كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

 13 متسابقاً على السعفة الذهبية لـ«كان» بحضور حائزين قدامى

تلكأ وودي آلن فأُسند الافتتاح للصيني وانغ كار واي

زياد الخزاعي

مهرجان كان السينمائي الدولي الستون

   
 
 
 
 

دورة استثنائية بالمقاييس كلّها لمهرجان استثنائي. ستون عاماً على «كان» السينمائي لن تمر أيام الاحتفال بها (16ـ27 أيار الجاري) من دون ضجة معتبرة. فالجميع استعد لها بما هو أفضل. الطاقم الفني المحيط برئيسه جيل جاكوب «اقتنص» أهم الأسماء وحشدها في مسابقته الرسمية، فيما يُعدّ أفضل جدولة منذ دورات. ليس هذا وحسب، بل ذهب نحو المفاجأة الكبيرة: أول فيلم لمخرج صيني يطلق شرارة الوهج السينمائي ليلة الافتتاح، ولن يكون سوى المميّز صاحب «في مزاج الحب» المخرج وانغ كار واي وعمله الناطق بالإنكليزية «لياليّ العِنبية»، الذي يداور الرومانسية وعذاباتها حول بطلته الحسناء الباحثة عن معاني الحب.

جنّد «حرّاس» السوق الدولةي للفيلم فريقاً عالي الكفاءة لإدارة أكبر «قيصرية» تجارية في العالم (لا ينافسها سوى نظيرتها التابعة لمهرجان برلين!)، التي تتربع على مساحة 22 ألف قدم مربع، وتستقطب عشرة الآف منتج وموزّع من ثمانين دولة، يعرضون في ما بينهم ما يقارب ألفين من الأفلام في ثلاثين صالة. تشارك دولة الإمارات العربية المتحدّة للمرّة الأولى على أرضية السوق، فيما يستمر الحيّز اللبناني في التواجد تزامناً مع الدعوة الجديدة من المشرفين على تظاهرة «كل سينمات العالم» التي خصّصت يوم الحادي والعشرين بالاحتفال بالسينما اللبنانية، وبتواجد عدد من المخرجين وأفلامهم. هناك يوم خاص بالجزائر، يعرض فيه المخرج «المتفرنس» مهدي شريف آخر أفلامه «خرطوش غولواز». أما المفخرة الأكبر فهي تقديم المخرج الأميركي الكبير مارتن سكورسيزي («سائق التاكسي»، «الثور الهائج»، «المرحّلون») الفيلم الوثائقي «الحال» (1981) للمغربي أحمد المعنوني حول فريق «ناس الغيوان» الموسيقي ضمن تظاهرة «كلاسيكيات السينما العالمية»، بعد ترميمه من قبل مركز أرشيف السينما التابع لمدينة بولونيا في إيطاليا. في خانة «أسبوعي المخرجين»، تعرض اللبنانيتان دانييل عربيد فيلمها الثاني «الرجل المفقود»، ونادين لبكي باكورتها «سُكّر بنات» (لنا عودة لهذين العملين).

تظاهرات جانبية

أما تظاهرة «نظرة خاصة»، فقد رُفدت بقامات سينمائية أمثال صاحب «ثلاثة أزمنة» و«مدينة الحزن» التايواني هيو هيساو هيسن الذي يفتتح يومها الأول بجديده «البحث عن البالون الأحمر» (تمثيل جولييت بينوش)، بمشاركة السويدي الطليعي روي أندرسون الذي حاز جائزة لجنة التحكيم في العام 1996 عن رائعته «أغنيات من الطابق الثاني» الذي صوّره في 46 لقطة فقط، وسيعرض «أنتم، الأحياء» حيث جمَّع شخصيات غريبة المنابت في حانة قبل أن يفاجَؤوا بأسراب هائلة من الطائرات العملاقة المتوجهة إلى العاصمة. هذان الكبيران سيكونان ضمن اثنين وعشرين مخرجاً، منهم ثمانية يقدّمون بواكيرهم الروائية التي تتنافس على جائزة «الكاميرا الذهبية».

الاستثناء ليس من رصيد كار واي فقط، بل شاركه فيه 34 مخرجاً من جهابذة السينما العالمية الذين كلّفهم جيل جاكوب تصوير رؤاهم لأم فنون الحداثة. والنتيجة: فيلم مرجعي بعنوان «لكل سينماه»، من بينهم المصري يوسف شاهين والفلسطيني إيليا سليمان عضو لجنة تحكيم الدورة الماضية. هذه الكوكبة من الأسماء تتراصف على السجادة الحمراء وفي أروقة قصر السينما وفنادق الكروازيت وحفلاتها الباذخة، مع عشرات آخرين، في ما يشبه فرحة سينمائية لا مثيل في جماعيتها الغاصّة بوجوه الفن السابع.

من يكون غير «كان» مهرجان له الإرادة الصلبة كي يرفض آخر فيلم للأميركي وودي آلن، الذي وقع الاختيار عليه كفيلم افتتاح. فما إن تلكأ وجادل، حتى صوّب «كان» أنظاره واهتمامه على كار واي، الذي تخلّى بدوره موقتاً عن تصوير فيلم روائي بعنوان «سيدة من شنغهاي» (تمثيل نيكول كيدمان) تجري أحداثه بين روسيا والولايات المتحدة والصين (لا علاقة له بفيلم الراحل أرسون ويلز وعشيقته آنذاك ريتا هيوارث). لكن، بسبب تزاحم مواعيد الممثلة الشابة، وجد مخرج «تشونغكنغ إكسبرس» و«ملائكة هابطون» و«2046» نفسه مأخوذاً بنص أميركي المواقع واللهجة والمغامرة، تقوده الشابة إليزابيث (تمثيل المغنية نورا جونز، ابنة الموسيقار الهندي الشهير رافي شانكار) الى جيلان هيبيّ النزعة بحثاً عن معاني الحب والصداقة والحياة، منطلقة من مقهى صغير يقع في حي سوهو في نيويورك، حيث تأتي يومياً لطلب فطيرة ثمار العِنَبية، وترنو بحزن من واجهتها الزجاجية قبل أن تكشف لمدير المقهى عن طامتها بفقد حبيبها الذي تخلّى عنها. بعد علاقة سريعة، تختفي الشابة من حياة جيريمي (جود لو)، الذي يكتشف أنها شرعت في رحلة تقودها الى ممفيس (قال كار واي إنها تحية خصّها بالكاتب المسرحي تينيسي ويليامز، في تصريحه إلى صحيفة «نيويورك تايمز» في تحقيق أول ووحيد عن الفيلم، نشره محرّرها دينيس ليم في 21 تشرين الأول ,2006 اعتمدت عليه بالكامل مقالات متعجلة في الصحافة العربية) ولوس أنجلوس ونيفادا (تصوير الإيراني الأصل الفرنسي الإقامة داريوس خوندجي، الذي صوّر الفيلم الأميركي «سبعة» لديفيد فينشر).

مسابقة «السعفة الذهبية»

الأفلام الاثنان والعشرون، التي تتنافس على «السعفة الذهبية» (يترأس البريطاني ستيفن فريرز لجنة التحكيم المؤلّفة من الممثلات الصينية ماغي تشوينغ والأسترالية توني كوليت والبرتغالية ماريا دي ميدريوس والكندية سارة بولي، والمخرجين الإيطالي ماركو بولوكيو والموريتاني عبد الرحمن سيساكو، والممثل الفرنسي المخضرم ميشيل بيكولي، والروائي التركي الفائز بجائزة «نوبل الآداب» لهذا العام أورهان باموق)، ضمّت أعمالاً لمكرّمين سابقين بجوائز «السعفة الذهبية»، وفي مقدمتهم ابن سراييفو أمير كوستاريتسا الفائز بـ«سعفتين ذهبيتين» عن «حينما ذهب والدي في رحلة عمل» (1985) و«تحت الأرض» (1995)، والساعي الى ثالثة إن حالفه الحظ بجديده «عدني بذلك»، وفيه عودة الى ثيمة البطل الصبي المرغم على شروط الكبار، إذ يطلب الجد المتماوت من حفيده تحقيق ثلاث أمنيات: بيع بقرة وإيقونة والزواج بحسناء، وكلّها لا تكتمل دورتها إلا عبر رحلة طويلة نحو العاصمة بلغراد. زميله الأميركي كوينتن تارانتينو («سعفة» العام 1994 عن «بالب فيكشن») يتنافس بـ«حصانة ضد الموت»، وهو استعارة سينمائية لنوعية «أفلام بي» أنتجتها هوليوود في الخمسينيات النصرمة، أنجزها وربطها (بفقرات دعائية سينمائية) بفيلم شريكه روبرت رودريغز «كوكب رعب»، الذي أُسقط من العرض في «كان»، ويعرضان تجارياً حالياً بعنوان «غريند هاوس»، في عودة الى تقليد أثير شاع آنذاك، عماده شعار «فيلمان ببطاقة واحدة» في حفلات الظهيرة. تدور حكايته حول سفاح (كيرت راسل) يطارد الفتيات ويرديهن قتيلات بواسطة سيارته المحصّنة، وهن إما داخلها أو مربوطات فوقها. صوّر تارانتينو المطاردات الطويلة بشدّ درامي وحبكة جنونية، مركّزاً على فرقتين من الفتيات، يفلح المجرم في تصفية الأولى على طرق تكساس، فيما تنقلب الآية في مدينة تينيسي، حيث تفلت الأُخريات ويعاقبنه بالضرب حتى الموت.

الجريمة عنصر درامي في جديد مواطنه غاس فان سانت (سعفة العام 2003 عن «فيل»)، «منتزه الجنون»، الذي يدور بين مجاميع الشبيبة الأميركية التي تمارس هواية التزحلق على اللوح، إذ يتسبّب راكب شاب بقتل أحد الحرّاس بالصدفة. الشقيقان جويل وإيثان كوين يقتبسان رواية حائز جائزة «بولتيزر» الكاتب كورماك ماكارثي «لا موطن للعجائز»، عن شاب محارب سابق في فيتنام يطارد ظباءً غرب تكساس، ويكتشف جثثاً وكميات كبيرة من الكوكايين ومليوني دولار، فتنقلب حياته رأساً على عقب. بعد جريمتين مماثلتين، يقرّر رئيس الشرطة بل (تومي لي جونز) التحقيق، مقترباً من موس وزوجته الشابة المرعوبين من قاتلين يسعيان الى إعادة الغنيمة. يعود المكسيكي المميّز كارلوس ريغاداس الى مجد «السعفة الذهبية»، بعد تحفته القاسية «معركة في السماء» قبل عامين، بـ«الضياء السرّي»، الذي يصوّر عشيرة «مينونيت» التي يعتقد أفرادها أن أصولهم هولندية، ويمارسون تقشفاً حياتياً، ويعيشون في عزلة اختيارية، ويتحدّثون بلغة هولندية بائدة. بطل الحكاية جوهان متزوّج لكنه يمارس «الإثم» مع الشابة ماريان، وبسببه يجد أن قلبه وضميره لا يتحمّلانه، فيخبر أعزّ أصدقائه ومن ثم والده الذي يرى في فعلته معصية دينية وعملاً شيطانياً. صاحب ثلاثية القوة والسلطة الشهيرة («مولوك» عن هتلر و«توروس» عن لينين و«الشمس» عن هيروهيتو)، الروسي المميّز ألكسندر سوكوروف يعرض «ألكسندرا»، عن جدة روسية مسنّة تقرّر الذهاب الى الشيشان لتفقّد حفيدها المجنّد في الحرب هناك، فتنتهي حبيسة ثكنة عسكرية، قبل أن تتقاطع إنسانياً مع أمهات وأرامل شيشانيات، وتكتشف حجم الفاجعة المشتركة.

ثلاثة عشر مخرجاً

هناك ثلاثة عشر مخرجاً دخلوا ضافرين رهان «السعفة»، بعد أن زكّاهم مديح نقّاد وجوائز مهرجانات. أهم اسم من بينهم هو المخرج المجري الطليعي بيلا تار («تانغو الشيطان» في ,1994 و«إيقاعات فريكمايستر» في 2001)، الذي يشارك بـ «اللندني» المقتبس عن رواية الفرنسي جورج سيمنون حول عامل في محطة قطار يشاهد جريمة قتل ويكتشف ثروة مالية تقلب حياته ومعانيها. الأميركي ديفيد فينشر («سبعة» و«نادي العراك») يأتي مزهواً بـ«زودياك»، حول جرائم سفاح يُرعب شمال كاليفونيا، ويشغل سلطاتها برسائل مشفّرة تشيع الحيرة حول دوافعه وطبيعة شخصيته الغامضة ورهاناته في مقارعة أعوان «المكتب الفيدرالي للتحقيقات» (أف. بي. آي.) وتحدّيهم بالقبض عليه، وهي قضية لم تُحل ملابساتها حتى اليوم. في حين أن التركي فاتح آكن يُكلّل انتصاره بجائزة «الدب الذهبي» في برلين عن «في الحائط»، ليتنافس بـ«حافة الجنة» (أو «على الجانب الآخر»)، وفيه رصد لموت مهاجرين أتراك في ألمانيا. أما صاحب «العودة» أندريه زيفياغينتسيف، فيدعم جائزة «الأسد الذهبي» في فينيسيا، الذي فاز به في العام ,2003 بالجزء الثاني من ثلاثيته، «النفي» (أو «الإبعاد»)، عن زوجين شابين وطفليهما يهاجرون من مدينة صناعية وينعزلون في قرية. في حين تدور أحداث فيلم «صادرات وواردات» للنمساوي أولريش سيدل (عُرف عالمياً بفيلمه الإشكالي «أيام قائظة») حول ممرّضة أوكرانية عاطلة عن العمل تدعى أولغا تصل الى فيينا بحثاً عن الرفاهية والحب، فيما يعاني بول النمساوي جدب حياته وانهيار عالمه وقيمه. فهل يجمع الحب بين إرادتين خائبتين؟

هناك علاقة حب أخرى ذات طابع غريب، تحدث في مكان أغرب، يصوّرها «حياة» للكوري الجنوبي كيم كي دوك (له «القوس»، الذي عُرِض في «نظرة خاصة» في العام 2005) داخل سجن، بين شاب محكوم بالإعدام وزوجة سجين آخر يتعارفان في خلال فترات الزيارات العائلية. في السياق نفسه، تحكي اليابانية ناعومي كاواسي (الحاصلة على «الكاميرا الذهبية» في العام 1997) عن علاقة ملتبسة بين موظفة في الخدمات الاجتماعية وعجوز ذي ماض أسود في «حديقة موغاري». ويبقى الحب بطلاً في «سعادة سرية» للكوري الجنوبي لي تشانغ دونغ مع حكاية الأرملة الشابة التي تدرّس العزف على البيانو وقرارها الانتقال الى قرية نائية بصحبة طفلها، قبل أن تتعرّف الى شاب ميكانيكي، فيقعا في حب سري، بعيداً عن فضول القرويين وتزمتهم.

المفاجأة كامنةٌ في جديد الفرنسية كاثرين بريلا «عشيقة سابقة»، لأنها قررت التخلّي عن عرفها السينمائي الذي يقارب الموضوعة البورنوغرافية، لتقتبس رواية تدور أحداثها في العام 1865 حول علاقة آثمة بين شاب من النبلاء وعشيقة عنيدة (تمثيل الأرجنتينية آسيا أرجنتو). فيما يعيد فيلم «هذه ليلتنا» المخرج الأميركي جيمس غري الى الواجهة السينمائية بعد غياب سبع سنوات منذ «الفناءات»، مستعيداً ثيمة العائلة عبر شقيقين: يدير الأول ملهى ليلياً ويعمل المستحيل لإنقاذ شقيقه من تصفية محتمة على أيدي رجال عصابة مافيا. وتشارك إسرائيل بـ«تهليم» للمخرج الفرنسي رفائيل نجاري، الذي استقر في كيبوتز «سوش أفيف» منذ العام ,2003 وحقّق عنه فيلمه الشهير «أفانيم». هنا، يرصد بناء علاقة بين شقيقين يختفي والدهما إثر حادث سيارة، ويسعيان الى بث الأمل في نفسيهما ومحيطهما العائلي الذي شهد هزّة مدمّرة. وهي الثيمة نفسها التي تجمع صديقتين تعيشان في بوخارست، في فيلم «4 أشهر و3 أسابيع ويومان» للرومانية كريستيان مونجيو، وتشهدان الإنهيار المدوّي لحكم المتسلّط نيكولاي تشاوشيسكو.

(كان)

####

فيلمها «سكّر بنات» يُعرَض في مهرجان «كان»

نادين لبكي: تحقق حلمي بعد عشرين سنة

بعد مرور عام واحد على إعلانها بدء تصوير فيلمها الروائي الطويل الأول، وقبل أيام قليلة على عرضه العالمي الأول في إطار «أسبوعي المخرجين» في الدورة الستين لمهرجان «كان» السينمائي الدولي (16ـ27 أيار الجاري) ومنافسته على جائزة «الكاميرا الذهبية» التي تُمنح للفيلم الأول، عقدت المخرجة اللبنانية نادين لبكي مؤتمراً صحافياً السادسة مساء أمس في قاعة «ميوزيك هول» في مبنى «ستاركو»، بمشاركة المنتجة الفرنسية آن دومينيك توسّان والموزّع اللبناني صادق صبّاح والملحقة الإعلامية زينة صفير وحضور عدد من الإعلاميين والصحافيين، أعلنت فيه عن فرحتها بتحقيقها حلماً يعود إلى عشرين سنة، وهو إنجاز فيلم يُعرض في «كان»، مقدّمة عملها هذا «سكّر بنات» إلى بيروت، المدينة التي تحبّها والتي تتمنّى أن تبقى كما هي.

