كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«بلديون» الفيلم العربي الوحيد في مسابقة مهرجان «كان»

كان ـ مسعود أمرالله آل علي

مهرجان كان السينمائي الدولي التاسع والخمسون

   
 
 
 
 

الفيلم العربي الوحيد في المسابقة الرسمية «بلديّون» أو «أيام المجد» -في ترجمته الإنجليزية- للمخرج الجزائري رشيد بوشارب، هو تحفة فنية جميلة لن تخرج دون جائزة ما في كان 2006.

تدور الأحداث في العام 1943، وذلك عندما يقرّر سعيد، وعبدالقادر، ومسعود، وياسر الانضمام إلى الجيش الفرنسي على الرغم من أن أياً منهم لم تطأ قدماه أرض فرنسا من قبل، ولكن يأتي هذا القرار بسبب حالة الحرب التي تخوضها فرنسا، وأيضاً لأن كلاً منهم لديه هدفه الخاص في تحقيق معيشة أفضل، وفي سعي حثيث للحصول على المساواة.

برفقة 130 ألف «جندي بلدي»؛ يدخل الجميع في حربٍ ليست لهم لتحرير الأرض من العدو النازي، وهناك على أرض المعركة، وسط رصاصات نارية لا ترحم، تبدأ الأمور بالتفكّك تدريجياً ليجدوا بأنفسهم أن مثالية الإخلاص والتفاني ما هي إلا بدعة عشّشت في مخيلتهم فقط، بينما مدافع العدو تبدو رحيمة أمام حقيقة لون سحنتهم السمراء أمام الجنس الأبيض.

هنا، هم فقط مجرّد أداة من أدوات القتال، سلاح يستخدمه الجيش الفرنسي في الصفوف الأولى ليضمن النجاة لجنوده، بدءاً من طريقة صياغة الأوامر العسكرية، مروراً بنوعية الطعام الذي يُعطى لهم، وانتهاءً بأرواحهم التي تبدو رخيصة جداً، وقابلة للتعويض بأية جنسية أخرى.

الفيلم قوي وساحر من الناحية البصرية، ومصنوع بحرفية عالية جداً، وتنعكس بقوّة أعظم على المشاعر، في لحظات كثيرة تقبض العواطف المشحونة، والمتوترة عليك، وتصبح رهينة سهلة لها.

يتتبع الفيلم -الذي كتبه بوشارب مع أوليفير موريل- عدّة جنود جزائريين في رحلة تبدأ في إيطاليا، وتستمر عبر «بروفنس»، ثم «فوسغيس»، قبل أن تحارب شلة من الجنود الناجين معركتهم الأخيرة والحاسمة في قرية ضد كتيبة ألمانية.

هذا الفصيلة الصغيرة، تتقلص إلى بضعة جنود: سعيد (جمال ديبوزي) تتوسّل إليه والدته لعدم الذهاب للقتال، لكنه يرفض، مسعود (رشدي زيم)، يقع في حب فتاة فرنسية أثناء الحملة في الجنوب، غير أن الضباط الفرنسيين كانوا يراقبون رسائله إليها.

عبدالقادر (سامي بوجله) الغاضب من تعامل الجيش الفرنسي في أمور الترقيات والإجازات، ياسر (سامي نصيري) المتردّد، يوافق على مضض للذهاب، لكنه يحارب بإخلاص وشجاعة في المعركة «مارتنيز» (بيرنارد بلانكان) ممزّق بين ولائه لجنوده الفرنسيين، وبين مشاعره المتناقضة تجاه جذوره الجزائرية.

هؤلاء يواجهون الموت في معركتهم الأخيرة، شلة صغيرة مخلصة، تقف ندّاً شرساً أمام طلقات العدو المسعورة، وأمام نيران مدفعيتها الحارقة.

المعركة هنا أقرب ما تكون إلى حرب عصابات شوارعية، لا مخابئ آمنة، مجرّد بيوت خشبية هشّة، يخترقها وابل الرصاص بكثافة، جاعلة من الموت منالاً سهلاً لطالبها، ومن الفرار مهمة مستحيلة. هذه المعركة غادرة، لأنها منذ البدء كانت نذير شؤم عندما حامت النسور فوق سمائها، وامتلأت الأرض بالجثث المهجورة.

* مفكّرة بوشارب

يقول المخرج رشيد بوشارب في مفكرّة الفيلم: «بالنسبة لي؛ كان الفيلم غير عادي لأنه يتحتم دمج مشاهد واسعة تتطلّب تأمينات واقعية، ولحظات عميقة أكثر بين الممثلين، هذان العنصران كانا مترابطين تماماً، حتى في مشاهد المعارك الكبيرة، كان هدفي البقاء قريباً من الشخصيات قدر الإمكان.

عندما أصنع فيلماً، آخذ دور المُشاهِد دائماً، إذا لم تتحرّك فيّ المشاعر أثناء المشهد، فإذاً لن يشعر المُشاهد بها أيضاً، أنا مثل الترموميتر! أنسى صنعتي والأمور التقنية لكي أشعر. إذا لم أتفاعل، أعيد مرّة أخرى، وإن لم تعمل أيضاً، فليس من الضروري أن يكون خطأ الممثل، ربما يكون خطأ السيناريو.

إن كان كذلك؛ فالأمر راجع إلى لاقتراح شيء آخر.

كنتُ مأخوذاً دائماً بتاريخ الهجرة، إنها ماضي عائلتي. أحد أعمامي قاتل في حرب الهند الصينية، عشنا خلال الحرب الجزائرية، كما لدي جد عظيم قاتل في الحرب العالمية الأولى، كنتُ متقاطعاً دائماً مع الاستعمار، والهجرة، وأولئك الذين صنعوا تاريخ فرنسا.

بالنسبة إلي؛ فإن السينما تحمل اللقاءات والعواطف. وفوق كل ذلك، تغلفك بالشعور، حتى ولو كانت تعلمّك شيئاً، إنها الوسيلة الوحيدة التي باستطاعتي قول الحكاية والتواصل مع المشاهِد.

لم أرغب في أن أكون تعليمياً، لا جدوى من ذلك، لقد طوّرنا السيناريو على مدار سنتين ونصف. وأخذ منّا 25 نسخة عمل لكي ندلف إلى ما وراء التاريخ، ونركّز على المحتوى الإنساني، وعلى التفاصيل الحياتية الصغيرة، التي تُعيد إنتاج الحياة بطريقة أفضل من أية رسالة موجّهة.

أثناء مرحلة البحث، عثرت على مقالة حول قرية في «ألسكيس» شيّدت نصباً حربياً إلى مئات الضحايا الذين دافعوا عن السكان، هذه الحادثة حفّزت رغبتي لقول حكاية المجموعة المختلطة التي تتحد في مواجهة المشقّات، كتبت عن مهمة هؤلاء الرجال الذين وجدوا أنفسهم في قرية ضائعة، وضحوا بحياتهم باسم «أرض الأجداد».

إن حكاية هؤلاء الرجال، وعلاقتهم بفرنسا لا تبدأ في الستينات، بل قبل ذلك، عندما قدموا وحرّروا فرنسا، كانوا أبطالاً، لهذا السبب، فإن المواقف التي تلت واستمرت لليوم تبدو غريبة إليهم، يرونها مثل قصة حب فاشلة، خيانة. يصدمهم أن أطفالهم وأحفادهم يحظون بوقت عصيب. حدث التغيّر في الستينات، ورغم صورتهم المهينة.

ورفض منحهم راتبهم التقاعدي عن خدمتهم العسكرية، فإنهم لا يحملون كراهية، ولا روح الانتقام، وإن كان عليهم فعل ذلك مرة أخرى، فسيفعلون لم أحاول تغيير التاريخ، إن كانوا عنيفين، كنتُ قد وضعت ذلك في الفيلم، لكنها ليست الحالة، هم حرّروا بلدهم، أرض الأجداد.

وقوبلوا بالترحيب ذاته الذي وجدوه في القرية الفرنسية عندما تم التصفيق لهم على طول الطريق، وترك بصماته على ذكرياتهم، وعلى التاريخ، وكل الظلم الذي جرّبوه.

لقد رغبت في صنع هذا الفيلم منذ زمن طويل لكي يتعلّم الجيل الجديد، ويتذكّر الآخرين ولدي شعور بأنه سيستقبل برحابة، إن الوقت جيد، وهو بمثابة حجر لكي نبني معاً».

البيان الإماراتية في

28.05.2006

 
 

اليوم الختام وإعلان الجوائز

"وطنيون" و"بابل" يتنافسان بـ "لسان عربي" على السعفة الذهبية

“كان” - محمد رُضا:

اليوم، الثامن والعشرين من الشهر، يختتم مهرجان “كان” دورة جديدة أخرى من دوراته. ويصبح بذلك على بعد خطوة واحدة من الاحتفاء بعامه الستّين في السنة المقبلة. لجنة التحكيم التأمت وناقشت وقررت. الفائزون سيصعدون المنصّة وكلهم يشعرون بأن الجائزة التي سيحصلون عليها لا بد أنها بداية لمرحلة جديدة أيضاً. لكن ما الأفلام التي ستفوز؟ هل يمكن التنبؤ بها؟ وهل هي الأفلام التي تستحق الفوز فعلاً؟

حين زار الرئيس الفرنسي جاك شيراك الجزائر قبل أشهر ليست بالبعيدة، حمل معه بنداً من بنود المحادثات عبارة عن عرض فرنسي للجزائر بأن تنسى وتغفر لفرنسا ما ارتكبته هذه في حقها. وحسب صحافية جزائرية معروفة وصلت الى هنا لإجراء مقابلات وتغطية ما يمكن تغطيته من نشاطات وأفلام، فإن الرئيس الجزائري يميل الى ذلك، لكنه لا يقدر. تقول “الشعب لا يريد”.

