصيره (وسينتظر حتي المقاطع الاخيرة كي تفضح الشابة ،المكلومة بسرها، نفسها). هل كانت علي خطأ في قرارها القطعي بعدم ضم اخرين الي زمرة الفعل الشاذّ؟ ما سنتابعه في جهد المخرج مونجيو هو الصيرورة الثنائية بين الرفيقتين قبل وبعد التغيير: حين تقابل اوتيليا المتبتلة الاخلاق مع الطبيب المتورط بالتجارة الرابحة، سيحاصرها بشكوكه وتحصنه من الوقوع في فخ غير محسوب العواقب، وعندما يعرف بحنكة التاجر ان لوعتها اكبر من السعر الذي سيطلبه، يكون علي البطلة مواجهة الخيار الاكثر صعوبة. في تلك الغرفة البائسة سيساوم الطبيب علي الدم وعملية اجتراحه، فمالهن شحيح لا يساوي المغامرة وتهديد سمعته بالسجن، فاما زيادته او الغاء المشروع الذي اعددن له بجوارحهن. يكون الثمن بديلاً عن موت الوليد الشهيد، اغتصابها من قبله وعلي فراش العملية ـ الجريمة. وفي الحمام الذي اعتصمت فيه غابيتا سنراها وهي تقعي داخل البانيو لتغسل وسخ ارغامها علي السقطة المجبرة. وهو الاغتسال الوحيد الذي يضمنه مونجيو لمشاهده والذي سيعوض جميع الذنوب اللاحقة. تُجري عملية الاجهاض باكثر الاساليب بدائية، فالجنين لا يستحق القدر الاعم من الانتباه، ناهيك عن الاحساس بالذنب والوجل من القضاء علي حياة بشرية في طور التشكل. تبدو الشابة غابيتا في اقصي عزلتها التي ستتواصل بشبيهتها التي ستواجهها زميلتها حين تتركها في الغرفة بعد اتمام العملية، وتجالس ضيوف اهل خطيبها المجتمعين بعيد ميلاد الام (تورية ضد قتل الجنين). فالشخصيتان اجتمعتا علي اقصاء ثنائي مغطي بكم معتبر من السرية، فهما كائنان تضافر قدرهما في مواجهة اخرين يتملكهم فضول لا حد له.

وتتجلي عزلتهما في المشهد الختامي حيث نراهما جالستين في مطعم الفندق وحيدات واخر ما نسمعه علي لسان البطلة هو امر: دعينا لا نتحدث في الموضوع ابداً كإعلان عن قطيعة مع ماض شرس ومفعم بالالم.

الاقصاء يتجلي ايضا وبرونق بصري اخاذ في شريط المخرج الروسي المميز اندريه زيفياغونتسيف النفي الذي يستكمل فيه ما بدأه قبل اربعة اعوام في رائعته العودة الذي حصد الاسد الذهبي لمهرجان البندقية وكرسه صوتاً مميزاً في السينما الاوروبية. واذا كانت عودة الاب الغامضة الي دارته وصبييه من دون تفسير، فان الحكاية العائلة كلها ستترسم علي الشاشة بتأن درامي يُذكر كثيراً باشتغالات مواطنه اندريه تاركوفسكي (له المرأة و المقتفي وطفولة ايفان ) في اعتماده علي اللقطات الطويلة بطيئة حركة الكاميرا والمونتاج الهاديء، مثلما ضخه العديد من عناصر الطبيعة كالماء والهواء والضياء والنار والتي تستكمل كون ابطاله معدودي العدد. يعود الاب كي يفرض قانونه ويرغم الزوجة الصموتة والصبيين المأخوذين بقوة شخصيته وغموضه وقلة كلامه،علي تطبيق اشتراعاته وقوانينه، انه سلطة بطريركية لا حد لسطوتها، مرغماً ولديه علي مرافقته الي جزيرة نائية تنتهي بموت احد الصبيين. في جديده (عرض ضمن المسابقة الرسمية) سنري اباً من الطينة ذاتها سيرغم زوجته وابنه وابنته الصغيرين (لهذا التقسيم الجنسي الزوجي بعد اجتماعي معني بالموازنة العاطفية بين الاطفال وامهما تحديداً) نفي جماعي الي مسقط رأسه الريفي البعيد والاستقرار في دارة الجد. هل هي حكاية هروب من المدينة الكبيرة نحو حاضنة طبيعية رؤوم؟ للوهلة الاولي يخدعنا زيفياغونتسيف بان القضية لا تتعدي حاجة الاب الي اعتزال قصير يستهدف عودة الحرارة الي علاقة مبتورة العواطف مع الزوجة الصموتة، بيد انه يفاجئنا باعتراف الزوجة الشابة انها حامل بجنين من رجل اخر. هنا تنقلب الادوار، فالزوجة تستمريء منفاها، فيما يري الزوج انه اقصي نفسه مما جعله بعيدا عن تحقيق انتقامه لجرح كرامته، اذ تدور ظنونه حول صديق مقرب من العائلة. وبمساعدة شقيقه الذي سيتعرض الي جلطة قلبية، سيصل البطل الكس (اداء قوي من كوستانتين لافرونينكو) الي مبغاه ليكتشف خطل ظنونه، فالزوجة التي ستموت لاحقاً، انما تحمل في رحمها جنينه الذي لم ترد له القدوم الي عالم سيكون خاليا منها.

