كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان برلين السينمائي

يحتفي بالمخرج الاميركي سام باكنباه

عمان- ناجح حسن

مهرجان برلين السينمائي الدولي

الدورة السادسة والخمسون

   
 
 
 
 

في خطوة اعتبرت غير مسبوقة في المهرجانات السينمائية العالمية، قرر القائمون على مهرجان برلين السينمائي الدولي، الذي انطلقت فعالياته هذا الأسبوع، توجيه تحية خاصة إلى المخرج الاميركي الراحل سام بكنباه، وذلك باختيار فيلمه «بات غاريت وبيل ذاكيد» الذي يعد واحدا من ابرز أفلام الويسترن، ليعرض في حفل الختام بنسخته الكاملة ومن دون تلك التدخلات التي دأب عليها منتج أفلام المخرج الذي غيبه الموت بشكل مفاجىء قبل عقدين من الزمان.

ظلت أفلام سام بكنباه المولود ببلدة فريزنو بالغرب الاميركي العام 1925 تشكل الحيرة والقلق لكثير من النقاد والدارسين فالبعض منهم تعامل معها على إنها أفلام بسيطة تنشد مغازلة السوق بنوعياتها التي تتراوح بين الويسترن ومغامرات الخارجين عن القانون والقسم الآخر منها بوليسي يتناول قضايا الفساد والأساليب الجهنمية لفرار أبطالها من قبضة القانون وأيضا هناك تلك الأفلام التي تتراوح موضوعاتها بين الحربي والجاسوسي.

لكن القلائل من النقاد من توقف مليا في الإشارات والمفاهيم واللقيات الفكرية والجمالية الثرية التي تزخر فيها أعمال المخرج وفيها يستعيد جوانب من بيئته وحياته العملية التي سبقت انخراطه بالعمل السينمائي.

فالمخرج باكنباه ينحدر من أسرة تعود أصولها لقبيلة هندية من السكان الأصليين، واسمه الأخير مستمد من اسم جبل عاش حوله أجداده، واعتبره النقاد من مخرجي جيل التلفزيون الذين أعادوا صياغة تحولات الفيلم الاميركي بالبعد عن المفاهيم الهوليودية المعتادة وقربتهم من تلك التيارات والمدارس السينمائية الآخذة في حقبتي الستينات والسبعينات من القرن الماضي بالتصاعد، مما جعلها تصطدم في أحايين كثيرة مع شركات الإنتاج الهوليودي الكبرى، وعانى باكنباه خلالها من أزمات مالية ونفسية وجعلته دون عمل لسنوات عديدة.

بدت الأعمال الأولى لباكنباه تحفر داخل بيئة وتضاريس الغرب الاميركي كما في أول أفلامه «صحبة قاتلة»،1961 وفيلم «مسدسات بعد الظهر» 1962، وفيلم «الماخور داندي» 1964، ففيها جالت الكاميرا في انفعالات وصرا عات ابطال قادمين من تلك النماذج التي اعتادت عليها مسلسلات تلفزيونية تنشد محاكاة بيئة الغرب القاسية الساعين عن وضع لبنات أساسية لحضارة مدنية برغم كل العقبات ولم تكن مثل هذه الأجواء غريبة على باكنباه فقد انهمك بكتابة موضعاتها لحساب التلفزيون في اكثر من عمل شهير مثل «دخان البنادق» بعد أن أمضى سنوات الحرب العالمية الثانية مجندا على إحدى البوارج الاميركية.

اكثر من خمسة أعوام أمضاها المخرج باكنباه بلا عمل قبل أن يأتي العام 1969 ويحقق فيه رائعته السينمائية «الزمرة المتوحشة» وفيه اختار أسلوبية سينمائية لافته في تقديم مشاهد العنف باللقطة البطيئة مما منحها ملامح شاعرية.

وتشديدا على رؤيته المفعمة بالأحاسيس والمشاعر للمكان وخصوصيته داخل الحالة الاميركية قدم العام 1970 فيلمه المعنون «أنشودة كابل هوغ» عن رجل يترك تحت لهيب الصحراء بين الموت والحياة مما يحدوه إلى التأقلم فيها ويحفر بئرا لاحياء المكان رغم ما تعصف به رياح القسوة والعنف وكان أن حذفت منه الشركة المنتجة مشاهد عديدة من الشريط.

وتعبيرا عن حالة غضب اثر باكنباه أن يتوجه إلى إنكلترا لإنجاز احد أفضل أفلامه «كلاب من قش» 1971 قصة رجل اميركي ناجح بعمله يقرر أن يصطحب زوجته في رحلة استجمام إلى الريف البريطاني وهناك يتعرض لزوجته أشرار يقطنون بالقرب منه عندها يتحول إلى شخصية أخرى مليئة بالعنف والانتقام، وعد هذا الفيلم أول عمل يبتعد فيه مخرجه عن أجواء الويسترن.

ولم يلبث باكنباه أن يعود في العام ذاته إلى أجواء الويسترن بفيلم «جونيور بونر» عن ترويض الجياد بالغرب الاميركي المفعم بالسوداوية والحزن. وفي العام 1973نحن إزاء رائعة أخرى من نوعية التشويق البوليسي «الفرار» وفيه يجلب تعاطف المشاهد مع لص ينجح بالهروب من مطاردة مزدوجة باتجاه المكسيك.

وفي فيلم «بات غاريت وبيل ذا كيد» 1973 المستمدة أحداثه عن قصة حقيقية طالما جسدتها السينما الاميركية ينجح باكنباه في تضمينها لبصماته الجمالية والفكرية الخاصة في تقديم مطاردات لأشهر المطلوبين في الغرب الاميركي بما تتلون به من شاعرية مما قاده إلى الاستمرار بهذا التوجه بفيلمه «احضر لي راس الفريدو غارسيا» 1974حكاية انتقام رجل من آخر كان اعتدى على ابنته، وتجري وقائعه بالمكسيك ببدايات القرن الفائت وهي مرحلة شهدت أفول عصر الكاوبوي ودخول السيارة عوضا عن الجياد.

في منتصف السبعينات يتجه المخرج باكنباه إلى اللون البوليسي المطعم بالجاسوسية بفيلم «نخبة القاتل» الذي اتبعه بعد عامين بلون آخر من النوع الحربي «الصليب الحديدي» وفيه يقدم إدانة قوية للحرب على خلاف كثير من الأعمال المشابهة في السينما الهوليودية. بيد انه بفيلم «قافلة» يعود إلى مناقشة قضية سائقي سيارات الشحن الكبيرة وتضامنهم ضد مأمور شرطة بلدة كان قد وضع زملائهم بالسجن.

في فيلمه الأخير «عطلة اوسترمان» 1984 يناقش باكنباه مسالة بوليسية عن الفساد الذي يعصف في مكاتب التحري.

يحسب لباكنباه تلك الخيارات المتينة في اقتناص نجومه والارتياد بهم إلى عوالم الشهرة أمثال: وارن اوتيس،روبرت يونغ، ستيف ما كوين، آل ما كجرو، جيمس كوبرن، وكريس كريستوفرن.

الرأي الأردنية في

12.02.2006

 
 

الخليج في مهرجان برلين السينمائي الدولي (2)

"عمارة يعقوبيان” في برلين و"كيف الحال؟" ينتظر كان

السينما العربية تبحث عن مكان على الخريطة العالمية

برلين  محمد رضا:

على السطح، ليس هناك من نتوءات تذكر. السينما العربية أشبه بأرض قاحلة ومنبسطة لأميال وأميال في كل اتجاه وأنت في الوسط. لكن تحت هذا السطح ربما يتفاعل الكثير وتعد الأزمات المتلاحقة بانفجار سينمائي قد يكون الأهم منذ سنوات عديدة. في برلين يمكن تحسس مثل هذه الهزات الواقعة حالياً في عمق الأرض، وربما ليس في عمقها البعيد، بل هي أقرب الى السطح ذاته. وجود السينما المصرية في المهرجان المصقع للمرة الأولى من سنين عديدة عبر اختيار فيلم “عمارة يعقوبيان” للدخول في قسم “بانوراما” هو أحد تلك الهزات الواعدة.

