كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

رفض مقارنة مهرجان دبي بالقاهرة

عادل إمام : وضعت على قائمة الاغتيالات بسبب مواقفي

نائل العالم

مهرجان دبي السينمائي الدولي

الدورة الثانية

   
 
 
 
 

قدم الفنان المصري عادل إمام إلى مؤتمره الصحافي الذي أقيم مساء أمس على هامش فعاليات مهرجان دبي السينمائي محاطا بثلة من الممثلين المصريين من أمثال ليلى علوي وشريف منير وهاني سلامة وعايدة رياض والمخرج عمرو عرفة.

وقد دأب الزعيم كما يلقب في الصحافة العربية على الاختصار والتركيز في الإجابات وبدا مستاء من بعض الأسئلة الاستفزازية، كما لم يدخر جهدا من التهكم والسخرية واخذ أحياناً دور رئيس الجلسة (الناقد رؤوف توفيق) في السماح لهذا أو ذاك بطرح الأسئلة.

إمام قدم عزاءه في بداية المؤتمر للصحافيين بوفاة الزميل جبران تويني مبديا تأثره الشديد بحادثة الاغتيال، قبل أن يدخل في حديث عن أفلامه التي تعالج قضايا الإرهاب متمنيا من كل السينمائيين العرب التعرض لهذه القضايا الحساسة.

وتحدث الفنان المصري عن آخر أفلامه «السفارة في العمارة» وقال إن الفيلم يحتوي على عدد من الرموز تعادي جميعها قضية التطبيع مع إسرائيل وتنتقدها.

ورد إمام على سؤال «البيان» حول الإساءة لقصيدة أمل دنقل «لا تصالح» وكذلك التعرض للشيوعيين بالقول بان الفيلم لم يسئ الى احد ولم يشوه أحداً، داعياً أولئك الذين انتقدوا الفيلم بان يقدموا لقضية فلسطين ولو جزءا يسيرا مما قدمه فيلم السفارة في العمارة.

وأثنى عادل إمام من جهة أخرى على إقامة مهرجان دبي السينمائي وانه بحد ذاته شيء جيد رافضا مقارنته بمهرجان القاهرة الذي قال انه مهرجان قديم اتخذ صفة الدولية فيما لايزال مهرجان دبي حديث العهد. وبرر الزعيم غيابه عن حفل الافتتاح وحضور فيلم «الجنة الآن» بالتعب الشديد الذي أصابه والبرودة الشديدة التي لم يتحملها في قاعة عرض الفيلم.

كما تحدث إمام عن الفاتورة الباهظة الذي دفعها بسبب فنه والتزامه بالقضايا الوطنية مؤكدا انه موضوع على قائمة الاغتيالات وهذا من شأنه أن يجعل طريق الفن صعبا وشاقا. كما برر إمام بعض مواقفه السياسية كمعارضته للمظاهرات العشوائية التي تنظم في الشوارع مؤكدا أنها تعطل حركة الناس وسير الحياة.

وحول فيلم «عمارة يعقوبيان» قال نجم الكوميديا المصري انه فيلم مكتوب بشكل جيد ويستحق اجتماع عدد كبير من النجوم، منوها إلى أن عرضه سيتم في الصيف المقبل. وعلى صعيد العمل في المسرح قال إمام انه يفضل التأني في اختيار النصوص المسرحية موضحا انه مازال يعرض مسرحية «بودي جارد» للسنة السابعة على التوالي.

كما أثنى الفنان المصري على تطور الدراما السورية محذرا من المهاترات التي تحصل مابين السوريين والمصريين بهذا الصدد مؤكداً أن لا وجود إلا لدراما واحدة هي الدراما العربية.

####

منها: «الكبرياء والظلم» و«البستاني المخلص» و«قتل الكلاب»

أشهر الأفلام الأوروبية تحلق في سماء مهرجان دبي السينمائي الدولي 

يستضيف مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الثانية العروض الأولى في الشرق الأوسط والخليج العربي لأبرز ما أنتجه قطاع السينما في القارة الأوروبية، وذلك في إطار البرنامج الجديد «المقهى الأوروبي».

ومن أهم العروض التي يقدمها البرنامج، الفيلم البريطاني «الكبرياء والظلم»، المأخوذ عن الرواية الكلاسيكية للكاتبة الشهيرة جين أوستن. ويقوم ببطولة هذا الفيلم، الذي لاقى نجاحاً مبهراً منذ إطلاقه في سبتمبر الماضي، كل من كيرا نايتلي، وماثيو ماكفاديين، ودونالد ساثرلاند، وروزموند بيكه، وديم جودي دينتش.

وسيعرض البرنامج أيضاً الفيلم المشوق «البستاني المخلص»، الذي يقوم ببطولته رالف فينيس في واحد من أقوى أدواره. ويقوم فينيس بدور دبلوماسي بريطاني في كينيا تأخذ حياته منحاً مختلفاً تماماً عندما تقتل زوجته التي كانت تحقق في تجارب تقوم بها شركة للعقاقير على سكان محليين. ومع مقتل زوجته، يدرك الدبلوماسي أنه أصبح عالقاً وسط مؤامرة غامضة. ومن المتوقع أن يحظى هذا الفيلم، المأخوذ عن رواية للكاتب الشهر جون لو كاريه، بإقبال كبير خلال المهرجان.

كما يقدم البرنامج لجمهور السينما فيلم «قتل الكلاب»، للمخرج البريطاني مايكل كاتون جونز، الذي قدم لقطاع السينما باقة من أشهر الأفلام، مثل «سكاندال» و«ميمفيس بيل» و«روب روي» و«ذا جاكل». ويروي الفيلم حكاية عن قس ومدير المدرسة ومدرس يجدون أنفسهم عالقين في المدرسة وسط أحداث التطهير العرقي التي شهدتها رواندا. وفي خضم هذه الأزمة، يتعين على كل واحد منهم اتخاذ القرار الصائب حول البقاء أو المغادرة.

ويقوم ببطولة الفيلم، الذي يعد من أهم الأفلام المشاركة في المهرجان هذا العام، كل من جون هيرت، وهيو دانسي، الذي جاء إلى دبي ليشهد عرض الفيلم. وسيحظى فيلم «قتل الكلاب» بثلاثة عروض خلال المهرجان.

وتشمل قائمة العروض التي يشملها برنامج «المقهى الأوروبي»، فيلم «الطفل»، الحائز على أرقى جوائز مهرجان «كان»، وفيلم «المختبئون»، الذي حصد هذا الأسبوع جوائز مهرجان الأفلام الأوروبية؛ وفيلم التشويق الإيطالي «عواقب الحب» والفيلم الفرنسي «الفأس»، الذي تستضيفه دبي مع مخرجه كونستانتين كوستا غرافاس.

وتستمر فعاليات الدورة الثانية من مهرجان دبي السينمائي الدولي حتى يوم السبت 17 ديسمبر الجاري، حيث تعرض 98 فيلماً تتراوح بين الأفلام القصيرة والروائية الطويلة. وتتوزع الأفلام على 12 برنامجاً رئيسياً، منهم 5 برامج جديدة، حيث يركز كل برنامج على فئة معينة من الأفلام.

####

منى واصف تشيد بالخطة التنظيمية وبحضور المرأة

دريد لحام: فيلم الافتتاح جيد ويثير الجدل ويحتمل التفاسير

حاورهما: حسين قطايا

في إطار التكريم الذي يقدمه مهرجان دبي السينمائي الدولي للراحل «مصطفى العقاد» يوم الأربعاء المقبل، تمت استضافة الفنانين السوريين الكبيرين منى واصف ودريد لحام ليشاركا في حفل التكريم.

«البيان» التقت بالفنانين اللذين أعربا عن اعجابهما الشديد بالتنظيم الراقي لمهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الثانية، وقالت الفنانة منى واصف، «أستطيع التفاخر الآن بأنه لدينا مهرجان سينمائي على الأرض العربية يضاهي بحسن تنظيمه المهرجانات العالمية المهمة، إذ انني فوجئت عندما دخلت غرفتي في الفندق بمغلف فيه كل العروض في المهرجان، مع ارشادات كاملة ودقيقة حول المواعيد والأمكنة، والكتابات الإعلامية وما كتب وما نشر. الدهشة الثانية عندما رأيت هذا الكم النوعي من النساء المشاركات في التنظيم.

وهذا أمر بحد ذاته مشرف ويدعو الى رفع الرأس لان هذه المبادرة عظيمة ومهمة وتستطيع ان تخرج المرأة من الاطار المحدود التاريخي في المجتمعات العربية إلى حيز جديد نحن بأمس الحاجة إليه، وليلة الافتتاح أمس كانت رائعة حقاً وليست بمستوى أقل من افتتاحات مهرجانات عالمية مثل «كان» وسواها».

وحول تكاثر اعداد المهرجانات السينمائية العربية أضافت واصف: «ان تكاثر الاعداد الكمي ليس له قيمة حقيقية اذا لم تخدم هذه المهرجانات القضية السينمائية العربية، بدفع عجلة الانتاج إلى الامام. وهذا ما أفرحني في مهرجان دبي السينمائي، الطامح إلى اكتشاف مواهب سينمائية عربية وبالتالي تأمين فرص لهم ليستطيعوا ان يقدموا اعمالهم».

