كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

احتكار عدد معين من الممثلين والمخرجين والمؤلفين للأعمال في رمضان

القاهرة ـ القدس العربي ـ من محمد عاطف

رمضان المسلسلات

2005

   
 
 
 
 

أحمد خليل في 12 مسلسلا.. عزت أبو عوف في عشرة.. أبو زهرة وبدير في خمسة وتمرد الممثلات علي أدوارهن.. لأول مرة علي الشاشة الصغيرة

القراءة المتأنية في وجه الخريطة الفنية الرمضانية وما نتج عنها من مسلسلات تليفزيونية من قبل جهات الإنتاج المصرية هذا العام.. خرجنا ببعض القراءات والملاحظات التي يتابعها الجمهور والنجوم انفسهم خلال متابعاتهم لهذه المسلسلات علي الشاشة الصغيرة.

أولي الملاحظات هي احتكار عدد من الممثلين والمخرجين والمؤلفين معظم هذه الأعمال.. مثلا المؤلف مجدي صابر له ثلاثة مسلسلات هي: أحلامنا الحلوة و نور الصباح و امرأة وحيدة .. والمؤلف مهدي يوسف له مسلسلان هما: الشارد و سارة .. وللمؤلف مصطفي محرم مسلسلان هما علي يا ويكا و ريا وسكينة . ومن المخرجين الذين لهم أكثر من مسلسل مثل: المخرجة شيرين عادل التي أخرجت مسلسل سارة وقبل أن تنتهي منه بدأت في إخراج العميل 1001 والمخرج هاني لاشين له مسلسلان: راجع لك يا اسكندرية و خيوط في مسرح العرائس .. والمخرج محمد فاضل الذي له مسلسلان هما مصر الجديدة و المطعم .

أما النجوم الذين يشاركون في اكثر من مسلسل فيأتي علي قمة المسلسلات الفنان احمد خليل الذي يشارك في 12 مسلسلا هي: الظاهر بيبرس.. أماكن في القلب.. ينابيع العشق.. فارس التنوير الإمام محمد عبده.. مصر الجديدة.. مباراة زوجية.. أحلام سارة.. الست أصيلة.. طائر الحب.. التوبة.. زهرة في الأرض البور.. الحرافيش الجزء الثاني .

الفنان عزت أبو عوف يشارك في مسلسلات منها: أنا وهؤلاء و أماكن في القلب و ينابيع العشق و ارض الرجال و أحلام في البوابة .. وحوالي خمسة مسلسلات أخري.

يأتي الفنان عبد الرحمن أبو زهرة في المركز الثالث حيث يشارك في مسلسلات: من غير ميعاد و مباراة زوجية و الظاهر بيبرس و أحلام عادية و العميل 1001 و سلالة عابد المنشاوي .

الفنان أحمد بدير يشارك في خمسة مسلسلات منها: ينابيع العشق والحرافيش و مسائل عائلية جدا و أحلامنا الحلوة .

الفنان احمد راتب يشارك في مسلسلات طائر الحب و مصر الجديدة و مباراة زوجية و امرأة وحيدة و الحلم والوهم .

الفنان احمد ماهر يشارك في ريا وسكينة و أحلام عادية و الإمام محمد عبده وينابيع العشق و الظاهر بيبرس .

ويماثلهم في العدد الكبير من المشاركات داخل الدراما الرمضانية كل من: السيد راضي وطارق لطفي ومحمود الجندي وأحمد زاهر ويوسف شعبان واحمد عبد العزيز وكمال أبو رية.

أما الفنانات اللاتي يشاركن في أكبر عدد من المسلسلات تأتي علي رأسهن الفنانتان سوسن بدر ونهال عنبر وتشارك كل واحدة في حوالي عشرة مسلسلات.

تأتي بعدهما كل من: عايدة رياض ونشوي مصطفي ونيرمين الفقي وداليا مصطفي وحنان مطاوع وميرنا المهندس حيث شاركت كل منهن في خمسة مسلسلات.. وتأتي بعدهما فيفي عبده وإلهام شاهين حيث تشارك كل منهما بمسلسلين.

أما الظاهرة الثانية علي مسلسلات رمضان هذا العام هي تمرد الفنانات علي طبيعة أدوارهن التي اعتدن تقديمها في السنوات الماضية من خلال شاشة رمضان وتأتي في مقدمتهن الفنانة يسرا التي اعتادت تقديم صورة المرأة المظلومة والمرأة المثالية ابنة الحسب والنسب والمتأنقة في ملبسها وحياتها.. لكن هذا العام تظهر بشكل مغاير تماما.. حيث تقوم في مسلسل أحلام عادية بدور نادية أنزحة المرأة التي تنتمي إلي سكان المناطق العشوائية وتنجح في تحقيق أهدافها بالنصب والاحتيال حتي تصبح سيدة أعمال.

كذلك بينما كانت الفنانة إلهام شاهين تظهر طوال السنوات السابقة في أدوار المرأة القوية او الشريرة أو التي تسيطر علي الرجال بأنوثتها.. تغير إلهام هذا العام من جلدها حيث نراها فتاة مكافحة تضحي بأنوثتها وحياتها من أجل تربية إخوتها وترفض استغلال موقعها كسكرتيرة لمسؤول كبير.. وذلك من خلال مسلسل علي نار هادئة ..

الفنانة ميرفت أمين التي اعتاد المشاهدون رؤيتها في أدوار المرأة الرومانسية المظلومة والطيبة.. فتقوم هذا العام بدور مختلف تماما حيث تجسد دور امرأة تخرج من السجن لتنتقم من شركاء جريمة القتل.. الذين تركوها وهربوا لتتحمل الجريمة وحدها.. وتقضي عشرين عاما في السجن.. وذلك من خلال مسلسل رياح الغدر .

وتتمرد الفنانة فيفي عبده علي شخصياتها السابقة فبدلا من صورة المرأة التي تستخدم أسلحتها الأنثوية في معاركها مع الرجال.. فنراها في دور صحافية متفانية في عملها ومثقفة جداً وتدافع عن الحق.. وترفض الظلم بكل أشكاله.. وبعد أن يتوفي زوجها تتولي إدارة الصحيفة التي كان يرأس تحريرها.. وتستمر في محاربة الفساد والدفاع عن قضايا الناس البسطاء.. وذلك من خلال مسلسل طائر الحب .

أما الظاهرة الثالثة لمسلسلات رمضان هذا العام فهي سيطرة الطابع الاجتماعي عليها.. حيث تدور أكثر أحداث حوالي 13 مسلسلاً فيها بإطار اجتماعي.. وترصد بعض الظواهر التي طفت علي سطح الأحداث في المجتمع المصري والعربي خلال السنوات الأخيرة.

من هذه المسلسلات: أيامنا الحلوة الذي يرصد هذه التغيرات في أكثر من جيل.. ويتعرض المسلسل لتجاربهم الحياتية.

ومسلسل مباراة زوجية الذي يقدم طموح الرجل والمرأة وضرورة التعاون والتكافل بينهما.. بدلا من الصراع الدائر والمستمر بين الطرفين.. المسلسل بطولة احمد خليل وسوسن بدر وميرنا وليد وإخراج إنعام محمد علي.

يناقش مسلسل أنا وهؤلاء بطولة محمد صبحي وإخراج عصام شعبان.. فكرة إصلاح الفرد وتوازن الأسرة والانفجار السكاني وعلاقة الرجل بالمرأة.

وتدور قصة مسلسل حسنات وحمام التلات تأليف زكريا السيلي وإخراج كريم ضياء الدين.. حول الحب الطاهر والعودة إلي الله.. وهو بطولة غادة عبد الرازق وعايدة رياض وزيزي مصطفي وأحمد سعيد عبد الغني.

يرصد مسلسل من غير ميعاد العديد من القضايا التي تؤرق المجتمع ويناقشها من خلال قصة مذيع يقدم برنامجا يحاول فيه حل مشكلات الناس.. وهو بطولة أشرف عبد الباقي وريهام عبد الغفور وخيرية احمد ونشوي مصطفي.

الملاحظة الرابعة علي الأعمال الدرامية في رمضان هي اختفاء الأعمال الدينية.. أما الأعمال التاريخية فلم يظهر منها سوي عملين هما الظاهر بيبرس تأليف طه شلبي وبطولة ياسر جلال ووفاء عامر وإخراج براهيم الشودي.. ومسلسل فارس عصر التنوير تأليف عايدة الرباط وإخراج شكري أبو عميرة وبطولة أحمد عبد العزيز وأحمد ماهر وعفاف شعيب ووفاء عامر ومني عبد الغني.

كذلك هناك ملاحظة علي مسلسلات رمضان وهي سيطرة قضايا المرأة علي الدراما هذا العام.. منها أحلام عادية بطولة يسرا.. و رياح الغدر بطولة ميرفت أمين و ريا وسكينة بطولة عبلة كامل وسمية الخشاب و عواصف النساء بطولة نجوي ابراهيم وحسن يوسف.. الذي يناقش قضايا المرأة في المجتمعات العربية من خلال إلقاء الضوء علي مظاهر القهر والاستغلال الجسدي وخطورتها علي المرأة العربية.

ومسلسل رياح الصباح الذي يدور حول الإرهاب وتأثيره في السياحة من خلال قصرة مرشدة سياحية تقوم بدورها ليلي علوي.

وتجسد أثار الحكيم دور فنانة تشكيلية في مسلسل قناديل البحر .

ملاحظة أخيرة علي الدراما الرمضانية هي غياب النجوم الكبار عن شاشة رمضان هذا العام بعد مشاركتهم في رمضان الماضي منهم: نور الشريف ومحمود عبد العزيز ونبيلة عبيد ونادية الجندي.. ومن النجوم الشبان الذين نجحوا تليفزيونيا وابتعدوا تماما عن الشاشة الصغيرة لتركيزهم علي السينما نجد منهم: أحمد السقا الذي نجح في مسلسلات من الذي لا يحب فاطمة و نصف ربيع الآخر لكنه منذ فيلم شورت وفنلة وكاب قرر التركيز علي السينما فقط.

محمد هنيدي الذي اكتشفه الفنان الراحل فريد شوقي في مسلسل البخيل وأنا وقدم أعمالا تليفزيونية عديدة وفوازير أبيض وأسود.. ثم ركز علي السينما فقط.

الفنان احمد حلمي الذي بدأ كمذيع بالفضائية المصرية ثم برنامج علي محطة A.R.T من سيربح المليون وقرر التفرغ للسينما.

القدس العربي في

26.10.2005

 
 

دراما تتقوقع ودراما تنطلق

مارلين سلوم 

هل اختلت الموازين الدرامية في مصر أم أنها النهضة الخليجية والسورية بامتياز التي قلبت دفة الميزان لأول مرة فأحدثت هذا الفارق الكبير بين ما تعودنا مشاهدته من قبل وما شاهدناه هذا العام؟ أعتقد ان الاجابة ايجابية في الحالتين لأن ما قدمته لنا الدراما المصرية، في غالبيتها كي لا نظلم أحداً، أقل مستوى مما عودتنا عليه طوال عمر مشاهدتنا للمسلسلات الجميلة سواء كانت في شهر رمضان او في مواسم اخرى. ولا أعتقد ان هذه الدراما تتراجع بقدر ما هي  واقفة في مكانها دون ان تسجل أي تقدم ملحوظ او ملموس. بينما سجلت الدراما العربية الأخرى قفزات نوعية مهمة من ناحيتي الكم والكيف.

والملاحظ أيضاً، وفي نظرة شاملة الى ما تعرضه الشاشات في هذا الموسم، ان الدراما المصرية تزداد تقوقعاً على ذاتها، وتغرق اكثر فأكثر في احيائها الضيقة وهمومها الصغيرة “العادية”، التي تطل منها على العالم الخارجي، فتقطف منه عبارة او مشهداً واحداً او بالأحرى هماً واحداً لتضمه الى باقة همومها الداخلية. صحيح ان هموم مجتمعاتنا العربية من الناحية الانسانية والمعيشية والاخلاقية والمبادىء والتربية الأسرية والحق والباطل والخير والشر تكاد تكون واحدة، إلا ان الزمن الحالي يفرض على صناع الدراما الخروج من هذه الدوامة التي نهلوا منها الكثير وباتوا كمن يجتر ويلوك افكاره، ويتجرأون على فتح ابواب جديدة تخفي وراءها قصصاً تنبض بالحياة، ويبتعدون عن القصص المهترئة التي تفوح منها رائحة العفن وتغفو عليها اطنان الغبار.

شبعنا من تلك الحكايات التي تصلح لأي زمان ومكان، فأيامنا مليئة بألف حكاية وحكاية. ولعل ما نجح به صناع الدراما السورية  والخليجية هذا العام، هي هذه المعاصرة للأحداث، فنبشوا في دفاتر الامة العربية ليقدموا باقة من الممثلين من مختلف الجنسيات في اعمال مشتركة، ولينطقوا بألسنتنا جميعاً، خصوصاً في مسلسلي “الحور العين” و”الطريق الوعر”. لا ننكر سقوط هولاء ايضاً في اخطاء بارزة، إلا انهم على الأقل حاولوا الخروج عن المألوف والتعاون مع الآخرين. البعض سيقول هنا ان مسلسل “المرسى والبحار” خرج من مصر الى العالم الغربي واستعان بممثلين من المغرب العربي، إلا انه فعل ذلك ليخدم روايته الصغيرة حول هموم شاب حمله طموحه للحاق بحبيبته من اسكندرية الى العالم الخارجي، وليخدم فكرة أصبحت مستهلكة وقديمة حول العودة الى الجذور والأرض والوطن والعروبة.

