كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان "كان" السينمائي الستون:

تحية إلي "التراث" وإطلالة علي "حداثة" القرن

باريس-  صلاح هاشم

مهرجان كان السينمائي الدولي الستون

   
 
 
 
 

أعلن جيل جاكوب رئيس مهرجان " كان " السينمائي الدولي، مع تيري فريمو المندوب العام للمهرجان   ، أعلنا في مؤتمر صحفي بسيط ، عقد بفندق كريون الشهير بالقرب من ساحة الكونكورد في باريس. فرنسا، عن فعاليات ومحاور الدورة الستين، التي سوف تعقد في الفترة من 16 إلي 27 مايو القادم، و يحتفل فيها المهرجان بعيد ميلاده . وكشفا من خلال  أفلام قائمة " الاختيار الرسمي "، التي تشتمل علي 47 فيلما، عن إرادة إدارة مهرجان " كان " في " تجديد " شبابه، بدم سينمائي جديد، من خلال اختيار مجموعة من الأعمال الأولي لمخرجيها،  تصل إلي 13 فيلما تتضمنها قائمة الاختيار الرسمي، وتشارك إما في المسابقة الرسمية للمهرجان، وأما في تظاهرة " نظرة ما " علي هامشها ، لكي يصبح " كان " في عيده الستيني العرمرم ، علامة فارقة ، وبحضور أكبر حشد لنجوم السينما العالمية من ممثلين ومخرجين في تاريخه، يصبح كما ذكر جيل جاكوب في المؤتمر الصحفي ، بمثابة احتفاء  وتكريم ل" التراث " السينمائي العالمي، والتقاليد التي أرساها كبار المخرجين المبدعين،  وإطلالة من خلال أعمال السينما الشابة الجديدة علي " حداثة " القرن السينمائية..

يفتتح المهرجان بفيلم " ليالي العنبية "MY BLUEBERRY NIGHT  للمخرج الصيني من هونج كونج ونج كار وي ،  الذي ترأس لجنة تحكيم المهرجان في العام الماضي، وهو الفيلم الأول لمخرجه في أمريكا، ويشكل " تجربة " جديدة له خارج وطنه الأصلي،  ويحكي فيه عن فتاة  شابة تبحث عن قيمة لمعني الحب ، من خلال رحلة لها  في ربوع أمريكا ،  تلتقي فيها بشخصيات غريبة ومتطرفة،  وتلعب بطولته مغنية الجاز الأمريكية  الصاعدة كالصاروخ نورا جونز، في أول بطولة لها في السينما، ويختتم المهرجان أعماله بعرض فيلم " عصر الظلمات " L AGE DES TENEBRESللمخرج الكندي دونيس اركاد ، الذي يواصل فيه تشريحه كما في فيلمه الأثير " غزوات بربرية "  لمجتمعات الاستهلاك الغربية التي فقدت الروح ، بحسه الفكاهي العالي المعتاد، وتهكمه الساخر،  وتتوزع  أعمال وفعاليات المهرجان علي المحاور التالية.

المسابقة الرسمية: الانحياز لسينما المؤلف

يشارك في مسابقة المهرجان الرسمية 21 فيلما، ينتمي بعضها لسينما المؤلف، أي لبعض المخرجين المخضرمين الكبار- العتاولة - الذين سبق لهم الفوز بجائزة " السعفة الذهبية " من قبل (  مثل المخرج الصربي أمير كوستاريكا، و المخرجون كوينتين ترانتينو، وجوس فان سانت ، والأخوين  جويل واثان كوين، من أمريكا ) بالإضافة إلي المخرج الكسندر سوخوروف من روسيا،  والمخرج بيلا طار من المجر، وغيرهم ، ولذلك سوف ترتفع حمي المنافسة بين تلك الأفلام الفنية الواعدة ،عكس تيار الفيلم التجاري الاستهلاكي الهوليوودي المهيمن،  ويشتد الصراع هذه المرة- نتمنى ذلك لمتعتنا ولمصلحتنا  - بين هؤلاء المخرجين الكبار،  للفوز بسعفة " كان " الذهبية, وليبارك الله "  كان "  إذن – كما يقول المخرج البريطاني الكبير ستيفن فرايرز رئيس لجنة تحكيم المهرجان الرسمية ، ثم يضيف:  " وليبارك الملكة أيضا  "  يقصد ملكة انجلترا ، التي يهتف الجميع بحياتها ، ويدعون  لها مع " كان " وبخاصة في عيد ميلاده الستين بطول العمر. وتضم قائمة المسابقة الأفلام التالية :

·         فيلم  AUF DER ANDEREN SWITE علي الطرف الآخر،  للمخرج الألماني من أصل تركي فاتح أكين

·         فيلم UNE VIEILLE MAITRESSE عاشقة مسنة ، للمخرجة الفرنسية كاترين بريا

·         فيلم NO COUNTRY FOR OLD MEN لا بلد للعجائز،  للأخوين جويل وايثان كوين من امريكا

·         فيلم ZODIAC  زودياك ، للمخرج الامريكي دافيد فنشر

·         فيلم  WE OWN THE NIGHTنحن نملك الليل ، للمخرج الامريكي جيمس جراي

·         فيلم LES CHANSONS D AMOUR أغاني الحب،  للمخرج الفرنسي كريستوف اونوريه

·         فيلم THE MOURNING FOREST غابة الحداد،  للمخرجة اليابانية ناعومي كواس

·         فيلم BREATH نفس،  للمخرج الكوري كيك كي دوك

·         فيلم  PROMISE ME THISأعدني بذلك،  للمخرج الصربي أمير كوستوريكا

·         فيلم SECRET SUNSHINE شروق شمس سري،  للمخرج الصيني لي شانج دونج

·         فيلم4 MONTHS 3 WEEKS 2 DAYS . 4 شهور و3 أسابيع ويومان،  للمخرج الروماني كريستيان مونجيو

·         فيلم TEHILIM ، للمخرج الاسرائيلي رفائيل ندجاري

·         فيلمSTELLET LICHT ، للمخرج المكسيكي كارلوس ريجادس

·         فيلم PERSEPOLIS برسوبوليس – الفيلم الاول لمخرجته الفرنسية من أصل إيراني مرجان سترابي والمخرج الفرنسي فانسان بارونو

·         فيلم LE SCAPHANDRE ET LE PAPILLONلباس الغطس والفراشة،  للمخرج الفرنسي جوليان شنابل

·         فيلم IMPORT EXPORT استيراد وتصدير، للمخرج النمساوي اولريش سيدل

·         فيلمALEXANDRA الكسندرا،  للمخرج الروسي الكسندر سوخوروف

·         فيلم DEATH PROOFعلامة الموت ، للمخرج الامريكي كوينتين ترانتينو

·         فيلم  A MAN FROM LONDONرجل من لندن،  للمخرج المجري بيلا طار

·         فيلم PARANOID PARKمنتزه بارانويد،  للمخرج الامريكي جوس فان سانت

·         فيلم IZGNANIE النفي،  للمخرج الروسي اندريه زفياجينتسيف

مايكل مور خارج المسابقة

ويعرض المهرجان خارج المسابقة الرسمية الأفلام التالية:

·         فيلم SICKOسيكو للمخرج الامريكي مايكل مور، الذي يعرض فيه للنظام الصحي في امريكا

·         فيلم OCEAN STHIRTEENاوشان 13 للمخرج الامريكي ستيفن سوديربيرغ. روائي بطولة جورج كلوني وبراد بيت ومات ديمون وآل باتشينو

·         فيلمA MIGHTY HEART قلب قوي،  للمخرج البريطاني مايكل ونتربوتوم..

·         وفي قسم " عروض منتصف الليل "  يعرض :

·         فيلم BOARDING GATEبوابة الركوب للمخرج الفرنسي اوليفييه الساياس

·         فيلمGO GO TALES للامريكي آبيل فيرارا

·         فيلم U2 3D . تسجيلي . عن فرقة  يو 2 الانجليزية لموسيقي الروك، للمخرجين كاترين اوينز ومارك بيلنجتون

·         وفي  قسم "عروض خاصة " يقدم :

·         فيلمTHE WAR  الحرب. تسجيلي . للمخرجين كين بيرنز ولين نوفيك.

·         فيلم 11 th HOURالساعة الحادية عشرة. تسجيلي .  للمخرجين ليلي كونورز بيترسين وناديا كونورز.

·         فيلمRETOUR EN NORMANDIE  العودة الي نورماندي. تسجيلي. للمخرج الفرنسي نيكولا فيليبير.

·         فيلم HE FENGMINGوقائع امرأة صينية،  للمخرج الصيني وانج بينج.

كما يعرض المهرجان كذلك ضمن قائمة الاختيار الرسمي 17 فيلما جديدا في تظاهرة " نظرة ما " UN CERTAIN REGARDعلي هامش المسابقة الرسمية،  وتشتمل تلك التظاهرة علي أكبر عدد من الأفلام الأولي لمخرجيها الذين يلجون باب السينما الروائية الطويلة لأول مرة، ويمثلون " حداثة " السينما في القرن الواحد والعشرين، ويمنحون بأفلامهم دفقة حياة جديدة لذلك المهرجان الذي لن يهرم أبدا ولن يشيخ،  طالما بقي منفتحا علي تجارب السينما الفن، التي تتواصل بإبداعاتها وابتكاراتها مع عصرنا ، وتعمل علي تطوير فن السينما من داخله،  ليكون مرآة لواقعنا، وأداة تفكير في تناقضات مجتمعاتنا الإنسانية..

شاهين وإيليا سليمان في فيلم عيد الميلاد

في إطار التظاهرة او الاحتفالية الخاصة بمرور ستين عاما علي تأسيس المهرجان، يعرض " كان " فيلما طويلاTO EACH HIS OWN CINEMA  اشرف علي إنتاجه الرئيس جيل جاكوب بنفسه، ليحكي فيه 35 مخرجا من 25 دولة عن علاقتهم بصالة العرض او قاعة السينما، كل بالطريقة التي تعجبه، و بشرط ألا تتجاوز مدة عرض الفيلم أو بالاحري " الاسكتش "  أكثر من ثلاث دقائق، ويشارك في فيلم عيد ميلاد " كان " الستيني مجموعة كبيرة من أعظم وأشهر المخرجين في العالم ، من ضمنهم مخرجنا العربي الكبير يوسف شاهين،  والبريطاني كين لوش واليوناني ثيو انجلوبولس والفرنسي كلود ليلوش  والايطالي ناني موريتي والدانمركي لارس فون تراير والتيواني هو سياو سين والروسي اندريه كونشالوفسكي والالماني فيم فندرز والبرازيلي والتر ساليس والصيني زانج ييمو والفرنسي رومان بولانسكي والبرتغالي مانويل دو اوليفييرا والسويدي بيل اوجست والنيوزيلندية جين كامبيون  والياباني تاكيشي كيتانو والكندي آتوم اجويان والاخوين البلجيكيين جان بيير و لوك داردن،  والفرنسي ريمون دو باردون والفلسطيني إيليا سليمان والاسرائيلي آموس جيتاي والايراني عباس كيارستمي وغيرهم. كما ينظم المهرجان بمناسبة ذلك الاحتفال تظاهرة خاصة لتكريم نجم  السينما الأمريكية والعالمية الراحل الممثل الكبير هنري فوندا، بحضور ابنته الممثلة الامريكية القديرة جين فوندا، ويكرم المهرجان ايضا علي هامش الاحتفالية الممثلة البريطانية جين بيركين ويعرض لها فيلم " صناديق "BOXES  والمخرج الفرنسي كلود ليلوش ويعرض له فيلم جديد من إنتاجه بعنوان " رواية المحطة " ROMAN DE GAREوالمخرج الايطالي ايرمانو اولمي ويعرض له فيلم CENTOCHIODI والمخرج الالماني فولكر شلندورف ويعرض له فيلم OLZHAN   اولزهان..

مارلون براندو في "كلاسيكيات كان"

كما يعرض المهرجان في تظاهرة " كلاسيكيات كان " ويبدو ان تلك الوليمة السينمائية العرمرم يا الهي لن تجعلنا في " كان " ننام ابدا او نتذوق طعم الراحة ، ويالها من متعة حقا ، يعرض اربعة افلام تسجيلية تسلط الضوء كما في افلام تلك التظاهرة دوما ، علي حياة أشهر الفنانين السينمائيين من ممثلين ومخرجين وفنيين ،  أي هؤلاء الذين وضعوا بصمتهم علي تاريخ وتطور الفن وصناعة السينما  في العالم، من ضمنها فيلم بعنوان " براندو " BRANDO ساعتان و45 دقيقة للمخرجة الامريكية ميمي فريدمان وفيلم عن المخرج الفرنسي مويس بيالا،  وفيلم ثالث عن المخرج البريطاني لندساي اندرسون،  وفيلم رابع عن المخرج الفرنسي بيير ريسينيه، وتنضم تلك التظاهرة الي حساب " كان " في منحي التعريف بالتراث السينمائي العالمي، والاضافات التي تحققت علي يد هؤلاء الفنانين السينمائيين الكبار وإضافاتهم الغنية الباهرة الي فن السينما .ذلك الفن  الذي دخل حياتنا من أوسع باب،  وشكل وجداننا وذاكرتنا ، وصارت أفلامه العظيمة عربية وأجنبية ياسادة  قطعة منا، قطعة  نحملها معنا اينما ذهبنا في ترحالنا تحت بوابات العالم ..

سكورسيزي في درس السينما

يقدم درس السينما في الدورة الستين المخرج الامريكي الكبير مارتين سكورسيزي فيحكي في الدرس عن علاقته بفن السينما،  ويلخص كما فعل شاهين في حصة  بدورة سابقة، يلخص تجارب مشواره  الفني السينمائي الطويل،  وكان سكوسيزي كما هو معروف حصل علي جائزة السعفة الذهبية في مهرجان " كان " عام 1976 بفيلمه التحفة " سائق التاكسي " الذي اطلق نجومية  روبير دونيرو في العالم بعبارته المشهورة وهو يتحدث الي نفسه في المرآة :  " هل تكلمني ياهذا ؟  والبقية تعرفونها. وسيينتهز سكورسيزي فرصة حضوره الي المهرجان للاعلان عن تأسيس مؤسسة السينما العالمية التي ستجعل مهمتها ترميم كلاسيكيات السينما العالمية والحفاظ عليها من الاندثار والضياع، اذ ان تلك الافلام الكلاسيكية تعتبر شاهدا علي تاريخنا وحياتنا، وجزءا لا يتجزأ من تراتثنا الفني الانساني لنا ولاولادنا من بعدنا، ولكل العصور.كما يقدم درس الممثل سيرجيو كاستليتو من ايطاليا ودرس الموسيقي  هوارد شور بحضور المخرج الكندي دافيد كروننبيرغ، وينظم المهرجان احتفالا موسيقيا كبيرا في الهواء الطلق علي شاطييء مدينة كان يقدم فيه مجموعة من اشهر موسيقي الافلام التي عرضت في المهرجان عبر تاريخه الطويل تجعلنا نحلم مع النسمات القادمة في كان مع موج البحر ، نحلم ونطير في ذلك الكوكب الساطع المنير، الذي تدور فيه عجلة السينما حتي  مطلع الفجر..

البريطاني ستيفن فرايرز يترأس لجنة التحكيم

يعقد مهرجان " كان " الي جانب مسابقة المهرجان الرسمية للافلام الروائية الطويلة ، اربع مسابقات اخري مهمة هي مسابقة " الكاميرا الذهبية " وتتنافس فيهاالافلام الاولي لمخرجيها في جميع اقسام المهرجان بالاضافة الي الافلام الاولي في التظاهرات الموازية الاخري في " كان " – تظاهرة " نصف شهر المخرجين " وتظاهرة " أسبوع النقاد " التي لم يتم الاعلان عن الافلام المشاركة فيهما بعد ، ويترأس لجنة تحكيم " الكاميرا الذهبية " المخرج الروسي بافل لونجين ..

ومسابقة الفيلم القصير بمشاركة 11 فيلما ، ومسابقة  " سيني فونداسيون " التي تعرض افضل نماذج الفيلم القصير من انتاج طلبة المعاهد السينمائية في العالم وتجعلها تتنافس ( 16 فيلما ) في ما بينها ، ويخصص لهما المهرجان لجنة تحكيم واحدة يترأسها المخرج الصيني جيا زانج، ومسابقة  تظاهرة " نظرة ما "  17 فيلما وتترأس لجنة تحكيمها المخرجة الفرنسية باسكال فيران.

ويترأس لجنة تحكيم مسابقة المهرجان الرسمية  للفيلم الروائي الطويل المخرج البريطاني الكبير ستيفن فرايرز بمشاركة الممثلة ماجي شونج من الصين والممثلة توني كوليت من استراليا والمخرجة الممثلة ماريا دو ميديروس من البرتغال والممثلة الكندية سارة بولي والمخرج الايطالي الكبير ماركو بيلوكيو والكاتب الروائي التركي اورهان باموك الحاصل علي جائزة نوبل في الادب والممثل الفرنسي القدير ميشيل بيكولي والمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو.