دريد لحام المحبوب جماهيرياً على مستوى العالم العربي قال: «لفتني حقيقة إلى جانب التنظيم الممتاز في هذا المهرجان بأن ادارته رسمت سياسة مع ضيوفها النجوم متوازنة إلى حد بعيد. وهذا بحد ذاته أمر له أهمية إنسانية كبيرة» وعن رأيه كفنان بفيلم الافتتاح «الجنة الآن» يقول لحام «لو كنت في لجنة الاختيار لما اخترت غيره ليكون فيلم الافتتاح.

·         لماذا؟

ـ لأنه فيلم مثير للجدل بقصته التي نعيشها بشكل يومي في الشارع العربي وننقسم حولها. فتجد من هو مع ومن هو ضد العمليات الاستشهادية وعلى أرض فلسطين المحتلة.

·         ما رأيك بالمستوى الفني للفيلم؟

ـ فيلم جيد جداً. أعجبتني حركة الكاميرا وقدرة المخرج العمل على رموز بطرق بسيطة ولدي وجهة نظر حول فحوى رسالة الفيلم لو نظرت إليه بعين غربية فقد يتبدى ان الفلسطيني متخلف مقابل الإسرائيلي المتحضر، والذي غابت وحشيته عن أي مشهد في الفيلم، إذ إن فعل الاستشهاد بدا وكأنه فقط من أجل ان يحوز الشهيد على الجنة كمكسب مادي وهذا غير صحيح.

·         ألا ترى أن الفلسطيني صوره المخرج هنا وجد في الموت مخرجا من قهر واقع الاحتلال.

ـ ألم أقل إن الفيلم مثير للجدل ما رأيته أنا، ترى عكسه أنت وهذا شيء أقدره تماماً.

·         أعمالك المسرحية والسينمائية يغلب لها صفة عروض فنية «سياسية» وكأنك توظف الفن لخدمة قناعات سياسية ما؟

ـ دعني أعترض على صفة «سياسية» وأسميها أعمالاً وطنية. لأن الوطن أكبر من السياسة والشعارات. الوطن هو الإنسان الذي افتخر بأن أحمل قضيته في أعمالي.

·     بعد انتشار ظاهرة الفضائيات العربية بدأ الكثير من ممثلي السينما يتجهون إلى أعمال الدراما التلفزيونية، وأنت تبدو على عكسهم بعد أن عرفت في التلفزيون أولاً تتجه إلى السينما، ما هو رأيك؟

ـ ليس لدي أجندة على أساسها أحدد أين سأعمل. فالموضوع هو الذي يفرض أسلوب المعالجة. خذ مثالاً حول النص المسرحي الذي قدمته «كأسك يا وطن»، فإنه لا يمكن تقديمه إلا على المسرح. ولا يتحمل أي فضاء آخر. لا السينما ولا التلفزيون.

·     لاحظت أن أعمالك المسرحية التي كتبتها مع الشاعر محمد الماغوط، تبدو في نهايتها دائماً مقولة ما تقود إلى مصالحتكم مع السلطة؟

ـ لا اعتقد انني في وارد المصالحة مع أي سلطة. ولكنني معني باضفاء لحظة أمل للمواطن العربي في نهاية أي عمل مسرحي يتكلم عن الاحباط وعن تراجعنا الحضاري والاقتصادي والاجتماعي. أريد أن أضيء شمعة في هذا الظلام وإلا عندها سأكون من ممارسي الهدم ومن مطلقي موجة التشاؤم. إذ لا يعقل أن يترك المرء لنفسه العنان لأن يغرق في فقدان الأمل. وكما هو المبالغة بالتفاؤل المضر.

·         هل مازال خلافك مع الشاعر محمد الماغوط على حاله؟

ـ ليس هناك من خلاف بيني وبين الماغوط. فهو يزورني وأزوره على الدوام فنحن أصدقاء تباعدنا في فترة معينة ليس إلا.

·         تشاركتم أنت والماغوط بكتابة أعمال مسرحية كثيرة، كيف كنتما تقومان بذلك؟

ـ في الحقيقة كنا نعمل في جو من الانسجام إلى درجة أننا لا نعرف من كتب هذه الجملة أوهذا المشهد من ذاك.

·         يقال إنك استغللته وحققت شهرة لحسابك على حسابه؟

ـ دريد لحام كان معروفاً قبل العمل مع الماغوط، وهو كان معروفاً وشاعراً كبيراً قبل العمل مع دريد لحام. إذ ان التشارك في كتابة أعمال فنية لا يؤدي إلى استغلال أحد لأحد بالضرورة.

·         هل من تعاون قريب بينك وبين الماغوط؟

ـ لقد اتفقنا على عمل سينمائي انتهى من كتابته الماغوط تحت اسم «المسافر» سنقوم بتصويره مطلع السنة المقبلة.

·         ما هي حقيقة انك لم تجد منتجاً لفيلمك الأخير «الصفار» في سوريا ولذلك اتجهت إلى مصر؟

ـ ليس لدي أزمة منتج على الاطلاق وأنا لا أفرق في العمل مع عربي أو آخر ان كان سورياً أو مصرياً أو سواهما.

·         من أخرج الفيلم وكتب لك السيناريو؟

ـ لقد قمت بكتابة النص والإخراج بنفسي. وتشاركت بطولته مع حنان ترك.

·         ما رأيك بالتكريم الذي يقدمه مهرجان دبي السينمائي الدولي للراحل مصطفى العقاد؟

ـ ليس غريباً على دبي أن تقدم على هذه الخطوة. فلم أتفاجأ أبداً، لأن الأعمال الجيدة جزء من طبيعتها.

البيان الإماراتية في

13.12.2005

 
 

تغيبت «دنيا» فاختلطت المواعيد

مؤتمرات المهرجان تناقش «مذبحة» مونيكا و«ماء» ميهتا والأفلام العربية القصيرة

نائل العالم

ثلاثة مؤتمرات صحافية عقدت أمس ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الثانية، بعد أن اختلطت المواعيد وتضاربت، فقد كان مقررا أن يكون افتتاح أحداث اليوم الثالث بمؤتمر لمناقشة فيلم »دنيا« المصري المثير للجدل، غير أن الصحافيين تفاجأوا بتغيير الموعد وحضور المخرجة جوسلين صعب التي بررت التأجيل برغبتها في أن يشاهد الصحافيون الفيلم قبل مناقشته، لكن مصادر مطلعة أكدت لـ »البيان« أن الممثلة حنان ترك هي التي رغبت في التأجيل لعدم استعدادها للحديث عنه في ذلك اليوم.

في كل الأحوال بدء المخرج الليبي محمد مخلوف مسؤول إعداد برامج الأفلام العربية القصيرة رحلة المؤتمرات الصحافية، واصطحب معه مخرجي تلك الأفلام التي بلغ عددها ثلاثة عشر فيلما، وقد عرف المخرجون الواعدون بأنفسهم وبأفلامهم وقد حولوا المؤتمر إلى جلسة ودية نقاشية لم تتسع لها أسئلة الصحافيين الكثيرة حول أفلامهم.

مخلوف أكد دعمه للأفلام القصيرة وتبنيه لها مطالبا القنوات التلفزيونية ببث هذه النوعية من الإبداع بدلا من أغنيات الفيديو كليب والمسلسلات المصورة، وقال انه شاهد حوالي 200 فيلم حتى استقر اختياره على الأفلام التي تشارك في مهرجان دبي.

وأوضح المخرج الليبي أن الأفلام القصيرة تعبر عن قضايا كبيرة بدقائق معدودات وهي مشغولة بإمكانات بسيطة وبتمويل شخصي لذلك فهي تحمل الكثير من الصدق.

وقد تحدث عدد من المخرجين المتواجدين عن أفلامهم، وحظي فيلم »دوليون فلسطينيون« الذي نفذه شابان اسبانيان هما البيرتو آرسي وماريا مورينو بأكبر قدر من النقاش، وهو فيلم وثائقي صور داخل الأراضي الفلسطينية ويدعو للحرية والنضال السلمي.

وقد تحدث الاسبانيان عن المعاناة التي تكبداها لدى تصويرهما الفيلم الذي نفذ بأدوات بسيطة وبميزانية لم تتجاوز 2400 دولار أميركي، وقال البيرتو: « ما أردنا التركيز عليه هو فكرة السلام التي من الممكن أن تتحقق في فلسطين لو أريد لها ذلك، وأضافت زميلته: »أردنا دعم المقاومة الفلسطينية حتى ولو من خلال فيلم قصير».

وكان لفيلم »تحالف« نصيب من أسئلة الإعلاميين المتواجدين، كونه أول فيلم خيال علمي من إنتاج عربي، وقد تحدث مخرجه أجمل ظهير أحمد عن فكرة عمله التي يجملها بالقول بأنها حرب المستقبل ضد الجنس البشري لكن بشكل مختلف عن الأفلام التقليدية.

وأوضح أجمل أن ميزانية فيلمه كانت عبارة عن 130 ألف دولار فيما تستهلك أفلام أخرى من هذا النمط حوالي 130 مليون دولار، مؤكدا أن ردود الفعل كانت ايجابية جدا على الفيلم في الولايات المتحدة رغم أن بطلته كانت امرأة مسلمة.

المخرج المصري الشاب شريف البنداري طرح وجهة نظره حول قضية تعايش ست فتيات جامعيات في منزل واحد وانعكاس سلوكهن على المجتمع، وذلك كان ملخصا لفيلمه »ست بنات«، وقال: »إن كل من شاهد الفيلم وصفه بالواقعي وغير التقليدي«. وناقشت الحوارية أيضا فيلم »جزائريات« لجميل سلاني الذي يتطرق لحرب التحرير الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي ويركز على معاناة النساء بشكل خاص من تلك الحرب.