قلة عدد الشخصيات وابتسار حوارياتها مكن زيفياغونتسيف (ولد عام 1964 وحقق اول عمل له تلفزيونياً عام 2000) من التركيز علي المحيط البهي من المنفسحات الريفية التي تمثل رعوياتها ضداً درامياً لسوداوية ضغينة الاب الذي لن يحقق راحة باله مطلقاً. عليه سنشاهد كاميرة مدير التصوير الموهوب ميخائيل كريشمان وهي تجول بين عناصر طبيعية وكأنها تعيد اكتشاف كينوناتها البيئية وتدلنا علي السبيل الاسهل في الوقوع بإغراء العودة الي اصل عالمنا الذي ابتعدنا عنه ان لم نصر علي ايذائه بقصدية وحشية. يحملنا النفي مسؤولية تسرعنا في اتخاذ قراراتنا التي هي في الغالب تعسفية وغير منصفة، وحينما نلهث من اجل تصحيحها يكون الاوان قد فات، فيما الحياة ماضية في دورتها الازلية التي لا ترحم او تنتظر. ألكس ليس بشخصية غبية او بلهاء وانما تعاني من عزلة داخلية قاسية الوقع لا تجد بدا سوي التفجر نحو الخارج واصابة الاقربين بنيرانها. انها صنيعة الظن الفاسد الذي سينتظر من عناصر طبيعة الريف البكر ان تعيد تكوّن خيرها الداخلي الامر الذي سيفسر قراره السليم بالاستقرار مع صغيريه الي الابد. ان التطويل (ساعتين ونصف الساعة) الذي تغلف به ايقاع الشريط الاسر هو اختيار صائب يتماشي مع سكون المحيط ورتابته الكفيلتين بجرنا كمتفرجين الي اقصي حدود الاندماج مع مأساة ألكس وزوجته ايفا.

هذه الطبيعة تعود كرّة اخري الي الواجهة السينمائية في شريط الاخوين الامريكيين جول وايتان كوين لا موطن للرجال العجائز الذي اقتبساه عن رواية مواطنهما صاحب جائزة البولتيزر كروماك مكارثي. وهي (الطبيعة) التي ستجعل من البطل الشاب ليولين موس (اداء مفاجيء من جوش برولين) طريد قاتل يمتاز بوحشية لا مثيل في دمويتها. فهذا البطل الذي يمضي جل وقته في براري تكساس متتبعاً اثار الظباء صائداً لها، سيقف بالصدفة امام عدد من الجثث التي صُفيت خلال معركة، وبدا الامر وكأنه اعدامات مقصودة. وهذه ليست الحكاية التي ستقلب موازين حياته بل اكتشافه كمية هائلة من اكياس الكوكايين وحقيبة تحوي علي مليونين من الدولارات اضافة الي شخص في رمقه الاخير يطلب جرعة ماء. لن يلتفت ليولن الي شرطه الانساني بل يعبر انانيته نحو الغنيمة. فبعد عمر قضاه مقاتلاً في غابات فيتنام، يقرع بابه حظ لن يأتي ثانية ابداً. خطأه القاتل يتمثل في عودته الي موقع الجريمة في محاولة لانقاذ ذلك الرجل المغدور، وبدلا من تحقيق حنيته المتأخرة، سيكون في مركز اهتمام القاتل المحترف انتوان تشيكورث (اداء ساحر من الاسباني خافيير بارديم) الساعي الي اعادة الثروة بأي ثمن ولأي مقدار من الدم. من هنا تبدأ محنة ليولن الحقيقية، امانه الشخصي وحياة زوجته الشابة كارلا جين (الاسكوتلندية كيلي ماكدونالد) وحقيبة المليونين التي سيغفل عن احتوائها علي جهاز انذار يرسل ذبذباته الي مستقبل الكتروني يحمله القاتل وتسهل من رصد ضحيته. لعبة القط والفأر الشهيرة تتشكل من رحلات طويلة ستنتهي في مدينة حدودية مع المكسيك تكون مسرح المواجهة الحاسمة: المقاتل العسكري وحنكته للافلات من الموت، وقاتل يستخدم انبوب هواء مضغوط لفتح الابواب الموصدة التي ظن ليولن انه يتحصن خلفها. امام هذه الوحشية المتواصلة يقرر رجل الشرطة بيل (الممثل تومي لي جونز) مطاردة الاثنين عازماً علي حقن الدم الذي لا يني يسفح من دون توقف (سيغدر ايضا بالزوجة الشابة) لكن مهنيته ستغدر به في اللحظة الاخيرة حينما يفلح انتون باغتيال ليولن في غرفة فندق وضيع.

رواية مكارثي تساجل حول خطايا الامريكي، شأن اغلب اعماله المتحاملة علي طبيعة الشر التي يري انها متشربة في الكيان الامريكي المهووس بالسلاح والحروب والدم. ونصه هذا لن يختلف في كمية الرعب الذي يتلبس حكاياته وشخوصها. فالقدر لا يصوغ الكثير من حيوات الشخوص بقدر ما ان عزومهم علي القتل تدفعهم نحو القتل المجاني، اضافة الي الغل في موت الضمير وانسانيته. من هنا لا مفاجأة في عقاب ليولن الذي اصابته لوثة من الجشع، ليضرب صفحاً بالقانون واشتراطاته وحصانته، وحدها كارلاجونز ستدفع رجل الشرطة الي انقاذ بعلها من الموت المحقق، ولكن بعد فوات الاوان. ان الثنائي ليولن ـ انتوان ليس وحيداً في ارتكاب الجريمة، بل يرصد الكاتب مكارثي تورط مؤسسات كبري في المتاجرة وتسهيل تهريب المخدرات واشاعة الموت، عبر شخصية المدير النافذ الذي سيكلف مساعده كارسون ويلز(الممثل وودي هارلسون) بمتابعة السارق والقاتل علي حد سواء قبل ان يدير الاخير فوهة مدفعه الرشاش نحو صدريهما، فهو يظن ان مهمته سماوية الدوافع، كنسية الطابع. انه منظف رذائل واشخاص اصابتهم الخطايا. ومثلما ينجح في مهمته الالوهية، يفلت بسهولة من الموت لتراه سائراً رغم جراحه نحو مهمة اخري وضحايا اخرين.

