كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مساء اليوم يفتتح مهرجان «كان» دورته الأقوى منذ سنوات

في السنة الستين تتلألأ النجوم وتملأ الشاشة هموم العالم

كان (جنوب فرنسا) – إبراهيم العريس

مهرجان كان السينمائي الدولي الستون

   
 
 
 
 

إذا كان ثمة كلمة يمكنها ان تختصر التوجه العام للدورة الستينية لمهرجان «كان» السينمائي الدولي الذي يفتتح نشاطاته مساء اليوم في هذه المدينة الساحرة في الجنوب الفرنسي، فإن هذه الكلمة لن تكون سوى الترحال. الترحال بالمعنى الحرفي للكلمة، بين القارات. بين الأنواع السينمائية. بين الأفكار. وبين التظاهرات المتنوعة سواء أكانت رسمية ستشهد ازدحاماً كبيراً طوال الأيام المقبلة، أو أقل رسمية ربما يشهد بعض عروضها زحاماً أكبر. من هنا ليس غريباً أن يكون فيلم الافتتاح الليلة عملاً حققه الصيني وونغ كارواي، للمرة الأولى خارج حيزه الجغرافي الخاص، تحديداً في أميركا، وأن يكون الترحال موضوع الفيلم نفسه، ترحال بطلته بين المدن والولايات واللقاءات هرباً من شيء ما، أكثر مما بحثاً عن شيء آخر. والأكيد ان فيلم «ليالي بلوبيري» هذا، يعطي الليلة إشارة البدء لنوع جديد من «عولمة» السينما وأماكنها ومواضيعها، يليق بالمهرجان الذي أراد أصلاً أن يقدم جديداً مدهشاً في دورته الستين. الدورة التي تحمل رقماً يحتفل به بقوة عادة.

هذه القوة تستمدها الدورة، إذاً، من الأفلام المعروضة: أفلام آتية من بلدان متعددة ومتنوعة، لكنها آتية أيضاً من إبداع عدد لا بأس به من كبار الكبار في سينما اليوم، لا سيما منهم أولئك الذين كانوا لسنوات خلت «أبناء كان» وغيره من المهرجانات، ليصبحوا اليوم كهول السينما الجديدة في العالم. من بينهم أمير كوستوريتسا والشقيقان كون... هناك تارانتينو وجيمس غراي، دافيد فينشر وبيلا شار وألكسندر سوكوروف وفاتح آكين ومايكل ونتربوتوم... وغيرهم. هؤلاء يحملون الى ستينية «كان» جديدهم. نظرتهم الى العالم. إحساسهم بالقضايا. حسناً قد لا تكون دورة هذه السنة غائصة في السياسة لكن هموماً سياسية كثيرة ستعرف كيف تشق طريقها، من حرب الشيشان الى قضايا لبنان (ولبنان هو البلد العربي الوحيد الحاضر بقوة من خلال فيلمين: الاول لدانيال عربيد والثاني لنادين لبكي... وكذلك من خلال يوم خاص ضمن إطار «سينما العالم»). ومن مسائل «الإرهاب» (فيلم مميز عن «محامي الإرهابيين» الفرنسي جاك فرجيس) الى أوضاع التأمين الصحي في الولايات المتحدة (استفزاز جديد لمايكل مور على شكل فيلم وثائقي عنوانه «سيكو»).

ليس هذا سوى بعض ما تحمل هذه الدورة التي يراهن كثر منذ الآن على انها الأقوى منذ سنوات... الأقوى في مهرجان تتعدد احتفالات ستينيته هذه المرة... وذروتها فيلم جماعي شارك فيه أكثر من 30 مخرجاً لهم فضل على «كان» ولـ «كان» فضل عليهم، عنوان الفيلم «لكل سينماه» وبين المشاركين في تحقيقه يوسف شاهين وإيليا سليمان.

كل هذا لن يبدأ الحديث الجدي عنه إلا منذ الغد، أما الليلة فللافتتاح الصاخب، للسجادة الحمراء، للخطابات الواعدة، وللنجوم.

ونعني بالنجوم هنا نجوم التمثيل من فاتنات متأنقات وشبان مرفهين فضوليي النظرات، سيكون الحدث الأساس الليلة قطع كل واحد أو واحدة منهم لأمتار السجادة الحمراء، واحدة من أطول وأمتع رحلات حياته، وسط مئات آلات التصوير وألوف صيحات الإعجاب. هذا المشوار الساحر يقول ان الليلة خمر. أما المواضيع الأخرى: مواضيع الأفلام وشؤون العالم ولغة هذا الفن الجميل وتخمينات الجوائز، فكل هذا يمكنه أن ينتظر. ألم يقل الشاعر مكملاً... وغداً أمر؟

الحياة اللندنية في

16.04.2007

 
 

اليوم .. افتتاح عُرس "كان" السينمائي .. ومصر غائبة كالعادة

كان سمير فريد

يفتتح اليوم مهرجان كان السينمائي الدولي الذي يعتبر الأكبر والأهم من نوعه في العالم والأعرق بعد مهرجان فينسيا.

دورة كان 2007 التي تعلن جوائزها 27 مايو الحالي غير عادية لأنها الدورة رقم 60. وبهذه المناسبة يجتمع فيها حشد غير مسبوق من كبار نجوم ومخرجي السينما من مختلف الدول. وخاصة من أمريكا وأوروبا وآسيا مع غياب كلي للسينما المصرية. بل وأفريقيا كلها. وتقتصر المشاركة العربية علي 11 فيلماً لبنانياً تعرض في البرامج الموازية التي تقام أثناء المهرجان.

غياب السينما المصرية الكامل علي هذا النحو غير مبرر. وليس هناك أي تقصير من جانب المهرجان. ولكن من جانب الأجهزة السينمائية في مصر سواء الحكومية أم غير الحكومية. فإذا لم يكن لدينا الفيلم الطويل الذي يشترك في المسابقة أو خارج المسابقة. فلدينا افلام قصيرة كان يمكن أن تشارك في مسابقة الأفلام القصيرة أو مسابقة أفلام الطلبة. وحتي إذا لم يكن لدينا أفلام قصيرة. فمن الممكن أن نشترك في سوق الفيلم الدولي مثل الكثير من صناعات السينما التي ليس لها أفلام في برامج المهرجان. ولكنها تشترك في السوق حتي يكون لها مكان علي خريطة السينما في العالم.

ظل صندوق التنمية الثقافية يشارك في السوق لسنوات طويلة. ومن قبله صندوق دعم السينما. ثم توقف الصندوق الثاني كلما توقف الأول من قبله. ولم يعد للسينما المصرية وجود إلا في المهرجانات الصغيرة.

ملصق المهرجان

اليوم تبدأ ادارة مهرجان كان حصد ثمار عمل جدي استمر عامين للاحتفال بالدورة الستين. فمثل أي مؤسسة جديرة بهذه الصفة. بدأ الاعداد لهذه الدورة التاريخية قبل عامين. وربما أكثر. وحتي ملصق الدورة.. ففي العام الماضي قام المصور الفوتوغرافي أليكس ماجولي بتصوير كبار صناع السينما من ضيوف المهرجان وهم يقومون بحركات راقصة تعبر عن الحيوية والتفاؤل والفرحة. واختار مصمم الملصق كريستوف رينار تسع شخصيات صنع منهم تصميم الملصق.

الشخصيات التسعپمن المخرجين والنجوم يمثلون كل قارات وثقافات العالم: من فرنسا جيرار ديبارديو وجولييت بينوش ومن أسبانيا بيدرو آلمودوفار وبينلوب كروز ومن أمريكا صامويل ل. جاكسون وبروس ويلز. ومن استراليا جين كامبيون ومن أفريقيا سليمان سيسي. ومن آسيا وونج كار واي.

لجان التحكيم

بنفس الرؤية الفكرية التي تؤكد دولية المهرجان وانفتاحه علي كل الثقافات تم تشكيل لجان التحكيم الثلاث.. تكونت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة برئاسة فنان السينما البريطاني ستيفن فيرارس. وعضوية أربعة نساء وأربعة رجال. وهم الممثلة الصينية ماجي شوينج والاسترالية توني كوليني والبرتغالية ماريا دي ميديروس والكندية سارة بولي. وفنان السينما الايطالي ماركو بيلوكيو. والممثل والمخرج الفرنسي ميشيل بيكولي. والمخرج الموريتاني عبدالرحمن سيساكو. والكاتب الروائي التركي أورهان باموك الفائز بجائزة نوبل للآداب العام الماضي. وهي بذلك تجمع شخصيات من كل الأديان والعقائد والثقافات والقارات.

القصيرة والطلبة

تكونت لجنة تحكيم مسابقتي الأفلام القصيرة وأفلام الطلبة برئاسة المخرج الصيني جيا زانج كي الفائز بالأسد الذهبي في مهرجان فينيسيا العام الماضي. وعضوية امرأتين ورجلين وهم الممثلة والمخرجة الإيرانية نيكي كاريمي. ومصممة الأزياء الأمريكية ديبورا نادولمان. ومن فرنسا الكاتب جان ماري لي سيلزيو والمخرج دومينيك مول.

ولعلنا نتعلم من مهرجان كان. وهو المثل الأعلي للمهرجانات الفصل بين الأفلام القصيرة وأفلام الطلبة. فالجمع بينهما في مسابقة واحدة كما يحدث في مصر ودول عربية أخري خطأ علمي فادح. لأنه لا يمكن المساواة بين فيلم يعبر عنه مبدعه. وآخر يتم تحت اشراف أساتذة من أجل النجاح في الامتحان. وهذا بالطبع لا يقلل من قيمة أفلام الطلبة. وانما يضعها في اطارها الصحيح.

هناك لجنة تحكيم ثالثة لجائزة واحدة هي "الكاميرا الذهبية" لأحسن مخرج في فيلمه الطويل الأول ويرأس فنان السينما الروسي بافل لونجيني وعضوية مدير التصوير السويسري ريناتو بيرتا. ومن فرنسا المخرجة جولي بيرتو شيللي والممثلة كلوديا كواريو. ولا أحد يدري لماذا لم تتشكل من عدد فردي حتي لا يكون لرئيس اللجنة صوتين عند الاختلاف. وجائزة الفيلم الأول كانت من بين جوائز مسابقة الأفلام الطويلة. ثم انفصلت بلجنة أخري. وأصبحت تشمل الأفلام الأولي في البرنامج الموازي من برامج المهرجان "نظرة خاصة". وكذلك البرنامجين الموازيين اللذين يقامان أثناء المهرجان. ولا تختار أفلامهما ادارة المهرجان "برنامج نقابة نقاد السينما وبرنامج نقابة مخرجي السينما".

جوائز أكثر

في السنوات الأخيرة أصبحت هناك جوائز خاصة للبرامج الثلاثة الموازية داخل وخارج المهرجان ولكل منها لجان تحكيم خاصة. وهو أمر يجعل عدد الجوائز أكثر من اللازم. وتدرك إدارة المهرجان ذلك. ولهذا تعلن علي مسرح الختام جوائز مسابقتي الأفلام الطويلة والقصيرة فقط بالاضافة إلي الكاميرا الذهبية وجائزة اللجنة الفرنسية العليا للحرفية السينمائية. وحتي جوائز مسابقة أفلام الطلبة لا تسلم علي مسرح الختام. وإن كانت تذكر ضمن الإعلان الرسمي المطبوع عن الجوائز.

الجمهورية المصرية في

16.05.2007

 
 

تحت شعار قفزة نحو المستقبل

إزاحة الستار عن مهرجان كان في دورته الستين

كان (فرنسا) من مايك كوليت وايت وع. الجنابي: ي

فتتح مهرجان "كان" يوم الأربعاء دورته الستين بمجموعة متنوعة من الأفلام وعدد كبير من نجوم الشاشة الفضية، بما يتناسب مع أكبر مهرجان سينمائي في العالم. ويبدأ المهرجان الذي يعقد في منتجع "كان" المشهور بنخيله، والمطل على الريفييرا الفرنسية، بفيلم جديد للمخرج الصيني وونج كار واي هو "ليالي التوت" الناطق بالإنكليزية ومن بطولة المغنية نورا جونز، وذلك في ظهورها الأول على الشاشة الفضية وجود لو. واشتهر المخرج الصيني لدى الجمهور الغربي بفيلمه "مستعد للحب". ويطلق فيلم الإفتتاح مدة أحد عشر يومًا، تشهدهذه الأيام  نشاطًا محمومًا في العلاقات والإتفاقات والحفلات التي يشارك فيها آلاف من صناع السينما الذين يزورون كان كل عام. 

وفيلم "ليالي التوت" هو واحد من 22 فيلمًا داخل المسابقة الرسمية، لكن هناك مئات الأفلام الأخرى ستعرض في كان منها أفلام من إنتاج هوليوود عاصمة السينما الأميركية،بحيث  تجيء بنجوم أمثال أنجلينا جولي وبراد بيت وجورج كلوني وليوناردو دي كابريو ومارتن سكورسيزي وشارون ستون، إلى الشاطئ الجنوبي لفرنسا. واختار المنظمون ما لا يقل عن خمسة أفلام أميركية لتشارك في المسابقة الرسمية على الرغم من أن اثنين منها عرضا تجاريًا في الولايات المتحدة ولقيا استقبالاً فاترًا. ويعرض كوينتين تارنتينو الذي يعشقه رواد كان لأسلوبه المثير فيلم "برهان الموت" الذي يحوي قصتين متتاليتين والذي سقط في شباك التذاكر. كما يعرض ديفيد فينشر في المهرجان فيلمه "برج الحظ"، بطولة جاك جيلينهال وروبرت داوني الابن، في فيلم مأخوذ عن قصة حقيقية لسفاح. ويقول جاي ويسبيرج الناقد في مجلة فارياتي، إن هناك دائمًا عدم توافق بين ما يعجب النقاد الأميركيين وما يعجب النقاد الأوروبيين. ومثل تارنتينو فإن الإخوة كوين وجاس فان سانت هم مخرجون أميركيون، حازوا على جائزة السعفة الذهبية من قبل، ويحلمون بإعادة هذا النجاح. لكن من المتوقع أن يواجهوا منافسة ضارية من اثنين من المخرجين الروس الكبار هما أندريه زفياجينتسيف الذي يعرض فيلم "النفي"، وألكسندر سوكوروف الذي يدور فيلمه "ألكسندرا" في الشيشان.

وستعرض أيضًا في مهرجان كان أفلام من إيران ورومانيا وأوكرانيا والنمسا والمكسيك وتركيا واسرائيل.

ومثل كل عام، فإن الأفلام المعروضة خارج المسابقة الرسمية تهدد بسرقة الأضواء مع انطلاق العرض الأول للجزء الثالث من فيلم "عصابة أوشن الـ13" بطولة جورج كلوني وبراد بيت، والدعاية التي تقوم بها انجلينا جولي لفيلم "القلب الكبير" والمأخوذ عن قصة حياة الصحافي الاميركي دانيال بيرل الذي قتل في باكستان. لكن لا تعرض في مهرجان كان هذا العام أفلام ضخمة الانتاج، على عكس ما حدث في عام 2005، عندما أطلق الجزء الأخير من فيلم "حرب النجوم"، أو ما حصل عام 2006، عندما بدأ عرض فيلم "شفرة دافينشي" الذي حقق أرباحًا بلغت 758 مليون دولار في شتى أنحاء العالم رغم النقد اللاذع الذي لقيه في كان.

وهناك أيضًا عدد أقل من الافلام السياسية، على الرغم من وجود الفيلم الوثائقي (سيكو) من اخراج مايكل مور الذي ينتقد فيه نظام الرعاية الصحية الأميركي، والمتوقع أن يثير الجدل مثلما حدث مع فيلمه المناهض للرئيس الاميركي جورج بوش (فهرنهايت 9) الذي فاز بجائزة السعفة الذهبية عام 2004.

ويأتي إلى كان أيضًا النجم المحبوب ليوناردو دي كابريو بفيلمه (في اللحظة الاخيرة) (11th Hour) وهو فيلم وثائقي عن ارتفاع درجة حرارة الارض. وعلى الرغم من عدم

مشاركة أي فيلم بريطاني في المسابقة الرسمية في هذا العام، إلا أن مجموعة من اكبر الأفلام الموسيقية البريطانية ستضيء الشاسة الفضية. ويدور فيلم "التحكم" حول حياة النجم السينمائي ايان كورتيس وموته المفاجئ، بينما يتناول فيلم "المستقبل لم يكتب بعد" حياة مغني فرقة كلاش جو سترامر. (رويترز)

مسابقات أخرى

والدورة الستون هذه لا تختلف عن سابقاتها، إذ لا تقتصر على المسابقة الرسمية فهي تشمل أيضًا "نظرة ما" ومسابقات موازية أخرى (أسبوع المخرجين وأسبوع النقاد الدولي)، مما يسمح بعكس صورة عالمية للسينما. ويعقد على هامش المهرجان سوق الفيلم الذي يلتقي فيه خبراء هذا المجال. وفي كواليس هذا المهرجان سيؤمن نحو ألف شرطي بمساعدة أكثر من مئة كاميرا لمراقبة أمن نحو 60 ألف محترف و200 ألف زائر.

 أما الفنادق الفخمة المطلة على الكورنيش الشهير فهي تزخر بالحركة. وأشهر هذه الفنادق مثل "ماجيستيك" و"مارتينيز" و"كارلتون"، تضاعف عدد العاملين فيها خلال المهرجان. لكن هذا الأمر مبرر، إذ إن فندق "ماجيستيك" مثلاً يقدم الطعام لنحو 25 ألف شخص خلال 12 يومًا، ويحقق خلالها 10% من رقم أعماله السنوي.

والجميل في الملصق الرسمي لهذا العام، إنه جاء تعبيرًا عن رغبة المشرفين على المهرجان بالتوجه نحو المستقبل. وقد استطاع المصمم كريستوف رينار أن يستوحي من معرض المصور الإيطالي اليكس ماغولي المخصص عن نجوم السينما العالمية، فكرة رائعة تعبر عن القفزة نحو الأمام وعن الطاقة السينمائية ولذة مشاهدة الأفلام، فعمل مونتاجًا لتسع شخصيات سينمائية على شكل باقة بشرية منفجرة فرحا وضحكا، والنجوم التسعة هم: بنيلوب كروز، وونغ كارواي، جولييت بينوش، جيرارد ديبارديو، بروس ويليس، صاموئيل جاكسون، جان كامبيون، سليمان زيسيه والمخرج الأسباني بيدرو المودوفار.

وبهذه المناسبة خصصت "إيلاف" فريقًا من الصحافيين والاخصائيين لمتابعة المهرجان ساعة تلو الساعة وتغطيته بتقارير خبرية وتحليلية وحوارات مع مخرجين وممثلين وممثلات... لكي يكون قراء إيلاف على علم بكل أخبار المهرجان وبنتائج كل الجوائز التي ستمنح هذه السنة، حال إعلانها.

موقع "إيلاف" في

16.05.2007

 
 

إنطلاق فعاليات مهرجان كان

كان (فرنسا) من قصي الصالح الدرويش

وسط أجواء احتفالية، إنطلقت فعاليات الدورة الستين لمهرجان كان السينمائي الذي احتفى هذا العام بعدد كبير من السينمائيين، سواء من المشاركين في المسابقة الرسمية للتنافس على أفضل الأفلام أم من خارجها، أكثر من خمسة آلاف صحافي  وحوالى 15 ألف من العاملين في قطاع السينما صناعة وتوزيعًا وتجارة وإعلانًا، كانوا هذه السنة على موعد مع المهرجان، فقد دعت إدارة المهرجان الذي يعد بحق أهم تظاهرة في تاريخ السينما. تتضمن احتفالية هذا العام عرضًا لفيلم مشترك يتناول "قاعة السينما" شارك فيه 35 مخرجًا عالميًا من بينهم المصري يوسف شاهين والفلسطيني ايليا سليمان. وفي هذه التظاهرة الإستثنائية، إختير فيلم my blueberry nights  للمخرج الصيني ونغ كار واي لإفتتاح المسابقة الرسمية، مع العلم أنه سبق له وحصل على جائزة أفضل إخراج عام 1997 عن فيلم "سعداء سوية"، كما ترأس لجنة التحكيم العام الماضي.

يتناول كار واي في فيلمه الجديد عالم الوحدة والإنهيار عبر سلسلة من التقاطعات المتوازية لشخصيات الفيلم التي جاءت من مسافات بعيدة وقريبة تجمعها المتنافرات المشدودة

بينها في خليط من الكآبة والحميمية، حيث يهرب كل شخص من ذكرياته وآلامه، كما هي حال اليزابيث الفتاة الجميلة التي تنطلق في مغامرة عبر أميركا، باحثة عن مداواة قلبها الجريح، بعد أن تركها حبيبها من أجل امرأة أخرى. وفي إحدى محطاتها تعمل كنادلة في مقهى يمتلكه رجل كان عداءً للماراتون، وفي ليلة من القلق والغضب لا تجد سوى صاحب المقهى للتحدث معه عن حبها الضائع أو عن أي موضوع آخر بحيث لا تبقى وحيدة .. وحيدة مهاجرة.

