كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مثلية كويتية أشعلت الأسئلة في رمضان

مغتربون مشغولون بحليمة بولند وهشام

عبدالله المغلوث من ميامي

رمضان المسلسلات

2005

   
 
 
 
 

لم تعد التلفزيونات الأميركية والأوروبية وحدها التي تتطرق الى حياة المثليين والمثليات فالتلفزيونات الخليجية بدأت أخيرا في مناقشة هذه الظاهرة.

تقول المخرجة الاماراتية فاطمة اسماعيل التي تدرس التصوير في ميامي، فلوريدا (جنوب أميركا) لـ "إيلاف" إنها فوجئت بجرأة المسلسل الكويتي "عديل الروح" الذي يتناول قضية حساسة وهي حياة فتاة مثلية تدعى رناد وتتقمص دورها الممثلة شجون الهاجري، تقول فاطمة: "أنا مسرورة لان الكاتبة فجر السعيد تناولت هذه القضية بجرأة، الى متى نهرب من مشاكلنا؟".

ويعتقد محمد صيام  الممثل والاعلامي الأردني المقيم في دنفر، كلورادو(غرب أميركا) في تصريحه لـ "إيلاف" أن المجتمع ربما لن يتقبل مثل هذه المواضيع في الفترة الحالية لكن مع مرور الوقت سيعتاد عليها متى ما كانت المعالجة ذكية.

أما الطالب القطري محمد المري فيشير الى انه لم يتابع مسلسل "عديل الروح" بل مسلسل "عندما تغني الزهور" الذي يخرجه البحريني أحمد المقلة ويقوم ببطولته: القطري عبدالعزيز جاسم، الكويتية حياة الفهد، الإماراتية هدى الخطيب. ويبرر المري انصرافه عن "عديل الروح" بسبب كاتبته التي يؤمن بأنها"تبحث عن الاثارة على حساب المضمون".

وكما أثار المسلسل الكويتي أسئلة عدة في رمضان الجاري فإن المسلسل السعودي "طاش13" مازال يثير جدلا حوله في عامه الثالث عشر على التوالي، يقول الكاتب حمد الماجد في "الشرق الأوسط": "إن مسلسل (طاش ما طاش) بهذا الأسلوب الذي يصفه خصومه ومنتقدوه بـ(الاستفزازي)، قد فقد بعض الفرص السانحة في التغيير وإصلاح بعض المظاهر الاجتماعية السلبية، خاصة في محيط المهتمين بالشأن الإسلامي وكذا الشرائح العادية المحافظة، فصار ما يصدر من نقد (طاش ما طاش) لهذه السلبيات بالنسبة لهم مرفوضا لا مصداقية له، بل صوروه على أنه تهجم على الدين نفسه وسننه وتشريعاته، ولو أن البرنامج تحاشى التعرض لبعض الأحكام الشرعية والمسلمات الدينية في معرض نقده لفئات محافظة، لكانت ردود الفعل أخف".

وكشفت بعض البرامج الكوميدية التي تبثها الفضائيات العربية بعض السرقات التي اقترفها العديد من الفنانين العرب، حيث خصص برنامج "ريموت كنترول" الذي يعرض على شاشة دبي للمخرج نواف سالم الشمري والممثل عبدالناصر درويش فقرة بعنوان "لاتبوق لاتخاف" يقدم من خلالها الأعمال التي سطا عليها فنانين عرب من أعمال غربية من خلال اذاعة الأغاني والكليبات الأصلية مع الأخرى المستنسخة أمام المشاهدين الذين "اهتزتت ثقتهم بالفنان العربي"فاطمة اسماعيل تقول.

وكما يسهر العرب في الخيام الرمضانية في بلدانهم  لمتابعة البرامج والمسلسلات العديدة فالعرب في أميركا نقلوا هذه العادة إلى المهجر، يقول المصري الأميركي كمال لطيف (50 عاماً) المقيم في نيويورك أن الخيام الرمضانية تساعد على "تخفيف آلام الغربة وصعوبة قضاء الشهر الكريم بعيدا عن الأقارب والأحبة".

وقال كمال انه لا يتابع سوى مسلسل يتيم وهو "ريا وسكينة" بطولة عبلة كامل وسمية الخشاب نظرا لظروف عمله كطبيب أسنان.

وتمنى لطيف ان تعالج الدراما المصري مواضيع جديدة بدلا من "العيش على أطلال الماضي". ورفض طبيب الأسنان المصري مقارنة الأعمال السورية والخليجية بالمصرية معللا: "مازال الوقت مبكرا لكي تنافس المسلسلات التي تنتجها الدول الشقيقة المصرية التي تملك التاريخ والامكانات البشرية".

وفي نيويورك، يحتشد مجموعة من الخليجيين في خيمة رمضانية يسهرون فيها حتى الصباح مع القنوات الفضائية العديدة التي يلتقطها الستالايت، يقول السعودي محمد العاصمي (24 عاما) الذي يزور شقيقه الذي يدرس الطب في عامه الأخير انه يتابع ام بي سي لمشاهدة برنامج "حجر الزاوية" للشيح سلمان العودة وال بي سي لمشاهدة "على الخط مع هشام"، ويكمل بقية يومه في شقته على الانترنت للاستمتاع بالحلقات التي يسجلها له شقيقه لبرنامج المسابقات الذي تقدمه الكويتية حليمة بولند على شاشة روتانا التي لا يصل ارسالها الى الولايات المتحدة.

