كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

شاركت في 7 مسلسلات رمضانية

سوسن بدر: لا أخشى أن يملني الجمهور

القاهرة  حسام عباس

رمضان المسلسلات

2005

   
 
 
 
 

سوسن بدر فنانة تملك مساحة كبيرة من القدرة على التلون وارتداء أقنعة عديدة لشخصيات مختلفة، فهي صاحبة خبرة طويلة في ساحة الفن جعلت منها واحدة من أبرز المواهب القادرة على أن تمسك بخيوط عديدة في وقت واحد. وفي رمضان الماضي

أطلت في أكثر من عمل متميز وأثبتت أنها فنانة حتى النخاع تلتزم بحدود الشخصية بعيدا عن حقيقتها،

وفي هذا اللقاء تحدثت عن أعمالها وآرائها في السينما ودراما رمضان.

·         عرض لك في رمضان 7 أعمال على القنوات الأرضية والفضائية، كيف استقبلت ذلك؟

بسعادة، لأن ذلك معناه أنها كلها أعمال متميزة بدليل عرضها في أهم مواسم العرض بالنسبة للدراما التلفزيونية وهو بذلك يوازي موسم الصيف بالنسبة للسينما.

·         لكن ألا يمكن أن يكون ذلك ضدك، بمعنى أن الجمهور قد يملك؟

هذا قد يحدث من وجهة نظري في حالة أن تكون الأدوار متشابهة ومتكررة وبلا تأثير، لكني أرى أن هذا الوجود مع التنوع يفيد الفنان ويضعه في المقدمة باعتباره قادرا على التلون والتجدد.

·         وهل من السهل الإمساك بخيوط أكثر من شخصية في وقت واحد عند التصوير؟

بالطبع لا، لكن الخبرة تفرق من فنان لآخر، أما ما يخص هذه الأعمال المعروضة فالأكيد أنها لم تصور في وقت واحد، لكن على فترات متباعدة، والذي يجمع بينهما فقط هو ظروف العرض الخارجة عن إرادتي، فمثلا مسلسل “مباراة زوجية” مع المخرجة إنعام محمد علي انتهى تصويره منذ شهور عديدة وكان المفروض عرضه في رمضان من العام الماضي، وصورت أكثر من عمل في أوقات مختلفة، ولا أحب الجمع بين أعمال عديدة في وقت واحد.

·         هل حرصت على التنويع في الشكل خلال تلك الأعمال؟

اعتقد أن هذا واضح، ففي مسلسل “سارة” قدمت شخصية الأم المريضة الحزينة على ابنتها ولم اهتم بمظهري، وفي “أحلامنا الحلوة” قدمت شخصية أم فاروق الفيشاوي التي تبدأ من سن ال55 سنة حتى 90 سنة تقريبا وكل شخصية تفرض ملامحها وملابسها وماكياجها.

·         ألا تعتبرين تقديم دور الأم المسنة جرأة تحسدين عليها؟

أنا ممثلة أحب فني وعملي وما دمت قبلت الدور لابد أن اخدمه ولا أتحايل عليه، وفي “سارة” كان الاتفاق على شكل الشخصية مع المخرجة شيرين عادل، ومع علي عبد الخالق في “أحلامنا الحلوة” قدمت صورة مختلفة للأم، أما في “الشارد” مع حسين فهمي فدور الزوجة صعب ويتطلب أداء ومظهرا مختلفين وهكذا.

·         في “رياح الغدر” مع ميرفت أمين تقدمين شخصية مليئة بالشر والقسوة، ألم تزعجك كممثلة؟

بالتأكيد هي شخصية صعبة وتركيبة مرفوضة ولا أحبها، لكني كممثلة اختبر نفسي في هذا الشكل المختلف من الشخصيات، رغم أني في “الشارد” أقدم شخصية الزوجة القاسية مع زوجها، لكنها اقل من الشخصية في “رياح الغدر” التي اعتبرتها بمثابة تحد لي كممثلة، وإذا كره المشاهد الشخصية فهذا دليل نجاحي.

·         كيف قبلت أداء دورك الصغير جدا في “أنا وهؤلاء” مع محمد صبحي؟

دوري عبارة عن مشهد واحد كضيفة شرف، ورغم ذلك تحمست له بشدة لأنه مشهد مهم في الأحداث ولا ينسى، وأحببت مشاركة محمد صبحي العمل لأني أحترمه كفنان وأثق فيما يقدمه.

·         مشاركتك في هذا الكم من الأعمال قد يوحي بأنك لا ترفضين أعمالا تعرض عليك فكيف تختارين أدوارك؟

لا يمكن أن اقبل دورا لا اشعر بأني سأقدم من خلاله جديدا، وأنا ممثلة وما دامت لدي فرصة لتقديم أعمال مهمة ومتميزة فماذا يمنع؟ فالمقياس هو الشخصية وأدائي لها ومدى اقتناع المشاهد بها.

·         هل كانت لديك فرصة لمتابعة أعمال رمضان؟

للأسف ارتباطي بعرض مسرحية “آه يا غجر” مع علي الحجار لم يسمح لي بمشاهدة معظم الأعمال، لكني شاهدت حلقات متفرقة من “أماكن في القلب” لهشام سليم وأحيي المخرج نادر جلال على الموضوع الجديد والمهم، كذلك أحببت بعض الأعمال العربية التاريخية التي تعرض على الفضائيات.

·         ما سر ارتباطك الدائم بالمسرح؟

المسرح عشقي الأول، ومن دون مسرح لا اشعر بأني ممثلة، ودائما أحب المسرح الذي يقول كلمة ويقدم قيمة، وعرض “آه يا غجر” نجح مع الجمهور الذي يحترم العمل الجيد المحترم.

·         وما تقييمك للسينما في المرحلة الأخيرة؟

السينما تمر بحالة عدم توازن وأتمنى أن تخرج منها بسرعة، وبين الحين والآخر نجد عملا محترما، وهناك شباب مجتهد يسعى لتقديم سينما تبقى، لكني ضد العزف على وتر الكوميديا أو أي شكل محدد، والمفروض أن السينما تقدم كل الأشكال والموضوعات بين الكوميدي والاجتماعي والسياسي والرومانسي أيضا.

الخليج الإماراتية في

09.11.2005

 
 

عبدالله بجاد يعتبر تصوراته «خرافية» ...

كتاب يصف مسلسل «الحور العين» بالفجور...

الدمام - إيمان القحطاني 

شن مدقق حوارات الخط الديني لمسلسل «الحور العين» عبدالله بجاد العتيبي - الذي يحل هذا المساء ضيفاً على برنامج تركي الدخيل «اضاءات» -، هجوماً حاداً على «الشيخ» عبد الكريم الحميد، واصفاً إياه بـ «الرجل الانعزالي»، وبـ «ذي التصورات الخرافية». وجاء هجوم العتيبي إثر طبع الحميد كتابه «منازل الحور العين في قلوب العارفين برب العالمين» في طبعة ثانية منقحة، بعد إضافته تنبيهاً خاصاً، هاجم فيه معدي المسلسل والقيمين عليه، متهماً إياهم بـ «اتخاذ الموضوع للتندر والسخرية». ووصفهم بـ «شياطين الإنس الفجرة». وعلق ابن بجاد على هذه الاتهامات بالقول «إن مشكلة الحميد تكمن في انعزاله عن العالم، بإرادته»، موضحاً أن عزلته «تجعل تصوراته خرافية، فهي ليست عن المسلسل وحده، بل عن الظواهر العلمية في الكون. ورؤيته لـ «الحور العين» على ان فيه تندراً وسخرية، هي جزء من تفسيره الخرافي لما لا يعرف. فمثلاً، يفسر الظواهر العلمية كالكهرباء على أنها «قوى شيطانية». ويقول عن المركبة الأميركية التي حطت على القمر، «إنها لم تحط على القمر، إنما هو إبليس انتفخ في السماء، فهبطت عليه المركبة الفضائية». واعتبر بجاد ذلك الهجوم دليلاً على عجزه عن إبداء تصور لـ «الحور العين»، وأضاف: «انه (الحميد) سمع عن المسلسل من متحمسين، نقلوا له وجهة نظر أحادية، فأصدر أحكامه، من دون تكلف عناء سماع وجهة النظر الأخرى، كما هي ابسط قواعد إصدار الأحكام».

ورد بجاد على وصفهم بـ «الفجور» قائلاً: «إن حديث الحميد فيه فجور في الخصومة»، مستنداً الى حديث نبوي في شأن آيات المنافق «انه إذا خاصم فجر». بيد أنه استدرك: «لا يعني هذا أنني اتهم الشيخ بالنفاق، ولكن فيه خصلة من خصال المنافقين، تتضح في الخصومة»، مشيراً إلى أن مشكلة الشيخ ليست مع اسم المسلسل، وليست مع المحرمات التي تعرض في التلفزيون، بل مع كل منتج يتعلق بالتقنيات الحديثة، «فالقنوات التي تبث القرآن فقط يعتبرها محرمة أشد التحريم، وأشرطة الكاسيت لقراء الحرم وغيرهم يعتبرها محرمة، وسماعها إثم ومعصية».

وفي الاطار نفسه، أكد القاضي السابق الشيخ محمد الدحيم، عدم وجود مانع شرعي من استخدام مصطلحات إسلامية في المسلسلات الفنية، مثل مصطلح «الحور العين». بيد أنه استدرك متسائلاً: «ما الصلة بين الحور العين والإرهاب؟». مضيفاً: «إن اسم المسلسل لا يتطابق مع واقع جميع الإرهابيين فليسوا كلهم يريدون الجنة، بل هم قلة، فلبعض منهم أهداف أخرى».

الحياة اللبنانية في

09.11.2005

 
 

الدراما الخليجية تكتفي بثلاثين يوماً ...

«نهاية سعيدة» للحلقة الأخيرة من مسلسلات رمضان

الرياض - رنيم القبج

توزع المشاهدون خلال ثلاثين يوماً من رمضان، بين أعمال درامية خليجية عدة، ازداد عددها في شكل ملحوظ مقارنة بأعوام سابقة. لكل مشاهد أسبابه في اختيار ماذا يريد ان يشاهد. هناك من تعجبه قصة مسلسل سمع أو قرأ عنه في الصحف أو الإنترنت، وهناك من أُعجب بإعلانات تعرضها القنوات وتبشر فيها بأعمال جيدة. وهناك من تابع حباً لممثل أو ممثلة، وآخرين توقعوا أعمالاً متقنة كون من كتبها أو أخرجها فلان الذي قدم من قبل المسلسل «الفلاني»، وأخيراً هناك من شاهد من أجل كلمة «حصرياً» على شاشة قناة معروفة...

وبعد ثلاثين يوماً من المتابعة المتقطعة أو من دون تفويت حلقة، جاءت الحلقة الأخيرة تشبه «عيدية» للمتابعين، أو حسرة على ضياع أيام من الانتظار والمتابعة.

وفي الوقت الذي ظن فيه مشاهدون أن أعمالاً تحتاج إلى أكثر من 30 حلقة، بحسب وتيرة أحداثها وسيرها، التزم القيمون على هذه الأعمال أن تكون الحلقة الأخيرة في اليوم الثلاثين، بغض النظر إن كانت نهاية العمل ضعيفة أو غير مقنعة. ومن بين تلك المسلسلات القطري «عندما تغني الزهور» على قناة «دبي»، والذي انتهت معاناة بطلته (حياة الفهد)، فجأة، بزواجها من رجل طيب مقتدر يحبها ويحترم أولادها! وفي حفل بسيط أُقيم في «حوش» المنزل! وبتلك النهاية، كما في أعمال كثيرة غيره سواء فنية أم أدبية، تُحل جميع المشكلات التي تابعها المشاهد خلال 29 يوماً.

ولا تنحصر النهاية السعيدة بـ «عندما تغني الزهور». فهناك مسلسل «صحوة زمن» بطولة سعاد العبد الله وآل المنصور على شاشة MBC حصرياً، والذي انتهت أحداثه، كما توقع الكثيرون، فالفضيلة والأخلاق يجب أن تنتصر في الأعمال الخليجية وربما العربية. عادت الأمور إلى نصابها في «صحوة زمن»، فمن ألفة بين أفراد الأسرة تُقحم قسراً، إلى مشهد نهاية منتظر، تسافر فيه البطلة إلى الأردن، كي ترضي زوجها.

أما في مسلسل «الحور العين» للمخرج السوري نجدت أنزور، والذي أثار جدلاً قبل عرض حلقته الأولى، وزُعم أنه سيناقش الإرهاب، فلم تخل حلقته الأخيرة مما شاهدناه في الأعمال الأخرى، باستثناء عدم الإشارة إلى أن الحلقة 30 هي «الحلقة الأخيرة» كما هو معتاد. و «ربما» أراد أنزور أن يقول إن قضية الإرهاب لن تحل في شكل نهائي. لكن المجرم اعترف، والشاب الذي كان يقود سيارته ليفجر أحد المواقع، تراجع فجأة وفجر السيارة في إحدى المناطق الصحراوية - وربما أساء التفجير للمشاهد المؤثرة. لتتحول بعد ذلك الحلقة في مشاهدها الأخيرة إلى ما يشبه الفيلم التسجيلي، مع أصوات مذيعين ومذيعة ولقطات إخبارية لتفجيرات حصلت في السعودية، لتوثيق أعداد الضحايا والقتلى والشهداء.

ويستمر مسلسل النهايات السعيدة و «الأفلاطونية» ليصل إلى ما قدمته الكويتية فجر السعيد في «عديل الروح». وتأتي الحلقة الأخيرة منه لـ «تزيد الطين بلة»، فالمسلسل ازدحم بمواضيع مطروحة لم تكتمل، وكأن المؤلفة اكتفت بجمع أكبر عدد من القضايا الاجتماعية فقط. وأخيراً تتحول نظرات أسرة الوزير المملوءة بالازدراء والتعالي على الضرة وأبنائها، بلحظات وفي الحلقة الأخيرة فقط، إلى ابتسامة واسعة. وتختم الحلقة بجمع الوزير للضرتين والأبناء في مشهد لا يميزه سوى ابتسامة الجميع للكاميرا، وكأن الأسرة عاشت في سعادة وهناء، من دون أي مقدمات أو تمهيد لهذه النهاية.

وربما كان المسلسل المصري «سارة» الوحيد الذي لم ينته بنهاية سعيدة ولم يأت كما توقعه المشاهدون. فالعمل امتلأ بمبالغة - مُخجلة - من بطلته حنان ترك ومخرجته شيرين عادل، تشير إلى جهل حتماً بالحالات النفسية، لتقتصر عملية تمثيل مريضة نفسية (تتحول إلى طفلة) على تغيير الصوت فقط. وربما أثر على حنان ترك أدائها الصوتي في المسلسل الكرتوني «آل شمشون». وانطلاقاً من هذا الفشل لم يكن المشاهد ليتوقع إلا أن تُشفى المريضة فجأة وتعم السعادة، وأن يتزوج البطل والبطلة... لكن ما حصل أن البطلة واجهت معاناة بسبب أخيها الأكبر ما أدى إلى انتكاس حالتها، والعودة إلى الصفر، كما بدأت في حلقات المسلسل الأولى.

