كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

صاحب المرسى والبحار محمد جلال عبد القوي:

ناصر رد للمواطن المصرى كرامته واستدعاؤه ضرورة فى الأزمات

أحمد عطا

رمضان المسلسلات

2005

   
 
 
 
 

هو أحد رواد الدراما التليفزيونية الذين أثروا الشاشة العربية بالعديد من الأعمال الدرامية المتميزة التى تفاعل معها المشاهد بعقله ووجدانه عبر سنوات طويلة رسمها الكاتب محمد جلال عبد القوى منذ الرجل والحصان، مروراب نصف ربيع الأخر، والليل وأخره، وصولا إلى المرسى والبحار.

حول رحلته مع الدراما، وصولا إلى مرساه هذا العام، كان لنا معه هذا اللقاء.

·         ما هى حكاية المرسى والبحار؟

- حكايتى مع المرسى والبحار مرتبطة بهم بداخلى هم يجمع العلاقة بيننا وبين الغرب، يطرحه التاريخ دائماً، كانت هذه العلاقة عبر فترات كثيرة تشبه المد والجزر، نعبر إليهم بحضاراتنا نعطيهم أساس الارتقاء حتى يصلوا إلى ما وصلوا إليه، بينما هم يعبرون إلينا مستعمرين ينظرون إلينا نظرة دنيا.

·         لماذا هذا الطرح الدرامى فى هذه المرحلة تحديداً؟

- لأننا وصلنا إلى ذروة الاستهداف فبعد أحداث 11 سبتمبر وهذه التصريحات الساخرة والمهينة على يد زعيم الغرب الآن جورج بوش، الذى أتى إلينا كذباً ليحضرنا ويعلمنا ليأخذنا إلى الجنة الموعودة، وهو فى حقيقة الأمر جاء غازيا، وأن الأخر لو كان يقصد خيراً لنا لأتى ألينا حاملاً معه دفتراً وكتاب وليس بقنابل وبنادق وبارود، هذه الجنة الوهمية هى بذرة الفكر فى مسلسل المرسى والبحار.

·         ولكن البعض يقول أنه تكملة لمسلسل البر الغربي؟

- أنا أعتقد أن الغرب مبهور بنا وهو الذى سعى إلينا فى فترة من الفترات ولكن الآن البر الغربى لن يكتمل وبالتالى فإن وجهة النظر من الصعب التشدق بهذه المقولة ولهذا فالبر الغربى ليس له صلة برواية المرسى والبحار.

·         هل نحن نعيش إفلاساً سياسياً وفكرياً؟

- ليس هناك إفلاس ولكن هناك إهمال أو عدم الاهتمام لأننا لسنا مفلسين فالمفكرون والساسة العرب تزخر بهم الأرض العربية، ولكن ربما المناخ غير ملائم لتفاعلهم مع المجتمع أو ربما كانت الضغوط الخارجية التى تمارس فى المنطقة العربية هى التى أوجدت هذه الحالة.

·         من خلال رؤيتك الدرامية فى مسلسل المرسى والبحار هل تعتقد أننا نعيش فى أزمة؟

- بالطبع فلولا هذه الأزمة ما كتب هذا النص فهناك أزمة مستفحلة ولابد من وجود مواجهة حقيقية والبحث عن حل للخروج من مستنقع الدونية الذى هن به الغرب فالغرب يحاول أن يقنعنا أننا لا شئ وهى تلك أزمتنا.. وسبب حالة الإحباط الموجودة فى الشارع العربي.. وخاصة فى ظل حالة الإنبهار والتلقى الذى يعيشها المواطن العربى بكل ما هو محيط به من مظاهر الحضارة الغربية بدءاً ب كيس البطاطس حتى المولات التى أصبح لها ثقافة وموردون.

·         من وجهة نظرك كيف نخرج من هذه الأزمة من خلال الدراما؟

- لابد من إحداث التراكم من خلال الدراما.. والتأكيد على أن العلم هو وسيلتنا للخروج من الأزمات التى تحيط بنا.. والأخذ بالأسباب حتى نستطيع مواجهة هذا التيار.. فالعلم هو الفيصل.. فكل من يتسيد العلم ويبرع فيه يملك كل شئ ويسيطر على كل شئ.

·         ولكن الدراما تهرب من المشاكل الحقيقية بالإسقاط على الماضي؟ وهل هو هروب من المواجهة؟

- أتفق معك فهذا يرجع إلى أن هناك حالة من الإفلاس أو الجهالة بما هو كائن بمشاكل نعيش فيها، فالناس الآن تعيش أزمة حقيقية، فهم يتكلمون عراة العقول والصدور فأتى زمن التورية وزمن الاتكاء على الماضي.

·         من وجهة نظرك لماذا حقق مسلسلك الليل وأخره أعلى تسويق فى تاريخ الدراما المصرية؟

- ربما لقرب التيمة أو الفكرة من المشاهد العربى العاطفى جداً والحريص على الترابط الأسرى والذى يتمثل نفسه فى الشخوص على الشاشة، بالإضافة إلى أن يحيى الفخرانى يتمتع بجاذبية خاصة على الشاشة.

·         كيف نخلق حالة وعى عند المشاهد من وجهة نظرك؟

- بالصدق ولا سبيل غيره، فالصدق أو أكثر الطرق لحل مشاكلنا.

·         لماذا نلاحظ دائما أن الناس تستدعى الزعيم عبد الناصر فى الأزمات؟

- هذا حقيقى ولا يختلف عليه أحد، فعبد الناصر رد للمواطن كرامته حتى أننى استدعيت عبد الناصر فى كل أعمالي، وهذا تراه فى مسلسل المرسى والبحار عندما طرد أحد العمال من ميناء قناة السويس وبقرار التأمين عاد هذا العامل، ولهذا لا نستطيع أن نتخلص من فترة عبد الناصر، والسادات الذى أخذ قرار حرب أكتوبر بشجاعة تحسب له.

·         من وجهة نظرك ما أسباب تراجع الأعمال الدينية والتاريخية؟

- الأعمال الدينية أصبحت درجة ثانية، بالإضافة إلى ندرة الكتاب الذين يمسكون بناصية التاريخ فنحن الآن نفتقد أصحاب الرسالات، الآن الجميع يهربون خلف الدنانير والدراهم، البعض لا يحب أن يجهد نفسه والرجوع إلى التاريخ واستحضاره ليجعله قدوة وأملا فى نفوس الأجيال الحالية.

·         ما هى مشروعاتك المقبلة؟

- عندى مسلسل تاريخى بعنوان على باب مصر كتبته منذ سنوات، ربما لم يكتب له الخروج إلى النور إلا على يد الأستاذ محيى الغمرى رئيس قطاع الإنتاج الحالي، فمن خلال هذا العمل أحاول أن أخفف من أحزانى على الدراما التاريخية، فأتناول هذا العمل كما تناولت موسى بن نصير.

العربي المصرية في

30.10.2005

 
 

في وصف العنصرية على الشاشة الصغيرة

مونتريال ـ خالد سليمان

هناك بين جامعة بنسلفانيا الأمريكية في مقاطعة جورجيا وبين قناة راديو كندا التلفزيونية في مدينة مونتريال، مساحات جغرافية شاسعة، لكن نظرية علم الأحياء العنصري أو "الهندسة الذكية" بالأحرى تضعهما في دائرة واحدة. ذلك انهما اتفقتا ضمناً، على فتح سجال عنصري ضد "العالم الجديد" الذي طالما تباهى بتنوع ثقافي مُفترض يحتذى به في العالم .

تتحدث المؤسسات الكندية والأمريكية الأكاديمية والثقافية عن التنوع الثقافي والعمل الجاد ضد العنصرية أكثر من مثيلاتها المنتمية للعالم الجديد أيضاً، وهي أستراليا ونيوزلندا والمكسيك. هناك اسبوع ثقافي في مدينة مونتريال الكندية ضد العنصرية يقام كل عام تحت شعار: "نحن لم نأت من عالم عنصري". لكن الواقع هو دائماً شيء آخر، فيه ما يناسب التباهي بالعرق والتفوق الثقافي والهندسة الذكية. هناك بالتالي نقاش على مستوى النخب حول العنصرية، تتجاوز أبعاده المفاهيم القومية والسياسية وتصل إلى حدود علم البيولوجيا. وإذا بسجال كهذا الذي يستمر منذ أكثر من ثلاثة أعوام حول معدل الذكاء بين الطلاب في مدارس جورجيا وجامعاتها معتبراً "الهندسة الذكية" نظرية ثابتة مثلها مثل تكوين العالم خلال سبعة أيام، يتحول في مونتريال إلى الشاشة الصغيرة وضمن برنامج شعبي يقدمه الممثل ومقدم البرنامج التلفزيوني المشهور "غي آلا باج" بعنوان "كلام الناس".

في إحدى حلقات البرنامج المذكور استضاف آلا باج، الطبيب "البسيكياتر" الكيبيكي "بيير مايوو" المعروف بمعاداته العنصرية ضد السود والهنود .وقد سمح له غي آلا باج أمام الملايين من المشاهدين ان يعلن فلسفته العنصرية التي تقول: "تثبت الدراسات العلمية تدني معدل الذكاء عند السود والهنود بالمقارنة مع الآخرين". هذه الفكرة التي وصفها الكاتب جان لاروز في مقال منشور في صحيفة لودفوار بـ"العيب"، أدخلت الأوساط الثقافية والاكاديمية والجاليوية في سجال عنيف إذ جاءت ردود الأفعال من جميع الشرائح الإجتماعية التي طالما خصها الموضوع بشكل مباشر. ففيما حاول الكتاب والصحافيون دحض أفكار "البسيكياتر" "مايوو" في العنصرية والدفاع عن مجتمع الثقافات المختلفة في كيبيك، نشر كل من مقدم البرنامج ومدير قناة راديو كندا التلفزيونية بياناً مشتركاً دافعا فيه عن سياسة القناة. ذلك ان مثل هذه المواضيع برأيهما يجب ان تناقش عشرات المرات بدل مرة واحدة ويجب ألا يتردد البرنامج الذي يفتخران بشعبيته في طرحها عند لحظة المشاهدة المفضلة. ولابد من الإشارة الى أن برنامج "كلام الناس" يستقطب الملايين من المشاهدين بسبب إستضافته الاسبوعية لنجوم التلفزيون والغناء والسينما والعلوم والآداب والصحافة والسياسة. وهذا ما دفع معد البرامج في القناة ذاتها "محمد لطفي" الى إرسال رسالة إحتجاجية لمدير القناة يقول فيها: "ان راديو كندا اختار لحظة المشاهدة المفضلة لنشر أفكار عنصرية".

وقال "آلا باج" بأنه كان يعرف آراء "البسيكياتر" الذي طالما اشتهر بأقواله العنصرية من خلال محطة راديو محلية وقناة "تي كو إيس" التلفزيونية، لكنه لم يوضح لماذا سُمح له باحتلال الشاشة الصغيرة وإعلان وعظه العلمي الذي أربك الصغار والشباب أكثر مما أربك الكبار.

وقد نشرت الكاتبة الكيبيكية "ماري غودانس" مقالة في صحيفة لودوفوار أيضاً ودافعت عن السود من خلال ابنتيها اللتين أربكتهما أفكار البسيكياتر وقالتا لأُمهما رداً على تأكيده على اختلاف معدل الذكاء بين السود والبيض:

"هذا ليس صحيحاً، أُمي ما يقوله الدكتور مايوو ليس صحيحاً".

ولو توقفنا عند هذا الاحتجاج العفوي لهاتين الصبيتين اللتين أغضبتهما فكرة إهانة أصدقائهما ويومياتهما المدرسية، نلاحظ أن احتجاجهما يعبر عن جانب من الذكاء يجهله الدكتور مايوو وغيره في كلية الفنون والعلوم في جامعة مونتريال، ذلك انهما تعيشان أيامهما في المدرسة مع السود والهنود والعرب والصينيين والمسلمين واليهود دون احساس بالفروقات التي أعلنها الطبيب المذكور أمامهما.

عودة إلى جذور السجال، وآثاره بالطبع، نرى ان له امتداداً تاريخياً في الأوساط الجامعية والأكاديمية في كل من الولايات المتحدة وكندا. وقد كان أول من تناول أبعاده ونقد آلياته اللاإنسانية في الثقافة الغربية المفكر الأمريكي البارز "ستيفن روز" الذي إذ كتب في ثمانينات القرن المنصرم كتاباً بعنوان "علم الأحياء والأيديولوجيا وطبيعة البشرية"، ربط فيه بين تحديد نسب الذكاء وفق المعايير البيولوجية وبين السياسة. ذلك ان نظرية "الهندسة الذكية" برأيه، ما هي إلاّ وجه السياسة الخفي وخدمة مجانية لها بغية السيطرة على الجينالوجيا الاجتماعية للمجموعات البشرية، وإلاّ ماذا يعني الإيمان بفروقات جينية بين معدلات ذكاء الإنسان الأسود والأبيض واعتبار "القصص الخلقية" من خلال سبعة ايام حقيقة ثابتة في اعلى هيئات التعليم، وهي المؤسسة الجامعية.

فمثل هذه النظرية التي تتلقى دعم الحكومات، وتفتح باب "الداروينية الإجتماعية" في مجتمع الثقافات المختلفة من جميع الجهات، تعيد الاعتبار للعبودية السوداء في العالم، وتحط من قيم جميع الثورات الاجتماعية والإصلاحات التي شهدها تاريخ البشرية. ذلك لأنها توسع "الهوة" الموجودة أساساً في الهيكلية الاجتماعية والثقافية للعالم الجديد. فإذا عدنا إلى الإحصائيات الرسمية التي تسجل الفروقات العنصرية في مجالات العمل داخل المجتمع الكندي مثلاً، نستنتج بأن الغالبية العظمى من المهاجرين، رغم تحصيلها الأكاديمي، تحتل مواقع عمل تقع خارج دائرة تنافس الكفاءات. وهناك دراسات سوسيولوجية جديدة تؤكد وجود نظرية "ستيغماتيزم"، في تحديد صورة المهاجر ووصمه ليس وفق مشاركته في مجتمعه الجديد، وإنما وفق تفكير عنصري مسبق يرسم له الشكل الذي يناسبه؛ أي وضعه في دائرة مغلقة تتجسد غالباً في مجالات عمل خدمية في المطاعم والمقاهي، أو في المانيفاكتورات.