حافظ المؤتمر الصحافي على بساطته وألفته، في هذا المكان العابق بذكرى أيام جميلة، استعادها صبّاح معتبراً أن اختيار «سينما ستاركو» القديمة محاولة لنتذكّر السينما القديمة والجميلة، انطلاقاً من سعيه الدائم إلى البحث عن سينما وصفها بـ«السينما الحقيقية». ولأن «شركة صبّاح للإعلام» تمتلك لائحة طويلة من الأفلام اللبنانية والعربية، خاض صادق صبّاح تجربة العمل في السينما اللبنانية الجديدة، مشيداً بنادين لبكي وبفيلمها الذي قال إن عرضه التجاري اللبناني سيبدأ في الرابع عشر من حزيران المقبل في صالات المجمّع السينمائي «أمبير». أما آن دومينيك توسّان، فعبّرت عن فرحتها بلقاء صحافيين وإعلاميين بعد عام على لقائها الأول بهم، مؤكّدةً أنها سعيدة بفيلم «لبناني» أنتجته وقدّمته على هذا الأساس. وقالت إن «سكّر بنات» سيُعرض في «كان» في العشرين من أيار الجاري، مضيفة أن عرضاً خاصاً جداً أقيم قبل يومين لم يُشارك فيه إلاّ العاملون في الفيلم، على أن يُعرض في حفلة خاصّة بالصحافيين والإعلاميين بعد العودة من «كان». أما نادين لبكي، فلم تتحدّث كثيراً عن الفيلم، متوقّفـة عند سعادتها بإنجازه بعد أعوام طويلة من الحلم به. وتوجّهت إلى بلدية بيروت ووزارة الثقافة طالبة منهما العمل الجدّي على المحافظة على شارع الجميزة كما هو، علماً بأنها صوّرت فيلمها فيه.

السفير اللبنانية في

10.05.2007

 
 

قاموس «مؤقت جداً» للدخول في مهرجان «كان»

أيام قليلة وتبدأ عروض ستشغل الناس طوال العام

باريس - ربيع إسماعيل

يوم الأربعاء المقبل تفتتح الدورة الجديدة لمهرجان «كان» السينمائي في الجنوب الفرنسي نشاطاتها. ومن المتوقع هذا العام أن تكون الدورة استثنائية، حتى إن كانت قلة من الناس فقط قد شاهدت عدداً ما من الأفلام التي ستعرض في التظاهرات الكثيرة لهذا المهرجان الذي يعتبر الآن الأهم والأشهر في العالم.

ولعل أول أسباب تميز هذه الدورة كونها تحمل الرقم ستين. والمهرجانات تحتفل عادة بهذه الأرقام المدورة. وانطلاقاً من هنا حرص منظمو المهرجان على أن يحصلوا من كبار المخرجين العاملين في عالم سينما اليوم على جديدهم. ولقد استجاب هؤلاء وخصوصاً أن معظمهم يعتبر من أبناء «كان». بل إن عدداً منهم، سواء كانوا مشاركين الآن في المسابقة الرسمية أو في أية تظاهرات خارجها، كانوا بين رؤساء لجان التحكيم أو أعضائها في دورات سابقة ومنهم إمير كوستوريتسا، وكونتين تارانتينو ومارتين - سكورسيزي، وخصوصاً وونغ كارواي الذي بعدما كان كبير محكمي العام الماضي، يفتتح دورة هذا العام بفيلمه الجديد «ليالي بلوبيري».

كالعادة تنقسم عروض المهرجان إلى تظاهرات أهمها، طبعاً، المسابقة الرسمية وما يعرض في إطارها إنما خارج لجنة التباري ثم هناك تظاهرة «نظرة ما»، و»أسبوع النقاد» و»درس السينما» و»سينما العالم»، وصولاً إلى تظاهرة شديدة الأهمية هي «أسبوع المخرجين» التي تقام على هامش «كان»، في استقلال نسبي عنه، لكنها تعتبر احياناً ممراً ضرورياً لمخرجين سيصبحون لاحقاً من أهل التظاهرة الرسمية في «كان». وهنا لأن كل هذا يبدو الان أشبه بالكلمات المتقاطعة نخص قارئ «الوسط» بهذا «القاموس» الابجدي الذي همه أن يسهل على هذا القارئ إدراك ما يدور في المهرجان. إنه قاموس أولي، لا يحتوي طبعاً على كل شيء... لكنه من خلال ما يحتوي عليه يحاول ان يقدم خريطة ممكنة لأهم تظاهرة سينمائية في عالم اليوم... التظاهرة التي إذا كنا نعرف أن نحو ثلاثين أو أربعين ألف شخص يتابعونها في مدينة كان نفسها، فإننا نعرف ايضاً ان ملايين يتابعونها عبر الصحف أو شاشات التلفزيون في مناطق كثيرة من العالم.

الاخوان جويل وإيثان كون

هذان الأخوان اللذان يعملان معاً وتحمل افلامهما توقيعهما، يعودان هذا العام إلى «كان» بعد غياب طويل، اكتفيا خلاله بعرض جديدهما في الصالات التجارية. كانت أخر مشاركة لهما في «كان» من خلال «قتلة السيدة» المأخوذ من فيلم انجليزي قديم هذا الفيلم لم يحقق يومها نجاحاً كبيراً، لذا ظلت مشاركتهما قبل ذلك في تحفتهما «الحلاق» أو الرجل الذي لم يكن هناك، وهي أخر مشاركة لافتة لهما في هذا العيد السينمائي. هذه المرة يعود جويل وإيثان في فيلم غريب بعض الشيء عنوانه «لا وطن للرجل العجوز» يفترض منذ الان أنه سيعيدهما إلى خانة سينما المؤلف، وربما أيضاً إلى الجوائز الكبرى التي ظلت غائبة عنهما من السعفة الذهبية لـ «بارتون فنك» والنجاح النسبي لـ «فارغو». بعودتهما هذه يمنح الأخوان كون دورة هذا العام من «كان» حضور أميركي لافت.

الكسندر سوكوروف

هذا الروسي المبدع الذي اعتاد ان يحقق نجاحاً (أو فضيحة) مع كل فيلم يعرضه واحد من المهرجانات، سواء أكان ذلك في «كان» أو «برلين» وبعدما قدم خلال السنوات السابقة تحفاً منها ثلاثيته عن دكتاتوريي القرن العشرين (لينين، هتلر وهيروهيتو)، ومنها فيلمه التاريخي المدهش الذي يتألف كله من لقطة واحدة في تسعين دقيقة (السفينة الروسية)، يعود الان في فيلم «الكسندرا» الذي يشارك به في المسابقة الرسمية. وكل ما عرف عن هذا الفيلم حتى الأن هو أن أحداثه تدور حول القضية الشيشانية، ما يجعله مرشحاً منذ الان لنقاش صاخب، ربما سيكون نقاشاً سياسياً يذكر بذلك الذي كان من نصيب البوسني أمير كوستوريتسا قبل أكثر من عقد من الان حين قدم رائعته «اندرغراوند» عن الوضع السياسي في «يوغوسلافيا» فجوبه بمقالات هجومية صاخبة كتبها ضده مثقفون فرنسيون! السؤال الان: هل يجابه سوكوروف مثل ذلك الهجوم؟

أمير كوستوريتسا

فتى السينما من البوسنة اللامع يعود بعد ثلاثة أعوام انقضت على أخر مشاركة له في هذا المهرجان الذي لم يبخل عليه بالجوائز منذ اطلالته الأول على العالم قبل ثلاثة عقود تقريباً. بفيلمه الجديد «عدني بهذا» يحاول كوستوريتسا ان يحطم رقماً قياسياً يفوق عدد المرات التي يمكن فيها لمخرج أن يفوز بالجوائز الكبرى في المهرجانات. نعرف أن هذا الفنان الذي يمارس موسيقى الروك بقدر ما يمارس فن السينما بجدية وحب، سبق أن فاز بـ «السعفة الذهبية» مرتين قبل الان، مرة عن «الحب في رحلة عمل» وأخرى عن «اندرغراوند»، كما فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة عن «زمن الفجر»، ناهيك عن جوائز أخرى في مهرجانات غير «كان». فهل ستمكنه حكاية الحب والتجوال التي يقوم بها في الفيلم الجديدمن الفوز؟

إيليا سليمان

الفلسطيني الذي يقيم ويعمل منذ سنوات بين فرنسا والولايات لمتحدة، والذي كان أدهش أهل كان قبل فترة حين عرض فيلمه الرائع «يد إلهية» في المسابقة الرسمية، ففاز بثاني أكبر جائزة في مهرجان: جائزة لجنة التحكيم الخاصة. هذا الفلسطيني المبدع يعود اليوم، ليس بفيلم طويل ولا عضواً في لجنة التحكيم، كما كانت حاله قبل فترة، ولكن كواحد من ثلاثين مخرجاً ونيف اختارتهم إدارة «كان» ليحققوا معاً فيلماً طويلاً مشتركاً عن ستينية «كان». وهو «إيليا سليمان»، العربي الوحيد بين هؤلاء إلى جانب يوسف شاهين.

جوليا روبرتس

كما يحدث عادة، إذا كانت الصالات للأفلام، بأن الفنادق والحفلات الصاخبة ستكون للنجوم. وواضح منذ الان أن عدداً النجوم في هذه الدورة سيكون كبيراً، بدءاً من جوليا روبرتس وصولاً إلى كاثرين زيتا جونز مروراً بجورج كلوني... واللائحة طويلة. جوليا ستحضر لمساندة فيلم «اصدقاء أوشن الثلاثة عشر»، من إخراج صديقها ستيفن سوديربيرغ، حتى وإن كان الفيلم يعرض خارج المسابقة الرسمية.

جين فوبدا

نجمة النجوم هذه، والتي كانت إحدى كبيرات ضيوف مهرجان «كان» خلال الستينات والسبعينات، تعود بعد غياب ولكن ليس من أجلها بل في إطار تكريم خاص لوالدها الراحل هنري فوندا.

ولكن من المؤكد أن الجمهور وأهل كان» سيعاملون النجمة السابقة التي تحولت من اليسار المناضل إلى اليمين المحافظ، ومن التمثيل المبدع إلى تدريس الحركات الرياضية، بما يليق بتاريخها الذي كان مجيداً، وعاشت جزءاً منه في فرنسا، حين كانت زوجة للمخرج الراحل روجيه فاديم وبطلة بعض أجمل أفلامه.

ديفيد فينشر

صاحب «إلين» و»سبعة» و»نادي العراك» و»غرفة الرعب» لم يسبق له أن شارك في أية مسابقة رسمية في «كان» وغيره، ولم يفز بأية واحدة من جوائز المهرجانات. ومن هنا تلفت النظر مشاركته هذه المرة، خصوصاً أن سمعة فيلمه الجديد (المشارك في المسابقة الرسمية) «زودياك» سبقته، إذ شوهد الفيلم ونال اعجاباً كبيراً، بحيث أن كثراً يتوقعون منذ الان جائزة أساسية لهذا المخرج الشاب الذي يعود في هذا الفيلم إلى موضوعه المثير حكاية السفاحين الذين يقتلون بالجملة.لكنه إذا كان في تحفته الأولى «سبعة» قد جاء بموضوعه من الخيال الروائي، فإنه في «زودياك» يستلهم جرائم حقيقية حدثت في لوس أنجليس في سنوات السبعينات. ويقول النقاد إن فينشر حقق عملاً كبيراً، إن لم يكن في تصويره موضوع الفيلم، فعلى الأقل في رسمه لأجواء المدينة الأميركية الغريبة ورسمه الذهنيات فيها.

دينيس أركاند

غريب أمر هذا المخرج الأتي من كندا الناطقة بالفرنسية - فهو يُنسى ولا يخطر في البال الا حين يدخل المرء لمشاهدة فيلماً له. هنا تبرز سينماه كبيرة لئيمة تعالج الأوضاع السياسية والاجتماعية بسخرية مرة من دون أن نجد مثيلاً لها عند غيره من المخرجين المعاصرين. حدث هذا حين شاهد الناس - انهيار الامبراطورية الأميركية، قبل عقد ونيف. ثم حدث حين شوهد فيلمه لحوادث «الغزوات البربرية» في «كان». يومها كان يمكن لهذا الفيلم ان يفوز بالسعفة الذهبية، لكن وجود «فيل» غاس فان سانت حرمه منها، فكان عليه ان يكتفي بجائزة لجنة التحكيم الخاصة. هذا العام يعود أركاند بجديده «عصر الظلمات» فهل يثأر لنفسه وتحديداً من فان سانت الذي يعود هو الآخر بجديده؟.

ستيفن فريرز

رئيس لجنة التحكيم لهذا العام، سيكون سيد اللجنة من دون أن ينسى أن مهرجان «كان» لم يخصه بأي تكريم على رغم ابداعاته العديدة وكونه من سادة السينما الأميركية الكبار.

ستينية «كان»

أشرنا إلى هذا أعلاه ونكرره هنا: هذا العام يحتفل مهرجان «كان» بالذكرى الستين لتأسيسه. ومن هنا استثنائية هذه الدورة وإقبال كبار المخرجين على عرض أفلامهم في مختلف تظاهراتها. وكالعادة ستعطي الدورة جائزة خاصة إلى مخرج كبير، وبشكل مفاجئ. فهذه عادتها، إذ في الدورة 25 أعطت سعفة ذهبية مهمة لانغمار برغمان. وفي الدورة الخمسين منحت هذه السعفة الخاصة نفسها إلى عميد السينما العربية يوسف شاهين، الذي كان يعرض في ذلك العام (1997) فيلمه «المصير» في المسابقة الرسمية. كثر اعتقدوا يومها أن «المصير» هو الذي فاز بالسعفة الذهبية لكن الحقيقة لم تكن كذلك. الحقيقة كانت أهم: كانت أن أهل كان اختاروا شاهين لنيل اعظم جائزة أعطيت في «كان» حتى اليوم. فمن يكون صاحب السعفة الذهبية الخاصة في هذا العام الستيني؟

ربما واحد من عشرات المخرجين الذين حقق كل واحد منهم شريطاً في ثلاث دقائق عن «كان» وتاريخه، سيعرض خلال الدورة، كتكريم متبادل من المهرجان والكبار الذين صنعهم أو صنعوه.

سينما العالم

هذه تظاهرة خاصة اعتاد مهرجان «كان» أن يقيمها على هامش تظاهراته كتكريم سنوي لعدد من بلدان تقدم جديداً ومدهشاً في عالم الفن السابع. من دون أن يكون من الضروري أن تقتصر العروض على أفلام جديدة. تظاهرة هذا العام تكرم الهند وكولومبيا وسلوفينيا وإفريقيا بشكل عام وبولندا ولبنان .

غاس فان سانت

هذا المخرج الأميركي الخاص جداً والذي صار منذ سنوات من معتادي كان وأبنائه، كان قبل أعوام فاز بالسعفة الذهبية عن تحفته «فيل». الفيلم الذي تناول فيه روائياً الموضوع نفسه الذي كان مايكل مور تناوله وثائقياً، أي المراهقين اللذين استخدما السلاح ليقتلا رفاقاً وأساتذة لهما في جامعة كولومبين. في العام الفائت عاد فان سانت إلى «كان» محاولا بفيلمه عن الصبي المنتحر كورت كوين أن يجدد نجاحه، لكنه اخفق في ذلك. هذا العام يعود أيضاً وفي ذهنه الغاية نفسها ودائما انطلاقاً من سعيه لمعالجة مشكلات الشبيبة الأميركية في أفلامه.

فيلمه الجديد المشارك هو «حديقة الرهاب» وموضوعه فتى يقتل حارس حديقة عامة عن طريق الخطأ فيما كان يمارس، في الحديقة، رياضة الرولر. الشكل الخارجي للفيلم جريمة ومطاردة، لكنه في أعماقه يطل من جديد على أنفلات أزمات الجيل الجديد في أميركا. كثر يراهنون منذ الان على أن هذا الفيلم لن يعود من «كان» خالي الوفاض.

فاتح آكين

ألماني أو تركي، روائي أو تسجيلي. سؤالان يطرحان دائماً بصدد الحديث عن المخرج فاتح آكين. هو ألماني من أصل تركي كان فيلمه الأول «العناد»، حقق جوائز وسمعة طيبة.

قبل أعوام شارك آكين في دورة لـ «كان» بفيلم وثائقي عن الموسيقى والرقص من اسطنبول، نظر إليه كثر على أنه أكثر من مجرد فيلم سياحي. اليوم يعود آكين بفيلم ألماني جديد عنوانه «من الجانب الآخر» وطبعاً ستكون لنا عودة إليه بعد مشاهدته.