ويبقى السؤال ذاته يتكرر بعد حلقات رمضان الأخيرة، كل عام: متى تختلف نهايات المسلسلات الخليجية والعربية عما اعتاده المشاهد؟

... وأعمال تواصل العرض

على رغم انتهاء أيام شهر رمضان الثلاثين، فإن عدداً من أعمال الدراما التلفزيونية، لم ينته بإعلان عيد الفطر ومعظم هذه المسلسلات مصرية.

وربما يدفع ذلك بعض المتابعين «الأوفياء» لمسلسلاتهم، إلى تعمد البقاء في المنزل، أو الاعتماد على جهاز الفيديو لتسجيل الحلقات، خصوصاً إذا لم تراع القنوات التي تعرض هذه المسلسلات فارق الجدول اليومي (وقت المشاهدين) بين رمضان والأيام العادية.

لكن اللافت أن بعض الفضائيات بث الحلقة الأخيرة من مسلسلاتها في اليوم الثلاثين من رمضان، لتعيد بث حلقته الأولى في اليوم التالي مباشرة، معلنة إعادة المسلسل. ومن بين تلك القنوات «دبي» التي أعادت بث «عندما تغني الزهور» للمخرج أحمد المقلة، والكاتبة وداد الكواري.

ويلفت أيضاً على شاشة «دبي» ذاتها، بث الحلقات الأولى من المسلسل المصري «ريا وسكينة» الذي عُرض في رمضان على فضائيات أخرى.

ولعل السؤال الذي يطرح نفسه مع بداية مسلسل «إعادة مسلسلات رمضان»، هل تعتمد القنوات على معايير معينة لإعادة الأعمال الدرامية؟ أم أنها - المعايير - ذاتها التي تعتمد لعرض مسلسل ما في رمضان؟ ما يقود إلى سؤال آخر: هل حققت الأعمال المعادة والتي ستعاد نجاحاً لم تحققه غيرها؟

على أي حال، إذا كانت هناك مسلسلات ستعاد وأخرى أكتفي بعرضها في رمضان فقط، فذلك حتماً سيؤثر في مدى إمكان اختيار أعمال منتجين وكتاب ومخرجين وربما ممثلين، لرمضان المقبل مع الالتفات إلى عدد مرات الإعادة!

الحياة اللبنانية في

09.11.2005

 
 

نص العمل عندها أهم من مخرجه

سلاف فواخرجي: أخاف من نجاحي

دمشق - “الخليج”: نوعت سلاف فواخرجي في أدوارها خلال هذا الموسم وظهرت من خلال مسلسلات عدة، لكنها لم تخطط لهذا التوجه واكتفت بالاختيار الدقيق من بين النصوص المعروضة عليها، وتؤكد أن اسم المخرج لا يعنيها لأنها تهتم بالنص أولاً وأخيراً. وبعد النجاح الواضح، أصبحت تخاف من الفترة المقبلة لأنها مطالبة بالتدقيق في كل خطواتها الفنية. نظرتها للتنافس اختلفت بشكل كامل فهي ترى أنها في مواجهة نفسها فقط، حسب تأكيدها في حوار معها بعد نيلها لقب أحسن ممثلة في استفتاء “الخليج” عن العناصر والأعمال الناجحة في عروض رمضان:

·         هل اعتمدت هذا الموسم على خطة محددة لتنويع أدوارك؟

- لا أستطيع أن أؤكد أني أعتمد على خطة في عملي الفني، ولكني أعتمد دائماً على الدقة في اختيار ما يناسبني، وتنويع أدواري.

·         كيف تسنى لك اختيار ثلاثة أدوار في ثلاثة أنواع درامية؟

- توقفت كثيراً أمام النصوص المعروضة عليّ، لذلك ظهرت من خلال مسلسلات تاريخية واجتماعية وكوميدية.

·         ولكنّ هناك تفاوتاً في أهمية هذه الأدوار، ما رأيك؟

- لا يمكن أن تكون كل الأدوار بمستوى واحد لأن كل نوعية درامية تختلف من حيث الإمكانات، وأعتقد دور المسلسل الاجتماعي “عصي الدمع” يلامس المشاعر خاصة أنه تمكن من دخول مسارات ضيقة في المجتمع بمعالجة درامية هادئة ودقيقة، بينما الكوميديا في مسلسل “بكرا أحلى” لا تتحمّل الأداء العميق لأنها تعتمد على الحوار كثيراً.

·         لماذا بدا دورك في المسلسل التاريخي “ملوك الطوائف” أقل أهمية؟

- غالباً تظهر الشخصيات النسائية في المسلسلات التاريخية بأدوار صغيرة، لكني أعتبر أن دوري كان مهماً رغم أن الشخصية لم تظهر في بدايات الحلقات، ومن الطبيعي أن أقبل بهذا الدور لأنه يشكّل فرصة للتنويع في الأدوار، كما أني درسته بشكل جيد.

·         هل تختارين الأدوار حسب أسماء المخرجين؟

- لا، لأن أكثر ما يهمني هو النص والاستعدادات التي تسبق عملية التصوير، كما أهتم بمعرفة زملائي في العمل لأن هذا الجانب مهم جداً ويتعلق براحتي وهدوئي وقدرتي على الإجادة، وحينما يكون تمثيل زملائي غير مقنع، لن أتمكن من إقناع الجمهور بتمثيلي.

·         هل تعرضت لذلك من قبل؟

- ربما في بداياتي لكني لم أتأثر لأني اعتدت أن أخفي ضيقي وتوتري، وأبتعد عن المشكلة لأتجنب الغوص بها، وأظل مرتبطة بالجميع بعلاقات ودية.

·         ما مدى انعكاس هذه العلاقات الودية على فرصك؟

- في البداية تحققت لي عدة فرص نتيجة احترام زملائي في الوسط، والمخرجين بشكل خاص لي، ولكن المرحلة التالية تميزت بالفرص المتتابعة والمفاجئة لي لأني لم أكن أتوقعها، وهذا يعني أن أعمالي تتحقق كنتيجة حتمية لإجادة عملي والإخلاص له.

العلاقات الودية

·         هل جاءت مشاركتك كضيفة شرف في “الظاهر بيبرس” لحرصك على العلاقات الودية مع جميع المخرجين؟

- هذا الدور دعاني لتمثيله المخرج محمد عزيزية الذي أكن له الاحترام والتقدير، وبالفعل أنا حريصة على إبقاء كل علاقاتي جيدة ولا أضحي بأي صداقة، ولكن ليس على حساب قيمتي الفنية، ومستوى أعمالي الحالية، لذلك أدقق في كل وسائل ظهوري سواء كانت الأدوار أساسية أم كضيفة شرف.

·         وكيف تفسرين مشاركتك في مسلسلين من إخراج حاتم علي؟

- الدور هو المهم دائماً، لكن لكفاءة المخرج أهمية بالغة أيضاً. منذ سنوات عديدة أشارك في أعمال المخرج حاتم علي مثلما أشارك في أعمال هيثم حقي وعدة مخرجين متميزين، أي أني لا أحدد اختياراتي بالنسبة للمخرجين، أو أنفّذ أولوياتي حسب الصداقات مع عدد من المخرجين، فالعمل هو الذي يوثق الارتباطات الفنية بيني وبينهم.

اعتراضات

·         ما رأيك بظهور بعض الاعتراضات على رتابة الحلقات الأولى من مسلسل المخرج حاتم علي “عصي الدمع”؟

- دائماً تظهر الاعتراضات على بعض الجوانب الفنية لأن العمل المتكامل لا يتحقق حالياً في ظل الإنجاز السريع للتصوير والإخراج وبقية الأمور الفنية، ولكن المسلسل تميز من نواح عدة ولن تقلل من أهميته رتابة الحلقات الأولى لأن مهمتها كانت رصد الحياة والدخول إلى أعماقها وكشف أسرار البيوت وأماكن العمل تمهيداً لتسريع الأحداث. بعد الحلقة العاشرة تسارع الإيقاع لأن الحدث اتسع وتصاعد وبدأ يسير إلى النهايات ليكشف التضارب والاختلاف في العلاقات والارتباطات.

·         هل تعتقدين أن حدوث الطلاق في علاقة زواج ارتكزت على العاطفة كان مقنعاً في الخط الأساسي؟

- بالطبع لأن التسرع في الارتباط الذي حدث في البداية واندفاع المحامية رياض التي أجسّد شخصيتها نحو مهندس الديكور الغامض قليلاً والمعتاد على أسلوب خاص في حياته من دون أن تسعى لمعرفة الوجه الآخر من شخصيته، يبرر الطلاق لأن بروز شخصية الرجل الشرقي الحاد الطباع والملتزم بكثير من المفاهيم التقليدية من خلال شخصية الرجل المنتمي للغرب بذوقه وعمله، يوسّع مسافات الخلاف ويشعر الزوجة بأنها خدعت واستعجلت في الارتباط.

·         هل تتعمقين في كل أدوارك بهذه الدقة؟

- أحاول أن أتعمق في كل أدواري، وأكتشف خلفيات الشخصيات ونياتها وليس ما تقوله في الحوار فحسب، وربما أخطئ أحياناً في تقدير قيمة إحدى الشخصيات أو مكانتها في الأحداث، ولكني أنجح غالباً في الارتباط بشخصيات شبه متكاملة درامياً.

·         بعد بروزك خلال هذا الموسم ماذا تتوقعين لخطواتك المقبلة؟

- أشعر بالخوف من النجاح فعلاً، وأشعر أيضاً برهبة شديدة من التميز بعد كل موسم درامي وليس في هذا الموسم فقط والسبب أني سأحمل مسؤولية نجاحي في الأيام المقبلة مما يتطلب مني أن أبذل جهداً واسعاً في اختيار الأدوار والتفرغ لها وتمثيلها بمزيد من الحرفية والإتقان.

·         والتنافس هل مازلت تشعرين بوجوده في حياتك المهنية؟

- في السابق كنت أعتبر أن التنافس يتسع في مجال أخذ الفرص أو سرقة الكاميرا بأداء جيد، كما كان التنافس يظهر بالحسد والغيرة حين تعمل ممثلة أكثر من غيرها. الآن أعتبر أن التنافس فردي وليس جماعياً، أي أني أنافس نفسي ولا أنافس زميلاتي، ولذلك أشعر بحمل مسؤولية أكبر مع كل عمل جديد.

الخليج الإماراتية في

10.11.2005

 
 

سميرة أحمد نجمة من زمن الفن الجميل:

اعتمدت علي الخيال فيما قرأته عن الشيماء..

أفكر في الإنتاج إذا وجدت عملاً يستحق 

سميرة أحمد.. فنانة بسيطة إلي حد العفوية.. تلقائيتها تطل في كل حركة أو كلمة أو إيماءة.. هادئة وصريحة.. ابتسامتها التي تكسو وجهها جواز سفرها لقلوب المشاهدين.. أبدعت في "الخرساء" و"ليل وقضبان" وبرعت في "الشيماء" وتربعت علي القمة في "امرأة من زمن الحب" وأخيراً "أحلام في البوابة".. الذي قال عنه:

- قدمت رسالة سامية للأم رغم الصعوبات التي تواجهها إلا انها في النهاية تستطيع بعزم وقوة أن تنتصر لإرادتها في سبيل تحقيق هدفها.

·         والأعمال التي لها مكانة خاصة في قلبك؟

- "الخرساء" و"ليل وقضبان" و"الشيماء" وأعمال أخري كثيرة ولكن هذه الأفلام أحبها أكثر!

·         والصعوبات التي واجهتك في تصوير "الشيماء"؟

- اعتمدت علي الخيال فيما قرأته عن الشخصية في المراجع والكتب الدينية والصعوبة تكمن في انني لم أكن اؤدي شخصية دينية عادية وإنما أخت الرسول "صلي الله عليه وسلم" في الرضاعة لما تحمله من جلال وقدسية. ولابد أن أقنع المشاهد بها.. ساعدني الله كثيراً في هذه المهمة حيث انتابتني حالة من الحماس والرغبة في الوصول لأعلي درجة..

·         عدد كثير من أفلامك المعروفة لا يعرضها التليفزيون المصري. ما السبب؟

- حقاً هي كارثة لأن الأجيال الجديدة لم تعرف إلا عدداً محدوداً من أفلامي. وهذه المشكلة يعاني منها ممثلون كثيرون.. في حين أن الفضائيات العربية تعرض هذه الأفلام. وأسأل لماذا لا يسعي التليفزيون المصري لاقتناء تراثنا السينمائي؟.

·         ما رأيك في ظاهرة انقراض الأفلام الدينية؟

- انه موضوع يستحق الدراسة والبحث.. وان نفكر فيها من زاوية الفائدة والرسالة.. العودة لانتاج هذه النوعية لابد أن يكون علي أعلي مستوي. وإلا لن تحقق الهدف المأمول منها.

·         ما الفرق بين الجيل القديم والجيل الحالي؟

- الجيل القديم يطلقون عليه جيل العمالقة لأنهم كانوا يحبون الفن من أجل الفن. بدليل ان أكثرهم أنفق كل ثروته من أجل هذا الهدف.. وبدأوا من الصفر ككومبارس وصعدوا السلم بالجد والعرق. أما الجيل الحالي.. فضع أمامه أكثر من علامة استفهام!

·         هل تفكرين في خوض تجربة الانتاج من جديد؟

- لا أفكر الآن مادمت أعمل. وقد أفكر إذا طرح موضوع ذو أهمية وقيمة إنسانية ويستحق المغامرة.

·         ألا تفكرين في خوض تجربة المسرح؟

- لا يمكن أن أخوضها في الوقت الحالي.. ولا أفكر فيها..

·         هل أنت راضية عن مشوارك الفني..؟!

- راضية عما قدمته بقدر رضاء جمهوري عني وكلي أمل في تقديم المزيد إن شاء الله.

الحياة اللبنانية في

10.11.2005

 
 

مأساة التطرف ومآسي الطريق الوعر

خميس الخياطي

من ميزات النهج النمطي، تلك التقنية المعرفية التي تفرز الفوارق وترجع خصوصيات الظواهر الإجتماعية وغيرها إلي تماثل بينها بغية الوصول إلي مثال مطلق يمثل الكل وينطق بلسانه، انه أسلوب يتماشي ونسق حضارتنا اليوم كونها تقوم علي تعدد الأجناس وتوحدها الإنساني في آن، وإنتشار المعرفة و تعليبها في ذات الوقت لتكون في متناول الجميع وبأيسر السبل. لا أحد ينكر اليوم أن المعرفة، جراء إنتشار الوسائط ودمقرطتها، أصبحت في متناول كل من يريدها بغض الطرف عن الفوارق الإجتماعية والجنسية والعقائدية...

