كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

أفلام مهرجان القاهرة.. وكتاب جديد

دليلك إلي السينما الصينية

فوزي سليمان

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

الدورة التاسعة والعشرون

   
 
 
 
 

تشهد الدورة الجديدة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي تظاهرة ضخمة للسينما الصينية 26 فيلما بحضور بعض أبطالها ومخرجيها، ويرأس مخرج صيني لجنة التحكيم وهي فرصة لعشاق السينما أن يتعرفوا علي سينما أخري.. حققت وجودا ونجاحا عالميا وحصدت الجوائز بالمهرجانات الدولية.

نقدم لقراء «القاهرة» كتابا مهما عن السينما الصينية سيصدر قريبا عن مكتبة الإسكندرية تحت إشراف الناقد سمير فريد، مستشار المكتبة لشئون السينما بترجمة أمينة ودقيقة للناقد «الشريف خاطر» الذي سعي لنشر الثقافة السينمائية والمسرحية عن طريق برنامجه «ندوة المسرح والسينما» لسنوات غير قليلة.

* عنوان الكتاب .

«آفاق السينما الصينية» تحرير «كريس بيري» وهو محاضر في الدراسات السينمائية بجامعة تروبي في بلورن ـ استراليا وكان قد عمل مترجما للأفلام ببكين بين 1985: 1987 وتقول في مقدمته التي كتبتها عام 1990 إنه في أواخر الثمانينيات لاحت في الأفق ملامح موجة صينية جديدة، فقد فاز فيلم «الأرض الصفراء» في مهرجان هونج كونج السينمائي الدولي، وأخذت أسماء مخرجين شبان تبرز علي الساحة الدولية أطلق عليهم مخرجو «الجيل الخامس» فاز فيلم «الذرة الحمراء» بجائزة الدب الذهبي بمهرجان برلين السينمائي الدولي، تبعه فوز فيلم «مدينة الأحزان» بالأسد الذهبي لمهرجان فينسيا الدولي.

ميزة الكتاب الذي شارك في كتابته نقاد وباحثون أمريكيون وأوروبيون وكذا من الصين وتايوان أنه تناول مختلف جوانب السينما الصينية تأريخا وتقاليد وأصولا، وعلاقة السينما بالأدب والمسرح، بل زاد تخصصا ببحث عن المونتاج الصيني: من الشعر والرسم إلي الشاشة الفضية وكذا أفلام التحريك وتبقي أهميته في تحليل نقدي لنماذج من السينما والأدب والمسرح والأفلام العلامات الباحث «ليو أو فانا لي» أستاذ اللغات الآسيوية الشرقية والأدب باعتباره مؤرخا أدبيا أساسا كان اهتمامه بالبحث عن العلاقة بين السينما والأدب، في دراسته بعنوان: «تقاليد السينما الصينية الحديثة» بعض الاكتشافات والرؤي الأولية، يري أن السينما الصينية قد وصلت إلي هذا الشكل الفني الناضج بسبب ارتباطها بالأدب الصيني الحديث، وفي بحث له عن تاريخ الأدب الصيني الحديث اكتشف أنه في كل حقبة تاريخية يكون هناك نزوع لظهور نوع سائد من الأدب فمع بواكير حركة الرابع من مايو «1917 ـ 1927»، كان نوع الأدب السائد هو: القصة القصيرة، وفي العقد التالي «1927 ـ 1937» كانت الرواية وفي فترة الحرب الصينية ـ اليابانية «1937 ـ 1945» كان المسرح، وفيما بعد سنوات الحرب «1945 ـ 1949» كانت السينما بالتأكيد ويري أن الفترة بين 1945 ـ 1949 هي بمثابة العصر الذهبي للسينما الصينية الحديثة للمستوي الفني الرفيع.

يعود إلي موضوع تخصصه الأساسي ـ الأدب ـ والعلاقة بين السينما والأدب، يقدم لنا هنا معلومات مهمة عن تطور السينما الصينية فصناعة السينما الصينية الناشئة في العشرينيات كانت مؤسسة تجارية تنتج أفلاما لتسلية الجماهير.

وفي عام 1929 أنشئت جماعة الدراما والسينما يبدوا أثر المسرح في إنتاج أول فيلم ناطق عام 1937 كان أقرب إلي الدراما المسرحية.. وقام كاتبان مسرحيان مشهوران بكتابة الأفلام الأولي، ومنذ عام 1937 قاد الحزب الشيوعي الصيني من خلال تنظيماته الطليعية مثل جماعة الجناح اليساري للدراميين بقيادة حركة السينما الصينية الحديثة، التي هاجم روادها سلبيات المجتمع، وأطلق علي اتجاههم، «الواقعية الاجتماعية» أو «النقد الواقعي» بالاختلاف مع ما كان يسمي «الواقعية الاشتراكية» التي حاولت الكشف الفاضح للواقع، علي اللجوء للتمويه بسبب الرقابة الحكومية، هذا الاتجاه الواقعي لم يرسخ إلا في أواخر الأربعينيات التي شهدت تحول كثير من الفنانين من المسرح إلي السينما، وبزغت انتفاضة من الإبداع والازدهار عرفت بالعصر الذهبي، ويعطي الباحث نماذج من أفلام هذه الحقبة، نلاحظ في موضوعاتها تناول قضايا الفقر والعدالة الاجتماعية وقسوة سنوات الحرب مع اليابان، واستفاد المخرجون ومعظمهم من اليساريين من الاستوديوهات المتطورة، وتحايلوا علي الرقابة ولو بالرشوة، ويستدعي الاهتمام قول الباحث كلما كان الواقع السياسي حالكا كانت قدرتهم علي الإبداع أكثر توهجا يقارن بين أفلام الفترة بين 1945 ـ 1949 بأفلام «الواقعية الجديدة الإيطالية».

* المائة زهرة الثانية

دع مائة زهرة تتفتح، دع مائة مدرسة تتنافس.. مقولة صينية تقليدية استخدمت في المناقشات الفكرية والفنية منذ فترة تطاحن الولايات في القرن الثالث قبل الميلاد، واستخدمها الزعيم ماو عام 1956 يشجع النقاش والنقد أثناء فترة حكمه كقائد شيوعي.. وبعد شيء من التردد استجاب العديد من المثقفين والكتاب والسينمائيين لدعوة ماو وقاموا بشجب نواحي الحياة في الجمهورية الشعبية يذكر من حضروا مؤتمرات التضامن الآسيوي الإفريقي بالقاهرة في تلك الحقبة.

وكتاب اليسار بالذات تلك المقولة التي هللوا لها ولكن سرعان ما ردت السلطات بحركة ارتدادية وذبلت الزهور.

عن هذه الفترة تدور دراسة بول كلارك وهو باحث مشارك بمعهد الثقافة والاتصالات بمركز الغرب والشرق، في هونولولو وله كتاب عن «السينما الصينية: السياسة والثقافة منذ عام 1949». يطلق الباحث عنوان «المائة زهرة الثانية» علي الفترة التي أعقبت الخلاص من فوضي الثورة الثقافية 1966 ـ 1969 التي سادت بعد القبض علي عصابة الأربعة في أكتوبر 1976، حيث بدأت فترة جديدة من التحرر النسبي، وعاود المخرجون نشاطهم ولمست أفلامهم المناخ الجديد وظهرت حركة تحررية تبشجيع نشط من قيادات الحزب العليا الجديدة، واستهدف النقد عصابة الأربعة، مع مناقشة صريحة لما كان يجري إبان الثورة الثقافية وانبثقت حركة شبابية نشطة سميت «السور الديمقراطي» في ربيع 1979 تطلعت إلي تقليل القيود وتوالت الجهود لخلق صف من جيل جديد للمخرجين ليخلفوا المخرجين الكبار.

كما حدث تحول مواز بين الشباب من المشاهدين ازداد عددهم سواء في المدن الكبري أو الصغيرة وتناولت أغلب الأفلام قصص الحب بين الشباب مع اهتمام بالمشاعر الفردية التي لم تكن محل اهتمام من قبل 1966 فالرجل الاشتراكي أو المرأة يتصرف فقط وفقا لمبررات ودوافع اشتراكية كما لم يهمل شأن الكوميديا ومعظمها كان ذا صلة بحب الشباب.

يتناول بحثان في الكتاب السينما الصينية الجديدة، ودور الجيل الخامس فيها إنجازات وانتكاسات أحوال السينما الصينية الجديدة للباحث توني راينر جاء تعريفه بنهاية الكتاب بأنه ناقد مستقل متخصص في السينما الآسيوية ولم يدلنا علي جنسيته، واسمه يومئ بأنه غربي. الجيل الخامس، هو الاسم الذي أطلق علي المجموعة الخامس التي تخرجت في قسم الإخراج بأكاديمية بكين للسينما، وقد عرفت أفلام بالخارج أكثر من الداخل ويتساءل الباحث: ما الذي يجعل الجيل الخامس مختلفا عن الأجيال السابقة في سينما الصين الشيوعية؟

الجواب باختصار قصص حياة مخرجيها ولدوا عام 1949 أي أنهم لم يمروا بتجربة المجتمع القديم، ومثل غيرهم من الشباب في زمن الثورة الاشتراكية، أرسلوا إلي مناطق نائية في الريف في أواخر الستينيات ليتعلموا من الناس، وعملوا في الحقول والمحاجر بجانب العمال والفلاحين لعدة سنوات بعد تخرجهم لم ينتظروا طويلا ولم يعملوا مساعدي مخرجين مثل من سبقوهم بل عملوا في الاستوديوهات الإقليمية الصغيرة، وأعطاهم ازدهار التليفزيون فرص عمل ويرصد الباحث نماذج من أفلامهم مثل واحد وثمانية، من إنتاج وحدة أفلام الشباب ثم الأرض الصفراء الذي هوجم من أعضاء المؤسسة القدامي ووصفوه بأنه فيلم غامض وفوق مستوي الجمهور ومع هذا فقد حقق الفيلم نجاحا كبيرا جماهيريا كاسحا.. واستمرت الموجة الجديدة في ترسيخ قواعدها بأفلام تميزه مثل سارق الحصان، ونهر بلا ضفاف، وحياة وغيرها.

تناولت الأمور الأخلاقية والنفسية والسياسية بعيدا عن الثوابت الأيديولوجية ولعله لهذا تعرضت هذه الموجة لنقد شديد خلال الصحافة مما أعادها إلي خط النار وهذا ما يناقشه كريس بيري في بحثه «قوي السوق الجيل الخامس يواجه حافة الهاوية»، حيث رأي أن النجاح النقدي لأفلام الجيل الخامس بعد عرض فيلم الأرض الصفراء، بمهرجان هونج كونج، نبهت المسئولين إلي أن الفيلم يمكن أن يدرك علي أساس أنه لفشل الحزب الشيوعي، في تغيير الحياة الفقيرة البائسة للإنسان الصيني الريفي العادي.. وفي خريف 1985 بدأت ردود الأفعال ضد أعمال الجيل الخامس في ظهور سيل متدفق من الأفلام الترفيهية «هل يمكن المقارنة مع موجة الأفلام الواقعية الجديدة في السينما المصرية وما تبعها من أفلام كوميدية ترفيهية»؟

ووصلت الحملة إلي منع أفلام من التوزيع داخل الصين وخارج الصين كما حدث مع فيلم «الأرض الصفراء» وأوقف توزيع فيلم حادث المدفع الأسود، بسبب تهكمه علي البيروقراطية الحكومية، ورغم استحسان النقاد له فقد أوقف توزيعه لبعض الوقت وذلك لصالح حملة دعائية شديدة أيديولوجية لفيلمي «الفرقة الموسيقية الرائعة» و«ضابطا المسرح من الجيش» كانا نموذجين للأفلام المباشرة الوعظية التقليدية، حيث يمتدحان برنامج الحكومة الإصلاحي وقد أعجب قادة الحزب المعروفون بحفاظهم علي القيم القديمة وعلق أحدهم: يجب أن يعطي الضوء الأخضر للأفلام الصحية التي تعمل لصالح الاشتراكية ولكن هذه الحملة الحزبية لم تحقق مرادفها فقد عرض الفليمان محل النقد الحز بي في إجازة عيد السنة القمرية الجديدة وحققا نجاحا جماهيريا.