فرنسا

فرنسا هي المضيفة في «كان». طبعاً من هنا تحتفظ لنفسها بحصة الأسد في العروض. ولا يشذ هذا العام عن القاعدة، حتى وإن كان لافتاً أن المشاركات الفرنسية من درجة تقل عن الصف الأول. ما السبب؟ من الصعب الإجابة ولكن من الأسهل القول إن فرنسا لا تحضر فقط عبر نسبة لا بأس بها من أفلام المسابقة وغيرها من التظاهرات، بل تحضر كذلك من خلال شركاتها الإنتاجية ذات اليد في تمويل أكثر من نصف الأفلام المعروضة في شتى التظاهرات، حتى وإن كانت أفلاماً آتية من روسيا أو المجر أو رومانيا أو حتى الولايات المتحدة الأميركية. ترى هل من الصعب أن نرى تطبيقاً للمثل الشعبي «ما حك جلدك سوى ظفرك».

كاثرين بريا

صعب على كثر حين أعلن الخبر أن يصدقوا أن المخرجة كاثرين بريا يمكن حتى أن تمثل فرنسا في المسابقة الرسمية لمهرجان «كان». ومع هذا هاهو اسمها ثانياً في لائحة الأفلام المتبارية. وها هو عنوان فيلمها المشارك يتصدر الأخبار «العشيقة القديمة» فمن أين العجب؟ فقط من واقع أن بريا لم تكن أبداً مخرجة كبيرة. سمعتها قامت فقط على إباحية أفلامها التي اعتادت حتى الرقابة الفرنسية أن تغضب منها.

من هنا فإن كثر يتشوقون منذ الآن لمعرفة ما إذا كانت بريا في جديدها هذا صارت تستحق مكانة بين المخرجين الجديين، إلا أن «كان» أراد أن ينفتح أكثر وأكثر على أنواع سينمائية غير معهودة فيه، منها السينما الإباحية؟

كوينتين تارانتينو

فتى هوليوود الصاخب والمدلل، كان قبل سنوات رئيساً للجنة التحكيم في «كان» وكان هو الذي أعطى مواطنه مايكل مور السعفة الذهبية التي أثارت احتجاجات كبيرة، عن «فهرنهايت 11/9».

كان واضحاً يومها أن تارانتينو الفائز بالسعفة قبل سنوات من ذلك عن «بالب فيكشن»، أراد تحت غطاء «النمر السياسي» و»لعبة الاستفزاز» أن يرضي منتجيه، أصحاب «ميراماكس» الذين وزعوا الفيلم. ونعرف أن سعفة كان لمور ضاعفت عدد متفرجي فيلمه. اليوم يدخل تارانتينو المسابقة بجديده «دليل الموت» الذي كالعادة سيكون عنيفاً صاخباً وأكثر من هذا مجدداً سينمائياً.

مؤكد أن الذين كانوا من بعد «كيل بيل» في جزئيه، يتساءلون «أين سيصل تارانتينو في استفزازية شخصيته وسينماه، سيجدون الرد في فيلم يمكن المراهنة منذ الآن على أن ستيفن فريرز سيجد صعوبة في أن يعطيه جائزة كبرى»!

مارتين سكورسيزي

نعرف أن أكبر مخرج أميركي هو مارتين سكورسيزي، الذي لم تكن لأفلامه مواعيد كبيرة وأساسية مع مهرجان «كان». منذ السعفة الذهبية التي نالها العام 1976 مع فيلمه الرائع «سائق التاكسي». هذه المرة أيضاً يحضر سكورسيزي وبقوة، ولكن من دون فيلم وأكثر من هذا من دون أن يكون رئيساً للجنة التحكيم. حضوره سيكون مثلثاً من ناحية لإلقاء درس السينما السنوي الذي يلقيه على جمهور كان السينمائي الكبير في كل عام. ومن ناحية تالية للإعلان عن تأسيس مؤسسة جديدة همها الحفاظ على الأفلام الكلاسيكية وإعادة طبعها وتأهيلها، ومن ناحية ثالثة - غير مؤكدة حتى الآن، لعرض آخر فيلم وثائقي حققه وهو عن فريق الرولنغ ستونز.

مايكل مور

عدو جورج بوش الرقم واحد في عالم السينما والاستعراض، يشارك في «كان» هذه المرة ولكن خارج المسابقة الرسمية. وكعادته، في فيلم تسجيلي عنوانه هذه المرة «سيكو» وموضوعه الوضع الصحي في أميركا. مناسبة أخرى لمهاجمة بوش، ولكن يقيناً أنه هذه المرة سيكون أقل اقناعاً لجمهور يتضاءل عدداً. إذ من الذي سيهتم في «كان» بالضمان الاجتماعي في بلاد العم سام، ومن ذا الذي لن يكتشف مرة أخرى أن معركة مور/ بوش صارت مضجرة للجميع؟

مايكل وينتربوتوم

إذا تمكنا أن نقول إن السياسة، وعلى رغم مور، لن تكون حاضرة بقوة هذا العام، فإننا لن نكون مصيبين كلياً، وخصوصاً أن هذه السياسة تحضر، من وجهة ما، مع مايكل وينتربوتوم، الذي بعدما قدم قبل فترة شريطاً صاخباً عن معتقلي غوانتنامو، يقدم هذه المرة فيلما، روائياً مثيراً عن اغتيال المتطرفين الباكستانيين للصحافي الانجليزي دانيال بيرل. مهما يكن ستكون مشاركة هذا الفيلم وعنوانه «قلب قوي» مناسبة لحضور إنجلينا جولي التي تلعب في الفيلم دور زوجة بيرل. ويقينا أن إنجلينا لن تترك المنسابة تمر من دون أن تخوض في المسائل السياسية والإنسانية كدأبها خلال السنوات الأخيرة.

مرجان ساترابي

السياسة أيضاً ولكن الإيرانية هذه المرة والمرتبطة بالحياة اليومية هناك. ليس هذا في فيلم روائي أو تسجيلي يضع السينما الإيرانية في الواجهة، بل في فيلم ينطلق من الشرائط المصورة التي أصدرتها مرجان ساترابي قبل سنوات تحت عنوان «مرسوليس» وأثارت ضجة. هذه المرة صارت الشرائط فيلما، ويقينا أن احمدي نجاد لن يكون مسروراً.

وونغ كاراواي

لن نطيل هنا في الحديث عن أبرز مخرجي الصين هذا، وقد حقق أول فيلم أميركي له تحت عنوان «ليالي بلوبيري». ذلك أن هذا الفيلم، الذي مثلته نورا جونز وجود لو بين آخرين هو فيلم الافتتاح الذي سيعرض مساء الأربعاء المقبل. ما يعني أن رئيس لجنة تحكيم كان في العام الماضي وفيلمه الجديد، سيكونان موضوعنا الرئيسي لملحق «فضاءات» المقبل.

####

لبنان ينسف الغياب العربي

الوسط بيروت 

الحضور العربي في الدورة الستين لمهرجان «كان» هذا العام، ليس كبيراً ولاسيما في التظاهرات الأساسية. غير أن ابان هذا التأكيد أن يستثني لبنان، الذي وحده من دون باقي البلدان العربية يحضر وعلى أكثر من صعيد. وربما كان الحضور الأهم هو حضور سينمائيين لبنانيين على «الهامش» أي في تظاهرة «أسبوعي المخرجين». فهذه التظاهرة لا يكون لها، في نظر الجمهور العريض، أهمية المسابقة الرسمية، أو حتى «نظرة ما»، تعتبر من أهم ما في «كان» بالنسبة إلى هواة السينما الحقيقيين. وهناك أفلام وسينمائيون عرب كثر انطلقت شهرتهم منها. قبل ثلاث سنوات قدمت هذه التظاهرة فيلم اللبنانية دانيال عربيد الطويل الاول «معارك حب» ففاز بجائزة أوروبا واطلق شهرة تلك الصبية المبدعة وهذا العام تعود دانيال إلى التظاهرة نفسها بفيلمها «الرجل الضائع». لكنها لن تكون اللبنانية الوحيدة إذ تنافسها في «أسبوعي المخرجين» مواطنتها نادين لبكي، التي بعدما حققت نجاحات في الأغاني المصورة ولاسيما أغاني نانسي عجرم، قررت خوض تجربة إخراج الأفلام الطويلة وذلك بـ «سكر بنات» الذي يقدم، في «كان» في عرضة العالمي الأول.

تاريخ السينما اللبنانية المعاصرة، طويلة كانت أفلامها أو قصيرة، له حضوره القوي من خلال تظاهرة «سينما العالم»، إذ يحتفل لبنان يوم 21 من الشهر الجاري عبر تقديم أربعة أفلام روائية طويلة أبرزها «فلافل» لميشال كمون و»لما حكيت مريم»، لاسد فولادكار، إضافة إلى «الرجل الأخير»لمروان سلهب، والفيلم المميز «يوم آخر» للزوجين جوانا حاجي توما وخليل جريج، اللذين من ناحية ثانية يسعيان ضمن تظاهرة «المحترف» إلى العثور على ممول لمشروعهما السينمائي المقبل. وفي التظاهرة نفسها عدد من الأفلام القصيرة.

ستيفن فريرز على رأس لجنة التحكيم

مسلحاً بالنجاح الذي حققه العام الماضي بفيلمه الرائع «الملكة» وبعمله التلفزيوني الذي سبقه «الصفقة» ويعرض الآن في التلفزة الفرنسية، يقود المخرج الانجليزي ستيفن فريرز، في دورة «كان» لهذا العام، لجنة التحكيم التي تضم إلى جانبه ميشال سكوبي وماغي شونغ وسارا بولي وعبدالرحمن سيساكو وماركوبيلوكيو... وغيرهم من أصحاب الأسماء اللامعة في عالم الفن السابع.

ولكن، لأن لرئيس المحكمين في «كان» عادة سلطات واسعة، تتجه الأنظار منذ الآن إلى فريرز نفسه، هذا الفنان الذي عرف بصراحته السينمائية، وبحضوره الذي بات عريقا الآن، سواءً كان ذلك في السينما الانجليزية أو السينما الأميركية. من المعروف أن فريرز المولود سنة 1941 في ليستر الانجليزية بدأ حياته منتجاً وكاتباً تلفزيونياً قبل أن يرتبط كمساعد بأصحاب السينما الحرة البريطانية وفي مقدمتهم لندسي اندرسون وريتشارد ليستر. ما شجعه بعد العمل معهم على خوص تجربته الإخراجية الأولى تحت رعاية ألبرت فيني، الذي احتضنه وأنتج له أول أفلامه ومنذ ذلك الحين حقق فريرز سلسلة أفلام جعلت له شهرة تزايدت مع الوقت، حتى وصلت إلى الذروة متواكبة مع تحوله إلى السينما الأميركية إذ حقق «العلاقات الخطرة» ثم «النصابون» فـ «البطل. وهو منذ ذلك الحين راح يشتغل حيناً في بريطانيا وحيناً في أميركا، من دون أن يقدم أعمالاً صاخبة، حتى كانت عودته الأخيرة والمظفرة من طريق خوضه السينما السياسية البريطانية في «الصفقة» عن وصول طوني بلير إلى السلطة، ثم في «الملكة» عن الأسبوع الذي تلا مقتل الأميرة ديانا، وكان فريرز قبل «الملكة» حقق فيلماً مميزاً بعنوان «السيدة هندرسون تقدم» تدور حوادثه خلال الحرب العالمية الثانية.

الوسط البحرينية في

10.05.2007

 
 

لبنان وبضعة بلدان وقارة في برنامج «سينما العالم» الطموح

مهرجان «كان» مكان فسيح لأسئلة الأجيال الجديدة الحارقة والحائرة

إبراهيم العريس

«الأفلام اللبنانية تظهر لنا قدرة هذا البلد الصغير وحيوية فنانيه والأصالة التي بها يطبع التاريخ، المأسوي حيناً والهادئ حيناً آخر، أعمالهم...»... بهذه الكلمات البسيطة أنما المعبرة والتي لا شك في أنها تصف بكل اختصار الحيوية السينمائية للشبان اللبنانيين، يفسر برنامج «سينما العالم» – وهو واحدة من تظاهرات مهرجان «كان» - اختيار لبنان، الى جانب عدد قليل من البلدان الآسيوية (الهند) والأفريقية (غينيا، كينيا وأوغندا) والأميركية اللاتينية (كولومبيا)، ناهيك عن الأوروبية – الشرقية (بولندا وسلوفينيا)، للمشاركة في هذا البرنامج الطموح، والجديد على «كان» على أي حال. إذ من المعروف أن هذا البرنامج، الذي يخصص عادة يوماً أو أكثر لكل بلد من البلدان المحتفى بها، لا يزيد عمره على ثلاث سنوات... حيث انه هنا يقدم في دورته الثالثة. والبرنامج، كما هو واضح من اختياراته وعناوين أفلامه، إنما هو في نهاية الأمر إطلالة على الانتاج السينمائي في بلدان لا يعرف العالم كثيراً عن انتاجها، أو يعرفه، إنما بأشكال مبتسرة. فمثلاً إذا نظرنا الى الهند سنتذكر بسرعة انها البلد الذي ينتج من الأفلام سنوياً ما يضاهي الانتاج الأميركي، أو حتى الانتاج في قارة بأسرها. ومع هذا ما الذي يعرفه جمهور «كان» – وبالتالي أهل السينما في الغرب وأوروبا خصوصاً – من السينما الهندية؟ في أحسن الحالات، أفلام الراحل ساتياجيت راي أو أفلام مرينال سن أو شيام بنغال... فماذا إذا كانت شهرة هؤلاء في بلدهم الأم أقل من شهرتهم في الغرب؟ ماذا إذا كانت السينما الهندية شيئاً آخر تماماً؟

من الهند خارج النجوم

ربما انطلاقاً من سؤال مثل هذين السؤالين وجدت هذه التظاهرة في «كان»، بعد أن مضى على المهرجان أكثر من نصف قرن يحتفل بما يمكن أن يراه المواطن الهندي مثلاً، «السينمائي الخطأ»... مهما يكن إذا كانت حال الهند في هذا السياق استثنائية، إذ كيف يعقل أن يتم اختيار بلد ينتج مئات الأفلام سنوياً، وتعتبر أفلامه هذه مصدراً أساسياً للدخل القومي الهندي، الى جانب بلدان، مثل لبنان والدول الأفريقية لا ينتج الواحد منها سوى أربعة أو خمسة أفلام في السنة؟ للإجابة على هذا السؤال أتى تبرير إدارة التظاهرة واضحاً: ان احتفال الهند هذا العام، وتحديداً خلال شهر أيار (مايو) الذي يشغل المهرجان بعض أيامه، باستقلالها هو الذي فرض اختيارها كجزء من برنامج «سينمات العالم»... ناهيك بأن الهند السينمائية – بوليوود في اللغة الجديدة – تعتبر، خارج آسيا، سينما أقلية.

من الهند إذاً، تعرض هذه التظاهرة الطموحة التي تحمل الإدارة المناطقية لمنطقة بروفانس – آلب – كوت دازور، عبئها المالي تخفيفاً عن عاتق المهرجان، مجموعة من أفلام هندية تجمع بين كونها شعبية وذات طموح فني لا بأس به، لكن أهميتها المشتركة معاً، تكمن في كونها تشكل إطلالة على الحياة الاجتماعية التعددية في الهند، اقليمياً ولغوياً بالتالي. فمثلاً فيلم «سايرا» الذي يتحدث عن مصير شخصين بريئين قسا عليهما دهر مباغت، فيلم يتحدث لغة الملايا، وهي إحدى لغات الأقليات في الهند التي ينطق أهلها بعشرات اللغات واللهجات، فيما ينطق فيلم «دعوة غير مستجابة» بالهندية والانكليزية... وهو فيلم عن الشبيبة وأحلامها وعن السينما خصوصاً، لقي حين عرض للمرة الأولى قبل عامين نجاحاً كبيراً إذ اعتبر فيلماً شبابياً، غريباً وسط سينما قلما اهتمت بأحوال الشبيبة وتطلعاتها. أما الأفلام الباقية (والتي يمتد عرضها على يومين) فتنطق إما بالبنغالية أو التامولية أو الهندية، ما يعطي صورة مفاجئة عن تنوع يعرف كيف يتعايش على رغم الفروقات، كما يعطي للمتفرجين الهنود أنفسهم صورة عن واقع اجتماعي هو في نهاية الأمر تشابه الهواجس والتطلعات على رغم بعد المسافات والتنوع العرقي حتى. وانطلاقاً من هنا قد يجوز لنا أن نرى في يومي الهند خلال مهرجان «كان» صورة للحياة الجماعية والفردية في هذه الأمة – القارة، تبدو أكثر «صدقاً» من سينما ساتياجيت راي، طالما ان سينما هذا الكبير الراحل، رسمت دائماً صورة محدودة في المكان والزمان، على رغم بعض الاستثناءات («لاعبو الشطرنج» مثلاً).