ومن المفارقات المؤسفة أن هذا الإنتشار، وإن كان في صالح الإنسان، نجم عنه منحي التسطيح والتعميم وهو المنحي المؤدي إلي التفاخر بالخصوصيات المؤدية حتما إلي نزاعات إجتماعية وعرقية وعقائدية هي في الأساس قاعدة العنصرية... وما يحدث حاليا في إحدي ضواحي العاصمة الفرنسية (كليشي سوبوا) من صراع علني بين الجالية العربية الإسلامية والشرطة الفرنسية هو علامة عن هذا التسطيح والتعميم من قبل الجهتين. فلا سلك الأمن يؤمن بأن المتظاهرين فرنسيون ولا يمتازون عنه في شيء ولا هؤلاء ينظرون إلي الآخرين بمعزل عن الضغط الإجتماعي ولا الجانب العنصري في التاريخ الفرنسي. لقد بينت دراسة للمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية أن العنصرية ضد العرب والمسلمين ـ ومنهم آباء وأقرباء أطفال كليشي ـ متفشية في جسم الجيش الفرنسي... وحينما تنخر العنصرية جسم الجيش الجمهوري ويتفوه وزير الداخلية (ساركوزي) بتعابير غير لائقة مثل racaille (الرعاع) تجاة شباب الضواحي وهم أساسا من العرب/المسلمين، فإن في الأمر أكثر من خطورة. إنه هزة أرضية.

هذا التنميط ورغم قصر المسافات بين الأمصار والثقافات ولأن المسافات قصرت فتلامست الحضارات، يسري اليوم كوسيلة معرفية تكفي عناء التفكير والبحث ومعرفة حقيقة الآخر في جوهره الفردي وليس فقط في إنتماءه إلي مجموعته وجماعته وما غير ذلك مما يحدده إن ثقافيا أو فيزيولوجيا...

هي وسيلة تستعملها عديد الفضائيات ـ عربية وغير عربية ـ لبناء عالم مانوي ونشر نوعا من المعرفة يسير الهضم، مقولب المفاهيم، مؤمن الراحة الفكرية والمادية في بيئة لم تعد فيها للمسلمات العقائدية أية حماية من مفعول العقل والعلم معا... في هذا العالم، العرب في نظر من ليسوا منهم هم علي نحو من المظهر لا يختلف فيه إثنان. الواحد منهم يمثل الكل. يكفي أن تصور أحدهم وكأنك صورتهم جميعهم. والمسلمون كذلك هم علي بكرة أبيهم علي نفس المظهر، كتلة واحدة كالبنيان المرصوص لا وجود للبنة بحد ذاتها إلا بوجودها ضمن ومع اللبنات الأخري.

صور عنصرية عن المسلمين

في عملية دك لا تهدأ للإسلام وقواعده ورسوله والمؤمنين به، بثت قناة الحياة (هوتبرد، تردد 11179) برنامجا روائيا قصيرا هو من قبيل الدعاية التي عادة ما هي إلا نتاج أنفس مريضة بذاتها، لا تقوي علي رؤية العالم في توازن مثمر بين الحضارات والديانات والأجناس. لنترك جانبا البرامج التي تبثها هذه القناة والتي تعمل بها علي المس بالإسلام وبكتابه المقدس وذلك بمساعدة قساوسة مصريين (أقباط)، لنترك جانبا إستعمال البربر من المغاربة للتهجم علي العروبة والإسلام، نتركهما لأننا ذكرناهما مرة ومرارا عند الإشارة إلي القنوات الدينية غير الإسلامية وعملية التبشير المسيحي فيما يعرف بالمجال الإسلامي بالمغرب العربي ولدي الجيل الثاني من عرب/مسلمي أوروبا... ما جذب إنتباهي هو إستعمال المنهجية النمطية في هذا البرنامج الروائي القصير... نري في البرنامج شابا مسلما. كيف علمنا إسلامه؟ إنه في غرفته ورغم الكتب المتراصة علي المكتبة، وضع علي فراشه القرآن مفتوحا... يقرأ الشاب ويتمعن... وفي لقطات أخري والده وأمه فرحين بهذا الخلف الصالح... الأب، هيئته تدل علي تطرف ديني واضح في جنس المسلمين الذين تتصورهم مجلات الأشرطة المرسومة (Bandes deines ) الموجهة للأطفال، لحيته كثة وطويلة، وجه ذو سمات جليدية، عينان يتطاير منهما الشرر وفوق شعر طويل تتربع عمامة سوداء بسواد الفقدان. أما الأم، فهي علي ذات الهيئة وإن أقل شررا... مازال الشاب يقرأ ويتمعن... ولكثرة القراءة والتمعن في الكتاب وفي غيره خاصة الأناجيل ، توصل الشاب إلي وضع سؤال ما بعده سؤال: هل القرآن حقا هو كتاب الله؟ يفكر ويصل إلي حقيقة مفادها أن القرآن ليس كتاب الله ... وعند غياب الشاب من غرفته، يدخل الأب ثائرا، مزبدا باحثا عن شيء ما نعرفه نحن... يبحث عن سؤال إبنه. وبعد بحث مضن جعل الغرفة صافيها علي عافيها ، يكتشف القرآن وقد وضعت عليه ورقة كتب عليها ليس القرآن كتاب الله . حينها يدخل الشاب. فيتملك به الأب فيخنقه ويتمسك به إلي أن يلفظ الشاب أنفاسه والأب كمن أصيب بجنة، منتفش شعره، مكهربة لحيته، عيناه جاحظتان... والأم لا حول ولا قوة لها، تبكي وتولول. الغرض من مثل هذه الأعمال ظاهر باين ولا يتطلب قص الشعرة حتي إلي إثنين. ما جذب إنتباهي هو الصيغ المستعملة في تصوير هذه العائلة وإبراز سمات إنتمائها إلي الإسلام. صورة كل فرد من أفراد العائلة تسقط تحت طائلة الإستنساخ من مرجعيات تشيطن العرب والمسلمين لغرض إعادة الحدود الفاصلة بين الأديان والحضارات والناس. ويقال أن فعل مثل هذه البرامج كبير علي الجالية المسلمة في أوروبا.

صواب صور الطريق الوعر

مقابل هذه الصور، هناك صور أخري وإن إستعملت نهج التنميط، فقط أولتها من العناية ما يحعلها تخرج عن دائرته... هي صور مسلسل الطريق الوعر الرمضاني الذي بثته حصريا قناة أبوظبي وأخرجه شوقي الماجري عن سيناريو للأردني جمال أبوحمدان. من المفارقات العجيبة أن إحدي الأسبوعيات التونسية السيارة والتي إختصت في شتم الصحافيين والمعارضين، إستنسخت ما جاء في إحدي المجلات الشرقية عن هذا المسلسل ولم تشر ولو بكلمة واحدة إلي أن المخرج هو التونسي شوقي الماجري. هذا المخرج التلفزيوني الذي بلورته أيديولوجية التفــتح التونسية والذي، علي حد قول المثل الشعبي قنديل باب منارة ما يضوي إلا علي البراني ، منع من البطاقة المهنية في بلده تونس وحجبت عنه المساعدة المالية لفيلم مملكة النمل بتعلة مكتومة من أنه يتعرض لفلسطين.

وتكفينا مشاكلنا حتي نضيف إليها مشكل فلسطين الذي لا علاقة لنا به . في ردة فعل سليمة، إستقر شوقي الماجري في الشرق كما فعل من بعده الممثل فتحي الهداوي (رأيناه في دور يوسف بن تاشفين في مسلسل المرابطون من إخراج ناجي طعمة) وآخرون وأنجز عديد الأعمال التي عرفت بـ الفنتازيا السورية وكان أقطابها الماجري ونجدت أنزور الذي بثت له قناة أم، بي، سي مسلسل حور العين (عن التطرف هو الآخر). هذه الأعمال الجيدة مثل إخوة التراب لم تشفع له لدي أنداده حتي يعيدوه لحضيرتهم ويثري مخيلة أبناء بلدهم...

في الطريق الوعر ، لنا تتمة مسلسل الطريق إلي كابول ، ذاك العمل الذي أوقف بثه في رمضان الماضي لسبب تعرضه للفشل الأمريكي في إيقاف إستقرار القاعدة في أفغانستان. في هذا المسلسل، نري الصحافي يحقق في ما جعل جماعة الأمس يصبحون إرهابيو اليوم... وهذا التحقيق هو الذي سيدفع بالجماعة إلي قتله ولكنهم يخفقون في ذلك... الصحافي بين ماضيه (أفغانستان بالأبيض والأسود) وحاضرة الملون (عائلته، تحقيقه ومشروع برنامجه التلفزيوني)، المحقق بين مهنته والشيخ المعتدل وأخوه المتطرف... المتطرفين بين أميرهم الذي يدفع بهم طعما للأمن وضميرهم الذي ينخر راحتهم ومسلماتهم، بين كل هذا وأكثر من هذا بين كل من السيناريست والمخرج أن المسألة أعوص مما نشاهد في نشرات الأخبار. كل الشخصيات بلا إستثناء تحمل هما ما. المتطرفين يحملون الـ هم الإسلامي ، فنراهم في مسلماتهم الحديدية، في مخبئهم يتصارعون وحقائقهم... أحدهم إنتحر لكثرة الضغوط وأصدقائه يشككون في شخصه... ما جسده شوقي الماجري يبين أن التطرف وإن هو كماء النار يأتي علي الأخضر واليابس، فهو كذلك مصدر للشك والتعاسة... وها نخن لم نعد في المشهد النمطي وإن بانت علاماته في بعض أشكال المتطرفين. إلا أن هنا كذلك، كان الـ كاستينغ (إختيار الممثلين) من أروع ما يكون لأنه أصاب في الشكل. والصورة قبل أن تكون مضمونا، فهي شكل وبالشكل تنغرس في المخيلة وفي القلب. وهو ما يعرفه كل من يعمل في ميدان الإستشهار التلفزيوني. لقد عمل شوقي الماجري علي إضاءة ما خفي من مأساة التطرف الذاتية ومن المآسي التي يصبغها علي العالم من حوله... فكانت الطريق الوعرة نحو الحقيقة... وليس بالنمط نلامسها.

جملة مفيدة:

المهم ليس أن تعرف كيف تكتب، بل أن تتعلم كيف تحذف . محمود درويش علي القناة الأردنية. 

ناقد وإعلامي من تونس

khemaiskhayati@yahoo.fr

القدس العربي في

10.11.2005

 
 

«نزار قباني»: ليتكم لم تخرجوه من دواوينه!

ابو ظبي – محمد فخري وضحة 

ليتكم تركتم نزار قباني بين أوراق دواوينه! ليتكم لم تنشروه على الملأ وتشرحوه أمام العيون! ليتكم لم تنبشوا كتاباته وتركتموه يتباهى بصفحات أشعاره الوطنية! على الأقل لم يكن أحد سيعرف تفاصيل تلك الحياة الماجنة لذلك الشاعر العملاق إلا من قرأ تلك العبارات الإباحية في تلك الدواوين، وبذلك كان كل منا سيحتفظ، وبشكل مختلف عن الآخر، بصورة معينة عنه من خلال نوعية ما قرأه له من قصائده المتنوعة التي امتدت لتشمل كل المتناقضات.

أما وأنكم جمعتم الصورة الكاملة للشاعر بتناقضاتها وقدمتم ذلك المسلسل المليء بالفراغات التي تركتموها للمشاهد، فلا تلوموا من سيكتب عنه كي يملأ تلك الفراغات ويحاول أن يعرف المقدمات التي كانت تؤدي إلى كتابة كل قصيدة. بل إنكم شاركتم وفي شكل غير مباشر (أم تراكم كنتم تعلمون) في الإساءة واعترفتم بخطورة الشعر الذي يخدش الحياء، عندما لم تتجرأوا على استخدام الأبيات الكاملة لقصيدته الأولى في ديوانه الأول (قالت لي السمراء) واكتفيتم بالبيت الأخير: «يا شاعري لم ألق في العشرين من لم يفطم».. (ولمن شاء فليرجع الى قراءة تلك القصيدة وشطرها الأول فليس القصد هنا الدعاية لها). ولعل الجملة المؤثرة التي علقت في الذهن هو ما قاله له أبوه في المسلسل تعليقاً على ديوانه، أن هذا الكلام هو مما يحس به الإنسان ويبقى في القلوب بين جدران غرف النوم ويجب ألاّ يظهر على الملأ.

امرأة لكل لحظة

ألا ليتكم لم تنبشوا تلك السيرة وتسترتم على تلك اللحظات، وتركتموه على الصورة الرومانسية الناعمة التي عرفها عنه العامة من قبل من خلال قارئة فنجان عبد الحليم حافظ ثم من خلال ما تغنى به كاظم الساهر، فما فعلتموه هو أنكم أكدتم لكل من قرأ تلك القصائد أنها بالفعل نتجت عن تجارب لا تعد ولا تحصى للشاعر مع النساء وما أكثرهن، كيف لا وقد شاهدنا أنه كان يشتاق دائماً للتعرف إلى امرأة تلو أخرى في كل مكان ذهب إليه مما أثار الشك في النفوس، وجعلها تطرح مرة أخرى السؤال الكبير الذي يناقشه النقاد منذ زمن بعيد: هل يبحث الشاعر عن دوافع لكتابة القصيدة بغض النظر عن القيم الأخلاقية للمجتمع الذي يعيش فيه؟ فهذا هو ما قدمه لنا هذا المسلسل. ألم تنظروا كيف كان ينتقل من امرأة الى أخرى بحثاً عن إلهام جديد وعن تجرية جديدة تولد له القصائد والشعر؟

ألم تكن هذه الصورة هي التي شاهدناها من حلقة إلى أخرى بدءاً من حارته المحافظة إلى الجامعة ثم إلى القاهرة واسطنبول ولندن؟ وهي النماذج التي طرحها المسلسل بدءاً من جارته المتزوجة الى زميلتيه في الجامعة ثم إلى أم إحداهما ثم خادمة منزله ثم في بيوت الهوى الى زوجة زميله الديبلوماسي وكذلك مدرّسة اللغة الانكليزية ثم الفتاة الوجودية الفرنسية ثم الشاعرة والأديبة... بل وكان مع كل واحدة منهن يصرّح لها في شكل واضح أنه يريدها بقربه... ألم يطرح كل تلك الشكوك الكبيرة في المقولة التي كنا نسمعها في المسلسل أن الشاعر حمل على عاتقه قضية الدفاع عن هموم المرأة وتحررها؟ فهل كانت تلك الحرية ستأتي من علاقات غير شرعية مملوءة بالغرام والحب البريء كما حاول المسلسل أن يصورها لنا (ولن نقول أبعد من ذلك)، بل ومن حب نابع عن خيانة زوجية من امرأة قارنت بين زوجها وبين الشاعر الرقيق الأشقر صاحب العينين الزرقاوين؟ فأي قيمة أخلاقية تمثلها تلك العلاقات؟ أم أنكم تريدون أن نتقبلها على علاتها وإيحاءاتها من منطق أصحاب مدرسة أن الشاعر يحق له ما لا يحق لغيره؟ ألم ترونه يترك زوجته وأولاده لأنها طالبت بحبها فبماذا أجابها: نصفي شاعر ونصفي إنسان، نصفي حقيقة ونصفي خيال!!