واستمرت مسيرة السينما الصينية الجديدة رغم كل الظروف.

جريدة القاهرة في

06.12.2005

 
 

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي التاسع والعشرون

الصين تغزو الأسواق بالألوان المرئية

سهام العقاد

أكثر من سؤال طرحته أفلام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته ال 29، من بينها: هل يمكن أن تتصدي السينما كفن وثقافة للإرهاب؟ وهل يستطيع الفن السابع مواجهة الحروب ونبذ العنف وأسئلة أخري حول الحب والجنس، والجريمة والمخدرات وغيرها من الأطروحات الشائكة0 عالجت جملة من الأفلام المنتقاه بعناية تلك الأشكاليات بأسلوب سينمائي ساحر ولغة فنية راقية0

فنلندا

نجح الفيلم الفنلندي الرائع أم لي إخراج كلاوس هارو في تجسيد ويلات الحروب وما تسببه من مآس إنسانية من خلال طفل في التاسعة من عمره ترسله أمه لاجئا إلي السويد بعيدا عن الحروب التي تعيشها فنلندا0

أضرار لاحقة

من ناحية أخري عالج الفيلم الألماني المتميز أضرار لاحقة للمخرج المصري الواعد (الألماني الجنسية) سمير نصر قضية العرب في أوروبا وما يتعرضون له من مضايقات عقب أحداث 11 سبتمبر من خلال شاب جزائري الأصل متألق في عمله ويعشق زوجته الألمانية وابنه، إلا أن الشكوك بدأت تحوم حوله بعد حدوث سلسلة من العمليات المريبة سواء تتعلق بالإرهاب وتفجيرات باريس0

قمر ساطع

كما قدم الفيلم الصيني قمر ساطع للمخرج لوكي رسالة فكرية سامية تلائم كل العصور خاصة في ظل انهيار القيم والتوحش الرأسمالي الذي يسحق الملايين من البشر الفقراء في مختلف أرجاء العالم0

وقد أثبتت الصين أنها لا تغزو العالم اقتصاديا وحسب بل تغزوه أيضا بالعقول والروح، من خلال أفلامها الرصينة المتميزة، حيث قدمت وهي ضيف شرف المهرجان هذا العام- ما يقرب من 26 فيلما من بينها فيلم الافتتاح منزل الخناجر الطائرة للمخرج المتألق زانج بيبمو، ولمسة حب ل جيانج بينج ووقت للذكري للمخرج لي يينج وقصة حب بالشاي إخراج جين سن وسنوات المراهقة لسوجينج0

السينما العربية

في الوقت نفسه جاءت المشاركة العربية مخيبة للآمال وهزيلة جدا حيث شاركت الجزائر بفيلم تحيا الجزائر للمخرج نادر موكناش والإمارات العربية المتحدة بفيلم حلم لهاني الشيباني والفيلم العراقي الذي يسعي مخرجه عدي رشيد لإعادة تعريف حياته وسط بغداد التي انهارت علي جميع المستويات0 كما شاركت تونس بفيلم بابا عزيز إخراج ناصر خمير، وأخيرا شاركت سوريا بفيلم تحت السقف إخراج نضال دبس0

أما الدولة العربية الوحيدة التي شاركت في أفلام المسابقة الرسمية فهي اليمن بالمشاركة مع إنجلترا في فيلم يوم جديد في صنعاء القديمة0

بانوراما لبنانية

شاركت لبنان في قسم بانوراما السينما اللبنانية ب 6 أفلام حيث خيمت أجواء الحرب الأهلية والموت والميليشيات علي معظم الأفلام ومنها بيروت الغربية للمخرج زياد دويري، وفيلم البيت الزهر وهو إنتاج مشترك بين فرنسا وكندا ولبنان، وفيلم طفيف المدينة إخراج جان شمعون، وفيلم لما حكيت مريم إخراج أسعد فولادكار0 وأخيرا فيلم معارك حب إخراج دانيال عربيد0

سقوط هتلر

شهد المهرجان قسما خاصا بأفلام تناولت القادة السياسيين في السينما من بينها ناصر 56 للفنان أحمد زكي إخراج محمد فاضل، وأيام السادات لذات البطل إخراج محمد خان0 والفيلم الألماني السقوط إخراج أوليفر هبرشبيجل ويدور حول سقوط هتلر0 والفيلم الكوري طلقة الرئيس الأخيرة إخراج أم سانجسو ويدور حول اغتيال الرئيس الكوري عام 1979، والفيلم الأمريكي طريق للحرب ويتناول الحرب في فيتنام0 والفيلم الأمريكي ترومان إخراج فرانك بيرسون ويتناول مسيرة حياة ترومان الحرجة خلال الحرب العالمية الثانية0

حظيت السينما الأوربية بحضور مكثف هذا العام حيث شاركت أيضا بستة أفلام جديدة منها حب هادئ ، وفيلم لا تبحثوا عني واتبعي الريشة وهل يمكنك أن تراني وفيلم السقوط0

فمثلا شاركت السينما الإيطالية بفيلمي المشاهدة إخراج باولو فرانكي وحياة أخري إخراج ميكلية0 كما تقدم السينما الفرنسية عددا من الأفلام منها فيلم ملاكي إخراج سيرج فريدمان، وفيلم سان أنطونيو إخراج فريدريك، وفيلم هذا تقوله ليلي إخراج زياد دويري0

تريماتك

كرم المهرجان في دورته التاسعة والعشرين الكاتب السينمائي والمسرحي والإذاعي والتليفزيوني والمنتج السيناريست الكبير وحيد حامد، الذي أنجز أعمالاً مهمة في حاضر السينما المصرية0

والممثل المصري العالمي العملاق جميل راتب الذي عمل مع كبار المخرجين العالميين والمحليين مثل كارول ريد في ترابيز ودافيد لين في لورانس العرب ومارسيل كارنيه في الذئاب الصغيرة والمخرج المصري يوسف شاهين في وداعاً بونابرت ، وصلاح أبو سيف في رائعته البداية وعاطف الطيب في البريء والمخرج أسامة فوزي في عفاريت الأسفلت وغيرها من الأفلام المهمة0

كما كرم المهرجان الفنانة لبني عبد العزيز رغم أنه سبق تكريمها في مهرجان عام 2001؟!

والمخرج الألماني بيرس أدولون صاحب فيلم مقهي بغداد، والممثلة الفرنسية لسلي كارون وعرض لها المهرجان فيلم أمريكي في باريس ، والممثل الأمريكي مورجان فريمان وعرض له فيلم فتاة بمليون دولار، والمخرج الروسي كارين شاخنازاروف وله مجموعة من الأفلام منها قاتل القيصر ويوم اكتمال القمر وفارس اسمه الموت وغيرها0

كما استضاف المهرجان النجم العالمي المصري المحبوب عمر الشريف، الذي أضفي حيوية علي المهرجان خاصة في القسم الذي شارك فيه عرب لمعوا في الخارج وفي المؤتمر الصحفي الذي تحدث فيه ببساطة وتواضع الفنان الكبير حول أزمة السينما وسبل الخروج منها، وكيف انعكست أزمات المجتمع في مختلف مناحي الحياة0

الندوة الرئيسية

ينظم المهرجان اليوم -الأربعاء- ندوته الرئيسية تحت عنوان تصوير الأفلام الأجنبية السينمائية في مصر : المعوقات وآفاق الخروج من الأزمة0 تناقش فيها عدة محاور من أبرزها : الرقابة علي المصنفات الفنية والجمارك وإدارة الإعلام والعلاقات العامة بوزارة الداخلية والشئون المعنوية للقوات المسلحة، والمجلس الأعلي للآثار، بالإضافة للمعوقات التي تواجه شركات الإنتاج العالمية عند التصوير في مصر ذلك بعد أن وصلت الإيرادات الإجمالية لخزينة المغرب من تصوير الأفلام الأجنبية بها عام 2004 تسعين مليون دولار0 مما حفز إدارة المهرجان لدعوة بعض الجهات التي لها دور في تصوير الأفلام الأجنبية0        

الأهالي المصرية في

07.12.2005

 
 

القدس العربي في الدورة التاسعة والعشرين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي:

حضور عربي كثيف وإصرار مصري علي إغفال تحف عالمية مستضافة الخبز الحافي يخون شكري و دنيا نص بالٍ عن حرية المرأة ومخادع حول ختانها!

زياد الخزاعي

عجت الدورة التاسعة والعشرون لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي (29 تشرين الثاني ـ نوفمبر 9 كانون الثاني ـ ديسمبر 2005) بكم معتبر من النتاجات العربية، بعضها في المسابقة الرسمية ( ليلة سقوط بغداد للمصري محمد أمين، و بذور الشك للمصري المقيم في المانيا سمير ناصر و احلام للعراقي المقيم في لندن احمد الدراجي) وفيما تناثرت الافلام الاخري بين خانات اساسية مثل القسم الرسمي خارج المسابقة التي حوت دنيا للبنانية جوسلين صعب و الخبز الحافي للجزائري رشيد بلحاج ، وفقرة مهرجان المهرجانات التي تعد الاشمل في استقطاب النتاج العالمي في جميع الاحتفائيات العالمية وضمت شريط اللبناني المقيم في كندا حاليا وجدي مراد الشاطيء (ترجمه المهرجان بـ المد !!) و القمر الاخير للتشيلي من اصل فلسطيني ميغيل ليتين و ليلي تقول للبناني زياد ديوري.

الي ذلك اخترعت ادارة المهرجان ثلاث فقرات دفعة واحدة عن افلام العرب وهي عرب في سينما العالم و السينما العربية و السينما اللبنانية فإن مدحنا الاخيرة باعتبارها تحية لصناعة قال عنها مدير المهرجان شريف الشوباشي من دون ان يغفل تدليسا سياسيا للسينما المصرية التي تشهد انهيارا في قيمها وتقنيتها واشتغالاتها الاجتماعية والايديولوجية (ولنا في هذا الموضوع مقاربة نقدية قريبا) ليقول: صحيح ان السينما المصرية كان لها فضل الريادة، ولا زالت صاحبة الصناعة الثقيلة.

ولكن السينما العربية لم تكن يوما وقفا عليها، فضمن فعاليات هذه الدورة، سنجد في بؤرة الضوء سينما عربية عالمية، تحظي باحترام العالم من خلال مبدعين عرب تألقوا خارج الحدود العربية، لهذا ستتوهج في سماء المهرجان سينما لبنانية نشطة قادمة في رحم الحرب بعد ان استعادت عافيتها، وهذه الاخيرة (اي العافية) لم تكن متناسبة مع العروض الست الاستعادية احدثها معارك حب لدانييل عربية (2004) واقدمها بيروت الغربية (1998) لزياد ديوري، الا اذ اعتبرنا ان هاجس الشوباشي كان التسبيق بفكرة استضافة اللبنانيين و سينماهم والتفاخر بالتكريمات الكثيرة التي اصبحت مثل المهزلة، إذ ليس هناك تجمع ما من دون التراكض علي تقديم اهرامات ذهبية وتصفيق ومجاملات فارغة، اما الجلوس ومناقشة ما يحدث من سقوط للسينما المصرية فهذا ثالثة الاثافي في قائمة الادارة. بل ان اقصي ما تفعله هو الاعلان الذي يصل الي حد الترجي بشأن الندوات الصحافية (ليست هناك نية لتحويلها الي مؤتمرات او لقاءات او ملتقيات!!).

جاء العرب الي القاهرة وتجالسوا هنا وهناك، لكنهم لم يتقاطعوا جديا في الحديث عن مصاباتهم السينمائية، او علي الاقل عن مشاريعهم، الكل يأتي هنا من دون النية في الفوز بصفقة ما، فحدود الاختراقات محكمة، ناهيك عن ظاهرة عزوف السينمائيين المصريين في المبادرة بلقاء نظرائهم العرب، واصرارهم علي شلل مريضة لا ترتضي التنازل لمخرج شاب قادم من عاصمة غربية مثلا للوقوف علي تجربته، كما حدث للبناني جوزيف فارس وفيلمه المشع زوزو الذي قدم الي اوسكار هذا العام باسم السويد، فلولا كثرة الصحافيين الذين حاصروه باللقاءات، لقضي جل وقته في سياحات قاهرية وحسب. وهذا التكلف معضلة موازية لفوضي المهرجان وبيروقراطيته المزمنة، اذ ليس هناك اخلاقية مكرسة في التقريب والتعارف، بل ان المهمة هو جلبك الي عاصمة مصر وفندقها الفخم ورميك وسط زحام المتسارعين والمتدافعين للفوز بكرسي في عرض، او كرسي علي طاولة طعام في حفل لتكريم ما.