حساسيات لبنانية

برنامج السينما اللبنانية، الذي يلي سينما الهند أهمية، يقتصر على يوم واحد، وعلى أربعة أفلام طويلة روائية وأخرى قصيرة. وهي، كما نعرف، أبرز ما عرض وأنتج في لبنان خلال السنوات الثلاث أو الأربع الأخيرة – أذ نعرف أن التظاهرة بأسرها لا تشترط، كما حال المهرجان ككل، حداثة انتاج مطلقة لعروضها -، وبعضها (مثل «لما حكيت مريم» و «فلافل» و «يوم آخر») اختير، أولاً لأنه حقق نجاحاً جماهيرياً ونقدياً لدى عرضه في لبنان وبعض الأماكن الأخرى، فيما اختير فيلم «الأطلال» مثلاً، لغرابة موضوعه (الغول آكل لحوم البشر في بيروت). وفي شكل إجمالي واضح أن ما يجمع الأفلام التي تم اختيارها لنعرض ممثلة الانتاج اللبناني، هو انها معاً ترسم حساسية جديدة لمرحلة ما بعد الحرب في لبنان، وتنم عن وجود توجه لدى جيل جديد من السينمائيين اللبنانيين، يحاول أن يجعل السينما تعويذة ضد عبثية الصراعات اللبنانية وتفاهتها، وهو ما كان بدأه قبل المرحلة الجديدة، سمير حبشي في «الاعصار» ولا سيما زياد دريري في «بيروت الغربية»، ثم رهط الشبان الذين حققوا عشرات الشرائط القصيرة خلال التسعينات وبعدها، من الذين يشاهد متفرجو «كان»، نماذج متميزة منها تحمل تواقيع هاني طنبا وديما الحر وقصي حمزة وشادي روكز. أما الجمهور الذي يريد أن يتجاوز مشاركة لبنان في البرنامج، لأنها ربما باتت تبدو بالنسبة إليه قديمة بعض الشيء في تعبيرها عن مجتمع يفاجئ العالم بتغيراته يوماً بعد يوم، هذا الجمهور سيقصد بالطبع صالة نوغا هيلتون، لمشاهدة فيلمي دانيال عربيد ونادين لبكي. علماً بأن عربيد سبق لها أن عرفت وبتميز في «كان» من خلال مشاركتها قبل سنوات في تظاهرة «اسبوعي المخرجين» بفيلمها المميز «معارك حب» أما لبكي فجديدة تسعى لاكتساب صدقية لهواها السينمائي في فيلم أول هو «سكر بنات»، بعدما أثبتت حضورها الابداعي من خلال كليبات حققتها لأغاني بعض أشهر المغنين، ومن بينهم نانسي عجرم، ما أطلق شهرتها مكنها من تعود الى حلمها السينمائي الأصلي. عربيد ولبكي تتسابقان معاً في تظاهرة «اسبوعي المخرجين» وبفيلميهما يستكمل من دون شك تقديم صورة مدهشة للدينامية السينمائية اللبنانية يساهم يوم لبنان (21 أيار/ مايو) في «سينما العالم» في بلورتها.

إذا كانت السينمات الأفريقية معروفة في «كان» أكثر مما هي معروفةٌ السينما اللبنانية أو السينما الهندية الشعبية والمتنوعة اللغات، فإن الأفلام المعروضة في يوم أفريقيا (22 أيار) طويلة كانت أو قصيرة، تقدم صورة عن الانتاج النادر في بلدان أفريقية تأتي من خارج دائرة السنغال – تشاد – بوركينافاسو، التي يعرف أهل «كان» الكثير عنها، إذ كانت هي دائماً من يمثل القارة الأفريقية، الى جانب جنوب أفريقيا، التي تبدو في هذا الإطار مستقلة، وتكاد تنتمي، حتى وإن كانت سينما»سوداء» الهم والقضية، الى السياق الأنغلو – ساكسوني. في برنامج أفريقيا أربعة أفلام طويلة تأتي من كينيا (ولكن بانتاج عاونت «الجزيرة» فيه) – فيلم «مو أند مي» لمراد رياني وروجر ميلز -، ومن غينيا – «ذات صباح مبكر» لكاهيتي فوفانا، ومن أنغولا – «البطل» لزيزي غامبوا -، وأخيراً من غينيا أيضاً – «غيوم في سماء كوناكري» للمخرج شيخ فانتامادي كامارا.

ورثة ماركيز وبوتيرو

من كولومبيا، التي تمثل هنا القارة الأميركية اللاتينية، تأتي أربعة أفلام لمخرجين شبان تتراوح أعمارهم بين السادسة والعشرين والثالثة والأربعين. وهي بدورها أفلام تقدم سينما غير معروفة كثيراً، لكنها في مواضيعها وأجوائها ستبدو شديدة القرب من السينما الأرجنتينية، ولا سيما المكسيكية التي تعتبر السينما الأم في تلك القارة من العالم. ومع هذا، واضح من خلال الأفلام – وهي «ظل المتنزه» لثيرو غويرا، و «عند نهاية الطيف» لخوان فيليبي اوروزكو، و «الحلم لا يكلف شيئاً» لرودريغو تريانا، وأخيراً «خدعة» لفيليبي مارتينيز -، ان المتفرج من خلال اكتشافه سينما جديدة، سيستكمل صورة كولومبيا التي سبق له أن خبرها مع روايات ماركيز أو لوحات بوتيرو، التي باتت تشكل مرجعية فنية واجتماعية في بلد غني بواقعه وتاريخه، لكن صورته لم تصل الى مألوف المتفرج العالمي بعد.

وما يقال عن كولومبيا هنا، يمكن قوله عن سلوفينيا التي ترسل أربعة أفلام طويلة وثلاثة قصيرة، يجمع بينها أيضاً قاسم مشترك فحواه توفير إطلالة على مجتمع جديد وعالم أجد منه، لبلد اتخذ منذ عقد فقط ابعاده الخاصة، بعدما كان بتاريخه – الغامض في نهاية الأمر – وواقعه وإبداعات أبنائه، ممتزجاً بالسياق الثقافي اليوغوسلافي. هنا مع أفلام مثل «الضواحي» و «تحت شباكها» و «أمل جاد» و «نوم الملاك»... تظهر خصوصية مجتمع ونظرة مبدعين متفاوتي الأعمار والتطلعات الى هذا المجتمع...

من هذا البرنامج اللافت والطموح، والذي من المؤكد أنه سيستقطب متفرجين كثراً همهم اكتشاف حساسيات جديدة آتية من عوالم متنوعة، تبقى بولندا، التي تظهر هنا – كما حال الهند – بلداً من البلدان «المجهولة» سينمائياً والتي باتت في حاجة الى «الاكتشاف». وتضع كلمة اكتشاف بين معقوفتين، لأنه كان يتوجب علينا استخدام كلمة أخرى في هذا السياق هي «اعادة الاكشتاف» وذلك في بساطة لأن حال بولندا هنا تعتبر حالاً استثنائية، ربما يكون عنوانها الأساس: القطيعة وما بعدها. لماذا؟ لأن التاريخ السينمائي البولندي تاريخ عريق جداً... مثله في هذا مثل الهند. لكنه في الوقت نفسه يختلف عن الهند، لأن القطيعة الهندية بين السينما الطليعية وسينما المؤلف من ناحية، والسينما الجماهيرية الصاخبة، لم يعرفها تاريخ السينما البولندية، حيث لم يكن ثمة شرخ كبير بين الأفلام الكبيرة والأفلام الشعبية في بولندا. إذ نعرف أن اندريه فاجدا وأندريه مونك، كانا – على سبيل المثال – كبيري السينما الطليعية والجادة، وكانت أفلامهما شعبية بامتياز. أما الآخرون من أبناء الجيل التالي، من زانوسي الى سكوليموفسكي، ومن الراحل كيشلوفسكي الى رومان بولانسكي وأندريه زولافسكي، فإنهم آثروا ذات زمن الخروج من بولندا للتحول الى مخرجين معلولَمين ومعولِمين. فأضافوا الكثير الى السينما العالمية، لغة ومواضيع وحساسية خاصة، الى درجة كفوا معها حقاً عن أن يكونوا بولنديين. ومن هنا كانت قطيعة مزدوجة لا تمت بأية صلة الى القطيعة الهندية. هنا، في بولندا، أتت القطيعة جيلية، أي بين جيل انتهى، وجيل لم يكن ولد بعد، أيام نضال بولندا في سبيل «استقلالها» عن المنظومة الاشتراكية، وجغرافية صورتها نصف دزينة من مخرجين غادروا بولندا وغادروا معها – الى حد ما – الموضوع البولندي.

من هنا، انطلاقاً من هذا الواقع تبرز أهمية ما يعرض في يوم بولندا (22 أيار) ضمن إطار «سينما العالم»، لأنها أفلام (ثلاثة طويلة وخمسة قصيرة)، تقول لنا أين هي السينما البولندية اليوم وما هي الحساسية الجديدة لجيل الورثة، الورثة في المعنيين: ورثة الذين غابوا في الزمان إما موتا أو شيخوخة -، والآخرين الذين غابوا عن المكان. ربما يبدو العدد قليلاً هنا، ولكن من المتوقع أن تبدو الحساسيات متنوعة، إذ لا شك في أن هذه الأفلام، سواء كانت «بالميست» لكونراد نيولوسكي أو «فوضى» لكساوري زولافسكي (وهو غير المخضرم أندريه زولافسكي)، و «الذي رأته الشمس»... أو مجموعة الأفلام القصيرة، سيبدو همها الأساسي طرح أسئلة شائكة وحادة على بلد ومجتمع حققا خلال عقد ونيف مَحْوَ ما لم يكونا يريدانه، لكن مبدعيهما يتساءلون حول ما الذي بني بديلاً من ذلك.

من المؤكد، أخيراً، أن هذا التساؤل نفسه هو الذي يخيم على مجموع أفلام «سينما العالم» لأي بلد انتمت، إذ نعرف في نهاية الأمر ان السينما تبدو اليوم، ولا سيما منها ما يحققه أبناء الأجيال الأجد، سينما التساؤلات المرة والحيرة، عن زمن يشكل منعطفاً، حتى وإن كانت سينما غير احتجاجية في مجموعها، إلا في شكل موارب.

واضح أن الأجيال الجديدة من سينمائيي العالم فهمت الدرس جيداً: ان طرح الأسئلة الصادقة أهم كثيراً من افتراض الأجوبة الوهمية والخادعة. وهذا أيضاً يقوله هذا البرنامج الطموح.

الحياة اللندنية في

11.05.2007

 
 

مهرجان «كان»: تظاهرات خاصة تتناسب مع دورته الستين

لم يزل يواكب المستجدات السينمائية ويساير موضاتها

محمد الظاهري  

يفتتح مهرجان «كان» السينمائي في السادس عشر من هذا الشهر فعاليات دورته الجديدة، التي من المنتظر أن تشهد تظاهرات خاصة تتناسب مع دورته الستين، فقد قررت إدارة المهرجان التحضير للعديد من الفعاليات الخاصة بهذا الحدث. هذا المهرجان الذي أظهر ومنذ أولى دوراته نضجا قياديا لم ينتظر هذه السنوات الطوال حتى تكتمل أركانه، وإنما أرسى قواعده على مبادئ طليعية استمر خلالها الأبرز بين مهرجانات العالم. وهو إلى ذلك لم يزل يواكب المستجدات السينمائية ويساير موضاتها. والدورة القادمة هي استمرار لهذا النهج، الذي لا يتعارض مع ميوله التقليدية إلى سينما المؤلف. وسنتعرض في الأسطر القادمة وبنظرة سريعة إلى بعض أفلام المهرجان الرسمية واهم الشخصيات التي ستكون حاضرة في كرنفال «كان» وعرسها السينمائي. يفتتح المهرجان أولى فعالياته مساء الأربعاء القادم بفيلم منتظر ضمن المسابقة الرسمية للمخرج الصيني ونغ كار واي، الذي يعد وطوال العقدين الماضيين احد ابرز صناع السينما الآسيويين، والذي يتميز برؤية سينمائية شديدة الخصوصية تتميز بها أفلامه التي يأتي في مقدمتها فيلم «Happy Together» الذي أخرجه عام 1977 وشارك فيه في المهرجان ذاته وفاز عنه بجائزة أفضل مخرج كأول صيني يحظى بهذه الجائزة، إلى جانب فيلمه الآخر «In the Mood for Love» الذي أيضا شارك به في دورة عام 2000 ودورة 2004 بفيلم «2046». كار واي الذي رأس لجنة تحكيم الدورة الفائتة يخوض تجربة جديدة ويدلو بدلوه حول الحلم الأمريكي في فيلم «My Blueberry Nights». وهو يدور حول شابة تبدأ رحلة بحث عن الذات وبحثا عن مفهوم الحب عبر أمريكا والتي تلتقي فيها بالعديد من الشخصيات الغريبة والشاذة. ومن بين أهم الأسماء المشاركة في المسابقة الرسمية يأتي المخرج البوسني الشهير أمير كوستريكا بفيلم «Promise Me This» الذي تقع أحداثه خارج بلغراد حول رجل مسن يؤرقه وضع ابنه الذي يسعى جاهدا إلى الذهاب إلى المدينة والبحث عن إمرأة يتزوجها. ويعد كوستريكا احد ابرز مخرجي يوغسلافيا السابقة وهو احد الأسماء القليلة التي فازت بسعفة «كان» مرتين عن كل من فيلم «When Father Was Away on Business» عام 1985، وفيلم «Underground» عام 1995، كما فاز بجائزة أفضل مخرج عن فيلم «Time of the Gypsies» عام 1988. ومن هنغاريا يقدم المخرج الطليعي بيلا تار فيلم «The Man from London ». وتار مخرج طليعي وهو من أهم مخرجي الواقعية في أوربا الشرقية طوال العقدين الفائتين وهو يحضر كان للمرة الثانية بعد انقطاع دام عشرين عاما منذ فيلم «Damnation» عام 1988. ويحكي فيلمه الجديد الذي يعتمد على رواية للكاتب جورجو سيمنون حادثة غريبة وفاجعة تقع على مرأى من مراقب احد المرافئ في إحدى ليالي أوروبا الدافئة. وعودة إلى آسيا وتحديدا كوريا التي تعيش نهضة سينمائية نشطة منذ بداية الألفية الجديدة، يشارك عن كوريا المخرج كاي دوك كيم للمرة الأولى في المهرجان وذلك عن فيلم «Breath». وهو في هذا العمل لا يحيد كثيرا عن موضوعات أعماله المعتادة، التي عادة ما تدور حول الوحدة والإنسان كوحدة مستقلة. يدور الفيلم حول سجين يقع في حب الشابة المسؤولة عن تنظيم زنزانته. ومن كوريا أيضا يشارك المخرج لي تشانغ دونغ الحائز على جائزة أفضل مخرج في مهرجان فينسيا عام 2002 عن فيلمه الرومانسي اللطيف « Oasis»، وهو يشارك في المهرجان بفيلم عاطفي وقصة حب أخرى في فيلم « Secret Sunshine». ومن امريكا، الحاضر الأكبر في المهرجان، يعود هذا العام عدد من أهم شخصيات «كان» المألوفة، فالأخوة كوين وفيلمهم الجديد «No country for Old men» وفيلم جريمة آخر وشخصيات شاذة وغريبة يحضر بها الإخوة دورة هذا العام، كما ويشارك كونتين تارنتينو عن فيلم « Death Proof» الذي حقق نتائج جيدة في أمريكا عند عرضه مطلع الشهر الماضي، وهو احد أجزاء فيلم « Grindhouse» الذي قام بإخراجه عدد من المخرجين في إعادة سينمائية لبعض أشهر الثيمات السينمائية الرخيصة والعنيفة في سبعينات القرن الماضي. ويشارك أيضاً المخرج جس فان سانت الفائز بسعفة كان وجائزة أفضل مخرج عام 2003 عن فيلمه الشهير «Elephant». وسانت مخرج متمكن ويحظى بقبول واسع بين النقاد الأمريكيين والأوروبيين على حد سواء على الرغم مما يثيره أسلوبه السردي من جدل ونقاش. فيلم « Paranoid Park » يحكي صراح يعيشه متزلج تسبب في مقتل حارس امن عن طريق الخطأ. ومن بين الأسماء العالمية الشهيرة المشاركة في مسابقة «كان» الرسمية المخرجان الروسيان اندريه زافياجنتيف والكسندر سوكوروف، ابرز المخرجين الروس في السنوات الأخيرة، وحققا اثنين من أشهر الأفلام وأفضلها وأكثرها إبداعا خلال السنوات العشر الماضية في فيلمي « The Return» و« Russian Ark» على التوالي. كما ان المخرجة الفرنسية المثيرة للجدل كاثرين برليات التي حققت طوال العشرين سنة الماضية بعضا من أكثر الأفلام صدامية وجرأة، ومن بينها أفلام « Junior Size 36S » و« Romance» و« Perfect Love» وفيلم « Fat Girl» التي فازت عنه بأحد جوائز كان الفرعية عام 2001. وعلى الرغم من الصخب الكبير الذي يصاحب المسابقة الرسمية إلا أن الفعاليات الأخرى ضمن الاختيارات الرسمية تبدو أكثر جاذبية وهي ما ينتظر "كان" من مفاجآت وإبداعات سينمائية تجديدية. وحتى ذلك الحين يبقى الحدس غير وارد في مثل هذه الأحوال.

الشرق الأوسط في

11.05.2007

 
 

صراع الكبار علي جوائز مهرجان "كان"

تبدأ فعاليات الدورة الستين لمهرجان كان السينمائي الدولي يوم الأربعاء القادم وتستمر حتي 27 مايو الحالي. ومع افتتاح المهرجان تتجه الأنظار كلها نحو أفلام المسابقة الرسمية والتي تنافس علي جائزة السعفة الذهبية أرفع وأهم جوائز مهرجان كان.