كانت رسالة الدكتور بيير مايوو في برنامج "كلام الناس"، امام المشاهد الكندي، إعلاناً فردياً عن تدني معدلات الذكاء بين أطفال السود والهنود وبين أطفال البيض، لكنها تستند الى مؤسسات علمية وأكاديمية وهي بالتالي امتداد مباشر للسجال ذاته الذي يسود جامعة بنسلفانيا التي تبغي إثبات نظرية الهندسة الذكية كما يريد الانجيليون الجدد إثبات قصص الخلق في سبعة ايام. وإن رجعنا قليلاً إلى تاريخ كندا نفسها، نرى ان هناك خلفية واضحة حول هذه المسألة التي تجسدت في القانون الكندي المتعلق بالهجرة والمهاجرين. ففي خمسينات القرن المنصرم، كان يفضل الكنديون "المهاجر الأبيض". فلا غرابة إذاً في كلام ضيف برنامج كلام الناس وفي ساعة المشاهدة المفضلة حيث الويك ـ آند والتاسعة مساء طالما هناك رغبة تاريخية للبحث عن الإنسان الأبيض، إذا أمكن.

لقد اكتفى الصحافيون والكتاب في ردودهم وانتقاداتهم لآراء مايوو بمقولات مألوفة حول التنوع الثقافي، ولم يشر أحد من المساجلين بالتالي إلى العنصرية كتاريخ "مركنتيلي"، يقف وراء الجامعات والمؤسسات العلمية. ففي كلية الفنون والعلوم في جامعة مونتريال تُدرس نظريات الهندسة الذكية ويعتبرها الكثير من طلاب الجامعة ذاتها بأنها كلية عنصرية حيث انها من خلال أستاذ فيها (سيرج لاريفيه) دعمت الخلفية الثقافية التي استند إليها بيير مايوو. ولم يخف السيد لاريفيه رأيه حول حقيقة كلام ضيف البرنامج، لكنه أخطأ في جوابه وفي شرحه للمسألة . ذلك ان معدل الذكاء كما يراه يختلف من شخص إلى آخر في مجالات العلوم .فبينما يبلغ ذكاء شخص ما 110 في الرياضيات مثلاً، فإن نسبة الذكاء لدى ذلك الشخص ذاته لا تتجاوز الـ(50) في اللغات. بذلك تهرّب "لاريفيه" من الجواب الذي رسم فيه بورتريه رجل علمي وبراغماتي لذاته من سجال قد يشكل هو نفسه احد وجوهه الخفية، يقف وراء الدكتور "مايوو" الذي قال ان الإثباتات العلمية التي اعتمدها لتحديد معدلات الذكاء عند الأطفال هي منهاج جامعة مونتريال وتُدرّس فيها.

في "كلام الناس"، تمر السياسة والثقافة والعلوم والفنون من خلال ضحك توتاليتاري، يصبح فيه الضيف الفنان أو "العالِم" أو السياسي طاغياً مُسَلطِناً على الضحك والويك ـ آند. وهكذا مرّ الطبيب ووصل لآلاف البيوت ليعلن فلسفته العنصرية، لقد كان سلطاناً حقيقياً في إضحاك مقدمي البرنامج ومشاهديه، ولا ننسى الزمن الذي هو ساعة المشاهدة المفضلة.

المستقبل اللبنانية في

30.10.2005

 
 

المسلسلات المصرية هدية على طبق من فضة الى نجومها

ريما المسمار  

تواجه الدراما المصرية مأزقاً. فقد جاوز نجومها الاساسيون الأربعين ولا بديل. ليس ذلك نقداً موضوعياً بالطبع ولكنه لسان حال كُتّابها غير القادرين على توجيه كتاباتهم وحكاياتهم خارج "هالات" اولئك النجوم. انه في الواقع لسان حال المنتجين ونظام النجوم المستفحل. ولعل المفارقة المضحكة­المحزنة ان ذلك النظام وجد في التلفزيون أرضية ضالة بعد ان فقد تأثيره في السينما حيث الحكم لنظام النجوم الجدد الشباب كما تحلو لكثيرين تسميتهم. للأخيرين فصلهم المشوّق ولكن ليس هنا مكانه. فالدراما التي تمر في فترات الصحوة من موسم رمضاني الى آخر، تحتل مساحة الكلام الرحبة اليوم. لا بد من ان هناك قصصاً مشوقة في كواليس كتابة المسلسلات. فإذا تخيلنا بوحي من سيناريو صعب التطبيق ان احد الكُتّاب وافق على البوح بأسرار كتابة الدراما المصرية اليوم، فإن سيلاً من الأسئلة سيمطره. كيف يكتبون؟ سؤال بديهي. هل يفكرون بنجم او نجمة؟ ام انهم يكتبون ومن ثم يجرون التعديلات اللازمة بعد اختيار البطل/البطلة (من دون ان ينسوا شرطاً اساسياً هو امتداد الدور على صفحات العمل من اولها الى آخرها)؟ ولمن يكتبون؟ فالسائد ان يتوجه المسلسل التلفزيوني الى جمهور ما ولا جدوى من ادعاء غير ذلك على غرار ما يحدث في الفنون الاخرى من كلام عن عدم الاكتراث بالجمهور. فالتلفزيون هو الوسيط الشعبي بامتياز. غير ان الإحساس الذي يخلفه بعض الدراما المصرية انه موجه بالدرجة الاولى الى نجومها. كأنها أعمال مهداة الى الممثلين على طبق من فضة، تتيح لهم التصرف كيفما شاؤوا واستغلالها كيفما رغبوا للإبقاء على صورة حاضرة لا تغيب. والمعنى هنا حرفي إذ ان صور اولئك في المسلسلات حاضرة على مدار الدقيقة التلفزيونية. كأن هذا التفلزيون يتحول اقامة مستديمة لنجومه حتى قاربت تلك المسلسلات برامج الواقع "المنتَقدَة" لشدة استهلاكها صور نجومها. بهذا المعنى، لا تختلف يسرا في "احلام عادية" عن هيفا وهبي في "الوادي". كلتاهما تكاد لا تحيد الكاميرا عنها وكلتاهما تقومان بعرضها الخاص امام الكاميرا لعيون فضولية (بنِسَب مختلفة). يسرا بأشكالها المتبدلة لزوم الشخصية الدرامية التي تلعبها، تخدم في الواقع صورة النجمة "يسرا" أكثر مما تخدم صورة الشخصية التي تلعبها. والمتابع لدخول يسرا معترك التلفزيون، سيلاحظ التدرج التصاعدي في احتلالها الشاشة. في "أين قلبي" كانت البداية ثم تبعها "ملك روحي" الذي استعان بمرور الزمن ليمدد قدر الامكان تواجدها. تبعه "لقاء عالهوا" الذي تناول فترة زمنية محددة ولكنه كثّف حضور النجمة عبر شخصية المذيعة والزوجة والحبيبة والام... وها هو "أحلام عادية" يقدمها في أكثر من جلباب: السيدة المرموقة، الحرامية الصغيرة، المرأة الشعبية، الراقصة... والتلوين بين شخصية واخرى يطاول الشكل فقط في غياب اي تلوين ادائي. ومن طرائف الأمور ان التفاصيل المخبأة لا تفوت المشاهد وان كانت لا تدفعه الى الاعراض عن العمل. ومن تلك المؤشرات ان بعضهم علّق مع بداية عرض العمل انه سيتضح ان اسم يسرا الحقيقي في العمل هو "أحلام"! وتلك ملاحظة تشير الى فهم المشاهد اللعبة، لعبة الحضور التي لا ترهق سوى الممثل نفسه.

في إطار مشابه، قدم الممثل محمود عبد العزيز في شهر رمضان الفائت "محمود المصري" عن حكاية كفاح شاب اسكندراني من الفقر الى النجاح فالفقر فالنجاح.. أبت شروط الدراما المصرية المعاصرة الا ان يقوم النجم بلعب كافة ادوار مراحل حياته. فوجدناه شاباً عشرينياً بصرف النظر عن التجاعيد التي حفرت وجهه والصباغ الرخيص الذي غطى شعره المستعار. يكرر الممثل يحيى الفخراني الخطأ نفسه هذا العام زاجاً بنفسه في حلبة كان حتى الوقت القريب خارجها. صحيح ان اعماله التلفزيونية خلال السنوات الماضية كانت مسرحاً لنجمه الاوحد ايضاً ولكنها لعبت لعبة ذكية بعدم تضحيتها بقيمة دنيا وباحترام المشاهد. اما هذا العام، فهو الستيني يلعب ايضاً دور الشاب العشريني او حتى الثلاثيني. ثمة تفسير من اثنين: اما انه غير قادر على ترك اثر عميق بدور الاب وحده فأخذ دور الابن ايضاً واما ان العمل برمته لا يتيح الفرصة لتفرد تمثيلي من الذي اعتاده الفخراني في اعماله السابقة. وربما يكون هناك احتمال ثالث مخيف هو انعدام مساحة المشاكسة والفردية في التلفزيون. بعيداً من الفخراني، يتحمل الآخرون من عبد العزيز الى يسرا مروراً بإلهام شاهين وسواهم مسؤولية كبرى في اعتبار التلفزيون نافذة لاثبات الوجود فقط وللتمسك بما يبدو لهم انه يفلت من ايديهم (سينما، نجومية، صبا، جمال...). أليس هناك من شبر في هذه النافذة لعرض تمثيلي هو ما يمنحهم في الاصل وصف ممثلين؟!

المستقبل اللبنانية في

30.10.2005

 
 

"الدريشة" دراما محلية أكثر جرأة وواقعية

نائل العالم 

يستحق مسلسل "الدريشة" الدرامي المحلي اهتماماً إعلامياً أكبر على حساب الأعمال الكوميدية التي تركز عليها الدراما الإماراتية عموماً من خلال إطلالاتها الرمضانية القليلة.

فلطالما تفوق الكويتيون خليجياً في البحث والتمحيص في القضايا الاجتماعية، وأشبعوها سرداً وتفصيلاً وكانوا جريئين بطروحاتهم، لا يخشون قول الحقيقة وإن ازدادت مرارتها، وهو ما أعطى المسلسلات الكويتية الصدى والصدارة في كل أصقاع الوطن العربي.

وإذا حاولنا سبر أغوار مسلسل »الدريشة« لمؤلفه جمال سالم ومخرجه البحريني مصطفى رشيد، لوجدنا حبكة درامية مترابطة الخطوط وأحداثاً بعيدة عن الحشو ولا تفتقد الجرأة والوضوح. أما محور الأحداث فهو قضايا المجتمع الإماراتي من الداخل بأدق تفاصيلها وبدون زخرفة ولا تلميع.

»الدريشة« باختصار حكاية عائلية مؤلفة من أربع فتيات وأب عاجز وأخ متحكم ومسيطر، استأثر الشقيق (عبدالله) بكامل سلطات الأب محاولاً ضبط تصرفات أخواته .

ومنعهن من ممارسة حياتهن الطبيعية بحجة الحفاظ عليهن من الضياع، بينما ترك لنفسه الحبل على الغارب، فمارس حياته كما يحلو له ولحق رفقة السوء التي أودت به إلى تعاطي المخدرات.

وقبل أن يتمادى الأخ في فرض سلطته على الشقيقات الضعيفات، فاجأه القدر بحادث مروع أفقده حيويته وشل حركته وفرض عليه ضعفاً بعد قوة وهرماً بعد شباب فتخلصت الفتيات من تحكمه وتحررن من سلطته الدائمة، ولو أنهن تأثرن كثيراً بما آل إليه مصيره إلا أن تلك الحادثة فتحت لهن الأبواب المغلقة ليكتشفن بأنفسهن حقيقة المجتمع الذي يعشن فيه.

وشقت كل واحدة من الأخوات (حصة وخلود وإيمان وآلاء) طريقها في رغبة في تفادي الكارثة التي حلت بالعائلة، وفي سياق الأحداث يمرر الكاتب رسالة عن أهمية عمل المرأة وضرورة انخراطها في المجتمع.

وحقها في اختيار شريك حياتها من دون أن تقدم تنازلات، أو أن تصبح لقمة سائغة في متناول ضعاف النفوس. وتقدم الفتيات الأربع رسالة عن رغبة المرأة في التحرر من بعض العادات التي تظهر في المسلسل اختلافاً على وجوبها أو عدمها، مع عدم تبني وجهة نظر واضحة في هذا الخصوص.

ويعرج »الدريشة« في خطوط درامية أخرى على موضوع البطالة التي يعاني منها الشباب الإماراتي في المجتمع، كما يبرز المسلسل دور المؤسسات الحكومية في دبي ودور الشرطة في مكافحة الجريمة وعمليات الإنقاذ.

وعلى الجانب التقني يبدو العمل مشغولاً على أعلى مستوى من التقنية التي تبرز جودة الصورة ونقاءها، فيما أحسن المخرج مصطفى رشيد باللعب استخدام الكاميرا والخروج بلقطات تتناسب مع الأحداث الجارية خاصة تلك التي تم تصويرها داخل السجن ومن خلف القضبان.

ولابد من الثناء على الموسيقى التصويرية للمسلسل، وشارة البداية التي يظهر »الغرافيك« فيها واضحاً إلى أبعد الحدود، ويزيدها ألقا الصوت الدافئ للمطربة الكويتية نوال في تأديتها للكلمات المؤثرة التي صاغها الشاعر أنور المشيري ولحنها صالح الشهري.

ويعيب المسلسل الإيقاع البطيء لعدد من المشاهد والأداء المرتبك لبعض الممثلين، حيث افتقدوا للانفعالات اللازمة التي تتناسب مع حرارة المشاهد وتصاعد الأحداث الدرامية.

»الدريشة« عمل يفتح باب الحرية أمام فتيات أربع يمثلن نماذج موجودة في نسيج المجتمع وهو تجربة متميزة تستحق الوقوف أمامها، ولربما تفتح الباب أمام دراما تفتح الباب أمام دراما محلية جديدة أكثر جرأة وواقعية".

الحياة اللبنانية في

31.10.2005

 
 

«ملوك الطوائف» يعيدوننا الى أيام الأندلس...

حين يُفسد الاغراق في السياسة متعة المشاهدة

محمد حبوشة 

يحاول المرء جاهداً أن يذهب بعيداً من ألاعيب السياسة وفنونها التي تجنح دوماً نحو افساد الرغبة في المتعة والمشاهدة، أثناء متابعته أحداث مسلسل «ملوك الطوائف»، رائعة حاتم علي اخراجاً، ووليد سيف تأليفاً، ولكن للأسف الشديد كانت المحاولة بلا جدوى.