صحيح أنه لم يدخل المسابقة (وسنعرف صواب ذلك من عدمه حين نرى الفيلم) لكنه لا يزال اختياراً رسمياً محتفى به ومحاطاً بالكثير من الاهتمام.  إنه الفيلم الأعلى تكلفة في تاريخ الإنتاجات المصرية حسب ما صرّح به المنتج عماد الدين أديب وردّده المخرج مروان حامد. وداخل مصر سيعني إطلاقه بصفّين من النجوم: جدد وقدامى، نقلة نوعية على ما هو معروض منذ سنوات من أعمال مسلوقة وشبه مسلوقة منفّذة لخدمة المواسم الثلاثة: عيد الفطر وعيد الأضحى وموسم الصيف. وبصرف النظر عن مستواه الفني، فمن الواضح أنه إضافة نوعية ولو من باب اختلافه عن السائد الحالي.

هذه المزايا لا تضمن لفيلم “عمارة يعقوبيان” النجاح التجاري في بلاده. لكن شعبية عادل إمام تتيح للفيلم الجديد أملاً إضافياً في إنجاز مهامه التجارية على نحو جيد، كذلك ما يستوحيه المشاهد العربي من قيمة لا بد منها عبر الجمع بين عدد من الممثلين الكبار الآخرين بينهم نور الشريف وبوسي ويسرا. وفوق ذلك، سيدرك المشاهد أنه أمام فيلم لا بد من أنه ذخيرة من الديكورات والتصاميم التاريخية القريبة والشخصيات المحبكة وذلك حين يقرأ او يسمع بأنه أغلى فيلم مصري تم إنتاجه لليوم.

هذه العوامل التي تساعد على بلورة الفضول لا تعمل وحدها في مصر هذه الأيام، فهناك شركات عدة تطمح الى إنجاز ما هو مختلف عن السائد المندثر تحت دخان الوهم بأن السينما المصرية تستطيع النجاح عبر السريع والشبابي والهيّن من الأفلام. ففي الوقت الذي يعرض فيه “عمارة يعقوبيان” داخل مهرجان برلين، تقيم شركة سينمائية جديدة اسمها “تخيّل” عرضها العالمي الأول لفيلم “الآباء الصغار” من إخراج دريد لحّام (ثالث فيلم من إخراج الكوميدي السوري) وفي عرف المنتج يوسف الديب بأن “تحقيق أفلام عربية بالمعنى الكامل للكلمة، أي فيها عناصر مختلطة من فناني الأسرة العربية ليس فقط طموحاً بل ضرورة”. طبعاً كان لا بد من فيلم أول في هذه الحركة يسقط تجارياً لكي تتقدّم الأخرى.

الفيلم الذي سقط تجارياً كان “ملك وكتابة” للمخرجة كاملة أبو ذكري ولم يتمتع بما يكفي من اهتمام جماهيري. تقول المخرجة حين قابلناها أخيراً: “الجمهور اختفى. لا أحد ممن يشاهد الأفلام السائدة اكترث لمشاهدة هذا الفيلم الذي يوفّر مادة هي في نظر كثيرين سينمائية جميلة ودرامية مفعمة بالعمق ولحظات التأمل في الشخصيات وواقعها.

طبعاً هناك سبب لاختفاء هذا الجمهور هو خارج إرادته وهو إدمانه على الأفلام الأخرى لدرجة أن أي فيلم مغاير كان سيسقط وهذا ما دفع الموزع لعدم الاهتمام أصلاً بعروضه. عوض أن يصبر قليلاً سارع بعرضه على نحو متناوب مع أفلام أخرى. الساعة الواحدة “ملك وكتابة”، لكن الساعة الثالثة فيلم آخر ثم “ملك وكتابة” في الثامنة...”.

أفلام جديدة

على الرغم من كل ذلك فإن المستقبل لا يوحي بالتحولات من لا شيء. فحتى سنوات قليلة سابقة كان على الفيلم العربي لكي يتميّز وبل لكي يتحقق أساساً، الاستناد الى شراكة فرنسية كمصدر لتمويله. ولا زالت العديد من هذه الأفلام موجودة بيننا الى اليوم آخرها “دنيا” لجوسلين صعب. لكن الجديد هو أن التمويل أخذ يستقل عن الغرب او عن أي مصدر تمويلي غير عربي وذلك بفضل الرغبة المتزايدة في تحقيق أفلام عربية والاشتراك بها في المهرجانات الدولية غير العربية. جزء من هذا التصرّف لا بد من أن يتبع الشعور بأننا نستطيع أن نفعل أكثر لو أننا موّلنا أفلامنا بأنفسنا بالكامل. والنتيجة ثلاث تجارب حبلى بالتوقعات. ففيلم دريد لحّام “الآباء الصغار”، وهو فيلم عائلي ينتمي الى أسلوب الكوميدي المعروف المتوخّي تحويل الفيلم الى رسالة اجتماعية، مموّل عربيا مائة في المائة، كذلك “عمارة يعقوبيان” وكذلك، وللمرة الأولى منذ أمد بعيد، فيلم فيليب عرقتنجي “بوسطة”. هذا الأخير أصغر تلك الأفلام حجماً (تكلّف مليونا و200 الف دولار) لكن لحين قريب لم تكن لتجد من اللبنانيين من يساهم بربع مليون دولار في فيلم سينمائي الا  وربما إلا  إذا ما جلب معظم تمويله من شركات فرنسية. ليس أن “بوسطة” برهن على استعداد جديد لم يظهر من قبل، بل حقق في الصالات اللبنانية نجاحاً لم يشهده فيلم لبناني آخر الى اليوم. يقول فيليب:”سعادتي كبيرة من حيث أن ذلك يؤكد أن أفلامي وربما أفلام غيري من المخرجين اللبنانيين ستجد من الآن تمويلاً محلياً. لا أقول إن الطريق معبّدة بعد وأنا عانيت من قيامي بالبحث والتنقيب عن ممولين ولعب دور المنتج إلى جانب الكتابة والإخراج”.

“كيف الحال؟”

 وكانت شركة روتانا استحدثت قبل نحو عام شركة إنتاج متخصصة بالأعمال السينمائية وعيّنت لها مدير الأعمال والمنتج أيمن الحلواني. وهذا قسّم نشاطات الشركة الى قسمين: توفير التمويل لأفلام مصرية تجارية لكي يؤمن بها احتياجات السوقين السينمائي والتلفزيوني وإنجاز الأفلام المختلفة ذات القيمة الفنية الجيدة وفي هذا الإطار أقدم على إنتاج “كيف الحال؟”، كأول فيلم سعودي روائي طويل لا من حيث تمويله فقط بل من حيث أنه يتعاطى وأمور في صميم الحياة الاجتماعية السعودية. الفيلم الآن في مرحلة المونتاج ويهدف للاشتراك بمهرجان “كان” المقبل.

وفي عداد المستقبل القريب نجد المخرج الكويتي وليد العوضي أسس مع مستثمرين كويتيين شركة “بوابة الصحراء” وهدفها إنتاج الأفلام التي تخرج عن نطاق المعالجات المحلية الى ما هو عربي عام.

ونجد شركة “غود نيوز سينما” لعماد الدين أديب، المستندة الى تمويل مستثمرين سعوديين، تعمل على إنجاز فيلم كبير آخر عن حياة المطرب عبدالحليم حافظ بعنوان “حليم” وتحضّر لفيلم سيكون الأكبر إنتاجاً، حتى من “عمارة يعقوبيان” هو “محمد علي” يليه فيلمها “القاعدة” عن أسامة بن لادن.