بناء عليه، يستمر كلامها الذي يمكن تأكيده من جانب محللي الشؤون السياسية، العلاقة بين فرنسا وبين الجزائر يسودها عدم ارتياح.

فيلم المخرج الجزائري رشيد بوشارب “مواطنون” (او “بلديّون” كما يجيء في العنوان المطبوع كترجمة حرفية لعنوانه الفرنسي) هو انتاج فرنسي مع مساهمة تمويلية مغربية وجزائرية، وهو قد يزيد المسائل تعقيداً فاز او لم يفز.

انه فيلم حربي يدور حول فرقة عسكرية دخلت معارك عدّة ضد الجيش الألماني في ايطاليا وفي فرنسا وأسهمت في تحرير التربة الفرنسية من الاحتلال النازي. المميّز في هذه الفرقة العسكرية أن جنودها كانوا عرباً من شمال افريقيا كما كانوا جنوداً من العمق الإفريقي الأسود. وأنهم بذلوا كما بذل الجندي الفرنسي الذي قاتل لصف الجنرال شارل ديجول وقاتل كما قاتل ومات كما مات او عاش بعد المحنة كما عاش. الفارق أن التاريخ لم ينس الجندي الفرنسي الذي مات او الذي عاش لكنه نسي الجنود العرب المجهولين الذين ماتوا أو بقوا أحياء.

“مواطنون” يجد معالجة تقليدية القصّة لتقديم نماذج من البطولات والتضحيات للجنود الجزائريين والمغربيين الذين شاركوا في تحرير فرنسا ويوظّف الفرص المتاحة للحديث عن كيف عاملت القيادة الفرنسية هؤلاء معاملة أقل من مساوية لمعاملتها باقي المحاربين. مع نهاية العرض الجماهيري صفّقت القاعة كلها تضامناً، لكن عدداً كبيراً من النقاد الفرنسيين خرجوا من عروض الصحافة أقل تعاطفاً مع الفيلم وسرعان ما عكسوا ذلك في كتاباتهم.

هذا التباين غالباً ما سينتقل الى الأمام ليتصدّر طاولة النقاش بين أعضاء لجنة التحكيم. كما يبدو الحال قبل 24 ساعة من اعلان النتائج فإن “وطنيّون” هو أحد الخيول الأمامية في السباق، جنباً الى جنب مع “بابل” و”فولفر” و”فصول” و”ماري أنطوانيت”.

انه سباق مثير بين خمسة أفلام مختلفة جداً عن بعضها البعض يقودها على نحو ظاهر الفرس العربي الذي يمتطيه رشيد بوشارب. هذا الفيلم، بصرف النظر عن رأي نقاد فرنسا فيه، يتضمّن خطاباً سياسياً واعياً يأتي في وقته تماماً. فالعالم الغربي نسى او تجاهل اسهام العرب والمسلمين في بنائه. ومع التصدّع الكبير الناتج بين ثقافتين انحسرتا وتباعدتا بعدما تلازمتا لوقت طويل، فإن “وطنيّون” مطلوب لذاته ووصوله الى الجائزة الكبرى، اذا ما وصل، سيكون خير رد عربي على كل تلك النظرات التي تعتبره اليوم خطراً على الغير بسبب الفئة المتطرّفة التي خطفت الاسلام وخطفت العروبة وتسببت في أضرار لم تستطع “اسرائيل” ذاتها انجازها بنا خلال نصف قرن من حياتها.

من ناحية أخرى، اذا لم يفز بالسعفة الذهبية فإن أي فيلم من تلك المتبقية لها وعليها. بالتالي لن يكون الفوز المقبول كليّاً.

حسب توارد عروضها، جاء “فولفر” (أو “بولبر” نسبة لتهجئة عنوانه بالاسبانية) مثيراً لاعجاب أولئك الذين يعتبرون أن ألمادوفار وميلودرمياته العاطفية- الكوميدية من أهم مخرجي العالم.

هذا العام هناك أكثر من فيلم له علاقة بالأوضاع، سياسية او اجتماعية:

“أمة الطعام السريع” لرتشارد لينكلاتر يطرح لجانب موضوعه الأساسي حول استغلال شركات اللحوم لجهل الأمريكيين وتوريدها لهم لحوم همبرغر جرثومية، الوضع السياسي في مرحلة ما بعد 11/9.

“مفكرة الاعتقال” للأرجنتيني أزرائيل أتيان كايتانو يتحدّث عن بعض ويلات ما جرى حين وقع الانقلاب العسكري في الأرجنتين سنة 1977 الذي أدى، في جملة من النتائج، الى اعتقال يساريين ومثقفين وأبرياء من أي انتماء سياسي، على حد سواء.

“صديق العائلة” لباولو سورنتينو. يفحص نموذج شخص بالغ الثراء يكره الجميع، بمن فيهم أقربهم اليه، لكنه ينجح في إبقاء عالمه من دون خدوش ناتجة عن مثل هذا الكره الى أن يتعرّض لمواجهة بينه وبين الواقع الاجتماعي الذي اعتقد انه يعيش بمنأى عنه.

و”حق الأضعف” للبلجيكي لوكاس بلفو عن نماذج هامشية من مجتمع يزداد عبئاً على من لا يملك لكل الأسباب الجوهرية التي تجعل القلة هي المستفيدة من حال متدهور كهذا.

حتى في فيلم صوفيا كوبولا الدرامي- التاريخي هناك ما يكفي من شروط الاطلالة على الأمس لاستخراج بعض الملامح من مكوّنات الشخصية الأوروبية اليوم.

 “بابل”، في المقابل، فيلم عن كل ما يعصف بشؤون حياتنا. هو أيضاً عربي الملامح كون ثلث أحداثه تقع في المغرب وبلسان عربي وتم تصويره في مكان حدوثه. المبهر الذي فيه هو القدرة الكبيرة على مزج الصور الصغيرة بالصورة الكبيرة للعالم. هذه الجزئيات من حياة شخصيات لا علاقة لها ببعضها البعض موجودة في المغرب واليابان والولايات المتحدة والمكسيك تشكّل الصورة الكبيرة للعالم الذي نعيش فيه. سيكون من الجور عدم منح جهد مخرجه ألياندرو غونزاليز ايناريتو الجائزة التي يستحق. وهو -حالياً وقبل ظهور النتائج مساء اليوم- الفيلم الموازي في توقعات الفوز بالسعفة الذهبية. اذا حصدها، عوضاً عن “وطنيون” فإنه الوحيد من بين باقي الأفلام المتنافسة الذي يستحقها.

على صعيد آخر، المنافسة القوية هذا العام واضحة في مجال الممثلين. الأمريكي  سيليان مورفي في “الريح التي هزّت الشعير”، الصينية لي هاو في “قصر صيفي” الايطالي سيلفيو أورلاندو في “التمساح”، الفنلندي يان هيتيانن في “أضواء الغسق” لجانب آخرين.

لكن المسابقة في شقّها النسائي ستكون حامية الوطيس بين ممثلتين هما كيرستي دانست وبينيلوبي كروز.

جيرار ديبارديو: لا ندرك حجم موهبتنا إلا حين نخسرها

“المغني” هو أحد أفلام المسابقة هذا العام وواحد من تلك الانتاجات الفرنسية  التي تتمنى لو تفوز بالسعفة. مكتوب بسلاسة ومنفّذ بعناية لكنه محدود التأثير نسبة الى أن عالمه -أساساً-  قائم على شخصيّتين - مغنٍ وامرأة شابة- يقعان في حب مفاجئ. انه ثاني عمل للمخرج أكزافييه جيانولي الذي اختار جيرار دي بارديو وسيسيل دو فرانس للبطولة. بينما هي لا زالت جديدة على الشاشة بخلفية تشمل نحو عشرة أفلام الى الآن، فان دي بارديو له في السينما ثلاثة عقود مكتظّة بعشرات الأعمال. وأعماله مختلفة ومتنوّعة ودائما ما لديه ما يقوله عن كل منها معتبراً أن كل فيلم هو تجربة منفصلة. ومعه كان الحوار:

·         حين تقدّم المخرج جيانولي بالسيناريو الذي كتبه بنفسه اليك، ماذا كانت ردّة الفعل الأولى؟

- ردّة فعلي الأولى أنه سيناريو جميل جداً من رجل يعرف ما يتحدّث فيه. فرادة وواقعية الحوار ذكّرتني بالأفلام التي أحبها. لأن الحوار موشم بالشعرية وبالاحترام لفن الرقص وللغناء.

·         هل تحدّث اليك حول الشخصية ذاتها؟ كيف وصفها لك؟

- كان مفاجئاً لي أن أقابل شخصاً في هذه المهنة لديه رؤية واضحة وعقل وامض ويعلم ما يتحدّث عنه ولديه حب كبير للسينما وللغناء. اكزافييه لديه علم رائع بالسينما وبذلك أعني أن لديه علماً بها ولا يفضل نوعية على أخرى، وفي ذات الوقت انتقادي. لذلك حين بعث السيناريو اليّ قلت نعم بدون تردد. ليس هناك في العمل من رسائل خفيّة واشكالات بل مجرّد قصة بسيطة وحيوية ناتجة عن خيال شاب مستقل لديه ما يريد قوله في أفلامه.

·         هل كان صعباً عليك أن تندمج في شخصية المغني؟

- شخصية المغني واسمه في الفيلم “ألان” شخصية رجل يحب الألحان والأغاني التي تدفع الناس الى الرقص. لم يكن صعباً كثيراً القيام به لأن المطلوب ليس تقليده بل تجسيده.

·         هل الأغاني فرنسية كلاسيكية؟

- نعم. من غناء ألان شانون.

·     في أفلامك السابقة، في معظمها على أي حال، كان وجودك البدني يقود الأداء. حضورك يستمد الكثير من شكلك البدني. هنا يبدو العكس...