فدراما «ملوك الطوائف» على رغم ثرائها الفني الذي يأسر الروح ويفتح آفاقاً نورانية في العقل عبر بهاء الصورة، وبريقها الأخاذ الذي يخطف القلوب والأبصار في رحلة غاية في الروعة والجمال، لا يفلح في الهرب من السياسة، خصوصاً ان الموضوع حافل بالاسقاطات السياسية على الواقع الحالي. وعلى رغم أنك أمام كوكبة من الممثلين القديرين من أمثال: أيمن زيدان، جمال سليمان، تيم حسن، سلاف فواخرجي، سوزان نجم الدين، خالد تاجا ومحمد مفتاح، وكذلك أمام «لوحات» فنية تصور جمال الطبيعة وبهاء القصور وروعة الحدائق، وعناصر أخرى فنية استطاعت ببراعة المخرج والمؤلف أن ترسم طبيعة هذا الزمان وتعكس روعة المكان بحيث تجمع الماء والخضرة والوجه الحسن الى جانب الزخارف والأعمدة، والرخام والسيراميك ممّا ينم عن غزارة الفن وبراعة الفنانين والصناع من أهل الأندلس المسلمين الذين استطاعوا في ظل الدولة الأموية أن يصلوا الى آخر حدود الدنيا، ليس بحد السيف وحده الذي قاد الجيوش الى قلب أوروبا، بل أيضاً عبر احساس فني وثقافة وحضارة عربية عريقة اندمجت مع الحضارة الغربية في التحام عجيب وتجسدت على الأرض، لكنها سرعان ما هوت الى الدرك الأسفل من التاريخ بفعل السلاطين والملوك من أهل ذلك الزمان.

من هنا أستطيع القول ان المشاهد قد يفقد السيطرة على الذائقة الفنية لاستيعاب العناصر الفنية ورشاقة أو جمال أداء هذا الفريق من الممثلين، ويذهب بعيداً من ذلك الزخم من فنون وموسيقى وألوان مزركشة على اثر الانقسامات التي أصابت دولة المسلمين في الأندلس، وفور سقوط «طليطلة» التي كانت منارة ورمزاً لسقوط دولة الاسلام في الغرب، جراء جنوح ملوك الطوائف، وعلى رأسهم المعتضد بالله، ومن بعده ولده المعتمد على الله، حيث ساد الفساد ودبت الفوضى، وابتعد المسلمون في ذلك الزمان عن أخلاقهم التي تعلموها من دينهم، وانحل رباط المودة ووهنت عرى الصداقة، ولم تكن هناك حتى وشائج المصلحة الواحدة بين أبناء اللغة والدين، عندما نفخ الشيطان في روعهم، وأصبح الشقاق سمة تعتلي مملكتهم التي تهاوت سريعاً.

بالتأكيد نحن أمام تجسيد حي لحالة ربما تكون وقعت في القرن الرابع الهجري، أي منذ زمن يبدو بعيداً، لكنها لا تبعد كثيراً من حالتنا العربية والاسلامية اليوم، فلا يختلف كثيراً سقوط «طليطلة» الرامز الى سقوط دولة الاسلام في الأندلس عام 478هـ - 1085م عن ذلك السقوط المدوّي لبغداد يوم 9 نيسان (ابريل) 2003، كما لا يختلف الفونسو السادس ملك قشتالة الذي استعان به ابن عباد على اخوانه، عن الرئيس الأميركي جورج بوش الذي استعان به المعارضون العراقيون.

وواضح ان مقارنة بسيطة كهذه كفيلة بأن تفقد المرء متعة المشاهدة... وهكذا تفعل السياسة دائماً.

الحياة اللبنانية في

31.10.2005

 
 

من بيت أبي ضُربت: ضوء على معاناة كتّاب «بقعة ضوء»

دمشق – مصطفى علوش 

ظهرت الدراما الاجتماعية الناقدة بقعة ضوء منذ خمسة اعوام، بجهود مجموعة من الفنانين والكتاب («أيمن رضا، باسم ياخور، كوليت بهنا، رافي وهبي والليث حجو)، وشكل حضورها في ذاكرة المشاهد العربي نقلة نوعية في اطار الكوميديا الناقدة المسؤولة بروح عالية. ومنذ لحظة التأسيس كانت جهود الكتّاب، صناع اللوحات هي العمود الفقري الذي بنيت عليه هذه اللوحات. كتاب شباب مخيلتهم خصبة وقلمهم ذكي وتصوراتهم صادقة. لذلك صحت على لوحاتهم تلك تسمية، «أفلام تلفزيونية قصيرة»، يمكن أياً منها ان يستقل عن العمل بكامله بسبب استقلال فكرته ومعالجته في فترة زمنية محددة.

لكن الذي لم يعلن حتى الآن هو الظلم الذي وقـع عـلى معظم كتـاب هذه اللوحات. فـفـي الاجزاء الاولى كان اسم مؤلـف اللوحة يـكـتـب في شكل صغير قبل عرضها، وفي الشارة الرئيسة كان يـكـتـب إعـداد – أيمن رضا – باسم ياخـور. وتغـيب عن هذه الشارة أسماء المؤلفـين والكتاب.

وفي الكتيب الخاص بالعمل الذي يُرسل للمحطات الفضائية من اجل التسويق التجاري، تم تجاهل اسماء الكتاب وكتبت بدلاً منها عبارة «تأليف مجموعة من الكتاب».

اضافة الى الحذف من دون مشاورة للمؤلف على رغم ان العقد يفرض على اصحاب العمل اخذ رأي المؤلف «صانع اللوحة» في موضوع الحذف. وأخبرتني القاصة كوليت بهنا انها صعقت وهي تشاهد احدى اللوحات التي ألفتها، في «بقعة ضوء» (الجزء الخامس) يعرض حالياً على الفضائية السورية، فقدحذف المخرج هشام شربتجي خمسة مشاهد مفصلية ورئيسة.

وتضيف بهنا: «لا توجد جهة تحمي الكاتب من هذه الافعال، فلا نقابة الفنانين قادرة على فعل شيء ولا حقوق الملكية الفكرية قادرة على تعويض الكاتب لأن العمل عرض وانتهى وهذا إن دل على شيء انما يدل على عدم احترام جهود الكتاب وعدم احترام الفن بحد ذاته».

وكانت اللوحة المعروضة بعنوان: «أبي فوق الشجرة» وأدى ادوارها: عمر حجو، أندريه سكاف، مها المصري. وهي ذات مضمون اجتماعي انساني عميق يلامس شريحة العجائز من البشر وتكيفهم مع محيطهم». وغير ذلك هناك الاتفاقات المالية بين الكاتب والجهة المنتجة الشبيهة بالبازار، بكل ما تحمله من مبالغ مالية ضئيلة قياساً الى جهودهم، بينما يحصل الممثل والمخرج على حصة الاسد في هذه العملية الفنية.

و «ينبت» سؤال فنتازي في نهاية هذا الواقع: لماذا لا يتفق هؤلاء الكتاب على موقف واحد في تعاملهم مع شركات الانتاج؟ وما هو دور اتحاد الكتاب العرب في سورية في هذه القضية؟ أم انه مشغول بكشف المؤامرات التي تعد للمنطقة؟

الحياة اللبنانية في

31.10.2005

 
 

تزعجها «الاشاعات» وترصد ردود الفعل على «ريا وسكينة» ...

سمية الخشاب: شعرت بالرعب من مشهد إعدام السفاحة!

عمان - محمد الشايب

برزت موهبة سمية الخشاب ولفتت الأنظار من خلال أدوار متميزة في التلفزيون والسينما، من بينها دورها في مسلسل «الحاج متولي»، ومسلسل «محمود المصري»، ما ساعدها على أن تحصل على البطولة المطلقة مع عبلة كامل هذا العام، من خلال حلقات مسلسل «ريا وسكينة»، الذي يعرض خلال رمضان في فضائيات عربية عدة.

سمية، التي جسدت ببراعة دور «سكينة»، كانت وفريق العمل في زيارة للأردن .. فكان معها هذا اللقاء:

·         كيف تمّ اختيارك للمسلسل؟

- قد لا يعرف كثيرون أنني أول ممثلة رشحت لبطولة هذا العمل، قبل أن يذهب المخرج الى أية ممثلة أخرى، وأيضاً قبل الاستقرار على اختيار المخرج جمال عبد الحميد. لكنني وقتها اعتذرت لظروف خاصة، ثم عاد الدور لي من جديد.

·         تقدمين شخصية سبق تقديمها في السينما والمسرح، ألا تخشين المقارنة؟

- بالفعل تم تقديم حكاية «ريا وسكينة» في السينما والتلفزيون، ولكن عندما قرأت السيناريو الذي كتبه مصطفى محرم، وجدت كل شيء مختلفاً. فهناك قصة حقيقية بعيدة من الكوميديا من خلال دراما اجتماعية وأحداث تفصيلية. في هذا العمل نرى الأسباب الحقيقية التي دفعت الشقيقتين لارتكاب كل هذه الجرائم، لذلك لا يوجد أي مقارنة مع كل من قدموا هذه الشخصيات من قبل.

·         وكيف كانت استعداداتك لسكينة؟

- قرأت كل ما كتب عن القصة الحقيقية لـ «ريا وسكينة» وأبرزها كتاب صلاح عيسى، المأخوذة عنه الحلقات... وبصراحة لم يترك شيئاً لم يذكره.

·         كيف رأيت شخصية سكينة قبل تجسيدها؟

- سكينة في المسلسل هي الشخصية الرئيسة، ومحركة الأحداث، وأراها من أصعب الشخصيات التي قدمتها في مشواري، وقد وجدتها تركيبة مثيرة، فتجدها «حنينة» وفي الوقت نفسه «مجنونة»، انها امراة متناقضة جداً.

·         ألم تشعري بالخوف من أداء شخصية سفاحة؟

- اطلاقاً.. ثم أن سكينة كشخصية ليست شريرة في المطلق، فالمشاهد سيتعاطف معها بدرجة كبيرة... المشهد الوحيد الذي شعرت فيه بالرعب هو مشهد إعدامها.

·         هل صحيح أنك اختلفت مع مخرج «ريا وسكينة» جمال عبدالحميد؟

- لا ، جمال عبد الحميد مخرج معروف في الدراما المصرية، نحن متفاهمان، وأحترم أفكاره ومتطلبات عمله. ومن جهتي لم أبخل على العمل بأي مجهود.

·         في الفترة الأخيرة تناقلت مجلات ومواقع انترنت خبر طلاقك من زوجك غير المعروف أصلاً .. هل هذا صحيح؟

- كل ما أشيع كذب. عدت للتو من لندن حيث أمضيت إجازة مع زوجي هناك. فأنا أعيش حياة زوجية سعيدة على رغم صعوبة ظروف عملنا. وقد اعتدت على إشاعات الطلاق، ولم تعد تضايقني كما في السابق.

·         ولماذا أنت بالذات من تلاحقها الاشاعات في الفترة الأخيرة؟

- هناك من يريد سرقة فرحتي بنجاح أعمالي. هؤلاء همهم نشر الاشاعات عني، وكأن الوسط الفني ليس فيه غير سمية الخشاب. وبصراحة لا أعرف سبب ذلك، بخاصة أنني لست على خلاف مع أحد. يمكن القول أنني لا أعرف أحداً لأن علاقاتي محدودة وهذا يعني أنني لا أشكل خطورة على أحد.

·         هل زواجك في السر سبب هذه الاشاعة؟

- لم أتزوج في السر، لكني لم اسمح للصحافة أن تخوض في حياتي الشخصية، حتى عندما كتبوا أنني طلقت زوجي لم اظهر معه لأنفي الاشاعة. زواجي لم يسبب لي مشاكل، بل على العكس، حياتي بعد الزواج باتت أجمل، وازداد حبي للحياة.

·         لماذا لم تكشفي عن هوية زوجك حتى الآن؟

- نزولاً عند رغبته، فهو يريد ان يبتعد عن الأضواء تماماً، وأنا أحترم رغبته. لكنّ أهلي وأصدقائي القريبين مني يعرفون جيداً من هو زوجي.

·         وهل هو فعلاً بليونير، ومعروف في إحدى الدول الخليجية؟

- كل ما يمكنني قوله إن زواجي منه كان لسبب واحد هو انه إنسان على خلق، ويعرف الله جيداً ويحبني، وهذا ما يهمني. ودعني أريح الكثيرين من مروجي الاشاعات عندما أصرح لك بأن زوجي ليس بليونيراً أو مسؤولاً كبيراً.

·         هناك من يتحدث عن أن فنانة بعينها هي من تقف وراء هذه الاشاعات؟

- كما قلت لك سابقاً ليست لي مشاكل مع أية زميلة، وما يربطني بالجميع هو الاحترام. وفي موضوع الاشاعات لا استبعد أي شيء. قد يكون الوسط الفني وراء هذه الاشاعات، أي أن هناك فنانة لا تحب لي الخير أو لا يعجبها نجاح أعمالي فتحاول إغضابي وحرق أعصابي بهذه الاشاعات. حسبي الله ونعم الوكيل.

·         أخيراً أين أنت من السينما بعد الحديث عن فشل فيلم «علي سبايسي»؟

- عموماً لست المسؤولة، بأي حال من الأحوال، عن فشل الفيلم. أنا بانتظار عرض فيلم «عمارة يعقوبيان»، كونه يشكل نقلة فنية كبيرة بالنسبة لي، لأنني أمثل مع نجوم كبار، مثل عادل أمام ونور الشريف ويسرا.

الحياة اللبنانية في

31.10.2005

 
 

من الفانتازيا الى السياسة

راسم المدهون 

عمل المخرج السوري نجدت اسمـــــاعيــــل انزور الجديد «الحـور العين» الذي يقترب الآن من نهايته، لقي ولا يزال ترحيباً في الاوساط الثقافية على اختلاف اتجاهاتها. الترحيب جاء بسبب الموضوع المهم، بل الاستراتيجي الذي تناوله أنزور على الشاشة الصغيرة، والذي اقتضى في تقدير الكثيرين حلولاً اخراجية مغايرة في صورة لافتة لتلك التي اعتاد المخرج اعتمادها في تجاربه السابقة. موضوع «الحور العين»، اذ تناول مسألة الارهاب الأعمى، حرض أوساطاً واسعة من المشاهدين على إدارة نقاشات حول الحياة السياسية العربية الراهنة وما يكتنفها من اسباب تنفذ منها يد القتل العشوائي، وهي موضوعات تقف على النقيض تماماً من موجة مسلسلات «الفانتازيا التاريخية»، التي اشتهر بها أنزور والتي اعتمدت باستمرار على حكايات تقع في جغرافيا مفترضة وفي زمان تاريخي مجهول، ما دفع الكثيرين الى اعتبارها بعيدة من هموم المواطن العربي، على رغم ما حملته من قيم مجردة لم تستطع ان تلامس حياة الناس.

