كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

يعتبر حضوره “كان” عطله عن العمل

آل باتشينو: لم أجد السيناريو الذي أتبناه

محمد رضا

مهرجان كان السينمائي الدولي الستون

   
 
 
 
 

الممثل الذي قاد حياة غزيرة على الشاشة تعدت الأربعين بطولة الى الآن من السبعينات والى اليوم يشعر بأن لديه الكثير مما لا يزال يستطيع تقديمه وهو مرّة أخرى يتحدّث عن رغبته في الاخراج.

آل باتشينو ليس ممثلاً ، انه أحد أفضل الممثلين في تاريخ السينما أنجز لنفسه وجوداً ثابتاً في البال عبر تعريض نفسه لشخصيات مختلفة ومتتابعة من العام 1969 الى اليوم، من دون تعب ومن دون كلل وبأقل قدر ممكن من التكرار.

ولد في نيويورك في 25 ابريل/نيسان ،1940 وحين كان صغيراً انفصل والداه فوجد نفسه مع أمّه في بيت جدّيه. تعرّف الى السينما وهو ولد صغير، وحين كان يعود الى البيت بعد قضاء ساعتين في عتمتها كان يمثّل الشخصيات التي يراها صوتاً وصورة، بعد ذلك كان لابد له أن ينقطع عن الدراسة الرسمية ويتّجه الى التمثيل وكان في أوج حالاته حين كان أخذ يصعد مسارح الكليات ليؤدي أدواره.

عاش شبابه فقيراً. بعض المصادر تتحدّث كيف كان يستدين سعر تذكرة الأتوبيس ليلحق موعده فوق خشبة المسرح كل ليلة. سنة 1969 ظهر في كوميديا عاطفية عنوانها “أنا ناتالي” من بطولة باتي دوك، ثم في دور ثانوي آخر في “خارج اللعبة”، (بطولة جون فويت) في العام ذاته، لكن من العام ،1971 ومن فيلمه الثالث أصبح الممثل الرئيسي لاعباً شخصية شاب مدمن في “فزع في نيدل بارك”، بعده مباشرة ذلك الدور الرائع في “العرّاب” متبوعاً بفيلم جيري تشاتزبيرغ “الفزّاعة” ثم “العرّاب الثاني” والسلسلة بعد ذلك ما زالت مستمرّة الى اليوم وآخرها “أوشن 13” المعروض في مهرجان “كان” عرضاً رسمياً خارج المسابقة.

انه واحد من عدّة وجوه أكملت وعينا بالضروب العليا من التمثيل في السبعينات وما بعد والباقون هم: وورن بيتي، كلينت ايستوود، دستين هوفمان، جاك نيكولسون، سيدني بواتييه، مايكل كين، روبرت دي نيرو، وودي ألن، جين هاكمان وروبرت ردفورد.

“أوشن 13”

بادر قائلاً: “أشعر كما لو كنت في عطلة من العمل، رغم أن ما أقوم به الآن جزء من هذا العمل”.

آل باتشينو يقول ذلك واحدى عينيه على البحر الأزرق والعين الأخرى على محدّثه، أما الابتسامة فلا تغادر شفتيه، يضيف: حين جئت الى هنا لأول مرة شعرت بأني مثل السمكة خارج الماء، كل شيء كان جديداً وذات الشعور ينتابني الآن وفي كل مرة زرت فيها كان من قبل متى تعتقد أنني سأتعوّد؟ أنت حضرت “كان” كما قلت لي ألف مرة”.

سؤال صعب لأني لا أريد أن أتعوّد...

(يضحك)... “هذا هو الشعور، صحيح، لا تتعوّد”.

·     في كل مرّة أراك في فيلم جديد أتساءل عما اذا كان اشتراكك فيه له أي علاقة بمستواه، هل قرأت شيئاً في سيناريو “اوشن 13” مثلاً جعلك تقول لنفسك لن أترك هذه الفرصة تفوتني؟

 لم يكن السيناريو فقط، أعتقد أن السيناريو هو جزء من اللعبة بأسرها ربما كنت سأتردد - وأشدد على كلمة ربما، لو أن “أوشن 11” ( الجزء الأول من هذه الثلاثية ) هو الذي عُرض عليّ.

·         لماذا؟

“من ناحية أنه فيلم فيه شخصيات كثيرة لن أجد فيه الفراغ الذي يتطلب مني أنا وليس غيري أن املأه لكن “أوشن 13” هو الثالث، والفيلمان السابقان أسسا نوعية هذه السلسلة. إن ذلك الدور الذي لعبته في هذا الفيلم مثير للاهتمام العب دور الشرير كل بضع سنوات وليس في كل فيلم أمثّله وهذا يمنحني فرصة لتجديد الصورة، لكن كنت أريد أن أقول إن ما جذبني الى المشروع هو ما يجذب الناس الى مشاهدته، كل هذا العدد الكبير من الممثلين من يستطيع أن يقول لا اذا ما كان سيلتقي بجورج كلوني وبراد بت وآندي غارسيا ومات دامون ودون شيدل، هل شاهدت دون شيدل في أفلامه الأخيرة ... انه رائع”.

·         هل يتطلب تمثيل أدوار الشر من ممثل غير شرير شيئاً خاصاً لا يقدم عليه في الأدوار الأخرى؟

في كل الأدوار المنهج واحد، سواء أكان الدور خيّراً أم شريراً وطالما ليس مقتبساً عن شخصية حقيقية عليك أن تستخدم خيالك لمنح الشخصية المكتوبة على الورق لحماً وعظاماً وتعطيها الأحاسيس المناسبة. لا توجد شخصية يمكن تمثيلها بانتشالها من الورق من دون تطوير، لكن في كثير من الأحيان فإن حجم النجاح يكون وقفاً على اذا ما كان الممثل لديه خيال واسع أو لا.

·         الخيال بمعنى الموهبة؟

جزء من الموهبة لا شك.

·     من بين الأربعين فيلما التي مثّلتها ليس هناك أكثر من فيلمين او ثلاثة تقمّصت فيها شخصية حقيقية، هناك شخصيّتك في “دوني براسكو” وشخصيّتك الأخرى في “سربيكو” وربما شخصيّتك في “بعد ظهر يوم ملعون”، هل تستهويك هذه الأدوار؟

صحيح لم أمثّل شخصيات حقيقية حتى هذه الأفلام التي ذكرت كان لي قدر كبير من الحريّة لتأديتها مُنحت الحرية باكراً لتمثيل ما أريد بالطريقة التي أريد وهذا أفضل ما يمكن أن أتمنّاه.

·         تقصد أنك عاملت الشخصية الواقعية كأي شخصية غير واقعية؟

الى حد كبير نعم الحريّة جزء أساسي عندي والا جرى تقييد الممثل الى شخصية أخرى غير تلك التي يستطيع التفاعل معها.

·         ما نظرية ستانسيسلافسكي في التمثيل؟

سئلت هذا السؤال قبل أشهر قليلة حين كانوا يصنعون فيلما تسجيلياً عن مارلون براندو وسأرد عليك بنفس الجواب : لا أعرف ! ( يضحك )، مبدئياً هي شحن الشخصية التي سيمثّلها الممثل بخلفية كاملة تساعده على انجاز شخصية حقيقية. الشخصية قبل ذلك عارية عليك أن تلبّسها ثياباً تقترح لك التاريخ المناسب وتطرح على نفسك اسئلة تخصّها وتستوحي منها الاجابات وعلى هذه الاجابات أن تكون مقنعة صحيحة ليس هناك خللاً ما فيها، ولكل ممثل بعد ذلك طريقته في “الالباس”.

·         هل يصبح الأمر سهلا فيما بعد؟

يعتمد ذلك على حاجة الفيلم او الدور من الخطأ منح الدور الذي تلعبه حجماً أكبر مما هو عليه.

·     لكن يؤثر ذلك في كل حركة يقوم بها الممثل، لأن الحركة مرتبطة بالرسم الذي ذكرته سوف لن تقوم الشخصية بتصرّف معيّن اذا لم تكن على هيئة معيّنة أليس كذلك؟

تماما، أيضاً التصرّف الصحيح يعني أن في الأمر تسلسلاً واضحاً فهمه الممثل وعرف كيف يحافظ عليه.

·         بعض الأفلام لا تتطلب الكثير من الابداع في هذا المجال.

تماماً.

·     لكن دورك في “تاجر البندقية” مثلاً، لا يمكن الا أن يكون ولوجاً عميقاً في شخصية شايلوك، كيف تقرر أي صورة سيأتي تمثيلك له؟

مما كتب ويليام شكسبير عليك أن تتّبع ما وضعه شكسبير وأن تستلهم الأساس من رسمه هو، لم أكن أريد أن أقدّم رسماً كاريكاتورياً، وشكسبير لم يكتب كاريكاتوريات ليس لديه شخصية واحدة تفيد “ستيريوتايب” (التنميط)، هذا هو المكوّن الأول لأي من شخصياته المختلفة وخصوصاً لهذه الشخصية الصعبة، هذا جزء من عبقرية شكسبير وليس من عبقريّتي، أنا أخذت الشخصية منه واذا نجحت بها فهو المسؤول اذا أخفقت فأنا المسؤول.

·         هل كنت سعيداً بالنتيجة؟ سؤالي سينمائي بحت كوني أعلم مدى ارتباطك بالمسرح وشكسبير؟

لقد أعجبتني حقيقة أن المخرج مايكل رادفورد قرر تحقيق “تاجر البندقية” وهي كما تعلم مسرحية أثارت لغطاً كثيراً ثم عالج الشخصية التي أثارت هذا اللغط، شخصية التاجر اليهودي، على مستوى تراجيدي كان قرارنا من البداية أننا اذا ما فعلنا ذلك جلبنا الى الفيلم الحس المطلوب.

·     ذكرت قبل قليل حماسك للعمل بسبب أبطال فيلم “أوشن 13” من الوجوه التي تلت جيلك ، كلوني وشيدل ودامون وبِت، وسبق لك أن لعبت مع ممثلين أصغر منك سنّاً وأتذكر في مقابلتين سابقتين حماسك للتمثيل أمام كريس أو دونيل في “عطر امرأة” وأمام شون بن في “طريقة كارليتو” ثم أمام جوني دب في “دوني براسكو” وأخيراً أمام ماثيو ماكنوفي في “اثنان للمال”... ماذا تعتقد في هذا الجيل؟

أعتقد أن هذا الجيل أفضل تمثيلاً في السينما، نعم أعتقد بشكل عام أنهم أفضل، أعتقد أن هناك تواصلاً أفضل وأكثر ثباتاً لدى ممثلي اليوم الشبّان لقد كبروا مع الفيلم ومع الوسط الفني بأسره لم يكن عليهم المرور عبر تلك الفترة الانتقالية من المسرح الى السينما كما فعل العديد من أبناء جيلي.

·         هل هذا جيّد؟

التجربة المسرحية جيّدة، لكنها ليست ضرورية او لابد منها لتكون ممثلاً سينمائياً جيّداً. ممثلو اليوم لديهم القدرة على التعامل مع الكاميرا وفهم أهميّتها بالنسبة للاداء أكثر من ممثلي جيلي.

·         تختلف في أفلامك كثيراً كيف تتيح لنفسك كل هذا التنوّع؟

لقد بدأت ممثلاً مسرحياً وهذا جعلني قادراً على تغيير الشخصيات كيفما أردت، هذا اسمه “ربرتوار”، وأنا معتاد عليه، وحين أنتهي من تمثيل شخصية أودّعها، لقد انتهت، أحياناً تنتهي الشخصية من عندي قبل يوم واحد من انتهاء التصوير، هذا هو اعترافي المؤلم أمشي قبل أن يجف اللون عن اللوحة.

·     هذا لا يبدو واقعاً، لا تعطي التصوّر أن هناك أي تفاوت في تمثيلك لأي شخصية، هل مشيت من الشخصية قبل انتهائها في “أوشن 13”؟

دائماً (يضحك)، الشيء الذي اعتقدت القيام به هو أنني أرقب المخرج أكثر من مراقبتي لنفسي أو لغيري من المخرجين، أرقب تحديداً تصرّفاتهم مع الممثلين، وستيفن سودربيرغ يتصرّف على نحو صحيح.

·         لقد أخرجت فيلمين تسجيليين من قبل.

وأفكر الآن أن الوقت حان لأخرج فيلماً ثالثاً أشعر أنني أريد تجربة حظي في فيلم روائي من تأليفي، فيلم يجذبني اليه ممثلاً ومخرجاً، لكنني لم أجد بعد السيناريو الذي أستطيع أن أتبنّاه، وهناك حقيقة أنني ما زلت معروفاً كممثل محترف، وهذه تسمية تعجبني أعتقد أنه طالما أن هذه هي صفتي في هوليوود فأنا بخير.

####

أوراق ناقد

عودة جان-كلود فان دام

من بحاجة الى فيلم جديد من بطولة جان-كلود فان دام؟

من الواضح أن بعض المشاهدين لا يزالون معجبين بالممثل الذي شّق طريقه كبطل رياضي من الطبقة الشعبية عبر أفلام مبكرة مثل “كيكبوكسر” و”ليونهارت” و”مذكرة موت” الخ ... بعد ذلك، تعبت أفلامه منه وتعب الجمهور منها، وانحدرت أعماله نوعاً وايراداً الى الحضيض. ليس أنها كانت أعمالاً فنيّة جيّدة، لكن تلك التي احتفت به حملت عناصر انتاجية كبيرة الى حد ما.

على أنها لم تهبط الى الحضيض وحدها. فان دام عانى من الادمان على الكوكايين واحتجب وعاد ثم احتجب وعاد وفي كل مرّة بنتيجة تجارية أضعف من سابقها.

الآن هو في فيلم جديد يباشر عروضه في صالات الامارات بعنوان “حتى الموت” ويؤدي فيه شخصية تحري مدمن هيرويين ومكروه من رفاقه لهذا السبب. في أحد الأيام يتم نقله الى المستشفى على مشارف الموت وحين يفيق من “كوما” طويلة يقرر أن الأوان آن للاستقامة مهما صَعبت.

ليس هيّناً أن يمثّل ممثل جزءاً من مشكلته على الشاشة، ولم أشاهد الفيلم لكن المرء يتمنّى أن يكون جهده فيه أفضل من جهوده في أفلامه الأخرى السابقة طوال السنوات العشر الأخيرة. كل منا يستحق فرصة أخرى في نهاية المطاف. هذا ثاني فيلم بين فان - كلود والمخرج سايمون فيلوز بعد “الثاني في القيادة” في العام الماضي، وفيلوز أخرج “مباركة” كوميديا مع هيذر غراهام و”سبع ثوانٍ” مع ويسلي سنايبس.  

####

سجل الأفلام

مطعم أليس” سيرة تدافع عن الفوضى

للمخرج آرثر بن العديد من الأفلام الرائعة، فيلم “مطعم أليس” ليس من بينها.

أفلام آرثر بن من فيلمه الأول “ذو المسدس الأيسر” (1958) الى “رجل صغير كبير” (1970) تعاملت مع المؤسسة من زاوية ناقدة ومع المجتمع الأمريكي من وجهة نظر يسارية. بعد ذلك، حافظ المخرج على قدر من المعاداة لما هو مؤسسة او ادارة او جهة حكومية، لكن أفلامه، مثل “حركات ليلية” (1975) و”ضفاف الميسوري” (1976) وصولاً الى “في عز الشتاء” (1987) ارتاحت على نمط أراد توظيف القصة في خدمة منحى قريب من النقد لكنه لا ينطلق منه أو بسببه.

“مطعم أليس” ينتمي اذاً للنصف الأول من أعمال بن، وهو النصف الذي قدّره النقاد أكثر من غيره، ولو أن أسلوب بن السردي العريض غير المحدد وسخريته التي تحاذي الكاريكاتيرية يجعلان الفيلم أقل قدرة على ايصال رسالته بقوّة وتحد، في أحيان تنقلب المشاهد التي يُراد بها نقد المؤسسة الى مواقف مطوّلة تختلط فيها الأمور منجزة رسالة موازية انما ضد ما يتبناه الفيلم وليس معه.

أرلو غثري عرف شهرة بين مغني البلوز الأبيض من شبيبة الهيبيز في أواخر الستينات، ومواقفه في أغانيه كما في حياته العامة، كانت مناهضة لحرب فيتنام ومؤيدة للقضايا الاجتماعية وناقدة لمؤسسة السلطة، وهو ابن وودي غثري، المغني الذي صنع عنه المخرج المهم الآخر هال آشبي فيلمه الممتاز “آيل الى المجد” (1976).

هنا يؤدي أرلو نسخة من شخصيته (ما يعني أن البحث عن موهبة تمثيلية فيه أمر غير مجد) في سلسلة من المشاهد التي تجمع مشاكل فردية متعددة في اطار واحد، أرلو يزور والده المريض (قام به جوزف بولي) ثم نراه يدلف الى مطعم أليس (كوِن) الذي كان كنيسة وأصبح الآن مأوى للشباب الهيبي يجتمع ويغني ويأكل ويرتاح من عناء حياة مفعمة بالمتاعب الاجتماعية التي يهرب منها أو يأوي الى المكان بانتظار المواجهة التالية بينه وبينها، يقبض البوليس على أرلو لرميه القمامة في الشارع، والمشاهد المتفحّصة لهذه الجناية التي تؤدي بأرلو لتفادي دخول الجيش على أساس أن لديه سوابق، ممطوطة الى حد بعيد كما لو كانت قضية بحد ذاتها.

خرج “مطعم أليس” في ذات العام الذي خرج فيه فيلم شبابي آخر هو “ايزي رايدر” لدنيس هوبر الذي انتقد أيضاً مجتمعه بشدّة لكنه ترك تأثيراً أكبر لا في التيار الشبابي الهيبي الواسع آنذاك فقط، بل أيضاً في هوليوود، اذ أنتجت بعده عدة أفلام معظمها ممسوخ ومصطنع حول المسألة ذاتها.  

####

حول “سبايدر مان 3”

هل هناك من لاحظ أن حكايات سبايدرمان وباتمان وسوبرمان وديردفيل تتلاقى أكثر مما تختلف؟ باختصار:

* كل واحد من هؤلاء الأبطال خسر أباه قتلاً (سواء أكان والده الحقيقي أو والده بالتبنّي) باكراً في حياته.

* كل واحد من هؤلاء لديه مشكلة مع نفسه انه يبحث عن هويّته الذاتية وليس معه خارطة.

* كل واحد من هؤلاء يحب امرأة ولا يعرف ماذا يصنع بحبّه؟ سبايدرمان يريد أن يتزوّج. سوبرمان يجدها تزوّجت. باتمان يُعاين الوضع منتظراً تطوّراً ما.