وعبر السيناريست العراقي صباح عطوان عن استيائه من الأعمال الرمضانية لهذا العام، وأرجع امتعاضه الى "الاهتمام بالكم على حساب النوع"، ويقول عطوان لبرنامج "كواليس" الذي اذاعته أخيرا فضائية "الجزيرة" أنه شخصيا قدم أعمالا في الموسم الحالي لا تتناسب مع طموحه بسبب الاسماء التي تفتقر الى الخبرة في الساحة الفنية مؤكدا ان الجيل الحالي "يعيش مرحلة مراهقة".

ويعتقد مراقبون أن برامج الحوارات الرمضانية كسبت الجولة حتى اللحظة على حساب المسلسلات بفضل المتابعة التي حققتها برامج كـ"مشاهير الحوارات" في دبي للمذيعة بسمة وهبة، و"اقلب الصفحة" على ام بي سي للصحافي محمود سعد، فضلا عن برنامج "حجر الزاوية" الذي يستضيف يوميا الدكتور سلمان العودة ويقدمه فهد السعوي.

موقع "إيلاف" في

15.10.2005

 
 

العزف على أوتار البشر

يسرا.. ليست امرأة عادية!

أحمد يوسف 

كالوتر المشدود تعيش يسرا كل أدوارها، وهو ليس الوتر المشدود عصبية وانفعالا فى الفاضية والمليانة، لكنه على العكس ذلك الوتر المستعد دوما لاستقبال سحبة القوس فوقه قوة كانت أم ضعفا، لتنطلق منه الألحان الشجية الأسيانة تارة والغاضبة المزمجرة تارة أخري، ولا يرتخى هذا الوتر أو يتخاذل أبدا فيصدر ألحانا نشاذاً منفرة، فكل ألحانه تصدر من أعماق النفس البشرية، ومن القلب تنطلق لتستقر فى قلوب المتفرجين، الذين لا يملكون إلا أن يصدقوا يسرا فى كل أدوارها حتى لو كانت أحيانا أدوارا فيها بعض الاصطناع، وعندها أيضا لا يملك المتفرج تجاهها إلا الحب الجارف الممزوج بعتاب المحبين.

وكآلة موسيقية متقنة الصنع تلعب يسرا على أوتارها، وتصدر ألحانها من صندوقها الرنان رائع التكوين، فى نبرات صوتها الهادئة أو العالية التى تتردد فيها فى الحالتين ارتعاشة من تشتاق أن تبوح لك بمكنون قلبها، وفى قسمات وجهها الوادع أو الغاضب الذى تصدر عنه اختلاجات مرهفة تفصح عما يعجز اللسان عن النطق به، وفى الصوت والوجه رصيد هائل من الصدق الفنى الذى يجعلك تشعر كأنك تعرفها بألفة حقيقية منذ زمن طويل، وبجمالها البسيط الذى لا يستمد جاذبيته من مساحيق الزينة أو افتعال الرقة، وإنما من الحيوية والتلقائية والدفء الإنسانى الذى تبعثه كلما ظهرت على الشاشة الصغيرة أو الكبيرة.

أصبحت يسرا فى السنوات الأخيرة ضيفة عزيزة ننتظر أن تزورنا كل سنة مرة على شاشة التليفزيون، فلا تكاد تمر حلقات حتى تصبح هى صاحبة البيت، وفى مسلسلات مثل حياة الجوهرى أو ملك روحى أو لقاء على الهواء تقوم بالنيابة عنا بمحاربة الشر فى أدوار قد تتفق أو تختلف حول جدية مضمونها، أو حتى حول جدية شكلها كما فى مسلسلها الأخير أحلام عادية، لكننا لا نملك تجاهها سوى أن نصدقها أو نتظاهر بذلك، بسبب الصدق النابع منها ولا يمكن أن تخطئه أو تتجاهله عين أو أذن. لكن رصيد يسرا الحقيقى يبقى فى عالم السينما، التى تترجم رحلتها داخل عالمها وصول يسرا إلى النضج الإنسانى والفني، منذ أن بدأت فتاة صغيرة نحيلة هشة أمام الحياة، حتى أصبحت اليوم امرأة ناضجة تقابل الحياة بقوة وصلابة فى الوقت الذى استطاعت فيه أن تمتلك جوهر الحرفة لتصقل به جوهرة الفن الفطرية بداخلها.
كانت يسرا فى بداياتها وجها جميلا جديدا كان من الممكن أن يضيع كغيره فى زوايا النسيان، بسبب التصاق الصورة الرومانسية بها فى أفلام أواخر السبعينات مثل قصر فى الهواء و فتاة تبحث عن الحب و عشاق تحت العشرين، لكنها قررت التمرد بفضل يوسف شاهين بدور لم يكن فى الحسبان فى حدوتة مصرية، فهى زوجة المخرج السينمائى الذى يعصف به وبحياته الزوجية جنونه الفنى فتعيش فى ظله لحظات الفرحة والألم، لكنها تطوى الحزن داخل جوانحها، ومع يوسف شاهين سوف تشهد يسرا تنويعات عديدة تستخرج من أوتارها ألحانا متفردة، كما فى دورها النقيض فى إسكندرية كمان وكمان للشابة التى تعزف لحن الحرية، فى تناقض وهارمونية معا مع لحن عبودية المخرج العجوز لأوهامه، أو دورها فى المهاجر للمرأة المتعطشة للحب وإن كانت تمثل نبعا عميقا للعطاء.