كل هذا النشاط، وغيره، والعين على الجمهور العربي الواسع بأمل أن يستجيب ويدرك أن مستقبل الأمة العربية ليس فقط في يد السياسيين ورجال الاقتصاد بل وبسبب النجاح الكبير لفيلم هاني أبو أسعد “الجنة الآن” بات بيد السينمائيين الطموحين لمثل هذا التغيير وللمشاركة في قيادة الحياة الثقافية بما يضمن استمرار الشعلة.

تمويل مستقل

الجديد هو أن التمويل أخذ يستقل عن الغرب او عن أي مصدر تمويلي غير عربي وذلك بفضل الرغبة المتزايدة في تحقيق أفلام عربية والاشتراك بها في المهرجانات الدولية غير العربية.

الخليج الإماراتية في

12.02.2006

 
 

الخليج في مهرجان برلين السينمائي الدولي (3)

يعرف أن “سيريانا” لن يرضي أحداً

جورج كلوني: الفيلم السياسي يجب أن يأخذ مكانه

برلين  محمد رضا:

بعد لقاء موسع في لوس أنجلوس حال خروج فيلم جورج كلوني “ليلة سعيدة، وحظ طيّب” تُتاح لنا فرصة مقابلة جورج كلوني مرة أخرى، وهذه المرة عن فيلمه الجديد “سيريانا”. هذه المرة في برلين وقبل ساعتين من مغادرته المهرجان عائداً الى لوس أنجلوس. انها المقابلة رقم 5 بيننا منذ أن تعرّفت اليه قبل أربع سنوات، لكن في كل مرة هناك جديد يُطرح له علاقة بآخر أعماله.  “سيريانا” فيلم سياسي المنهج والقصة يحتوي على أكثر من قصة وعلى الكثير من الشخصيات، مما يجعل مشاهدة الفيلم غير سلسة كما ينبغي، لكن هذا ليس للانتقاص من قيمة فيلم يطرح أن السياسة تتبع الاقتصاد وليس المبادئ. فيلم كان حديث الذين شاهدوه متنافساً في مسابقة هذا المهرجان.  وهنا تفاصيل ما دار بيننا من حوار:

·         مبروك اختيار الفيلم في المسابقة، واشتراكه أيضاً في مسابقة الأوسكار.

- شكراً.  هل تعتقد بأنه سيفوز؟

·         هذا هو السؤال الذي أوجهه إليك.

- يجيب (يضحك). لا أعتقد بأن هناك فيلماً أفضل منه لا في الأوسكار ولا في برلين.

·         جدياً، كيف تشعر حيال طرح قضية سياسية في فيلم ودخول هذه القضية محافل دولية؟

- هذا هو واجب صانعي الأفلام.. ليس هناك من شك أنه الى جانب الترفيه وأفلام لجماهير متعددة، لابد أن يتسلل الفيلم السياسي ليأخذ مكانه بينها. أعتقد بأن هوليوود تريد فعلاً أن تسهم في طرح المواضيع والقضايا، والعام الماضي جاء مملوءا بها. في الحقيقة كل الأفلام المنافسة في مسابقة الأوسكار لديها قضايا تهم العالم.

·         كلها؟

- (متعجّباً).. ربما “كابوتي” فيلم سيرة حياة لكنه يهم.

·         طبعاً، وهناك “بروكباك ماونتن” ليس قضية عالمية.

- “صدام” قضية عالمية تتعلّق بالوضع الراهن والحس العنصري الذي يعيق التواصل بين الناس. “ميونخ” يعالج بالطبع مسألة العنف الذي لا يجلب سوى العنف.

·         كيف بدأ مشروع “سيريانا”؟

- بدأ كل شيء بكتاب بوب بير الذي جلبه الينا.. المخرج ستيف جاجان قال انه يريد أن يخرجه، حيث قال: سأكتبه اذا منحتموني فرصة اخراجه. ستيف سافر وبوب الى بيروت والمنطقة العربية ودرس عن كثب ما يود نقله الى الفيلم. صاحب ذلك الكثير من البحث هنا. حول حقيقة ما يدور. المصالح الاقتصادية التي توجه المصالح السياسية. حول بعض الشخصيات الحكومية. لم يكن مشروعاً سهلا. هناك أفلام قبله مثل “كل رجال الرئيس” أرادت أيضاً معرفة الحقيقة لكن حسناتها انها لم تدع انها تعبّر عن الحقيقة، بل مجرد أن تبحث فيها يجعلك ترتاب في وجهة النظر الأخرى وتريد مناقشتها او محاكمتها.

·     “سيريانا” يدور في هذا الوقت، على عكس “ليلة سعيدة، وحظ حسن” الذي تعود به الى الماضي لأجل التنبيه من الحاضر. هل كان من الأفضل الانتظار أكثر على “سيريانا” أم تعتقد بأن هذا هو موعده المناسب؟

- “سفر الرؤيا الآن” لم يتحقق خلال الحرب بل بعده. كذلك  معظم الأفلام التي انتقدت الحرب في فيتنام. انتظرت. لكننا وجدنا هنا أن الوضع الحالي يحدث وسيحدث لفترة طويلة. لم أحاول أن أكون قاضياً لأحاكم، ليس هذا شأني ولا شأن السينما. بل أنا طارح للاسئلة.

·         ماذا تريد في نهاية المطاف.. ما هي قضيّتك؟

- لدي سيارة الكترونية. هل يعطيك ذلك جواباً؟ أهتم بالقضايا التي نواجهها على كل صعيد، هناك أمراض متفشية في إفريقيا، ومجاعات في أكثر من مكان، وفقر شديد في معظم أنحاء العالم. هناك ظلم في أكثر من منطقة في العالم، وهناك وحروب، ولدينا في المقابل يمينيون متطرّفون يعتقدون بأننا نتبع خطوات صحيحة. كنت مع المبشر بات روبرتسون في برنامجه. هذا قبل أن يطلق نداءه باعدام شافيز (يضحك).

·         قلت له: سوف نختلف على كل شيء ربما باستثناء أن هناك فقراً مدقعاً في افريقيا وإيدز وملاريا وديوناً متراكمة.

نستطيع أن نتفق اذا شئت أن الحل يكمن هنا. في الغرب. هذه هي قضيتي.

·     قبل هذا الفيلم بأسابيع قليلة شاهدت فيلمك الثاني كمخرج وهو “ليلة سعيدة وحظ طيّب”.  وهو ينقل أجواء الخمسينات والعمل التلفزيوني بتفاصيل جيدة وأمينة. رغم ذلك لا يمكن القول: إن الفيلم مقيّد بفعل هذا الالتزام بالتفاصيل. هل هذا التعريف صحيح؟

- صحيح، شعرت بأن الفيلم سوف يبدو مقيّداً في جيل الMTV الذي نعيش فيه حيث كل واحد خائف من ألا تستمر شهرته لأكثر من ثلاث ثوان. شعرت بأن الصمت والسكينة يمكن أن يعملا لصالح الفيلم. الحوار جيد جداً والممثلون رائعون. ديفيد (ستراثان) ممتاز في الدور. أن تضع الكاميرا على أحد ولا تحرّكها يعني أن لديك ممثلا جيدا وحوارا جيّدا عليه أن يقوله.

·         هل حققت الفيلم بالأبيض والأسود من باب الالتزام نفسه؟ في تلك الفترة التلفزيون كان بالأبيض والأسود.

- أردت أن أكون ملتزماً بالواقع وبالفترة ومن ناحية أخرى المقاطع التي رأيتها للسيناتور مكارثي كلها بالأبيض والأسود.