- رغم أني لا أحب الاعتراف بذلك، لكن ربما ما تقوله صحيحاً على الأقل بالنسبة لنصف ما مثّلت. على ذلك هذا دور يختلف عن كل ما لعبته من قبل. شخصيات الفيلم. أنا في الفيلم لا أقصد أن أكون مؤثّراً والأغبياء فقط هم الذين يتأثرون. عندما يكون الناس على طبيعتهم فانهم أناس جيّدون لا داعي للقلق منهم. الباريسيون لم يعد لديهم حس بما هو واقعي او بما هو لغزي. وشخصيات هذا الفيلم ربما تفتح باب الفرصة للمشاهدين بأن يعودوا الى طبائعهم العادية البسيطة لأنهم بذلك سوف يشعرون بقيمة الحياة أكثر. هذه كل “الأجندة” التي عند المخرج فهو لا يحكم على هذه الشخصيات بل يحبها.

·         هناك أغنية تقول “كل مرة يعتقد فيها الآخرون انك انتهيت، تعود أقوى”... هل تصف هذه الأغنية وضعك كممثل؟

- (يضحك).. إنها كلمات بسيطة وقويّة والممثل أول من يشعر بأنه انتهى وأول ما يلاحظ انه عاد بقوّة كما لو كان يرفض أن ينتهي. الممثل لا يعيش طويلاً في الحياة العامّة لأن الناس تبعث فيه الحياة، بل لايمانه بنفسه أولاً. حين نخسر موهبتنا ندرك فقط كم كنا موهوبين، لكن طالما أننا نعمل بنفس الطاقة ولا نحاول تحليل ما نقوم به والاعتقاد بأننا موهوبون فعلياً فإن الأمور لابد أن تسير جيّداً.

المفكرة.. "كيف الحال" .. وغيره

* شهد العرض الذي أقيم لفيلم “كيف الحال” نجاحاً ملحوظاً فقبل نصف ساعة من بدايته داخل قاعة من قاعات قصر المهرجان، بدأ وصول الحضور الذي كان مزيجاً مختلطاً من نقاد وصحافيين ومبرمجي مهرجانات دولية ومشتري أفلام وموزعين. حين فتح باب الصالة تدافع الحشد لاحتلال مقاعدهم ما نتج عنه إبقاء عشرات الذين جاؤوا لحضور الفيلم خارج القاعة. وبينما تفاوت رد الفعل النقدي بين الرفض الجزئي والقبول العام بدا واضحاً أن الإعلام العربي والغربي تحلّق حول هذا الفيلم على اعتباره الفيلم السعودي الروائي الأول من حيث طروحاته الاجتماعية الآنية على الأقل.

*  ما عرض ولا يزال حين كتابة هذا التقرير في أرجاء “كان” يتفاوت من أفلام أغدقت عليها الأموال لإنتاجها على النحو الذي جاءت عليه (لديك كل الأفلام الأمريكية التي عرضت رسمياً خارج المسابقة والكثير من أفلام المسابقة من بينها “بابل” و”مواطنون”) وأفلام لم تتمتع بميزانية يوم واحد من ميزانية فيلم مثل “رجال إكس 3: الوقفة الأخيرة”.

أحد هذه الأفلام “12.،8 شرقي بوخارست” الذي موّل مخرجه كورنيلو بورمومبوي معظم تكلفته من جيبه الخاص.

إنه أحد فيلمين رومانيين عرضا هنا وتحدّثا عن موضوع واحد وزمن واحد هو المرحلة الأخيرة من حياة البلاد السياسية قبل التخلص من الحكم الستاليني الذي تمثّل بشخصية الرئيس نيكولاو شاوشيسكو سنة 1989. الفيلم الثاني بعنوان “الطريقة التي أمضيت فيها نهاية العالم” لكتالين ميتاليسكو.

هذا الفيلم الداكن والحزين يرفع بين أسماء الذين عملوا فيه اسما المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي والمخرج الألماني فيم فندرز كمنتجين مشاركين.

* فيلم بولندي عن أيام ما بعد انهيار الشيوعية يكشف عن وضع لا يخلو بدوره من تعقيدات الحياة المعاصرة.

الفيلم هو “استعادة” لسلوفومير فابيشي: دراما اجتماعية عن الطرق المسدودة أمام شاب في التاسعة لكي يحقق حياة آمنة بعيداً عن مخاطر الفساد الحاصل.

واحد من أفلام بولندية متزايدة حول مشكلات اليوم في مجتمع تحرر من قيد ووقع في آخر. الفيلم عرض في “نظرة ما”.

* وفي التظاهرة ذاتها تم عرض “سكانر داركلي”، ثاني فيلم للمخرج الأمريكي رتشارد لينكلاتر في هذه الدورة بعد “أمّة الطعام السريع”.

ذلك الفيلم، لم يترك الأثر الذي يتوخّاه، لكن الذين انتقدوه من نقاد سينما أوروبيين عموماً أعجبوا بفيلمه الثاني “سكانر داركلي” أيّما إعجاب.

مثلما كان فعل لينكلاتر قبل أعوام عندما حقق “يقظة” مصوّراً ممثليه على نحو طبيعي ثم مولجاً بالنتيجة في الكومبيوتر ليستخرج منه فيلماً كرتونيا، يأتي هذا الفيلم على نفس المنوال.

* وأخيراً، هناك مجموعة كبيرة من  الأفلام القصيرة في مسابقة خاصة بها، وبعضها من إخراج سينمائيين معروفين: وولتر سايلس (“مفكرات الدراجة”)، ألكسندر باين (“سايدوايز”)، ألفونسو كوارون (“هاري بوتر وسجين أزكابان”)، الى جانب جين كامبيون وجس فان سانت والأخوين كووين.

الخليج الإماراتية في

28.05.2006

 
 

القبس في مهرجان كان 59 : فيلم "بلديون" للجزائري رشيد بوشارب

سينما للتاريخ والذاكرة ضد النسيان

كان - القبس - صلاح هاشم 

اوف .. اخيرا فيلم عربي جيد وجميل وبديع، ويرفع من معنوياتنا في 'كان' بعد ان خسفت بنا جل الافلام العربية التي شاهدناها الارض، وكانت مشاهدة بعضها في المهرجان الكبير، مثل 'ظلال الصمت' لعبد الله المحيسن،اول فيلم سعودي حسب ما جاء على لسان مخرجه، وفيلم 'كيف الحال' لروبرت مسلم، اول فيلم سعودي ايضا حسب قول شركة 'روتانا منتجة الفيلم، حيرتمونا يا سادة، كانت عذاب والم ونار، ولم تحقق اي متعة، وسنعود الى الفيلمين بتفصيل اكبر في حينه..

اوف، اخيرا فيلم عربي بديع، هكذا رحت اردد على نفسي بعد ان شاهدت فيلم 'بلديون' او السكان الاصليون للمخرج الجزائري المتميز رشيد بو شارب الذي يمثل السينما العربية رسميا، والمشارك باسمها في مسابقة المهرجان. وكانت قاعة العرض العملاقة في قصر المهرجان الكبير اهتزت بالتصفيق لعدة دقائق بعد عرضه، إشادة واستحسانا بفيلم 'بلديون' الذي نرشحه للحصول على جائزة من جوائز المهرجان، لتميزه على عدة مستويات..

العرب وماضي فرنسا الاستعماري

إذ يحكي 'بلديون' عن موضوع 'ماضي فرنسا الاستعماري' الذي تتحاشى السينما الفرنسية تحديدا الخوض فيه، وتفضل ان تهيل عليه التراب، او ان يظل دوما طي الكتمان، حتى لا تنكشف الجرائم التي ارتكبت، والتضحيات التي بذلت، والانتهاكات التي وقعت، والدم الذي اريق، فمن الافضل لعدم الإحراج، ولحفظ ماء الوجه لدى الحكومات الفرنسية اليمينية المتعاقبة، ان تظل الحقائق التي لم تتكشف بعد محفوظة في سرية تامة، وبخاصة ما هو متعلق منها بمشاركة الجنود العرب من شمال أفريقيا، اي من الجزائر والمغرب وتونس وداخل فرق خاصة اطلق عليها فرق 'الانديجين' اي الفرق المكونة من اهالي وسكان المستعمرات الفرنسية الاصليون، مشاركتهم في الجيش الفرنسي اثناء الحرب العالمية الثانية - تبدا احداث الفيلم عام 1943- وفي تحرير اجزاء من ايطاليا وفرنسا، وينتهي الفيلم المؤثر الإنساني العميق، بمشاهد لتحرير قرية في إقليم الالزاس من العسكر الالماني النازي، يسقط فيها اعضاء فرقة 'البلديون' ويستشهدون جميعا إلا جنديا وحيدا، يظل على قيد الحياة كي يحكي عن ذاكرة 'الاسلاف' اي عن 'اجداد' ابناء العرب المهاجرين من الجيل الثالث الآن، اجداد هؤلاء الشباب من الفرنسيين الذين ولدوا وكبروا هنا، ومع ذلك تمارس عليهم سياسات التفرقة العنصرية بسبب لون جلدتهم السمراء، وشعورهم المجعدة، ويحرمون من العمل ولا يتمتعون بابسط الحقوق التي تضمنها فرنسا الجمهورية والشعارات المجيدة التي ترفعها مثل العدالة والحرية والمساواة.