دخلت يسرا مع عادل إمام عالم الكوميديا السياسية الساخرة فى الأفوكاتو و الإرهاب والكباب و طيور الظلام وأفلام عديدة أخري، كما عاشت مع الصعاليك رحلة الصعود والهبوط التراجيدية على المستوى الفردى والجماعى معا، وجسدت دافعا حاسما فى تشكيل الفتوة الطاغية فى الجوع بقدر ما كانت تقف مع المتمردين ضد الطاغية فى البداية. وفى هذه الأدوار المتناقضة كانت يسرا تمثل تناقضا جميلا خلاقا، يمكنك أن تراه فى غمزة عين المؤلف المخرج فى فيلم ثقافى عندما ظهرت فى المشهد الأخير وحده فتقابل أبطال الفيلم الشبان لتغازل بداخلهم لحن الحب الصادق الدافئ وإن لم يخل من الحرارة. إنه اللحن الذى تراه على نحو قاس فى مرسيدس حيث تمثل الوجهين المتناقضين للزوجة والعشيقة، وهو اللحن ذاته الذى كان فى المولد يحمل توتر الأخت والحبيبة فى صورة أكثر ميلودرامية وتدفقا فى المشاعر، وتلك هى الصورة الحقيقية ليسرا فى قلوب الجماهير، تراها وتسمعها للحظة فتشعر أنها فتاة أو امرأة أحلامك، لكنك تستيقظ من الحلم فتدرك أنها الشقيقة التى لابد أن تحافظ عليها بكل جوارحك بقدر ما منحتك من دفء العطاء.

العربي المصرية في

16.10.2005

 
 

أحمد يوسف عن هوجة الإعلانات

التليفزيون يبيع المشاهدين لملوك البيزنس بعلبة سمن

أحمد يوسف

لا شك أننا نعيش فى عصر الإعلان الذى يحاصرنا فى كل مكان، فلا تكاد تدير مفتاح التليفزيون أو تضغط على الريموت كونترول حتى تنهال عليك الإعلانات التى ابتلعت البرامج بداخلها وشفطت معها حياتك، تماما كما حدث فى فيلم كوميدى إيطالى للممثل والمؤلف والمخرج ماوريتسيو نيكيتى يحمل عنوان سارقو النجفات، يبدو فى ظاهره تنويعا ساخرا على فيلم دى سيكا الشهير سارقو الدراجات، لكنه فى أعماقه يحمل سخرية مريرة من عصرنا الاستهلاكى الذى لم تعد فيه سرقة دراجة تتم بدافع الجوع ولقمة العيش، وإنما لأن الإعلان خلق لدينا احتياجا زائفا لأشياء قد يمكننا أن نعيش بدونها، بل من المؤكد أننا سوف نعيش على نحو أفضل بدونها، ولكن ماذا يفعل بطل الفيلم وقد وجد نفسه مبتلعا - بالمعنى الحرفى للكلمة - داخل جهاز تليفزيون يقوده مثل أليس فى بلاد العجائب إلى عالم ملون بديل عن عالمه الحقيقي؟

تبدو الإعلانات دائما كالأحلام، وهو ما يتضمن أن حياتنا الحقيقية ينقصها شئ ما، لكن دور الإعلانات الاستهلاكية أنها لا تخبرك أبدا بالأشياء الحقيقية التى تنقص حياتنا لكى تصبح حياة جديرة بأن نحياها، وإنما تشتت انتباهك وتحكى لك عن أشياء زائفة وتعدك بحياة افتراضية هى فى الحقيقة يوتوبيا مشوهة.

فلنبدأ من نقطة الصفر: يقول لك الإعلان أن تليفزيونك لا يعرض لك الألوان المبهجة لهذه اليوتوبيا، ويقترح عليك أن تشترى -الآن وفورا- تليفزيونا من الماركة الفلانية، ولكى يؤكد لك صدق كلامه فإنه يعرض عليك شاشتين إحداهما ذات ألوان باهتة والأخرى زاهية الألوان، وربما أدركت بفطنتك الخدعة وقلت لنفسك: إذا كان تليفزيونى قد عرض بالفعل الألوان الزاهية فما حاجتى لتليفزيون آخر؟، وهنا سوف يلاحقك إعلان آخر تظهر فيه الممثلة الناشئة علا غانم، تلتقطك أنت بالذات من بين ملايين المشاهدين وتدعوك أن تقترب بإشارة من إصبعها وابتسامة ونظرة تعيد الشيخ إلى صباه، وعندما تلبى إشارتها ممنيا النفس بسهر الليالى وحريم كريم فسوف تفاجأ بأنها ليست إلا شاشة تليفزيون ماركة اللى بالى بالك، فهو كما يقول الإعلان حقيقى أكثر من اللازم!

آه من أكثر من اللازم هذه، وياليت أصحاب هذه الإعلانات والسلع يعرفون أنها بالفعل أكثر من اللازم فى مجتمع يعانى من أزمات عميقة فادحة، وتعيش فيه الأغلبية تحت خط الفقر حيث يجدون بالكاد قوت يومهم، ويمضون لياليهم فى قلق من الغد، حيث لا توجد ضمانات لحقوق إنسانية بسيطة كالعلاج والمسكن، لكن لا تقلق فمبدأ الإعلانات هو اللى ما يشترى يتفرج، والإعلان سوف يسألك لماذا لا تنضم للألف أسرة فى نعيم لاند حيث حمامات السباحة والجولف؟ وصحيح: لماذا لا تفعل فتصبح هناك ألف أسرة وواحدة فى النعيم ولتذهب الأسر الباقية من المصريين إلى جحيم لاند؟ وإذا زنقت معك خالص فإن هناك إعلانا يؤكد لك أنك لو اتصلت بنمرة كذا ممكن تكسب شقة، مع الاعتذار لوزارة الإسكان لأنها لا تملك هذه النمر السحرية لأنها مشغولة فى نمر أخري، أما إذا انشغل بالك بقلقك على صحتك فلتضع فى بطنك بطيخة صيفى لأن هناك من يجمع التبرعات ويستجدى المحسنين أن يتصلوا الآن من أجل مشروعات غامضة لعلاجك.