* كل واحد من هؤلاء يعاني من أزمة الهويّة المزدوجة، او ما أسميها (مع الاحتفاظ بالحقوق القانونية) “حالة دكتور جايكل ومستر هايد”. باتمان ينطلق برغبة عاصفة للانتقام قبل أن يعرف كيف يتخلّص من تلك الرغبة ويستبدلها بطلب العدالة. ديردفيل أصبح محامياً أعمى لكنه يرى أكثر من المبصرين حين يقارع الأعداء. سوبرمان يضعف نصف الفيلم ثم يعود الى قوّته. أما سبايدرمان فيصبح شريراً ثم يعود بطلاً.

الى كل ما سبق ... جميعهم يطيرون (كان “سوبرمان” أول الطائرين بلا أجنحة لكنه حين عاد في جزئه الأخير وجد الفضاء مزدحماً، كلهم يطيرون الآن)، وجميعهم يتلقّفون ضحايا محتملين يقعون من الطوابق الشاهقة. لا أحد يقع من الطابق العاشر، بل من الطابق المائة وما فوق وفي آخر لحظة، في كل مرّة، تصل اليد الحانية لهذا البطل الخارق لتنقذ الجسد المتسارع الى الأرض قبل أن يتناثر.

“سبايدر مان 3” فيلم جيّد، لكنه ليس ممتازاً وحالة “دكتور جايكل ومستر هايد” منتشرة بين جميعه. هناك أكثر مما يجب من أشرار وأكثر مما يجب من شخصيات وكلها مزدوجة. نحن لسنا أمام خمس شخصيات رئيسية بل عشر. باختصار أيضاً:

* سبايدرمان (توبي مغواير) كما ذكرنا، ينتقل من الخير الى الشر ثم الى الخير.

* صديق الطفولة هاري (جيمس فرانكو) ينتقل من الشر الى الخير الى الشر ثم الى الخير مجدداً.

* حبيبة القلب ماري (كرستن دانست) تحبّ سبايدر. تقرر الخروج من العلاقة ثم تقرر العودة اليها.

* الشرير فلينت بريء - لا بل مجرم - لا. هو بريء فعلاً، اتهم بجريمة لم يرتكبها. يريد تحطيم سبايدرمان، لكنه في النهاية لا يفعل ذلك، وسبايدرمان يسامحه.. يسامحه على ماذا؟

* ثم هناك، ولدرجة أقل ذلك المصوّر الصحافي ايدي روك (توفر غريس) الذي هو ليس انساناً محبوباً من البداية لكنه يصبح لاحقاً أكثر شرّاً منهم جميعاً. الى حد كبير هو الوحيد المفهومة خطوطه المنحدرة تلك.

زومبيز

الفيلم الذي أثار اعجابي (ورعبي أيضاً) هو “بعد 28 أسبوعا”. الجزء التالي لفيلم الزومبي الشهير “بعد 28 يوماً”. ذلك الفيلم الذي خرج سنة 2002 من اخراج البريطاني داني بويل. الفيلم الجديد أفضل وهو من اخراج الإسباني جوان كارلوس فرسناديللو. ومن أفضل ما في هذا الفيلم انه جاد في تخويفه وبعيد عن الكليشيهات، اذ تقع أحداثه في المستقبل القريب. نجد لندن ( للمرة الثانية بعد التحفة “أطفال الرجال” للمكسيكي ألفونسو كوارون ) بعدما داهمها الوباء ثم انتشر بين من تبقّى من الأصحاء، وخلال العرض كل ما تتوقّعه يحدث ضدّه وهذه علامة من أهم علامات الفيلم الجيّد.

م.ر.
merci4404@earthlink.net

####

يوميات مهرجان كان السينمائي الدولي (4)

سجل المهرجان

1955 “مارتي”

المخرج كمال الشيخ يدخل المسابقة بفيلم “حياة أو موت”.

* فيلم السعفة: “مارتي” (دلبرت مان- الولايات المتحدة):

لست واثقاً من أنه كان أفضل فيلم في المسابقة، لكن “مارتي” يستدعي الاهتمام بسبب منحاه الإنساني في طرح موضوع جزّار إيطالي الأصل (إرنست بورغنين) وأزمته بعدما وصل الأربعين ولا يزال عازباً. هذا أفضل أفلام مخرجه دلبرت مان، ومن تلك الأدوار التي لا تُنسى للممثل بورغنين (لا يزال حيّاً في التسعين من العمر).

1956 “عالم الصمت”

* فيلمان تسجيليان نالا الحصّة الأولى. فإلى جانب فيلم السعفة خرج “بيكاسو الغامض” Le Mystére Picasso، لهنري- جورج كلوزو بجائزة لجنة التحكيم الخاصة. السينما العربية شهدت عودة صلاح أبو سيف بفيلم “شباب امرأة”.

* فيلم السعفة: “عالم الصمت” (جان- إيف كوستو، لوي مال- فرنسا):

المرة الأولى التي ذهبت فيها فيلم السعفة الى فيلم تسجيلي حدثت هذه السنة. فيلم عن البحر وحيواناته وأعماقه من المخرج التسجيلي جاك- إيف كوستو مع لوي مال (في أول عمل طويل له). كوستو كانت له أعمال أخرى عن هذا العالم الذي أهتم به. محطة بي بي سي التلفزيونية كانت تبثّ رحلاته واستكشافاته. لكن الفيلم مأخوذ عن كتاب نشره سنة 1953 وبيع منه نحو خمسة ملايين نسخة في 22 لغة، حسب مصادر. ونال الفيلم كذلك جائزة الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي.

بعد المشاهدة

 “الرجل الضائع”: دراما مفتعلة بلا منطق يشدّ أركانها بعضها لبعض مع مشاهد حب تفتقد العاطفية.

Avocat de la Terreur: تسجيلي من المخرج باربت شرودر حول محامي القضايا النضالية جاك فرجيز.

The Banishment: “الصد” قمّة تعبيرية شعرية جمالية بموضوع إنساني آسر عن العائلة المتداعية.

Brando: تسجيلي عن حياة الممثل مارلون براندو من خلال شهادات ممثلين آخرين ومشاهد.

My Blueberry Nights: نورا جونز تجد أكثر مما تحتاجه من نماذج حين تبدأ رحلتها بحثاً عن معنى الحب.

Zodiac: بوليس سان فرانسيسكو وصحافيون يطاردون قاتلاً بقي مجهولاً الى اليوم.

للمخرجة اللبنانية دانييل عربيد

“الرجل الضائع” فيلم أكثر ضياعاً

استقبل فيلم المخرجة اللبنانية دانييل عربيد “الرجل الضائع” بأقل مما كانت تطمح إليه حين عُرض أول أمس في قسم “نصف شهر المخرجين” وكانت تستحق مثل هذا الاستقبال.

حكاية مصوّر فوتوغرافي فرنسي (ملفيل بوبو) يجول في منطقة الشرق الأوسط يصادف على الحدود السورية - الأردنية لبنانياً غامضاً اسمه فؤاد ويقرّر، لسبب غير مطروق، ناهيك عن أن يكون مقبولاً او مفهوماً، جعله صديق سفرته. اهتمام المصوّر الآخر هو ممارسة الغرام مع كل امرأة يلتقي بها في سلسلة من مشاهد غير قادرة على منح الشخصيات أي دفء تحتاجه. فؤاد بدوره يجد فرصة ل”التعبير” عن كبته ولو أن انضواءه على نفسه يُثير الشكوك في مطلع الأمر من أن يكون عاجزاً عنه.

فؤاد ليس شخصية بقدر ما هو حالة في هذا الفيلم. في مطلعه نراه يركض تائهاً في شوارع بيروت المتحاربة سنة 1985. بعد قليل ننتقل الى “شمالي سوريا” حيث يعمل فؤاد فلاّحاً وحين ينهره رئيس العمّال (الذي يبدأ حواره بلكنة لبنانية ويكمله بلكنة سورية) لتلكّعه يقول له فؤاد “كلب” ويبصق في وجهه ويمضي!

ما تفعله عربيد هنا أنها تحشر نفسها لتقول شيئاً وهذا الشيء يرفض أن ينطق. إنه يرسم فقط صورة غير ملحّة وغير منطقية عن العالم العربي كمكان يصلح لعربدة الفرنسي ومغامراته النسائية المصحوبة دائماً بحاجته لتصوير نفسه ونسائه خلال حفلاته. وكلمة “كلب” وهي أول كلمة ينطق بها فؤاد، الذي يميل للصمت، في الفيلم تبدو لي احتقاراً لفلاح مصدره الفيلم وليس الشخصية، لأنه لو كان المطلوب إدانة هذه الشخصية لاستكملت المخرجة عوامل إدانتها في مشاهد لاحقة. كما نراه، فإن فؤاد عدائي بينما الصحافي أبله. والعلاقة بينهما لا تتطوّر وتبقى نافلة من السبب في المكان الأوّل.

“الرجل الضائع” فيه الكثير من العري: كل امرأة فيه (باستثناء عجوز وممثلة سورية ذات دور صغير) تتعرّى لتمثيل مشهد او اثنين. لكن العري الأشد هو الذي تمارسه دانييل عربيد إذ تؤكد لمن شاهد فيلمها الأول “معارك حب” أنه لم يكن أكثر من جهد أوّل واعد بحذر. ذلك الفيلم الذي تعامل مع موضوع يخصّها كان أفضل الى حد كاف من هذا الفيلم الضائع وسط غابة تشبه حالة الزهايمر التي يعاني منها بطل الفيلم.

كتابات سهلة

يفتح مهرجان “كان” المجال أمام العديدين من الصحافيين والنقاد والواقعين بين الفئتين أيضاً. في العادة هناك 4000 إعلامي. هذه السنة هناك أكثر من هذا العدد نظراً لموقع المناسبة الخاص. الرقم التقديري هو 5 آلاف.

هذا لا يعني أنك تشاهد الخمسة آلاف معك في كل لحظة. ففي الوقت الذي يشاهد فيه ألف منهم فيلماً في هذه الصالة هناك من ألف إلى ألفين يشاهد أفلاماً أخرى. وبينما تأكل وجبتك في مطعم يتّسع لسبعين فرداً هناك 1000 فرد يتناولون وجبة مماثلة في أي من المطاعم الأخرى. والطريق ما بين الفندق او الشقّة الى الصالة لا تستطيع أن تختزن 5 آلاف إعلامي. هناك زحمة المواطنين الذين يريدون مشاهدة ما الذي ترتديه هيلين ميرين أو ساندرين بونير، وهل جورج كلوني لا يزال شاباً جاذباً أم لا.

يتوزّع رجال الإعلام بدورهم.

صحافيو اللقطة والخبطة الصحافية.

وصحافيو التقارير الاقتصادية.

وصحافيو المقابلات الفنية إذاعة وتلفزيون وصحافة مطبوعة، ثم هناك النقاد.

والأمر دائما مثير للعجب عندما تدرك أن بعض الوجوه في الفئة النقدية لا تنقد الأفلام الا مرة في السنة. إذا تساءلت كيف يعملون ومن أين يرتزقون تكون ساذجاً. فهؤلاء صحافيون في المواضيع السياسية والحالات الاقتصادية والشؤون الطلابية وزراعة الخضراوات وما آلت إليه شؤون البلديات. رغم ذلك، حين يأتي الأمر لمهرجان كان فإنهم يتحوّلون الى نقاد يقيّمون الأفلام ويحتلون مقاعدهم في الصالات.

الحقيقة احتلال مقاعد الصالات أمر آخر مشكوك به.

أعرف وجوهاً لا أراها الا في المهرجان، وهذه الوجوه أشاهدها في المقاهي وفي الحفلات وعلى شواطئ البحر، لكني لا أشاهدها في الأفلام. لكن هؤلاء أنفسهم يكتبون عن المهرجان يوميّاً لهذه الصحيفة او تلك.

كيف؟

حسب اعتراف أحدهم ذات مرّة:

“استيقظ في العاشرة (أول فيلم لليوم يبدأ في الثامنة والنصف) أتناول افطاري وأنزل الى أقرب بائع للجرائد. أشتري ما أريد ثم أمر على الفندق القريب. هذا يستقبل كل المجلات التي تصدر مجاناً بمناسبة “كان”. آخذ منها الفرنسية لأني لا أجيد الإنجليزية. أعود الى شقّتي وأكتب خلاصة ما قرأت في تلك المجلات والصحف”.

سألته: وما طول الموضوع الذي تكتبه؟

قال: “من صفحتين الى ثلاث حسب”.

أنا: “حسب ماذا؟”.

هو: “حسب إذا ما كان هناك فيلم يستحق الكتابة عنه؟”.

أنا: “الا تشاهد أي فيلم؟”.

هو: “قليل جداً”.

أنا: “لكن لديك بطاقة تخوّلك الحضور”.

قال إن البطاقة للمظهر. ولم أرد أن آخذ من وقته المزيد فلربما كانت لديه مقالة أخرى يكتبها بعد الظهر.

مضايقة مور بسبب “سيكو”

يتساءل المخرج مايكل مور، الذي نشاهد خلال الساعات القليلة المقبلة فيلمه الجديد “سيكو” عن السبب الذي من أجله فتحت الأف بي آي تحقيقاً عنه اليوم وبعد صمت طويل: “هل استيقظوا فجأة من سباتهم وقالوا: يا رجال. مايكل مور لديه فيلم جديد سيعرضه في “كان”. هيا نضايقه؟”.

سبب المضايقات أن مايكل مور استأجر طائرة نقلت عدداً من المرضى الأمريكيين الى كوبا لأجل المعالجة هناك وذلك لإثبات أن المداواة الأمريكية متخلّفة عن مثيلاتها في تلك الدولة الصغيرة وأن شركات التأمين الصحّي تسلب الناس أموالهم من دون أن تفيدهم. وعلى الرغم من أن هذا النقد كاف لإثارة حفيظة اليمين الا أن السبب الأبعد هو ما حققه مور قبل عامين من نجاح عندما كشف عجز بوش عن التصرّف حين سمع بكارثة 11/9 وذلك في فيلمه “فهرنهايت 911”. 

####

فيلمه “زودياك” يشارك في المسابقة الرسمية

مارك روفالو: المخرج أعطاني الحرية لتجسيد الشخصية

ثلاثة ممثلين رئيسيين في فيلم المسابقة “زودياك” لديفيد فينشر والعديد من الممثلين المساندين. الثلاثة هم مارك روفالو في دور المحقق توشي، جايك غلنهال في دور الرسّام الكاريكاتوري غرايسميث، وروبرت داوني في دور الصحافي بول أفيري. الى جانب هؤلاء هناك مجموعة كبيرة من الأسماء: أنطوني إدواردز في دور زميل المحقق توشي، برايان كوكس، في دور باحث اجتماعي، كليو سيفيني في دور زوجة الرسّام غرايسميث، وجون كارول لينش في دور المتّهم الرئيسي في هذا الفيلم البوليسي الشيّق المعروف ب”زودياك”.

من بينهم جميعاً يبرز روفالو وداوني جونيور. البعض سيضم جايك جيكنهال لكن لست متأكّداً من أنّه كان الاختيار الأفضل. يبدو غير مقنع في الدور لكن هذا ربما رأي شخصي.

الجلسة مع مارك روفالو تثير عدّة ملاحظات. هذا الممثل الشاب الذي ظهر في عدّة أدوار قبل هذا الدور لكن معظمها محدود الحجم او مساند، يبدو من ذلك النوع الذي لا يتوخّى سوى الفرص الجيّدة لتقديم نفسه للجمهور. بعض الممثلين لديهم الفرص وليس لديهم ما يقدّمونه وبعضهم الآخر يبقى مشروعاً سواء احتاج الى الفرصة او لم يطلبها. لكن روفالو انتظر طويلاً، تحديداً منذ دوره الأول في فيلم “تجارة صعبة” (1992) قبل أن يأخذ حظّه من النجاح. ليس أنه لم يبرهن عن خامته في “الركوب مع الشيطان” و”القلعة الأخيرة” و”صحبة” و”كل رجال الرئيس” من قبل أن يجد الدور الأفضل له الى اليوم.

·         لم تمثّل أي فيلم شبيه بهذا الفيلم، من حيث أسلوب عمله الواقعي ومن حيث شخصيتك كرجل بوليس. هل هذا صحيح؟

- نعم. وأستطيع أن أضيف أيضاً أنني لم أمثل من قبل فيلماً مصنوعاً كما لو كان تسجيلياً.

·         في الفيلم، كما في الواقع، ليس مؤكداً تماماً أن القاتل الملقّب ب”زودياك” هو بالفعل آرثر لي ألن. هل تعتقد أنه كان القاتل؟

- ملاحظتك صحيحة. أعتقد أنه كان آرثر لي ألن. محققو سان فرانسيسكو اعتقدوا ذلك أيضاً. كانت نسبة الاعتقاد بأنه هو القاتل هي 98 في المائة، لكن الاثنين في المائة هي التي انتصرت بمعنى هي التي منعت البوليس من القبض عليه ومحاكمته على هذا الأساس. لم يكن هناك أي دليل.

·     ما هو قدر الحريّة التي أتيحت إليك لتمثيل هذه الشخصية بما أن الشخصيات حقيقية والأحداث حقيقية والقصّة بأسرها قريبة الشبه بما وقع فعلاً؟

- أعتقد أن المخرج فينشر أعطاني مطلق الحريّة في تمثيل الشخصية كما أريد. لكني ذهبت لمقابلة التحري توشي وجلست معه ووجدته مثيراً للاهتمام كثيراً. نتيجة ذلك أنني حاولت إحياء شخصية توشي على الشاشة قريبة من الشخصية الحقيقية قدر الإمكان من دون أن أصل بادائي الى شكل كاريكاتوري او من دون أن يصبح تمثيلي تقليدا له.

·         بعد هذا اللقاء، هل تم تغيير مشاهد كانت مكتوبة لأجل المزيد من الدقّة مثلاً؟

- نعم. حدث ذلك فعلاً. لقد أرسلت إليه السيناريو قبل أن أقابله وحين كنت معه سألته الكثير من الاسئلة وكان يجيب أحياناً باقتضاب لكن دائما بصراحة. كان يذكر مثلاً “منذ البداية شككت في هذا الرجل”.

·         ولكنك قلّدت صوته تماماً كما قلّدته في الفيلم.

- نعم.

·         هل يتحدّث بهذه اللكنة وبهذا الصوت؟

- نعم. هو كذلك.

·         إذاً تم تغيير مشاهد بعد المقابلة.

- عدت الى المخرج وأمطرني بالاسئلة عن المقابلة وكنت أعرف أنه يدوّن بعض الملاحظات لأجل تعديل السيناريو تبعاً لهذه المعلومات. هذا أضاف للسيناريو جيّداً. وأضاف للفيلم بأسره.

·         ماذا لاحظت على حياته الخاصّة؟

- هو إنسان خاص. يحترم خصوصياته. لكني لاحظت أننا حين كنا نتكلم كان دائماً يطلب مني أن أتحدّث بصوت خفيض حتى لا تسمع عائلته بحوارنا. من هنا أدركت أنه يقدّر عائلته ولديه معها رابطة قوية. هذا نقلناه الى السيناريو حين يقول في الفيلم (يقلّد الصوت مرّة أخرى) “أخفض صوتك. الفتيات نائمات”.