ولذلك فان اول انجاز يحققه هذا الفيلم، يتحقق على مستوى كتابة التاريخ، اذ يحكي عن وقائع تاريخية ثابتة، ويطعمها بشهادات حية لبعض هؤلاء الجنود العرب 'البلديين' الذين شاركوا في معارك التحرير من قبضة النازي والفاشية، لكنه يحول الوقائع وتلك الشهادات الى قصص إنسانية حميمية تذوب رقة وعذوبة، ويسرد علينا رحلة اربعة جنود- سعيد وعبد القادر ومسعود وياسر- ضمن الفرقة، ويرصد بدقة وذكاء التحولات التي طرات علىهم من خلال الاشتراك فيها وفي الحرب، وينتهي الفيلم باستشهادهم جميعا إلا من عبد القادر، الوحيد في الفرقة الذي يحسن القراءة والكتابة بالفرنسية، ونراه في آخر مشهد في الفيلم يتردد على مقبرة جماعية للجنود الفرنسيين والعرب الذين استشهدوا في حرب تحرير فرنسا، بعد مرور 60 عاما على التحرير، ثم يتوجه الى غرفة صغيرة ضيقة في بناية متواضعة حيث يعيش الآن وحيدا في الالزاس بلا زوجة ولا اولاد، ووحده يجتر ذكريات تلك الحرب، ويدرك انه بعد كل هذه التضحيات والانتصارات لم يحصد الا الخيبة وهذا الوضع الإنساني المزري البائس يا للاسف، بل ان فرنسا كما يذكر الفيلم من خلال شريط كلام يهبط على الشاشة في النهاية، تعمدت من خلال حكوماتها المتعاقبة، وكان هذا هو 'جزاء' حربهم وانتصاراتهم، تعمدت ان توقف صرف مرتبات ومعاشات هؤلاء الجنود، بعد ان عادوا إلى بلادهم الاصلية او سكنوا فرنسا، ثم اعادتها ثم اوقفتها، ويفضح تلك المواقف ويدينها، بعدما كان رشيد بو شارب كشف خلال الفيلم عن سياسات التمييز التي كانت تمارس على تلك الفرق المكونة من العرب والافارقة السود في الجيش الفرنسي الكولونيالي، إذ كانوا يرتدون ملابس خاصة تميزهم، ومحرومين من اكل الطماطم التي كانت توزع فقط على الجنود الفرنسيين، ولم تكن تعقد لهم يا للمصيبة دورات تاهيل وإعداد عسكري قبل خوض المعارك، وكانوا دوما في طليعة ومقدمة الجيش، واول من يضحون بحياتهم، والجيش الفرنسي من بعيد يتفرج عليهم بالمنظار المكبر، قبل ان يدفع بجنوده الى خنادق القتال.

بطولة جماعية تشمخ بموهبة الممثلين

ويحقق الفيلم، من دون الدخول في تفاصيل احداثه، إضافة اخرى على مستويين، اذ يجعل البطولة في الفيلم 'بطولة جماعية'، ويكاد يكون منح هنا لمجموعة من الممثلين من ذوي الاصول العربية في فرنسا، افضل ادوراهم على الإطلاق.

جمال دبوس في دور سعيد راعي الماعز الذي يهرب من حب الام الخانق الذي يكبس على نفسه في الجزائر، ويجد خلاصه في الانخراط في الفرقة ويجد في احترام وحب رئيسه الفرنسي تعويضا عن الاب الذي افتقده في حياته.

وسامي نصري في دور ياسر الجندي الصامت دوما الواثق بنفسه، واكثر افراد المجموعة ادراكا الى ان فرنسا التي تعاملهم في الجيش بفوقية واحتقار لن تكافئهم ابدا على عملهم، وكان ياسر انخرط في الفرقة ليجد المال اللازم لزواج اخيه المشارك في الفرقة ايضا. ومن اروع مشاهد 'بلديون' المشهد الذي يموت فيه اخوه بين يديه في نهاية معركة فيروح يصرخ وهو يحدق في السماء اللانهائية ان عليش ياربي اي لم يا الهي؟ فقد كان يحارب فقط من اجل مساعدة الاخ فقط على تكاليف الفرح، فإذا به يحضر حفل افتراس الاخ، وزفافه الى الموت ـ اللعنة.

ورشدي زيم في يدور مسعود اكثر افراد المجموعة او الفرقة رومانسية وعاطفية، الذي يقع في غرام فتاة فرنسية ويتواعدان على الزواج، غير ان القيادة العسكرية كانت وزعت منشورا سريا يقضي بتحريم الزواج بين فرنسية واي من جنود فرقة 'البلديون' المكونة من عرب وافارقة، وكان مسعود يكتب لحبيبته الفرنسية، فلا يتلقى على رسائله ردا، حيث ان الرقابة العسكرية كانت تصادر تلك الرسائل فلا تصل ابدا الى اصحابها.

بل ان الفيلم منح جمال دبوس اول أدواره التمثيلية الحقيقية في السينما وجعله يتحول من نجم اسكتشات فكاهية مضحكة في فرنسا الى ممثل قدير، وجعله يحقق بذلك نقلة نوعية مهمة في مساره الفني. وكان من الواضح ان الفيلم كما تمثله مخرجه رشيد بوشارب يريد ان يحقق العدالة لاسلاف المهاجرين العرب الى فرنسا وجدودهم، بعد ان حرموا من ابسط الحقوق، وراحوا ضحية للإهمال والنسيان المتعمدين.

وربما كان اجمل ما في فيلم 'بلديون' لرشيد بو شارب إنتاج جزائري فرنسي مغربي بلجيكي، الذي تكرس لكتابة شريحة من تاريخ فرنسا من جديد، وتقديمها للاجيال القادمة، انه لم ينشغل بتصوير المعارك الحربية في الفيلم، كما فعل ستيفن سبيلبيرغ في فيلم 'انقذوا الجندي ريان'، لكي يستعرض عضلاته التقنية والحرفية، ويحكي عن بطولات.

بل ركز على الجانب الإنساني، اي افراد المجموعة الإنسانية في الفرقة ليحكي وبتواضع جم عن احلامهم وامالهم وطموحاتهم على سكة الخلاص / وجعلنا نتعاطف مع حكاياتهم ونشاطرهم همومهم واحزانهم..

فيلم 'بلديون' هو ولكل الاسباب التي ذكرناها، يعتبر إضافة مهمة إلى السينما العربية الجديدة التي تحكي بالصورة من غير ثرثرة او جعجعة، وتجيد فن التكثيف والإصغاء، ولا تتعامل مع السينما كبضاعة، بل كرسالة واداة تفكير في مشكلات مجتمعاتنا الإنسانية وتاريخه وتناقضاتها تحت الشمس. سينما تضع عينها على الإنسان في مركز العالم، على همومه واحزانه وتعتبر ان وظيفة السينما هي ان تقف في وجه الظلم، وتحارب من خندق البؤساء المعذبين في الارض.

ومن واقع متابعاتنا لاعمال المهرجان ل'القبس'، نرشح بقوة فيلم 'بلديون' للفوز بجائزة في المهرجان، ضمن مجموعة الافلام التي تضم الفيلم المكسيكي 'بابل'، والفيلم الاسباني 'عودة'، والفيلم التركي 'مناخات'، ولنا وقفة مع حصاد 'كان' 59 في اعداد مقبلة من 'القبس'..

القبس الكويتية في

28.05.2006

 
 

المخرج البريطانى كين لوش

مهرجان كان يكافيء مجددا السينما السياسية الملتزمة 

بعد السعفة الذهبية التى منحها السنة الماضية لفيلم "الولد الاجتماعي" للاخوين داردين اختار مهرجان كان هذه السنة ايضا مكافأة السينما السياسية والملتزمة عبر منح السعفة الذهبية لفيلم كين لوش حول حرب الاستقلال الايرلندية.

وقال المخرج البريطانى المعروف بميوله اليسارية لاحظنا من خلال وسائل الاعلام أن هناك الكثير من الحروب ولا يمكن للناس أن ينسوا ذلك بسهولة وينعكس هذا الامر فى السينما .

وأضاف أن معالجة هذه المواضيع امر حيوى جدا بالنسبة الى السينما والافلام ليست هنا من أجل تسلية الناس الذين يريدون أن ياكلوا الفوشار .

وتابع اذا تجرأنا على قول الحقيقة حول الماضى فهل نتجرأ أن نقول الحقيقة أيضا حول الحاضر.

ويروى فيلمه"ذى ويند ذات شيكس ذى بارلي" -الرياح التى تهز الشعير- معركة الاستقلال عن بريطانيا التى تعود الى العشرينات من القرن الماضي.

ولم تكتف لجنة التحكيم بذلك ولعلها ارادت ان تكون الرسالة التى تبعث بها اكثر وضوحا فقررت منح الجائزة الكبرى وهى الجائزة الاهم بعد السعفة الذهبية للمخرج الفرنسى برونو دومون عن فيلم "فلاندر" الذى ينقل المشاهدين الى مسرح حرب شبيه بالعراق.

ويتضمن الفيلم لقطات متتالية لعمليات اغتصاب واعدامات وهجمات ما يخلق شعورا بعدم الارتياح يضاف اليه كون فلاندر عملا خاليا من الموسيقى وبالحد الادنى من الحوارات وبعيدا جدا عن الموثرات السينمائية الهوليوودية.

الا ان المخرج الفرنسى الذى سبق له ونال الجائزة الكبرى لمهرجان كان فى 1999 عن فيلمه "لومانيتيه" رفض المقارنة بين فيلمه وحرب العراق.

واعتبر عمله عما اايحائيا وقال "لا تهمنى الحرب العراقية ولا ادعى اننى فى وارد اعطاء دروس لاحد . لكن صورة هولاء الجنود القادمين من ريف فلاندر منطقة ممتدة بين فرنسا وبلجيكا والذين يرتكبون اعمالا وحشية تذكر الى حد بعيد بالجنود الاميركيين الشباب المسؤولين عن الفظائع المرتكبة فى سجن ابو غريب".

كذلك بدا المنحى السياسى واضحا فى منح جائزة أفضل أداء بشكل جماعى الى ممثلى فيلم "انديجين" سكان اصليون للفرنسى رشيد بوشارب الذى يحيى عبر الفيلم الدور الذى أداه جنود جيش إفريقيا فى تحرير فرنسا فى نهاية الحرب العالمية الثانية.