اشتغال الاخوين كوين هنا يمثل انموذجاً ساطعاً في قوة الاقتباس السينمائي اذ حققا نصاً بصرياً (مع جهد مدير التصوير روجر ديرك) بث حيوية درامية نادرة المثال علي رواية مكارثي. ومع تضخيمهما المتوازن للكيان القاتل يصبح ليولن صنواً له في حيوانية بشرية لا تقف امام مدها توسلات الزوجة التي تقول لقاتلها قبل قليل دفنت امي، فليس قدري ان يكون بهذه الطريقة ليجيبها انتوان انه يسمع الشيء ذاته من كل قتيل قبل ان تخترق رصاصات الغدر قلبه بثوان.

ناقد سينمائي من العراق

القدس العربي في

24.05.2007

 
 

كان السينمائي الستون: عناق مع الحياة والحب

'بارنويد بارك' لجوس سانت: محنة جيل في 'عش' المنبوذين

القبس ـ كان ـ صلاح هاشم

عرض مهرجان كان الستون فيلما صغيرا عذبا في الصباح بعنوان 'أول قبلة '، للمخرج الأميركي جوس فان سانت/ قبل أن يعرض فيلمه 'بارنويد بارك' في المسابقة الرسمية، ويصور 'أول قبلة' الذي عرض أيضا في فيلم 'لكل سينماه'، بمناسبة احتفال المهرجان بعيد ميلاده الستيني، بمشاركة يوسف شاهين وايليا سليمان وآخرين من ألمع نجوم الإخراج في السينما العالمية ـ يصور السينما كما يتمثلها المخرج الأميركي جوس فان سانت 'فيل'، ويحكي عن علاقتنا بعالم السينما الساحر، كمدرسة للحياة والحب، اذ يصور الفيلم الذي يستغرق عرضه ثلاث دقائق، يصور شابا صغيرا من المراهقين داخل كابينة العرض، وبعد إعداد الشريط وفحصه على المافيولا، يقوم بوضع الفيلم في ماكينة العرض، ويشاهد في تجربة العرض على الشاشة الكبيرة أول مشهد في الفيلم، وهو لقطة بانورامية للبحر الأزرق اللازوردي الذي يستولي على روحك بجمال مياهه الزرقاء الصافية، التي تلمع تحت سطوة الضوء، تلمع مثل حبات الماس النادرة، ونستمع ونحن نتأمل في ذلك المنظر الطبيعي الساحر إلى صوت الأمواج، وعصفور عذب يشدو، مع جوقة من العصافير عصفور يصوصو، وكأنه يدعونا فورا إلى الدخول إلى حضن المياه، والتواصل الحسي الجسماني مع الطبيعة، وأصل الحياة، فيخرج الشاب المراهق الشاطر حسن من كابينة العرض إلى الصالة الفارغة، ويصعد على خشبة المسرح، ثم يقترب من الشاشة، حين تظهر فجأة شابة شقراء، تصعد من قلب المياه وكأنها حورية من حوريات البحر الغميق، وهي ترتدي لباس بحر يكشف عن مفاتنها وتدعو الشاب أن تعال، فيخلع ملابسه، ويدلف إلى شاشة العرض، ويحتضن تلك الحورية الشقراء وكأنها بجمالها إلهة من آلهة الأوليمب، وقد هبطت في التو من الجنة، ويطبع على شفتيها قبلة طويلة وهكذا ينتهي فيلم جوس فان سانت الصغير، قبل أن يبدأ عرض فيمله الثاني الكبير'بارنويد بارك' المشارك في مسابقة المهرجان، الذي نرشحه هنا، وبعد انقضاء خمسة أيام على بداية المهرجان، للحصول على جائزة السعفة الذهبية، وسنشرح هنا بعد أن شاهدنا أفلام المسابقة لماذا؟

سينما خالصة

اعتبر أن فيلم 'بارنويد بارك' هو أفضل أفلام المسابقة قاطبة، وأقربها إلى السينما الخالصة التي يصنعها جوس فان سانت، فهو امتداد من ناحيتي الشكل والموضوع لفيلمه العذب الأثير 'فيل' الذي حصل به على 'سعفة كان الذهبية' حيث يبدأ 'بارانويد بارك' من حيث انتهى 'فيل'، ويعود فيه جوس فان سانت إلى جيل المراهقين في أميركا من جديد، ليحكي عن مشكلتهم وغربتهم وتعاستهم، لا في قلب الكلية والمعهد كما فعل من خلال مذبحة كولومباين الشهيرة التي حكى عنها في فيلمه 'فيل' بل في قلب الحياة الأسرية الأميركية المفككة ذاتها الآن، كصورة مصغرة للمجتمع الأميركي الكبير، التي يعاني هؤلاء المراهقين بؤسها وانحطاطها على جميع المستويات.

ويصور جوس فان سانت من خلال مشكلة الصبي المراهق في الفيلم الذي يعيش مع عمه، ويخيل الي أن بطل الفيلم الشاب هو الطفل الصغير الذي كان يمرح ويلهو بدراجته، في ذلك الفندق المرعب المسكون بالأشباح فيلم 'شايننغ' للمخرج الأميركي الكبير ستانلي كوبريك.

