كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

منزل الخناجر الطائرة

جواهر مضيئة في مهرجانات السينما

بقلم: د. رفيق الصبان

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

الدورة التاسعة والعشرون

   
 
 
 
 

لاشك أن عشاق السينما والباحثين عن الأفلام الجيدة ستصيبهم التخمة خلال هذه الأسابيع الأخيرة.. لكثرة الأفلام المتواجدة أمامهم.. وللفرص الكبيرة والمدهشة التي أتاحتها لهم مهرجانات السينما سواء في دمشق أو في القاهرة لرؤية أفلام ما كان يمكن لأقصي أحلامهم مدي.. أن تفسح لهم مجال رؤيتها.. في بلدهم.. وكاملة تماما دون أي حذف رقابي.

هذه الأفلام التي أتتنا من بلاد كثيرة مختلفة.. فتحت أعيننا علي حقائق كثيرة ربما كنا نعرفها ولكن جاءت هذه الأفلام مرة واحدة لتؤكدها.. وتثبت لنا ان علينا لو آمنا بهذا الفن السابع.. أن نفيق من وهم السينما الأمريكية وحذلقاتها وبهلوانيتها الكثيرة.. وان نشكك فيما تحاول إقناعنا به من أنها السينما الوحيدة وان كل من حولها نجوم صغيرة تدور حول فلكها.. يعوزها الألق والضياء والتأثير الذي تتمتع به.

ولاشك أن (الصدمة) (وأكتب كلمة الصدمة وأنا واع تماما لقيمة هذه الكلمة ومعناها) التي أحدثها عرض 'منزل الخناجر الطائرة' للصيني الكبير زينج يامو في حفل افتتاح مهرجان القاهرة لأكبر شاهد علي ما أقول.

هناك أناس اكتشفوا السينما الصينية لأول مرة من خلال هذا الفيلم.. ونظروا بهويتين إلي القيمة الجمالية والفنية والفكرية التي طرحها هذا الفيلم بتكتيك متقدم في جميع النواحي.. وبفهم دقيق لذوق الجمهور مهما تعددت صفاته وتنوعاته.

وهناك فئة أخري.. لم يدهشها جمال الفيلم وروعته.. لأنها كانت منذ زمن تتابع صعود هذه السينما القوية من خلال مخرجيها الكبار ومن خلال تنوعها وذكائها وشفافيتها وقدرتها علي التأثير. زينج يامو مخرج الخناجر الطائرة ليس ابن البارحة، فهو من هذه المدرسة الصينية التي فتحت أبوابها للسينمائيين الشبان منذ عام 1978 بعد أن تخلصت من آثار الثورة الثقافية المدمرة التي وقفت حائلا دون تفتح الزهور كلها كما كان ينادي (ماوتسي تونج) والذي سعي مع مجموعة من زملائه للعمل خارج النماذج التقليدية والمنهجية.. مدافعا عن فكر مستقل ومتفرد.. ولعل هذا ما فتح له أبواب السينما العالمية واقتحامها علي ظهر جواد أشهب يؤكد موهبته ورؤياه السينمائية لذلك لم يكن عجيبا أن ينال جائزة مهرجان برلين الكبري عام 1987 عن فيلمه (السنابل الحمراء) وأن يضع الصين سينمائيا في مركز متقدم بين السينمات الأخري.. وتتابعت أفلام زينج يامو كما كان الحال مع الياباني كيروسافا الذي عرضت أفلامه كلها عالميا بعد نجاح فيلمه (راشامون) وفوزه بجائزة كبري في مهرجان البندقية.. وهكذا رأينا بعد ذلك تحفة زينج يامو الثانية (زوجات وعشيقات) أو (ارفعوا المصابيح الحمراء).. ثم (الحياة) و(الطريق الي الوطن) وأفلام أخري كان كل منها يشكل حدثا سينمائيا مهما سواء بالنسبة للسينما الصينية خاصة والسينما عامة.

في منزل الخناجر الطائرة.. يقدم المخرج الكبير مزيجا مدهشا.. عرف كيف ينتقيه ويخلطه بحرفية ملحوظة فالفيلم يبدأ وكأنه فيلم استعراضي.. من خلال رقصة تقطع الأنفاس تقوم بها راقصة عمياء.. وحيث يلعب الديكور والألوان وحركة الكاميرا.. دورا يبهر العين والعقل معا، ولكن الفيلم سرعان ما يتحول ليصبح فيلما سياسيا من أفلام الحركة، فالراقصة ليست راقصة وإنما هي مبعوثة من حركة ثورية متمردة.. أطلقتها لتكشف أسرار ما كان يمكن لسواها ان يكشفها.

ومن خلال تركيبة ذكية.. تتطور الأحداث.. ومن كان بطلا.. نكتشف أنه مجرد جاسوس.. والمنقذ نفسه ليس إلا رجل بوليس متنكرا.. وتنمو قصة عاطفية بين (العدوين) الراقصة والضابط.. من خلال طبيعة مدهشة خلابة.. ومن خلال مواقف رومانسية تختلط فيها الحسية أحيانا بشاعرية مدروسة. وتبدأ المطاردات المجنونة بين العاشقين الهاربين وبين جنود الحكومة الذين يطاردونهم.. ويقدم المخرج من خلال هذه المطاردات مشاهد سينمائية نادرة تكشف عن تكنيك شديد التقدم وفهم عميق لسينما المغامرات والأكشن، مستغلا كل فنون السيف والسهم والخنجر التي أصبحت من صميم الحضارة الصينية القديمة.

وينتهي الفيلم بمشهد عاطفي مذهل تحت الثلوج البيضاء بين رجلين يتصارعان علي حب فتاة واحدة.. يقتلها حبيبها لكي لا تصبح لسواه.

كل ما نريده من السينما.. وضعه زينج يامو في هذه الخناجر الطائرة.. حب ومغامرات وانتقام ومعارك وسياسة وجنس وطبيعة خلابة تطوق أعناقنا تطوقا من فولاز وياسمين (ومن هنا يمكنه أن ينشيء مشاهد غابة المامبو.. والجنود الذين يتساقطون من فروع الأشجار!!).

في منزل الخناجر الطائرة.. يجد عاشق السينما كل ما يحلم به أويتمناه.. يقدمه له مخرج كبير في أوج تألقه وعطائه.. يؤكد للعالم بفيلمه هذا ان مستقبل السينما يفتح أبوابه الكبري لسينما الصين التي انطلقت من عقالها كالتنين الأسطوري الذي لا يقف في طريقه شيء.

أفلام صينية أخري.. قد تكون بعيدة شيئا ما.. عن هذا الإبهار المدهش الذي تميز به فيلم زينج يامو ولكنها أثبتت بأسلوب آخر تمكنها الإنساني وحساسيتها البالغة المدي.

هناك فيلم (الحمام) الذي تدور أحداثه كلها في حمام عمومي.. يعمل فيه شاب معاق ذهنيا مع والده العجوز.. وكيف استطاع هذا الشاب المعاق بخفة ظله وبراءته وعفويته أن يستحوذ علي قلوب جميع رواد هذا الحمام الذي أصبح جنته الدائمة التي لا يمكنه مبارحتها.. إلي أن يأتي اليوم الذي يموت فيه الأب ويجد الشاب المعاق نفسه تحت رحمة قدر لا يعرفه.

نادرة هي الأفلام التي تحدثت عن المعوقين بهذه الطريقة وهذا الأسلوب الإنساني الطافح بالتعاطف والفهم والإنسانية ولكننا نذكر الفيلم البلجيكي اليوم الثامن الذي فاز بجائزة كبري في مهرجان كان ولكن (الحمام) الصيني يذهب إلي أبعد مما ذهب إليه الفيلم البلجيكي الجميل. ويمس أوتار القلب المرهفة ويصرخ صرخة إنسانية خارجة من الشرايين.

وهناك أيضا (ساعي البريد في الجبال) عن رحلة شاب مع أبيه الذي أحيل للتقاعد.. وحل ابنه محله، في توزيع الرسائل علي القري البعيدة في الصين التي لا تصل إليها المواصلات العادية ويضطر ساعي البريد إلي قطعها سيرا علي الأقدام.

أما رحلة الاكتشاف والمعرفة بين هذا الشاب الذي يرافق أبيه للمرة الأخيرة لكي يتعلم طريقة السير.. ومعرفة الناس البعيدين ومن أي عالم مجهول مدهش لا يعرفه.

فيلم جدير بأن يحمل اسم (دوسيكا الايطالي) أو (رنوار الفرنسي).. لكمية المواقف الصادقة التي يقدمها.. وللصورة المدهشة التي يبرزها عن الصين المجهولة وسكانها الهامشيين.

أما فيلم (رسالة من امرأة مجهولة) فهو إعداد صيني ذكي لقصة ستفان زفايج الشهيرة التي نقلتها السينما الأمريكية والفرنسية والمصرية عن هذه الفتاة التي تحب طوال حياتها كاتبا لم يشعر بوجودها.

الفيلم الصيني الجميل جعل الأحداث تدور خلال سنوات العشرينيات قبل ظهور المد اليساري ويقدم لنا من خلال قصة الحب صورة اجتماعية وإنسانية لا تنسي عن ذلك وأحداثا لم تعتد السينما الصينية سابقا أن تقدمها بهذا الشكل الجميل.. بل انه يقدم لنا قصة الحب المأساوية هذه وكأنها كأس من الخمر المعتقة التي زادت السنون من حلاوتها وطعمها وتأثيرها.

إنها شهادة ناصعة لكيف يمكن لحضارة آسيوية ولمفهوم شرقي بحت.. ان يصهر هذه القصة الأوروبية الصرفة قلبا وقالبا وان يحيلها إلي مادة صينية ذات مذاق مختلف وطعم لا ينسي.

نعم.. لقد قدم مهرجان دمشق السينمائي نماذج مدهشة للسينما الصينية واتبعها مهرجان القاهرة بتخصيص دورته كلها للسينما الصينية مع عرض (25) فيلما منتقاة بعناية تمثل كل اتجاهات هذه السينما ومدارسها وتنوعها.. ويرسم بإشارات حمراء وخضراء واضحة طريق مستقبلها وينبهنا إن كنا لانزال غارقين في وهم (حلمنا الأمريكي) ان هذا الحلم رغم قوته وشعبيته قد بات حلما يقارب من الزوال.. وان علينا أن نفتح نوافذنا المغلقة لنستقبل الرياح القادمة من الشرق.. بكل ما تحمله من عطور وأسرار ونشوة.

من ضمن الجواهر الصغيرة التي أطلت علينا في كل من مهرجاني القاهرة ودمشق معا.. فيلم (ناصر خمير) التونسي الذي أخرجه لحساب الاتحاد الأوروبي وشاركته فيه إيران والذي يعتبر تتويجا لمسيرة صوفية شعرية بدأها المخرج التونسي مع فيلم (الهائمون)، ووصل بها إلي الأوج مع فيلمه (طوق الحمامة) وها هو الآن بفيلم (بابا عزيز) يكسر كل العوائق ليصنع فيلما يحاكي النجوم بضوئها والصحراء بغموضها والأسطورة بسحرها والدين بعبقه.

وقد سبق لنا أن تحدثنا في هذا الحيز بالذات مطولا عن الفيلم وأهميته.. ولكني لا أستطيع أن أتكلم عن جواهر المهرجانات.. إلي أن وضع فيلم (بابا عزيز) تاجا مرصعا بالماس علي رأس السينما الشعرية في العالم.

(زوزو) فيلم جوزيف فارس اللبناني المهاجر إلي السويد.. يتكلم بجزئه الأول عن العنف في لبنان خلال الحرب الأهلية.. من خلال عين طفل في الثالثة عشرة من عمره.. يشهد دماء بلاده وموت أسرته، واكتشافه لمعني الحب ثم قسوة الحياة.. قبل أن يهاجر إلي السويد ليلحق بجده وجدته اللذين يقيمان هناك.. وفي السويد يواجه الفتي الشرقي الصغير.. إرهابا من نوع آخر.. يتمثل في العنصرية البغيضة وكراهية العرب واستحالة التفاهم مع جيل شاب لا يريد أصلا أن يقبل فكرة التفاهم أو أن يطرحها.

الفيلم تمتزج فيه الدمعة بالابتسامة والخوف والحذر بأمل مبهم شبه مستحيل، ولكنه يؤكد بشكل أو بآخر مولد مخرج شاب يمتلك الحساسية وقادر علي أن يعبر عن نفسه وعن مشاكل جيله وعما يحيط به من مشاكل بكثير من الموهبة والعين النفاذة.

قد يكون الجزء اللبناني من فيلم (زوزو) أكثر قوة وتحكما من الجزء السويدي. ولكن هذا لا يمنع الفيلم ككل من أن يكون مؤثرا وصادقا ويقول ما يريد أن يقوله بصراحة وجرأة كم نحن بحاجة إليها.

عقد الياقوت الأحمر الذي زينت به مهرجانات السينما هذا العام عنقها.. طويل.. وفيه حبات مضيئة وأخري متلألئة وذات عطر نفاذ.

ولكن.. هل تفتحت عيون جمهورنا حقا علي هذا الضياء الحقيقي.. أم أنها لازالت سجينة وهم السينما الأمريكية وجواهرها المزيفة؟!!

أخبار النجوم المصرية في

10.12.2005

 
 

في ليلة ساخنة بالمهرجان:

عاصفة الغضب تهب علي 'دنيا' محمد منير وحنان ترك  

في ليلة ساخنة شهدت أحداثا مثيرة وعاصفة من الانتقادات والغضب المتبادل بين النقاد وأسرة فيلم 'دنيا' علي هامش مهرجان القاهرة السينمائي، جدد الفيلم الفرنسي اللبناني المشترك بنجومه المصريين أحزان السينما ولم يكن طوق النجاة لاوجاعها واخفاقاتها في السنوات الأخيرة.

أسباب ثلاثة جعلت من ليلة عرض الفيلم المصري اللبناني الفرنسي المشترك 'دنيا' الأكثر جدلا واثارة بين ليالي المهرجان السبب الاول هو اعجاب مخرجته ومنتجته جوسلين صعب بنفسها وبفيلمها وهو الشيء الذي جعلها لاتنظر حتي الي شاشة العرض فراحت تهاجم وتتفاخر بدعوي أنها الأفضل وبكون فيلمها الاروع علي الاطلاق!