العبقرية والمبادئ

ماذا رأينا غير رجل كان يشتاق دائماً الى الدخول في تجربة نسائية جديدة، وفي يده السيجارة والكأس وسهرات في الخمارات والكباريهات! فهل عبقرية الشعر تبيح للشاعر أن يتخلى عن أبسط المبادئ الأخلاقية والاجتماعية لينغمس ـ وببراءة شديدة كما يريد المسلسل أن يصورها لنا ـ في حياة الضياع والنساء والخمور بحثاً عن أبيات جديدة؟ ترى هل ما رأيناه هو تطويع المهارة اللغوية الشعرية للخروج بقصيدة أم أن تلك المهارة لم تكن إلا وسيلة وحجة لتبرير استخدام المؤثرات الخارجية.

لن نتحدث عن تفاصيل الأحداث التاريخية التي وردت في المسلسل وصحتها ودقتها، فلهذا المجال أصحابه، وإنما ما تم في المسلسل هو تحطيم صورة مثالية لشاعر كبير كانت له سمعة تجوب الآفاق.

وأخيراً نردد ما قاله الشاعر نـفـسـه في قـصـيـدتـه الشـهـيـرة «... لا توجد منطقة وسطى ما بين الجنة والنار»... ألا ليتكم تركتموه بين أوراق دواوينه! ليتكم لم تنشروه على الملأ وتشرّحوه أمام العيون!

الحياة اللبنانية في

10.11.2005

 
 

محاكمة الدراما المصرية:

المؤلفون : هناك مخطط خليجي لضرب المسلسلات المصرية!

الفنانون اهتموا بالمال علي حساب الجودة

لماذا انصرف المشاهد المصري عن متابعة الدراما التليفزيونية التي عرضت مؤخراً وبصورة مكثفة أدت إلي إصابة المشاهد.. بتخمة في عددها حتي انتقل الحال إلي الفضائيات؟

هذا التساؤل أجابت عنه ندوة "الأعمال الدرامية في رمضان" التي نظمتها دار الكتب القومية وحضرها الدكتور محمد صابر رئيس الدار والدكتور ناصر الأنصاري رئيس هيئة الكتاب ومجموعة من المؤلفين والكتاب..

بداية أكد المؤلف محمد صفاء عامر انه يرفض نقد أي عمل تليفزيوني بذاته نظراً لوجود أحد أعماله في هذا السباق.. بالاضافة إلي تعرضه لمشاكل كثيرة بسبب نقده الصريح لبعض الأعمال الدرامية في العام الماضي.

كشف صفاء عامر ان أزمة الدراما وراءها طريقة اختيار الأعمال التي عرضت علي قنواتنا الأرضية لأن التقارير التي رفعتها لجنة اختيار الأعمال الدرامية ألقي بها في سلة القمامة! وأصبحت مافيا وكالات الإعلان هي المتحكمة فيما يعرض من مسلسلات ونفت الأعمال الأخري إلي القنوات غير المرئية. وتجاوزت في ذلك لدرجة ان مسلسل مهم مثل "العميل 1001" انتج بمناسبة احتفالات أكتوبر واليوبيل الذهبي لانشاء المخابرات العامة لم يتم عرضه في مصر لأنه لا يحتوي علي رقص ولا يضم نجوماً يجذبون الاعلانات فتلقفته الفضائيات العربية!

وأرجع صفاء عامر ما يحدث الآن في الدراما المصرية إلي الأزمة التي تعيشها تلك الدراما إلي مافيا وكالات الإعلان فأصبح ما يدره المسلسل من عائد مادي كبير أهم من القيمة الفنية التي يقدمها حتي تحولت المسلسلات إلي مجموعة من الاعلانات تتخلل مشاهد درامية سطحية.

لذلك اضطر المخرجون للجري خلف النجم الذي بدوره يجري خلف المادة ويتقاضي الملايين. مما أدي إلي لجوء جهات الاعلان إلي مؤلف مبتديء أو قليل الضمير ليفصل للنجم أو النجمة دراما خاصة بهما.

أكد محمد صفاء عامر وجود مخطط لضرب الدراما الاجتماعية المصرية عن طريق الدراما السورية. فمنذ عامين جاء مجموعة من الأخوة السوريين لعدد من المؤلفين منهم أنا وأسامة أنور عكاشة ويسري الجندي ومحفوظ عبدالرحمن للتعاقد معنا بمبالغ مغرية لكننا رفضنا لاعتبارات خاصة وعندما نظرت إلي الدراما السورية هذا العام وجدت دراما ليست شديدة الجاذبية كما يصورها البعض! ومع ذلك أدركت اننا نعيش بداية نهاية الدراما المصرية وأن البساط سحب منها ويزداد عاماً وراء آخر. وبذلك ستلحق الدراما بالمسرح والسينما المصرية لنصبح في مؤخرة الدول إذا لم نصارح أنفسنا بالحقيقة ونسارع بتدارك الأمر.

وأكد صفاء عامر ان ذلك المخطط ليس سرياً فقد قال لي مرة أحد الخليجيين: "سوف أجعل الناس تنسي اللهجة المصرية في الغناء" وقد حدث ووجدنا بعض المطربين المصريين يغنون بالخليجي! ومع ذلك نحن لدينا الامكانيات التي تؤهلنا للتقدم. لكن للأسف نسيء استخدامها. فالسوريون يعترفون ان نقطة الضعف لديهم الكتابة لذا جاءوا إلي الكتاب المصريين ولكن نحن سلمنا الدراما علي طبق من ذهب لمافيا الاعلانات!

لغة المال

أما المؤلف والكاتب محمد جلال فيقول: عندما شاهدت الأعمال التي تعرض علي التليفزيون المصري العام الحالي اندهشت ولم أصدق ان هناك لجنة انعقدت لتقر تلك الأعمال الهابطة لكن الواضح ان لغة المال هي التي تتحكم في عرض الأعمال فإذا أردت أن يذاع مسلسلك في رمضان لابد أن يقدمه أحد النجوم فحن نعيش عصر فيه النجوم الذين يحكمون الدراما المصرية. والمأساة أن الذي يدعم الدراما السورية هي أموال الخليج. ليس حباً في سوريا ولكن محاولة لسحب البساط من تحت أقدام القاهرة باعتبارها هوليوود الشرق حيث لم يبق لنا سوي الدراما المصرية بعد أن تراجعت السينما والأغنية!

وأرجع محمد جلال أزمة الدراما إلي عدم وجود الوعي لدي بعض الفنانين. بالإضافة إلي الأزمة الشديدة في الورق الذي أصبح المأساة الحقيقية للدراما المصرية. حيث نجد أن النص في معظم الأعمال أضعف عناصرها لبعدنا عن الرواية واذكر المرحوم صلاح أبو سيف عندما كان مسئولاً عن السينما في مصر قبل ما تحتضر كان يعقد لجنة للاختيار من جميع الروايات التي تصدر لتحويل الذي يصلح منها لأعمال سينمائية فكانت السينما المصرية في مجدها تعترف بالدور الحقيقي للكلمة.

مجرد سلعة

أما الكاتب يسري الجندي فيعلق قائلاً: القول بأننا انتهينا فيه خطأ كبير. والتعميم فيه غير دقيق.. نحن كنا وحتي العام الماضي نتفوق علي الدراما السورية. وفي الأعمال التاريخية أيضاً. بدليل مسلسل "الطارق" والمستوي الذي ظهر به وأشاد به الجميع...نحن قادرون علي المنافسة وعلي الاستمرارية ولكن هناك مشاكل علي "جهات الانتاج" أن تبحث في أسبابها. وأهمها لماذا نفضل الرديء ونقبل عليه ونعرضه. وفي يدينا الجيد.. ثم البحث عن سبب التوسع الرهيب في الاعلانات. وسيطرة النجم. بل والنظرة التجارية البحتة التي يتعامل بها التليفزيون مع أعمال تدخل الثقافة فيها بشكل أساسي.. فلماذا النظر إليها علي انها مجرد سلعة تباع وتُشتري!.

الجمهورية المصرية في

10.11.2005

 
 

أوراق شخصية

محمد كريم .. بين الدراما والتاريخ

بقلم :آمال عثمان  

الفنان المبدع ¢ يحيي الفخراني¢ يحتفظ لنفسه بمكان أثير في قلوب جماهير شاشة رمضان طوال السنوات العديدة الماضية، وأصبح اسمه بمثابة ¢ صك ضمان¢ للجمهور والنقاد يضمن مشاهدة عمل فني متميز، لذلك أصبح الجميع ينتظر ما سيقدمه للشاشة الصغيرة كل عام بشوق .

وهذا العام أطل علينا ¢الفخراني¢ مع أول أيام الشهر الكريم بشخصية ¢ العم عربي ¢ حفيد الزعيم الوطني ¢محمد كجريم¢، واستطاع أن يخطفنا إلي عالمه الجميل الذي صاغ ملامحه الكاتب المبدع ¢ محمد جلال عبد القوي ¢والمخرج ¢ أحمد صقر ¢ وجعلنا نعشق هذه الشخصية المصرية البسيطة بكل ما تحمل من طيبة وأصالة وشجاعة ووطنية وعشق لتراب بلدها .

وبقدر عشقي وإعجابي بشخصية ¢ العربي كريم ¢ التي رسمها الكاتب ببراعة، وبأداء يحيي الفخراني البديع لشخصية البحار الفدائي الذي قاوم الاحتلال البريطاني، وفقد إحدي عينيه دفاعا عن وطنه، لكنه أصر أن يتحدي الواقع ويقاوم عاهته ويعمل بحارا علي السفن في قناة السويس، أقول برغم كل هذا الإعجاب إلا انه ظل يشغلني سؤال عن مدي أحقية الكاتب في ان يطلق العنان لخياله ويرسم أحداثا وشخصيات ومواقف وتفاصيل ترتبط ارتباطا وثيقا بشخصية حقيقية في قيمة وأهمية المناضل ¢ محمد كجريم ¢ بطل المقاومة ضد الغزو الفرنسي؟!

وإذا كان هذا السؤال قد راودني أحيانا وأنا أتابع الحلقات الأولي من المسلسل، إلا أنه أصبح أكثر إلحاحا بعد أن فقدت الحلقات جاذبيتها وتفككت أحداثها وأفكارها، وتحول يحيي الفخراني من ¢ العم عربي كجريم ¢ إلي الشاب المراهق ¢ فارس ¢ الذي نتابع في كل حلقة جانبا من مغامراته العاطفية وغزواته النسائية !!

لذلك لم أفاجأ عندما قرأت خبر تهديد أسرة الزعيم الراحل باللجوء إلي القضاء لوقف عرض المسلسل الذي اعتبروه يسئ إلي تاريخ جدهم الذي دفع حياته ثمنا للدفاع عن وطنه، وقدم روحه قربانا علي مذبح الحرية، بعد أن سخر كل ثروته لصد الغزو الفرنسي القادم لمصر من البحر .

ولم يكن ¢ محمد كجريم ¢ زعيما سياسيا أو قائدا عسكريا إلا أنه كان أول من أطلق شرارة المقاومة في وجه إمبراطور الحرب ¢نابليون بونابرت¢ قائد جيوش ثاني أكبر قوة عظمي في العالم في ذلك الوقت، واستطاع بحركته الوطنية والشعبية أن يذكي الروح الوطنية ويقود ملحمة بطولية ويكون أهم عقبة أمام الغزاة القادمين من أوروبا يحلمون بإقامة الإمبراطورية الفرنسية في بلاد الشرق .

ورغم كل الإغراءات التي قدمها له القائد الفرنسي ¢ نابليون ¢ لمحاولة استقطابه ووضع حد لمقاومته وحشده للقوي الشعبية في وجه الفرنسيين بداية من إرسال الهدايا الثمينة إلي مساومته علي إقامة حكومة أهلية يكون أحد أعضائها إلا أن المناضل الكبير رفض بإباء وشمم، واختار أن يلقي ربه شهيدا دفاعا عن وطنه، فقرر ¢ نابليون ¢ التخلص منه وإعدامه مع عدد من رفاقه وقطعوا رأسه وحملوها إلي الأهالي لبث الرعب في قلوبهم وإسكات صوت المقاومة، والتخلص من زعيمها وعقلها المفكر !
وجاء إعدام ¢ محمد كجريم ¢ وهو لم يكمل العقد الخامس من عمره ليكون بمثابة الشرارة الأولي لإشعال ثورة المصريين التي انتهت بطرد الفرنسيين وكتابة نهاية حزينة لطموحات وأحلام ¢ نابليون بونابرت ¢ .

لذلك ليس من المعقول عندما نتذكر ذلك الزعيم الوطني العظيم في الدراما المصرية، أن نربط اسمه وتاريخه بشخصية شاب فاقد للهوية يترك بلده ليعيش فوق باخرة ¢ جار سون ¢ يطارد الفتيات ويعشق اللهو والمغامرات!

إنني علي يقين بأن الكاتب ¢ محمد جلال عبد القوي ¢ لا يقصد إطلاقا الإساءة للزعيم ¢ محمد كجريم ¢، وخيرا فعل عندما أكد في بداية الحلقات عدم ارتباط شخصيات المسلسل وأحداثه باسرة الزعيم الراحل، لكني أتمني أن يرد كاتبنا المبدع الاعتبار للمناضل ¢ محمد كجريم ¢ من خلال مسلسل يجسد فيه بطولاته ورحلة كفاحه، ويظهر كيف استطاع هذا الإنسان المصري العظيم الذي كان واحدا من أعيان الاسكندرية الأثرياء، ولم يدرس يوما فنون الحرب والقتال والمقاومة في الأكاديميات العسكرية أن يقود حركة شعبية للتصدي للقوات الفرنسية، وكيف استطاع ان يمتلك القدرة علي بث الروح الوطنية وإثارة حماس المصريين علي المقاومة حتي الموت دفاعا عن بلدهم .

وأتصور أن الفنان المبدع ¢يحيي الفخراني ¢ هو أفضل من يجسد تلك الشخصية الوطنية علي الشاشة، وأن يكون هذا العمل الدرامي مفاجأة الفخراني لجمهوره في شهر رمضان القادم.

أخبار النجوم المصرية في

10.11.2005

 
 

استبيان «مجلة القبس»

«حاير طاير» و «الست أصيلة» و«قرقيعان» أسوأ الأعمال الرمضانية

في استبيان شارك فيه اكاديميين والنقاد والزملاء من غير العاملين في الصفحات اليومية للمجلة. جاءت النتائج مفاجئة على اكثر من صعيد حيث كان:

أسوأ مسلسل محلي

رشحت العينة التي شاركت في الاستبيان عدة مسلسلات باعتبارها الاسوأ محلياً وهي: «جني وعطبة، عديل الروح، جبروت امرأة، قرقيعان، فريج صويلح، ان فات الفوت، اللقيطة، نقطة تحول، الدكتورة». وحصد «عديل الروح» لقب أسوأ مسلسل محلي، وجاء «جني وعطبة» في المركز الثاني ومسلسل «فريج صويلح» في المركز الثالث حسب النسب التالية:

أسوأ مسلسل محلي عديل الروح بنسبة ٠٣٪

وجاءت بقية النتائج جني وعطبة ٠٢٪، فريج صويلح ٥١٪، اللقيطة ٠١٪، جبروت امرأة ٥٪، قرقيعان ٥٪، نقطة تحول ٥٪، ان فات الفوت ٥٪، الدكتورة ٥٪.