هل أنت طماع ياأخى ولدينا كل أرقام هذه التليفونات التى تغنيك عن مطالبة الدولة بحقوقك أو عن سؤال اللئيم؟ فكل شئ فى حياتنا الآن مرهون بذلك القمار التليفونى الذى من حقنا أن نشك فى النوايا وراء إثارته وتكريسه على هذا النحو، وتأكيد قيم البلادة والشعور بأننا لا نعيش فى وطن وإنما فى ناد للقمار حيث الركون للحظ الأعمى بالإجابة عن أسئلة بلهاء، ناهيك عن الشك فى مشروعية هذه النشاطات التى تذكرك بمؤامرة شركات توظيف الأموال التى لاتزال حتى اليوم تنتظر من يكشف عن التحالفات الغامضة وراء إنشائها وذيوعها، ومن المؤلم أن الشعب المصرى مايزال يتعرض للنصب فى كل المجالات مرة بعد أخرى لننسى سريعا ونصبح ضحايا عملية نصب جديدة، لكن على كل حال فإن العملية هذه المرة لا تحتاج لإنشاء مقر للشركة المزعومة وموظفين وأوراق وحسابات وإكسسوارات وكومبارسات، فكل الحكاية رقم تليفون،و نرجو من شركة الاتصالات الحكومية أن تدلنا على قانونية بيعها لهذه الأرقام التى تستخدم لنشاطات وهمية، لكننا نعرف مسبقا أن الشركة لن ترد ربما لآن تليفوناتها مرفوعة من الخدمة!

هناك فى الحقيقة جانب آخر من القضية، وهو أن قطاعا كبيرا من الاقتصاد المصرى قد توجه أخيرا - وبرعاية حكومتنا الرشيدة - إلى نشاطات ليست لها علاقة من قريب أو بعيد بالإنتاج أو معدلات التنمية التى صدعوا أدمغتنا بها، ولكن إلى نشاطات خدمية تدر أرباحا هائلة من خلال رأسمال محدود، وتأتى التليفونات المحمولة على رأس هذه النشاطات، ولتتأمل الإعلان الذى يصور كل فئات الشعب المصرى وقد خرجت من رأسه - بالمعنى الحرفى للكلمة - إشارة الإرسال، وإذا صرفت النظر عن الأخطار الصحية الناجمة عن إشارة رأسك، فإن هذا يعنى ترسيخ مفهوم الاتصال بدلا من التواصل، ناهيك عن هول الأرقام التى تترجم مكاسب هذه الشركات، فهل فكر أحد الاقتصاديين فى دراسة دورة رأس المال فى الهواتف المحمولة ويقارنها - مثلا - بتلك التى فى صناعة الدواء؟

تقول لك الإعلانات ألا تشغل بالك كثيرا بمثل هذه الهموم، فالقمح الأمريكى - وعلى علبته ألوان ونجوم العلم الأمريكى - بديل عن القمح المصرى المأسوف على تاريخه الممتد لآلاف السنين، وشركات الطعام النفايات -كما يسميها الأمريكيون أنفسهم- ترعى الأيتام وتأخذ بالها منهم، والسينما الأمريكية تطل برأسها فى إعلانات نيللى كريم فى كادرات ولقطات مسروقة بالمسطرة من أفلام مثل المرأة القط و مدينة الخطيئة، ونجوم السينما المصرية أحمد السقا وعز وعيد سوف يدعونك لقرقشة البطاطس المقلية وشرب الحاجة الساقعة، أما نانسى عجرم فيكفى أن تجلس براحتها أمام الكاميرا وتمص المشروب بينما تصدر أصوات فحيح الانبساط.

وإن كنت تسأل من أين تأتى بالمال الذى يسهل لك شراء كل هذه السلع فهناك إعلان يبشرك أن الملايين -الأرانب- هاتجرى وراك، بعشرة جنيه بس يامؤمن، ولا داعى لخوفك من الضرائب فى إعلان لا ندرى كم تكلف وإلى من يتم توجيهه وماهى المكاسب التى تحققت منه، بينما يتعرض المواطن المصرى الغلبان لكل أنواع الضرائب منذ لحظة ميلاده حتى مماته. وإذا كنت مثلى تدعو إلى التغيير فهناك إعلان يؤكد لك أن التغيير قد تم فعلا لأن طعم السمنة اتغير! لعلك تفكر الآن ساخطا فى أن تسأل هؤلاء الإعلانيين: كل هذه الإعلانات وتريدون أن تدخلوا الجنة؟، لكنهم مظلومون معنا لأنهم جعلونا نعيش فى جنة بالفعل عندما طيروا البرجين الفاضلين فى رؤوسنا، وحولونا إلى مجانين، والمجانين - كما تعلم - فى نعيم!

العربي المصرية في

16.10.2005

 
 

أميرة عابدين القادمة من زمن الحب

سميرة أحمد: أحلامى فى البوابة كثيرة.. وأسامة عميد الدراما العربية

أحمد عطا

هى واحدة من أهم نجمات السينما المصرية صاحبة مدرسة خاصة فى فن الأداء التمثيلى لما تتمتع به من موهبة غير عادية.. قدمت العديد من الأعمال السينمائية المتميزة، ثم واصلت تألقها مع الدراما التليفزيونية، لتقف عند أحلام فى البوابة والذى توقفنا معها عنده ليدور حوارنا معها.