والسبب الثاني هو حيرة نجوم الفيلم وعلي رأسهم المطرب محمد منير الذي أغلب الظن فوجيءبما جاء في المؤتمر الصحفي عقب عرض 'دنيا' وبمستوي الفيلم الذي تباينت حوله الآراء واحتدم النقاش حول مضمونه.

اما السبب الثالث الذي اشتد معه الحماس كثيرا فهو غياب التنظيم والوعي من ادارة المهرجان في التعامل مع مثل هذه الاحداث الساخنة.

عرض الفيلم علي هامش المهرجان بدعوة من ادارته وعلي رأسها شريف الشوباشي رئيس المهرجان الذي أصر علي عرض الفيلم وتكريم ابطاله رغم مشاركة الفيلم في مهرجان مونتريال من قبل.

وربما كان اصرار الشوباشي نابعا من ايمانه بجراة الفيلم كما قال وأكد مرارا وتكرارا وربما كان بسبب ضعف المشاركة المصرية في المهرجان ­ فيلم واحد ليس به نجوم شباك ­ ورغبة في تدعيم هذه المشاركة ولهذا قرر تكريم نجومه محمد منير وحنان ترك. عرض الفيلم في احدي صالات سينما 'جودنيوز' التي تحولت قبل عرض الفيلم إلي سوق كبيرة تناثرت فيها كل الالفاظ وكل الاهانات من ضيوف الفيلم ومنظمي عرضه.. مشاجرات ومشاحنات حتي الدقائق العشر الأخيرة قبل عرض الفيلم.. جمهور خاص يدخل عنوة معتمدا علي قوة الخمسة وعشرين جنيها التي دفعها وكثير من الصحفيين واخر من ضيوف جوسلين واخر من ضيوف الشوباشي.. خلطة عجيبة لاتحدث في مهرجان فتحول العرض من مشاركة بالمهرجان الي عرض خاص لفيلم مصري.

منذ البداية وقد استعد كل من حضر عرض الفيلم لاستقبال ليلة مليئة بالغرائب.. لكن لم يتوقع احد ان تكون ليلة الغرائب والطرائف معا.. حدث هذا مع الاطلالة الاولي للمخرجة اللبنانية جوسلين صعب التي تتحدث العربية بصعوبة وترتدي ملابس غريبة ولديها ثقة تفوق الوصف رغم انها لاتحمل اي تاريخ سينمائي 'ودنيا' هو فيلمها الروائي الطويل الاول وتجاربها التسجيلية لاترقي حتي لمستوي جيل اللبنانيات من مي المصري الي لليان الراهب المهم ان جوسلين بملابسها الغريبة ولهجتها الاكثر غرابة.

وهذه أشياء لايجب ان تؤثر علي الفيلم ­ المثير للجدل ­ صعدت إلي خشبة المسرح بعد ما تم تقديمها لتتحدث عن انجازها في الفيلم وكيف بذلت جهدا كبيرا في تصويره وكيف استقبلته الجماهير الغفيرة في مونتريال وبعدها كرم الشوباشي حنان ترك ودعا نجوم العمل للصعود الي خشبة المسرح وتم استقبالهم بحفاوة بالغة.. في البداية تحدثت حنان ترك ووصفت الفيلم بأنه الاصعب في مشوارها السينمائي ثم تحدثت عن جوسلين صعب وكيف انها عانت كثيرا مع الممثلين ؟ وهو شيء لم نفهمه من النجمة التي كانت فرحة جدا بالفيلم ­ قبل عرضه ­ فوظيفة المخرج ­ اي مخرج هو ان يتعب مع ممثليه ثم إي تعب كثير هذا الذي يمكن ان يحدث مع سوسن بدر وعايدة رياض وفتحي عبدالوهاب وحنان ترك ومحمد منير وكلهم نجوم كبار لهم تجاربهم المتميزة والناجحة.

عرض الفيلم وبدأت الجماهير المختلطة في السكوت وعم المكان صمت تام تركيزا واستيعابا للفيلم لكن مع مضي الوقت بدأت ضحكات تتسرب من الصالة وهمسات تتعالي لتصل إلي حد الصياح.. وكلام كثير وسخرية اكثر من احداث الفيلم الذي جاء مخيبا لكل التوقعات علي جميع المستويات وهو الشيء الذي أكده الجميع. فالفيلم يفتقر حتي الي ابجديات العمل السينمائي والبناء الدرامي له يكاد يكون منهارا..

بعد عرض الفيلم استقبل الجمهور محمد منير بترحاب حار وحماس شديد ليس بسبب دور الدكتور 'بشير' الذي قدمه في دنيا ولكن لسنوات الغناء العذب والسينما الحقيقية التي شارك فيها مع كبار المخرجين وعمالقة الكتابة والالحان.منير جلس بعد ان حيا الجمهور وسكت..

وبدأت جوسلين صعب في الحديث مؤكدة ان الفيلم عبارة عن حوار بين الجسد والروح لبطلته التي تبحث عن ذاتها من أجل تكوين جيل جديد ومصر جديدة ! وأن الفيلم تم استقباله بشكل حار في مونتريال ­ خرج خالي الوفاض من جوائزه ­ وانها قدمت رؤية جديدة للعرب في الخارج وعرضت الثقافة العربية في الخارج وهو الشيء الذي شعرت باهميته لكونها تعيش في باريس!

بعدما استفاضت جوسلين في الحديث عن جماليات الفيلم وأهميته وهو الكلام الذي لم نسمعه الا منها ولم نره علي الشاشة.. به الجدل وبدأت ليلة فيلم 'دنيا' تأخذ اتجاها اخر عندما أكد أحد النقاد ان الفيلم يسيء لسمعة مصر وذلك لاظهار مخرجته للمجتمع المصري بصورة لاتليق وتعجب من مشاركة حنان ومنير في الفيلم وهما من الرموز الفنية الجادة .. وهنا اشتعلت الصالة وصفق الجميع في دلالة علي تأييدهم للكلام.. وهو شيء غريب ايضا.. فالفيلم لايستحق كل هذه الضجة من جهة ومن جهة اخري لايمكن التشكيك في وطنية نجومه ولايجب ان نقحم 'سمعة مصر' في كل شيء. وهنا وبعد كلام أحد النقاد اشتعلت القاعة وثارت المخرجة جوسلين صعب وبدأ نجوم الفيلم يحاولون الرد علي هذه الاتهامات فانفعلت حنان ترك وقالت سمعة مصر أرقي بكثير من ان يسيء لها اي شخص ورفض فتحي عبدالوهاب الهجوم علي المخرجة علي اساس انها لبنانية الجنسية وهنا غيرت المخرجة حديثها عن محتوي فيلمها مؤكدة ان الفيلم يعالج قضية مهمة جدا هو قضية 'الختان' واعتبرت نفسها مشاركة في الحملة المصرية ضد الختان .

وهو شيء غريب أيضا يؤكد عشوائية تفكير المخرجة جوسلين صعب التي تطرح الكثير من المتناقضات في وقت واحد.. ففي اول الندوة أكدت المخرجة ان الفيلم يبحث عن العلاقة بين الروح والجسد وأثناء الندوة ادعت ان الفيلم يجسد صورة العربي في الخارج بنقل الثقافة العربية والشعر والرقص إليهم. وأكدت ان الفيلم يدور حول الختان وهو الشيء المقحم علي الاحداث كما أكد كل النقاد الذين شاهدوا الفيلم.. وهنا تحدث محمد منير بعدما ظل طيلة المؤتمر صامتا.. قائلا ان الفيلم يناقش قضية 'الختان العقلي' وهو تعبير رائع من المطرب الذي احببناه كثيرا لكن للأسف جاء مثل كل التعبيرات التي أثيرت في الندوة تعبيرات براقة تصف شيئا غير موجود فنحن في الفيلم لم نر الا المحاولات والنوايا وهي أشياء لاتصنع اي فن حقيقي.

وفي نهاية المؤتمر الذي شهد 'شدا وجذبا وعنفا واثارة.. أكدت جوسلين ان الفيلم يعيد الاعتبار للسينما المصرية وأنها فخورة به وانها سوف تقدم فيلما جديدا من انتاج مصري.. وهنا انفعل احد الصحفيين مؤكدا ان مصر غنية بكفاءاتها ومواهبها وانها قبلت كل الراغبين في الشهرة ولا يسمح لأي شخص ان يهين السينما المصرية وهو الحديث الذي استفز المنتج محمد العدل قائلا: ان الفيلم جيد المستوي وان الهجوم عليه غير مبرر فخرج ناقد آخر محتدا علي العدل قائلا: ان الفيلم سييء..

وهكذا استمر المؤتمر حتي نهايته ليسجل ليلة من أكثر ليالي المهرجان اثارة..

أخبار النجوم المصرية في

10.12.2005

 
 

روح العقاد تهزم الإرهاب في مهرجان القاهرة:

رسالة فارس السينما العربية في هوليوود مسجلة بعلم الوصول!   

السينما العربية لاتنسي أبطالها ونجومها الذين رفعوا راياتها في سماء هوليوود ومصطفي العقاد هو أحد فرسانها في ميدان الابداع الفني، لذلك احتفي مهرجان القاهرة السينمائي بهذا المبدع الكبير وأحيي ذكراه في حفل خاص حضره عدد من اصدقائه منهم محمود عبدالعزيز ومحمود ياسين ومحمود قابيل ورفيق الصبان ودريد لحام وسميرة عبدالعزيز والسفير السوري في القاهرة يوسف الاحمد وحرمه ومن اسرة المخرج الراحل شقيقه السفير زهير العقاد واخته السيدة ليلي العقاد وابنه مالك وقدم الفنان سمير صبري حفل الافتتاح قائلا: ان مصطفي العقاد كان صديقا للجميع لانه كان مناضلا فريدا من نوعه حاول توصيل صورة مشرفة للاسلام يخترق بها جدران العالم الغربي رغم كل التحديات ليثبت وجوده وسط كبار صناع السينما في هوليود وبعد ذلك قال شريف الشوباشي رئيس المهرجان: ان مصطفي العقاد موجود معي في كل الايام والاماكن التي تستضيف المهرجان فقد كان معتادا علي حضوره منذ 15 عاما وكثيرا ما اشعر انه يسير معي بممرات الاوبرا ويجلس في مكانه المفضل فقد شرفنا جميعا بفيلمي 'الرسالة' وعمر المختار ليصبح هذان الفيلمان من العلامات البارزة في تاريخ السينما العالمية التي تنقل هذه الصورة عن الاسلام ولا ادري كيف اصف حالتي بعد سماع خبر استشهاده في تفجيرات عمان ولم ادرك الموقف الا عندما اتصل بي صديقنا المشترك الفنان محمود عبدالعزيز ليشاطرني احزاني ويطلب مني سرعة تقديم التكريم للمخرج الشهير ولاانسي له عندما كان عضوا في لجنة تحكيم المهرجان وتسلم جائزة الهرم الذهبي فوضعها علي رأسه وقال للجمهور: مصر علي راسي دائما.

ويقول الفنان محمود عبدالعزيز في كلمته عن المخرج الراحل: لا ادري هل اتحدث عن الصديق ام الفنان ام الانسان ويكفي ان احكي عن اول معرفتي به كانت سوء تفاهم و قديم تحول بعد ذلك الي محبه وعلاقة صداقة قوية وفي اخر مكالمة بيني وبينه كانت في شهر رمضان وظل يحكي معي لفترة طويلة حتي انني اندهشت وكأن قلبه كان يشعر انها ستكون اخر كلماته معي.

ويكفيه فخرا ان فيلميه الشهيرين الرسالة وعمر المختار اثر بالفعل في الغرب وكان منتهي الذكاء منه ان يختار ممثلا عالميا عملاق مثل انتوني كوين ليقوم ببطولة الفيلمين واظن ان مصطفي العقاد مات مخنوقا من احلامه التي احببنا الفن من اجلها وعلمنا ان نعيش لنحلم بحياة جميلة.

اما محمود ياسين فقد بدأ كلمته التي ألقاها نيابة عن غرفة صناعة السينما قائلا: اذكر هذا الفنان الفيلسوف والانسان العملاق عندما دعاني لاتشرف بقراءة بعض الايات القرآنية والاحاديث الشريفة بصوتي في فيلم الرسالة لتكون مشاركتي هذه وان بدت صغيرة الا انها مهمة في تاريخ صفحة الاسلام وبالفعل لبيت الدعوة وسافرت الي لندن لمدة اسبوع لأسجل صوتي علي بعض مشاهد الفيلم وكان هدفه من دعوتي الي السفر للخارج وليس التسجيل في مصر حتي استمع الي صوت المؤدي الذي يقول نفس العبارات باللغة الانجليزية علي النسخة الانجليزية من الفيلم وعندما استمعت الي اسلوبه في الالقاء اعجبني صوته ولكن لاحظت انه اسلوب يخلو من التقديس الذي يحمله صوتنا عندما نقرأ القرآن ونقلت هذه الملاحظة الي العقاد فوجدته يشاركني الرأي وعندما قمت بتسجيل صوتي بالعربية لاحظت فيه حرصا شديدا علي اللغة فأذهلني كيف انه مخرج عالمي يعيش بالخارج طوال هذه السنوات ومازال يهتم بكل هذه التفاصيل الصغيرة في اللغة العربية ووقتها عرفت قدر مسئولية هذا الرجل الذي نجح بفضل حرصه واتقانه في توصيل رسالته ورسالة الاسلام الي كل انحاء العالم.