عش المحرومين

لكنه كبر الآن، وأصبح المراهق الأميركي اليكس وعمره 16 سنة الذي يحكي عنه الفيلم، ولا نعرف لماذا يبدو في الفيلم غائبا عن الحياة، كأنه فراشة بريئة تحلق بعيدا عن هموم الحاضر وكوابيسه، وعليه أن يهتم بشقيقه بعد أن هجر الأب الأسرة، وصارت الأم تعاني من مكالماته ومضايقاته، لمناقشة تفاصيل عملية الطلاق كل لحظة على التلفون، ويترك اليكس لحاله، حيث تغتصبه صديقته جنيفر في الفيلم، و تراوده رغبة فجأة في أن يسطو على قطار، حين يتردد ولأول مرة على ذلك، ذلك المنتزه في 'بارانويد بارك'، وهو ملعب إسفلتي يتجمع فيه المراهقون والهامشيون واللصوص للتزحلق على الإسفلت بعجلاتهم، وصار بمرور الوقت مثل حي مثالي للمنبوذين، الذين يعيشون على هامش مجتمعات الاستهلاك الأميركية الفردية الأنانية، التي فقدت الروح في مدينة بورتلاند، و'عشا للدبابير' والصعاليك الفقراء الغجر، الذين لا يلاقون سوى الإهمال واللامبالاة والبؤس في أميركا بورتلاند.

ولم يكن أليكس يشعر وفي أي وقت انه بحاجة إلى هذا العالم، او انه ينتمي اليه وعلى استعداد لملاقاته، كان يسمع عن ذلك العالم في بارنويد بارك، لكنه لم يكن مستعدا بعد لمواجهته، غير أنه لسوء حظه، وفي أول مواجهة له مع ذلك العالم 'الهامشي'، يتعرف على عصابة من المراهقين الصغار، وحين يستقل القطار معهم، ويطاردهم احد الحراس، ويروح أثناء سير القطار ينهال ضربا على اليكس، فيدفعه بيده بعيدا، فإذا بالحارس يسقط على شريط القطار، ويدهسه القطار القادم من الاتجاه الآخر، ويشطره إلى نصفين.

وفي مشهد من أكثر المشاهد رعبا في أفلام المهرجان، يتقدم الحارس وهو يزحف بنصفه الأعلى بعد ان شطره القطار الى نصفين، يتقدم باتجاه اليكس، ويعاتبه على فعلته بنظراته، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة ويموت وتصبح مشكلة أليكس الآن كيف يتخلص من عقدة الذنب، بسبب الجريمة التي ارتكبها؟ او تلك الحادثة التي وقعت له، حين تنصحه صديقته الجديدة، أن يحكي لشخص ما أو صديقا عن مشكلته، لكن أحدا لا ولن يهتم بأليكس، وحياة أليكس، ولا بمشاكل الضياع والغربة التي يعانيها الصغار من أمثاله في مجتمعات المدن الأميركية الحديثة، ومدن العشوائيات وضواحي العزلة.

تواصل ووساطة

منتزه بارنويد فيلم روائي بسيط، او هكذا يبدو في الظاهر، ويحكي عن مشكلة مراهق في أميركا ومشكلة انعدام أو غياب التواصل بين الأجيال، بل ويحكي أيضا عن مشكلة التواصل حتى داخل الجيل الواحد أي مابين الصغار أنفسهم داخل الجيل الواحد، ويكشف من خلال حالة اليكس عن أن هؤلاء الصغار قد تركوا لحالهم، ولن يهتم أحد بأمرهم، وعليهم أن يكبروا بمعرفتهم في عالم من الجريمة والطلاق والنرجسية والعنف لا يرحم، كما يحكي عن أشياء أخرى كثيرة وممارسات، لكن من دون خطابة او استعراض عضلات إخراجية مبهرة، إذ يبدو كل شيء بسيطا وجميلا كأنه لا يوجد 'ميزانسين' في الفيلم بالمرة، لكن 'بارانويد بارك' في رأينا هو 'قمة' في الميزانسين والإخراج، اذ يخلص مخرجنا الأميركي فيلمه مثل 'اللوز المقشر' من كل ما هو غير ضروري وغير عضوي لتطور 'الحدث' بشكل مقنع وطبيعي ، ويحول كل مشهد وكل لقطة الى عواطف ومشاعر وأحاسيس تسكننا، فتجعلنا نعيش مع أليكس محنته، ونتعاطف معه، ونرأف بحاله، كما لو كان ابننا ونتأسى لضياعه، بل إن مخرجنا جوس فان سانت يعود ليحكي عن الحدث الواحد من عدة زوايا, حيث نرى في احد المشاهد أليكس يزحف في غرفة الصالون، وهو يريد أن يخفي شيئا بعد ان شاهده احدهم في الخارج، ولا نعرف ماذا يخفي، ثم نعود إلى اللقطة نفسها في وقت لاحق، لندرك انه كان يريد أن يخفي ويتخلص من الملابس التي كان يرتديها وقت الحادث، وهكذا يجري تجميع مشاهد الفيلم كما عودنا جوس فان سانت بطريقة 'الموزاييك'، فنحن نشاهد اليكس في حديقة وهو يكتب رسالة، لكننا لا نعرف فحوى تلك الرسالة ومضمونها إلا في نهاية الفيلم، حيث يخط اليكس ويكتب فيها ـ عملا بنصيحة صديقته ـ المشكلة التي تؤرق ضميره ـ عقدة الذنب ـ ثم يقوم بإحراقها، فعالم أليكس بلا صديق ولا حبيب.