كما لم يثمر التعاون المصري السوري في مسلسل “أحلام في البوابة” بين الكاتب اسامة انور عكاشة والمخرج هيثم حقي، وهو من بطولة سميرة احمد ويوسف شعبان،  ولم يضف الى أي من الطرفين ما يغني او ما يمكن اعتباره اضافة مهمة للدراما العربية.

هذا لا يعني ان كل ما قدمته الدراما السورية جيد وناجح، ولا كل ما قدمته المسلسلات الخليجية جديد وشيق خصوصاً ان البعض مازال يغرق في سوداوية الحياة العائلية الخليجية بلا مبرر ويزيد من النحيب والمآسي بشكل لا يمكن قبوله او تصديقه، فهذه المجتمعات والعائلات تعرف الفرح والضحك والسعادة والاستمتاع بمباهج الحياة كغيرها من المجتمعات العربية! لكن الجرأة في طرح مواضيع آنية وجديدة تبقى ميزة نادرة عرف البعض استغلالها وهو مشكور عليها، كما عرف البعض ان يأخذنا الى عالم “دراما الشخصية” ليقدم لنا قصصاً عن أشخاص عاشوا بيننا، مثل “ريا وسكينة” و”سارة”  و”نزار قباني”.. 

Smarlyn@Hotmail.com

الخليج الإماراتية في

26.10.2005

 
 

الفخراني: بحار مصري يبحث عن مرسي عربي في أوروبا!   

فاطمة خير 

في اتجاه قد يبدو معاكساً ولكنه هو الاتجاه ذاته، يأتي «يحيي الفخراني» بمسلسله هذا العام «المرسي والبحار» ليسير في طريق البحث عن هوية أو بالأخص ليسير في طريق التأكيد بهوية خاصة، في العام الماضي وفي مسلسله «عباس الأبيض في اليوم الأسود» كان يلعب دور أستاذ التاريخ الذي ضاعت منه هويته وفقاً للأوراق الرسمية في الوقت الذي يكون فيه هو نفسه الأستاذ الذي اختار أن يدفع أثمانا غالية في سبيل تأكيده علي الهوية المصرية ورغبته في إعادة كتابة التاريخ وفقاً للأحداث الحقيقية، وفي «المرسي والبحار» - الذي كتبه «محمد جلال عبد القوي» وأخرجه أحمد صقر فكون الجميع ثلاثية عمل راقية - يضيع الشاب في عمر المراهقة حين يهتز إيمانه بهويته المصرية والعربية - ولم يكن اختيار اسم البطل مصادفة: فهو «فارس» ابن «العربي» وليس خفياً محاولة التأكيد علي الهوية العربية، ولا علي احتياجها لفارس يدافع عنها، ولكنه هو نفسه الشخص الذي يجمع كل مفردات الشخصية المصرية في بوتقة واحدة، هو ابن البحر المتوسط فهو من الإسكندرية، وهو شديد الولاء لمصريته وهو يحمل جذوره العربية معه أينما ذهب لكنه ليس منغلقا علي نفسه رافضا للحضارات الأخري علي العكس فهو يحب الفتاة الفرنسية التي لم ينس أن أجدادها احتلوا مصر وأعدموا جده، ورغم ذلك لم يقمع مشاعر الحب داخله بل ذهب وراءها إلي كل بقاع العالم، ثم رجع ليستقر علي شواطئ البحر الأبيض المتوسط مرة أخري، فأحب الفتاة التي تجمع بين حداثة أسبانيا الأوروبية وجذور المغرب العربية، واختيار الحبيبة الثانية لتكون مغربية ربما لم يأت هو أيضا مصادفة، فالمغرب جغرافيا هي آخر بلاد العرب في شمال القارة الأفريقية وموقعها يحتم عليها أن تستقبل هواء العالم الغربي، وكون الحبيبة تعيش في أسبانيا لم يأت بكاء علي أيام حكم العرب لأسبانيا «الأندلس» كما يبدو للوهلة الأولي وإنما اعتداد بفضل العرب علي أوروبا التي بدأت ازدهارها حين أخذت بما وصل إليه العرب من علم وتحضر حينها، وهو في الوقت نفسه - وذلك ما قصد إليه المسلسل - تأكيد علي أن تلاقي الحضارتين: العربية والأوروبية، ينتج أندلساً جديدة، وعندما يلتقي الفارس بالفتاة المعتزة بعروبتها وحداثتها في آن واحد، حينها فحسب يستقر حقاً ويتعرف إلي ذاته فيقرر العودة إلي وطنه مصر حاملاً معه رحلة استمرت لعشرين عاماً من البحث عن الذات.. أو بمعني أصح محاولة اكتشافها.

ويبدو أن اكتشاف هوية الشخصية المصرية، أو محاولة التأكيد عليها، صارا هماً تدور حوله مسلسلات «الفخراني» في السنوات الأخيرة، ولكنه هم يستحق الوقوف عنده كثيراً، في زمن تسعي فيه الشعوب للتعرف إلي حقيقة هوية كل منها رغم هواء العولمة، كي تكون الهوية هي شراع المركب الذي يحمل الوطن في سلام في خضم محاولة محو الهويات التي يسعي إليها الاستعمار الجديد       

الأهالي المصرية في

26.10.2005

 
 

"المرسى والبحار"

دراما تائهة حول بطل تائه

أحمد يوسف

بعد خمس عشرة حلقة بالتمام والكمال من بداية مسلسل “المرسى والبحار”، وعندما تعجز عن  أن تعرف عن أي فكرة يدور المسلسل، يقول البطل الذي يفترض أن عمره خمسة وثلاثون عاما ويقوم بدوره يحيى الفخراني، أنه يعمل على البواخر منتقلا من واحدة الى أخرى باحثا عن نفسه دون أن يجدها، محاولا أن يجد “مرسى” ترسو عليه روحه القلقة.

عندئذ سوف تدرك المغزى من وراء تسمية المسلسل بهذا الاسم، لكن المشكلة أيضا لا تزال بلا حل، فالبطل لا يعمل بحارا ويفترض فيه أنه بدأ رحلته من الوطن مصر، هاربا من عائلته، لأنه يبحث عن محبوبة فرنسية عشقها خلال مراهقته، ورغم أنه يعرف طريقها ومدينتها ومنزلها، فقد سبق أن قام برحلة هروب قصيرة مماثلة، فإن عبر عشرين عاما لم يحاول الوصول إليها مرة أخرى، بدلا من أن يضع صورتها صبية في إطار يحمله أينما رحل، لكنك تعرف أنه إذا كان قد وصل إليها مبكرا لانتهت الحلقات دون أن تكتمل الثلاثين ويزيد عددا، وهو أمر يبدو أن من المستحيل على الدراما التلفزيونية المصرية أن تتجاهله، لأنها تبيع المسلسلات “بالمتر”، لذلك فهي تلجأ إلى المط والتطويل حتى لو تمزقت قطعة القماش الدرامية وضاعت الفكرة الجوهرية “المفترض” أن الحلقات كلها تدور عنها!

فالقضية التي يبدو أنها تشغل مؤلف مسلسل “المرسى والبحار” محمد جلال عبد القوي، هي الهوية القومية المصرية العربية في لقائها صداما أو تفاعلا مع الحضارة الغربية، وهو ما سوف يتضح في نفس الحوار الذي صارحنا به البطل بأنه يبحث عن “مرسى”، فهو يستطرد قائلا إنه عبر العشرين عاما، والتنقل من ميناء إلى آخر: “لا بقيت أوروبي ولا نسيت إني فارس العربي كريم”، ولعلك تعرف أن هذا اللقب الذي يحمله ينسب إلى الزعيم محمد كريم، حاكم الإسكندرية خلال حملة نابليون على مصر، ولأن الزعيم المصري العربي رفض تسليم المدينة للغزاة، فقد أعدموه بالمقصلة وطافوا برأسه لكي يكون عبرة للآخرين، لكن العبرة الحقيقية التي يريد المسلسل أن يؤكدها هي أن الزعيم محمد كريم دفع حياته ثمنا لكرامته الوطنية، وأنه من أجل استرداد هذه الكرامة والحفاظ عليها فإنه يجب علينا بدورنا أن نكون مستعدين لدفع الثمن.

وقضية الهوية القومية تستحق بالفعل أن نصنع عنها عشرات الأعمال الفنية، لكنها تحتاج إلى جهد فائق، خاصة إذا اختار صناع العمل الفني شكل الحلقات التلفزيونية الممتدة، عندئذ لا مهرب من أن تجد نسيجا “ملحميا” يجسد الشخصيات والأحداث التي تغطي مساحة كبيرة من الزمان والمكان أو تنتسب وترمز إليها على الأقل، مثلما فعل المؤلف أسامة أنور عكاشة في مسلسل “أرابسيك” أكثر الأعمال التلفزيونية طموحا أمام قضية الهوية على الرغم من أو ربما بسبب أنه طرح الأسئلة أكثر مما قدم من إجابات، وهو ما أعاده أسامة أنور عكاشة على نحو أقل طموحا في “زيزينيا”. في هذين العملين تحقق المادة الخامة الملحمية والأساسية لصناع عمل درامي جاد، لكن هذه المادة تقلصت تماما في “المرسى والبحار” حتى أنه يمكنك أن تحكيها في سطور قليلة دون أن يفوتك شيء مما دار في الحلقات.

تبدأ الحكاية مع الأب العربي كريم “يحيى الفخراني أيضا” الذي ينسب إلى الزعيم محمد كريم، وورث الكثير من صفاته، على عكس شقيقه المتخاذل البخيل مندور “سيد طرابيك”، فالعربي الذي لن تخطئ رمزية اسمه- قد حارب مع الفدائيين ضد الاستعمار الإنجليزي بين نهاية الأربعينات ونهاية الخمسينات، وفي هذه المعارك فقد عينا يعتبرها وساما يؤكد أنه مستعد لدفع الثمن من أجل كرامته وكرامة الوطن، وها هو بعد رحيل الاستعمار يقرر الانتقال من الإسكندرية إلى السويس مع زوجته أم السعد “محسنة توفيق” وابنه المراهق فارس. وفي السويس يعمل العربي عاملا على القوارب التي ترشد السفن في قناة السويس التي كانت آنذاك ملكية فرنسية، وهناك أيضا يلتقي الصبي فارس بالصبية الفرنسية ماجي أو ماجدولين وإن كان الاسم الصحيح لنطقها هو “ماجدالين” - لتندلع شرارة الحب بينهما منذ النظرة الأولى، على الرغم من أن الصبية ليست إلا ابنة القبطان الفرنسي موريس “جميل راتب” الذي لا ينسى أبدا الفوارق الطبقية والحضارية من وجهة نظره بين مستوى عائلته ومستوى المصريين من الفقراء.

يهيم الفتى “فارس” حبا بالفتاة “ماجي”، ،تبادله هي الأخرى حبا بحب، ويستمر المسلسل حلقات طويلة في التأكيد على هذه العلاقة دون أن تتقدم الدراما شبرا واحدا، حتى إذا ما قام الزعيم عبد الناصر بتأميم القناة، وأعلن المرشدون الأجانب عزمهم على الرحيل كوسيلة للضغط على مصر، فإن المسلسل يستمر عدة حلقات أخرى في تصوير الوداع الطويل بين فارس وماجي. وعندما تعود الفتاة مع أهلها إلى فرنسا يقرر الفتى الهرب إليها، ويصل إلى مبتغاه عبر عدة حلقات أخرى، وإن بدت محاولات الهروب شديدة السذاجة، وعندما يفتقد الأب العربي ابنه يرحل وراءه لإعادته، وفي فرنسا تحدث مواجهة بين العربي والقبطان الفرنسي موريس، تبدو رمزا باهتا للمواجهة بين مصر وقوات العدوان الثلاثي التي قررت إيقاع العقوبة بمصر جزاء لها على تأميم القناة.

يعود العربي وفارس إذن إلى مصر دون أن يتحقق هدف درامي، ليبدأ الصبي فارس رحلة هروب أخرى يختفي فيها عبر ما يفترض أنها عشرون عاما عن الحلقات وعن مصر، بينما يكون على الأب العربي أن يشترك في حرب 1967 والاستنزاف وحرب أكتوبر ،1973 وفيها يفقد ساقا كدليل جديد على عزمه على الصمود ودفع الثمن، وهنا تظهر ماجي وقد أصبحت امرأة يافعة تزور مصر كصحافية تقوم بعمل تحقيق صحافي عن الحرب، وتلتقي مع العربي وزوجته لقاء عاطفيا حارا لا يمكن أن يصدقه المتفرج، وتعرف أن حبيبها فارس قد ترك مصر ولم يعد خلال عقدين كاملين، وإن لم تسأل نفسها فالمسلسل نفسه لا يطرح هذا السؤال لماذا لم يحاول فارس الوصول إليها. لقد حان الآن الانتقال إلى فارس الذي أصبح رجلا، ونعرف أنه يعمل على السفن “سفرجيا” يقدم الطعام لركاب السفينة الأرستقراطيين، لكنه عندما يأتي المساء يخلع ملابس العمل ويرتدي ملابس فاخرة، ويجلس في حانة السفينة ويتجرع الكؤوس، وعندما تدور رأسه فإنه ينخرط في “مونولوج” طويل عن أنه سليل الزعيم محمد كريم، حتى إذا أخذ في الترنح فإن رواد السفينة يصفقون له في استهزاء كأنهم شاهدوا متفرجا في عرض مسرحي.