في إيقاع سريالي تشوبه متعة غامضة دافئة ومع فطيرة "التوت البري" تبدأ اليزابيث مرحلة جديدة من البحث عن كينونة جديدة مختلفة، كينونة تبحث فيها عن العمل الذي تنشغل به وعن فكرة توفير لتمكنها من شراء سيارة لها. مرحلة ترتبط خلالها بصداقات مع زبائن طموحاتهم أكبر من طموحاتها ومنهم شرطي تركته زوجته لأجل رجل آخر، شرطي ضائع يبحث عن مدى للفراق، عن كينونة لا يجد لها مسارًا آخر غير البعد والإنتحار.  كذلك هناك لاعبة القمار السيئة الحظ، والتي تقترض المال من اليزابيث بغية استرداد خسارتها لقاء مشاركتها الربح أو إعطائها سيارتها في حالة الخسارة. وتتطور العلاقة بينهما لتجد اليزابيث متعة المغامرة مع شريكتها الجديدة التي لا تنفك عن الخسارة.

مع المغامرة تخرج اليزابيث من دور المتفرجة لتصبح بشكل من الأشكال شريكة، وتنطلق إلى فضاء أكثر حرية يحملها نحو مسار جديد لرجل آخر هو عامل المقهى الذي التقاها ليلة، قبلها خلالها وهي نائمة (بدا على وجهها الارتياح وهي نائمة). عبر المصائر المنفردة للشخصيات المتقاطعة، تبدأ اليزابيث في فهم أن رحلتها الشخصية ما هي سوى بداية سبر أعمق لذاتها.  رغم ما يبدو من عدم ترابط بين شخصيات الفيلم، لكنها في لحظتها تعبر جميعها عن مسار ثابت يكون بمثابة بوصلة جديدة تجد فيها البطلة ثباتًا لحياة أخرى مع رجل جديد.

يشار إلى أن هذا الفيلم هو باكورة أعمال المخرج الصيني الكبير باللغة الإنكليزية. ويتميز بأنه له كينونة خاصة لا صينية ولا أميركية، فيلم له عالمة القائم بذاته. فيلم برع فيه الممثلون، خاصة مغنية الجاز الشهيرة نورا جونز التي بدت وكأن الدور فصل على مقاسها. 

إلى جانب فيلم الافتتاح، تضم المسابقة الرسمية 22 فيلمًا بعضهم لمخرجين نالوا السعفة الذهبية مثل امير كوستاريكا عامي 1985 و1995 وكانتان تارانتينو الذي نالها عام 1994 عن فيلم pulp fiction والأخوين كوهين عام 1991 عن بارتون فينك وجوس فإن سانت الذي نالها عام 2003 عن فيلم elephant .

حفل الإفتتاح الذي يعلن انطلاقة المهرجان ستقدمه الممثلة الألمانية ديان كروجر سيبدأ بعرض فيلم قصير للمخرج دافيد لينش بعنوان absurda وهو هدية عيد ميلاد من السينمائي للمهرجان.

موقع "إيلاف" في

16.05.2007

 
 

مخرج صيني يفتتح لأول مرة مهرجان 'كان' الليلة!

كالعادة عرض أزياء علي أجساد النجمات فوق السجادة الحمراء!

رسالة مهرجان كان من أحمد صالح 

هذا هو مهرجان 'كان' السينمائي الدولي أكبر مهرجانات السينما في العالم يبدأ دورته رقم 60 بعد ساعات من قراءتك ياعزيزي القاريء لهذه السطور.. فقبل غروب الشمس الأربعاء 16 مايو 2007، وكالعادة كل عام تكون البداية بذلك الديفيليه 'الفطري' الذي تعرض به أجمل فساتين السهرة الأنيقة بشكل طبيعي علي أجساد موديلات من أشهر نجمات السينما اللاتي تعشقهن الجماهير في كل قارات الدنيا الخمس!

ابتداء من السادسة مساء تخرج النجمات الساحرات في ردائهن الجذاب وقد جئن خصيصا للمشاركة في حفل الافتتاح الذي سيصبح حديث الدنيا.. وبصحبتهن كبار نجوم السينما من الرجال يرتدون السموكن السوداء الأنيقة.. يغادر الجميع سلسلة الفنادق الشهيرة التي تطل علي ساحل الريفيرا الفرنسية.. المارتينيز والكارلتون ونوجا هيلتون والماجستيك وغيرها لتحملهم قافلة مهيبة من السيارات الفرنسية السوداء الأنيقة آخر طراز فلا يفوت فرنسا أن تفخر في هذه اللحظات التاريخية كل عام أن تدعو لصناعتها أمام عيون العالم.. وهكذا تقتحم القافلة حشود الجماهير التي تملأ الميدان الواسع أمام قصر المهرجان الكبير.. لتتوقف السيارات الواحدة تلو الأخري أمام سلم القصر.. ويبدأ نزول من فيها ليصعدوا بهدوء وتراخ عذب الدرجات المفروشة بالسجادة الحمراء الشهيرة.. وعندما يصبحون في أعلي السلم يستديرون ويلتفتون نحو الجماهير ويلوحون لهم بأيديهم.. بينما تعلو صيحات وصرخات المعجبين مرحبين!

يحدث كل ذلك بينما يتلألأ قصر المهرجانات تحت الأضواء الكاشفة وتنعكس صورته علي صفحة مياه الريفيرا، وتصدح الأوركسترا التي تأخذ مكانها في شرفة القصر بمقطوعات الموسيقي الشهيرة للأفلام العالمية التي تحفظها هذه الجماهير، ويأتي صوت أحد نجوم التليفزيون الفرنسي وهو يقدم الكواكب والنجوم واحدا بعد الآخر لحظة وصولهم.. بينما تعكس شاشة عملاقة مثبتة وسط الميدان مشاهد صعود النجمات والفنانين لدرجات السلم في الوقت الذي ينتشر فيه أريج العطر الذي ينبعث منهن ليملأ المكان!

نجمة فيلم الافتتاح أهم مغنية جاز

كعادة مهرجان كان يبحث عن السينما المتميزة ويكشف عنها في كل أنحاء العالم وهو أول مهرجان أشار إلي أهمية السينما الصينية وكشف عن نجوم كثيرين بها وأتي بهم ليشاركوا في لجان تحكيميه ويعرضوا أفلامهم ومن هؤلاء المخرج الصيني 'وونج كار واي' الذي يفتتح المهرجان بفيلمه 'ليالي التوت الزرقاء'. انها المرة الأولي التي يفتتح فيها مخرج صيني المهرجان وهو من هونج كونج ومعروف برومانسيته ويقدم في الفيلم مفاجأة مدهشة اذ تلعب البطولة واحدة من أهم مطربات الجاز في العصر الحديث، وتمثل لأول مرة هي 'نورا جونز' ويراهن عليها المخرج مؤكدا انها ستصبح نجمة سينمائية لها شأنها!

تؤدي 'نورا' شخصية شابة تنطلق في رحلة للبحث عن ذاتها عبر ولايات أمريكا لتجد حلولا لتساؤلاتها عن الحب، ومن خلال هذه الرحلة تصطدم بمجموعة من الشخصيات غريبة الأطوار! ويشترك في البطولة ناتالي بورتمان والبريطاني جودك.

من الأقسام الجديدة والتي حقق نجاحا قسم 'كان كلاسيك' الذي بدأ عام 2004 ويهتم بإعادة شباب الأفلام الكلاسيكية القويمة بترميمها ونسخها علي اسطوانات D.V.D وسوف تعرض أفلام هذا القسم هذا العام بقاعة 'بونويل' وبعضها للجماهير بسينما البلاج وذلك تحت رعاية المخرج أندريا فايدا الذي سيحضر إلي كان لمشاهدة فيلمه بعد ترميمه ¢CANAL" الفائز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان كان عام 1957 أي منذ خمسين عاما.. أيضا ستشاهد النجمة الأمريكية جين فوندا من خلال هذا القسم وبمناسبة حضورها لتكريم والدها الراحل هنري فوندا الفيلم الذي لعب بطولته من اخراج سيندي لوميت '12 رجلا غاضبا' والذي أنتج عام 1957 وسيعرض يوم 26 مايو.. سيقوم هذا القسم أيضا بإحياء مئوية النجم 'جون واين' بعرض عدد من أفلامه وإحياء مئوية النجم 'لورانس أوليفييه' بعرض ثلاثة من أفلامه الشكسبيرية هي هاملت، وهنري الخامس، وريتشارد الثالث.. كما يعرض أفلاما وثائقية عن مارلون براندو، وموريس بياليه، وبيير ريزيو، وليندي أندرسون.

جماهير 'كان' تنتظر عرض 'أوشن 13'

سلسلة أفلام 'أوشن' تعتمد علي كبار النجوم وتحقق بموضوعاتها جماهيرية ضخمة ومن هنا يعرض المهرجان فيلم 'أوشن 23' خارج المسابقة من اخراج الأمريكي ستيفن سودربرج وبطولة النجوم أصحاب الجماهيرية جورج كلوني، وبراد بيت، ومات ديمون، وآل باتشينو..

ان جماهير المهرجان تنتظر عرض الفيلم الذي يعيد فيه (داني أوشن) جمع عصابته للقيام بعملية سطو ثالثة! لكن هذه المرة فإن العصابة لا تضم 11 أو 12 مجرما.. بل 13 لأن العملية أكثر صعوبة.. اذ ستحاول سطو كازينو يملكه 'ويلي بانك' وهو آل باتشينو الذي يقوم بخيانة أحد أفراد العصابة.  

أحمد صالح

ahmedalysaleh@yahoo.com

الأخبار المصرية في

16.05.2007

 
 

مهرجان كان 60 عامًا من الإبداع

حكاية القاتل الذي ما زال مجهولاً فيلم القصة الحقيقية

قصي صالح الدرويش من مهرجان كان

محاطًا بمجموعة من الممثلات الجميلات، تقدم عميد المخرجين السينمائيين البرتغالي مانويل دو اوليفيرا لإفتتاح مهرجان كان في عامه الستين بأناقته المعهودة وعصاه المميزة. أوليفيرا الذي بلغ عامه التاسع والتسعين، تابع عمله الدؤوب والمدهش في تجربته السينمائية التي أصبح معها واحدًا من أفضل مبدعي الفن السادس، وقدم هذه السنة فيلمًا طويلاً عن كريستوف كولومبوس، وآخر يدور في فلك فيلمه الشهير (جميلة ليوم) إضافة إلى فيلم قصير أهداه للمهرجان.

حضور المخرج البرتغالي إلى جانب عدد آخر من كبار المخرجين العالميين، جاء ليؤكد الطابع الاحتفائي لمهرجان هذا العام. هذا المهرجان الذي اختزنت ذاكرته وسجله الذهبي أسماء غالبية المخرجين البارزين في تاريخ السينما ومنهم: روبرت التمان، كين لوش، اندريه فايدا، محمد الأخضر حامينا، بيل اوغيست، انطونيوني، مايك لي، يلماز غوني، الأخوين كوهين، الأخوين تافياني، انجلوبولس، دافيد لينش وفرنشيكو روزي وأمير كورستاريكا.. وتطول القائمة لتشمل ناني موريتي، فيسكونتي، أورسون ويلز، عباس كيروستاني، موريس بيالا، لارس فون تريير، رينيه كليمان، لوي بونويل، كوستا جافراس، فنسنت مينيلي، جوس فانسان، أكيرا كيروساوا، فيديريكو فيليني، مارسيل كامو، كلود لولوش، جين كوبن، شوهي ايماميرو، ستفين سودربيرغ، كوبولا، جاك ايميه، وفيتوريو دي سيكا، رومان بولانسكي وفيم فيندر وشلوندورف ولوي مال وبوب فوس وكانتان تارانتينو ومارتن سكورسيزي... بيرغمان وتاركوفسكي وغودار.

هذه الأسماء المميزة من المخرجين، سواء الأحياء أم من رحل منهم، ما هي سوى دلالة على حجم هذا المهرجان  ودوره، وما هي سوى جزء يسير من الأسماء التي سطرت كلمات فوق كراسة المهرجان الذهبية. ولا ننسى كبار النجوم الذين يجذب بريقهم آلاف المعجبين الذين يحضرون كل عام من مختلف مدن فرنسا وأوروبا، دون أن تكون لديهم فرصة لحضور الأفلام ولكن على أمل التقاط صور تذكارية لبعض نجومهم. 

زودياك... حكاية القاتل الذي ما زال مجهولاً

فيلم قوي عن قصة حقيقية

منذ أسابيع علقت وسائل الإعلام الفرنسية اهتمامًا كبيرًا على الفيلم الأميركي (زودياك) باعتباره سيكون حدث مهرجان كان الستين. ومع أن مخرجه دافيد فنيشر يأتي إلى هذا المهرجان للمرة الأولى، فإنه يعد في طليعة المخرجين المتفوقين منذ نجاح فيلمه (اليين3) عام 1992 الذي حقق دخلاً فاق 300 مليون دولار. ثم جدد نجاحه في فيلم "سيفين" عام 1995، ثم "نادي القتال" وبعده "غرفة الذعر.

في فيلمه الجديد يستند المخرج إلى وقائع حقيقية حدثت في مطلع الستينات في الولايات المتحدة، واشتهرت باسم "زودياك" اللقب الذي أطلق على قاتل جماعي ما يزال حتى الآن مجهول الهوية والملامح. ولم يكتف المخرج بالاعتماد على الرواية التي حملت الاسم نفسه، والتي طبعت 39 مرة وبيع منها 4 ملايين نسخة، بل جمع كما هائلاً من الوثائق والتقى بالأشخاص الذين عايشوا الأحداث  ليبدو فيلمًا أشبه بالوثائقية.

التصدي لهذه القضية التي شغلت الرأي العام الأميركي طويلاً، كان حلم فينشر منذ سنوات وساعده على تحقيق هذا الحلم ماس عدد من المنتجين له وللرواية. في ظل هذا الحماس، كان من الطبيعي أن ينال الفيلم كل ما يحقق له النجاح من وسائل الإنتاج، التي وضعت بين يدي مخرج مشهود له بالمهارة التقنية، لتكون النتيجة فيلمًا احتفظ بالوقائع دون الوقوع في فخ المشاهد الإلزامية للأفلام الواقعية التقليدية.  

هكذا تميز بصيغة إشكالية لأحداث غامضة تتنوع مساراتها، يحاول ضابط شرطة تسيطر عليه فكرة العثور على القاتل أن يجمع قطعها المتناثرة، قبل أن يكتشف أن الملف يزداد غموضًا كلما تقدم في تحقيقه الذي لا نهاية له، والذي تعوقه البيروقراطية الإدارية، لينتهي الفيلم دون نهاية سعيدة، بل ربما دون نهاية. التشديد على عدم إلقاء القبض على السفاح الشهير يعزز فكرة العدو الخفي الغامض الميول والهوية، فكرة عدم التأكد من الحقيقة. فينشر إعتمد نسيجًا متلاحقًا من الأحداث الغامضة التي تغذي الشكوك، تصل إلى حد عدم التأكد من عدد الضحايا الذي تراوح بين 13 إلى 30 قتيلاً. وقد نجح المخرج في مهارته الإخراجية، كما نجح في إدارة الممثلين الذين تألقوا في أدوارهم وخصوصًا جاك جيلينهال في شخصية المصور أو الرسام ومارك روفالو في شخصية الشرطي الفضولي الذي اضطر إلى الإبتعاد عن عمله كي يتفرغ للبحث عن زودياك. بهذه المواصفات الفنية وعلى خلفية موسيقى تصويرية جميلة، تابع المشاركون في المهرجان هذا الفيلم الأميركي الذي يعتبر من بين الأفلام الجيدة دون أن يصل إلى مستوى التحفة الفنية

الفيلم الروماني .. أربعة أشهر وثلاثة أسابيع ويومين

فيلم متوسط عن مرحلة الديكتاتورية في رومانيا

عند قبلة فيلم وان كار واي التي أحيت حفلة الافتتاح والجمهور، انتقل المهرجان إلى فيلم روماني يفتقد البهجة ويعكس صورة المرارة التي عاشها سكان رومانيا في ظل دكتاتورية شاوشيسكو. بكثير من التقشف وباعتماد حركة كاميرا بطيئة تقابلها ثرثرة متلاحقة لبطلة الفيلم، صور المخرج كريستيان مانجيو عمله الذي نفذه بإتقان ومهارة.

قصة الفيلم تتناول حالة حمل غير مشروع لطالبة جامعية تتقاسم غرفتها في سكن للطالبات في بوخارست. تستعين الطالبة بزميلتها في السعي إلى  حل لورطتها التي بدأت قبل (أربع أشهر وثلاثة أسابيع ويومين) ومن هنا جاء عنوان الفيلم.

المشكلة تأخذ بعدها المأسوي نظرًا للظروف الخاصة برومانيا والنظام السياسي الصارم فيها، إذ كان من الصعب العثور على طبيب مستعد لإجراء عملية إجهاض سرية للتخلص من ثمرة علاقة آثمة. ولأن الفتاة عاجزة عن دفع ثمن العملية يطلب الطبيب الذي تعثر عليه الثمن عينيا، أي جسدها! وبما أن حالتها بعد العملية لا تسمح بذلك يعرض أن تحل صديقتها محلها في دفع الثمن.

رغم اشمئزازها، تقبل الصديقة الشريكة أن تضحي بنفسها وكأنها أصبحت بدورها آثمة وبشعة. أجواء فقر وتعسف يعيشها الشباب في رومانيا، لا يخفف من آلامهم حدث مفرح أو تنظير بعض أساتذتهم الجامعيين. ومن هؤلاء الشبان، ذلك الذي يحب بطلة الفيلم التي ضحت بنفسها لإنقاذ شريكتها. في منزل والدي الشاب وعلى مائدة الطعام والشراب ووسط ثرثرة سطحية، تجد البطلة نفسها غارقة في وحدة تزيدها شكوك بأن حبيبها قد خانها مع امرأة ما، ربما شريكتها في الغرفة، وبأنه قد يكون والد الطفل الذي دفعت جسدها ثمنًا لإجهاضه..

حول الشك والخوف المزمن في ظل التعسف والإرهاب، تتحطم سعادة الفتاتين والشاب. فيلم شاحب تسكنه المرارة والفشل في الحب وفي السعادة وفي الدراسة... فشل لا يمكن معه سوى الاستمرار في الحياة أو بالأحرى الاستمرار في عملية محاولة البقاء على قيد الحياة.

كان يمكن لهذا الفيلم المتوسط المستوى أن يجد مكانه قبل رحيل شاوشيسكو عن الحياة السياسية في رومانيا، لكنه يبقى تذكيرًا بمرحلة خرجت منها رومانيا إلى فضاء حرية أكثر اتساعًا، وإن لم تكن ديمقراطية بالكامل.

####

ليالي التوتية يفتتح المسابقة الرسمية

قصي الصالح الدرويش يكتب من كان

وسط أجواء احتفالية، إنطلقت فعاليات الدورة الستين لمهرجان كان السينمائي الذي احتفى هذا العام بعدد كبير من السينمائيين، سواء من المشاركين في المسابقة الرسمية للتنافس على أفضل الأفلام أم من خارجها، أكثر من خمسة آلاف صحافي  وحوالى 15 ألف من العاملين في قطاع السينما صناعة وتوزيعًا

وتجارة وإعلانًا، كانوا هذه السنة على موعد مع المهرجان، فقد دعت إدارة المهرجان الذي يعد بحق أهم تظاهرة في تاريخ السينما. تتضمن احتفالية هذا العام عرضًا لفيلم مشترك يتناول "قاعة السينما" شارك فيه 35 مخرجًا عالميًا من بينهم المصري يوسف شاهين والفلسطيني ايليا سليمان. وفي هذه التظاهرة الإستثنائية، إختير فيلم my blueberry nights  للمخرج الصيني ونغ كار واي لإفتتاح المسابقة الرسمية، مع العلم أنه سبق له وحصل على جائزة أفضل إخراج عام 1997 عن فيلم "سعداء سوية"، كما ترأس لجنة التحكيم العام الماضي.

يتناول كار واي في فيلمه الجديد عالم الوحدة والإنهيار عبر سلسلة من التقاطعات المتوازية لشخصيات الفيلم التي جاءت من مسافات بعيدة وقريبة تجمعها المتنافرات المشدودة بينها في خليط من الكآبة والحميمية، حيث يهرب كل شخص من ذكرياته وآلامه، كما هي حال اليزابيث الفتاة الجميلة التي تنطلق في مغامرة عبر أميركا، باحثة عن مداواة قلبها الجريح، بعد أن تركها حبيبها من أجل امرأة أخرى. وفي إحدى محطاتها تعمل كنادلة في مقهى يمتلكه رجل كان عداءً للماراتون، وفي ليلة من القلق والغضب لا تجد سوى صاحب المقهى للتحدث معه عن حبها الضائع أو عن أي موضوع آخر بحيث لا تبقى وحيدة .. وحيدة مهاجرة.