لبنان يمثل السينما العربية في القرية العالمية

تحضر السينما العربية في " كان " الستين من خلال تظاهرة " كل سينمات العالم " التي تعقد في قرية السينما داخل خيمة كبيرة علي شاطئ البحر بالقرب من قصر المهرجان وتخصص يوما كاملا- يوم الاثنين 21 مايو-  لعرض نماذج من أفلام  السينما اللبنانية الجديدة  التي تعكس " طفرة " سينمائية بارزة علي الرغم من المعاناة  التي يعيشها لبنان وأهله ، غير أن  تلك المعاناة لم تكن أبدا معوقا ، بل كانت في ظننا محفزا لخلق سينما جديدة متوهجة،  وظهور مخرجين فنانين سينمائيين جدد من أمثال المخرجة اللبنانية دانيال عربيد ، و المخرجين خليل جورجي وزوجته جوانا حاجي وغيرهم،  وهم جميعهم يساهمون  في تشكيل حساسية سينمائية عربية جديدة ، تتواصل بحيوية فائقة مع أعمال وتجارب السينما الجديدة في العالم. ويعرض " كان " في القرية العالمية أيضا  لسينمات عدة دول افريقية،  والهند وبولندا وكولومبيا وسلوفينيا الي جانب لبنان..

والجدير بالذكر أن  اللبنانيين خليل جورجي وجوانا حاجي يشاركان في  " ورشة كان " L ATELIER بمشروع فيلمهما الروائي الثالث بعنوان " لا أستطيع العودة إلي الوطن " من ضمن 15 مشروعا تم اختيارها بمعرفة إدارة المهرجان من أنحاء العالم،  ودعوة أصحابها لحضوره ، ومساعدتهم في عرض مشروعاتهم علي المنتجين المتواجدين في المهرجان، للمشاركة في تمويلها..

 ويشارك في الورشة المذكورة مخرجان من المغرب هما هشام فلاح وشريف تريباك بمشروع  لفيلمهما الروائي الطويل الأول بعنوان " بين الأقواس " وكنا شاهدنا لهما فيلما قصيرا بديعا بعنوان " شرفة علي المحيط " كشف عن موهبة سينمائية حقيقية، تحتاج الي كل دعم وتشجيع. والجميل ان يكتشف كان جمهورية السينما تلك المواهب، ويلمعها، ويساعدها علي انجاز وصنع أفلامها.وسوف نعرض قريبا هنا للأفلام المشاركة في تظاهرتي " نصف شهر المخرجين " و " أسبوع النقاد "  علي هامش المهرجان الرسمي عند الإعلان عنها، وكذلك لبعض الأفلام العربية التي قد تشارك في سوق الفيلمLE MRCHE DU FILM في كان  الذي يقام هذا العام خلال فترة انعقاد المهرجان بمشاركة 3000 شركة سينمائية من 80 دولة من أنحاء العالم..

القبس الكويتية في

23.04.2007

 
 

غياب عربى بارز فى الدورة الستين لمهرجان كان

باريس- هدى ابراهيم

تغيب الأفلام العربية هذا العام عن المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائى الستين وكذلك عن تظاهرة نظرة خاصة للمهرجان، فى حين يشارك عدد من اللبنانيين فى تظاهرات أخرى موازية وأبرزها تظاهرة أسبوعا المخرجين".

ويشارك فيلمان لبنانيان لمخرجتين شابتين فى تظاهرة أسبوعا المخرجين فى إطار مهرجان كان الذى ينطلق فى السادس عشر من ايار/مايو المقبل.

وتركز هذه التظاهرة، التى تعرضت فى الفترة الماضية لانتقادات نتيجة انخفاض مستوى عروضها، على أفلام الشباب وأفلام المرأة وعلى التجارب الجديدة فى مجال الفن السابع.

وينتظر أن تقدم هذه التظاهرة فى 19 ايار/مايو الفيلم الروائى الثانى للمخرجة دانييل عربيد وعنوانه "رجل ضائع" ويصور مغامرات مصور صحافى فرنسى فى ليالى بيروت وعمان على خلفية قصة صداقة بين رجلين. ويؤدى دور المصور توماس داغاتا فى الفيلم الممثل ملفين بوبو كما تؤدى دارينا الجندى دور بطولة فيه. وكان فيلم دانييل عربيد الاول "معارك حب" شارك فى مهرجان كان فى نفس التظاهرة قبل ثلاث سنوات.

أما الفيلم اللبنانى الثانى فهو أول عمل روائى طويل للمخرجة نادين لبكى الآتية إلى السينما من عالم اخراج الفيديو- كليب حيث اشتهرت بإخراجها لكليبات نانسى عجرم وماجدة الرومى ويورى مرقدى لكنها أعلنت دائما أن طموحها هو الأعمال السينمائية.

ويحمل الفيلم عنوان "سكر بنات" وهو يتناول حياة سيدات لبنانيات آتيات من خلفيات اجتماعية مختلفة وتعملن جميعا فى صالون تجميل.

وأرادت المخرجة كما أن يكون فيلمها مرآة للمجتمع اللبناني، وسيخوض هذا الفيلم السباق فى كان على جائزة الكاميرا الذهبية باعتباره العمل الأول للمخرجة.

ووضعت نادين لبكى سيناريو فيلمها بالتعاون مع كل من جهاد حجيلى ورودنى الحداد، وهى تؤدى دورا تمثيليا فيه وسبق أن ظهرت فى دور بطولة فى فيلم بوسطة لفيليب عرقتنجي.

أما فيلم فى انتظار بيروت للشاب اللبنانى شادى زين الدين، وهو العمل الروائى الطويل الأول له فقد تأخر انجازه ما حرمه من الحضور الفعلى فى مهرجان كان. ومن المتوقع أن يعرض هذا الفيلم فى تظاهرة سينما الجنوب على هامش المهرجان.

ويأمل المخرج أن يتيح ذلك للمسؤولين على المهرجانات الدولية أن يختاروا فيلمه لتظاهرات أخرى مثل مهرجان البندقية.

واختارت تظاهرة كل سينمات العالم الحديثة العهد يوم 21 ايار/مايو لعرض أفلام روائية من لبنان فى القرية السينمائية بعدما استضافت السينما التونسية العام الماضي.

وسيتم عرض عدد من الأفلام الروائية اللبنانية بينها أفلام لغسان سلهب ورندى شهال وميشال كمون واسد فولدكار.

وسيكون لبنان حاضرا فى سوق المهرجان الذى يعتبر أكبر سوق للفيلم فى العالم فى جناح خاص بجانب أجنحة لعرب آخرين من تونس والمغرب ومصر.

كما سيكون لبنان حاضرا فى ورشة العمل السينمائى التى تنظمها مؤسسة سينى فونداسيون التى اختارت 15 عملا من 15 بلدا مختلفا لتقديم المساعدة للمخرجين حول كيفية توضيب عملية انتاج فيلم سينمائى وانجازه.

وقد تم اختيار مشروع فيلم الثنائى جوانا حجى توما وخليل جريج الذى يحمل عنوان "لا استطيع العودة إلى منزلى من لبنان حول موضوع الحرب التى عالجها فى الفترة الأخيرة كثير من السينمائيين اللبنانيين الشباب.

واختارت الورشة من بين البلدان العربية الأخرى مشروع كل من شريف تريباك وهشام فلاح الذى يحمل عنوان بين هلالين من المغرب.

ويعتبر الشباب اللبنانى والمغربى اليوم من انشط العاملين على انجاز الافلام واكثرهم حيوية فى العالم العربى خاصة على مستوى الفيلم القصير.

وفى ورشة عمل أخرى مع الاتحاد الاوروبى ومؤسسة ميديترانيين فيلمز كروسينغ بوردرز التى تنشط فى اطار برنامج ميدا 2 للمساعدة على انتاج الفيلم المتوسطى سيتم استضافة مشروع فيلم الفلسطينى مارون نصار لورشة تدريبية تستغرق ثلاثة ايام خلال مهرجان كان.

ويحمل السيناريو الذى وضعه نصار عنوان فيا دولوروزا ويرصد فيه بالاستناد إلى آلام المسيح علاقة الفلسطينيين من عرب 1948 الذين فرضت عليهم الجنسية الاسرائيلية بالعرب الآخرين من خلال قصة شابين يلتقيان فى باريس.

ومارون نصار هو ابن الناصرة ودرس فى حيفا وباريس وتل ابيب وانجز من قبل فيلما وثائقيا كما قام بعدد من الادوار التمثيلية الصغيرة.

وبما أن مهرجان كان السينمائى سيحتفل فى دورته المقبلة بذكراه الستين فهو سيعرض 35 فيلما قصيرا انجزها عدد من المخرجين الكبار ممن واظبوا على عرض افلامهم واحياء المهرجان فى السنوات ال15 الماضية.

وجاء بعض هذه الأعمال التى يستغرق كل منها ثلاث دقائق جماعيا والآخر فرديا ويشارك من العرب فى هذه التظاهرة كل من ايليا سليمان ويوسف شاهين.

ويشارك أيضا الايرانى عباس كياروستامى والاسرائيلى عاموس غيتاى بينما يعطى درس السينما التقليدى هذا العام مارتن سكورسيزي.

وسيرأس لجنة التحكيم للمسابقة الرسمية لمهرجان كان هذا العام المخرج البريطانى ستيفن فريرز بمشاركة الممثلة الصينية ماغى شانغ والمخرج الايطالى ماركو بللوكيو والكاتب التركى اورهان باموك والممثل الفرنسى ميشال بيكولى والمخرج الموريتانى عبد الرحمن سيساكو إلى آخرين.

العرب أنلاين في

24.04.2007

 
 

فرنسا تكرم ترؤسه محكّمي «كان» بعرض فيلمه التلفزيوني «الصفقة»...

ستيفن فريرز: الشاشة الصغيرة للتوغل في كواليس السلطة

إبراهيم العريس

ستيفن فريرز، المخرج الإنكليزي الذي أوصل السينما السياسية إلى أرفع مستوياتها العام الماضي مع فيلمه «الملكة»، هو خلال الأسابيع المقبلة، نجم السينما الجادة في العالم، وتحديداً من خلال رئاسته لجنة تحكيم المسابقة الرسمية في دورة هذا العام الستينية من مهرجان «كان». منذ الآن بدأت الصحافة الفرنسية تفرد له صفحاتها وأعمدتها حتى وان كان الأمر لم يثر اهتمام الصحافة الإنكليزية المتخصصة التي فضلت، بدلاً من التركيز على فريرز، ان تشكو من الغياب شبه الكلي للسينما الإنكليزية عن المهرجان. وفريرز يبدو مرتاحاً لهذا التكريم والاهتمام الفرنسيين، اذ انهما يتوجان عودته الصاخبة الى السينما الانكليزية في العام الماضي بـ «الملكة» الذي روى، بأسلوب حاذق وبفضل سيناريو مميز كتبه بيتر مورغان، حكاية الأسبوع الذي تلى مقتل الأميرة ديانا، من داخل كواليس السلطة العليا، أي من خلال اللقاء والمجابهة بين الملكة اليزابيث الثانية ورئيس حكومتها طوني بلير الذي كان وصل إلى السلطة حديثاً. وبالتحديد عبر «صفقة سرية» عقدها مع منافسه في حزب العمال غوردن براون.

وكأن هذا كله لا يكفي فرنسا لإشباع فريرز تكريماً، إذ عرضت قناة «آرتي» الفرنسية – الألمانية، مساء أمس الثلثاء، فيلماً تلفزيونياً – هذه المرة – من إخراج ستيفن فريرز، عنوانه «الصفقة». وهذا الفيلم، وإن كان تلفزيونياً، فيما «الملكة» سينمائي، يعتبر مستكملاً لهذا الأخير، من الناحية السياسية، حتى وان كانت أحداثه، تاريخياً، تسبق أحداث «الملكة».

والقاسم الأساس المشترك بين العملين هو طوني بلير، ذلك أن «الصفقة» التي جعلها ستيفن فريرز، وكاتبه مورغان، موضوعاً للفيلم التلفزيوني وعنواناً له، هي بالتحديد تلك التي عقدت بين بلير وبراون في أيار (مايو) 1994، على أثر موت جون سميث زعيم حزب العمال البريطاني. يومها كان نجم السياسي الشاب غوردن براون ساطعاً، وبالكاد كان أحد يتوقع ان تؤول زعامة الحـزب إلى طوني بلير. لكن هذا الأخيـر عرف كيف يلعب لعبتـه إذ قرر ان يكون هو، لا غوردن، الخليفة الطبيعي لسميث. فما الذي فعله؟ بكل بساطة دعا غوردن براون إلى العشاء في مطعم «غرانيتا» اللندني الشهير.

طبعاً لم يعرف أحد تفاصيل الحديث الذي دار بين بلير وبراون خلال ذلك العشاء. لكن كل المعنيين، وغير المعنيين، يعرفون أن النتيجة كانت إقناع بلير براون بأن يتخلى له عن زعامة الحزب، وبالتالي عن رئاسة الحكومة العتيدة في حال فوز حزب العمال في الانتخابات المقبلة. وفي مقابل ذلك يعيّن طوني بلير، خصمه الذي صار حليفه منذ ذلك الحين، ولكن ليس لفترة طويلة مقبلة من الزمن كما قالت لنا الأحداث السياسية التالية، وزيراً للمال.

كانت تلك هي الصفقة إذاً، الصفقة التي أعادت ستيفن فريرز، في سنة 2003، إلى السياسة البريطانية، بل حتى إلى التلفزة البريطانية. إذ نعرف أن فريرز حقق هذا الفيلم المتلفز في ذلك الحين، ليعرض في العام نفسه ويثير ضجة كبيرة في بلاد الإنكليز، بالنظر إلى أن الفيلم لم يقدم، فقط الحدث السياسي كما هو معروف تاريخياً، بل افترض انه يعرف تفاصيل الحوار الذي دار على مائدة العشاء الفاخر بين الرجلين، ثم راح خلال الساعة وربع الساعة اللذين يستغرقهما عرضه، محاولاً سبر أغوار ردود فعل كل من الرجلين... فالحال أنه إضافة إلى الطابع السياسي الخالص للفيلم، حرص ستيفن فريرز، وساعده في ذلك السيناريو الرائع الذي كتبه بيتر مورغان، على ان يسير على نهجه المعهود في تعامله مع شخصيات أعماله: عبر التركيز على الطابع الإنساني والدرامي للشخصية وردود فعلها على الحدث في بعد جواني ندر أن كان من نصيب شخصيات سياسية حين تصور – روائياً – على الشاشة، كبيرة كانت أم صغيرة.

من هنا أتى غريباً فيلم «الصفقة» الذي قام فيه دافيد موريسي بدور غوردن براون ومايكل شين بدور طوني بلير (وليس ترتيب الاسمين بهذا الشكل صدفة هنا، إذ إن الفيلم اهتم بشخصية براون أكثر من اهتمامه بشخصية بلير، ودائماً انطلاقاً من توق فريرز الدائم لتصوير الخاسرين أكثر من تصوير الرابحين). إذاً في الفيلم الذي حققه قبل «الملكة» بسنوات، قدم فريرز، لجمهور التلفزة فيلماً أساسياً وعميقاً، لعل أهمية العودة إلى عرضه الآن، في فرنسا وغيرها، تنبع من واقع يستكمل الحكاية، لكنه لم يكن قائماً حين تصوير الفيلم: واقع ان براون الذي كف ذات يوم عن ان يكون حليف بلير، هو الذي يستعد الآن لإبعاده من الساحة السياسية ومن زعامة حزب العمال... فهل يكون هذا «الثأر» موضوعاً لعمل جديد لستيفن فريرز، يستكمل به ثلاثية فنية نادرة، وتؤشر لتوجهات جديدة في علاقة الفن بالسياسة؟

ربما يجيب ستيفن بلير على هذا السؤال خلال مهرجان «كان» المقبل حين يُسأل عن جديده. وفي انتظار ذلك هل يكون كثيراً ان نتمنى لو يعرض هذا الشريط على محطات عربية، لعل المتفرجين يشاهدون كيف ترسم السياسات وكيف تتم الصفقات، وكيف يمكن للفن أن يساهم في فضح هذا كله؟

الحياة اللندنية في

25.04.2007

 
 

مهرجان «كان» يبدأ شباباً جديداً في الذكرى الستين لولادته...

الكبار يتبارون في المسابقة الرسمية والقضايا الشائكة في الانتظار

ابراهيم العريس

كانت أغنية الستينات الأميركية تقول: «القاضي يقاضينا، ولكن من ذا الذي يقاضي القاضي؟».