·     هذا يبدو منطقياً لأن الفيلم ليس عن الجريمة والقاتل، بل عن العائلة. عائلة الشخصية التي تمثّلها وعائلة الشخصية التي يمثّلها جايك.

- صحيح الى حد كبير.

·         لكن لماذا في اعتقادك تطلّب الأمر نحو ثلاثين سنة قبل أن يُعتبر آرثر لي ألن متّهماً؟

- عليك أن تتذكر أنه اسم “قاتل مسلسل” Serial Killer. كان نوعاً جديداً جدا من السفّاحين لم تكن أمريكا عرفته من قبل. وأعتقد أن الشرطة لم تعرف ما الذي كان يواجهه. لم يتوقّع أن يقوم المجرم ذاته بارتكاب جريمة ثانية او ثالثة او بعد ذلك. لم يكن ممكنا في إعتقادي ضبط هذا الوضع خصوصاً وأن القاتل كان ذكياً ونجح، كما نعرف اليوم، في إبقاء هويّته مجهولة. لكن توشي كان من بين الأشخاص الذين شعروا بمسؤولية كبيرة. لقد أراد فعلاً القبض على هذا القاتل. إنه رجل شرطة جيّد ومخلص.

·         قبل هذا الفيلم هل كنت تحت تأثير أفلام او مسلسلات التحري؟

- لا. لم أكن كثير الاهتمام بالقضايا الغامضة. ولا بالبرامج الشرطية.. لم تثرني كثيراً. كذلك لم أقرأ الكثير عنها في الكتب لا الخيالية منها ولا الواقعية.

·         هل أخبرك توشي ردّة فعله حين سمع أنك ستلعب شخصيّته؟

- لا أعتقد أنه سمع بي قبل ذلك، لكنه، كما أخبرني، سأل ابنتيه عني وقالتا له إنني ممثل معروف. أخبرني أنه ذهب الى محل الفيديو واستأجر بعض الأفلام التي مثّلتها.

·     هذا فيلم عن شخصيات مهووسة بالبحث عن الحقيقة او بارتكاب الجريمة. القاتل مهووس. الرسّام الكاريكاتوري مهووس، التحري مهووس.. كلهم يريدون البحث عن الحقيقة بأي ثمن. هل هناك شيء خاص يجعلك بالتحديد مهتمّاً بهذا الموضوع؟

- ليس في الواقع. كما قلت لك لم أكترث لمثل هذه القصص، لكني في داخلي لم أكن سأمتنع عن تمثيل دور رجل شرطة. أعتقد أن كل ممثل لديه مثل هذه الفرصة، او أنه يتعرّض لمثل هذه الفرصة عاجلاً او آجلاً. والفرصة واتتني. ما جعلني أهتم بها فعلاً هو معرفتي بالمخرج ديفيد فينشر- أقصد من خلال أفلامه. حين تشاهده تعرف حرصه على إبراز دور الممثل في العملية بأسرها. ملاحظتك حول الهوس صحيحة أيضاً. كل الذين ذكرتهم وضعوا أنفسهم على حافة الانهيار من كثرة ما تخلل حياتهم الخاصّة من مشاكل. بعضهم شعر بأنه متزوّج من امرأته ومن هذه القضية بالتحديد والضابط الذي لعبته هو من هذا النوع.

·         أخيراً، ماذا يعني لك مهرجان “كان”؟

- ما زلت في دور المستكشف... هل هو حقيقة كل ما يُقال عنه. أعتقد ذلك، وإذا ما نال هذا الفيلم جائزة يكون أكثر مما قيل فيه (يضحك).

الخليج الإماراتية في

20.05.2007

 
 

مخرجو العالم يحتفون بمهرجان كان السينمائي

مهرجان مراكش حاضر

محمد موسى وأحمد نجيم من كان

مخرجو العالم يحتفون بمهرجان كان السينمائي

في الدورة الخمسين لمهرجان كان السينمائي والتي جرت تقريبا قبل عشر سنوات أراد المهرجان الأحتفال بتلك المناسبة الأحتفال الذي يليق بخمسين عاما من السينما فنظم أجندة محترمة كانت ابرزها هو تجميع مجموعة من افضل مخرجي العالم والذيين سبق أن حصلوا على الجائزة والاحتفال بهم على المسرح في مشهد مؤثر جدا، المهرجان الذي صنع مجد بعض من هؤلاء المخرجيين اراد وقتها التاكيد على العلاقة الصميمة بين مخرجي السينما المختلفة وغير السائدة ومهرجان كان السينمائي، واحد من الاشياء التي تجعل مهرجان كان السينمائي اهم مهرجان في العالم هو تقاليد الفرجة والتاريخ والتجدد التي يملكها المهرجان والعلاقة التي تربطه بمعظم مخرجي العالم الجاديين والذي يمثل لهم المهرجان نقطة او محطة للأنطلاق واثبات الحضور.العلاقات الشخصية التي ربطت ادارات المهرجان ببعض من صانعي السينما المختلفيين شجعت الكثيرين على الاستمرار في ظروف انتاجية صعبة للبعض.

في الدورة الستين طلب المهرجان من مجموعة من اهم المخرجيين العالميين انجاز افلام قصيرة عن السينما او عن مهرجان كان، الأفلام التي لا يتعدى طول اغلبها الثلاث دقائق جمعت ما في فلم طويل وصل طوله الى ساعتيين وعرضته صالة المسرح الرئيسي في كان اليوم.

الأفلام القصيرة التي كانت شديدة التكثيف عكست في النهاية اساليب المخرجيين المشتركين والتي صارت معروفة للمهتميين، هناك ايضا وفي كثير من الأفلام (نوستلجا) عالية الى طفولة شكلت السينما احد منابعها الحسية،تجربة الأنبهار بالسينما وعوالمها كانت موجودة في كثير من الأفلام القصيرة، فلم المخرج العربي الكبير يوسف شاهين القصير هو فلم فيه بعض الكوميديا وحس السخرية الذي يميز سينما يوسف شاهين الذاتية والتي حضر مهرجان كان السينمائي في افلام السيرة الذاتية التي أنجزها شاهين عن نفسه، مهرجان كان في أفلام يوسف شاهين الدافع الى انجاز الأفلام بسرعة، علاقة يوسف شاهين بكان لم تكن دائما ودية فالمخرج عانى اكثر من 47 سنة قبل الحصول على جائزة كبرى عام 1997، يوسف شاهين عرض لقطات ارشيفة اثناء فوزه بالجائزة وفيها نصح الشبان الجدد بالصبر على الجائزة لانه انتظرها 47 سنة وانها تستحق الأنتظار حقا.

فلم ايليا سليمان القصير هو يشبه ايضا اسلوب المخرج الذي فاز فلمه (يد آلهية) بالسعفة الذهبية قبل أعوام، ايليا سليمان في الفلم يمثل نفسه اثناء احدى المحاظرات التي يلقيها في احدى صالات السينما، ايلي التي تغلق سيارته المتوقفه طريق السيارت يضطر ان يقطع محاظرته لبحرك السيارة!!

فلم رومان بولانسكي يشبه ايضا شخصية المخرج المفتون بالعنف والحسية وتقاطعات هذان العالمان، كين لوج اخرج ايضا فلما قصيرا عن لندن كذلك فعل المخرج الايراني الكبير عباس كياروستامي، الاسرائيلي عاموس غيتاي انجز فلما حضر فيه عنف الصراع العربي الأسرائيلي.

 اما بقية قائمة المخرجيين المشتركيين فهم Olivier Assayas، Bille August، Jane Campion، Chen Kaige، Michael Cimino، Ethan & Joel Coen، David Cronenberg، Jean-Pierre & Luc Dardenne، Manoel De Oliveira، Raymond Depardon، Atom Egoyan، Amos Gitai، Hou Hsiao Hsien، Alejandro Gonzalez Iñarritu، Aki Kaurismaki، Takeshi Kitano، Andrei Konchalovsky، Claude Lelouch، Nanni Moretti، Raoul Ruiz، Walter Salles، Tsai Ming Liang، Gus Van Sant، Lars Von Trier، Wim Wenders، Wong Kar Wai، Zhang Yimou

مهرجان مراكش يحضر مهرجان كان

يشارك مهرجان مراكش الدولي للفيلم، لأول مرة، في مهرجان كان السينمائي الدولي. مؤسسة مهرجان مراكش الدولي للفيلم، تمثل المهرجان في هذه الدورة، من خلال رواق داخل "القرية الدولية" المحتضنة لأروقة عدد كبير من الدول. لكن لماذا هذا الحضور في الدورة ستين لأكبر حدث سينمائي عالمي؟. الكاتب العام لمؤسسة المهرجان جليل لعكيلي، يجيب بأن هذا الحضور من خلال رواق تقتسمه المؤسسة مع المركز السينمائي المغربي، ومن خلال حضور ثمانية أشخاص عن المؤسسة، أولا ل"التعريف بمهرجان مراكش"، ثم ل"لقاء مسؤولين سينمائيين". الرواق الذي يتوسط رواقي الهند وهولندا، يقع في ستين مترا مربعا. مهرجان مراكش أعد وسائل التعريف بهذا الحدث السينمائي الذي تخطى سنته السادسة، إذ يعرض الرواق "دي في دي" يصور أهم لحظات المهرجان الفتي، كما يقدم مجلة "المهرجان"، وهو أول عدد من هذه المجلة التي ستصبح فصلية الصدور، ويتضمن العدد الأول تركيزا على سينما الشباب بالإضافة إلى التعريف بالمهرجان. عدد المجلة الأول وزع في سوق المهرجان وفي الرواق المغربي بالإضافة إلى توزيعه في أشهر فنادق كان "كارلتون" و"ماجستيك" و"مارتينيز".

الرواق تحول كذلك إلى فضاء لاستقبال طلبات من منتجين ومخرجين يقترحون أفلامهم للدورة المقبلة من مهرجان مراكش. غير أن مراكش يهدف إلى أكبر من مجرد عملية مشاركة "نناقش مع مسؤولي كان إمكانية الدخول في شراكة على مستوى التنظيم الدورة المقبلة" يقول الكاتب العام للمؤسسة. قبل عقد هذه الشراكة، بدأ مهرجان مراكش من حلال فريقه المشارك في المهرجان تكوينا في الكتابة العامة والإنتاج واللوجيستيك والبروتوكول والاعتمادات "لحد الآن نحن نتعلم طرقا جديدة في التنظيم، همنا الأساسي هو تحسين جودة التنظيم".

أصحاب مؤسسة مهرجان مراكش الدولي للفيلم يشعرون بارتياح من نتائج الأيام الأولى للمهرجان، "حضرنا يوم 13 من الشهر الجاري، أي قبل انطلاق المهرجان الرسمي، وذلك للتكوين، ويمكن القول أن الأيام الأولى تركت انطباعا إيجابيا لدينا، فالسينمائيون والمهنيون يتحدثون باحترام كبير عن المهرجان، وهذا أمر إيجابي" يضيف كاتب المؤسسة العام.

يشارك مهرجان "دبي" السينمائي هو الآخر في القرية الدولية، اختار الرواق مكانا مرتفعا أقصى يمين القرية الدولية. الرواق يجلب زوارا يرغبون في الاطلاع على هذا المهرجان، غير أن عدد زواره قليل مقارنة بالرواق المغربي. ربما لهذا علاقة بالإنتاج السينمائي، فالإمارات مازالت لم تعرف إنتاج أفلام سينمائية طويلة يمكن أن يروج لصورتها دوليا، في حين أن المغرب الذي ينتج معدل 13 فيلما دوليا في السنة، استطاع أن يشارك سينمائيا في مهرجانات دولية، آخرها مشاركته في الدورة 58 من مهرجان كان الدولي في المسابقة الرسمية "نظرة ما" بفيلم "ماروك" لليلى المراكشي.

موقع "إيلاف" في

20.05.2007

 
 

لجنة تحكيم «كان»..

أسماء كبيرة ومفاجآت محتملة

كان ـ عرفان الزهاوي

أوركسترا استثنائية من ثمانية أعضاء، وقائد لا يقل استثنائية عنهم. أسماء تمثّل في مجملها تجربة الإبداع السينمائي والروائي العالمي المعاصر اختارتها إدارة مهرجان «كان» للحكم على الأفلام التي ستُعرض في المسابقة الرسمية للدورة الستين للمهرجان والتي انطلقت مساء الأربعاء الماضي بفيلم المخرج وونغ كار-واي من هونغ كونغ «ماي بلوباري نايتس» (أمسياتي العنابية)، وسيُختتم في السابع والعشرين من الشهر الجاري بفيلم الكندي دينيس آركاند «زمان الظلمة» المعروض ضمن البرنامج الرسمي، لكن خارج المسابقة.

يترأس لجنة التحكيم الدولية المخرج البريطاني ستيفن فريرز الذي أتحف جمهور السينما في العالم منذ شهر سبتمبر الماضي بفيلمه الجميل «الملكة»، وحقق للممثلة البريطانية هيلين ميرين جائزة الأوسكار كأفضل ممثلة، وقبلها جائزة «كأس فولبي لأفضل ممثلة» في الدورة الأخيرة لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.

أما أعضاء اللجنة الثمانية فهم يمثلّون نجوم السينما والأدب العالمي مثل الكاتب التركي الفائز بنوبل للآداب العام الماضي أورهان باموق والممثل والمخرج الفرنسي ميشيل بيكولي والمخرج الإيطالي ماركو بيلّوكيو والمخرج الموريتاني عبدالرحمن سيسّاكو والمخرجة والممثلة البرتغالية ماريا دي ميدييروس والممثلة ماغي تشيونغ من هونغ كونغ والممثلة الأسترالية توني كولّيت والممثلة الكندية سارا بولّي.

وبقدر أهمية المحكّمين الثمانية ورئيسهم ستيفن فريرز، فإن منهاج المسابقة الرسمية الذي صاغه المدير الفني للمهرجان تييري فريمو لا يقل أهمية وإثارة لشتى التوقعات، سواء للتنوع الكبير الذي يمثله المخرجون الذين يعرضون أعمالهم في دورة هذه السنة، أو لتباين الأساليب التي أنجز بها هؤلاء المبدعون أعمالهم.

وعلى الرغم من التباين في التجربة السينمائية والإبداعية لدى غالبية أعضاء لجنة التحكيم، فإن المُعطى الأهم الذي يكاد يوحّد بينهم، هو أنهم إما أنجزوا أو ساهموا في أعمال تُعطي الأولوية للخيال ولقصص الناس الاعتياديين، وإذا كان المخرجون منهم مثل رئيس اللجنة ستيفن فريرز وماركو بيلّوكيو عُرفا بتفضيلهم لدور الممثل والأداء، فإن الممثلين منهم ميشيل بيكولي وماريا دي ميدييروس،

أكدا بأدائهما الرائع في أعمال كثيرة على أهمية دور الممثل في العمل السينمائي. يُضاف إلى ذلك فإن غالبية أعضاء لجنة التحكيم، كما هي الحال بالنسبة للمخرج الموريتاني عبدالرحمن سيسّاكو والكاتب التركي أورهان باموق، يشتركون في تفضيل رواية واقع مجتمعاتهم انطلاقاً من قصص وحكايات يومية معاشة، تمتزج فيها السياسة بالتاريخ وبالرغبة في تغيير الأمور والنضال ضد المظالم.

لكن وبالرغم من الانسجام الكبير بين غالبية أعضاء اللجنة، فإن للشريط السينمائي ولساعة وظروف عرضه سحراً وقوة لا يقاومان بسهولة، ويفرضهما الشريط على المشاهد أياً كان تكوينه الثقافي والمهني والاجتماعي، وليس مستبعداً أن تأتي النتائج التي ستُعلن عنها اللجنة يوم السابع والعشرين من الشهر الجاري عن مفاجآت مثيرة.

فلو نظرنا إلى الاختيارات على الورق، لوجدنا أن شريط «دليل الموت» للمخرج الأميركي المتميّز كوينتين تارانتينو، على سبيل المثال، سيواجه صعوبة بالغة في إقناع التيار الأوروبي في لجنة التحكيم، إلاّ أن تلك الصعوبة النظرية، لا تعني إطلاقاً عجز طاقة خلاقة مثل تارانتينو عن إثارة الاهتمام بعمله الجديد.

ويكفي أن نتذكّر المفاجأة التي وقعت قبل ثلاثة أعوام عندما منحت لجنة التحكيم الدولية التي ترأسها تارانتينو نفسه جائزة السعفة الذهبية إلى مواطنه مايكل مور عن شريطه «فهرنهايت 11 - 9» المناهض لسياسة الرئيس الأميركي جورج بوش (الإبن) ولسياسات والده ولمجمل تيار (النيوكون) المحافظ في الولايات المتحدة.

صحيح أن تلك اللجنة كانت تضم في صفوفها لبوءتان أوروبيتان عُرفتا بمواقفهما السياسية المناهضة لسياسات الرئيس الأميركي وهما البريطانية تيلدا سوينتن والفرنسية الحسناء إيمانويل بيار، وساهمتا بالتأكيد في شحذ التصويت لصالح مايكل مور، إلاّ أن الجائزة ما كانت لتُعطى إلى مور، لو لم يكن تارانتينو موافقاً عليها ومصوُتاً لصالحها.

وبصرف النظر عن الموقف لصالح أو ضد شريط مايكل مور، فقد جاءت السعفة الذهبية لشريطه «فهرنهايت 11-9» لتسجّل سابقة مهمة في تاريخ المهرجان، حيث مُنحت لشريط وثائقي. وعلى أية حال، فإن توليفة اللجنة الدولية وطابع المهرجان وأهمية هذه الدورة الستينية، تضع المخرجين المتنافسين على خط الانطلاق وتعطي كلاً منهم الحظوظ ذاتها في جولة غاية في القسوة.