في إيقاع سريالي تشوبه متعة غامضة دافئة ومع فطيرة "التوت البري" تبدأ اليزابيث مرحلة جديدة من البحث عن كينونة جديدة مختلفة، كينونة تبحث فيها عن العمل الذي تنشغل به وعن فكرة توفير لتمكنها من شراء سيارة لها. مرحلة ترتبط خلالها بصداقات مع زبائن طموحاتهم أكبر من طموحاتها ومنهم شرطي تركته زوجته لأجل رجل آخر، شرطي ضائع يبحث عن مدى للفراق، عن كينونة لا يجد لها مسارًا آخر غير البعد والإنتحار.  كذلك هناك لاعبة القمار السيئة الحظ، والتي تقترض المال من اليزابيث بغية استرداد خسارتها لقاء مشاركتها الربح أو إعطائها سيارتها في حالة الخسارة. وتتطور العلاقة بينهما لتجد اليزابيث متعة المغامرة مع شريكتها الجديدة التي لا تنفك عن الخسارة.

مع المغامرة تخرج اليزابيث من دور المتفرجة لتصبح بشكل من الأشكال شريكة، وتنطلق إلى فضاء أكثر حرية يحملها نحو مسار جديد لرجل آخر هو عامل المقهى الذي التقاها ليلة، قبلها خلالها وهي نائمة (بدا على وجهها الارتياح وهي نائمة). عبر المصائر المنفردة للشخصيات المتقاطعة، تبدأ اليزابيث في فهم أن رحلتها الشخصية ما هي سوى بداية سبر أعمق لذاتها.  رغم ما يبدو من عدم ترابط بين شخصيات الفيلم، لكنها في لحظتها تعبر جميعها عن مسار ثابت يكون بمثابة بوصلة جديدة تجد فيها البطلة ثباتًا لحياة أخرى مع رجل جديد.

يشار إلى أن هذا الفيلم هو باكورة أعمال المخرج الصيني الكبير باللغة الإنكليزية. ويتميز بأنه له كينونة خاصة لا صينية ولا أميركية، فيلم له عالمة القائم بذاته. فيلم برع فيه الممثلون، خاصة مغنية الجاز الشهيرة نورا جونز التي بدت وكأن الدور فصل على مقاسها. 

إلى جانب فيلم الافتتاح، تضم المسابقة الرسمية 22 فيلمًا بعضهم لمخرجين نالوا السعفة الذهبية مثل امير كوستاريكا عامي 1985 و1995 وكانتان تارانتينو الذي نالها عام 1994 عن فيلم pulp fiction والأخوين كوهين عام 1991 عن بارتون فينك وجوس فإن سانت الذي نالها عام 2003 عن فيلم elephant .

حفل الإفتتاح الذي يعلن انطلاقة المهرجان ستقدمه الممثلة الألمانية ديان كروجر سيبدأ بعرض فيلم قصير للمخرج دافيد لينش بعنوان absurda وهو هدية عيد ميلاد من السينمائي للمهرجان.

موقع "إيلاف" في

17.05.2007

 
 

انطلاق مهرجان «كان» السينمائي..

وتلفزيون دبي يتابع الوقائع

دبي ـ البيان: انطلقت مساء أمس، فعاليات الدورةالستين لمهرجان كان السينمائي الدولي بعرض فيلم الافتتاح «أمسياتي العنابية» للمخرج وونغ كار واي (من هونغ كونغ)، وقد سبق الافتتاح وصول النجوم العالميين الذين توافدوا للمشاركة في هذه التظاهرة العالمية وسط تحلق مئات المصورين بعدساتهم الفوتوغرافية والتلفزيونية حولهم لتسجيل لحظات تاريخية في حياة السينما العالمية.

وفي السياق ذاته، سافر الطاقم الفني العامل على برنامج استوديو 24 في تلفزيون دبي إلى كان عاصمة السينما الفرنسية، لتغطية فعاليات المهرجان لهذا العام التي تستمر لغاية السابع والعشرين من الشهر الجاري. وستجري مقدمة البرنامج ديالا مكي مقابلات حصرية وتحقيقات وتقارير مع نخبة من الفنانين والممثلين المشاركين في واحدة من أكبر تظاهرات السينما في العالم. وسيتم عرض حلقات مهرجان كان السينمائي يومي 22 و 29 مايو على شاشة تلفزيون دبي في الساعة العاشرة والنصف بتوقيت الإمارات. ويعود تاريخ مهرجان «كان» الذي أقامته رابطة فرنسية تحت رعاية وزارتي الثقافة والخارجية إلى ما قبل العام 1939؛ حيث كان من المقرر أن يقام في ذلك العام؛ لكن تم تأجيله بسبب الحرب العالمية الثانية؛ وأقيمت دورته الأولى في 20 سبتمبر عام 1946.

وعادة ما تختار لجان المهرجان حوالي 50 فيلماً طويلاً، و30 فيلماً قصيراً ويشمل البرنامج الرسمي للمهرجان مسابقة الأفلام الطويلة ـ أغلبها أفلام روائية وبعضها تسجيلي، وتتراوح من 20 إلى 24 فيلماً ـ ومسابقة الأفلام القصيرة؛ وأفلام الطلبة (سيني فونديشن)، وهي اختيار رسمي من المهرجان، وبرنامج نظرة ماوتشارك فيه أفلام متميزة، ولكنها لم تصل إلى المشاركة في المسابقة. ويتضمن البرنامج الرسمي أيضاً أفلاماً خارج المسابقة، وفيلمي الافتتاح والختام، وعروضاً خاصة، فضلاً عن قسم أسبوع النقاد الذي تنظمه جمعية النقاد في فرنسا، وقسم أسبوعي المخرجين الذي تنظمه جمعية المخرجين، علاوة على الأفلام التي تعرض في سوق الفيلم، ويشمل المهرجان أيضاً عروضاً مختارة تحت عنوان كلاسيكيات كان. وأضاف المهرجان قسمين جديدين داخل إطاره الرسمي، وهما: قسم سينما الأطفال، وبرنامج كل سينمات العالم الذي يسلط الضوء على سينما دول مختارة، كما يضم المهرجان أيضاً أنشطة أخرى كثيرة في برنامجه الرسمي. أما أهم الجوائز فهي مسابقة الأفلام الطويلة؛ التي تمنح جوائز أفضل: ممثل، ممثلة، مخرج، سيناريو، وجائزة لجنة التحكيم لأفضل عنصر فني، السعفة الذهبية.

وتأتي جائزة «السعفة الذهبية» لتتوج أفضل أفلام المسابقة، وتليها أهمية جائزة كاميرا دور أو الكاميرا الذهبية، وتمنح للعمل الأول في كل أقسام المهرجان الرسمية، وتهدف إلى إبراز موهبة المخرجين ومساعدتهم على إنجاز عملهم الثاني؛ وهي جائزة مادية وعينية، أما مسابقة (سيني فونديشن) فتمنح هي الأخرى جوائز مادية كبيرة، ولكنها أقل قليلاً من «كاميرا دور». وتمنح مسابقة الأفلام القصيرة جائزة أفضل فيلم، وجائزة لجنة التحكيم لفيلم أو اثنين، وهناك جوائز أخرى عديدة تمنح خارج الإطار الرسمي تقدمها جهات مختلفة، منها لجنة الأديان وغيرها.

يذكر أن برنامج استوديو 24 يقدم أخبار السينما والموسيقى والتلفزيون والترفيه، فضلاً عن آخر أخبار النجوم ومشاريعهم الفنية الحالية والمستقبلية وحياتهم العائلية والاجتماعية، وإنجازاتهم وخيباتهم، كل الأفلام الجديدة، ونظرة أولى على الأفلام المقبلة، تغطية شاملة للمهرجانات العالمية والجوائز السينمائية، الموسيقية والتلفزيونية، آخر الألبومات الغنائية، حفلات الفنانين وجولاتهم العالمية، إضافة إلى تقديم المقابلات الحصرية مع نجوم السينما والتلفزيون والغناء.

البيان الإماراتية في

17.05.2007

 
 

افتتاح مهرجان 'كان' الستين بفيلم أميركي صيني

قائمة 'الاختيار الرسمي': 90 فيلما من 33 دولة

افتتح أمس في احتفال كبير مهرجان 'كان 'السينمائي الدولي الستون، بحضور عدد كبير من نجوم السينما العالمية في قاعة 'لوميير' الشهيرة بقصر المهرجان، في مدينة 'كان'، جنوب فرنسا، وسبق عرض الحفل الذي تتسابق وسائل الإعلام على نقل وقائعه إلى شاشات التلفزيون في أنحاء العالم حفل استعراضي آخر مثير، يمنح المهرجان جماهيريته الساحقة، إذ يحتشد الآلاف من جمهور وضيوف المدينة لرؤية نجوم السينما العالمية، وهم يسيرون على السجادة الحمراء الشهيرة التي تتناثر عليها الورود أمام قصر المهرجان، ويتقدمون باتجاه السلم الصاعد الى بوابة المسرح، حيث يقوم رئيس المهرجان جيل جاكوب، ومندوب المهرجان العام تيري فريمو باستقبالهم، وتتزاحم كاميرات التلفزيون والمئات من المصورين على التقاط الصور لهم، وهم يردون على تحية الجماهير وصيحات المعجبين وصراخ المصورين قبل أن يدلفوا الى الصالة.

وتدق الأجراس في 'كان' معلنة عن انطلاقة المهرجان السينمائي الكبير، و'أعظم استعراض في العالم' للأفلام ونجوم السينما، وأكبر 'تجمع' دولي للسينمائيين من أنحاء المعمورة، بعدما استطاع المهرجان الذي يحتفل خلال هذه الدورة ـ في الفترة من 11 إلى 27 مايو ـ بعيد ميلاده الستين، أن يشكل بفعالياته ومسابقته، وعروضه وأفلامه، ونجومه وحفلاته، فاترينة أو 'واجهة' للسينما العالمية بتياراتها واتجاهاتها، موظفا 'الفن السابع' كأداة للتأمل والتفكير في وضعنا الإنساني، ومشاكل وأزمات وحروب عصرنا، وتناقضات مجتمعاتنا، وبحيث لا تغيب السياسة أبدا عن المهرجان.

ولن ننسى له أبدا ـ إذا نسينا ـ كيف لجأت إدارة المهرجان سرا إلى تهريب فيلم 'الطريق' YOL لايلماظ جوني من تركيا، لكي يشارك في مسابقة المهرجان، وإذا به يفوز بجائزة السعفة الذهبية مناصفة مع فيلم 'مفقود MISSING للفرنسي كوستا جافراس، وكان ايلماظ آنذاك يقضي فترة عقوبة حبس في احد سجون تركيا، لكن المهرجان نجح في تهريبه من السجن، لكي يحضر ويتسلم جائزته في حفل ختام المهرجان، وسط صيحات التهليل والانتصار والفرح، مع حقوق الإنسان في 'كان' وضد جميع أشكال الظلم والقهر، وقمع المواطن الفرد في العالم.

كان الستون: لكل سينماه

وليكشف مهرجان 'كان من هنا، حيث انطلق أعظم 'حكواتية' السينما في عصرنا، من أول الفرنسي جان رينوار، مرورا بالايطالي روسوليني، والفرنسي تروفو، والبريطاني مايك لي، والسويدي برجمان، والمصري شاهين، والايراني كيروستامي، والايطالي فيسكونتي، والسويسري جودار، وحتى ترانتينو وجيمس جراي وكوستوريكا في سينما ما بعد الحداثة. يكشف في كل دورة هكذا عن وضع الحريات في العالم، فيكتب قصة الأرض، ويحكي عن كوكبنا، في مرآة السينما.

عرض 'كان' في حفل الافتتاح فيلم MY BLUEBERRY NIGHTS للمخرج الصيني ونج كار وي (حالة حب) الذي تضطلع ببطولته مغنية الجاز الأميركية نورا جونز (ابنة الموسيقار الهندي الكبير رافي شانكار) وهو أول دور بطولة لها في السينما، وأول فيلم لمخرجه الصيني في أميركا، وتنافس على الفوز بجائزة 'السعفة الذهبية' PALME DOR في مسابقة المهرجان الرسمية خلال دورته الستين هذه 22 فيلما، بحضور مخرجيها وأبطالها من النجوم، وتضم قائمة 'الاختيار الرسمي '91 فيلما تتوزع على عروض المسابقة وخارج المسابقة، وعروض منتصف الليل، والتظاهرات المرافقة مثل تظاهرة 'نظرة خاصة' وكلاسيكيات كان، وتدور ماكينات العرض في 'كان 'حتى مطلع الفجر مع الضوء الساقط علي شاشات المهرجان المتعددة بلا هوادة.

ويعرض المهرجان خارج المسابقة فيلما تسجيليا طويلا للأميركي مايكل مور، لاشك في انه مثل اغلب أفلامه سوف يثير عاصفة من النقاش والجدل، لما عرف به من موقف مناهض لسياسات حكومة بوش، كما يكرم المهرجان مجموعة كبيرة من النجوم والممثلين والمخرجين في العالم، من ضمنهم أعظم ممثل في رأينا عرفته السينما العالمية قاطبة، الا وهو الأميركي مارلون براندو 'رصيف الميناء' وهنري فوندا ـ بحضور ابنته جين فوندا ـ والمخرجين الفرنسيين كلود ليلوش وموريس بيالا 'في نخب حبنا' والممثلة البريطانية المغنية جين بيركين.

الحضور العربي.. سكر بنات

وفي غياب أفلام السينما العربية والأفريقية عن المهرجان في قائمة 'الاختيار الرسمي' OFFICIAL SELECTION يعوض عن ذلك حضور بلدنا العربي لبنان في تظاهرة 'كل سينمات العالم'، فينظم له المهرجان بالتعاون مع 'مؤسسة سينما لبنان' يوما (الاثنين 21 مايو) يعرض فيه مجموعة من الأفلام اللبنانية الجديدة المتميزة مثل 'فلافل' لميشيل كمون و'أطلال' لغسان سلهب و 'يوم آخر' للثنائي اللبناني جوانا حاجي وخليل جريج وغيرها، ويشارك الثنائي المذكور بمشروع فيلمهما الجديد 'لا استطيع العودة الى المنزل' في ورشة كان ATELIER ، حيث يعرض المهرجان 15 مشروعا على المنتجين الموجودين في المهرجان من ضمنها أيضا مشروع فيلم مغربي 'بين قوسين' لهشام فلاح وشريف تريباك، لبحثها ولمناقشة أصحابها والمشاركة في إنتاجها، وتنظم 'مؤسسة سينما لبنان' ندوة موسعة عن أوضاع السينما اللبنانية الراهنة ومشاكلها، في نهاية ذاك اليوم المخصص لسينما لبنان.

ويعرض المهرجان في فيلم الاحتفال بعيد ميلاده الستين فيلما عن القاعات السينمائية، بمشاركة مخرجنا العربي الكبير يوسف شاهين (جائزة 'كان' الخمسيني عن مجمل أعماله) والمخرج الفلسطيني الشاب الصاعد إيليا سليمان (الجائزة الخاصة للجنة التحكيم) وأكثر من ثلاثين مخرجا من أنحاء العالم، حيث يعرض لكل واحد منهم فيلم صغير مدته 3 دقائق داخل الفيلم الكبير 'لكل سينماه'، وتتضمن قائمة المخرجين المشاركين في صنعه أسماء مخرجين 'حكواتية' كبار، وبعضهم حصل على سعفة 'كان' الذهبية في دورات سابقة للمهرجان: مثل اليوناني ثيو انجلوبولوس، والصربي أمير كوستوريكا والفرنسي رومان بولانسكي والالماني فيم فندرز والامريكي جوس فان سانت والايراني عباس كيارستمي والمخرجة الوحيدة في تاريخ المهرجان الفائزة بسعفته الذهبية النيوزيلندية جين كامبيون 'درس البيانو' وغيرهم.

وعلى الطرف الآخر من 'كان' ـ خارج قائمة 'الاختيار الرسمي' ـ يعرض فيلمان لبنانيان في تظاهرة 'نصف شهر المخرجين' المستقلة هما فيلم 'سكر بنات 'لنادين لبكي ـ فيلمها الروائي الأول، ويشارك في مسابقة' الكاميرا الذهبية 'CAMERA DOR، وفيلم 'الرجل التائه' لدانيال عربيد، فيلمها الروائي الثاني بعد 'معارك حرب'.

وينظم مهرجان 'كان 'INTERNATIONAL FILM FESTIVAL حفلا خاصا للجزائر، يعرض فيه فيلم المخرج الفرنسي من أصل جزائري مهدي شاريف بعنوان 'خرطوشة جلواز'. والجدير بالذكر أن المخرج الأميركي الكبير مارتين سكورسيزي سيلقي 'درس السينما' هذا العام في المهرجان، وسيقدم ايضا لمجموعة جديدة من الأفلام الكلاسيكية القديمة التي جرى ترميمها، من ضمنها فيلم 'الأيام الأيام' للمخرج المغربي أحمد المعنوني وفيلم 'كابوس دراكيولا' وبعض الأفلام التي مثلها وأخرجها الممثل البريطاني القدير لورانس اوليفييه عن مسرحيات لشكسبير.

القبس الكويتية في

17.05.2007

 
 

بين الشاشتين:

غياب السينما العربية عن مسابقة كان

فيكي حبيب

غياب السينما العربية عن المسابقة الرسمية لمهرجان «كان» الدولي، يعيد طرح السؤال حول دور التلفزيون في دعم الفن السابع في بلادنا. ففي حين يبدو الشرخ كبيراً بين الشاشة الصغيرة والشاشة الكبيرة، تأتي الأخبار من الدول المتقدمة عن إمكان الوصول الى وحدة ما بين الفنين: التلفزيون الذي يموّل السينما، والسينما التي تضخ للتلفزيون مواد إبداعية لا تنتهي. هذا في الغرب، حيث الوعي الجماعي بأهمية الفنون، بخاصة الصورة، متقدم. فهل ننتظر طويلاً قبل ان يتحقق لنا ذلك؟

لو عدنا قليلاً الى وراء، تحديداً الى مثل هذه الأيام عام 1997، يوم اعتلى المخرج الكبير يوسف شاهين مسرح «كان»، ليتسلم جائزة خمسينية المهرجان عن مجمل أعماله، نذكر أن سينمائيين عرباً كثراً شعروا ببصيص أمل. أولاً لأن ما يمكن أن يحصل لأحدهم، قد يتكرر لأي مجتهد منهم... وثانياً، وهو الأهم، للبشرى السارة التي تناهت الى مسامعهم حينها، عن إعلان أحد أبرز مسؤولي المؤسسات التلفزيونية مبادرة تدعم أي سينمائي عربي يشارك في مهرجان عالمي.

طبعاً كانت النية حسنة، ولكن كالعادة جرت الرياح بما لا تشتهي السفن. فما وعد به المسؤول لم يتحقق، والمبادرة لم تتخط المستوى اللفظي... وهكذا، بسرعة، خاب حلم سينمائيين شبان آمنوا بتعزيز العلاقة بين السينما والتلفزيون. وتبددت مشاريع كثيرة، كان يمكن أن تبصر النور لو نالت دعم الشاشة الصغيرة وتمويلها.

اليوم، وبعد عشر سنين، السينمائيون الشبان باتوا أقل شباباً، وكثيرون منهم ما زالوا ينتظرون.

ولكن يبدو أن سنوات الانتظار لن تطول أكثر. فالأخبار مشجعة، والخطوات الأولى بدأت تتضح معالمها شيئاً فشيئاً.

«العربية» تضع الحجر الأساس لتطوير السينما الوثائقية.

و«راديو وتلفزيون العرب» (آي آر تي) يضع الركيزة الأولى لمساهمة التلفزيون في تطوير السينما الروائية. وبين هذا وتلك الرابح الأكبر هو الفن السابع العربي، الذي ستشهد ساحته نشاطاً متزايداً، يعوّل عليه أهل السينما، ومحبو هذا الفن.