وأصر بوشارب على التذكير بأن فرنسا لا تزال تدين للمقاتلين السابقين الذين أتوا من إفريقيا بدفع تعويضاتهم.

وقال المخرج إن البعض ينتظر الاعتراف الذى يستحقه. وقد حكم مجلس شورى الدولة على الحكومة الفرنسية بتعويض كل هولاء الجنود بشكل كامل.كذلك حكمت المحكمة الاوروبية اخيرا على الدولة الفرنسية فى الاتجاه نفسه.

وقال بوشارب أنه يخطط لتنفيذ فيلم فى وقت لاحق حول حرب الجزائر 1945- 1962 وهى مرحلة اخرى غير مشرفة تماما بالنسبة الى فرنسا ولم تتطرق اليها السينما الا نادرا.

ويرى المندوب الفنى فى المهرجان تييرى فريمو ان الفنانين هم مواطنون من العالم وتطالهم الاسئلة التى يمكن ان يطرحها على نفسه اى انسان . ويبدو مهرجان كان بمثل هذه الجوائز منسجما مع المهرجانات الكبرى الاخري.

ففى برلين منحت جائزة الدب الذهبى فى شباط/فبراير لفيلم "غربافيتشا" الذى يروى ماساة مسلمة يغتصبها رجال صرب خلال حرب البوسنة.

ومنع الفيلم للمخرجة جاسميلا زبانيتش فى اراضى البوسنة الصربية.

فى ايلول/سبتمبر منحت جائزة الاسد الذهبى فى مهرجان البندقية لفيلم "بروكباك ماونتن لانغ لي" وهو قصة عن مثليى الجنس اثارت جدلا واسعا فى اميركا المحافظة بزعامة جورج بوش.

-الفرنسية-

العرب أنلاين في

29.05.2006

 
 

حصاد كان 59: أشرق بوجه حسناء إسبانية وجعلها 'أيقونة' لكل العصور

مهرجان 'كان' السينمائي '59' تفرد بكتابة جديدة للتاريخ في عصر العولمة

كان ـ القبس - صلاح هاشم

اعتبر أن دورة 'كان' التاسع والخمسين التي عقدت في الفترة من 17 إلى 28مايو كانت متميزة على أكثر من صعيد، إذا أخذنا في الاعتبار أن ذلك الاحتفال هو أكبر 'عيد السينما' في العالم عن جدارة، ولك أولا أن تتخيل حجم هذا العيد، حين يغزو تلك القرية الصغيرة على البحر في الجنوب الفرنسي المشمس، وتعداد سكانها لا يتجاوز أكثر من 30 ألف نسمة، يغزوها أكثر من 120 ألف إنسان، فإذا بها تتحول إلى أكبر تجمع لصناع فن السينما في العالم، ومركز لاكتشاف المواهب السينمائية الجديدة، وتسليط الضوء على الطريقة التي يتقدم بها فن السينما في العالم ويتطور، لكي يقترب أكثر من التعبير عن نبض الواقع المعيش وتصويره، وهموم الإنسان في عصرنا، داخل مجتمعات الاستهلاك الجديدة في عصر العولمة وانهيار الحدود، وفي أجواء التوتر والدمار والحرب. وإذا بتلك القرية الصغيرة على البحر تصبح بعيدها الفني الإنساني معبدا للسينما، واقرب ما تكون إلى صلاة قدسية في محراب ذلك الفن الذي دخل حياتنا من أوسع باب. والمهم هنا كما أشرنا من قبل في كتاباتنا ل'القبس' من المهرجان، أن ذلك العيد يكرس كل أعماله واحتفالاته، لا للكسب التجاري البحت المشروع، أو الدعاية للسياحة في المدينة، على الرغم من الانتعاشة الاقتصادية التي تتحقق من إقامة المهرجان للإقليم، وتصل قيمتها إلى 200 مليون يورو كل سنة. بل يكرسها ويوظف نجومها للدعاية ل 'سينما المؤلف'، أي السينما التي تطرح تساؤلات على عصرنا وزمننا، وتسأل لماذا تستحق حياتنا أن تعاش، ومن أين أتينا، وإلى أين نحن ذاهبون، وتفلسف وجودنا الإنساني ذاته، وتمنحه قيمته ودلالته ومعانيه.

وقد تتسامق أحيانا بأعمالها عند كوكبة من المخرجين من أمثال السويدي برجمان والفرنسي جان لوك جودار والهندي ساتيا جيت راي والأميركي فرانسيس فورد كوبولا لتضعهم في مصاف كبار الكتاب والروائيين العمالقة في عصرنا، من أمثال الأميركي وليام فولكنر أو إليوناني نيكوس كازانتزاكيس أو الروسي أنطون تشيكوف أو الهندي رابندرانات طاغور. إذ إن سينما المؤلف هي عكس السينما التجارية، التي تقدم للجمهور ما تعرف انه يريده، فتلف له البضاعة في ورق سوليفان، كما في 'شيفرة دافنشي' وتتحفه بمتبلات الإبهار والمؤثرات البصرية، ولا تحمل كصناعة مثل صناعات الأسلحة والدمار هما أو قضية، بل تضع عينها وقلبها على جيب المتفرج. في حين تخاطب 'سينما المؤلف' عقولنا، وتجعلنا نتأمل في حياتنا ونفكر، وتقدم لنا ما لا نعرف أننا نريده، وتدهشنا هكذا باكتشافاتها وابتكاراتها، وتشتغل على فن السينما وتطوره من داخله، وحين تعرض مثلا للحرب، تقف ضد الظلم، وتطور من وعينا بالعالم، وتدعو إلى أخوة الإنسانية، ومجتمعات أكثر محبة وعدالة وتسامحا.

أحسن الأفلام

لف واجهة 'شيفرة دافنشي' ورجال اكس X MEN وغيرها من أفلام هوليوودية تجارية بحتة، تروج فقط للإبهار بأي شكل وبأي ثمن قدمها المهرجان، حضرت 'سينما المؤلف' هذه بقوة في المسابقة الرسمية، من خلال بعض الأفلام المتميزة، التي جددت فينا الأمل في سينما أكثر التزاما بقضايا عصرنا، ومتعتنا وثقفتنا بسحر الفن.

فلاندرز وبربرية الحرب

فيلم 'فلاندرز' FLANDRES الفرنسي لبرونو دومون، الذي يحكي عن بربرية الحرب، وكيف تحول البشر إلى وحوش، ويذكر بالحرب الدائرة حاليا في العراق، ويحيل إليها وإلى دمويتها، ويرينا كيف تؤثر في نفسية بطل الفيلم، ذلك الشاب المزارع غير القادر على الإفصاح والبوح، وإذا به فقط بعد أن شاهد الأهوال والرعب في الحرب، يعود لينطق بكلمة أحبك، ويرددها بعد صمت طويل على حبيبته.

'مناخات' قطعة موسيقى

ومثل فيلم 'مناخات' CLIMATS التركي لنوري بيلج سيلان، الذي يحكي عن الحب والرغبة، من خلال تصوير وتشريح أزمة عاطفية بين زوجين أثناء إجازة صيفية، وتطورها في مناخات وأجواء متعددة عبر فصول الصيف والخريف والشتاء، ويحكي الفيلم عن 'صدع' عاطفي نفساني، وقلق وجودي، واعتبره فنيا وسينمائيا مثل اللوز المقشر، أو الشهد المصفى، وأشبه ما يكون بكتابة الشعر بالسينما، وتخفيف آلام أرواحنا الهشة، وهو يحكي أصلا عن 'هشاشة' العواطف، وينطق بحكمة الوجود، أن شيئا لا يثبت أبدا على حال، ويكاد يكون مثل قطعة موسيقية، من خلال التعبير بالصورة وحدها، والتأمل والصمت.

'بلديون' يعيد كتابة التاريخ

وفيلم 'بلديون' INDIGENESالذي يذكر من خلال قصة أربعة جنود جزائريين في الحرب العالمية الثانية لتخليص الوطن الأم MERE PATRIE فرنسا من الاحتلال الألماني النازي، يذكر بتاريخ أكثر من 130 ألف جندي أفريقي، شاركوا في الجيش الفرنسي، وحققوا انتصارات لا يستهان بها بشجاعة منقطعة النظير، فيعيد كتابة التاريخ من جديد بالسينما، وينتشل ذاكرة هؤلاء الجنود من الإهمال والضياع والنسيان، حتى يدرك الجيل الحالي من أبناء المهاجرين العرب والأفارقة، حجم التضحيات التاريخية التي بذلها أسلافهم وأجدادهم، من أجل تحرير تلك البلاد، والتعرف عليها وعلى أهلها وأناسها، وعلى أمل أن تتغير هذه العقلية الفرنسية التي مازالت تعامل أبناء المهاجرين من العرب والأفارقة بتعال وفوقية وعنصرية، وتمنعهم بسبب لون بشرتهم والأصول التي ينتمون إليها من صعود السلم الاجتماعي وتمارس عليهم سياسات التمييز في العمل والسكن. والجميل هنا ان المهرجان دعا بعض هؤلاء المحاربين الجزائريين القدامى لحضور عرض الفيلم والاحتفال به في 'كان'، ونرشح الفيلم الذي نعتبره بمنزلة 'تحية' إلى هؤلاء الجزائريين الأميين البسطاء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل فرنسا في الحرب، ولم يحصدوا سوى الخيانة ونكران الجميل، للحصول على جائزة أحسن سيناريو، وربما جائزة أحسن ممثل، ولعلها تكون هنا جائزة 'جماعية'، وتمنح إلى أبطال الفيلم الممثلين الأربعة جمال دبوس وسامي نصري ورشدي زيم وسامي بو عجيلة، الذين تألقوا بتمثيلهم في الفيلم.