روائي وتسجيلي

ويقدم لنا جو فان سانت فيلمه بأسلوب يعتمد على الصورة وزاوية التصوير ودلالتها، أكثر من اعتماده على الحوار والكلام في ماعدا ما هو ضروري، فيقترب هكذا بفيلمه من أسلوب أفلام المخرج الدانمركي الكبير كارل دراير، ويذكرك بأسلوب الفرنسي روبير بريسون التقشفي في افلام بلا نجوم، وتعتمد على ممثلين من غير المحترفين، ويطبع ذلك الفيلم ببصمته في الإخراج، ويرفق الصورة بشريط صوت رائع بديع ساحر ومخيف، يصل إلى قمته ويتوهج بالفيلم في المشهد الذي يغتسل فيه أليكس في الحمام لكي يتطهر من فعلته، بعد ان كان السبب في موت الحارس الذي شطره القطار الى نصفين في فيلم يقترب كثيرا من روح فلسفة الزن وروحانيات الطوائف الصوفية، حيث لا تصبح السينما سوى هما للتواصل مع المطلق، والتوحد بكل العناصر، من دون تحليات في العمل الفني او شخاليل كما في جل أفلامنا العربية التجارية لزوم التجميل والماكياج والبهرجة، كما يمزج جوس فان سانت في فيلمه بين 'الروائي' عبر حكاية أليكس و'التسجيلي' في مشاهد بارانويد بارك 'عش المحرومين' فيصبغ الفيلم بصبغة تسجيلية أثيرة تقربه من أعمال سينما الواقع التي تقترب من نبض عصرنا، ولكل الأسباب التي ذكرنا نرشح فيلم 'بارنويد بارك' للحصول على سعفة كان الذهبية، ونعتبره 'تحفة' سينمائية ببساطته وجماله وأسلوبه، وجدير بالمشاهدة والاقتناء عن جدارة وسوف نتوقف عند أبرز أفلام المهرجان قريبا على صفحات 'القبس'.

القبس الكويتية في

24.05.2007

 
 

أنجلينا جولي تروّج لفيلمها الجديد في كان

سي.ان.ان/ كان:  قالت النجمة الأميركية أنجلينا جولي إن الدور الذي لعبته في فيلم A Mighty Heart، والذي يعرض حاليا في مهرجان كان السينمائي، قدّم لها فرصة ذهبية لاستكشاف القوة الداخلية للإنسان، وإبعاد الحقد عن نفسه.

ويروي الفيلم قصة الصحفي الأميركي دانيال بيرل، الذي كان يعمل في صحيفة وول ستريت، قبل أن يقتل في باكستان من قبل جماعة مسلحة، كما ذكرت وكالة الأسوشيتد برس.

وفي هذا الفيلم، تلعب جولي دور ماريان بيرل، زوجة الصحفي الأميركي، التي تبدأ بالبحث عن زوجها، ومن ثم تتلقى خبر وفاته وهي حامل في شهرها الخامس.

تقول جولي "أعتقد أن ماريان شخصية فريدة من نوعها، تفكر بعمق، وتسعى إلى الحوار مع الآخرين لتحسين علاقتها بالبيئة المحيطة، وهو ما أعتقد أنه أفضل درس لنا جميعا."

وأكدت جولي أن تمثيلها الدور خلال فترة حملها الأولى ساعدها كثيرا في تفهم الشخصية وما تمر به.

وقد قام بإخراج هذا الفيلم مايكل وينتربوتوم، كما قام براد بيت، رفيق جولي، بالتعاون في إنتاج الفيلم، الذي يرتكز في فكرته على مذكرات ماريان.

ويقوم الممثل دان فوترمان بلعب شخصية دانيال بيرل في الفيلم الذي أنتجته شركة باراماونت فينتاج.

من ناحية أخرى، تقول ماريان بيرل، الشخصية الحقيقية في الفيلم، إن صداقتها مع أنجلينا جولي أصبحت أقوى بعد تنفيذ هذا الفيلم.

وتضيف "قد يتمكن ابني من مشاهدة هذا الفيلم في يوم من الأيام، وهو ما سيذكرني بأمور محزنة جدا، إلا أن ما يخفف عني هو أن أنجلينا جولي هي من لعبت دوري في الفيلم."

يذكر أنه تم اختطاف دانيال بيرل من قبل الجماعات المسلحة في باكستان في يناير/كانون الثاني 2002، وقتل بعد ذلك بتسعة أيام بقطع رأسه رغم المطالبات العالمية بإطلاق سراحه.

موقع "إيلاف" في

24.05.2007

 
 

تدور أحداث الفيلم فى طهران عام 1978

إيران تحتج على عرض فيلم "برسبوليس" بمهرجان كان 

كان-العرب أونلاين: شهد مهرجان كان السينمائى الدولى عرض فيلم رسوم متحركة ضمن فاعليات المسابقة الرسمية حيث يتنافس من أجل الحصول على السعفة الذهبية وذلك فى ظل احتجاجات قدمتها طهران للحكومة الفرنسية اعتراضا على عرض هذا الفيلم.

ورفضت فرنسا الاعتراضات الايرانية مشيرة إلى "عدم تدخل السياسة" مطلقا فى اختيار فيلم "برسبوليس" لعرضه ضمن برنامج المهرجان. وقالت جين بابتسيت ماتى المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية فى باريس إن المسؤولين عن المهرجان هم الذين اختاروا الفيلم مؤكدا أن الحكومة الفرنسية ليست لها أى سلطة عليهم.