فكيف يمكن عشاق السينما ان يمروا مرور الكرام أمام «ملتقى قناة العربية الإبداعي الأول لصناعة الأفلام الوثائقية» الذي اختتم ليل أول من أمس، ووزع جوائزه... خصوصاً ان الهدف المعلن هو إتاحة الفرصة للمواهب السينمائية بتنفيذ أفلام، وتبادل أفكار مع المنتجين، أملاً بالحصول على الدعم والتمويل؟ وكيف يمكن تجاهل أخبار إنشاء «آي آر تي» مجلساً من أهل الاختصاص في عالم السينما لاختيار السيناريوات بهدف المساهمة في إنتاج الأفلام العربية؟

هنا، لا بد أن نثني على جهود «العربية» و«آي آر تي» في هذا المجال، خصوصاً ان المبادرة الأولى (مبادرة «العربية») ستتحول ملتقى سنوياً لاكتشاف المواهب، والثانية (مبادرة «آي آر تي») هدفها تعزيز السينما العربية على المدى الطويل.

وبما ان طريق الألف ميل تبدأ بخطوة، من شأن خطوات من هذا النوع ان تساهم في نهضة السينما العربية، وضخ التلفزيون بمواهب حقيقية في بلادنا... فمن يدري، ربما في السنوات المقبلة، وبفضل التلفزيون، تسطع شمس السينما العربية في المهرجانات العالمية، وربما بفضل السينما يسطع بريق التلفزيون العربي بأعمال كبيرة.

الحياة اللندنية في

17.05.2007

 
 

إفتتاح الدور الـ 60 لمهرجان كان

كانّ - من هوفيك حبشيان

"ما أشبه الامس باليوم وما أشبه اليوم بالامس"، نقول لأنفسنا اذ نشاهد المخرج الصيني وونغ كار ــ واي وهو يتسلق السجاد الاحمر مجدداً، بعد سنة من توليه رئاسة لجنة التحكيم، هنا، في هذا المكان ذاته، الذي شهد على سجالات قاتلة بينه وبين سائر اعضاء لجنة التحكيم قبل أن يستقر خيارهم، آنذاك في العام الماضي، على فيلم كين لوتش. وها هو الآن ينضم الى زملائه، مخرجاً مثل سائر المخرجين، متنازلاً لستيفن فريرز عن منصب الـ"كوماندانتي"، منزلقاً في وضع لا يُحسد عليه البتة، لينتظر حكم الآخرين على فيلمه الجديد "ليالي العنبيّة" الذي افتتحت به مساء أمس الدورة الستون لمهرجان كانّ المستمرّ الى 27 أيار الجاري. دورة يقال عنها انها ستكون استثنائية بكل المقاييس، احتفالية وفنية وثقافية على حدّ سواء، فلننتظر ونر...

بعد مرور عشر سنين على اقتناص كار - واي جائزة الاخراج عن فيلمه "سعداء معاً"، عودة مؤثرة اذاً يقوم بها مخرج سرقته الولايات المتحدة، مسافة فيلم أو أكثر ربما، اذ انه لجأ اليها، مكاناً ولغة وممثلين، لينجز "ليالي العنبيّة" وهو أول فيلم أميركي له، علماً انه عرف كيف يحافظ على اصالته الاخراجية المتجسّدة في حركات الكاميرا الغنائية، وكأنها بيت من قصيدة. نعم، انها لعودة مؤثرة، ذلك ان قراراته تنم عن خيارات رجل مشبّع بالرقة والتعاطف، لا خيارات فنان ينتقل من مشروع الى آخر بلا رابط روحاني الى الاشياء التي يصنعها. مؤثرة ايضاً هذه العودة، لأنه اعاد كار ــ واي تصنيع ذاته من خلاله، في قالب أميركي صادق، مداوراً الرومانسية العذبة، بترف فكري كبير، وهو الشيء الذي اتسم به في أي حال عند اطلالته أمس أمام الجمهور في رفقة فريق العمل، وفي صحبة نورا جونز التي حبت الفيلم اداء متماسكاً يغوي البصيرة، في دور هو الاول لها، هي المغنية التي صارت ممثلة كرمى لموهبة كار ـــ واي وحسّه السينمائي الذي قلّ نظيره. أما العنصر الآخر الذي منعنا من أن نلومه على "مغامرته الاميركية"، فهو قدرته على تقديم تنويع جديد لفيلمه "في مزاج الحبّ" بمزاج أميركي هذه المرّة، مع العلم انه لم يتوانَ عن ايجاد فرص لتصادم الثقافات، ثقافته هو، الصينية الصارمة، في مقابل ثقافة نورا جونز، الاميركية التي لا تشبه الاميركيات البتة، على رغم انها صنيعة تلك الثقافة.

مع اختيارها "ليالي العنبيّة" فيلماً للافتتاح، قاطعت ادارة كانّ التقليد الذي كان سائداً منذ بضع سنوات وهو منح الاميركيين هدية شبه مجانيّة لترويج أفلامهم عبر اختيار اعمال تطمح الى الايرادات القويّة لعرضها في هذه الليلة التي تشهد أعلى نسبة تغطية اعلامية. ولكن يبدو انه بعد الانتكاسة التي كان عرضة لها "شيفرة دافينتشي"، كان القرار القاضي برفع مستوى الاعمال التي تفتتح كانّ. لكن، مرّة أخرى لم يكن الخيار موفقاً، اذ قسم كار ــ واي المشاهدين، بين مؤيد ومعارض لاسلوبية كار ــ واي، ولكن من غير ان يولّد جدلاً حوله، الأمر الذي يحلو لادارة كان اثارته. فلم تستقبله الصحافة بحفاوة كبيرة، اذ كان التصفيق له فاتراً وغائباً في بعض الاحيان.

كل الحوادث الصغيرة والكبيرة في "ليالي العنبيّة" تتمحور على شخصية اليزابيت (جونز). انه قصتها التي نسمعها في البدء في مقهى جيريمي (جود لو) المتواضع في مدينة نيويورك، وهو المكان الذي ترتاده وتتناول فيه فطيرة بالتوت الأزرق متأملة المشهد الخارجي عبر النافذة. ذات مساء تحكي إليزابيت جيريمي عن هجرة حبيبها لها. وحين تختفي إليزابيت عن نظره، يصبح واضحاً أنها غادرت المدينة، بغية الاستقرار في مكان آخر وفتح صفحة جديدة في حياتها. لكن إليزابيت ستلتقي خلال رحلة السفر التي ستقوم بها أشخاصاً مختلفي الطباع يعيشون صراعات داخلية.

صُوِّرت مشاهد الشريط في مدينة نيويورك الساحرة، وفي الطريق العام الأميركي "روت 66" الذائع الصيت والحافل بالمشاهد الخلابة، كذلك امتاز بفخامة أمكنته، على غرار أفلام كار ــ واي الأخرى، "سعداء معاً"، و"في مزاج الحب" و"2046" التي اتسمت بالصفات ذاتها، لذا كان يتعين على هواة السينما مشاهدة "ليالي العنبيّة" حتى لو اثار امتعاض البعض، علماً ان كار ــ واي يشارك في مشروع الفيلم الجماعي الذي سيقدم في مناسبة مرور 60 عاماً على انطلاق كانّ، الذي انجزه سينمائيون عالميون انطلاقاً من موضوع مشاهدة فيلم في صالة سينما ومعناها بالنسبة اليهم.

وعليه، فقبل الانكباب على جدولة سينمائية تعد الافضل منذ دورات بعيدة، نقداً ومشاهدةً، مناقشةً وتداولاً، اجتمع أمس للمرة الاولى اعضاء لجنة التحكيم برئاسة صاحب فيلم "الملكة" ستيفن فريرز وعضوية كلّ من ماغي تشونغ وماريا دو ماديروس وطوني كوليت وسارة بولي وماركو بيلوكيو وأورهان باموك وعبد الرحمن سيساكو... ونأمل أن تكون صدورهم رحبة لتتسع لكل ما هو مستجد ومثير ومختلف. بيد ان المفاجأة الكبرى أمس صنعها المخرج الاميركي الكبير ديفيد لينش الذي اهدى الى المهرجان فيلماً قصيراً سمّاه "أبسوردا"، وذلك في سهرة الافتتاح التي جرت على شرف عميد السينمائيين في العالم مانويل دو اوليفيرا، الذي لا يزال يعمل في السينما منذ عهد الصامت، كذلك على شرف الاميرة شو ــ كي، التي اضافت بعض الوهج والاناقة الى أمسية قدمتها الحسناء ديان كروغر، وكان لها محطات متتالية من الابتسامات المحيّرة والضحك!

النهار اللبنانية في

17.05.2007

 
 

انطلاق المهرجان بـ «ليالي بلوبيري»

السينما الأميركية حاضرة بقوة... ولكنها ليست سينما ساركوزي

كان (جنوب فرنسا) - ربيع إسماعيل

كما كان متوقعاً تماماً، كان افتتاح الدورة الستين لمهرجان «كان» السينمائي في المدينة الساحلية في الجنوب الفرنسي مميزاً. أولاً من ناحية الصخب والحضور ذلك أن أهل المهرجان وأهل السينما وأهل الصحافة ناهيك عن الجمهور العريض، ما كان في امكانهم ان يفوتوا فرصة بلوغ المهرجان الـ 60 من عمره، من دون أن يقيموا للمناسبة احتفالاً صاخباً يضج بألوف المشاهدين داخل الصالة وخارجها ومئات النجوم والممثلين وألوف الصحافيين والتقنيين وغيرهم.

وكان مميزاً بعد ذلك بفيلم الافتاح المنتظر منذ زمن بعيد منذ ما لا يقل عن عام، ذلك أن أهل السينما، محبي أفلام الصيني وونغ كارواي كان يستبد بهم فضول إيجابي لمعرفة كيف سيكون فيلمه الأول الذي يحققه خارج نطاق عالمه الصيني. والنتيجة حتى الآن تبدو مرضية وإن كان الوقت أبكر من أن يسمح بإلقاء نظرة نقدية على الفيلم وعنوانه «ليالي بلوبيري». منذ الآن يمكن القول فقط إن كارواي لم يخيب الآمال، ولا خيبتها نورا جونز المغنية المعروفة التي تخوض هنا تجربتها الأولى في عالم الفن السابع. فيلم الطريق الرومانسي هذا الذي أول ما يلاحظ فيه امتلاؤه بقبلات لا تنتهي.

قال كارواي عنه، حين ألح عليه الصحافيون كي يتكلم، وهو قليل الكلام عادة، انه بالنسبة إليه، فيلم إجازة «حققته خلال سبعة اسابيع فقط، مع ممثلين، هم كثر إلى جانب نورا جونز، من جاد لو الى ناتالي بورتمان... الخ»، تعاملوا معه ومع الفيلم كاصدقاء مقربين. وأضاف كارواي ان الذين لا يحبون تجربته الأميركية الأولى هذه ما عليهم إلا أن ينتظروا عاماً، حتى يروا تجربته المقبلة «سيدة من شانغهاي» مع نيكول كيدمان. هذه المرة هل هناك علاقة بين الفيلمين؟ سألناه. أجاب: «بالتأكيد فدائماً لدي علاقة بين كل فيلم احققه والسابق عليه». هل ينطبق هذا القول على «ليالي بلوبيري»؟ «إلى حد كبير أجل». وأعتقد بأن الذين يتابعون أعمالي لاحظوا ان أصل فيلمي الجديد هذا موجود في فيلم قصير كنت حققته مع طوني لنغ وماغي شنغ. إذ يقول كارواي: «يتضح الأمر بسرعة إذ تعود إلى المستمع ذاكرته»، طبعاً كان هناك فيلم الطريق القصير الذي لعبه يومذاك نجماه المفضلان اللذان سينتحر واحد منهما (طوني لنغ) في الحياة الحقيقية بعد ذلك.

أميركا وأميركا

بعيداً عن هذه الذكريات إذا كنا نبقى مع فيلم كارواي الجديد - الذي سنعود إلى الحديث عنه في رسالة مقبلة - نقول إنه آذن بمهرجان كبير. إذ من المعروف في «كان» عادة ان فيلم الافتتاح بالاستقبال الذي يحظى به، يعطي العلامة. والعلامة انطلاق من الافتتاح جيدة.

ومع هذا لا يمكن القول بالتأكيد منذ الآن إن كل شيء مضمون، ذلك أن الغياب شبه الكلي للسينما الأوروبية الغربية، باستثناء الحضور الفرنسي اللافت وغياب السينما العربية والافريقية والأميركية اللاتينية، ولو نسبياً يعطي انطباعاً غير مريح عن مهرجان تسيطر عليه السينما الأميركية كلياً، في البرامج الاساسية على الأقل. ذلك انه إذا كان ثمة من ملاحظة اساسية يمكن التوقف عندها فهي ان أميركا تعود إلى «كان» هذه المرة بقوة مدهشة وبكثافة علينا ان نعود سنوات طويلة إلى الوراء حتى نعثر على ما يوازيها.

ولكن يبقى السؤال أي أميركا؟

بالتأكيد ليست تلك التي يقول الرئيس الفرنسي المنتخب حديثاً، نيكولا ساركوزي انه يجب أن يخطب ودها. أي ليست اميركا بوش والمحافظين الجدد. بل بالاحرى أميركا التمرد والنفي الطوعي والموضوعات التي لا تلتقي هموم المواطن الأميركي من نوعية زبائن بوش، حتى من النوعية التي صوتت لساركوزي في فرنسا. أميركا نعم، ولكن أميركا الأخرى. تلك التي اعتادت ان تعطي «كان» زخماً كبيراً حتى لو عبر أفلام قليلة تحصر. هذه المرة عدد الأفلام غير قليل. وربما يكون في هذا نوع من الرد على وونغ كارواي الذي اراد هنا ان ينافس الأميركيين في عقر دارهم، كما فعل زميله الألماني جيم فندر قبل عقود حين عرض في «كان» تحفة «باريس/ تكساس»، وهو فيلم أميركي خالص ونال السعفة الذهبية.

إن نال كارواي السعفة الذهبية هذه المرة - وهو أمر غير بعيد الاحتمال على أية حال - فلن يكون أولئك المدعوون الأميركيون الذين احضروا أفلامهم الى «كان» ليدعموا المهرجان في ستينيته مرتاحين كثيراً، سواء أكانوا من داخل المسابقة الرسمية أم خارجها. فالحقيقة انهم جميعاً اتو هنا وهم يعرفون ان معظم افلامهم ليست من النوع الذي يستهوي الجمهور الأميركي العريض تلقائياً، ولذلك فهم في حاجة إلى دعم أوروبي ومهرجاني، وربما الى جوائز كبرى - إن كانوا من المتسابقين - وبحسب الواحد منهم انه حتى إن كان ينتمي الى هوليوود، فهو يحتاج إلى تمويل من الخارج، أو تصوير في الخارج حتى يحقق فيلمه ما أراده منه.

صخب استثنائي

الواقع ان معظم الأفلام الآتية من أميركا هذه المرة، بما فيها فيلم كوينتين تارانتينو «برهان الموت» لها علاقة بالخارج، بل إن آبيل فيرارا حقق فيلمه في إيطاليا. وغاس فان سانت حقق فيلمه بأموال أوروبية، فهل يقول هذا كله شيئاً؟

حتى هذه اللحظة لا يبدو هذا كله مهماً. المهم ان السينما الأميركية - التي كثيراً ما احتفل بها مهرجان «كان» - تحتفل هي به هذه المرة وترسل إليه بعض أفضل ما انتجت، خارج النطاق التجاري، هذا العام. ترسل إليه الأفلام التي سيطول الحديث عنها طوال الشهور المقبلة، والتي بعضها سيردد اسمه في ترجيحات «الاوسكار» مطلع العام المقبل. وهذا الأمر في حد ذاته يشكل الاحاديث الجانبية منذ ايام وتكثف يوم الافتتاح ولاسيما من خلال بدء توافد المخرجين والنجوم الأميركيين إلى مدينة كان. كما من خلال عشرات اللافتات الإعلانية الضخمة التي تروج للسينما الأميركية، سواء أكانت ضمن إطار المهرجان أم لم تكن. ولقد ذكّر هذا كله، أهل المهرجان، كيف أن السينما الأميركية هذه كانت دائماً الأبرز حضوراً وإثارةً للصخب. بل إن السينما الأميركية كانت تشغل بال المهرجان حتى حين تقاطع «كان» ولا ترسل إليه أفلامها. غير أن هذا كله لا يجب أن يحجب عنا واقع أن كل الكلام عن السينما الأميركية لا يجب - أيضا - أن ينسينا الجودة المتوقعة لمعظم ما يحضر في «كان» من افلامها. مثلاً ديفيد فنشر الذي يحضر ويتبارى في «كان» للمرة الأولى بفيلمه الجديد «زودياك» سبقته إلى هنا سمعة طيبة لفيلمه تضعه بين أفضل ما حقق حتى الآن. بل إن ثمة من بين المتحمسين له من يقول انه واحد من أفضل أفلام «القتلة السفاحين» في تاريخ السينما منذ «سبعة» لفنشر نفسه. والاخوان كون إذا كانا قد حققا انعطافة جديدة في سينماهما عبر جديدهما «لا وطن للرجل العجوز» فإن من الأمور ذات الدلالة ان يختارا مهرجان «كان» للكشف عن هذه الانعطافة في هذا الفيلم. والشيء نفسه يقال عن غاس فان سانت وسودربيرغ وإن كان هذا يشارك على الهامش بمغامرة جديدة لرفاق «اوشن» الذين زاد عددهم واحداً هذه المرة على الفيلم السابق.

طبعاً لانزال اليوم، عند وصول هذه السطور إلى القارئ، في اليوم الأول الفعلي للمهرجان... وكل الأفلام التي يمكن أن نذكرها، لاتزال في ذمة اصحابها لم يشاهدها أحد غيرهم ولاسيما منها الأفلام الأميركية. ولدينا خلال الأيام المقبلة متسع من الوقت للحديث عن كل هذه الأفلام. أما هنا فإن ما يلفت حقاً هو الضجيج غير المعتاد للمدينة التي تبدو في أحسن حالاتها. ولئن كانت تبدو دائماً صاخبة أيام المهرجان، فواضح أن صخب هذه الدورة استثنائي كما اشرنا.

عزاء من لبنان

بقيت ملاحظة: اعتدنا في دورات السنوات الكثيرة الماضية ان يكون صخب الحضور العربي هو الأكثر بروزاً ولاسيما حين تكون سينمات عربية مشاركة في «كان». ونعرف - كما اشرنا الاسبوع الماضي على صفحات «الوسط» - ان الحضور العربي هذا العام يقتصر على السينما اللبنانية وبعض التفاصيل القليلة الأخرى، كحضور يوسف شاهين وإيليا سليمان بين أكثر من ثلاثين مخرجاً كلفوا بالمشاركة في فيلم جماعي يحيي الستينية بعنوان «لكلٍّ سينماه».

من هنا حتى اللحظة على الأقل، لا يكاد الحضور العربي يحس. اللهم إلا إذا استثنينا عددا لا بأس به من سينمائيين لبنانيين شبان أتوا لدعم أفلامهم المعروضة. وإذا استثنينا بعض شبكات التلفزة العربية التي ارسلت - كالمعتاد - طواقمها لمتابعة المهرجان... وكان سؤالها الأول: أين العرب لنصورهم؟ فواضح أن هولأء إن لم يجدوا العرب المعتادين، وإن لم ينتبهوا إلى الحضور اللبناني الكثيف ليهتموا به، فسينتهي بهم الأمر الى تصوير بعضهم بعضاً!

طبعاً قد يبدو هذا الكتاب اشبه بالنكتة، ولكنه يحدث بين الحين والآخر. ففي العام الماضي مثلاً ارسلت احدى محطات التلفزة العربية طاقماً لمتابعة نشاطات «كان» وكان هناك طاقم آخر مستقل يصور للمحطة نفسها. ولما كانت مقدمة الطاقم الأول «نجمة» وزوجة نجم، لم يفتها أن تصور نفسها كلما وجدت الأمر ملائماً، بحيث انها لاحقاً حين عرضت حلقاتها، لم يرَ الجمهور الكريم في الحلقات وعلى الشاشة الصغيرة... غيرها.

كل هذا لا يبدو مهماً على أية حال، في لحظات البداية هذه. اللحظات التي لاشك في أن الكل يطرح فيها على نفسه السؤال الأساسي: ترى من الذي سيعيدنا إلى فرحنا بالسينما؟ ومن الذي سيخيب أملنا؟ من الذي سيستخدمنا ويستخدم حبنا للسينما لتمرير أفكاره وآرائه وخيباته؟ ومن الذي سيقدم إلينا تلك الأفلام التي تقول لنا دائماً إن السينما في خير وإنها - لاتزال - داخل المهرجانات وخارجها الفن الاكثر شعبية والأكثر جمالا.