يبدو عرض «الحور العين» في هذه الأيام عودة محمودة الى الواقع، خصوصاً ان هذه العودة الواقعية، دفعت المخرج الى تقديم موضوعه في صورة جمالية تنسجم معها، وتحثّ على رؤية الأشياء كما تتبدى فعلاً على الأرض. وفي الشوارع، خصوصاً ان البناء الحكائي للمسلسل يقوم على تقديم قراءة بصرية لحياة شرائح متعددة من المواطنين العرب، الذين ينتمون الى أقطار عربية مختلفة.

الأهم من هذا وذاك، ان «الحور العين»، يثير على الشاشة الصغيرة حواراً حول مسألة لا تزال شائكة وشديدة الخطورة، بل سبق ان تسببت في ايقاف عرض مسلسل آخر من كل الشاشات العربية، ما يجعل اصرار أنزور على تناول الموضوع ذاته، وقفة شجاعة ومطلوبة لإيقاف موجة الارهاب من حياتنا.

الحياة اللبنانية في

01.11.2005

 
 

متى تخرج الدراما السورية من مأزق الاستنساخ والتكرار؟

دمشق – سليمان اوصمان

صحيح حققت الدراما السورية حضوراً كبيراً لدى المشاهد العربي، وتفوقت في كثير من جوانبها على الدراما المصرية بدليل حصول مسلسل «التغريبة الفلسطينية» على الجائزة الذهبية كأفضل عمل درامي عربي في مهرجان الإذاعة والتلفزيون في تونس، غير ان هذا التفوق بدأ يخف شيئاً فشيئاً عندما وقعت هذه الدراما في مطب الاستنساخ والتشابه والتكرار.

وإذا كانت هذه الدراما اخذت نصيباً اكبر في الفضائيات العربية وأعلى نسبة من المشاهدة والمتابعة فإن مسلسلات عربية اخرى دخلت على الخط كالدراما الخليجية إضافة الى الدراما المصرية التي تستعيد رونقها وجماليتها من جديد بعد مشكلات عدة واجهتها.

ان عملية استنساخ الدراما بدأت بظهور نسخ متكررة من الفانتازيا التاريخية (الجوارح – الكواسر... الخ) وباتجاه الكتّاب الى المبالغة والخيال في اعمالهم لجذب عدد كبير ممكن من المشاهدين، وعلى رغم التهم التي وجهت للعمل الفانتازي في بادئ الأمر إلا انه اعتبر بمثابة الأرضية التي وقفت عليها الدراما السورية وبداية انطلاقها.

ولم تتوقف عودة الكتّاب والمخرجين على عالم الفانتازيا والأساطير وإنما بحثوا في الكتب القديمة والأرشيف عن احداث تاريخية وقصص مثيرة يمكن ان تصلح عملاً درامياً ناجحاً، او عن حياة اشخاص كان لهم تأثير في مجرى الأحداث في التاريخ كشخصية صلاح الدين الأيوبي الذي قدمه كل من نجدت أنزور وحاتم علي في عملين مختلفين عبر إسقاطات معاصرة وإشارات ودلالات. وما إن قلت شعبية هذه المسلسلات حتى توجهت انظار شركات الإنتاج الى الكوميديا فشاهدنا موجة جديدة من المسلسلات تعتمد على حركات ومواقف ضاحكة ولكنها بالغت كثيراً حتى وصلت الى مستوى التهريج والسخرية «كسلسلة عائلة خمس نجوم». ومع «مرايا» ياسر العظمة ظهر نوع آخر سمي «الكوميديا الاجتماعية» سحبت الأضواء وحققت شعبية واسعة بيد ان العظمة وقع في مطب التكرار باستمراره على المواضيع نفسها والإخراج. فبدل ان يجدد في مراياه ويبتكر اساليب جديدة بعدما ظهر منافسين له، غيّر العنوان من «مرايا» الى «عشنا وشفنا».

وبدخول مسلسل «بقعة ضوء» الساحة ترسخت الكوميديا الاجتماعية في شكل اكبر وكان بمثابة انعطاف للدراما السورية ونقلة نوعية من حيث المضمون والإخراج والأهم من ذلك الجرأة التي طرحت فيه، اذ لم يسبق ان رأى الجمهور السوري مثل هذا النقد والطرح الجريء بيد انه لم يكمل عامه الثالث حتى استنسخ عنه مسلسل آخر هو «عالمكشوف» بالكادر نفسه والأفكار والوجوه. وفيما بعد ظهرت اعمال اخرى كانت اقل مستوى من «بقعة ضوء»، لذلك فقدت شعبيتها بسبب تسطيحها للقضايا المطروحة وخروجها من مضمونها الاجتماعي والإنساني، فاستغلت الشركات الفنية هذه النقطة وأنتجت مسلسلات اجتماعية ذات طابع عصري ومضاميـــن حديثــــة تلامـــس واقع الإنسان الحياتي والمعاشي وتقترب من همومه ومشاغله اليومية.

في السنة الماضية اتجه صنّاع الدراما الى انتاج نوع آخر من المسلسلات سميت «الدراما الوطنية» ولم نعرف هل كان سببه تجاري ام هو استعادة للحس الوطني والقومي بعد الظروف التي مرت بها المنطقة وخصوصاً الوضع الفلسطيني، اذ تطرقت هذه المسلسلات (التغريبة الفلسطينية» لحاتم علي و «عائد على حيفا» لباسل الخطيب) الى نكبة عام 1948 والمقاومة الفلسطينية اثناء تلك الفترة ولاقت استحساناً من جانب الناس الذين عاشوا بفضل هذه الأعمال مأساة الشعب الفلسطيني.

إذاً، نحن جربنا كل شيء الفانتازي – التاريخي - الكوميدي – الاجتماعي – الوطني، نجحنا في بعضها وأخفقنا في اخرى. المهم ماذا سنقدم بعد ذلك، خصوصاً ان الساحة مفتوحة امام الجميع لإثبات قدراتهم الفنية. عندها يمكن ان نحكم على نجاح هذا المسلسل او فشله، ويبقى سؤالنا هل سنشهد في الأيام المقبلة دراما جديدة من نوع آخر ام اننا سنشهد دراما مستنسخة عن السنوات السابقة؟

الحياة اللبنانية في

01.11.2005

 
 

وردة وميريام ونيرفانا وعبلة وسمية ونادية وإنعام

عن ستات التليفزيون في رمضان

د. سحر فراج

وردة وميريام

تميزت حلقة «البيت بيتك» التي استضافت الفنانة الكبيرة وردة بالدفء والوضوح والصراحة وهي كلها صفات تتمتع بها الفنانة المحبوبة ولكن أكثر ما لفت انتباهي في لقاء وردة هو السكينة حيث تشعر أن وردة سيدة تغمرها السكينة والرضا بما أعطاها الله سواء من شهرة أصابتها وحب الناس لها أو بمرض اختبرها الله به والحمد لله علي شفائها فقد كانت إجاباتها بسيطة دون تفلسف أو تعقيد وكانت واضحة صريحة عند إجابتها عن أسئلة الحب التي دائما أبدا ما تشغل ذهن أ. محمود سعد و كيف أن فراقها عن أولادها ولفترات طويلة تسبب في ألم شديد وكان الأستاذ معتز الدمرداش يقظا لا يفوت منه اللمحة البسيطة وظهر ذلك بوضوح عندما اتصلت المطربة ميريام فارس وغنت أغنية وردة «لولا الملامة» عبر الهاتف ونسيت ميريام نفسها وأصرت علي تكملة الوصلة وعندما لاحظ معتز الدمرداش تغيراً في ملامح وجه وردة وهي تستمع باغتها بسؤاله: أنا لاحظت تغير في ملامح وجهك فياتري إيه السبب؟ وعندما همت بالإجابة التقط أ. محمود سعد الخيط وفي محاولة لإزالة الحرج عنها سألها سؤالا حمل مضمونه نفس ما قاله معتز فلم يسألها عن رأيها فيما سمعت بل قال: مين أكثر حد تحبيه يغني لك؟ كما لو أنه يقول أي حد يمكن أن يغني لك إلا ميريام فارس!! ولقد أخطأت ميريام خطأ كبيرا عندما غنت هذه الأغنية حيث أظهرت عيوبا في صوتها أدركها المستمع ولم تدركها هي.

نيرفانا

أما نيرفانا إدريس وهي المذيعة الجديدة التي جاءت من الأوربت لتأخذ مكان ثلاثة مذيعين وهم جاسمين طه زكي وياسمين عبدالله وشريف عبدالرحمن وصبت الصحف والمجلات جام غضبها علي نيرفانا ومنهم من قال إنها مذيعة واصلة وآخرون قال: مذيعة الحزب الوطني وقرأنا أرقاما فلكية عن راتبها كل ذلك حدث دون إتاحة الفرصة لها لإثبات جدارتها أو حتي فشلها وأري أنها مذيعة لبقة حسنة المظهر من حيث النحافة والبساطة وعدم الإسراف في ماكياجها أو في ملبسها ولديها حضور وقدرة علي الحوار ونطق سليم للغة العربية وأعتقد أن الهجوم الشرس عليها ليس في محله وأصابها بنوع من الفزع والخوف االشديد فكان رد فعلها هو الاعتداد الشديد بنفسها الذي يصل في بعض الأحيان إلي التعالي من خلال استخدام بعض الكلمات الإنجليزية وهذا لا يصح وكذلك تكرارها لكلمات مثل «أنا شخصيا كذا وكذا.. أو أنا من وجهة نظري كذا وكذا.. أنا شفت... أنا.. أنا» وانكشف غطاء الخوف عند لقائها بالفنان الموهوب خالد صالح عندما سألته عن أول ظهور له فرد قائلا في مسرح الهناجر في مسرحية «طقوس الإشارات والتحولات» هنا كان رد نيرفانا: إيه الحاجات الكبيرة دي وتلعثمت ربما لأنها لا تعرف هذه المسرحية ومن كاتبها؟ وبالمناسبة هي مسرحية للكاتب السوري الكبير سعد الله ونوس وقد قدمت في القاهرة مرتين الأولي بطاقم لبناني بقيادة المخرجة الكبيرة نضال الأشقر والثانية بطاقم مصري بقيادة المخرج الفنان حسن الوزير لا أري أن عدم المعرفة ينقص من قدرك وكلنا نتعلم وكل يوم ولكن ما آخذه عليك وبشدة هو شيئين أولهما في إحدي الحلقات قلتي إنك فخورة لكونك مصرية وطبعا ده شيء جميل وكلنا نشعر بذلك ولكن أن تقولي إنك لا توافقين من يقولون أو يصنفون مصر بأنها دولة نامية وأنك شخصيا ومن وجهة نظرك ومن رأيك أن مصر دولة متقدمة وتضربين مثلين لتدعيم وجهة نظرك بالتعليم والمرأة فهذا يحتاج منا وقفة صريحة. هناك فرق بين التمني وبين الحقيقة والواقع. إن التقدم لا يأتي إلا بالعمل والمثابرة والإنتاج وليس بالأماني الطيبة والأناشيد علي وزن «المصريين أهما» ثم ألم تجدي سوي التعليم كي تبرهني علي تقدم مصر يا شيخة قولي كلام غير ده، ده مفيش أبوظ من التعليم في مصر ما بين نلغي سنة سادسة ولا نرجعها؟! ودروس خصوصية أصبحت في حكم القانون المعترف به وجامعات خاصة وحكومية تحولت إلي عزب خاصة تخرج شبابا أغلبه لا يعرف الفرق بين الألف وكوز الدرة ولا يستطيع أن يكتب سطرين باللغة العربية السليمة. أما عن المرأة فحدث ولا حرج حتي بالقليل الذي حصلت عليه المرأة من حقوق وأقول حقوق وليس مكاسب فلايزال هناك الكثير والكثير أمام المرأة ولا يمكن أن نقول إن مصر دولة متقدمة إلا عندما ينصلح حال المرأة بدرجة 100% حيث لا يمكن أن ترقي أمة وتتقدم إلا إذا شعرت فيها المرأة بآدميتها وأنها ليست مهمشة يتقلص دورها في الإنجاب وخدمة «سي السيد» أقصد الزوج. عندما يتوقف العنف ضد المرأة بدءا من الختان وحتي الضرب بالأقلام والطرد من البيوت عندما لا تكون حاضنة عندها سنقول إننا في دولة متقدمة أما الأمر الأخير هو عدم استفادتك من الحلقة التي استضفت فيها السيدة سوزان مبارك، فقد حصرت نفسك في سؤال واحد ألا وهو ما هو شعورك قبل وأثناء حرب أكتوبر؟ فكانت أيضا الإجابة الوحيدة والمتوقعة هي: القلق والخوف لماذا لم تستغلي هذه الفرصة النادرة للغوص داخل أعماق هذه السيدة المصرية وإلقاء الضوء علي الجانب الذي لا نعرفه من حياتها مثل الحرية التي كانت تتمتع بها قبل الزواج وسنوات الدراسة وكيف قابلت الرئيس مبارك ولماذا لم تعمل وما هي علاقتها بزوجات أولادها وأحفادها وما هي المشروعات القادمة للنهوض بالمرأة وكان يمكن أن نري ألبوم صور لها مع زوجها وأولادها فهي قبل كل شيء سيدة مصرية صميمة من صعيد مصر. للأسف فاتت هذه الفرصة ولا تقولي إن المناسبة كانت 6 أكتوبر لذلك استضفت السيدة سوزان مبارك لأن في مثل هذه المناسبة كان الأفضل استضافة الرئيس مبارك ليحدثنا عن ظروف وأيام المعركة.. ومع ذلك فأنت مذيعة جيدة جدا برافو نيرفانا.