اما الفنان السوري دريد لحام فقد ابكي الحاضرين بكلماته القصيرة المؤثرة عن صديقة الراحل قائلا عنه انه فارس عربي امتطي صهوة المستحيل وتسلح بالايمان وهدفه ان يثبت ان الشمس يمكن ان تشرق من الغرب وبالفعل اشرقت بالرسالة وعمر المختار واخشي ان يكون هو اخر الفرسان الذين اخترقوا العالم الغربي ولن يأتي بعده من يكمل التجربة وحتي في نهايته لم يطق ان يبتعد عن ابنته المدلله ريما فأخذها بأحضانه وسافر معها الي العالم الاوسع والارحب واليوم نطلب من الاستاذ العظيم ان يسامحنا لان الغرب قدره اولا وطرمه قبلنا بينما نحن لم نعلق له الاوسمة الا بعد فوات الاوان وكل ما اقوله ان فيلم الرسالة مازال ممنوعا في بعض البلاد العربية ولكن رسالة مصطفي العقاد وصلت الي جميع انحاء العالم العربي والغربي الذين اخترقوا العالم الغربي.

ويقول د. مصطفي الفقي. ان الشعب المصري ينظر للعقاد باعتباره عربيا يمثله في كل ارجاء العالم وهذا ماشعرت به وقت عرض فيلم 'الرسالة' في لندن عندما كنت اعمل دبلوماسيا هناك وكنت اتباهي امام زملائي بمصطفي العقاد وبعمله كأنه جزء مني.

ولعل تاريخ العقاد يعد علامة مضيئة تلفت النظر في هذا الوقت الرديء الي وحدة الامة العربية ولذلك ادعو الي اعتبار ذكري العقاد يوما ضد الارهاب يجتمع فيه الفنانون في كل مكان كل عام ليعلنوا رفضهم للارهاب الاسود الغادر وليقفوا حدادا علي روح هذا الرمز ليبقي اسمه وروحه ظلا يتابعنا لنقاوم به الارهاب ولن ينسي تاريخ الفن العربي اننا نحن العرب نعاني عقدة النقص التي اعتدنا علي الشعور بها عند التعامل مع اي شيء اجنبي واثبت ان العربي لايقل عن اي امريكي او فرنسي
اما الناقد الفني رفيق الصبان فيذكر دعوة العقاد له عندما كان هو في باريس والعقاد يصور فيلم الرسالة في المغرب ليسافر اليه ويحضر تصوير بعض مشاهد الفيلم ويقول: اول ما لفت نظري في موقع التصوير انه وضع امام الخيام الكبيرة التي يسكن بها الفنانون خلال التصوير 40 صور عملاقة لانتوني كوين وعبدالله غيث ومني واصف واميرين باباز بنفس الحجم واخبرني انه كان سعيدا جدا بوجود كل هؤلاء الفنانين معه وانه متأكد وواثق ان العرب ليسوا اقل موهبة او قدرة من الاجانب ولكنه يحتاج الي اسماء عالمية كبيرة حتي يتم السماح بعرض الفيلم عالميا وكان في كل مواقفه يثبت انتماءه العربي ويعتز به الي ابعد الحدود وفي اخر مرة التقيت به قال لي انه يحلم بصرختين: الاولي صرخة تحذير والثانية صرخة امل الاولي كان حلمه بتقديم فيلم 'الاندلس' عن قصة ملوك الطوائف لينذر العرب بالنهاية ان لم يتحدوا وصرخة الامل كانت بتقديم فيلم صلاح الدين واتمني الان ان نجد من بين الفنانين من يكمل المشوار ويحمل الشعلة.

وألقي محمود قابيل كلمة قال فيها انه كان مازال في بداية عمله بالولايات المتحدة بعد مشوار فني قصير في القاهرة في فترة السبعينات عندما كان مصطفي العقاد يعرض فيلمه الرسالة وحرص وقتها اشد الحرص علي ان يشاهد ابنه ابراهيم واحمد فيلم العقاد وان يحباه مثلما احبه واعتاد علي مشاهدته ليشعروا معه بالفخر الذي يشعر به في كل مرة يشاهد فيها الفيلم وكنت كلما رايت العقاد في اي مهرجان بالمصادفة ­لاننا لم نكن اصدقاء علي المستوي الشخصي­ كنت اسلم عليه واتمني ان احكي له هذه القصة ولكني اخجل منه والان جاءتني الفرصة لاقول هذه التجربة لابنه مالك الذي حضر تكريم والده.

ومن اسرة المخرج الراحل حضر الحفل اخوه السفير زهير العقاد الذي قال وهو­يبكي ان الكل يعلم ان مصطفي كان شقيقي التوأم وكنت انوي ان ارثيه في القاهرة في هذه المناسبة ولكن الجميع طلب مني ان نجعل هذا اللقاء تكريما له وان نتصوره بينا ولذلك اتساءل الان لماذا قتل مصطفي العقاد واجيب علي سؤالي قائلا: ان المجرمين الذين قتلوه لم يعرفوا من يقتلون ولانحن نعرف لماذا قتل اما هو فسيكون مثواه الجنة ولا اريد ان اشكر القائمين علي المهرجان نيابة عن روح مصطفي لاني لايمكن ان احتكره فقد كان صديقا للجميع وكل من عرفه من الحاضرين له نصيب فيه واخاطب روحه الان قائلا انك بلغت قمة المجد في هذا التكريم لانه من مصر كنانة العرب ومعني هذا ان هذا التكريم جاء من كل العرب وفي نهاية الحفل صعد مالك العقاد ابن المخرج الراحل الي المسرح متحدثا باللغة الانجليزية التي يجيدها بحكم في الولايات المتحدة طوال عمره قائلا: اريد ان اشكر المهرجان علي هذا التكريم فقد احب والدي المصريين والسينما المصرية حبا خاصا وكان يأتي كل عام الي المهرجان وهذا يدل علي انه لم يبتعد ابدا عن اصوله العربية التي كان فخورا بها طوال حياته ومن خلال عمله حاول ان يوصل رسالته للأجيال القادمة حتي عندما اراد عرض فيلم الرسالة تلقي تهديدا بالقتل ولم يستجب وكثيرا ماطلبوا منه تغيير اسمه ولكنه تمسك بهويته.. وهنا سأله مقدم الحفل سمير صبري قائلا هل يمكن ان تستكمل رسالة الاب الراحل من خلال شركة الانتاج التي تملكها بالولايات المتحدة؟ فرد مالك قائلا انه سيقوم مع مجموعة من شباب السينما في العالم العربي باستكمال حلم العقاد في عمل فيلمي 'الاندلس' و'صلاح الدين' واللذين لم يمنعه عن البدء فيهما في حياته سوي التعثر الذي واجهه في التمويل.

وفي نهاية الحفل تسلم مالك درع تكريم والده من المهرجان منقوشا عليه 'تقديرا لمواقف نبيلة في تاريخ الامة وتراث الفن العربي والعالمي قدمها المقاتل العربي بروائعه التي ستظل دائما بيننا'.

أخبار النجوم المصرية في

10.12.2005

 
 

لورانس العرب يعثر علي الحب المفقود في وطنه بعد 43 عاما:

عمر الشريف: مستعد لارتداء ملابس صدام والقيام بدور الشيطان

في البداية يقول:

أكثر ما أفتقده هو الحب الذي يلاحقني في كل مكان بمصر وعن التكريم في مصر أكد أن له أهمية كبري لأنه يمثل أشياء كثيرة لديه معنويا وهو تتويج لحب الناس لي وأعتبر أن هذا الحب هو أكبر هبة كرمني الله بها وأعتقد أن التكريم في مهرجان القاهرة نابع من هذا الحب لذلك له مذاق خاص لايمكن أن أشعر به في أي تكريم من قبل وقد تم تكريمي في محافل دولية لم تشعرني بالسعادة التي أجدها عندما أسمع كلمة حب في مصر أو أي دولة عربية شقيقة.

وعما تردد عن ترشيح المخرج الراحل مصطفي العقاد لعمر الشريف لبطولة فيلم 'صلاح الدين' أوضح أن أول مرة كان انتاج فيلم الرسالة بتمويل عربي وعندما علمت أنهم يعدون لهذا الفيلم حزنت لأنني كنت أريد المشاركة في أي دور بهذا العمل الهام وفي هذه الأثناء عرض علي عمل سييء ندمت علي القيام به ووضعت علي القائمة السوداء بسببه وقمت بهذا الدور لأنني في هذه الفترة كنت في حاجة للمال وما أردت قوله أنه كان من الغريب لدي أن مصطفي العقاد لم يرشحني لاي دور وبعد ذلك طلب مني المشاركة في عمل آخر ولكنني لم أرد القيام به وظللنا أصدقاء بعيدا عن العمل أما عن الجائزة الفرنسية والمسلسل الذي قام ببطولته فيقول تلقيت مكالمة مفاجئة من اليونسكو وأخبروني أنني فزت بجائزة 'إيزي شتاين' الذي كان الأب الروحي لصناعة السينما الحديثة في باريس وذهبت إلي هناك وكان ذلك بحضور رئيس اليونسكو وجميع الأعضاء والسفير المصري في فرنسا وعندما تساءلت عن سبب هذه الجائزة أخبروني أنها وللثقافة الحوار وهو ما زاد من دهشتي في البداية ولكن أخبروني أنه للحوار بين الناس المختلفين في الأديان والثقافات والعادات وأنهم يعتبرونني نموذجا يشجع علي الحوار الانساني بعيدا عن نبرة العنف التي تتعالي يوما بعد الآخر.

وعندما ننظر إلي السينما في كل مكان نجد ارتفاع نبرة العنف بشدة وبخاصة في السينما الأمريكية وفي طفولتي كانت الروابط الأسرية أكثر قوة لم نشهد الظواهر الاجتماعية العنيفة التي أصبحت سائدة الآن وارتفاع نسبة الانفصال بين الأزواج ولذلك عشت طفولة صحية تساهم في تقديم أشخاص أسوياء للمجتمع وهذا كان حال جميع المصريين ومهما حدث لي الآن من متغيرات لايمكن أن يؤثر علي أخلاقياتي لأن تربيتي مبنية علي جذور ثابتة وعندما تشاهد الآن حفلات أم كلثوم القديمة يجب أن تتساءل أين ذهب هذا الجمهور الراقي في كل شيء حتي في طريقة تحيته وتعبيره عن حبه لهذه الفنانة العظيمة.

وأعتبر حظي جيدا لأن التليفزيون دخل في حياتي وعمري 28 عاما في عام 1959 ولذلك تشكلت ثقافتي مثل معظم أبناء جيلي من القراءة فلم يكن هناك مصادر أخري والسينما كان بها أفلام كثيرة للأطفال مثل أفلام 'والت ديزني' ولوريل وهاردي وشارلي شابلن ولم يكن هناك مشاهد عري لذلك كان يمكن للطفل أن يشاهد أي عمل دون قلق من الأهل وكان من الضروري أن يتم حجز التذاكر بالتليفون مثل المسرح ولابد أن نكون في أبهي أزيائنا عند الذهاب للسينما والآن الدنيا عنيفة هناك حروب وفقر مادي وسياسي وجهل وأزمة في التعليم الذي يعتبر أهم شيء في حياة أي شخص وأي بلد تبحث عن التقدم والتطور وأعتبر أن الحديث عن الديمقراطية الآن يعد كلاما فارغا في ظل عدم وجود ثقافة سياسية بين الجمهور لأنه لن ينظر سوي للمادة وهو غير مدرك لأهمية صوته كما أنه ينظر لكل الأغنياء والمسئولين باعتبارهم لصوصا وكل ما أشرت إليه في اجابتي هو في صلب موضوع غياب الرومانسية عن السينما المصرية واذا أردنا أن تعود يجب علي شبان الممثلين أن يدرسوا جيدا ويتحملوا مسئولية السينما الجديدة الراقية ونحن نشاركهم ولكن في الأدوار التي تناسب مرحلتنا العمرية وما أكثرها ولكن العبء الأكبر علي الشباب الذي يجب أن يجتهد في الكتابة السينمائية والاخراج والتمثيل ويقرأ في الثقافات المختلفة وليس فقط الأدب العربي.

وأجاب عمر الشريف عن التساؤل بسر تقديمه لأدوار الثوار سواء في مصر أو في الخارج في أفلام 'في بيتنا رجل' و'جيفارا' موضحا أنه تم خداعه في فيلم 'جيفارا' عندما عرض عليه أداء الدور في هذا الوقت وأكدوا له أنه الوحيد الذي يشبهه وكان خوفي كبيرا لأنه كان معبودا للشباب في هذا الوقت في العالم بأكمله ولكن أصروا ورفعوا الأجر حتي اقتنعت ولكن بشرط أن تكون لي الرؤية السياسية في الفيلم لأنني تخوفت من تنفيذ العمل بشكل يدين اليسار لأنه بطل وأخبرتهم أنه اذا تم ذلك سيقوم اليساريون بحرق السينمات وهو ما حدث بالفعل وعلمت بعد ذلك أن الفيلم تم تمويله من المخابرات المركزية الأمريكية في إطار لعبة انتخابية ورغم أنني لم أقدم شيئا سيئا في الحوار الذي قدمته بالفيلم الا أن الممثل الذي قام بدور 'فيدل كاسترو' ظهر بشكل سييء جدا وهو أمر بعيد عن الحقيقة وأعتبر أن استمراره طوال هذه الفترة لديه شيء من العبقرية.

وعن تقديمه لدور أحد القديسين وتعرضه لتهديدات بسبب قيامه ببطولة الفيلم الفرنسي 'السيد ابراهيم وزهور القرآن' أعلن أنه لايتأثر بأي تهديدات لأن قناعته بأن الأعمار بيد الله وحده ولن يموت أحد قبل موعده وعن تقديم دور قديس أشار إلي أن الممثل عمله أن يقدم شخصيات مختلفة عنه شخصيا فمثلا صديقي الراحل فريد شوقي كان خفيف الظل ويحب الضحك والمزاح وطيب القلب جدا وأيضا يخاف بشدة ومع ذلك ظل يؤدي دور الشرير طوال الوقت.