هذا الموار الذي يستمر علي مدي ما يقرب من الاسبوعين اصبح من علاماته الفارقة سياسة جديدة، هي التقشف، ويبدو انها سمة مهرجانات السينما العربية، فأينما وليت وجهك، ستسمع اعتذارات المسؤولين فيها بشأن الميزانية وحدودها المتقلصة، لكن الحاذق سيكتشف تسربات مالية معتبرة علي مقاصف ودعوات خاصة تصرف عليها مبالغ لا تعرف كمياتها، وان تساءلت عن مصدرها، سيسارعون إلي الاجابة انها ملك لفضائية فلان او لمؤسسة علان، اما المهرجان بذاته فليس له ناقة ولا جمل وكأنه شحاذ ماهر لرعاته القلائل (14 راعيا منهم فضائية ART التي اصرت علي تقديم تكريمها الخاص لعمر الشريف!!).

علي الطرف الاخر من الوجه الكالح لهذه الدورة، تشع افلام كثيرة العدد في برنامجه العام، وهي نقطة تحسب كما في العام الماضي لصالح قلة من المشاكين في لجنة الاختيارات ممن تفسح لهم سفرياتهم ومشاركاتهم في مهرجانات دولية اساسية في دعوة واستضافة عناوين هامة تعرضها علي الشاشات القاهرية.

ما ينقصها هو الدعاية والاعلان، فهناك تحف اساسية تمر مرور الكرام لان ما يكتب في دليل المهرجان لا يتيح سوي كلمات تعريفية باحداث الفيلم، اما مضمونه او ما احدثه عالميا فليس هناك من يكلف نفسه عناء البحث او الكتابة.

اطرف ما حدث في هذه الدورة، انني سمعت شكاوي كثيرة وقرأت اخريات في الصحافة اليومية، عن خلو المهرجان عن تحف ، وبدا لي انهم يقايسون المهرجان بهذه الكلمة، ويرجعون وصفهم بـ الفشل علي كل مهرجان القاهرة ودورته لانهم لم يكتشفوا تحفة ما، ومثلما كادت تحفة الروسي اندره كوتشولفسكي منزل الحمقي في دورة العام الماضي، قد تكون تحف اخريات مماثلة هذا العام ستضيع مثل السقوط للالماني اوليفر هير تشبيغل عن الايام الاخيرة لهتلر، او الكورس للفرنسي كريستوفر باراتييه، وحميمية Closer للامريكي مايك نيكولاس (صاحب المتخرج ) او ميلندا وميلندا ، فضل الاشرطة الاخيرة لصاحب آني هول الأمريكي وودي ألن، او فيلم المسابقة الدمي الروسية للفرنسي سيدريك كالابتتش او ماندرلاي للدنماركي لارس فون ترير ومواطنه وزميله في دوغما 95 المخرج الشاب توماس فنتربرغ عزيزتي ويندي ، وكذلك العمل الاخير لصاحب اسرار واكاذيب البريطاني المميز مايك لي فيرا دريك الحائز علي اسد فينسيا الذهبي قبل عامين، من دون ان نغفل الاشارة الي شريط الايرانية راخشان بني اعتماد جيلانة الذي احدث عاصفة خلال عروضه المحلية لمقاربته الحرب مع العراق في زاوية شدة الانتقاد للخراب العائلي والاجتماعي الذي تصر السلطات علي عدم ذكره او الاقتراب منه.

هذه القائمة تثبت ان هناك عزما اداريا في بت تحف سينمائية ضمن البرنامج، لكن العزم لا يستكفي لتحريض ذلك الناقد او الصحافي المحلي في اكتشافها، وتبقي كلمات وصرخات البعض الذي فلح في مشاهدتها سابقاً ان يدعو ويثير الفضول.

(سنعود في المقالة الاخري حول مهرجان الخاصة لنخصصها الي هذه العروض في مقاربة نقدية).

عربيا سنحت الفرصة لنا في مشاهدة نصوص سينمائية متضاربة، منها ما يثير الحماسة كثيرا (كما في زوزو فارس و الجنة الآن للفلسطيني هاني ابو اسعد وغيرهما)، واخريات تثير الحنق كما الخيبة مثل شريط الجزائري رشيد بلحاج الخبز الحافي الذي يفترض انه اقتبس عن رواية المغربي محمد شكري. غير ان ما عرض هو اسوأ الاختيارات من قبل بلحاج لفصول هذا العمل الصادم آنذاك، فبدلا من حياكة دراما عائلية (كما تفترض الرواية)، قفز بلحاج نحو رواية كل شيء، مصرا علي مشاهد ايروتيكية فارغة، بدا منها فقط التفاخر بقدرته علي الاثارة وضمان تسويق الفيلم، وشخصيا حزنت وحنقت كثيرا حينما شاهدت صور وجه الراحل محمد شكري وسط المقبرة الشهيرة في طنجة والتي خط فيها اول صفحات الخبز الخافي وهو يمرر يده علي شاهدة قبر اخيه عبد القادر، فبعد مئة دقيقة من المشاهد السيئة التنفيذ والمفتعلة في تمثيلها، تبدو نظرات شكري المودعة للحياة مثل سبة، فهل ما شاهدناه هي حياته التي تفاخر بها علي صفحات روايته؟

بالتأكيد نسخة بلحاج هي شأن آخر، غير اوراق شكري. انها افلمة فاشلة لاكثر النصوص الادبية شهرة في المغرب او العالم العربي، وما فعله بلحاج هو تصنيف حياة شكري واستعراضها في مشاهد مزوقة ومرتبة الاكسسوارات علي طريقة السينما الايطالية الحالية، فالملابس والديكورات وحتي تصوير المشاهد (في توقيع بيرلوجي سانتا) خضع الي الاناقة وحساباتها، فشكري الصبي كي يثبت فاقته كان عليه ان يحلق شعره علي الاخر، فيما صور والده بصيغة التمشيط العادية كرجل كث الشعر بعينين قادحتين، اما والدته فعلي الخلاف من ذلك بدا وجهها مشعا، صحياً ومغريا لا تبدو عليه علامات الجوع والعنف الذي سيمارسه الاب المجرم بدءاً من خنقه للابن الاصغر وانتهاء بضرب الام.

الخبز الحافي ليست سيرة شكري وحسب، بل هي سيرة مدينة وصيرورتها وتقلباتها السياسية والاجتماعية، وهذا ما لم يتداركه بلحاج، فلولا التظاهرات المعادية للاستعمار والتي ستتخذ كمبرر درامي للقاء الحاسم الذي سيغير حياة الصعلوك شكري مع المعلم المجاهد ويقوده نحو ملكوت المعرفة والقراءة والكتابة.. ولاحقا الشهرة. ومثلها علمه جمع حرفي الف و باء لتكوين كلمة اب (وهو القدر الذي سيستمر بضغطه الفرويدي علي شكري) فسينقل هذه التجربة ويكررها علي طلبته عندما اصبح معلما بـ شاربين !!

شريط بلحاج ينكر طنجة ولا يواصل معها مشاعره (ومشاعرنا)، انها ديكورات مصطنعة وكومبارس يفترض بانه اجنبي (كتبيان لمفاخرة المحتل بجلسات متعه الباذخة، فيما يعاني المغربي من المهانة والاعتقالات والقتل والتعذيب (ليس هناك مشاهد عن عسف الاحتلال سوي ركلات وتدافع ومطاردات وهي ملاحظة ستقود الي تساؤل حول رقة محتل بلحاج واظهاره بالصورة الاقرب الي عارضي الازياء منهم الي قتلة ومحتلين علي شكل رئيس السجن الذي نشاهده زاجرا للسجناء ـ ومنهم شكري ـ ممهلهم دقائق قليلة لاحتساء ما يسمي بـ شوربة ساخنة، لكنه في مشاهد اطلاق سراح شكري يتحول إلي ما يشبه الملاك وسط انارة مدروسة تظهره كما رسمات القديسين في كنائس فلورنسا وروما!!

شكري (اداء ضعيف من المغربي سعيد تخماوي) يصنف في شريط بلحاج حسب السنوات، ففي الأربعينات سنراه صبيا يبحث في القمامات ويعاني من الاستغلال الابوي ومن ثم الجماعي (عمله في المقهي كنادل)، لكن هذا لا يمنع من التركيز علي رجولته المبكرة، فتلصصه علي بنت صاحب المقهي الحسناء التي ستكشف عن مفاتنها وعورتها بمشهد ضعيف التصوير والتركيبة وهي تغتسل برشاش ماء الحديقة مرتدية ثوبا شفافا مفتوحا علي اغراءات جسدها الاوروبي (واضح جدا ان مؤديته إيطالية شديدة الحسن!!) ويستكمل بلحاج صفاقته السينمائية بمشهد تالٍ لا يفعل شيئا في تأثيره الايروتيكي المفترض، بل يثير الحنق كثيرا، عندما يعمل شكري بسكينه علي جذع شجرة ليفتح ثلاث فتحات، اثنتان فوق علي مستوي واحد، يدفن فيهما برتقالتين والفتحة الاخري سيضع لصقا اللباس الداخلي للفتاة، ويبدأ بفعله الجنسي الذي ليس سوي التهام احدي البرتقالتين، فيما يده الاخري تداعب الثانية في مضاجعة افتراضية. اكتب هذا تفصيلا، لان كمية الاساءة التي شعرت بها بعد انتهاء المشهد جعلتني اتصور ان قبر شكري قد اهتز للوقاحة التي قد مرر بها بلحاج مثل هذا المشهد.

وهذا ليس وحيدا، فهناك مشاهد اخري في بيوت الدعارة التي سيكتشفها شكري مع صديقه (سيذهب ضحية رصاصة محتل!) ليتعرف علي هرودة والتي ستقوده الي حماية بغاياها وكذلك اكتشاف مآسيهن ويا للغرابة وطنيتهن العالية ضد المحتل ونضالهن من اجل تحرير المغرب ولحياة افضل، ويقدمه بلحاج في حوارية قصيرة بين شكري طغماوي وهرودته النصف عارية! في مشهد ضعيف ومفبرك)! وهذا المقطع هو الاطول في الشريط، اولا لانه سيضمن جلسات جنسية مصطنعة مع ممثلة اجنبية، دبلج كلامها وحركة شفتيها بشكل واضح ومضحك، واستجلبت فقط من اجل عرض فخذيها طوال اللقاءات مع شكري! وكلما طالت هذه الفقرة، ستدفن فصول مهمة في حياة شكري قبل شهرته، فالمخرج بلحاج (ولد في الجزائر عام 1949، ودرس السينما في باريس، وعرف عالميا بفيلمه وردة الرمال 1989 وآخر افلامه ميركا اخرجه عام 1999 مع جيرارد ديبارديو سيقرر فجأة قطع صيرورة شكري مع بدء خطة الكلمات الاولي لخبزه الحافي، اما ما تلا فسيكتبه المخرج ككلمات وهو يصور وجه شكري العجوز الحزين، وليخبرنا بما حدث له لاحقا، وهي طريقة اختزلت ما كان اهم في حياته، اي وعيه اللاحق الذي سيتراسب وعلاقاته مع محتل اخر من نوع اخر هم ثلة الكتاب والمبدعين العالميين الذين جالسهم وتداخل معهم شكري بعلاقات غريبة، غامضة كشف عن بعضها بتقشف في روايته السوق الداخل .

كان من المفترض ان يعمد بلحاج الذي كتب سيناريو فيلمه ان يسقط الكثير من المشاهد الضعيفة المستوي والاداء والغرض، ويعوضها بمقاطع اكثر فعلا دراميا في مرحلة خمسيناته وستينيات القرن الماضي، واظن ان شريطه سيصبح اكثر جمالا واشد وقوعا علي مشاهده من الفصول الايروتيكية الناقصة الفعل والتأثير!