'عودة' وشجاعة النساء

وفيلم 'عودة'VOLVER الاسباني لبدرو المودوفار، الذي اعتبره بمنزلة تحية إلى المرأة مستقبل الإنسان، كما يقول الشاعر الفرنسي العظيم اراجون في احدى قصائده، تحية إلى الأم والزوجة والأخت والحبيبة، ويعتبر الفيلم بمنزلة 'عودة' إلى المودوفار على أكثر من مستوى: عودة إلى النساء اللواتي أثرن في حياته في الحياة والسينما، وعودة إلى موضوع الأسرة وأسرارها، وعودة إلى ممثلته وبطلة أفلامه الفيتيشية كارمن مورا التي تمثل دور الشبح في الفيلم وجعلتنا نحب كل الأشباح، ولا نهابها إذا كانت على شاكلتها، وعودة إلى قريته الأصلية في إقليم المانشا في أعماق الريف الاسباني، وتقاليد القرية الممثلة في روح المحبة والجيرة الحسنة، والتضامن بين الناس، ونرى في الفيلم كيف تقوم الجارة في غياب افراد الأسرة في المدينة بالسهر على رعاية العمة العجوز حتى بعد موتها وتتكفل بكل شيء. وربما كانت بينيلوب كروز التي نورت بجمالها مهرجان كان، ووسمته بالبهاء والحسن، وجعلتنا جميعا نقع في حبها من خلال دورها في 'عودة'، الذي يعبر عن شجاعة النساء في مواجهة أزمات كل يوم، والحرائق الصغيرة والكبيرة كل نهار. ربما كانت جديرة حقا بالفوز بجائزة أحسن ممثلة في المهرجان، وبخاصة إذا اعتبرنا أن المودوفار بفيلمه هذا الجميل الأصيل، قد نجح إلى أبعد حد في تكريم النساء في محلنا، وعبر بفيلمه عن تقديرنا لهن، ومعزتهن في قلوبنا، بل لقد اعتبر هو ذاته فيلمه هذا بمنزلة 'هدية' و'تحية' إلى ممثلتين عظيمتين في تاريخ السينما الايطالية والعالمية هما آنا مانياني وصوفيا لورين، ونجح في أن يمنح بنيلوب كروز أفضل وأنضج أدوارها على الإطلاق على الشاشة، ويحولها إلى 'أيقونة' مثل مارلين مونرو.

'بابل' وفن بلا حدود

وفيلم 'بابل' يناقش موضوع 'الإرهاب' في 4 قارات، ونجح في كشف الخيوط الخفية التي تربط ما بين البشر، بعد ان فرقتهم مجتمعات الاستهلاك الجديدة والروح الميركانتيلية التجارية في عصر الاتصالات والعولمة وانهيار الحدود، حتى أن ما يحدث في قرية جبلية مغربية بعيدة عن العمران تتردد أصداؤه في المكسيك وطوكيو وعواصم العالم العملاقة. واعتقد ان ادارة مهرجان 'كان' كما أشرت، تريد أن تمنح جائزة لفيلم 'بابل' لأنها تراهن على مخرج الفيلم المكسيكي إليخاندرو غونزاليس ايناريتو، باعتباره أحد أبرز المواهب السينمائية في العالم التي تحتاج إلى مساندة ودعم وتشجيع، حتى تكون في طليعة سينما المؤلف، وتطور من فن السينما في ورشة الابداع. وكنا كشفنا سابقا عن أسلوب ايناريتو السينمائي المميز الذي يستفيد من تقاليد الفيلم الهوليوودي التي أرساها المخرجون الكبار، بخاصة في بناء السيناريو المحكم المشدود، ويوظفها في خدمة قضايا عصرنا مثل مشكلة الارهاب, كما وظف النجم الاميركي الكبير براد بيت لخدمة الفيلم، واستفاد من نجوميته ونجومية كيت بلانش، في دعم تمثيل الممثلين غير المحترفين الذين أدارهم في فيلمه، ونجح ايناريتو إلى حد كبير في ان يمنح الفيلم مصداقيته التي تفقئ العين، واذا به يسحبنا 'بصنعة لطافة'، ويطوف بنا عدة مدن وقارات، ويشدنا إلى مقاعدنا ونحن نتابع أحداث الفيلم، كما لو كنا في حضرة هيتشكوك او فيلم بوليسي مشوق من أفلام الاثارة، ويكشف هنا بفيلمه ان السينما هي فن بلا حدود ولا جنسية بمشاركة ابطال الفيلم من امريكا والمغرب والمكسيك واليابان وأناس لم يمثلوا قط من قبل في حياتهم.

وأتعجب هنا من ان ادارة المهرجان عرضت فيلمين بارزين هما 'باماكو' للموريتاني عبدالرحمن سيساكو وفيلم 'البنات دول' للمصرية تهاني راشد خارج المسابقة، واعتبرهما من أبرز الأعمال التي عرضها المهرجان، اذ يقدم الفيلم الأول الذي يعتبر الفيلم الوحيد الذي يمثل أفريقيا في المهرجان، يقدم 'محاكمة' للبنك الدولي والمؤسسات المالية والمصرفية التي صارت تتحكم في مستقبل القارة، ويطالب بإلغاء ديون الدول الأفريقية مثل مالي، ويشرح آليات المعونات الاقتصادية التي تجعل جزءا كبيرا من تلك المعونات يعود إلى أصحابها، من خلال تشغيل موظفيها وممثليها ووكالاتها في البلد المعني. واعتبر 'باماكو' أو 'المحاكمة' درس في السينما التعليمية، فهو فيلم بسيط وشفاف، والطريف ان محاكمة البنك الدولي في الفيلم تعقد داخل فناء دار كبيرة في وسط العاصمة باماكو، والحياة تسير بإيقاعها المعتاد، حيث يختلط الحابل بالنابل، كما لو كنت في مولد أو سوق، وتغزو المحاكمة زفة عروس بالطبل والمزمار البلدي، وبمصاحبة فرقة موسيقية مثل فرق حسب الله الموسيقية التي تجوب الأحياء الشعبية في قرانا ومدننا في بر مصر العامرة بالخلق والناس البسطاء الطيبين، ولا شيء يدعو أبدا للغرابة في باماكو أو مصر وعموم أفريقيا.

سينما الواقع.. وتوزيع الجوائز

كما اعتبر ان فيلم 'البنات دول' على الرغم من إعجابي بفيلم 'عمارة يعقوبيان' للمصري مروان حامد الذي عرض في 'سوق الفيلم' في 'كان'، ضمن مجموعة كبيرة من الأفلام العربية من مصر والسعودية واليمن، هو أهم فيلم عربي عرضه المهرجان، ويحكي الفيلم من النوع التسجيلي ببساطة وفن وذوق عن فتيات الشوارع في مصر اللواتي يهربن من بيوتهن بسبب قسوة المجتمع والأهل ويلجأن إلى حياة الفقر والبؤس في الشارع وتعاطي المخدرات من كل نوع، ويسأل الفيلم الذي يمنح هؤلاء الفتيات صوتا يعبرون من خلاله عن مآسيهم، يسأل بشكل ضمني وغير مباشر أي مجتمع هذا الذي يسمح بتواجد تلك الشريحة الاجتماعية، ويقعد يتفرج، ولا يحس ولا يختشي على دمه، ولا يخجل من جملة انتهاكات للإنسانية، تحدث في الطريق العام؟ أي مجتمع هذا وأي حكومة وأي دولة لا يهمها أن تعرف ما مستقبل أولادها، ومصير هؤلاء الأبناء الذين يولدون في الحرام، ولا يعترف بهم أصلا، لأن أحدا لا يعترف بأبوتهم، ولا تصدر لهم شهادات ميلاد؟ فيلم 'البنات دول' هو أشبه ما يكون بقنبلة فجرها المهرجان، ليحكي عن واقع البؤساء الهامشيين الجدد المعذبين في الأرض، في مجتمعات التخلف الأنانية الاستهلاكية، ويحذر الفيلم من الهوة العميقة التي صارت تفصل في مصر بين عالمين عالم الثراء الفاحش، وعالم الفقر المدقع والبؤس المزري الذي يعتبر عارا في جبين الإنسانية، ويقدم الفيلم نموذجا باهرا لسينما 'الواقع' CINEMA DU REEL التي ندعو إليها للنزول إلى الشارع والإمساك بتوهج الحياة ذاتها، والاختلاط بالناس في الزحام، بعيدا عن مسلسلات التلفزيون وأفلام السينما الروائية العربية، بخاصة المصرية، التافهة المنحطة. ولو كنت عضوا بلجنة التحكيم لمنحت فيلم 'البنات دول' جائزة لجنة التحكيم الخاصة، غير أنه للأسف لا يندرج في قائمة أفلام المسابقة.

القبس الكويتية في

29.05.2006

 
 

ممثلو رشيد بوشارب الجزائريون ضاعفوا عدد العرب الفائزين في «كان»...

نضال كين لوتش أثمر... والمودوفار اكتفى بإيصال نسائه إلى ذروة الذرى

كان - ابراهيم العريس 

بضربة واحدة تضاعف عدد العرب الفائزين بالجوائز الكبرى في مهرجان كان على مدى تاريخه: اربعة فازوا في الحفلة الختامية للدورة 59، هم مجموع ممثلي فيلم «الافارقة الفرنسيون» لرشيد بوشارب. ولم يكتفوا بالفوز بل أضفوا بلسان جمال دبوس، حيوية مدهشة على حفلة كانت تتثاءب لدورة تثاءبت كثيراً.