»مذبحة« مونيكا

»مذبحة« هو عنوان الفيلم الوثائقي الذي كان موضوع النقاش في مؤتمر صحافي آخر في ثالث أيام المهرجان، والفيلم إنتاج ألماني شارك في إخراجه ثلاثة مخرجين، منهم ألمانيان هما مونيكا بورغمن وهرمان تيسن، وقد حضرا المؤتمر، وثالث لبناني هو لقمان سليم تغيب عن المؤتمر بسبب الأحداث السياسية الجارية في لبنان وآخرها اغتيال الصحافي جبران تويني، كما بررت بورغمن.

فيلم »مذبحة« يتناول مذبحة صبرا وشاتيلا التي حدثت في بيروت عام 1988 لكن المخرجة الألمانية أكدت أن الفيلم يتعرض لظاهرة العنف الجماعي بشكل عام، وهو موضوع ما زال حارا في لبنان.

وعن دوافع اختيارها لهذه المجزرة قالت بورغمن: إن هناك أسبابا شخصية لذلك، تعود لاهتمامي بظاهرة العنف ودراستها وقد وجدت ذات الاهتمام عند المخرج لقمان سليم الذي شهد فصول مجزرة صبرا وشاتيلا في بيروت.

وتحدثت مونيكا عن الصعوبات التي واجهت تصوير الفيلم خاصة بما يتعلق بعدم رغبة كثيرين ممن حضروا المجزرة بالظهور من خلاله، كذلك »واجهتنا بعض المشكلات مع السلطات اللبنانية«.

وقالت المخرجة الألمانية ان الفيلم يطرح العديد من التساؤلات أكثر من تلك التي يجيب عليها، مؤكدة أن التركز كان على أولئك الأشخاص الذين يملكون القدرة على تنفيذ هذه المذابح مع أنهم أناس عاديون يعيشون بيننا!.

»ماء« ميهتا

من ناحية أخرى أثار فيلم »ماء« ذي الإنتاج الكندي نقاشا ساخنا في الندوة التي حضرتها مخرجة الفيلم وكاتبة السيناريو الهندية ديبا ميهتا. ويتحدث الفيلم الذي عرض مساء أول من أمس، عن قصة العروس تشويا التي تنضم لمعبد الأرامل بعد وفاة زوجها حيث تواجه النزيلات مصيرا متشابها من حيث الانعزال عن العالم الخارجي.

ميهتا تحدثت عن فترة التحضير للفيلم والمشكلات التي سببت تأخير تصويره أربع سنوات كاملة بسبب الأصوات المحتجة على ذلك. وقالت ميهتا إن فيلم »ماء« يتعرض إلى ظلم المرأة الذي يأتي من العادات والتقاليد المتوارثة وأحيانا من الأديان. وأكدت أنها اضطرت لتغيير السيناريو أكثر من مرة، كما تغير فريق العمل حتى ظهر الفيلم بشكله الحالي.

####

«كوسوفو : يد الصداقة» و«تحت شمس الصحراء» يرويان اهتمامات الإمارات الإنسانية والبيئية 

استضاف مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الثانية أمس، العرض العالمي الأول لاثنين من الأفلام الإماراتية الجديدة التي تتميز بمضامينها البالغة الأهمية، وتتشابه المضامين التي يطرحها الفيلمان الى حد كبير، حيث يحث كلاهما على تحمل المسؤولية تجاه القضايا الإنسانية والبيئية، ويسلط الفيلم الأول، وهو «كوسوفو: يد الصداقة»، الضوء على المهمة الإنسانية التي تقوم بها القوات الإماراتية المشاركة ضمن قوات حفظ السلام الدولية في كوسوفو في ظل الأزمة التي عانت منها تلك المنطقة.

فيما يتناول الفيلم الوثائقي «تحت شمس الصحراء»، للمخرج البريطاني المقيم في دولة الإمارات جوناثان علي خان، البيئة الصحراوية الأصيلة والحياة البرية في العالم العربي، حيث يطالب ببذل المزيد من الجهود لحمايتها.

ويركز الجزء الأول من الفيلم الذي عرض أمس في سينما «سيني ستار 12» مول الإمارات، يعاد عرضه الجمعة المقبل في الساعة 45,11 مساء في سينما ستار 7 مول الإمارات، على صحارى المنطقة والحياة البرية التي تعج بمختلف أنواع المخلوقات، كالطيور والزواحف والثدييات، بالإضافة الى الأشجار والنباتات.

ومن أبرز هذه الأشجار، شجرة الصمغ، وهي من أشهر النباتات الصحراوية التي تزود سكان الصحراء بالغذاء والظل بما يساعدهم في المحافظة على حياتهم. كما يرتبط وجود هذه الشجرة ببقاء العديد من المخلوقات على قيد الحياة، ومنها الغزال المهدد بالانقراض.

كما يروي الفيلم، الذي تم تصويره في عدد من أجمل المناطق الصحراوية، قصة حيوان «المها»، وهو من أشهر المخلوقات في منطقة الخليج العربي على وجه الخصوص، وحينما تعرض هذا المخلوق الصحراوي الرائع للانقراض في فترة السبعينات، تم إطلاق حملة دولية لحمايته وإعادة تكثيره في الحياة البرية.

** كوسوفو: يد الصداقة

تبدأ قصة الفيلم «كوسوفو: يد الصداقة» في عام 1999 عندما فرضت عمليات التطهير العرقي التي شنها الصرب ضد مسلمي كوسوفو ونزوح أكثر من 100 ألف من سكان المنطقة من بيوتهم بسبب فظائع تلك العمليات المروعة، وبوازع من الضمير الإنساني الحي وفي استجابة فورية لتلك الأحداث تهرع دولة الإمارات الى نجدة المتضررين من جراء ذلك النزاع بإرسال قوات عسكرية وهيئات إغاثة وإقامة مدرج طائرات ومخيم للاجئين لتوفير المسكن والمأكل لعشرة آلاف شخص.

وكما ساهمت بصورة فعالة في العمليات الدولية الهادفة إلى حفظ السلام وإعادة الإعمار، وتوفر القوات الإماراتية أيضاً الحماية للكوسوفيين والصرب حينما يعودون الى موطنهم، كما تمول المساعدات القادمة من الإمارات بناء مستشفى جديد في المنطقة يستقبل الصرب والمسلمين على حد سواء.

ويلقي فيلم «كوسوفو: يد الصداقة» الذي صوره المخرج الايرلندي جيري نلسون على مدى 3 أشهر، الضوء على القوى التي تسببت في نشوب الحرب في كوسوفو، كما يستعرض بعض الممارسات الإنسانية التي لا يلتفت اليها الكثيرون وساهمت في إنقاذ أهالي تلك المنطقة.

وسيشهد برنامج «عملية الجسر الثقافي» وهو من البرامج الأساسية في المهرجان، العرض العالمي الأول للفيلم وذلك في تمام الساعة 9 من مساء يوم الأربعاء 14 ديسمبر، في «مسرح المدينة» ضمن «سوق مدينة الجميرا» بحضور عدد من ضباط القوات العسكرية الإماراتية.

####

المئات شاهدوه ضمن «سينما الهواء الطلق»

«باراكا» سفر الحواس حول الأرض

كارول ياغي 

شاهد مساء أول من أمس المئات من محبي السينما فيلم «باراكا»، ضمن برنامج «سينما في الهواء الطلق» على شاشة عملاقة في حديقة مدينة دبي للإعلام.

في الساعة الثامنة غصت الحديقة بالناس من مختلف الجنسيات والأعمار، لم يفترشوا الأرض أو يحملوا معهم كراسيهم، بعد أن عكفت اللجنة المنظمة على تزويد المكان بمقاعد خاصة ما تعرف باسم «بوف» متنوعة الألوان بين الأحمر والأزرق والأصفر. إضافة الى تأمين أكشاك لبيع الاطعمة والمشروبات الغازية والعصائر.

منهم من يشاهد فيلم «باراكا» لأول مرة ومنهم من شاهده على قرص «دي في دي»، تقول آن ووكر إن متعة مشاهدة الفيلم على شاشة عملاقة في أحضان الطبيعة لا يمكن أن تفوت. أما راجا التي أحضرت أولادها الثلاثة لمشاهدة الفيلم قالت «عرفت أن الفيلم يتضمن مشاهد رائعة من بلادنا (الهند) فقررت أن احضر وأولادي الذين لا يعرفون الكثير عن بلادهم بسبب إقامتنا الطويلة هنا.

جاين ورون ومروان وسعيد وليلى حددوا عددا من الأفلام التي يودون مشاهدتها خلال المهرجان ومن ضمنها «باراكا»، يقولون إن السينما المفتوحة هذا العام منظمة ومتقنة على خلاف دول أخرى ولكن المتعة هي نفسها من دون شك خصوصاً للذين يأتون من اجل الفيلم وليس التسلية وتمضية الوقت».