إذا ما استطعت أن تعرف ماذا يريد فارس من ذلك كله، أو حتى ما الذي أدى به إلى أن يصبح حطاما بشريا، فإنك تكون قد نجحت فيما لم يستطع صناع المسلسل أنفسهم تحقيقه، فالشخصية كما ترى ليست شخصية حقيقية من لحم ودم، لكنها “أفكار” مجردة: الأب حفيد الزعيم الوطني، وحامل راية الكرامة، والابن لم يحمل هذه الراية من بعده دون أن تدري إن كان ذلك عجزا أم رغبة وفي الحقيقة أن فقدان تلك الشخصيات القليلة دفء وحرارة الواقع ينسحب على كل العناصر الفنية الأخرى، في الحوار أو التمثيل، أما إذا تحدثت عن الإخراج فلن تجد له أثرا إلا في بعض “أكليشيهات” تقليدية وإن كانت جيدة، مثل المشهد الذي يقرر فيه العربي وزوجته البقاء في السويس بدلا من النزوح مرة أخرى إلى الإسكندرية، في أعقاب تأميم القناة، فتقوم الزوجة بإعادة الأطباق إلى مكانها، وملء “القلة” وإعادة صورة عبد الناصر إلى مكانها متصدرة حائط المنزل في فوتومونتاج لا يخلو من البلاغة، أما فيما عدا ذلك فإنك تتأكد حلقة بعد أخرى أن ما يهم المخرج أحمد صقر هو أن تحتوي كل حلقة على مشهد طويل يستغرق دقائق هي في النهاية جزء من زمن الحلقة المطلوب بيعها، يدور حول أغنية أو رقصة يمكنك أن تحذفها دون أن يحدث أي خلل، بل من الأفضل أن تحذفها لكي يتحقق قدر أكبر من التماسك الدرامي.

يقول المسلسل عن فارس إنه قد “تاه” في رحلته، لكن الحقيقة أن المسلسل هو الذي حاد عن طريقه المتواضع الذي بدأ فيه، ليدخل في نصفه الثاني إلى حكايات عن مغامرات فارس العاطفية مع المغربية الأندلسية إيزابيللا، وصراعه مع أسرته، واستعراض سياحي شديد الهزل لمدينة “طنجة” التي لا نرى فيها إلا رجلا يلاعب الثعابين -!!- ومطعما على قمة تل، ثم علاقة متشابكة بين رجلين وامرأة على السفينة تنتهي بحادث قتل غامضة، وبالطبع سوف يتهم فارس ظلما ليدخل المسلسل إلى حبكة بوليسية أقرب إلى روايات أجاثا كريستي مثل “جريمة على النيل” أو “جريمة في قطار الشرق السريع” لكن المسلسل لن يعدم داخل هذه المسارب الدرامية الملتوية أن يذكرك في جملة حوار هنا أوهناك بما يتصور أنه القضية الأساسية حول الصراع بين الشرق والغرب، العربي الأب يؤكد لابنه أنه “لو كان الفرنسيون قد جاؤوا مع نابليون ليعلمونا لأتوا بقلم ودفتر وكتاب بدلا من البندقية والبارود والمدفع”، وهي فكرة سوف يرددها فارس في أحط “مونولوجاته” خلال لحظات هذيانه من الخمر، لكنها فكرة تحتاج إلى المراجعة لأنها تضع المقدمات المنطقية على نحو خاطئ، مما سوف يؤدي إلى نتيجة خاطئة، فمن الذي قال أصلا بأن هدف الاستعمار هو “التعليم”؟ لكن المواجهة مع الاستعمار هي التي تفتح الطريق أمام الوطن للخروج من رقاده والقيام من كبوته.

من جانب آخر، فإن المقدمة المنطقية “الدرامية” ذاتها تستند إلى التجارب الفنية التي تضع الشرق في صورة الرجل، والغرب في صورة الأنثى، ولتتأمل روايات مثل “عصفور الشرق” و”موسم الهجرة إلى الشمال”، وحتى فيلم يوسف شاهين الأخير “إسكندرية نيويورك” وهذا التقسيم الذي يجسد “العلاقة” بين الشرق والغرب إلى ذكر وأنثى ولا يتخيلها العكس أبدا!! يقوم باختزال “التفاعل” الحضاري المستمر عبر التاريخ، لكن المشكلة الجوهرية في مسلسل “المرسى والبحار” هي أنه مثل بطله تماما، فقد بوصلته وتاه في المط والتطويل رغم أنه يقوم فقط على أكتاف الممثل يحيى الفخراني الذي لا ندري إن كان ضحية للهزل الدرامي والفني، أم أنه كان لذلك سببا لأنه اكتفى بوجوده في المسلسل في “دورين” في وقت واحد، غير أن المسلسل في التحليل الأخير تأكيد على أزمة تمر بها الدراما التلفزيونية المصرية التي يجب عليها ألا تستند إلى المقولة بالريادة، لكنها لا تدرك أن قطار الزمان لا يتوقف، وأنها إذا استمرت على هذه الحال فسوف تصبح أثرا من آثار التاريخ.

الخليج الإماراتية في

26.10.2005

 
 

محيي الغمري رئيس قطاع الإنتاج بالتليفزيون:

المؤلف والمخرج والمنتج مسئولون عن مشكلة المط والإطالة في المسلسلات

ماجدة عبدالبديع

قال «محيي الغمري» رئيس قطاع الإنتاج بالتليفزيون المصري إن الدراما المصرية تعاني من مشاكل كثيرة، وإن المسئولين عنها هم ثلاثة.. المؤلف والمخرج والمنتج، وأوضح «الغمري» أن القطاع يحاول حل هذه المشاكل بعمل جلسات عمل تجمع الأطراف الثلاثة.

وأشار «الغمري» إلي أن ارتفاع أجور النجوم المبالغ فيه يضر بالدراما المصرية وبرصيد النجوم لدي المشاهدين.

وفي الحوار التالي يجيب محيي الغمري عن كثير من الأسئلة..

الثلاثي المسئول

·         أولا من المسئول عن مشكلة «الإطالة والمط» في المسلسلات المصرية، بصفة عامة؟

المؤلف والمخرج والمنتج مسئولون عن ذلك، لأن المفترض أن يتم تقديم العمل بكل حلقاته كاملة قبل بداية الإنتاج، لأن هذا يعطي فرصة للمخرج أن يدرس العمل، وللمنتج أن يدرسه كذلك من الناحية الإنتاجية، وبالتالي إذا كان هناك مط، أو لقطات زائدة لا داعي لها، وتشكل عبئا إنتاجيا وبالتالي لن تفيد المشاهد في شيء، وبها تكرار للأحداث، يتم إلغاؤها وتعديل الحلقات.

ولذلك لابد من وجود جلسات عمل مستمرة بين الأطراف الثلاثة قبل البدء في التنفيذ، وهذا ما بدأ قطاع الإنتاج ينفذه في أعماله منذ 4 شهور، لتصفية الحلقات، ووضع رؤية المخرج، لأنه أحيانا أي المخرج تكون له رؤية خاصة، وعندما يبدأ التنفيذ، تنفجر المشاكل بين أطراف العمل.

·     ألا يؤدي حساب الإنتاج بالساعة إلي سعي القائمين علي العمل إلي زيادة عدد الساعات من أجل زيادة دخلهم علي حساب الدراما؟

هذا صحيح ولذلك يجب أن يتم التعاقد مع النجوم والقائمين علي العمل بـ «الحلقة» وليس بـ «الأجر الشامل للنجم»، فإذا ما عمل 15 حلقة يأخذ أجرها، لا أن يتم التعاقد معه علي دوره في المسلسل، مقدما بكذا مليون، مما يدعو أسرة العمل إلي زيادة الحلقات حتي تعوض ما أخذه النجم من أجر.

·         وما رأيك أنت شخصيا في أجور النجوم؟

ليست في صالح الدراما المصرية، ولا في صالح النجوم أنفسهم.

·         هي في صالح النجوم، فهم يضعون الملايين في جيوبهم!

الفلوس ليست المقياس في كل شيء، ولا يمكن أن يقاس حب الجمهور لفنان بمقدار ما يحصل عليه من فلوس، وما له من رصيد في البنك، ولكن من رصيد في قلوبهم.

المشاهد أولا

·         ألا يتعامل قطاع الإنتاج مع كبار النجوم؟

نحن نتعامل مع نجوم التليفزيون، بأجور لها لوائح محددة ومعقولة، لأن العمل في قطاع الإنتاج يتطلب أن تنال كل العناصر الإنتاجية حقها، سواء كانوا ممثلين، أو أماكن تصوير خارجية، أو ديكورات.

·         لكن إذا اشترط مخرج أو مؤلف وجود نجم كبير من نجوم السينما ماذا تفعل؟

أنا لا أخضع لهذه الشروط، لأنني أتعامل مع القطاع الاقتصادي الذي يقوم بتسويق الأعمال، ويهمني في البداية المشاهد المصري ومشاكله، ثم يتم تسويقها للبلاد العربية.

·     ولكن يحدث أن يأتي المنتج المشارك ويطلب أن تكون فنانة مثل «يسرا» بطلة للعمل، وهي تتقاضي 5.2 مليون جنيه، ماذا تقول له؟

المنتج المشارك أحيانا يتقدم بعدد من الأبطال بالاسم، ويطلب مشاركة قطاع الإنتاج في العمل، فإذا كان عنده استعداد أن يقبل شروط الساعة الإنتاجية عندنا، فليأتي بالنجوم الذين يريدهم، فهو الذي سيدفع لهم، وهو المسئول عن ميزانيتهم.

·         وما سعر الساعة الإنتاجية؟

تتراوح من 180 إلي 220 ألف جنيه.

·         وعدد الحلقات غالبا!

من 15 إلي 22 ساعة، وهناك توصيات من اللجنة العليا للمنتج المشارك، ألا يزيد علي 15 ساعة، حتي نقضي علي مشكلة «المط والإطالة»، وبالتالي إذا التزم المنتج المشارك بالساعة الإنتاجية، فليس لدينا اعتراض علي أي نجم، لكن نحن كجهة إنتاج لا نستطيع أن نأتي بنجم يطلب هذه الملايين، وإنما يمكننا أن نتفاوض مع نجم كبير في إطار ما تسمح به اللوائح، وبما لا يخل بميزانية العمل ككل وتأثير أجر النجم علي بقية عناصر العمل.

·         هل هناك فنان أونجم قبل بشروطكم؟

أولا.. النجوم الذين يتحدث عنهم الناس، ويتقاضون الملايين هم حوالي 5 نجوم أما باقي النجوم فهم نجوم التليفزيون ونتعامل معهم، وليس ضروريا أن تدور المسلسلات في فلك هؤلاء النجوم، بل يجب أن نخرج من حكاية النجم الذي يسمي العمل باسمه، كي نقدم دراما حقيقية.

·         أليس من المفترض أن النص يأتي قبل النجم، وأن الآية معكوسة الآن؟

المفترض أن يكون النص هو البطل، بمعني إذا كان لدينا نص متميز، ومخرج قدير، يستطيع أن يختار ممثلين مناسبين لأدوارهم، وتحشد له جهة الإنتاج الإمكانات اللازمة، ستكون المحصلة دراما متميزة ولكن إذا انقلب الميزان وأصبح النجم هو الذي يختار النص والمخرج، وزملاءه الممثلين، فهذا ليس في صالح الدراما المصرية.

خطة جديدة

·         سمعت أن هناك خطة لعام قادم من الأعمال الدرامية، ماذا عن هذه الخطة؟

نعم، هناك خطة بدأت من أول مايو 2005، وتنتهي في آخر يونيو 2006، وتضم أعمالا تم تصويرها بالفعل مثل «الرقص مع الزهور» وهو مسلسل اجتماعي، و«الحلم والوهم» و«كارنتينا» وهناك أعمال أخري في مرحلة التصوير، مثل مسلسل «عندما تثور النساء».

وهناك أعمال في مرحلة التحضير حيث يجلس المؤلف مع المخرج وأبطال العمل.. لتقريب وجهات النظر بينهم مثل مسلسل «خليها علي الله» للكاتب الكبير «يحيي حقي» وإخراج «ممدوح مراد» ومسلسل «نُعمي» ومسلسل «لا أحد ينام في الإسكندرية» قصة إبراهيم عبد المجيد وإخراج حسن عيسي والمسلسل التاريخي «علي باب مصر» لـ محمد جلال عبد القوي وهو يختلف عن المراحل التي سبق تقديمها، ومن إخراج د. خالد بهجت وهناك كذلك مسلسل تاريخي باسم «نصر الله» تأليف د. شوقي خميس وإخراج «أحمد فهمي».

·         هل يتم اختيار هذه الأعمال من خلال لجان؟

طبعا، هناك لجان النصوص والقراءة، ثم يمر بعد أن يجاز النص رقابيا، ويعرض علي متخصصين في القراءة الفنية، والإدارة العامة للتخطيط الفني، لوضع هيكل للخطة العامة، لعمل توازن بين أنواع المسلسلات المختلفة.