اربعة ممثلين من اصل عربي وزملاء فرنسيون لهم، إذاً، حلقوا على شاشة العالم في فيلم كان متوقعاً له ان يفوز بـ «السعفة الذهبية»، لكنه فاز بالتصفيق وبالاجماع وبالصخب السياسي العنيف، ليترك «السعفة» لفيلم سياسي آخر، هو الانكليزي «الريح تعصف» للمخضرم كين لوتش الذي كان دنا من قضايا سياسية عدة، بوصفه آخر اليساريين المحترمين في السينما الانكليزية. وهو تمكن هذه المرة من ان يفوز بالجائزة الأسمى عن فيلم، لم يكن الفوز متوقعاً له على اي حال، لكنه لم يزعج أحداً. بلى... ربما أزعج بيدرو المودوفار ومحبي فيلمه «بولبر» (العودة) الذي كان يستحق «السعفة»، فنال جائزتين لما مجموعه خمسة أشخاص: المودوفار نفسه فاز بجائزة السيناريو، فيما مُنحت بطلات فيلمه، وعلى رأسهن بينيلوبي كوروز وكارمن ماورا، معاً، جائزة أفضل تمثيل نسائي. إذاً «نساء بيدرو الاسبانيات، مقابل رجال بوشارب الجزائريين»، بدعة جديدة في «كان»: لا بطولات فردية هذه المرة!

جائزة الاخراج منحت، الى واحد من أفضل افلام دورة هذا العام، بل الى واحد من أكثر أفلام السينما العالمية عمقاً وتجديداً: «بابل» لالكسندر ايتيراتو الذي يدور في ثلاث قارات، ويدور جزء أساسي منه في المغرب وينطق جزئياً بالعربية. لمخرجه كان الحديث الأطول، وله كان التصفيق الأكبر. «بابل» مجدداً في السينما، مع أنه ليس سوى الفيلم الثالث لمخرجه.

فيلم قوي آخر هو «فلاندر» برونو دومون، نال جائزة لجنة التحكيم الكبرى. الفيلم تدور أحداثه في أرض عربية غير محددة. في حرب غير محددة، ولكنها تكاد تكون حرب العراق. فيلم قاس وعنيف. قاس وعنيف ايضاً الفيلم الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة «الدرب الأحمر» لاندريا رينولد.

من اسم فلسطين مع حضور ايليا سليمان في لجنة التحكيم، الى ارض المغرب في «بابل» وحروب العرب في «فلاندر»، ثم خاصة مع أربعة ممثلين من أصل مغاربي (سامي نصيري، سامي بوعجيلة، جمال دبوس، ورشدي زيم) في جائزة افضل تمثيل... متى كان العرب يتوقعون حضوراً أقوى من هذا في مهرجان من طراز كان؟

الحياة اللبنانية في

29.05.2006

 
 

القبس في مهرجان كان : إعلان جوائز ' كان ' الـ 59

السعفة الذهبية لـ ' الرياح التي تهز الشعير ' وأفضل إخراج لـ ' عودة ' وجوائز جماعية في مجال التمثيل

كان (فرنسا) ـ أ.ف.ب ـ منحت جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان التاسع والخمسين للمخرج البريطاني كين لوش عن فيلمه 'الرياح التي تهز الشعير' فيما منحت جوائز أفضل أداء جماعي لممثلات 'عودة' وممثلي 'شعوب أصلية' فيما اعتبر سابقة في تاريخ المهرجان.

وقال رئيس لجنة التحكيم الفرنسي وونغ كار ـ واي (هونغ كونغ) حول جائزة السعفة الذهبية: 'لقد تأثرنا جميعا بهذا الفيلم وجاء قرارنا حول منحه السعفة الذهبية بالاجماع'.

ونال 'الجائزة الكبرى' وهي الجائزة الأهم بعد السعفة الذهبية، المخرج الفرنسي برونو ديمون عن فيلم 'فلاندر' وهو عمل خال من الموسيقى وحصرت فيه الحوارات الى الحد الأدنى، ما أحدث مفاجأة.

وينال كين لوش المخرج الملتزم ذو الميول اليسارية الذي يحتفل بعيده السبعين في 17 يونيو للمرة الأولى هذه الجائزة عن فيلمه الذي يروي قصة حرب الاستقلال في ايرلندا بعد مشاركته للمرة الثامنة في المسابقة الرسمية للمهرجان.

من جهته قال كين لوش 'نأمل في ان يشكل هذا الفيلم خطوة، ولو صغيرة في مواجهة البريطانيين لماضيهم الاستعماري'.

وأضاف بخصوص فيلمه 'اذا تجرأنا على قول الحقيقة حول الماضي، فقد نتجرأ على قول الحقيقة ايضا حول الحاضر'.

ويروي الفيلم عبر قصة شقيقين نضال الجمهوريين الايرلنديين ضد قوات الاحتلال البريطانية.

ويتطرق القسم الأخير من الفيلم الى الحرب الأهلية التي وقعت بعد ذلك بين الايرلنديين المؤيدين لمعاهدة 1921 التي تعطي ايرلندا الجنوبية حكما ذاتيا جزئيا تحت هيمنة بريطانية وأولئك الذين يطالبون باستقلال كامل.

الى ذلك، منحت جائزة أفضل أداء جماعي لممثلي فيلم 'سكان أصليون' ولممثلات فيلم 'عودة'.

ويوجه فيلم 'سكان اصليون' الذي صفق له الحاضرون كثيرا عند عرضه، تحية للدور الذي اداه جنود جيش افريقيا في تحرير فرنسا في نهاية الحرب العالمية الثانية.

ونالت ممثلات فيلم 'فولفر' لالمودوفار جائزة أفضل اداء في دور نسائي.

وبعدما كانت التوقعات ترجح فوز المودوفار بجائزة السعفة الذهبية، انتهى به الأمر بالحصول على جائزة أفضل سيناريو عن الفيلم الذي كتبه واخرجه.

كما منح المخرج المكسيكي اليخاندرو غونزاليس اناريتو جائزة أفضل اخراج.

ونال فيلم البريطانية اندريا ارنولد 'ريد رود' (الطريق الأحمر) جائزة لجنة التحكيم.

وبين ابرز الخاسرين في هذه الدورة من المهرجان الأميركية صوفيا كوبولا التي لم تحصد اي جائزة عن فيلمها 'ماري انطوانيت' الذي كان من ابرز الاحداث المرتقبة في المسابقة.

كما كان فيلم 'متاهة اله الريف' للمخرج المكسيكي غييرمو ديل تورو من ابرز الخاسرين.

القبس الكويتية في

30.05.2006

 
 

نجوم من أصول مغاربية ينالون جائزة أحسن دور للممثل في مهرجان كان الفرنسي 

عمان - الرأي - آلت السعفة الذهبية لمهرجان «كان» السينمائي الدولي التاسع والخمسين إلى المخرج البريطاني اليساري كين لوتش عن فيلمه عن الحرب في إيرلندية «نهوض الريح» حسب موقع ايلاف الالكتروني. وغاص هذا السينمائي البريطاني في نشأة الجيش الإيرلندي، من خلال قصة فلاحين إيرلنديين قرروا تأسيس الجيش في العشرينات من القرن المنصرم، ينقل المخرج البريطاني مخاض تلك الحرب الساعية للتحرير من الاستعمار البريطاني. ولم يكن هذا الفيلم مرشحا من قبل النقاد والصحافيين الحاضرين إلى الدورة الحالية، لكنه خلق المفاجأة ونال السعفة الذهبية للدورة 59.

دورة هذه السنة شهدت فوز فيلم يحمل من ضمن جنسياته الجنسية المغربية والجزائرية، ويتعلق الأمر بفيلم «بلديون» «إنديجان»، فقد نال الممثلون الأربع جمال الدبوز ورشدي زم وسامي بوعجيلة وسامي ناصيري، جماعة جائزة أحسن دور رجالي لهذه الدورة. وأهدى رشدي زم الجائزة إلى الأبطال الحقيقيين الذين جسدوا شخصياتهم، في إشارة إلى الجنود المغاربة والجزائريين الذين حاربوا من أجل استقلال فرنسا من الاستعمار الناري الألماني.

مخرج الفيلم رشيد بوشارب يحمل أربع جنسيات، بالإضافة إلى المغربية والجزائرية يحمل الجنسيتين الفرنسية والبلجيكية. وشهد تصوير معظم مشاهده في المغرب بما فيها مشاهد الثلج. وكان الأبطال الأربع بالإضافة إلى المخرج صعدوا البساط الأحمر، خلال العرض الرسمي للفيلم، رفقة أحد الجنود المغاربيين الذين حاربوا النازية لاستقلال فرنسا ومازالوا على قيد الحياة. الحضور الثاني للمغرب في جوائز الدورة الحالية تمثل في فوز فيلم «بابل» للمخرج أليخاندرو كونزاليس بجائزة الإخراج. المغرب حاضر في قصة الفيلم، إذ يحكي قصة زوج أميركي فقد آخر مولود له، فقرر المجيء إلى المغرب، هنا ستصيب رصاصة طائشة أطلقها راع صغير من بندقية صيد، الزوجة، جسدتها كيت بلانشيت، فتبدأ رحلة أخرى للزوج جسده براد بيت. قدم المغرب بصورة إنسانية وصور هذا العمل في جزء منه في المغرب. وفي علاقة بجوائز المهرجان، نالت بطلات فيلم «العودة» لألمودوفار جائزة أحسن دور نسائي، ومن ضمن بطلات هذا الفيلم النجمة الإسبانية بينيلوب كروز، ونال الفيلم نفسه جائزة أحسن سيناريو. وكان الفيلم مرشحا للسعفة الذهبية لهذه الدورة. سيناريو الفيلم يقارب موضوع الفيلم بشاعرية وتشويق على طريقة هذا المخرج العبقري.

أما الجائزة الكبرى فعادت إلى «فلاندر» للمخرج الفرنسي برونو ديمون، قدم إدانة للحرب بطريقة سينمائية جميلة، من خلال قصة شاب يقطن في الشمال الفرنسي بارد المشاعر يدخل حربا لا يعرف شيئا عن عدوه ولا عن مكانها. ونال فيلم «ريد رود» للمخرجة البريطانية أدريا أرلوند جائزة لجنة التحكيم.