ريا وسكينة

لا أكاد أصدق عيناي وأنا أتابع باهتمام وشغف مسلسل «ريا وسكينة» والحق يقال إن هذا المسلسل ولابد وأن يواجه صعوبة بالغة حيث إنه يفتقد عنصر المفاجأة وذلك لأن القصة معروفة لنا جميعا حيث قدمت مرتين الأولي من خلال فيلم أبيض وأسود من بطولة زوزو حمدي الحكيم والمرعبة نجمة إبراهيم واللتان لاتزالان تمثلان الرعب في أذهاننا وكذلك المسرحية الكوميدية الشهيرة «ريا وسكينة» من بطولة شادية وسهير البابلي واللتان لاتزالان تمثلان قمة الإضحاك والكوميديا فمن يستطيع أن يتباري مع زوزو حمدي الحكيم ونجمة إبراهيم من ناحية ومن ناحية أخري شادية وسهير البابلي ولكن ما أدهشني حقيقة هو كيفية تناول الموضوع ومدي الاتقان في الحبكة القصصية والصنعة التي لم تفلت أي من خيوطها فالأحداث تتطور في سرعة ودقة والحوار مدهش وتشعر بالفعل أنك تتحدث معهم وبلغتهم الإسكندران من قاع المدينة ناهيك عن الأداء التمثيلي وقبله رسم الشخصيات الذي تفوق علي نفسه. أما عن الأداء فنبدأ بالرائعة عبلة كامل في دور ريا قدمت عبلة هذا الدور ولم تشبه نجمة إبراهيم أو شادية بل كانت مختلفة تمام الاختلاف حيث فهمت محتوي الشخصية تماما من حيث تعبيراتها وتغيرت تفسيرات وجهها ونظراتها ريا في ملابس أشبه بجلاليب النساء في الأحياء الشعبية في الحارات والأزقة وهي الجلاليب الفضفاضة ولها قصة وكشكشة ومنديل الرأس الداكن اللون الذي يغطي الشعر فلا يظهر منه سوي الضفائر المجدولة فوق الظهر.

وتمسك قطعة من بواقي قصاقيص قماش بذيل الضفائر وهذا الشبشب الزحافي المتهالك فعلا تشعر بأنها سيدة من قاع المدينة ولا أستطيع أن أنسي مشهدين الأول عندما كانت تنظر للمال في يد الصائغ بعد بيع أول غنيمة بعد أول عملية قتل تكاد عيناها تخرجان من وجهها وخطف المال من يديه والمشهد الثاني عندما اكتشفت أن ابنتها الطفلة بديعة رأت إحدي الجرائم وهنا تهزها بشدة وتعنفها وتنظر لها بعيون مرعبة تضرب أسنانها في بعضها البعض فيخرج الكلام من بين شفتين لا تعرفان رحمة أو رأفة حتي مع ابنتها.. شعرت بالرعب من هذا المنظر وشعرت أيضا ببراعة هذه الفنانة المبدعة وهو ده الكلام يا عبلة ودورك هذا يغفر لك ما قدمته من أدوار مؤخرا في السينما.. الحمد لله رجعت عبلة للتمثيل مرة أخري.. برافو عبلة. أما سكينة أو الدور التي تقوم به سمية الخشاب فإنني والحق يقال لم أكتب عنك أو عن أي من أدوراك السابقة سواء في التليفزيون أو السينما وذلك لأنك دائما مكررة ودائمة الاعتماد علي جمالك وخاصة رشاقة وتناسب قوامك وفعلا أنت تتمتعين بجسد جميل ولكن لا يجب توظيفه أو إظهاره في كل دور وإلا تشابهت كل أدوارك وهذا ما حدث دائما معك فبرغم أدائك الجيد جدا في دور سكينة وإتقانك لحركات وإيماءات نساء الطبقة الدنيا إلا أن معالم الشخصية ضاعت في هذه الظاهرة الخارجية للشخصية التي يستحيل أن نصدق معها أن سكينة الحقيقية كانت ترتدي فساتين بهذا الضيق والمظهر للمفاتن، وذلك الماكياج الملون من روج وماسكرا ربما لو كان الكحل فقط لكان الأمر طبيعيا لأن كل نساء هذه الطبقة يتكحلن لكن أن يضعن الروج والماسكرا ويرتدين مناديل الرأس المزركشة المشخلعة بتطريز مبالغ والتي تتناسب ألوانها مع ألوان الفساتين الضيقة جدا ثم الشبشب ذو الكعب نصف العالي والذي تخرج منه أصابع قدميك مطلية بلون أحمر فاقع.. هل يعقل أن نصدق أن سكينة كانت تعمل مانكير وباديكير وهي التي تعيش في حارة علي لمبة جاز؟

أنت فعلا قمت بدور جيد جدا وكان يمكن أن يصل بك إلي قمة الأداء ولكنك عملت كالمثل القائل: «يموت الزمار وصباعه بيلعب» حيث لم تستطيعين التنازل عن جمالك وكان الأجدر بك التركيز علي الشخصية وتطابق داخلها مع صورتها الخارجية ومع ذلك أقول لك برافو «إلا شوية».

أما الفنان رياض الخولي والذي قام بدور عبدالعال زوج سكينة فقبل مناقشة دوره أقول إن الفنان رياض الخولي ممثل حتي النخاع مبدع لا يختلف عليه اثنان فهو عظيم بكل المقاييس وفي هذا الدور علي وجه الخصوص تفوق علي نفسه من حيث الأداء، المشية المدهشة التي تتكون من انحناءة للرقبة وإعلاء لمنطقة البطن وزحف للأقدام مما يدل علي مدي خضوع هذه الشخصية لغرائزها وجاء ذلك في منتهي التوافق مع نظرات عينيه لزوجته التي يكاد يلتهمها وجملة الحوار ذات المغزي يصف فيها نفسه بأنه الزبيب وأن زوجته المهلبية مما يدل علي حبه وشغفه الجسدي بامرأته، ونري صراعه الداخلي بين ما يرتكب من جرائم واعتراضه الدائم علي زملائه الرجال في رفض ما يحدث وما يلبث أن يخضع لزوجته التي هي في واقع الأمر خاضعة تماما لأختها الأكبر «ريا» برافو.. رياض الخولي.

ولا أستطيع أن أنسي الأدوار التي قام بها سامي العدل وأحمد ماهر وصلاح عبدالله الذي خرج من عباءة الكوميديا وقدم دور الشرير في إتقان.

نادية وإنعام

والمسلسل الثاني الجدير بالمناقشة والنقد هو «مباراة زوجية» للكاتبة المتميزة نادية رشاد وهي أيضا كاتبة الحوار والسيناريو وقامت بالدور الرئيسي في المسلسل.

لقد أثبتت نادية بأنها كاتبة واعية جدا ولا تكتب إلا بما تقتنع به وتدافع عنه ولذا كانت النتيجة هذا المسلسل الجميل.

قدمت الكاتبة العلاقات بين الرجل والمرأة في إطار العلاقة الزوجية التي لا تلبث وأن تتحول إلي مباراة هي أشبه بالصراع بين تسلط الرجل وهيمنته وطموح المرأة وأمنياتها عندما يقهر الرجل بل ويبذل كل الجهد في وأد طموح المرأة التي هي زوجته كما قدمت أيضا علاقة الزواج بين امرأة تكبر زوجها سنا والتي طالما قدمت بشكل منفر جدا في الدراما سواء سينمائيا أو تليفزيونيا فأصبحت كليشيها أو نمطا معروفا. فدائما ما تصور المرأة التي تكبر زوجها بأنها الحيزبون التي تشتري شابا لغرض واحد ألا وهو تعطشها الجنسي.. ولكن اختلف تقديم الكاتبة لهذه العلاقة فجاءت بشخصية امرأة تتميز بالعقلانية والنضوج والرشد وكذلك ظهر الزوج الشاب وهو عاقل ناضج جمع بينهما الحب فتزوجا. قدمت هذه العلاقة بمنتهي الاتقان واحترام الحب رغم فارق السن ونجحت سوسن بدر في تقديم الشخصية بمنتهي الاتقان وكذلك نجح أحمد سعيد عبدالغني في تقديم دوره بمهارة فلم تثر هذه العلاقة إلا احترام المشاهد واحتمالية هذه العلاقة وأنها ليست مستحيلة كما قدمت الكاتبة الواعية صورا لشخصيات موجودة بالفعل في واقعنا وتتمتع بمصداقية عالية فمثلا شخصية ابنتها في المسلسل والتي تقوم بها الممثلة الواعدة هنا شيحة فهي عاجزة عن الاختيار وعن اتخاذ القرار المناسب في حياتها وأظهرت لنا سبب ذلك في جملة حوارية في غاية البلاغة وهو أن والد الابنة كان دائما يدفع بابنته أن تجيب عن كل أسئلة ورقة الامتحان أيام الدراسة حتي الأسئلة الاختيارية منها وأن تترك مسألة الاختيار للأستاذ المصحح وذلك بغرض تحصيل أكبر الدرجات وكثيرا ما نفعل ذلك.

ولا نلتفت إلي أن ما نفعله ما هو إلا سلب لهوية أولادنا وتعليمهم الاتكالية عند الاختيار وناقشت أيضا الكاتبة مشكلة الإدمان بين الشباب وكيف أن أحد أسباب الإدمان هو تدليل الآباء لأطفالهم وكيف أن اختيار ممثل للشعب في مجلس الشعب لابد أن يتم بمنتهي الدقة من جانب المصوتين وذلك لأن كل قانون يمر من خلال هذا المجلس يؤثر في وفي كل الناس.. ولذا جاء هذا الحوار موفقا وفي وقته خاصة ونحن مقبلين علي انتخابات مجلس الشعب وقالت في جملة حوارية مهمة لشخصية فريال عرفان التي تقدمها نهال عنبر والتي يقف زوجها أمامها كمنافس في الانتخابات، وتقول عن مرشح منافس آخر يقوم بتوزيع اللحوم علي الناخبين وأن اللحمة تكسب قالت: يجب أن الناس تعرف إن اللي بيصرف ألوفات كي يدخل المجلس يبقي متأكد أنه هيجني مئات الألوف من وراء دخوله المجلس فيجب أن تنتبه الناس جدا لهذا، بالإضافة إلي موضوع المرأة غير الحاضنة وكيف أن الدولة تساعد الرجل علي الإلقاء بمطلقته في الشارع، الحقيقة تتناول نادية رشاد عدة موضوعات فرعية تحت مظلة المباراة الرئيسة لحقوق المرأة التي يحرمها منها الرجل وبالفعل لن تعطي أو تمنح المرأة حقوقها إلا إذا نادت وضغطت وثابرت وألا تيأس أبدا وبالفعل نري نادية رشاد واحدة من المصريات اللائي يفعلن ذلك من خلال الدراما التليفزيونية الهادفة وتخلو من أي مط أو تطويل بل وتصيب الهدف من أول كلمة وبالطبع لا يمكن أن تنجح الفكرة دون قائد لكل فريق العمل ألا وهي المبدعة دائما إنعام محمد علي التي لا تخرج إلا الأعمال المتفردة وتمتاز بمنتهي الدقة في انتقاء أعمالها، وكما هي دائما تتحفنا بتحفها الدرامية التي تعلق في أذهاننا وتبعثنا علي التفكير الدائم فإليها أقول برافو نادية.. برافو إنعام.. وفعلا برافو للستات وبعض الرجال في رمضان وكل سنة وأنتم طيبين.

جريدة القاهرة في

01.11.2005

 
 

سارة” دراما إنسانية

أنور عبدالخالق 

لأول مرة تطرح الدراما العربية بشكل صريح معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة في عمل تلفزيوني متميز تعرضه منفردة قناة دبي الفضائية، ونجح مسلسل “سارة” الذي تلعب بطولته حنان ترك والفنان الشاب أحمد رزق في انتزاع جمهور الشاشة الرمضانية من أعمال أخرى تجاوزت ميزانيتها وأجور أبطالها الملايين.

وتتناول الأحداث التي كتبها مهدي يوسف حكاية طفلة ولدت طبيعية إلا أنها مرت بظروف قهرية أصابتها بصدمة كرهت على اثرها الحياة فتقوقعت داخل بنيانها الجسدي لتعيش في عزلة متمسكة دون أن تدري بطفولتها رغم أن جسدها كان يواصل نموه الطبيعي.

ونامت سارة “حنان ترك” في غيبوبة طويلة على شكل جنين في بطن أمه، لا تتحرك ولا تتحدث مع أحد، في الوقت الذي اكتفت أسرتها الثرية جداً بإيداعها مستشفى خاصاً مقابل مبلغ مالي كبير. ومرت السنوات الطوال التي لا تعرف هي عددها حتى جاءها الطبيب حسن “أحمد رزق” الذي تعاطف مع حالتها، وكأنه الشاطر حسن الذي بهرته ست الحسن بجمالها وبراءتها فعمل قدر طاقته على انتشالها من الموت المؤقت الذي تعيش فيه متحدياً كل من حوله بمن فيهم أفراد أسرتها الذين انغمس كل منهم في همومه وهرولته وراء المال.

وبعد عودتها إلى الدنيا وميلادها من جديد وجدت “سارة” بعقلها الطفولي نفسها سجينة في جسد فتاة، في الوقت الذي تتعامل فيه مع الناس- معظم الناس- ببراءة وتلقائية يعاملونها هم بجشع وطمع في أموالها وجسدها غير مكترثين بحالتها.

تلك كانت الحدوتة، أما العمل الذي أبدعته المخرجة شيرين عادل فقد حفل بالعديد من المشاهد الرومانسية التي استهدفت إظهار العالم الملائكي الذي يعيش فيه المعاق، وهو ما ظهر بوضوح في الحلقات الأولى التي كانت فيها سارة غارقة في أحلامها بالتجوال الخيالي في الحدائق الخلابة مرتدية الملابس البيضاء رافضة التجاوب مع البشر من حولها.

وعلى النقيض أظهرت الأحداث المتلاحقة التي واجهتها سارة بعد هروبها من منزل أسرتها بسبب المعاملة السيئة، وبحثاً عن الشاطر حسن- أظهرت- الواقع الأليم الذي يعيش فيه المعاق في مجتمعاتنا، وكيف يدفع هذا المسكين وحده ثمن إعاقته التي ليس له ذنب فيها بصور شتى من الإهمال والإهانة حتى من أقرب الناس إليه.

كما دان العمل الأهل بوصفهم الحضن الأول للمعاق وألقى باللوم على الشارع- والشارع هو أنا وأنت وكل إنسان يتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة- لأنه لايزال يجهل عن عمد حقوق هذه الفئة.