·         يعني لو أنك صوّرت الفيلم الذي تدور أحداثه في الخمسينات بالألوان واستعنت بأشرطة وثائقية بالأبيض والأسود لبان تنافر؟

- صحيح، لكن كان يمكن بالطبع تصوير الفيلم بالألوان والتغاضي عن تلك الملاحظة التي ذكرت، وما جعلني أصر على الأبيض والأسود هو أنه في  مطلع الخمسينات كانت الحياة غير معقدة وبسيطة، ولو حاولت تحقيق ما هو معقد لكان ذلك دخل بين الواقع والفيلم. عملي كان عدم التدخل بين ذلك الواقع والفيلم.

·     يقول مخرج “سيريانا” ستيفن كاجان: انه لا يوجد هناك أخيار وأشرار في الفيلم، ويعطي مثلاً هو العاملان الباكستانيان، إذ طردا من عملهما  في شركة أمريكية، مما اضطر أحدهما للجوء الى التطرّف متخذة وسيلة للارهاب. هل توافق على ذلك؟

- في الأساس، لن يرضي الفيلم اي طرف. هذا متوقع. وحدث فعلاً. كل فريق قال: إن هذا ضده. لكن للجواب عن سؤالك فان الأحداث المنوطة بالباكستانيين من أكثر أحداث الفيلم اثارة للاهتمام. كنا نعلم أننا نخاطر من حيث ان هناك من سيقول لنا: أنتم تلمّعون صورة الارهابي وتعاملونهم معاملة انسانية، لكن الحاجة هي النظر الى الأمور نظرة موضوعية. البحث عن الأسباب وطرحها ونقاشها. هذه الحاجة تقف وراء كل الفيلم وما يطرحه. نريد أن نتحاور في هذه الأمور وأعتقد بأن الفيلم فعل ذلك.

·     صحيح، لكن هناك قليلاً من الانتقال بين الخطوط المختلفة ما قد يثير الارتباك. لا أتكلّم عن نفسي بل عن الجمهور الغربي الذي اعتاد منوال سرد أكثر وضوحاً.

- ووجهت بالسؤال نفسه من قبل. ألم يكن الفيلم متشابك الخيوط بحيث لم يكن من السهولة فهمه؟ ربما. أعتقد بأن المخرج سعى لطرح أسلوب غير تقليدي وأنا معه في ذلك.

·         اهتمامك بمثل هذه المواضيع. الذعر الذي تمارسه الحكومة داخلياً والمصالح الاستراتيجية الممارسة في الخارج.. متى بدأ؟

- تذكر أنني نشأت في جيل ووترجيت. كانت فترة خصبة لناحية مساءلة الحكومة حول ما يحدث. تدخلاتنا في الدول الأخرى. قصفنا السري لكمبوديا، الكثير غيرها. كنا نطرح الاسئلة ونحاول الوصول الى أجوبة. السينما كانت وسيلة الشعب الأمريكي لهذه الغاية. أتحدث عن “كل رجال الرئيس” و”المرشح” و”سفر الرؤيا الآن”، كلها كانت قائمة على طرح الاسئلة.

 “أسئلة”

تذكر أنني نشأت في جيل “ووترجيت”. كانت فترة خصبة لناحية مساءلة الحكومة حول ما يحدث. تدخلاتنا في الدول الأخرى. قصفنا السري لكمبوديا، الكثير غيرها. كنا نطرح الاسئلة ونحاول الوصول الى أجوبة.

الخليج الإماراتية في

13.02.2006

 
 

بمشاركة 360 فيلما..

انطلاق فعاليات مهرجان برلين السينمائي الدولي

انطلقت بميدان بوتسدامر بلاتس الشهير فعاليات مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته الـ56، الذي يعد من أهم المهرجانات السينمائية في أوروبا، وذلك بمشاركة 56 دولة تعرض 360 فيلما.

يعد المهرجان الذي تستمر فعالياته لمدة عشرة أيام من أهم المهرجانات السينمائية في أوروبا.

يشهد المهرجان في دورته هذا العام عرض 19 فيلما سينمائيا لأول مرة، حيث تشارك مصر بفيلم «عمارة يعقوبيان» في المسابقة الرسمية، حيث عرض في قسم البانوراما مع نحو عشرين فيلما من جميع أنحاء العالم، بينما تشارك ألمانيا بأربعة أفلام في المسابقة الرئيسية.

يتنافس على جائزتي الدب الذهبي والفضي 26 فيلما، بالإضافة الى فيلمين اميركيين سيعرضان خارج المنافسة وهما «سيريانا» وهو فيلم اثارة سياسي من بطولة جورج كلوني و«العالم الجديد» من بطولة كولن فاريل.

تشهد دورة هذا العام مشاركة الفيلم الكردي «ئو نيركز» في قسم بانوراما انترناسيونال في إحدى أمسيات المهرجان، وسيشارك في المهرجان كل من مخرجي الفيلم حسين حسن ومسعود محمد إلى جانب مصوره محمد جانو.

ومن المقرر أن يكرم المهرجان هذاالعام الممثل البريطاني إيان ماكيلين ـ 46 عاما ـ والمخرج البولندي اندينه فايدا ـ 79 عاما ـ كما سيحضر المهرجان ميريل ستريب وجورج كلوني وايزابيلا دوسيليني.

لأول مرة في المهرجان منذ 30 عاما تشارك السينما الايرانية في المسابقة الرسمية بفيلمين الاول «زمستان» للمخرج رافي بيتس ويصور ظروف الحياة القاسية في ضواحي طهران، في حين يتناول فيلم «اوفسايد» لجعفر بناهي جهود فتاة صغيرة تلتف على التقاليد لحضور مبارة لكرة القدم.

اعلن ديتر كوسليك رئيس مهرجان برلين للدورة الخامسة على التوالي أنه اختار مجموعة من الأفلام الايرانية عند زيارته طهران العام الماضي، والغرض من عرضها هو إعطاء المشاهدين في الغرب لمحة عن هذه الدولة التي يتردد اسمها دائما في الاخبار ويشعر المرء بأنه لا يعرف عنها شيئا.

أشار كوسليك الى ان افلام المسابقة الرسمية تتسم هذاالعام بالصبغة الواقعية والسياسية، مضيفا ان «التركيز انصب على المشاكل الحقيقية للناس اكثر من الخيال».

ومن هذه الافلام «نشوة السلطة» اخر افلام المخرج الفرنسي كلود شابرول وهو الفيلم الفرنسي الوحيد المشارك في المسابقة ويتناول فضيحة شركة الفيلم الفرنسي الوحيد المشارك في المسابقة ويتناول فضيحة شركة الف الشهيرة مع ايزابيل هوبير في دور قاضية تحقيق متشددة.

ومن اسيا تشارك تايلاند للمرة الاولى في المهرجان بفيلم «الامواج الخفيفة» لبن ايك راتاناروانج، كما تعرض الصين أغلى فيلم في تاريخها «ووجي السطورة فرسان الريح» لشين كيج.

يقدم المهرجان ايضا تظاهرة استعادية بعنوان «فتيات احلام» للتذكير بكبار نجمات الشاشة الفضية في الخمسينات مثل اليزابيث تايلور وغريس كيلي ومارلين مونرو وبريجيت باردو.

يذكر أن فعاليات مهرجان برلين السينمائي بدورته السابقة الـ 55 ركزت على القارة الإفريقية والكوارث التي عاشتها ولا تزال تعايشها يوما بعد يوم، فعلى سبيل المثال، عالج المخرجان تيري جيورج ورؤول بيك في فيلمهما «فندق رواندا» و«في بعض الأحيان في ابريل» كارثة الحرب الأهلية التي عاناها البلد الأفريقي. كما ركز فيلم الافتتاح «رجل لرجل» من إخراج الفرنسي روجيه وارجنيه على فظائع هذه الحرب وتبعاتها.