البيان الإماراتية في

20.05.2007

 
 

"كان 60" يكرّم لبنان اليوم

في إطار تظاهرة كل سينمات العالم

بعرض 4 أفلام على شاشات المهرجان···

اليوم هو يوم السينما اللبنانية في الدورة الستين لمهرجان كان السينمائي الدولي· أمس وأمس الأول كان دور السينما الهندية، وغداً مخصص للأفلام البولونية، ويوم الاربعاء للدول الافريقية، والخميس للكولومبية والجمعة للسلوفينية، وذلك في العام الثالث على التوالي من تظاهرة كل سينمات العالم، في محاولة لتنويع مصادر الثقافات السينمائية من أنحاء العالم·

وأشارت إدارة المهرجان الى أنها أرادت إظهار قوة هذا البلد الصغير، وإصرار فنانيه على العمل في ظروف صعبة من تاريخ درامي·

هي أربعة أفلام تقدم هذا النهار سبق وعرضت كلها على شاشاتنا المحلية، ولفَّت العالم القريب والبعيد، مشاركة في مهرجانات وتظاهرات، وحظيت بتقدير وإحترام نقدي وجماهيري واسع:

1- لما حكيت مريم، لـ أسد فولادكار، مع قصة مؤثرة أسهم في لمعانها على الشاشة برناديت حديب ومشاعر إمرأة شابة تهيمن عليها مشاعر الامومة المستحيلة، وطلال الجردي الزوج المتألم من دون أولاد والخاضع لضغط المجتمع إنطلاقاً من والدته (رينيه ديك)، مع صياغة مؤثرة جداً في النص والاخراج لفتت الانتباه بقوة الى فولادكار عربياً وها هو يترجم ذلك من خلال اشتغاله منذ أشهر على مسلسل في القاهرة وتحضيره لأول فيلم من ضمن الصناعة المحلية المصرية·

- الرجل الأخير، لـ غسان سلهب، في انتاج فرنسي لبناني مع كارلوس شاهين في الدور الرئيسي وهو أصلاً ممثل مسرحي في باريس منذ 21 عاماً، يقوم هنا بدور طبيب مع الرداء الأبيض يخبئ تحته رجلاً من مصاصي الدماء، في رمزية مثيرة كون عالم الطب مأخوذ الى كوكب ونطاق آخر من الاستقلالية، بالاشتراك مع باقة من الممثلين اللبنانيين (كريستين طعمة

- فلافل، لـ ميشال كمون جمع فيه عدداً كبيراً من الفنانين اللبنانيين معظمهم كانوا ضيوف شرف دعماً لهذا المخرج، فإلى جانب إيلي متري الممثل المسرحي هناك ملكة جمال لبنان السابقة غبرييلا أبي راشد، عصام بوخالد، عمار شلق، رفيق علي أحمد، روجيه عساف، وآخرون، حيث يرصد كمون ليلة كاملة في حياة شاب ما بين عمله ومحاولة عيش حياته مع أصدقائه وحيثيات كل التناقضات في المجتمع اللبناني·

- يوم آخر، للمخرجين الزوجين خليل جريج وجوانا حاجي توما ودور قوي لـ جوليا قصار أرملة مخطوف تخطى عمر اختفائه الـ 15 عاماً وإضطرارها مع نجلها الوحيد لإعلان وفاته في الدوائر الرسمية، ومن ثم المشاعر المتناقضة التي تعتمل في داخله من جراء كونه بات يتيماً ولا يعرف كيف يتابع حياته بشكل مختلف، وفي ظروف أقرب الى انعدام التوازن خصوصاً في مجال العاطفة·

كان 60 يتواصل·

ودورة هذا العام أعطت الكثير للبنان وسينماه، حيث يتضح أننا بحاجة لحركة سينمائية نشيطة وسنجد العالم الى جانبنا·

اللواء اللبنانية في

21.05.2007

 
 

سكر بنات ورجل ضائع يكشفان واقع النساء الشرقيات

كان -صوفى ماكريس:  

يروى الفيلمان اللبنانيان "سكر بنات" و"رجل ضائع" اللذان يعرضان ضمن تظاهرة اسبوعى المخرجين فى مهرجان كان، واقع النساء الشرقيات بين نزعة التحرر والقيود الاجتماعية.

ويتناول فيلم "سكر بنات" للمخرجة الشابة نادين لبكى بطريقة طريفة ودرامية فى آن معا حياة سيدات لبنانيات من أجيال ومن خلفيات اجتماعية مختلفة ويعملن فى صالون تجميل يعكس واقع السيدات اللبنانيات فى مجتمع لا يزال متأثرا بالقيود الاجتماعية.

وهذا العمل الروائى الطويل الذى سيخوض المنافسة على جائزة الكاميرا الذهبية فى كان هو الاول للبكى الآتية من عالم اخراج الفيديو- كليب حيث اشتهرت باخراجها لكليبات نانسى عجرم وماجدة الرومى ويورى مرقدي، والتى لطالما قالت ان طموحها هو الاعمال السينمائية.

وتقول لبكي" حتى لو بدا لبنان بلدا منفتحا وعصريا، فان التمسك بالتقاليد لا يزال قويا. ان نظرة الآخرين يحسب لها حساب وكذلك والشعور بالندم والذنب. النساء يبحثن عن هويتهن. واردت ان اتكلم عن هذا النضال".

ووضعت نادين لبكى سيناريو فيلمها بالتعاون مع كل من جهاد حجيلى ورودنى الحداد، وهى تؤدى دورا تمثيليا فيه بعد ان سبق ان ظهرت فى دور بطولة فى فيلم "بوسطة" لفيليب عرقتنجي.

ومن شخصيات الفيلم ليال "30 عاما" شابة عازبة تقيم لدى والديها وهى عالقة فى دوامة قصة حب مع رجل متزوج، وصديقتها نسرين التى تستعد للزواج بشاب مسلم يجهل انها لم تعد عذراء، وريما التى تشعر بالارتباك حيال انجذابها لاحدى الزبونات السمروات، وجمال الخائفة من فكرة الشيخوخة والتى تحتال للدفع الى الاعتقاد بأنها لم تبلغ سن الياس.

وتضيف لبكى "لسن نساء حزينات، انهن يحاولن التغلب على مصاعب حياتهن من خلال السخرية. انا ارى انهن مناضلات".

لكن النضال بالنسبة لنادين لبكى ليس موازيا للتمرد وتقول "ان شخصياتها يتأقلمن مع الوضع ويحتلن عليه ويحاولن القيام بما يردنه بذكاء. فى هذه البلاد، لا اظن ان التمرد هو دائما الحل".

وينعكس هذا التحفظ على حركة الكاميرا التى لا تلتقط الا بعض النظرات واللمسات بعيدا عن كل ما يمكن ان يصدم المشاهد.

اما فى فيلم "رجل ضائع"، فلا تتردد المخرجة دانييل عربيد فى تصوير كل تفاصيل مغامرات مصور صحافى فرنسى فى ليالى بيروت وعمان على خلفية قصة صداقة بين رجلين.

وهذا العمل الروائى الثانى لعربيد التى سبق ان اخرجت العديد من الافلام الوثائقية والافلام القصيرة.

فالتمرد هو بحث طويل الامد عن الذات بالنسبة لهذه المخرجة منذ رحيلها عن لبنان عن عمر 17 سنة بسبب شعورها بانها سجينة فى بلدها.

ويعرض الفيلم وهو من بطولة دارينا الجندى للحياة الليلية فى الشرق من خلال مغامرات المصور توماس داغاتا "الممثل ملفين بوبو" التائه فى الملاهى والحانات والنزل حيث يثمل الرجال وتختبرن النساء الجنس بدون محرمات.

وتصور المخرجة احيانا مشاهد جنسية لا تكتفى فقط بالايحاء انما لا تغرق فى المقابل فى الابتذال. وتقول عربيد انها لا تريد ان تشدد على خصوصية العالم العربي، معتبرة ان الجنس بحد ذاته لا يختلف بين منطقة واخرى.

وكان فيلم دانييل عربيد الاول "معارك حب شارك" فى مهرجان كان فى نفس التظاهرة قبل ثلاث سنوات.

العرب أنلاين في

21.05.2007

 
 

فـي انتظـار القبلـة الثانيـة

«ليالي العنبية» فيلم وونغ كار ـ واي في افتتاح كان

زياد الخزاعي

يوجد المخرج الصيني المميز وونغ كار ـ واي لأبطال حكايته «ليالي العِنَبية» (افتتح الدورة الستين لمهرجان «كان») أعذارهم في الوقوع بلعب الحب والصد والفرقة، ولاحقاً في تجدّد اللقاء والغفران والانتماء الى الحيز الذي يُحصّنها من الخيانات والغيرة والحيل. إنهم كائنات تنوس أرواحها بين استعارات الروايات الكبيرة وانقلاباتها الأثيرة ودرامية الشخوص الممسرحة. لا يعني هذا أنها مصطنعة، بل هي خزائن مزدحمة بهموم الوله والثقة الذاتية التي تحتاج الى كثرة مفاتيح يملكها آخرون. إليزابيث (المغنية نورا جونز في أول أدوارها) هي الكينونة الشابة التي تزوّدنا بالمرارات الذاتية، بيد أنها تحتاج الى فعل قاس كي تفجّر ألوان خيباتها، قبل أن تُعلن طهارتها حين تحاصرها الوحدة والإقصاء. نراها تدلف مقهى في سوهو نيويورك يديره شاب إنكليزي يدعى جيرمي (جود لو) هاجر الى أرض الممكنات ليجد نفسه محتجزاً بين ساعات عمل مضنية وزبائن يأتون ويذهبون من دون أن يتركوا نفحة إنسانية على مكانه، ما عدا مفاتيح شققهم وأماكن سكناهم للأحبّة الذين قرروا التخلّي عنهم. جيرمي هو نموذج الهجرات الجماعية التي تغلف تاريخ المدينة المتضخمة، والذي تتقاطع إرادته المنفية مع الشابة التي هجرها الحبيب وخانها مع امرأة أخرى: نشاهدها تقف مقهورة تحت شباك شقته المنيرة ممارساً إثمه، كما فعلتها شخصية الغريب (مارتن سكورسيزي) وهو قابع في المقعد الخلفي في سيارة أجرة السائق الليلي ترايفس (روبرت دي نيرو) في «سائق التاكسي». وكما هو قدر الملتاعين، تترك الشابة مفاتيحها لدى النادل كإشارة قطيعة أولية مع حبها الموءود.

تلوّث الملاك

في هذا المقطع الافتتاحي، يُمهّد كار ـ واي ارتحالات معرفية للبطلة: أولها معاني قيدها الذي فُكت عنه بالصدفة، وثانيها افتراضها لحرية غائمة الأفق، وثالثها انتصارها لفرديتها التي ضاعت بين حب (ظنّته خالداً في لحظة ضعف) لم يتكلّل بالنهاية السعيدة التقليدية (ننتظر مئة وإحدى عشرة دقيقة، مدّة الفيلم، كي تتحقّق ثانية)، وإخلاص شخصي لرجل ظنته مؤتمناً على مشاعرها وكرامتها. إليزابيث ملاك تلوثت أردان عاطفته بقسوة الخيانة وسذاجتها في آن. وما حاجتها الحقيقية في الوصول الى القرار القطعي سوى الشاب الإنكليزي الذي يُفجّر ظنونها عن الحب المخفي في داخلها، ويشحذ شجاعتها في عبور برازخ تردّدها نحو حرية موجبة تقودها إلى هجرات أميركية الطابع (أو «ليال»، كما عنوان الفيلم) تجدد رومانسياتها الأثيرة.

هل الفقدان المشترك للحب الذي يجمع الشابين في مقهى هو الكفيل الوحيد لامتحان نوازعهما تجاه بعضيهما؟ لا يريد كار ـ واي أن يتم الأمر بهذه البساطة، فهو أستاذ محترف في أسلوبية الممكنات الدرامية التي فجّرها بألق سينمائي في عمله الأخّاذ «في مزاج الحب» (2000)، الذي داور على ثيمة العشق المنتظر عند عتبات المبادرة الأولى بين شخصيتيه الرئيستين؛ وفي «عِنبيته»، يضع الاثنين الجديدين أمامها (المبادرة) مرة أخرى. ولئن كان العامل الدرامي في العمل الأول يتشخص بالجيرة التي تجمع رجلاً بامرأة غامضيّ الماضي، فإنه يتكرّس في جديده بفطيرة ثمار العِنَبية السُكرية التي يقدمها جيرمي للبطلة، وكأنها إغواء فطري ستُدمن عليه، خاضع للشهوة المضمرة في وجدانيهما (يكشفان عن ماضيهما بحوارية تسبيقية شفيفة عمادها سلة مفاتيح الأحبة المنفصلين).

إنها الجذوة المنتظرة التي تُشعل القبلة على شفتيهما، حين يلثم جيرمي بقايا القشطة البيضاء المتبقية على فم الشابة التي تأخذها سنّة نوم مرتجلة (كتعبير عن صفائها الداخلي)، قبل أن يكتشف الشاب غيابها المفاجئ الذي يقودها إلى جيلان (ذي طابع غرائبي) في العمق الأميركي، وفيه تتقاطع مع إرادات متضاربة القيم والمصائر. يبقى جيرمي حاضنتها البعيدة (يصنف كار ـ واي رحلتها بأرقام الأميال، وغيابها بطول الأيام، وابتعادها عن موقع تعارفهما الأول نيويورك بمواقع عملها الذي يُحيلها الى مراقب لعواطف الآخرين وتفجّر محنهم)، الذي تُبقي وصلها معه عبر رسائل لا تشي بمكانها الحقيقي سوى إشارات الى مصدر الولاية التي أُرسلت منه خطاباتها، وهي بادرة تمتحن فيها قبلته وقوتها على قراره اللاحق في الوقوع بالحب الممكن.

التجدّد

في غرباتها الأميركية، تستلف إليزابيث عمل الحبيب البعيد في المقاهي والمطاعم (تورية عن هوسها الجديد بجماعية اللقاءات)، مغيّرة اسمها مرات كثيرة، إذ إنها كيان يتجدّد كلما صادفت وجهاً خَبِر لوعة الحب وخيباته، وأولهم الشرطي آرني (أداء محكم لديفيد ستراثنير، مؤدّي الشخصية المركزية في فيلم جورج كلوني «عمتم مساء، وبالتوفيق»)، مدمن الوحدة والخمر والرهان الفاشل بالتوبة عنه، وهو على الرغم من تمثيله السلطة والقانون، يظهر كائناً مكسور الخاطر والكرامة: زوجته سو لي (البريطانية راشيل فايز) تخلّت عنه وارتبطت بشاب أرعن لا يني يستعرض تحرّشه وغمزاته الجارحة، قبل أن يعاقبه الشرطي الممحون بعصيان الزوجة. ترى إليزابيث في آرني خسارة عمر وحـــياة، وتجتهد في مراقبته، حتى وقوع حواريتهما الأولى عند البار، لتكتشف أنها مارست هذا التواجد بنفســـها عند جيرمي مع فطيرة العِنَبية بدلاً من كأس «البربن» (نوع الويسكي الشهير الذي يفضله الأميركيون).

إنه التحاشي المتعمد للاعتراف بالخيبة عبر الإدمان (الأكل في حالة الأولى والشراب للثاني، على اعتبار أنهما ليستا حاجتين بيولوجيتين آنيتين)، والذي يقود آرني الى ذرف الدموع (كغسول للانتقاص العاطفي)، ثم التشاحن مع الزوجة (الخائنة) وسط المقصف وتعاطف الحاضرين (مسرحة هذا المشهد بدت واضحة، وهي التحية التي وجهها كار ـ واي الى الكاتب تينيسي وليامز، بما يذكر سريعاً بأجواء نصه الأثير «عربة اسمها الرغبة») كتحفيز درامي لمصرعه المقبل الذي يحدث في المكان ذاته حيث تعرّف إلى زوجة المستقبل. بدت إزاحته أساسية للقاء الشخصيتين النسويتين، ليس على ذكراه بل على الحكمة التي تنقلها سو لين الى الأخرى بخطل البقاء في الحيز ذاته (سواء كان مسقط رأس أو رجل وعد بحياة فاضلة لم يفها حقها في نهاية مطافها)، ما يدفع بإليزابيث سريعا الى تغيير وجهتها نحو نيفادا، فتلتقي ليزلي (ناتالي بورتمان) المدمنة على المقامرة وطاولاتها وضربات حظ الأموال السهلة التي لن تحصل عليها بيسر كم يبدو لها، مما يحولها الى لصة متواضعة الحيلة (تسرق سيارة والدها الفارهة وتتحايل على مدخرات إليزابيث). عبر هذا الكيان المتضارب النيات، تقع البطلة على خاتمة جيلاناتها وقناعتها بأن للبشر سحرا غامضا يشحنون به الآخرين من دون أن يستثمروه في قدح ضمائرهم وبصائرهم وعواطفهم. تنتظر رؤية بدن والد ليزلي وهو ميت ودموع أسى الأخيرة التي عاقته ودنست ذكراها معه، كي تعي أن لا مكان لها سوى طاولات وعِنَبيات جيرمي الكفيلة بإشعال وهج القبلة الثانية وإعلان ولادة عشق جديد في حياتها يقصي عنها شخصيات التشظّي والنكبات.

(كان)

السفير اللبنانية في

21.05.2007

 
 

يوميات مهرجان كان السينمائي الدولي (5)

أبرزها "سيكو" و"محامي الرعب" و"الحادية عشرة"

يوم في ضيافة السينما التسجيلية

محمد رضا

في نهاية فيلم مايكل مور الجديد “سيكو”، يتوجّه المخرج بعدد من المرضى والمصابين الأمريكيين العائدين من حرب العراق، حيث شاركوا في رحى معارك السياسة الأمريكية في المنطقة، الى كوبا حيث يدخلون المستشفيات لمعالجتهم علاجاً شاملاً. يتساءل البعض ممن لم ير الفيلم، ولماذا لا تتم معالجتهم في الولايات المتّحدة- أليسوا رعاياها؟ الجواب هو أن مسألة ما اذا كانوا مواطنين أمريكيين، وما اذا كانوا عائدين من حرب لم يعلنها أحد منهم ولا كان له يد في افتعالها أو لا، أمور لا علاقة لها بتوفير الطب اللازم لهم.

الجنود العائدون من أرض المعركة مصابون نفسياً أو جسدياً يملؤون استمارة طلب مداواتهم مجّاناً يتقدّمون بها الى الادارة العسكرية التي تأخذ وقتها في المعاينة واقرار ما اذا كان المتقدّم بالطلب يستحق الرعاية المجّانية والى أي حد. هل توفّر له القيادة عشرة في المائة من كلفة الاستشفاء؟ اولئك الذين يجدون أنفسهم مُعوّضين جزئياً فقط هم الذين بحاجة الى العلاج في كوبا أو في أي دولة أخرى تتعامل ومواطنيها على أساس من الرعاية الكاملة.

فيلم مايكل مور الجديد، المخرج المناوئ للادارة الأمريكية والذي نال السعفة الذهبية عن “فهرنهايت 11/9”، يترك طعماً مرّاً وشعوراً مؤلماً في النفس مع وصول المشاهد الى تلك النهاية وما يصاحبها من استنتاج، وكل ما لدى الادارة الأمريكية فعله لمواجهة كشفه عن هذا الخلل الكبير هو فتح تحقيق حول خروق مور لقوانين المقاطعة الأمريكية التي تفرضها الولايات المتحدة على كوبا.

لكن “سيكو” ليس فقط عن جرحى الحرب، بل عن كل نظام الرعاية الصحيّة القائم على نظام رأسمالي صرف لا مكان فيه لفقراء لا يملكون حق شراء تأمينات صحيّة من شركات تسطو على الكثير من ايراد المشتركين مقابل دفع جزء من نفقات العلاج. عن الموت مرضاً أو الحياة عليلاً وكيف تجني شركات التأمين أرباحاً طائلة بحجّة تأمين العلاج. صحيح أنها تؤمّنه بشروط مختلفة، لكن غاية الفيلم هو الوصول الى تحديد تخلّف النظام الاجتماعي والصحي في أمريكا عن مثيله في بعض دول العالم ومن بينها كوبا.