·     ولكن، دائما يقال أن هذه اللجان ما هي إلا صورة وهمية، وأن الاتفاقات دائما ما تتم من «تحت الترابيزة» من خلال العلاقات والتربيطات، وأحيانا الرشوة!.

قد يكون أنا لا أعلم هذا الكلام، وكل هذا وارد، لكن أؤكد الآن وأنا في هذا الموقع، أنه لا توجد تربيطات، ولا واسطة، ولا اعتبار لأي شيء آخر، إلا النص المكتوب فقط، ولا توجد أي مجاملات، ولعل هذا هو سبب الشكاوي العديدة، والانتقادات الكثيرة التي توجه لي.

·         ولكن هناك إشكالية، تتعلق بإغلاق الأبواب أمام الكتاب الشباب.. كيف تتعامل مع هذه الإشكالية؟

تم وضع آلية جديدة تماما، وإذا ما تم احتضانها بشكل كاف ورعايتها، ستكون مثمرة، وهي تجربة ورشة الشباب التي يشرف عليها الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة وهي تعبر عن تواصل الأجيال وإعطاء الخبرات وتبادلها.

كارثة

·         وما رأيك فيما يحدث الآن، حيث يقدم الكاتب عملا لم يكتمل بعد، ويبدأ تصويره، ثم يواصل الكتابة ليسلم المخرج كل يوم حلقة؟!

هذه كارثة، وأحد الأسباب التي ستؤدي إلي تدهور الدراما، لأن اكتمال العمل شرط أساسي.

·         وماذا عن سيطرة الإعلان علي الدراما، والتحكم فيما يعرض أو لا يعرض، وفي أوقات الذروة؟

المفترض أن الإعلان هو مصدر دخل كبير للتليفزيون، لكن يجب أن يكون هناك نوع من التنظيم والترشيد، وألا تكون له اليد الطولي في السيطرة علي الدراما المصرية، أو اختيار النجوم، لأن هذا أمر خطير جدا والأمر في أيدينا، لأن المعلن إذا لم يجد شاشة فأين سيعلن؟! خاصة أننا نحتكر شاشة القنوات الأرضية المصرية وبالتالي يجب علي اتحاد الإذاعة والتليفزيون أن يختار المسلسلات بشروط، وأن يختار المواعيد المناسبة للإعلان، ويفرض شروطه علي المعلن وليس العكس.

·         وهل يستطيع التليفزيون بالفعل أن يفرض شروطه؟

نعم يستطيع، لأنه لا توجد شاشات أخري يتجه إليها المعلن حاليا.

·         إذن من أين يأتي الخلل؟

يأتي من أن المعلن يقوم بدفع مبالغ كبيرة كي يختار نوعيات معينة من المسلسلات والبرامج، يضع إعلاناته خلالها بكم كبير، مبالغ فيه، مما يفسد عنصر المتابعة لدي المشاهد فالإعلان يجب أن نسيطر عليه، لا أن يسيطر هو علينا.           

الأهالي المصرية في

26.10.2005

 
 

المخرجة إنعام محمد علي لـ «الأهالي»:  

لم أتلق الرد علي رسالة «مباراة زوجية».. وأنا في الانتظار!      

مني عبدالراضي 

إنعام محمد علي المخرجة المتميزة والتي لا تتولي إخراج عمل إلا إذا كان يحمل رسالة إلي الجمهور تؤكد فيها ببساطة معهودة خبرتها وعمقها الإنساني، تقدم الآن عملا جديدا هو مسلسل «مباراة زوجية» تأليف نادية رشاد تنحاز فيه للمرأة وتناقش قضاياها. «الأهالي» التقت إنعام محمد علي وكان هذا الحوار..

·     بخصوص مسلسل «مباراة زوجية» هل تم حذف مشاهد مهمة من المسلسل وهل أثر ذلك علي سياق العمل أو علي الرسالة التي تودين توصيلها للجمهور؟

لا ضرورة الآن لإثارة هذا الموضوع لأنه انتهي، فهذا كان في بداية عرض المسلسل أما الآن فالمسلسل يعرض كاملا ولا يوجد حذف.

أما الرسالة فالجمهور وحده هو الذي يشعر إن كانت هناك رسالة قد وصلته أم لا؟.

·         هل تجدين نفسك في كتابات نادية رشاد؟

أجد نفسي في النص الجيد، وقد عملت قبل ذلك مع كتاب كثيرين منهم محفوظ عبدالرحمن وأسامة أنور عكاشة وفتحية العسال وغيرهم.

·         هل النظرة للمرأة في الدراما اختلفت عن الماضي؟

طبعا أكيد البعض كان يصور المرأة أنها ست البيت أما الآن تقدم المرأة كفرد فاعل في المجتمع ولكن البعض يختلط عليه الرؤية يقدمها بنفس المفاهيم السابقة بصورة المرأة السلبية والساعية لإيقاع الرجال في شباكها.

·         ما دور الإعلام في تغيير صورة المرأة؟

التليفزيون أخطر جهاز إعلامي جماهيري ولا نغفل دور الجمعيات والأحزاب وغيرهم لابد أن يكون هناك تعاون لتغيير صورة المرأة لتقديم المرأة العصرية ليتقدم المجتمع بوجه عام، امرأة تشارك في صنع القرار، وتعرف تربي أولادها وتعمل وتشارك في كل مناحي الحياة ولا يتم التغيير إلا بمساعدة المرأة علي النهوض ومحو أمية المرأة حيث إن نسبة الأمية عند النساء تتعدي 45% وهذا في حد ذاته كارثة لابد من القضاء عليها.

·         ما رأيك في الجيل الجديد من الممثلين؟

الجو بوجه عام فيه تكالب علي جني النقود أكثر من حب المهنة نفسها لكن توجد نماذج مشرفة تحترم عملها.

وقد قدمت في المسلسل نماذج مختلفة فقد صورت نموذج للفتاة التي تستعجل النجاح والصعود مثل شخصية لمياء، البنت العاملة المجدة وقدمت أجيالا تربت وتعودت علي الصرف والبذخ والتدليل مثل ندي.

·         هل كنت في مسلسل مباراة زوجية تودين توصيل رسالة خاصة بالمرأة للرجل؟

قدمت عدة رسائل وكنت أود أن أوصلها للمجتمع ككل ولم أخص المرأة فقط، إنها رسالة للأسرة المصرية.

·         ماذا تشاهدين في رمضان؟

لم يحالفني الحظ لأتابع شيئا وذلك بسبب انشغالي في تسجيل مسلسل للبرنامج العام اسمه «أنا لك علي طول» بطولة صابرين.           

الأهالي المصرية في

26.10.2005

 
 

الممثل السوري جمال سليمان:

عشقت العمل في فيلم حليم والفيديو كليب الجديد جعل الحب للجميلات وللأثرياء فقط

دمشق ـ القدس العربي ـ من لنا عبد الرحمن

يعتبر جمال سليمان من الفنانين القلائل الحريصين علي اختيار أعمالهم الفنية بدقة شديدة تترك بصمة في ذهن المشاهد. في رصيده الفني العديد من الأعمال التي جعلت حضوره علي الشاشة الصغيرة مميزا كما في الواقع، فنان مثقف يحدثك في التاريخ ويسرد علي مسامعك سيرة حياة أبطاله التاريخية إلي الحد الذي يدهشك من قدرته علي اختزال هذه المعلومات وتصغيرها في سرد عذب كما يقدمها علي الشاشة تماما، حول دوره في ملوك الطوائف الذي يعرض في شهر رمضان وأعماله الدرامية الأخري كان هذا الحوار.

·     ملوك الطوائف هو الجزء الثالث بعد صقر قريش و ربيع قرطبة . لماذا يصر جمال سليمان علي تقديم العمل التاريخي من طرفه بن العبد إلي ياقوت الحموي وصلاح الدين والآن ابن زيدون ؟

نعم أنا أميل للعمل التاريخي، أجد أنه يسد فجوة معرفية عند المشاهد الناس الآن لا تقبل علي قراءة التاريخ ومعرفة ما كان فيه من بواطن ربما تتشابه كثيرا مع واقعنا الحالي، لذا أجد أن النص التاريخي حين يكتب بشكل جيد وعميق يتضمن احتراما للتاريخ ولعقل المشاهد، أما علي المستوي الفني أري أن تقديم شخصية تاريخية معروفة بالنسبة للناس يعتبر إضافه فنية بالنسبة لي.

·         وهل هذا ينطبق علي ابن زيدون الذي تقدمه في ملوك الطوائف؟

لا شك أن ابن زيدون شخصية مثيرة للجدل، علي مستوي الاتهامات السياسية التي دارت حوله، وعلي مستوي علاقته مع ولادة بنت المستكفي، وما نتج عن هذه العلاقة من تبعات تاريخية وسياسية.

·     شاركت أيضا في فيلم حليم مع المخرج شريف عرفة والممثل الراحل أحمد زكي ماذا يمثل هذا العمل بالنسبة لك؟ وما هو دورك في الفيلم؟

المشاركة في فيلم عن حياة الفنان عبد الحليم حافظ متعة في حد ذاتها خاصة إذا كان هذا العمل يتضــمن نجوم كباراً من مختلف البلدان العربية. أقدم في هذا الفيلم شخصية صحافي ربطته علاقة مميزة مع العندليب الراحل باختصار لقد عشقت هذا الدور جدا.

·     تحرص دائما علي اختيار أدوارك بدقة، لذا مازالت شخصية مطر في مسلسل ذكريات الزمن القادم في أذهـان الجمهور، لكن شخصية رأفت الشمالي في الخيط الأبيض حملت ردات فعل متفاوتة، كيف تفسر هذا الأمر؟

هذا صحيح شخصية مطر لاقت إعجابا جماهيريا سواء من المثقفين أو الجمهور العادي لكن شخصية رأفت الشمالي كانت مرسومة بدقة وفق الخط العام للمسلسل الذي يختلف كليا عن ذكريات الزمن القادم اما الخيط الأبيض فقد تناول مشاكل الإعلام وكواليس علاقاته وهذا موضوع جديد في الدراما السورية وأري أنه حقق حضورا جيدا.

·         حديثنا عن الدراما يستدعي السؤال حول دور العمل الدرامي، أي ما ينبغي أن تقدمه للناس من وجهة نظرك؟

العمل الفني معني بشكل كبير بإمتاع الناس وتثقيفهم أيضا، ليس هناك تعارض بين الجانبين، تقديم المتعة هو هدف سام من أهداف الفن الرفيع لكن هذا لا يعني أبدا الاستخفاف بعقلية المشاهد وتقديم أعمال سطحية خالية من أي مضمون أو هدف. العمل الدرامي الجيد هو الذي ينطلق من معاناة الإنسان ليصل إلي قضايا إنسانية كبري ومعاناة أجيال. هذا الكلام أيضا ينطبق علي النصوص الأدبية والروايات وإلا ما هو السبب وراء إعجابنا بالأدب الروسي أو بالرواية الفرنسية أو الأمريكية سوي أنها تحاكي مضمونا إنسانيا مختزنا داخل كل منا؟

·         إذن حين قدمت مسلسل التغريبة الفلسطينية وقمت فيه بدور البطولة هل كان ذلك بدافع عقائدي؟

التغريبة الفلسطينية عمل يقدم معاناة شعب بالدرجة الأولي شعب تعرض للتهجير والتعذيب والاقتلاع من أرضه وحين تعمل الدراما علي طرح هذه القضية وتقديمها إلي العالم وتوضح ما فيها من ظلم وتعسف فإنها حتما ستساهم في إيصال معاناة الشعب الفلسطيني التي ما تزال مستمرة حتي يومنا هذا.

·         ما رأيك بالدراما السورية الآن؟

هي في مراحل جيدة وما يميزها انها طموحة وما يصونها أن المؤلفين الذين يقدمون النصوص الجيدة قلة كما أن شركات الإنتاج الجيدة قليلة أيضا . الدراما السورية تواجه بعض المشاكل في التوزيع.

·         هل الدراما المصرية أو الخليجية نجحت في منافسة الدراما السورية؟

لا أنا أود أن يكون التنافس بين العمل السييء والجيد وبالطبع هناك تنافس بين الدراما السورية والخليجية والمصرية.

·         هل تتابع الأعمال الدرامية المصرية؟

أنا بصورة عامة أتابع البرامج السياسية أكثر مما أتابع الدراما.

صورة المرأة

·     هناك نقد يوجه للدراما المصرية بأنها تقدم صورة المرأة بشكل سلبي علي النقيض من الدراما السورية التي تقدم صورة المرأة بشكل إيجابي وفعال؟

في رأيي هذا غير صحيح لأن أسامة أنور عكاشة قدم نماذج مختلفة من المرأة هناك أعمال مصــــــرية جيدة جدا وهنـــــاك أعمال دون المستوي أنا دائما ضد مبدأ التعميم لأنه يقتل الحقيقة الإعلامية، فبعض الأعمال تحمل فكرا وثقافة والبعض الآخر هدفه المادة فقط.