القبس الكويتية في

14.02.2006

 
 

ألتمان يقتلع الحقيقة في مهرجان برلين السينمائي

برلين، ألمانيا (CNN)-- أكد المخرج الأمريكي المخضرم روبرت ألتمان أن فيلمه A Prairie Home Companion الأحدث له والمقتبس عن حياة غاريسون كيلور مذيع البرامج السياسية الشهير، لم يكن سياسيا عن تعمّد، بل إنه "يعكس حقيقة ما يجري في داخلنا."

وقال ألتمان خلال وجوده في برلين حيث يشارك فيلمه في مهرجان برلين السينمائي الدولي، إن الفيلم ينسجم مع تقاليد كيلور بحبك السياسة في برنامجه الإذاعي، إلا أنه لا يقوم بذلك بتلك الصراحة.

وقال بعد عرض الفيلم "لا اعتقد أنك تستطيع صنع قطعة فنية.. أغنية أو قصيدة.. كل ذلك يعكس مشاعر تدغدغ أحاسيسنا، إنها تعكس حقيقة ما يدور في داخلنا."

الفيلم الذي يضع في قالب روائي آخر تقارير البرنامج الذي امتد على فترة ثلاثة عقود، يسرد قصة ما حصل لكيلور عندما يكتشف أن تكتلا عملاقا تولى زمام الأمور، وفق وكالة أسوشيتد برس.

ويشارك في الفيلم تمثيلا إلى جنب كيلور الممثلة الرائعة ميريل ستريب والممثلين وودي هارلسون وكيفين كلاين، وقد تم تصوير بعض أجزاء الفيلم في مواقع مسرح "فيتزجيرالد" بسان بول في ولاية مينيسوتا حيث كان مقر الإذاعة.

وفي مسألة ترشيح ألتمان لأوسكار لمجمل عطاءه في عالم السينما، قال ألتمان إنه سعيد بذلك ويرى أن ذلك أفضل من أوسكار عن فيلم محدد.

وكان ألتمان حاز على ترشيح أوسكار لأفضل إخراج عن أفلام عدة منها M-A-S-H و Nashville و The Player و Short Cuts و Gosford Park إلا أنه لم ينل أي أوسكار.

موقع الـ CNN في

14.02.2006

 
 

فيلم عن ام بوسنية تعرضت للاغتصاب خلال الحرب يثير المشاعر في مهرجان   

برلين (اف ب)- استطاع فيلم "غربافيتسا" الذي يروي قصة مؤثرة عن ام تعرضت للاغتصاب خلال حرب البوسنة والهرسك ان يحرك المشاعر في مهرجان برلين السينمائي خلال عرضه الاحد.

وفي هذا العمل اختارت المخرجة السينمائية ياسميلا جبانيتش (31 عاما) ان تغوص في تاريخ بلادها المعاصر من خلال اسماء التي تربي ابنتها سارة بمفردها في حي غربافيتسا.

وتتسم العلاقة بالتوتر بين الام والابنة رغم ان سارة تجهل انها ابنة صربي اغتصب والدتها منذ عشر سنوات في احد المعتقلات وتعتقد انها ابنة بطل بوسني قتل في الجبهة.

ومن دون الهبوط في الميلودرامية يعكس هذا الفيلم المبني على شهادات واقعية لضحايا مآسي مماثلة صعوبة ان يبني المرء نفسه من جديد حين لا يستطيع ان يتحدث عن ماضيه او ان يعترف به.

وقالت المخرجة في مؤتمر صحافي صفق لها الحضور خلاله تصفيقا حارا ان "الاغتصاب يدمر حياة المرأة وعائلتها بالكامل. اريد ان اتكلم عن امراة انجبت طفلا اثر تعرضها للاغتصاب من جانب شخص تكن له كراهية شديدة".

واضافت "اشعر انني استعيد من خلال هذا الفيلم الاجواء التي كانت سائدة آنذاك في البوسنة. من الضروري جدا التطرق الى ما حدث للتمكن من المضي قدما" متحدثة عن "النساء اللاتي احتجزن في معسكرات الاعتقال الى ان اصبح من الصعب عليهن الاجهاض مع بلوغهن الشهر السادس او الثامن من الحمل".

واعتبرت ان هناك "اتجاها الى التكتم على هذه الاشياء. الدولة تساعد عائلات الجنود الذين قتلوا وابطال الحرب لكنها لا تلتفت الى النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب فهن غير صالحات للدعاية لذلك يتم استبعادهن".

وتؤدي الممثلة ميريانا كارانويتش ببراعة دور اسماء وهي ترى ان الفيلم "نافذة نستطيع من خلالها معايشة هذه الحقيقة الرهيبة عما اقترفه الانسان في هذه المنطقة في البوسنة لكن ايضا في جميع دول يوغوسلافيا السابقة".

ويشارك في مهرجان برلين السينمائي ايضا العمل الاخير للمخرج روبرت التمان "اي بريري هوم كومبانيون" ("رفيق بيت البراري") الذي تدور قصته حول برنامج شهير تبثه احدى الاذاعات الاميركية.

ويقوم العمل على مزيج من المشاعر الجياشة وسوء الفهم والخلافات يصور روبرت التمان من خلالها المجتمع الاميركي من دون اي مجاملة.

وعلى بساط سلالم القصر الذي ينظم فيه هذا الاحتفال السينمائي السنوي في برلين ظهر المخرج (80 سنة) الذي حصل العام 2002 على جائزة عن مجمل اعماله من هذا المهرجان مساء الاحد برفقة الممثلة ميريل ستريب التي تؤدي احد الادوار الاساسية في عمله الجديد.

ومن الافلام الاخرى التي لفت ايضا انظار المشاركين في المهرجان "وو جي اسطورة فرسان الريح" للصيني شين كايجي الذي سبق ان اخرج فيلم "وداعا خليلتي".

وموازنة هذا الفيلم هي من اضخم الموازنات في تاريخ السينما الصينية وقدرها ثلاثين مليون دولار.

ويروي الفيلم قصة "كينشينغ" التي يحكم عليها منذ طفولتها بعدم معرفة الحب الحقيقي رغم انها تأسر في المقابل جميع الرجال بجمالها.

وساهمت معارك الفنون القتالية الآسرة والازياء الفخمة الرائعة في نجاح هذا العمل الذي حقق عائدات ضخمة في الصين.

AFP هذا المحتوى من

موقع "مصراوي" في

14.02.2006

 
 

السينما الايرانية في قمة برلين

لعله لاول مرة في تاريخ السينما الايرانية تم حضور ستة افلام ايرانية متنوعة في مهرجان برلين السينمائي الذي يعد واحداً من اهم ثلاثة مهرجانات في الدنيا. ويأتي هذا في وقت راحت بعض المجامع والمحافل السينمائية الاوروبية والامريكية تروج لدعاية موت السينما الايرانية بسبب غيابها في عام ۲۰۰۵ عن ستائر المهرجانات العالمية المهمة واقسامها المهمة.

والافلام الحاضرة في اقسام هذا المهرجان هي فيلم «افسايد» يعني التسلل لجعفر بناهي، و«زمستان است» يعني الشتاء لرفيع بيتز وهما فيلمان طويلان، وكذلك فيلم «صبحي ديكر» يعني الصباح الاخر، لناصر رفاهي و«به اهستكي» يعني رويداً، لمازيار ميري وكذلك «كاركران مشغول كارند، يعني عمال مشغولون بالعمل لماني حقيقي وفيلم قصير اسمه «كمي بالاتر» يعني اعلى قليلا لمهدي جعفري.