الكوكب المريض

فيلمان تسجيليان آخران مُهمان هما “الساعة الحادية عشرة” من اخراج ليلي وناديا كونورز و”محامي الرعب” للمخرج باربت شرودر. مختلفان في كل شيء.

“الساعة الحادية عشرة” فيلم عن المصير المظلم الذي ينتظر الأرض ومن عليها اذا ما لم يتم فعل شيء حيال فساد البيئة. عبر مشاهد مؤلمة لما يقع على الأرض حالياً من كوارث وضحايا في نحو شبه متواصل، وعبر لقاءات مع بعض أدمغة العالم من علماء بيئة ومشتغلين في حمايتها وعلماء جيولوجيا وطبيعة، يحدد الفيلم سريعاً المشكلة بمختلف مستوياتها منحصرة في نهاية الأمر في ذلك الاستهلاك الفائض الذي نحياه حيث بات همّنا الشراء والمواكبة ولم يعد لدينا ذلك الوقت الذي نقضيه مع الطبيعة أو الثقافة أو التزوّد بالمدارك الضرورية لحماية أنفسنا من أخطار التلوّث الحقيقية. صحيح أنني ذكرت مثل هذا الكلام سابقاً، لكنه هنا كلام الفيلم الذي يتردّد. “الساعة الحادية عشرة” مفجع ومؤلم وتخرج منه وأنت تريد أن تتوقّف عن مسيرة حياة تعتقد أنك لا تؤلّف فيها سوى جزء يسير جدّاً، لكن هناك ستة بلايين جزء يسير جداً تؤلّف معاً المعضلة التي نعيشها والتي سنورثها لجيل لن يشكرنا على انقراض ثروات الحياة من حيوانات ونباتات أو على حياة قاحلة نتركها له لمجرّد أننا لم نشترك في فعل الشيء الصحيح الوحيد الممكن وهو فرض حماية البيئة على تصرّفاتنا وتصرفات حكوماتنا.

محامي الثورات

“محامي الرعب” عن المحامي الفرنسي (أو نصف فرنسي على نصف فيتنامي) جاك فرجِس. الجيل الأسبق منّا يتذكّره كمحام فرنسي اندفع بإيمان مطلق للدفاع عن الثورة الجزائرية والسجناء السياسيين الذين زجّت بهم قوّات الاحتلال الفرنسية في السجون. انه من دافع عن جميلة بوحيرد (وتزوّج منها لاحقاً). بعد تحرير الجزائر انتقل فرجِس الى الصف الفلسطيني حيث دافع عن من تم القاء القبض عليهم من الفدائيين الفلسطينيين الذين كانوا، حينها، يقومون بعمليات مسلّحة ضد “اسرائيل” في الخارج. أصبح صديقاً مقرّباً من جورج حبش ووديع حدّاد. ومن كارلوس والمؤمن بالنازية كلاود باربي.

انه اختيار مفعم بحب اللحظات النضالية الحاسمة وفيه حديث عن تاريخ عربي مشرق في سبيل التحرر من الاستعمار واستعادة فلسطين ما لم نعد نسمع به بعد ذلك. صحيح أن الفيلم لا يتبنّى الرأي السياسي الذي يطلقه المتحدّثون، لكنه بالنتيجة يتوخّى الحقيقة مما يعرضه وحين يفعل تصبح هذه الحقيقة جزءاً من الفيلم شاء أم أبى.

باربت شرودر الذي انتقل بين مختلف أنواع الدراما، ينجز فيلمه التسجيلي هذا محقّقاً انجازه الكبير حتى من قبل الصورة الأولى. لقد وُفق في الحصول على موافقة المحامي فرجِس للمقابلة حيث انطلق هذا يسرد ذكرياته حول مراحل حياته كاشفاً عما يريد الكشف عنه اليوم ومستتراً عما يريد ابقاءه بعيداً عن التداول.

حرب عصابات

روائياً، نجد المزيد من انتقال مخرجين الى العمل في مواضيع والتعامل مع شخصيات جلّها ليس من البلد التي جاء منها كل مخرج. ففي حين نزح كار-واي وونغ الى امريكا لتصوير فيلم الافتتاح “ليالي التوت”، صنع المخرج التايواني هاو سياو سيين فيلمه الجديد “رحلة البالون الأحمر” في فرنسا. الأم الفرنسية جولييت بينوش تترك ابنها الصغير في رعاية المهاجرة التايوانية صونغ فانغ، وبعد ثلاثة أرباع الساعة من هذا القرار كان الفيلم لا يزال يبرح مكانه في مشاهد طويلة فرنسية الأسلوب مئة في المائة تتابع صغائر الأمور التي لا تُثير الاهتمام ولا تستطيع أن تستولي على ملكيّته. نعم هي سينما تأمّلية، لكنها من النوع الذي يتأمّل فقط بمعنى أن الدراما -اذا ما وجدت- والأحداث -اذا صح تسميتها على هذا النحو- تُترك في الخلفية وكثيراً ما يتم نسيان ضروراتها.

أفضل منه فيلم جوِول كوِن الجديد “لا بلد للمسنّين” والعنوان لافت لكنه لا يمت الى الأحداث بصلة فعلية. هذا الفيلم الذي عُرض داخل المسابقة يعود بجووِل وشقيقه ايتان الى صرح أعمالهما البوليسية السابقة. وتستقبل في البداية ما يوعز بأن الفيلم سيكون واحداً من أفضل ما شوهد على شاشة “كان” هذه السنة، لكن في حين أن الفيلم يبقى من بين أفضل ما حققه المخرجان المعروفان الا أن فيه ما يكفي لغرق مركبه اذا ما جرى فحص الثقوب الكبيرة التي في أرضيّته.

حكاية صيّاد في يوم قائظ في صحراء تكساس يكتشف عدّة شاحنات والكثير من الجثث فيها وحولها. الواضح أن عملية بيع مخدّرات تحوّلت الى تصفية حساب. الصيّاد (جوش برولين) يترك المخدّرات ويأخذ حقيبة مال تحتوي على مليوني دولار ويفر بها. لكنه لا يهرب بعيداً: العصابة تحاول الوصول اليه. البوليس (ممثّل بتومي لي جونز) يحاول الوصول اليه. تحر خاص (وودي هارلسون) يحاول الوصول اليه ومجرم مخيف (جافييه باردم) يحاول الوصول اليه وهذا الأخير يفعل أكثر من مرّة وفي كل مرّة يفلت الصيّاد من بين يدي القاتل في اللحظة الأخيرة.

كفيلم بوليسي حكاية رائعة بشخصيات يفقد المخرجان السيطرة عليها كونهما يصرّان على معالجتها كرتونياً. كل شخصية من شخصيات الفيلم فيها قدر فائق من التركيز على نمطيّة مرفوضة. التكساسي ليس دائماَ بهذه السذاجة وجورج بوش ليس نموذجاً. لكن المخرج جوِول والكاتب ايثان يصرّان على منح تلك الشخصيات تلك الملامح الكرتونية التي تعيق قبولها.

الى ذلك، ليس هناك في هذا الفيلم ما لم يسبق لسام بكنباه أن فعله في فيلمه الأفضل (والأكثر قابلية للتصديق وذي الموضوع القريب) “الفرار” سنة 1974. والشخصية التي يؤديها وودي هارلسون -والتي تظهر وتمضي قبل أن تترك أثراً ما- هي ذاتها التي لعبها جو دون بايكر في فيلم لدون سيغال تم انجازه في “تشارلي”: نفس الملابس. نفس القبّعة. نفس اللون.

براندو.. براندو

فيلم تسجيلي مختلف عن حياة وأعمال الممثل مارلون براندو بعنوان “براندو” تم عرضه في قسم “كلاسيكيات كان”.

هذا فيلم مؤلف من وثائقيات ومشاهد من أفلام ومقابلات عديدة لمخرجين أرادا إلقاء تحيّة صادقة على أحد أعمدة التمثيل في العالم هما لسلي غريف وميمي فريدمان. ينقل الفيلم إلينا مشاهد شخصية لممثل جهد كثيراً في بداياته وعرف التحديات التي كانت بحجم مواهبه وطموحاته. لكنه انتصر عليها وأثبت نوعيّته غير المتهادنة لمعظم مراحلها. براندو لم يكن مؤثرا وفناناً رائعاً في أعماله الأولى (“قطعة على صفيح ساخن”، “عربة اسمها الرغبة” و”على رصيف الميناء”) بل مارس فنّه في معظم ما أدّاه بعد انتشارته ونجوميّته (“العرّاب”، “احرق”، “التانغو الأخير في باريس” الخ...)

المقابلات التي يجريها الفيلم تشمل عدداً من الممثلين المعروفين بينهم آل باتشينو وإيلاي والاك وجوني دب وجون ترافولتا وكلهم يكيلون المدح لمن وضع الأسلوب قبل فعل التمثيل وتميّز عن أترابه. أكثر المتحدّثين إدراكاً لهذه المعاني آل باتشينو فهو ينتمي الى المدرسة ذاتها.

####

وجوه ...

جورج كلوني.. أمه مغنية وأبوه صحافي

حين شهدت هوليوود قبل عامين بداية موجة من الأفلام ذات المواضيع السياسية، كانت ذلك بمثابة الخروج عبر باب موصد الى آفاق جديدة تتعامل والقضايا الصعبة في حياتنا اليوم.

ربما الباب فُتح قبل ذلك بعامين حينما قدّم مايكل مور “فهرنهايت 11/9” سنة ،2005 لكن العامين السابقين شهدا المزيد من الأعمال التي خرجت الى العلن تطرح اسئلة حول أمريكا والعالم. حتى ستيفن سبيلبرغ في “ميونخ” ربط بين حادثة الهجوم الفلسطيني على الأولمبياد والانتقاص “الاسرائيلي” من الفاعلين والحرب الحاضرة على الارهاب بغاية القول أن العنف لا يولّد الا العنف.

لكن جورج كلوني يذهب الى أبعد من ذلك ولو في ذات الخط. عبر فيلميه “ليلة طيّبة وحظ سعيد” الذي يطرح الصراع بين الاعلامي ادوارد مورو ورجل الكونجرس اليميني جوزف مكارثي الذي انتهى الى سقوط مكارثي والمكارثية، و”سيريانا” الذي يصوّر تشابك الخطوط السياسية تحت مظلّة المصالح التي من أجلها تتم عمليات اغتيال او حتى حوادث ارهابية. ولا ننسى اشتراكه في بطولة “ثلاثة ملوك” قبل سبع سنوات ولا “سيريانا” قبل عامين.

ولد جورج كلوني في مايو 1961 في بلدة لكنسغتون، كنتاكي من أصول أيرلندية، وفي حين أن والده كان صحافياً تلفزيونيا، كانت عمّته مغنية أوبرا أسمها روزماري كلوني. عم والده نِك ليس سوى الممثل جوزي فَرير وولديه، ميغوَل ورفاييل ممثلين أيضاً والثلاثة حطّوا في زيارة وجوزيه دعا جورج لأن يصبح ممثلاً، وسواء أثمرت هذه الدعوة عن رغبة جورج التحوّل الى التمثيل او أنها بقيت في البال طويلاً الى أن أصبحت جزءاً من الأسباب الخفيّة، فان النتيجة هي أن سنوات كثيرة مرّت قبل أن يتحقق هذا الاهتمام ويصبح جورج ممثلاً.

سلسلة “أوشن” (بدأت ب “أوشن 11” ثم “12” والآن “13” ليست أفضل وسيلة للحكم على نوعيّة هذا الممثل. انها بالنسبة اليه مطيّة للبقاء ناجحاً ومطلوباً والمهم عنده، كما قال ذات مرة: “ماذا أصنع بهذا النجاح؟ كيف أوظّفه في تحقيق ما ينفع الآخرين”.

امير كوستاريتزا مخرج حالة خاصة

المخرج امير كوستاريتزا حالة خاصّة من حيث انه جاء من بلد تمزّق مباشرة بعد انهيار الجدار الشيوعي وشهد حرباً أهلية ضارية بين ثلاثة فرقاء فيه كرواتيا، بوسنيا وصربيا. ومن حيث أنه ولسنوات طويلة رفض اعتبار أفلامه آتية من أي من هذه المحافظات (او الدول) بل تحدّث أكثر من مرة معتبراً نفسه وأفلامه يوغسلافياً.

ولد سنة 1954 في ساراييفو وتخرّج في مدرسة براغ في تشيكوسلوفاكيا (الآن جمهورية التشيك) سنة 1978. لكن خلال دراسته نال جوائز وشهادات تقدير عن عدّة أفلام قصيرة من بينها فيلم بعنوان “غويرنيكا” الذي نال جائزة أفضل فيلم لطالب من مهرجان كارلوفي فاري.

بعد ذلك أخرج للتلفزيون ثم عمل مع كاتب السيناريو البوسني عبد الله سدران على انجاز فيلمه الأول “من يتذكّر دولي بل؟” الذي نال جائزة الأسد الذهبي كأفضل فيلم أوّل. بعد ذلك أخرج الفيلم الساخر “عندما ذهب والدي في رحلة عمل” (1985) الذي حصد الجائزة الأولى في “كان” ذلك العام كما نال جائزة اتحاد النقاد الدوليين وتم ترشيح ذلك الفيلم لجائزة أفضل فيلم أجنبي.

من بعد ذلك فُتحت الأبواب أمام المخرج، وحالفه النجاح في كل مرّة باستثناء محاولته تحقيق فيلم أمريكي حين أدار جوني دب وفاي داناواي في “حلم أريزونا” فحصد اخفاقاً تجارياً ولو أنه ظُلم نقدياً أكثر بقليل مما استحق.

سنة 2002 أخرج “قطّة سوداء، قطّة بيضاء” الذي لم يكن أفضل أفلامه كونه أعاد تكرار ذات الصيغة، لكن ذلك لم يمنع احتفاء كان به وبذلك الفيلم. فيلمه الجديد “عدني بذلك” ينتهج ما يمكن أن يتطوّر الى خط جديد ولو أنه عمل يحافظ فيه كوستاريتزا على سخريته مما حوله.

بعد المشاهدة

·         Sicko: تسجيلي جديد لمايكل مور يتناول فيه فوضى منظّمة وغياب مسؤولية التأمين الصحي

·         Terror Advocate: باربت شرودر يتعامل وتاريخ حقبة رهيبة من الأحداث عبر مقابلة مع جاك جرفِس.

·         The 11th Hour : ما صنعناه بالأرض وبطبيعتها وثرواتها مخيف لكن ما نواصل فعله أكثر مرعب.

·         Le Voyage du Ballon Rouge: بالون أحمر طائر في الفضاء تماماً مثل كاميرا المخرج التي تحوم حول شيء غير محدد

·         No Country for Old People: بوليسي داكن وساخر لكنه لا يتطوّر بإتجاه صحيح ويحمل مشاكل في شخصياته.

·         Avocat de la Terreur: تسجيلي من المخرج باربت شرودر حول محامي القضايا النضالية جاك فرجيز.

·         The Banishment: “الصد” قمّة تعبيرية شعرية جمالية بموضوع إنساني آسر عن العائلة المتداعية.

·         Brando: تسجيلي عن حياة الممثل مارلون براندو من خلال شهادات ممثلين آخرين ومشاهد.

·         My Blueberry Nights: نورا جونز تجد أكثر مما تحتاجه من نماذج حين تبدأ رحلتها بحثاً عن معنى الحب.

####

من سجل المهرجان

 ... 1957 "إقناع لطيف"

* المخرج جان كوكتو والمؤلف أندريه موروا على رأس لجنة التحكيم التي ضمّت الممثلة المكسيكية- الأمريكية دولوريس دل ريو، والمخرج البريطاني مايكل باول وزميله الروسي فلاديمير فولتشك والمخرج الأمريكي جورج ستيفنس بين آخرين. أول اشتراك لبناني تمثّل بفيلم “الغريب الصغير” لجورج نصر.

* فيلم السعفة: “اقناع لطيف” [ويليام وايلر- الولايات المتحدة] :

ليس أفضل أفلام وايلر لكنه يحتفظ بسمات المخرج الدائمة: رغبته في انجاز الأفضل وتقديم شخصيات واضحة بموضوع هادف. حكاية عائلة من طائفة “الكواكر” المسالمة يقودها في الفيلم غاري كوبر ودوروثي ماغواير مع أنطوني بيركنز ابناً متذمّراً. الأحداث في زمن الحرب الأهلية ورب العائلة كوبر يحاول البقاء على الحياد.

1958”البجع تطير”

* انغمار برغمان مُنح أول جائزة له في “كان” وهي جائزة أفضل مخرج عن فيلم “حافة الحياة”. بيبي أندرسن وانغريد ثولين، اللتان مثّلتا تحت ادارة برغمان أكثر من مرّة لاحقاً، نالتا جائزة أفضل تمثيل نسائي (لجانب أخريات) عن دوريهما في هذا الفيلم. الأمريكي بول نيومان نال الجائزة الرجالية عن دوره في “صيف طويل وحار” للمخرج مارتن رِت.

* فيلم السعفة: البجع تطير (ميخائيل كالاتزوف- الاتحاد السوفييتي)

الفيلم الذي لا شك منح الدولة السوفييتية حبوراً كونها فازت -أخيراً- بسعفة المهرجان الفرنسي الكبير يدور حول بوريس (ألكساي باتالوف) وفيرونيكا (تاتيانا ساميولفا) اللذين يحبّان بعضهما البعض، لكن الحرب تقع ولا وقت لتبادل العواطف. جميل للنظر اليه، عميق في بساطته الانسانية وشاعري في معالجته و-خصوصاً- في تصويره (شُغل سيرغي يورسلوفسكي المسؤول بعد أربعة أعوام عن تصوير “أنا كوبا”، أحد أفضل الأفلام تصويراً الى اليوم).

####

أوراق ناقد ... نموذج 300

سوق مهرجان “كان” السينمائي لا يقل أهمية عن المهرجان نفسه... ليس بالنسبة لنا نحن النقاد ولا حتى لفريق من السينمائيين الحاضرين وبالطبع ليس بالنسبة لمعظم القرّاء، بل لتلك الفئة التي تتعامل معه مباشرة من منتجين وموزّعين ومشتري أفلام وأصحاب صالات.

انه فرع آخر من السينما لا يمكن -ولا يجب- تجاهله لأنه في نهاية الأمر عبارة عن مجموعة من الانتاجات والتيارات والظواهر كما حال السينما التي نكتب عنها ونتابعها. انه الجانب الصناعي والتجاري الذي لا يزال، في نهاية الأمر، صاحب كلمة أولى فيما نشاهده، سينما أو دي في دي أو فيديو.

والمنتمون الى هذا السوق قلّما ينتمون الى باقي “كان”. جمهوره ليس اولئك الذين يحضرون أفلام المسابقة أو أي فيلم معروض رسمياً في المهرجان، الا اذا قصد ذلك عن غرض. أساساً العديد من الأفلام الكبيرة مُباع ومُشترى من قبل وصولها ، لكن في حال وجود بضعة أسواق ما زالت طليقة فإن عين وأذن الموزّع السينمائي لا تمانع في معرفة بعض الشيء عنها.