·         ما رأيك في صورة المرأة في الاعلام؟

من الواضح أن هناك تركيزا علي الحضور الجنسي للمرأة من خلال طرق متنوعة ومختلفة لتقديم الجنس بشكل مقنع وهذا نتيجة الكبت، وأنا أعتقد أنه لا توجد رؤية بعيدة المدي فالمجلة لابد أن تتابع الحدث وليس أخبار كل فتاة جميلة فهذه حالة من عدم الارتقاء الثقافي وفي نفس الوقت النظر للقارئ من الناحية الجنسية فقط. المرأة الجميلة والمغنية الحسناء هي جزء من الإعلام وليس كل الإعلام وهذا شيء خطير ومزعج ولابد من تغييره.. مفهوم الفيديو كليب مفهوم قديم وليس حديثا فلو نظرنا إلي فيديو كليب أفلام عبدالحليم لوجدناها جميلة وكلها أنوثة ولكن التركيز كان علي شاعريتها وتقديم العطف والمحبة له وليس علي تفاصيل جسدها فعبدالحليم جعل الحب للجميع مشروعا ولكن الفيديو كليب الجديد جعل الحب للجميلات وللأثرياء للذين يملكون السيارات الفخمة.. وحضور المرأة بالفيديو كليب ليس أكثر من كائن مادي... فكل شيء مرتبط بالجنس أو المال.

النقد المكتوب

·         كيف تتعامل مع النقد الذي يوجه لك؟

أنا احترم النقد وأنا بحاجة كبيرة لقراءة النقد المكتوب عني ولكن هنــــاك ناقدا مستفزا بمعني أنه لا يكون قد شاهد العمل أو شاهده بعين حاقدة... النـــاقد الموضوعي إنسان راق لديـــــه حس جمالي ولديه ثقافة تفوق ثقافة الشخص العادي وهو شخص محدود ويتعامل مع جوانب فنيـة.

فهناك بعض الدخلاء الذين يقومون بالافتراء علي البعض الآخر من الفنانين والناس ولكن بدون أي عقاب يردعه فالعلاقة بين الفنان والصحافة علاقة مشاركة نظرا لغياب الكاتب الصحافي لأن البنية الأساسية غير موجودة وهي الثقافة والمتابعة.

·         وما هي طقوسك قبل الدخول لشخصية جديدة؟

اقرأ النص من العنوان إلي كلمة النهاية (نص السيناريو) إذا كان السيناريو مأخوذا من رواية فالنص أولا ثم أقرأ الرواية بعد ذلك فأري الشخصية ضمن العالم بأسره حتي ولو كانت شخصيتي موجودة فقــط في عشر حلقات وبالتالي لا أقرأ فــــقط العشر حلقات وإنما أقرأ كل النص فالفنان يجب أن يدخل في نسيج العمل الفـــــني، إن حالة مثل صلاح الدين عندما عرض علي الدور أوقفت كل شيء في حياتي وأحضرت (كتابين) وبدأت اقرأهم (صلاح الدين البطل الأتقي في الإسلام) لمؤرخ فرنسي شانتور وكتاب (الحروب الصليبية) وعندما انتهيت من الكتابين صار عندي شوق لقراءة كتب أخري وفضول لأبعاد أخري وجلست فترة طويلة اقرأ عن صلاح الدين فالمراجع التاريخية مهمة جدا بالنسبة لي وللفنان بشكل عام... حتي اللوحات أحيانا وهذا هو مدخلي للموضوع في الشخصية المعاصرة مثلا فأول ما أقرأ الدور أتذكر كل الناس الذين يشبهونه.. من حيث حياته وتعاملاته. وعندما أدخل للدور أشعر بكل شيء يتماشي مع الشخصية، وأنا جمال سليمان لو كنت في ظروف هذه الشخصية فكيف أتصرف؟

القدس العربي في

26.10.2005

 
 

انتظار حكاية "ريّا وسكينة" قبل النوم:

فتنة القاتلات

القاهرة ـ وائل عبدالفتاح

أخاف من الوقوع في فتنة ريّا وسكينة.

اضبط نفسي حريصاً على مواعيد العرض.

السيرة التليفزيونية تكسر صورة راسخة.. تعري تفاصيل وملامح اختفت وراء ميلودراما اجتماعية عن ظلم زوجة الاب القاسية التي قتلت امها.

الانتقام من زوجة الاب كان اول الطريق. ثم تعددت الشهوات.. الى سرقة مشغولات الذهب.. ومتعة التخلص من انفاس الضحية في طقس مسرحي تتعالى فيه ايقاعات اغنية تحتفل بالعضو الجديد في مقبرة ريّا.. وشقيقتها سكينة. اشهر اسطوات القتل.

مبررات قتل مريحة. وقاتلات بلا تاريخ شخصي.. وخارج الزمان والمكان. فقط هما رمز للشر. الشر المطلق.

بدا الحرص على الموعد التليفزيوني وكأنه شغف بصورة مختلفة.

هل هي سمية الخشاب بفتنتها.. وأنوثتها التي تلون كل دور..؟

هل هي كضحية..؟.. كرهينة ظروفها.. وكمكتشفة للقسوة طريق في التعامل مع الحياة.. قسوة لم تستسلم لها مثل ريّا ابنة الياس الكامل.. سكينة لها تفاصيل حية.. تحب.. وتختار.. ويمسها جنون وتدمن الكأس هربا الى دماغ الخيالات السعيدة.. البعيدة ام الجو العام...لشخصيات في الزوايا السرية..؟

أم هي تلك العبارة المثيرة جداً: "الرجل الذي لم يعرف امرأة مختلة، لم يعرف نساء ابداً في حياته"... عبارة فريدة جاءت في مقدمة كتاب صدر حديثا في نيويورك. اسمه بالانجليزية (.the most evil women in history.) واقرب ترجمة له هي: "اشهر نساء شيطانات في التاريخ". يحكى عن 15 امرأة شغلت حكاية كل منهن التاريخ طويلاً.. سفاحات.. وقاتلات بالصدفة.. وحتى ايلينا تشاوشيسكو زوجة ديكتاتور رومانيا الشهيرة جداً كبطلة لكواليس حكم رئيس دموي انتهى هو وزوجته نهاية فظيعة حيث قتلته الجموع الغاضبة ليلة الكريسماس سنة 1989.

ايلينا كانت.. امرأة نارية.. قاتلة في السلطة... سفاحة بتعبير ادق.. لكنها لم تختلف كثيراً عن أي ربة بيت عادية.. في نظر مؤلفة كتاب "الشيطانات..".. التي ترى انه: ".. على العكس مما يتصوره كثيرون لا يوجد فارق كبير بين امرأة مثل "كاترين العظيمة" الرهيبة في روسيا، وبين ربة بيت هادئة قررت فجأة ان تقتل زوجها من طول اساءة معاملته لها، ولا فارق شديداً بين "ايلينا شاوشيسكو"، المرأة النارية في رومانيا، وبين امرأة اخرى ارتكبت جرائمها بدافع من الانتقام..".

المؤلفة شيللي كلين تقول في المقدمة:

.. "يتمتع النساء او يعانين (..على حسب الزاوية التي تنظر بها الى الامور) منذ اللحظة التي اخرجت فيها حواء آدم من الجنة بلقب: الجنس الناعم، او الجنس الاضعف، لذلك ففي كل مرة تخرج فيها المرأة عن طبيعتها، او تتحول الى قاتلة، سفاحة، تجد الناس يصرخون دائماً "كيف استطاعت أن تفعل شيئاً رهيباً كهذا؟"، لكن السؤال الحقيقى الذي يتردد في اذهانهم هو "كيف تستطيع امرأة أن تفعل شيئا كهذا؟ إن هذه وظيفة الرجال!".

طقوس القتل

سمعت عن "ريّا" و"سكينة".. قبل ان أرى فيلم صلاح أبو سيف الشهير مع نجمة ابراهيم وزوزو حمدي الحكيم وأنور وجدي.

قبل حتى ان اشاهد شادية وسهير البابلي على المسرح في كوميديا موسيقية من اخراج حسين كمال... حيث القتل لطيف.. والعصابة ترقص وتغني.. والصور المحببة لـ"ريّا" و"سكينة" و"حسب الله" و"عبدالعال" تفكك الاسطورة المثيرة للرعب.

الفيلم بحبكته البوليسية التي كتبها نجيب محفوظ كان صاحب الصورة المنطبعة في خيال اجيال رأت "الاسطورة" اول مرة سنة 1953.

لطيفة الزيات الاديبة والسياسية البارزة.. ولدت بعد اعدام ريّا وسكينة بعامين.. ووصلتها الرؤية الاسطورية لملكات الشر: .. "تعرفت على الشر اول ما تعرفت بصورة غير مباشرة احالها خيال امي وخيال ابي الى صورة مباشرة وانا في الثامنة من عمري.
حكت لي امي.. وكانت بارعة الخيال وبارعة القدرة على الحكي.. قصة اعتى قاتلتين في مصر ريّا وسكينة وكأنها تمثلهما: اختيار الضحية. اصطحابها الى البيت، خنقها، تمزيق جثتها الى اجزاء، وحرقها في الفرن الكبير.. كل ذلك على خلفية طرق الدفوف للتغطية على صوت الاستغاثة.. في نهاية الحكاية اكدت امي ان الجريمة لا تفيد، وان الامر انتهى باعدام ريّا وسكينة..".

لطيفة الزيات اكتشفت شيئاً ابعد قليلاً من حكايات الام الخيالية.. تقول: "..لكن ما أكدته امي في نهاية الحكاية شيء وما استقر في كياني شيء اخر، استقرت كل من ريّا وسكينة حيتين تمليان وجودهما عليّ.. كالوجود الذي لا وجود عداه ولا افلات منه.. وفي ظلمة الليل وانا انام واختي صفية داهمتني الاختان ووجدت نفسي اجري مرعوبة الى سرير امي واحتضنها وانا أرتجف اجد في حضنها الملاذ من شرور الدنيا..".

وفي بقية حكاية لطيفة الزيات.. شيء خاص بتجربتها في السياسة والثقافة.. لانها تخلصت من اسطورة ريّا وسكينة باكتشافات اخرى: "..ايقنت ان قهر السلطة وقهر اللصوص القتلة هو ذات القهر وان شر عصابة ريّا وسكينة لا يقل عن شر رجال الشرطة الذين رأتهم في عام 1934 وكانت في الحادية عشرة من عمرها من شرفة منزلها في المنصورة (مدينة في الدلتا على بعد 120 كيلومتراً تقريباً من القاهرة) يردون برصاصاتهم 14 قتيلاً من بين طلاب المدارس الثانوية الذين كانوا يتظاهرون ضد ديكتاتورية اسماعيل صدقي.." ثم فيما بعد رأت ملامح السجانة التي طاردت اشياءها الخاصة في المعتقل. ولم تستطع ان تحدد ما إذا كانت ملامحها اقرب الى ملامح ريّا أم الى ملامح سكينة كما جسدتها الممثلتان "نجمة ابراهيم" وزوزو حمدي الحكيم في فيلم صلاح ابو سيف.. كانت السجانة هي ريّا او سكينة.. او ربما كلاهما معاً.. وما كانت تفعله معها هو طقس من طقوس القتل..".

شركة ريّا وسكينة

السيرة التليفزيونية مأخوذة عن كتاب صلاح عيسى "رجال ريّا وسكينة" الذي يعيد فيه بناء الحكاية اعتماداً على ملفات قضائية لم يهتم احد بها.. على الرغم من ان الامهات تستخدم اسميهما لتخويف الاطفال.. "... وتكررالصحف نشرهما في عناوينها الرئيسية كلما كشفت الصدفة عن عصابة للقتل المقترن بالسرقة باعتبارهما صاحبتي مدرسة اجرامية متميزة..".

صلاح عيسى اهتم بحكاية ريّا وسكينة بالصدفة.. حين اكتشف ان المحامي في القضية كان هو: "احمد افندي المدني" الذي "ورد اسمه بوفرة في وقائع قضية الحزب الشيوعي المصري (عام 1920,. أي قبل قضية ريّا وسكينة بعام واحد). اذ كان اميناً لصندوقه ثم سكرتيراً عاماً له.. وكان كل ما لدي من معلومات عنه انه كان محامياً متخصصاً في الدفاع عن العمال ويتسم بنزعة اشتراكية معتدلة..".

لم يكن هذا هو الاكتشاف الوحيد.. كان هناك ايضاً ملاحظة ان كل الرجال المحيطين بريّا وسكينة كانوا ممن تطوعوا لخدمة جيش الحلفاء في الحرب العالمية الاولى.. "سعياً للحصول على عمل افضل في ظل شبح المجاعة التي عاشتها مصر خلال سنوات الحرب"..

نشاط ريّا وسكينة لم يكن القتل للقتل او للسرقة في الاساس بل كان "الدعارة السرية".. تديران هما والرجال.. اربع بيوت "مجموعات من الداعرات اللواتي يبعن اجسادهن لكي يجدن القوت الذي يبعد عنهن.. وعن اسرهن شبح الموت جوعاً..".

.."ريّا كانت ترفض احتراف الدعارة.. وسكينة احترفتها لفترة قصيرة وحصلت على رخصة رسمية بممارستها.. لكنها سرعان مااعتزلت لتحترف كل منهما "تجارة الحرام".. ولكن بشكل غير رسمي وفي بيوت سرية... وفي حين كانت ريّا تحتفظ بجسدها لزوجها وحده، وتأبى ان تنزل الى حضيض ممارسة الرذيلة.. بل وتستعلي على اللواتي يمارسنها من النساء.. ولو كن يفعلن ذلك تحت ادارتها وباشرافها.. فان سكينة التي كانت تشاركها نفس الاراء.. كانت تمنح نفسها لمن تختاره من الرجال.. بل وتنفق على عشاقها من نقودها دون ان تجد في ذلك شيئاً يكسر عينها او يقلل من مكانتها بين جيرانها..".