أسوأ مسلسل خليجي

رشحت العينة مسلسلات «عذاري، اللقيطة، جبروت امرأة، الدكتورة، عندما تغني الزهور، حاير طاير، نقطة تحول، عديل الروح، سوالف دينا«.

وحصل مسلسل »حاير طاير« على اعلى نسبة، واختير اسوأ مسلسل خليجي وبنسبة ٠٢٪ .

وجاءت بقية النتائج كالتالي:

عندما تغني الزهور وعديل الروح والدريشة ٣.٣١٪، عذاري ٦.٦٪، اللقيطة ٦.٦٪، جبروت امرأة ٦.٦٪، الدكتورة ٦.٦٪، نقطة تحول ٦.٦٪، سوالف دنيا ٦.٦٪.

أسوأ مسلسل عربي

تنافس على لقب اسوأ مسلسل عربي »الست اصيلة« و»احلام عادية« و»المرسى والبحار« و»ريا وسكينة« الى جانب «سارة» و«نزار قباني» ورشح الست اصيلة قرابة ٤.٩٢٪.

وجاءت نسبة ترشيح الاعمال الاخرى.

احلام عادية ٥.٣٢٪، ريا وسكينة ٦.٧٦٪، المرسى والبحار ٧.١١٪، سارة ٨.٥٪. نزار قباني ٨.٥٪.

اسوأ ممثل

جاء الفنان داود حسين الاسوأ في رأي العينة التي اختارته لادائه المتواضع في برنامج «قرقيعان» وجاءت النتائج كالتالي:

داود حسين ٩٢.٤٪، يعقوب عبدالله ٦.٧١٪، ولد الديرة ٧.١١٪، احمد جوهر٨.٥٪، حسن البلام ٨.٥ ٪، نايف الراشد ٨.٥٪، خالد النفيسي ٨.٥٪، غانم الصالح ٨.٥٪، حسين المنصور ٨.٥٪.

اسوأ ممثل خليجي

رشحت العينة مجموعة من الاسماء الخليجية التي رأت انها الاسوأ وهي حسن رجب، ابراهيم الزدجالي، عبدالعزيز جاسم، غانم السليطي، ابراهيم الحربي وجاءت نتائج الاسوأ كالتالي:

ابراهيم الزدجالي وحسن رجب ٥٢٪، عبدالعزيز جاسم ٦.٦١٪، غانم السليطي ٦.٦١٪، إبراهيم الحربي ٦.٦١٪.

اسوأ ممثل عربي

اتفق نصف افراد العينة على ان يحيى الفخراني هو اسوأ ممثل عربي وتوزعت بقية الترشيحات على سامي العدل، ياسر جلال، صلاح السعدني، سلوم حداد، فهد عايد، ايمن زيدان، وجاءت النتائج كالتالي:

يحيى الفخراني ٥.٨٣٪، ياسر جلال ٤.٥١٪، صلاح السعدني ٦.٧٪، سلوم حداد ٦.٧٪، فهد عابد ٦.٧٪، ايمن زيدان ٦.٧٪، احمد خليل ٦.٧٪.

أسوأ ممثلة محلية

جاءت شيماء علي على رأس ترشيحات اسوأ ممثلة محلية متخطية مشاعل الزنكوي التي رشحتها العينة ثانية، ورشحت لاسوأ ممثلة ايضاً احلام حسن، عبير احمد، بدرية احمد، مي البلوشي، شجون، هدى حسين، وسعاد عبدالله، وجاءت النتائج كالتالي:

شيماء علي ٢.١٤٪، عبير احمد ٨.١١٪، مشاعل الزنكوي ٨.١١٪.
احلام حسن، بدرية احمد، مي البلوشي، شجون، هدى حسين، سعاد عبدالله ٨.٥٪.

أسوأ ممثلة خليجية

واختارت نصف العينة قريباً بدرية أحمد كاسوأ ممثلة خليجية بنسبة ٠٤٪ واختارت العينة هدى الخطيب ثاني اسوأ ممثلة بين الاسماء الاخرى وهي فاطمة الحوسني، طيف، زينب العسكري، احلام محمد.

بدرية احمد ٠٤٪، هدى الخطيب ٠٢٪، شيماء سبت ٣.٣١٪، زينب العسكري ٦.٦٪، احلام محمد ٦.٦٪، فاطمة الحوسني ٦.٦٪، طيف ٦.٦٪

اسوأ ممثلة عربية

حصدت فيفي عبده النسبة الاعلى كأسوأ ممثلة عربية اذ اجتمع قرابة ١٧٪ من العينة على انها الاسوأ وتساوت الممثلات عبلة كامل، يسرا، سمية الخشاب، سناء يونس بالترشيحات بنسبة ٧٪ لكل منهن.

أسوأ مخرج

طرحت عدة اسماء لاسوأ مخرج هم رمضان علي، حسين المفيدي، نواف سالم الشمري، البيلي احمد، احمد الدوغجي، احمد صقر، يوسف حمود، وجاءت النتائج كالتالي:

رمضان علي ٤.٩٢٪، حسين المفيدي ٥.٣٢٪، البيلي احمد ٨.١١٪.
سامي محمد علي »مخرج الست اصيلة« ٨.٥٪ .

أحمد الدوغجي، أحمد صقر، يوسف حمودة، نواف سالم الشمري ٨.٥٪ .

اسوأ نص

رشحت العينة »فريج صويلح« كاسوأ نص بنسبة ٣.٣٣٪، وجاءت النتائج الاخرى كالتالي:

عديل الروح ٦.٦٢٪، المرسى والبحار ٣.٣١٪، نقطة تحول، قرقيعان، الست اصيلة، الدكتورة، بنسبة ٦.٦٪ لكل منها.

أسوأ برنامج محلي

كان هناك شبه اجماع على «قرقيعان» كأسوأ برنامج محلي، وجاءت النتائج كالتالي:

قرقيعان ٤.٢٥٪، صادوه ٢.٤١٪، ليالي غادة، ريموت كنترول، عينك ع الوطن ٥.٩٪، اكاديمية المواهب ٨.٤٪ .

أسوأ برنامج عربي

رشحت العينة برامج عدة للقب اسوأ برنامج عربي وهي عايلة بيسو، اغانيكم دوت كوم، قرقيعان، اقلب الصفحة، ريموت كنترول، حوار المشاهير، وجاءت النتائج:

قرقيعان واقلب الصفحة ٠٣٪، عايلة بيسو، اغانيكم دوت كوم، ريموت كنترول، حوار المشاهير ٠١٪ .

أسوأ مذيع

حصد بركات الوقيان لقب اسوأ مذيع اذ رشحه ٠٦٪ من العينة وجاء محمود سعد بنسبة ٠٢٪ وميشيل قزي و٠١٪ ورشح بعض افراد العينة مذيع قناة سترايت بنسبة ٠١٪ .

أسوأ مذيعة

اختيرت المذيعة الشابة امل العوضي الاسوأ وجاءت غادة رزوقي في المركز الثاني وجاءت النتائج على الشكل التالي:

أمل العوضي ٠٤٪، غادة رزوقي ٠٣٪، هالة سرحان ٠٢٪، منيرة عاشور ٠١٪.

اسوأ مقدمة

لم يكن هناك اجماع على اسوأ مقدمة اذ طرح العديد من الأعمال بينها عندما تغني الزهور، قرقيعان، نقطة تحول، فريج صويلح، حاير طاير ، صحوة زمن، عديل الروح، الظاهر بيبرس.

وتساوى فريج صويلح ونقطة تحول باعتبارهما اسوأ مقدمة غنائية بنسبة ٨.٨١٪ وجاءت النتائج الاخرى كالتالي:

عذاري ٥.٢١٪ .

قرقيعان، عندما تغني الزهور، جني وعطبة، حاير طاير، الست اصيلة، عديل الروح، صحوة زمن، الظاهر بيبرس بنسبة ٣.٦٪ .

قرقيعان مسلسل محلي وبرنامج عربي

على رغم ان هناك شبه اجماع على ان برنامج «قرقيعان» هو اسوأ برنامج محلي قدم في شهر رمضان الكريم، الا ان بعض الترشيحات وصفته الاسوأ بين المسلسلات المحلية، والبعض وصفه بين البرامج العربية.

كما رشح برنامج «ريموت كنترول» كأسوأ برنامج عربي.

نجوم كبار.. والأسوأ

لم يرحم افراد العينة نجوما كبارا من اختيارهم الاسوأ مثل غانم الصالح، خالد النفيسي، سعاد عبدالله، عبدالعزيز جاسم، هدى حسين، واحلام حسن وهدى الخطيب.

عديل الروح مسلسل خليجي

المسلسل المحلي عديل الروح الذي رشح باعتباره اسوأ مسلسل محلي رشح ايضا الاسوأ كمسلسل خليجي ورشحت ايضا مسلسلات جبروت امرأة، اللقيطة، الدكتورة، نقطة تحول.

بدرية احمد ممثلة محلية وخليجية

رشح بعض افراد العينة الممثلة الاماراتية بدرية احمد ضمن فئة الممثلات المحليات ونالت نسبة لا بأس بها، الا ان الاغلبية اجمعت على انها الاسوأ بين ممثلات الخليج.

الأسوأ خليجيا

»عذاري« و»اللقيطة« و»الدكتورة« و»سوالف دنيا« و»نقطة تحول«.

الأيام البحرينية في

11.11.2005

 
 

الدراما الإماراتية نافست الكويتية هذا الموسم

أحمد الجسمي: النجاح يحتاج إلى مد جسور الثقة

حوار: جمال آدم

قدم إلى الفن عبر بوابة المسرح، وهي النافذة التي دخل من خلالها عدد كبير من الفنانين الإماراتيين والخليجيين والعرب، ولحق بعجلة التلفزيون بعد قليل من تقديم أول أعماله المسرحية، وظل يتنقل بين هذين الفنين محاولا ترك بصمة تدل عليه وعلى جهده، وغالبا ما تثير خياله حكايات البدايات والعذاب الذي كان النجاح ينسيه إياها..

احمد الجسمي الذي تعتقت في ذاكرته الأحلام الكبيرة ما زال يسعى عمن يسمعه صوته، وغالبا من يكون أول موافق على عرض مسرحي أو عمل تلفزيوني فور مناقشته به، وهو الذي قدم »حكاية الرجل الذي صار كلبا، والفيل يا ملك الزمان، وهولاكو، ومقهى أبو حمدي، وليالي أحمد بن ماجد.. وغيرها الكثير« إضافة إلى مشاركات تلفزيونية عديدة... قدم معظمها متنقلا بين دول الخليج العربي.

يعيش الجسمي هذه الأيام حالة من الرضا والسرور على النجاح الذي حققه مسلسل »الدريشة« في أوساط الناس، وهو عن نص الكاتب المتميز جمال سالم، بعد أن تابعه كمنتج منفذ لصالح قناة دبي الفضائية صاحبة الامتياز والعرض الأول له، وحول هذا المسلسل التقيناه في الحوار الآتي :

·     يحكى عن إطلالة جدية للدراما الإماراتية هذا العام، وخصوصا بعد عرض عدد من المسلسلات التي لاقت إعجاب الجمهور على الفضائيات المحلية كيف تلقيت هذا النجاح ؟

ــ لا شك أن هذا العام حفل باختلاف جوهري مقارنة مع الأعوام الثلاثة الماضية على الأقل، فالمتابع للأعمال المقدمة عبر الفضائيات سيقول إن هناك شيئاً جديداً ومختلفا من حيث الجودة والكمية، وأستطيع ان أؤكد ان الدراما الإماراتية على قلة مسلسلاتها هذا الموسم إلا أنها نافست الدراما الكويتية بقوة، وهي الدراما الأشهر والأقوى خليجيا.

·     هل تغير الظرف الإنتاجي العام لتعود الدراما الإماراتية للتألق بعد سكونها لا سيما وأن أكثر مشكلات الدراما الإماراتية على علاقة بالإنتاج ؟

ــ كل ما يحتاجه الفنان الإماراتي هو الثقة به، التي طالب بها طويلا، ليس ثمة ما يمنع الفنان الإماراتي من العمل والتألق في حال توفرت له الظروف المناسبة وهذه الظروف ببساطة هي إنتاج أعمال درامية نعمل بها جميعا.

·         المطلوب الآن ؟

ــ المطلوب هو تعاون وثيق بين الفنانين الإماراتيين، وبين المحطات وجهات الإنتاج الرسمية والخاصة بالدولة، ضمانا للاستمرارية بالدرجة الأولى.

نحن لا نستطيع أن نعمل من دونهم وهم لا يستطيعون أن يبصموا في الدراما المحلية والخليجية من دوننا، المعادلة واحدة بحاجة الى قدر بسيط من التفاهم ولكنني متفائل من أن المستقبل القريب سيحقق هذا التعاون، وسيحكي الزملاء الفنانون عن تطور جديد وانعطافة هامة في الدراما الإماراتية.

·         هل توقعت أن يحظى عمل »الدريشة« الذي بثه تلفزيون دبي والذي كنت منتجا منفذا له بتلك المتابعة والشعبية ؟

ــ والله الصدى الذي حققه العمل كان طيبا من جهة الجمهور الذي تابع العمل بحب شديد، ومن قبل المسؤولين أيضا الذين وجدوا فيه انعكاسا إنسانيا واجتماعيا لما يحدث في الواقع، آخذين في الاعتبار بأنه لو أتيحت الفرصة لمنتج محلي يفهم آلية الإنتاج الدرامي، فإنه قادر على ان يحقق نجاحا من خلال العمل الموجود بين يديه، واعتقد ان تلفزيون دبي سيكرس حضور العمل المحلي وسيسعى القائمون عليه لدعم هذه الخطوة بخطوات مماثلة ان شاء الله، بعد ان لمس نجاح إنتاجه الدرامي لمسلسل الدريشة في هذا الموسم الرمضاني.

·     انشغالاتك الدائمة تعزوها الى أنك منهمك في أكثر من مشروع سواء في البرامج او في المسلسلات والمسرح، هل تستطيع أن تنجز أكثر من عمل في الوقت ذاته ؟

ــ والله لا أخفيك أحيانا أصل الى مرحلة من التعب لا أقوى على عمل أي شيء بعدها، وهذا العام كان متعبا بالنسبة لي لأنني دخلت في عدة تجارب إنتاجية، علما أنني أحرص على ترتيب أوراقي باستمرار ولكن لا بد أن تفلت من بين أصابعي بعض التفاصيل، على كل هناك حولي طاقم من الموظفين والمساعدين الذين لولاهم لما استطعت ان أنتج برامجا وأعمالا تلفزيونية.

·         والأعمال التمثيلية كيف تحققها وسط الازدحام الإنتاجي..؟

ــ أنا حريص على أن لا أعمل في أكثر من عمل واحد في شهر رمضان لأنني مقتنع بضرورة وجودي وبحرية الممثل في عمل واحد، فذلك أفضل من أن يأسرني عمل آخر، وهذا العام جاءتني عروض كثيرة لأمثل في أعمال خليجية كويتية وسعودية ولكنني كنت أعتذر لضيق الوقت ولاحظ أن مساحة وجودي في »حاير طاير« كان لحلقتين اثنتين فقط.