حالة الحنق اصابت الجميع بعد انتهاء عرض الشريط الجديد للبنانية جوسلين صعب دنيا فصاحبة غزل البنات قررت ان تأتي الي مصر لتدس انفها السينمائي في واحدة من اكثر الامور حساسية لدي القطاع المهتم بالاستعراضات: الرقص الشرقي!!

ولكي تبرر مقاربتها، شيعت صعب ان عملها هو في مقامه الاول، نص سينمائي عن ختان الفتيات (ستضع صعب في نهاية الشريط اعلان الامم المتحدة ان 97 في المئة من حالاته العالمية متوافرة في مصر!) غير انها لسبب ما حولت الحكاية التي كتبتها بنفسها الي اصرار بطلتها الشابة دنيا (النجمة حنان الترك) علي ان تورث مهنة امها الراقصة الشرقية الشهيرة الراحلة، رغم انها حصلت للتو علي شهادة الليسانس آداب من جامعة القاهرة؟! وهذا الاصرار هو مفتاح صعب للمساجلة في موضوع الحريات التي تواجه رهانا عصيا مع صعود النعرة الاصولية وشتائم فئاتها بشأن الاباحية وفساد الارادات وسقوطها بالحداثة والتفسخ، وكما ارادت صعب في دنيا ان تتحول الي جرذ اختبار لمفهوم الارادة النسوية التي يجب ان تقف بحزم ضد اقصائها الاجتماعي، فان البطلة رسم لها ان تؤكد طاقتها ليس في العمل الاكاديمي وصنعة ادبه وبحوثه وشهاداته العليا، بل في هز ردفيها تحت ادارة مدرب رقص (يفترض انه الاشهر في مصر ايام عز والدتها الراحلة ـ هي نفس حنان الترك في صورتها المعلقة علي حائط استوديو التمرين والتدريب) هو اللبناني وليد عوني، الذي لا يفتأ يعيّرها بوالدتها الخبيرة، اذ لا مناص لهذه الخامة سوي الايمان بمسألة الحلول الجسدي بوالدتها علي طريقة صوفيي الاسلام القدامي، وهي خطوة خطرة، ستقودنا عبرها المخرجة صعب نحو فبركة علاقة تبدأ بالبراءة بين دنيا والكاتب والاكاديمي بشير (المطرب محمد منير) الذي يثير حفيظة السلطات المصرية بكتاباته السياسية الثوروية وانتقاداته للمد المحافظ الذي يريد ان ينال من النص المؤسس الف ليلة وليلة وباعتباره عملا اباحيا يجب اتلافه وحرقه والغاؤه من الذاكرة الادبية العربية جملة وتفصيلا.

هذا البشير (واختيار الاسم له توريات متعددة المستويات علي الاصعدة الدينية والسياسية، فهو المبشر بان ارادة الحداثة هي التي ستسود وان المتعصب المتدين لن ينجح، فيما هو ايضا مبشر سياسي معاصر يري ان قوة المجتمع الذي يعيش فيه انه يجدد من مفاهيمه حول الصراع مع السلطة والنظم التي تحكمه) سيقود دنيا (التي ستبدو في المشاهد الاولي كشابة مترددة، وقد اختلطت عليها امورها رغم فوزها بمسابقة الرقص الشرقي بعد ان تهين اللجنة المحكمة بردها الحازم: كيف تتمكن المرأة من تحريك جسدها والايحاء بفعل الحب، فيما يسعي المجتمع الي اخفاء انوثة المرأة وجسدها؟! نحو ارضية مشتركة هي برزخ سجالي بين الادب والصوفية والحب والشبق ومفاهيم الجسد وقوة التوليد الروحية التي تنتج عن اللقاء الجنسي بين رجل وامرأة، والتفنن في اعلاء شأن المداعبة فيها سواء علي صعيد النص الادبي وتعريفاته الشعرية بالمقام الاول، وعلي صعيد الفهم الشخصي وتجربة الاقتراب من الجسد كصيغة منتج الهي، حياة الله بالجمال والتناسق والصوت الغنائي الجميل وغيرها)، وهذه المفاهيم واخريات كثيرة ستبثها المخرجة صعب في الحواريات الكثرية القصيرة والمجتزأة بين الشخصيتين وهي في الواقع الدرامي المفترض، السبيل الي اقناعنا كمشاهدين بانهما صنوان لا بد من لقائهما الجسدي والروحي، والذي سيحدث في المشاهد الاخيرة.

لكن ما اوقع نص صعب في السذاجة الايديولوجية (ان كان منها في دنيا ) ان الشابة لا تمثل قطاعا شعبيا في مصر (اي الاكاديمية التي تنتهي كراقصة شرقية بارادتها الرقص ده فن و انا فنانة حينما تصرخ في وجه زوجها الشاب الذي يعبر ـ باقل ما يمكن ـ عن تأفف من اصرارها علي الرقص!) وان الكاتب والمفكر لا يشكل تيارا اساسيا في الواجهة السياسية (حينما يخبر بشير بان رئيس تحرير الصحيفة الهامة رفض نشر مقالته الاخيرة سيصرخ ثائراً وانا سأمتنع عن الكتابة!)، والظريف ان الممثلين الثانويين سيتجاوبون كرد فعل فيه من الاسي الكثير بهز رؤوس تعبيرا عن خسرانهم قدرتهم علي الرفض الشخصي وخنوعهم وفشلهم في المساندة).

دنيا ـ ويا للغرابة ـ تكتب ابداعها كخريجة ادب بجمل عامية ركيكة المعاني والنص، وبشير سيفقد بصره بعد محاولة اعتداء آثمة، الاولي ستنكب علي جلسات التدريب، والثاني سيقع تحت شبقه الصوفي والذي سيمارسه مع صاحبة البانوسيون القادمة في تصور المخرجة صعب الناقص، اذ تتزنّر بالحلقات المذهبة ذات الرنين الداعي للعملية الجنسية، وتعطر جسدها (في الفيلم رقبتها فقط!!) لتزيد في شبق العملية، كما توردها كتب وكلمات شعر ابن عربي والحلاج وابن جوزية والنفري!! (وهي قائمة ستوردها في العناوين آخر الشريط!!).

ولكي تستكمل المخرجة صعب مفهوم انهما مخلوقان سيلتقيان حتما، ستسعي دنيا فجأة إلي محل في شارع قاهري لتشتري عطرا، تأمر صاحب الصنعة ان يصنع عطرها الخاص طبقا لاوامرها ومواصفاتها، وحينما يطرح الشاب البائع رأيا في مهنيته تقول دنيا متهكمة الظاهر انت شمام وهو مصطلح يحمل معانيَ كثيرة، لعل ما دفع جمهور دنيا الي الضحك تورية عن شم الكوكايين والمخدرات واسعة الانتشار بين الوسط المصري اليوم!! وهي نكتة سمجة ستستمر مع استلامها الزجاجة ومغادرتها من دون دفع مستحقاتها!!

ما الذي دفع بـ دنيا الي هذا؟ الجواب سيأتي لاحقا ومفاجئا ومثيرا للخيبة والحنق: تدخل البنسيون وتسائل عن بشير الذي يصرخ انه لا يسأل عن الهدية، بل ان يأتي اليه مع صاحبها!!، وهي خطوة لدخول دنيا العالم الشخصي للآخر. هنا تحدث الطامة الكبري في الشريط، فعندما تعود الشابة الي دارتها في السطوح الشعبية (دليلا علي تواضعها وانها بنت من الناس!!) ستكتشف محاولة دنيئة من احدي السيدات العجائز في ممارسة فعل الختان علي حفيدتها، تفشل دنيا في انقاذها، لكنها ستلقي بخطاب اخلاقي حاد في وجه العجوز بانها جففت المنبع، وان مياه الأرض لن تعيد رطوبته تخطف الطفلة وتحصنها في البانسيون!!

وتشهد دنيا اللقاءات الجنسية بين بشير وصاحبته، وهنا تقع الطامة الثانية: تسأل صاحبة البانسيون دنيا ان ترعي المكان لاضطرارها إلي الخروج لقضاء حاجة عاجلة(!) وتفسح المجال للبطلة الشابة في دخول مملكتها الجنسية، تتزنر دنيا بالحلقات الذهبية وتضع مكياجاً شبيها بتلك الاخري وتلبس لباسا مشابها وتدخل علي بشير الذي يقرأ بعدسة مكبرة (!!) كلمات الف ليلة وليلة التي نجحت دنيا بتوصيلها الي ناشر هام وطبع النسخة الهندية (تقول بفخر سابقا لم تحذف منها ولا حرفاً!!) التي بين يديه، يسمع بشير الاعمي صوت الرنات المنادية للعملية الجنسية فيصرخ باسم امرأة المواقعة جمالات ، وحينما يمس المرأة الجديدة، يعرف بحدس الهي انها دنيا، فينزع عنها حلقات الإثم ويمسح فجارة اللون علي شفتيها ومكياج التخفي علي وجهها ويقول ماتلبسيش ثوب غيرك؟! ويقع اللقاء الجنسي بين الاثنين (رغم ان دنيا تزوجت للتو) وتكتب المخرجة جوسلين صعب علي مشهد القبل تزوج الحبيبان!! ، غير ان هذا الزواج هو في واقع الحال زني درامي لا سابقة له، يعمد لاحقاً برقصة شرقية (تجارية المنحي لتسليع الفيلم) طويلة لحنان ترك علي منصة تشرف علي القاهرة، وحينما تنتهي الوصلة تنزل عنها دنيا في اشارة الي اختفائها وسط اهلها، فهي واحدة فيهم ستواجه فيه حياة باطمئنان بالغ لاقتناصها امل العمل الدائم كراقصة شرقية بررت اتخاذها هذه المهنة بانها حررت جسدها ممن يحاولون تغطيته بأردية، وحجابات الاصولية الناهضة.

هذا نص بالٍ، يعك في خطابات قديمة ويدعي التثاقف في قضايا عصية لا حلول لها لدي عرب اليوم، خصوصا مع تصاعد موجات العداء في العالم للاسلام اثر هجمات ايلول (سبتمبر)، ولي اعتقاد حاسم، بان فيلما مثل دنيا سيؤكد النظرة علي تخلف المبدع العربي في التماس مع دعوات الاصلاح والتغيير، فاذا كنا نطالب بحرية المرأة علي شاكلة دعوة جوسلين صعب عبر الرقص الشرقي والتماهي مع حكايات طوق الحمامة وصنعة الحب لدي متصوفة العرب عبر اردأ القراءات التي شاهدتها في حياتها، فان بؤسنا حق علينا وان علي دنيانا المحكوم عليها بفواجع الفهم الخاطئ للايمان بجميع اوجهه الدينية والسياسية والايديولوجية ان تذهب الي الدرك الاسفل من التخلف.

ولنكن واضحين وصريحين: ان الاصولي يعرف خطواته في تخوين المتوفي والحداثي وله تنظراته، وخططه الجاهزة لفرض دعوات الفضيلة بدءاً من التوجيه والخطابة وانتهاء بالاحزمة الناسفة والقنابل التي تبرر بالعودة الي المصاحف، لكن كيف ابرر خطل نظرة سينمائية يفترض بها انها علي دراية ووعي بفواجع المرأة العربية، الي ذلك، وهو ما فطر قلبي فيه وعليه ـ كيف لهذه السينمائية التي تعيش في اوروبا هذا الزمن الطويل تعود الي مصر لتفرك حكاية الختان (وهو مشهد واحد بليد) وتصور نصا متهافتا حول الرقص الشرقي (هناك مشهد فاقع حينما تذهب دنيا الي دارة اشهر راقصة غازية في المدينة الكبيرة وبعد ان تتعرف عليها فجأة انها بنت فلانة، ستتباري بنات عصابتها في الحال في اعطائها دورسا امام الكاميرا بهذا الردف الضخم وبحركاته الماجنة) وتضمنه ملامح سياسية حول التحرر وحرية المرأة، وفي خطابية ركيكة حول مفاهيم العلاقة بين الجنسين والدين والعمل (الذي قاربته صعب عبر شخصية سائقة التاكسي الفهلوية التي تناكف زملاءها باشارتها الجنسية ورجولتها اثناء العمل ـ اكلها الكشري علي طريقة زملائها الذكور ـ فيما لا تتواني صعب عن اظهارها كامرأة شبقة لا ترتوي من جلسات المضاجعات مع زوجها الميكانيكي ).