بالطبع هناك أوقات يتاح لي اختيار الدور وأوقات أخري الدور هو الذي يختار الممثل فمثلا عندما عرض علي دور 'القديس بطرس' في فيلم إيطالي رحبت به وعندما قدم 'ميل جيبسون' شخصية السيد المسيح عليه السلام لماذا لم يثر أحد ضده ولم يحاولوا قتله فلماذا هذه الهجمة المتطرفة الآن لأنني مصري ومسلم ولذلك لا أقف عند ذلك ومسألة التعامل مع اليهود في فيلم 'السيد ابراهيم وزهور القرآن' كانت من خلال طفل لايدرك ولم يختر دينه ومن يحتج علي ذلك فهو شخص لايفهم الدين والحكمة الالهية في خلق الله الناس بديانات مختلفة وأناس بلا دين في مجاهل افريقيا لايدركون أي شيء ولم يختاروا ذلك في حين أن هناك آخرين ولدوا في مكة وكرمهم الله بذلك وكلنا نتمني ذلك ولكن حكمة الله فوق كل شيء.

ويقول عمر الشريف أن أكثر ما يفتقده في مصر هو الشعب المصري وبخاصة البسطاء لأن طبيعتهم الطيبة وخفة ظلهم رغم كسلهم إلا أن ذلك لايعنيني فأنا لا أريدهم في مثل انضباط الشعب الألماني وهدوء مشاعره ويحكي عن واقعة طريفه قائلا:

في إحدي المرات التي زرت فيها مصر بعد أن غبت عنها لمدة 13 عاما توجهت إلي حي السيدة زينب الشعبي بمفردي وكنت أضع في جيبي ألف جنيه وهو مبلغ ضخم في بداية السبعينات وإلتف الناس حولي وعندما كنت أحاول أن أعطي المتسولين أي مبلغ رفضوا تماما لدرجة أنني قلت لهم أنا أريد أن أكسب ثواب مساعدتهم ولكنهم أصروا وقال لي أحدهم: السائحون عددهم كثير جدا فلماذا نأخذ منك وعندما تعبت وقررت العودة إلي الفندق أوقفوا لي سيارة أجرة ولم أجد جنيها ناقصا من الألف جنيه وأعتقد أن ذلك من الصعب أن يحدث الآن فالظروف أصبحت صعبة جدا والناس معذورة ولابد أن نستوعب أهمية احتواء الفقراء.

وتحدث عمرالشريف عن أزمة الاعلام العربي في الخارج رغم أنه عرض علي مجموعة من أصدقائه الأمراء العرب أن يستغلوا الثروات التي لديهم في شراء قناة إخبارية هامة بحجم 'CNN' والهدف من ذلك توصيل رسائل عن حقيقة العرب ومن غير المعقول ان يترك الاعلام الغربي لسيطرة اليهود كما يحدث الان وكل اصحاب الصحف والمجلات ودور السينما من اليهود وفي اي وقت يريدون الاضرار بنا كعرب لديهم ادوات تمكنهم من ذلك وفي الحقيقة انا مندهش من النجاح الذي حققته في الخارج رغم انني ذهبت الي هوليوود في عام 1962 اثناء حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وكان مكروها في امريكا اكثر من صدام حسين الان ومع ذلك قبلوني قبل حرب 1967 التي امطروا فيها بسخرية قاسية ولاذعة ولم استطع الرد ولذلك نريد ان يستغل اغنياء العرب ثرواتهم للدفاع عن العرب وحل مشاكلهم.

واوضح عمر الشريف انه عندما ذكر ان اللغة مهمة لكي يصل الفنان العربي للعالمية لم يكن يقصد انها الاساس ولكن انها سبب مهم وضرب مثلا يعتبره النموذج الاهم في العالمية وهو الكاتب والاديب الكبير نجيب محفوظ الذي نجح في الوصول الي افاق العالمية دون ان يغادر المقهي في الحسين ودون ان يجيد الانجليزية والفرنسية ويوسف شاهين مخرج عالمي ايضا لان لديه موهبة صحيح ان افلامه لاتحقق ايرادات ولكنها ذات قيمة فنية ونحن لدينا شباب لديه مواهب عالية ومنذ فترة عرض علي مخرج شاب مصري سيناريو اعتبره من اجمل ما قرأت في حياتي ولكنه كان يريدني ان اقدم دور رجل اعمي واخرس واطرش وهو يريد ان يجعلني كرمز لمصر وكانت المفاجأة للجمهور عندما ذكر ان الفيلم هو 'عرق البلح' للمخرج الراحل رضوان الكاشف.

وعن سبب اطلاقه للحيته منذ مشاركته في فيلم 'السيد ابراهيم وزهور القرآن' اكد أن طبيعة سنه الحالي لاتوفر له مساحة متنوعة من الادوار وتقتصر علي ادوار شخص عجوز.

وحول سبب هجومه عل الرئيس جمال عبدالناصر قال عبدالناصر بعد الثورة كان علي صلات قوية بالامريكان وانا كنت مثل جميع ابناء جيلي من المتحمسين للثورة وبعد ذلك؟ ارتكبت امريكا اكبر غلطة في تاريخها عندما رفضت تمويل السد العالي ثم قام عبدالناصر بتأميم قناة السويس واذكر اننا تلقينا الخبر اثناء تصوير فيلم 'لا أنام' في استديو الاهرام وبعد ذلك فوجئنا بالعدوان الثلاثي وتقلصت حرية السفر للخارج وانا كنت شابا واريد ان اسافر للعمل ورؤية العالم وفوجئنا بإجراءات صارمة وانني يجب ان احصل علي شهادة حسن سير وسلوك ووجدت نفسي جالسا في طابور راقصات للحصول علي هذه الشهادة وضابط شاب يتعامل معي بعجرفة وتسلط ولم اتحمل ذلك وسافرت ولم اعد سوي بعد ان قابلني الرئيس الراحل انور السادات في البيت الابيض في امريكا ودعاني لحضور فرح ابنه وكانت اول مرة اعود فيها لمصر منذ سنوات وبعد مشكلتي في السفر للخارج.

وبعد تلقيه سؤالا عن امكانية مشاركته في عمل جزائري او تونسي اشار عمر الشريف الا اننا لايمكن ان ننسي ان اول مخرج عربي حصل علي جائزة في مهرجان كان السينمائي هو جزائري الجنسية وانه شخصيا يحب سينما دول شمال افريقيا وذكر أنه ندم علي رفضه لفيلم عرضه عليه مخرج جزائري وكان سبب رفضه ان الشخصية كانت لرجل عجوز يقيم في مارسيليا ويقرر الذهاب للحج ولكن المخرج طلب مني الحديث طوال العمل باللغة الجزائرية ونصحته بأن يستعين بممثل جزائري أفضل مني وعندما شاهدت العمل بعد ذلك ندمت علي عدم القيام بهذا الدور وكان افضل فيلم شاهدته في اخر عامين.

واضاف أنه للوصول الي العالمية يجب ان يستغل مايقدمه له الحظ وان يجتهد لذلك واعتبر ميزتي الوحيدة هي انني مجتهد في عملي واحاول دراسة الشخصية واحفظ الحوار بالكامل ولابد ان افهم ابعاد الفيلم وأراه كمسرحية في خيالي وكلمة العالمية نستخدمها اكثر من اللازم من مصر ولكنها لاتتعدي كونها كلمة اولقبا نستخدمه فهناك شخص لايتحرك في مصر ويكون عالميا عن طريق عرض افلامه في الخارج وبذلك يصل إلي العالم ونجيب محفوظ افضل مثال علي ذلك فقد حصل علي جائزه نوبل وهو في بلده.

ويؤكد عمر الشريف ان فيلم 'لورانس العرب' سيظل الي الابد من افضل عشرة افلام في تاريخ السينما.

وعن تمثيله لدور صدام قال عمر الشريف اذا كان العمل مكتوبا بشكل جيد أقدمه وعندي استعداد لتمثيل دور الشيطان إذا كان السيناريو متميزا.

اما رؤية الشريف للحركة السياسية وتطورها في مصر اوضح انها جيدة وأنه يري ان محاولات الاصلاح في الخارج لاتستوعب الطبيعة القبلية للعرب وهو ما سيكتشفونه بعد خروجهم من العراق التي ستشتعل بها حرب اهلية طاحنة وأعتبر افضل نظام ديمقراطي للعرب شيخ القبيلة الذي انبهرت به وأنا طفل.

وبعد تكرار سؤال عن النصيحة التي يراها مناسبة للوصول الي العالمية ابدي عمر الشريف تحفظه علي نصيحة اي شخص سوي ابنه حتي حفيده يرفض توجيه اي نصيحة له لان امه قد يكون لها رأي مخالف.

ومن اخر اعماله تحدث عمر الشريف عن فيلم 'مملكة غارنيا' الذي يقوم فيه بأداء صوتي لشخصية اسد عجوز وهو من افلام الرسوم المتحرك وينتظر عرضه خلال الفترة القادمة.

اما علاقته بالفنانة الكبيرة فاتن حمامه فيؤكد انها لم تنقطع ابدا وأن الاتصالات بينهما مستمرة دائما ويحترم كل منهما وجود شيء هام مشترك بينهما وهو ابنهما.

أخبار النجوم المصرية في

10.12.2005

 
 

أوراق شخصية :

.. ليس دفاعا عن لورانس العرب!

بقلم :آمال عثمان 

بعيدا عن حالة الصخب، والعنف والصراعات التي فرضتها ظروف الانتخابات البرلمانية علي حياتنا اليومية، وجدت نفسي أتوق شوقا للهروب إلي عالم السينما الساحر، فكان مهرجان القاهرة السينمائي بما يحمل من أحلام ورؤي وإبداعات السينمائيين بلغات شتي، هو ملاذي خلال الأيام الماضية للفرار من المشهد الدرامي الكئيب الذي نعيشه، والهروب من كابوس انتخابات البلطجة والقتل والدم التي لم تشهد لها مصر مثيلا!!

لم أغضب ولم أكترث من طوفان الزحام والفوضي، والمشاحنات والاشتباكات التي رأيتها داخل خارج قاعة الاحتفال بدار الاوبرا المصرية: اذ يبدو إننا اعتدنا علي تلك المشاهد التي أصبحت جزءا من حياتنا ومن سلوك من حولنا!

حاولت العثور علي مقعدي ­ دون جدوي ­ وسط الحشود الغفيرة التي لم أشهدها طوال سنوات عديدة مضت.. ورغم انني أحمل بطاقة دعوة في الأماكن المخصصة لأعضاء اللجنة العليا للمهرجان، إلا أنني لم أدهش عندما وجدت ضيوفا آخرين يحتلون تلك المقاعد، فأنا اعلم جيدا مدي عشقنا لتحطيم النظام والتمرد علي القواعد! وعبثا حاولت أن أجد لنفسي مقعدا، ولولا تنازل أحد الزملاء الكرام عن مكانه لخسرت فرصة مشاهدة حفل الافتتاح الجميل، الذي جاء مفعما بالبهجة والأمل والتفاؤل، ومنتصرا للحياة.. ولم يعكر صفو هذا الاحتفال الرائع بالسينما سوي التعليقات السخيفة والصيحات المستفزة من بعض الضيوف، الذين لا يعرفون الفرق بين المهرجان الدولي.. وسينما الترسو!

***

استمتعت بالاستعراض الغنائي الراقي الذي قدمه الفنان خالد سليم، وكانت فكرة رائعة من مخرج الحفل انتصار عبدالفتاح أن يشاركه الغناء ثلاثة من نجوم السينما، يمثلون أجيالا مختلفة.. الفنانة حنان ترك التي تمثل أحلام جيل الشباب، والفنانة 'لبلبة' صاحبة القلب الذي ينبض بالتفاؤل وحب الحياة، أما المفاجأة السارة حقا فكانت مشاركة أستاذ الأجيال، وناظر مدرسة فن الكوميديا الراقية الفنان القدير عبدالمنعم مدبولي، الذي ظهر علي المسرح وسط تحية الجماهير ليختتم الاستعراض بصوته قائلا : 'تحيا الحياة' شعار المهرجان، وعنوان الاستعراض الذي لحنه عمرو مصطفي وكتب كلماته المبدع مدحت العدل، وأهداه لمهرجان القاهرة السينمائي، ليكون شاهدا علي عشقنا لهذا الفن الساحر.. فن السينما وخيالها البديع.. ولتعلو الأصوات تردد.. 'السينما مرسال الشعوب.. وعصفور محبة ودندنة.. تدي لحظة الخلود.. ويطول معاها عمرنا.. خافوا عليها من الجمود.. وارهاب قاصد قتلها'.

***

والحق أقول أنه مهما اتفقنا أو اختلفنا علي سلبيات، أو ايجابيات مهرجان القاهرة السينمائي، وبصرف النظر عن أخطاء هذا المسئول أو ذاك، فسيظل المهرجان عيدا للسينما والسينمائيين، وفرصة لعشاق هذا الفن الجميل للتعرف علي ما وصلت اليه الصورة السينمائية في العالم من فكر وتطور فني وتكنولوجي، والتواصل مع ثقافات ورؤي وقضايا شعوب، ومجتمعات وبلدان أخري.

لذلك لاأجد مبررا لإختفاء نجوم السينما الشباب عن حفلات، وأفلام وندوات المهرجان! فهل السادة النجوم الشباب يعتقدون أنهم أكبر من أن يشاهدوا ويتحاوروا ويتعلموا من تجارب وخبرات الآخرين.. أم أنهم يتصورون أنه ليس بالامكان أبدع مما كان.. أم أنهم لا يحبون فن السينما ولا يهتمون أصلا بوجود المهرجان؟!!

واقع الحال أنني أتمني أن يفيق شباب السينما ويعرفون واجبهم، ومسئولياتهم تجاه مهرجان يحمل اسم بلدهم، وأن يدركوا كيف يحرص السينمائيون الكبار بمختلف أجيالهم علي التواجد والمشاهدة، والمشاركة ليس في مهرجان القاهرة فقط، ولكن بعضهم يتكبد الكثير من ماله الخاص لحضور المهرجانات العالمية، عشقا في السينما.