في دورة مهرجان «كان» لهذا العام عدد كبير من أبرز المخرجين في العالم، وكثر منهم في التظاهرة الأساسية: أي المسابقة الرسمية. فليس امراً يحدث كل يوم ان يحتفل مهرجان من وزن «كان» بالذكرى الستين لتأسيسه. و «كان» اعتاد في كل ذكرى ذات رقم من هذا النوع ان يجعل دورته استثنائية، وهذه الدورة، بالمعلن من افلامها على الأقل دورة استثنائية على غير صعيد. ولكن تبقى مشاركة اسماء مثال كوينتن تارانتينو وغاس فان سانت ووونغ كارواي والأخوين كون وديني آركان وإمير كوستوريتسا في دورة واحدة وفي مسابقة واحدة، بالنسبة الى معظمهم، أمراً لافتاً و «تاريخياً»، خصوصاً اذا تذكرنا ان ثلاثة من كبار المتسابقين هذا العام، كانوا رؤساء لجان تحكيم في أعوام فائتة. اذاً... ها هو القاضي يقاضى، وها هو المخرج الإنكليزي ستيفن فريرز يلعب دور «قاضي القضاة»... وتحديداً في دورة تخلو من أي تسابق انكليزي... بل من أي فيلم انكليزي إن نحن استثنينا «قلب قوي» لمايكل وينتربوتوم، عن اغتيال المتطرفين الباكستانيين الصحافي دانيال بيرل. وهذا الفيلم لن يعرض، على أي حال، في المسابقة الرسمية.

صاروا مخضرمين

ستيفن فريرز لن يكون وحده في لجنة التحكيم، طبعاً، هناك الى جانبه اسماء كبيرة من ماغي شونغ الى ماريا دي ميديروس، ومن طوني كوليت الى ماركو بيلوكيو وميشال بيكولي، وصولاً الى صاحب جائزة نوبل الأدبية للعام الأخير أورهان باموك... لجنة تحكيم جديرة بما هو معروض وبأصحاب الأفلام المتسابقة، من الذين كانوا الى سنوات ابناء «كان» وها هم اليوم يكادون ان يصبحوا مخضرميه، حتى وإن كان ثمة بين المتسابقين ثلاثة عشر مخرجاً لم يسبق لأي منهم ان خاض المباراة الأسمى في عالم المهرجانات السينمائية. ومن بين هؤلاء دافيد فينشر وفيلمه المنتظر اكثر من أي فيلم آخر، «زودياك» الذي تبدأ عروضه العالمية بعد يومين من افتتاح المهرجان. فينشر الذي يعتبر كل فيلم جديد له، عادة، حدثاً سينمائياً كبيراً، منذ تحفته القاسية والمرعبة «سبعة»، يعود هنا الى حكاية السفاحين، وذلك من خلال اعادة رسم حكاية قاتل حقيقي روع لوس انجليس في الستينات والسبعينات من القرن العشرين. «زودياك» ينتظره كثر، ويراهن كثر منهم منذ الآن، على انه لن يخرج خالي الوفاض، لكن عليه قبل ذلك ان ينافس وونغ كارواي في اول فيلم يحققه هذا الأخير بعيداً من مداره الصيني المعتاد والحميم. ذلك ان صاحب «في مزاج الحب» يحكي في فيلمه الجديد «ليالي بلوبيري» (فيلم الافتتاح) حكاية اميركية عن صبية تقوم برحلة عبر القارة تبحث فيها عن نفسها لكنها تلتقي في طريقها شخصيات تخرج عن المألوف.

ولعل الشخصيات الخارجة عن المألوف، ستكون الشيء الأكثر ألفة في ستينية «كان»، ولكن عبر كاميرا مخرجين يتمتع كل منهم بموهبة غير مألوفة. موهبة تنتمي الى النوع الذي يعيد اختراع السينما مرة أخرى في كل فيلم جديد. فهناك الألماني، التركي الأصل، فاتح أكين، الذي كان سبق له ان «زار» كان... ولكن في فيلم تسجيلي عن الموسيقى والرقص في اسطنبول. آكين يأتي هذه المرة مع روائيه الطويل «من الجانب الآخر» آملاً منه ان يربحه في «كان» كما سبق له ان ربح في برلين قبل سنوات. وأمير كوستوريتسا يحمل الى «كان» هذه المرة فيلمه الجديد «عدني بهذا» آملاً ان يحقق مأثرة لم يحققها مخرج من قبله: ان يفوز بجائزة اساسية (لم ليس السعفة الذهبية) للمرة الرابعة. والشيء نفسه يمكن ان يقال عن الأخوين كون اللذين يعودان للتسابق بعد غياب سنوات، عن كل المهرجانات... وهذه المرة بفيلم غريب عنوانه «لا وطن للرجل العجوز». اما الكندي – من كويبك – ديني آركان فإنه يأتي مع جديده «عصر الظلمات» محاولاً «الثأر» من غاس فان سانت، الذي لولا وجوده مع تحفته «فيل» قبل ثلاثة أعوام (حاصداً بها «السعفة الذهبية») لما كان من شأن آركان ان يكتفي بالجائزة الثانية عن «الفروات البربرية». مهما يكن فإن آركان يلعب هذه المرة، كعادته، دور اللامبالي ويقول انه انما يأتي الى «كان» ليصرخ في وجه عالم يزداد تخلفاً وغباء. أما فان سانت، فإنه يدنو مرة اخرى من قضايا الشبيبة الأميركية في فيلمه الجديد «حديقة الرهاب»، حيث – بعدما زار شبيبة اطلاق النار في المدارس في «الفيل»، وزار انتحار كورت كوبان في «آخر الايام»، والفيلمان لفتا الانظار في «كان» – يعود الى الشبيبة ولكن من خلال قتل شاب من مستخدمي الروليت، حارس حديقة بالغلط.

غائبة - حاضرة

واضح حتى الآن، ان الغائب اللافت هو السياسة... لكنها لن تغيب تماماً، بل ستحضر مواربة من خلال افلام عدة، ولكن بشكل غير موارب ايضاً من خلال ألكسندر سوكوروف، الذي سبق له ان عرض في «كان» بعض آخر افلامه وأجملها بما فيها جزءان من ثلاثية اصحاب السلطة (واحد مخصص لهتلر والثاني للينين) اضافة الى فيلمه الغريب والرائع «السفينة الروسية» الذي صوّر تاريخ روسيا وربما جزءاً من تاريخ أوروبا» في لقطة واحدة استغرقت الفيلم كله (تسعين دقيقة). في «ألكسندرا» هذه المرة يدنو سوكوروف من القضية الشيشانية. كيف؟ لننتظر ونر... روسي آخر، لم يعد مجهولاً منذ اول فيلم عرف له في الغرب، وهو «العودة» الذي فاز بأسد البندقية الذهبي قبل أعوام، يحضر في «كان» متسابقاً، وهو اندريه زياغنتسيف، وعنوان فيلمه «العقاب»... والعقاب فيلم يقول كثر انه يمكن المراهنة عليه منذ الآن. وكذلك الحال مع فيلم «لنا الليل» لجيمس غراي الذي كان سبق ان أدهش اهل المهرجان قبل عقد تقريباً بفيلم «الياردات». مرة اخرى في فيلمه الجديد، يطرح غراي، كما يبدو، اسئلته على المجتمع الأميركي... ولكن في المقابل لن يكون من السهل تلمس أية اجابات، ولا حتى لدى مايكل مور، مخضرم الصراع ضد بوش وربما ضد الإدارة الأميركية ككل. مور، الذي لم يقبل فيلمه في المسابقة الرسمية هذه المرة، يعود في وثائقي، يريد منه أن يثير صخباً كالعادة، يتحدث حول الأوضاع الصحية الأميركية واستهتار الإدارة بها. والسؤال هنا: هل ثمة حقاً من سيريد ان يهتم بمثل هذا الموضوع إذا نحينا جانباً غلاة المناهضين لبوش أو للعولمة؟ من المؤكد أن اطلالة مور على «كان» هذه المرة لن تكون في حجم إطلالتيه السابقتين، مرة بفيلم «بولنغ من اجل كولومباين» ومرة بفيلم «فهرنهايت 11/9». ولكن في المقابل، ومن خارج فيلمه الجديد، من المؤكد أن مور سيعرف كيف يجعل من نفسه «نجماً»، إن لم تكن نسيت حتى ذلك الحين، حكاية مأساة جامعة فرجينيا. ونحن نعرف أن «بولنغ من أجل كولومباين» لمور، والذي عرض في «كان» قبل سنوات يتناول الموضوع والكارثة انفسهما، وكان يعتبر مرجعاً في هذا الصدد، حتى عرض «فيل» غاس فان سانت وسحب البساط من تحت رجليه. اليوم إذ يحضر مور وفان سانت معاً في «كان» مؤكد ان صخباً ما، سيدور من حول علاقة فيلميهما المذكورين بالكارثة الجامعية الجديدة. وعلى الأرجح سيكون جورج دبليو هو الضحية المعلنة كالعادة.

لقد ذكرنا حتى الآن أبرز الأسماء التي ستعرض أفلام أصحابها في التظاهرة الأساسية في «كان» لكنها ليست كل الأسماء، حتى وإن كان في وسع الانكليز أن يغضبوا، والسينمائيين العرب أن ينتحبوا والايطاليين أن يصخبوا. في المقابل يمكن شرقيي آسيا أن يتفاخروا إذ يحضرون بنحو نصف دزينة من الأفلام (من كوريا والصين واليابان حيث ترسل نعومي كاوازي فيلمها الجديد «غابة موغاري» ما يضمن نفحة رعب حقيقية، تجعل رعب «شارا» فيلم كاوازي السابق لعبة أطفال)... ويمكن أن يتفاخر بعض سينمائيي أوروبا الشرقية، بالحضور الروسي، ولكن كذلك بحضور مجري (بيلا تار في جديده «رجل لندن») وروماني... لكن الفخر الأكبر سيكون بالتأكيد من نصيب الفرنسيين الذين يحضرون بقوة (أليس المهرجان فرنسياً ولا بد للعلم المثلث الألوان أن يكون حاضراً فيه)... ولكن من خلال مخرجي صف ثان، ربما ينقلهم «كان» الى الصف الأول (كاترين بريا في «عشيقة قديمة» الذي يتطلع إليه كثر على انه قد يؤمن لمسة جنسية بل إباحية في مهرجان لا تكثر الإباحيات فيه عادة!)، تماماً مثلما يأمل كثر منذ الآن بأن يؤمن لهم جديد كوينتن تارانتينو (برهان الموت) لمسة العنف المطلوبة لبعث الحياة في مهرجان، يبدو واضحاً ان الحياة لا تحتاج إلى من يبعثها حقاً فيه، حتى ولا الفيلم «الإيراني» الطريف المبنى على حكاية الشرائط المصورة «برسبوليس» التي كانت أثارت ضجة كبيرة حين أصدرتها صاحبتها مارجان ساترابي في كتاب.

لكل سينماه

حياة تؤمنها أفلام المسابقة، وأفلام خارج المسابقة، وأفلام تظاهرات موازية هامة، لعل أهمها بعد «المسابقة الرسمية» تظاهرة «نظرة ما» التي تقدم 17 فيلماً من بينها – وهذا رقم قياسي تاريخي – ثمانية أفلام هي الأولى لأصحابها الآتين من شتى البلدان والآفاق... وهي كلها أفلام سوف نعود إليها تباعاً، حتى وإن كان يمكننا ان نعلق منذ الآن حزننا – النسبي على أي حال – للغياب العربي التام عن هذه التظاهرات الأساسية. ونقول النسبي لأن ثمة، على أي حال، عزاء كبيراً يتمثل في الوجود اللبناني. في برامج سينمات العالم، ولكن أيضاً في تظاهرة «اسبوعي المخرجين» (راجع مكاناً آخر في هذه الصفحة)، ويتمثل بخاصة في مشاركة مخرجنا الكبير يوسف شاهين في الفيلم الجماعي الذي حقق تكريماً لستينية «كان» في عنوان «لكل سينماه»، حيث أعطى 35 من كبار مخرجي العالم، من بينهم شاهين والفلسطيني ايليا سليمان، ثلاثة دقائق لكل منهم يقول فيها نظرته إلى السينما أو إلى «كان» أو إلى الحياة. على الورق يبدو الشريط مزدحماً، لكن علينا ان ننتظر بعض الشيء قبل ان نحكم له أو عليه.

مهما يكن... لا بد لنا من ان ننتظر، حتى نحكم أيضاً على الدورة الجديدة من «كان»... إذ بدأ الآن، فقط، العد العكسي والمفاجآت – كبيرة أو صغيرة – لا تزال أمامنا.. أما ما ذكرناه حتى الآن فلا يمثل بالطبع، سوى نظرة أولى لدورة لن يقل ما يعرض فيها عن ثلاثمائة فيلم، وعدد الزوار عن عشرين ألفاً... علماً أن عدد البطاقات الصحافية التي وزعت لا يقل عن أربعة آلاف...

كما قلنا، ليس شيئاً قليلاً أن يحتفل مهرجان بستين ولادته. فالعام الستين يمكن أن يكون أيضاً بداية لشباب جديد أليس كذلك؟

الحياة اللندنية في

27.04.2007

 
 

فرنسا تكرم ترؤسه محكّمي «كان» بعرض فيلمه التلفزيوني «الصفقة»...

ستيفن فريرز: الشاشة الصغيرة للتوغل في كواليس السلطة

إبراهيم العريس

ستيفن فريرز، المخرج الإنكليزي الذي أوصل السينما السياسية إلى أرفع مستوياتها العام الماضي مع فيلمه «الملكة»، هو خلال الأسابيع المقبلة، نجم السينما الجادة في العالم، وتحديداً من خلال رئاسته لجنة تحكيم المسابقة الرسمية في دورة هذا العام الستينية من مهرجان «كان». منذ الآن بدأت الصحافة الفرنسية تفرد له صفحاتها وأعمدتها حتى وان كان الأمر لم يثر اهتمام الصحافة الإنكليزية المتخصصة التي فضلت، بدلاً من التركيز على فريرز، ان تشكو من الغياب شبه الكلي للسينما الإنكليزية عن المهرجان. وفريرز يبدو مرتاحاً لهذا التكريم والاهتمام الفرنسيين، اذ انهما يتوجان عودته الصاخبة الى السينما الانكليزية في العام الماضي بـ «الملكة» الذي روى، بأسلوب حاذق وبفضل سيناريو مميز كتبه بيتر مورغان، حكاية الأسبوع الذي تلى مقتل الأميرة ديانا، من داخل كواليس السلطة العليا، أي من خلال اللقاء والمجابهة بين الملكة اليزابيث الثانية ورئيس حكومتها طوني بلير الذي كان وصل إلى السلطة حديثاً. وبالتحديد عبر «صفقة سرية» عقدها مع منافسه في حزب العمال غوردن براون.

وكأن هذا كله لا يكفي فرنسا لإشباع فريرز تكريماً، إذ عرضت قناة «آرتي» الفرنسية – الألمانية، مساء أمس الثلثاء، فيلماً تلفزيونياً – هذه المرة – من إخراج ستيفن فريرز، عنوانه «الصفقة». وهذا الفيلم، وإن كان تلفزيونياً، فيما «الملكة» سينمائي، يعتبر مستكملاً لهذا الأخير، من الناحية السياسية، حتى وان كانت أحداثه، تاريخياً، تسبق أحداث «الملكة».

والقاسم الأساس المشترك بين العملين هو طوني بلير، ذلك أن «الصفقة» التي جعلها ستيفن فريرز، وكاتبه مورغان، موضوعاً للفيلم التلفزيوني وعنواناً له، هي بالتحديد تلك التي عقدت بين بلير وبراون في أيار (مايو) 1994، على أثر موت جون سميث زعيم حزب العمال البريطاني. يومها كان نجم السياسي الشاب غوردن براون ساطعاً، وبالكاد كان أحد يتوقع ان تؤول زعامة الحـزب إلى طوني بلير. لكن هذا الأخيـر عرف كيف يلعب لعبتـه إذ قرر ان يكون هو، لا غوردن، الخليفة الطبيعي لسميث. فما الذي فعله؟ بكل بساطة دعا غوردن براون إلى العشاء في مطعم «غرانيتا» اللندني الشهير.

طبعاً لم يعرف أحد تفاصيل الحديث الذي دار بين بلير وبراون خلال ذلك العشاء. لكن كل المعنيين، وغير المعنيين، يعرفون أن النتيجة كانت إقناع بلير براون بأن يتخلى له عن زعامة الحزب، وبالتالي عن رئاسة الحكومة العتيدة في حال فوز حزب العمال في الانتخابات المقبلة. وفي مقابل ذلك يعيّن طوني بلير، خصمه الذي صار حليفه منذ ذلك الحين، ولكن ليس لفترة طويلة مقبلة من الزمن كما قالت لنا الأحداث السياسية التالية، وزيراً للمال.