الحكاية كما بناها صلاح عيسى تحتوي مفاجآت كبيرة.. وهي تختلف عن الاسطورة التي احتفظت بها ذاكرة الناس منذ اكثر من 80 عاماً.. ربما لانها المرة الاولى التي تقود فيها امرأتان عصابة قتل.. وسرقة.. وبيع المتع السرية.

بقي الاسم مع الاغنية التي ودعتهما بها نساء الاسكندرية مع الرقص والزغاريد فجر يوم الاربعاء 21 كانون الأول 1921,. كانت النساء تغني وراء امراة تغني مطلع اغنية راقصة:

"خمارة يا ام بابين...

روحت السكارى فين..؟!".

متع الحياة الخشنة

رفض التليفزيون المصري عرض السيرة التليفزيونية.

"تحرض على الجريمة والعنف". و.. "تحتوي المشاهد على انفلات اخلاقي..".

هكذا قالت اللجنة في التقارير والصحف (بين اللجنة نبيل زكي رئيس تحرير "الاهالي" لسان حال حزب التجمع اليساري).

لكن هذا لم يمنع من ظهور ريّا وسكينة.

كل يوم تصحو الفتنة النائمة للقتل.

عبلة كامل بفتورها واكليشيهات الاداء... تجعل من ريّا مركز اليأس في الشركة. بينما سمية الخشاب بأداء حر.. وانوثة وثابة قفزت بسكينة فوق ظروف الحياة تحت الصفر.

لا مباراة.. انه توزيع ادوار بين الحياة واليأس.

سكينة وحيدة مع الكأس في انتظار حبيب غائب.. او في لوعة اللذة المؤجلة... علامات للحياة ومتعها البعيدة.

بينما ريّا.. تقمع رغباتها وتموت الحياة في بطنها قبل الخروج (كل اطفالها ماتوا قبل الولادة.. ما عدا واحدة فقط).

كل هذا في حياة متقشفة... خشنة.. على حدود الكفاف.

القتل كان بالصدفة.

اخفاء جريمة السرقة من اجل استمرار الحياة (لم يكن في امكانيات شركة ريّا وسكينة.. القدرة على امتلاك فرن كبير لحرق الضحايا كما قالت الاسطورة في نسختها الشفاهية او تلك التي كتبها نجيب محفوظ للسينما).

اين الفتنة في البحث عن متعة تحت رماد الفقر..؟

تسأل المراهقة ابنة الـ 13,. "متى يبدأ القتل؟!".

طال التمهيد عليها.

هي تريد القتل على الشاشة.. ربما تريد ان تنتصر عليه.. تشاهد الضحية وهي تختفي في سرداب بيت ريّا وسكينة.. وتغلق جهاز التليفزيون وتنام.. تنام وربما تحلم بهما.. بالقاتلتين الفاتنتين.

متى سيبدأ القتل ؟

فتنة خاصة بعد احتراف ليالي الرعب على فضائية تعرض افلام الرعب الاجنبية.

ريّا وسكينة.. منا.

من عالمنا.

فقرهما.. في خلفيته عساكر انجليز.. ومظاهرات.. وحظر تجول.. ومجاعة عمومية.. وسعد زغلول.. وثورة 1919 وشط الاسكندرية.

"اساطير محلية".

وقاتلات بأنوثة.. "بلدي"..

سمية الخشاب.. أحيت سكينة لتكون رمز فتنة القاتلات.

لأنها ضحية؟!

.. بالعكس ربما لأنها تحب الحياة.

سيرة (كتبها مصطفى محرم واخرجها جمال عبد الحميد).. بتفاصيل عالم مغلق. قانونه وحده بلا مواعظ من خارجه.

غريزة البقاء سيدة الموقف.

نحن خلف الباب المغلق جزء من عالم ريّا وسكينة. من شركتهما.. من رجال بذكورة تابعة للمعلمة ريّا.. تخفي شهوتها في انوثة المعلمة سكينة..

القتل.. بدأ.

هكذا سنرتاح الطريق المفروش الى الجريمة. الجريمة ستخلصنا من فتنة القاتلات.

لن نعترف بمحبة ريّا وسكينة.

وسنقول اللعنة على السفاحات.

وسنقول ايضا كما قالت النساء في تظاهرة امام سجن الحضرة: "عاش من شنق ريّا.. عاش من شنق سكينة..".

المستقبل اللبنانية في

26.10.2005

 
 

"عصي الدمع"

يُخرج الدراما التلفزيونية الى الشارع

أبطال وكومبارس تتقاطع حيواتهم في سرد متقطّع يشبه الحياة

ريما المسمار 

أول ما يشد انتباه المتفرج الى مسلسل "عصي الدمع" هو إحساس جديد قد لا يتوصل الى تجربته على الفور. الأكيد انه امام عمل مختلف ولكن بأي طريقة؟ بعد مرور بضع حلقات، أمكنه الاجابة على ذلك. فبينما درجت المسلسلات التلفزيونية منذ أبصرت النور على حصر أحداثها داخل البيوت والاماكن المغلقة لتشابه الجلسات العائلية المتحلقة حول الصور التي يبثها جهاز التلفزيون (السبب الاساسي هو التوفير في الانتاج بالطبع)، يدرك مشاهد "عصي الدمع" بعد مرور بعض الوقت ان ما يجذبه هو نقل الأحداث الى الشارع او الى الاماكن المفتوحة حيث تختلط أحداث الدراما باليومي المعيش وتتقاطع شخصيات الابطال مع شخصيات واقعية. الشارع شخصية اساسية في هذا العمل وليس خلفية او جسراً بين مشهدين او ايحاء بأن هناك حياة تسير بموازاة الأحداث الدرامية كما نشاهده احياناً في السيت­كوم او في المسلسلات الاخرى مكاناً بلا روح. يرتبك المشاهد حتماً بعض الشيء إزاء تعدد الشخصيات وغياب الخط السردي الواضح الذي يجمع في ما بينها. ولكنه لا يلبث ان يشعر بأنه يمتلك امتياز المتفرج من شرفة عالية على نماذج بشرية واجتماعية، تتقاطع حيواتها ومصائرها من دون ان تدري تماماً كما يحدث معه في اي يوم. ألم يحدث اننا عبرنا شخصاً من دون ان نعرف اننا نعرف اسمه ربما؟ او تحدثنا مع شخص عبر الهاتف من دون ان ندرك اننا ربما التقيناه عشرات المرات في الشارع والاماكن العامة؟ من هذه الافتراضات يبني المسلسل أحداثه مع دلع الرحبي كتابةً وحاتم علي إخراجاً. يحاول النص بمشاركة الصورة ان يترك هامشاً واسعاً لمصادفات الحياة. فنقع على تفاصيل نادراً ما نعثر عليها في الدراما التلفزيونية منها ان تمر شخصية اساسية في مشهد ما من دون ان تكون محوره، ان تلعب دور الكومبارس أحياناً كما هم البشر في الواقع مرة أبطال ومرة كومبارس بأشكال متفاوتة ونسبية. هكذا تلتقي صباح الجزائري وجمال سليمان في مشهد عند كعب المبنى. الكاميرا تتابع الاخير بينما يهم بركوب سيارته وتظهر في الخلفية الجزائري مغادرة المبنى. عادة يقوم بذلك المشهد في الخلفية كومبارس بهدف جعله، اي المشهد، يبدو واقعياً ونابضاً بالحياة. ولكن في "عصي الدمع" الابطال هم أنفسهم كومبارس في حياة آخرين. تتكرر اللعبة في المسلسل كأنها موتيف اساسي يعزز الإحساس بأن العمل انما يتناول مشاهد حياتية يومية غير مفبركة. بعض الشخصيات لا يلتقي البتة؛ بعضها الآخر تجمعه جغرافيا مكانية واحدة كالبناية او الحي او مكان العمل ولكن ليس ضرورياً ان يتبادلوا الحديث او المعرفة. برغم ذلك، تتشكل لدى المشاهد "خارطة" للأحداث والشخصيات وعلاقاتها ببعضها بعضاً. يحاول أصحاب العمل الابقاء على صفة الحياة اليومية للأحداث وعلى صفة الاناس العاديين المنتقين بعفوية للشخصيات ولكن ثمة ميل الى معالجات لم تكن من اهتمام الدراما التلفزونية السورية تحديداً قبل سنوات. فهنا طرح واضح لمسألة الحجاب وتفشيه في المجتمع. وثمة رصد للتفاوت البيّن بين ارتداد المجتمع لأفكار رجعية وبين مظاهر العيش اليومي العصرية. فهناك الازواج التقليديون الذين لا يجدون في المرأة سوى طباخة ومدبرة منزل وهناك الزوج الذي يعيش في بيت منفصل عن بيت زوجته برغم الحب الذي يجمعهما حفاظاً على حرية كل منهما. يخسر العمل شيئاً من فنيته وتعبيره الحر عندما ينساق وراء التبريرات الأخلاقية واتخاذ المواقف ضد ما يصنفه أخلاقياً او غير أخلاقي. فهو بطرحه مسائل الحجاب والمرأة، يحاول اتخاذ موقف محامي الدفاع عن الإسلام ضد الهجمة العالمية على تشويهه. وعندما يلتقط النبض اليومي لتأثير التلفزيون في حياة الناس، يشير من بعد الى موقف أخلاقي ضد الموجات الفنية الهابطة والعادات الوافدة وتأثيرها في المراهقين. ينتج عن ذلك كله تصنيف غير مُعلن للشخصيات بين مخيمي الصالحين والطالحين. لا نقول ان الفرز مباشر او مسطّح ولكنه اشبه بمواقف صادرة عن أصحاب العمل تترجم إحساسهم بالمسؤولية تجاه المجتمع. ففي مقابل المحامية والقاضية والمحامي النزهاء، هناك المحامي الوصولي. يتبدى ذلك الإحساس بالإرشاد لدى أصحاب العمل في مناحٍ أخرى، تلعب دوراً مزدوجاً أحياناً بين ان تكون تفصيلية غنية او متكلفة ثقيلة. ذاك حال مهندس الديكور رياض المرادي (جمال سليمان) الذي يجيب بمحاضرة عن ابسط الاسئلة حول إعداد الطعام مثلاً. ثمة مونولوغات محشوة بالمعلومات حول الموسيقى الكلاسيكية وأم كلثوم و..و.. تضيف أحياناً عمقاً للشخصيات إذ تظهر شغفها غير العادي بأمور خاصة. ولكنها أحياناً تبدو متكلفة لاسيما عندما تصدر عن مهندس الديكور الذي يجسده جمال سليمان بازدراء مبالغ متعجرف بعض الشيء. على ان مشكلة الشخصيات الاساسية تتعدى تلك التفصيلات الى خلل اساسي يتمثل في انها شخصيات ثابتة الافكار والمعتقدات لا تبدل من مواقفها. قد تتغير المناخات من حولها او قد تتعرض لمتغيرات خارجية ولكنها لا تواجه تنازعات داخلية او صراعات فعلية. فهي تتلقى العالم بأفكارها المتشكلة سلفاً، تنتقده وتعلن موقفها منه من دون قلق او تساؤل. هذا الخلل الى جانب الشكل الثابت والموتيفات المتكررة في كل حلقة (سماع اصوات الناس من شرفاتها، الصورة المتبدلة على شاشة التلفزيون، المشاهد العامة لقصر العدل والسوق نفسه والبريد...) اوقعا العمل في شيء من الرتابة المضادة لسعيه الاساسي الى التقاط نبض اليومي مشكلة قطبين متنافرين من الشكل المتحرك والشخصيات الجامدة ومن التفاصيل الغنية والمشغولة (في الحوارات والافكار والذهاب ابعد من الكلام العادي المباشر) والمواقف الأخلاقية.

في الخلاصة، يحتفظ "عصي الدمع" بميزة اساسية حتى في نقاط ضعفه هي قدرته على توليد نقاش فني، سواء أمع او ضد، هجين على فئة المسلسلات الدرامية العربية عموماً.

المستقبل اللبنانية في

26.10.2005

 
 

مسلسل الست أصيلة..

بين التخريب الثقافـي وعودة الأم الهندية

نزيه أبو نضال 

لا تزال الدراما العربية تذهب الى الحد الأقصى في تقديم الشخصيات النمطية الثابتة.. فهذه شخصية تمثل الشر المطلق، وتلك الخير والطيبة المطلقة.. أو ما يشبه ذلك من شخصيات نمطية.. فهذه فيفي عبده مثلاً: إمرأة متسلطة بلا حدود،  كما في  الحقيقة والسراب ، وتلك أم مضحية بلا حدود أيضاً (ولا الأم الهندية) كما في  الست أصيلة ، أو قد تجدها رئيسة تحرير كاملة الأوصاف كما في  طائر الحب .

أما الشخصيات الانسانية الطبيعية التي تحتوي بدواخلها مجموعة متناقضة ومتعايشة من المكونات السلوكية المتحركة والمتغيرة فلا وجود لها فيما نشاهده من مسلسلات عربية، إلا من رحم ربك!!