يتنافس علي الجائزة مجموعة من أشهر مخرجي العالم من بينهم المخرج الصربي أمير كوستاريكا، والأمريكي كوانتين رانتينو، والروسي الكسندر سخوروف، والأخوين إيتان وجويل كوين، وديفيد فيشر إلي جانب المخرج الالماني التركي الاصل فاتح اكين الذي يشارك لأول مرة، والمخرجة اليابانية ناعومي كواس، والمخرجة المثيرة للجدل كاترين بريا.

كما يشارك مجموعة من كبار المخرجين بأفلامهم خارج المسابقة الرسمية منهم المخرج الأمريكي مايكل مور بفيلم 'سيكو'، وستيفن سبيلبرج ب'أوشن 13'، والمخرج البريطاني مايكل ونتر بوتوم بفيلم 'قلب قوي'، والمخرج الفرنسي أولوفييه ألسياسي بفيلم 'بوابة الركوب'، وفريرا أبيل فيرارا بفيلم 'أحاديث جوجو'، أما المخرج الصيني واو كارواي فيشارك بفيلم 'الليالي الزرقاء' والذي اختاره المهرجان للعرض في حفل الافتتاح.

تضم المسابقة الرسمية واحدا وعشرين فيلما من بينها: فيلم 'لا وطن للعجائز' من اخراج الاخوين كوين وهو فيلم إثارة من النوع البوليسي من بطولة تومي لي جونز وودي هارلسون وسبق للأخوين كوين كما هو معروف الفوز من قبل بجوائز في مسابقة المهرجان ويشارك المخرج الأمريكي ديفيد فينشر بفيلمه 'زودياك' الذي يحمل طابع الجريمة والإثارة ويسبح في الاجاواءلتي يعشقها فينشر حيث الالغاز والجريمة والإثارة والتشويق تظهر من خلال سرده لقصة القاتل 'زودياك' الذي اقلق سلطات ولاية سان فرانسيسكو في ستينيات القرن الماضي حيث كان يقتل ضحاياه ثم يبعث برسائل مثيرة إلي الشرطة يشرح فيها الكيفية التي نفذ بها جرائمه وقد تضخمت أسطورة هذا السفاح بعد تمكنه من الإفلات من قبضة السلطات التي لم تستطع كشف سره، والفيلم مأخوذ عن رواية كتبها قبل سنوات الكاتب الامريكي روبرت جريسميث الذي كان أحد شهود تلك الفترة العصيبة اثناء عمله كرسام في مجلة مقرها بولاية سان فرانسيسكو الامريكية وفي كتابه يشرح روبرت الطريقة التي اقترب بواسطتها من فك رموز رسائل (زودياك)، ويلعب دور البطولة المطلقة في الفيلم الممثل الشاب جاك جيلنهال ويؤدي شخصية الكاتب جريسميث ويشاركه في بطولة الفيلم مارك روفالو وروبرت داوني جونيور وتشولي سيفجني، وبهذا الفيلم يعود فينشر إلي عوالمه المحببة ويقترب اكثر من اجواء فيلمه الناجح 'سبحة' لبرادبيت وكيفين سباسي. ويتوقع النقاد لفيلم 'زودياك' أن يحصد إحدي جوائز المهرجان، حيث يعد ديفيد من آخر عباقرة امريكا المعاصرين ويمتلك قدرة هائلة علي جعل الفيلم غامضا وغير مفهوم تماما وأشار عدد من النقاد إلي ان فينشر سيخرج من كان وبين كفيه الذهب الفرنسي في إشارة إلي السعفة الذهبية.

ويشارك في المسابقة أيضا المخرج جيمس جراي بفيلم 'نحن نملك الليل' وتدور احداثه في الثمانينات اثناء الحرب الباردة بين القطبين الامريكي والسوفييتي ويرصد حالة عائلات العسكريين في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الدولتين. ويقوم ببطولة الفيلم الممثل الامريكي مارك والبرج.

أما الفرنسيون فحاضرون بقوة في مهرجان بلدهم من خلال اعمال مستقلة في الانتاج أو مشتركة كفيلم 'عاشقة مسنة' للمخرجة كاترين بريا وفيلم 'رجل من لندن' للمخرج المجري بيلا طار وهو انتاج مشترك مع المجر وفيلم 'غرفة الغوص والفراشة' للمخرج جوليان شابيل وفيلم 'الضوء الصامت' للمخرج كارلوس ريجيديز وهو انتاج مكسيكي فرنسي مشترك، وهناك افلام أخري فرنسية ضمن المسابقة وخارجها بعضها هامشي وبعضها الآخر الكلام الايجابي عنه يسبقه.

أما بالنسبة للسينما الآسيوية فإنها حاضرة بعدد من الأفلام في مختلف أقسام المهرجان حيث يشارك المخرج لي شانغ دونج الكوري الشمالي بفيلم 'سر الشروق' ويعتبر هذا المخرج صاحب مكانة كبيرة في عالم الفن السابع في القارة الاسيوية و'سر الشروق' هو الفيلم الرابع له. وتقدم المخرجة اليابانية ناعومي كواس فيلم 'غابة الحداد' وهي متخصصة في افلام الرعب وحازت من قبل علي جائزة الكاميرا الذهبية من مهرجان كان عام .1997

كما يشارك في هذه الدورة المخرج الصربي أميركوستاريكا الحائز مرتين علي جائزة السعفة الذهبية بفيلم 'عدني بذلك'، فيما يعود المخرج الامريكي كوانتين ترانتينو إلي مهرجان كان من الباب الواسع مع فيلم 'علامة الموت' بعد ثلاثة عشر عاما علي فوزه بالسعفة الذهبية عام 1994 عن فيلم 'بالب فيكشن'، ويحكي فيلم 'علامة الموت' عن سفاح أمريكي مشهور كان يستخدم سيارته سلاحا للقتل. ويذكر ان ترانتينو ابتدع لنفسه اسلوبا خاصا في صنع الافلام يتميز بالدموية والعنف ونجح في أن يوجد للفيلم الامريكي الجديد شعبية ساحقة في امريكا والعالم.

أخبار النجوم المصرية في

12.05.2007

 
 

أفلام ناطقة بالأسبانية تعرض فـي أقسام مهرجان كان السينمائي

عمان - ناجح حسن

اختار مهرجان ''كان'' السينمائي الدولي ضمن فعاليات دورته الستين التي ستنطلق الأسبوع المقبل، ستة أفلام لمخرجين شباب من البلدان الناطقة باللغة الأسبانية التي جرى إنجازها حديثا بدعم من مهرجان سان سباستيان الدولي بأسبانيا ضمن قسم ''سينما قيد الإنشاء'' . تحمل الأفلام التي وقع عليها الخيار تواقيع المخرجين: الكولومبي كيرو غويرا والمكسيكي ايرنستو كونتراريسو والبرازيلية لينا خايمي والارجنتيني بابلو فندريكو والأسبانية انا كاتز إضافة إلى المخرج أفريك فيرناندز من الاورغواي والبرازيلي سيزار شارلوني. وجميعها تسير في اتجاه تقديم جملة من الافكار والمواضيع والقضايا التي تشغل اهتمامات الشباب في بلدان أميركا اللاتينية وأسبانيا وتحمل أساليب مبشرة في تطوير الصنعة السينمائية وحظيت بعد سلسلة من المناقشات والتقييمات على جانب من التغطية التمويلية والتكاليف التي كادت أن تكون عقبة في وجه صانعيها الشباب .

وكان مدير مهرجان سان سباستيان خوسيه ماريا ريبا المح في أكثر من مناسبة على رغبة المهرجان في الخروج من إطار اكتشاف الأفلام الناطقة باللغة الأسبانية في أميركا اللاتينية لتشمل على تقديم أشكال أخرى من الدعم والتمويل لأفلام تغطي خريطة المشهد السينمائي في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط مشيرا في هذا الصدد اثناء لقاء مع كاتب هذه السطور على هامش احتفالية ''كرافان'' السينمائية التي جرت بالقاهرة قبل شهرين إلى عزم المهرجان على تغذية فعالياته بأفلام جديدة لمخرجين شباب من بلدان مثل: الأردن ولبنان ومصر وسوريا وفلسطين، وانه لهذه الغاية أوفد العام الماضي احد ابرز مساعديه إلى تلك البلدان مجتمعة ضمن عروض برنامج ''سينما قيد الإنشاء'' واطلع على صناعة الأفلام في تلك البلدان العربية، مؤكدا على ضرورة التواصل بين السينما الأسبانية والسينما العربية نظرا للتاريخ المشترك بين الثقافتين ولتشابه العديد من القضايا والموضوعات التي تشغل أولئك المخرجين الشباب والذين هم بحاجة إلى الاكتشاف وتقديمهم في مناسبات ومهرجانات كبيرة بعد أن يتم فك عقدة التمويل التي تصيبهم لدى انطلاقتهم الأولى مشيرا إلى بدء مهرجان سان سباستيان بدراسة سيناريوهات تحمل تواقيع مخرجين مغاربة لاختيار الأفضل منها والقيام بالمشاركة في إنتاجها بغية الخروج بأكثر من فيلم عربي إلى حيز الوجود في الدورة المقبلة .

ضمن فعاليات إربد مدينة الثقافة الأردنية لعام 2007م، ينظم نادي الجليل أسبوعاً ثقافياً، يتمحور حول جملة من المحاور التي تخص قطاع الشباب، ويشمل الأسبوع المحاضرات التالية اليوم السبت في الساعة السابعة والنصف في قاعة غرفة تجارة إربد، محور الشباب والثقافة '' القدس في عيون الشباب '' يشارك فيه سعود أبو محفوظ، وعبدالله كنعان، فيما يشمل محور يوم الأحد 13,5 الساعة السابعة والنصف في قاعة نادي الجليل، محاضرة بعنوان '' دور الشباب بتعزيز الوحدة الوطنية، الانتماء الوطني، يشارك فيها د. عاطف عضيبات، د. وليد أبدة، م وجيه عزايزة، أما يوم الأربعاء 16,5 فيشمل محور الشباب والمشاركة، قانون الانتخابات البلدية، بين الواقع والطموح، في قاعة نادي الجليل الساعة السابعة والنصف ويشارك فيه، د. محمد البزور، يونس الجمرة، ناريمان الروسان، ويشمل يوم الجمعة 18,5 الساعة السابعة والنصف وضمن محور الشباب أمسية شعرية في القاعة الهاشمية لبلدية إربد الكبرى يشارك فيها الشعراء نايف أبو عبيد، د. طي حتاملة، محمد أبو الهيجاء، علي هصيص، أحمد العزام، وعبد السلام صالح، وفي الساعة الثالثة مساء '' يوم طبي مجاني '' بمشاركة مجموعة من الأطباء، ويشمل يوم الاثنين 21,5 في القاعة الهاشمية الساعة السابعة والنصف محاضرة عن مؤسسات المجتمع المدني، ولجنة تحسين مخيم إربد ودورها بدعم الحركة الشبابية تحت عنوان '' قانون البلديات واقع وطموح، يشارك فيها نادر ظهيرات وزير البلديات، م جمال أبو عبيد، م أحمد الغزوي، فيما يشمل اليوم الأخير والذي يقام في قاعة نادي الجليل الساعة السابعة والنصف معرض التراث الشعبي، وفرقة الرمثا، وفرقة بلدنا، ويأتي هذا اليوم بمناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال.

الرأي الأردنية في

13.05.2007

 
 

5  آلاف إعلامي يتابعون عرس السينما

"كان" ينطلق الأربعاء محتفياً بدورته الستين

محمّد رُضا

ينطلق مهرجان “كان” السينمائي الدولي في دورته الجديدة الأربعاء المقبل محتفياً بستّين سنة من العمر. مرّة أخرى عليه مهمّة تقديم السينما التي نتمنّاها لكن لماذا عليه ترويج السينمات التجارية أيضاً؟

الملصق الذي اختاره مهرجان “كان” لهذه الدورة يختلف عن تلك الملصقات السابقة للمهرجان من حيث إنه ليس رسماً وليس فكرة تجريدية أو قائماً على صورة لشخص او لشيء واحد. فكرته تقوم على جمع عدد من السينمائيين المعروفين (تسعة) يعلوهم المخرج عثمان سمبان بردائه الأبيض ويتضمن بدرو ألمادوفار وبروس ويليس وبينهما سامويل جاكسون، وهم يقفزون في الهواء.

إلى حد، فإن الملصق، الآتي إلينا بالأبيض والأسود، يعكس شيئاً جوهرياً في “كان”: لجانب سينما غير جماهيرية من عثمان سمبان وبدرو ألمادوفار وآخرين في الملصق، هناك أيضاً سينما جماهيرية يمثّلها سامويل ل. جاكسون وبروس ويليس. ولا أدري إذا ما كانت هذه القراءة مقصودة أو لا، لكني أعلم أن هذا هو قلب المسألة في هذه الدورة التتويجية، كما كانت قلب المسألة خلال العقد الأخير على الأقل.

هل هناك وجوه مختلفة لهذا المهرجان الكبير؟

هل يدخل أي فيلم جيد المهرجان لمجرّد إنه فيلم جيّد؟

هل هناك جديد مختلف في هذه الدورة؟ هل من رسالة؟

في حين أن غاية كل مهرجان سينمائي دولي أن يكون مهرجانا وأن يكون سينمائياً وأن يكون دولياً بكل معنى لهذه الكلمات، الا أن “كان” أصبح أكثر من معاني هذه الكلمات. أصبح تجسيداً.

هو العيد الأكبر للسينما العالمية من بين كل الاحتفالات والمناسبات السينمائية في العالم.

وهو السينما من كل طرف وفي كل حقل والى كل قصد. إليه يأتي كل السينمائيين العاملين في كل حقل يمكن تخيّله، وإليهم اولئك الذين يدورون في فلك السينما مثل محامين جاهزين لكتابة العقود الخاصّة او الإشراف على أي عملية قانونية. سائقو السيارات الخاصّة. مصمّمو الأزياء ومروّجو شركات التجميل والعطور. الطبّاخون المتخصصّون. المعلنون، وآخرون كثيرون في حقول حياة لا تنتمي الى السينما لكنها تنتعش بوجود السينمائيين جميعاً في مكان واحد (شحّاذون، بائعون على الأرصفة).

ثم هو دولي. برلين وفانيسيا وتورنتو وسندانس كلها مهرجانات دولية، لكن الفارق أن مندوبين صحافيين من بلزايس اللاتينية الى تشاد الإفريقية وكوبا يأتون إلى “كان” لكنهم لا يكترثون للمهرجانات الأخرى (او أن إمكانيات أدوارهم الإعلامية لا تسمح لهم بالمجيء إليها). بكلمات أخرى، في حين أن هناك 2000 صحافي في المتوسط يهطلون فوق معظم المهرجانات الأخرى المذكورة، هناك 5000 إعلامي موجود في “كان” هذا العام و4000 في الدورات العادية.

وبينما يحط فوق جزيرة الليدو قرابة 5000 سينمائي في أفضل الأحوال، هناك من 20 الى 25 ألف ضيف سينمائي يحطّون في “كان”.

هذا هو الحجم الذي أنجزه “كان” لنفسه في ستين سنة، وهذه هي الوجوه المختلفة لمهرجان لا يزال شابّاً في الستّين من العمر.

لكن قبل أن تجد بعضنا يقفز في الهواء فرحاً، كما هو حال من في الملصق المذكور، هل يعني كل ذلك أن كل دورة هي في مستوى واحد مع الدورة التي سبقتها، او أن هناك تصاعداً في المستويات؟

هذا ينقلنا الى السؤال الكبير الثاني؟

ما مواصفات الفيلم الجيد؟

في العام الماضي تم إرسال الفيلم السعودي “كيف الحال” لإيزودور مسلّم مخرجاً منتجاً ليُعرض على أعين لجنة الاختيار لاختياره كأحد أفلام المسابقة.

في الوقت نفسه، تم إرسال الفيلم الألماني “حياة الآخرين” لفلوريان هنكل فون دونرسمارك الى اللجنة ذاتها ولذات الغاية.

وفي حين أن “كيف الحال” لم يكن يصلح للمسابقة في أي مهرجان غير عربي، او في أي مهرجان بمستوى مهرجان “كان” او برلين او سواها، الا أن “حياة الآخرين” هو واحد من أفضل عشرة أفلام تم إنتاجها في العام الماضي عالمياً. كيف أنجز “كان” هذه المساواة بين فيلمين غير متساويين؟

لكي تنجز فيلماً تعرضه في المهرجانات عليك بالطبع أن تفكّر  من قبل تصوير اللقطة الأولى  بمراحل. “كيف الحال” لم يُصمّم على أن يكون فيلماً لهواة السينما لكن حين تبيّن لمنتجه أيمن حلواني أنه في سبيل إنجاز الفيلم السعودي الروائي الأول (مناصفة مع فيلم عبد الله المحيسن “ظلال الصمت” الذي خرج في الشهر ذاته) بما يحمله ذلك من قيمة تاريخية، بمضمون اجتماعي يطرح وضعاً قائماً في المجتمع السعودي اليوم، قرّر أن يتوجّه به الى أقرب مهرجان أمامه وهو “كان”.