·     اعتاد المشاهد أن يراك بصورة مثالية فى جميع أعمالك بدءًا من امرأة من زمن الحب مروراً بأميرة فى عابدين، وصولا لأحلام فى البوابة وهذا غير موجود فى الواقع؟

- هذا غير صحيح ولكن تجد أن هذه الشخصيات التى قدمتها عليها عبء ومسئولية تجاه كل من حولها، وأعتقد أن الخير ينبع من الشخصيات السوية التى تحمل حباً كبيراً لمن حولها ولديها القدرة على تحمل الأزمات وتواجه الصعاب بشجاعة وصبر، وهذا ما تجده مثلاً فى أميرة فى عابدين، وتجده أيضا فى أحلام فى البوابة فأنا فى جميع أعمالى أؤكد على أن الخير موجود بداخلنا والترابط والتلاحم الذى يجب أن يكون سمة من سمات الأسرة المصرية.. وهذا ما تجده أو ما ترمز إليه الشخصيات التى أقدمها.

·         هل يغضبك ما يردده البعض بأن شخصياتك تكتب خصيصاً لك ولاتصلح لغيرك؟

- بالعكس أنا راضية وسعيدة بما أقدمه من أعمال على درجة عالية من التميز مع كبار كتاب الدراما.. فليس المهم أن هذه الأعمال تكتب لسميرة أحمد أو لغيرها المهم القيمة والمضمون التى تعكسها هذه الأعمال.. فالدراما أصبح لها دور مؤثر وقوى فى المجتمع، فهى الآن بمثابة الأدب المرئي، ولهذا أكون حريصة جدا فيما أقدمه من أعمال درامية لأنها مسئولية.

·         هل تحرصين على تقديم عدد من الوجوه الجديدة فى أعمالك؟

- بالتأكيد فهى من ضمن مسئوليتي، فنحن نتحدث عن الحب والعطاء، فأولى أن يظهر فى تعاملى مع الأخرين، ولهذا تجد مثلاً كريم عبد العزيز وياسمين عبد العزيز، أصبحا من نجوم السينما المميزين الآن، وكذلك الفنانة الجميلة ريهام عبد الغفور.. التى شاركت معى فى أميرة فى عابدين، وغيرهم لا أتذكرهم الآن كلهم أصبحوا نجوما ونجمات وأسعد عندما أشاهد أعمالهم السينمائية.

·         ما رأيك فى إعادة تقديم الأعمال السينمائية مرة أخرى برؤية تليفزيونية؟

- وما المانع بشرط أن يكون التناول جديدا مع الحفاظ على روح النص الأصلى أو الفكرة، وقد سبق أن قدمت السينما أعمالاً سينمائية أكثر من مرة ولكن الحكم فى النهاية يقع على المشاهد عند أعادة تقديم هذه الأعمال برؤية تلفزيونية أو رؤية سينمائية.

·         أجد أنك تركزين على القيمة والترابط الأسرى فى أعمالك هل نحن نفتقد هذه الأشياء الآن؟

- لأ.. ولكن نحتاج أن نسلط الضوء عليها دائماً فهناك تيارات ومفاهيم غريبة طرأت على المجتمع أحدثت نوعا من التفتيت وفرضت أسلوبا غريبا فى التعاملات بيننا، فأولى الآن أن نؤكد على الترابط الجميل الذى كان سمة أساسية بين أفراد الأسرة الواحدة والاحترام المتبادل بين الصغير والكبير، كل هذه الأشياء نسعى أن نركز عليها لأننا شعب صاحب تاريخ ومرتبط بأرضه بالإضافة إلى قضية الانتماء وحب الوطن فأنت تحب وطنك على أى حال.

·         بصراحة ما هو سر تألقك مع الكاتب أسامة أنور عكاشة؟

- يكفينى أن أقول لك إنه عميد الدراما العربية بلا منافس، بل أنه ساهم فى تطوير الدراما التليفزيونية فى العشرين سنة الأخيرة، وأعماله تحظى بجماهيرية وقبول غير عادى من المشاهد العربى وأتذكر عندما أتواجد فى أى بلد عربى يذكرنى المشاهد دائماً بأدوارى فى أميرة فى عابدين وامرأة من زمن الحب.. والجميل عند أسامة أنور عكاشة أنه عصرى ويعرف ماذا يحتاج المشاهد بالإضافة إلى أن شخصيات أعماله مميزة والجمل الحوارية تحمل بعدا فلسفيا.. فأنا سعيدة بالتعامل معه دائماً.

·     فى رأيك ما سر ارتباط المشاهد بأفلام الأبيض والأسود التى قدمتها سميرة أحمد وجيلها إلى الآن حتى أن المحطات العربية تتسابق على اقتناء هذه الأفلام؟

- ضاحكة.. هذه الأفلام أنتجت فى فترة زمنية كان كل شئ فيها جميلا كانت مصر قطعة من أوروبا بالإضافة إلى أن الفنيين من مخرجين ومصورين كانوا معظمهم عائدين من بعثات دراسية من أوروبا.. ولهذا ظهرت أعمالهم على درجة عالية من الإتقان والمصداقية فتجد مدارس فى الإخراج مثل صلاح أبو سيف وكمال الشيخ وهنرى بركات ومصورين على درجة عالية من الموهبة أمثال أحمد خورشيد عبد العظيم فهمى ووحيد فريد هذا بالإضافة إلى الحركة الثقافية غير العادية فى المسرح والسينما وظهور أسماء لامعة من كتاب السينما أمثال محمد مصطفى سامى أمين يوسف غراب على الزرقانى نجيب محفوظ.