في مسلسل الست أصيلة تلعب النجمة فيفي عبده دور أم لأربعة أطفال كانت تعيش في هناء و سعادة مع أبنائها و زوجها الذي كان يعمل سائقاً حتى موته!!..أما كيف ترفرف طيور السعادة والحب وسط شقاء الأب وصبر الأم وصراخ الأطفال واحتياجاتهم.. فعلم ذلك عند الكاتبة د. سميرة محسن والمخرج سامي محمد علي!.. وبما يكرر نفس الذهنية النمطية في رؤية الأشياء التي لا ترى سوى الأبيض والأسود.

المهم أن المسلسل يقوم على وصف حجم معاناة الأم أصيلة، بعد موت زوجها، وكيف تواجه، وهي الخادمة الغلبانة والوحيدة، تحديات الحياة وصعوباتها، في تربية الصغار وإطعامهم وإلباسهم، بل وحتى في مواصلة تعليمهم إلى الشهادات الجامعية، ومع ما يحتاجه الأمر بالطبع من منوعات الحنان والصبر والتضحية والبكاء، والتي تعيد إلينا أمجاد السينما الهندية في الخمسينات والستينات.. حين كانت النساء، خصوصاً، يحتطن على المناديل لزوم الدموع الذاهبات أصلاً لذرفها، على طريقة (كل واحد ببكي على ميتينه)، وبما يضيف أماً جديدة للأمهات الثلاثين المضحيات والعظيمات!! اللواتي يقدمهن المسلسل السوري  أمهات  هذا الرمضان.

وأصيلة ليست مجرد أم غلبانة وأمية، ولكنها صابرة ومثابرة تجري وراء لقمة عيشها، بل هي إمرأة بالغة الحكمة إلى الحد الذي تجعل حتى سيدة القصر، الذي تعمل فيه، كخادمة، تلجأ إليها وتطلب مشورتها للحفاظ على بيتها!!

ومما يساعد هذه الأم على القيام برسالتها أن الست أصيلة تقيم مع أبنائها الأربعة في بدروم القصر الذي تعمل فيه، لدى أسرة أحد رجال الأعمال الأثرياء حسام بك ( الفنان أحمد خليل)، وبما تقدمه زوجته (زيزي البدراوي) لها أحياناً من مساعدات!! (لاحظوا التكافل الاجتماعي بين القطط السمان والفقراء)!!

والست أصيلة، فوق ذلك، إمرأة طموح، فهي تصر، ورغم قسوة الظروف التي تمر بها، على تحقيق رسالتها العظيمة!! بل وتنجح في ذلك.. فيصبح أبناء الخادمة: سوسن وخالد وأحمد وعمر، من حملة الشهادات العليا.

وهنا بالضبط يبرز الدور المخرّب والمزوِّر الذي يمكن للفن أن يلعبه:

إن مشكلة ملايين الأولاد المصريين المتسربين من المدارس أو الذين لم يدخلوها أصلاً، والمنتشرين في شوارع القاهرة.. يبيعون العلكة والسجاير ويمسحون زجاج السيارات، أو يهاجرون بالملايين الى البلاد العربية للأعمال القاسية التي يخجل أبناء البلد من ممارستها! إن مشكلة هؤلاء، كما تقول لنا  المست أصيلة ، بطريقة غير مباشرة، ليست بسبب النظام اقتصادي والاجتماعي الفاسد والخاضع للنهّيبة من السلطة واعوانها ومن القطط السمان، بل لأن الله لم يرزق كل واحد من هؤلاء الملايين أماً مضحية مثل أصيلة!!

الحل سهل، كما ترون! فقط نحن بحاجة إلى ملايين الأمهات المضحيات والطموحات، وستحل أزمة مصر الاقتصادية والسكانية وسيختفي المشردون من الشوارع وسيبقى المواطن المصري في بلده معززاً مكرماً، وستصبح الحياة )لونها بامبي)!! حليب يا قشطة؟ حلاوة يا عسل!! وتوته توته خلصت الحدوته!

هل نحن ضد أن تكون إمرأة ما عصامية ونقدمها كأنموذج؟ بالطبع لا ! ولكننا ضد التزوير، ومع طرح المشكلة الأساسية التي تواجه الملايين، وخاصة حين تفقد الأسرة معيلها الوحيد، فأين دور الدولة هنا؟ وما هي الضمانات الاجتماعية التي يقدمها النظام السياسي والاقتصادي لمواطنيه.

نحن بالطبع لا نريد أن يحوّلنا الحديث عن مسلسل الست أصيلة إلى محاضرة في الاقتصاد أو علم الاجتماع، ولكن حضرتني هذه الأفكار وأنا أتابع مثل هذه الحلول الرومانسية في المسلسلات والسينما العربية.

ذات يوم حين كان الأديب الروسي العظيم أنطون تشيخوف مجرد طبيب يعالج المرضى لاحظ أن مرضاه لا يصحّون، وحين بحث في الأسباب اكتشف أن مرضاه الفقراء لايملكون ثمن الدواء الذي يصفه لهم .. عندها قال: إن العلاج الحقيقي للمرض يجب أن يبدأ أولاً بتغيير النظام السياسي والاقتصادي في روسيا القيصرية!

وعودة إلى المسلسل فإن فيفي، عبده كممثلة، قد اثبتت حضورها الفني، وكما أكدت ذلك في أفلام ومسرحيات، ومسلسلات سابقة مثل:  مازال النيل يجري  والآنسة كاف  وخصوصاً في  الحقيقة والسراب  التي أطلقها درامياً، رغم ملاحظاتنا العديدة عليه، بحيث رفعت أجرها هذا العام إلى مليون جنيه على المسلسل، وبحيث تقدم الآن مسلسلين معاً في رمضان واحد. والطريف أن نروي هنا ما لاحظه أحد النقاد الخبثاء من ان تسريحة فيفي عبده هي نفسها في المسلسلين: دور الخادمة في  أصيلة ، ودور رئيسة التحرير في  طائر الحب . ويبدو لي من خلال متابعاتي لـ (كلفتات) الدراما العربية أن الأمر مشروع بالنسبة لنجمة مثل الراقصة السابقة فيفي عبده، والتي أصرت، كما يبدو على تقديم مشاهد راقصة كاملة، خلال حفلات زواج ابنائها.. فالزمار، كما يقولون،  يموت وأصبعه يلعب . ومرة عاشرة فإن الدراما العربية قد دخلت مأزقاً حقيقياً بات يطحن ويشوه صورة كبار الفنانين ومكانتهم الابداعية.. إنهم يدخلون بأظلافهم إلى ماراثون السوق الاستهلاكي البشع الذي تفرضه قوانين العولمة الرأسمالية، وحيث صاحب القرار هو المنتج الشاطر، والمعلن الذكي، وأصحاب الفضائيات من مصاصي خفة دم يحي الفخراني وقاتلي موهبة نور الشريف ومشوهي براءة نبيلة عبيد ويسرا وآكلي كتف الهام شاهين و... فيفي عبده!!

إنهم يقتلون الجياد أليس كذلك؟!

وكل عام وأنتم من شهر المسلسلات بخير!

الرأي الأردنية في

27.10.2005

 
 

رؤية نقدية

"العفاريت" المسكونة في الدراما التليفزيونية؟!!

حسن سعد

الدراما التليفزيونية تعاني من الفوضي وانعدام الرؤية الفكرية وغياب التصور المرئي والصورة التليفزيونية» وهنا نري من الحتمي أن تكون هناك دورات أوحلقات دراسية لكتاب الدراما التليفزيونية في ماهية وطبيعة الأعمال في النواحي المتعددة من تقنيات التأليف وحرفيته والثقافة المجتمعية والسياسية للإلمام بقضايا الساعة علي الساحتين الداخلية والدولية.. وثمة جانب من جوانب القضية فقد أصبح الجميع يؤلفون وأصبحوا في ظل غياب الأجهزة الرقابية والتقييمية يكتبون ما يشاءون وتمرر أعمالهم وتكون النتيجة أعمال ضعيفة ومشوشة بالإضافة إلي سطوة النجوم أو الذين يعملون تحت الدوافع الشخصية والمصالج الخاصة والكل يعرف هذا الأمر ومن يكابر فالاسماء والنماذج موجودة لمن يريد!!.. ونري علاجا لهذه الاشكالية تشكيل لجان فحص وتقييم فقط من المتخصصين في الدراما والنقد بدلا من الأعضاء الجهلاء علما وتخصصا والعودة إلي الأعمال الأدبية وتحويلها إلي أعمال درامية سواء في التليفزيون أو السينما والحد من ظاهرة الممثل الذي يؤلف والمخرج الذي يؤلف وكل من هب ودب يكتب الدراما التليفزيونية والنماذج والتجارب التي تعرض في رمضان هذا العام تؤكد هذا وفي أكثر من عمل» أما البعد الأكثر أهمية وهو موضوع مقالنا إشكالية الحلقات الطويلة والممتدة لأكثر من ثلاثين حلقة والتي تفسد الأفكار الجيدة نتيجة الإطالة والتكرار دون مراعاة لغة الكثافة وهي إحدي السمات المهمة في الدراما وتكون النتيجة غياب الفكرة وانهيار المعالجة وضياع الخطاب الدرامي ويصبح العمل ما هو إلا توليفة مستهجنة وأحداث ملفقة وإغراق في الفوضي وثمة مسلسل هام وقع في براثن كل هذه الأخطاء مثل "أماكن في القلب" و"أنا وهؤلاء" الذي يعد نزوة درامية ومرئية وقد تحدثنا عنه سابقا و"أحلامنا الحلوة" و "الحب موتا" وغيرها وكلها دراما مسكونة بملامح من أعمال أخري؟!!!

أماكن ليست في القلب

هذا المسلسل كان يبدو وأنه يعالج قضية هامة تنحصر في اضطهاد أمريكا للإسلام والمسلمين ورغم أن هذه القضية كبيرة ومتشعبة ودوافعها كثيرة إلا أن العمل تعامل مع القضية من ظاهرها دون الاغراق في المضمون ومع هذا كان أمام الكاتب كيف يكتب حلقات كثيرة حتي تستغرق كل أيام شهر رمضان دون مراعاة التكثيف ودون التركيز علي الهدف من خطابه فوقع في أكثر من مأزق: الاطالة وغياب الخط الرئيسي منه والدخول في تفاصيل لا علاقة لها بالخط الرئيسي المنوط به معالجته وهنا كان الجانب الأخر الذي أضعف معالجته وهو خط "ماجي أو ماجدة" لنري اغتصاب ابنة البواب ماجدة التي تقطن بسطوح عمارة ويراودها ابن الجيران الحدث الصغير السن» وهي أيضا تراوده عن نفسه ويقيم معها علاقة يكون من نتيجتها أن "تحمل" سفاحا وتذهب إلي السيدة إياها لتجهضها.. أحداث ساذجة وعبيطة وشاهدناها مرارا في أعمال كثيرة وربما كانت مبررة وبأسلوب أفضل حتي أداء تيسير فهمي وهي ممثلة من الطراز النادر كانت تؤدي هذا المشهد بمزيد من الرومانسية الفجة وانعدام المصداقية ولم نصب ونحن نشاهد هذا المشهد إلا بهستيريا من الضحك» علي عكس0 رد الفعل الذي كان يرجي من المشهد وهو "التعاطف".. هنا ما علاقة حادثة الاغتصاب هذه بذهاب ماجدة الفقيرة إلي أمريكا ثم دخولها السجن» ثم مقابلتها بإيمان أو إيمي» وما علاقة هذا الاغتصاب باضطهاد أمريكا للإسلام والمسلمين والعرب والنظرة الداخلية للسياسية الأمريكية وأهدافها نحو السيطرة علي ثروات هذه المناطق سواء كانت بترولية أو ثقافية» خاصة ونحن بلاد حضارة وعلم وثقافة وعمر أمريكا قياسا مع الزمن عمر قليل ولا تستند علي حضارة.

كنت أتصور أن يكون اغتصاب هنا ليس جسديا وإنما اغتصاب السلطة أو أعتصاب الحلم والطموح ولكن ونحن في قرن جديد حاشد بالاغتصابات السياسية "أرض الثروات" نذهب لنناقش قضايا وهمية أو قضية كبري تجهض لنزوات كاتب ومخرج ونجم يبحثون عن الأجور العالية علي حساب قيمة العمل. وحتي لو أفضت الأحداث الأخيرة عن جديد سيكون الملل قد تسلل إلي المشاهد وفقد القدرة علي المتابعة!!..

أحلامنا الحلوة

** نيولوك فاروق الفيشاوي طمس الكثير من ملامحه الحقيقية كممثل له مواصفات أدائية خاصة !!

** نيولوك أحمد بدير لاينفع ابن عمدة ولاحتي حرامي وع الأصل دور؟!!

** سوسن بدر أم للفيشاوي يدعو للقلق!!

** نرمين الفقي حلوة وطعمة وكمان ممثلة هايلة!!

** د.أشرف زكي ميكانيكي وصاحب ورشة بدرجة وكيل وزارة؟!!

** عم شهدي الشهير بأحمد سامي ممثل كل الشخصيات التي يلعبها غيره وآخرها مسلسل عباس الأبيض!!

** علا غانم نجمة رمضان الحقيقية هذا العام؟!!

** جميع المسلسلات الرمضانية تحتاج لنيولوك في عقلها الدرامي ووجدانها وضميرها الغائب وبعدها عن واقع متغير يشهد حالة من الصراع بين الشرق والغرب وهي تغرق أيضا في الفوضي والعشوائية والتلفيق في أحداث هشة.. ورمضان كريم؟!!..