لكن الكوميديا (اجتماعية كانت او لا) قلّما تستطيع أن تدخل مسابقة، والفيلم كان بحاجة الى ميزانية أعلى لضبط حاجيات أخرى مفقودة في السيناريو المُنجز، لذا فإن النتيجة المنطقية كانت رفض الفيلم. وهذا مفهوم (من ناحية سينمائية بحتة، ورغم نواقصه “ظلال الصمت” الذي لم يُعرض على لجنة الاختيار، أكثر صلاحية لدخول شكل رسمي ما في مهرجان دولي).

لكن ما سيبقى غير مفهوم هو الصورة المقابلة: كيف انزلق من “كان” فيلم رائع من مستوى “حياة الآخرين” يتناول موضوعاً مهمّاً للغاية (عميل مخابرات في ألمانيا الشرقية وما آل إليه حاله قبل وبعد إنهيار النظام) مصنوعاً بخامة فنيّة صحيحة ومتوّج ببعض أفضل ما لدى السينما الألمانية والأوروبية من عناصر فنية في التمثيل والموسيقا والتصوير.

لا ندخل هنا في عملية تحليل لكيف شاهدت لجنة الاختيار الفيلم او ذاك، او سواهما من أفلام تم قبولها ورفضها، لكنه واضح من أن ما تراه اللجنة صالحاً للعرض في المسابقة ليس دائماً ما هو أفضل مما في الإنتاجات السينمائية المختلفة. هناك معايير أخرى: هل المخرج معروف؟ هل المخرج الجديد غير المعروف حقّق فيلماً استثنائياً جداً؟ هل الإنتاج أغلى كلفة من المستوى العام؟ هل يمكن ترويجه كفيلم يعرضه المهرجان في المسابقة؟ وحتى ضمن هذه المعايير هناك أخطاء كالخطأ الشنيع في اختيار فيلم “الأرنب البنّي” قبل سنوات وكل فيلم رديء الصنعة قدّمه المخرج من قبل او بعد.

لذلك كلّه، هناك مستويان مختلفان يتعايشان جنباً الى جنب فيما يتعلّق ب “كان” كثيراً ما لا يثيران انتباه الحاضرين (ومعظمهم مغرم بوجوده هناك أكثر مما هو مغرم بالسينما ومستواها الثقافي تحقق في “كان” او لم يتحقق).

المستوى الأول هو “كان” كمهرجان: في هذا الوضع يمكن الإجابة بالتأكيد: نعم “كان” أهم مهرجان سينمائي في العالم. العيد الأكبر لها والمناسبة الأكثر تعدداً.

المستوى الثاني ليست كل دورات “كان” متساوية الأهمية او الجودة (وهذا منطقي حين يضطر المهرجان الاعتماد على المتوفر، وغير مقبول حين يستبعد أفلاماً جيّدة متوفّرة بحجة او بأخرى) لكن ذلك يعني أن ليس كل دورة منه أفضل من دورات لمهرجانات أخرى. بمعنى أنه قد يحدث كثيراً أن تكون دورة عام 2005 من مهرجان “برلين” أفضل من دورة العام نفسه ل “كان”، او أن دورة فانيسيا قبل عامين أفضل من تلك التي ل “كان” او “لبرلين” معاً. والعكس صحيح في أي إتجاه.

ما يجعل المرء على قدر من الذهول حيال الظاهرة التي اسمها “كان” هو التالي:

كيف سمح نقاد السينما الفرنسيين والعالميين (والعرب بينهم) لأنفسهم إعتبار أن الأفلام التي تُعرض في “كان” هي بالفعل الأكثر أهمية من الأفلام التي لا تصل إليه او التي لا تعرض في المهرجانات الرئيسية الأخرى؟ السؤال مطروح ليس كتعميم. بالطبع يدرك معظمهم أن هناك أفلاماً رائعة أخرى تُصنع ولا تُعرض (أستطيع أن أضع “السقّا مات” لصلاح أبو سيف في هذا المصاف ومثله عشرات من كل أنحاء العالم) لكن قليلون منهم يتوقّفون عندها.

الفيلم الذي يُعرض في “كان” هو الفيلم الذي يتم الحديث فيه على مدار السنة. الأخرى تسقط من الإعتبار الا إذا عُرضت في مهرجان آخر وحدث لهذا الناقد او ذاك أن حضر المهرجان.

الى حد، هذه طبيعة الأشياء، لكن الى حد أكبر هذه طبيعة تجاهل الأشياء أيضاً. “كان” يعوّد بعضنا على الإكتفاء وتجاهل الأفلام الأخرى.

* مخرجون عائدون دائماً:

يستقبل “كان” هذه السنة عدداً من المخرجين المداومين كمداومة زبائن المحلاّت التجارية القريبة من منازلهم: جوول وإيثان كوون (“لا بلاد للعجائز”  أمريكا)، أمير كوستاريتزا (“عدني بذلك”  فرنسا/ صربيا)، وونغ كار  واي (“لياليّ التوت”  كوريا)، كوِنتين تارانتينو (“مضاد للموت”  أمريكا)، ألكسندر زوخوروف (“ألكسندرا” روسيا). غس فان سانت (“بارونويد بارك”  أمريكا) بذلك، ومع أنه من المفيد دوماً متابعة أعمال مخرجين يعاودون الإطلال بجديدهم، الا أن هناك دائماً الشعور بأن هذا إنما يتم على حساب الإكتشافات.

* المخرجون الأمريكيون:

بصرف النظر عن قيمة  او لا قيمة  هذا المخرج او ذاك، هل يستحق “مضاد للموت” لكوِنتين تارانتينو أن يدخل مسابقة؟ لقد شاهدت الفيلم وأستطيع أن أقول لا براحة. لكن الأهم هو أنه بدخوله احتل موضعاً تم سحبه من فيلم ربما كان بحاجة الى مثل هذه الفرصة الرائعة. الى جانب أن أفلام كوون وتارانتينو ليست بحاجة للترويج بينما فيلم عربي او أفريقي او لاتيني او حتى أوروبي  وربما بالتحديد أوروبي  بحاجة الى مثل هذه الفرصة المسحوبة منه لصالح فيلم سيشهد عرضه التجاري الواسع على أي حال.

* المخرجون المسحوبون من مهرجانات أخرى:

التركي فاتح أكين نال ذهبية مهرجان برلين سنة 2004 عن فيلمه الروائي الطويل الأول “تصادم” وهو الآن يتسابق بفيلمه الروائي الطويل الثاني “على الجانب الآخر”. لكن هل كان المهرجان الفرنسي سيكتشفه لولا جائزته الذهبية تلك؟ إذا لم يكن هذا مثلاً واضحاً لننظر حالة المخرج المجري الرائع بيلا تار. في السينما منذ عشرين سنة يحقق أفلاماً تتسابق عليها المهرجانات الأخرى، وفقط في هذه السنة استقبله “كان” للمرة الأولى (بفيلمه “الرجل اللندني”). ومثل فاتح أكين المخرج الروسي أندريه زفاينستزيف الذي قدّمه فانيسيا بفيلمه الأول “العودة” وأهداه ذهبيّته. الآن يسحبه “كان” الى صفه بفيلمه الثاني “الصد”.

لا يخلو الأمر بالطبع من مخرجين جدد وواعدين، ولا أعني أن أقول إن أفلام الآخرين لن تكون جيّدة، إنما هي ملاحظة تصب في نطاق عملية حسابية للمهرجان قائمة على مقاييس ناجحة في جعله أهم مهرجان، لكنها قد تكون أقل نجاحاً في جعل الدورة أفضل من سواها.

الخليج الإماراتية في

13.05.2007

 
 

ستّون «مهرجان كان»... بطعم التوت

محمد رضا

  تارنتينو وكوستاريتزاوالأخوان كوهين وورثة تاركوفسكي 

بدأ العد العكسي لافتتاح «مهرجان كان السينمائي الدولي» الذي يدشّن مرحلة جديدة، مستضيفاً بعض أقطاب الفنّ السابع في العالم، وبينهم ورثة المعلّم الروسي أندريه تاركوفسكي: زوخوروف وبيلا تار وأندريه زياغنستيف

«مهرجان كان السينمائي» بلغ الستّين، أو هكذا قرر القيمون على تلك التظاهرة السينمائية، الأعرق والأقدم في العالم، لاغين بذلك الدورة الأولى المجهضة في الأول من أيلول (سبتمبر) 1939، أي في اليوم الذي قررت فيه القيادة الألمانية إرسال جيشها لاحتلال بولونيا. يبدأ تاريخ المهرجان، رسمياً، من العام 1946 عندما انتهت الحرب العالمية وعاد لفرنسا سعيها الدائم لتبوّء مركز الصدارة العالمية فنّاً وثقافةً. في تلك السنة، اختير 11 فيلماً رابحاً من أصل 52 فيلماً (لم يكن هناك غير المسابقة الرسمية). وكان الفنان الراحل يوسف وهبي بين أعضاء لجنة التحكيم في الدورة الأولى، وهي المرّة الأولى والأخيرة التي ضمت تلك االجنة فناناً عربياً. وكان بين الأعمال المشاركة، فيلم محمد كريم «دنيا»، لكنّه خرج خالي الوفاض.

ستون عاماً مرّت، شهد العالم خلالها، كثيراً من المتغيّرات التي انعكست حكماً على صناعة السينما. «مهرجان كان السينمائي الدولي» في دورته الحالية التي تنطلق بعد غد وتستمر حتى 27 من الشهر الجاري، يؤكد احتفاظه بالمركز الأول بين المهرجانات العالمية، لأنه عرف كيف يستوعب المتغيرات ويتأقلم معها. وهو يحتفل بعيده الستّين بأكثر من طريقة، بدءاً بفيلم خاص عنوانه «لكل سينماه». يشارك فيه 33 مخرجاً من 25 دولة. مُنح كلٌ منهم ثلاث دقائق ليعبّر عن كيفية رؤيته للجمهور في «صالة الأفلام». وسيُعرض الفيلم الاحتفالي في 20 الجاري، وفي الليلة نفسها، (في بادرة هي الأولى من نوعها)، يشاهده الجمهور العريض على القناة الأولى من التلفزيون الفرنسي.

مخرجان عربيان على قائمة السينمائيين المحتفلين بستينيّة «كان»: يوسف شاهين وإيليا سليمان. أما الأسماء الأخرى فعلى درجة من التنوّع، نشير بينها إلى اليوناني تيو أنجلوبولوس، والصيني تشن كايغي، والأميركي مايكل تشيمينو، والمكسيكي إليخاندرو غونزاليس إياريتو، والإيراني عبّاس كيورستامي، والفرنسي كلود لولوش، والبرتغالي مانويل دي أوليڤييرا، والبريطاني كين لوتش، والبولوني ـــ الفرنسي رومان بولانسكي، والإيطالي ناني موريتّي....

تقدم المسابقة الرسمية في كان الرسمية 21 فيلماً، بعضها بتوقيع مخرجين كبار سبق لهم أن حصدوا جائزة «السعفة الذهبية» في الماضي. الا أنّ حضور المخرجين الجدد، هو الطاغي، في مختلف أقسام المهرجان، إذ تضم المسابقة الرسمية 13 مخرجاً يشاركون بعمل أول.

ومرّة أخرى تسيطر اللغة الإنكليزية على البرنامج، ليس فقط بسبب سيل المشاركات الأميركية في المسابقة وخارجها، بل بسبب قيام بعض المخرجين غير الأميركيين باسناد أدوار البطولة في أفلامهم إلى ممثلين أميركيين. وخير مثال على ذلك فيلم الإفتتاح «لياليّ بطعم التوت» للمخرج وونغ كار ـــ واي. وقد سبق لهذا المخرج (صيني من هونغ كونغ، وُلد في شنغهاي)، أن قدّم كل أعماله السابقة بنفحة صينية فنّية معاصرة. الا أنّ فيلمه «لياليّ بطعم التوت» يحكي قصّة تقع أحداثها في أميركا، وتدور حول إمرأة تبحث عن معنى الحب وعن الحبيب المناسب. المرأة ليست سوى المغنية نورا جونز والحبيب ـــ الذي قد يكون مناسباً ـــ هو جود لو الذي يظهر في مشهد واحد من الفيلم. هناك أيضاً فيلم أمير كوستاريتزا «عدني بذلك» الناطق بالإنكليزية، وهو من بطولة جون سافاج الذيٍ لم ينل حتى الآن نصيبه من التقدير. وبين الأفلام الناطقة بالانكليزية أيضاً، «على الطرف الآخر» آخر أعمال المخرج الألماني، من أصل تركي، فاتح أكين الذي خطف «الدب الذهبي» في مهرجان برلين قبل ثلاثة أعوام عن فيلمه «إصطدام مباشر».

وتطول قائمة الأفلام الأميركية المشاركة في الدورة الستين من «مهرجان كان»، من «علامة الموت» فيلم كوِنتين تارانتينو العنيف... الى شريط بيوغرافي لجوليان شنابل بعنوان «لباس الغطس والفراشة» (وتؤدي الفلسطينية هيام عبّاس أحد أدوره الأساسية)، مروراً بجديد الأخوين كوهين «لا بلد للعجائز»، والعمل البوليسي الحديث «نملك الليل» لجيمس غراي (بطولة واكين فينكس ومارك وولبرغ وروبرت دوڤول). هذا من دون أن ننسى طبعاً «زودياك» فيلم ديڤيد فينشر الذي يستند فيه الى قصّة واقعية من سبعينيات سان فرانسيسكو، ويدور حول تحقيقات يقوم بها تحريٌّ (مارك روفالو) وصحافي (روبرت داوني جونيور ) ورسام كاريكاتور (جايك جيلنهال)، وتتعلّق بجرائم متسلسلة ارتكبها قاتل واحد، وبقيت ملابساتها غامضة إلى اليوم.

وإذا كان لا بدّ لكل دورة من «أقطاب» وعمالقة يصنعون بريقها، فما بالك بالدورة الستين؟ يشهد هذا العام قسطه من النجوم... هناك قامتان سينمائيتان، يستحيل أن يخرج صاحب احداهما بجائزة، الا على حساب الآخر. الأول أسمه ألكسندر زوخوروف والثاني اسمه بيلا تار. ألكسندر زوخوروف (روسيا) يأتي بفيلم «ألكسندرا» الحافل بالمشاهد الداخلية الحميمة، الداكنة. وبيلا تار (المجر) يطل بفيلم رمادي مشبع بالغموض، هو «رجل من لندن» المقتبس عن رواية بوليسية للكاتب الفرنسي جورج سيمنون. وما يجمع بين هذين الفيلمين هو أسلوب العرض القائم على كاميرا تتأمّل أكثر مما تهتم بالسرد. ويشارك بيلا تار فيه للمرة الأولى، بفيلم يعتبر الأخير الذي حمل إسم المنتج الفرنسي أومبر بالزان قبل انتحاره العام 2005.

من الأفلام المشاركة أيضاً في المسابقة، نشير إلى «النفي» للمخرج الروسي أندريه زياغنستيف، وهو الفيلم الثاني لسينمائي استلهم الكثير من شاعر السينما أندريه تاركوفسكي، مثل زوخوروف وبيلا تار. فيلمه الأول «العودة» (2003) فاز بـ «ذهبية» فالنسيا. ويتوقّع كثيرون أن«النفي»، سيشكّل الإضافة النوعية التي تنتظرها السينما الروسية أن طال احتاكر زوخوروف لرمز الجودة والنوعية والتفرّد.

من الأعمال الأخرى: فيلم الأميركي غس ڤان سانت الجديد «منتزه بارانويد بارك»، و«استيراد وتصدير» للنمساوي أولريخ سيدل، و«الضوء الصامت» للمكسيكي كارلوس ريغاداس (لفت الأنظار قبل ثلاثة أعوام بفيلم «يابان»)، و«أربعة أشهر، ثلاثة أسابيع ويومان» لكرستيان مونجو (رومانيا)، و«أشعة الشمس السريّة» للكوري الجنوبي لي تشانغ - دونغ، ثم «تنفّس» لمواطنه كيم كي ـــ دوك ومن اليابان «غابة موري» لنعومي كاواسي.

السينما الأوروبية تتمثّل أيضاً بفيلم كاترين بريّا «عشيقة قديمة،» وبفيلم كريستوف أونوري «أغاني الحب» وكلاهما من فرنسا. علماً أنّ لجان الإختيار لم تجد بين الأفلام البريطانية والإيطالية والأسبانية والإسكندنافية ما يستحقّ الاهتمام هذا العام، ما يشكّل غياباً فادحاً لروافد أساسيّة في المشهد السينمائي الأوروبي. ومن مفاجآت الدورة الستين فيلم مأخوذ عن الشرائط المصوّرة الشهيرة التي قدمتها الفنانة الايرانية مرجان سترابي قبل سنوات، ويحمل الفيلم (رسوم متحرّكة) عنوان الكتاب نفسه: «بيرسيبوليس»، وقد حققته مرجان سترابي مع فنسنت بارونو، وهو من إنتاج فرنسي ــ إيراني مشترك.

ولا بد من الاشارة إلى فيلم Tehilim للمخرج الاسرائيلي رفاييل نجاري من بطولة ميشيل موشنوف وليمور غولدستين. ويتناول قصة عائلة يهودية تعيش في القدس حياةً عاديةً، إلى أن يتعرّض الوالد لحادث سيارة فيختفي بطريقة غامضة. يحاول أعضاء العائلة التأقلم مع هذا الغياب ومواجهة صعوباته اليومية. وبينما يلجأ كبار العائلة إلى الصمت أو الدين، يقرّر الولدان دافيد ومناحيم البحث عن الوالد على طريقتهما. والمعروف عن هذا المخرج أنّه يركّز في أفلامه على العائلة وعلى مكوّنات الهوية اليهودية. أما السينما العربية فقررت الإستئناف.... هي في طريق والعالم كله في طريق آخر!