كانت تلك هي الصفقة إذاً، الصفقة التي أعادت ستيفن فريرز، في سنة 2003، إلى السياسة البريطانية، بل حتى إلى التلفزة البريطانية. إذ نعرف أن فريرز حقق هذا الفيلم المتلفز في ذلك الحين، ليعرض في العام نفسه ويثير ضجة كبيرة في بلاد الإنكليز، بالنظر إلى أن الفيلم لم يقدم، فقط الحدث السياسي كما هو معروف تاريخياً، بل افترض انه يعرف تفاصيل الحوار الذي دار على مائدة العشاء الفاخر بين الرجلين، ثم راح خلال الساعة وربع الساعة اللذين يستغرقهما عرضه، محاولاً سبر أغوار ردود فعل كل من الرجلين... فالحال أنه إضافة إلى الطابع السياسي الخالص للفيلم، حرص ستيفن فريرز، وساعده في ذلك السيناريو الرائع الذي كتبه بيتر مورغان، على ان يسير على نهجه المعهود في تعامله مع شخصيات أعماله: عبر التركيز على الطابع الإنساني والدرامي للشخصية وردود فعلها على الحدث في بعد جواني ندر أن كان من نصيب شخصيات سياسية حين تصور – روائياً – على الشاشة، كبيرة كانت أم صغيرة.

من هنا أتى غريباً فيلم «الصفقة» الذي قام فيه دافيد موريسي بدور غوردن براون ومايكل شين بدور طوني بلير (وليس ترتيب الاسمين بهذا الشكل صدفة هنا، إذ إن الفيلم اهتم بشخصية براون أكثر من اهتمامه بشخصية بلير، ودائماً انطلاقاً من توق فريرز الدائم لتصوير الخاسرين أكثر من تصوير الرابحين). إذاً في الفيلم الذي حققه قبل «الملكة» بسنوات، قدم فريرز، لجمهور التلفزة فيلماً أساسياً وعميقاً، لعل أهمية العودة إلى عرضه الآن، في فرنسا وغيرها، تنبع من واقع يستكمل الحكاية، لكنه لم يكن قائماً حين تصوير الفيلم: واقع ان براون الذي كف ذات يوم عن ان يكون حليف بلير، هو الذي يستعد الآن لإبعاده من الساحة السياسية ومن زعامة حزب العمال... فهل يكون هذا «الثأر» موضوعاً لعمل جديد لستيفن فريرز، يستكمل به ثلاثية فنية نادرة، وتؤشر لتوجهات جديدة في علاقة الفن بالسياسة؟

ربما يجيب ستيفن بلير على هذا السؤال خلال مهرجان «كان» المقبل حين يُسأل عن جديده. وفي انتظار ذلك هل يكون كثيراً ان نتمنى لو يعرض هذا الشريط على محطات عربية، لعل المتفرجين يشاهدون كيف ترسم السياسات وكيف تتم الصفقات، وكيف يمكن للفن أن يساهم في فضح هذا كله؟

الحياة اللندنية في

25.04.2007

 
 

عربيد ولبكي في «أسبوعي المخرجين» ولبنان في «كل سينمات العالم»...

سينمائيون يتسلحون بالكاميرا لإيصال معاناة وطنهم الى العالم

بيروت - فيكي حبيب

لأن السينما الكبيرة لا تولد إلا من رحم الأزمات، كان لا بد من أن يلمع نجم السينمائيين اللبنانيين الشباب، الذين لا يتوانون يوماً بعد يوم عن مفاجأتنا بأعمال أقل ما يقال عنها إنها ثبتت أقدام السينما اللبنانية على خريطة السينما العالمية. ففي وقت تعيش البلاد حال ركود سياسية، يعيش الفن السابع اللبناني ازدهاراً، ولو عبر ولادات قيصرية لأفلام تنال إعجاب الخارج قبل الداخل... افلام تفيد مرة أخرى بأن السينما اللبنانية بألف خير، طالما صنّاعها مواظبون على النهوض بهذا الفن في وطن يعج بحكايات جديرة بأن تروى.

ومع هذا، لم يعد خافياً على أحد حقل الألغام المزروع على طريق النهضة السينمائية في وقت يجرد فيه الفرد من أدنى حقوقه المدنية، فكيف بالأحرى إن كان الحديث عن الفنون وغياب الدعم الرسمي لها؟

من هنا مشاريع فنية كثيرة أجهضت في منتصف الطريق، ومشاريع أخفقت، وأخرى ظلت حبيسة الأدراج... قلة فقط حالفها الحظ وأبصرت النور، بعدما سلكت، من دون أدنى شك، درب الجلجلة، الذي لا بد من أن يسلكه أي فيلم صنع في لبنان.

أما «المفاجأة» فأتت هذه المرة مزدوجة. أولاً لأنها جاءت من المهرجان الأعرق في تاريخ السينما العالمية، مهرجان «كان» الذي يفتح أبوابه لسينمات العالم كلها بعد أيام. وثانياً بتوقيتها السياسي. ففي حين يمكن وصف الوضع اللبناني اليوم بـ «راوح مكانك»، يأتي اختيار فيلمي دانيال عربيد ونادين لبكي في تظاهرة «أسبوعا المخرجين» التي تقام بموازاة المسابقة الرسمية، ليمثل نوعاً من تمرد الشباب على حال الجمود السياسي، من خلال حركة سينمائية ناشطة بعد سنوات من الشلل. ولا شك بأن بعض المتشائمين ممن نعوا إمكان ولادة صناعة سينمائية لبنانية، سيعيدون التفكير ملياً بعد «مفاجأة» مهرجان «كان» هذه.

مفاجأة... لا «مفاجأة»

هي مفاجأة بين هلالين، لأن الحضور اللبناني، خصوصاً حضور عربيد ولبكي، كان متوقعاً، ورصدنا له سطوراً على هذه الصفحات. بداية لأن دانيال عربيد ليست غريبة عن هذه التظاهرة التي تعتبر تاريخياً، ممراً أساسياً لكبار مخرجي العالم قبل وصولهم الى هذه المكانة. ففيلمها الروائي الطويل الأول «معارك حب» سوّق من هناك، ونال جائزة أوروبا التي تدعم تسويق الأفلام عند نزولها في الصالات، قبل أن يجول من مهرجان الى مهرجان. من هنا كان احتمال اختيار فيلمها الثاني «الرجل التائه» في المهرجان الذي عرّف الجمهور بها، كبيراً، خصوصاً أن إنتاجه فرنسي (شركة «أم ك 2» بمليوني يورو).

وفي السياق ذاته، تسير حكاية نادين لبكي، اللبنانية الأخرى المشاركة في التظاهرة ذاتها في «كان»، والتي آثرت الابتعاد لفترة عن عالم الفيديو كليب، من أجل تحقيق حلمها السينمائي بعد صولات وجولات مع الأغنيات المصورة التي جعلتها ذائعة الصيت، إذ كانت إحدى المجددين فيها، من خلال أعمال مميزة، لا تخلو من البصمة السينمائية. لبكي أتاها الجواب قبل نحو ثلاث سنوات من «كان»، حينما اختير، سيناريو فيلمها («سكر بنات») مع خمسة آخرين من أصل 150 سيناريو تقدم بها مخرجون من حول العالم للحصول على دعم خاص. أضف الى ذلك أن الإنتاج فرنسي (آن دومينيك توسان)، ما عزز فرضية عرضه في المهرجان الذي منحه الدعم. وفي الحالتين لبنان هو البطل. ففي «الرجل التائه» تصور عربيد جزءاً من تاريخ بيروت من خلال قصة مؤثرة للبناني فارق وطنه قبل 17 سنة، ففارقته الذكريات بعدما أصيب بمرض النسيان. ولكن يحدث أن يتقاطع دربه مع درب مصور فرنسي يجوب العالم بحثاً عن المغامرات، ليعيده الى ماضيه، وذكرياته.

وفي «سكر بنات» (سيخوض هذا الفيلم جائزة «الكاميرا الذهبية» باعتباره الفيلم الروائي الطويل الأول لصاحبته) تصور نادين لبكي دردشة نسائية بطلاتها خمس نساء يجتمعن في صالون تجميل، ليطلقن العنان لأحاديث من عمق المجتمع اللبناني، في شكل يكشف ان الصالون ما هو إلا مرآة للواقع السياسي، الاجتماعي، النفسي....

وليس فيلما عربيد ولبكي الوحيدين اللذين يمثلان لبنان في «كان»، إذ اختارت تظاهرة «كل سينمات العالم» لبنان ليمثل السينما العربية هذه السنة، بين بضعة بلدان أخرى يمثل كل منها حيزاً جغرافياً. وهكذا يعرض من لبنان في هذا الإطار ثمانية أفلام، أربعة طويلة، وأربعة قصيرة. الأفلام الطويلة، غالبيتها أثارت اهتمام الجمهور والنقاد إبان عرضها، من «لما حكيت مريم» للمخرج أسد فولادكار الذي كان باكورة النهضة السينمائية اللبنانية الجديدة، وسال من حوله حبر كثير، الى فيلم ميشال كمون «فلافل» الذي تميز بنضج سينمائي كبير، مروراً بـ «يوم آخر» للثنائي جوانا حاجي توما وخليل جريج، الذي أثار اهتمام الخارج أكثر من الداخل، و«أطلال» غسان سلهب الذي لم يحظ الا باهتمام حلقة ضيقة من السينمائيين. أما الأفلام القصيرة فهي، فيلم هاني طمبا «بيروت ما بعد الحلاقة» الحائز جائزة «السيزار» الفرنسية قبل سنتين، إضافة الى فيلم «prêt a porter أم علي» لديما الحر، و«011010010» لشادي روكز، و «في اليوم الأول» لقصي حمزة.

ولا يقف الحضور اللبناني عند هذا الحد، إذ نجده، أيضاً، في جناح خاص في سوق المهرجان الذي يعتبر اكبر سوق للفيلم في العالم. أضف الى ذلك الحديث عن تمثيل لبناني في تظاهرة «أسبوع النقاد»، واختيار تظاهرة «محترف» التي تهتم بمناقشة السيناريوات لمشاريع مقبلة، مشروع فيلم الثنائي جوانا حاجي توما وخليل جريج «لا أستطيع العودة الى منزلي» الذي يتمحور حول موضوع الحرب...

بعد هذا كله، هل يشك أحد أن السينما اللبنانية بألف خير؟

الحياة اللندنية في

27.04.2007

 
 

السينما اللبنانية ضيفة "كل سينمات العالم" في مهرجان "كان" 

يشارك لبنان في الدورة المقبلة لمهرجان كان السينمائي الدولي في تظاهرة "كل سينمات العالم" من بين ستة بلدان أخرى لكل منها برنامجه المؤلف من أفلام روتئية طويلة وقصيرة. أطلق المهرجان هذا الحدث في العام 2005 بهدف الاضاءة على حيوية الانتاجات السينمائية العالمية ومواهبها المكرسة والشابة التي لا تحظى جميعها بفرصة العرض في البرنامج الرسمي للمهرجان. على مدى سبعة أيام، تُقام عروض سينمائية مختلفة مع تخصيص كل يوم لبلد معين. الدورة الاولى من التظاهرة قبل عامين سلطت الضوء على سينمات المغرب وشمال افريقيا والمكسيك والنمسا والبيرو وسيريلانكا والفيليبين. بينما استضافت الدورة الماضية عام 2006 سبعة بلدان جديدة قدمت كل منها صورة عن حراكها السينمائي وهي روسيا واسرائيل وسنغافورة وسويسرا وفنزويلا وتونس وتشيلي.

الدورة المقبلة التي ستعقد بين 16 و27 أيار/مايو المقبل تستضيف لبنان من خلال عرض أربعة أفلام طويلة وأربعة قصيرة أُنتجت بين 2000 و2006. تم التعاون مع مؤسسة سينما لبنان التي دعت مؤسسات وجمعيات سينمائية الى تقديم الافلام القصيرة بينما أُرسلت جميع الافلام الطويلة ومن ثم قامت لجنة من قبل المهرجان بالاختيار النهائي.

اذاً، وقع اختيار اللجنة الفرنسية على أربعة أفلام روائية طويلة هي "لما حكيت مريم" لأسد فولادكار و"يوم آخر" لخليل وجوانا جريج و"أطلال" لغسان سلهب و"فلافل" لميشال كمون. افلام جريج وكمون وسلهب أُنتجت خلال العامين الفائتين وعُرضت في الصالات المحلية خلال عام 2006 فضلاً عن عروضها المهرجانية الكثيرة حول العالم وفوزها بالجوائز. أما شريط فولادكار فيعود انتاجه الى العام 2000 حيث عُرض في الصالات التجارية ولاقى جماهيرية واسعة كما عُرض في مهرجانات كثيرة وحاز عدة جوائز. اللافت في هذا الاختيار ان الافلام الثلاثة الحديثة تدور في بيروت وحولها. أي أن المدينة شخصية أساسية في تلك الافلام انما بملامح مختلفة. فهي في شريط "أطلال" حاضرة في خلفية التحولات التي تصيب أحد ابنائها مسهمة في ذلك التحول أو الأحرى أن ذلك التحول يعكس مسارها. وفي فيلم "يوم آخر" تبدو علاقة المدينة بالحرب واضحة من خلال ما خلفته الاخيرة من آثار فيها وفي أهلها. أما "فلافل" فيعكس حاضر المدينة بعيون شبابها أو بعيون الجيل الذي وُلد خلال الحرب. وحده شريط فولادكار يعالج قضية اجتماعية بطلها زوجان شابان لا ينجبان فتقرر الزوجة العثور على زوجة ثانية لزوجها لتنجب له الا ان حياتها ستنقلب رأساً على عقب من جراء ذلك.

أربعة أفلام قصيرة اختيرت للبرنامج أشهرها "بيروت بعد الحلاقة" شريط هاني طمبا الذي شاهده الفرنسيون في صالاتهم بعيد فوزه بجائزة سيزار لأفضل عمل قصير للعام 2006. "أم علي للملابس الجاهزة" شريط قصير آخر لديما الحر أنجزته العام 2001. أما الفيلمان الآخران فمشروعان جامعيان "في اليوم الاول" لقصي حمزة و011010010 لشادي روكز.

يُعرض البرنامج اللبناني يوم 21 أيار/مايو في المسرح المخصص لتظاهرة "كل سينمات العالم" بحضور المخرجين ويُختتم بسهرة لبنانية كما تقضي شروط التظاهرة.

المستقبل اللبنانية في

27.04.2007

 
 

"نظرة خاصة"

مهرجان "كان" السينمائي الستون: تكريم للسينما الامريكية ومسيرة قرن؟

يكتبها من باريس صلاح هاشم

عودة مايكل مور وترانتينو وآل باتشينو، وتكريم لهنري فوندا وبراندو وحداثة السينما الأمريكية الملهمة    

يبدو أن مهرجان " كان " السينمائي العالمي ، وبخاصة بعد أن أعلن جيل جاكوب رئيس المهرجان مع تيري فريمو مندوبه العام حديثا في باريس عن فعاليات وأفلام الدورة الستين المقبلة ، والتي يحتفل فيها المهرجان بمرور ستين عاما علي إنشائه،  بحضور عدد كبير من ألمع نجوم السينما في العالم.يبدو أن أنه سيكون في دورته الستين المقبلة، التي تعقد في الفترة من 16 الي 27 مايو 2007 تكريما لتاريخ وانجازات السينما الأمريكية، ذات الوجهين ( التجاري والفني )، والإضافات التي حققتها عبر تاريخها،  لتطوير واختراع أبجدية السينما ، أهم وأخطر فنون الصورة في عصرنا. حيث يشارك وربما للمرة الأولي في تاريخ المهرجان،5 أفلام أمريكية قوية من الوزن الثقيل، من نوع سينما المؤلف، في مسابقة المهرجان الرسمية ، بالإضافة الي أن  النظرة المتفحصة لفعاليات الدورة الستين القادمة، والاحتفالات والتظاهرات التي سوف تعقد علي هامشها، تؤكد و بما لايدع مجالا للشك،  أنها ستكون تحية وتكريم للسينما الأمريكية بشقيها الفني والتجاري، التي تمتعنا وتثقفنا في آن ، مع انحياز واضح من ادارة المهرجان الي سينما المؤلف( سينما الإبداع والخلق)،  في مواجهة السينما التجارية الامريكية الهوليوودية، التي لاتري في السينما سوي " تجارة "، او بضاعة استهلاكية مثل شطائر الهامبورجر ووجبات الاكل السريع، وتضع عينها دوما علي الربح أولا، وإيرادات شباك التذاكر.في حين تعتبر سينما المؤلف ان العمل السينمائي مثل الرواية والقصة القصيرة او المسرحية ، هو بالأساس " تجربة " تعبير فنية مستقلة، تكون جديدة وفريدة من نوعها وفي كل مرة ، وهي تضع عينها أولا علي مشاكل عصرنا، وتناقضات مجتمعاتنا ،وتوظف السينما في ورشة الفن ، كما يقول المخرج والمفكر الفرنسي جان لوك جودار،  لتكون " أداة " للتأمل والتفكير، تقربنا أكثر من إنسانيتنا، وتعمل من خلال التجريب والابتكار في المعمل السينمائي علي تطوير فن السينما ذاته من داخله، بابتكاراتها وتجديداتها الملهمة، ليكون اختراعا ل " نظرة "  REGARD" جديدة ، نتطلع من خلالها الي حركة المجتمع والتاريخ..