ودور سارة جسدته ببراعة حنان ترك وساعدتها تركيبتها الجسمانية ونبرة صوتها ومشاركتها في أكثر من عمل للأطفال في اقناعنا أنها طفلة في جسد فتاة، ولم يشعر المشاهد الذي استمتع بأدائها والطريقة التي تتحدث بها بمبالغة وتكلف بل تعاطف معها، وتمنى أن يكون إلى جانبها ليمد لها يد العون والمساعدة.

وإذا كنا نتحدث عن عمل متكامل لفت الانتباه وسط كم هائل من المسلسلات التي تعرضها الشاشة الرمضانية فلا بد أن نتوقف عند أغنية المقدمة والختام والتي كتب كلماتها خميس عز العرب ولحنها ياسر عبدالرحمن وأنشدتها بإحساس رائع صاحبة الصوت الجميل نهال نبيل، فهذه الأغنية زادت من رومانسية العمل وجعلت المشاهد يشعر أنه أمام تحفة درامية عامرة بالأحاسيس والمشاعر.

الخليج الإماراتية في

01.11.2005

 
 

المسلسل لم يخرج على التقاليد

انجي شرف : "ريا وسكينة" كان حلم حياتي وتحقق!

القاهرة ـ محمد سليمان : 

انجي شرف من المواهب التمثيلية التي تشق طريقها معتمدة علي ثقتها بنفسها وقدرتها على العطاء لمعت خلال هذا الشهر الكريم في مسلسل »ريا وسكينة« أمام سمية الخشاب وعبلة كامل، إلى جوار مشاركتها في مسلسل »المطعم« مع سمير غانم وفاروق الفيشاوي، وعن تجربتها في »ريا وسكينة« تقول:

هذا المسلسل رشحني له المخرج جمال عبد الحميد والكاتب مصطفى محرم، فوافقت دون أي مناقشة لأنني منذ الإعداد للمسلسل كنت احلم بالعمل فيه ولعبت دور الفتاة الجميلة..التي تجتذبها ريا وسكينة لصيد زبائنهما، وهي شخصية رئيسية وصعبة للغاية، وأنا سعيدة جداً بها وبالعمل بشكل عام.

·     ما تعليقك حول الهجوم على المسلسل تحت دعوى انه إنساق لرسم عالم القاع بما فيه من رذيلة حتى أن لجنة المشاهدة بالتليفزيون المصري رفضت عرضه لأنه لا يراعي القيم الأسرية؟.

ـ مسلسل »ريا وسكينة« عمل فني وأنا فخورة بالعمل فيه، ويكفي رد فعل المشاهدين، وأشاد النقاد بالمسلسل وبالتفاصيل الجديدة التي يقدمها عن حياة كل من ريا وسكينة، وهو مختلف عن باقي المسلسلات وبرأيي أنه أفضلهم، وأنا ضد كل الكلام الذي روج عن انه يخرج على التقاليد.

·         والى أي مدى تشعرين أن هذا العمل أضاف لك؟

ـ إلى أقصى مدى ويكفيني الجمهور في الشارع يسألني عن شخصيتي، وأحد النقاد قال لي إنني اكتشاف جديد بهذا العمل وانه اخرج قدراتي على الأداء بشكل قوي ومميز.

·         مسلسلك الثاني »المطعم« هل حزنت لعدم عرضه برمضان ؟

ـ مسلسل »المطعم« للمخرج محمد فاضل وتأليف يوسف معاطي وبطولة سمير غانم وفاروق الفيشاوي وأقوم فيه بدور كوميدي للمرة الأولى.

وعدم عرضه مع مسلسل »زهرة في الأرض البور« للمخرج باسم محفوظ وتأليف فتحية العسال لصالحي، لأن عرض ثلاثة مسلسلات في وقت واحد لي في كل الأحوال سيشتت جمهوري.

·         هذا يعني أنك ضد عرض أكثر من مسلسل لأي فنان بشهر رمضان؟

ـ أنا لست ضد عرض أي عمل جيد لكني أرى فعلاً أن يقل عدد الأعمال التي تعرض في شهر رمضان لأنه من غير المعقول أن يشاهد الجمهور أكثر من 30 مسلسلاً مصرياً وسورياً وخليجياً في وقت، وهذا يتطلب التنسيق بين القنوات العربية بدلا من حشر المسلسلات وتكرارها في وقت واحد.

·         أين أنت الآن من السينما؟

ـ أنا لم ابتعد عن السينما وكان آخر أعمالي »راندفو«.. واعتقد أنه حقق نجاحا ولكن السينما الآن يسيطر عليها تيار معين.. يتحكم فيها نجوم ومنتجون معينون ولا افرض نفسي على أحد.

·         لماذا لم تحقق أعمالك السينمائية النجاح؟

ـ من قال ذلك. كل الأعمال التي شاركت فيها الحمد لله حققت نجاحا وكتب عنها النقاد وأشادوا بها، اشتركت في فيلم »فتاة من إسرائيل« بطولة محمود ياسين وفاروق الفيشاوي ورغدة، وفيلم »النمس« بطولة محمود عبد العزيز ونهلة سلامة للمخرج علي عبد الخالق وفيلم »الشرف« وكلها أفلام حققت نجاحات.

البيان الإماراتية في

01.11.2005

 
 

باعوا المشاهدين لوكالات الإعلان وتجار الفن

دراما التليفزيون المصري تشهر إفلاسها

وائل علي

* مس شيطاني أصاب «أنزحة»، «البحار» وترفق بأحلام!!

* مسلسلات فاشلة تعلن انتهاء اسطورة الريادة

* أعمال سوريا والخليج تكتسح الشاشات العربية والجمهور يهرول ورائها  

بنجاح منقطع النظير استطاع الإعلام المصري ولأول مرة عبر تاريخه «تطفيش» جمهور التليفزيون من أمام الشاشة الرمضانية، أشهر التليفزيون المصري إفلاسه دراميا بوليمة فاسدة من المسلسلات التي نحمد الله أن لم تصبنا بجنون البقر أو انفلونزا الطيور، لوبي الفساد الفني والإعلامي دفع بنا إلي ما وراء الدراما السورية والخليجية وأسقط الفن المصري الذي كان رائدا في بئر سحيق لا ندري متي الخروج منه.

بين التفصيل الدرامي «والمس الشيطاني»

الكاتب الشاب «محمد أشرف» أعلم قدر موهبته منذ تابعت أعماله الأولي قبيل دخوله عالم الدراما التليفزيونية لذا اشفقت عليه بعد ما رأيته يسقط في فخ التفصيل الدرامي- منذ ثلاث سنوات- حين قدم مع يسرا «ملك روحي» ثم اتبعها بـ«لقاء ع الهواء» ولقي العملان ما لقيا من استهجان النقاد واستحسان قطاع لا بأس به من الجمهور، أما عمله الأخير «أحلام عادية» فيبدو أنه أي العمل قد أصابه مس شيطاني جعله حالة خاصة نادرة بطلتها نصابة تدعي الشرف والإنسانية!! تقسم أن غرضها في الحياة هو الانتقام من قتلة ابنها علي أن تتوب بعدها، ويتم لها الانتقام في الحلقة السابعة لتنتهي الحكاية الوحيدة المفهومة بالعمل، وتبدأ سلسلة من المغامرات العجيبة من أجل استكمال العمل لثلاثين حلقة - حسب أوامر الإنتاج- ولتظهر شخصيات مفتعلة محشورة حشرا تنخرط في مطاردات لا تنتهي ولا ندري لها هدفا دراميا واضحا، نري «نادية أنزحة» تكره فرج خنزيرة وتسبه وتلعنه ثم إذا بها تتزوجه كي تهديه إلي الرشاد! ثم تتركه بعد ما لم يتب، ترتدي ثياب الراقصة بإحدي الحلقات ثم ثياب الواعظة في حلقة تالية.. شخصية لا نظير لها لا في الواقع ولا في الخيال ولا حتي في مستشفي للأمراض العصبية، كل الأبطال ساقطون فاسدون، حوارات شديدة السوقية تعدت مرحلة التلاؤم مع ثقافات قائليها إلي الابتذال فشل ذريع لعمل قام علي مراهنة الجهة الإنتاجية علي اسم نجمة يتطلب وجودها أن تصبح المحور الوحيد للعمل الذي لابد وأن يكتب لها بمنهج التفصيل وهو ما قام به الواعد المسكين «محمد أشرف» ووافقه عليه «مجدي أبو عميرة» في حسبة تجارية فاشلة اثبتت للمرة العشرين عدم قدرة بعض كبار النجوم والمخرجين علي اختيار أعمالهم وحدهم، وأمل ألا تخرج علينا الفنانة يسرا عقب انتهاء العمل لتؤكد أن المسلسل حقق نجاحا رائعا وأن الجمهور صار يناديها في الشارع بـ«نادية أنزحة» وأرجو أن تقف - هي وفريق العمل مع أنفسهم وقفة صادقة مع النفس ليسألوها.. ما الهدف الذي قام عليه العمل؟ وما القيمة التي قدمها؟ ولماذا استهجنة النقاد والجمهور؟.. إن مشكلة نجومنا تكمن في اعتقادهم بأنهم منزهون عن الخطأ.. فوق النقد.. وفوق الفشل!!

المس يصيب السندباد البحري

وامتد المس الشيطاني إلي مسلسل «المرسي والبحار» الذي أراد به كاتبه المخضرم محمد جلال عبد القوي أن يعالج قضية مهمة مطروحة علي الساحة العالمية وهي حقيقة الحضارة الإسلامية العربية ودورها في نشر الحق والخير عبر العصور، إلا أن القضية تاهت -مع الأسف- منذ البداية بعدما اختار لمعالجتها حكاية حب ساذجة جمعت بين صبي مصري - هو حفيد للزعيم محمد كريم- وفتاة فرنسية ظلت تجري وراءه ويجري وراءها في مطاردات صبيانية امتدت إلي نحو سبع حلقات كاملة بينما الأب «العربي كريم» الذي وضعه عبد القوي رمزا للمصري الوطني الأصيل يعيش موقفا مترنحا غريبا بين قبول تلك العلاقة ورفضها..وكان ذلك بمثابة عيب قيمي واضح في تركيبة الرجل - البطل! ومن ثم كان طبيعيا أن ينشأ ابنه ذا شخصية هشة فاقدة للبوصلة القيمية ومترنحة بين قيم الشرق وقيم الغرب - فنراه يترك أهله للحاق بفتاته في بلادها ثم يعيده أبوه بعد مفارقات عجيبة، فيهرب ثانية بعد عودته لا للحاق بحبيته هذه المرة ولكن لسبب يعلمه الكاتب وحده، وينطلق الابن «العاق» هائما علي وجهه في بلاد الله خلق الله وكأنه السندباد البحري حتي يفاجأ ذات يوم بصورة والده مريضا.. منشورة في جريدة قديمة.. يفقد احساسه بالزمن فلا يتوقف ليسأل عن تاريخ نشر تلك الصورة ويهرول عائدا إلي وطنه فيجد أباه قد مات وشبع موتا بالطبع، وفجأة يلتقي بحبيبته فيتركها لماذا؟ لأنه لم يعد الغني فارس الذي أحبته وهي لم تعد ماجدولين الفتاة البريئة التي احبها؟ فما علاقة كل هذا العبث بقضية العمل الأساسية؟ وأين البطل الدرامي الذي كان من المفترض أن يتحمل العبء الرئيسي في توصيل رسالة الكاتب؟ هل هذا العاق الماجن؟! فقد الكاتب نفسه البوصلة بعد ما صاغ حكاية أخذته - ببطلها- في اتجاه بعيد عن بغيته.. فإذا كان يرمي إلي أن المصريين والعرب قدموا الحب والحق الخير للبشرية فأين الحب أو الحق بحياة فارس؟ ترنح النص ولم يجد الكاتب مجالا يذكرنا عبره بغرضه الأساسي سوي بضع مشاهد جاءت أشبه بالمحاضرات الإنشائية التي استعرضت تاريخ العرب المجيد وفلاسفتهم وعلماءهم، وذلك بعد ما فشل في تضفير الدراما «الخاص» بالقضية الكبري «العام»، أما النجم يحيي الفخراني فقد تاه مع النص وخذلته كاريزما الأداء التي ظنها تنسحب علي الجاذبية الجنسية وتمنحه مصداقية آداء دور «الدون جوان» - ذي الثلاثين عاما- والذي تتساقط أمامه الشقراوات والسمراوات، وبرغم اجتهاد أحمد صقر في محاولة استغلال بعض الأماكن الجميلة بالخارج إلا أن العمل وقف به محلك سر بعد عمله الأفضل «الطارق».

الشخصية الملائكية

تلطف بنا المس الشيطاني فلم يصب مسلسل «أحلام في البوابة» إلا بقدر استدعاء كاتبنا الكبير أسامة أنور عكاشة للشخصية الرئيسية في مسلسليه السابقين «امرأة من زمن الحب، وأميرة في عابدين» تلك الشخصية الملائكية المنزهة عن الهوي والتي تعيش لغيرها وليس لنفسها والتي سبق وانتقدها الأستاذ أسامة نفسه حينما سئل في حوار تليفزيوني عن عمل قدمه ثم لام نفسه عليه فرد قائلا:«شخصية أبلة حكمت التي رسمتها بمثالية زائدة وكان من الواجب أن أضفي عليها سمات واقعية» وما ينطبق علي أبلة حكمت - حسب كلام الكاتب الكبير ذاته- كان لابد وأن ينطبق علي العمة في المسلسل الأول وعلي أميرة في عمله الثاني - مع سميرة أحمد - وكذلك علي أحلام في البوابة.. فالشخصية هي نفسها تلك القابضة علي مبادئها بيد من حديد وهي تعيش - وتلك هي المعضلة- من أجل حل مشكلات كل من يحيطون بها وكل من تقابلهم وكل من تتعرف بهم وهو أمر لا يستطيع المشاهد تقبله وخاصة في هذا العصر ومن هنا تنشأ الفجوة بين المشاهدين وما يرونه ولكن يبدو أن الكاتب في هذا العمل حاول تحجيم دور «دون كيشوت» أو البطلة «أحلام» فاستطرد في حكاياته الفرعية ومشاهد الشخصيات المحيطة بأحلام دون اشتراط وجودها معهم بكل مشهد أو تدخلها دراميا في مراحل تطر خيوط تلك الشخصيات إلا أن حكاياته جاءت فاترة مكررة «فساد الحيتان الكبيرة» وبطالة الشباب، المال الذي يفسد نفوس الصغار.. إلخ» فلم نلمح خطا مميزا لامعا يعالج قضية آنية جديدة وأخفق المخرج السوري هيثم حقي في إبعاد ملل الحوارات الطويلة عنا فاتسمت حركة الكاميرا لديه بالبطء الشديد وقدم مشاهد حكت الشخصيات في بعضها أحداثا كنا قد شاهدناها بالفعل، كما افتقد القدرة علي بث الروح في حياة الربع وله عذره فهو لم يعش يوما بحارة بالسيدة زينب أو بزقاق المدق أو بشق الثعبان الحسنة الوحيدة له كانت في اختياره عدد من الوجوه الجديدة الواعدة إضافة إلي إعادة اكتشاف غادة نافع.