·         ما رأيك فى الأفلام السينمائية التى تقدم الآن؟

- بتعبر عن وجهة نظر الجيل الموجود الأن ولكنها بتعتمد بدرجة كبيرة على المتعة فيغلب على تناولها الشكل أكثر من المضمون ولكن هناك أفلاما على درجة عالية من التميز مثل سهر الليالى وهمام فى أمستردام وبحب السينما.. بالإضافة إلى أن هناك عددا كبيرا من نجوم و نجمات هذا الجيل على درجة عالية من الموهبة هذا بالإضافة إلى أنهم محظوظون فى وجود هذا الكم الهائل من الفضائيات التى عجلت بنجوميتهم.

العربي المصرية في

16.10.2005

 
 

حول مسلسل نزار قباني:

أخطاء فاحشة وتدنيس لدمشق

رنا قباني

تزامنت زيارتي الأخيرة الي مسقط رأسي دمشق، في أوائل شهر رمضان الكريم، مع عرض التلفزة السورية للمسلسل السوري الذي أطلق عليه ـ افتراء ـ اسم نزار قباني . وكان والدي الدكتور صباح قباني، الأخ الأصغر للراحل نزار، والفنان الثاني في هذا الجيل من العائلة، قد رفض رفضاً قاطعاً التعامل مع المسلسل أو حتي مشاهدته، لاقتناعه التام بأن أي حديث عن تجربة أخيه الانسانية والشعرية والسياسية سابق لأوانه، اذ لم تمر الا سنوات قليلة علي وفاته. بالرغم من هذا، قررت أنا أن أشاهد المسلسل. وبعد حلقة واحدة فقط، اعتراني شعور بالاشمئزاز لسطحية ما أري، ولابتعاده عن الحقيقة.

فالشخصيات التي يصورها المسلسل لا تمت بصلة الي أفراد عائلتي كما عرفتهم، لا في الشكل ولا في المضمون.

جدي توفيق القباني مثلاً، وهو التاجر العصامي والدمشقي الأصيل، الوسيم الرشيق، الذي اشتهر بذوقه وفنه وجودة ما أسس وصنع، يطل علينا عديم الذوق والأناقة، ضعيف الشخصية، ركيك التعبير، فقير البلاغة. هذا الرجل الذي كان من وجهاء الشاغور، الجار والصديق الداعم للحملة الانتخابية الديمقراطية للرئيس شكري القوتلي، بعدما حاربا فرنسا معاً وسجنا في سجون الانتداب الفرنسي، يبدو وكأنه منقطع الصلة تماماً بدمشق، لا يتقن لهجتها، ولا طرائق تصرف أبناء أحيائها القديمة، ولا مشيتهم، ولا جلستهم، ولا أساليب مخاطبتهم لنسائهم وأطفالهم.

اما كان من الممكن أن يكلف ممثل دمشقي الأصل بلعب هذا الدور الأساسي في حياة نزار قباني؟ ليس ما أقول تعصباً مناطقياً، بل هو تساؤل فني وثقافي جدي كما أرجو. فهل كان سيرضي أهل الساحل السوري لو عهد الي ممثل دمشقي من أهل الميدان التحتاني ، بأداء دور الشاعر الراحل بدوي الجبل؟ أو كان سيرضي أهل البصرة لو أن ممثلاً من تونس، أدي دور والد الشاعر العراقي الراحل بدر شاكر السياب؟ وبمعزل عن هذا التوزيع الرديء للدور، يبدو الأداء ذاته بائساً متدنياً بارداً.

جدتي من جانبها كانت امرأة أمية، مثل معظم النساء في عصرها، وقد كتب ابنها عن ذلك مراراً. فلماذا تصويرها في المسلسل وهي تقرأ بشغف وحماس؟ هل كان كثيراً علي صانعي المسلسل لو أنهم عادوا الي كتابات نزار قباني عن أمه؟ أما كان من الضروري، وليس فقط من الأفضل، لو أنهم تعمقوا في الحوادث التاريخية والصفات المدنية واللمحات العائلية التي كانت هي المؤثرة علي نزار قباني الحقيقي؟

دار جدي، بباحتها الواسعة، كانت الملتقي لاجتماعات الكتلة الوطنية. وصاحب الدار كان قد جند وقته وماله وجسده لوطنه ـ لتحريره أولاً، وللاسهام في الانفاق علي تأسيس كيان سياسي يضمن انتخابات حرة ونزيهة بعد الاستقلال. أعز ما أملك من صور العائلة هي صورته واقفاً أمام صندوق الاقتراع، في حي الشاغور العريق، ببدلته البيضاء وطربوشه، يدلي بصوته امام اخوانه في الحي (ولا يظهر، في غرفة مكتظة بالناس، أي شخص باللباس العسكري المكروه في مناسبات مثل هذه).

المسلسل يطمس هذا الجانب من نضال عائلتي، ويمر علي هذا الفصل مرور الكرام. والأشنع من ذلك أن نزار المسلسل يظهر وهو يهاجم أول حكومة سورية بعد الجلاء، بوصفها بعيدة عن الناس ومتقوقعة! فهل يعقل، في هذا الزمن من انحطاط بلادنا السياسي بعد وبسبب أكثر من أربعين سنة من حكم العسكر والاستخبارات والمستبدين، الذين وصلوا الي مناصبهم بالبطش فقط وحافظوا عليها بالبطش أكثر فأكثر، هل يعقل أن يكون أحد أهداف المسلسل تدنيس هذه الفترة المضيئة من التاريخ السوري، حين كان المواطن يشعر أن بلاده ملكه، لا يخاف مخبراً ولا جلاداً ولا فاسداً؟

والتفاصيل في المسلسل حافلة بالأخطاء والأكاذيب. عمي نزار الذي كان، مثل إخوته وأكثر أهل الشاغور، معروفاً بحس السخرية وروح النكتة والدعابة، يظهر أشبه بدب روسي ثقيل الدم، لا يعرف الا الاطراق الطويل، ولا يتقن الا التدخين، ولا يجيد النطق حتي يجيد كتابة الشعر!