***

من النادر في هذا الزمن وبحكم طبائع البشر أن يعترف المخطيء بأخطائه ويعتذر عن هفواته، فما بالنا اذا كان نجما كبيرا يحظي بشهرة عالمية؟! لذلك سعدت كثيرا عندما بادر الفنان عمر الشريف بالاعتذار أمام جموع الصحفيين بعد أن خانه التعبير وهو يتحدث عن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وعلاقته بالامريكيين في أعقاب ثورة يوليو، وبدلا من أن يقول أنه كان صديقا للأمريكيين أساء التعبير عندما قال إن الرئيس عبدالناصر كان عميلا للأمريكيين، ثم تدارك الخطأ فورا واعتذر، بل انه حرص علي أن يؤكد اعتذاره مرة أخري عن هذا الخطأ غير المقصود، وهو علي سلم الطائرة قبل أن يغادر مصر، موضحا أنه لم يكن في ذهنه مهاجمة جمال عبدالناصر، وانما قصد مهاجمة 'فوستر دالاس' وزير الخارجية الأمريكي الذي كان يناصب مصر العداء ورفض تمويل السد العالي، لكن مفردات اللغة العربية الضائعة عنده وضعته في هذا المأزق.. وللأسف هواة التضخيم والفرقعة والتهويل لم يقنعوا أو يهدأوا، وأصروا أن ينفخوا في النار، بل أن البعض حاول الاصطياد في الماء العكر، واتهموه بالاساءة أيضا للنجم الراحل فريد شوقي!

لقد حرص عمر الشريف علي المشاركة في المهرجان والترحيب بضيوفه وكان غاية في الصراحة والتواضع في المؤتمر الصحفي، ولم يغضب أو يعترض أو يرفض الاجابة علي أي سؤال، وكان رائعا عندما قال: 'ان الفنان أحمد زكي أكثر منه موهبة، ولولا حاجز اللغة لأصبح النجم الراحل ممثلا عالميا' ولم يخجل عمر الشريف من الاعتراف بأنه قبل تمثيل بعض الادوار لحاجته إلي المال، وأنه كان يتمني أن يعرض عليه المخرج الراحل مصطفي العقاد دورا في فيلمه الأشهر 'الرسالة' كما كان أول من وقف مصفقا وسط الحاضرين لحظة تكريم الفنان القدير جميل راتب.

إنني أتمني أن يري الذين يتصيدون الاخطاء للنجم العالمي عمر الشريف كيف يعشقه، ويقدره الجمهور في الخارج، وكيف أصبح سفيرا لمصر ولحضارة المصريين، وكم كان سعيدا وهو يحدثني عن ملايين الدولارات التي حققها لمصر معرض 'توت عنخ آمون' في مدينة لوس انجلوس، والتي فاقت جميع الايرادات التي حققتها معارض الآثار المصرية طوال تاريخها، وحماسه الشديد لحضور الاحتفال الذي سيقام في مدينة 'ميامي' بعد أيام بمناسبة إنتقال المعرض اليها.

ان عمر الشريف لم ينس أبدا أنه مواطن مصري، وعلينا ألا ننسي أنه أحد رموز الفن الذين نعتز بهم.. فرفقا بعمر الشريف.

فليس من طلب الحق فأخطأه، كمن طلب الباطل فأدركه.

***

كنت أتمني ألا تتحول الندوة التي اعقبت عرض فيلم 'دنيا' للمخرجة اللبنانية جوسيلين صعب الي ساحة معارك لتبادل الاتهامات والتراشق بالالفاظ، وان يدور الحوار في هذه الندوة في إطار حضاري لمناقشة المستوي الفني للفيلم، بعيدا عن شعار 'الاساءة لسمعة مصر' الذي فقد محتواه من كثرة اقحامه في كل صغيرة وكبيرة!

ان من حق المخرجة أن تقدم فيلمها بالشكل الذي تراه، ومن حقنا أيضا أن ننتقده، ونشير إلي مناطق الضعف والاجادة في عملها الروائي الأول، لكن ليس من حقها أن تتعامل مع الحاضرين من منطلق 'أبلة الناظرة' وتأمرهم باغلاق المحمول، وعدم التحدث مع الآخرين والتركيز في مشاهد فيلمها، الذي بذلت جهدا كبيرا في تصويره!

كما أن من حق النقاد والصحفيين والجمهور أن يرفضوا الفيلم أو يتقبلوه.. ومن حقهم أن ينتقدوا وهن السيناريو وتفكك بنائه الدرامي وتشتت أفكاره.. لكن الذي ليس من حقهم هو توجيه الاتهامات للمخرجة، والتشكيك في وطنية أبطاله وإقحام 'سمعة' مصر علي مجرد فيلم سينمائي لمخرجة شابة!

واذا كان من واجب ادارة المهرجان أن تعرض أفلاما مثيرة للجدل والنقاش، فليس من حقها أن تتهاون في الاعداد والتنظيم لأعمال المهرجان، والسيطرة علي الموقف!

ليتنا نتعلم كيف نمارس حق الاختلاف مع الآخرين حتي ولو في الفن فقط !

أخبار النجوم المصرية في

10.12.2005

 
 

أهمها عنف الجماعات ونقد الإرهاب الديني

قضايا ساخنة فى مهرجان القاهرة السينمائي

صفاء الليثي

على الرغم من اختيار الصين كضيف شرف للمهرجان بعرض عدد كبير من أفلامها بالإضافة لفيلم الافتتاح المبهر منزل الخناجر الطائرة وفيلم يشارك فى المسابقة الرسمية، إلا أن الاهتمام الأكبر من جانب النقاد والمهتمين اتجه للأفلام التى تتناول الشأن العربى والإسلامى والتى توزعت على أقسام المهرجان المختلفة.

ففى المسابقة الرسمية عرض فيلم المخرج المصرى سمير نصر بذور الشك قضية اضطهاد المسلمين بعد 11 سبتمبر والفيلم إنتاج ألماني، مصرى الأسلوب لا يخلو من الميلودراما فى تعامله مع القضية وإظهار اضطهاد عالم مسلم من أصل عربى واهتزاز صورته أمام زوجته الألمانية، كما يظهر معاناة ابنه فى المدرسة.

يبدو الفيلم كمحاولة دفاع عن المسلمين ولكنه لم ينجح سوى فى السير مع التيار باستغلال قضية مطروحة لعمل فيلم متوسط القيمة يذكرك بسلسلة أفلام تناولت مراكز القوى فى مصر أو انتشار المخدرات فى فترة ما، ويبدو أن تناول أوضاع المسلمين وأحوال العرب بعد 11 سبتمبر يسهل الحصول على التمويل، كما فى الفيلم الهندى الذى يشارك أيضا فى المسابقة الرسمية للمهرجان باسم الله والذى يرصد تحولات شاب هندى مسلم أنور من الوسطية إلى التطرف حتى يتورط فى عمل إرهابى تتأذى فيه طفلة بريئة، يرتبط بخطبة لفتاة مسلمة سميرة بحثت عن عريس متعلم بعد أن بدأ الفيلم بها كجامعية تقدس العلم وترفض عريسا غنيا لأنه غير متعلم ثم ترتبط بالبطل وبعد فترة قصيرة من الرومانسية يسافر العريس لنيل درجة دراسية أعلى فى الجامعة الإسلامية بالهند ويحيط به متطرفون وينمون داخله فكرة الانتقام بعد حرق مسجد إسلامى من قبل متطرفين هندوس يركز الفيلم على طرح أفكار الجماعات المتطرفة وإظهارهم بشكل كريه فى مقابل عالم مسلم يتهمونه بالكفر، ويحرص المخرج على تقديمه بصورة رجل عاقل، كما يظهر المخرج تجاور عدد من أصحاب الديانات المختلفة فى عربة القطار التى حملت الشاب للجامعة وبها مسلم ملتزم، وحوله راهبتان مسيحيتان وأم هندوسية وطفلتها، بالإضافة للبطل المسلم الذى يؤجل صلاته لبعد السفر.

الفيلم مباشر يقدم فى إطار السينما الهندية السائدة بملامحها المعتادة الذى لا يخلو من قدر من المآسى بعد الغناء والأفراح ولكنه ينتهى نهاية مأساوية عندما تنفجر قنبلة فى الأوتوبيس الذى يحمل الزوجة وهى ذاهبة لاستقبال زوجها الذى أعاده كتاب يشرح وسطية الإسلام للجد المتدين، كما يحمل الفيلم وجهة نظر مخرجه والتى يحملها أغلب الوقت لبطلته والمنحاز للعلمانية كاختيار أساسى للهند التى تحفل بمختلف الديانات، وعن طريق الحوار وليس الصورة يشرح كل أفكاره ويتهم أمريكا بأنها هى التى تدعم التطرف الذى يصب فى مصلحتها بإضعاف الشعوب وتقسيمها. فكر الجماعات الدينية وتأثيرها على الشباب هو موضوع فيلم الجنة الآن للمخرج الفلسطينى هانى أبو أسعد والذى شاهدنا له فى دورة سابقة زواج رنا وهنا فى الجنة الآن يتقدم فنيا بشكل ملحوظ فيعرض قضيته مركزا على شخصياته التى نجح فى جعلها تعبر عن معاناتها وخاصة الشاب سعيد الذى يعمل فى تصليح السيارات ويعانى من عقدة لاتهام أبيه بأنه كان عميلا للإسرائيليين وفى رغبة منه لمحو العار يستجيب للجماعات ويقرر الاشتراك مع صديقه فى عملية استشهادية.

نجح المخرج فى إظهار المعاناة للشابين وترددهما المشروع فى تنفيذ العملية التى سيقتلون بسببها، يستشهدون ويدخلون الجنة كما يردد لهم من يحرضونهم على العمليات، بالفيلم عدد من المشاهد شديدة التأثير منها مشهد يسجل فيه الشاب المقدم على العملية شهادته يقرؤها من ورقة، وبعد عرض الشهادة بالكامل يتبين أن الكاميرا لم تدر، ثم يعيد المشهد مرة ثانية، الشاب يكاد قلبه يتوقف والمحرض بذقنه ومظهره الغليظ يتناول ساندوتش فى لامبالاة، الغلظة فى عرض زعماء الجماعات لم يخرج عنها أى فيلم أيا كان صانعوه أو جهة إنتاجه، التفاوت فى الأفلام كان فى اللغة السينمائية ومدى نجاحها فى الابتعاد عن المباشرة والتى يحققها الجنة الآن المشارك فى قسم مهرجان المهرجانات.

من أهم أقسام المهرجان القسم الذى سمى عرب فى السينما العالمية وأغلبها أفلام تناولت الشأن العربى ومعاناة وجودهم كأجانب فى بلاد أخرى مثل فيلم المخرج من أصل لبنانى جوزيف فارس زوزو والذى يذكر بعناصره بفيلم بيروت الغربية للمخرج زياد الدويرى والذى نشاهد له فيلما صادما على درجة كبيرة من الفنية العالية ليلى تقول يقسو فى نقده على مهاجرين عرب يعيشون فى فرنسا يعرض لسرقاتهم وعنفهم وتحرشهم بالآخر، يستثنى منهم واحدا له ميول أدبية يكتب بإبداع رغم تعليمه غير المكتمل، يتعرف على فتاة شقراء مهاجرة أيضا من بولونيا تعيش فى الحى الفرنسى الفقير مع عمتها التى تستغلها جنسيا، فقط بجعلها تفتح ساقيها وتشاهد ما يخصها، الفتاة تتحدث بجرأة وتسمى الأشياء بأسمائها ويبدو أنه أمر يقف معه المخرج واستخدمه فى فيلمه الأول. الحديث الصريح فى الجنس بالألفاظ المباشرة وبشكل ملتبس بين البراءة والإباحية، الفتاة يصدم مظهرها الفاتن وكلماتها المباشرة مجموعة شباب المهاجرين -وأغلب جمهور المشاهدين- التعامل مع الآخر بكره وتعصب وعدم احترام خصوصية الأفراد وانتهاك الحرمات -التى من المفترض أن الإسلام ينهى عنها- تؤدى بالشباب لاغتصاب الفتاة التى يتبين أنها كانت عذراء يتم إيداعهم السجن وتبرئة الشاب المختلف عنهم بأفكاره ومواهبه. التى تشجعه عليها معلمة فرنسية.

فيلم زياد الدويرى ينتقد الشخصية العربية ويظهر عجزها على التمتع بالحياة، وهذا العجز يدفعها للعنف بكل أشكاله وعندما يستثنى الموهوب من الإدانة يكون قد قدم حلا بأن الفن هو العلاج للتطرف والعنف، الأداء التمثيلى للفتاة البولونية الشقراء الجميلة أكثر من ممتاز، اختياره للشاب المبدع وبراءة ملامحه، أداء جيد لمجموعة الجهلة المتعصبين، حركة الكاميرا فى شوارع المدينة الفرنسية الصغيرة حيث يتجمع المهاجرون من كل صوب، حيث نجد فيلما فنيا كبيرا، اختلفنا أو اتفقنا مع أفكاره لا يمكن إنكار كونه عملا سينمائيا شديد الاكتمال.

تميزت دورة مهرجان القاهرة التاسعة والعشرين بالبرامج المتنوعة والأفلام الهامة، تحية ليوسف شريف رزق الله الذى يعمل بامتياز فى صمت، وتحية لمنظمى الندوات نعمة الله حسن وخالد الخميسي، ندوات تلت عروض الأفلام وحسن إدارتها على اختلاف من أداروها، ليس ذنب خالد الخميسى قلة عدد الحضور، أين الصحفيين الذين يملأون الدنيا ضجيجا من حضور العروض والندوات، أتساءل هل ينتقدون المهرجان غيابيا أم مع سبق الإصرار والترصد.. وللحديث بقية.

العربي المصرية في

11.12.2005

 
 

مصر الغائب الأكبر عن الجوائز في اختتام مهرجان القاهرة

القاهرة/ الحياة: اعتبر النقاد غياب مصر عن قائمة الجوائز في «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، اشارة اضافيّة الى الأزمة الحادة التي تعيشها السينما المصريّة منذ سنوات. وتقاسم الفيلمان الفنلندي «ام لي» والالباني «العين السحرية» معظم جوائز الدورة التاسعة والعشرين للمهرجان العريق الذي اختتم فعالياته أول من أمس على المسرح الكبير في دار الاوبرا.