عود علي بدء

من الغريب أن الأعمال المصرية التي عرضتها الشاشات العربية ومنها «سارة وطائر الحب والحرافيش» كانت أفضل بمراحل من المسلسلات التي اختارها التليفزيون المصري فقد تميزت عن أعمال النجوم «السوبر ستارز» وحفظت لنا بعض ماء الوجه.. وكشفت عن الفارق في معايير اختيار المحطات العربية لأعمالها ومعايير اختيار قياداتنا الإعلامية للمواد التي تقدم للجمهور.

ومن جديد نضطر أن نؤذن - ولو في مالطة- فنؤكد أن سياسة الكم وتغليب منطق الربح علي الوليمة الفنية وترك النابل علي الغارب لتجار الفن ونظام المنتج المنفذ الذي صار باباً واسعاً للفساد المادي والفني كلها رسمت بداية النهاية للدراما المصرية منذ سنوات لكن أحدا لم يهتم بتعديل السياسات والعودة إلي الهدف الحقيقي من أنشاء هذا الجهاز - التليفزيون المصري- وهو تحقيق رسالة الفن الراقي والتعبير عن هموم المجتمع وأحلامه حتي تراجعت الدراما المصرية حاليا ما وراء الدراما السورية والخليجية التي اكتسحت الفضائيات بفضل تجاهل القيادات الإعلامية لآراء المتخصصين وأساتذة الدراما واكتفائهم بأراء أصحاب وكالات الإعلان وحيتان الإنتاج التليفزيوني.

انني لن أطالب المسئولين بمحاسبة صناع هذه الأعمال عن الملايين التي أهدرت عليها في وقت يعاني فيه نصف سكان مصر من الفقر والحاجة، ولن أطالب بمحاسبة المسئولين عن عرض تلك الفضائح الدرامية علي الشاشة خلال الموسم الرمضاني ولن أطالب بإلغاء نظام المنتج المنفذ بعد محاسبة المتربحين منه علي ما نهبوه من مال عام لسنوات.. لأنني أعلم أن أحدا لن يحاسب أحدا فكلهم مذنبون والكل لطخ ثوبه عار الوليمة الدرامية الفاسدة .. فكيف يحاسب أحدهم الآخرين؟ لكنني أطالب المشاهدين أن يقاطعوا هذا الجهاز الفاشل الذي مرغ بسمعة وقيمة الفن المصري التراب، اتجهوا إلي الشاشات العربية التي تحترم عقولكم ومشاعركم حتي يكتب الله لنا الخلاص من دائرة العفن التي طالت آخر ماطالت الدراما المصرية والحمد لله فقد صار «الدش» في المتناول ومن لم يستطع فعليه «بالكابل»!

جريدة القاهرة في

01.11.2005

 
 

قباني وأم كلثـوم..

إشكالية التناول الدرامي للشخصيات العامة

نزيه أبو نضال

أما وقد قارب مسلسل نزار قباني على الإنتهاء.. فإن الذاكرة تستعيد، ونحن بصدد معاينة تحويل شخصية بارزة إلى عمل درامي، مسلسل أم كلثوم، الذي حمل توقيع اثنين من صناع الدراما العربية الكبار: انعام محمد علي ومحفوظ عبد الرحمن، ومعهما الفنانة المدهشة صابرين. كما يحضرني هنا التوصيف الساخر لخلطة (سمك ولبن وتمرهندي) التي لا تصنع وجبة شهية، فربما لم يحشد من قبل مثل هذا الكم الهائل من الامكانات والنجوم والعناصر لإنجاح مسلسل تلفزيوني، كما حشد للمسلسل السوري نزار قباني!!

فلقد بلغت ميزانيته الإنتاجية ثلاثة ملايين دولار، وجرى تصويره في ذات المواقع العربية والأوروبية التي عاش نزار فيها، وقد كتب حوار المسلسل قمر الزمان علوش استنادا إلى العمل الأدبي الذي كتبته يولا بهنسي، وبتوقيع المخرج المتميز باسل الخطيب، ومع هؤلاء حشد من النجوم الكبار!!.. ولكن ماذا كانت النتيجة؟!

إن تناول واحدة من الشخصيات العامة، مثل نزار وأم كلثوم أو قاسم أمين وطه حسين، أو حتى شخصيات تاريخية مثل صلاح الدين أو عمر ابن العاص، لا بد أن يلحظ عنصرين متجادلين لحقيقة واحدة، وهي حضور الذات المفردة، بخصوصية مكوناتها، ولكن في لحظة اشتباكها أو تعالقها بالحاضن الاجتماعي التاريخي الذي تدور الوقائع في سياقه.

إن طغيان جانب على آخر، أو إهمال طرف على حساب الطرف الثاني سيعني بالضرورة سقوط العمل ابداعيا، ومهما حشدنا له من عناصر النجاح. وهنا بالضبط حقق مسلسل أم كلثوم امتيازه الاستثنائي، وطرح تحديه العظيم والمشروع، على كل من يتجرأ على مثل هذه الشخصيات العامة.. وهنا بالضبط يخضع مسلسل نزار قباني لمساءلة جدية.

لعل أول ما لفت انتباهي وأنا أتابع مسلسل نزار قباني، هو أنني لم أنس لحظة واحدة أنني أشاهد مسلسلا، وان تيم الحسن أو سلوم حداد إنما يؤديان دور نزار، وأن صفوان بهلوان يؤدي دور عبد الوهاب، وبغض النظر عن النجاح أو الاخفاق على مستوى التمثيل الفني.

في المقابل فقد كنت أنسى تماما أن من أشاهدها هي صابرين وليست أم كلثوم، أو أنه أحمد راتب وليس القصبجي.. الخ.. مما يعني أن عنصرا حاسما قد غاب عن مسلسل نزار قباني، وهو الاقناع الابداعي للعمل، وما يحدثه من متابعة عفوية تلقائية لدى المشاهد. وهذا هو الفارق النوعي بين التقليد المصطنع والبارد للأحداث وبين إعادة انتاج الحياة بكل تدفقها وحرارتها.

مثال ذلك حين دارت، مكالمة هاتفية بين نجاة الصغيرة ومحمد عبد الوهاب حول تلحين إحدى قصائد نزار، فإن المشهد بكامله قد بدا مفتعلا ومقحما، من خارج السياق الدرامي، هذا بافتراض وجود مثل هذا السياق. وحتى عندما يرقص تيم الحسن (نزار الشاب) الفلامنكو الاسبانية ببراعة، أقول لنفسي أن تيم (يمثل) جيدا، ولكنني لا أرى نزار قباني!!..

وحتى المشهد الشامي، في الأحواش الدمشقية العريقة، حيث نشأ نزار توفيق قباني، فإننا لا نحس فيه بعبق الياسمين أو رائحة الزمن، وحيث تنبعث حرارة الحياة ويتجدد الزمن المفقود، كما في مسلسل أيام شامية مثلا.

إن العمل، في ظني، قد بني على ورق (القصة والسيناريو والحوار) غير مكتمل فنيا، من قبل قمر الزمان علوش.. فبات مطلوبا من باسل الخطيب معالجة هذا الخلل الفني النوعي إخراجيا، غير أن مثل هذا الحل شبه مستحيل.. فانتقل الرهان على الضخامة الانتاجية، وعلى عملية الابهار التي يحدثها تنقل الكاميرا بين دمشق والقاهرة وإسبانيا وفرنسا وإنجلترا ولبنان.. الخ.. ومع أسماء نجوم شديدي اللمعان: ماجدة الرومي، كاظم الساهر، حنان الترك، هشام سليم، وحتى صفوان بهلوان! وبالطبع إلى جانب اسعد فضة، صباح الجزائري، جمال سليمان، تيم الحسن، قمر الخلف.. وغيرهم وغيرهم.. وقبل هؤلاء بالطبع سلوم حداد.. فنزار قباني، كان أنحف منه بكثير، وكان التحدي الأول بالنسبة له هو إنقاص وزنه بمقدار عشرين كيلوغراما على الأقل، وقد فعل. وبالمناسبة فهذا هو ما فعلته صابرين من قبل لتؤدي دور أم كلثوم الشابة.

غير أن ذلك كله لم يجد نفعا كثيرا.. فما بني على باطل يظل باطلا.. فكان أن جرى التفريط بإمكانات مادية عالية وبأسماء فنية بارزة.. ولعله كان بالامكان عمل ما هو أفضل بكثير لو استمع القيمون على العمل لنصيحة عائلة نزار قباني (التي رفعت دعوى قضائية لوقف تصوير المسلسل) بتأجيل العمل عدة سنوات حتى يمر ما يكفي من الوقت قبل تناول أو اقتحام سير وخصوصيات الأحياء المقربين: الزوجة، الابنة، الأخ. الخ..

وفي المقابل يهرب المسلسل من ذكر أسماء أديبات مشهورات ارتبط اسم نزار بهن بصورة معلنة، وألفت حولهن الروايات ونشرت عنها الرسائل والكتب، كما نجده يهرب، لأسباب معروفة من الاقتراب من مرحلة كاملة من حياة سوريا الحديثة، وكما يقول المخرج باسل الخطيب فإن المسلسل لن يتطرق لعلاقة نزار بالحكومة السورية، لأنه «توجد حساسية بهذه القضايا ولذلك رأينا عدم إثارة هذه المسألة، واعقتد أنه تم تصوير ما يكفي من القضايا الإشكالية في حياة نزار، خصوصا في الخمسينات والستينات ومطلع السبعينات والوقت الآن ليس مناسبا لكي تثار مثل هذه القضايا وممكن أن تثار لاحقا».

إن سيرة حياة نزار مليئة بالدراما العنيفة على المستوى الإنساني أوالثقافي الاجتماعي أو السياسي، من نوع فقدانه لابنه الشاب أو أمه التي ارتبط بها بعلاقة استثناية ثم فقدانه لزوجته بلقيس في الحادث المروع الذي فجرت فيه السفارة العراقية في بيروت.

وإلى جانب هذه المحطات الانسانية ما تعرض له شعره من اضطهاد سياسي واجتماعي من فوق ومن تحت، وبما يقدم وثيقة معرفية عن عصر بكامله، وبدل ذلك كله وبدل انفتاح (زوم) الكاميرا على مثل هذا المشهد الانساني الواسع ضاقت الكاميرا باتجاه (تيم) الجميل والمهموم وهو يلتهم السجائر والحسان والقصائد.

فلماذا عبرنا مرور الكرام عن كل هذا المحيط الاجتماعي ورحنا نتنقل مع نزار الشاب ثم البالغ فوق سطح الأحداث والعواصم والمدن البعيدة والباردة؟

إن العمل بمجموعه يشكو جديا من وجود إشكاليات نوعية.. وكان بالإمكان معالجتها.. فإذا كان الأمر كذلك، وهو كذلك.. فلماذا التسرع إذن بتقديم عمل حساس لم يحضر له فنيا بما يكفي، من جهة وهو من جهة ثانية قريب زمنيا من مرحلة حياة نزار قباني الذي لم يمض على رحيله سوى سبع سنوات؟!

إنه ماراثون المسلسلات الرمضانية، ونيل قصب السبق بتقديم عناوين لأعمال أو شخصيات لا ترد، من نوع نزار قباني، وما حشد فيه من نجوم كبار.. بحيث يسهل تمويلها انتاجيا وتسويقها إعلانيا وفضائيا.

لقد نجح مسلسل نزار قباني في الوصول بنجاح مادي معتبر إلى خط نهاية السباق، تماما كما نجح من قبل (البحار) الفخراني بالوصول بنجاح مادي غير مسبوق الى خط النهاية رغم جيوبه المثقلة بملايين الجنيهات.

وصل المسلسلان، في سباق الماراثون الرمضاني، إلى خط النهاية ولكنهما الاثنان، ومعهما غالبية المسلسلات الرمضانية، تركا فن الدراما حزينا هناك.. عند نقطة انطلاق السباق..!!

nazihabunidal@hotmail.com

الرأي الأردنية في

01.11.2005

 
 

المسلسلات علي مشارف النهايات

متابعة: سحر صلاح الدين، ناصر عبدالنبي، محمد النقيب، صفوت عمران 

رعاية خاصة من خالد زكي لـ"يسرا"

فضل يكشف أسراره مع الصعيدي الرومانسي!

زواج نبيل الحلفاوي قضية رأي عام

انتخابات برلمانية في بيت الست فريال 

قبل أن تلفظ المسلسلات أنفاسها الأخيرة ومنها ما يستمر بعد العيد.. ستجد من السهولة أن تصل إلي النهايات.. إلا فيما ندر حيث تصبح المفاجأة سيدة الموقف فلا تندهش.. فان المسافة بين ما تتوقع.. ومالا تتوقع في الدراما التليفزيونية لم تعد بعيدة.

قال الفنان ابراهيم يسري ان دور مارك ارثر اكتشاف جديد لقدراته كممثل استطاع أن يظهر من خلال العديد من الانفعالات مشيرا إلي أنها لم يكن ضد ايمي - علا غانم - كانسانة لكنه ضد جريمتها حيث ان جميع القرائن التي أمامه تؤكد أنها صاحبة المصلحة في قتل زوجها.

والمسلسل يدعو إلي أهمية الحوار بين الحضارات ويظهر ذلك من خلال جلسات المحكمة وكيف ان كل من بيكر - هشام سليم ومارك ارثر يتباريان لاظهار الحقيقة كل منهما من منظوره لكنهما في النهاية كل منهما يحترم الآخر.