ويشارك هذه السنة المخرج المشاغب مايكل مور خارج المسابقة الرسمية بفيلمه الوثائقي «سيكو» بعد ثلاث سنوات على حصوله السعفة الذهبية في المهرجان عن «فهرنهايت 9/11». كما يُختتم المهرجان بفيلم «عصر الظلمات» للمخرج الكندي دنيس أركان الذي يواصل فيه انتقاده للمجتمعات الاستهلاكية الغربية، وتركيزها على الماديات.

وتضم لجنة التحكيم التي يرأسها السينمائي البريطاني ستيفن فريرز: الممثلة ماجي شونغ (هونغ كونغ)، و الممثلة توني كوليت (أستراليا)، الممثلة والمخرجة دو ماريا دو ميديروس (البرتغال)، الممثلة والمخرجة ساره بولي (كندا)، المخرج الايطالي ماركو بيلّوكيو، المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو، وصاحب نوبل التركي أورهان باموق، ومن الممثل الفرنسي البارز ميشال بيكولي.

الأخبار اللبنانية في

14.05.2007

 
 

زوم
"كان 60" ينطلق بعد غدٍ.. ولبنان يمثّل العرب···

" محمد حجازي  

غادة شبير حصدت جائزة الـ "بي بي سي" العالمية، أليسا سميت سفيرة الذهب العالمي، سعيد الماروق وثقة إنتاجية من هوليوود بمشروعه: سينما ريفولي، ميشال عبيد طالب الطب في فرنسا وجد مفتاحاً سحرياً لمحاربة السرطان، وحالياً تخوض المخرجة المتميزة نادين لبكي معركة الفكر السينمائي عالمياً من خلال تنافس فيلمها الأول: كاراميل، على الكاميرا الذهبية في الدورة 60 لمهرجان كان السينمائي الدولي من خلال تظاهرة: أسبوعي المخرجين·

مبدعونا يرفعون إسم لبنان في أكثر من مكان وعلى أكثر من منبر، والسياسة تهبط بالبلاد الى الحضيض في مفارقة تصعب ترجمتها، لكن المسيرة الناشطة والمتميزة، مستمرة، خصوصاً عندما ندرك أن سينمائيين من عندنا يقدمون 13 فيلماً في هذا المهرجان، وفي واحدة من أرقى دوراته حيث يحتفل بالعيد الستين لـ كان·

كاراميل (لبكي) والرجل الضائع (دانييل عربيد) لما حكيت مريم (أسد فولادكار) الرجل الأخير (غسان سلهب) فلافل (ميشال كمون) يوم آخر (خليل جريج وجوانا حاجي توما) أم علي (ديما الحر) بيروت بعد الحلاقة (هاني طمبا) في اليوم الاول (قصي حمزة) 11010010 (عن أثر الهاتف الخلوي في حياة شاب) طيارة من ورق (رندة الشهال صباغ) في انتظار بيروت (شادي زين الدين) بص شوف (باسم باريش)·

ما من فرح يعادل مشاعرنا بهذه الكمية من الافلام في كان، موقعة بأسماء طاقات شابة ومميزة تعلن عن طاقتها وقدراتها وتقدم نفسها أمام آلاف السينمائيين يحضرون عاماً بعد عام، العيد السنوي للسينما في المدينة الأجمل على الشاطئ اللازوردي·

خصوصية·· لا بل هي سابقة في صورة سينمانا على هذا المستوى من خلال هذا الكم من الأفلام، في وقت قرأنا فيه بعض المقالات لزملاء عرب ندرك أنهم على قدر من المعرفة والموضوعية، افتقدوها بالكامل، وهم يفسرون هذه الكثافة اللبنانية على أنها نوع من العلاقات العامة لبلد يتحدث أبناؤه الفرنسية بطلاقة وبالتالي فهم أقدر من غيرهم على إقناع القيمين على كان بأن يكونوا في عداد المشاركين في أبرز التظاهرات، وهو ما يطرح تساؤلاً لماذا لا يستطيع الإخوان الذين يجيدون الانكليزية مثلاً الدخول الى برمجة الاوسكار ما دامت المعادلة مبنية على هذه القاعدة، أو في أضعف الصور ماذا عن الدول المغاربية التي تتحدث الفرنسية أفضل من العربية بكثير ومع ذلك فلا أثر لها في مسابقات هذه الدورة على كثرتها·

مزعجة وغير ودية مثل هذه الاستنتاجات·

13 فيلماً في كان لبلد لا صناعة سينما فيه، مع علامات تعجُّب ترسمها المقالات التي أشعرتنا كأن بعضهم لن يتوانى عن السفر الى كان ولفت إنتباه القيمين على المهرجان الى هذه النقطة فلعلهم كانوا غافلين عنها·

عيب·

قرأنا والجرح الذي أحدثته عبارات التشكيك لم يكن سهلاً تجاوزه أبداً، فما أشطرنا في هدم إنجازات بعضنا، بدل أن نعتبر نجاح الواحد منا فوزاً جماعياً، وهو ما جعلنا نكتفي من الكلام عن كان 60 الذي يفتتح بعد غدٍ ويستمر حتى ليل 27 الجاري، بالتعقيب على هذه الاجواء، على أن يكون لنا نهار الاربعاء تغطية لأبرز معالم وتظاهرات ونجوم وموضوعات الدورة الجديدة·

في هذا السياق نجد أنفسنا متحفزين وداعمين للمخرجة نادين لبكي مع كاراميل، آملين بثقة وقوة أن تفوز بالكاميرا الذهبية، لأنه نصر نستحقه ليزيل عن صورتنا الغبار السياسي الكثيف الذي يرهقنا ويهدد حاضرنا ووجودنا المستقبلي في هذه الارض·

مبدعونا على كل حال أقوى من سياسيينا، ومن الحاسدين غير الموضوعيين المفترض أنهم في مهنتنا يقرأون جيداً ويقوِّمون جيداً، لكن ماذا نفعل إزاء الحسد الذي نراه غالباً في صورة حقد، ونعتقد أن أزمات قلبية كثيرة ستحدث والحال هذه عندما يتوَّج كاراميل بالكاميرا الذهبية، مع كلمة: مبروك، سلفاً·

اللواء اللبنانية في

14.05.2007

 
 

فيلم الافتتاح آسيوي للمخرج وونغ كار واي

مهرجان «كان» السينمائي الدولي الـ 60ينطلق غداً

كان ـ عرفان الزهاوي

تنطلق غدا، الدورة ال60 لمهرجان كان السينمائي الدولي، والتي يتوقع لها أن تكون دورة احتفالية هامة، يريد منها الرئيس المخضرم للمهرجان جيل جاكوب ومديره الفني تييري فريمو أن يدخلا من خلالها تاريخ السينما العالمية، ولأنه المهرجان السينمائي الأهم في العالم فبلا مبالغة طغت الاستعدادات له ،على تغير الرئاسة الفرنسية ، وجمهرة الصحافيين والنقاد لن يمنحوا عملية التسليم والاستلام في قصر «الأليزيه» أي اهتمام يفوق اهتمامهم حضور أو مناقشة عرض من عروض المهرجان العريق.

اختار المنظمون لمهرجان كان أن يكون فيلم الافتتاح للمخرج وونغ كار واي من هونغ كونغ، والذي عُرف عنه أنه يحضر المهرجانات بفيلمه وهو ما يزال «حاراً» كما لو كان قطعة الخبز التي خرجت لتوها من الفرن، فهو اعتاد أن يُنجز أعماله في اللحظة الأخيرة ما قبل العرض لكن دون أن يعني ذلك أن يكون فيلمه غير مكتمل،وقد حصد هذا المخرج الجوائز الأولى في جميع المهرجانات التي حضرها منذ حضوره مهرجان كان عام 1997 بفيلمه «سعداء معاً» وفاز بسعفة المهرجان الخاصة لأفضل مخرج.

واختيار وونغ كار واي لافتتاح الدورة الاحتفالية بميلاد المهرجان الستيني يأتي إشارة من إدارة مهرجان «كان» للمهرجانات الأخرى بأن المهرجان الفرنسي كان السبّاق في اكتشاف هذه الطاقة الأسيوية الخلاقة، واعترافاً بفضل مهرجان «كان» عليه فقد وعد المخرج إدارة المهرجان بأن يلتزم بالموعد وأن يعرض شريطه الذي يحمل عنوان my blue berry nights الذي يعتبره تجربة جديدة خاصة، صوّرها باللغة الأنجليزية في الولايات المتحدة ومن دون ممثليه المعتادين مستعيناً بممثلين من هوليوود مثل جاد لو وناتالي بورتمان وراشيل وييتس وإيد هاريس، وتلعب البطولة الرئيسية في الفيلم نجمة شهيرة في عالم الغناء، نورا جونس، التي تلعب دورها السينمائي الأول على الإطلاق.

وتدور أحداث الفيلم في الطريق ما بين نيويورك ولاس فيجاس، ومن ممفيس إلى صحراء نيفادا، وبدلاً من الشهور الطويلة التي اعتاد أن تكون لديه لتصوير أفلامه فقد أنجز وونغ كار واي هذا الشريط في فترة قياسية سبعة أسابيع فحسب، وتبدو هذه الأسابيع قليلة للغاية إذا صحّ ما أُشيع عن إعادة لقطة قبلة في الفيلم بين جاد لو ونورا جونس لمائة وخمسين مرة

البيان الإماراتية في

15.05.2007

 
 

ستة عقود على انطلاقة (كان).. والأسئلة لا تزال مطروحة

تحية لمهرجانين متباعدين: «كان» و«سان فرانسيسكو»

* إعداد - محمّد رُضا:

إذا ما كان مهرجان كان السينمائي الدولي يعيش أكثر سنوات حياته ازدهاراً، فإن وضعه الحالي ليس ضمانة على أي شيء مستقبلي. في أي عام يقع فيه أمر غير محسوب يقبل المهرجان على وقفة قد تهدد تحليقه الحالي. عامان متواليان من الإنتاجية الفقيرة وأهميّته الحالية كرائد للمهرجانات الدولية ستتعرّض للاهتزاز. سنة ثالثة من هذا الافتقار ومكانته تتأخر.

أكثر من ذلك إذا ما تغيّرت الإدارة أو الرئاسة (كما سيكون مطروحاً خلال أعوام قليلة مقبلة) والرئيس الجديد قرّر أنه لا يريد مهرجاناً دعائياً للسينما الأمريكية، كما هو الحال اليوم، بل سيقصر الحضور الأميركي على الأفلام المستقلّة والصغيرة التي بحاجة إلى مهرجان مثل (كان) يروّجها ويقدّمها للجميع، فإن نسبة من الإقبال الإعلامي كبيرة ستخف. أما إذا قوي ساعد سوق سينمائية في مكان آخر من العالم فسيؤدي ذلك إلى ضعفها في (كان) وهذا سيقلل أيضاً من أهميّته.

والتاريخ ليس بعيداً

فحين انطلق (كان) بُعيد انتهاء الحرب العالمية الثانية، كان فريداً من نوعه. صحيح أن مهرجان (فانيسيا) انطلق قبله (تحديداً في العام 1939) بقرار من ماسوليني، إلا أنه تحوّل إلى شاشة تعرض أفلام المحور في ذلك الوقت (ألمانيا وتركيا وإيطاليا) أساساً، ثم انضوى حين خسر المحور تلك الحرب وتوقّف تماماً إلى أن عاد بعد انطلاقة مهرجان (كان) محاولاً العودة إلى أصول اللعبة بأسرها: أفلام مفتوحة من كل مكان من العالم.

هوليوود وكان

في الخمسينات خسر (كان) ريادته ليس بتعدد المهرجانات الأوروبية المحيطة فقط (حينها أصبح لكل دولة كبيرة مهرجانها المميّز باستثناء لندن التي كان مهرجانها نوعا من قطف الأفلام من مهرجانات أخرى)، بل بسبب انطلاقة المهرجان الإسباني الكبير سان سابستيان بمباركة ملكها آنذاك.

النجوم كانوا يتوافدون بالطائرات الخاصّة إلى المهرجان الإسباني حيث الأفلام الفنية الكبيرة والرائعة. أما المهرجان فكان في تلك الفترة نوعاً من الجمع الفني والفضائحي. البحر بلا شك ساعده. ليس بحر المحيط الهادر، بل بحر المتوسّط الأزرق الجميل. طوال الستينيات والسبعينيات كانت المنافسة بينه وبين المهرجانات الكبرى قويّة: برلين كان يليه في يونيو، وفانيسيا يكمن له في سبتمبر وبينهما موسكو والى جانبهما سان سابستيان.

هذا قبل أن ينهار الجدار الفاصل بين الشرق والغرب الأوروبي، فيجد برلين أن واحداً من دعاماته الكبيرة كملتقى لسينما الشرق والغرب سُحبت منه. أما فانيسيا فقد دخل متاهة السياسة حيث أداره الحزب الحاكم حسب توجّهاته فمرة هو مهرجان يساري ومرّة يميني وثالثة يبحث عن لقاء جامع، وفي كل الأحوال يبحث عن تمويل يمنحه القدرة على جذب النجوم والوجوه والأسماء اللافتة. لكن المهرجان الفرنسي سريعاً ما تبلور إلى ما هو عليه اليوم بتوسيع رقعة الاعتماد على ما هو جماهيري وتحديداً على ما هو أميركي.

اشكالية التوجه

من ناحية استطاع المهرجان استقطاب النجوم كما لم يفعل مهرجان آخر من قبل. وطريقته في ذلك أنه فتح الباب على مصراعيه للأفلام الهوليوودية، إن لم يكن في المسابقة فخارجها. هوليوود التي عادة لا تجد فائدة تُرجى من المهرجانات السينمائية، على أساس أن أفلامها تحتاج إلى جمهور يدفع تذاكر وليس إلى نقاد يكتبون عنها، أخذت تعتبر (كان) محطّة ترويجية لأفلام الصيف. بوصول تلك الأفلام وصل نجومها. وبوصول نجومها ازداد عدد الإعلاميين المشتركين كصحافة مكتوبة ومصوّرة ومسموعة، وبهذا الازدياد كبر حجمه أكثر من أي وقت سبق لجانب إعادة تركيب سوقه التجاري وتنظيم المدينة كلها كما لو كانت (ديزنيلاند) سينمائي.

المنتقدون لهذا التحوّل كثيرون، وغالبهم من المثقّفين والنقّاد. بالنسبة إليهم هذا التوجّه يعاكس الفكرة الأساسية من وراء أي مهرجان وهو اكتشاف وترويج الأفلام الفنية أوّلاً وقبل كل شيء. ما لا يمكن تجاهله، هو أن المهرجان من دون هذا الدعم السينمائي لهوليوود سيخسر حجم روّاده من الإعلاميين، وإذا ما تم ذلك من الذين سيروّج للأفلام الأخرى غير الأميركية؟ الأمر صعب على هذه الأفلام كما هو الحال حالياً. الفيلم الصغير ينجح بفضل الفيلم الكبير. بيعة واحدة. مغلّف تشتريه بما فيه صغيراً أو كبيراً.

ولادة جديدة ل(سان فرانسيسكو)

مهرجان سان فرانسيسكو (الذي أقيم ما بين الثامن والعشرين من يونيو حتى العاشر من مايو) هو أعرق مهرجانات السينما في أميركا الشمالية. إذ تم إطلاقه سنة 1957. ولخمس وعشرين سنة كان سيّدها. بقي في الصدارة إلى نهاية السبعينات مستفيداً من مناخ المدينة التي أقيم فيها كونها ليبرالية وجمهورها من المثقّفين والهواة وطلاب جامعة بيركلي المنفتحين، إلى اليوم، على سينمات أوروبا وثقافاتها كما ليس في أي مكان آخر من الولايات المتحدة باستثناء نيويورك ذاتها. ولا ننسى أن الستينات والسبعينات شهدت حركات (ثورجية) في الشارع الأميركي تبعاً للقضايا الاجتماعية التي كانت مطروحة ومنها قضية الحد من التطرّف العنصري والسعي للحقوق المتساوية للمواطنين السود وحركة معاداة الحرب في فيتنام وهي قضايا كانت سان فرنسيسكو من أهم معاقلها الفكرية وأحياناً الميدانية إذ اشتركت في التظاهرات والمواجهات التي وقعت بين طلاب وشباب أميركا والبوليس شأنها في ذلك شأن نيويورك وشيكاغو وبوسطن ولوس أنجيليس وسواها من مدن أميركا الكبرى. لكن سان فرانسيسكو خسر تألّقه بعد ذلك. تفسير ذلك قد يعود إلى أن الثمانينات اختلفت جذرياً. وقد يعود إلى أن موعده في مطلع الموسمين الخريفي والشتوي في كل عام قد تغيّر إلى الربيع، فسابقاً كان موعده في شهر أكتوبر في الوقت الذي كان فيه موسم الصيف موسماً ميّتاً. الآن هناك تورنتو ونيويورك يقعان في ذات الحيّز أما سان فرانسيسكو فانتقل إلى يونيو وخسر موقعاً.