شريط دنيا رغم جودة تصويره (توقيع جاك بيكوين) ظل خاضعا لخلل السرد، فمشاهد رقص حنان الترك تفرض نفسها (بمونتاج كلود ريزنك) ليس كعمل درامي لقراءاتها الادبية مع بشير، بل لانها تابلوهات وضعت من أجل اظهار كفاءة الممثلة في اداء رقصاتها (اشيع ان تكريمها قبيل العرض الرسمي سمي بجائزة الشجاعة!! لجرأتها في تمثيل هذا الفيلم!!). وهذا سيبرر الرقصة الطويلة الاخيرة التي ليس لها اي معني آخر سوي ارغام المشاهد علي الافتتان بحركات ترك، رغم انها تسربلت بملابس محكمة الغطاء علي جسدها، فالمعروف انها نجمة واسعة (وربما ارغام صعب) علي عدم اداء المشاهد الجنسية المفترضة (هناك مشهد واحد لاجزاء من جسدها وهي تستحم علي طريقة القرون العربية العابرة وليس تحت دش الماء العادي!!) وبقي لقاء دنيا مع بشير الحاسم هو عبارة عن ملامسات تمثيلية لا تشبع لهفة المشاهد الشاب المغرم بحنان ترك الذي اقنع بايرويتيكة جسدها حينما ظل يتمايل طوال الشريط البائس الخطاب والصنعة!

ناقد سينمائي من العراق يقيم في لندن

القدس العربي في

08.12.2005

 
 

جوسلين صعب المستَفِزّة وعمر الشريف المستَدْرِك في مهرجان القاهرة السينمائي

احتضار طويل.. و"دولي" أيضاً

نديم جرجوره

تنتهي الدورة التاسعة والعشرون ل<<مهرجان القاهرة السينمائي الدولي>> مساء غدٍ الجمعة، في التاسع من كانون الأول الجاري، بإعلان نتائج المسابقة الرسمية، علماً أنها بدأت مساء الثلثاء في التاسع والعشرين من تشرين الثاني الماضي، بعرض فيلم <<منزل الخناجر الطائرة>> للمخرج الصيني زانغ ييمو.

لا يزال <<مهرجان القاهرة السينمائي الدولي>> على حاله المتردّية منذ أعوام عدّة، إذ إن أحداً من المسؤولين والمشرفين على تنظيم شؤونه لا يرغب في إعادة النبض إليه، أو لا يقدر على ضخّ دم جديد في شرايينه المغلقة على ألف سؤال وقضية. في حين أن أقصى التجديد الواضح في دورته الأخيرة هذه، كامن في ترتيب بعض تفاصيل الشكل، من دون <<المسّ>> الإيجابي بمضمونه، الذي يحتاج، أكثر من أي شيء آخر، إلى إعادة تأهيل جذري تطال بنيته الداخلية (التنظيم، الإدارة، البرمجة، تشكيل لجان التحكيم، اختيار الأفلام والبرامج المرافقة لها، الضيوف، إلخ.) وسياسته الثقافية والفنية (الأهداف، خطط العمل، العلاقة بالسينما المحلية وبالنتاجين العربي والأجنبي، إيجاد مساحة خاصّة بما يُعرف ب<<السوق الدولية>>، المطبوعات الجادّة، الندوات الجدّية، إشاعة مناخ ديمقراطي سليم في مناقشة الأفلام والقضايا العامة، وغيرها من العناوين المختلفة).

تجديد!

في الشكل، وزّعت إدارة المهرجان ملصقات الدورة الجديدة في الشوارع العامّة، وعلى واجهات أبنية مهجورة، وفي أماكن متفرّقة من مدينة القاهرة، في محاولة لجذب <<أكبر عدد ممكن من المشاهدين>>، الذين لا يكترثون بالمهرجان عادة، بل ببعض الأفلام التي يُشاع بأنها <<غير خاضعة لمقصّ الرقيب>>. وفي المضمون، حافظ المهرجان على التقليد المتّبع في كل دورة، أقلّه منذ استلام حسين فهمي إدارته قبل أعوام عدّة: أفلام متنوّعة تُعرض في عدد من الصالات التي يغلب على معظمها الرداءة التقنية والفنية، تليها لقاءات صحافية مع المخرج أو الممثل في مناخ <<نقدي>> عادي (كي لا أقول باهت) يسيطر على أسئلة بائدة وتحاليل <<غير ناضجة>> إلى حدّ ما، في مقابل ندرة الأسئلة الجدّية والصالات ذات الأجهزة التقنية والوسائط الفنية حديثة الإنتاج (منذ الدورة الفائتة، باتت هناك عروض متنوّعة في أكثر من صالة متجدّدة و/أو حديثة).

لكن الدورة الحالية تميّزت بعدد من الأفلام الجيّدة التي أثارت، في لقاءات خاصّة خارج إطار المهرجان، نقاشاً جدّياً تناول بناها الدرامية والجمالية وأشكالها الفنية والتقنية المتنوّعة: <<أمٌّ لي>> للمخرج الفنلندي كلاوس هارو و<<بذور الشكّ>> للمصري الألماني سمير نصر (المسابقة الرسمية)، <<الجنّة الآن>> للفلسطيني الهولندي هاني أبو أسعد، <<خاص>> للإيطالي سفيرو كوستانزو و<<زوزو>> للّبناني السويدي جوزف فارس و<<النسخة النهائية>> للّبناني (العامل في هوليوود) عمر نعيم (عرب في سينما العالم)، <<تحيا الجزائر>> للجزائري نادر مكناش و<<بابا عزيز>> للتونسي ناصر خمير (السينما العربية)، <<معارك حب>> للّبنانية دانييل عربيد (السينما اللبنانية). هذه أمثلة قليلة لا تختصر البرنامج الكبير الذي ضمّ تظاهرات عدّة: السينما الصينية، مهرجان المهرجانات، القسم الرسمي خارج المسابقة، زعماء على الشاشة. هذه نماذج متفرّقة لا تعني أن هذه الدورة غنيّة بالعناوين اللافتة للنظر، بل تكتفي بمنح المهرجان ميزة إثارته نقاشاً نقدياً ما، يختلف كثيراً عن الجدل الحادّ الذي أثاره الفيلم الروائي الجديد للمخرجة اللبنانية جوسلين صعب <<دنيا>>، أو ردود الفعل العدائية (وإن المخفّفة) على تصريح أطلقه عمر الشريف في مؤتمر صحافي خاصّ به عُقد في إطار برنامج تكريمه، <<مفاده>> (!) أن جمال عبد الناصر <<عميلٌ للأميركان>>.

جدلٌ

لم تستطع جوسلين صعب أن تدافع عن فيلمها وموضوعه الشائك والحسّاس في المجتمع المصري، بينما أدرك عمر الشريف كيف يتنصّل من/ يتراجع عن قوله هذا بلباقة وحكمة، خصوصاً أن تفسيراً خاطئاً لمضمون كلامه أثار وجوماً وصدمة في قاعة المؤتمر الصحافي. ذلك أن البهتان الفظيع الذي أصاب <<دنيا>> لم يمنح مخرجته ما يعينها على الردّ على أسئلة متعلّقة ب<<سمعة>> مصر والنسبة المئوية الخاصّة بختان النساء (قالت إنها تصل إلى 97 بالمئة، في حين أن البعض اعتبر هذه النسبة غير صحيحة علمياً وموضوعياً). أما عمر الشريف فمرّ سريعاً على المسألة، متجاوزاً الصدمة التي أحدثها، ومتسلّحاً بحضور دولي <<رفع>> اسم مصر والعرب في العالم (!)، على الرغم من أن إدارة المهرجان احتاجت إلى زمن طويل لتتنبّه إلى هذا الموقع، خصوصاً أن هذا التكريم (في إطار <<عرب لمعوا في السينما العالمية>>) تزامن مع حملة شنّها <<تنظيم القاعدة>> ضدّه بسبب تأديته دور القدّيس بولس في فيلم تلفزيوني إيطالي.

لا يحتاج عمر الشريف إلى هذا التكريم، بقدر ما بدا وقوفه على خشبة المسرح تكريماً للمهرجان ولمصر التي لا تزال لغاية اليوم عاجزة عن حسم علاقتها به: فهو ابنها البار الذي رفع اسمها عالياً في دول العالم، طالما أنه <<يلتزم>> انتماءه إليها، لكنه ليس مصرياً خالصاً حين يُطلق تصريحاً من هنا، أو يتصرّف بطريقة ما من هناك، تراه غير لائق بها. أما جوسلين صعب، فبدت وكأنها مسّت خطّاً أحمر مصرياً: فهي اللبنانية التي ترغب في العمل السينمائي في مصر، وهي اللبنانية الفرنسية التي جاءت القاهرة لتصوّر واقعاً مأسوياً خاصّا بالمجتمع المصري، وهي <<غير المصرية>> التي <<تتدخّل>> في شأن مصري بحت. بالإضافة إلى هذا كلّه، لم تصنع جوسلين صعب فيلماً سينمائياً سوياً يُمكن الدفاع عنه في مواجهة النقمة المصرية التقليدية التي تُصرّ على رفع هذا الشعار الساذج كلّما رأى أحدهم شيئاً ما لا يُعجبه: <<إنه فيلم يسيء إلى سمعة مصر>>. كأن هذه السمعة مرتبطة فقط بما يدور على الشاشة (حتى ولو اقتُبس هذا من الواقع المُعاش) وليس بما يحدث في قلب المجتمع وفضائه المشحونين بألف إساءة وإساءة بحقّ الوطن والمواطن على حدّ سواء. أو كأن السينما منفصلة عن الواقع والمجتمع والفرد والوطن والتفاصيل الإنسانية المختلفة.

صفة دولية

على الرغم من هذا كلّه، فإن <<مهرجان القاهرة السينمائي الدولي>>، الذي تأسّس في العام 1976، يمرّ في حالة من الجمود تمنعه من تطوير شكله ومضمونه، إلى درجة أن نقّاداً عديدين ردّدوا مراراً، منذ دورات عدّة، أن استمراره (وإن بهذه الطريقة السيئة) نابعٌ من خوف إدارته من أن يسحب <<الاتحاد الدولي لمنظّمات المنتجين السينمائيين>> منه <<الصفة الدولية>> التي لا يزال يتمتّع بها. بمعنى آخر، يُمكن القول إن المهرجان، المستمر في إحياء دوراته السنوية، يعيش حالة مزمنة من الاحتضار الثقافي والفني والإداري، بات يتوجّب على المعنيين بالشأن السينمائي والهمّ الإبداعي أن يبحثوا عن حلول جذرية تعيد النبض إليه. ذلك أن الاكتفاء ب<<الصفة الدولية>>، وترجمتها بمظاهر توحي للمسؤولين الدوليين بأنه لا يزال ملتزماً شروط <<المهرجان الدولي>>، يؤدّيان إلى مزيد من البهتان والفوضى، ولا يضمنان عدم <<سحب>> هذه الصفة منه.

مضت الأيام الستة الأولى من الدورة التاسعة والعشرين ل<<مهرجان القاهرة السينمائي الدولي>> بشكل عادي: عروض أفلام تليها لقاءات صحافية، اختيار بلد معيّن لتكريمه من خلال السينما (اختيرت الصين في هذه الدورة)، تكريمات متنوّعة بدأت في حفلة الافتتاح، حين كُرّم كلٌّ من الممثلين المصريين جميل راتب ولبنى عبد العزيز والمنتج والسيناريست المصري وحيد حامد والمخرج والمنتج الألماني برسي آدلون والممثلة الفرنسية ليزلي كارون والمخرج الروسي كارين شاخنازاروف والممثل الأميركي مورغان فريمان، واستُكملت بتكريم عدد من السينمائيين العرب الذين <<عملوا في الغرب ولمعوا في السينما الأجنبية>>، كعمر الشريف (ممثل) ونادر الأتاسي (منتج وموزّع) وعمر نعيم (مخرج) وجوزف فارس (مخرج) وسعيد طغماوي (ممثل) وآخرين.