ينابيع العشق

أصبحت قضية زواج علي يوسف "نبيل الحلفاوي" قضية رأي عام مصري.. وفي نفس الوقت يفشل صلاح "أشرف سيف" في ابتزاز علي يوسف.. ومصطفي كامل يترفع عن الدفاع عن الشيخ السادات حتي لايتهم بتصفية الحسابات مع علي يوسف ونرجس "جليلة محمود" فقرر استخدام أنوش "دينا" للتقرب من أنيس "حمدي الوزير" الذي يعود للوكالة ويرفض أن يترك جزءا منها لأمين وزهران "أحمد عبدالعزيز" يبدأ في التعرض للظلم بعزبة أدهم.

ونري أنيس يدبر للخلاص من صلاح ليضمن ان الزمن قد صفا له نهائيا وخليل ينفذ خطة أنيس ضد صلاح في الوقت الذي يقبض علي صلاح ويودع في سجون الانجليز.

أحلام في البوابة

تعلن فخرية "جيهان قمري" للجميع أنها متزوجة من حسام منذ خمس سنوات ولديها منه طفل وتغضب أحلام "سميرة أحمد" بشدة من الصدمة.. علي الجانب الآخر تواصل أحلام وقوفها بجوار نعيمة وابنها رضا.

تبدأ عصابة الآثار في مطاردة سمر "أميرة العايدي" للانتقام منها بسبب الحملة الصحفية التي شنتها ضدهم وتقترح عليها أحلام أن تقوم بابلاغ البوليس.

الحب موتاً

من الوجوه الشابة التي ظهرت في رمضان الحالي الفنان أحمد وفيق الذي أرجع سعادته لنجاح دور "فضل" في المسلسل لأنه جاء بعد فترة انتظار كبيرة لعمل تليفزيوني يغير الصورة التي أخذت عنه في فيلم "سكوت ح نصور" مع يوسف شاهين بأنه شخص شرير لذا وافق علي الفور علي العمل مع نجوم بحجم المخرج مجدي أحمد علي والمؤلف محمد صفاء عامر وممدوح عبدالعليم وسماح أنور وتوفيق عبدالحميد ولقاء الخميسي وحنان مطاوع.

وشخصية "فضل" تركيبة جديدة في الدراما جمعت بين الشاب الصعيدي الشهم والرومانسية أي الصعيدي الرومانسي رغم وجود قضية ثأر داخل الأحداث.

فالصعوبة كانت كيف تصل لأداء يجمع بين الاثنين لذا تعاملت علي أن الشخصية الصعيدية طبيعية بعيدا عن الشكل الفولكلوري فاخترت مستوي صوت مناسب للهجة الصعيدية وفي حلقة اليوم يهرب صديقي - عمرو سعد - من يد رجال علام بيه - "ممدوح عبدالعليم" وتبدأ المواجهة المباشرة بيني وبين علام من خلال رد فعل ثوري ضده لأنه تعرض لشرف أسرتي بعد أن رفضت زواجه من أختي.

مباراة زوجية

تدخل فريال الانتخابات بعد المشاكل التي حدثت مع زوجها "عبدالعزيز مخيون" بسبب الترشيح لمجلس الشعب.. تنشق عن الحزب وتكون مستقلة وتثبت أن لها بصمات في المجتمع من خلال الجمعية التي تنتمي لها وفعلها الخير مع الناس.

تكشف الانتخابات عن الألاعيب التي تحدث وما يتم من شراء أصوات وغير ذلك.. تقول المؤلفة نادية رشاد: العمل يعكس ما يحدث في المجتمع خاصة وأن انتخابات مجلس الشعب قريبة جدا وعرض المسلسل للأحداث هو دراما من واقع الحياة.

الإمام محمد عبده

يصدر الإمام محمد عبده العروة الوثقي وتحظي باهتمام كبير ويتعاون بشكل كبير مع جمال الدين الأفغاني ويؤيد أفكاره بل ويتتلمذ علي يده.. يواجهه كثير من المشاكل في باريس خاصة بعد الحكم عليه بالنفي ومخالفته القواعد وسفره لفرنسا لكنه يحاول التغلب عليها ويتابع ما يحدث في مصر من اضطهاد الانجليز للشعب واستغلال تجار الحرب الموقف في فتح الكباريهات وإمداد الانجليز بالسلع الغذائية وتبدأ مجموعة الخونة ومنهم "زوج نوارة" وفاء عامر في التعاون مع الانجليز سرا ليكون ثروة ويفكر في الزواج عليها مما يغضبها بعد ذلك يظل "عسوي" يقاوم الانجليز ويقتلهم في الطرقات وذلك انتقاما لما فعلوه بالمصريين واحتلالهم البلاد وقتل الأبرياء بالرصاص.

التوبة

* يعاني منصور "محمود ياسين" من مطاردة الماضي له وتحدث بينه وبين عاشور "أحمد خليل" مواجهات من أجل فلوسه "الربع مليون جنيه".. يسكن عاشور منزله الجديد أما عطية "غريب محمود" صديق منصور والذي كان قد شاركه وصاحب فكرة التصدير والاستيراد فانه ينغمس في مغامراته النسائية ويلعب القمار مع بعض المنحرفين ومنهم صبيان المعلم عاشور "حتو" و"سيكا" ويمضي لهم شيكات بأموال باهظة ويذهب لمنصور من أجل الاستدانة منه لكن منصور يرفض.

الجمهورية المصرية في

01.11.2005

 
 

..‏ وكان الأفضل إغلاق التليفزيون‏!‏

كتبت ـ ماجدة حليم 

‏كان رمضان هذا العام مختلفا عن السنوات السابقة‏..‏ فلم يعد التركيز علي مشاهدة مسلسلات التليفزيون هو الرغبة الاولي عند الجمهور‏..‏ فقد نافستها الاحداث السياسية والمظاهرات‏,‏ والمسلسلات العربية‏.‏

وهكذا فقد كان يكفي أن يأخذ المتفرج فكرة عامة عن كل مسلسل ليعرف ماذا يحدث‏..‏ أما ما كان يحدث في الأعوام السابقة من تميز لأحد المسلسلات حتي يلتف الجمهور حول التليفزيون لمتابعته‏..‏ فقد اختفي التميز الدرامي هذا العام‏..‏ وأحيانا كان من الافضل اغلاق التليفزيون‏.‏

*‏ استضاف برنامج البيت بيتك الفنان محمد وفيق‏,‏ وكان الحوار يثير الشجن‏..‏ فقد أصر محمد وفيق علي أنه يعيش حالة من الرضا النفسي رغم انه لا يعمل‏.‏

أما المشكلة الحقيقية التي تواجه شخصيات معينة تري أن الموهبة والتفاني في العمل هما الطريق الوحيد الذي يجب أن يسير علي هداه الفنان‏..‏ أو أي عمل آخر‏..‏ لكن المفاجأة أن تصبح هذه الصفات هي سبب ابتعاد هؤلاء الفنانين عن الجمهور‏..‏ لقد رأينا في مسلسلات هذا العام شخصيات متكررة بدرجة لا تحتمل وكأنه لا وجود لممثلين غيرهم‏..‏ بينما اختفت شخصيات كثيرة متميزة‏,‏ مثل الفنان نبيل الحلفاوي ومحمد وفيق‏,‏ وفي المقابل ظهرت شخصيات سينمائية‏..‏ وكان السؤال الملح‏:‏ هل تنوي السينما أن تحطم مسلسلات رمضان كما تحطمت أفلام السينما فتحولت الي سلعة استهلاكية‏..‏ وطالما ظهرت الحاجة الي لجان لمناقشة الدراما التليفزيونية فهذا معناه انها ستتحول الي مادة استهلاكية‏,‏ كما حدث في السينما ومازالت الندوات والحوارات تعقد حتي اليوم‏..‏ ولم تتغير السينما بل إنها تتحول الي الاتجاه العكسي‏.‏

يقول المثل المساواة في الظلم عدل‏..‏ وكيف يتم العدل ولا يوجد تنسيق‏,‏ أو حسن اختيار‏,‏ أو رغبة في التميز‏.‏

وهذه هي القضية‏..‏ كيف يهب الله الموهبة للفنان‏,‏ ويجملها هو بالالتزام والتفاني‏..‏ ثم يكون عليه أن يثبت للآخرين موهبته بالظهور في المكاتب لكي يعمل‏..‏ لقد انعكس المنطق‏,‏ فلا السينما تحتفي بهذه المواهب في أفلامها كما تفعل كل بلاد العالم‏..‏ والتليفزيون يبدو انه سيقلد السينما‏..‏ والحل سيكون اغلاق التليفزيون والنوم مبكرا‏.‏

الأهرام اليومي في

02.11.2005

 
 

«كلام حسين الإمام» عن رمضان مختلف

أعمل كثيراً ولا أركن للكسل بحجة الصوم

القاهرة ـ البيان

شهر رمضان بالنسبة للفنان حسين الإمام ليس شهرا للأكل والتنوع في المأكولات والمشروبات كما توقعنا، ولكنه شهر للعمل والعبادة وهو يهيئ وقته كله حسب طقوسه التي تضمن له تحقيق معادلته الرمضانية دون خلل أو تجاوز لقناعاته سواء الاجتماعية أو الفنية، وهو يتحدث عن ارتباطه بالعمل في هذا الشهر ويقول:

الشهر الكريم يغذي عندي مشاعر داخلية تجعلني أشعر بالطمأنينة وراحة البال، وأنا لدي يقين كبير بأن هذه النوعية من المشاعر هي جزء راسخ من إيماني الأكيد بوجود الله، لذا أحرص على ذكره طوال الوقت حتى يظل إحساس الأمان عندي متدفقا ويطمئن قلبي.

وهذا الجانب الروحي المترسخ في وجداني هو جزء أصيل من شخصيتي. بمعني أنه لا يظهر في وقت ما من أوقات السنة ثم يختفي بعد ذلك، أما فيما يخص برنامجي »كلام حسين الإمام« والذي أتطرق فيه للقوى الروحانية فهذا شيء آخر من وجهة نظري وإن كان لا يبتعد كثيرا عن تأكيد فكرة الارتباط بالله الذي بمجرد ذكر اسمه تمحى المخاوف وتطمئن القلوب.

فالطمأنينة هنا تحقق السعادة الروحية، هذا الشيء الموجود في برنامجي يتعلق بالغيبيات والسحر والشعوذة وتجارب نجوم الفن وحكاياتهم عن أشياء من هذا القبيل، وهي بقدر ما تكشف لنا مساحات مجهولة عندهم بقدر ما تحقق لبرنامجي نوعا من أنواع النجاح الذي لا يأتي بالصدفة وإنما بابتكار الأفكار الجديدة والعمل بجهد كبير لتنفيذها.

·     نلاحظ أن حديثك عن رمضان ينصب على العمل، وبالتالي فإن الصيام ليس عذراً لمن لا يعملون في هذا الشهر.. من أين جاء هذا اليقين؟

- تعلمت من والدي، رحمة الله عليه، المخرج حسن الإمام أن أعطي للعمل أولوية كبرى. فهو سر الوجود وهو الذي يمنح للإنسان ذاته وقوة شخصيته ويجعله متفردا ومميزا عن الآخرين، وهذا منطق يحكم حياتي بشكل كبير سواء خلال رمضان أو خلال أي شهر آخر من شهور السنة، بل إنه في رمضان تحديدا يزداد لدي التمسك بهذا المنطق.

وأحاول أن أعمل أكثر ولا أركن للكسل كما يفعل البعض، وهذه للحقيقة سمة أخرى تعلمتها من والدي الذي كان يصمم أن نعمل في رمضان ويكلفنا بأشياء تجعلنا لا نجد فرصة للراحة وإنما للتفكير في الجديد الذي نقدمه وكيف سنطور من أنفسنا أو من عملنا، وأعتقد أن هذه قيم جميلة تتناسب مع قدسية الشهر الكريم.

·     بصراحة لقد فاجأتنا فلقد كنا نتصور حين نسألك عن الشهر الكريم أننا سنستمع منك عن أفضل الأكلات وهو شيء يلائم برنامجك الذي ارتبطت به الجماهير؟!

ـ ربما يكون لديكم بعض الحق، وهذا أكبر دليل على أن برنامجي حقق نجاحا كبيرا، ولكن ليس لديكم أي حق في أن تختصروا مشواري الفني كله في هذا البرنامج فقط. فأنا قبله أو بعده فنان محترف ونشأت في أسرة فنية وجالست منذ طفولتي الأولي كل نجوم الفن الذين يزينون سماءنا العربية، وعلى أي الأحوال فأنا لم أتعامل مع رمضان على أنه شهر للأكل، بل أراه فرصة لتدعيم الإيمان وليس 30 يوما لإرهاق المعدة بالطعام والدين لم يجعل رمضان شهرا للأكل بل شهرا لتنقية الجسد من سموم الطعام على مدى عام كامل.

·         بمناسبة الطعام.. هل لك عادات معينة في الإفطار؟

- نعم، وهي عادات أحرص عليها سنويا أنا وزوجتي سحر رامي، حيث نتعامل مع اليوم الرمضاني كأنه يوم عادي فنتناول وجبة خفيفة بعد آذان المغرب فنشرب الشاي مثلا ونتناول قطعة جبن صغيرة وكأنه فطورنا اليومي في العادة، ثم بعد صلاة المغرب والعشاء نتناول وجبة الغداء ثم بعد ذلك في السحور يكون العشاء، كما احرص على دعوة اصدقائي على الافطار وخلق مناخ رمضاني حميمي معهم.

·         هذا يعني أنك لا تحب تناول الإفطار خارج المنزل؟

- هذا صحيح وأعتذر عن كل الدعوات، خاصة وأن الشوارع قبل الإفطار تكون شديدة الزحام وتعذب كل من تسول له نفسه الخروج، ولكن هذا لا يعني أنني لا أتناول الإفطار مع أصدقائي فأنا أحرص على دعوتهم وخلق مناخ رمضاني حميمي معهم.

·         وهل ترى اختلافا كبيرا بين رمضان زمان ورمضان الآن؟

ـ بالطبع إنه إختلاف كبير جدا، فرمضان زمان في طفولتنا كان أجمل وفرحته أكبر، فقد كنا صغارا وتفرحنا أقل الأشياء، الفانوس والهلال والمسحراتي و»لمة الأسرة«، وأتذكر عندما كنت صغيرا مع والدي ووالدتي كنت انتظر عندما يقترب موعد مدفع الافطار لكي اتناول بعض المأكولات البسيطة ثم اجري للعب الكرة مع أبناء الجيران خاصة وأن الشوارع وقتها تكون خالية من المارة.

البيان الإماراتية في

02.11.2005

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)