تكريم السينما الأمريكية

ويتوزع هذا التكريم " للسينما الأمريكية بشقيها الفني  ( سينما المؤلف ) والتجاري ( هوليوود ) – بصرف النظر عما اذا كان مقصودا أو غير مقصود - خلال دورة المهرجان الستين ، يتوزع كما سوف نتبين علي عدة محاور. اذ يهبط الي المهرجان في دورته الستين هذه المرة أحد أعظم المخرجين الأمريكيين في الوقت الحاضر،  الا وهو مارتين سكورسيزي ( سينما المؤلف )، لكي يلقي في " كان " درس السينما ( عبارة عن محاضرة داخل خيمة كبيرة تعد خصيصا لذلك في كان ) الذي يقدم فيه خلاصة  لمشواره السينمائي الكبير الرائع، ويحكي عن تجربته في التعامل مع أساطين السينما التجارية في هوليوود، وتلك "  الموجة الجديدة "  المستقلة في السينما الأمريكية التي تشكلت ملامحها في  الثمانينيات، بفضل أفلامه مثل " شارع وضيع " MEAN STREET  ، وافلام  فرانسيس فورد كوبولا وجورج لوكاش وغيرهم، فحفرت للسينما الامريكية نهجا مغايرا، و لكي يعرف سكورسيزي أيضا في ذلك الدرس  " التاريخي " بالسينما التي يصنع الآن،  ويقدم كشفا للمؤثرات التي تركت بصمات واضحة علي أفلامه، وبخاصة حركة " الواقعية الجديدة " في افلام روسوليني وفيسكونتي ودو سيكا  في ايطاليا ، وكلاسيكيات السينما الامريكية من صنع جريفيث وكابرا وجون فورد وغيرهم.

ويأتي هذا التكريم للسينما الامريكية في شخص سكورسيزي  في المهرجان، في أعقاب حصول مارتين سكورسيزي ( من أصل ايطالي ) علي عدة جوائز في أمريكا في " الجولدن جلوب " وفي " الاوسكار "  مثل  جائزة أحسن مخرج وأحسن فيلم الخ ، و كذلك بعد مرور اكثر من عشرين عاما علي فوزه بفيلم " سائق التاكسي " TAXI  DRIVER علي سعفة " كان " الذهبية في دورة سابقة..

الا يعد هذا " الدرس " وحده الآن  تكريما في شخص سكورسيزي للسينما الامريكية، والانحياز الي تلك السينما التي يصنع، أي سينما المؤلف ، التي يعد فيها اسم وتوقيع المخرج صاحب الفيلم بمثابة علامة علي الإبداع و" الجودة " الفنية والإشارة الي ان أهم مافي الفيلم هو " رؤية " المخرج أكثر من النجم او النجوم أبطال الفيلم، و " الاستوديو " الذي موله وأنتجه، والحكاية التي بسردها علينا ، لأن المسألة تتعلق هنا بفن أو " صناعة السينما "، وليس " صناعة الأفلام " ؟

من جهة اخري يبدو اهتمام ادارة مهرجان " كان " ب" تكريم  " السينما الامريكية وبخاصة " سينما المؤلف " هذه في " الجسم " الرئيسي أو العامود الفقري للمهرجان، أي في مسابقته الرسمية ،التي يرصد افلامها واحداثها  اكثر من 6 الآف صحفي ومصور كل سنة،  ويتابع  اخبار نجومها الملايين من البشر علي شاشات التلفزيون في انحاء المعمورة،  في ما يعد اعظم مهرجان للسينما ، و الحدث  العالمي الثالث من حيث الاهمية، بعد مباريات كأس العالم في كرة القدم،  والدورة الاوليمبية..

اذ يشارك في مسابقة المهرجان 5 من كبار المخرجين الامريكيين الذين اشتهروا بسينما المؤلف ولكل واحد منهم بصمته الواضحة ، وأسلوبه  الفريد في صنع الفيلم ، هم:

كوينتين ترانتينو : الذي سبق له الحصول بفيلمه " رواية بوليسية شعبية " اPULP FICTION علي سعفة " كان " الذهبية عام 1994، ويعتبر فتي السينما الامريكية المرعب، فهو مجنون سينما، ومولع في افلامه بالاحتفاء بتكريم افلام المعارك و الحركة والسيف،  والافلام البوليسية من الدرجة الثانية قليلة التكاليف  SERIE B  وابطالها واجوائها وموسيقاها من نوع الافلام التي تربي عليها ايضا جيلنا في " سينما ايزيس " في حي السيدة، ويكشف ترانتينو عن ذلك في افلام، ه التي يحيل ببعض مشاهدها الي تلك الافلام ، ويذكر – من التذكير – بها، حتي صار يطلق عليه الآن في امريكا " ملك التسلية بلا منازع " بعد ان ابتدع لنفسه " اسلوب " خاصا في صنع الافلام،  وخلق للفيلم الامريكي الجديد شعبية ساحقة في  امريكا والعالم ،  ولا يعني هذا بالطبع اننا ندعو الي صنع افلام علي شاكلة الافلام التي يصنعها تارانتينو ، والتي تسلينا وتمتعنا حقا، لكنها  تصدمنا ايضا احيانا،  بدمويتها وعنفها. ويشارك ترانتينو من جديد في المسابقة بفيلم " علامة الموت " DEATH PROOF  الذي يحكي عن سفاح  امريكي مشهور كان يستخدم سيارته سلاحا للقتل..

الاخوين ايثان وجويل كوين : يشاركان في المسابقة بفيلم جديد NO COUNTRY FOR OLD MEN من النوع البوليسي مأخوذ عن رواية لكورماك ماكارثي، وسبق للاخوين  كوين كما هو معروف الفوز من قبل بجوائز في مسابقة المهرجان..

جيمس جراي : يمثل مع المخرج جيم جامروش ملامح سينما امريكية جديدة مستقلة – اندر جراوند – في اطار سينما المؤلف في امريكا،  ويشارك بعد عملين سينمائيين بارزين هما " أوديسا الصغيرة " وTHE YARDS  سلط فيهما الضوء علي حياة الجالية الروسية المهاجرة الي امريكا  وعلاقتها بالمافيا ،يشارك في المسابقة بفيلم WE OWN THE NIGHT الذي يحكي فيه عن صراع الأشقاء في دوائر الجريمة المنظمة في أمريكا..

جوس فان سانت : حصل بفيلمه " أفيال " علي سعفة " كان " الذهبية وحكي فيه عن جريمة قتل كولومباين البشعة المعروفة داخل مدرسة ثانوية في امريكا , ويعود من خلال فيلمه الجديد منتزه بارانويد PARANOID PARK  الذي يدخل به مسابقة المهرجان، بدراسة تشريحية تحليلية للشباب من المراهقين في امريكا بوش، في فيلم يذكر برواية " الجريمة والعقاب " للروسي ديستوفيسكي..

دافيد فنشر : يشارك أيضا المخرج الامريكي دافيد فنشر في المسابقة الرسمية بفيلمه " زودياك " ZODIAC    الذي يحكي فيه عن  جريمة قتل  غريبة  غامضة وقعت عام 1960  في امريكا ولم يكتشف الجاني مرتكب الجريمة ولحد الآن..

مهرجان " كان "  يوظف النجوم لخدمة سينما المؤلف

ولاشك ان مجموعة  الأفلام الأمريكية  المشاركة هذ تمنح الجسم الرئيسي للمهرجان أي مسابقته تميزها وفرادتها، لتعوض عن افلام المسابقة التي كان بعضها ضعيفا ومتواضع القيمة في العام الماضي، وتؤكد بمشاركة مجموعة من الافلام الاخري في مسابقة هذا العام ، للصربي أمير كوستوريكا الذي سبق له مرتين الحصول علي جائزة السعفة الذهبية،  والروسي ساخاروف،  والمجري بيلا طار.

تؤكد علي ان ادارة المهرجان تنحاز بقوة وبمناسبة احتفال المهرجان بعيده الستيني ، الي السينما الاخري – سينما المؤلف –  ذات القيمة الفنية العالية  ، فتضعها في صدارة المهرجان الذي يوظف في الحقيقة نجوم هوليوود والسينما الامريكية التجارية في احتفالاته واعياده وتظاهراته في العلن ، لكي يعلي في السر يقينا من قيمة الابداع والخلق عبر سينما المؤلف، ويروج لتجارب وحداثة السينما الجديدة ، وقدرتها علي مواصلة مشوار التجريب والتطور، وتواصلها دوما مع مشاكل وأزمات عصرنا.

كما يعود الي كان  في اطار "تكريم " السينما الامريكية في  المهرجان،  المخرج الامريكي مايكل مور، الذي سبق له الفوز بسعفة " كان " الذهبية بفيلمه فهرنهايت 11-9 ، ليعرض خارج المسابقة  فيلمه التسجيلي الجديد بعنوان " سيكو " SICKO  عن النظام الصحي في امريكا.ويعرض  ستيفن سوديربيرغ ( سعفة ذهبية بفيلم " جنس وفيديو واكاذيب " ) خارج المسابقة فيلمه الجديد " اوشان 13 ،   OCEAN 13 وتحضر " كان " ترسانة من نجوم الفيلم،  تتربع علي عرش السينما والنجومية في هوليوود والعالم ، تضم جورج كلوني وجوليا روبرتس وكاترين زيتا جونز ومات دامون وبراد بيت وآندي جارسيا والعملاق آل باتشينو, فيفرش لهم " كان " سجادته الحمراء وهم يصعدون الي قصر المهرجان الكبير علي البحر، ويجعلنا نصفق معه لتلك السينما الامريكية التي صنعتنا وشكلت وجداننا في  " عناقيد الغضب " لجون فورد و" امريكا امريكا " و" رصيف الميناء " لايليا كازان  و " القيامة الآن " لكوبولا وغيرهم..كما يعود المخرج الامريكي الكبير آبيل فيريرا الي المهرجان ليعرض خارج المسابقة فيلمه الجديد GO GO TALES من النوع الكوميدي

ثم يتوج مهرجان " كان "  هذه التحية للسينما الامريكية في دورته الستين،  بالعودة الي  " تراثها السينمائي الرائع،  الذي صار ملكا للإنسانية ،  والتذكير به وباضافاته وانجازاته،  ممثلا في شخصية الممثل الامريكي الكبير القدير الراحل هنري فوندا،  بطل فيلم " عناقيد الغضب " للامريكي جون فورد و" كان يا ماكان في  الغرب " للايطالي سرجيو ليوني و" الرجل الخطأ " للبريطاني هيتشكوك، حيث ينظم المهرجان تظاهرة خاصة لتكريمه ، بحضور ابنته الممثلة الكبيرة  جين فوندا ..

كما يعرض في تظاهرة " كلاسيكيات كان " ، المخصصة لعرض الافلام التسجيلية عن حياة ومشوار النجوم والمخرجين والممثلين الكبار الذين وضعوا بصمتهم علي صناعة السينما في العالم فيلما بعنوان " براندو " BRANDOيحكي عن عبقرية الاداء عند  ذلك الممثل الامريكي من خلال مشواره السينمائي الطويل، الذي جعله ربما أشهر ممثل في تاريخ السينما في العالم ..

ويعرض المهرجان ل " حداثة " السينما الامريكية  من خلال  مشاركة بعض الافلام الامريكية الاولي لمخرجيها في تظاهرة " نظرة ما " علي هامش المسابقة الرسمية ومسابقة " كان " للفيلم القصير ومسابقة " سيني فونداسيون " او مؤسسة السينما المخصصة لافلام طلبة المعاهد والمدارس السينمائية في العالم..وتشكل كل هذه المشاركات  " الامريكية " داخل جميع اقسام مهرجان " كان " الستين القادم أكبر دليل  في رأينا علي أن تلك الدورة ، ربما اريد بها أن تكون في مجمل اعيادها واحتفالاتها وتظاهراتها واقسامها – بالاضافة طبعا الي الافلام الامريكية الاخري المشاركة في تظاهرتي " نصف شهر المخرجين " و" أسبوع النقاد "  والتي لم يتم الاعلان عن افلامها وبرنامجها ولحد الآن- تكريما للسينما الامريكية، ماضيها وحاضرها، واعترافا بجميلها وفضلها علي تطور فن السينما في العالم.ولاشك ان فيلم الافتتاح ذاته MY BLUEBERRY NIGHTS علي الرغم من انه من صنع مخرج صيني وونج كار وي من هونج كونج، يؤكد وبقوة علي فكرتنا، لأن احداث الفيلم تقع في امريكا، وهو الفيلم الاول لمخرجه خارح حدود بلده ، وتضطلع ببطولته مغنية " جاز "  شابة جميلة  موهوبة صاعدة هي نورا جونز ( ابنة الموسيقار الهندي الكبير رافي شانكار) تمثل لأول مرة في حياتها ، كما انه يحكي عن محاولات فتاة امريكية شابة اكتشاف قيمة لمعني الحب ،  فتقرر أن تسافر في امريكا بحثا عن حبيب ، وتأخذنا معها في رحلتها، وهكذا أرادت إدارة المهرجان ،أن تضعنا ومنذ من أول لقطة لأول فيلم في حفل افتتاح المهرجان ، في قلب " أرضية " ذلك التكريم  " الخفي " ، الذي يشكل في اعتقادنا ربما أهم ملمح لمهرجان " كان " في دورته الستين القادمة..

نهضة مصر القاهرية في

29.04.2007

 
 

العرب يغيبون عن كان.. وأفلام ترصد هموم العالم ومشكلاته

عمان - ناجح حسن

تنطلق الدورة الجديدة لمهرجان '' كان '' السينمائي الدولي لهذه السنة والتي تحمل الرقم الستين في الفترة الواقعة بين السادس عشر والسابع والعشرين من شهر أيار المقبل وهي محملة بالعديد من الإبداعات السينمائية القادمة من سائر أرجاء العالم لتعرض في تلك البقعة المحدودة القابعة في أقصى الجنوب الفرنسي على شاطيء البحر الأبيض المتوسط والمزدحمة بالصالات السينمائية والفنادق المليئة بروادها من صناع السينما العالمية من مخرجين ومنتجين ونجوم وهناك أيضا المتابعين لإنجازاتهم من صحفيين ومصورين ونقاد وزوار فضوليين يأسرهم مشهد إطلالة النجوم على السجاد الأحمر ليلة الافتتاح.

مهرجان '' كان '' الذي يحظى هذه السنة بالمزيد من الخصوصية والاهتمام بمناسبة دورته الستين تغيب عنه السينما العربية في الأقسام الحيوية بالمهرجان باستثناء حضور لبناني بفيلمين حديثين من إنتاج فرنسا .. ولئن كان المتابع لا يعدم أن يرى شخصيات بارزة من العاملين في السينما العربية الذين دأبوا على متابعة المهرجان منذ سنوات طويلة إضافة إلى مشاركين شباب يمضون فترة تدريبية على هامش الفعاليات بغية إنجاز مشاريعهم الأولى واختيار المناسب من تلك السيناريوهات لتحويلها إلى أفلام سينمائية في وقت لاحق.

وحدهما المخرجان السينمائيان العربيان يوسف شاهين وإيليا سليمان سيكونان من بين نخبة مختارة من ابرز مخرجي السينما العالمية في فيلم احتفالي معنون ''لكل سينماه'' احتفاء وتكريما بمناسبة إطلاق الدورة الستين من مهرجان '' كان '' الذي أنجز برؤية خمسة وثلاثين مخرجا كل منهم يطرح في مدة ثلاثة دقائق أو تزيد قليلا ما شكله وجود هذا المهرجان العريق من تأثير ابداعي وإنساني على خريطة المشهد السينمائي في بعدها الجمالي والإنساني وما قاد إليه من تفاعل بين عناصر التجريب والابتكار في الكثير من موجات وتيارات ومذاهب ومدارس الفن السابع.

لكن ذلك لن يحول إدارة المهرجان من إفساح المجال لعرض مختارات من السينما اللبنانية في نتاجها الحديث المتضمن على بضعة من الأفلام الروائية الطويلة المنجزة في السنوات الخمسة الأخيرة إضافة إلى أفلام قصيرة من النوع التسجيلي والروائي والتجريبي من تلك التي حققها شباب عبر بعض الورش التدريبية في لبنان وخارجه وسبق لها أن جالت بالعديد من المهرجانات والمناسبات العربية والعالمية ولاقت الثناء والإعجاب ولتعرض في شكل احتفالي تحت عنوان '' كل سينمات العالم '' وهو واحد من الأقسام الرئيسية في المهرجان الذي يأخذ على عاتقه التعريف بواحدة من سينمات البلدان بأمل ان يجري تسليط الضوء على مجمل إنتاجها والدفع بها إلى الصدارة .