الجمهورية المصرية في

27.10.2005

 
 

قبل أيام.. من الحصاد الختامي

ينابيع العشق.. شهادة احترام لمؤلف ومخرج وموضوع

سارة والعميل.. ينافسان بّار وظاظا وجرجير

سمير الجمل  

في وقت نبحث فيه عن عمل جيد ومحترم.. يتواري مسلسل "ينابيع العشق" خجلا شأنه في ذلك شأن كل النبلاء أصحاب الرسالة الذين لا يعرفون فنون البروباجندا ولا يجيدون الطبل الفارغ الأجوف لترويج بضائعهم الفاسدة والمضروبة.

المسلسل هو امتداد للتعاون الفني بين المؤلف طه حسين سالم وهو رجل صبور يحترم قلمه ومشاهده وعمله.. والمخرج وفيق وجدي.. وقد قدمامعا رباعية أوراق مصرية وهي موسوعة درامية بديعة في تاريخ مصر ومشكلة الثنائي طه ووفيق أنهما يعملان فقط ولا يشغلان أنفسهما بتوافه الأمور والترابط.. والمشكلة الأولي أنهما يكتبان لمصر وللمصريين.. والفضائيات الآن فتحت الأبواب أمام الجميع.. وأصبح من الضروري ألا نكتفي بأن نكلم أنفسنا فقط.. ولكن نكمل العرب والعالم.. ومع ذلك.. يطل ما يكتبه طه وينفذه وجدي.. بفريق عمله من الفنانين والفنانات شيء جدير بالتقدير والاحترام.. بعد أن تحولت عملية إنتاج المسلسلات إلي "سبوبة" ومهرجان للنصب والاحتيال.. وإقامة شوادر اللجان في ماسبيرو ما ظهر منها وما بطن.. النتيجة رغم كل هذه اللجان لم ينجح أحد.. إلا الذين "قبضوا" البدلات وأهانوا الدراما والمسلسلات.

سارة وجرجير

ظلت "سارة" نائمة فلما قامت عوجت لسانها وأخذت تنادي علي حسن.. والحقيقة أن الأطفال هم أكثر الناس التفافا حول مسلسل حنان ترك.. وقد دخل في منافسة مع "بكار" و"ظاظا وجرجير" و"المغامرون الخمسة".. وما يقال عن سارة.. ينطبق أيضا علي العميل "1001" وتري مصطفي شعبان فإذا به طفلك الذي يتمسك بأن يلبس بدلة ظابط.. خاصة في العيد.. فهل يصلح سيادة اللواء الطفل للوقوف في كمين.. أو مكافحة المخدرات.. هل يقنعك في ذلك؟

.. وسارة والعميل.. كلاهما يحمل اسم المخرجة الموهوبة "شيرين عادل" وقد قدمت نفسها بشكل جيد في مسلسل "زوج معاصر" لأشرف عبدالباقي وروجينا ورحبنا بها.. واحتفلنا شكلا وموضوعا.. لأن الكبار يتقلصون في عالم الإخراج التليفزيوني ويحسبونها حسابات أخري غير فنية بالمرة.. وأغلبهم يختفي وراء نجم أو نجمة ويعمل في حمايتها ولصالحها.

شيرين.. تصديت لعملين في وقت واحد أولهما نفسي يحتاج إلي دقة في المراجعة والرصد.. ولا شك طبعا في مقدرة وقيمة المؤلف مهدي يوسف.. لكني أشك في الموضوع نفسه الذي لا يحتمل كل هذا العدد من الحلقات فكلما غبت عن المسلسل وعدت وجدت سارة تبحث عن حسن وعفوا.. الدكتور هو الآخر "أحمد رزق" بوجهه الطفولة.. غير مقنع في الدور ومع حنان ترك وهي أيضا طفلة كبيرة تشعر أن الموضوع كله لعب عيال.

أما أزمة العميل 1001 فهي أولا في السيناريو رغم أن كاتبه نبيل فاروق متخصص في كتابة قصص الجاسوسية والمغامرات.. لكن كتابة السيناريو من هذه النوعية يحتاج إلي قدرات خاصة.. وأرجعوا إلي رأفت الهجان والمقارنة تفرض نفسها رغم أنف الجميع.. و"العميل" يمشي علي نهج الهجان ولكن شتان بين الأصل والصورة كما أن أداء مصطفي شعبان سطحي رلا في مشاهد قليلة.. وتلاحظ ذلك عندما كان يتواجد مع عمته استر "سناء يونس" كانت تأكله وتسرق الكاميرا منه.. ومع ذلك مصطفي يمتلك الشكل ولكنه يفتقد خبرة التمثيل من الداخل.. ولذلك لجأت المخرجة إلي حيلة إخراجية معروفة لكي تحقق اللحظات الحميمة مثل خروج شعبان من بيته متجها إلي الإسكندرية ومنها إلي إسرائيل.. وفي اليونان رأينا مشهد الخروج من قسم الشرطة ثلاث مرات بنفس الزاوية.. وكلها نهار خارجي.. دليل علي الاستعجال وكل إنسان له طاقة.. مهما كانت عبقريته.

ولا يمكن أن أتجاهل اجتهادات موجودة في العملين ولممثل أو ملابس أو تصوير أو ديكور أو موسيقي.

رسالة صبحي

يلعب محمد صبحي في مسلسل أنا وهؤلاء بطريقة هوليوود بحيث يقدم رسالة المسلسل في مشهد أو اثنين.. أو جملة حوار.. وقد فعلها المشهد البليغ الذي قدمه القدير رءوف مصطفي مع أولاده وهم يحسبونها بالسحتون وكيف يعيشون بالمعاش الأعرج تحت خط الفقر.. ومشهد آخر في الفصل مع تلاميذه.. والذين يتهمون صبحي بالمباشرة.. أقول لهم وما العيب إنه صاحب رسالة.. وغيره يهدم ويحطم كل قيمة نبيلة ويرفع من شأن الدعارة والسرقة والنصب والاحتيال.. بعمد أو بدون عمد.. وفي الحالتين المصيبة أعظم.

مؤسسات

وأتوقف أمام برنامجين نجحا بشدة لأنهما تحولا إلي مؤسسات للخير والنهضة وأصحابهما عمرو خالد.. وطارق علام.. الأول يحمس الشباب نحو الخير.. والثاني يساعد الشباب بعده طرف نحو الأفضل.. وفي إطار ممتع وجذاب بعد أن اكتشف الناس أن برامج المسابقات ماهي إلا عمليات احتيال ودجل.

الجمهورية المصرية في

27.10.2005

 
 

متابعون ينتقدون ضعف مستوى البرامج الرمضانية على الفضائيات العربية

عمان- سارة القضاة

فشلت شاشات رمضان العربية لهذا العام في جذب المشاهد الاردني لمتابعة برامجها الا فيما يخص عددا قليلا من الاعمال التي جذبت المشاهدين.  البرامج كما اشار متابعون، جاءت مخيبة للآمال، ولم تكن بالمستوى المطلوب، اضافة الى انحسار تنوع هذه البرامج وضعفها.  واعترض عدد من المشاهدين على معظم المسلسلات العربية، التي لم تكن قادرة على استقطاب الجمهور اضافة الى اعتراض عدد اخر من المتابعين على مواضيع هذه المسلسلات سواء الاجتماعية منها والتي تظهر فيها مشاهد قتل، او التاريخية التي تميزت بندرتها.

واجمع معظم متابعو شاشات رمضان على ان المسلسلات السورية لهذا العام كانت الأفضل، مشيرين الى انها تستحق المتابعة، بخلاف ذلك لم يكن هناك الا رصد لمتابعات متفرقة للمسلسلات العربية الاخرى.

الرأي رصدت آراء المشاهدين الاردنيين، واستطلعت آراءهم حول برامج الفضائيات العربية لهذا العام، فكانت اعلى مشاهدة لمسلسلي  ريا وسكينة  المصري، و الحور العين  السوري، وفيما يلي آراء المشاهدين:

امل برغوثي/ معلمة قالت: برامج التلفزيون لهذا العام متفاوتة، فهناك ما هو جيد، لكن الصفة العامة ان برامج السنة الماضية كانت افضل بكثير من هذا العام، واضافت اتابع مسلسلي  الحور العين  و الشمس تشرق من جديد .

واتفقت معها المبرمجة بثينة محادين قائلة: برامج رمضان لهذا العام جيدة، وهناك مسلسلات عديدة يمكن متابعتها، وقد كنت اتابع مسلسل  الحور العين  الا انني فقدت الاهتمام به، كما اتابع برنامج رمضان معنا احلى على شاشة التلفزيون الاردني. من جهته قال محمد عطية/ موظف بنك ان البرامج متوسطة، مؤكدا: كنا نتوقع افضل من ذلك، فالسنوات الماضية كانت افضل بكثير، فهذا العام لا يوجد برنامج تلفزيوني واحد قادر على جذب كافة المشاهدين اليه، كما ان انتباه الشباب ينصب على بطولات كرة القدم العالمية، التي تزامنت هذا العام مع شهر رمضان، بالنسبة لي اتابع مسلسلي  الحور العين  و طاش ما طاش .

وشدد خالد حسين/ موظف على ما قاله الاخير، مؤكدا ان البرامج: متوسطة المستوى من حيث ندرة الاعمال الدرامية عالية المستوى، والبرامج الترفيهية قليلة باستثناء  طاش ما طاش  و قرقيعان  وبالنسبة لي اتابع  ملوك الطوائف   نزار قباني  و ريا وسكينة .

وشن الطالب تامر الجراح جملة هجومية على برامج رمضان لهذا العام قائلا: لا يوجد فيها شيء مشجع بدفعك للاقبال على متابعة مسلسل كامل، على مستوى المسلسلات التاريخية الاعمال ضعيفة، فالتاريخ مليء بالقصص، ولكن اختيارهم يقع على قصص عادية. اما الدراما الاجتماعية فترصد احداثا سطحية ليست ذات عمق، اتابع  الحور العين ،  ريا وسكينة  و اشواك ناعمة .

اما المهندسة سائدة قدورة فقد رأت ان برامج رمضان لهذا العام مميزة، واتفقت معها الموظفة ديمة الضمور، التي اشارت الى ان المسلسلات لهذا العام ممتعة مثل مسلسلي  ملوك الطوائف  و نزار قباني .

ولكن تظل الصفة الغالبة لمشاهدي شاشات رمضان هي عدم الرضى عما يقدم، فتقول ام سائد/ ربة منزل: المسلسلات لهذا العام لم تكن مثل الاعوام السابقة، ففي الاعوام السابقة كنا نحتار بين البرامج لزخمها، اما هذا العام فلا يوجد الا القليل، اتابع  ريا وسكينة  و رمضان معنا احلى .

من جهته قال المهندس اسال حداد حول مسلسلات شهر رمضان: القصص مبالغ فيها وغير مريحة، والعام الماضي كانت افضل بكثير، وانا لا اتابع شيئا بالتحديد، اما التلفزيون الاردني فيعد جيدا مقارنة مع باقي الفضائيات.

ويقول المهندس حسن العجارمة: برامج رمضان مملة ومخيبة للآمال، ولا اتابع شيئا منها، الا ان المسلسلات السورية تستحق المشاهدة.

فيما رأى محمد الرفايعة/ رئيس قسم ان البرامج متوسطة، واكون مجبرا على متابعة البرامج مع عائلتي، اشاهد  انا واربع بنات  و احلام عادية ، واجد ان التلفزيون الاردني افضل بكثير مقارنة مع السنوات السابقة.

الرأي الأردنية في

27.10.2005

 
 

بالأسماء

نبيلة عبيد طالعة السلالم يا ما شاء الله عليها وصابرين تعيد حساباتها من جديد

كتب- سمير سعيد: 

الفنانة نبيلة عبيد أحست أنها متأخرة قليلا علي موعد تسجيل مسلسلها الإذاعي "أصابع بلا يد".. ولم تنتظر الأسانسير وصعدت علي قدميها جري في جري.. احتراما للمتواجدين في الاستديو.

** المخرج أنعام محمد علي انتهت من تسجيل جميع مسامع المسلسل الإذاعي "أنا لك علي طول" الذي يذاع يوميا بإذاعة البرنامج العام بطولة صابرين التي تعود من خلاله للتمثيل بعد فترة غياب طويلة منذ مسلسلها "أم كلثوم" مع أنعام محمد علي أيضا تتناول أحداثه قصة زوجة توفي زوجها في حرب أكتوبر وتقع في مشاكل مع أصحاب النفوذ والسلطة لأنها الشاهدة علي أفعالهم مما يجعلها تعيد حساباتها من جديد.

** الفنانة الشابة منال عبداللطيف تشارك حاليا في بطولة أربع مسلسلات مرة واحدة فنشاهدها يوميا علي القناة الأولي من خلال دور الفتاة الرومانسية في مسلسل "علي نار هادية" أمام الهام شاهين وعلي قناة النيل الدولية في دور النجمة السينمائية المشهورة من خلال مسلسل "التوبة" أمام محمود ياسين وتصور مشاهدها الأخيرة في مسلسل "الرقص مع الزهور" إخراج محمود بكري في دور جديد عليها تماما وهو البنت المتشددة التي تعمل مع زعيم المتشددين السيد راضي كما انتهت من تصوير دورها في مسلسل أرض الرجال أمام صلاح السعدني في دور بنت البلد الجدعة وابنة صلاح السعدني المسالمة.

الجمهورية المصرية في

27.10.2005

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)