* مثل كل سنة يتبادل أهل المهنة الحديث عن الظواهر الحالية. أحياناً ما تكون غلاء الأسعار وأحياناً ما تكون حول نهوض سينما معيّنة أو ما شابه. هذا العام الحديث الذي سمعته، عبر موزّعي أفلام عرب، معظمهم لبنانيون، وغير عرب هو أن النجاح الكبير (جدّاً) لفيلم “300” حول العالم يدفع المنتجين لصنع أفلام مماثلة من حول بطولات ناريّة في حكايات تاريخية مع معالجات فانتازية.

السبب في هذا الاهتمام ليس نابعاً من نجاح الفيلم فقط. بالطبع هو أهم العوامل، فلو فشل “300” لما بقي عالقاً في البال، لكن سبباً موازياً في أهميّته يعود الى أن هذا الفيلم الذي موّلته وورنر كلّف 60 مليون دولار فقط (عوض 160 مليوناً لفيلم تاريخي آخر مثل “الاسكندر” أو “طروادة”). هذا التوفير عامل في مضاعفة الأرباح وهذا لم يكن ممكناً لولا أن الفيلم في جزء كبير منه مصنوع على الكمبيوتر جرافيكس، ولولا أن ليس من بين ممثليه من هو نجم عليه أن يتقاضى 15 مليوناً أو أكثر (أجر جيرارد باتلر لا يمكن أن يكون قد زاد عن خمسة ملايين) وهو الممثل الأكثر شهرة من جميع من في الفيلم وشهرته رغم ذلك محدودة.

* هذا يعني شيئاً خطيراً:

وداعاً للأفلام التاريخية التي على طريقة “غلادياتور” و”مملكة السماء” حيث العنصر البشري في الدراما هو الغالب (رغم اعتماد التكنولوجيا مساعداً). من الآن وصاعداً سنشاهد أفلاماً تختصر المسافة والميزانية بصنع الأفلام 05-60 في المائة في المعامل عوض الاكتفاء بنسبة 20-30 في المائة من مجمل الفيلم كما في الحالات الأخرى.

الخليج الإماراتية في

21.05.2007

 
 

"مهرجان كانّ السينمائي" في دورته الستين

كار ـــ واي يذهب إلى ما بعد الحداثة الآسيوية فينتشر يتحرّش بوكر دبابير وإطلالة مبدعة لابن الشيوعية

كانّ ـــ من هوفيك حبشيان  

منذ فيلم الافتتاح، "ليالي العنبيّة" (مسابقة رسمية) بدا المهرجان فاقداً كل طموح للاتيان بأفلام تستقطب اجماعاً نقدياً حقيقياً، تجسيداً لرسالته المهرجانية السامية "فرّق تسد". فمعظم ما رأيناه الى الآن تثار في صدده ردود فعل متباينة، سلباً أو ايجاباً، وهذا ما يمنعنا من أن نرى على نحو أوضح الافلام التي ستكون "مدللة" في هذه الدورة لتشق طريقها الى "السعفة" خطوة خلف خطوة. فالبعض اعتبر، مثلاً، ان وانغ كار ــ واي ضيّع فرصة انجاز فيلم في الولايات المتحدة، لأن الرغبة، اي رغبته، لم تبن على أرضية جامدة وثابتة ومتينة، والبعض الآخر وجد فيه امتداداً لاسلوبية تكرست مع "في مزاج الحب"، عبر لمسة اخراجية يتعذر تقليدها. ومهما يكن، فما لا نستطيع انكاره هو ان كار ــ واي أراد أن يكون توزيع الادوار لفيلمه خارجا عن المألوف ومثيرا للحيرة، وها هو يسلّم رأسه الى شخصيته الاساسية التي ما هي إلا نورا جونز، التي تخطو خطواتها الأولى في التمثيل، ومن أجلها وحدها يستحق الفيلم عناء المشاهدة.

هذه الممثلة الناشئة التي وصلت الى هنا بالصدفة، كانت مصدر اعجاب العديد من المراقبين. كانت جونز، بأدائها المتميز، ملهمة الفيلم، ولولاها لما كان أبصر النور. اقتفى كار ــ واي خطى لارس فون ترير (تذكروا بيورك في "راقص في الظلام") في تحويل مغنيّة نجمة شاشة. وفي مؤتمرها الصحافي روت جونز كيف أتى كار ـــ واي للبحث عنها من دون إعلامها، وعندما التقيا وباح لها برغبته أجابته بأنها في جولة وأنها ليست ممثلة. وتابعت القول: "لربما كان يرغب في أن أضيف الى فيلمه الموسيقى؟ سألني إن كنت أريد التمثيل. وطرح عليّ بعض الأسئلة، ولكن في تلك المرحلة، لم يكن لديه الا القليل من المعلومات. انطلقت إذاً ووثقت به تماماً".

تؤدي جونز في الفيلم دور شابة جذّابة تتأهب للذهاب في رحلة استكشاف لن تنساها طوال حياتها بحثاً عن الحبّ الحقيقي، وتلتقي هذه البطلة الساحرة العديد من الأشخاص الغريبي الطباع الذين يساعدونها في البحث عن مرادها. هذا كله، يصورّه كار ـــ واي بذهنية سينمائية تجعل منه السينمائي الآسيوي ما بعد الحداثة الذي لا منازع له. وروى كار ــ واي في كانّ ان التحدي الاكبر بالنسبة اليه كمن في التصوير باللغة الانكليزية، وهي ليست لغته الأم. "على مرّ السنين، شاهدت أفلاماً عدة عن الصين، لمخرجين أجانب. يثير ذلك فضولنا دائماً، لأن الأشياء مطروحة بطريقة غريبة. لذا أردت أن أنجز فيلماً بلغة أخرى، متجنباً العقبة التي تحدّثت عنها للتو. عندما كنت أعد الفيلم، كنت دائماً أسأل نورا وجود [لو] وجميع الذين يحيطون بي عن آرائهم بما أفعله. أحياناً، كانت أسئلتي غبية قليلاً، ولكني كنت بحاجة الى مرجع. على سبيل المثال، القبلة تعني أمراً آخر في الحضارة الصينية. هناك دلالات دقيقة، وأردت أن أرسل تحية للأميركيين متجنباً الأخطاء الذي يرتكبها الآخرون في أفلامهم عن الصين. أظن أن كلنا نملك ما نتشارك به مع الآخرين، بغض النظر عن اعراقنا وثقافاتنا المختلفة. يمكننا مشاركة العواطف، برغم اختلاف اللغة". وكشف المخرج الصيني الاشهر في العالم اليوم ان "ليالي العنبيّة" مستمد من أفلام قصيرة صورها قبل مدة، وكان قد استخدم سابقاً فيلماً قصيراً مدته 6 دقائق لينجز "في مزاج الحبّ".

شكّل عرض "ليالي العنبيّة" في المهرجان حدثاً هاماً في ذاته وبعدما أحبط شريطه الاسبق "2046" الآمال بعض الشيء، اذ غادر من كانّ خالي الوفاض، هل ستسمح له الرومنسية الزائدة واللجوء الى جمالية منقحة (اضاء الفيلم مدير التصوير الكبير داريوس خونجي) باقتناص "السعفة"، رغم اننا لا نزال في بداية الفعاليات والاعمال الكبيرة، من سوكوروف الى كوستوريتسا، لا تزال في انتظارنا؟ في كل حال عبّر رئيس لجنة التحكيم ستيفن فريرز، الذي بدا مهموماً لاضطراره الى مشاهدة هذا القدر من الافلام، بأنه سيستمع للجميع، واعتبر ان مهام اللجنة اقرب الى الامم المتحدة، منه الى اعتلاء منصب الرئيس على طريقة طوني بلير أو نيكولا ساركوزي.

لم يكن حدث عرض "زودياك" (مسابقة) لديفيد فينتشر، صاحب "سبعة"، أقل أهمية من فيلم الافتتاح، نظراً لواقعين اساسيين متصلين بالفيلم: الاول، عودة فينتشر الى الاخراج بعد خمسة اعوام على شريطه "غرفة الهلع"؛ والثاني، مشاركته الاولى في كانّ بفيلم لا يوحي، للوهلة الاولى، بانه يحمل مزايا فنية عميقة. لكن في نهاية مشاهدتنا لـ"زودياك"، نخرج بخلاصة فحواها: مهما تكن شوائب الفيلم، فأن غوصه على هذا النحو في معالم الفيلم البوليسي، يعيد الاعتبار الى سينمائي سمته الاساسية انه يتحرش دوماً بوكر الدبابير، ينام بالقرب من المقابر ليرى احلاماً مزعجة! لكن مما لا شك فيه هو انه كبير القيمة والهيبة. في سان فرانسيسكو، آواخر الستينات، يموضع فينتشر حوادث "زودياك" ليروي قصة رسّام يعمل في مجلة "سان فرانسيسكو كرونيكل". يبعث قاتل مجهول الهوية رسائل تذكر تفاصيل الجرائم الفظيعة التي يرتكبها إلى هذه المجلة، وتحث هذه الرسائل المفتش غرايسميث على المضي قدماً في بحوثه سعياً وراء القاء القبض على هذا القاتل بالتسلسل.

من كتاب روبرت غرايسميث اقتبس فينتشر قصة قاتل شغل الكثيرين طوال اعوام في الولايات المتحدة، وأنزلت به عقوبة صارمة في كاليفورنيا بين العامين 1966 و1978، رغم أن المجرم ارتكب جرائمه مكشوف الوجه، ورغم أن صوراً تحدد معالم وجهه قد خُطّت... رغم هذا كله، لم تعثر الشرطة يوماً على مشتبهين لإثبات التهمة عليهم. ارتكب الرجل ما يراوح ما بين 37 و200 جريمة قتل، وهو في دائرة لا يتجاوز قطرها الـ200 كلم حول مدينة فرانسيسكو، وكان يثير الفوضى والبلبلة جراء ارساله مختلف الرسائل المشفّرة والمحتوية على الرموز اليونانية، ورموز مورس، والأحرف الأبجدية، والأبراج الفلكية ورموز السيمافور، والى ما هنالك من أمور تشغل عقلك على حساب احساسك.

اذاً، بعد اثني عشر عاماً على "سبعة" الذي هزّ دنيا السينما، يأتي فينتشر بشريط مفرط في الواقعية، يستمد قوته من البناء المحكم لسيناريو يولى الجانب البسيكولوجي (كالعادة في افلام فينتشر) الاهمية المطلقة. لا مطاردات ولا اطلاق رصاص عشوائي ولا مهارات جسمانية للافلات من الخطر. كادرات غنية بتفاصيل بصرية مدهشة، ادارة ممثلين حظي باهتمام كبير من جانب المخرج الذي راوده الشعور ذاته الذي راود أبطال الرواية الثلاثة الذين لاحقوا القاتل المعروف باسم زودياك، الى حدّ انه تميّز في قدرته على نقل مشاعر الاحباط التي اجتاحتهم. تورّط فينتشر في هذه القضية بحذافيرها، فتعرّف على طباع القاتل بالتسلسل بمساندة العديد من المحقّقين، طالباً منهم تزويده بـ10 آلاف صفحة من التقارير والوثائق، ومجرياً المقابلات مع الأشخاص الذين لا يزالون على قيد الحياة، ومع أقارب الضحايا، ومع أفراد عائلة المشتبه بهم، ومع المعلم القديم المنحرف جنسياً المتهم بمداعبة الأطفال. عمل اذاً على الطريقة الاميركية، لكن النتيجة لم تكن نمطية، بل اعادت مصالحة من كان مستاء من فيلمه الاخير "غرفة الهلع" الذي لم يكن في مستوى التوقعات وفق من يبدي تعلقاً خاصاً بعوالم فينتشر.

قبل وصولنا الى كانّ سمعنا عما اصبح يُعرف بالموجة الجديدة الرومانية. لم يكن هذا التعريف قابلاً للتصديق نظراً لقلة الافلام التي نشاهدها من هناك، والعجلة البطيئة لتلك السينما. لذا صنفناه في خانة نزوات النقّاد الذين يبحثون عن اثارة. لكن جاء الشريط الذي أخرجه الروماني كريستيان مونغيو ليؤكد أن شيئاً من هذا القبيل صار ممكناً في رومانيا واصبح جاهزاً للانطلاق في كّل لحظة. ليس "4 أشهر، ثلاثة أسابيع، ويومان" (مسابقة) الا مانيفيست جديد لسينما كان يجب أن تأتي منذ زمن طويل، لكثرة ما توجد هناك حراك فكري واجتماعي وفوران يستحق ان يكون لها مكان في الشاشات العالمية، لا المحلية الضيقة فحسب. أختار مونغيو مرحلة ما قبل سقوط الشيوعية، وتحديداً عام 1987، لترتيب حوادث الفيلم. غابيتا حامل وتريد ان تجهض الجنين. لكن الاجهاض، في ذلك الزمان والمكان، جريمة يعاقب عليها القانون. لذلك تتم الاستعانة برجل لاجراء العملية. بيد ان الفتاة وصديقتها أوتيلا التي ستساعدها في الخروج من أزمتها، ستواجهان جملة صدمات نفسية يلتقطها مونغيو بواقعية شديدة الحساسية تبعث على التذكير بأفلام الاخوين داردين، ولا سيّما فيلمهما "روزيتا" عن صعوبة التأقلم مع الحال الاجتماعية الضاغطة.

يحفل الفيلم باللقطات الطويلة المتروكة لمصيرها، ليسرح فيها الممثلون على هواهم، وتنتج من هذه الحال حوارات شائقة وتمثيل يقارب المسرح لكن يتجاوزه بسرعة عبر الاهتمام الذي يوليه مونغيو للموارد السينمائية. سواء عندما يحرّك مخرجنا الموهوب آلة التصوير أو يثبتها، فهناك دائماً ما هو مستجدّ ومثير في كادره. لقطة واحدة لدى مونغيو تعبرّ دائماً عن وضع بلاد بأكمله وهي مأخوذة باستمرارية زمنية من دون قطع ووصل، والاكثر تعبيراً هو المشهد الآتي: تصل صديقة الفتاة الحامل الى فندق حيث تظن انها حجزت غرفة ستجري فيها ترتيبات عملية الكورتاج. بعد سجال طويل مع السيدة التي تستقبل الزبائن يتبين ان الحجز لم يحصل. في غضون ذلك توضع أمام أعيننا بفضل رد الفعل البغيض للسيدة، واسلوب تعاملها البيروقراطي مع الفتاة، وحديثها عن موعد قبض راتبها مع زميلة لها، (وتفاصيل أخرى كثيرة) لوحة اجتماعية قاتمة الالوان، ليس فيها الجنين الذي يُرمى في احد الامكنة حيث ينبح الكلاب، ضحية كبيرة مقارنة بضحايا الشيوعية.

النهار اللبنانية في

21.05.2007

 
 

شخصيات شبيهة لشخصيات ألمودوفار في سكر بنات

أحمد نجيم من مهرجان كان السينمائي:  

لم تنس المخرجة اللبنانية نادين لبكي توجيه تحية حب إلى خطيبها الموسيقى خالد مزنر، وأوضحت المخرجة ليلة أمس الأحد بمهرجان كان السينمائي الستين، خلال تقديمها لفيلمها "بنات سكر" في "لاكانزان دي رياريزاتور"، أنها تحيي خطيبها وموسيقى حياتها، على دعمه لها في هذا الفيلم السينمائي الأول. نادين التي كانت ترتدي فستانا أسود، حضرت إلى كان رفقة بطلات فيلمها اللبنانيات ورفقة عائلتها. وقد بدت في البداية مرتبكة، قبل أن تسترسل في كلمة طويلة شكرت، وبالأسماء، الذين آمنوا بمشروعها وساندوها على إنجازه.

فيلم المخرجة الأول شهد ولادة فكرته في مهرجان كان السينمائي، فقبل ثلاث سنوات شاركت نادين لبكي في محترف فني وتقني تنظمه "سيني فونداسيون" التابعة لمهرجان كان. لذا كان الاحتفاء به بعاصمة السينما كبيرا، فأزيد من 800 شخصا حضروا العرض، ولم يتمكن عدد كبير من ولوج القاعة وظلوا يحملون معهم تذاكرهم.

فيلم المخرجة اللبنانية الأول اختارته أن يكون نسائيا. خمس لبنانيات متباينات على مستوى السن، يجمع بينهما صالون حلاقة ليال، في الثلاثينات ونسرين في الثامنة والعشرين وريما في الرابعة والعشرين وجمال زبونة المحل وجارتهم الجياطة روز. صالون الخلاقة فضاء الحرية الوحيد للبطلات، فهو ليس مؤمن قوتهم اليومي، بل نافذة الحرية الوحيدة في مجتمع محافظ ووصي على المرأة.

فأسرة ليال المسيحية تنتظر عريسا لهذه البنت، بينما تفضل هي دور عشيقة لرجل متزوج، أما نسرين المسلمة فعليها أن تخرج من ورطة، فقبل أيام من زواجها، تحتاج إلى عملية جراحية كي تستعيد بكرتها الضائعة في لحظة حب سابق. زميلتهم الثالثة في صالون الحلاقة ريما، تواجه هي الأخرى مشكلة تتمثل في التسامح مع ميولاتها الجنسية المثلية، أما جمال العانس، فتحاول أن تكذب على نفسها وعلى المجتمع بصغر سنها، تخترع أكاذيب لتحقيق هدفها. الجارة روز تعيش مشكلتين، الأولى مع أختها إيللي الفاقدة لقدرات كبيرة من عقلها، ثم مع نفسها بعد أن بدأ قلبها ينبض من جديد لما التقت أحد الزبناء. نساء نادين لبكي يواجهن قدرهن بأنفسهن، فلا أحد سيحل لهن مشاكلهن، غير مساعدتهن لبعضهن البعض. تبدو الشخصيات شبيهة بلبنان، صراعات خارجية تتحكم في مصائر الشخصيات.

صراعات لم تفتعلنها، بل فرضت عليهن. لكن تحديهن كان أقوى وعزيمتهن أكبر، فلن، كل حسب استطاعتها، ما صبون إليه. في هذا المجتمع النسائي يغيب الرجل، حضوره يقتصر على عشيق خائن لزوجته ومتنكر لحبيبته، المخرجة لم تكشف عن وجهه، وظل نكرة، كما يحضر الرجل من خلال الشرطي الذي يبدي إعجابا بليال، بالإضافة إلى شخصية الأجنبي الذي يسعى إلى تفادي ما فاته وبناء علاقة حب مع الخياطة روز، بالإضافة إلى شخصيات رجالية أخرى. لكن هؤلاء الرجال لن يحلوا مشاكل النساء، وإن كان بعضهم سبب هذه المشاكل.