غير أن تكريم هؤلاء السينمائيين <<لأنهم عرب لمعوا في السينما الأجنبية>> لم يحترم أصول التكريمات في حفلة كشفت، مرّة أخرى، عن الخلل المتحكّم بإدارة المهرجان. إذ كيف يُعقل أن يتمّ التكريم في مهرجان دولي كهذا، على حساب إدارة المهرجان؟ وكيف يُمكن الاعتراف بالموقع <<الحضاري>> للمهرجان في المجتمعين المصري والعربي، حين يعجز رئيسه (شريف الشوباشي) عن تنظيم احتفال يُفترض به أن تكون امتداداً للمهرجان نفسه، خصوصاً إذا ارتبط بمعنى ثقافي ما. في هذا الاحتفال، الذي أقيم في صالة عرض سينمائي، وفي موعد عرض فيلم (لم يعتذر أحدٌ من مسؤولي المهرجان عن هذا الأمر، إذ أقيم التكريم في الموعد المحدّد أصلاً لعرض فيلم <<الجنّة الآن>> لهاني أبو أسعد، أحد المُكرَّمين، مما دفع بالراغبين في مشاهدته وليس في المشاركة بالاحتفال إلى الانتظار ساعة كاملة قبل أن يبدأ عرض الفيلم)، حضر <<راديو وتلفزيون العرب>> بشخص صفاء أبو السعود لتكريم عمر الشريف، في حين أن عمر الشريف بدا وكأنه يُكرّم الآخرين، فيستقبلهم على خشبة المسرح، ويصافحهم ويُقبّلهم، ويتحدّث عنهم ومعهم ويتحدّثون عنه ومعه بلغة مليئة بالحبّ والاحترام والكلام الانفعالي الجميل، بينما رئيس المهرجان بدا وكأنه غير موجود إطلاقاً.

كما كرّمت إدارة المهرجان الراحلين مصطفى العقّاد وأحمد زكي. فالأول قُتل في خلال الاعتداء الإرهابي على فنادق عمّان في التاسع من تشرين الثاني الفائت، والثاني توفي في السابع والعشرين من آذار المنصرم، بعد أشهر طويلة أمضاها الممثل الأسمر في صراع عنيف ضد مرض السرطان. لم تعرض إدارة المهرجان فيلماً للعقّاد، ولم تُصدر كتاباً عنه بمناسبة تكريمه، على نقيض التكريم الآخر الذي خصّت به أحمد زكي، إذ عرضت له <<حب فوق هضبة الهرم>> (1986) لعاطف الطيب و<<أرض الخوف>> (2000) لداود عبد السيّد، كما عرضت <<بداية>> (1986) لصلاح أبو سيف في إطار تكريم جميل راتب (مثّل زكي فيه دوراً رئيساً)، وأصدرت كتاباً بعنوان <<أحمد زكي، الموهبة والتفرّد>> لأحمد شوقي عبد الفتاح. صحيح أن الوقت الفاصل بين رحيل مصطفى العقّاد وإطلاق الدورة الأخيرة لم يسمح لإدارة المهرجان بإصدار كتاب عنه. لكن، لا يُمكن اعتبار كتاب عبد الفتاح مرجعاً علمياً أو دراسة موضوعية أو نصّا انفعالياً، على الرغم من أن الوقت كاف بين لحظة وفاته وبداية هذه الدورة لإصدار كتاب سوي ومهمّ عن واحد من أفضل ممثلي جيله وأهمّهم على الإطلاق.

السفير اللبنانية في

08.12.2005

 
 

فريمن: العرب ليسوا ارهابيين

محمد عبد الرحمن من القاهرة : 

تجهيزات واستعدادات خاصة قامت بها إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي للاحتفاء بزيارة النجم الامريكي الشهير مورغن فريمن والتي تنتهى اليوم الخميس بعد مشاهدته للفيلم المصري "ليلة سقوط بغداد" مع الصحفيين الذين استقبلوه بحفاوة في مؤتمر صحفي حاشد أمس الأربعاء بدار الأوبرا ، وسبق المؤتمر حفل استقبال ليلة الثلاثاء بحضور عدد كبير من نجوم مصر للترحيب بفريمن الذي زار  بدوره الأهرامات المصرية في أول زيارة له لمصر وإن ليست الأولى للشرق الأوسط.

كان من المفترض أن يتم المؤتمر الصحفي بعد عرض أحدث أفلامه "فتاة بمليون دولار" مع الممثل والمخرج الشهير كلينت ايستود ، لكن ارتباطه بموعد مع السفير الأمريكي بالقاهرة و إصابته بمتاعب في المعدة أدى إلى تقديم الموعد وأقيم المؤتمر الصحفي لمدة ساعة تقريباً بالمسرح المكشوف بالأوبرا ، وأداره الفنان سمير صبري الذي تحمل مسئولية ترجمة الأسئلة باللغتين العربية والانجليزية وقال للصحفيين في البداية أن النجم الأمريكي لا يريد أسئلة في السياسة ، و رغم الأسئلة المكررة واصرار البعض على نزع تصريح من فريمن ضد السياسات الأمريكية إلا أنه كان خفيف الظل على طول الخط وداعب الحضور كثيراً وكانت الصورة المفاجئة في نهاية المؤتمر قيام سيدة ترتدي النقاب باهدائه قطعة كريستال !! ليطلب المصورون بعدها أن تعيد السيدة تسليم الهدية ليتم تصويرها مع فريمن.

ولأن الأسئلة كانت كثيرة والاجابات تراوحت بين الكلمات القليلة والجمل الطويلة نعرض لقراء إيلاف الأسئلة واجاباتها كما هي:

• من هي أجمل ممثلة سينمائية بأمريكا الآن؟

فريمن: جيسكا ألبا.

• كونك من أصل أفريقي هل يعني أنك تعرضت للتفرقة العنصرية في الوسط الفني؟

فريمن: لست من أصل أفريقي ،أنا من مواليد أمريكا وأعرف أن جدي كان من أصول فرنسية ، ولا اعتقد أننى تعرضت للتفرقة وإلا ما كنت أعمل بهذا النشاط، ربما لو لم تكن تأت لي عروض لظننت أننى أتعرض للتمييز العنصري لكن هذا لم يحدث.

• هل شاهدت أفلام مصرية أو عربية من قبل؟

فريمن: للأسف لم أشاهد أفلاماً مصرية وإن كنت سأشاهد واحداً منها ضمن المهرجان، لكن أثناء زيارتي الأولى لدبي العام الماضي شاهدت فليمين على مستوى جيد أحدهما أفغاني الجنسية وأسمه "أسامة".

وأري أن الفيلم الناطق بالعربية في حاجة لفتح أسواق توزيع جديدة بأوروبا وأمريكا إذا كان على مستوى جيد.

• هل توافق على الصورة المنتشرة عن العرب في بلادكم وأنهم ارهابيون وسفاكي دماء؟

فريمن: ضاحكا، لم أفكر في حكاية سفاكي الدماء من قبل، ولكن لو كنت أومن أن العرب ارهابيون ما كنت قبلت الدعوة وجئت للقاهرة.

• أخرجت فيلم واحد عام 1993 لماذا لم تكرر التجربة؟

فريمن: عندى رغبة عارمة في التمثيل، والممثل بامكانه تقديم 4 أفلام في العام بينما المخرج يكتف بفيلم واحد، كما أن أرباحي كممثل عشر أضعاف أرباحي لو احترفت الاخراج.

• الموهبة أهم للممثل أم أشياء أخرى؟

فريمن: لا، الموهبة تمثل جزءاً صغيراً جداً من المنظومة ،هناك أشياء أخرى مثل الاجتهاد والتدريب والحظ، ومن يريد أن يصبح ممثلاً ناجحاً عليه أن يبدأ من الصفر ويصعد خطوة وراء خطوة فتزيد خبرته وتجاربه يوما بعد يوم.

• كيف ترى الأفلام الأمريكية الآن بالمقارنة بالسنوات الماضية؟

فريمن: في الحقيقة الأمر لم يعد مثل زمان، الآن الاهتمام الأكبر بصناعة أفلام منخفضة التكلفة وتحقق ايرادات عالية دون النظر للمضمون والمستوى وإن كان لايزال هناك انتاج مميز لكن ليس بنفس الكم.

• هل من الممكن أن يحدث انتاج مصري أمريكي وان توافق على المشاركة فيه؟

فريمن: طبعا وارد جداً، السيناريو الجيد هو الحكم في هذه القضية ومن أجله أوافق على أي فيلم، فنوعية الدور هي المعيار الأساسي عندى وليس مساحته أو المقابل المادى.

• هل تغيرت اختياراتك بعد فوزك بالأوسكار؟

فريمن: بعض الممثلين يفعلون ذلك ، يظنون أن الدقة في الاختيار بعد الفوز بالأوسكار تعني امكانية الحصول على أوسكار جديدة، بالنسبة لي لم أفعل، لأننى لا أمثل وهدفي الأوسكار ولكن إذا حصلت عليها فهذا شئ عظيم.

• بالتأكيد واجهتك صعوبات في بداية حياتك كممثل؟

فريمن: هذا أمر طبيعي، لكن منذ كنت طفلا وأن أحلم بذلك، ففعلت كل ما يقربني من التمثيل بما في ذلك الاشتراك بمدرسة رقص، ثم وصلت للمسرح وعملت فيه 20 سنة قبل أن أعرف الطريق للتليفزيون ثم السينما، وحالياً لا أفكر في العودة للمسرح من جديد، فقد عملت به كل هذه السنوات كي أصل للسينما ،فلا يمكن أن أتركها الآن، أريد أن أقدم أفلاماً.

• هل شاهدت أفلاما لعمر الشريف؟

فريمن: نعم، وهو ممثل ممتاز.

• برأيك من الأفضل كلينت ايستود المخرج أم الممثل؟

فريمن: ايستود، مخرج رائع، وممثل أروع.

• هل نصحك أحد بعدم المجئ للقاهرة أو اتخاذ الحذر أثناء زيارتك؟

فريمن: لم يحدث، ولكنهم نصحوني بعدم  تناول الماء هنا، وأضاف ضاحكا، حتى أنتم اذا جئتم أمريكا قد ينصحوكم بالمثل، لأن تغيير الشخص للماء الذي تعود عليه يؤدي لمتاعب صحية، وأكمل، كل من زاروا القاهرة من أصدقائي قالوا لي يجب ان تفعل، أنها فرصة.

• قدمت من قبل دور  شخص عربي في فيلم "أمير اللصوص" فكيف تدربت على السلوكيات خصوصا وأنك ظهرت تؤدي الصلاة؟

فريمن: لي صديق من أصل عربي يقيم في لندن ساعدنى كثيرا، لكنى أخطأت في مشهد الصلاة حيث لم أفرق بدقة بين صلاة المسلمين والمسيحيين بما يخص وضع اليدين، لكننى سأتجنب الأمر إذا قدمت دور مماثل مرة أخرى.

• متى تزوجت وهل لديك أطفال؟

فريمن: من 21 سنة ولكنها ليست الزوجة الأولى، ولي 4 من الأبناء، أكبرهم يهتم بالتمثيل.

• ما هو أحدث أفلامك؟

فريمن: فيلم "العقد" صورته في بلغاريا وانتهيت منه في اغسطس الماضي لكنه لم ُيعرض بعد.

• ما هو الفيلم القريب إلى قلبك؟

فريمن: المجد

• هل صحيح ان أى ممثل يريد تحقيق العالمية يجب ان يقيم ويعمل في هوليود؟

فريمن: عمر الشريف، ثم أوضح، عمر نموذج  يثبت العكس لأنه قدم أفلاما مهمة بأوروبا، وتود أسماء أخرى مثل صوفيا لورين وبريجيت باردو.

• من هو مثلك الأعلى؟

فريمن: سيدني بواتييه أكد لي أنه من الممكن أن تكون نجماً سينمائياً وأنت أسمر البشرة.

• كيف تستعد للشخصية ولماذا تظهر دائما في دور الرجل المتمع بالكرامة والعزة؟

فريمن: لا توجد استعدادت محددة للشخصية، طالما الورق جيد، يمكن للممثل الأداء بشكل جيد، ولكن في فيلم "المجد" على سبيل المثال اقترحت على المخرج عدة أشياء ووافق عليها، ولا إعتقد أننى أقدم أدواراً متشابهة فهناك تنويع وإن كنت لا أخفي اعجابي بشخصية الرجل ذي الكرامة.