وعندما سألها الصحفيون فى كان عن سبب عدم إجرائها حوارات مع الصحفيين الايرانيين قالت مخرجة الفيلم الفرنسية الايرانية ماريان ساترابى إن التقارير الاعلامية الخاصة بالخطاب الذى أرسل إلى الملحق الثقافى بالسفارة الفرنسية فى إيران كانت مبالغا فيها "وأكثر عنفا من رد الفعل الايرانى نفسه" مضيفة أن هذا "ليس أمرا من أمور الدولة".

وقالت "لا أريد إشعال هذا النزاع أكثر من ذلك خاصة بعد أن تم تضخيمه بشكل يفوق كل الحدود. وإذا أراد الناس التحدث معى بشأن الفيلم فحسب فأنا على استعداد".

وتدور أحداث الفيلم الذى شارك فى إخراجه فينسان بارونو فى طهران عام 1978 حيث يحكى عن "مرجان" التى تبلغ من العمر تسع سنوات وتعيش الاحداث التى أدت إلى سقوط نظام الشاه وتأسيس حكومة "الاوصياء على المجتمع" الذين يتحكمون فى حياة الناس من حيث المظهر والسلوك.

وتعشق ماريان الذكية الجرئية موسيقى الروك كما تحب سماع فريقى أبا وآيرون ميدن. لكن أبويها - اللذين قام النجمان الفرنسيان كاثرين دى نيف وسيمون أبكاريان بالاداء الصوتى لدوريهما فى الفيلم - يخشيان أن تضر جرأتها بمصلحتها .

وتنعكس قسوة واقع الحرب بين العراق وغيران بسرعة على الاسرة فيقرر الابوان إرسال ابنتهما إلى فيينا. وفى المدينة النمساوية تصل ماريان إلى السن التى تقع فيها فى الحب وتتمتع بحريتها الجديدة. لكنها تحن إلى وطنها وتعيش حياة على هامش مجتمع جديدة.

العرب أنلاين في

24.05.2007

 
 

إفريقيا تبكي غيابها سينمائيا في مهرجان كان

أحمد نجيم من مهرجان كان

"كنت أود أن أطرح السؤال على رئيس مهرجان كان جيل جاكوب، لكنه غادرنا قبل أن أفعل، لكنني مع ذلك أتساءل، لماذا لم يشارك أي مخرج إفريقي في الأفلام القصيرة التي طلبتها إدارة كان من مخرجين من القارات الأربع" هذه العبارة لمخرج كاميروني أحس بالغبن، خلال ندوة صحافية لتقديم التعديلات التي سيدخلها 18 سينمائي إفريقي على الفيدرالية الإفريقية للسينما.

وتساءل سينمائي آخر عن أسباب غياب القارة عن المشاركة في إحدى مسابقات الدورة الحالية، وقدم بعض الأفلام التي تستحق هذا الحضور. وكان رئيس مهرجان كان جاكوب أوضح في كلمة مقتضبة أن "إفريقيا مرحب بها في المهرجان سواء بأفلام أو بدون أفلام". ترحيب يبدو جرح بعض السينمائيين أكثر مما أسعدهم. الفيدرالية التي تأسست في العام 1969 حاول مجموعة من السينمائيين بدعم من جنوب إفريقيا، إحياءها. وقد عقدت اليوم الخميس لقاء في الرواق النيجيري. مسؤولوها أكدوا أنهم يطالبون بصندوق لدعم الإنتاج السينمائي في إفريقيا والتعاون في مجال الإنتاج بين الدول، بالإضافة إلى مشاريع لإنشاء قاعات سينمائية ومكتبة سينمائية "سينيماتيك". تمويل هذه المشاريع، حسب رئيسها، سيكون في المرحلة الأولى ذاتيا "سنعول على طاقتنا الذاتية في البداية، ثم نلجأ إلى دعم إقليمي داخل القارة الإفريقية، وفي مرحلة لاحقة الاستفادة من دعم مؤسسات أجنبية في أوربا وغيرها".

لكن بلوغ هذه المرحلة يمر في البداية ب"جعل الفيدرالية لوبيا" يضغط على التجمعات الإفريقية لدعم هذا القطاع.

ويواجه هذا التجمع السينمائي تحديا كبيرا، فالقارة الإفريقية مقسمة حاليا إلى ما يشبه الأقطاب، قطب ينشط في الفيدرالية ويحظى بدعم من جنوب إفريقيا ونيجيريا اللتين توحدهما اللغة الإنجليزية ثم قطب ثان يتعاون سينمائيا فيما بينه، قائد هذا القطب هو المغرب ويضم السينغال ومالي وتونس بالإضافة إلى دول من إفريقيا الوسطى، وقطب ثالث توجد فيه مصر وتكتفي بإنتاج أفلامها بنفسها دونما حاجة للتعاون مع إفريقيا. الرئيس الحالي للفيدرالية يطمع في "توجيه العمل بين هذه المكونات"، لكن هذا التوحيد لن ينجح في ظل خلاف سياسي خاصة بين المغرب وجنوب إفريقيا (هذه الدولة تدعم البوليساريو المطالبة باستقلال المحافظات الصحراوية) أصبح يتخفى وراء مجموعة من الأنشطة منها السينما.

موقع "إيلاف" في

24.05.2007

 
 

حرب الشيشان في مكان ما وروسيا إمرأة عجوز!