وفاز بجائزة أفضل مخرج، الفنلندي كلاوس هايرو، عن فيلم «ام لي»، فيما فازت بجائزة أفضل ممثلة الفنلندية ماريا لونفيست عن الفيلم نفسه. وفاز بجائزة أفضل ممثل، الالباني بويار لاكو عن فيلم «العين السحرية»، وتوزّعت بقية الجوائز على الفيلم الالماني «أضرار لاحقة»، والفيلم الفرنسي «الدمى الروسية».

وكانت جائزة لجنة التحكيم الخاصة «الهرم الذهبي»، من نصيب الفيلم الفنلندي «ام لي»، وفاز فيلم الألباني جولدي شاشكو «العين السحرية»، بجائزة «الهرم الفضي». أما جائزة أفضل فيلم عربي، فكانت من نصيب «يوم جديد في صنعاء القديمة» من إخراج اليمني بدر بن حارثي.

وخلال حفلة الختام كرّم العديد من الفنانين العرب والأجانب. على رأس المكرمين الممثل الأميركي مورغان فريمان، الفائز بجائزة الاوسكار عن دوره في الفيلم الذي أخرجه كلينت استوود «فتاة بمليون دولار». وأعلن فريمان أنه لا يستطيع أن يصف شعور «الفخر والاعتزاز» بالحضور الى مصر، وتلقيه هذا التكريم الذي يعتبره «شرفاً كبيراً» له. كما تم تكريم المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد عن فيلمه «الجنة الآن» والذي أكد خلال تسلمه للجائزة أنها أهم وأعظم جائزة في حياته.

ومنحت الدورة الحالية للمهرجان العديد من شهادات التقدير، وكان أبرزها شهادة تقدير، وجائزة مقدمة من مؤسسة الصحافة العالمية للفيلم الالباني «العين السحرية». كما فاز بشهادة تقدير المؤلف الموسيقي بهلر واستلمها بالنيابة عنه المخرج سمير نصر. وحصلت مصممة الديكور ماري شمينيت على شهادة تقدير خاصة عن الفيلم الفرنسي «الدمى الروسية». ومنحت شهادة تقدير خاصة اخرى الى المونتير اليوناني بانوس فوتسايس، وشهادة تقدير الى مدير التصوير حميد خوري ابناد عن فيلم «قريب جداً... بعيد جداً».

وقدم مهرجان القاهرة السينمائي جائزة أفضل عمل أول، التي تحمل اسم «جائزة نجيب محفوظ»، الى المخرج سمير نصر عن الفيلم الالماني «اضرار لاحقة». كما فاز بجائزة أفضل سيناريو، وتحمل اسم «سعد الدين وهبة»، السيناريست كونتيم تشاشكو، وفاث كوريشي، عن الفيلم الألباني «العين السحرية».

وألقى رئيس المهرجان شريف الشوباشي كلمة أعلن فيها اعتذار وزير الثقافة فاروق حسني عن عدم حضور حفلة الاختتام لظروف طارئة، وأشاد بروح البهجة التي سادت خلال مهرجان، تميّز بتنوع الأفلام والدول والأساليب ووجهات النظر.

وخرجت مصر من دون جوائز رغم الاجماع الذي حققه فيلم «ليلة سقوط بغداد». وحمل العرض الخاص للفيلم رسالة الى الرقابة على المصنفات الفنية، يحذرها من العبث بالفيلم. أما المشاركون في الندوة التي أعقبت العرض في حضور مخرجه وكاتبه محمد أمين وبطليه احمد عيد، وبسمة، ومؤلف الموسيقى تامر كروان، ومدير التصوير ايهاب محمد علي، فطالبوا بعرض الفيلم كاملاً من دون أي حذف.

وأكد الفنان صلاح السعدني الذي حضر العرض الخاص، أنه لا توجد حكومة تحترم نفسها يمكن أن تمنع مثل هذا النوع من الابداع من الوصول الى الناس. وأضاف: «أتمنّى أن تفتح الأبواب واسعة أمام هؤلاء المبدعين الجدد، كي يقدموا أعمالاً تعيد الى السينما المصريّة حيويتها المفقودة».

الحياة اللبنانية في

11.12.2005

 
 

في واحدة من أفضل دوراته:

السياسة هزمت أفلام المناظر «الليلة السوداء».. مفاجأة المهرجان!

هشام لاشين  

علينا أن نعترف أن الدورة التاسعة والعشرين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي هي واحدة من أفضل الدورات التي مرت علي هذا المهرجان.. ويكفي أن الجدل الساخن حول الأفلام.. والتي هي أساس أي مهرجان ناجح.. قد وصل إلي ذروته في ندوات وأروقة المهرجان وهو ما يعيد للحياة الثقافية في مصر حالة من التوازن بعد أن ساد الهبوط والابتذال.. وشاشات المناظر، لسنوات وقد تراجع بوضوح الإقبال علي أفلام المهرجان من زاوية الجرأة الجنسية وصار البديل هو البحث عن فيلم يطرح أفكارا لها علاقة بمشاكل عالمنا العربي المعاصر.. وأذكر أنني فوجئت في الفيلم اليمني «يوم جديد في صنعاء القديمة» بالصالة ممتلئة عن آخرها وهو ما تكرر في الفيلم الإيطالي خاص، والذي يتحدث عن مشاكل فلسطينية بحتة وكنت لا أري هذا الاهتمام إلا في مهرجانات خارجية ربما أقل شعبية وإمكانات مثل قرطاج وكنت أتألم لأن جمهورنا لا يقبل علي الأفلام الجادة.. ويبدو أن مزاج الجمهور يتغير ونحن مازلنا قابعين علي عتبات اللمبي وبوحة وخالتي فرنسا، وقد كان هناك ما يشبه الظاهرة في هذه الدورة والتي كشفت عن مدي عمق همومنا السياسية والاجتماعية في سينما الأعوام الأخيرة.

فالحديث عن الإرهاب العربي الإسلامي موجود بقوة في عدة أفلام أخطرها فيلم «خلية هامبورجر» للمخرج الإيطالي أنطونيو بيرو وخطورة هذا الفيلم أنه يمنح صكا سينمائيا يقترب من الشكل التسجيلي في الحديث عن أحداث 11 سبتمبر بما يوحي عن وجود دلائل دامغة لارتكاب العرب المسلمين لها وهو ما لم يثبت توثيقه حتي الآن رغم الدعاية الغربية والتعتيم الكامل علي التفاصيل.. والفيلم يقدم ما قبل الأحداث بعدة سنوات ويستخدم أسماء المتهمين الحقيقية كما هي في السجلات الغربية كمحمد عطا، وآخرين.. وينتهز الفرصة ليقدم صورة شديدة البشاعة عن الإسلام ويحذر من خطورة اندماج العرب في المجتمع الإنجليزي والأمريكي وبالطبع الأوروبي إجمالا، وكيف تحولت التكنولوجيا في الكمبيوتر والإنترنت علي أيدي المتطرفين إلي سلاح فعال.. وطبعا الأبطال الإرهابيون يمارسون الصلاة وتقبيل القرآن قبل العملية ولابد أن يرددون الله أكبر.. وكلها كلاشيهات لا علاقة لها بحقيقة الإرهاب ولكن الفيلم يتعمد وصف الأحداث وكأنها من ملفات المخابرات.. أما الفيلم الإيطالي «خاص» والذي لعب بطولته محمد بكري فهو بدوره حديث شائك ولكنه هذه المرة عن أحوال الاحتلال الإسرائيلي لمنزل إحدي الأسر الفلسطينية وكيف تعيش هذه الأسرة داخل هذا المنزل في غرف تشبه السجن ورغم أن الفيلم صرخة إدانة ضد تلك الظروف إلا أنه يستخدم أسلوبا فنيا ناعما وبسيطا من الناحية البصرية ويحاول الإيحاء بأن الجنود الإسرائيليين يعيشون بدورهم في هذا السجن بفعل الأوامر الصادرة لهم ويقدم في النهاية أغنية تسوي بين الطرفين.. ورغم ذلك فلم يسلم الفيلم الإيطالي من الملاحقة حيث اعترف محمد بكري أن الفيلم اشتراه يهودي وحبسه في الأدراج ولذلك لا يجد فرصا لعرضه في الخارج لدرجة أن النسخة التي أرسلها الموزع للمهرجان كانت نسخة فيديو رديئة رغم الاتفاق علي شريط سينمائي.. أما الفيلم الفرنسي «الليلة السوداء.. 17 أكتوبر 1961» فهو بحق مفاجأة المهرجان.. فالفيلم يتحدث عن الحرب الحزائرية التي وصلت لشوارع باريس في هذا العام ومدي عنصرية البوليس الفرنسي بل والصحافة ضد الجزائريين حيث كانت تقوم بالقبض العشوائي علي الجزائريين ووصل عدد المقبوض عليهم في هذه الأحداث إلي أكثر من 120 ألف جزائري ويقدم الفيلم نماذج للمعاملة اللاآدمية للعمال الجزائريين في فرنسا وكيف كان يتم قتل المسلمين في الليل بحجة حظر التجوال ورفض الحكومة للمظاهرات المنادية بالاستقلال كذلك تعذيب الجزائريين في السجون الفرنسية وإطلاق لفظ الفئران عليهم.. حتي المدرسة الفرنسية الشابة تتم إهانتها داخل قسم الشرطة لمجرد تعاطفها مع شاب جزائري وهو صورة لم نتعودها في مثل هذا النوع من الأفلام.. ويبدو المخرج «آلان تاسيما» في حالة فنية مدهشة وهو بالمناسبة مخرج فرنسي معروف.. والأخطر في الفيلم أنه يشير إلي موقف الصحافة والإعلام الغربي من مثل هذا النوع من الأحداث حيث يبدو متخاذلا ورافضا لنشر الحقيقة رغم أنه يعرفها جيدا... أما قضايا المرأة والقهر في المجتمع العربي فقد تناولها فيلمان عربيان الأول هو فيلم «يوم جديد في صنعاء القديمة» وهو أول فيلم روائي يمني طويل.. والثاني هو الفيلم اللبناني «دنيا» للمخرجة جوسلين صعب.. ومثلما جاء الأخير فيلما تافها مبتورا ومشوها حيث لا يوجد سيناريو واضح ويبدو الفيلم أقرب لمشاهد الفيديو كليب التي لا يربطها رابط، ويسود الافتعال في الأفكار التي حاولت المخرجة علي ما يبدو الحديث عنها حول ختان العقل وختان الجسد.. ولذلك لا يمكن اعتبار «دنيا» فيلما بالمعني المفهوم وإنما هو شتات أفكار تجمعها نوايا ربما تكون طيبة وفي الغالب هي ليست كذلك لأن المخرجة حاولت الإيحاء بأن الختان منتشر في مصر بنسبة 90% وهي إحصائية لا تعرف الدقة علي الإطلاق وكان أولي بها الحديث من مشاكل مجتمع تعرفه جيدا هو المجتمع اللبناني.
وفي المقابل جاء الفيلم «اليمني» عملا مدهشا من الناحية الفنية وموجعا في طريقة طرح أفكاره التي ترصد التقاليد البالية في مجتمع تحكمه الوشايات ويحرم الحب ويتمسك بالتخلف من خلف نقاب ظاهري وهو ما يحتاج حديثا مفصلا.

جريدة القاهرة في

13.12.2005

 
 

ماجدة خيرالله.. تكتب عن مشاكل مهرجان القاهرة مع الصحفيين:

موسم الهجوم علي عمر الشريف وعلي أبطال فيلم «دنيا»!!

ظل المهرجان يطارد النجم الكبير ويكاد يقبل يده للحضور.. فلما جاء تعاملوا معه باستهانة.. وصادروا آراءه

تبذل إدارة مهرجان القاهرة جهدا مضنيا لدعوة نجوم العالم لحضور مهرجان القاهرة وعندما يستجيب أحدهم بعد طول إلحاح، يقابل بحملة تشهير ووقاحة متعمدة من بعض من يجهلون قدره أو قدرها فما الذي يغري أحدا بتلبية دعوة المهرجان بعد ذلك؟