·         هل تسعى لاحتراف الإنتاج ؟

ــ أنا أقوم بالعمل الإنتاجي الدرامي والبرامجي منذ خمسة عشر عاما تقريبا وهذا ليس من قبيل الدعاية لنفسي فالكثيرون يعرفون أنني ممثل أكثر مما يعرفونني كمنتج، وقد ساهمت بإعداد برامج وتغطيات إعلامية لصالح القنوات المحلية والعديد من القنوات العربية وقد لاقت تلك التغطيات النجاح والحمد لله، ولكن لأن الخوض في مجال الدراما صعب فقد ظلت المحاولات التي قمت بها في هذا الحقل قليلة وان كانت الدريشة التي حققتها هذا العام من التجارب المتميزة لي في مجال الإنتاج التلفزيوني، وفي اعتقادي ان الإنتاج الدرامي للشركات الخاصة أو للأفراد ما زال في البدايات وهو بحاجة إلى جهد كبير قبل ان يدخل في مرحلة الاحتراف.

·         وهل أنت بصدد إنتاج عمل درامي جديد ؟

ــ إن شاء الله الخطوة الجديدة يجري التحضير لها والعمل المقبل سأعلن عنه فور الانتهاء من تفاصيل التحضير له.

·         في خضم العمل التلفزيوني أين هو احمد الجسمي الممثل المسرحي.. ؟

ــ أحبذ أن أكون على خشبة المسرح وحيث يكون المسرح يجب أن أكون قريبا منه كممثل.

·         هل تعتقد ان المسرح يحتمل ان يكون العامل فيه ممثلا ومخرجا وكاتبا..؟

ــ هناك خبرة يكتسبها الفنان المسرحي من معايشته اليومية للمسرح فيصبح قادرا على الإنتاج والإخراج وقريبا من الهم اليومي، المسرح دون سائر الفنون يفتح النوافذ للمبدع الحقيقي ليصبح قريبا من الحياة والفن، لا يزعجني أن أسمع عن كاتب أو ممثل حاول أن يجرب الإخراج أو التمثيل ولكن يقهرني المتطفلون الذين لا علاقة لهم لا من بعيد ولا من قريب، بهذا الفن الراقي فيتطفلون عليه ويصبحو منظرين أهم ممن قضى عمره على الخشبة.

·         هل سرق التلفزيون من المسرحيين خيالهم وإبداعهم وانشغالهم بشخصياتهم الدرامية ؟

ــ لا أحد يسرق شيئا من أحد..! التلفزيون صار أمرا واقعيا وحتميا لا أحد من الممثلين يستطيع الفكاك منه، وقد أحدثت التطورات التقنية والفنية التي طرأت عليه عنصر جذب لجمهور المشاهدين وأعود بذاكرتي للوراء قليلا لأكون شاهدا على مواقف جادة من قبل المسرحيين العرب ضد التلفزيون وهذا حدث عندنا أيضا، ولكن باعتقادي أن أفضل فرصة للحصول على نتائج جيدة هو الدخول في عالم التلفزيون عبر بوابة المسرح، وأقصد من خلال تقديم أداء راق وتقديم أعمال درامية متميزة، وكما أشرت في البداية لا أعتقد أن أحدا يمكن أن يطغى على الآخر أو أن يقلل من تأثيره ويخفف من فاعليته.

·         هل وصل الممثل الإماراتي الى مرحلة النجومية والانتشار عربيا ؟

ــ بحكم الأعمال التي نقدمها خليجيا أعتقد أن الفنان الإماراتي صار معروفا على الساحة الخليجية، وثمة مساهمات عربية لبعض الفنانين الإماراتيين، وأنا واحد منهم، ربما ساهمت بمعرفة الفنان الإماراتي عربيا..ولكن هذا الفنان لا يستطيع الوصول إلى الشهرة التي يسعى إليها إلا من خلال الاستمرار في تقديم الأعمال الجيدة والانتشار بها عربيا.لا أحد يستطيع أن يقول إن أداء مرعي الحليان لم يكن نوعيا في مسلسل »الدريشة«, ولا أحد قادر ان يغفل الأداء النوعي في الكوميديا للفنان جابر نغموش، وقس على ذلك من أمثلة كثيرة يصعب حصرها.. المطلوب فقط دعم هذا الفنان حتى يحقق الانتشار والحضور المطلوب منه.

البيان الإماراتية في

12.11.2005

 
 

عاصفة الحور العين ما زالت مستمرة

الدراما الاجتماعية السورية تسونامي درامي اجتاح الشاشات العربية

دراما متنوعة وجريئة، استحقت شهادة حسن سلوك لملامسة الهم اليومي، لكنها لم تبلغ سن الرشد

بقلم: ماهر منصور  

استجابت الدراما السورية هذا العام لنداءات عديدة بضرورة الاقتراب أكثر من الأعمال المعاصرة الاجتماعية، فتميز إنتاجها بفورة إنتاجية ضخمة على صعيد الدراما الاجتماعية الرمضانية، توافرت فيها قدرات فنية وإنتاجية عالية، وميزها تعدُّد موضوعاتها وجرأتها في طرح العديد من القضايا المسكوت عنها، على نحو اجتاحت فيه الشاشات العربية بتسونامي درامي تبوأت عبره مكانة رفيعة، وجاءت الدراما السورية متنوعة وجريئة وغنية بنجوم إلى جانب وجوه شابة جديدة منحت أدوار البطولة الرئيسية فيها مثل صبا مبارك، نادين تحسين بك، تيم الحسن، أناهيد فياض، كندة علوش.

والحديث على هذا النحو لا يعني بالضرورة التميز المطلق للدراما الاجتماعية السورية، إذ إنها لم تبلغ سن الرشد بعد، فبقيت تعاني العديد من الهفوات الفنية والإخراجية. ويكفي أن نقول بأن الدراما الاجتماعية السورية هذا العام على كثرتها عجزت عن تقديم عمل درامي يحقق شعبية واسعة بنسبة المتابعة والاهتمام، فجاء مسلسلا "نزار قباني" و"الحور العين" أقل من المتوقع رغم أنهما حملا أسباب تميزهما. بينما تميز نسبياً "عصي الدمع" و"الغدر" و"الشمس تشرق من جديد"، و"أمهات" و"أشواك ناعمة" و"سراج الليل"، وجاءت أعمال أخرى من باب رفع العتب الدرامي منها "رجال ونساء"... وبقيت جميعها تقريباً تفتقد الخطوة الفنية الثابتة. (أسمح لنفسي هنا باستثناء أمل حنا، دلع الرحبي، هيثم حقي، حاتم علي)، وربما الثقة الإنتاجية المبرمجة على النحو الذي تحدثنا عنه في الدراما التاريخية السورية.

ولكن ثمة ما يحسب لصالحها بقوة على صعيد الأفكار الجادة المطروحة والجرأة في تقديمها، وقدرتها العالية على ملامسة الواقع، وعلى اختلاف مستوياتها الفنية جاءت المسلسلات الاجتماعية السورية بمضمونها الفكري لتحسم ساعات العرض التلفزيونية على شاشات الفضائيات لصالح هذه الدراما، وهو مضمون نأمل أن يأخذ مكانه في ترسيخ ملامح لدراما اجتماعية سورية تتجاوز الفورات الإنتاجية السورية التي غالباً ما تتبع كل عام موضة بعينها (تذكروا موضة الفانتازيا، والمسلسلات التاريخية...) نحو سوية فنية عالية تحافظ على تميزها، أو تضيف إليها.

وعموماً استحقت الدراما الاجتماعية السورية هذا العام شهادة حسن سلوك على انغماسها في واقعها، وملامسة الهم اليومي الحياتي بامتياز، فضلاً عن الاجتهاد في الخروج من دائرة المحلية المطلقة لتعكس صورة الأوضاع العربية السياسية والاجتماعية والنفسية، وتناول موضوعات حساسة، نذكر منها على سبيل المثال: الإرهاب وتأثيره على المجتمعات العربية، الذي شكّل موضوعاً لمسلسلين دراميين، أثار أحدهما "الحور العين" للمخرج نجدت أنزور ضجة إعلامية ضخمة منذ حلقاته الأولى.

يروي المسلسل قصة معاناة فئة من المغتربين العرب الذين يعيشون في أحد التجمعات السكنية في السعودية يتعرضون لاعتداء إرهابي، وفي السياق ذاته قدم الكاتب جمال أبو حمدان والمخرج شوقي الماجري نسخة معدلة عن المرحوم "الطريق إلى كابول" في مسلسلهما "الطريق الوعر" الذي تدور أحداثه حول مراسل صحافي كان يعمل في أفغانستان لصالح مجموعة من القنوات الإخبارية. ومناصراً للمجاهدين العرب في تلك الفترة، ولكنه يكتشف فيما بعد أنهم باتوا يسلكون طريقاً آخر لجهادهم يشوّه الصورة الحقيقية للإسلام.

ومن أبرز القضايا الجريئة المسكوت عنها في المجتمع العربي التي تناولتها الدراما السورية هذا العام، مسلسل "حاجز الصمت" للكاتب هاني السعدي والمخرج يوسف رزق، وهو أول عمل تلفزيوني عربي يتناول مرض الإيدز وقضايا الدعارة والظروف التي تدفع فتيات إلى مستنقعها، كما يرصد دور الموساد الإسرائيلي في زرع هذا المرض في أجساد العديد من الشباب العربي .

الهم الإنساني والحياتي وقضايا الإنسان المعاصر شكل مادة أثيرة للعديد من الدراما الاجتماعية السورية، فيصور مسلسل "الشمس تشرق من جديد"، عن نص للكاتبة أمل حنا إخراج هيثم حقي، قصة فتاة تأتي من الريف إلى المدينة، للدراسة والعمل، مما يدخلها في علاقات اجتماعية مع شخصيات تعاني معظمها حالات يأس نتيجة الظروف المحيطة بها. بينما يرصد "عصي الدمع" للكاتبة دلع الرحبي والمخرج حاتم علي التغيرات الجديدة في تركيبة الأسرة السورية من خلال حياة مجموعة من الأسر الدمشقية التي ترتبط بشبكة من العلاقات الإنسانية فيما بينها. ويعرض لقضايا حياتية معاصرة منها حب الموسيقا، الفن الراقي، قضايا الزواج والطلاق ونظرة المجتمع إلى المرأة. وكذلك يسلط الضوء على الأوضاع المتدهورة للمحاماة والقضاء، إضافة إلى الخلط بين الإرث الاجتماعي التقليدي وخلطه بالعقيدة وتفريغها من محتواها ودورها الحضاري المفتقد.

ويسلط "رجال ونساء" الضوء على حياة الرجل والمرأة وما فيها من صراعات ونزاعات، فتتعدد الشخصيات، منها من يبحث عن الحب، ومنها من يبحث عن الزواج، ومنها من يركض وراء الثروة، ومنها من تراوده أحلام الهجرة. كما يصور العمل دور الأهل في بعض هذه المشكلات.. أما مسلسل "أشواك ناعمة" فقد تناول الحياة اليومية لمجموعة من المراهقات في المرحلة الثانوية فيسلط الضوء على مشاكلهن البسيطة اليومية وعلاقتهن بأهلهن وبأساتذتهن، إضافة إلى مجموعة من الخطوط الفرعية كعلاقتهن بالمرشدة النفسية والتربوية.

وتنفرد حلقات مسلسل "أمهات" بتناول حياة أم عظيمة قدمت من خلال عطاءاتها ونبلها دروساً حقيقية في التضحية والقيم النبيلـة، إذ تتنوع النماذج الحياتية لقصة الأم المطروحة من حلقة إلى أخرى. وكذلك تتنوع البنية الدرامية والأزمنة والظروف المحيطة.

وعن رائعة الكاتب الفرنسي كازافييه دي مونتييه "بائعة الخبز" قدم المخرج بسام سعد مسلسله "الغدر" في إطار من الصراع الأزلي بين الخير والشر وبين الحق والباطل من خلال أم تتهم بارتكاب عدة جرائم ظلماً فيحكم عليها بالسجن المؤبد، وما إن تخرج من سجنها حتى تبدأ رحلة البحث عن براءتها وعن ولديها المفقودين. وفي سياق الصراع ذاته عرض مسلسل "سراج الليل".  

ماهر منصور

manmaher@hotmail.com

موقع "ميدل إيست أنلاين" في

12.11.2005

 
 

محمد صبحي: الوكالات الإعلانية تؤدي إلي انهيار سوق المسلسلات التليفزيونية

يرفض تدخل الرقابة في الاعمال الفنية

القاهرة ـ من محمد عاطف:  

أكد الفنان محمد صبحي أن أسلوب التعامل مع المسلسلات التليفزيونية حسب الوكالات الإعلانية التي تدعمها أو تقف وراء إنتاجها.. هو خاطئ ويؤدي إلي مشاكل في سوق الإنتاج التليفزيوني مثلما حدث في الثمانينات بسوق الإنتاج السينمائي وأدي إلي تداخل المصالح وفرض أفلام المقاولات علي الساحة إلي انهيار هذه الصناعة عقدا من الزمان.

وقال: أدي هذا إلي تدخلات عديدة من الرقابة التليفزيونية في عرض الأعمال واعترض أصحابها علي تلك التدخلات الرقابية التي رأوا فيها إجهاضا لأفكارهم الفنية التي يجب أن تحترم.

·         وماذا فعلت في تدخل الرقابة في مسلسل أنا وهؤلاء؟

لقد فوجئت بمشاهد غير موجودة في بعض الحلقات لدرجة أنني ظننت وجود عيوب هندسية في الشرائط رغم تأكدي من سلامتها من خلال المهندسين الذين عاينوا صلاحيتها الفنية والهندسية..

وبسؤال إلي الرقابة علمت انهم حذفوا تلك المشاهد بأنفســــهم دون الرجوع إلي.. ورغم وجود عقد بيننا لا يسمح بأي حذف إلا في وجودي ومع ذلك نفذوا رغباتهم مما اطار جنوني لأن خروج أي كلام عن حذف في مسلسلي يعني تقليل قيمتي الفنية وهو ما ينعكس علي جمهوري العريض.. ولذلك قابلت كبار المسؤولين في التليفزيون كي أسحب المسلسل منه واكتفيت بعرضه في قناة البغدادية التي لم تتدخل في الحلقات وعرضتها كما أرسلتها لهم في العراق.. ولكن كبار المسؤولين في ماسبيرو تفهموا وجهة نظري وقرروا عدم تدخل الرقابة إلا من خلالي وحذف ما أوافق عليه وما أرفضه لا يحذف.. ولا أري وجود ما يستدعي ذلك لأننا نري في المحطات الفضائية ما لم نتوقعه في المسلسلات التليفزيونية.

·         هل تشعر أن طرح فكرة أنا وهؤلاء تأخر قليلا؟

لقد كانت الفكرة لدي منذ ما يقرب من ثلاث سنوات وبين الحين والآخر استكملها شيئا فشيئا حتي اكتملت وشرعت في إعدادها وتصويرها لتخرج للنور في عمل راعيت أن يتحول إلي بانوراما اجتماعية في قالب كوميدي يتبني توجهات كثيرة بعضها سياسية حيال القضايا العربية والعالمية وبالطبع المحلية.