فيلم "بنات سكر" أو "كاراميل" كما أطلق عليه بالفرنسية، يقحم المشاهد في عوالم المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار. الممثلة ليال كانت أشبه ببينيلوب كروز في فيلم ألمودوفار الأخير "فولفير"، كما أن شخصيات الخياطة روز شديدة الشبه بشخصيات هذا المخرج الإسباني العاشق للنساء، المخرجة، لم تتعامل بنفس الرقة مع شخصيات فيلمها، وهذا أمر يبدو مقبولا، فهو أول فيلم سينمائي، طريقة لعب بعض الممثلات، رغم عفويتهن، ساهمت في التأثير على إيقاع الفيلم في بعض الأحيان.

أما الرجل البطل الوحيد في فيلم "الدركي" فله تقاطعات مع الممثل الإيطالي مارشيلو ماستروياني، ليس على مستوى الشكل، لكن طريقة لعب هذا الممثل الذي كان أداؤه في المستوى، لتقليد النجم السينمائي الإيطالي الكبير.

المخرجة لم تكتف بالإخراج وكتابة السيناريو بمعية جيهان حجيلي وروندي حداد، بل لعبت دور البطولة من خلال تقمص شخصية "ليال". تبدو تلك المشاركة توقيعا آخر من المخرجة على هذا الفيلم، توقيع تؤكد من خلاله أنها ورغم شهرتها في إخراج الفيديو كليبات، إلا أن حبها الأول للسينما.

حتى ولم تنل المخرجة أية حائزة في هذا المهرجان، فإنها كشفت عن ميلاد مخرجة سينمائية لها حساسية كبيرة لموضوع المرأة. أفلامها المقبلة ستكشف عن هذه المخرجة الجميلة والملتزمة.

موقع "إيلاف" في

21.05.2007

 
 

اختيار النجمة الفرنسية أودري تاتو لتجسد شخصية شانيل

الإيرانية سميرة مخملباف في «كان»: فيلمي الجديد عن خيول أفغانستان

«كان»: عبد الستار ناجي  

اختيرت النجمة الفرنسية أودري تاتو لتجسيد شخصية كوكو شانيل، إحدى أهم الشخصيات في عالم الأزياء والموضة، على مستوى فرنسا والعالم، والتي أضافت الكثير على عالم الموضة الرفيعة المستوى.

هذا وتم الإعلان في مدينة «كان» الفرنسية عن ان ميزانية الفيلم الجديد، ستبلغ 15 مليون دولار. ويرصد الفيلم مرحلتي الطفولة والصبا من حياة كوكو شانيل، تلك السيدة التي أسست واحدة من اكبر دور الأزياء العالمية.

وعبرت تاتو عن سعادتها البالغة لاختيارها لتجسيد هذه الشخصية المهمة في وجدان الشعب الفرنسي على وجه الخصوص.

وعلى صعيد ذي صلة، أشارت المخرجة الإيرانية الشابة سميرة مخملباف الى أنها فرغت من مشروعها السينمائي الجديد. وقالت في تصريح خاص أول من أمس: «فيلمي الجديد عن خيول افغانستان»، والفيلم الجديد يحمل عنوان «نصف حصان» أو «حصان بقدمين». كما قالت إن زيارتها الى مهرجان «كان» السينمائي الدولي برفقة والدها المخرج محسن مخملباف تأتي لتسويق الفيلم والاتفاق على عدد من المهرجانات السينمائية الدولية، حيث تلقت عددا من العروض للمشاركة في أكثر من مهرجان سينمائي دولي، وانها أحضرت معها مشاهد من الفيلم. كما أكدت أن 85 في المائة من الفيلم قد تم إنجازه وهو في العمليات.

وكان عدد من نجوم الفيلم قد تعرضوا لحادث خطير، حين انفجرت بهم إحدى القنابل أثناء تصوير واحد من المشاهد الخطيرة في الفيلم الذي يتعرض للكارثة التي لحقت بالخيول في ذلك البلد الذي يعيش ومنذ أكثر من عقدين من الزمان في حروب وقلاقل عسكرية وسياسية.

وأشارت سميرة مخملباف الى أن الخيول في أفغانستان على وجه الخصوص، قد تعرضت الى ما يشبه الكارثة، إذ تمت تصفية الكثير من السلالات النادرة. والمعروف أن الخيول تعتبر إحدى وسائل النقل الأساسية في جبال أفغانستان على وجه الخصوص.

وكانت سميرة مخملباف قد فازت بجائزة «الكاميرا الذهبية» عن عملها السينمائي الأول «السبورة السوداء» في مهرجان «كان» السينمائي الدولي.

الشرق الأوسط في

21.05.2007

 
 

جريمة في قصر المهرجانات... وترنتينو ملك المفاجآت والمطاردات

من «علامة الموت» لكوِنتين ترنتينوكان

محمّد رُضا 

أثبت الأفلام التي شاهدناها حتّى الآن في كان، أنّ القيّمين على المهرجان العريق، نجحوا في استقطاب أفضل الأعمال التي أنتجت حديثاً حول العالم. إلا أنّ الدورة الستين التي افتُتحت في 16 الجاري بعرض «لياليّ بطعم التوت» للمخرج الصيني كار واي ـــ وونغ، لم تبدأ فعلياً الا بالفيلم الذي تلاه، وحظي باعجاب النقاد ألا وهو «النفي» للمخرج الروسي أندريه زڤياجنتسيڤ.

يتناول «النفي» قصة عائلة روسية، تماماً مثل فيلم زڤياجنتسيڤ الأول «العودة» الذي روى قصّة والد يعود بعد غياب طويل ليطبّق نظاماً صارماً على عائلته وولديه. وضمن هذا السياق يندرج فيلمه الجديد. فالأب أيضاً يعود بعد غياب لكنّ زوجته هي التي ستعاني هذه المرّة من تسلّط الزوج وطغيانه. يذكّرنا فيلم «النفي» كثيراً بشاعر السينما أندريه تاركوفسكي. لكنّ السيناريو نقطة ضعف العمل الذي أنقذه التنفيذ الفنّي وأسلوب التأمل و«النحت في الزمن» حسب تعبير تاركوفسكي.

وقد يتهيّأ لمن يتابع عروض المهرجان في المدينة الجنوبية الفرنسية، أنّ الدورة الحالية تشكلّل انعطافة لهذا الموعد العالمي الذي يبدو فجأة وقد تخصّص بالسينما البوليسية وأفلام التشويق والجريمة (!) إذ أنّ البرنامج يتضمّن ستّة أفلام تنتمي، بشكل أو بآخر، إلى هذا النوع. وكلها في المسابقة الرسميّة.

نبدأ بفيلم ديفيد فينشر «زودياك» المقتبس عن رواية لروبرت غرايسميث. يرتكز العمل إلى أحداث حقيقية وقعت في أواخر الستينات ومطلع السبعينيات في سان فرانسيسكو. يومها قام سفّاح بارتكاب مجموعة جرائم، وراح يراسل صحيفة «سان فرانسيسكو كرونيكال» متحدثاً عن جرائمه. ولم يتمكّن أحد من محققي الشرطة أو منادارة الصحيفة أن يعرف هوية القاتل غلى هذه الساعة. يشتغل فينشر على المشاعر، مركّزاً على الألم الذي أصاب شخصياته، بعدما فشلت في القبض على القاتل الذي ما زالت هويته مجهولة.

أما فيلم الأخوين كوهين الجديد «لا بلد للمسنّين»، المقتبس عن رواية للأميركي كورماك مكارثي بالعنوان نفسه، فتجري أحداثه في الصحراء. منذ اللقطة الأولى، يُدرك المشاهد أنّه في فيلم يحمل توقيع جوِيل وإيثان كوِهين. ولعلّ أهميّة هذا الفيلم، تكمن في أنّه يأتي بعد سلسلة أعمال عاديّة لهذا الثنائي الرهيب للسينما الأميركيّة، كانت منشغلة بالنجاح التجاري... ها هما الأخوان يعودان إلى مجالهما المفضّل الذي صنع فرادتمها عالميّاً، أي القصة البوليسية التي تقوم على شخصيات غريبة الأطوار. جوش برولين في رحلة صيد غزلان في تكساس، يجد مليوني دولار قرب جثث مرميّة في الصحراء، لأفراد عصابتين تقاتلوا حتّى الموت. يقرر جوش أن يسطو على تلك الغنيمة... لكنّه سيتعرض للملاحقة، فتنقلب حياته كلياً. كعادتهما ركّز الأخوان كوِهين على تنميط الشخصيات بطريقة كاريكاتورية من شأنها أن تنعكس ضعفاً على القوّة الجمالية للفيلم.

أما الفيلم البوليسي الثالث فهو «منتزه بارانويد» للمخرج غس فان سانت. في هذا الفيلم، يقتل البطل (جايك ميلر)، خطأ، حارس الأمن في الكليّة. فتدخله تبعات جريمته في دائرة جهنمية. ڤان سانت متأثّر بسينما المخرج المجري بيلا تار، لجهة ترك الكاميرا تصوّر ما تشاء في إيقاع الحياة وتوقيتها الواقعي. لكن بيلا تار قادر على الوصول إلى مختلف شرائح المجتمع، في حين يخفق ڤان سانت في تحقيق مثل هذا النفاذ. إذ أنّ المشاهد يجد صعوبةً في التقاط الأبعاد التي يكتنفها الفيلم، لأن المخرج لا يبذل أي جهد في توفير المفاتيح الأساسية. نشير هنا إلى أنّ بيلا تار موجود هذا العام بفيلم مقتبس عن رواية بوليسية للفرنسي الشهير جورج سيمنون بعنوان «الرجل اللندني». ويحكي قصّة عامل في محطّة قطارات في بلدة صغيرة، تشاء المصادفة أن يجد نفسه شاهداً على جريمة قتل. ونشير في هذا اليساق إلى ثالث أفلام المخرج الأميركي جيمس غراي «نملك الليل». قبله بسنوات قليلة أنجز «الياردات» الذي لعب بطولته واكين فينكس. في «نملك الليل»، يكتشف البطل (واكين فينكس) بأنّ والده (روبرت دوفال ) وشقيقه (مارك وولبرغ) مهدّدان بالقتل من المافيا الروسية.

وأخيراً كوِنتين ترنتينو، السينمائي الأميركي المشاغب الذي أسلب العنف وأدمن تصويره. فيلمه الجديد «علامة الموت» يبحر عكس تيار الأعمال البوليسية الأخرى التي تناولناها، إذ يلجأ إلى الحيل التقنية. فيلمه تمهيد طويل لمطاردة لا تنتهي... و«علامة الموت» هو القسم الثاني من فيلم «غريندهاوس» الذي يحققه مع المكسيكي روبرت رودريغيز الذي أخرج القسم الأول: «كوكب الرعب». قواعد اللعبة أن ينجز كل من رودريغيز وترنتينو فيلماً مستقلّاً... على أن يتم دمج العملين في فيلم واحد بعنوان «غريندهاوس». وقد انتشر هذا الصنف من الأفلام في ستينيات القرن وسبعينياته.

يتناول ترنتينو في «علامة الموت» قصة قاتل يطارد ضحاياه من الفتيات أثناء توجههن إلى موقع تصوير سينمائي. لكن ماذا سيحصل لرودريغيز لو اختير فيلم ترنتينو وليس فيلمه هو. ليس على المخرج المكسيكي أن يقلق كثراً، فالأرجح أنّ فيلم ترنتينو لن يجلب له هذه المرة ذهبية الدورة!

دانييل عربيد: الرجل «ضائع» والفيلم أيضاً

من «رجل ضائع»خيبة أمل ارتسمت على الوجوه لدى مشاهدة فيلم «رجل ضائع» للسينمائيّة اللبنانيّة الشابة دانييل عربيد. يتناول الفيلم (تقول المخرجة إنّ القصة مستمدّة من أحداث حقيقية) حكاية مصوّر فرنسي يُدعى توماس يهوى تصوير مغامراته الجنسية. هكذا، تتوالى المشاهد المثيرة في الفيلم، حتى يصيبك الضجر، من دون أن تؤدي وظيفة واضحة في السياق الدرامي.

تبدأ الأحداث في بيروت عام 1985، حيث ما يزال شبح الحرب مخيماً... يظهر لنا رجل اسمه فؤاد (ألكسندر صدّيق)، راكضاً في الشوارع بعدما قتل زوجته. وها نحن نراه بعد سنوات عدّة في شمال سوريا، شخصاً عدائياً يبصق على الفلاح، ويأمره بالعمل، ثم يتوجّه بسيارته إلى الحدود الأردنية. في الطريق، يتحرّش بامرأة. وهنا، يلتقط توماس صورةً لهما وهما يتلامسان خلف غرفة شرطة الحدود، ثم يعرض توماس على فؤاد أن يرافقه الى عمّان (من دون تبرير مقنع).

في عمان، يبدأ توماس بتصوير النساء وهن يمارسن الحب معه، كما لو كانت هناك سوق مفتوحة لذلك. وبعد سلسلة من الأحداث التي لا تبدو ذات مغزى في الفيلم، ينفصل الرجلان. لكنّ الفرنسي سرعان ما يعود إلى لبنان للبحث عن فؤاد، ويكتشف أن زوجته لا تزال حيّة.

وأخيراً يظهر فؤاد ورقبته مكسورة، وجسده مربوط بالسرير، لكنّه يحاول لمس زوجته حين يراها! هكذا ينتهي الفيلم: تماماً كما بدأ، أي بطريقة غير مقنعة وغير مبرّرة.

المشكلة الأساسية تكمن في السيناريو، إذ فشلت عربيد في رسم الخطّ الفاصل بين المشهد العاطفي واللحم العاري. نفهم أن تكون وظيفة المشاهد الجنسية هي التعبير عن غياب المشاعر والعاطفة، فالمسألة تتعلّق فقط بإشباع رغبات... لكن هل هذا يعني الغرق في تكرارية المشاهد، كما لو أنّ الفيلم كلّه صُنع لأجلها؟ ولماذا لا توجد امرأة واحدة فقط تختلف عن النماذج السلبية التي يقوم عليها الفيلم؟ ولماذا لا تحب المخرجة شخصياتها الا حين تكون سلبية، كما كانت الحال أيضاً في فيلمها الأول «معارك حب»؟ على رغم كل عيوبه، كان «معارك حبّ» ــــــ في المناسبة ــــــ بداية جيّدة وواعدة لعربيد، مقارنةً بـ «رجل ضائع» الذي ينذر بضياع مشروعها السينمائي...

التسجيلي حاضر بقوّة "أنقذوا الكوكب، واكتشفوا جاك فرجيس"

أفلام تسجيلية كثيرة تشارك في التظاهرات الرئيسية لمهرجان كان. طبعاً، مايكل مور المخرج اللاذع في نقده للسياسة الأميركية حاضر هذه السنة، بعدما خطف السعفة الذهبية قبل ثلاث سنوات عن فيلمه «فهرنهايت 9/11». وها هو يعود إلى «كان» إنما من خارج المسابقة وفي جعبته «سيكو»، فيلم متاعب جديد يكشف فيه عن غياب الرعاية الصحيّة الحقيقية في الولايات المتحدة من خلال التركيز على مؤسسات الصيدلة، وفساد إدارة الأدوية والأغذية التابعة لوزارة الصحة الأميركية. واستجوبت الـ«اف.بي. آي» أخيراً المخرج المشاغب بعدما خرق القانون مستأجراً طائرة مدنيّة نقل على متنها أميركيين مرضى للمعالجة المجّانية في كوبا.

فيلم تسجيلي آخر مهمّ هو «الساعة الحادية عشرة» لليلى وناديا كونرز. في هذا الفيلم، يقوم الممثل ليوناردو دي كابريو بتعداد الأخطار البيئية وخصوصاً التلوّث المناخي، وانعكاساته الخطيرة على كوكبنا الأرض.

الفيلم يتنبأ بعالم ملوّث يتهاوى، تنتظره مختلف أنواع الكوارث. بعد مشاهدته، يمكن القول: رحم الله كوكبنا.

أما فيلم المخرج باربت شرودر «محامي الرعب»، فيتناول قصّة المحامي الفرنسي جاك فرجيس الذي أمضى شبابه مدافعاً عن القضايا الوطنية وخصوصاً القضية الجزائرية، وكان محامي المناضلتين الجزائريّتين زهرة زيف وجميلة بوحيرد التي كان زوجها أيضاً.

كما كان محامي الفدائيين الفلسطينيين في العمليات المسلّحة التي قاموا بها في أوروبا. لكنّه كان أيضاً محامي كارلوس وبعض كبار المجرمين النازيين الذي كانوا يحاكمون في فرنسا.

الأخبار اللبنانية في

21.05.2007

 
 

يوم لبناني على الكروازيت، ونادين لبكي... الرجال إخوتها!

كان ـ محمد رضا

فيما التجاذبات السياسية تعصف بأمن «البلد الصغير الباحث عن خلاصه منذ عقود»، يشهد لبنان حفاوة خاصة في الدورة الستين من مهرجان «كان». فيلم «سكّر بنات» الذي عُرض ضمن تظاهرة «أسبوعي المخرجين» ويتنافس على جائزة «الكاميرا الذهبية»، صفّق له الجمهور طويلاً. وقد لفتت نادين لبكي الأنظار في باكورتها الروائية، بأحاسيسها وكتابة وأسلوبها.

يدور الفيلم حول أربع نساء من أجيال وخلفيات اجتماعية مختلفة، يعملن في صالون للتجميل: ليال الشابة تربطها علاقة حبّ برجل متزوج. وصديقتها نسرين تستعدّ للزواج بشاب مسلم يجهل أنها ليست عذراء. وريما تشعر بالارتباك حيال انجذابها لإحدى الزبونات. وجمال، الخائفة من فكرة الشيخوخة، ترفض الاعتراف ببلوغها سنّ اليأس. كل امرأة تختلف عن زميلتها وتلتقي معهن في آن معاً.

لقد ذهبت نادين لبكي (33 عاماً) التي كتبت السيناريو مع سهيل حجيلي ورودني الحدّاد، الى عكس ما نتوقّعه في أفلام مماثلة: هي لم تختلق خلافاً مستعصياً، تمهّد للصلح بين شخصيات الفيلم في ما بعد. بل نقلت النزاعات الى منحى آخر، اقتصر على ما تواجهه كل شخصية في محيطها البيئي والاجتماعي والعاطفي. وبذلك تكون لبكي قد أفلتت من مطب التقليدية، وأمّت درباً أكثر دراية وأكثر صعوبة في التنفيذ ونجحت في ذلك.

إلى جانب شخصياتها الرئيسيّة الأربع، أضافت لبكي شخصيات عدّة بعضها مساند وبعضها رئيسي. لكنّ الجميع يعمل في إطار واحد. الفيلم يُثير الألفة، ويوزّع الحبّ والضحكة والنكتة الخفيفة، من اللحظة الأولى حتى المشهد الأخير. وعموماً، يمكن أن نصف يوم أمس على الكروازيت الشهيرة في مهرجان «كان»، بأنه كان لبنانياً بامتياز. فقد تم الاحتفاء بأعمال من السينما اللبنانية ضمن إطار برنامج «كل سينمات العالم» الذي يخصّص كل يوم من أيام المهرجان لبلد يقدم فيه بانوراما عن انتاجاته السينمائية الحديثة.