قبل بدء العرض تحدثت هانا فيشر مسؤولة إعداد برنامج أفلام في دائرة الضوء، فأشارت إلى الجهود التي بذلت لعرض الفيلم في الدورة الثانية لمهرجان دبي السينمائي الدولي. وقالت إن «باراكا» هو اصدق مثال لشعار المهرجان بناء جسور التواصل الثقافي». وقدمت مخرج الفيلم رون فريكيه، الذي وصف الفيلم بأنه رحلة شيقة بين أضاد الطبيعة والبشر، يثير التساؤلات.

صور فيلم «باراكا» بعدسة 70 ملم الأمر الذي جعل الصورة أكثر شمولية، وجاذبية وغنية بالتفاصيل. تحل الموسيقى فيه مكان الحوار، فتجوب برفقة الصورة فيما يشبه جلسة تأمل وغوص في عجائب وتناقضات الأرض، جمالها وبشاعتها، وعادات البشر من طقوس العبادة وصولا إلى اللاشيء.

أنتج «باراكا» عام 1992 ونال جائزة تقديرية في مهرجان مونتريال السينمائي الدولي في العام نفسه. وبعد عامين رشح لنيل جائزة المؤلفين السينمائيين الأميركيين. يبدأ فيلم «باراكا» الذي يعد تحفة فنية في عالم صناعة السينما بتصوير كسوف الشمس والانتقال إلى تصوير لوحات جمالية طبيعية جبال، أنهار سهول وديان...

ويغوص في عادات وتقاليد الشعوب خصوصاً تقاليد الصلاة بين مختلف الشعوب والديانات السماوية وغير السماوية. ويصور بشكل فاضح عبث الإنسان بالغابات، وحالات الفقر المدقع ويصور أناساً متسولين يعيشون على القمامة مقابل عيش آخرين برفاهية غريبة. يصور الفيلم سرعة الحياة المدنية وامتدادها مقابل سكينة الطبيعة. يصور السلم والحرب التصوف والفجور، ينتقد من دون أن يتكلم ما اقترفته أيدي البشر من مجازر فتظهر أهوال الإبادة في كمبوديا التي ارتكبها الخمير الحمر.

يصعب على المشاهد التلفت أو إغماض عينيه حتى لا يفوته أي جزء من الرحلة الفريدة الصامتة من كل شيء باستثناء الموسيقى التي تشكل بتنوعها وتداخلها مع الصورة لغة تنطق بلسان حال كل الشعوب. عرض فيلم «باراكا» ضمن برنامج سينما الهواء الطلق الذي يتضمن خمسة أفلام هي: اليزابيث تاون الذي عرض مساء أمس، و«البوسطة» الذي سيعرض الثامنة من مساء اليوم، فيلم الكارتون الياباني «قلعة هول المتحركة» مساء الخميس ويختتم بالفيلم الأميركي «قاعة حفلات مجنونة وساخنة».

####

على العرب أن يضعوا صوراً يرون فيها أنفسهم ويراهم الآخرون

كوستا غافراس : أحب دبي ويوسف شاهين

حوار: حسين قطايا

يقدم مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الثانية فرصة حقيقية لان تلتقي ثقافات كثيرة ببعضها بعضاً، مما يغنيها جميعاً إذ ان لا ثقافة من دون التحاور والتجاور والتماهي والتناقض مع ثقافات أخرى فالحضارة الإنسانية واحدة، وكلما تعددت ثقافاتها كلما أزدادت غنى وتقدما.

وما يحكى عن صراع حضارات كمصطلح يستخدم في هذه الآونة نتيجة للفروقات الاقتصادية الضخمة والمرعبة بين الدول، ليس سوى شعار يقوم بتغطية أهداف مصلحية لا تغير بمفهوم الحضارة الإنسانية الواحدة المتعددة الثقافات إلا إذا كان المقصود تفريغ «الحضارة» من مدلولها.

من الفرص القيمة التي قدمها المهرجان في دورته الثانية التقاء بعض صناع السينما العالمية الكبار أمثال مورغان فريمان وكوستا غافراس وسواهما من نجوم التمثيل العرب والأجانب.

يحتل المخرج الفرنسي كوستنتين كوستا غافراس مكانة عالمية بين زملائه في عالم الإخراج السينمائي، وهو ولد في اليونان لأب روسي وأم يونانية ثم هاجر شاباً إلى العاصمة الفرنسية باريس ودرس في جامعة السوربون ثم التحق بالكلية الوطنية الفرنسية للفنون السينمائية، بعد ان فشل بالحصول على فيزا إلى الولايات المتحدة الأميركية بسبب ميوله اليسارية المعروفة عنه، أدرجته الحكومة اليونانية اليمينية في ستينات القرن المنصرم على اللائحة السوداء للأسباب نفسها.

بدأ عمله في السينما كمساعد مخرج لثلاث سنوات ليقوم بإخراج أول أفلامه في العام «1965» الذي لفت الأنظار تحت عنوان «شوك تروبس» عن المقاومة الفرنسية بوجه الجيش الألماني النازي وصدمه ان يكون بينهم أحد الخونة، في العام التالي أخرج «ذا سليبنغ كار موردر»، يدور حول جريمة قتل تتحرى عنها الشرطة، لكن أحد عناصرها يحاول إبعاد الشبهة عن أحد المتهمين.

في العام «1969» قدم فيلمه «زاد» الذي حقق له شهرة واسعة أكدت حضوره كواحد من كبار صناع الفن السابع عن قصة حقيقية جرت في اليونان، حول مقتل عضو برلمان عن طريق الدهس بشاحنة ليبدو الأمر قضاء وقدراً، لكنّ تحقيقاً صحافياً يكشف ان الأمر كان مدبراً، ومنذ هذا الفيلم بدا غافراس كمنتج للسينما السياسية التي ألهمته القيام بأكثر من فيلم.

مثل: «ستيت ان سيلج» عن دبلوماسي أميركي يخطف من قبل يساريين في أميركا الجنوبية. وعلى المنوال نفسه استمر غافراس في شريطة «ميسنغ» الذي نال عنه جوائز من مهرجانات عالمية كثيرة مثل «كان» وسواها تدور احداثه حول صحافي أميركي يساري يختفي في أميركا اللاتينية في ظروف غامضة ويصر أهله بالبحث عنه.

بطولة جاك ليمون الذي نال اوسكار عن أفضل ممثل فيه وسيسي سبايك اوسكار أفضل ممثلة لعام 1982، بعد هذه الجوائز الكبيرة بعام واحد صدم غافراس الرأي العام الغربي بإخراجه فيلم «هانا.ك» عن فلسطيني يعود بعد 20 عاماً الى بلده ليجد امرأة اسرائيلية قد احتلت منزله.

كتب الفيلم الايطالي فرانك سولناس الذي عرف بمناهضته للصهيونية ولتشريد عشرات الآلاف من الفلسطينيين، فتحمل مع غافراس أعباء حملات دعائية قادها ضدهما الوكالات الصهيونية في أميركا وأوروبا.

حول أعمال غافراس وشؤون وشجون السينما كان لـ «البيان» هذا الحوار معه:

·         هل هذه زيارتك الأولى إلى دبي؟

ـ دعوت في العام الماضي إلى الدورة الأولى من المهرجان، وللأسف لم أتمكن من الحضور لضيق الوقت.

·         كيف تقيم هذا المهرجان في دورته الثانية؟

ـ في البداية لا بد أن أعلن عن إعجابي بالتنظيم المميز من بين مهرجانات كثيرة عالمية. وكذلك لفتني فيلم الافتتاح «الجنة الآن» لحسن اختيار اللجنة المنظمة له. وشاهدت عدة أفلام عربية من مستوى جيد، وكذلك هي مدينة دبي الرائعة الجمال فيها عبق خاص أحببته.

·         هل شاهدت الأعمال القصيرة الإماراتية؟

ـ شاهدت بعضها، وأعتقد أنها ليست كثيرة والمهم أنها حاضرة.

·         أعجبتك؟

ـ الأمر فيما يتعلق بالأفلام القصيرة والمشغولة بتقنيات بسيطة تتعدى مسألة التقييم المادي إلى ما تحتاج إليها بالفعل. وهو التشجيع على الاستمرار في المحاولة.

·         كيف ترى السينما العربية الروائية؟

ـ لست من المتابعين بقوة للسينما العربية، رأيت بعض الانتاجات من الجزائر ومن مصر ومن المغرب وهي جيدة إلى حد كبير وتعجبني سينما الصديق يوسف شاهين الذي يمتلك حساً إبداعياً يلتقط عبره حركة الواقع ونبضه ويقدم مادة إشكالية للحوار الذي يهجس به.

·         متى تعتقد أن السينما العربية ستصبح قادرة على أن تثبت ذاتها بين السينمات الأخرى العالمية؟

ـ نصيحتي لكل البلدان العربية أن يشجعوا السينما وعمالها، وأن يفتحوا آفاقاً لإنتاج الصورة التي تشكل مرآة يرون بها أنفسهم ويراهم فيها الآخرون.

·     صناعة السينما إجمالاً عمل متكامل بين عدة قطاعات، فلا يكفي أن يكون لديك مواهب إخراجية أو تمثيلية إذا لم تمتلك قدرة على التوزيع ما رأيك بذلك؟

ـ هذا صحيح لذلك أقول لك على المؤسسات الرسمية العربية أن تدعم هذا القطاع الفني المهم كما تفعل أميركا وفرنسا ودول كثيرة أخرى تدعم صناعة الفن السابع لأنها تعرف أهمية تقديم الصورة للذات وللآخر.