ويأتي هذا التوجه من المهرجان كبادرة تحية وتكريم لسينما ما زالت تعرض إبداعاتها وتعزيزا لسينما لا تتوانى عن التجديد والتنويع في الإنتاج رغم الظروف الصعبة ومحدودية الإمكانيات .

وكان من بين المفاجآت الجميلة في هذه الدورة اختيار الفيلمين اللبنانيين '' الرجل المفقود '' لمخرجته دانييل عربيد وفيلم '' سكر بنات '' لمخرجته نادين لبكي في قسم '' نصف شهر المخرجين '' احد الأقسام الأساسية والذي يتوازى بأهمية المسابقة في المهرجان والذين جرى ادراجهما في وقت متأخر .

تشتمل المسابقة الرسمية لدورة مهرجان '' كان '' الجديدة على قائمة عريضة لأفلام تحمل توقيع أسماء شهيرة في السينما العالمية من بينها : الفيلمان الألمانيان '' الجانب الآخر '' لمخرجه التركي الأصل فاتح اكين وفيلم '' ذلك الرجل من لندن '' للمجري الأصل بيلا تار والفيلمان الكوريان الجنوبيان '' شروق سري'' إخراج لي شانج دونج و''تننس'' إخراج كيم كي دوك والفيلم الصيني ''ليالي البلوبيري'' إخراج وونج كار واي وهناك أيضا فيلمان من روسيا ''الكسندرا'' إخراج الكسندر سوخوروف و''العقاب'' إخراج أندريه زفاجنتسيين ومن اليابان يحضر فيلم ''غابة الحزن'' إخراج ناعومي كاواسي إضافة إلى أفلام أخرى قادمة من بلدان مثل : المكسيك ورومانيا والنمسا والدولة المضيفة فرنسا التي تشارك بمجموعة من الأفلام أسندت إلى إخراج بعضها إلى مخرجيين عالميين مكرسين مثل البوسني أمير كوستاريكا بفيلمه ''أوعدني بذلك'' والمخرج الاميركي جوس فان سنت جوس فان سانت إضافة إلى أفلام ''السيدة العتيقة '' إخراج كاترين بريلات وفيلم ''الغواص والفراشة'' إخراج جوليان شنابل وفيلم ''أغاني الحب'' إخراج كريستوف هو نوري وفيلم ''فير سبوليس'' إخراج مارجاني ساترابي وفينسنت بارونو وفيلم ''ثيليم'' إخراج رافييل ناجاري.

وتحتل السينما الاميركية حيزا لا باس به في هذه الدورة حيث نعثر في المسابقة على أفلام لمخرجين مكرسين كانوا قد تركوا أثرا محسوسا في أعمالهم السابقة لدى اشتراكهم في مهرجان '' كان '' في السنوات السابقة وهم : دافيد فينشر بفيلمه '' مواليد الأبراج '' وفيلم '' دليل الموت '' لكوينتين تارانتينو وفيلم ''لا وطن لكبار السن ''إخراج الأخوين جويل وايتان كوين إضافة إلى فيلم ''الليل لنا '' من توقيع المخرج جيمس جراي.

ويشار إلى غياب ذلك التنوع في السينما الأوروبية داخل مسابقة المهرجان حيث تشارك سينمات أوروبية من أسبانيا وانجلترا وإيطالية بالحد الأدنى من الأفلام خارج المسابقة رغم حضورها الطاغي في المشهد الأوروبي حيث يجيء الفيلم الإيطالي '' أخي مجرد طفل '' لدانيللي لوشيتي في برنامج '' نظرة خاصة'' والفيلم الأسباني '' أجزاء من العزلة '' لجايمي رساليز والفيلم البريطاني '' قلب قوي '' لمايكل وينتر بوتوم جرى اختيار الفيلم الكندي '' عصر الظلمات '' لدينيس أركان للعرض في ختام المهرجان وهو ما يؤكد على أهمية الفيلم وصاحبه الذي غدا من الأسماء اللامعة في السينما العالمية بعد مجموعة أفلامه الناجحة التي كان أخرها '' الهجمات البربرية '' .

ويضطلع المخرج البريطاني الشهير ستيفن فريزر بمهمة رئاسة لجنة تحكيم المهرجان لهذه الدورة وفي عضويتها أسماء لا تقل شانا عن مكانة فريزر مثل : الأديب التركي الحائز على جائزة نوبل بالآداب لهذا العام اورهان باموق والممثل الفرنسي القدير ميشال باكولي والمخرج الموريتاني عبدالرحمن سيساكو والمخرج الإيطالي ماركو بيلوكيو .

الرأي الأردنية في

29.04.2007

 
 

"كان" يستضيف أطول فيلم في التاريخ مدته 15 ساعة

سمير فريد

علي غير المعتاد أعلنت إدارة مهرجان كان الستين "16 27 مايو" عن اضافة خمسة أفلام طويلة إلي البرامج الرسمية خارج المسابقة وفي نظرة خاصة. ليرتفع عدد أفلام البرامج الرسمية إلي 91 فيلماً منها 64 فيلماً طويلاً و27 قصيراً من 31 دولة من أمريكا الشمالية والجنوبية والوسطي وأوروبا وآسيا مع غياب كامل للسينما العربية والأفريقية وسينما الشرق الأوسط ماعدا إسرائيل حيث يعرض لها فيلم طويل في نظرة خاصة. وفيلمان قصيران في مسابقة أفلام الطلبة.

الأفلام التي أضيفت ثلاثة في برنامج نظرة خاصة هي فيلم افتتاح البرنامج "البحث عن البالون الأحمر" اخراج هو هيس وهيسين وهو أكبر مخرج تايواني ومن كبار مخرجي آسيا والعالم. وتمثل الدور الرئيسي في الفيلم النجمة الفرنسية العالمية جولييت بينوش. والفيلم السويدي "أنت يامن ترحل" اخراج روي اندرسون. وهو من فناني السينما الذين يساهمون في صنع سينما مابعد الحداثة. والفيلم الأرجنتيني "عروس شاردة" اخراج آنا كاتز.

كانت مشاركة السينما السويدية والسينما الارجنتينية قبل اضافة الأفلام الجديدة تقتصر علي فيلم قصير. ولم يكن هناك أي فيلم من تايوان.

تحية إلي الجزائر

أما الفيلمان الرابع والخامس فهما من فرنسا ضمن عروض خاصة خارج المسابقة: "ياكيوسا الشاب" اخراج جاي بيير ليموسين. و"خرطوشة جولواز" اخراج مهدي شريف الجزائري الأصل. ويعرض في سهرة خاصة تحت عنوان "تحية إلي الجزائر" يوم 25 مايو. وهي سهرة لا تعوض غياب السينما العربية عن البرامج الرسمية. وإن اشترك من العرب كل من المصري يوسف شاهين والفلسطيني إيليا سليمان في فيلم فرنسي يقدم فيه "34 مخرجاً ومخرجة" احتفالهم بالدورة ال 60 لمهرجان فرنسا الأكبر في أفلام قصيرة لا تزيد مدة كل منها علي 3 دقائق.

لكن السينما اللبنانية تعوض في البرامج الموازية غياب السينما العربية عن البرامج الرسمية.. ففي أسبوع النقاد الذي تنظمه نقابة نقاد السينما في فرنسا هناك فيلم قصير من لبنان يعلن عنوانه مع إعلان البرنامج كاملاً اليوم. وفي نصف شهر المخرجين الذي تنظمه نقابة المخرجين في فرنسا وفيلمان طويلان من لبنان لمخرجتين دانييل عربيد في فيلمي الطويل الثاني "الرجل التائه". ونادين لبكي مخرجة الفيديو كليب المعروفة في فيلمها الطويل الأول "سكر بنات" ويعلن غداً البرنامج الكامل لاختيارات نقابة المخرجين.

في البرنامج الموازي الذي تنظمه ادارة المهرجان تحت عنوان "كل سينما العالم" والذي يستمر 7 أيام. ويخصص للتعريف باحدي السينمات كل يوم. تم تخصيص يوم للسينما في لبنان يعرض فيه 4 أفلام طويلة و4 أفلام قصيرة. أما الأفلام الطويلة فهي "لما حكيت مريم" اخراج أسد فولادكار. و"فلافل" اخراج ميشيل كمون. و"اطلال" اخراج غسان سلهب. و"يوم آخي" اخراج الثنائي جوانا حاجي توما وخليل جريج. وفي مسابقة اتيليه كان للمشروعات حيث يتم كل سنة اختيار 15 مشروعاً من 15 دولة لمساعدة أصحابها علي انتاجها تم اختيار مشروع الفيلم الروائي الثالث لنفس الثنائي اللبناني وعنوانه "لا استطيع العودة إلي المنزل".

أما الأفلام القصيرة الأربعة فهي "بيروت مابعد الحلاقة" اخراج هاني طمبا. و"أم علي" اخراج ديما الحر. و"صفر 11 صفر 100 عشرة" اخراج شادي روكز. و"في اليوم الأول" اخراج قصي حمزة.

عودة مور

من بين الأفلام ال 13 التي تعرض خارج المسابقة "6 أفلام أمريكية و4 فرنسية وفيلم من كل من بريطانيا وكندا والصين" خمسة أفلام تسجيلية طويلة هي الفيلم الفرنسي "العودة إلي نورماندي" اخراج نيكولاس فيلبرت. والصيني "حياة امرأة صينية" اخراج وانج بينج. والذي يعتبر من أطول الأفلام التسجيلية الصينية "3 ساعات و6 دقائق". والأفلام الثلاثة الأخري أمريكية. وهي "الساعة الحادية عشرة" اخراج ليلي بيتر سين ونادية وكونرز وهما من أصول مصرية. و"المرض" اخراج مايكل مور. و"الحرب" اخراج كين بورنز ولين نوفيك..في "المرض" يعود مايكل مود صاحب.. فهرنهيت ..911 المعروف بانتقاداته العنيفة ضد ادارة الرئيس بوش. ولكنه هذه المرة ينتقد الرعاية الصحية للمواطنين الأمريكيين. وليس الحرب في افغانستان والعراق. ومن المتوقع أن يثير الفيلم ضجة سياسية مثل سابقة حيث يعرض عجز السلطات الأمريكية عن معالجة عدد من جرحي احداث 11 سبتمبر. ونراهم يعالجون في كوبا. ولكن هؤلاء رفعوا دعوي قضائية ضد مايكل مور لأنه حسب دعواهم خدعهم. ولم يخبرهم انهم ذاهبون معه إلي كوبا!

أما فيلم "الحرب" فهو حدث في السينما التسجيلية. وربما يصبح من أحداث المهرجان الكبري لأنه أطول فيلم في تاريخ السينما سواء الروائية أو التسجيلية إذ يستغرق عرضه 14 ساعة و50 دقيقة. ولا أحد يدري كيف سيتم عرضه في المهرجان.

الجمهورية المصرية في

02.05.2007

 
 

«ليالي بلوبيري» سيصل في موعده لكن الأسئلة عنه تزداد حدة...

الصيني وونغ كارواي يفتتح مهرجان «كان» بفيلم طريق أميركيّ الهوى

ابراهيم العريس

هذه المرة من المؤكد أن جمهور مهرجان كان، والمسؤولين في المهرجان، لن يقلقوا ولن يضعوا أيديهم على قلوبهم متسائلين: هل تراه سيصل في وقته أم سيتأخر أو يختفي تماماً؟ هذا السؤال الذي كان طرح مرتين على الأقل في صدد وصول المخرج الصيني وونغ كارواي وفيلمه الذي برمج في المهرجان، خلال السنوات الماضية، سيغيب هذه المرة. ذلك أن ما يعرضه وونغ كارواي في الدورة الستينية للمهرجان الفرنسي العريق هو فيلم الافتتاح. وهذا الأمر يستدعي طبعاً أن يكون الفيلم جاهزاً وفي حوزة أهل المهرجان قبل أيام من عرضه. وتؤكد أخبار «كان» منذ الآن أن النسخة موجودة فلا داعي للقلق. ولعل ما يزيد من تأكيد هذا الأمر أن الفيلم ليس انتاجاً صينياً خاصاً حققه وونغ كارواي على هواه كما يحقق رسام لوحة تشكيلية، بل هو انتاج غربي، مع فريق عمل دولي، وممثلين من أربعة أو خمسة بلدان على الأقل. ثم ان الفيلم ناطق بالانكليزية في أول تجربة للمخرج الصيني في هذا المجال. وبطولته معقودة لنورا جونز المغنية التي تكاد تصبح أسطورية منذ ألبومها الأول والتي يُراهن كثر على نجاح تجربتها السينمائية الأولى. اذاً؟ إذاً في بساطة شديدة: يمكن أهل «كان» أن يطمئنوا... عرض الفيلم سيكون في موعده، ليلة الافتتاح في المهرجان. ووونغ كارواي سيكون هناك أيضاً، على رغم انشغاله بالبدء في تصوير فيلمه التالي الناطق بالانكليزية «السيدة من شانغهاي» من بطولة نيكول كيدمان هذه المرة. وللعلم: لا علاقة بيّنة لفيلم كارواي الجديد هذا بسميّه فيلم أورسون ويلز المحقق في سنوات الأربعين من القرن العشرين من بطولة ريتا هايوارث. انه تشابه في الأسماء لا أكثر.

قواسم مشتركة

ومع هذا هناك من بين النقاد المتحمسين لكارواي، وهم كثر كما نعرف، من يجد أكثر من قاسم مشترك بين وونغ كارواي واورسون ويلز، لعل في مقدمتها تمكُّن الاثنين من الحصول على حرية مطلقة في مجال انتاج أفلامه، حتى وان كان الثمن الذي دفعه ويلز مقابل ذلك كان باهظاً. حتى الآن لم يدفع مخرج الصين الشهير مثل هذا الثمن. وليس فقط لأن الأزمان تبدلت، بل لأن حضور كارواي في المهرجانات والجوائز التي نالها حتى الآن، ناهيك بترؤسه لجنة تحكيم مهرجان «كان» في السنة الفائتة، كل هذا أمن له تلك الحماية، التي كانت هي أيضاً ما نقله من أن يكون مخرج الأفلام الصينية (مصوّرة في معظمها في هونغ كونغ وحول قضاياها في الخلفية)، الى أن يصبح، ولثلاثة أفلام مقبلة على الأقل، مخرجاً عالمياً ذا هوى نيويوركي – في فيلمه الذي يعرض هذه السنة في «كان».

الفيلم اسمه، كما بات معروفاً الآن بفضل الأخبار المتناقلة عنه «لياليّ البلوبيري» (أو في عربية فصحى «ليالي ثمار عنبياتي»، لكننا نراهن منذ الآن أن أحداً لن يستخدم هذا العنوان الأخير!)... وصحيح أن هوى هذا الفيلم نيويوركي، لكنه، وكما يعرّفه مخرجه نفسه «فيلم طريق»، أي من ذلك النوع العزيز على قلب مخرج آخر، الماني هذه المرة، وقع ذات يوم في هوى طرقات أميركا وحقق عنها غير فيلم نقله فجأة من مخرج الحياة الألمانية المعاصرة، الى مخرج المواضيع الأميركية الجوالة الفاتنة. ونتحدث هنا، طبعاً، عن فيم فندرز وعن «باريس/ تكساس» ثم عن «لا تأت قارعاً الباب». في الأول القديم نال فندرز سعفة كان الذهبية... لكنه في الثاني، الأحدث، لم يتمكن من الاقناع على رغم جمال فيلمه. فأي مصير يحفظ كان لـ «ليالي البلوبيري» اليوم؟ وهل ينال عنه كارواي سعفة ذهبية لم تعط له حتى الآن على رغم محاولاته المتكررة وجوائزه الكثيرة؟

من الصعب الإجابة على هذا السؤال منذ الآن... وكون الفيلم فيلم افتتاح في «كان» مع دخوله المسابقة الرسمية لا يضمن شيئاً. خصوصاً أن لا أحد يعرف أشياء كثيرة عن الفيلم، على رغم وفرة الأخبار المتناقلة عنه. فالواقع أن قلة فقط من الناس شاهدت «ليالي بلوبيري». وهو أمر معهود على أي حال، لدى صاحب «في مزاج الحب» (2000) و «2046» (2004)، الفيلمان اللذان أثارا قلق أهل كان يوم عرض كل منهما كما ذكرنا أول هذا الكلام. فوونغ كارواي، وربما لأنه يأخذ وقته كله في تحقيق كل فيلم من أفلامه يبقي الغموض محيطاً بكل واحد من أفلامه حتى اللحظات الأخيرة. بل يقال عنه انه قد يبدل وربما أشياء جذرية، حتى في تلك اللحظات. فهو من محبي الدنو الى أقصى الحدود من الكمال، ويشتغل على أفلامه، شكلاً إن لم يكن مضموناً، على الأقل، بدقة الجوهرجي، معطياً عنصر الزمن مكانة أساسية. الزمن؟

ربما يكون من الأجدى القول: الزمن الضائع... طالما اننا بتنا نعرف اليوم – ومنذ أول أفلام وونغ كارواي، التي خرجت من الصين، أي منذ «فيما تسيل الدموع» (1988) وحتى «2046» (2004) مروراً بأفلامه الطويلة «رماد الزمن» (1994) و «تشانغ كنغ اكسبرس» (1994 أيضاً) و «الملائكة الساقطة» (1995) و «سعداء معاً» (1997) ثم «في مزاج الحب» (2000)... وثلاثة قصيرة دعائية أو كجزء من ثلاثية («ايروس») – بتنا نعرف، أن سينماه هي سينما الأمكنة وعلاقات الناس بها، أكثر مما هي سينما الأزمنة. فالزمن يكاد يكون ممحواً تماماً في سينما صاحب «2046» حتى وان حمل هذا الفيلم اسم سنة محددة – لأننا سنكتشف أن هذا الرقم على رغم دلالته المتعلقة بموعد استقلال هونغ كونغ النهائي، هو رقم غرفة فندق -. الزمن لدى كارواي هو لمرور الوقت فقط، وربما لعيش الذكريات لا أكثر.