أربعة أفلام لبنانية طويلة وأربعة قصيرة عُرضت في التظاهرة: «أطلال» غسان سلهب، «يوم آخر» لجوانا حجي توما وخليل جريج، «فلافل» ميشال كمون، و«لما حكيت مريم» لأسد فولادكار. أما الأفلام القصيرة فهي «أم علي pret-a-porter» لديما الحر، «بيروت after Shave» لهاني طمبا، «011010010» لشادي روكز، و«في اليوم الاول» لقصي حمزة. ودعي الجمهور إلى جلسة نقاش حول السينما اللبنانية وقضاياها. ولا يقتصر الوجود اللبناني في «كان» على السينما المحليّة! إذ إنّ منتجة أحد أفضل أفلام المهرجان (الفيلم التسجيلي اللافت «محامي الرعب») تُدعى ريتا داغر... كما أنّ مخرجتي الفيلم التسجيلي الأميركي الغاضب بحقّ «الساعة الحادية عشرة» ليلى ونادية كونرز هما من أمّ لبنانية. وهناك مسألة أخرى تلفت النظر، فكلّ هذه الأفلام هي من إخراج نسائي....

خلاصة القول إنّ السينمائية اللبنانية (من جوسلين صعب الى رندة الشهال) برهنت على أنّها «أخت الرجال» حسب التعبير الذكوري الرائج، أو أن الرجال إخوتها إذا فضلنا. وهذه ميزة بالغة الأهمية في تقويم السينما اللبنانية بأثرها.

Persepolis تحوّل أخيراً إلى فيلم رسوم متحركة يتنافس على السعفة الذهبية في «كان». وقد أثار ضجّة أمس بعد عرضه في المهرجان، بسبب نظرته النقدية إلى الثورة الإسلامية. واتهمت مؤسسة «الفارابي» التابعة لوزارة الثقافة الايرانيّة، ادارة المهرجان بالتواطؤ «مع السياسات المنحازة للقوى المهيمنة». «بيرسيبوليس» أخرجه فنسان بارونو بالاشتراك مع مرجان ساترابي صاحبة القصّة المصوّرة الشهيرة التي اقتبس عنها الفيلم (راجع «الأخبار»، 10 ت1/ أكتوبر 2006)، وفيها تروي طفولتها في طهران، على خلفية اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979... قبل أن يرسلها والداها الى النمسا خوفاً عليها من أجهزة النظام الجديد.

الأخبار اللبنانية في

22.05.2007

 
 

أنجلينا جولي: «القلب الرحيم» دعوة للحوار بين الثقافات

يتناول اغتيال الصحافي الفرنسي دانييل بيرلز

كان: عبد الستار ناجي  

أكدت النجمة الاميركية انجلينا جولي على ان فيلمها الجديد «القلب الرحيم» Amighty Heart يمثل دعوة صريحة للحوار بين الثقافات وتعميم التسامحية بين كافة الاطياف البشرية. هذا وقد جاءت تصريحاتها خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته بعد العرض الأول لفيلمها الجديد في مهرجان كان السينمائي الدولي.

وتجسد انجلينا دور الفرنسية ماري آن بيرلز التي تم اختطاف زوجها الصحافي دانييل في باكستان، حيث كان يترأس مكتب جنوب آسيا لصحيفة الوول ستريت جورنال. وتنتهي رحلاتها في البحث عن زوجها، مع الاعلان عن قطع رأسه وبث صورته على الانترنت، ولكنها ظلت متماسكة، متفهمة لابعاد الكارثة التي لحقت بزوجها وبها وأسرتها والعالم.

الفيلم من اخراج البريطاني مايكل وانتربوتوم، الذي اعتمد على سيناريو مأخوذ عن كتاب صاغته ماري آن بيرلز التي سلطت الضوء حول عدد مهم من القضايا التي تداعت اثر رحلتها وعذاباتها وفقدان زوجها.

وأشارت انجلينا جولي الى ان العالم مطالب بتطوير الحوار والدعوة لتفهم الآخر، ودعت لأن يعم السلام انحاء العالم.

كما تحدثت خلال مؤتمرها الصحافي عن رحلاتها الى دارفور وعدد من دول شرق وجنوب آسيا وعملها كسفيرة للنوايا الحسنة التابعة للامم المتحدة.

يشاركها بطولة الفيلم المتوقع عرضه في أسواق العالم في صيف هذا العام كل من دان فترمان وارشد بنجاتي وعرفان خان وعدد آخر من نجوم السينما الاميركية والبريطانية والباكستانية.

هذا وسيلحق النجم الاميركي براد بيت بزوجته انجلينا جولي الى كان، حيث سيعرض فيلمه الجديد ـ أوشن ثيرتين ـ الذي يشاركه البطولة فيه جورج كلوني ومات دامون.

الشرق الأوسط في

22.05.2007

 
 

لاوطن للمسنين ينافس على الذهبية إخراج قوي لفيلم طويل نوعا ما

لا وطن للمسنين ينافس على السعفة الذهبية

قصي صالح الدرويش من كان

يقول الناقد سمير فريد عن فيلم الأخوين كوهين "لا وطن للمسنين" إنه فيلم رائع، لكنه لا يصل إلى مرتبة التحفة. رائع على كافة المستويات. الروعة هنا تتعلق بقدرة المبدع على التعبير عن أفكاره ولا تعني موافقة الناقد عليها. في هذا الفيلم الذي تدور أحداثه على قطعة أرض قاحلة على الحدود الفاصلة بين تكساس والمكسيك، حيث حل تجار المخدرات محل لصوص الماشية وحيث ينتصر الشر على نحو مطلق ويبدو الإنسان كما لو أنه هبط لتوه من الجنة ملعونا ليسفك الدماء في الأرض.

تدور الأحداث عام 1980 بين شخصين كلاهما خدم أكثر من مرة في حرب فيتنام، هذا البعد السياسي ليس أساسيا في الفيلم الذي يذهب إلى أبعاد ميتافيزيقية تتجاوز الواقع بالكامل. لويلين موس بطل الفيلم، وهو رجل باهت وطيب، يعثر على شاحنة متروكة تحيط بها الجثث الدامية، ودون أن يعرف شيئا عن أسباب المذبحة، يأخذ المليوني دولار التي يكتشفها داخل الشاحنة. بفعلته هذه لا يدرك أنه فتح بابا من العنف والانتقام وأنه سيصبح طريدا لقاتل لا يعرف الرحمة اسمه انتون ولرجل قانون يريد وضع حد للمجزرة. الفيلم المأخوذ عن رواية الكاتب كورماك ماكارتي  يذكر برائعة الأخوين كوين "بارتون فينك" التي نالا عليها جائزة السعفة الذهبية عام 1991 من حيث تكامل العناصر السينمائية التي تشكل أسلوبا سينمائيا خالصا، وكأنه من صنع كافكا أو بيكيت أو هيتشكوك، أو بالأحرى كأنه خلاصة لعوالم المبدعين الثلاثة.

لا وطن للمسنين

رجح خمسة من النقاد الفرنسيين الكبار أن ينال فيلم الأخوين كوين "لاوطن لكبار السن" جائزة السعفة الذهبية أو ما يوازيها، لكن ورغم ما يتميز به أسلوب المخرجين من سخرية لاذعة وحكمة، يبدو الفيلم مدافعا عن الشر في عدميته المطلقة حيث لا يتردد البطل الشرير عن قتل كل من يتصدى له، فيما لا تظهر شخصيات أخرى على درجة من الطيبة والبراءة باستثناء زوجة لويلين موس التي يؤنبها ضميرها من استحواذ زوجها على أموال الشاحنة وإصراره على الاحتفاظ بها حتى لو كلفه الأمر حياته في مواجهته مع قاتل أبدع الممثل خافيير بارديم في أداء دوره.

صحيح أن أسلوب الأخوين كوين على مهارة تقنية عالية في التصوير، لكن السيناريو طويل بشكل مبالغ فيه، ولا تخفف مقاطع الكوميديا التي تتخلل مشاهد العنف القاسية، من هذا الطول بل تبدو أحيانا ثقيلة وثقيلة جدا. 

سيسكو صفعة لنظام الضمان الصحي الأميركي

عاصفة من التصفيق قاربت النصف ساعة وترحيب شديد الحرارة كان في استقبال المخرج الأميركي التسجيلي مايكل مور، وحتى قبل عرض الفيلم كان الترحيب كبيرا فالمخرج الشهير سبق له أن نال السعفة الذهبية قبل ثلاث سنوات عن فيلم  عن فيلم Fahrenheit 9/11 محبوب جدا في فرنسا.

بعد أن عالج قضية سوق السلاح في فيلم Bowling for Columbine يعود مايكل مور للتنديد مجددا بالنظام السياسي الأمريكي واضعا يده هذه المرة على ثغرات النظام الصحي الأمريكي وقسوة الطبقة الحاكمة حيال بؤس شريحة كبيرة من الأمريكيين، مركزا على نظام التعويض الصحي لحالات الأمراض العقلية.  فيلمه الجديد أو حربه الجديدة  "سيسكو" يعد صفعة لنظام يفتقر إلى العدالة والمساواة، تتحكم فيه شركات التأمين الصحي وصناعة الدواء بمصير البشر.

مسلحا بكاميرته وإحساسه السلم ومدعوما بعدد كبير من الشهادات، يفضح مور نفاق النظام الصحي في الولايات المتحدة وطبعا لا ينسى في طريقه انتقاد عدوه اللدود جورج دبليو بوش، ليخلص إلى أن نحو 50 مليون أمريكي يعجزون عن دفع تأمين المرض ويجدون أنفسهم دون حول إذا أصابهم مكروه، أكثر من ذلك فإن باقي الأمريكيين الـ 250 مليون الذين دفعوا التأمين يقعون غالبا ضحايا لقرارات اعتباطية من قبل شركات التأمين التي تسعى إلى عدم دفع تعويضات المشافي فتعمل على فسخ العقود بسبب تفاصيل خلافية، ليتحمل الزبون هذه النفقات. وبالنتيجة ترزح العديد من العائلات تحت الديون وتجد نفسها إما عالة على أولادها في أحسن الحالات أو في الشارع عندما لا تجد مفرا آخر. 

الجوانب التي يقدمها المخرج لاذعة وتصل إلى حد  الكاريكاتيرية عندما تنتقل الكاميرا إلى كل من كندا، فرنسا وانجلترة حيث يرتكز النظام الاجتماعي والصحي على المساواة والمجانية ليصبح التباين هائلا.

الأكيد أن الفرنسيين حمدوا الله على نعمة ضمانهم الصحي الذي يعاني من خسائر كبيرة والذي قد يقترب مستقبلا من النظام الأميركي، فيما رأى البعض أن الصورة التي قدمها مايكل مور شديدة التشاؤم وأن النظام الصحي الأمريكي قد لا يكون بهذا السوء، بحيث يبدو النظام الصحي في كوبا أفضل منه بكثير.

قد يحاكم مايكل مور لأنه سافر إلى كوبا ولأنه دافع عن نظام كوبا في هذا الميدان لكن ذلك لن يخفف من شعبيته الكبيرة الواسعة ولا من نجاح فيلمه كعمل متكامل متميز المونتاج، ولا من نجاح مور كمخرج مبدع وذكي ورائج جدا.

فيلم فرنسي إسرائيلي ضعيف المستوى

من جهته بدا الفيلم الفرنسي الإسرائيلي "تهيليم" ضعيف المستوى من ناحية الجانب الفني ومن ناحية السيناريو ومن ناحية الموضوع الذي يبدو ناقصا. الفيلم الذي أخرجه رافاييل نجاري يتحدث عن عائلة يهودية هادئة مسالمة تتمسك بالطقوس الدينية.

لكن أثناء قيادة سيارته وإلى جانبه ولداه يحدث تصادم مع سيارة أخرى. وعندما يعود الولدان مع الشرطة والنجدة يجدون أن الأب قد اختفى. تمر الأسابيع  دون أن يعرف أحد شيئا عن هذا الغياب الغامض، ويحاول كل فرد في العائلة مواجهة هذا الغياب وفق قدرته، الكبار يعمدون إلى الصمت أو التدين، فيما يحاول الأبناء إيجاد الأب على طريقتهم.

بين الجد المتشدد دينيا والأم الصامتة يضيع الطفلان، والخطيئة تكون على طريق الضياع، لكن الأم تسامح. وفي مشهد تجلس الأم وولديها على حافة الطريق يراقبون السيارات نقرأ إعلانا على أحد المباني مكتوبا بالعبرية وفيه كلمة واحدة بالعربية هي "شرطة" ، دون أن نفهم دلالات هذه اللقطة وما إذا كانت هناك صلة بين كلمة "شرطة" العربية وبين اختفاء الأب، علما بأننا لا نشاهد أية شخصية عربية أو وجه عربي رغم أن الأحداث تدور في القدس وأحيائها.

"نفس" العنف والألم في فيلم مثير ومتميز

الفيلم المثير والجميل في هذا المهرجان فيلم "نفس" للمخرج الكوري كيم كي ويك والذي حصل على جائزة أفضل مخرج في مهرجان برلين عام 2004 وبجائزة الأسد الفضي عن فيلم "سماريا" لمهرجان البندقية عن فيلم "المستأجر" في مناسبة ثانية لعام واحد.

فيلم نفس الذي يقدم في مهرجان كان وفي إطار المسابقة الرسمية يتكلم عن بداية غيرة زوجة جميلة مخدوعة تواجه زوجها الذي يعتدي عليها ويكاد يخنقها. لكنها تحتفظ بما تبقى لديها من نفس تستعيد عبره شعورها بالاضطهاد وتسعى إلى الانتقام أو إلى متنفس لها عبر محاولة الاتصال مع مسجون محكوم بالإعدام "شانج شن" لا يتوقف عن محاولة الانتحار في سجنه خاصة عبر طعن عنقه بفرشاة الأسنان.

تنجح الزوجة في مرادها وتنتهي إلى زيارة السجين الذي لا تعرفه بمساعدة مدير السجن الغريب الأطوار.

بين كائنين ضائعين وعلى حافة الاختناق، وتحت أنظار مدير السجن الذي يراقب لقاءاتهما عبر منظاره تبدأ صلة غريبة، فبينما تحاول البطلة إدخال شيء من البهجة إلى حياة السجين، يسعى هو إلى تقبيلها، ثم إلى أكثر من ذلك في مرحلة لاحقة. مدير السجن الذي يتابع الأحداث يقرر متى يتوقف الأمر عند قبلة ومتى يصل إلى اللقاء الجنسي الذي يصل إلى حد الألم، حيث نرى البطلة وهي تحاول التوقف عن التنفس وخنق السجين أثناء اتصالها الجنسي به وهو مقيد اليدين. الزوج الخائن يعلم يعلاقة زوجته الشائكة مع السجين ويحاول استرجاعها بعد أن ندم على ابتعادها . أما المسجون فيتعلق بها إلى درجة الهوس إلى درجة الحب إلى درجة الرغبة في الموت، لكن لا يموت على يدها وإنما على يد شريكه في الزنزانة الذي يعشقه والذي يخنقه غيرة.

موقع "إيلاف" في

22.05.2007

 
 

فيلم اسرائيلي ينافس على السعفة الذهبية لكان بدراما عائلية!

محمد موسى من كان 

احدى الاشياء المميزة عن الفيلم الاسرائيلي (ثاليم) والذي عرض ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي  هو خلوه من اي اشارات عن الصراع الاسرائيلي الفلسطيني رغم ان احداث الفيلم تجري في مكان ما من القدس وشخصيات الفيلم تنتمي الى التيار الديني المحافظ. تتعرض الأفلام الاسرائلية بالعادة الى الوضع السياسي والامني لبلدهم باشكال متعددة حتى ان المخرج الاسرائيلي عاموس غيتاي والذي شارك مجموعة كبيرة من المخرجيين العالميين في صناعة افلام عن السينما وعن مهرجان كان في الذكرى الستين للمهرجان صنع فيلما قصيرا يقتل فيه مجموعة من الاسرائليين بانفجار صاروخ في صالة السينما في يافا!

فيلم (ثاليم) هو الفيلم الرابع للمخرج الشاب الفرنسي الاصل رافيل نادجيري، هناك ظروف خاصة احاطت بصناعة هذا الفيلم، تكاليف الانتاج للفيلم لم تتعدى المليون دولار، الفيلم هو مشروع خاص للمخرج الذي اشتغل على فكرته دون كتابة سيناريو خاص للفيلم، المخرج مع شخصيات الفيلم قاموا اثناء تنفيذ الفيلم بكتابة الحوارات التي اعتمدت كثيرا على اجتهادات الممثليين وخبراتهم الشخصية، اسلوب الارتجال ليس غريبا على السينما الحديثة فهو اسلوب مخرجيين كبار ابرزهم الانكليزي مايك لي، الارتجال هنا يناسب مواضيع السينما الواقعية بمواضيعها الراهنة ويمنح الممثليين الحرية المعقولة لمنح شخصياتهم وحواراتهم خبراتهم الحياتية التي قد تكون بعيدة عن الشخصيات المرسومة لكن بالامكان دائما الأجتهاد في العثور على ردات فعل مشابه وهو اساس الطريقة الحديثة في الأداء.

قصة الفيلم هي عن اسرة يهودية متدينة عادية تعيش في القدس،رغم عادية مشاهد البداية كان هناك ترقبا صنعه المخرج بجودة كبيرة عن حدث ما ينتظر تلك العائلة، الحدث الغير متوقع تماما كان أختفاء الاب والذي لم تسبقه اي مقدمات، بعد حادث مروي بسيط يختفي الأب اختفائا غامضا ويترك عائلته الصغيرة فاقدة للأتجاه. لا ينشغل الفيلم كثيرا في البحث عن اسباب اختفاء الاب بل يهتم كثيرا في العائلة وكيف تتعامل مع هذا الغياب،المخرج قضى وقت طويل مع الممثليين لخلق رابطة قوية تجعل اداء ادوار العائلة اكثر صدقا. الفيلم ركز على الصبي المراهق في العائلة وكيف كان عليه ان يهتم بوالدته واخيه الصغير، الصبي الذي كان متشتت بين تربيته الدينية ومراهقته كان عليه ان يهتم بعلاقة امه مع عائلة ابيه المتشدده دينيا.الفيلم يهتم فقط بوميات العائلة الصغيرة بالاسابيع التي اعقبت أختفاء الأب،الفيلم بالنهاية هو  فيلم عن نجاة عائلة من محنة كبيرة كأختفاء الاب. الفيلم شديد الحميمية ويمتلك اسباب قد تجعل فوزة باحد جوائز مهرجان كان امرا ليس مستبعدا كثيرا.

موقع "إيلاف" في

22.05.2007

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)