لقد تابعت المحاولات والجهود التي بذلتها «ماري غضبان» وهي واحدة من فريق المكتب الفني للمهرجان مع عمر الشريف لإقناعه بالحضور للقاهرة ولكنه اعتذر في البداية لأنه كان يصور فيلما عن ابن خلدون، وبرنامج التصوير لا يسمح له بالسفر للقاهرة.. ولكن ماري غضبان استعانت بطارق ابنه وزوجته شهيرة ليمارسا عليه ضغطا عائليا لأن وجوده في المهرجان كان كفيلا بإضافة بعض البهجة والقيمة بعد اعتذار معظم من تم دعوتهم وأخيرا استطاع عمر الشريف أن يقنع الشركة المنتجة بالسماح له بالسفر للقاهرة لأيام معدودة!! ولكن ماذا حدث عندما لبي الدعوة وحضر!! لقد تسلمه فريق من الجهلاء الذين لا يعرفون قيمة الرجل الذي يشرف وجوده أي مهرجان أكبر من مهرجان القاهرة، وتصوروا أن وجوده بيننا دليلا علي أنه لم يعد مطلوبا في السينما العالمية وأنه «راحت عليه» يا حرام!! مع أنه بصدد تصوير عدة مشروعات فنية طوال عام 2006 بينها «رودولف» وهو فيلم رومانسي عن علاقة بين دوق نمساوي وكونتيسة فرنسية! ومسلسل باسم موعد مع الملك، لقاء القدر هذا عدا فيلم ابن خلدون الذي يجري تصويره الآن!! وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده عمر الشريف وتحدث فيه بصراحته المعهودة وتواضعه الشديد الذي اشتهر به، راح يرد علي أسئلة الصحفيين ويبدي آراءه في الفن والسياسة ويبدو أنه نسي أنه في مصر وأن هناك فريقا من صغار الصحفيين يتربص بكل كلمة يقولها وكل رأي يبديه فبعض الصحفيين يمارسون دورا إرهابيا علي كل رأي يقال.. حتي إن واحدة من الصحفيات التي عرف عنها أنها تسير في ركاب بعض النجمات وتؤدي دورا لا يليق بأي صحفي.. حيث تسافر في رفقة بعض نجمات السينما لتساعدهن في شراء ما يلزمهن من محلات باريس لأنها تجيد اللغة الفرنسية هذه الصحفية وجدت في نفسها الجرأة أن تتطاول علي عمر الشريف من خلال مجلة «آخر ساعة» لأنه قال رأيا لم يعجبها في عبدالناصر، وأخذتها الجلالة وراحت تذكره بإنجازات عبدالناصر، وأهمية السد العالي، وعايرت الرجل عن جهل بأنه لم يعد له قيمة رغم أنه حصل علي جائزة «سيزار» الفرنسية، عن دوره في فيلم «مسيو إبراهيم وزهور القرآن» في عام 2005 وهي جائزة تعادل الأوسكار الأمريكية.. وجدوله يضم ثلاثة أعمال سوف يصورها علي امتداد عام 2006 هذا غير المسلسل المصري الذي سوف يصوره لرمضان القادم يعني الرجل مشغول ومش فاضي ومازالت الأدوار تسعي إليه ويختار منها ما يشاء أما عن المحافل العالمية فقد كان نجما لمعرض توت عنخ آمون الذي أقيم في منتصف يونية الماضي، كما كان ضيفا علي مهرجان « كان» 2004.. وجود عمر الشريف يشرف أي مهرجان أو مناسبة فنية أو ثقافية ومسألة مصادرة آراء الناس أمر ينم عن جهل ووضاعة لا تحدث إلا في المجتمعات المتخلفة فأي فنان أو حتي مواطن عادي في أمريكا أو أي دولة محترمة يحق له الاختلاف مع سياسة حكامه «الحاضر منهم والغائب» وإعلان رأيه في جميع وسائل الإعلام دون أن يتعرض للتسخيف أو الإهانة.. والذين يتابعون حفل الأوسكار لا شك أنهم علي علم بأن أي فنان يحق له التنديد بسياسة بوش، علي مسمع ومرأي من مئات الملايين الذين يحرصون علي متابعة وقائع حفل الأوسكار علي الهواء وحتي في مصر فإن سقف الحرية قد ارتفع ليسمح ويستوعب جميع الآراء التي تنتقد الحكومة المصرية ورجال السياسة بما فيهم الرئيس حسني مبارك وعائلته فقد انتهي زمان التملق والزيف ومعاقبة الناس علي آرائهم أو اختلافهم مع رجال السياسة الحاليين أو السابقين وللأسف فإن مهرجان القاهرة أو غيره من المهرجانات لا يستطيع إعادة تأهيل بعض الصحفيين أو تعليمهم آداب الحديث مع أو عن نجوم المهرجان!!

< فضيحة ما حدث في ندوة فيلم «دنيا»

أما ما حدث في الندوة التي أعقبت عرض فيلم «دنيا» فهو فضيحة بكل المقاييس تسبب فيها أحد الصحفيين الذي قاتل حتي يصل إلي الميكروفون وتكون له الفرصة الأولي في الحديث عن الفيلم الذي كتبته وأخرجته وأنتجته اللبنانية «جوزلين صعب» وشارك في بطولته مجموعة من الممثلين المصريين منهم حنان ترك ومحمد منير وفتحي عبدالوهاب وعايدة رياض وسوسن بدر.. صرح الصحفي في حالة تشنج وألقي بتهمة العمالة والإساءة لمصر علي كل من شارك في الفيلم.. وتحولت الندوة التي كانت تديرها خيرية البشلاوي إلي حالة من الفوضي والسلوك الهمجي الذي وصل إلي محاولة الاعتداء علي فريق العمل بالفيلم.. وقد تكون هناك أوجه اعتراض علي بعض التفاصيل والآراء التي طرحها الفيلم ولكنها مجرد وجهات نظر كان من الممكن مناقشتها مع فريق العمل ولكن لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالإساءة لسمعة مصر.. فتصوير بعض مشاهد في وكالة البلح حيث باعة الملابس المستعملة لا أعتقد أنها تشكل إهانة لمصر ولا تصوير المناطق الشعبية التي تظهر في معظم أفلامنا من عوكل لبوحة، لخالتي فرنسا ويا أنا يا خالتي وسيد العاطفي ممكن أن تسيء لمصر.. ولكن ضحالة الفكر والهوجائية بين طبقات المثقفين وفشلنا في إقامة حوار حضاري مهذب حول الأفلام والأعمال الفنية حتي لو كنا نختلف مع أفكارها هو الذي ربما يسيء إلي سمعة مجتمع الصحافة المنكوب بفريق من الجهلاء الذين يفرضون وجودهم علي كل الأجواء والمحافل الفنية والثقافية.. فيفسدون علينا متعة الاستمتاع أو حتي متعة الاختلاف والمناقشة.. فيلم «دنيا» من الأفلام التي تعاني ارتباكا فكريا واضحا.. مخرجته تدعي أنها تناقش قضية «ختان المرأة» وحتي تكتسب قضيتها أهمية تؤكد علي أنها فكرت في عمل هذا الفيلم بناء علي توجيهات سوزان مبارك رغم أن أحداث الفيلم وشخصياته تنفي خطورة الختان علي الحياة الجنسية للمرأة.. عايدة رياض مثلا التي بكت علي ابنتها بعد أن قامت جدتها بختانها وقالت لها من بين دموعها بقينا زي بعض يا بنتي، إشارة لأنها مرت بهذه التجربة قبلها.. يقدمها الفيلم في حالة نشاط جنسي دائم مع زوجها، وفي سعادة ووفاق تحسدها عليه الأخريات يبقي الختان مش سييء كما يدعي الفيلم وكذلك شخصية أستاذة الجامعة سوسن بدر التي تعيش علاقة عاطفية خارج إطار الزواج مع زميلها خالد الصاوي.. وواضح أنها هي الأخري تستمتع جدا بالعلاقة لأنها لم تجبر عليها، يبقي أين القهر الذي يمارس ضد المرأة ويدعيه الفيلم وخاصة أن معظم الشخصيات النسائية التي طرحها الفيلم بداية من حنان ترك وحتي عايدة رياض تعيش في حالة هناء ولها القدرة علي اختيار طريق حياتها بالأسلوب والشكل الذي يناسبها بدون أي ضغوط أو قهر من المجتمع.. أما شخصية دنيا فهي تتصرف بكامل حريتها، تعيش بمفردها في أحد الأحياء الشعبية تحتضنها رعاية الأصدقاء والمعارف.. أنهت دراستها الجامعية وقررت الالتحاق بدروس لتعليم الرقص.. ثم استجابت لرغبة شاب يحبها وتقدم للزواج منها فتحي عبدالوهاب وتزوجته بمحض إرادتها وخاصة أن الزوج لا يمارس عليها أي نوع من القهر ولم يعترض علي نشاطها وعلاقتها الخاصة بأستاذها محمد منير الذي يشرف علي رسالة ماجستير تقوم بإعدادها.. كل ما قاله هذ الزوج علي الماشي وأثناء وجبة جمبري دسمة « ما بلاش حكاية الرقص دي» ثم انتهي النقاش بعد رد الزوجة «دنيا» لقد تزوجتني وأنت تعرف أني أحب الرقص.. فهل هذا يعني أن المرأة مهزومة أو مقهورة وهل هذا يبرر أن تذهب الزوجة لتلقي بنفسها طواعية وبكامل إرادتها في أحضان أستاذها «محمد منير»؟!! الذي وجدت معه نفسها وحررت جسدها الذي استجاب للرقص والانثناء بعد أن كانت «مخشبة» علي حد وصف مدرب الرقص «وليد عوني».. هل خيانة الزوج هو ما كان ينقصها؟ حاولت المخرجة أن تمرر حكاية الخيانة بأن وضعت علي الشاشة عبارة وقد تزوج الحبيبان!! رغم أن الأحداث تقول غير ذلك.. ولم يحدث جواز ولا حاجة!! فكرة الفيلم مشوشة في عقل المخرجه.. وفلتت من بين أيديها خيوط اللعبة فبدت الشخصيات غير متسقة مع تصرفاتها.. وهي مثل مخرجتنا إيناس الدغيدي تدعي الحديث عن حرية المرأة وحقوقها ولكن ما تقدمه هو إساءة للمرأة والعودة بها إلي عصر الجواري.. وكأن كل ما يشغل بال المرأة الشرقية هو علاقتها الجنسية مع الرجل.. للأسف معظم نجومنا يجهلون فن قراءة السيناريو واستيعاب ما بين السطور.. ولذلك قد يتحمسون لأفلام تحت زعم مناقشة بعض القضايا المهمة.. ولو كانوا يجهدون أنفسهم بقراءة الأعمال بدلا من الاكتفاء بسماع شرح المخرج أو السيناريست.. لكانت النتائج أفضل كثيرا.. ولكن ماذا نصنع إذا كان منهم من يفاخر بأنه لا يقرأ سيناريوهات الأعمال التي يشارك فيها مطلقا ومنهم حنان ترك التي لابد أن تكون قد فوجئت بردود الفعل السلبية حول دورها؟.. ولو أنها بذلت جهدا كبيرا في التعبير عن حالة صديقتها وعاشتها دون أن تدرك مكمن الخطأ والارتباك الذهني التي تعاني منه مخرجة فيلمها «جوسلين صعب».

جريدة القاهرة في

13.12.2005

 
 

مهرجان القاهرة..

تذهب المناسبة وتبقى الأفلام!

ماجد حَـبُتـّه**

الشكل مهم، والأسماء مهمة، وكلاهما يلعب دورا مهما في أي مهرجان. لكن المضمون هو الأهم؛ فهو الهدف الذي من أجله تقام المهرجانات.

هكذا يمكننا النظر إلى الدورة التاسعة والعشرين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي التي انتهت فعالياتها مساء الجمعة الماضي.

وفي هذا المهرجان كان الشكل مرتبكا، ونقصد بذلك عملية التنظيم والتنسيق، أما أسماء من حضروا حفلي الافتتاح والختام فكانت خافتة، باستثناء عدد قليل للغاية وكذلك من تم تكريمهم في الحفلين الافتتاحي والختامي.

كما جاءت تلك الدورة لتؤكد ما أكدته الدورات السابقة، وهو أن نجوم السينما المصرية ملتزمون بمقاطعة فعاليات المهرجان(!!) فلم يتابع الأفلام التي عرضها المهرجان إلا من كان يتابعها في الأعوام الماضية، أما الباقون فاكتفى قليل منهم بمجاملة أبطال الفيلمين المصريين، رغم أن المهرجان قدم سينما مختلفة عن السائد والتجاري، وهي فرصة لا يفوتها المهتمون بالسينما وينبغي ألا يفوتها صناعها.

فقد كان من بين مجموعة الأفلام المقدمة أفلام تحمل مضامين غاية في الروعة، وقضايا يعتبر الاقتراب منها مطلبا للعرب والمسلمين مثل قضايا التعايش والحوار، والتطرف والإرهاب، كما أن بعضها عالج قضايا إنسانية عامة تعتبر متابعتها مطلبا يفترض أن يكون جماهيريا وليس نخبويا فقط.

وهنا لسنا في حاجة إلى التأكيد على أن إقامة مهرجان سينمائي في أي بلد هو جزء أساسي من البنية التحتية السينمائية بها، وأن وجود مثل هذا المهرجان يساعد على تشكيل ثقافة سينمائية تساعد الفنانين والجمهور على تطوير أنفسهم؛ لأنهم سيكونون على اتصال مباشر بالعالم السينمائي الخارجي، وتلك هي المعادلة التي حققها المهرجان بثراء برامجه وتنوع أفلامه، إضافة إلى هذا الكم المتاح للمشاهدة.

عيوب الاعتراف الدولي!

هذا هو المضمون الذي قلنا إنه الأهم، والذي قصدنا به نوعية الأفلام التي عرضها المهرجان وتلك المشاركة في مسابقته الرسمية وذهاب الجوائز لمن يستحقها، مع الوضع في الاعتبار أن مهرجان القاهرة هو المهرجان العربي الوحيد الذي يكتسب صفة الدولية، والذي اعترف به "الاتحاد الدولي للمنتجين السينمائيين" (FIAPF) ووضعه بين المهرجانات السينمائية الأحد عشر الأولى في العالم.

وإذا كان لهذا الاعتراف ميزة، فإن له العديد من العيوب، أهمها أن المهرجان مقيد بالعروض الأولى في مسابقته، وبناء على ذلك فلا يجد أفلاما تقدم على المشاركة إلا التي لم تجد لها مكانا في المهرجانات الدولية الكبرى مثل كان وفينيسيا وبرلين!!.

فليس في المهرجان ما يجذب إليه أي فيلم أو يجعل الحصول على أي من جوائزه حلما، لسبب غير بسيط وهو أن مكانة مهرجان القاهرة التسويقية تكاد لا تذكر، وتأثير حركته النقدية في العالم يكاد يكون منعدما أو هو منعدم بالفعل.

الصين.. الضيف الجميل

على تلك الخلفية يمكننا استيعاب الفارق بين مستوى الأفلام التي تنافست على جوائز المهرجان، وتلك التي تم عرضها في الأقسام المختلفة، وعلى رأسها الأفلام الصينية، وهي السينما التي تم الاحتفاء بها في فئة "ضيف الشرف" التي تستضاف في كل دورة سينما عالمية، وتعرض من إنتاجها ما يتوفر من العشرين سنة الأخيرة.

وإبهار السينما الصينية بدا واضحا من فيلم الافتتاح: فيلم "منزل الخناجر الطائرة" (TheHouse of Flying Daggers) للمخرج المعروف زانج يامو الذي يجسد مشواره السينمائي والتطورات التي لحقت بالسينما الصينية.

فزانج يامو بدأ عام 1978 بعد أن تخلصت الصين من آثار الثورة الثقافية المدمرة، وسعى مع مجموعة من زملائه للعمل خارج النماذج التقليدية والمنهجية، بفكر مستقل فتح له أبواب السينما العالمية، ومكنه من اقتحامها، فكان أن نال جائزة مهرجان برلين الكبرى عام 1987 عن فيلمه "السنابل الحمراء" لتتوالى أفلامه: "زوجات وعشيقات" و"ارفعوا المصابيح الحمراء" و"الحياة" و"الطريق إلى الوطن" وغيرها من الأفلام التي كان كل منها بمثابة حدث سينمائي مهم ليس في السينما الصينية فقط ولكن في السينما العالمية بوجه عام.