• هل شاهد فيلم فهرنهايت للمخرج مايكل مور وما رأيك بالرئيس بوش؟

فريمن: نعم شاهدت الفيلم وأعجبني كثيرا وأنا شخصيا لست من المعجبين بشخصية الرئيس جورج بوش الأبن.

تصوير :سيد عبد ربه 

Keshk2001@hotmail.com

موقع "إيلاف" في

08.12.2005

 
 

هرم القاهرة الذهبي يبحث عن الصين والهند واليونان

ليلة بغداد ينتظر جائزة مع "الأحلام"!

نادر أحمد 

بأفراح أصحاب الجوائز يختتم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي فعالياته مساء اليوم بالمسرح الكبير.. يقوم فاروق حسني وزير الثقافة وشريف الشوباشي رئيس المهرجان بتوزيع جوائز المسابقة الدولية للمهرجان علي الأفلام الفائزة ونجوم تلك الأعمال.. أكد الشوباشي ان إعلان نتائج المسابقة هذا العام ستأتي في تقليد جديد وذلك باعلان ترشيحات لجنة التحكيم لثلاثة أعمال أو ثلاثة فنانين في كل فرع من المسابقة قبل اعلان الفائز.. وهو محاكاة لما يحدث في مسابقة الأوسكار.. ويسبق اعلان الجوائز استعراض قصير من اخراج انتصار عبدالفتاح يشارك فيه راقصتان من الصين.. بالاضافة إلي الاحتفال بالساحة الخارجية من موسيقي ورقصات فنون شعبية وماسكات لنجوم الفن في مصر.

يتنافس علي جوائز المهرجان 15 فيلما سينمائيا من 15 دولة علي جوائز الهرم الذهبي والفضي وأفضل ممثل وممثلة ومخرج وسيناريست وأفضل عمل أول.. وجائزة الابداع بالاضافة إلي جائزة أفضل فيلم عربي وقيمتها 100 ألف جنيه.

تأتي المنافسة المصرية من خلال فيلم "ليلة سقوط بغداد" سيناريو وحوار محمد أمين وبطولة أحمد عيد وبسمة وحسن حسني.. وهو أحد فيلمين يتناول قضية العراق في المسابقة.. أما الفيلم الثاني فهو الفيلم العراقي "أحلام" ويتناول أيضا القضية من خلال منظور درامي.. وتنحصر منافستهما معا علي جائزة أفضل فيلم عربي.

أما اليمن فهي تمثل الدولة العربية الثالثة في مسابقة المهرجان كما تشارك لأول مرة في المسابقة بأول أفلامها السينمائية "يوم جديد في صنعاء القديمة".. وهي تنافس علي جائزة اخراج العمل الأول.

تترك قضايا الارهاب ظلالها في مسابقة المهرجان وجوائزه فتنافس الهند بفيلمها "باسم الله" من خلال بطل مسلم يتحول لمتطرف وينتمي لتيار ديني بعد نسف أحد المساجد. ويدخل السباق الفيلم الألماني "أضرار لاحقة" ويناقش قضية الارهاب من خلال أحداث 11 سبتمبر وتوجيه الاتهام لشاب عربي وله طفل من زوجته الألمانية بأنه وراء العملية الإرهابية في أمريكا.. والفيلم للمخرج سمير نصر.

يدخل في سباق المنافسة الصين بفيلمها "قمر ساطع".. ولا يعقل أن الصين ضيف شرف المهرجان لاتخرج من المسابقة بلا جوائز بالاضافة إلي أن أفلامها علي مستوي مرتفع من التقنيات السينمائية.. وأيضا الفيلم الروسي "وقت جمع الحجارة" وتدور أحداثه في نهاية الحرب العالمية الثانية مثل الفيلم الفنلندي "أم" عن طفل يعيش بعيدا عن أمه لاجئا في السويد بسبب الحرب.. ومن الأفلام التي تدخل دائرة الترشيحات الفيلم اليوناني "قوقعة" للمخرجة فوتيني سيسكو بولو. والايراني "قريب جدا بعيد جدا" حيث تتميز الأفلام الايرانية بلغة سينمائية جميلة تجعلها لاتخرج من المهرجان بخفي حنين.

الجمهورية المصرية في

09.12.2005

 
 

هذا المساء يختتم مهرجان القاهرة دورته التاسعة والعشرين...

مشاركة مصر أثارت تساؤلات واستنكاراً ... والعرب كُرّموا بأفلام متميزة

القاهرة - فيكي حبيب

هذا المساء تختتم فعاليات الدورة 29 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وتبدأ التكهنات والتسريبات، حول فوز هذا الفيلم او ذاك الفنان بهذه الجائزة أو تلك. وبعيداً من نتائج غير أكيدة وثرثرات الأروقة القاهرية، حسبنا هنا ان نشير الى بعض السينما العربية المتميز الذي عرض خلال هذه الدورة، والتي كما قيل عنها أنقذت المهرجان من رتابته.

وفي مقدمة أصحاب هذه السينما العربية،السينمائيون اللبنانيون الذين لمعوا في الخارج خلال السنوات الأخيرة وكان لهم مكانهم المميز في هذه الدورة، إذ جرى تكريمهم بصورة استثنائية في المهرجان.

فالقاهرة التي كانت تتهم دائماً بشوفينية معينة، وبأنها لا تهتم بالأجيال العربية الجديدة، سبقت كل المدن العربية، وسبقت خصوصاً لبنان في تقديم أسماء يعرفها العرب واللبنانيون بالمفرق، وها هي القاهرة تعرّف بهم بالجملة.

شريف الشوباشي ومعاونوه جعلوا من عمر نعيم وجوزف فارس (جرى تكريمهما كعرب لمعوا في الخارج) ودانيال عربيد وزياد دويري نجوماً من نوع خاص في مهرجان القاهرة لهذا العام ما زاد من حرقة السؤال المصري حول: وأين هم نظراء هؤلاء من السينمائيين المصريين؟

لكن الشبان اللبنانيين لم يكونوا وحدهم في الميدان القاهري، بل كان هناك سينمائيون «جدد» من العراق واليمن، وكان هناك مصريون من الخارج (سمير نصر)، ثم خصوصاً، وهذا جديد جداً لبنانية: عملت في مصر.

سلاحنا الفتاك

إذاً السينما العربية الحقيقية الى حدّ كبير والمتنوعة الى حدّ أكبر لم تخيب منتظريها هذه المرة بقدر ما خيبهم فيلم المسابقة المصري الذي ثارت علامات استفهام كثيرة حول اختياره، وهوجم بضراوة من النقاد «بسبب سطحيته». الفيلم بعنوان «ليلة سقوط بغداد» للمخرج المصري محمد أمين، وهو يروي قصة ناظر في مدرسة ثانوية، يقع فريسة سؤال: «من الدولة العربية التالية بعد العراق؟»، لتبدأ سلسلة احداث خيالية، يبحث خلالها الناظر عن ألمع التلامذة الذين مروا عليه، لاختراع سلاح فتاك يردع كل من يحاول مهاجمته.

وإذا حضر العراق في فيلم مصري «هزلي» فإنه حضر أيضاً في المسابقة مع فيلم عراقي، جدي هذه المرة، يحاول مخرجه العراقي - الهولندي محمد الدراجي أن يصور احداثه من أرض الواقع العراقي. «أحلام» فيلم استطاع أن يتحدى كل الصعوبات، ويواجه قساوة ما يحدث في بلاد الرافدين من خلال ثلاث شخصيات تتقاطع حكاياتها: أحلام (التي يحمل الفيلم اسمها) تخسر حبيبها ليلة الزفاف بعد أن يقتاده رجال صدام الى السجن، فتصاب بالجنون. علي (جسّد شخصيته بشير الماجدي افضل ما يكون) المواطن المثالي الذي تقوده الأقدار الى الحدود السورية - العراقية فيلقى القبض عليه، ويحاكم بقطع الأذن، ليلقى مصير أحلام نفسه. ومهدي الطبيب الشاب الذي يعالج مرضى مستشفى المجانين. ثلاث شخصيات تلتقي في تلك المستشفى، وتلاحقها عين الكاميرا، لنعيش معها معاناة شعب عاش الأمرين في عهد صدام، ولم تنته معاناته مع وصول الأميركيين الى تلك المنطقة.

آخر الأفلام العربية الخالصة المشاركة في المسابقة الرسمية هو فيلم يمني بعنوان «يوم جديد في صنعاء» للمخرج بدر بن هرسي. في هذا العمل يأخذنا المخرج في رحلة الى صنعاء القديمة، من خلال نظرة مستشرق يصور تلك المدينة، فنظن انفسنا في كتاب من كتب الاستشراق، باللوحات العمرانية الجميلة، واللقطات المأخوذة بعناية، وسحر الشرق. أما القصة فتدور حول شاب يكتشف يوم عرسه أن المرأة التي أحبها ليست هي الفتاة الثرية نفسها التي سيتزوجها، بل هي مجرد امرأة يتيمة من الطبقة الدنيا. خيار صعب على طارق (وهو اسم الشاب) ان يأخذه: هل يسمع نداء القلب أم نداء العقل؟ أما النهاية فتبقى مفتوحة على كل الاحتمالات. هذه هي باختصار الأفلام العربية المشاركة في المسابقة الرسمية، والتي يمكن ان نضيف اليها فيلماً رابعاً هو الفيلم الألماني «أضرار لاحقة» طالما أنه يحمل توقيع المخرج المصري سمير نصر.

في هذا العمل ركّز نصر على أضرار الاختلاف الثقافي بين زوجين ينتمي كل واحد منهما الى ثقافة (الزوج عربي والزوجة أجنبية) خصوصاًً بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر)، والهيستيريا التي استتبعتها في الغرب، والخوف من كل ما هو مختلف. «أضرار لاحقة» قصة تصور العلاقة الحميمة والعميقة التي يعيشها طارق (البروفسور الجزائري) ومايا (مصممة فنية في إحدى المجلات)، علاقة لن تبقى على ما هي عليه بعد احداث 11 أيلول، إذ يبدأ الشك بالتغلغل في النفوس، حتى داخل أقرب المقربين، لتنهار علاقة كان أساسها الحب والتفاهم والثقة التي سرعان ما حل مكانها الخوف.

دموع «زوزو»

خارج المسابقة الرسمية، قدّر لنا ان نشاهد أفلاماً لمخرجين عرب حصدوا النجاح في الخارج. من أبرز هذه الأفلام فيلم «زوزو» للمخرج اللبناني - السويدي جوزيف فارس. فيلم مؤثر يعيدنا الى الحرب اللبنانية بمرارتها وبشاعتها. نلاحق زوزو ندخل بيته، نتعرف الى أهله، همومهم وأحلامهم. قصة زوزو (وهو اسم الدلع لجوزيف) تكاد تشبه قصة المخرج أو يمكن اعتبارها نوعاً من السيرة الذاتية، حتى لو لم تكن دقيقة الى حد كبير. دموع زوزو ومعاناة أهله وشعبه أبكت الحضور. جعلت بعضهم يسأل: أليس في الأمر مبالغة؟ وأحيت ذكريات قاسية في نفوس آخرين، ممن عاشوا تلك الأيام المرة.

من بيروت 1987، أي الفترة التي كانت فيها الحرب اللبنانية في ذروتها الى السويد البلد الآمن المسالم، مسافة قطعها بطلنا بعبئها وأسئلتها المحيرة. خسر اهله يوم سفرهم الى السويد. لم يبق من العائلة سواه. ومع هذا لم يتردد. حمل ابن العاشرة حقيبته، جواز سفره، وقرر مغادرة الوطن وحيداً الى السويد حيث يعيش جدّاه.

شبح الحرب لم يبتعد عنه حتى وهو في بلد جديد. ذكريات بيروت لم ترحمه يوماً. أراد أن يبتعد، أن يكوّن اصدقاء، أن يندمج في المجتمع الجديد، فهل يفلح؟

الشاب اللبناني الآخر الذي كرمه المهرجان الى جانب جوزيف فارس ضمن تظاهرة «عرب لمعوا في الخارج» هو عمر نعيم الذي أتى مع فيلمه الاميركي الروائي الطويل الاول «النسخة النهائية» من بطولة روبن ويليامز.