·         على سيرة السينما الأميركية، ألا تراها تطغى على السينما الأوروبية في الكم والنوع؟

ـ إذا كان المقصود من سؤالك أن أجيب أيهما أفضل السينما الأوروبية أو الأميركية فالجواب واضح، الأوروبية بالطبع من حيث النوع والإشكالات التي تطرحها.

وإذا كنت تقصد أيهما أفضل على شباك التذاكر وتحقيق الإيرادات فالجواب واضح أيضاً الأميركية دون أدنى شك. لقدرة الأخيرة على التوزيع الواسع إضافة إلى الميزانية الكبيرة التي يضعونها لإنتاج الأعمال الضخمة. والدعم الذي تؤمنه لهم الإدارة الأميركية والشركات الكبرى.

·         لا أعتقد أنه يمكن اختصار السينما الأميركية بضخامة الانتاج وبالقدرة على التوزيع الكبير فقط، أليس كذلك؟

ـ بالطبع لا، لكن قلة قليلة هي الأفلام الجيدة، بالمقارنة مع حجم الكم الهائل من الانتاجات السينمائية، ودعني أقول لك ان ثلثي الأفلام الجيدة الأميركية ليست مصنوعة من أميركيين بل من أوروبيين من ايطاليا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا حتى أنا نفسي أعمل في أميركا، التي فيها انتاجات هوليوودية جيدة ورديئة وهناك محاولات انتاجية من خارج هوليوود لكنها لم تستطع ان تؤكد حضورها حتى الآن بقوة.

·         هل السينما مكاناً للصراع السياسي أو للتنافس الفني؟

ـ الصراع مصطلح موجود بطبيعة الإنسان وحركته اليومية داخل منزله وفي علاقته بكل الأشياء، ولا يفهم من الصراع فقط نظرية «القتال»، بل المقصود النضال الذي يؤديه كل حي في سبيل قضايا كثيرة تبدو بالوجود والاستمرار وتنتهي بالاقتصاد والثقافة وصولاً إلى جبهات الحرب.

·         تقلقك الأمور السياسية، حتى أطلق عليك صفة المخرج السياسي؟

ـ السياسة بمعناها اليومي لا تعنينا مع أنني ألحظ وجودها وأراقبها، لكن السياسة بتأثيراتها على حياة الناس تعنيني بقوة، ومن المهم لي كسينمائي أن أرى تكون حركة الشخصيات في مجال «أيديولوجي» معين، وما هي ردات الفعل وإلى أين يمكن أن تصل؟

·         لذلك أخرجت فيلم «أمين» عن النازية، وأفلام أخرى تهجس بالشأن السياسي الذي ذكرت؟

ـ أنظر إلى السياسة كشأن منفصل عن الحياة، فأنا عندما أشير إلى مسألة العدالة أكون أتكلم في السياسة، وإذا أشرت إلى غياب الديمقراطية أو إلى اضطهاد الإنسان لإنسان آخر أكون في قلب الصفة السياسية، وهذا طبيعي، فأنا مخرج معني بالحياة بكل ما فيها من حقائق وأوهام.

·         إلى أي مدى يتوهم غافراس أنه يصنع حياة بالصورة السينمائية؟

ـ سؤال جيد، بقدر ما تتوهم أنت أنك تضع مقالة جيدة، أو يتوهم الشاعر بأنه ينشد ملحمة ستؤثر بحركة التاريخ، الوهم هو أصل التحريض على الاستمرار بلعبة الحياة ولعبة الفن والابداع.

·         متى يتوقف الفنان عن اللعب؟

ـ عندما يستدعيه الموت فتهدأ فيه روحه وتدخل الكاميرا في الكادر ويصبح المشهد المسيس في أصله أبيض تخترق سكونه الأشياء السوداء لوحدها.

####

المجموعة العربية للإعلام تكرم عادل إمام

«الزعيم» : المقاومة الفلسطينية والعراقية مشروعة

أمينة عماري 

كرمت أمس المجموعة العربية للإعلام الفنان المصري عادل إمام في مكاتب جريدة «الإمارات اليوم» في دبي التي زارها إمام ظهراً حيث كان في استقباله الرئيس التنفيذي للمجموعة عبد اللطيف الصايغ ورئيس التحرير سامي الريامي والعاملون في المؤسسة.

اتخذ اللقاء طابعا غير رسمي أتاحه حضور «الزعيم» الذي تربع على عرش الكوميديا المصرية والعربية طيلة أكثر من نصف قرن وما زال يشكل الرقم الصعب في الأفلام الكوميدية الهادفة والتي تقحم الحياة الاجتماعية والسياسية في صلب سيناريو الفيلم وتسلط الضوء على هموم الشارع المصري والعربي.وببساطته المعهودة وخفة ظله جلس عادل إمام أكثر من ساعة مع الزملاء في «الإمارات اليوم» ورغم ان الكثير لا يعرفه بشكل شخصي لكن المؤكد أن جميع الحضور كان يعرف «الزعيم» من خلال أعماله الرائدة التي رغم مرور سنوات طويلة مازالت محفورة في وجدان الجميع ،فمرة بشخصية «الواد سيد الشغال» وأخرى بشخصية التلميذ المشاغب .

وغيرها من أدوار رسمت ملامح عادل إمام عند الجميع حيث أصبح يحتل جانبا كبيرا من ذاكرة الأمة. وتركز كلام الفنان إمام خلال الزيارة حول أهم القضايا التي تطرح بقوة على الساحة العربية والعالمية كقضية الإرهاب التي تشغل الرأي العام العالمي حيث أكد أن الإسلام بريء من الإرهاب وعلى العالم بأسره ان يستوعب الموضوع.

وأعرب عن حزنه العميق للحالة المتردية التي وصل إليها الشارع العراقي وقال: «أنا زعلان لأن الأطفال العراقيين لا يستطيعون الاستمتاع بطفولتهم التي سلبت منهم»، وحول المقاومة العراقية قال إنها «مشروعة ضد المستعمر مثلها مثل المقاومة الفلسطينية التي تطالب بالحياة الكريمة».

وأكد كسفير في الأمم المتحدة للنوايا الحسنة «أن المنظمة تسعى لتقديم المساعدات للجميع من دون التركيز على الانتماء ولا فرق بين العرب والأجانب والجميع يحرص على المساعدة»، وتكلم عن نشاط زملائه الفنانين العرب والأجانب وعن شخصيات مثل الملاكم محمد علي كلاي ومايكل دوجلاس وكذلك الفنانة صفية العمري وحسين فهمي، وأثنى على عمل ملكات الجمال وقال «إن ملكات الجمال المنتدبات في المنظمة كسفيرات للنوايا الحسنة يمتلكن ثقافة وقدرا كبيرا من المعرفة حول أوضاع الشعوب».

وحول فوز الإخوان المصريين في الانتخابات الأخيرة قال: «أتوقع صدام بينهم وبين الحركات الثقافية والفنية»، وأضاف قائلاً: «لكن لا أحد ينكر أنهم وصلوا عن طريق الاقتراع لذلك أمامهم فرصة كبيرة».

وفي الختام تحدث عن تجربة «العمل البطولي الجماعي في (عمارة يعقوبيان) الذي جمع أسماء كبيرة في التمثيل إلى جانبه»، مؤكداً أن «هذا العمل سيكون علامة فارقة في الدراما العربية».

####

«ماء» تحفة سينمائية جريئة

أرامل حزينات وحب محرّم على ضفة نهر «الغانج»

كتب: إسماعيل حيدر 

لم يكن اختيار »ماء« فيلم الافتتاح لعروض شبه القارة الهندية، سوى تحية حب من اللجنة المنظمة لمهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الثانية. وهي جاءت أيضاً بعد تقدير آخر من مهرجان تورنتو السينمائي في دورته الثلاثين التي أقيمت في شهر سبتمبر الماضي.

فهذا الفيلم البديع الذي تعرض خلال الإعداد له في الهند عام 2000، للعديد من العثرات والحملات المناهضة من قبل الجماعات الهندوسية الأصولية، ظهر إلى النور في العام 2005، بعد جهود متميزة قامت بها المخرجة ديبا ميهتا، حيث تمكنت مع فريق جديد من الممثلين والتقنيين وفي مقدمتهم المنتج دايفيد هاميلتون والممثلان جون إبراهام وليزا راي، والطفلة المعجزة سارلا ابنة الثماني سنوات، من تصوير مشاهد الفيلم في سيريلانكا، لكن باسم مستعار هو »full moon« أي القمر المكتمل »ماء« تحفة سينمائية بامتياز.

وهو رغم التراجيديا المؤلمة التي تتوالى في أحداثه، غير أنه يشعر المشاهد بالامتلاء الروحي إلى أقصاه، لعمق فكرته، وجرأة طرحه لقضية حساسة في المجتمع الهندي، بل في صلب الديانة الهندوسية، تعتبر الأرامل حاملات لخطايا موت أزواجهن، ما يجعلهن نصف أموات أو غير جديرات بالحياة الطبيعية، وبالتالي عليهن إكمال سنوات أعمارهن في مأوى متواضع للأرامل يقام قريباً من نهر الغانج الملحمي المقدس لدى الهندوس، هناك حيث يلقى برماد جثث أزواجهن في الماء.

وكان طبيعياً أن تمتلئ قاعة »ارينا« الفسيحة في مدينة جميرا مساء أول من أمس، برواد من جنسيات مختلفة، وطغى على المكان الحضور الهندي الارستقراطي، وكان بين الحضور مخرجة الفيلم ديبا ميهتا وجمع من الفنانين. هذا الحشد الذي غصت به القاعة، كان كافياً لتكوين فكرة مسبقة اننا أمام فيلم غير عادي.