جوائز الدورة الحالية شهدت فوز السينما الأنكلوساكسونية من خلال فوزها بأغلب جوائز الدورة الحالية، ولم تفز السينما الفرنسية سوى بجائزة واحدة لفيلم لم يعجب كثيرا الصحافة الفرنسية. وقد خاب أمل هذه الصحافة عندما خرج فيلم صوفيا كوبولا «ماري أنطوانيت» خالي الوفاض ولم يفز ولو بجائزة واحدة

الرأي الأردنية في

30.05.2006

 
 

أفلام مهرجان كان تعكس عالما مضطربا

كان (فرنسا) - من مايك كوليت وايت  

اذا كانت السينما هي مرآة العالم فان الافلام التي عرضت هذا العام في مهرجان كان توضح ان العالم في حالة مزرية.

عرضت في مهرجان كان هذا العام افلاما بشأن الحروب والاغتصاب والاختطاف والتعذيب والتحيز والانهيار البيئي والطغيان لمدة 12 يوما في المسابقة والتي انتهت الاحد بفوز فيلم المخرج البريطاني كين لوتش "ذا وند ذات شيكس ذا بارلي" (الريح التي تهز الشعير) بالسعفة الذهبية والذي يدور عن الحرب في ايرلندا.

وعلى الرغم من ان فيلم لوتش ليس بفيلم سياسي مثير للجدل مثل "فهرنهايت 9/11" للمخرج الامريكي مايكل مور الا انه يقارن بين حرب الايرلنديين ضد بريطانيا وبين ما يجري في العراق اليوم.

وذهبت الجائزة الثانية الى فيلم "فلاندرز" وهو فيلم اخر يدور عن الحرب وعلى الرغم من ان مخرجه الفرنسي بروتو دومون نفى اي رسالة خفية فان تصوير جنود يقاتلون قوات تتحدث العربية في الصحراء يعني انه لا مناص من المقارنة بما يجري في العراق.

وشبه الممثل الامريكي جورج كلوني اهتمام الافلام بقضايا مثيرة للجدل بالسينما السياسية في الستينات والسبعينات. ورحب لوتش -وهو مخرج يساري وجه انتقادات حادة للغزو الامريكي للعراق عام 2003 - بالحركة.

وقال لوتش لصحفيين الاحد "الحروب التي نراها وعمليات الاحتلال التي تجري في جميع انحاء العالم، لا يمكن للناس ان تغض الطرف عن هذا.

"حقيقة ان هذا الامر ينعكس على السينما هو امر مهم جدا من اجل صحة السينما. انه امر مشوق للغاية ان تستطيع التعامل مع ذلك في افلام".

ومن ضمن الافلام التي مست قضايا حساسة ايضا فيلم "سمر بالاس" (قصر الصيف) للمخرج الصيني لو يي الذي يدور حول مظاهرات ميدان السلام السماوي عام 1989 و "ديز اوف جلوري" (ايام المجد) حول دور جنود من شمال افريقيا في الدفاع عن فرنسا ابان الحرب العالمية الثانية.

وعرض ايضا فيلم "بوينس ايرس 1977" ويدور حول اربعة رجال خطفوا وعذبوا من قبل الحكومة العسكرية في الارجنتين وفيلم "بانز لابرينث" (متاهة بان) الذي يتناول قصة الهروب العقلي لفتاة من قسوة الحياة في اسبانيا ابان حكم الدكتاتور فرانكو.

ويدور فيلم "بابل" الذي فاز مخرجه اليخاندرو جونزاليس بجائزة افضل مخرج حول كيف يصل الغرب والعرب الى نتائج خاطئة بشأن الاخر بسبب الشكوك التي تولدت بعد هجمات ايلول/سبتمبر.

ووصفت البريطانية هيلينا بونهام كارتر عضو لجنة التحكيم مشاهدة الافلام انها كانت مرهقة بشكل مدهش.

وقالت "في كثير من الافلام كان هناك الكثير من العنف والمشاهد الكئيبة. ولقد أثر ذلك علينا، بالتأكيد كان له تأثير علي وعلى جهازي العصبي".

وانضم فيلمان من ثلاثة افلام امريكية شاركت في المسابقة الى هذا الاتجاه.

وانتقد فيلم "فاست فود نيشن" (امة الطعام السريع) لريتشارد لينكلاتر سلاسل المطاعم في الولايات المتحدة بينما يصور "ساوثلاند تيلز" (حكايات ساوثلاند) لريتشارد كيلي امريكا في المستقبل القريب على حافة كارثة اجتماعية وبيئية.

وقدم ال جور نائب الرئيس الامريكي السابق فيلما تسجيليا عن ظاهرة ارتفاع درجات حرارة الارض اسمه "ان انكونفينينت تروث" (حقيقة غير مريحة) كما عرض مخرجان امريكيان لقطات من افلام قادمة عن هجمات سبتمبر وحرب العراق.

وفي فيلم "وورلد تريد سنتر" (مركز التجارة العالمي) للمخرج اوليفر ستون يلعب نيكولاس كيدج دور شرطي في سلطة الموانئ بنيويورك انحبس بين انقاض البرجين.

اما فيلم "هوم اوف ذا بريفز" (وطن الشجعان) يتناول فيه المخرج ارفين فنكلر ليس فقط الحرب بل ايضا تأثيرها المستمر على الجنود العائدين الى الوطن.

ميدل إيست أنلاين في

30.05.2006

 
 

نتائج رائعة لمهرجان رائع

لوش يفوز بالسعفة الذهبية عن جدارة.. توقعات "الجمهورية" صدقت بنسبة 90%

رسالة كان : سمير فريد

ذكرنا في رسالة "الجمهورية" صباح الأحد "إذا فاز ألمودوفاز أو لوش أو كوريسماكي بالسعفة الذهبية هذا العام فستكون الجائزة أقرب إلي تكريم لمجموع أعماله.

أما "ماري انطوانيت" فليس من المتوقع أن يفوز بأي جائزة رغم حصوله علي أعلي التقديرات في استفتاء نقاد فرنسا. بالفعل فاز لوش عن فيلمه البريطاني "الريح التي تهز الشعير" بالسعفة عن جدارة واستحقاق. ولم يفز "ماري انطوانيت" بأي جائزة.

وذكرنا ان الفيلم الفرنسي "فلاندر" اخراج برونو دومونت الأحق بالجائزة الكبري. وفاز بها. وان الفيلم البريطاني "طريق أحمر" الأحق بجائزة الكاميرا الذهبية. وفاز بجائزة لجنة التحكيم. وأن الفيلم الأمريكي "بابل" إخراج إيخاندرو جونزاليس إيناريتيو جدير بالسعفة الذهبية وفاز بجائزة الاخراج.

جائزة لجزائري

وبالنسبة للتمثيل جاء في الرسالة "انه لا توجد أدوار عظيمة" ولكن سيكون من الجميل أن يفوز الممثل الجزائري سامي بوجيلا عن دوره في الفيلم الفرنسي "بلديون" اخراج رشيد بوشارب. وفاز بها مع أربعة من ممثلي الأدوار الرئيسية في الفيلم وهم جميل دبوزه ورشدي زين وبرنار بلانكان. كما سيكون من غير المزعج فوز نيبلوب كروز أو كارمن ماورا عن دور أي منهما في الفيلم الأسباني "عوده" اخراج ميدور ألمودوفاز. وقد فازا ومعهما أربع من ممثلات الفيلم وهن لولا دوناس وبلانكا بور تيلو ويودن كوبو وهوس لامبرافي.. وفوزه بجائزة التمثيل للرجال و6 بجائزة التمثيل للنساء يؤكد عدم وجود أدوار عظيمة وهي سابقة تحدث لأول مرة في تاريخ المهرجان العريق أن يتم منح جائزة التمثيل لعدد من الممثلين في فيلم واحد. وكذلك لعدد من الممثلات في فيلم واحد. وان كانت قد سبق وحدثت في مهرجان فينسيا وفي مهرجان برلين. ولكن ليس في دورة واحدة لجائزتي التمثيل معاً.

الفيلم الوحيد

وفاز ألمودوفاز بجائزة أحسن سيناريو. أي انه الفيلم الوحيد الذي فاز بجائزتين في كان 2006. ولكن كان من الواضح تماماً استياؤ الشديد من هذه الجائزة. فهو ليس كاتب سيناريو. وإنما مخرج يكتب أفلامه. وكانت تقديرات الكثير من النقاد ترشحه للفوز بالسعفة الذهبية. وكان من الواضح أيضاً أن الجائزتين تعويض عن السعفة. وكان من الأفضل بالتأكيد فوز الفيلم التركي "أجواء" اخراج نوري بلي سيلان بجائزة السيناريو. وهو الفيلم الوحيد الذي توقعنا فوزه بجائزة الاخراج ولم يفز. وكان ترتيبه الرابع في استفتاء نقاد فرنسا.

نتائج رائعة

عدم تقدير "أجواء" كان مفاجأة سلبية في جوائز المهرجان. وكذلك عدم تقدير الفيلم الصيني "قصر الصين" اخراج لويويي. ولكن النتائج بصفة عامة جاءت رائعة لمهرجان رائع قدم أفضل أفلام العالم التي انتهي إعدادها في الموعد المناسب لوضع البرنامج. وقد جاءت النتائج أوروبية "2 للسينما الفرنسية و2 للسينما الإسبانية و2 للسينما البريطانية وجائزة للسينما الأمريكية". وكان من شأن فوز الفيلم التركي أو الصيني تخفيف أوروبية الجوائز في أكبر مهرجان "دولي" للسينما. وبعد انتهاء مهرجان كان أصبح عالم السينما يتطلع إلي مهرجان فينيسيا في الخريف. وينتظر الدورة ال 60 لمهرجان كان التي تحدد تاريخها من 16 إلي 27 مايو عام .2007

الجمهورية المصرية في

30.05.2006

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)