وكما كانت الحرب السبب في ابتعاد فارس من الوطن الى السويد، كذلك ابعدت الحرب نعيم عن لبنان فتنقل بين دول عدة من الأردن الى قبرص، وصولاً الى الولايات المتحدة، التي منحته فرصة العمل في هوليوود، فأبصر النور «النسخة الأخيرة». فلنتخيل المشهد: يخترع العلماء قرصاً (زوى) تدوّن عليه أحداث العمر بأكمله. عندما يموت الإنسان يتم توليف ابرز الأحداث على شريط الذاكرة. آلان هاكمان هو افضل مولّف في مجاله. موهبته في مسح خطايا الأموات، وقلبه القاسي، جعلا الطلب عليه قوياً. لكن يحدث يوماً ان يتغير كل شيء بمجرد ان يعثر آلان على مادة ألفها منذ الطفولة. وهنا يبدأ البحث عن الحقيقة وراء هذه الصور؟

أما الفيلم العربي الذي أثار ضجة مهرجان القاهرة فكان فيلم «دنيا» للمخرجة اللبنانية جوسلين صعب. في هذا العمل تتناول جوسلين الحياة المصرية والعلاقات بين المرأة والرجل والأهم انها خصوصاً تتناول موضوع ختان المرأة بكل جرأة، الأمر الذي لم يعجب كثيرين، فبادروا الى شتم مخرجة الفيلم واتهامها بتعمد الإساءة الى مصر من خلال تصوير الأحياء الشعبية المقرفة، من دون أن تمر على الأماكن السياحية في هذه الدولة، وكأن الفيلم أي فيلم هدفه ان يقدم جولة سياحية في بلد من البلدان!

وبعيداً من الأصوات التي رفضت التطرق الى موضوع ختان المرأة في مصر واتهمت المخرجة بالتعدي على خصوصية مصرية، فإن موضوع الفيلم، في رأينا، هو أبرز ما في هذا العمل، الذي يحمل في طياته الكثير من التشتت، فالحبكة الدرامية لم ترتق الى المستوى المطلوب، وكأن قيادة الدف خرجت من يد المخرجة، التي استعرضت في هذا العمل قدراتها الفنية: من اللقطات والديكور والكادرات، أما التطور الدرامي فلم يكن في محله.

«دنيا» قصة فتاة تبحث عن نفسها في عالم يسلب المرأة حقاً ولد معها منذ الطفولة.

طريق المصالحة مع الذات لا بدّ من أن يمر بطلعات ونزلات. الواقع مرّ، لكن الحب وحده هو الذي يمكن ان يوصل الى تلك المعادلة التي توازي بين الروح والجسد.

الموازاة بين الروح والجسد هي، كذلك موضوع فيلم عربي آخر متميز سبق وفاز مرات عدة بجوائز في المهرجانات حيث حلّ. الفيلم هو «الجنة الآن» لهاني ابو اسعد، من فلسطين.. وهو الفيلم الذي اثار، ولا يزال، ضجة كبيرة، بسبب موضوعه الجريء (يتابع الفيلم انتحاريين شابين كلفا بعملية في فلسطين المحتلة) كما أثار إعجاباً أكبر بلغته السينمائية الطازجة.. وبكونه يضيف جديداً الى سينما فلسطينية لا تكف عن إدهاشنا.

فإذا اضفنا الى هذا كله، مجموع الافلام اللبنانية التي حظيت بتكريم خاص من خلال تظاهرة أثارت إعجابا لا بأس به (بانوراما السينما اللبنانية) ثم أضفنا اختيار الفنانة اللبنانية كارمن لبس في لجنة التحكيم الدولية، تصبح لدينا صورة مدهشة عن اهتمام قاهري جديد بالسينما العربية، من الواضح انه لا يعوّض شبه الغياب المصري عن مهرجان يقام في مصر أولاً وأخيراً.

الحياة اللبنانية في

09.12.2005

 
 

القاهرة تودع مهرجان السينما

محمد عبد الرحمن من القاهرة

ودعت القاهرة مساء أمس الجمعة الدورة التاسعة والعشرين لمرهجان القاهرة السينمائي الدولي أبرز الأحداث الفنية على الأجندة المصرية ، ولكن الوداع لم يكن مثل حفل الاستقبال حيث غابت مميزات عديدة وحضرت أخرى ، فقد عادت ظاهرة غياب النجوم  لتؤثر بشكل ما على المهرجان فهناك أسماء عديدة غابت عن الحفل منها محمود عبد العزيز ونبيلة عبيد ومحمود ياسين وآخرين ويمكن ان القول أن نصف الذين شاركوا في فعاليات الافتتاح غابوا ليلة أمس بينما كانت الفنانة ليلى علوي أول من حضر ، كما غاب أيضا فاروق حسني وزير الثقافة الذي كان الفائزون ينتظرون استلام الجوائز منه وقام بالمهمة شريف الشوباشي رئيس المهرجان الذي أكد أن الوزير اعتذر لأسباب طارئة دون أن نعرف بالتحديد ما هي تلك الأسباب ، الأمر الملفت الآخر في حفل الختام هو خروج مصر بدون جوائز في حالة نادرة حيث لم يترشح الفيلم المصري "ليلة سقوط بغداد" لأي جائزة اللهم إلا جائزة أفضل فيلم عربي والتي يرشح لها ثلاث أفلام عربية من تلك التي تشارك في المسابقة الدولية وللمصادفة كان عدد تلك الأفلام هذا العام ثلاثة فقط ليحصل على الجائزة التي توقعها الصحفيون والجمهور فيلم يمني هو الأول من نوعه باليمن ، ويخيب ظن كل من انتظر الجائزة لمصر بعد الحفاوة الجماهيرية البالغة التي قوبل بها الفيلم أول أمس الخميس ، وكانت أنباء قد تواترت في كواليس المهرجان منذ الثلاثاء الماضي عن عدم حصول الفيلم المصري على جوائز من أية نوع وأن اللجنة لم تحب الفيلم والطريقة السينمائية التي اتبعها مخرجه محمد أمين ، لكن الجمهور لم يصدق تلك الأنباء بعد عرض الفيلم ، وقال البعض أن عدم حصول مصر على جائزة يؤكد للعالم أن الدولة المنظمة لا تحصل على جوائز مجاملة وعندما يحصل أي فيلم مصري على جوائز الأعوام المقبلة ستكون وقتها مستحقة ،بينما وصلت "النميمة" في حفل الختام إلى حد تصور أن ما حدث لليلة سقوط بغداد له علاقة بموقف الفيلم من السياسات الأمريكية ، رغم كون رئيس اللجنة صيني الجنسية وبها ثلاثة من العرب .

مع الوضع في الاعتبار أن مصر حصلت على جائزة بشكل غير مباشر عندما فاز المخرج المصري الأصل سمير نصر بجائزة أفضل عمل أول عن فيلمه الألماني "أضرار لاحقة" .

أما المميزات التي حضرت فتركزت في تواجد الممثل الأمريكي الشهير مورغن فريمن بحفل ختام المهرجان واستلامه التكريم الخاص به وحفاوة الجمهور به مرتين الأولى عندما رحب رئيس المهرجان بوجوده واضطر فريمن للوقف لتحية الحاضرين بعد تصفيق حار من تجاهم والثانية عندما صعد على المسرح لاستلام جائزته وقال " شئ عظيم أن أزور بلد تتمتع بحضارة تاريخية مثل مصر وأن أنال منها التكريم ، انا ممتن جدا لكم " .

كما تم تكريم المخرج الفلسطيني المعروف هاني أبو أسعد صاحب فيلم "الجنة الآن " الذي لم يصل للقاهرة في موعد التكريم الأول ،وقال هانى " نعم حصلت على جوائز كثيرة لكننى أعتبر التكريم من مصر أهم تلك الجوائز" .

وحضر الحفل وجوه لم تظهر في الافتتاح بسبب السفر أو الانشغال ، مثل داليا البحيري وعلا غانم وتامر هجرس ، وتواصل تواجد المكرمان جميل راتب ولبنى عبد العزيز وجلسا بجوار مورغن فريمن ، بينما استمر غياب يسرا وايناس الدغيدي اللتان تصوران فيلم جديد رغم حضور مدير تصوير الفيلم محسن أحمد ، وقال بعض  الخبثاء أن إدارة المهرجان لم توجه الدعوة لنهلة سلامة بعد أزمة الفستان الساخن في حفل الافتتاح ، وغابت أيضا مادلين طبر التى اعتادت الظهور في تلك الفعاليات ، وقدمت الحفل حنان ترك بمصاحبة خالد سليم صاحب أغنية المهرجان " تحيا الحياة" .

وعقب الحفل قال الممثل المصري أحمد عيد لإيلاف أنه لا يعرف سببا لعدم حصول فيلمه على جوائز وأنه لم يتوقع هذا التجاهل ، فقد اعتادت مصر على الحصول ولو على جائزة تقديرية ، مؤكدا أن الفيلم قد لا يكون فنيا في المقام الأول ولكنه يحمل قضية تشغل العالم كله وهي الهيمنة الأمريكية ، وأضاف أنه لم يتوقع حصول الفيلم على الجائزة الكبرى لكن خروجه خال الوفاض أمر يثير التساؤل ، وبعدها دخلت الفنانة رغدة في حوار مع أحمد عيد حول هذا الموضوع ، وكان حضور منتجة الفيلم إسعاد يونس وأبطاله ومخرجه بمثابة اعلان غير مباشر عن وجود جائزة حيث اعتاد الصحفيون على ذلك حسبما تقول القواعد غير المعلنة للمهرجان وهو دعوة من فازوا للحضور لتسلم الجائزة .

الجوائز

قبل توزيع الجوائز ألقى رئيس لجنة التحكيم المخرج الصيني هي بنج  كلمة قال فيها أن الفيلم الجيد هو الذي يلمس مشاعر الجمهور في أي مكان بالعالم وأن اللجنة شاهدت كل الأفلام مثل المتفرجين ،تعاطفت وضحكت وبكت ، وكل الأفلام تستحق جوائز لو شاركت في مهرجانات أخرى ، وقام عضوا لجنة التحكيم الممثلة اللبنانية كارمن لبس والمخرج الألماني   برسي أدلون  باعلان الجوائز تباعا ومعهم الممثلة اليونانية اليا أرجيريو  والمخرج المصري يسري نصر الله  والممثلة القديرة سميحة أيوب.

• حصل الفيلم الفنلندي "أم لي" على الهرم الذهبي وتسلم الجائزة مخرج الفيلم كلاوس هارو والذي تسلم باقي جوائز العمل ووضع الهرم الذهبي فوق رأسه تعبيرا عن سعادته الشديدة .

• حصل الفيلم الألباني "العين السحرية" على الهرم الفضي وتسلم الجائزة المخرج كونتيم تشاشكو .

• جائزة أفضل فيلم عربي ذهبت للفيلم اليمني "يوم جديد في صنعاء القديمة "للمخرج بدر بن حارسي .

• جائزة أفضل ممثل للفنان بويار لاكو عن فيلم "العين السحرية" وأفضل ممثلة ماريا لاندكفيست  عن فيلم "أم لي " .

• جائزة أفضل مخرج حصل عليها بالاجماع كلاوس هارو مخرج فيلم "أم لي" من فنلندا .

• جائزة سعد الدين وهبة لأفضل سيناريو لكونتيم تشاشكو وفاث كوريشي مؤلفا فيلم "العين السحرية "

• جائزة نجيب محفوظ لأفضل عمل أول للمخرج سمير نصر عن فيلم "أضرار لاحقة" ألمانيا .

• جائزة لجنة الاتحاد الدولي للنقاد حصل عليها فيلم "العين السحرية " ألبانيا .

• 4 شهادات تقدير حصل عليها كل من المؤلف الموسيقى أوليفر بهلر عن فيلم " أضرار لاحقة " ألمانيا ، و مصممة الديكور ماري شيمينيل عن فيلم "الدمي الروسيات" فرنسا، والمونتير بانوس فوتساراس عن فيلم "قوقعة " وشهادة أخيرة لمدير التصوير حميد أبيان عن فيلم "قريب جدا .بعيد جدا " من ايران .

موقع "إيلاف" في

10.12.2005

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)