وفي مؤتمر صحفي تحدث في هذه المناسبة كل من جعفر بناهي، ورفيع بيتز، وناصر رفاهي، ومازيار ميري، وماني حقيقي، ومهدي جعفري، حيث تكلموا عن الحضور اللافت للسينما الايرانية في برلين:

في بداية هذا المؤتمر الصحفي تحدث جعفر بناهي قائلا: ان اي سينما في العالم تمر بعقدها الزمني الخاص وان لم تدعم بنسغ الاستمرار الصحيح والظواهر الجديدة من قبل السينمائيين، فانها ستسلك طريق الافول ومن اجل ضمان ديمومتها لابد من شرارة، تلك الشرارة التي تخلف فيلما جيدا، او ذو حضور متميز يدل على حيوية تلك السينما.

واضاف قائلا: ان حضور ستة افلام في مهرجان برلين لهو اهم حدث عبر عدة سنوات مضت وقد ان الاوان ليتسنى لنا الاستفادة المثلى من هذا النجاح، لنتمكن من خلال اعلامنا المنسجم تحقيق تألقنا السينمائي في العالم.

واضاف السيد بناهي: ان الحضور في المؤتمرات الدولية المعتبرة يشكل امتيازا للافلام ويكشفها امام الانظار ويخلق فرصة لبيعها وتوزيعها دوليا، وان الذين ينظرون سلبيا الى مستوى حضور السينما الايرانية في المهرجانات العالمية لا يدركون ما يجري اليوم في العالم، وعلينا اليوم ان نفتخر بهذا التمثيل العالمي للسينما الايرانية.

وصرح قائلا: ان عدم الاكتراث بالتمثيل العالمي للسينما الايرانية يضيع علينا الكثير من الفرص وفي دول منطقتنا هذه لو حالف بعض الحظ احد افلامهم لعّمت الفرحة تلك الدول، اما في ايران فيفعلون المستحيل ليثبتوا مصداقيتهم في العمل حتى ينالوا الجوائز.

كما صرح ان السينما الفنية والتجارية يمكن لهما ان يكملا بعضهما الاخر ويبدوا للعالم، ونحن سنسعد لو ان السينما التجارية الايرانية تتمكن من الارتقاء بمستواها وتثبت حضورها ونجاحها العالمي.

اما رفيع بيتز الذي شارك في مؤتمر برلين بفيلمه «زمستان» فقال: ان اهم خصائص الافلام الايرانية المعروضة في هذا المهرجان هو ان كلا من المخرجين الستة له وجهة نظره الخاصة والمتفاوتة عن باقي الوجهات ولعل هذا ما يمنح طاقة للسينمائيين.

واردف قائلا: لو نظرنا الى الوراء قبل ثلاثين او اربعين عاما حيث تألق السينما الايطالية وسواها في البلدان الاوروبية لوجدنا اربعة اسماء او خمسة متميزة، حيث تمتاز بتفاوتها عن بعضها الاخر.. ولعل السينما الايرانية تتحمل هذه القابلية وتحتمل وجود افلام ذات نظرات واراء مختلفة.

وقال: انني لا ادري لماذا غابت الرعاية عن اصحاب هذه الافلام الستة التي حضرت في مهرجان برلين بينما تعم الرعاية جميع الافلام العالمية.

اما ناصر رفاهي فاشار ايضا الى تفاوت الافلام الايرانية الحاضرة في مهرجان برلين وقال: ان هذه الافلام لا تتمايز عن نوع السينما الشائعة في ايران فحسب بل تتمايز عن بعضها الاخر. لكن الشيء الوحيد الذي يجمعها هو انتاجها بشكل مستقل وضعف الحماية او الرعاية في الانتاج والتوزيع، والشيء اللافت ان هذه الافلام تحتل مكانا مرموقا في سلم الافلام والاحصاءات العالمية. اما في مجال الرعاية فلاحظ لها. واكد قائلا على خلاف ما يتصور فان جميع عوامل وقصص هذا النوع من السينما انما تنتمي الى السينما الاحترافية واصحاب الفكر.

وقال رفاهي: ان حضور ستة افلام في مهرجان برلين لهو بمثابة ناقوس انذار لمن لا يعتقد بهذا النوع السينمائي.

اما ماني حقيقي فقال: لقد تعودنا في اثناء تصنيف السينما الايرانية تقسيمها الى قسمين: الاول يتضمن افلاما وطنية تنال اعجاب ابناء بلدنا، واخرى تختص بالمهرجانات، ولكن لو نظرنا الى الافلام الستة المشاركة لوجدنا انها تنتمي الى كلا الطائفتين اي الوطنية والعالمية.

واضاف: لو كان الفيلم جيدا ومحبوكا، وانجز بشكل ابداعي وصحيح فانه سيتعدى التصنيف الكلاسيكي السابق. واكد حقيقي على ان استقبال الناس لفلمي «أفسايد» و«كاركران مشغول كارند» في مهرجان الفجر السينمائي لمما ينحي بالسمة المهرجانية او الدولية عنهما وصرح حقيقي ان مهرجان برلين قد اكتسب مقاما والقا خاصا بسبب الحضور المتميز للسينما الايرانية التي لم يمثلها اي مسؤول من مسؤولي بلدنا بعد ان كان مقررا حضورا ممثلين ممن لا علاقة لهم بالفن السينمائي. وهذا ما يبعث على المرارة والاسى ويجعلنا نطلب توضيحا جديا ورسميا من قبل اولي الامر. اما مازيار ميري مخرج فيلم «به آهستكي» فقال: سواء شئنا ام ابينا، قبلنا هذه الافلام ام رفضناها فان السينما الايرانية قد حققت حضورا تاريخيا في مهرجان برلين وسيبقى هذا التاريخ باقيا في ذاكرة السينما الايرانية.

موقع "الوفاق" في

15.02.2006

 
 

الخليج في مهرجان برلين السينمائي الدولي (4)

جرأة تحتاجها السينما والمجتمع

"عمارة يعقوبيان" نوافذ على الفساد والبؤس

برلين- محمد رضا 

“عمارة يعقوبيان” المشارك في مهرجان برلين، يبدأ بمشاهد تسجيلية بالأبيض والأسود تتحوّل الى الألوان وتسرد تاريخ العمارة التي بناها أرمني مهاجر الى مصر، وكانت بمثابة انجاز معماري سكني كبير في الأربعينات. يخبرنا الفيلم ما آلت اليه العمارة من انتهاء عصر الملكية الى الناصرية ثم المرحلة التي تلتها وصولاً الى الآن حيث تبدأ أحداث القصة الروائية. وهذا تقريباً كل شيء نستلهمه من أمر العمارة باستثناء ما يصيح به زكي الدسوقي (عادل امام) قرب نهاية الفيلم مترحّماً على الماضي بأسره ناقلاً احساساً طاغياً بالخسارة يؤلم الكاتب وحيد حامد كما برهن في معظم أعماله حتى الآن.

المخرج مروان حامد، ابن الكاتب، يستند الى السيناريو الضخم الذي كتبه والده ويحترمه. تأسيسه للفيلم كلاسيكي مفقود في حمى السينما الشبابية المألوفة هذه الأيام، بل ان الفيلم بأسره يشبه كتلة ضخمة تحتل مكانها بقليل من التلاؤم مع جمهور العصر، لكن “عمارة يعقوبيان” كان لابد من أن يفعل ذلك ومن دون تنازلات على أمل أن يعيد للسينما المصرية بريق تلك الأفلام الكبيرة التي درجت عليها في الستينات والسبعينات، وهو يلبّي الرغبة التي يكتنزها العديد منا في مشاهدة فيلم لا يعترف، أسلوبياً، بالنتوءات التي خرجت بها السينما المصرية في السنوات العشرين الأخيرة ليعيد هذه السينما الى المكانة التي تستحق.