صمود ما بعد الخمسين

الآن هناك عدد كبير من المهرجانات الأميركية التي تستوعب تجارب مختلفة. من سندانس المتخصص في السينما المستقلّة إلى مهرجان بالم سبرينغز الذي يجلب إليه عدداً كبيراً من الأفلام الأجنبية، إلى ترايبيكا، الذي انتهت دورته السادسة قبل أيام، إلى تورنتو الكندي الذي هو الأكبر حجماً اليوم من أي مهرجان آخر في القارة الأميركية. واللافت إلى حد غريب هو أن المهرجانات الأميركية العتيدة والعريقة، مثل سان فرانسيسكو ونيويورك وشيكاغو، أصبحت أقل لمعاناً اليوم مما كانت عليه بالأمس. المهرجانات الأكثر نشاطاً هي تلك الجديدة المذكورة، وبالترتيب - حسب نجاحاتها - تورنتو، ساندانس، ترايبيكا وبالم سبرينغز.

لكن سان فرانسيسكو يرفض أن يرفع العلم الأبيض ويقول (تصبحون على خير). مناسبته الخمسين هذا العام لم تشهد فقط إقبالاً أفضل مما شهدته أي من دوراته في السنوات العشرين الأخيرة، بل شهدت قراراً بدفع المهرجان مجدّداً إلى الأمام.

دارات

وكما أن السينما العربية غائبة هذا العام عن المهرجان الفرنسي، هي غائبة أيضاً عن مهرجان سان فرانسيسكو الدولي. هذا الا إذا اعتبرنا أن الحوار العربي القليل في فيلم (دارات) للتشادي محمد صالح هارون، كافٍ لاعتباره فيلماً عربياً. الحقيقة أن هذا هو أضعف مبرر لاعتباره فيلماً عربياً حتى ولو كان جميعه باللغة العربية، وذلك طالما أن المخرج والموضوع والإنتاج ليس عربياً.

يتحدّث فيلم (دارات) عن شاب من قرية تشادية صغيرة تقع في الصحراء كان ينتظر سماع قرار الحكومة بإصدار حكمها على المشتركين في جرائم الحرب الأهلية في البلاد. عوض ذلك تناهى إليه قرار العفو العام الذي صدر ما حفّزه لأن يقرر قتل الشخص الذي يعتبره مسؤولاً عن مقتل أبيه يساعده في ذلك القرار جدّه. الشاب آتيم يأخذ مسدساً يخفيه بين حوائجه وينطلق طالباً الثأر. لكن القاتل الآن صاحب مخبز طيّب القلب والمعشر يوزّع عند نهاية كل يوم الخبز على الفقراء الذين لم يكن بمقدورهم شراؤه. آتيم يطلب عملاً من العجوز المتزوّج من امرأة تصغره سناً، ويحصل عليه. وخلال عمله معه يبدأ بمراجعة نفسه والمرور بمشاعر مختلفة تجاهه تجعله حائراً في أمر تنفيذ خطّته من عدمها.

غياب عربي واضح

غياب السينما العربية يعود إلى أن إيماننا بها لا يزال في نطاق الحسابات الفردية لمخرجين وكتّاب وبضعة نقّاد. وفي حين أن التلفزيون يغزو البيوت بكل ما فيه من خير وشر (والشر فيه أكثر) الا أن موقفنا العام من السينما أنها - في أفضل الحالات - تجارة تشبه تجارة الملاهي (وفي بعض الدول العربية تُعامل كذلك). النتيجة هي أن أكثر من 300 مليون عربي ليس لديهم سينما جيّدة وجادة وذات رسالة إيجابية فنياً واجتماعياً، تكون دائمة ومتواصلة وتمثّلنا في المهرجانات كصوت إعلامي وثقافي جيد.

من ناحيته يعلم سان فرانسيسكو أنه قدّم الكثير من الأفلام العربية في تاريخه. يقول لي أحد المشرفين الإعلاميين: (خلال السنوات العشر التي عملت فيها مع المهرجان، قصدنا تغطية السينما العربية كجزء من برنامجنا الشامل للسينمات العالمية، وعرضنا بالفعل أفلاما لبنانية ومصرية وتونسية. لكن هذا العام هو عام ضحل على ما أعتقد. لم يلفت نظرنا اي فيلم يستحق العرض).

مجلة الجزيرة السعودية المصرية في

15.05.2007

 
 

35  مخرجاً من العالم بينهم شاهين وسليمان يسهمون في فيلم عن المهرجان

"كان 40" يفتتح عروضه اليوم ويستقبل 13 فيلماً لبنانياً

"كاراميل" نادين لبكي موعود بالكاميرا الذهبية··

" محمد حجازي

مساء اليوم تفتتح الدورة 60 لمهرجان كان السينمائي الدولي بالفيلم الصيني (My Blueberry Nights) للمخرج الصيني وونغ كار واي ومدته ساعتان إلا تسع دقائق، وتستمر حتى السابع والعشرين من الجاري حيث تختتم بأخر ما صدره الكندي دينيس أركاند (LصAge des Ténébres) في ساعة و51 دقيقة لكنه خارج المسابقة مثل الـ 22 فيلماً الأخرى وبينها شريط واي·

يحضر في الأفلام التي تسعى للفوز بالسعفة مخرجون كبار من العالم يتقدمهم أمير كوستوريكا بفيلم (Promise Me This) ومعه التركي الاصل المقيم في ألمانيا فاتح أكد (من الجهة الأخرى) والأخوين جويل وإتيان كوين (لا وطن للعجائز) ديفيد فيشنر (زودياك) غاس فان سانت (Paranoid) وكوينتن تارانتينو (Death Proof)· هذا يعني أن هناك منافسة حقيقية ومتميزة على السعفة، كما على الكاميرا الذهبية التي رشحت لها المخرجة اللبنانة نادين لبكي عن فيلمها: كاراميل، الذي يعرض في تظاهرة أسبوعي المخرجين، ومعه ما أنجزته دانييل عربيد بعنوان: الرجل الضائع، وتدور أحداثه في بيروت·

كاراميل يحمل حظوظاً كبيرة للفوز، وربما كان حدث المهرجان للعرب الذين يقدم لبنان نفسه كممثل لهم جميعاً من خلال 13 فيلماً في 4 تظاهرات ضمن المهرجان، وفي الثلاث الباقية سيكون هناك يوم للسينما اللبنانية من بين 6 دول اختيرت من العالم هي: كولومبيا، افريقيا، سلوفينيا، الهند، بولونيا، فتعرض لنا أربعة أفلام: لما حكيت مريم (أسد فولادكار) الرجل الاخير (غسان سلهب) فلافل (ميشال كمون) يوم آخر لـ (خليل جريج، وجوانا حاجي توما

كما تعرض أربعة أخرى في قسم الـ ورشة (Atelier): أم علي لـ "ديما الحر) بيروت بعد الحلاقة (هاني طمبا) في اليوم الأول (قضي حمزة) والرابع عن علاقة رجل بهاتفه الخلوي بعنوان: (Holoolo)·

الحضور العربي بالمقابل ضعيف جداً يخرقه المخرجان يوسف شاهين وإيليا سليمان، بثلاث دقائق مصورة من اخراج كل منهما لزوم الشريط الخاص الذي انتجه رئيس المهرجان جيل جاكوب وأشرك فيه مخرجين من العالم وصل عددهم إلى 35 والـ 33 الباقين هم:

ثيوأنجلوبولوس، أوليفييه أساياس، بيل أوغست، جين كامبيون، تشن كيج، مايكل شيمينو، إيتان وجويل كوين، ديفيد كروننبرغ، جان بيار ولوك داردين، مانويل دو أولييفييرا، ريمون دوباردون، آتوم ايغويان، عاموس غيتاي، هوسياو هسيان،

أليخاندرو غونزاليز إيناريتو، أكي كوبسيماكي، عباس كباروستامي، تاكيشي كيتانو، آندريه كونشالوفسكي، كلود لولوش، كن لاتش، ناني موريثي، رومان بولانسكي، راؤول رويز، والترسالس، تنساي منغ ليانغ، غاس فان سانت، لارس فون تزييه، فيم فندرز، وانغ كار واي، وزهانغ بيمو·

وفيما تكوم هذه الدورة هنري فوندا بحضور إبنته التي تصور فيلماً تقدم فيه إغراء كإمرأة في السبعين، هو عمرها الحقيقي حالياً· وفي التكريم أيضاً: جين بيركن حيث يعرض لها (Boxes) كلود لولوش (قصة المحطة) إرمانو أولمي (Cento chiodi) وفولكر شلوندورف (أو لزان)، كما تعرض أفلام وثائقية عن المخرج الفرنسي موريس بيالا، مارلون براندو، ليندساي آندرسون، وبيار ريسيانت·

وخارج المسابقة تعرض ثلاثة أفلام كبيرة لـ مايكل مور (Sicko) ستيفن سودربرغ (Oceanصs 13) ومايكل وينتربوتوم (A Mighty Heart)، ومن بين العروض الخاصة يقدم الجزائري المقيم في باريس مهدي شارف فيلمه: (Cartou ches Gaulaises)، ويعرض للمغربيين هشام فلاح، وشريف تريباك فيلم: بين هلالين، ضمن تظاهرة ورشة 2007 · 60 عاماً على كان·

لا شك أن الفرنسيين سيحيون واحدة من أهم الدورات حيث يرأس الانكليزي ستيفن فريرز لجنة تحكيم هذه الدورة للافلام الطويلة فيما يرأس زميله المخرج الصيني جيا زهانغ كي لجنة الافلام القصيرة، أما اللجنة التي ستكون صاحبة القرار في منح الكاميرا الذهبية فيرأس تحكيمها الروسي بافيل لونغين، ومعه ثلاثة أعضاء: جولي بارتو تشيللي، كلوتيلد كورو، ورينا توبيرتا·

سعداء جداً بالحضور اللبناني الكثيف والرائع في كان، فعلى الأقل هناك ما يثلج القلب ويجعله متفائلاً بنسبة ما أن لبنان ما زال ينبض بحياة وابداع· والفن واجهة الشعوب على العالم يعطينا هذه الخصوصية في كان·· إذن بئس السياسة وبرافو لفنانينا· وعقبال الإحتفال بالكاميرا الذهبية للمخرجة لبكي وللبنان·

اللواء اللبنانية في

16.05.2007

 
 

اليوم‏..‏ افتتاح الدورة الستين لمهرجان كان السينمائي

رسالة كان‏-‏ أحمد عاطف‏:‏

لم يعد مهرجان كان السينمائي الدولي الذي يفتتح اليوم مجرد أكبر إحتفال سينمائي عالمي‏..‏ لكن تجاوز ذلك ليصبح نقطة إرتكاز كبري في صياغة النظام العالمي‏..‏ فموازين السياسة الدولية واتفاقات البيزنس الكبري‏,‏ بل وإتجاهات الموضة به فأصبحت تحاك خططها وتحكم قبضتها علي شاطيء الريفيرا علي هامش المهرجان‏..‏ فهذا المهرجان الذي ظل سنوات طوال يروج لمفهوم سينما المؤلف صاحبة الأسلوب الخاص في التعبير عن هموم الانسان‏..‏ وظل هو والنقاد الفرنسيون يواجهون بضراوة أغلب الأفلام الأمريكية ـ أصبح يعرض أكثر الأفلام الأمريكية تجارية وخفة في مسابقته وإفتتاحه مثل جودزيلا وشريك‏.‏

اليوم يفتتح المهرجان بفيلم لمخرج من هونج كونج هو وونج كارواي‏..‏ لكن الفيلم الذي يحمل اسم ليالي الزرقاء بطلته مطربه أمريكية‏,‏ وأحداثه تدور بأمريكا حتي لو إنتاجه فرنسي ـ صيني مشترك‏,‏ وهو الحذو الذي تحاول فرنسا أن تحذوه منذ سنوات بانتاج أفلام ناطقه بالانجليزية لغزو اسواق العالم‏..‏ رغم أن فرنسا نفسها هي التي ملأت العالم ضجيجا حول الاستثناء الثقافي وضرورة الدفاع عن هوية الدول وثقافاتها‏..‏ ولهذا التهافت الذي يبدو به مهرجان كان كل عام لإستقبال نجوم هوليوود يدعو للتساؤل عن هدف مهرجان كان ذاته‏..‏ اذا كان أصبح في جزء كبير منه ترويج للسينما الأمريكية التجارية‏..‏ الحق أن مهرجان كان أصبح بالأحري أشبه بالموالد الشعبية بمصر‏..‏ مليء بالتمر واللاعبين‏..‏ منهم من هو براق لكنه بريق زائف‏..‏ ومنهم من هو أصيل ومختبيء في أحد الأركان‏..‏ والصوره العامة صورة ملونة مبهرجة مليئة بالألوان‏.‏

فمن ضمن نجوم هوليوود الكبار الذين يحضرون المهرجان براد بيت‏,‏ وإنجيلينا جولي وليوناردو دي كابريو وغيرهم‏..‏ حتي أن مجلة فارايتي أكبر مجلات السينما في العالم‏,‏ قالت من لن يحضر من نجوم هوليوود هذا العام‏..‏ فالكل هنا حتي شارون ستون ستأتي لتقيم حفلها السنوي لجمع تبرعات لمؤسسي أبحاث مرضي الإيدز‏..‏ ومن ضمن أهم ما يشهده المهرجان هذا العام أيضا في سجل الجدية مولد مؤسسة السينما العالمية التي تحمل هم إنقاذ التراث السينمائي العالمي وترميم الأفلام خاصة أفلام أفريقيا وأسيا وأمريكا اللاتينية‏..‏ وهذا العام يقدم المخرج الأمريكي الكبير مارتن سكورسيزي فيلما مغربيا أشرف علي ترميمه وهو فيلم تحولات للمخرج أحمد المعنوني‏..‏ ويحتفل المهرجان هذا العام بمئوية الممثل العالمي الراحل لورانس أوليفيه ويعرض أفلامه التي قام ببطولتها عن أعمال شكسبير وكان معهد الفيلم البريطاني قد أصدر الشهر الماضي كتابا تذكاريا بهذه المناسبة وإعادة طبع أفلامه‏.‏

وفي سابقة جديدة من نوعها‏..‏ أضافت إدارة المهرجان ثلاثة أفلام جديدة بعد إعلان البرنامج الرسمي‏,‏ والأفلام لأثنين من أعلام السينما في العالم هما سيوسيين بفيلم البحث عن البالون الأحمر‏,‏ و رؤي أندرسون لافاند‏..‏ وتقرر أيضا تخصيص يوم للاحتفال بالجزائر في أواخر أيام المهرجان وسيعرض فيه فيلم المخرج الجزائري ـ الفرنسي مهدي شارب علب سجائر جولواز‏.‏

والحق أن مهرجان كان علي قدر ما يستطيع أن يكون واجهة براقة للبشر والأفلام‏..‏ وقد يكون أيضا مقبرة لهم‏..‏ فالعام الماضي قضي تماما علي الفيلم الأمريكي حكايات ساون لاند وظل المخرج يعيد مونتاجه طوال العام بعد أن انتهي من النقاد ولا ينسي مهرجان كان أيضا متابعة التكنولوجيا في فنون السينما ـ فاليوم بعد الظهر يقام مؤتمر كبير عن طرق عرض الأفلام في المستقبل من خلال الانترنت والمحمول والفيلم بالطلب علي الفضائيات وقاعات السينما المتخيلة‏.‏

والمهرجان ميزانيته‏20‏ مليون يورو تدفع أغلبها وزارة الثقافة الفرنسية فضلا عن مدينة كان وبعض الرعاة الفرنسيين وعرض المهرجان ما يقرب من‏90‏ فيلما طويلا وقصيرا في أقسامه الرسميه‏(‏ داخل وخارج المسابقة‏)‏ قسم نظره ما‏,‏ قسم الأفلام القصيرة وأفلام الطلبة‏..‏ فضلا عن‏20‏ فيلما أخر في برامج التكريمات وذلك غير‏50‏ فيلما في الأقسام الموازيه وهي نصف شهر المخرجين الذي تقيمه جمعية المخرجين الفرنسيين‏,‏ وقسم إسبوع النقاد الذي تقيمه نقابة نقاد السينما في فرنسا‏..‏ ويغطي المهرجان‏4000‏ صحفي ومذيع من قنوات التليفزيون يمثلون‏78‏ دولة‏,‏ ويعرض سوق المهرجان نحو‏900‏ فيلم‏..‏ ويحضر المهرجان والسوق‏23‏ ألف سينمائي بشكل رسمي ويحضره‏350‏ ألف متفرج‏,‏ ويعرض بالسوق‏486‏ شركة‏..‏

إن هذا المهرجان الذي يجيء بعد أيام قليلة من انتخاب الرئيس الفرنسي الجديد ـ سيتأثر بالتأكيد تأثرا بالغا بشخصية نيكولا ساركوزي الذي ليس من المستبعد حضوره المهرجان وهو ما سيجذب بالطبع الأنظار من أفلام أمريكوستاريكا ودافيد فينشر وتارانتينو والكسندر سوكوروف والاخوان كوين وبيلانا روسي كاترين برياه الذي يعرضون أفلامهم بالمسابقة‏.‏

الأهرام اليومي في

16.05.2007

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)