في قسم ضيف الشرف عرض المهرجان أفلاما صينية أخرى، كانت بعيدة شيئا ما عن إبهار فيلم الافتتاح المدهش، لكنها أثبتت بأساليب أخرى تمكنها الإنساني وحساسيتها بالغة المدى، عبر أفلام متنوعة ناقشت موضوعات مختلفة ترسم في مجموعها "حصاد" ثقافة وفنون وحضارة قديمة تمتد جذورها عميقا في تاريخ البشرية.

ومن هذه الأفلام "زهور عباد الشمس" (إنتاج 2005) و"قمر ساطع" المشارك في المسابقة الرسمية "وزهرة الصين" 2005 و"فيرا الملاك" 2004 و"تليفون محمول" 2003، إلى جانب عدد آخر من إنتاج بدايات الألفية الثالثة ومنها الفيلم الشهير الذي عرض في القاهرة "نمر رابض.. وتنين خفي" 2000 للمخرج أنج لي Ang lee، وكلها أفلام جعلت السينما الصينية هدفا تتطلع إليه عاصمة السينما العالمية هوليود.

فالأفلام الصينية في غالبيتها تتميز بالتنوع الكبير في الموضوعات وبتكنيك مشهدي لافت، وبجمال بصري أخاذ، إضافة إلى تمتعها، رغم تقليدية بعضها، بقيم إنسانية عالية، واعتماد بعضها على القتال الصيني الذي يعتبر مكونا مميزا لمضامينها.

أفلام مميزة

انعقاد المهرجان قبل انتهاء العام بأقل من شهر هو ما ساعد إدارته في اجتذاب مجموعة كبيرة من الأفلام التي لاقت سمعة عالمية خلال عرضها في المهرجانات الكبرى، وهو ما يدعم وجهة نظرنا بشأن عيوب التصنيف الدولي للمهرجان، والتي يدعمها أيضا الأفلام التي عرضها المهرجان في القسم الرسمي، خارج المسابقة وهي مميزة في جزء كبير منها.

فبينها Hidden للمخرج النمساوي مايكل هانيكي المعروف بأفلامه الصادمة مثل "معلمة البيانو" (2001) و"الجنة الآن" للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد في ثاني تجاربه الروائية بعد "القدس في يوم آخر" والذي عُرض قبل أشهر في مهرجان برلين. والفيلم الألماني الأمريكي Kinsey بطولة ليام نيسن والذي تم ترشيحه العام الماضي لجائزة أوسكار.

وكذلك فيلم Vera Drake للبريطاني مايك لاي الفائز في مهرجان كان عام 2004 و...Breaking the Waves للارس فون ترير صاحب الأوسكار عن Dancer in the Dark.

من أجل هتلر

قسم مهرجان المهرجانات ضم أفلاما نالت جوائز في المهرجانات السينمائية الكبرى في السنوات الثلاث الأخيرة من بينها الدانمركي Brothers لسوزان بيير، La Moustache للفرنسي إيمانويل كاريير، "هكذا تحدثت ليلا" لزياد الدويري من إنتاج فرنسي، والبريطاني Afterlife لاليسن بيبلز، وMelinda and Melinda لوودي آلن وغيرها.

على أن أبرز ما ميز المهرجان هذا العام هو قسم "القادة السياسيون على الشاشة"، وهو قسم تم استحداثه -في رأينا- لتجد إدارة المهرجان فرصة أو "تلكيكة" لعرض الفيلم الألماني Downfall لاوليفر هيرشبيجل عن الساعات الأخيرة في حياة هتلر، وأيام السادات، وناصر 56، ومع الأفلام الثلاثة تم عرض The Gathering Storm لريتشارد لوكرين وPath To War لجون فرانكنهايمر وTruman لفرانك بيرسن.

صفر مصري جديد

وبين أكثر النقاط لفتا للانتباه أن مصر لم تشارك إلا بفيلم واحد، مثلها مثل اليمن التي تشارك بأول فيلم لها في التاريخ!.

غير أن لجنة التحكيم لم تخيب ظننا، ولم تقع في فخ مجاملة الفيلم المصري "ليلة سقوط بغداد" الذي لم ينافس غير الأفلام العربية على جائزة أفضل عربي وهي الجائزة التي نالها الفيلم اليمني/ البريطاني (A New Day In Old Sana'a) لبدر بن حارسي.

أما بقية الجوائز فتقاسم معظمها الفيلمان الفنلندي "أم لي" (Mother of Nine) والألباني "العين السحرية" (Magic Eye)، وربما خفف من وطأة عدم حصول الفيلم المصري الوحيد على أي جائزة حصول المخرج المصري سمير نصر على جائزة أفضل عمل أول التي تحمل اسم "جائزة نجيب محفوظ" عن الفيلم الألماني "أضرار لاحقة" (Seeds of Doubt) الذي يتحدث عن واقع المسلمين في ألمانيا بعد أحداث 11 سبتمبر، وهي الجائزة التي لم تغير في الحقيقة شيئا: حقيقة حصول مصر على صفر جديد في مهرجان تقيمه على أرضها!.

لجنة التحكيم كان على رأسها المخرج الصيني هي بينج وضمت في عضويتها المخرج الألماني بيرسي ألدون، والمخرج والكاتب الهندي أكبار خان، والممثلة اليونانية تاليا أرجيريو، والمؤلف الموسيقي الإيطالي مانويل دو سيكا، والمنتجة الهولندية بترا جودينجز، والممثلة الروسية سفيتلانا خوتشينكوفا، والممثلة اللبنانية كارمن لبس، والممثلة المصرية سميحة أيوب والمخرج المصري يسري نصر الله.

جائزة لفيلم ضعيف!!

نشير -أيضا- إلى واقعة شديدة الاستغراب، ونقصد تلك الجائزة التي أعطيت للفيلم اللبناني "دنيا" الذي ابتدعت له جائزة تحت اسم "جائزة الشجاعة"، والذي عرض في القسم الرسمي خارج المسابقة، ورغم ضعف مستوى الفيلم والانتقادات اللاذعة التي وجهت إليه؛ فإن حصوله على الجائزة كان مثار استغراب الجميع.

ويتحدث "دنيا" عن فتاة جامعية قررت أن تصبح راقصة محترفة، وتقول في أحد المشاهد: "كيف تستطيع المرأة أن تحرك جسدها وتوحي بفعل الحب بينما يسعى المجتمع لإخفاء أنوثتها"، ثم تلتقي تلك الفتاة بشاب وهو كاتب يقمعه المجتمع على مقالاته الجريئة، كما يطرح الفيلم قضية التحرر من القيود المجتمعية والاستهانة بالضوابط التي يضعها المجتمع في قضية تحرر المرأة.

ويفترض الفيلم أن تحرر المرأة هو تحرر لجسدها بالأساس، كما تعرض لقضية ختان الإناث في المجتمع المصري.

المستغرب فعليا في المهرجان الذي كرم المرحوم مصطفى العقاد صاحب البصمة العربية في هوليود هو عدم تخصيص برنامج لعرض فيلمي العقاد: "الرسالة" و"أسد الصحراء"!، وهذا جعله تكريما ناقصا منزوع البهجة.

ويحسب للمهرجان تعريفه بمخرجين عرب لامعين في الخارج مثل المنتج السوري نادر الأتاسي، والممثل المغربي سعيد طغماوي، ومخرجين لبنانيين شابين هما جوزيف فارس المقيم في السويد وعمر نعيم الذي قدم فيلمه الأول The Final Cut في هوليوود قبل عامين. والفلسطيني هاني أبو أسعد، والعراقي سمير.

___________________

**ناقد سينمائي مصري

موقع "إسلام أنلاين" في

15.12.2005

 
 

ليلة سقوط لجنة التحكيم!

حسن حسني وعيد وبسمة.. يقاتلون بملابس المارينز! والمصريان.. واليمني.. والأضرار السابقة واللاحقة لهم!

محمد صلاح الدين 

طبعاً كان متوقعاً خروج الفيلم المصري "ليلة سقوط بغداد" من مسابقة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. بلا أية جوائز.. لأن لجنة التحكيم - وأية لجنة تحكيم دولية - لن ترضي بما يحتويه الفيلم.. وقد لايفهم بعضهم أصلاً ما يقوله.. بل قد يسخرون منه ومن طريقة تفكيرنا المرتعشة والمرتعبة مما يجري في منطقتنا!

قد يتساءلون في بلاهة: يعني إيه ناس خايفة من الاحتلال. همه عملوا إيه علشان يتم احتلالهم؟ وكلمة "احتلال" أصلاً أين هي في القاموس الدولي الآن.. وبوش الابن يدعو ليل نهار بأن ما يفعله هو حرب ضد الإرهاب.. وضد الديكتاتورية.. ونشراً للحرية والديمقراطية.. وللأسف ميديا الكون كله تردد وراءه ما يردده!!

ثم ماذا يعني أن هناك أناساً في العالم الثالث تبحث عن سلاح رادع ترهب به عدوهم. أو أن تمتلك القوة التي تخيف بها الآخرين؟ ولسان حالهم يقول لمخرجه محمد أمين "يا إرهابي"!! كيف ندعوا لنزع السلاح النووي من المنطقة باستثناء إسرائيل. وتجيء أنت أيها الشاب الوطني الأهوج وتعلن في بيان سينمائي علي الملأ غضبك من عدم اهتمامنا بعلمائنا.. وبضرورة تمويل البحث العلمي الدفاعي. حتي لو وصل بالأب الناظر في الفيلم "حسن حسني" من أسرة مصرية متوسطة أن يبيع كل ما يملك لتمويل عالم شاب "أحمد عيد" كان ضائعاً ليستكمل أبحاثه في اختراع سلاح يردع كل من يحاول مهاجمة وطنه. وحتي لا يري في يوم من الأيام ابنته "بسمة" تغتصب كما حدث في العراق!.

بل ماذا تعني كلمة "الاغتصاب" عند أعضاء لجنة التحكيم الأجانب.. انها كلمة مرتبطة بالأديان في الشرق.. ولا تعني شيئاً في الغرب. فما الذي يبكيكم. والعرض والأرض لا معني لهما في قاموس العولمة والشكلمة!

واقع افتراضي!

فيلم "ليلة سقوط بغداد" من الناحية الفنية جيد.. فهو ينتمي إلي الفانتازيا الساخرة. وهو نوع من الابداع "الهروبي" ان كانت اللجنة قد نست معني المصطلح. وهذا النوع يتيح للمبدع أن يهرب من المحاكاة العادية للواقع وخلق واقع مواز أو افتراضي تحكمه المعايير الواقعية!.

وهنا افترض المخرج أن ما حدث في العراق يمكن أن يحدث في مصر - حتي ولو ذلك يراه البعض مستحيلاً - ولما لا والتهديدات لأشقائنا العرب مستمرة. وهو ما أوضحه الفيلم بشكل مباشر. وفي مشاهد أخري تجيء عدم المباشرة ويجيء الرمز.. حتي أن الخوف من هذا التصور يحطم حياة الناظر ويجعله يفعل ما فعله مع تلميذه النجيب والذي بدوره لا يستطيع حتي أن يعاشر زوجته. وهذا الهاجس يطبق علي أنفاسه حتي يجد حلاً في اختراعه..

وبالفيلم أيضاً تجسيد بصري للأزمة التي تمر بها الشخصيات. ومنها مشاهد موحية عديدة حتي ولو كان بها شيء من "الأباحة".. التي تجد لها استجابة غريبة من المتلقي. وكأنه لم يعد يكفيه المناقشة الهادئة لمثل هذا الأمر.. فالضغط علي الأعصاب صار عنيفاً. ولا منفساً سوي أن تري عملاً مؤثراً يعبر عما بداخلك.. ولتذهب أحكام لجنة التحكيم إلي شواطيء الرفاهية!.

ويا عزيزي أمين.. الذي كنت أميناً مع نفسك ومع جمهورك في طرح ما يؤلمك ويؤلمنا.. السينما لا تصنع من أجل لجان التحكيم.. ولكنها تصنع من أجل الجماهير. خاصة إذا كانت تحترم عقليته. وتشارك في إزالة بعض همومه.. وما أسعدها السينما التي تؤدي هذه الرسالة!

وبقراءة سريعة لجوائز لجنة تحكيم مهرجان القاهرة تحت رئاسة الصيني " هي بينج " الذي بنجنا لانه يعمل في وظيفة امريكانية.

تجد الجائزة الكبري "الهرم الذهبي" وجوائز أخري راحت للفيلم الفنلندي "أم لي" وهو فيلم ميلودرامي يلعب علي وتيرة الأسرة الضائعة. والابن الذي يبحث عن أم له حتي ولو كانت بديلة.. والفيلم المحظوظ الثاني بعدد جوائز الألباني "العين السحرية" وهو عن عين الكاميرا الخطيرة. التي أصبحت ذاكرة الأمة. وتأثيرها علي الإنسان في كل مكان. وهي تحية بها كثير من الألم لفرط تأثير الصورة حتي ولو كان سلباً!.. وخرج 12 فيلماً بلا جائزة !.

ويبقي الألماني "أضرار لاحقة" وهو أبرز ما رشحناه الأسبوع الماضي وحصد جائزة العمل الأول "نجيب محفوظ" ويدعو للعدالة والحرية بصدق وموضوعية. خاصة وهو يناقش اتهام من هم من أصول عربية بالإرهاب. ومخرجه بالمصادفة مصري الأصل. وهي قضية حياة ملايين العرب الذين يعيشون في أوروبا وأمريكا. وبه صورة جيدة وتمثيل ينم عن مواهب حقيقية.. ولكن لجنة التحكيم - أيضاً - لم تر فيه سوي قضاياه المزعجة.. وبذلك يتساوي "المصريان" - الألماني والقاهري - في اغماط حقهما بسبب أفكارهما.. وعزاؤنا الوحيد هو فوز الفيلم اليمني "يوم جديد في صنعاء" ولو انه مخلوط بالجنسية البريطانية!.

الجمهورية المصرية في

15.12.2005

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)