كل هذا النوع من الأسئلة سنرد الاجابات عنه خلال الايام العشرة المقبلة. أما الآن وطالما أن الإشارتين الرئيسيتين في هذا الكلام كانتا عن السينما الأميركية الحاضرة والسينمات العربية غير الحاضرة كما كان يجب عليها ان تحضر، فإن في امكاننا أن نكتفي - بناءً على ما توافر من معلومات على الأقل - بالقول إن السينما الأميركية في خير ولاسيما بالنسبة الى أفضل مخرجيها من الذين عرفوا دائماً بأنهم ابناء «كان» والذين منذ الآن يدخلون هذا النادي المميز. وكذلك في امكاننا أن نقول إن السينمات العربية - إذا استثنينا اللبنانية - ليست على ما يرام ولو مقارنة بالعام الماضي، إذ شهد المهرجان انطلاق السينما السعودية بفيلم عبدالله المحيسن «ظلال الصمت» وتجديد السينما المصرية بثلاثة أعمال على الأقل: «عمارة يعقوبيان» و «حليم» و «البنات دول» تحفة تهاني راشد التسجيلية الاجتماعية.

إذاً؟

إذاً منذ الحظة بدأنا نحن لدورة العام الماضي، وجيد أن يكون لبنان حاضراً لتعزيتنا.

الوسط البحرينية في

17.05.2007

 
 

الدورة الستون لمهرجان (كان)..

احتفالٌ بسحر السينما

رجا ساير المطيري

احتفلت مدينة (كان) الفرنسية مساء أمس الأربعاء بانطلاق مهرجانها السنوي الصاخب الذي يستمر عشرة أيام وحشدت من أجله سينمائيي العالم في عرس سينمائي بهيج هو الأعلى مكانة بين مهرجانات السينما. ولأن المهرجان قد بلغ عامه الستين فقد كان الاحتفال به وفيه خاصاً ومميزاً، ليس فقط بحجم الأسماء المدعوة لحضور فعالياته، ولا بالأفلام الكبيرة التي سيعرضها، بل أيضاً في تظاهرات موازية تبرز الحس الاحتفالي الذي سيطبع ملامحه، ففي دورته الستين سيعرض المهرجان فيلماً خاصاً من إنتاجه بعنوان (لكلٍ سينماه) من توقيع خمسة وثلاثين مخرجاً عالمياً، يلخصون فيه علاقتهم بالسينما وسبب افتتانهم بها، ومادام مهرجان (كان) وفياً لهذه السينما، محافظاً على رونقها وبهائها طوال تاريخه، فإن الفيلم هو -بشكل ما- رسالة احتفاء من المخرجين لهذا المهرجان العريق. وإضافة إلى ذلك سيكون هناك عرض موسيقي ضخم في الهواء الطلق ستعزف فيه أعظم موسيقى الأفلام التي عرضت في (كان) من بدايته وحتى الدورة الماضية، لتكون أجواء مدينة (كان) عابقة بسحر السينما.

بالنسبة للجمهور فإن عيده الأكبر هو رؤيته لنجومه الكبار وهم يجتمعون في موقع واحد لعشرة أيام، ومشاهدة أفلامهم التي يعرضها بعضهم للمرة الأولى، والنجوم الكبار في (كان) ليسوا هم الممثلين، كما هو معتاد بالنسبة للمهرجانات الأخرى، بل هم صناع السينما الفنية، أولئك المخرجون الذين لا يزالون مخلصين للمبادئ التي عززها مهرجان (كان) في دوراته السابقة، وأبرز هؤلاء المخرج الصيني (وونغ كارواي) الذي يعود هذه السنة بفيلم (ليالي البلوبيري) الذي اختير ليكون فيلم الافتتاح إلى جانب دخوله دائرة التنافس على السعفة الذهبية وهو أول أفلامه الناطقة بالإنجليزية. وعلاقة (وونغ) مع (كان) ظلت على الدوام علاقة مميزة حتى اعتبر كأحد من تحرص إدارة المهرجان على تدليلهم والعناية بهم، وقد بدأت هذه العلاقة منذ العام 1997حين شارك في المسابقة الرسمية كمرشح للسعفة الذهبية بفيلمه (سعداء معاً-Happy Together) وقد حقق وقتها جائزة أفضل مخرج، ثم جاء مرة أخرى عام 2000مع فيلم (في مزاج الحب-In The Mood For Love) ليدخل أيضاً في قائمة الترشيحات للسعفة الذهبية، وتكرر حضوره في العام 2004مع فيلمه السابق (2046).

وإلى جوار (وونغ) في مسابقة الأفلام الطويلة يقف واحداً وعشرين مخرجاً من أنحاء العالم يبرز من بينهم المخرج الكوري (كيم كي دوك) الذي يشارك بفيلم (نَفَس) والأمريكيان المبدعان (إيثان وجويل كوين) بفيلم (لا وطن للعجائز) وهما من المدللين أيضاً في (كان) وقد سبق لهما أن حازا السعفة الذهبية في العام 1991عن فيلم (Barton Fink). ويشارك أيضاً المخرج الأمريكي (ديفيد فينشر) بفيلم (زودياك-Zodiac) وكذلك الروسي (ألكساندر سوخوروف) بفيلم (ألكساندرا).. و(سوخروف) هو صاحب التجربة السينمائية الجريئة والملفتة عام 2002عندما صور فيلمه (السفينة الروسية) بلقطة واحدة من البداية وحتى النهاية.

هناك أكثر من مائة فيلم يقدمها مهرجان (كان) في برامجه الرئيسية، تتوزع بين مسابقة الأفلام الطويلة، ومسابقة الأفلام القصيرة، وأقسام أفلام الطلبة وسوق الأفلام ونظرة خاصة وكل سينمات العالم وكلاسيكيات (كان). يضاف إليها فعالية (درس في السينما) التي يقدمها هذه السنة المخرج الأمريكي المعروف (مارتن سكورسيزي) مانحاً بحضوره نوعاً من الوقار على الدورة الحالية، فهو ليس مخرجاً فقط، بل عاشق أصيل للسينما ومؤرخ من نوع خاص. أما الجديد الذي حملته قائمة أسماء حضور الدورة الحالية من (كان) فهو وجود اسم الروائي التركي (أورهان باموق) الحائز على نوبل الذي اختير كواحد من أعضاء لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة. وكأن القائمين على المهرجان بهذا الحشد من الأسماء اللامعة في عالمي السينما والأدب يريدون من هذه الدورة أن تكون مناسبة خاصة للاحتفاء بالفن وبأباطرته الكبار..

آخر الفائزين بالسعفة الذهبية

في مثل هذه الأيام من السنة الماضية كان المخرج البريطاني المستقل (كين لوتش) على موعد مع أول سعفة ذهبية ينالها في حياته بعد سبعة ترشيحات للسعفة تلقاها من مهرجان كان السينمائي منذ العام 1981.والفيلم الذي حقق له هذا الإنجاز منتزعاً السعفة الذهبية هو فيلم (الريح التي تهز الشعير-The Wind That Shakes the Barley) الذي يحكي قصة شقيقين أيرلنديين يتعاهدان على الثورة في وجه المحتل البريطاني مدفوعين بأمل كبير في تحقيق الاستقلال.

أحداث الفيلم تجري في العام 1920مع شباب أيرلنديين يلعبون الركبي في سهوب أيرلندا الفسيحة، ويبدو بينهم الشاب (داميان) الطبيب حديث التخرج الذي يوشك أن يغادر بلدته متوجهاً بحماس شديد إلى لندن لإكمال مشواره الأكاديمي في أحد مستشفياتها. لكن مسار حياته يتغير إلى الأبد إثر حادثة أليمة راح ضحيتها صديقه (ميكائيل) الذي قتل على يد القوات البريطانية لأنه فقط لم يستطع نطق اسمه بشكل سليم عندما طلب منه الجنود ذلك. هذه الحادثة كانت سبباً في اندلاع شرارة الثورة الايرلندية التي قادها (داميان) مع شقيقه (تيدي).

تكمن قيمة الفيلم في واقعيته وفي الأداء المذهل لجميع الممثلين. أيضاً في الجدل السياسي المحموم والانقسام الذي نشأ بين الثوار الأيرلنديين بعد حصولهم على اتفاق مع حكومة الاحتلال البريطانية في معاهدة مشبوهة جعلت الشقيقين يواجهان بعضهما في قتال محموم أشغلهما عن مواجهة العدو الحقيقي. ف(داميان) يرفض التعاون مع المحتل ويرغب في مواصلة الثورة حتى يتحقق الاستقلال الكامل، أما شقيقه (تيدي) فيرغب في دخول اللعبة السياسية راضياً بالمناصب ومتجاهلاً القَسَم الذي أقسمه في بداية الثورة. وهذا هو قَدَر كل حركة ثورية في التاريخ عندما يُلقى أمامها بالطعم الذي يقسمها إلى قسمين؛ احدهما يرضخ للمحتل والآخر لا يزال على عهده السابق محارباً حتى النهاية، وهذه اللحظات التي تُمتحن عندها المبادئ ويُختبر الإخلاص، برع في تصويرها المخرج (كين لوتش) بشكل مؤثر للغاية، صانعاً في النهاية واحداً من أفضل الأفلام التي صورت كفاح الأيرلنديين وسعيهم للخلاص من الاحتلال البريطاني.

غوس فان سانت

لم يكن النجاح الهوليودي الكبير الذي حققه فيلم (ويل هانتنغ الطيب) عام 1997مقنعاً لمخرجه الأمريكي (غوس فان سانت) لمواصلة عمله في هوليود، حيث اتجه عوضاً عن ذلك نحو السينما البسيطة الأكثر أصالة وفنية. تلك التي تقترب من مزاج السينما الأوربية. وقد بدأ طريقه الجديد في العام 2002مع فيلم (جيري). ثم قدم عام 2003فيلم (الفيل - Elephant) الذي أكد أن رهانه على المزاج الأوربي لم يكن خاسراً. ذلك أن التكريم الأكبر الذي تحصل عليه الفيلم جاء من أوربا ومن مهرجان (كان) بالذات الذي منحه ثلاث جوائز كبيرة أهمها السعفة الذهبية. بعد ذلك بسنتين تجددت علاقته بالمهرجان مع فيلم (الأيام الأخيرة) ثم ها هو يعود في الدورة الحالية كمتنافس على السعفة الذهبية بفيلمه الجديد (منتزه بارانويد).

كوينتن تارنتينو

قبل ثلاثة عشر عاماً جاء الأمريكي (كوينتن تارنتينو) إلى مدينة (كان) حاملاً معه فيلمه الروائي الثاني (بلب فيكشين) ليتنافس مع مخرجين كبار لهم باع طويل في السينما. وكانت المفاجأة الكبيرة بالنسبة له. وهو الشاب المبتدئ الذي لم يكن في رصيده سوى هذا الفيلم وفيلم (كلاب الخزان). وفيلم قصير قبلهما. أنه تمكن من اقتناص السعفة الذهبية لأول وآخر مرة في مشواره السينمائي. الآن يعود (كوينتن تارنتينو) إلى (كان) مرة أخرى مترشحاً للسعفة الذهبية للمرة الثانية عن جزئه في فيلم (غريندهاوس). لكن مع اختلاف كبير عن المرة الأولى. إذ يأتي محمولاً بسمعة كبيرة جعلته قبل ثلاث سنوات رئيساً للجنة التحكيم في مسابقة (كان) للأفلام الطويلة.

ستيفن فريرز

في هذه الدورة من مهرجان (كان) لن يصبح المخرج البريطاني (ستيفن فريرز) ملكاً بل سيكون مجرد رئيس للجنة التحكيم في مسابقة الأفلام الطويلة. ومن لهم أدنى اهتمام بالسينما سيعلمون أن هذا المنصب -إن جاز لنا تسميته بذلك- هو بالنسبة لأي سينمائي أهم شيء على الإطلاق. إذ ما الذي يمكن اعتباره أهم من احتلال موقع التقييم وانتقاء الأفضل في مهرجانٍ عرف أصلاً بشروطه الفنية الصارمة؟. من هنا يكون البريطاني (فريرز) قد نال تتويجه الأهم بعد رحلة صاخبة قطعها عام 2006مع فيلمه السياسي (الملكة) الذي رغم نجاحه في العديد من المهرجانات لم يوصل (فريرز) إلى (كان) مكتفياً عن ذلك بترشيحين للسعفة الذهبية كان قد نالهما عامي 1987و 1996عن فيلميه (Prick Up Your Ears) و(The Van).

الرياض السعودية في

17.05.2007

 
 

مهرجان كان يشهد فرحة دولية نادرة ولبنان يعوض غياب العرب:

الدورة الستون تحتشد بعافية السينما ومسابقة ثرية و500 طن من الورق!

زياد الخزاعي *

لن تكون الأيام الواقعة بين السادس عشر والسابع والعشرين من الشهر الجاري عادية الوقع في الأجندة السينمائية الدولية، أذ أن أكبر تظاهرة دولية ستحتفل بدورتها الستين. مهرجان كان السينمائي يزيح الكهولة عنه بحشد المئات من الأفلام والمخرجين والنجوم والحفلات الباذخة التي ترصد الوجوه الجديدة وتكرس الصفقات السرية والنميمة التي تحتاجها صحافتها المستفزة لأية فضيحة (وهي كُثر في أروقة فنادق مدينة الكروازيت).

علي الطرف الآخر، وظب قيصر مهرجان كان جيل جاكوب وفريقه التقني أفضل العناوين للمسابقة الرسمية (تضم 22 عنواناً) في جهد جبار للتمايز واختراق التوقعات التي ضاربت علي معوقات الأنتاج لسينمائيين مرموقين، قيل أنهم لن يتمكنوا من الوفاء بالمواعيد التي وضعها جاكوب وطاقمه. وفي ما يشبه العناد الجماعي أزدانت قوائم الخانات بالأسماء من كل حدب وصوب (ما عدا السينما العربية التي قررت، كعادتها، الأنكفاء المعيب، ليقف لبنان وسينماه وحيدين كي يعوضا الغياب، حيث ضمنت الموهوبة دانيال عربيد صاحبة معارك حب مكاناً في تظاهرة أسبوعي المخرجين للمرة الثانية عبر شريطها الرجل الضائع ، وهو بحث سينمائي عن المصائر والجذور والهويات، عبر حكاية فؤاد صالح (الممثل السوداني البريطاني الكسندر صديق) الذي تختفي أثاره خلال الحرب الأهلية والي الأبد، وتقاطع مصيره مع المصور الفوتوغرافي الفرنسي توماس كوريه (الممثل ميلفيل بوباو) الباحث عن الحدث المفزع في زوايا الأرض. ويعتمد الشريط علي تجربة المصور أنطوان داغاتا الذي عمل مع المخرجة عربيد كمستشار في عملها الذي كلف أنتاجه مليونا ونصف المليون دولار. وسيعرض ضمن هذه الخانة الباكورة الروائية لمخرجة أفلام الفيديو كليب نادين لبكي (ظهرت كممثلة في شريط مواطنها فيليب عرقتنجي البوسطة العام الماضي) سُكر بنات وهو كوميديا عن أحوال النساء في بيروت اليوم، مثلما هو عن حال المدينة التي تعيش توترها الدائم، ومن دون أن يغفل النص الأقتراب من الطائفة والطبقة والعائلة. خمس نساء من أعمار ومنابت مختلفة يعملن في صالون تجميل ـ عنوان الفيلم مأخوذ من عجينة السكر التي تستخدم لأزالة الشعرـ ليال (تمثيل نادين لبكي) تعيش علاقة حب غير متكافئة مع رجل متزوج. نسرين تستعد للزواج من مسلم. ريما سحاقية. جمال مهووسة بشعور فقدانها نضارتها وأعراض الرجال عنها.

قفزات الفرح السينمائي

بدا أن الكل قرر ـ في اجماع نادر ـ أن يولم لأكبر فرحة سينمائية علي وجه الأرض، ستغيظ أهل الأوسكار وبيفرلي هيلز من دون شك! وهي (الفرحة) التي تُبرر القفزات الجذلة لسينمائيين عالميين (المخرج وانغ كارـ واي من هونغ كونغ صاحب فيلم في مزاج الحب ، المخرج المالي سليمان سيسي صاحب الضياء ، الممثلين الفرنسيين جولييت بينوش وجيرار ديبارديو، الممثلين الأمريكيين بروس ويليس وصوموئيل ل. جونسون، الأسبانيين المخرج بيدرو المظفر (صاحب كل شيء عن أمي والممثلة بينلوبي كروز وأخيراً المخرجة النيوزيلندية جين كامبيون صاحبة درس البيانو ) تعبيراً عن شقاوة مبدعين يسقطون الرزانة لصالح أوامر أم الفنون الحداثية ... السينما ومهرجانها الكبير. ولا غرو أن كانت المدينة الساحلية وأحتفائيتها المتضخمة عاماً بعد أخر تمتلك المفاتيح السحرية لصناعة الصور المتحركة (كما يحلو للأمريكيين نعتها، والسينماتوغرافي كما يهوي الفرنسيون تسميتها)، فخلال أيامها سيحج عشرة ألاف من المنتجين والموزعين من أصقاع العالم، ليستعمروا ما يربو علي 22 الف قدم مربع هي مساحة السوق الدولي للأفلام الذي لا ينافسه، في سباق محموم، سوي نظيره التابع لمهرجان برلين، ليتداولوا صفقاتهم في ثلاثين قاعة سينمائية تعرض لهم الف وخمسمئة فيلم، ويوزعوا في أروقة السوق 500 طن من ورق الكاتلوغات وقصاصات المعلومات الفنية والكتيبات الصحافية والملصقات وغيرها من فنون الدعاية المطلوبة. (صرح المشرف علي السوق جيرمي بايلارد أن قراره حاسم في شأن تأهيل السوق والشركات الوافدة وزبائنها، في ضرورة مداورة هذه الكمية الهائلة من المخلفات الورقية وأعادة أستخدامها، تماشياً مع القرارات الأوروبية فيما يخص المحافظة علي البيئة).

ولئن تسلح مهرجان كان بسوقه، فهو، كذلك، تزنّر بكوكبة مجيدة من الأسماء ضمن خانة مسابقته الدولية التي ستتصوب عليها الأنظار وهي تتنافس علي مجد السعفة الذهب. والأفلام الأثنان والعشرون هي، في واقع الحال الفني، محل حسد المهرجانات المنافسة التي فشلت في استقطابها والتباهي بعناوينها، فليس هناك من حق بهرجة دعائية يضمنها مهرجان مثلما يوفره كان ويكرس دولياً عافية السينما. أليس هذا سببا كافيا يدفع بمخرج مميز مثل الهونغ كونغي وانغ كارـ واي كي يتخلي قليلاً عن صبره وتدقيقاته الفنية وأصراره علي الأقتراب من الكمال، ويتعجل في ضمان وصول النسخة الكاملة لجديده لياليّ العِنَبية مشاركاً في المسابقة و ضامناً شرف التكليف بـ فيلم أفتتاح الدورة الأستثناء.

كان كارـ واي علي موعد لتصوير فيلم روائي من بطولة النجمة نيكول كيدمان عنوانه سيدة من شنغهاي (ليس له أية علاقة مع شريط الراحل أرسون ويلز الذي يحمل العنوان نفسه وأنجزه في أربعينات القرن الماضي)، حينما تزاحمت مواعيد الممثلة الشابة، فكان مخرج تشونغكنغ أكسبريس ، ملائكة هابطون و 2046 علي موعد مع نص أمريكي المواقع واللهجة والمغامرة التي ستقود بطلته الشابة (تمثيل مؤلفة الموسيقي والمغنية الأمريكية الحائزة علي جائزة غرامي المرموقة نورا جونز أبنة الموسيقار الهندي الشهير رافي شانكار) في جيلين هيبيي النزعة بحثاً عن معاني الحب والصداقة والحياة يقودها الي نيويورك وممفيس (يقول كارـ واي أنه مقطع ـ تحية خصه الي الكاتب المسرحي تينيسي ويليامز) ولوس أنجليس ونيفادا (التصوير من توقيع الأيراني الأصل الفرنسي الأقامة داريوس خوندجي الذي صور شريط الأمريكي ديفيد فينشر سبعة ). في كل يوم تأتي البطلة أليزبيث الي مقهي متواضع يقع في حي سوهو النيويوركي وتطلب من صاحبه جيريمي (الممثل البريطاني جود لو) فطيرة ثمار العِنَبية وترنو عبر الواجهة الزجاجية، قبل أن تخبره عن كَرَبها الشخصي بعدما تركها حبيبها الذي لن تتخيل الحياة من دونه. العلاقة الرومانسية القصيرة ستُقطع بأختفائها هي الأخري، ليعلم الشاب المصدوم أنها أرتحلت في جولة بحث عن الذات في ولايات بعيدة، ويتقاطع مصيرها مع شخصيات متضاربة النفوس والغايات والأخلاق منهم شابة مهووسة بصرعات الستينات (أداء ناتالي بورتمان).ومع شحة المعلومات عن الشريط، يُجمع الكل علي أن أختياره كفيلم أفتتاح هو ضربة معلم من جاكوب وفريقه بعد خيبات عدة، آخرها كبوة العام الماضي مع شيفرة دافنشي .