·         هل تتعمد التـــواجد علي الشاشة كل رمضان؟

لا أتعمد هذا علي الإطلاق لأن المسألة ترجع إلي الخريطة الرمضانية بمعني أنني أصور العمل وليس في ذهني تقديمه في رمضان وإن كنت افضل هذا بكل تأكيد وفي الكثير من الأحيان يصبح اختيار العمل للعرض في رمضان خاضعا للصدفة.

·         أليس غريبا أن نجاحك في تجربتك الإخراجية التليفزيونية أو السينمائية ما زالت مترددا أو تخشي خوضها؟

لأن هدفي دائما ان يكون العمل قادراً علي توصيل المعني الذي أريده بصدق وأن يعالج هموم الناس ومشاكلهم وهي المواصفات التي أـراها متوفرة في السينما التي تمر بمرحلة تقلبات وعدم استقرار ولا أريد أن أكون جزءا من هذه الأحداث المتقلبة بعكس التليفزيون الذي أقدم فيه رؤيتي سواء كنت كاتب العمل أو مشاركاً فيه مع مؤلف وتجمعني جلسات مع المخرج لإيماني بالطريقة الجماعية في العمل شريطة ان اقتنع بكل تفصيلة فيه.

·         هل تتابع ما يقدم هذه الأيام علي الشاشة الرمضانية؟

لا شك أنني اواجه صعوبة شديدة في متابعة بقية الأعمال لارتباطي بظروف مكساج العمل الذي مازلت أستكمل تصويره وفي بعض الأحيان أحرص علي متابعة أماكن في القلب بطولة هشام سليم وإخراج نادر جلال وأري انه عمل جيد مستواه عال في الأداء التمثيلي والفني بقيادة المايسترو نادر جلال الذي يقدم عملا يتبني هدفا ورسالة ولا يخلو من الإثارة والتشويق.

·         لكنك تؤمن بالفريق الواحد لا يختلف بين عمل وآخر علي الرغم من أن لكل عمل ضروراته ومتطلباته؟

شيء طبيعي أن أستعين بأولادي الذين أؤمن بهم وزملائي الذين أثق في موهبتهم لهذا يتكرر وجودهم إلي جانبي في أعمالي المسرحية والتليفزيونية لكي لا ينبغي ان يفهم هذا أنني أرفض إشراك الممثلين الآخرين في أعمالي إلي جانبي في أعمالي بدليل أنني أستعين في مسلسل أنا وهؤلاء بالفنانين عزت ابو عوف ونادين سابا وهو ما يعني أن لأولوية لأعضاء رقتي وإذا كان هناك كاراكتر غير موجود بينهم أستعين بممثل من الخارج للقيام به وأتحدي ان يقول شخص أن أعضاء فرقتي يكررون أنفسهم في الأدوار التي اختارهم لتجسيدها بل هم متلونون دائما.

·         هل تري الكوميديا الحقيقية غائبة اليوم؟

ليس بهذا المعني لكنني أري انها في حالة اكتئاب جماعي سواء لدي الجمهور او الفنان فالكل يحاول الخروج من حالة الاكتئاب دون التوصل إلي الصيغة التي تجعل من الكوميديا رسالة وشكلا محترما يخاطب عقول الناس وقلوبهم أيضاً.

القدس العربي في

14.11.2005

 
 

البحث عن الكوميديا

في  زحمة المسلسلات الدرامية في رمضان

يوخنا دانيال

مثل أي رمضان في السنوات القليلة السابقة، هيمن الممثلان "المحترفان" عزت أبو عوف وأحمد خليل على معظم المسلسلات الدرامية. وشاهدنا الراقصة/الممثلة فيفي عبده في مسلسلين "ملحميين"، اضافة الى الفنانين والفنانات المعروفين بالحضور الرمضاني، مثل : حسين فهمي، يحي الفخراني، سميرة أحمد، أحمد صبحي، عبلة كامل وآخرين. أما الدراما السورية، فقد انشغلت كالعادة بالأعمال التاريخية والهموم الاجتماعية والعاطفية، باستثناء المخرج المثير للجدل نجدة أنزور، الذي حاول اقتحام ثقافة ونمط حياة الإرهاب بين الجيل العربي الصاعد.

لكن ما لفت الانتباه بين المسلسلات الدرامية، هو التناول الجريء والواقعي، أو بالأحرى "الطبيعي" – نسبة الى مدرسة أميل زولا في الابداع – في تناول حكاية ريا وسكينة، حيث تمّ التركيز على إبراز الرغبات والشهوات والأطماع المادية والميول العاطفية المباشرة، وكأننا في "امبراطورية حواس" عربية هذه المرة.

لقد شاهدنا باندهاش ...  نساء – بطلات العمل – يشربن الكونياك في الخمّارات مع أصحابهن وعشاقهن ... استمعنا الى كلام جنسي مبطّن وصريح من النساء الى الرجال ... هذه الفتنة، وهذا الاغراء ... من الراقصة دينا ومن "لهطة القشطة" القاتلة التي جسّدتها الفنانة سمية الخشّاب. لقد خرج المسلسل من أسار الفلم الواقعي وبطلتيه ذوات الملامح القاسية المسيطرة، كما خرج من أسار المسرحية الكوميدية وبطلتيها القريبتين او المحبوبتين من المشاهدين. لقد أعاد المسلسل خلق عالم خاص مضى، أقصد العالم السفلي ... المخيف والمغري في واقعيته وجاذبيته وخطاياه وصراعاته الداخلية الخاصة والخارجية العامة، وكشف عن علاقة هذا العالم "السفلي" بالعالم العلوي "النظيف". ان التناول "الطبيعي" – شبه الحيادي – لحكاية الجرائم المتسلسلة هذه، وما يحيط بها من شبكة علاقات وأحداث  معقدة، كان انجازا ابداعيا كبيرا وذكياً أيضاً .... بابتعاده عن الأحكام الوعظية والقانونية والشعبية التقليدية. لقد تحرّر السرد التلفزيوني من ثقل هذه الأحكام المسبقة ليحلّق في سرد حكاية واقعية، عصية على التصديق بسبب سلسلة جرائم القتل التي تسودها ...  لكن دموع وحسرات أقارب الضحايا، وأجواء الانتظار العبثي لأي خبر – سيء او  جيد – عنهن، حقق التوازن العاطفي والتضامن الانساني المطلوب مع الضحايا.

غياب الكوميديا

وكالعادة، فقد غابت البرامج الكوميدية والمنوعة ذات المستوى الجيد الى حد بعيد، وكانت المسلسلات الدرامية في معظمها ترجيعاً لصدى الأخبار والأحداث والأجواء السياسية الباعثة على الحزن والكآبة والقنوط. لكن "الربْعْ" من الكويت تولّوا كالعادة عملية الإضحاك والمؤانسة المطلوبة، عبر برامج تتبع صيغ تقليدية او مبتكرة أحياناً. على سبيل المثال، فان برنامج "قرقيعان" هذا العام كان متوسط المستوى، وقلّما ارتقى الى مستوى رفيع إلا في لحظات قليلة. لكنه نجح في إثارة بعض النقد والحساسيات في العراق بسبب تقاطعه مع الغناء والشخصيات والحالات العراقية، حتى ان بعض الصحف كرّست صفحات لمهاجمة داود حسين وقرقيعان. ان مثل هذه المواقف المتشنجة احياناً، هي انعكاسات للحساسيات والرواسب التاريخية والمعقدة بين الشعبين والدولتين. وللحق، فان العراقيين طيبين ومتسامحين في الحياة اليومية، لكنهم حادي الطباع وسريعي الاستثارة إعلامياً.

ان التقاطع الكويتي – العراقي "الساخر" لم ينحصر في قرقيعان فحسب، بل تسرّب ايضاً الى برنامجي  المنوعات الساخرة اللذين أخرجهما نواف سالم الشمرّي، ونقصد برنامج "ريموت كونترول" الذي اعتمد بشكل مباشر على الفنان عبد الناصر درويش في تجسيد العديد من الشخصيات والحالات الشائعة تلفزيونياً، وبرنامج "فوق تحت" المبتكر جدا في التنفيذ والأفكار والرؤية في تناول البرامج والفعاليات التلفزيونية. ويبدو ان "التأثيرات" العراقية التقليدية في الفعاليات الفنية الكويتية من مسرح وتلفزيون أعمق مما تبدو على السطح، وربما يمكن النظر اليها كعوامل ربط بين الشعبين اذا نظرنا الى الموضوع بنية حسنة وبصورة عقلانية.

لكن برنامجي "ريموت كونترول" و"فوق تحت" كانا يتم بثهما على قناتي دبي والواحة، اللتين لا يشاهدهما الكثير من الناس في بغداد، وخصوصا ان قناة الواحة لا تزال في مرحلة بث تجريبيي، وتبحث عن هوية مميزة ورعاة ... كما ان توقيتيهما كان يتقاطع مع برنامج قرقيعان أحياناً، او مع بعضهما دائماً، لذا لم يثيرا الكثير من الانتباه بين المشاهدين، على عكس ما حصل مع قرقيعان.

الاعلانات أولا وأخيرا

إلا ان ما أهان جميع البرامج والمسلسلات الرمضانية، وخصوصا على قناتي الراي ودبي، هو الفقرات الاعلانية المتكررة والدعايات المباشرة للشركات والمؤسسات الراعية. ويبدو ان القائمين على هاتين القناتين، إما انهم قدموا من دول تعاني المجاعة والكوارث ... وتصوروا ان هذه الاعلانات ستنقذ الأطفال والنساء والشيوخ ... وغاب عن بالهم انه ليس بالخبز وحده يحيا الانسان. او انهم لا يعرفون اي شيء أبدا عن فن التنسيق التلفزيوني وعلم نفس الاتصالات الجماهيرية. لقد قطعوا هذه البرامج والمسلسلات إرباً إرباً، وخصوصاً قرقيعان وصادوه وريموت كونترول، إذ تحولت جميع هذه البرامج الى ما يشبه الوقفات الاعلانية، بينما اصبحت الاعلانات هي البرامج الرئيسية.

ولا نقصد بهذا الكلام، ان هذه البرامج والمسلسلات متقوقة في مستواها، او تدافع عن قيم انسانية عظمى، أو ... أو ...، لكنها مهما كانت او مهما كان مستواها، فانها أهم بكثير من الاعلانات. وهذه الأخيرة يجب ان تأتي بالمرتبة الثانية او الثالثة او الرابعة او العاشرة. لكن، هنيئاً لقناتي الراي ودبي ومثيلاتهما ... هنيئاً لدهانات ناشونال ومدينة الصقر، وكميفك ونغوشي ويبيله وكنفاني والبنك الأهلي ... التي حفظ أسماءها حتى الصغار في العراق دون ان يعرفوا معناها .... نقول هذا الكلام، وفي ذهننا ان قناة الراي تقف خلفها مؤسسة اعلامية عريقة.

مَنْ صاد مَنْ!

البرنامج الكوميدي "صادوه 3" للمخرج فراج الفراج حمل هذا العام مفاجأة صاعقة، وهي نجمه "الغثيث" نواف الراهي، الذي أثار أكبر قدر من الإزعاج والإحراج والخوف أحياناً، لضيفاته على الخصوص. لقد تسلّل الراهي الى ما تحت الجلد، وأخرج الضيوف عن الهدوء واللياقات بثقل الظل والتحرّشات والايماءات والبرود ... ان ما فعله مع مقدمة البرامج الجميلة "حليمة"، كان استفزازياً جداً، ومخيفاً في بعض الأوقات. ونفس حالات الإزعاج والتخويف والسخرية حصلت مع فنانات أخريات. وربما قد حان الوقت لإعادة النظر في مثل هذه البرامج ... هل نضحك و"نستأنس" من ألم وانزعاج وحرج المشهورين او العاديين من الناس، وخصوصاً النساء منهم!

أحيي المرأة الكويتية عامة، والفنانات الكويتيات خاصة، على سعة صدرهن وتحملهن وشجاعتهن في مواجهة الراهي وشريكه العونان ... وحتى إن ضحكنا، فاننا كنا نضحك على أنفسنا، لأننا لا نتعرض الى هذا الاحراج.

وبينما سادت عوامل التكرار والإطالة والمحلية المفرطة وطغيان الشخصية الرئيسية على أجواء برنامج ريموت كونترول، فان برنامج "فوق تحت" تحرّر من هذه السلبيات واقترب من صيغة العمل الفني المستقل او الهاوي، مما يشيع في أجواء النوادي الفنية الشبابية او على شبكة الانترنيت ... كما تخلّص البرنامج من سيف الاعلانات كلياً، بسبب عرضه على قناة الواحة الجديدة، فحصلنا على تجربة مشاهدة سلسة أضافت الكثير للبرنامج.

قطوطة الجميلة ...

والى جانب السخرية المتوقعة من البرامج التلفزيونية المعتادة حول الأغاني والأبراج والمسلسلات المدبلجة والبدوية وبرامج الأخبار واللقاءات ... فقد قدّم البرنامج منجزين صغيرين، لكن مهمين جداً ... ونقصد المسلسلين الكرتونييين القصيرين "قطوطة وكلوب" و"عيال فوق تحت"، اللذين أثارا الإعجاب بين الكبار والصغار. وقطوطة، قطة زرقاء جميلة تعيش مع أم سرور وأبو سرور اللذان يحبانها كثيرا، هي والكلب كلّوب. وجميع هذه  الشخصيات لذيذة، وتتحدث بلغة قريبة من الناس، وممتعة الى حد بعيد. ويستحق هذا المسلسل الكرتوني الريادي كل الدعم والرعاية والأموال لتحويله الى مسلسل كارتوني عربي ناضج، قائم بذاته او مستقل عن وجوده الرمضاني العابر. نفس الشيء يمكن قوله عن المسلسل الكرتوني "عيال فوق تحت"، الذي يقترب في فكرته أحيانا من المسلسل الكرتوني الأمريكي الشهير "ساوث بارك" حسب اعتراف صانعي عيال فوق تحت أنفسهم. إذ يجمع هذا المسلسل أطفال حي – في الكويت – من ثقافات وأصول بدوية وفارسية ومصرية وعراقية، أطفال من هامش المجتمع في مواجهة ظواهر هذا العصر، يريدون ان يتصرفوا بطريقة أكبر من اعمارهم، وقدراتهم.

ومنذ سنوات يتردد حديث مكرر عن الحاجة الى خلق مسلسلات وشخصيات كرتونية عربية، وهذه فرصة لتحقيق هذا الهدف. ان هذين المسلسلين بحاجة الى افكار متجددة ومواقف أكثر نعقيدا او درامية أحياناً ...  بحاجة الى فرق عمل في الكتابة والرسم والتنفيذ وأموال ومؤسسات محترفة لإخراج هذا العمل الى حيز الواقع. وهكذا، تصبح البرامج الرمضانية المختلفة مختبرات وورش عمل لتأسيس وخلق منتجات فنية جديدة.   

خاص بـ"سينماتك" في

14.11.2005

 
 

ضوء ....