محمد موسى من كان

لا يعرف تمامًا سبب غضب صيحات الإستهجان القليلة التي صدرت بعد نهاية الفيلم الروسي (ألكسندارا) والذي عرض اليوم في مسابقة الأفلام الرئيسة في المهرجان السينمائي. من الصعب معرفة إذا كان من صرخ، لم يعجبه في أن يقدم مخرج روسي شبه اعتذار عن بلده وحربها في الشيشان، أو أن الغضب كان بسبب الفيلم الذي لم "يشجب" بما فيه الكفاية حرب الشيشان والأشياء التي قام بها الجيش الروسي في الشيشان.

على العموم صرخات عدم الرضا كانت قليلة جدًا، ولا تعادل صرخات الأعجاب من من جمهور المسرح الرئيس في كان هذا الصباح، الفيلم هو من يجعل مهرجان كان أفضل مهرجان سينمائي في العالم، سينما شديدة التميز ومخرج روسي كبير لا يخشى الدخول وتعرية التابو الشيشاني.

فيلم "ألكسندرا" هو فيلم عن الحرب، لكننا لا نرى الحرب أبدًا في الفيلم، على الرغم من أن ظلها الشديد الثقل موجود في كل مشهد من مشاهد الفيلم، الحرب لا تظهر في معارك أو خراب بصري كبير، بل بأثر متكثف قاس ٍعلى أطراف الحرب من الجيش الروسي والشيشان.

فيلم المخرج الروسي ألكسندر سوكدروف، هو عبارة عن زيارة جدة روسية لحفيدها الذي يخدم الحرب في الشيشان. السيدة العجوز التي تذهب إلى زيارة حفيدها الضابط في الجيش الروسي لا تقطع فقط الطريق الطويل من بيتها الروسي إلى الشيشان حيث معسكر حفيدها، بل تقطع ما تبقى من الطريق الروسي المنهك، روسيا العجوز تزور أبناءها لكنها لا تطيبهم أو تمنحهم الأجوبة أو الأمان، هي لا تملك الأجوبة أصلاً بل تتشتت أفكارها في الكثير من التاريخ المتكبر والذكورية الطاغية.

لهاث السيدة العجوز وتعبها الذي ظهر على طول الفيلم في مشاهد متربة صفراء تشبه بدلات الجنود وأسلحتهم، فهي عبارة بالحقيقة عن تعب روسيا من التاريخ، وكأن الدور لم يعد يناسبها أو يناسب العالم. اللغة التي استخدمتها السيدة الروسية هي لغة الإيدولجيا الغابرة، ولغة الفكر الذي لا يريد أن يرى الأمور على حقيقتها.

بعد أن ينهك التعب السيدة العجوز، تقول إنها تتمنى لو أنها لم تحضر إلى هنا ويكاد هذا ما يلخص الفيلم...

الفيلم ليس متشائمًا أبدًا، فالصداقة التي عقدتها السيدة الروسية العجوز مع سيدة شيشانية هي شيء إيجابي وباعث للأمل، في أحد مشاهد الفيلم تأخذ السيدة الشيشانية العجوز الروسية إلى بيتها بعد أن شعرت العجوز الروسية بالتعب، السيدتان تمران بخراب الحرب من بيوت مهدمة وأطلال حياة انتهت. لا يبدو أن السيدة الشيشانية تحمل الكثير من الكره للروس، على الرغم من أن الحرب قد قتلت أكثر من نصف عائلتها. فالعجوز الروسية تردد أكثر من مرة في حوارها مع السيدة الشيشانية أن الأمور ليست بسيطة... ليست بسيطة، هل الأمور هي غير بسطية حقًا؟

ترجع السيدة الروسية المسنة الى بيتها في روسيا، صديقاتها الشيشانيات يودعـنها إلى القطار، السيدة الشيشانية تبدو وكأنها لا تصدق دعوة روسية الصادقة الى زيارتها في بيتها. إذ ينتهي الفيلم في قطار للجنود يأخذ العجوز الروسية معه إلى بيتها...

موقع "إيلاف" في

24.05.2007

 
 

«الجانب الآخر» الأوفر حظاً لنيل سعفة «كان» الذهبية

يعد الفيلم المؤثر «الجانب الآخر» للمخرج الألماني التركي الأصل فاتح اكين الذي يقيم جسرا بين ألمانيا وتركيا ويصف حياة أسرتين قربتهما مأساة، من الأفلام الأوفر حظا لنيل السعفة الذهبية في ختام مهرجان «كان» السينمائي بعد غد الأحد. وعرض الفيلم الأربعاء على الصحافيين قبل ان يعرض رسميا مساء.

ويؤدي ممثلون أتراك وألمان أدوارا في فيلم «الجانب الآخر» الذي يشكل الجزء الثاني من ثلاثية أطلقت مع فيلم «هيد اون» الحائز على الأسد الذهبي لمهرجان برلين عام 2004. في فيلم «هيد اون» تبرم شابة تركية مولودة في ألمانيا عقد زواج مزيفا مع تركي مدمن على الكحول والمخدرات يكبرها بعشرين عاما هربا من اسرة تقليدية ومحافظة.

وفي فيلم «الجانب الآخر» يرسم فاتح اكين المولود في هامبورغ في 1973 صورا عصرية لشخصيات ألمانية وتركية يتقاطع مصيرها من خلال ناشطة تركية شابة تفر الى بريمن (شمال المانيا) بعد ان تحتج في تركيا للمطالبة بالمزيد من الحقوق السياسية والاجتماعية.