معتادو كان

هناك العديد من معتادي المشاركة في المسابقة من المخرجين المشاهير (لجنة التحكيم ستكون برئاسة البريطاني المميز ستيفن فرايرز صاحب الملكة وعضوية كل من الممثلات الصينية ماغي تشوينغ والأسترالية توني كوليت والبرتغالية ماريا دي ميدريوس والكندية سارة بولي والمخرجين الأيطالي ماركو بولوكيو والموريتاني عبد الرحمن سيساكو والممثل الفرنسي المخضرم ميشيل بيكولي وأخيراً الروائي التركي الحائز علي نوبل العام أورهان باموق)، في مقدمتهم ابن سراييفو أمير كوستاريتسا (ولد عام 1954) الذي حاز علي سعفتين سابقتين ( حينما ذهب والدي في رحلة عمل 1985، تحت الأرض 1995) وهو يسعي الي تحطيم رقم ثالث ان حالفه الحظ عبر جديده عدني بذلك الذي يعود فيه الي ثيمة البطل الصبي المرغم علي شروط الكبار. وهنا يطلب الجد المتماوت من حفيده تحقيق ثلاث أمنيات: بيع بقرة وأيقونة والزواج بحسناء. وجميعها لا تكتمل دورتها الا عبر رحلة طويلة نحو العاصمة بلغراد. زميله الأمريكي كوينتن تارانتينو صاحب سعفة ذهب عام 1994 عن بالب فيكشن (رواية شعبية) يتنافس مع جديده حصانة ضد الموت وهو استعارة سينمائية لنوعية تدعي بـ أفلام بي أنتجتها هوليوود خلال خمسينات القرن الماضي، أنجزها وربطها (بفقرات دعائية سينمائية) مع فيلم شريكه روبرت رودريغز كوكب رعب ، وسيعرضان تجارياً تحت عنوان غريندهاوس في عودة الي تقليد أثير شاع آنذاك عماده عروض حفلات الظهيرة فيلمان ببطاقة واحدة الا أن الشركة المنتجة آثرت فصلهما مع دعوة كان لتارانتينو وأصبح من الضروري مط طول الفيلم الي ما يقارب الساعتين. وتدور حكايته حول ارهاب يمارسه سفاح (النجم كرت راسل) يطارد الفتيات ويرديهن قتيلات بواسطة سيارته المحصنة وهن اما داخلها أو فوقها. صور تارانتينو المطاردات الطويلة بشد درامي وحبكة جنونية مركزاً علي فرقتين من الفتيات، يفلح في تصفية الثلاث الأُول في مدينة يوستن بتكساس، فيما تنقلب الآية في مدينة تنيسي حيث تفلت الأُخريات من اصطدامات سيارته القاتلة ليعاقبنه بالضرب حتي الموت. في السياق نفسه تحضر الجريمة في جديد مواطنه (حاز علي السعفة الذهب عام 2003 عن فيل ) غاس فان سانت متنزه الجنون الذي يدور بين مجاميع الشبيبة الأمريكية التي تمارس هواية التزحلق علي اللوح الذي سيتسبب راكبها الشاب بقتل حارس في المتنزه بالصدفة. أما مواطناهما الشقيقان جويل وايثان كوين فيقتبسان رواية حائز البولتيزر الكاتب كورماك ماكارثي لا موطن للعجائز التي تدارس فيها نزعات الجشع المحرضة علي الرياء وموضوعة الخيار الشخصي الذي تقلبه ظروف طارئة نحو الأسوأ. بطلها ليلولين موس (الممثل جوش برولين) شاب محارب سابق في فيتنام يطارد ظباء في خلاء غرب تكساس، يكتشف جثثاً وكميات كبيرة من الكوكايين ومليوني دولار، لتنقلب حياته. وبعد جريمتين مماثلتين يقرر رئيس الشرطة بيل (الممثل والمخرج تومي لي جونز) التحقيق، مقترباً من موس وزوجته الشابة واللذين يعيشان رعباً بعد أن طاردهما قاتلان (أحدهما الاسباني خافيير بارديم) يسعيان الي اعادة الغنيمة. المكسيكي المميز كارلوس ريغاداس يعود الي المسابقة (بعد تحفته القاسية معركة في السماء قبل عامين) بآخر أعماله الضياء السري الذي يصور عشيرة يعتقد أفرادها أنهم أحفاد مهاجرين هولنديين يمارسون تقشفاً حياتياً، ويعيشون في عزلة اختيارية، ويتحدثون بلغة الايتز وهي الهولندية القديمة، ويسمون بالمينونيت ويقطنون مقاطعة تشيهواوا. يرصد ريغاداس انقلاب القيم والعرف الذي يثير هبة من الحقد والدم، كون البطل جوهان المتزوج من أستر ولديها أطفال سبعة، يخونها مع الشابة ماريان منذ عامين. بدا له أن العيش بين نارين وحبين أقوي من أن يتحمله قلبه وضميره، فيخبر أعز أصدقائه ومن ثم والده الذي يري في فعلته معصية دينية وعملاً شيطانياً، ورغم ذاك يشفقان عليه ويرحمانه. صاحب ثلاثية القوة والسلطة الشهيرة ( مولوك عن هتلر و توروس عن لينين و الشمس عن هيروهيتو) الروسي المميز الكسندر سوكوروف سيعرض الكسندرا عن جدة روسية مسنّة تقرر الذهاب الي الشيشان لتفقد حفيدها المجند في الحرب هناك، لتنتهي حبيسة ثكنة عسكرية قبل أن تتقاطع انسانياً مع أمهات وأرامل شيشانيات وتكتشف حجم الفاجعة.

الظافرون الجدد

هناك ثلاثة عشر مخرجاً يدخلون ظافرين في المسابقة الرسمية للمرة الأولي، الأمر الذي سيضفي رونقاً من نوع خاص علي عروضها، من دون أن يعني الأمر أنهم يقدمون أفلامهم الأولي، فغالبيتهم جالوا مهرجانات أساسية وتكللت أعمالهم بالجوائز ومديح النقاد. فالأمريكي المميز ديفيد فينشر الذي عرف شهرة تجارية كاسحة في عمليه القاسيين سبعة و نادي العراك يشارك بجديده زودياك الذي كسب 40 مليون دولار خلال الأسابيع الأولي من عروضه التجارية في الولايات المتحدة، ويرصد الأجواء المشحونة حول جرائم سفاح يُرعب شمال كاليفورنيا، ويشغل سلطاتها برسائل مشفرة تشيع الحيرة حول دوافعه وطبيعة شخصيته الغامضة ورهاناته في مقارعة أعوان مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) وتحديهم بالقبض عليه، وهي قضية لم تُحل ملابساتها حتي اليوم. وسيكون عليهم انتظار ما يشبه المعجزة لفك رموز الحروف الغريبة التي تتضمنها أوراقه والتمكن لاحقاً من اصطياده. وحده رسام الكاريكاتور (الممثل جاك غيلينهال) العامل في احدي الصحف المحلية سيتوصل الي المعاني الكامنة خلف الاشارات الملغزة، الأمر الذي سيجد صداه لدي محققين متعجلين في انهاء الحكاية المرعبة، اضافة الي صحافي متهور (أداء روبرت دونوي جونير) يصبح لاحقاً هدفاً للسفاح.

ثاني أهم اسم مشارك في منافسات سعفة الذهب هو المخرج المجري الطليعي بيلا تار (الذي ولد عام 1955 وحصد مدائح نقدية واسعة النطاق عن أفلامه تانغو الشيطان 1994 و إيقاعات فريكمايستر 2001) الذي يشارك بفيلمه اللندني المقتبس عن رواية الفرنسي جورج سيمنون حول عامل في محطة قطار منعزلة قرب البحر يشهد جريمة قتل ويكتشف ثروة مالية، لتنقلب حياته وتتشابك أقداره. التركي فاتح أكن (دب برلين الذهبي عن في الحائط ) يستكمل ثلاثيته عن الحب والموت والشيطان التي بدأها في العمل السابق ويقدم المقطع الثاني تحت عنوان حافة الجنة ( أو علي الجانب الآخر ) حيث يترصد الموت مهاجرين أتراكا في المانيا. أما صاحب العودة (أسد فينيسيا الذهبي 2003) أندريه زيفياغينتسيف الذي رصد فيه علاقة مشحونة بين أب وولديه ينعزلون في جزيرة نائية، يمد عناصرها الدرامية في جديده النَفي أو الإبعاد عن زوجين شابين وطفلاهما يهاجرون من مدينة صناعية وينعزلون في قرية هي مسقط رأس الأب ويستقرون في دارة الجد، وتتكاشف دواخلهما مثلما الطبيعة البكر من حولهما. هذا الثنائي سيكون محور الأعمال التالية: صادرات وواردات للنمساوي أولريش سيدل (عرف عالمياً بشريطه الأشكالي أيام قائظة ) حول ممرضة أوكرانية تدعي أولغا تصل الي فيينا بحثاً عن العمل والرفاهية والحب، فيما يعاني بول النمساوي من جدب حياته وأنهيارعالمه وقيمه، فهل سيجمع الحب بين أرادتين خائبتين؟ حياة الشريط الأخير للكوري الجنوبي كيم كي ـ دوك صاحب القوس الذي عرض في تظاهرة نظرة خاصة 2005، يداور علاقة حب تجمع بين قلبين في مكان غريب... هو السجن! بطلها شاب محكوم بالأعدام وزوجة سجين آخر يتعارفان خلال فترات الزيارات العائلية! حديقة موغاري لليابانية ناعومي كاواسي (الحاصلة علي جائزة الكاميرا الذهبية عام 1997) يحكي علاقة ملتبسة بين موظفة في الخدمات الأجتماعية وعجوز ذي ماض أسود! عشيقة سابقة للفرنسية كاثرين بريلا الشهيرة بأفلامها الصادمة حول البورنوغرافيا والأباحية تقتبس نصاً روائياً للمرة الأولي تدور أحداثها في العام 1865 حول علاقة آثمة بين شاب من النبلاء وعشيقة عنيدة علي رغم زواجه من أبنة عائلة أرستقراطية. 4أشهر و3أسابيع ويومان للرومانية كريستيان مونجيو يحكي الأيام العصّية التي تمر بها صديقتان في بوخارست مع اقتراب الآنهيار المدوي لحكم المتسلط الشيوعي نيكولاي تشاوشيسكو. هذه ليلتنا يعيد الأمريكي جيمس غري الي الواجهة السينمائية بعد سبع سنوات منذ أنجازه شريطه المحكم الفناءات ، معتمداً ـ كما سابقه ـ علي ثيمة العائلة، بيد أنه يركز هذه المرة علي شقيقين الأول (جواكين فينيكس) يديرملهي ليلياً ويعمل المستحيل لانقاذ شقيقه (مارك ويلبيرغ) من التصفية علي يد أزلام عصابة مافيا. سعادة سرية (أو ميريانغ وهو أسم القرية التي تجري أحداث الفيلم فيها) للكوري الجنوبي لي تشانغ ـ دونغ الذي سبق وأن تسنم أدارة وزارة الثقافة والسياحة في سيوول عام 2004 يشارك بحكاية حب شفيفة بين أرملة شابة تدرس العزف علي البيانو (تمثيل نجمة كوريا الصاعدة جيون دو ـ ييمون) تقررالأنعزال في قرية مع طفلها، تتعرف علي شاب ميكانيكي يساعدها في تصليح عطل سيارتها، ويقعان في حب سري يطلق شرر سعادة محكومة بسرية نظراً لتزمت عادات أهل الريف. تهليم جديد المخرج الفرنسي رفائيل نجاري (أستقر في كيبوتز سوش أفيف الأسرائيلي منذ 2003 بعد هجرته من مارسيليا التي ولد فيها عام 1971، وحقق عنه فيلمه الشهير أفانيم الذي اشاد به النقاد عند عرضه في برلين قبل عامين) يرصد بناء علاقة بين شقيقين مناحيم وديفيد يختفي والدهما اثر حادث سيارة، ويسعيان الي بث الأمل في نفسيهما ومحيطهما العائلي الذي شهد هزّة مدمرة.

* ناقد سينمائي من العراق يقيم في لندن

القدس العربي في

17.05.2007

 
 

العيد الستيني وأسماء المخرجين إغراءات للإعلاميين

قوة الإنتاج تدفع فيلماً صينياً إلى صالة الافتتاح

كان - محمد رضا

الفيلم الصيني”ليالي التوتية”، او “ليالي العنّابية البريّة” او أي شيء قريب ترجمة ل: My Blueberry Nights ليس فقط فيلم الافتتاح المشترك في المسابقة والأول للمخرج الصيني باللغة الانجليزية وكل ما سبق وتردّد على صفحات الجرائد قبل العرض، بل هو نوع من ترجمة المهرجان الى كلمات واضحة: اختيار الأفلام التي من شأنها التعبير عن قوّة الانتاجات المشتركة وتعدد رؤوسها.

صحيح أن التمويل قادم من هونغ كونغ أساساً، لكن التوزيع تأمّن مسبقاً مع فرنسا ومع الولايات المتحدة ما يجعلهما شريكين. والضمني في ذلك ربما يكون فاجعاً: اذا ما استقطب الفيلم تمويلاً رئيسياً واهتماماً من الغرب، لم لا يدخل المهرجان كفيلم مسابقة؟ صحيح أن المخرج وورنغ كار واي لديه شعبية نقدية وصيت دولي بناه تبعاً لفيلميه “في مزاج الحب” (2001) و”2046” (2004)، الا أن عناصر أخرى غير فنيّة على نحو صارم تلعب الدور المساند.

 عن فيلمه هذا يقول المخرج في أول تعليق رسمي عن فحوى الفيلم: “انه قصة حول البحث عن الحب في عالم اليوم. مثل قصص حب كثيرة، المنطلق عاطفي، لكن مثل بعض تلك القصص، الرحلة رمزية”.

 القصة التي يتحدّث عنها المخرج عن امرأة اسمها اليزابث (وتؤديها المغنية نورا جونز في أوّل ظهور لها على الشاشة) انفصلت عن الرجل الذي كانت على علاقة معه، وانطلقت تبحث عن ذلك الحب الحقيقي واذا ما كان موجوداً أم لا. رحلتها في الربوع الأمريكية تعرّفها إلى شخصيات عديدة (في الفيلم هناك جود لو وديفيد ستراذن من بين آخرين) من بينهم الشرطي المتزوّج ممن لا يحب والمرأة التي تدمن على القمار كتعبير عن فراغ حياتها (راشل وايز) وفي النهاية تصل الى قناعة بأن حاجتها الى الحب تسبقها حاجتها لملء الفراغ باجابات روحانية حول الحياة عموماً.

عمّا اذا كان هذا كله سيصل الى المشاهد أو بعضه، فان الأمر متروك لما بعد مشاهدة الفيلم الذي عيّن له عرضان صحافيان في عام أضطر فيه المهرجان للتعامل مع الصحافة الوافدة تعاملاً صارماً الى حد. فهو عيّن وقتاً لقبول الطلبات (وهذا ما يفعله في كل سنة) لكنه التزم به أكثر من المعتاد. الى ذلك، كتب الى جميع من عبّر عن رغبته في جلب زوجته معه لدخول الصالة (وهناك عدد كبير يفعل ذلك) يعتذر عن عدم رغبته في ذلك.

 السبب بالطبع يعود الى أن المهرجان الذي يستقبل نحو 3000 اعلامي كل سنة يستقبل هذا العام نحو 5000 اعلامي (نقاد وصحافيون ومراسلون ومصوّرون الخ...) وعليه ايواء عدد كبير منهم في تلك العروض الخاصّة للأفلام المتسابقة او الرسمية.

 تقول كرستين آمي: “مضطرون لذلك. لا نستطيع اقامة عروض صحافية أكثر من تلك التي نقيمها. الصالات مشغولة والأوقات مزدحمة ونفعل ما في استطاعتنا لتلبية رغبة الجميع”.

 تضيف: “طبعاً تسلم المكتب الصحافي الكثير من طلبات آخر لحظة. لكن معظمها تم رفضه وما قبل منها كان بشفاعة تاريخ بعض النقاد والصحافيين الطويل معنا”.

 ما يجذب الاعلام الى “كان” هذه السنة، الاحتفال بعيد مولده الستّين طبعاً. لكن الى ذلك هناك تلك الأسماء المعروفة التي تزيّن صدره: غس فان سانت، ودنيس أركان، وجوول كوِن، فاتح أكين، وهو سياو-سيين، وبيلا تار، وألكسندر زوخوروف، وكونتين تارانتينو، وجوليان شنابل، ومارتن سكورسيزي، أمير كوستاريتزا من بين عديدين.

 بعض الاعلام (بينه الاعلام العربي) يُسمّي من هو معروف في المهرجانات على هذا النحو ب “الكبير”. بالتالي كل هؤلاء هم مخرجون كبار سواء أكانوا أم لا. علماً بأن معاملتهم على هذا الأساس موقف يُفيد المهرجان. لكن في حين أن تعبير “مخرج كبير” عليه أن يُحدد بالمخرج الذي حقق أفلاماً مهمّة وجيّدة على نحو متواصل قدر الامكان (ثلاثة من كل أربعة او خمسة أفلام)، الا أن سهولة اطلاق الصفة لا تفعل أكثر من قيام المخرجين بتصديقها، وتغذّي رغبة الصحافيين الذين يعتبرون أن المستويات المختلفة لما يشاهدونه من أفلام على شاشة المسابقة نابع من اختلاف المدارس والأساليب، بينما هو -في حقيقة وضعه- ناتج عن نجاح او فشل هذا المخرج او ذاك في صهر موضوعه في اطار فني جيّد.

نقطة الصفر

بيلا تار واحد من أولئك المخرجين الذين يستحقّون كلمة “كبير” كون سينماه الجميلة، والداكنة، والباردة، والمتأمّلة والمسهبة تؤسس للعمل بأسره. كان بيلا تار (صاحب “ألحان ورمكمايستر” و”تانغو الشيطان” اللذين عُرضا خارج “كان” سابقاً) يبحث عن تمويل لفيلمه المعروض في مسابقة هذا المهرجان “الرجل اللندني” حين أبدى المنتج الفرنسي أومبير بالسان استعداده لانتاج الفيلم. قبيل دخول بالسان المشروع مموّلاً ومنتجاً قال لي بيلا تار: “أبحث عن 500 ألف دولار فقط أكمل بها مشروعي. أحياناً أشعر بأنني على حافة حياتي. لم أعد استسيغ كل تلك الترتيبات الطويلة التي تسبق انتاج أفلامي. كل فيلم قمت باخراجه صرفت فيه من البحث عن التمويل أكثر مما صرفته في الكتابة او الاخراج”.

 ثم جاءت شائعة أن بيلا تار راودته فكرة الانتحار. لكن الذي انتحر فعلاً هو بالسان وذلك قبل ثلاثة أيام فقط من بدء التصوير. بالسان كان شخصاً أساسياً وراء الانتاجات الفرنسية- العربية والأوروبية المشتركة. وكان آخر فيلم عربي أبرمه “باب الشمس” للمخرج يسري نصر الله.

 يقول لي بيلا في رسالة خاصة قبل توجهه الى “كان”: “طبعاً شعرت بأنني عدت الى نقطة الصفر. انتابتني أحاسيس عديدة من بينها أن لا شيء يسير بالتوقيت المناسب مادام هذا الشيء هو خارج المعهود. لكن فكرة الانتحار لم تراودني مطلقاً. ربما كنت كئيباً وقاسياً على نفسي لكني لم أكن في مثل ذلك الوارد”.

أهم العلامات

248 فيلماً معروضاً على نحو رسمي (أي عدا عروض “نصف شهر المخرجين” وأفلام السوق التجارية) كلها، ومن دون استثناءات، تحاول النفاذ الى مستوى من النجاح يناسب الحاجة. قليل منها -نسبياً- سيطمح الى نجاح تجاري، لأن معظمها ليس في وارد ولوج شروط وعناصر المستوى التجاري، لكن هناك نسبة مهمّة من هذه الأفلام تدرك أن نجاحها، فنياً ونقدياً، سيدلف بها، لا محال، الى الطريق الموازي للعروض التجارية الكبيرة، من بينها “الليلة الصامتة” لكارلوس رايغاداس وهو انتاج مكسيكي/فرنسي/هولندي داخل المسابقة والمخرج لفت الأنظار حين قدّم سابقاً “اليابان” و”معركة في السماء”. وهو في هذين الفيلمين برهن عن ملكية للغة بصرية مثيرة. اللافت أيضاً أن المخرج المكسيكي اختار لغة ألمانية قديمة (تُسمى بلاوتديش) لكي تكون لغة الفيلم الرسمية. وعن السبب يقول: “أحببت صوت هذه اللغة والثقافة التي تنطق بها”.