والحوار في المسلسل ركيك الي درجة مبكية، وتزيد الطين بلة تلك الانماط من المبالغة والتحريف والتشنيع والتشويه. هناك اختراع لقصص درامية ليست لها أية صحة، ومغامرات مليئة بالتقبيح لشخص لم يخفِ أبداً تاريخه العاطفي، وأقام علاقات فكرية وعاطفية هامة مع أديبات تأثرن به وأثرن فيه. فلماذا ربط اسمه بالحشاشين والحشاشات وبيوت الدعارة، كما فعل المسلسل؟ ألا يقود هذا الي تشويه سمعة دمشق، والدمشقيين؟ كم حزنت، واستبد بي الغضب، حين تجولت في شارع البزورية العريق، الذي ما زالت تفوح منه روائح الملبس تماماً كما وصفها عمي نزار، وسمعت تذمر أهل حارتنا من هذا الافتراء المغرض، الذي ينال من سمعتهم الجماعية.

وفي زمن يتصور فيه النظام الحاكم أن تسريح بعض القضاة سيجعل القضاء حراً، في بلد ليس فيه أي شيء حر، أما كان من الممكن لصانعي المسلسل أن يتوقفوا عند نزاهة القضاء ونظافة القضاة آنذاك؟ محمد آقبيق، أحد أشرف رجالات سورية وأكثرهم استقامة، كان يستحق تقديماً معمقاً أكثر من كونه والد زوجة نزار قباني الأولي، زهراء آقبيق. بدورها، بدت هذه السيدة في المسلسل داكنة اللون من فرط الماكياج، منفوخة الشفتين، موديرن للغاية في كلامها ولباسها وتصرفاتها، وتلفظ كلمة نزار بلكنة موارنة جبل لبنان... كل هذا، وزهراء في الحقيقة كانت سيدة شامية، خجولة، أصيلة، ناعمة! وأم الشاعر لم تكن أبداً هي التي اختارت زهراء زوجة له، كما يزعم المسلسل، بل كانت اختياره هو، وتزوجها دون موافقة والدته، وبالرغم عنها.

كانت شخصية نزار قباني مركبة، ولا تشبه في شيء شخصية هذا الشاعر الأبله والممل في المسلسل. كانت التناقضات تسكنه، بين التحرر والبطريركية، بين البوهيمية والرجعية، وبين انتقاد الأنظمة العربية ومديحها. هذا ما جعله انساناً مثيراً، وعربياً يمثل أحاسيس العرب الحقيقية وتناقضاتهم. وهذا ما يتعامي عنه المسلسل تماماً، وكأن الشاعر ـ أي شاعر ـ مجرد كليشيه يحملق في الأزهار وفي عيون النساء، ساعة الغروب، والموسيقي تصدح من حوله!

وذات رمضان غير بعيد، بثت التلفزة المصرية مسلسلاً عن حياة أم كلثوم، كان بديعاً في كتابته وتمثيله وتصويره واخراجه. والأبرع من ذلك كانت الدقة التاريخية والأدبية والفنية التي تحلي بها المسلسل، فكل حدث في حياة أم كلثوم كان موثقاً خير توثيق، وكان المرء يشاهد الحلقات وهو يدرك أنه يتعلم عن تاريخ مصر السياسي والأدبي والفني، وعن نضالات شعبها للتحرر من الاستعمار البريطاني، والصراعات الطبقية، وتحولات المجتمع، الي جانب تطور الفن الغنائي والمسرحي فيها.

ومن هذا المسلسل البائس الذي سمي نزار قباني زوراً وبهتاناً، والذي ألحق الأذي الشديد بتاريخ مدينتي وعائلتي، لم أتعلم سوي أن الابتذال هو السيد في شاشاتنا، يسانده بالطبع أصحاب النفوذ الذين لا يهمهم الا الربح السريع. البيوت الدمشقية العريقة الآمنة، مثل التي ولد فيها الشاعر وترعرع، مسخت الي مقاهٍ ومطاعم فاخرة يملكها كبار أفراد النظام الحاكم وأولادهم. وحتي الياسمين الدمشقي أصبح عندهم جزءاً من تجارة العلاقات العامة التي يسمونها الحملة الوطنية ، في حين أنهم هم أنفسهم مَن يجتث روح الياسمين من جسد الشام.

فكيف يمكن لهؤلاء الا أن يرتكبوا الجريمة ذاتها بحق نزار قباني؟  

كاتبة من سورية تقيم في لندن

القدس العربي في

18.10.2005

 
 

مشاكل مفاجئة لمسلسلات رمضان المصرية 

زينة ترفض تصوير يا ويكا ومحمد صبحي يوقف إذاعة أنا وهؤلاء وحذف 34 مشهدا أغضب يسرا

القاهرة ـ من محمد عاطف:  

المسلسلات الرمضانية تسع بكل قوة وجهد إلي الانتهاء من تصوير حلقاتها لتلحق العرض بالقنوات الفضائية.. لكن هناك بعض الأعمال ظهرت فيها مشاكل عديدة أوقفت العمل عن التصوير مما جعل المنتجين والممثلين في حالة ارتباك وقلق إذ لم يتم التصوير في التوقيت المحدد من قبل المحطات المتعاقدة علي شرائها.. خاصة أن هناك مسلسلات سوف يبدأ بثها بالقنوات الفضائية في النصف الثاني من رمضان وتستمر إلي ما بعد عيد الفطر.