وتؤدي هانا شيغولا دور سوزان والدة لوتي (باتريسيا زيولكوفسكا) الطالبة الألمانية التي تغرم بايتن (نورغول يسيلكاي) الشاب التركي اليساري الذي تلاحقه الشرطة ويطلب اللجوء السياسي في المانيا. كما يكشف الفيلم حياة علي (تونجل كرتيز) التركي الأرمل

المقيم في بريمن الذي يعاني الوحدة فيقترح على مومس تركية يتر (نورسل كوسي) ان تصبح عشيقته. ولدى وفاة يتر، يقرر نجل علي الأستاذ في الأدب الألماني في ألمانيا، العثور على ابنتها في اسطنبول وهي ايتن.

البيان الإماراتية في

25.05.2007

 
 

ضياع دانيال.. ولبكي تعيد للسينما اللبنانية اعتبارها

دورة «كان» الستون هي الأضعف من ناحية الحضور العربي

كان: محمد الظاهري  

تقول دانيال عربيد لمجلة «سن سكريين» قبل عرض فيلمها «رجل ضائع»: «أنا لا أقدم الجنس لأجل المتعة وحسب، وإنما أقدمه لأنه يمكننا قراءة الكثير من خلال الجنس»، مثل هذه العبارة تعطي انطباعا ايجابيا جيدا حول ما يمكن أن تعرضه عربيد من خلال كسرها لقيود تقليدية على الفيلم العربي، إلا أن الفيلم وبعد تمهيد جيد وجذاب في افتتاحيته يضل طريقه ويضيع فكرته بين سيل من المشاهد الجنسية المتواصلة من جهة وبين دور الليل وبائعات الهوى من جهة أخرى والتي لا تحمل طياتها أي أهداف أو رؤى فنية واضحة. الفيلم يدور حول شخصية غامضة ومجهولة الهوية، عدا إشارات في بداية الفيلم تشير إلى لبنانيته، إلا انه يجوب البلاد العربية بدون دوافع واضحة توحي بتيه تعاني منه. يلتقي هذا الرجل بمحض الصدفة بمصور فوتوغرافي فرنسي ويعمل لديه كمترجم مرافق إلى حيث المراقص الليلية والبارات. لكن المصور الذي بدأت شخصية هذا الرجل تثير اهتمامه يسعى جاهدا إلى البحث عن حقيقة هذا التائه. لقد عملت عربيد على تسطيح قضيتها التي كان من الممكن أن تتم معالجتها بصورة أكثر عمقا وتأثيرا، لكن كل ذلك تضاءل على حساب إثبات مقدرتها على تحدي القيود والتمرد على التقليد. الفيلم يدور، كما قلنا، حول رجل واحد بدون هوية، إلا ان كل شخصيات الفيلم كانت بدون هوية، فالبلد العربي لدى دانيال لا يعدو كونه بيتا لبائعات الهوى التي نشاهدها في المرقص والفندق والشارع وحتى الحدائق والمزارات السياحية. لقد سعت المخرجة لترويج ذلك الجانب في المانشتات الصحافية والملصقات الدعائية التي كانت توجه جمهورها نحو مشاهده مثيرة للغرائز وحسب. الفيلم هو من بين فيلمين لبنانيين ضمن اختيارات «كان» الرسمية والحاضر العربي الوحيد. وقد قدم لبنان في السنوات القليلة الماضية عددا جيدا من الأعمال السينمائية المتميزة التي وجدت أصداء عالميه واسعة. الفيلم الآخر هو «سكر بنات» وهو التجربة السينمائية الأولى لمخرجته نادين لبكي، الذي أثبتت نجاحا متميزا في إخراجها لعدد من الأغاني العربية على الفيديو كليب. لقد كان «سكر بنات» يمثل إعادة اعتبار للأعمال اللبنانية في «كان». لبكي كانت تعرف ما تريد تقديمه، وفيلمها كان أكثر احتراما للمشاهد واقدر على إيضاح فكرته. الفيلم يدور حول خمس فتيات لبنانيات يجدن في صالون للعناية التجميلية يقمن بإدارته مأوى آمنا لأسرارهن، فمن فتاة على علاقة مع رجل متزوج، إلى أخرى تجد في فقدها لعذريتها إحدى إشكاليات زواجها المقبل، ومنهن من تعيش مراهقة متأخرة، وأخرى لا تخفي ميولها المثلية. كوميديا سوداء طريفة وخفيفة الظل، إلا أنها لا تتعدى عباراتها المنطوقة بين افتعال لبعض مواقفه الساخرة، كما افتقد الفيلم إلى العمق في تكوين شخصياته التي بنيت بشكل أساسي على حوارات شخصياته وحسب، حيث لم يكن للموقف السينمائي أي حضور يذكر في بنيتها عدا بعض المشاهد كما في مشهد انتظار ليلى لحبيبها في إحدى الفنادق الرخيصة أو ترقب روز للفرنسي الذي وجدت فيه حلما كانت قد أضاعته لعنايتها بأختها الكبرى، وهذا ما اكسب العلاقات المفترضة ضحالة كانت لتتواءم مع كوميديا مسرحية ساخرة. وعلى المستوى التقني، يبدو تأثر الفيلم بنمطها في إخراج فيديو كليباتها السابقة سواء من حيث ألوان ديكوراته الزاهية أو صورتها القريبة التي تفتقد إلى عمق الصورة الذي كان متناغما مع إيقاع الفيلم الخفيف. ومهما يكن من أمر فإن الفيلم الذي وجد إقبالا جماهيريا ضخما أعطى انطباعا جيدا في دورة هي الأضعف من حيث الحضور العربي الذي يكاد محصورا في هذين الفيلمين اللبنانيين.

الشرق الأوسط في

25.05.2007

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)