فيلم لم تألف السينما الهندية إنتاج مثيل له إلا في ما ندر ولا ندري ما إذا كان الإنتاج الكندي هو ما جعل الأمر يخرج عن السياق الكلاسيكي المعهود للسينما الهندية التي غالباً ما تحمل إلى المشاهدين أفكاراً تراجيدية وبوليسية مكررة وسطحية.

كنا في أمسية »ماء« مبللين حقاً، حيث اندمجت القاعة كلها، بينما العيون كانت مسمرة نحو الشاشة، حوالي الساعتين من الوقت، وهي تتابع المشهد تلو الآخر.

تبدأ الحكاية في العام 1938، بينما كان الاحتلال الانجليزي يجثم على الأرض الهندية الشاسعة، الغارقة في التقاليد الصارمة المكرسة دينياً .. تقاليد متوارثة من عمر الزمن، حيث الزواج مباح منذ الطفولة. وكان المجتمع الهندي في ذلك الحين منقسماً بين أغنياء مترفين وفقراء معدمين .. بينما المهاتما غاندي الذي كان يقود حركة سلمية لإخراج الإنجليز من بلاده، يقبع في سجنه.

وليس بعيداً عن مأوى الأرامل الحزينات، يلتمع على الضفة الأخرى قصر لأحد الأثرياء، يرسو بالقرب منه بين الحين والآخر، مركب صغير تستخدمه »غولابي« وهي امرأة قاسية الملامح تجلب نساء من المأوى ليقدمن المتعة للرجل الغني، رغم إقامة زوجته وابنيه الشابين اللذين تخرج أحدهما من لندن ويدعى »نارايان«، يلعب دوره الممثل جون ابراهام.

يقوم الفيلم على خمس شخصيات رئيسية، تلعب الطفلة سارالا التي تجسّد شخصية الأرملة الصغيرة »شويا«، دوراً محورياً في الفيلم، بحضورها اللافت وأدائها الآسر.

بينما يقوم جون ابراهام بدور »نارايان« الجامعي والمثقف والثري الذي يلتقي صدفة »كالياني« التي تلعب شخصيتها العارضة الممثلة ليزا واي، وهي الأرملة الشابة الساحرة بجمالها وهدوئها، وتدور بين »نارايان« و»كالياني« قصة حب مرتبكة ومعقّدة، حيث التقاليد الهندوسية تحظر على الأرامل الحب والزواج، وترغمهن على تمضية العمر في المأوى. وإلى هؤلاء هناك »شاكونتالا« التي تلعب دورها الممثلة سيما بيسواسي وهي امرأة غامضة هادئة الطباع وتحترم التعاليم الهندوسية.

أما مادهوماتي، فهي الحاكمة في المأوى وفقاً لإرادة »الاله كريشنا« فهي تمثّل دور المرأة التي تطبق التعاليم وفقاً لأهوائها، فهي صارمة في منع الأرامل من مغادرة المأوى التزاما بالتقاليد والتعاليم الدينية، بينما تسهّل خروج الجميلات من الأرامل اللواتي يطلبهن الزبائن للمتعة.

تدور المشاهد في فضاءات محددة، مراكب تعبر نهر الغانج من ضفة إلى أخرى، مأوى الأرامل، وقريباً منه قصر الثري، وضمن هذه المساحات كانت الكاميرا تلتقط المشاهد ببراعة، لكأننا أمام لوحات تنطق شعراً، بينما كانت النساء تغتسلن للتطهّر من الخطايا، كان الرجال يقومون بالفعل ذاته »ايمانا« بقدرة مياه النهر المقدسي على تحقيق أمنياتهم لدى الاله كريشنا.

ثلاثة أجيال من الأرامل، بينهن من تشارف على نهاية العمر وهي تحلم بطعم الحلوى التي لم تذقها منذ الطفولة. وواحدة تتمتع بالجمال لكنها لا تحسن سوى الركون إلى قدرها، صارت أرملة، وليس لديها سوى الاله كريشنا تتضرع إليه، أما الطفلة »شويا«، فقد كانت صديقة الجميع ما عدا رئيسة المأوى، التي كانت عرضة لشتائمها كلما قامت بتصرف خاطئ مع احدى نزيلات المأوى. وكانت أيضاً ساعي البريد بين العاشقين كالياني ونارايان.

في الفيلم، يحضر الماء كثيراً، من مشاهد الاغتسال في المأوى، إلي التطهّر في »الغانج«. ومثلما يحضر الماء تحضر النار، ليكونا متجاورين قرب النهر المقدس.

والحزن يخيّم أيضاً في معظم المشاهد من وجوه الأرامل العجائز الحزينات، إلى النهاية المؤلمة للعاشقة كالياني التي تنهي حياتها غرقاً في النهر، بعد اكتشافها وهي برفقة حبيبها »نارايان«، انها مارست البغاء مع والده وصولاً إلى علامات الخوف والألم على وجه »شاكونتالا«، حين تهرع للبحث للبحث عن الطفلة »شويا« لتجد أنها كانت ضحية أخرى للثري والد »نارايان«.

في هذا الوقت يخرج غاندي طليقا، ويلتقي بأنصاره ومحبيه. ويدعوهم بكلمات مقتضبة إلى العيش بسلام وحرية وعدالة، ونبذ التقاليد البالية، وحين غادر غاندي بالقطار إلى مدينة أخرى، كان »ناريان« الذي رفض حياة أسرته وسلوك أبيه، وآمن بأفكار غاندي..

وكانت »شويا« بين يدي »شاكونتالا« التي سارعت باتجاه »نارايان« صارخة بأعلى صوتها: خذها إلى غاندي لتعود إلى الحياة.

وتتوقف الكاميرا عند وجه شاكونتالا، وهي تتأمل رحيل القطار، بينما ظهرت على الشاشة عبارة: 33 مليون أرملة هندية مازلن يعانين قسوة الوحدة حتى يومنا هذا«!

####

يوميات.. حضور أبيض

محمد حسن أحمد ** 

إنه الشكل الذي أحبه في النوم حين لا يمتد بي الوقت سوى لساعات قليلة، انه اليوم الثاني للمهرجان حيث الجدول الطويل الذي يشرف عليه نواف الجناحي ويلخصه لنا فجراً حيث نجتمع بكل الآراء حول كل العروض اليومية لنختار أفضلها في التوقيت.

حيث في منتصف النهار تكون الغرفة رقم 529 بلا عافية وهي تتكدس بترتيبات قبل اليوم الطويل، كانت وجهتنا الأولى قبل العروض في »مول الإمارات« مدينة جميرا حيث مقر المهرجان والندوات واللجان، كانت السجادة الحمراء في مكانها تدهن أرضية المكان بخمرتها وتنزع فتيل العدسات واللقاءات، العباءة الإماراتية تستقبلك في اللجان المنتشرة التي تخدم الضيوف والمشاركين والصحافة، حيث بنات الإمارات وهن في الوقار ذاته يتفوقن في إدارة المكان، لا شيء هناك يمكن أن يبقى بلا حراك، توزعنا في قراءة الصحف اليومية حول المهرجان وتنقلنا بين غرف اللجان.

والكثير من الأحاديث الودية حول اليوم الذي سيبدأ، وبعد أن اجتمعنا كسينمائيين إماراتيين، انتقلنا إلى مول الامارات لحضور عرض الفيلم التسجيلي السريلانكي » From Dust « الذي يلخص حياة بعض العائلات والشباب السريكلاني بعد تسونامي وبواقعية تذهب للسخرية والإنسانية معا، حين تتقزم الحالة امام الطبيعة.

كان الوقت على شكل الحصص المدرسية لتركض بنا الأولويات على الساعة الثالثة ظهرا لقطع تذكرة دخول فيلم » I Did Kill Gandhi « بحضور مخرج وبطل وبطلة الفيلم، الفيلم الذي يمنحك كل الوقت مساحة كاملة للمشاعر بشكل دقيق حيث تبدو الحالة البصرية متزنة مع تفاصيل العمل.

ويمكن القول بأنه الحصاد الثاني لنا من الأفلام الجيدة بعد فيلم الافتتاح، كانت القاعة ممتلئة بالكثير من الأجناس بينما بياض » الكنادير « يوضح حضورنا في المكان، وعند حلول المساء زاد في باحة السينمات توافد الجمهور لحضور العروض الثانية.

لا أملك » كرشة « مع بعض الحسابات الدقيقة بان جوعي يدخل في الاحتضار، تناولت وجبة سريعة في ركن المطاعم قبل ان يقرع جرس الحصة الثالثة من الأفلام حين قابلت السيد انطوان خليفة الفرنسي من أصل لبناني الذي دعاني للفيلم حين قابلته فجرا وتسامرنا معا لأكثر من ساعة في حديث طويل في فندق القصر حيث مشاعره المليئة بالود لنا كإماراتيين وفرحته الشديدة كونه يشاهدنا في أرجاء المهرجان، كان الفيلم للمطرب الشاب فضيل بعنوان» Bab Web «وهو عمل بصيغة كوميدية خفيفة مع قصة جميلة تدخلك في متعة الفيلم بشكل سريع مع تألق نجوم العمل.