زكي الدسوقي ورث وشقيقته (اسعاد يونس) الثروة والشقة الكبيرة التي يعيشان فيها، لكن العلاقة بينهما حادّة، خالية من الحب خصوصاً من ناحيتها، فهي تريد الاستيلاء على الشقّة لتورثها لأبنائها، ويتسنى لها ذلك حينما يفقد زكي خاتماً كانت طلبت منه احضاره من عند الجواهرجي. كان قد وضع الخاتم في درج مكتبه قبل وصول امرأة الهوى التي تعرّف اليها في حانة رخيصة (لا تناسب مقامه لكنه كان دائم التردد اليها) وبعدما التقيا أفاق ليجد أنها سرقته. بعد يوم تسرق منه شقيقته الشقة وتطرده منها فيأوي الى مكتبه الذي كان بمثابة مخدع للغرام أيضاً. المشرف على شؤون البيت قبطي مصري اسمه فانوس (أحمد راتب) وهذا لديه شقيق اسمه عبد الاله (أحمد بدير) ينتقل الى غرفة من غرف السطوح ليحوّلها الى مشغل تطريز. عينه على الفتاة بثينة (هند صبري) لكي تساعده في ترويج بضاعته. دور بثينة في الفيلم أكبر من دوري فانوس وشقيقه معاً، فهي مخطوبة لشاب يأمل في أن يصبح ضابطاً اسمه طه (محمد امام) ومضطرة للعمل في محلات أصحابها لديهم حيالها نيّة واحدة لا تتغيّر: اللمس وافشاء الكبت بأي شكل. تنتقل هي من الرفض المطلق الى القبول بالأمر الواقع قبل أن يجد لها عبد الاله عملاً كسكرتيرة لزكي الدسوقي على أمل أن تساعده في الاحتيال عليه والفوز بتوقيع يحيل شقة المكتب اليه.

في البناية ذاتها يسكن أيضاً الحاج عزّام (نور الشريف) كان يلمّع الأحذية في الحي لكن أموره تحسّنت والقليلون يعرفون كيف. فجأة أصبح ساكناً في العمارة وقادراً على الزواج مرة ثانية وفتح شقة أخرى وامتلك عشرات المحلاّت. يدخل البرلمان (ولو أن الفيلم شاء عدم الدخول في عملية الانتخابات، مما جعل الوضع يتغيّر فجأة).

الشاب الفاشل في أن يصبح ضابطاً انتهى متطرّفاً.. يلقى القبض عليه ويضرب ثم تنتهك رجولته فيزيده ذلك تطرّفاً وفي النهاية يعود لينتقم بعملية ارهابية يقتل فيها الضابط الذي حقق معه. وأخيراً، ومن ساكني البناية أيضاً رئيس تحرير صحيفة فرنسية (خالد الصاوي) شاذ يغوي عسكرياً  (باسم سمرا) من الأرياف متزوّج ولديه طفل ويبقيان معاً الى أن يعود للأرياف مع زوجته عقب وفاة ابنه الصغير المفاجئة.

 كان لابد من تغطية كل هذه المحاور الصغيرة والخيوط القصصية الممتدة منها، لأن الفيلم ينتهج هذا التعداد في الشخصيات والقصص ويمضي في كل خط من هذه الخطوط لفترة قبل انتقاله الى خط آخر او الجمع بين بعضه (تحوّل بثينة الى العمل لدى زكي). لكن ما يبدأ مؤسساً على نحو جيّد ومتآلفاً بشكل جميل، يفتقد بعد قليل التوازن فيما هو معروض. في الصميم، زكي هو روح الفيلم ومأساته الوجودية والألم الذي يعصره على مصر سابقة وحياة حلوة خالية من الشوائب شهدها وأصبح أكبر سناً من أن يحافظ عليها كما هي او حتى يفهمها هي الألم الذي يحتاجه الفيلم كثيراً لايصال باقي رسائله. هذا ما يخلق نبضاً غير متوازن، وحتى بين القصّتين البارزتين هناك عدم مساواة. قصة عادل امام هي، كما ذكرت، روح الفيلم أما قصة نور الشريف فقد وردت في أفلام سابقة (صعود وهبوط رجل الحارة).

الأخطر من كل هذا هو أنه في الوقت الذي حافظ فيه المخرج على أناقة شكلية جمالية مطلوبة، تعكس ما يدور واقعياً انما من دون بشاعة، وفي الوقت الذي نفّذ فيه المخرج المشاهد جيّداً، على صعيد ادارة الممثلين كما على صعيد توجيه الكاميرا وقام باختيار الشكل الأسلوبي الصحيح لسرد الحكاية في مواقعها

الطبيعية، فان قبضة المخرج تضعف على النواحي القصصية. بعد ثلاثة أرباع الساعة من عرض يصل الى ثلاث ساعات، يبدأ الفيلم بصياغة حس بالميلودراما التي تحارب لأجل انقاذ نفسها من السقوط في بحيرة التكرار والمألوف. وهي بالكاد تنجح في ذلك، انما أن الفيلم يتسلل الى المشاهد بمثل هذا الحس وحقيقة أن التطويل يعمل ضد الفيلم وليس لمصلحته فإنهما يجعلان العمل يبدو كما لو أنه كُتب وفي البال مسلسل تلفزيوني قبل أن يتم تحويله الى فيلم سينمائي.

هناك مشاهد اذا ما حُذفت لن تؤثر على مجرى الفيلم مطلقاً (لم نكن بحاجة الى المشاهد التي تقع في الفلاش باك حين يتذكر رئيس التحرير كيف أهمله أبوه واكتشفته أمه في أحضان الخادم الأسود) واختيارات عمل لو لم تتم لكان الفيلم أفضل (عوض متابعة بعض الخطوط كان يمكن اختصارها بالنتائج). الفيلم بأسره اختيار لممارسة أفضل الممكن من دون الخروج عن التقليد، وهذا الاختيار ينجح في جانب لكنه كان بحاجة الى الجرأة الكافية للابداع حتى ضمن هيكله.

من نواح أخرى، هذا أفضل دور مثّله عادل امام منذ “الحريف” وربما لأنه ليس دوراً كوميدياً (يكاد يلجأ الى الكوميديا في بعض المواقف لكنه يلجم نفسه او يلجمه التوليف لاحقاً). أما نور الشريف فتشعر بأنه الممثل الذي لا يرضى الا بالبحث عن الجديد في الشخصية حتى ولو كُتبت لتكون نموذجاً منتشراً. الباقون جميعاً جيدون، وكذلك التصوير والموسيقا (قام بالأول سامح سليم وبالثاني خالد حمد). انه فيلم عن الفساد في الحكومة وكيف يولد الارهاب.. عن أخلاق الناس التي تهاوت والحياة التي لا ترحم وخيبة الأمل في مصر.. المجتمع والفرص وحتى الوطن. كلام جريء، السينما  والمجتمع بحاجة اليه.

الأفضل

هذا أفضل دور مثّله عادل امام منذ “الحريف” وربما لأنه ليس دوراً كوميدياً.

####

الخليج في مهرجان برلين السينمائي الدولي (4) ...(1)

"كابوتي" قمة اختياراته للأدوار

فيليب سايمور هوفمان: أستحق الفوز بالأوسكار

محمد رضا 

فيليب سايمور هوفمان ليس الممثل الذي يثير اعجاب المراهقين. ليس عندنا وليس في بلاده. انه بدين نوعاً ما، قصير القامة الى حد، وجهه معجون بملامح لا تنتمي الى تلك التي تجدها في براد بيت وتوم كروز او جورج كلوني. رغم ذلك، واذا كانت الوسامة آخر ما تعنيك، فان فيليب سايمور هوفمان، هو رجل الساعة هذه الأيام. دوما ما كان ممثلاً فطناً وقديراً تتراكم فوقه الخبرات كما لو كان في الستين من عمره، لكنه أقل من ذلك بكثير (38 سنة).  لكنها موهبته هي البادية في الأدوار التي أدّاها في 37  فيلما مثلها الى اليوم منذ أن ظهر في دور صغير جداً في فيلم صغير جدا اسمه “تريبل بوجي” سنة 1991.