مكان وزمان

ومن هنا لم يكن غريباً أن يكون موضوع «ليالي بلوبيري» مرتبطاً بالمكان، حتى وان كانت «الليالي» التي يحملها العنوان، ترتبط لغوياً بمفهوم الزمن. لقد سبق أن أشرنا الى أن ما هو معروف عن هذا الفيلم حتى الآن، قليل، لكننا نعرف أنه فيلم طريق، تلعب فيه نيويورك دوراً أساسياً، ولكن دور ممفيس (مدينة الروك والفيس بريسلي) ودور لاس فيغاس (مدينة القمار والحلم الأميركي)، لن يقلا عن دور نيويورك. فنورا جونز، الحسناء الهندية الأصل (وهي في المناسبة ابنة الموسيقي الهندي الشهير بانديت رافي شنكار) وصاحبة سبع جوائز «غرامي» منذ البومها الأول، تلعب في الفيلم دور أميركية تبارح ذات لحظة عالمها الخاص لتتنقل بين الولايات الأميركية ذات الدلالة في ثقافة «البوب» وثقافة السينما الطليعية. أما عنوان الفيلم فمأخوذ من نهم نورا جونز هذه، في الفيلم طبعاً، لتناول حلوى العنبية (بلوبيري) من دون انقطاع. وهذا النهم الى أكلة معينة نجده في أفلام عدة لوونغ كارواي. غير أنه هنا لا يتخذ دلالة عابرة وحسب، بل يشكل جزءاً من شخصيتها، ويشهد على هذا – على الأقل – مشهد كان وونغ كارواي دعا بعض الصحافيين الى مشاهدة تصويره في مطعم ليلي في حي سوهو النيويوركي، وسيعرف لاحقاً باسم مشهد «القبلة»، انطلاقاً من قبلة غامضة تدور فيه بين نورا جونز وجود لاو (الذي يشاركها بطولة الفيلم الى جانب راتشيل فايز وناتالي بورتمان وآخرين). فهذا المشهد يدور، وقبلته، أصلاً من حول بقايا الحلوى التي تحيط فم نورا، ما يجعل جود لاو يقبلها وراء الطاولة ليزيل الحلوى. والطريف أن كارواي صور هذا المشهد، من طريق مدير تصويره الإيراني الأصل داريوش خونج، نحو 150 مرة خلال ثلاثة أيام التصوير، آخذاً وقته ووقت فنانيه وفنييه، حيث ان اللقطة قد تظهر على الشاشة مرات عدة ومن مواقع مختلفة.

لقد شاهد الصحافيون تصوير اللقطة... لكن وونغ كارواي لم يفصح أمامهم عن الدور الذي تحتله القبلة في الفيلم، ولا حتى عن طبيعة العلاقة بين نورا جونز وجود لاو... هذا كله أمور يفضل المخرج أن يكتشفها الآخرون على الشاشة، كعادته. والحقيقة أن العدد الأكبر من رواد «كان» ينتظرون لحظة ذلك الاكتشاف ليروا ما اذا كان وونغ كارواي نجح في امتحانه «الأميركي» من دون أن يتخلى عن أمانته لتاريخه الفني الصيني. وكذلك ليروا ما اذا كانت تجربته الأولى، في اللغة الانكليزية، ستمهد لاستمراريته في هذا المجال، عبر «السيدة من شانغهاي» وربما المشاريع التالية له أيضاً.

مهما يكن، «ليالي بلوبيري» سيقدم في عرضه العالمي الأول ليلة السادس عشر من أيار (مايو) الجاري. ويقيناً أن الأقلام ستتحرك منذ صباح اليوم التالي عنه مجيبة عن كل الأسئلة التي ما برحت تطرح منذ وردت أول الأخبار، قبل سنة ونيّف، متحدثة عن انطلاق وونغ كارواي الى عالمية نجوم هوليوود الكبار والانتاجات الانكليزية اللغة الضخمة، بعد أن ظل محافظاً حتى ذلك الحين، على سمعته كواحد من كبار نجوم الإخراج في السينما الصينية، محققاً عالميته عبر هذه الكينونة لا أكثر. 

سيد الزمن: هل هناك خيانة ما؟

«سيد الزمن» هو اللقب الذي بات النقاد، ومنذ زمن، يطلقونه على وونغ كارواي. ولعل هذا اللقب يأتي ليس من مراعاة صاحب «2046» للزمن وسريانه في سينماه، بقدر ما يأتي من سيطرته عليه حتى الغائه وتحويله الى مجرد ذاكرة. أما علاقة وونغ كارواي الخاصة بالزمن، فربما كانت هي ما جعل حركة تحقيقه أفلامه بطيئة نسبياً، حتى وإن كان يؤثر عنه أن ثمة من بين أفلامه، ما حقق خلال ثمانية أو تسعة أسابيع («تشانغ كنغ اكسبرس»). وفي مقابل مفهوم الزمن، يشغل المكان حيزاً أساسياً في سينما وونغ كارواي، ولعل هذا آت من كون وونغ كارواي بدأ حياته بدراسة الهندسة والتصميم في مدرسة هونغ كونغ للبوليتكنيك التي درس فيها. لكنه لاحقاً تحول الى مساعد منتج في التلفزيون، مشرفاً على انتاج الكثير من المسلسلات، ما قاده – وهو هاوي الكتابة منذ بداياته – الى كتابة سيناريوهات للشاشة الصغيرة، ثم لأختها الكبيرة. وهو اشتغل لفترة في ذلك الحين مع المخرج باتريك تام، الذي كان من أقطاب الموجة الجديدة التي نشأت في ذلك الحين، تسعينات القرن العشرين، متأثرة بالسينما الأوروبية من ناحية وبالفنون اليابانية من ناحية ثانية. وسيكون «تام» من يعطيه فرصته الأولى كمخرج في العام 1988، حين سهل له تحقيق «فيما تسيل الدموع» الذي سرعان ما عرف طريقه الى «أسبوعي المخرجين» في مهرجان «كان» فكانت بداية كبيرة لمخرج، كان شاباً في ذلك الحين وبدا واعداً، ثم سرعان ما وفى بوعوده فيلماً بعد فيلم وعاماً بعد عام، معيداً الاعتبار الى مفهوم سينما المؤلف، ولكن مكتفياً في أفلامه الأولى بتصوير مدينته هونغ كونغ وأحوالها ومزاج أهلها في أفلام فتنت كثراً من النقاد ثم جمهوراً عريضاً، ما أعطى كارواي مكانته، التي تقوده اليوم الى أميركا... فهل ثمة خيانة ما في هذا؟ 

سكورسيزي في كان: درس السينما والرولنغ ستونز 

كان مارتن سكورسيزي يقول دائماً عن أستاذه في معهد السينما في نيويورك هايغ مانوكيان، إنه أفضل معلّم لفنون السينما وعلومها في زمنه. اليوم، ومن دون انكار مكانة هايغ هذه، يرى كثر أن سكورسيزي هو الذي يحق له أن يوصف بأستاذ فن السينما الأكبر. ذلك أن صاحب «الطيار» و «المرحلون» ليس منتجاً فقط، وليس فقط أكبر مخرج أميركي حي، كما يقول عنه النقاد عادة، بل هو أيضاً هاوي سينما وخبير في تاريخها اضافة الى كونه مدافعاً عن ذلك التاريخ. وكل هذه الأبعاد، غير الظاهرة لغير الهواة وأصل المهنة، ستظهر خلال هذه الدورة الستينية لمهرجان «كان». ذلك أن المهرجان قرر أن يكون «درس السينما»، الذي يقدمه مخرج عالمي كبير خلال الدورة في كل عام، «سوبر درس» كي يليق بالمناسبة. ومن هنا كان اختيار مارتن سكورسيزي «عين الصواب» بحسب المعلقين، حيث يتولى القاء الدرس السنوي. ومن المتوقع أن تزدحم الصالة في الموعد المحدد، حتى بكثر من متفرجين مستمعين قد لا يتمكن بعضهم من متابعة «رشاش كلام» سكورسيزي الذي يعرف عنه أنه يقول مئات الكلمات في الدقيقة الواحدة... ومع هذا يستمتعون دون شك بمشاهدته يتكلم ويعطي الدرس الثمين.

اضافة الى هذا سيستغل سكورسيزي الفرصة للإعلان عن انشاء مؤسسة جديدة تعنى، رسمياً هذه المرة، بإعادة تأهيل الأفلام القديمة وعرضها، وهو مشروع يعمل عليه سكورسيزي بنجاح منذ سنوات، وكانت آخر انجازاته فيه فيلم «كابيريا» الصامت الذي أعاده الى الحياة.

وأخيراً، اذا وفق أهل المهرجان في مسعى أخير يتعلق بسكورسيزي، قد يتيحون لرواد المهرجان، او على الأقل نخبة منهم فرصة مشاهدة آخر ما حقق سكورسيزي في مجال السينما الوثائقية الموسيقية، أي فيلمه عن فريق الرولنغ ستونز.

الحياة اللندنية في

05.05.2007

 
 

35  مخرجا عالميا يحكون ذكرياتهم مع أهم حدث فني في ثلاث دقائق: مهرجان كان السينمائي يضيء 60 شمعة في عيد ميلاده!

'ليالي زرقاء' في إفتتاح الدورة الستين 'وعصر الظلمات' في الختام

اعداد: انجي ماجد

مهرجان كان السينمائي الذي يقام في الفترة من 16 حتي مايو الحالي يستعد هذه الأيام للاحتفال بعيد ميلاده الستين بالعديد من المفاجآت،من اهمهافيلما يحكي فيه 35 مخرجا عالميا من 25 دولة ذكرياتهم. مع هذا الحدث الفني الأكبر في العالم ولكل مخرج ثلاث دقائق فقط، وسوف يشارك المخرج المصري العالمي يوسف شاهين في هذا الفيلم 'عيد الميلاد' لمهرجان كان إحتفالا به في عامه الستين.فما ملامح الدورة الجديدة لهذا المهرجان وما أفلامه ونجومه ومفاجآته؟!

لقد أعلن جيل جاكوب رئيس مهرجان كان السينمائي الدولي في مؤتمر صحفي تفاصيل الدورة الستين وكشف جاكوب أن القائمة الرسمية للأفلام تشمل 47 فيلما وهناك مجموعة من الأعمال الأولي لمخرجيها تصل إلي 13 فيلما ضمن قائمة الاختيار الرسمي وتشارك إما في المسابقة الرسمية للمهرجان واما في قسم 'نظرة ما' علي هامش المسابقة الرسمية،

ويفتتح المهرجان بفيلم 'ليالي زرقاء' للمخرج الصيني وونج كارواي الذي رأس لجنة تحكيم المهرجان في العام الماضي، ويعد هذا الفيلم الاول له باللغة الانجليزية
وتدور احداثه في اطار رومانسي كوميدي حول فتاة شابة تبحث عن قيمة لمعني الحب وتلعب بطولته مغنية الجاز الامريكية نورا جونز في أول بطولة لها في السينما ويشاركها البطولة جودلو ورايتشل وايز وناتالي بورتمان.

ويختتم المهرجان اعماله بعرض فيلم 'عصر الظلمات' للمخرج الكندي دونيس اركاد الذي يواصل فيه انتقاده لمجتمعات الاستهلاك الغربية التي فقدت الروح وتركز علي الماديات.

ويشارك في مسابقة المهرجان الرسمية هذا العام 21 فيلما ينتمي بعضها إلي المخرجين الكبار الذين سبق لهم الفوز بجائزة 'السعفة الذهبية' من قبل مثل المخرج الصربي اميركوستاريكا بفيلمه 'اوعدني بهذا' والمخرج كوينتين ترانتينو بفيلم 'علامه الموت' والمخرج جوس فان سانت والمخرج الروسي الكسندر سوخوروف وغيرهم مما يؤكد علي حدة المنافسة بين تلك الأفلام الفنية الواعدة،

وعلي هامش المسابقة الرسمية يعرض المهرجان 17 فيلما جديدا في قسم 'نظرة ما' ويشمل هذا القسم علي أكبر عدد من الافلام الاولي لمخرجيها الذين يدخلون باب السينما الروائية الطويلة لأول مرة ويمنحون بأفلامهم حياة جديدة لذلك المهرجان.

وفي اطار الاحتفالية الخاصة بمرور ستين عاما علي تأسيس المهرجان، يعرض فيلم بعنوان 'عيد الميلاد' أشرف علي انتاجه جيل جاكوب بنفسه ويحكي فيه 35 مخرجا من 25 دولة عن علاقتهم بصالة العرض السينمائي وبشرط ألا يتجاوز كل مخرج الثلاث دقائق، ويشارك في فيلم 'عيد الميلاد' مجموعة كبيرة من أعظم المخرجين في العالم من بينهم المخرج يوسف شاهين والبريطاني كين لوش والفرنسي كلود ليلوش والايطالي ناني موريتي والروسي اندريه كونشالوفسكي والالماني فيم فندرز والبرازيلي والترساليس والصيني زانج بيمو والفرنسي رومان بولانسكي والبرتغالي مانويل دواليفيير والنيوزيلندية جين كامبيون والياباني تاكيشي كيتانو والفرنسي ريمون دوباردون والفلسطيني ايليا سليمان والايراني عباس كيارستمي وغيرهم، كما ينظم المهرجان بمناسبة هذا الاحتفال تظاهره خاصة لتكريم نجم السينما الامريكية الراحل هنري فوندا بحضور ابنته الممثلة القديرة جين فوندا.