 الفيلم يدور حول رجل يحب امرأة غير زوجته ويقترف واياها اثماً ليعيش كل منهما بعد ذلك حالات الندم والشعور بالذنب فيما يبدو تأكيداً لحالة المتديّنين المسيحيين في بعض البيئات الاجتماعية.

 لا أحد بين كل المشتركين في مسابقة هذه السنة بحاجة لأن يبرهن عن أنه لا يزال على قدراته الفنية ومستواه الجيّد أكثر من الأخوين اتيان وجوِول كوِن. الأخوان اللذان يتبادلان المناصب. أخرج اتيان غالبية أفلامهما (بينما قام جووِل بكتابتها وانتاجها) لكن كل عمل عبّر عنهما معاً. والذي حدث أنهما في السنوات الأخيرة انزلقا الى ذلك النوع من الأفلام التي تحاول أكثر مما تحقق، وفي بعضها (مثل “قسوة غير محتملة” و”قاتل السيّدة”) لم تنجز مطلقاً المميّز والمختلف التي اعتاد النقّاد استقباله منهما.

 فيلمهما الجديد “لا بلاد للمسنّين” هو عودة الى الأصول، وهذا ما يؤكّده جووِل: “هذا الفيلم هو استعادة لتلك الأعمال التي قدّمناها في مطلع سنواتنا. أشعر أن هناك حاجة لهذه العودة بعد أن جرّبنا أفلاماً ليست من النوعية التي نفضل”.

قصّة بوليسية بكلمات أخرى، مثل تلك التي أنجزناها سابقاً في “دم بسيط” و”عبور ميلر” و”فارغو” وفحواها رجل وجد مليوني دولار وكيلو مخدرات في سيّارة قُتل كل من فيها من أفراد عصابة. اذ يختطف الغنيمة ويهرب ليجد نفسه مطارداً من قبل الجميع.

أوراق ناقد ... تداعيات غيابنا

ألا تتواجد السينما العربية في مسابقة مهرجان كان، او في أي من تظاهراتها الأساسية، فان هذا ليس الخبر. لقد اعتدنا أن نلحظ غيابها. الخبر هو أن المسؤولين عن الثقافة في العالم العربي لا يعرفون ثمار هذا الغياب، ولا تداعياته او نتائجه.

اذا كانوا يجهلون فتلك مصيبة واذا كانوا لا يجهلون بل يتعمّدون التجاهل فالمصيبة أعظم. وفي اعتقادي أنهم حتى يتعمّدوا التجاهل فان عليهم أن يكونوا في الأساس على ضرب من الذكاء، وبما أن غياب السينما العربية هو ضرب من اللا- ذكاء.. فسّرها بنفسك.

عرض فيلم عربي واحد (لا يهم من أين أتى) من شأنه، لو وقع، أن يوفر ما يلي:

1) التأكيد على أننا ننتمي الى هذا العالم المفكّر والمتفنن والباذل والمهتم بالثقافة المصوّرة وبفن التعبير.

2) الاسهام في تغيير الصورة التي باتت مرتسمة حولنا أكثر مما هي غائبة: مجتمع متجمّد بقوانيه وأخلاقياته ومبادئه، وتغييرها لا يعني أننا لسنا محافظين على قوانينا ومبادئنا وأخلاقياتنا، بل يعني أننا قادرون على تفسيرها ودعوة العالم للنظر فيها- على الأقل.

3) اشتراكنا بفيلم يعني أننا نعكس صورة حيّة للمجتمع العربي. صورة ايجابية لأنها صادقة وصورة حيّة لأننا منحنا الفنّان الرعاية التي يحتاجها واهتممنا به وشاركنا في وصوله الى المحفل العالمي.

4) اشتراكنا رسالة للاعلام الغربي بأنه لا يستطيع التعميم، ورسالة الى المناوئين لنا بأنهم خسروا الرهان على أننا لا نقرأ ولا نرى ولا ننتج. ثم هو حالة احراج لأولئك الذين يبنون صرح بغضائهم على رهان أنه لا وجود لثقافة عربية عصرية.

5) لأن اشتراكنا هو نجاح. والنجاح عدو للفشل وعدو للفقر، في شتّى صوره حتى المادية، ولأنه مطلب المجتمع الصحيح.

 هل يجب أن أضيف؟ كل سبب مما ذكرت يكفي لحديث طويل. وهذا اذا ما اشتركنا بفيلم واحد. تصوّر فقط، لو أننا كنا قادرين على الاشتراك بثلاثة او أربعة أو خمسة. اثنان في المسابقة وواحد في قسم أسبوع النقاد وآخر او اثنين في “نظرة ما”.

نعم. هو جهل واذا كان تجاهلاً فالمصيبة أعظم.

وجوه:

وونغ كار- واي

مخرج فيلم الافتتاح “ليالي التوتية” ولد في 17 يوليو/تموز سنة 1958 في شنغهاي ونشأ في هونغ كونغ من سن الخامسة. معروف برومانسياته الخاصّة التي وجدت بين المثقّفين ترحيباً كبيراً. لجأ الى صالات السينما منذ صغره لكونه غريباً بين أبناء الجزيرة، فكونه من شانغهاي عني انه يتكلم لغة جوارها بالاضافة الى اللغة الماندارينية وهي تختلف عن الكانتونيزية التي يتكلم بها أهالي هونغ كونغ. نتيجة هذا التردد الى السينما، مصحوباً، على الأغلب، بشعور الوحدة جعله ينحو الى السينما بعالمها الانفرادي الخاص. بعد تخرّجه في الكلية توجّه لدراسة الانتاج وأصبح كاتب سيناريو تلفزيوني، الى أن قرر الانتقال الى السينما في منتصف الثمانينات وتم انتاج ما لا يقل عن عشرة من كتاباته ولو أنه يقول في بعض أحاديثه إنه ساهم في كتابة أفلام كثيرة لم يضع عليها اسمه.

أخرج وونغ كار- واي أوّل أفلامه سنة ،1998 دراما اجتماعية- عاطفية مع خيط بوليسي بعنوان “اذ تنهمر الدموع” وهو فيلمه الوحيد الى الآن الذي حقق نجاحاً تجارياً كبيراً. أفلامه الأخرى هي: “أيام الجنون” (1991): دراما عن الشباب التائه بين ماضيه ورغباته والباحث عن مصيره. أخفق تجارياً لكنه حقق نجاحاً نقدياً كبيراً. نقّاد هونغ كونغ يضعونه على قمّة اختياراتهم. و”اكسبرس تشونكينغ” (1994): قصّتان في الفيلم كل واحدة تخص رجل بوليس والمرأة الغامضة التي يحبّها. و”ملائكة واقعون” (1995): كان مفترضاً بهذا الفيلم أن يكون نوعا من تكملة للفيلم السابق لكن المخرج عاد فقرر أن انفصل به. هذه المرّة يتحدّث الفيلم عن خارج عن القانون وصاحبيه.

و”رماد الزمن” (1995): عرض متأخراً اذا كان صوّره قبل عام ونصف العام من عرضه. كان عملاً مضنياً تطلّب منه الانتقال الى الصحراء الصينية لتصويره فتعرّض لظروف أخّرت انتهاء العمل عليه.

و”سعيدان معاً” (1997): هذا أول فيلم ينال شهرة عالمية بعدما اشترك به في مهرجان “كان” سنة 1997 وخرج بجائزة أفضل مخرج.

و”في المزاج للحب” (2000): مزيد من عالم الصورة المشبّع والخاص في هذا الفيلم حول صحافي يستأجر غرفة في فندق حيث يتابع منها جانباً من حياة جارته في الغرفة المجاورة. “2046” (2004): النجمة الصينية بطلة هذا الفيلم المكتوب جيّداً: كل كذا سنة ينطلق قطار عابراً الزمن الى العام ،2046 لكن المستقبل يبدو تماما كما الماضي.

ديفيد ستراذن

ولد هذا الممثل الجيّد وغير المُكتشف بما فيه الكفاية في 26/1/1949 في سان فرانسيسكو. تأخر ظهوره أساساً لأنه لم يجد عملاً في التمثيل رغم دراسته وانتقاله لعاصمة المسرح الأمريكي نيويورك ساعياً لتحقيق طموحه. ولم تتح له فرصة التمثيل على المسرح الا من بعد أن بدأ الظهور في السينما (وذلك على غير عادة معظم الممثلين الذين يبدأون بالمسرح ويعرجون على الأفلام لاحقاً).

ممثل جيّد لأنه مقتصد في حركاته وايماءاته وشاهدناه مؤخراً مع جورج كلوني في “ليلة سعيدة، وحظ طيّب” مؤديا البطولة. لكن من مطلع الثمانينات وهو في السينما فظهر مع الكوميدي الراحل دادلي مور في “مريض حب” (1983) وأمام ميريل ستريب وتشير في “سيلكوود” (1984) وفي فيلم جون سايلس “ماتوان” (1987) ثم في “مدينة الأمل” (أيضا لجون سايلس) مع كريس كوبر (1991) ولاحقاً ما شوهد في فيلم سِدني بولاك “المؤسسة” بطولة توم كروز وجين هاكمان (1993) و”سري لوس أنجيليس” لكيرتس هانس مع كيفن سبيايسي وراسل كراو (1997).

الى جانب دوره في فيلم جورج كلوني المذكور، فإن واحداً من أفضل أعماله هو “خريطة العالم” لجانب سيغورني ويفر (اخراج سكوت اليوت) وفي ذلك الاقتباس الشكسبيري “حلم منتصف ليلة صيف” الذي أخرجه مايكل هوفمان سنة ،1999 كذلك دور الزوج الأضعف من زوجته ميريل ستريب في “النهر المتوحش” (1994) الذي عليه أن يثبت العكس لينتصر على بضعة أشرار برزوا لهما في البريّة.

ديفيد ستراذن موجود في “كان” كونه أحد الممثلين الرئيسيين في فيلم “ليالي التوتية” أمام نورا جونز ودجود لو واد هاريس، نتالي بورتمان، راتشل وايز وتيم روث.

حال الجوائز الأولى

اعتماد جوائز مقسّمة الى السعفة الذهبية لأفضل فيلم، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة، ثم جائزة أخرى للجنة التحكيم وتوزيع بقية الجوائز على ممثلين وحرفيين آخرين لم يكن وارداً في الدورة الأولى الحقيقية له.   للتذكير المرّة الأولى التي انطلق فيها المهرجان كانت في اليوم الأول لاحتلال بولندا من قبل القوّات الألمانية، حينها تم اغلاق المهرجان بعد 24 ساعة من بدايته. المرّة الأولى “الحقيقية” هي سنة 1946 عندما تم اختيار 52 فيلماً في المسابقة (ولم يكن هناك شيء اسمه خارج المسابقة) بينها فيلم ميخائيل روم “الفتاة رقم 217” أحد الأفلام السوفييتية المبكرة حول الحرب العالمية الثانية. الممثل يوسف وهبي كان عضو لجنة التحكيم وفيلم “دنيا” لمحمد كريم كان من الأفلام المتنافسة.  لكن توزيع الجوائز لتلك الدورة تم على أساس منح احدى عشرة جائزة متساوية (ولا أدري لماذا احدى عشرة عوض عشر او اثنتي عشرة) لكن المعروف أنه من بين الأفلام الفائزة البريطاني “لقاء قصير” الذي كان أحد أعمال ديفيد لين الأولى والفرنسي “رجال بلا أجنحة” وهو لمخرج فرنسي منسي تماماً اليوم حقق في حياته ثلاثة أفلام فقط، كان هذا الفيلم آخرها.  الفيلم الأمريكي “الويك- اند الضائع” لبيلي وايلدر اشترك وفاز أيضاً وهو فيلم جيّد عن رجل محبط (راي ميلاند) يدمن الشرب حتى الموت.

ومن قبل تحوّل اميليو فرنانديز الى وجه من وجوه الشر في أفلام الوسترن الأمريكي، كان مخرجاً لامعاً وأحد أفضل أفلامه، وعنوانه “ماريا كاندليرا” ظهر في تلك الدورة وخرج بسعفة. 

الخليج الإماراتية في

17.05.2007

 
 

تعاون من أجل الوصول إلى لغة سينمائية عالمية

'ليالي التوت الازرق' يفتتح مهرجان كان السينمائي

كان (فرنسا) - من بولين بوجلر واندرو ماكاثي

فيلم مخرج اسوي يعطي اشارة انطلاق الدورة الستين لمهرجان كان السينمائي الدولي.  

بدأت الدورة الستين لمهرجان كان السينمائي الدولي الاربعاء بحضور مجموعة كبيرة النجوم في أبهى صورهم بجانب المصورين الصحفيين الفضوليين كثيري الحركة وحشود ضخمة من عشاق السينما حيث افتتحت بعرض فيلم لمخرج آسيوي يحكي عن رحلة برية عبر الولايات المتحدة.

وافتتح المهرجان بفيلم "ليالي التوت الازرق" لمخرج هونج كونج ونج كار وبطولة النجم البريطاني جود لو ومغنية الجاز نورا جونز في دور إليزابث التي تنطلق في رحلة حول الولايات المتحدة بحثا عن الحب.

وقال ونج الذي فاز بجائزة أحسن مخرج بمهرجان كان عام 1997 عن فيلم "سعداء معا" إنه من الجيد أن يعود للمشاركة بفيلم يعرض في توقيت مهم "لان افلامي تعرض في آخر لحظة في أغلب الاحيان".

وقبل ثلاثة أعوام فشل فيلمه المثير للشجن "2046" والذي كان من المقرر أن يعرض في افتتاح المهرجان في اللحاق بجدول المهرجان ليعرض بعد موعده المقرر بيوم. وانضم العديد من نجوم وصناع السينما في العالم لونج وطاقم "ليالي التوت الازرق" في السير على البساط الاحمر الشهير لمشاهدة أول عرض للفيلم على مستوى العالم.

ومن بين النجوم الذين ساروا على البساط الاحمر أعضاء لجنة التحكيم الممثل الاسترالي توني كوليت ونجمة هونج كونج ماجي تشوينج والممثلة الكندية التي تحولت إلى الاخراج سارة بولي والكاتب التركي الحائز على جائزة نوبل للآداب أورهان باموك بالاضافة إلى رئيس اللجنة ستيفان فريرز.

وازداد بريق حفل الافتتاح أيضا بظهور الممثل الاميركي أندي ماكدويل والممثلة الفرنسية جولييت بينوش والنجمة الصينية جونج لي والمخرجين العالميين ديفيد لينش ولوك بيسون وباسكال فيران.

ويأتي افتتاح المهرجان بعد ساعات من تنصيب نيكولا ساركوزي رئيسا جديدا لفرنسا وسط صخب سياسي ليجتذب أنظار العالم إلى ما يعتبر أهم الاحداث الثقافية بالبلاد.

ويشارك الفيلم بالمسابقة الرسمية للمهرجان الذي يستمر 12 يوما ليتنافس مع 22 فيلما آخر على جائزة السعفة الذهبية أكبر جوائز المهرجان.

ويحكي الفيلم قصة اليزابث التي تذهب في رحلة برية تجوب خلالها الولايات المتحدة بعد انفصال قاس عن حبيبها. وتلعب دور اليزابث المغنية التي تحولت إلى التمثيل نورا جونز في أولى أدوارها السينمائية.

وتنفصل اليزابث عن صديقها وهو صاحب مقهى يدعى جيريمي كان يحاول رفع روحها المعنوية عن طريق شطائر التوت الازرق لتنطلق في رحلتها وتعمل نادلة بعدة أماكن بالولايات المتحدة.

ويتناول الفيلم الشخصيات التي تقابلها اليزابث في رحلتها مثل ضابط الشرطة المضطرب (ويجسده ديفيد ستراثايرن) وصراعه مع زوجته التي انفصل عنها (وتجسدها راتشيل وايز). ومن خلال تأمل هذه الشخصيات ومصائرها تحظى اليزابث بفهم أعمق لمعنى رحلتها والوجهة التي تريدها والرفيق الذي تفضله.

وبالتالي يعيد هذا الفيلم تأكيد موقع ونج كمخرج رومانسي كبير.

وتتنوع الموسيقي التصويرية للفيلم وفقا للاماكن التي تستعرضها الاحداث يحكي ونج قصته بقدر وافر من الذكاء الممزوج بخفة الظل.

وقال لو إن "إيقاع الاحداث كان مثل ضبط الآلات الموسيقية".

وقال ونج كار واي إن "ليالي التوت الازرق" هو الجزء الثاني لفيلمه "مستعد للحب" الذي قدمه في عام .2001

ووصف ونج العمل في هذا "ليالي التوت الازرق" أول أفلامه الناطقة بالانكليزية بأنه تعاون من أجل الوصول إلى لغة سينمائية عالمية. وقال إن القبلة على سبيل المثال قد يكون لها معنى آخر كبيرة ومختلف تماما في الثقافات المختلفة.

وقالت جونز التي تقدم أولى أدوارها السينمائية "استغرقنا وقتا طويلا في تصوير ذلك (مشهد القبلة). وكان المشهد الوحيد الذي وجهني فيه (ونج) وأخبرني تحديدا كيف يريده".

وتولت جونز اختيار الموسيقى المصاحبة لبعض اللقطات بناء على طلب كار واي.

ميدل إيست أنلاين في

17.05.2007

 
 

الهيئة الملكية الأردنية للأفلام تشارك فـي فعاليات الدورة الستين لمهرجان كان السينمائي الدولي

عمان - ناجح حسن

تشارك الهيئة الملكية الأردنية للأفلام ضمن فعاليات الدورة الستين لمهرجان ''كان '' السينمائي الدولي الذي ستنطلق عروضه الأسبوع المقبل وهي واحدة من المرات النادرة التي يشارك فيها الأردن بمثل هذا الحضور حيث من المتوقع إن يغادر خلال اليومين القادمين خمسة من العاملين في الهيئة في مسعى لوضع الأردن على خريطة المشهد السينمائي العالمي .

وفي تصريح ل'' الرأي '' بين مدير تطوير المشاريع في الهيئة مهند البكري مغزى المشاركة الأردنية في مهرجان '' كان '' بقوله إنها تأتي ضمن صميم عمل الهيئة في إقامة الاتصال مع جهات الإنتاج السينمائي العالمي والتعريف بالأردن كمكان يمكن إن تنطلق منه عمليات تصوير الأفلام المتنوعة الاهتمامات سواء تلك الأفلام الطويلة أو القصيرة بشقيها الروائي والتسجيلي.

ويضيف البكري إن مشاركة الهيئة تأتي أيضا من اجل إقامة قنوات اتصال مع نوعيات أخرى من السينما العالمية في الوقت الذي نجت فيه خلال العامين الماضيين في أجراء مثل هذه الاتصالات مع شركات إنتاجية في السينما الاميركية الذي مكن الأردن من استضافة العديد من الأفلام السينمائية والتلفزيونية من إنجاز أفلامها داخل أرجاء المملكة .

من جهتها قالت المستشارة الإعلامية في الهيئة الملكية الأردنية ندى دوماني إن حضور الهيئة لفعاليات مهرجان ''كان '' السينمائي لهذه السنة يشكل إطلالة أخرى على جانب من المشهد السينمائي العالمي والتعرف على الحراك فيه وسيكون التواجد هناك مناسبة لإجراء العديد من الاتصالات مع مدراء المهرجانات السينمائية العالمية مثل برلين وفينيسيا ودبي والقاهرة والتواصل مع المخرجين والمنتجين السينمائيين العرب والعالميين ودعوتهم إلى تصوير أفلامهم في المملكة التي تتيح لهم تسهيلات في جوانب كثيرة في صناعتهم للأفلام مشيرة إلى اصطحاب وفد الهيئة لفيلم أردني قصير بعنوان '' ماء '' من توقيع المخرج الشاب غسان عقل.

وتزيد دوماني إن الهيئة بصدد إقامة أكثر من اتصال مع مجموعات عربية وأوروبية تعنى بالإنتاج السينمائي على غرار منظمي مهرجان '' كرافان '' للسينما العربية والأوروبية وشركاؤهم من قطاعات سمعية وبصرية مختلفة فضلا عن التعرف على أسس وأحكام تنظيم وإقامة المهرجانات السينمائية المتخصصة لتكون منطلقا في عمل الهيئة بالفترة القادمة حيث إنها في طور ترتيب إجراء الاستعدادات والتحضيرات المناسبة لإقامة مهرجان سينمائي دولي بعمان وهو ما دعت إليه الخلوة الثقافية التي أنهت أعمالها حديثا في عمان بدعم من الدائرة الثقافية بأمانة عمان الكبرى.