أزمة الدراما التلفزيونية

عدنان مدانات

هناك مثالب كثيرة تعاني منها الدراما التلفزيونية العربية، بعضها يتم تجاوزه مع تراكم الخبرات وتحسن شروط الإنتاج، وبعضها يبقى صفة ملازمة للدراما التلفزيونية، بما يكشف عن ضعف مرَضي مستفحل فيها وتصعب معالجته ما لم يتم استئصاله من جذوره، وهذا الاستئصال يبدو في الوقت الراهن وفي المدى المنظور مستحيل التحقق خاصة أن الجذور الحاملة للمرض لا تقتصر فقط على الأعمال الدرامية ونظمها الإنتاجية وتندغم داخل أنساغها، بل تشمل أيضا جماهير المستهلكين، أي عموم المشاهدين المروّضين والقانعين الصابرين. 

واحد من أسباب مواطن الضعف في الدراما التلفزيونية العربية المعاصرة كان وما يزال يكمن في طواقم الممثلين غير المتجانسين، سواء فيما بينهم أو بينهم وبين الأدوار التي يقدمونها، وهذا الحال هو، على الأغلب، نتيجة منطقية لعشوائية آليات انتقاء الممثلين والممثلات، الثانويين والثانويات والرئيسيين والرئيسيات، ناهيك عن من يعتبرون ويعتبرن من فئة النجوم.

تدل تجربة السلف السابق للدراما التلفزيونية، وتحديدا السلف الصالح، أي الأفلام السينمائية المتقنة الصنع، على أن الاختيار السليم للممثل المناسب في الفيلم المناسب عامل مهم من عوامل الانسجام والتكامل والتنفيذ السليم لأي فيلم. ويعتبر بعض الخبراء أن هذا الاختيار بحد ذاته يعادل نصف عملية الإخراج. لهذا مثلا غالبا ما نجد المخرجين يجرون الاختبارات على الممثلين وحتى الموهوبين والنجوم عند الشروع في إنتاج كل فيلم جديد. وفي حالات ليست بالقليلة نجد بعض غلاة المخرجين المتعصبين لمبدأ الاختيار السليم للممثل لا يتورعون عن رفض ممثل ذي شعبية جماهيرية يقترحه المنتج عليهم ويصرون على اختيار ممثل، لا يتمتع بشهرة أو بشعبية خاصة ويعيش خارج الحدود لأنه ينتمي لدولة أجنبية وقد تكون هذه الدولة في قارة أخرى، وذلك لأداء دور ما في الفيلم يشعر المخرج أنه المناسب ولا بديل له.

لا يقتصر هذا التحزب لمبدأ الممثل المناسب في الفيلم المناسب على مخرجي الأفلام ذات التوجه الفكري والفني الراقي، بل يشمل أيضا مخرجي الأفلام الترفيهية، فالحق حق ولا يختلف عليه اثنان هنا. ومن أبسط الأمثلة على رسوخ هذه المبدأ في السينما العالمية ما يحصل في سلسلة أفلام العميل السري جيمس بوند التي تتطلب ممثلا لدور العميل السري ذا صفات محددة منها الجاذبية الشخصية والمهارة الرياضية ووسامة الشكل، والتي درجت العادة على أن يتم تغيير ممثلها الرئيسي بعد بضعة أفلام يمثلها، على الرغم من نجاحه في الأفلام التي أدى فيها دور جيمس بوند وأظهر من خلالها براعة يشهد لها الجميع حققت له شعبية كبيرة، فيحتاج اختيار الممثل الجديد إلى بحوث ودراسات وتجارب تصبح قبل اكتمالها وإعلان نتيجتها الشغل الشاغل لموزعي الأفلام ووسائل الإعلام وهواة هذا النوع من المشاهدين الذين تتنازعهم التوقعات والمفاضلات بين الراحل المعزول عن المنصب والمرشحين لاحتلال موقعه.

وفي العادة لا تقتصر عملية اختيار الممثلين المناسبين للفيلم السينمائي على جهود المخرج ، بل ان صناعة السينما خلقت الآليات المساعدة في هذا المجال عن طريق ما يسمى باللغة الإنكليزية “الكاستنج”، أي عملية اختيار المرشحين الصالحين لأداء مختلف الأدوار في الفيلم، وهي عملية تتم على أيدي خبراء متخصصين ومتعهدين متفرغين لهذا النوع من المهام، هذا مع أن القرار الأخير يبقى في نهاية المطاف للمخرج.

هذه هي القاعدة العامة المتبعة في السينما. وهذه القاعدة، مثلها مثل بقية القواعد التي يصوغها البشر، يخضع تطبيقها في أحيان كثيرة لاعتبارات تستجيب لا للضرورات الفنية والدرامية للفيلم بل لمصالح أطراف أخرى غير المخرج، مثل المنتج والموزع، لذلك تتعرض القاعدة ، بطبيعة الحال، لمجموعة استثناءات وخروقات.

ورثت السينما العربية عن تجربة السينما العالمية فيما يخص اختيار الممثلين وبالذات ممثلي الأدوار الرئيسية الاستثناءات والخروقات بنسبة كبيرة، ولم ترث القواعد إلا جزئيا وفي الحالات القليلة التي يكون فيها المخرج متمكنا واثقا من قدراته محترما لفنه وسبق له أن حقق نجاحات تسمح له بفرض خياراته. والسينما العربية بدورها أورثت الدراما التلفزيونية العربية تلك الاستثناءات والخروقات. هذا ما يمكن أن يلاحظه بكل سهولة أي متتبع لمسيرة  الدراما المصرية والسورية اللتين تتنافسان على قيادة دفة الدراما التلفزيونية العربية.

اعتماد الاستثناءات والخروقات بدلا من القواعد لا يعني بالضرورة أن الممثلين والممثلات الذين يتصدرون واجهة الشاشات غير موهوبين أو غير مهرة ولا يعني كذلك ضعف أو انعدام الجاذبية الشخصية عندهم بل تعني بكل بساطة أنه قد يتم زجهم في الأدوار غير المناسبة لهم، بحيث يفقد أداؤهم المصداقية والعفوية الضروريتين لجعلهم مقنعين ومؤثرين ومنسجمين مع الشخصية التي يقدمونها، وذلك على الرغم من كل مهارة أدائية طبقوها على الدور واكتسبوها خلال خبرتهم في التمثيل.

تتسبب المصادفة أحيانا في مفاجآت، إذ يبرهن ممثل ما، كان قد اختير للتمثيل في الفيلم نتيجة المصادفة أو الواسطة وليس بسبب القناعة بموهبته واليقين المسبق من ملاءمته للدور، أنه كان الخيار الأنسب إذ يتلبس الشخصية تماما ويتكشف عن حضور مقنع ومؤثر في الدور، فينطبق على تكليفه بالمهمة ما يعبر عنه المثل الشعبي بالقول: “ربّ رمية من غير رام”. وهكذا يعتبر هذا الممثل اكتشافا جديدا ويصار إلى ترفيعه بسرعة إلى مرتبة النجومية، مما ينجم عنه استهلاكه في التمثيل في أدوار البطولة في العديد من المسلسلات، لكن من دون أن تتكرر المصادفة التي أطلقت شهرته.

من ناحية ثانية، يجب الإقرار بأن الإنتاج التلفزيوني الدرامي العربي يتوفر على عدد من الممثلين والممثلات من جيل الشباب ممن يتمتعون بحضور طاغ وموهبة متميزة وقدرة كبيرة على تقمص أية شخصية وأداء أي دور مهما كان صعبا، خاصة أن الكثير من أولئك الممثلين دخلوا مجال المهنة من باب الدراسة الأكاديمية في المعاهد الفنية المسرحية. غير أن وجود مثل هذا العدد القليل من الممثلين القادرين على تجسيد أي شخصية يتولونها لا يبدل كثيرا في الوضع العام الذي يتصف بالعشوائية وفي التعيينات التي لا علاقة لها بالضرورات الفنية، فتراهم قد أبدعوا في مسلسل ما  وبدوا باهتين أو متصنعين في مسلسل آخر. ويتضح هذا الخلل بشكل خاص عندما يوكل لممثل القيام بدور كوميدي في حين انه لا يتمتع بمواهب كوميدية على الإطلاق.

الخليج الإماراتية في

14.11.2005

 
 

مسلسل «ريا وسكينة» يكشف وقائع جديدة في القصة التاريخية

القاهرة – محمد هشام: 

مسلسل »ريا وسكينة« الذي يعرض على شاشة تليفزيون دبي صاحبته مخاوف الفشل لتناول أحداثه في أكثر من عمل سينمائي وإذاعي ومسرحي إلا أن تلك المخاوف تبددت سريعا مع أولى حلقات المسلسل والتي سبق عرضه في فضائيات أخرى، فقد تميز بالإثارة والتشويق على مدار 35 حلقة، وبالتركيز على تفاصيل الحياة اليومية لأعضاء عصابة »ريا وسكينة« التي هزت جرائمها المجتمع المصري أوائل القرن الماضي، واهتمام السيناريست بالظروف الاجتماعية والنفسية التي دفعتهم لارتكاب تلك الجرائم حتى قبل نزوحهم من الصعيد الى مدينة الإسكندرية.

هذه التفاصيل لم تتوافر في أي من الأعمال السابقة سواء الفيلم الشهير للمخرج الراحل صلاح أبوسيف والذي قامت ببطولته نجمة ابراهيم وزوزو حمدي الحكيم، أو الفيلمان الكوميديان لإسماعيل ياسين ويونس شلبي، ولا حتى في المسرحية الاستعراضية الغنائية لسهير البابلي وشادية.

الجديد أيضا في هذا المسلسل أن كاتب السيناريو مصطفى محرم استمد دراما العمل من كتاب الصحفي صلاح عيسى »رجال ريا وسكينة« والمأخوذ من واقع ملفات القضية رقم 43 لسنة 1920 جنايات اللبان والذي يعد طوق النجاة لهذا العمل من احتمالات التكرار.

وسع السيناريست من دائرة الاهتمام بشخصيات أعضاء العصابة من الرجال ولم يغلق الدائرة على »ريا وسكينة« فقط كما حدث من قبل، وهو ما أعطى الفرصة للمشاهد للتعرف على شخصيات مجهولة في القضية مثل عرابي حسان الفتوة الذي كان شريكا أساسيا في كل جرائم ريا وسكينة وقدمه باقتدار الفنان أحمد ماهر، وعبدالرازق يوسف أحد أعضاء العصابة البارزين والذي كان له دور كبير في الإيقاع بعدد من السيدات من بين السبعة عشر ضحية اللاتي قتلن على يد العصابة وجسده الفنان صلاح عبدالله ببراعة شديدة، أما حسب الله وهو من الشخصيات الشهيرة في هذه العصابة وزوج »ريا« زعيمة العصابة فقد اهتم السيناريست بإظهار أبعاد جديدة في شخصيته تعرفنا عليها للمرة الأولى وجسدها سامي العدل بأسلوب السهل الممتنع فنجح في استفزاز مشاعر المشاهدين ضد هذا النموذج الفريد من البشر.

وفي المقابل كانت شخصية عبدالعال زوج سكينة من الشخصيات المحيرة التي يصعب على المشاهد أن يتخذ منها موقفا نظرا لترددها ما بين الخير والشر، وقد عبر الفنان رياض الخولي عن هذه الحالة بقدر كبير من الحساسية والبراعة في الأداء.

وتأتي شخصية »ريا« وهي الشخصية المحورية في المسلسل والتي جسدتها عبلة كامل كما عرفناها في كافة الأعمال السابقة شديدة القسوة، متحجرة المشاعر حتى على ابنتها الوحيدة »بديعة« أما سكينة فلأول مرة نراها على هذا النحو من الإنحلال الأخلاقي، فهي سكيرة، محبة للرجال، خائنة ومتمردة وفي بعض الأحيان تبدو ضعيفة، ولعلها المرة الأولى أيضا التي تقدم فيها شخصية سكينة على هذا القدر من الجمال »بعكس الصور الموجودة في ملفات القضية« وقد أدت سمية الخشاب الدور بنجاح.

ويحسب للمخرج جمال عبدالحميد قدرته الفائقة على التحكم في أداء الممثلين وخاصة عبلة كامل التي كانت تنزلق أحيانا الى الأداء التقليدي، ويحسب للإخراج اكتشافه قدرات كامنة في كل من سمية الخشاب وصلاح عبدالله، وبراعته في استخدام الإضاءة والاهتمام بالملابس والمكياج ولولا فقر الإنتاج وضعف الإنفاق والاضطرار الى الحكي كبديل لمشاهد ساخنة حية مثل مظاهرات 1919 وغيرها لخرج المسلسل بشكل أفضل بكثير مما شاهدناه.

الجديد أيضاً في المسلسل إظهار سلبية جهاز الشرطة في مواجهة هذه الجرائم المدبرة البشعة والتي اكتشفت بالصدفة عند حفر أرضية بيت سكينة والكشف عن الجثث أسفلها ما اختلف عن فيلم صلاح أبو سيف الذي منح الشرطة في هذه القضية بطولة زائفة لا تستحقها من خلال دور الضابط الذي لعبه الراحل أنور وجدي في فيلم »ريا وسكينة«، بينما أعطى المسلسل للنيابة حقها في كشف ملابسات القضية وربط الأحداث ببعضها وهو ما أدى الى لف حبل المشنقة حول رقاب أفراد العصابة.

أجاد النجم الشاب فتحي عبدالوهاب تجسيد شخصية وكيل النيابة وكان بطلا للحلقتين الأخيرتين، كما أن استعارة المؤلف لبعض الجمل من واقع الملفات كان لها أثر بالغ في نفوس المشاهدين وقد وردت على لسان رئيس المحكمة وخاصة تلك الجمل التي أكدت أن القضية لم يسبق لها مثيل منذ تأسيس المحاكم المصرية وأنها المرة الأولى التي ينفذ فيها حكم الإعدام في السيدات في مصر وهي المرة الأولى ايضا التي ينفذ فيها حكم الإعدام داخل السجون المصرية.

وأضافت أشعار أحمد فؤاد نجم وألحان وأداء عمار الشريعي وصوت خالد عجاج في »التتر« كثيرا للدراما وجاءت ضمن نسيج العمل، ويعتبر السيناريست مصطفى محرم النجم الحقيقي لمسلسل »ريا وسكينة« والذي استعاد به مكانته ككاتب تليفزيوني متميز بعد إخفاقه في ثلاثة مسلسلات سابقة ولعله أراد أن يصالح جمهوره فاستجمع كل إمكاناته في صياغة هذا العمل وعاد الى التراث اللغوي لتلك الفترة وأخرج منها ألفاظا شعبية إسكندرانية تلاشت بفعل الأيام وكان لهذه الألفاظ دور كبير في التجسيد الواقعي للأحداث.

وفي النهاية كان للمخرج المبدع جمال عبدالحميد مايسترو هذا العمل بصمات واضحة في كل كبيرة وصغيرة حتى عند اختياره للأدوار الصغيرة بدءا من مريم الشامية »صفاء الطوخي« صديقة سكينة وحتى الطفلة الصغيرة التي جسدت دور »بديعة« ابنة ريا في المسلسل.

البيان الإماراتية في

15.11.2005

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)