الساعة كالعادة في تراص تدفع باعتناء الثواني المتراكمة، بينما نجتمع في الطابور الطويل على الكشك الأحمر الوحيد التابع للمهرجان، حيث تباع تذاكر الدخول للعروض، وصل لنا خبر انتهاء تذاكر فيلمين من قائمة الأفلام المرشحة لهذا اليوم في جدول أفلامنا، وعلى ازدياد الحضور في المول وباحة السينمات.

اخترنا فيلم » انتظار Waiting « وهو فيلم عربي فلسطيني يتحدث عن قيام مخرج ومذيعة ومصور بالبحث في مخيمات اللاجئين عن ممثلين للمسرح الوطني الفلسطيني، وتدور تفاصيل الفيلم لنجد انفسنا أمام واقع يقدم بشكله الإنساني والساخر أحياناً، حين يجسد العمل فكرة الانتظار حيث يطلب من المتقدمين بتمثيل هذا الدور، وبما أن الأفلام التي تتناول فلسطين لا نهاية لها، لكن الفيلم انتهى بخبر تفجير، ومع انتهاء الحصص الاربع تفرقنا لنجتمع في مطعم هندي صغير خارج »مول الامارات«، لنركن بعض الأحاديث حتى الفجر .

نلتقي غدا ..  

** كاتب وسينمائي إماراتي

me170@hotmail.com

البيان الإماراتية في

14.12.2005

 
 

بطلة "الطفل" الفائز بالسعفة الذهبية في "كان"

ديبورا فرانسوا: السينما حاجة إنسانية

خالد شيا  

رغم أن دور البطولة في فيلم “الطفل” هو الأول لها فإن الممثلة الفرنسية الشابة ديبورا فرانسوا فرضت نفسها نجمة سينمائية بامتياز، ما يشير إلى أنها ستكون بطلة لأفلام أخرى، و”الطفل” الذي عرض في المهرجان هو الذي جاء بها إلى دبي للمرة الأولى ولكنها لن تكون الأخيرة كما قالت. فرانسوا في حوار مع “الخليج” أبدت سعادتها الكبيرة بردود الفعل حول الفيلم الحائز على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان أخيراً، أما عن وجودها القصير نسبياً في مهرجان دبي فبررته بارتباطات أخرى في أوروبا، لكنها لم تنس التنويه بالمهرجان وبالتنظيم الجيد الذي شاهدته مبدية أسفها في الوقت نفسه لعدم تمكنها من مشاهدة أفلام كثيرة من المهرجان، وهنا نص الحوار:

·         ربما كنت مجهولة نسبياً للمشاهد العربي ماذا تقولين عن أدوارك السابقة؟

- ليست لي أية أدوار سابقة وهذا الفيلم كان تجربتي الأولى، ورغم ذلك رشحني جان بيير دار دان ولوك دار دان مخرجا الفيلم البلجيكيان وكاتبا السيناريو أيضاً لدور البطولة والحقيقة انني كنت ممثلة مسرح هاوية، وإني سعيدة حقاً بهذه البداية في السينما، والتي توجت بفوز الفيلم بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان رغم المنافسة الشديدة مع أفلام أخرى عظيمة.

·         هل هو فيلم بلجيكي أم أن بلجيكا فقط مكان الأحداث؟

- الفيلم إنتاج فرنسي بلجيكي لكن أحداثه تدور جميعها في مدينة صناعية بلجيكية لأم شابة وصديقها العاطل عن العمل واللص أيضاً الذى أدى دوره الممثل جيريم رينيه.

·         هل هذه هي مشاركتك الأولى في مهرجان سينمائي عربي؟

- هي مشاركتي الأولى في مهرجان دبي وكذلك هي زيارتي الأولى للإمارات، لكنني زرت دولاً عربية أخرى، وشاركت من قبل في مهرجان السينما في الرباط وفي مهرجان الدار البيضاء أيضاً.

·         كيف وجدت السينما العربية؟ وهل شاهدت أفلاماً عربية؟

- لا أعرف الكثير عن السينما العربية، ومع الأسف لم أشاهد أفلاماً عربية طويلة لكني شاهدت أفلاماً قصيرة، واعتقد أنها جيدة وذات مضمون جيد، ومعظم هذه الأفلام لمخرجين عرب شباب وهذا بحد ذاته شيء إيجابي ومؤشر على اهتمام كبير بالسينما.

زيارة قصيرة

·         ما الأفلام التي شاهدتها في مهرجان دبي السينمائي؟

- زيارتي قصيرة ولا أمتلك الوقت الكافي لمشاهدة كل ما أريد، لكنني استمتعت جيداً بمشاهدة الفيلم الرائع (17 أكتوبر 1961) للمخرج الان تاسما الذي يعود في فيلمه الى حقيقة مهمة وحساسة من تاريخنا وتاريخ الجزائر أيضاً، وهو يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول عندما قمعت الشرطة الفرنسية بوحشية مظاهرات لآلاف الجزائريين، وهو الحدث الذي أثار جدلاً كبيراً داخل فرنسا وخارجها، كما رصد الفيلم حالات الانقسام التي عاناها كل من المعسكرين الفرنسي والجزائري.

·         برأيك ما الذي تضيفه ولادة مهرجان سينمائي دولي جديد كمهرجان دبي مثلا؟

- كل مهرجان جديد لا بد وأن يشكل إضافة مهمة للسينما، وللثقافة الإنسانية عموماً، فالسينما ثقافة ووجود مهرجان أفضل تعبير عن هذه الحالة الثقافية وهذا التجمع الرائع للأفلام والسينمائيين يحقق تواصلاً بين الشعوب والثقافات ويكسب خبرات أخرى في مجال السينما، لأن كل عامل في هذا الحقل لا بد أن يطلع على تجارب الآخرين والرؤى التي تقدمها السينما الأخرى وعدم الاكتفاء بالتجربة الذاتية أو الوطنية فالكل يعمل ويجتهد وهذا في مصلحة العمل السينمائي، وأسعدني جداً وجود هذا المزيج الإنساني والسينمائي في دبي ففيها وجوه من كل العالم وأفلام من مختلف القارات، ولكل ذلك يخلق أعداداً أخرى من محبي السينما، تحتاج إليهم لتبقى على قيد الحياة، فهذه الصناعة لا تتنفس إلا بمحبة الناس وتوجههم الى شباك التذاكر، وعندما يتوقف الناس عن القراءة أو التوجه إلى المسرح، أو السينما فإن فنوناً كثيرة ستموت وهذه خسارة إنسانية فادحة.

·         ربما كانت هموم السينمائيين الأوروبيين مختلفة عن زملائهم في دول العالم الثالث فما الذي تعانيه السينما الأوروبية اليوم؟

- بالطبع هناك مشكلة عالمية تعانيها السينما وهي تراجع الاقبال الجماهيري على صالات السينما، وانخفاض عدد المشاهدين من عام إلى آخر وتوجههم إلى أماكن واهتمامات أخرى لا نستطيع مناقشتها بسهولة، ولكن لاتزال السينما الأوروبية محافظة على وجودها في الحياة الثقافية عند الأوروبيين ولايزال الذهاب الى السينما تقليداً راسخاً عند الأوروبي وإن اختلف من شريحة لأخرى أو بين بلد وآخر، واعتقد أن هذه النوعية من المشاهد تفوق كثيراً تلك في دول العالم الثالث الذي تعاني سينماه من مشاكل أكثر تعقيداً، لكننا بالمقابل نعاني أيضاً وتقلقنا أمور كثيرة تعيق وتسيء إلى مستقبل السينما في أوروبا وأهمها القرصنة التي تتعرض لها الأفلام السينمائية، والتي لم تجد لها الجهات والحكومات حلولاً نهائية حتى اليوم.

أحداث جديدة

·         أيعني هذا أنك تشعرين بالقلق على مستقبل هذا الفن، وأن هناك خطراً يتهدد بقاءه على المستوى العالمي؟

- لا، ليس إلى هذه الدرجة فالسينما ليست ترفيهاً فقط بل حاجة وضرورة والعالم يشهد كل يوم أحداثاً جديدة وخطيرة لا بد وأن يكون للسينما دور في ما يجري عبر تأثرها بالحدث، وقراءتها له وكيفية الاستفادة منه سينمائياً لتقديم رسالة تليق بالإنسان، ونعلم من تجاربنا الشخصية أن أحداثاً كثيرة وتواريخ عديدة حفظناها وعرفناها عن طريق السينما، فما دام هناك نشاط إنساني وأحداث يومية ستبقى السينما على قيد الحياة، لأن موضوعاتها مستقاة من حياة البشر، ورسالتها موجهة أيضاً لهؤلاء البشر، ولكن اعتقد أننا نحتاج بشكل دائم إلى مخرجين جدد برؤى جديدة وطريقة تفكير تناسب التغيرات اليومية الهائلة التي يشهدها العالم، لأن إيقاع التغير السريع يفرض معالجة سينمائية جديدة، وكما تدهشنا الحياة كل يوم بتبدلاتها لا بد أن تكون السينما مواكبة لهذه التغيرات.

####

المخرجون الإماراتيون:

نعالج قضايا تمس المجتمع

دبي - أحمد مرسي

أكد مسعود أمر الله مسؤول إعداد برامج في المهرجان أهمية مشاركة شباب المخرجين في فعالياته وعرض الاعمال الجيدة منها، لافتاً إلى أن العام الماضي شهد عرض الأفلام الاماراتية ضمن قسم الأفلام العربية القصيرة في الدورة الأولى للمهرجان في حين خصص قسم خاص لها هو “إماراتيون واعدون” في هذه الدورة بعدما لاقت نجاحاً في عرضها الأول.