“كابوتي” هو أحد الأفلام المرشحة للأوسكار والمعروضة في برلين والممثل هوفمان يلمع فيه كما لم يفعل في أي دور من قبل. يتحدّث الفيلم عن جزء من حياة الكاتب الصحافي والمؤلف (الراحل) ترومان كابوتي. المرحلة التي اختارها الكاتب والمخرج بَنِت ميلر هي تلك التي أخذ كابوتي يجمع خلالها معلوماته الوثيقة عن حادثة القتل التي ارتكبها رجلان حين دهما منزلاً ريفياً وذبحا جميع من فيه وخرجا بحصيلة لم تزد على 28 دولارا فقط. البوليس ألقى القبض عليهما والمحكمة أدانتهما وها هو كابوتي يريد تأليف كتاب عنهما وعن جريمتهما ووسيلته الى ذلك استجواب أحدهما. لكي يفعل ذلك يوهمه بصداقته ولا يخبره عن كتابه، ثم يتعرّض لتعذيب ضمير لاحقاً ولو أن ذلك لا يمنعه من المضي في نشر الكتاب حاملاً عنوان “في دم بارد”.

وهنا حوار دار مع هوفمان حول الفيلم والشخصية.

·        
تبدو كما لو كنت ترومان كابوتي نفسه: الوزن وطريقة الحديث والملابس والسلوك.. هل هذا صحيح أم لا؟

- الكثير منه قد يكون صحيحاً. نقصت وزني، لكن كان علي أن أكون حذراً لأن كابوتي لم يكن نحيفاً. وكان أقصر مني قليلاً، والباقي ربما كان الأسهل. ارتداء الملابس بالألوان ذاتها والتصاميم ذاتها.

·         ماذا عن طريقة الكلام؟ كيف أتقنتها؟

- راقبت شريطاً تسجيليا صُوّر عنه. وقابلت عديدين عرفوه ووصفوه لي وأخبروني كيف كان يتكلم ويتصرّف، وكيف كان يضحك. عملت طويلاً وبجهد على هذه الأمور لكي تأتي ترجمتي للشخصية أقرب ما يمكن.

·     هناك مسألة شذوذ كابوتي، التي لم يشأ الفيلم، وأنا معه في هذا الاختيار، معالجتها بأكثر من ملامح في سماء الفيلم وفي بعض نظراته. من يعرف كابوتي او قرأ له او عنه يعرف ذلك، لكن، من لا يعرف الشخصية مطلقاً لن يلاحظ سوى وحدة كابوتي الشخصية.

- هذه ملاحظة صحيحة تماماً، هناك في الفيلم ما يكفي في رأيي من مشاهد توضح حتى لمن لا يعرف ترومان كابوتي او يعرف عنه شيئاً أنه كان شاذاً. هناك الطريقة التي يتصرّف بها في المحافل الاجتماعية وهناك مشهدان او ثلاثة في هذا النطاق. هناك كما ذكرت وحدته التي ليست وحدة أي رجل سوي.

·         الفيلم لا يمجّد الشخصية التي يقدّمها كما يفعل الكثير من الأفلام “البيوجرافية” التي نراها.

- وليس هناك من ذم أيضاً. المقصود لم يكن اغماره بالضوء الساطع ليظهر كما لو أننا نحتفي به لذاته، وليس من ناحية أخرى تحقيق فيلم يناصبه العداء.

·        
كيف تتعايش مع الشهرة التي حققتها منذ بضعة أشهر عندما خرج هذا الفيلم للعروض للمرة الأولى؟

- سأكذب اذا قلت: انني لست سعيداً بها. لست مهتماً بها او مُثارا بسببها. انها من المرّات القليلة التي ينال فيها الممثل الشهرة من دون أن يصفع أحداً في الفيلم او يتعرّض لمطاردة او يشترك في قتال، لكني لا أتغيّر ولا أنوي أن أعيش على سحابة.

·         إذا فزت بالأوسكار، ماذا يكون شعورك؟

- أمر رائع -اذا حدث-  وربما أستحقه.

·         ما هو الفيلم الذي انتهيت من تصويره؟

- أنا في “المهمة مستحيلة: 3” مع توم كروز.

·         يا لها من نقلة!

- صحيح.

·         لديك 37 فيلما سينمائيا مثلتها منذ بدايتك قبل خمس عشرة سنة. أليست هناك أزمة اختيار.

- طبعاً ليست كل الأفلام من صنف واحد، لكن الممثل عليه أن يوازن. “كابوتي” هو القمة بالنسبة لصنف الأدوار الخاصة التي تهمّني، لكني سمحت لنفسي ببعض الترفيه أيضاً.

####

الخليج في مهرجان برلين السينمائي الدولي (4) ... (2)

المفكرة ... متفرج داخل الفيلم

محمد رضا 

سائق آخر، ورائي في الصف الطويل من المنتظرين فتح باب الدخول للقاعة الكبيرة. لجانبي في المقعد. على الطاولة القريبة... المنتجة التي شاركتني التاكسي وقسمنا الكلفة بيننا....  الحديث نفسه وهو ليس عن المهرجان وأفلامه ومخرجيه بل عن الاسلام والمسلمين والرسوم الكرتونية والمظاهرات والارهاب وهذا الموقف صحيح وذاك خطأ الى آخر ما هناك. انه كما لو كانت جبهة قتال مشتعلة في الوقت الذي نجلس لنشاهد فيه فيلماً عن خمسة مغنين خائبين او عن شاب ناجح وشقيقه الفاشل او عن اسطورة فانتازية من صنع الصيني تشن كيجي. ما الذي يحدث؟

وسط ذلك، فتاة شابة ترتدي الحجاب، وتدخل القاعة الخارجية لصالة السينما.. تحمل على كتفها حقيبة كتف صغيرة.. تمشي كما لو كانت تتنزّه ثم تنضم الى الصف الطويل المنتظر دخوله. ظاهرياً، لا أحد يعيرها الاهتمام غيري، لكنك تعلم أن الجميع يفعل، وكل يذهب بفكره بعيداً. متى سيأتي الوقت الذي ينقض فيه جمهور مذعور على حقيبة الفتاة ليفتحها وليتأكد من خلوّها من متفجّرة؟ او متى ستنهار معالم الحداثة والمدنية ويكشر لها الواقفون عن أنيابهم ويطردونها من الصف؟

هل الخيال يجنح بي بعيدا؟ ربما، لكن وجودها يذكّرني بكم هو الضغط الذي لابد أن تعيشه الجالية المسلمة في العواصم الغربية.

طبعاً الفيلم التالي يعيدني الى الواقع، انه كما لو أن هذه الحياة التي أعيش هي الخيال. الكابوس. والفيلم بات عندي هو الحقيقة. كنت دوماً ما أريد أن أقوم من مكاني في الصالة. أتقدّم الى الشاشة خلال عرض الفيلم. أصعد المنصّة وأدخل الفيلم في مشهد معروض لأتحوّل مباشرة الى أحد شخصياته. بعد قليل تلفّني آلة العرض وأتحوّل الى صورة تعرض في ذلك المشهد كلما عُرض الفيلم. يعاودني هذا الخاطر وأنا أشاهد فيلم الأمريكي “روبرت ألتمان”، ثم حين كنت أشاهد فيلم الصيني تشن كيجي. مع هذا الأخير أدركت شيئاً: اذا ما كان عليّ القيام بذلك فعلي أن أختار الفيلم المناسب والجيد والذي استطيع فهم اللغة المحكية فيه، على الأقل لكي يكون لي دور ناطق.

الخليج الإماراتية في

15.02.2006

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)