أخبار النجوم المصرية في

05.05.2007

 
 

فيما بدأ العد العكسي لافتتاح "كان 60" بحضور لبناني مشرِّف في أكثر من تظاهرة

"سبايدرمان 3" يحمل قيماً أخلاقية مشفوعة بقوة وعواطف أهَّلته لفوز مزدوج

"آلمودوفار" ألغى الرجال من حياة نسائه ومنعهن من الحب والتبرُّج والزواج···

عملان ضخمان إستقبلتهما صالاتنا منذ أيام واحد جماهيري على نطاق واسع، والثاني نخبوي لجمهور الذواقة، وسط حركة عروض متميزة تواكب العد العكسي لافتتاح الدورة الستين لمهرجان كان السينمائي الدولي في 6 الجاري وسط حضور لبناني جيد تتصدره نادين لبكي بشريطها: كاراميل ( سكر بنات)، في تظاهرة أسبوعي المخرجين والترشيح للكاميرا الذهبية·

(Spiderman 3)

بعد احتفاليتين أولى نقدية وثانية جماهيرية إفتتح عرض هذا الجزء من السلسلة للمخرج سام ريمي عن نص له وضعه مع إيفان ريمي وألفن سارجنت وسط عالم من المؤثرات الخاصة والمشهدية تعاون عليه عشرات الاختصاصيين يقودهم جي· سي· براذرهود، وسكوت غوردن، فيما كان لافتاً وجود جيش من مساعدي المخرج بلغ 21 شخصاً·

النتيجة أننا إزاء فيلم تكاملت بين أرجائه حيثيات العمل التقني الراقي، والرسالة الانسانية المبنية على التسامح وحب الآخر، وعدم الذهاب بعيداً في السعي الى الانتقام·

الثنائي توبي ماغواير وكيرستن دانست في الدورين الأولين: بيتر باركر، وماري جين، وهما حبيبان يدخل على خطهما عنصر إضافي يتمثل في غريم لـبيتر عاطفياً وشخصياً هو هاري أوزبورن (جيمس فرانكو) نجل ويليام أوزبورن (ويليام دافو) الراحل بعد مواجهة مع بيتر، حمَّله خلالها هاري المسؤولية عن مصرعه، لكن الشاب يصاب بضربة في الرأس تجعله ينسى فإذا به يتجاوز خلافه مع بيتر، ويعود صديقاً حميماً الى أن يأتيه خيال والده في لحظة هادئة ليوقظه من كبوته ويعيده الى مناخ الانتقام والمواجهة، لكن حتى هذه الحالة لم تدم طويلاً لأن ما جرى طوَّق المضاعفات·

هاري إنضم في لحظة ضعف الى عدوين لـبيتر الأول هو رجل الرمل (توماس هادن تشيرش) المجرم فلينت ماركو الذي قتل عم بيتر بشكل رخيص في الشارع لمجرد سرقة سيارته وهو إعتقل وسجن لكنه هرب ووقع في خضم تأثير عميق لمناخ الرمل الذي جعله عملاقاً لا يقاوم· والثاني هو بروك (توفر غرايس) الذي يعمل زميلاً مصوراً لـبيتر في الصحيفة اليومية التي تتابع بالتفاصيل المملة حركة سبايدرمان وإنجازاته في إنقاذ الضحايا البريئة لعدد من المجرمين، ولأن بروك يحسد بيتر على خطواته عند رئيس التحرير لجهة نشر صوره أكثر منه، فقد جاءته فرصة ذهبية للإنتقام راح ضحيتها في النهاية، فهناك مادة لزجة تلتصق بالجسم سرعان ما تتوسع رقعتها لتشمل كامل مساحته سقطت مع نيزك محترق وتسللت الى دراجة بيتر النارية الى أن وصلت الى بروك وحوَّلته الى مقاتل يريد القضاء على سبايدرمان، ولكن من خلال نقطة ضعفه ماري جين حبيبته·

وسط هذه الاجواء يتحرك الشريط بين معاني الصداقة والحب في مواجهة الحسد والانتقام، فنجد أن إختطاف ماري جين يؤمن تحالفاً بين بيتر وهاري لإنقاذها في مواجهة بروك ورجل الرمل، وهنا يستعمل ريمي أقصى إمكانات المؤثرات لكن ليس بطريقة عرض العضلات بشكل فارغ، بل بسلاسة وتواتر يظل من خلالها سبايدرمان تلك الصورة التي أرادها صاحبا فكرته منذ البداية: ستان لي، وستيف ديتكو، رجل المهمات الصعبة دونما منازع، والقادر على تأمين الغلبة للحق وصاحبه·

45 عاماً مرت على إنطلاقة الشخصية وهي ما زالت تشغل السينما، وقد إهتمت إدارة شبكة صالات أمبير بالحدث وأقامت له إفتتاحين ضخمين ترويجاً له في وقت واحد مع عروضه العالمية·

(Volver)

- هو العرض الضخم الثاني الذي استقبلته صالاتنا للأسباني العالمي بدرو آلمودوفار، وكان الفيلم قدَّم في عرض خاص بصالة قصر الاونيسكو من دون ترجمة وتأجل إدراجه على البرمجة الى الثالث من أيار / مايو في صالات بلانيت·

النجمة بينيلوبي كروز (آخر أصدقائها حالياً جوش هارتنيت) حازت عن دورها رايموندا في الفيلم، العديد من الجوائز أوروبياً وعالمياً لكن مع أجواء يقف خلالها آلمودوفار الى جانب النساء بالكامل محملاً الرجال كامل المسؤولية عن الإخفاقات والعذابات وحالات الفشل التي تطال النساء على الدوام· لم نرَ حالة رجالية إيجابية واحدة في الفيلم· أبداً·

نتعرف على رايموندا، المرأة الشابة والنشيطة التي تعيش مع ابنتها بولا (يوهانا كوبو) المراهقة الجميلة، والزوج غير الأب باكو (انطونيو دو لاتوري) مما يجعله لا يتوانى عن التفكير في بولا الى أن حاول التحرش بها في غياب والدتها فهددته بسكين مطبخ، وعندما لم يتراجع طعنته حتى الموت·

رايموندا تبنَّت عملية القتل وأبلغت ابنتها أن تنسى الموضوع، وتقول إنها هي من قتله، وباشرت عملية التخلص من الجثة يخدمها في ذلك أن جارها مالك المطعم أعطاها مفاتيح المكان لكي تهتم به خلال فترة غيابه، فتعاونت الاثنتان وسحبتا الجثة الى البراد الضخم قبل أن تستأجرا شاحنة صغيرة حملاه فيها ودفناه في مكان منعزل مع البراد·

ولم تتوقف النماذج النسائية هنا، فعندنا والدة رايموندا التي ما تزال تعاني عقدة قتل زوجها وعشيقته عندما ضبطتهما معاً في أحد الأماكن وأشعلت النار في الغرفة· كذلك العمة باولا (شاس لامبراف) التي لا تجد من يهتم بها سوى العانس غير الجميلة آغوستينا (بلانكا بورتيللو) المصابة بالسرطان والمجبرة على الظهور في برنامج تلفزيوني للحديث مع قريبتها المذيعة المعروفة (يولاندا راموس) وما إن تطرقت معها الى موضوع اصابتها بالمرض الخبيث غادرت الاستوديو على الفور، من دون النظر الى الوراء·

الغريب جداً في نساء آلمودوفار، أنهن لم يفكرن في حب رجل أو في مستقبلهن مع رجل، أو في التبرُّج أو الظهور بملابس أنيقة متميزة، أو في إظهار بعض مفاتنهن· أبداً لم يردن شيئاً من هذا القبيل·

كان تأكيد على أنهن لا يردن الرجل في حياتهن، طالما أنه خائن كزوج، وبلا أخلاق كأب، وضعيف الشخصية كمشروع عاطفي، وغير قادر على تبديل الأوضاع كصاحب قرار من خلال الشاب مالك المطعم، ولو إستطاع المخرج المحترم جداً في الغرب لمَّا أدار كاميراه لكي تُظهر أي رجل على الإطلاق حتى وهو ميت·

الموسيقى لـ آلبرتو إيغليزياس خدمت كثيراً مناخ وأجواء الشريط لاظهار مدى الميلودراما التي تعيش أجواءها هؤلاء النسوة في مجتمع يطلب منهن أن يتكاتفن ويكن معاً لأن أحداً من الرجال لن يفيدهن في شيء·

شارك في التمثيل: كارمن مورا، لولا دوناس، ماريا إيزابيل دياز، نوس سانز، لياندرو ريفيرا، كارلوس غارسيا كامبيرو، وقد إكتفى آلمودوفار بمساعدي مخرج فقط، ومدير التصوير خوسيه لوي آلكان·

اللواء اللبنانية في

08.05.2007

 
 

هوليوود وكان..علاقة حب وكراهية

لوس أنجليس-اندى جولدبرج

لا يجد وكلاء السفر وقتا لالتقاط الأنفاس فيما يعمل مصممو الاأزياء على مدار الساعة ويشحذ أطباء التجميل مباضعهم هذه الأيام لأن الوقت قد حان لانتقال كبار نجوم هوليوود بالجملة إلى مهرجان كان السينمائى الدولى فى دورة سنوية أخرى من الاحتفالات والتهرب من المصورين المتطفلين "الباباراتزي" ومشاهدة الافلام وعقد صفقات.

ويأتى المشاركون هذا العام فى المسابقة الرسمية أو خارجها ليجسدوا علاقة الحب والكراهية بين الولايات المتحدة والدول الأخرى التى توجد بها صناعة سينمائية مهمة فى العالم.

وبينما تتزايد أهمية شباك التذاكر العالمى على حساب السوق المحلية الأمريكية من منظور مالي، سيكون لهوليوود حضور أكبر من أى وقت مضى فى مهرجان يعتبره الكثيرون أكثر المهرجانات شهرة واحتراما فى العالم. وتصر هوليوود فى الوقت ذاته على أنها مازالت المركز المالى والفنى لعالم السينما.

وعلى هذه الخلفية، ستعمل أساطيل من الطائرات الخاصة جيئة وذهابا بين لوس انجليس والريفيرا الفرنسية لنقل الأغنياء والمشاهير فى عالم السينما إلى عالم التألق القديم وعالم الصفقات الدولية الجديدة.

وتقول مجلة فاريتى وهى المرجع الأول لكل ما يحدث فى عالم صناعة السينما "علاقة الحب بين هوليوود فى أوجها .. المهرجان يستفيد من حضور نجوم هوليوود فيما تحصل الاستوديوهات الكبيرة على نافذة عالمية مهمة لافلامها".

ولكنه سلاح ذو حدين. ففى العام الماضى حصل فيلم "شفرة دافنشي"على استقبال فاتر فى مهرجان كان وكانت النتيجة أنه لم يحقق الايرادات المتوقعة فى شباك التذاكر فى انحاء العالم. كما فشلت أفلام أخرى مثل "مارى انطوانيت" و"ليدى كيلرز" "قتلة السيدة" فى الاستفادة من هذه النافذة العالمية.

ولكن من المقرر عرض باقة عالمية من أفلام هوليوود فى مهرجان كان. ففيلم ونج كار واى "ليالى التوت الأزرق " الذى يعرض فى افتتاح المهرجان هو فيلم تدور أحداثه على الطريق فى الولايات المتحدة أخرجه مخرج صينى مولته شركة فرنسية ويشارك فيه خليط من ممثلين بريطانيين وأمريكيين.

وتظهر فى الفيلم المغنية الأمريكية نورا جونز فى أول أدوارها على الشاشة بالإضافة إلى نجوم كبار مثل جود لو وناتالى بورتمان وراشيل فايز.

ويحتفل جاس فان سانت بعودته الثالثة إلى المهرجان بفيلم "بارانويد بارك" أو "حديقة بارانويد" فى حين يعود جيمس جراى للمرة الثانية بفيلم "وى اون ذا نايت" أو "الليل ملك لنا" بطولة يواكين فينكس ومارك والبرج وايفا منديز.

ويعود المخرج كوانتين تارانتينو إلى المهرجان بفيلم "ديث بروف" او "اثبات الموت" حيث يأمل فى تكرار نجاحه عام 1994 حينما فاز بالسعفة الذهبية عن فيلم "بالب فيكشن".

كما يعود بعض من الفائزين السابقين مثل الشقيقين جويل وايثان كوهين الفائزين بالسعفة الذهبية عام 1991 عن فيلم "بارتون فينك". ويشارك الشقيقان فى المسابقة الرسمية بفيلم "نو كونترى فور اولد مين" او "لا بلد للرجال العجائز" بطولة جوش برولين وتومى لى جونز وودى هاريلسون فى فيلم تشويق عن صائدين يكتشفون جثثا واموالا ومخدرات فى رحلة لهم بالقرب من الحدود المكسيكية.

أما ديفيد فينشر ، مخرج أفلام مثل "اليان" او "مخلوقات من عالم اخر" و "فايت كلوب" او "نادى القتال" و "بانيك روم" او "غرفة الرعب" ، فيأمل فى اقتناص الجائزة الكبرى بفيلم "زودياك" أو "ابراج الحظ" وهو فيلم تشويق وجريمة عن سفاح ويلعب بطولته جيك جيلنهال وكلوى سينى وروبرت داونى جونيور.

وسيطير بعض من أبرز نجوم هوليوود إلى كان لحضور عروض أفلامهم خارج المسابقة الرسمية.

ويعرض فيلم "اوشنز ثرتين" للمرة الأولى بحضور طاقم العمل المكون من النجوم تحت قيادة جورج كلونى وبراد بيت. كما أن أحد الأفلام التى يترقبها النقاد والجماهير هو فيلم "مايتى هارت" أو "قلب جبار" بطولة انجلينا جولى فى دور زوجة دانيال بيرل مراسل صحيفة "وول ستريت جورنال" الذى اعدمه متطرفون فى افغانستان.

ومن الأفلام المؤكد أنها ستخلق الكثير من الضجة الفيلم الوثائقى "سيكو" الذى أخرجه مايكل مور عن قطاع الصحة الأمريكي. ومن الأفلام الوثائقية فيلم "يو 3 ثرى دي" وهو فيلم عن حفلة غنائية عن فرقة "يو تو" إحدى أعظم الفرق الايرلندية بالإضافة إلى فيلم "ذى وور" أو "الحرب" والذى تصل مدة عرضه إلى 15 ساعة تقريبا وسيعرض كاملا خلال المهرجان.

كما يعرض الفيلم الوثائقى "ايلفنث اور" أو "الساعة الحادية عشر" من انتاج النجم السينمائى الامريكى ليوناردو دى كابريو.

وعلق المخرج الفنان تيرى فريمو على الحضور الأمريكى المكثف فى كان قائلا "انتمى إلى جيل من محبى السينما اعتبروا أن حب السينما يعنى فى الأصل حب السينما الأمريكية ولدى احساس بأن هذا العام سيكون عاما رائعا للسينما الأمريكية سواء على نطاق الأفلام الفنية والجماهيرية".

وأضاف "نريد اظهار أن السينما الأمريكية مليئة بالطاقة وأنها تجدد نفسها كما أن الافلام التى توصف بالجماهيرية مثل أفلام تارانتينو وفينشر لديها طموحات فنية حقيقة".

العرب أنلاين في

09.05.2007

 
 

أفلام بوليود تكتسح مهرجان كان

نيودلهي- روهيت كارير

ربما يكون كبار نجوم السينما الهندية هم نكهة بوليوود فى مهرجان كان السينمائى هذا العام لكن المسئولين عن الصناعة هم الذين يقودون المسيرة فى محاولتهم تسويق الوجه المتغير لمضمون الافلام والمشاهدين.

وستتصدر شيلبا شيتى نجمة برنامج الأخ الأكبر ومعها نجمة مهرجان كان الدائمة اشواريا راى وزوجها ابهيشك باتشان قائمة النجوم الهنود فى اكبر مهرجان سينمائى هذا العام.

وهذه هى الحال فيما يستعد كان للاحتفال بمرور 60 سنة على استقلال الهند و60 عاما على انطلاق المهرجان الذى يركز لمدة يومين على السينما الهندية فى إطار قسم "السينما فى جميع أنحاء العالم" .

وستعرض فى المهرجان سبعة أفلام هندية تعكس العمق اللغوى والتاريخى والابداعى لبوليوود.

كما تعتزم صناعة السينما الهندية أن تكثف وجودها هذا العام فى المهرجان وبذا تعوض قلة الافلام المعروضة.

وكما يسعى عدد قياسى من المخرجين الهنود لعمل افلام مشتركة مع شركات سينمائية عالمية من المرجح أن تحضر مجموعة كبيرة من شركات التوزيع والانتاج المشترك الهندية مهرجان هذا العام .

وتقول شخصيات بارزة فى صناعة السينما الهندية أن السينما الهندية ستتواجد بكثافة غير معهودة فى كان لان وكلاء مبيعات أجانب اظهروا لاول مرة اهتماما غير مسبوق ببوليوود.

وأبلغت شركات مثل امريكان لونجتيل ال سى سى وكولابوريشن انترتينمنت وويستهام فيلمز وسيوتونيون فيلمز ووندرفيل بروديكشنز وايطاليان ماينيرفا بكشرز وسبانش كانزمان اس ايه وفرنش فوركاست بكشرز اتحاد الصناعة الهندى ومنتجى الافلام باهتمامها.

وسيكون بمقدور وكلاء اجانب مشاهدة مئات الافلام التى ستقوم بتسويقها اكثر من 60 شركة هندية للترفيه و200 وكيل ومنتج من بوليوود فى سوق تسويق الافلام فى كان وهو مكان التقاء مسوقى الافلام على مستوى العالم.

وحجزت شركات ترفيه هندية مثل صانستون انترتينمنت وادلاباس وآى دريم اندبندنت فيلم ويو تى فى وايروك واستديو 18 ووكاليدوسكوب وموسر باير وشيمارو أماكن للعرض فى باليس لتسويق انتاج بوليوود وعمل صفقات للانتاج المشترك وشراء أفلام غير هندية المضمون.

وستقوم شركة يونايتد تليفجن التى أدرجت فى بورصة لندن مؤخرا أنها ستقوم بتسويق ثلاثة أفلام من انتاج بوليوود وستكشف الشركة عن مشروع لتحويل ملحمة ماهابهاراتا إلى فيلم.

كما ستقوم الشركة ببيع ثلاثية سينمائية ومسلسلات تليفزيونية والعاب وكتب مصورة لوكلاء بيع ومنتجين.

وثمة تعاون كبير تحقق مؤخرا بين هوليوود وبوليوود ويعود هذا التعاون لاسباب كثيرة.

يقول سودهير ميشرا وهو واحد من المخرجين الذين يحضرون المهرجان " إن بوليوود لديها دائما ما تستطيع أن تقدمه من روايات سينمائية جادة . فقط كانت تفتقر إلى بنية أساسية سينمائية والى أموال بشكل منظم".

ويضيف " انظر إلى أفلام بوليوود اليوم . لدينا أفلام مأخوذة عن أعمال لشكسبير ودراما سياسية وأفلام جريمة واقعية وأفلام للخيال العلمى وأفلام اجتماعية".

العرب أنلاين في

10.05.2007

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)