وأوضح خلال مؤتمر صحافي في مدينة الجميرا لاستعراض تجارب شباب المخرجين المواطنين المشاركين بأعمال في المهرجان أن الافلام الخمسة المشاركة اختيرت من بين الأفلام الإماراتية القصيرة التي عرضت في مسابقة “أفلام من الامارات” العام الماضي وكلها أفلام جيدة قدمها شباب موهوبون.

من جانبه ذكر المخرج عمر إبراهيم صاحب فيلم “يوم عادي” أن علاقته بعالم الإخراج بدأت منذ خمس سنوات، مشيراً إلى أن الفيلم كان تصوراً لحياة أديب وكاتب يحاول تسجيل فكرته التي تدور في ذهنه وهي من سيناريو الكاتب ابراهيم الملا.

وأشار علي مصطفى مخرج فيلم “تحت الشمس” الى أنه خريج مدرسة “لندن فيلم سكول” وأن فيلمه كان مشروع تخرج ويتناول من خلاله قصة واقعية لطفل في أول يوم لصيام رمضان، وذلك بهدف توصيل رسالة لغير المسلمين بالتسامح والمحبة التي يدعو إليها الاسلام.

وذكر عبدالله حسن أن علاقته بالإخراج بدأت في عام 2001 وقام بعمل العديد من الأفلام وأنه يشارك بفيلم “آمين” ويقدم من خلاله صورة حية وبسيطة عن علاقة عائلتين ببعضهما وهو من نوعية الأفلام الواقعية التي يحبها.

وقال المخرج سعيد سالمين إنه ولج عالم الإخراج عام 2002 كمساعد مخرج، وشارك في العديد من الأفلام وإنه حاول من خلال فيلمه “هبوب” أن يقدم صورة واقعية اجتماعية من خلال ارتباط البعض بعالم الجن والمشعوذين وهي قصة للكاتب سالم الحتاوي.

وأشارت المخرجة ندى الكريمي إلى أن فيلم “الموت للمتعة” هو الأول لها ويناقش مسألة حقوق الحيوان وضرورة أن تكون هناك ثقافة في البيت تشرح للأطفال أن الحيوانات الصغيرة كائنات حية يجب أن تعامل برفق ولا تكون لعبة تموت بين أيديهم.

ورداً على سؤال ل “الخليج” حول ما إذا كانت هذه الأفلام هي الأفضل بين الأعمال الشبابية لتمثل الإمارات في المهرجان؟ أجاب مسعود أمر الله قائلاً: إن الاعمال الخمسة التي تمثل الإمارات هي الأفضل بين أعمال الشباب وإن الآخرين الذين يظنون غير ذلك على خطأ.

وحول إمكانية زيادة عدد الأفلام المحلية في الدورات المقبلة للمهرجان أكد أمر الله ان المستقبل في مصلحة أبناء الإمارات من المخرجين الشباب وأن الأمور تسير نحو الأفضل تجاههم وتجاه تجاربهم.

وفيما يتعلق بتعرض تلك الأعمال للرقابة من عدمه قال المخرجون إن هذه الأعمال مستقلة ولا تخضع لجهات رسمية وإن الرقابة عليها تكون ذاتية فقط تنبع من العادات والتقاليد الاجتماعية الأصيلة التي نشأوا عليها.

وحول الحرص على إضفاء الروح الإماراتية على أعمالهم وإذا ما كانت تمثل الهوية الإماراتية أكد المخرجون أنهم تعرضوا من خلال أفلامهم إلى قضايا تمس المجتمع وتخوض فيه وأنها تعبر عن مواقف معينة يتعرضون لها.

ورداً على تعليق حول ضرورة الاتجاه الى دراسة الإخراج وصقل موهبتهم الفنية باعتبار أن الجميع لم يدرسوا الإخراج (باستثناء علي مصطفى والذي غادر المؤتمر مبكراً) أكد الجميع أنهم حريصون على صقل مواهبهم والاطلاع بشكل أكبر وكذلك الاحتكاك بالمخرجين العالميين وهو ما يتاح لهم في المهرجان وكذلك اللقاءات التي تدور بينهم وبين مسعود أمر الله في إطار مسابقة “أفلام من الإمارات” المتنفس لهم في اظهار وتقديم أعمالهم.

####

رأت أنه يركز على الختان الفكري

جوسلين صعب: "دنيا" فيلم صادم لكنه لايسيء لمصر

دبي - أحمد شلبي:  

في أجواء سيطر عليها، بالنسبة لصناع الفيلم على الأقل، ما حدث في مهرجان القاهرة السينمائي قبل أيام والتحفز للرد على أي هجوم منتظر دافعت المخرجة اللبنانية جوسلين صعب والممثلة حنان ترك عن فيلم “دنيا” الذي يمس عدة قضايا تخص المرأة المصرية في مقدمتها الختان والحرية والحب. وفي المؤتمر الصحافي الذي عقد على هامش مهرجان دبي قالت جوسلين:

إن الفيلم مطلوب في الولايات المتحدة والهند وغيرهما من الدول، و”دنيا” فتاة مصرية تبحث عن نفسها لتكتشف ذاتها الحقيقية التي تمكنها من الحصول على الحرية وتتجه الى الرقص لاكتشاف الجسد وإلى الحب لاكتشاف الروح.

وحول ما يكتنف الفيلم من خيانة في بعض الأحيان قالت جوسلين: نحن نقدم رؤية لفيلم عالمي أو كوني يقفز فوق المحلية بعاداتها وتقاليدها ويندمج مع الثقافة العالمية. ودللت على ذلك بأن “دنيا” كتبت لزوجها على ورق الورد “أنها لا تطيق الحياة معه” وتركته معتبرة أن ذلك من وجهة نظرها انفصال أو طلاق، وانطلقت تبحث عن ذاتها في ذوات الأخريات.

وحول موجة الاعتراضات التي واجهت الفيلم علقت جوسلين قائلة: إنه فيلم صادم بطبيعته وأعتبره كتابة سينمائية جديدة، وحنان ترك ممثلة شجاعة قبلت تقديم هذا العمل بإقدام عزف عنه الكثير، فيسرا مثلاً كانت قلقة جداً من نجاحه أو إقبال الجمهور عليه.

وعلقت حنان قائلة: “العمل في مجمله جيد ويطرح قضايا عديدة في حاجة الى نقاشات داخل المجتمع. وأكدت أنها لو وجدت في السيناريو خيانة زوجية من أي نوع يكرس لها الفيلم لما أقدمت عليه، مشيرة الى أن هدف الفيلم البحث عن الحرية في ضوء قيم وتقاليد يجب الحفاظ عليها ولا يجب أن ينصرف عنها الجمهور.

وحول ما إذا كان الفيلم ينتصر للمرأة أشارت جوسلين الى أنه عمل اجتماعي بشكل عام لا ينتصر لأحد، ولكنه يطرح وجهة نظر القائمين عليه. وقالت: إن اختيار بيئة الفيلم المصرية ليس تشهيراً بها وإنما لأن المجتمع المصري ثري جداً بالموضوعات وأيضاً مصر بلد كبير في المنطقة وأحترمه وله ثقل ثقافي وفني، كما أن البحث عن الحرية مطلوب للمجتمع ككل والمرأة مجرد رمز.

وعن اسم الفيلم أكدت جوسلين: وجدنا أن في فرنسا فيلماً قصيراً باسم “دنيا” فطلب منا المنتج تغيير الاسم واتفقنا على أن يكون من أغنية تدور داخل العمل وهي “بلاش تبوسني في عيني” على أن يظل “دنيا” الاسم العربي.

وحول تكريس الفيلم لفكرة البحث عن الحرية عبر الرقص والموسيقا قالت حنان: البحث عن الحرية يمكن أن يكون له ألف سبيل بشرط أن يجده الإنسان، أما الرقص فاختارته جوسلين ولديها رؤيتها في ذلك. وأضافت جوسلين: الرقص يسمح للمرأة باكتشاف جسدها الذي يعتبر عورة حتى عليها هي، ولذلك اخترته سبيلاً لوصول البطلة الى ذاتها.

وعن خطوات وصول “دنيا” الى التصالح مع ذاتها تؤكد حنان أن ذلك تم عن طريق قرارات متعددة بدأت بشراء مرآة لتواجه نفسها لأول مرة ثم ترك زوجها والمشاركة في مسابقة الرقص، ويتجلى ذلك عندما تتحسس دنيا معالم جسدها كأنها تتعرف إليها لأول مرة.

وعن قضية الختان وتركيز الفيلم عليها أكدت جوسلين أن تركيز الفيلم كان على الختان الفكري أكثر، ورغم ذلك فإن المجتمع المصري يعاني الآن من هذه القضية ويحاول التغلب عليها، وعرض الفيلم لها ليس هجوماً على مصر وشعبها، فهذا لم يدر بعقلي للحظة ساعة انتاج الفيلم. وحين علا الضجيج بين الصحافيين أكدت أن تناول القضايا الصادمة للواقع يحدث دائماً هزة وهجوماً مباشراً.

الخليج الإماراتية في 15 ديسمبر 2005

 

الخليج الإماراتية في

15.12.2005

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)