ويشير مدير خدمات الإنتاج جورج ديفيد احد أعضاء وفد الهيئة إلى مهرجان '' كان'' إلى مشاركة المخرج الأردني محمود المساد بفيلمه القصير المعنون '' دائرة الحياة '' الذي صور في عدة مناطق بالأردن من بينها مسقط راس المخرج في مدينة الزرقاء والذي سيكون ضمن عروض الأفلام القصيرة في واحد من أقسام مهرجان '' كان '' والذي حققه ضمن إنتاج أوروبي وهو الفيلم الذي جرى تصويره بتعاون مع الهيئة التي سهلت الكثير من عمليات إنتاجه عبر توفير أمكنة ملائمة والذي اشتمل على إجراء عدة مقابلات مع شخصيات تخدم موضوعه .

وبحسب مديرة مشروع في الهيئة رولا ناصر فان المشاركة تهدف أساسا إلى إقامة قنوات اتصال مع مؤسسات شبيهة بعمل الهيئة مبينة إنها المشاركة الأولى في مثل هذا المهرجان الدولي رغم تلك المشاركات العديدة في مهرجانات عالمية أخرى فإنها تشكل نافذة على التعرف على جملة من النشاطات والفعاليات .

وتتوقع ناصر إن تكون مشاركة الهيئة في العام المقبل من المهرجان أكثر زخما وتحمل نماذج من الإنتاج السينمائي المحلي الذي غدونا نلمس حراكه على أكثر من صعيد مشيرة إلى عزم الوفد بالتعرف على أنماط إنتاجية في السينما العالمية في بادرة لتحقيق أفلام قادمة بدعم وتمويل مشترك.

أما زميلتها ريم بدر فتتحدث عن طبيعة مشاركتها في المهرجان داخل ورشة دولية تهتم بالغطاء القانوني للصناعة السينمائية العالمية ينظمها الاتحاد الأوروبي وهو المشروع الذي استضاف الفيلم الأردني القصير '' ماء '' لغسان عقل الذي يتناول في أربعة دقائق من التجريب الفني أجواء من برنامج الورشة الذي يهتم بالحوار في ثقافات بلدان البحر الأبيض المتوسط.

يشار إلى أن الهيئة الملكية الأردنية للأفلام تأسست العام 2003 بهدف ترويج وتطوير صناعة الأفلام في المملكة ويديرها مجلس أمناء برئاسة سمو الأمير علي بن الحسين وتؤمن بان صناعة الأفلام نوع من التعبير الخلاق الذي يتخطى الحدود ويدفع باتجاه الحوار والتفاهم بين الحضارات والثقافات المتنوعة.

الرأي الأردنية في

18.05.2007

 
 

الريفيرا الفرنسية ازدادت سحراً مع انطلاق مهرجان كان السينمائي الدولي...

جيل جاكوب: مهرجان كان جسر بين الماضى والمستقبل

كان- عبدالستار ناجي

تفتتح اليوم الأربعاء الدورة الستون لمهرجان كان السينمائي الدولي وتستمر حتى 27 من الشهر الجاري، لتتحول بلدة كان الصغيرة في الريفيرا الفرنسية وشاطئها الخلاب الى خلفية للعيد الستين لأكثر مهرجانات الافلام السينمائية شهرة وسحرا في العالم. وعلى هامش هذا العيد سيتم تكريم عدد من الرموز الرائدة التي مرت بالمهرجان خلال السنوات الماضية ومن بينها وانغ كار واي المخرج المقيم وامير كوستوريكا كوينتين تارانتينو ومايكل مور والاخوان كوهين.

وقال جيل جاكوب رئيس مهرجان كان السينمائى الدولى إن المهرجان يحرص هذا العام على أن يكون امتدادا للماضى وجسرا بينه وبين المستقبل فى ظل احترام التراث وخدمة الاجيال السينمائية القادمة.

وأضاف "جاكوب" إن دورة العام الحالى - التى تعتبر دورة استثنائية بما أنها توافق الاحتفال بالعيد الستين للمهرجان الذى لم يتوقف أبدا إلا خلال سنوات الحرب العالمية الثانية - تشهد تجديدات كبيرة أبرزها فتح موقع له على الانترنت، ومراعاة أن يكون انتقاء الافلام المعروضة فيه على أساس وبما يتفق مع متطلبات المستقبل تطبيقا لمبدأ "الاحتفاء بالابداع من خلال إبداع".

والمعروف أن اعمال مهرجان كان فى دورته الستين تنطلق مساء يوم الاربعاء السادس عشر من مايو الجارى وتتواصل اعماله حتى الاحد السابع والعشرين منه.

وركز جاكوب على قاعة العرض الجديدة التى تفتتح هذا العام فى المساحة بين قصر المؤتمرات والريفيرا لتليق بالمتفرج وتقدم له كل حديث وجديد فى عالم العرض السينمائى الذى بلغ اليوم مرحلة متطورة من التقنيات من خلال أحدث التقنيات.

وذكر رئيس المهرجان أنه روعى أيضا انتقاء عناصر جديدة فى هيئة التحكيم مع تكريم "أصدقاء المهرجان الأوفياء" الذين واكبوا وجوده عاما بعد عام.

والمعروف انه يخوض غمار المنافسة على جائزة السعفة الذهبية 21 فيلما طويلا من بينها 13 فيلما لمخرجين جدد ، ويعرض خارج المنافسة فيلم ستيفن سودبرج الاخير "أوشانز 13" بطولة جوليا روبرتس وجورج كلونى وزيتا جونز ومات ديمون وبراد بيت وال باتشينو واندى جارسيا الذين من المتوقع ان يحضر اغلبهم الى مدينة كان الفرنسية التى باتت تشهد ومنذ ايام ازدحاما كبيرا، كما سيمثل امريكا فى المهرجان ايضا فيلم "سايكو" لمايكل مور وهو مخرج مثير للجدل وكان قد فاز بالسعفة الذهبية عن فيلمه (11/9 فهرنهايت).

وإلى جانب الوجوه الجديدة فى المهرجان ، هناك مخرجون من قدامى أصدقاء المهرجان منهم الصربى امير كوستاريكا الذى يخوض المنافسة بفيلمه "اوعدى بذلك". وكان امير قد فاز بالسعفة الذهبية ثلاث مرات سابقا وهو يفكر بسعفة رابعة. ويعرض فى المهرجان هذا العام ثلاثة أفلام لمخرجين فرنسيين يخوضون المنافسة لأول مرة هم كاترين بريا وكريستوف هونوريه وجوليان شنيبل، وهم من المخرجين الجدد الوافدين إلى المهرجان.

ومن بين المخرجين الجدد الـ 13 الذين يخوضون غمار المنافسة للمرة الاولى هذا العام، مارجان ساترابى المخرجة الايرانية والتركى فتيح اكين ولى شانج دونج وكريتيان مونجوى وبيلا تار وديفيد فينشر.

يرأس لجنة تحكيم المهرجان هذا العام المخرج البريطانى "ستيفن فريرز" وتضم فى عضويتها عددا متساويا من الرجال والنساء منهم الممثل الفرنسى ميشيل بيكولى والكاتب التركى الفائز بجائزة نوبل اورهان باموك والممثلة البرتغالية ماريا دى ميديروس والصينية ماجى شونج والمخرج العربى الموريتانى عبد الرحمن سيساكو.

يذكر أن المهرجان تقدم له هذا العام 3983 فيلما طويلا بزيادة 12 % عن العام الماضى اختير منها 1615 فيلما طويلا تمثل 95 بلدا وتمت تصفية الافلام حتى وصل العدد إلى 49 فيلما طويلا منها 21 داخل المنافسة و4 أفلام تسجيلية منها واحد عن مارلون براندو و17 فيلما تعرض فى قسم "نظرة ما» كما يعرض فى تظاهرة - اسبوعى المخرجين - 20 فيلما من بينها فيلمان من لبنان هما - كاراميل - لنادين لبكى والرجل الضائع - لدانييل عربيد.

بدلا من تنظيم حفل مبهر تعتزم ادارة المهرجان الاحتفال بالعيد هذا العام بمهرجان مصغر يضم 33 فيلما قصيرا موضوعها «الذهاب الى السينما» انتجها كبار المخرجين مثل رومان بولانسكي صاحب فيلم "عازف البيانو" الشهير الذي حصل على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان عام 2002 وكين لواتش صاحب فيلم "الرياح التي تهز الشعير" الذي فاز بنفس الجائزة في مهرجان العام الماضي.

كما شارك آخرون في المهرجان المصغر مثل الدنماركي لارس فون ترير والمكسيكي اليخاندرو جونزاليس صاحب فيلم "بابل" والتايواني تساي مينغ ليانغ.

ومن بين الافلام التي شاهدتها لجنة اختيار الافلام في كان وعددها 1600 فيلم اختارت اللجنة 64 فيلما للعرض في اقسام المهرجان الاساسية ومن بينها 22 فيلما للتنافس على السعفة الذهبية.

أما لجنة التحكيم فتضم تسعة اعضاء برئاسة المخرج البريطاني ستيفن فريرز، حيث تحاول اختيار الفائز من بين مجموعة افلام تستكشف كلها بصورة كبيرة الجانب الاكثر قسوة من الحياة الانسانية.

ويعد المخرج البوسني المولد امير كوستوريكا أحد ابرز المرشحين لفيلمه الغريب بعض الشيء «اوعدني». واذا حصل على السعفة هذا العام ستصبح الثالثة بالنسبة له.

كما اختير فيلمان آخران كمرشحين للفوز بالسعفة الذهبية احدهما فيلم «ابيض واسود» تدور احداثه في ايران بعد الثورة الاسلامية والاخر «مزامير» والذي يحكي قصة اسرة يهودية في القدس تحاول التأقلم مع اختفاء الوالد الغامض.

كما يتنافس على الجائزة فيلم «غابة الحزن» لمخرجه الياباني ناومي كاواسي وفيلمان لمخرجين من كوريا الجنوبية وهما «بزوغ الشمس السري» لمخرجه لي تشانغ دونغ و«تنفس» لمخرجه كيم كي دك.

ومن المرجح ان يجد صناع الافلام من اوروبا الشرقية انفسهم محور الاضواء هذا العام في المهرجان حيث يتنافس فيلمان من روسيا على جائزة السعفة الذهبية كما تظهر المجر للمرة الاولى في المهرجان منذ ما يقرب من 20 عاما مع فيلم «الرجل القادم من لندن» لمخرجه بيلا تار.

الليالى العنبية - تفتتح مهرجان كان السينمائى الدولى

يفتتح مهرجان كان السينمائى فى دورته الستين بفيلم «ليالي العنبية»my blueberry night للمخرج الصيني من هونغ كونغ ونغ كار وي، الذي ترأس لجنة تحكيم المهرجان في العام الماضي، وهو الفيلم الأول لمخرجه في أمريكا، والفيلم بمثابة التجربة الجديدة لهذا المخرج الكبير خارج وطنه الاصلي، ويحكي فيه عن فتاة شابة تبحث عن قيمة لمعنى الحب، من خلال رحلة لها في أنحاء أمريكا، تلتقي فيها بشخصيات متعددة غريبة ومهووسة ومتطرفة، وتلعب بطولته مغنية الجاز الأمريكية الصاعدة نورا جونز والحائزة على سبع جوائز غرامي الموسيقية العالمية التى تمنحها أكاديمية العلوم والفنون الموسيقية بلوس انجلوس، وهى تقدم أول بطولة لها في السينما. وكان المخرج الصينى ونغ كار وى قد وصل صباح أمس الى مدينة كان الفرنسية برفقة المطربة نورا جونز وجيد لو وراشيل وايس وناتالى بورتمان لحضور حفل الافتتاح الذى ستقدمه النجمة ديان كروجر فى حفل ينقل على الهواء مباشرة لأكثر من 200 محطة فضائية فى انحاء العالم.

والمعروف ان اعمال الدورة الستين لمهرجان كان السينمائى ستتواصل فى الفترة من 16 ولغاية 27 من مايو الجارى.

يختتم المهرجان أعماله بعرض فيلم «عصر الظلمات» l age des tenebres للمخرج الكندي دونيس اركاد، الذي يواصل فيه تشريحه كما في فيلمه الأثير «غزوات بربرية» لمجتمعات الاستهلاك الغربية التي فقدت الروح، بحسه الفكاهي العالي المعتاد، وتهكمه الساخر.هذا ويتنافس على السعفة الذهبية للمهرجان 22 فيلما تحمل توقيع عدد مرموق من أبرز صناع السينما العالمة..

أفلام المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائى 2007

تتنافس على سعفتى مهرجان كان السينمائى لعام 2007 اثنان وعشرون فيلما هى:

-فيلم «على الطرف الآخر» auf der anderen swite ، للمخرج الألماني من أصل تركي فاتح أكين

-«عاشقة مسنة» une vieille maitresse، للمخرجة الفرنسية كاترين بريا

- «لا بلد للعجائز» no country for old men ، للأخوين جويل وايثان كوين من امريكا

- «زودياك»zodiac ، للمخرج الامريكى دافيد فنشر

-«نحن نملك الليل» we own the night، للمخرج الامريكى جيمس جراي

- «أغاني الحب» les chansons d amour ، للمخرج الفرنسي كريستوف اونوريه

- «غابة الحداد» the mourning forest ، للمخرجة اليابانية ناعومي كواس

- «نفس»breath ، للمخرج الكوري كيك كي دوك

- «عدني بذلك» promise me this، للمخرج الصربي أمير كوستوريكا

- «شروق شمس سري»secret sunshine ، للمخرج الصيني لي شانغ دونغ

- «4 شهور و3 أسابيع ويومان » months 3 weeks 2 days 4 ، للمخرج الروماني كريستيان مونجيو

tehilim-، للمخرج الاسرائيلي رفائيل ندجاري

-فيلمstellet licht ، للمخرج المكسيكي كارلوس ريجادس

- «برسوبوليس» persepolisـ الفيلم الاول لمخرجته الفرنسية من أصل إيراني مرجان سترابي والمخرج الفرنسي فانسان بارونو

- «لباس الغطس والفراشة» le scaphandre et le papillon، للمخرج الفرنسي جوليان شنابل

- «استيراد وتصدير» import export، للمخرج النمساوي اولريش سيدل

- «الكسندرا»alexandra ، للمخرج الروسي الكسندر سوخوروف

- «علامة الموت» death proof، للمخرج الامريكى كوينتين ترانتينو

- «رجل من لندن» a man from london، للمخرج المجري بيلا طار

- «منتزه بارانويد» paranoid park، للمخرج الامريكى جوس فان سانت

- «النفي» izgnanie، للمخرج الروسي اندريه زفياجينتسيف

خارج المسابقة

تعرض خارج المسابقة الرسمية الأفلام التالية:

-فيلم - «سيكو» sicko للمخرج الامريكي مايكل مور.

- «اوشان 13»ocean thirteen للمخرج الامريكى ستيفن سوديربيرغ. روائي بطولة جورج كلوني وبراد بيت ومات ديمون وآل باتشينو

- «قلب قوي»a mighty heart ، للمخرج البريطاني مايكل ونتربوتوم.

عروض منتصف الليل:

- «بوابة الركوب» boarding gate للمخرج الفرنسي اوليفييه الساياس go go tales- للأمريكي آبيل فيرارا u2 3d - تسجيلي. عن فرقة يو 2 الانجليزية لموسيقى الروك، للمخرجين كاترين اوينز ومارك بيلنغتون

عروض خاصة:

- «الحرب»the war . تسجيلي. للمخرجين كين بيرنز ولين نوفيك.

- «الساعة الحادية عشرة» 11the hour تسجيلي. للمخرجين ليلي كونورز بيترسين وناديا كونورز.

- «العودة الى نورماندى» retour en normandie. تسجيلي. للمخرج الفرنسي نيكولا فيليبير.

-«وقائع امرأة صينية» he fengming، للمخرج الصينى وانغ بينغ.  

####

ستيفن فريرز يترأس لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي الدولي الستين

يترأس لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الستين التي انطلقت اعمالها منذ ايام المخرج البريطاني الكبير ستيفن فرايرز بمشاركة الممثلة ماغي شونغ من الصين والممثلة توني كوليت من استراليا والمخرجة الممثلة ماريا دو ميديروس من البرتغال والممثلة الكندية سارة بولي والمخرج الايطالي الكبير ماركو بيلوكيو والكاتب الروائي التركي اورهان باموك الحاصل على جائزة نوبل في الادب والممثل الفرنسي القدير ميشيل بيكولي والمخرج الموريتاني عبدالرحمن سيساكو.

وكان المخرج ستيفن فريرز قد صرح مع انطلاق اعمال المهرجان بأنه يتشرف بأن يترأس لجنة التحكيم الدولية لهذا المهرجان الذي وصفه بـ «الاهم - بين المهرجانات السينمائية الدولية.

كما نوه بالدور الكبير الذي يقوم به مهرجان كان في تنشيط صناعة الفن السابع وتقديم كل ما هو جديد في هذا الفن المتطور. واشار باعجاب كبير الى المساحة المتفردة التي منحها المهرجان في دورته هذه لجيل الشباب وايضا للكبار حيث يشهد الصراع على السعفة الذهبية حضور عدد من المبدعين والحاصلين على هذه الجائزة من ذى قبل ومنهم البوسنى امير كوستاريكا والامريكي جيس فان سانت والاخوان ايثان وجويل كوين وكونتين تارانتينو والروسى اليكسندر ساكاروف وغيرهم من اجيال السينما العالمية.

وكان ستيفن فريرز قد ترشح هذا العام لاوسكار احسن مخرج عن فيلم «الملكة» الذي فازت عنه الممثلة البريطانية - هيلين مورين - بجائزة افضل ممثلة.

وفي الاطار ذاته قال المخرج العربي الموريتاني عبدالرحمن سيسكو ان اختياره لعضوية لجنة التحكيم في مهرجان كان هو شرف له شخصيا وللسينما الموريتانية والعربية والافريقية. واشار الى انه يتطلع لمزيد من الحضور العربي في نشاطات هذا العرس السينمائي المهم.

والمعروف ان مهرجان كان السينمائي الدولي يقام في الفترة من 16 ولغاية 27 مايو الجاري وتتنافس على سعفته الذهبية اثنان وعشرون فيلما.

بينلوبي كروز.. في كان

وصلت النجمة الاسبانية بينلوبي كروز الى مدينة كان الفرنسية، حيث ستقوم بالاعلان عن مشروعها السينمائي الجديد، الذي سيشاركها البطولة فيه كل من بن كنفيسلي وباتريسي كلاكسون ودينس هوبر، والفيلم لم يعلن اسمه، وان كان سيخرجه المخرجة الشابة ديرابيل كواسيت.

وكانت كروز قد فازت في العام الماضي، مع نجمات فيلم «العودة» للمخرج بدرو المودمار بجائزة افضل ممثلة.

####

ازدحام النجوم في فيلم «اوشن 13»

كان ـ خاص :

يتوقع ان يصل إلى مدينة كان الفرنسية أكبر حشد من نجوم السينما الأمريكية، وذلك لحضور حفل افتتاح العرض الأول لفيلم اوشن ثيرتين (oceanص s thirteen) الذي يشارك في بطولته برادبيت وجورج كلوني ومات دامون.

وقد أعلن رسميا وصول جورج كلوني قادما من ايطاليا حيث يقيم.

هكذا بدأت مدينة كان تشهد كثير من الازدحام مع موعد افتتاح مهرجانها السينمائي الدولي.

مورغان فريمان في مهرجان الحب

أعلن النجم الأمريكي الأسمر مورغان فريمان، انه سيبدأ في سبتمبر المقبل تصوير فيلم «عيد الحب» مع المخرج روبرت بنتون، ويشاركه في البطولة كريج كينز وسالما بلير وفرد وارد.

كما أعلن فريمان في تصريح خاص انه سيشرع في ديسمبر المقبل بتصوير فيلم في مدينة ورزازات المغربي. عن حياة عبد افريقي يتم اسره لبيعه في سوق العبيد في أمريكا، ويناضل من أجل استعادة حريته.

كان.. أخبار وحكايات

·     يصل إلى مدينة كان عدد من الفنانين العرب من بينهم لبلبة وليلى علوى والسيناريست وحيد حامد، والسيناريست رفيق الصبان، بالإضافة إلى المخرجتين اللبنانيتين نادين لبكي ودانييل عربيد.

·     سيقدم في عرض خاص الفيلم المغربي «الحال» لأحمد المعنوني وهو من الأفلام الكلاسيكية في السينما المغربية، ويتحدث عن فرقة «جيل جلالة» المغربية.

·     ستقيم مؤسسة السينما اللبنانية احتفالية يوم 21 مايو الجاري، بمناسبة اختيار لبنان كإحدى الدول المشاركة في تظاهرة سينما كل العالم.

·     تقوم عدة فضائيات عربية بتغطية المهرجان ومن بينها الفضائية المصرية، ودبي، وام. بي. سي. وال. بي. سي، وأبوظبي. وروتانا، والجزائرية.

·         للمرة الأولى تغيب السينما الايطالية عن عروض المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي.

الشرق القطرية في

18.05.2007

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)