من هذه المسلسلات علي يا ويكا الذي تغيبت عنه الفنانة الشابة زينة بقصد لأنها طلبت من المخرج محمد النجار كتابة اسمها بمفردها في التترات مثلها مثل مصطفي قمر وداليا البحيري ويجب معاملتها بما يتوافق مع مكانتها الجديدة.

غضب محمد النجار منها جدا وقال لها إن عقدها مع المنتج المنفذ للمسلسل لا يتضمن بندا بذلك وبالتالي ليس لها الحق في المطالبة بتحديد شكل كتابة اسمها علي التترات.

لم يعجب زينة كلام المخرج وانصرفت من الاستوديو في حالة غضب وأعلنت عدم عودتها للتصوير.. واتصل بها المخرج مرة أخري وأكد لها انه سوف ينهي دورها بالمسلسل من خلال تدبير حادث تتعرض له الشخصية التي تؤديها وتنتهي من الحلقات تماما.. ولم يكتب اسمها بالشكل الذي تريده.

مسلسل علي يا ويكا تأليف مصــــطفي محرم وبطولة مصطفي قمر وداليا البحيري ونشـــــوي مصطفي ومحمد لطفي والفت إمام.

الفنان محمد صبحي في حالة غضــــب شديدة وطلب وقــف عرض مسلسله أنا وهؤلاء بعد الحلقة الثالثة عشـرة بسبب تدخل الرقابة بحذف بعض المشاهد دون الرجوع إليه.. وهو ما يمثله اعتداء علي رسالته الفنية ومعروف عنه رفضه لمثل هذا في أي عمل من أعماله.

و أكد محمد صبحي أن حذف الحلقات يعود بنا إلي الوراء ويعد مخالفة صريحة لشروط عقده كمؤلف وبطل للمسلسل حيث يوجد بند مع مدينة الإنتاج يشترط عدم حذف أي مشهد إلا بعد موافقة شخصية منه.

و قال صبحي أن المشاهد التي تم حذفها كثيرة وتناقش مشاكل مثل زيادة النسل.

وقرر محمد صبحي إلغاء عرض المسلسل بالتليفزيون المصري والاكتفاء بعرضه علي قناة البغدادية العراقية التي لم تتدخل في الحلقات وتقدمها كما صورها.. ولذلك لن يمانع من العرض الذي يحترم إبداعه ومكانته واسمه.. ولن يتنازل عن فنه مهما كان السبب.

اعترضت الرقابة علي بعض الألفاظ والمشاهد ضمن أحداث مسلسل أحلام عادية بطولة يسرا.. ووصلت عدد المشاهد المطلوب حذفها 34 مشهدا مما رفضته يسرا رفضا تاما.

علقت يسرا قائلة أن شخصية نادية أنزحة عاشت مع مجتمع الهنجرانية وهم لهم خصوصية في معيشتهم ومواصفاتهم الشخصية ولغتهم تختلف عن أي لغة أخري.. ويجب أن يتفهم أعضاء الرقابة ذلك.

أضافت: أوافق علي أي لقطات بها ملابس مكشوفة رغم أنه لا توجد ممثلة في المسلسل ترتدي ما يتعارض مع طبيعة شخصيتها لكن هناك مشاهد المفروض أن تأخذ الرقابة بآرائنا فيها حتي لا يفسد العمل.

القدس العربي في

18.10.2005

 
 

مؤلفة مباراة زوجية الفنانة نادية رشاد في حوار ل «الأهالي»:

السينما أكثر حرية من التليفزيون .. لكن المسألة عرض وطلب!

محمود القمحاوي

تعيش الكاتبة «نادية رشاد» حالة من القلق الشديد، حيث يعرض لها الآن علي القناة الأولي مسلسل «مباراة زوجية» وهو من الأعمال الأولي التي وافقت عليها لجنة المشاهدة بالتليفزيون المصري، حيث يرتبط بمشاكل الأسرة المصرية، وتدور أحداثه في قالب اجتماعي يناسب الشهر الكريم.

حول مسلسل «مباراة زوجية» وأعمالها الأخري كان هذا اللقاء السريع مع الفنانة «نادية رشاد»:

·         نود أن نتعرف علي آخر أعمالك؟

* آخر أعمالي هو مسلسل «مباراة زوجية» من إخراج «إنعام محمد علي» ويعرض الآن علي القناة الأولي.. وأتمني أن ينال إعجاب المشاهدين.

·         وهل شاركت في اختيار نجوم العمل؟

* كانت هذه مهمة الأستاذة «إنعام محمد علي» الاسم الأكبر في عالم التليفزيون وقد قامت باختيار مجموعة من الممثلين التليفزيونيين ليس من بينهم أحد «سوبر ستار» من نجوم السينما فارعي الطول ومن بينهم سوسن بدر وأحمد راتب، ونادية رشاد، ونهال عنبر، وهلا شيحة، ورشوان توفيق، ومحمود الجندي، هذه شريحة من نجوم التليفزيون الأوائل الذين اعتمدت عليهم إنعام محمد علي، وهو غير الوضع في مسلسل مثل «ضمير أبلة حكمت» الذي قامت ببطولته الفنانة الكبيرة فاتن حمامة.

·         هل تتجهين نحو تقديم أعمال أفلام خلال الفترة القادمة؟ أم أنك تفضلين عمل المسلسلات؟

* المؤلف أو المخرج يكون تابعاً لجهة الإنتاج، والموضوع يظل حبيس الأدراج حتي تأخذه جهة يمكن أن تتحمل المخاطرة وأعتقد أنه إذا توافر لي مجال لفيلم فسوف أقدم علي عمله علي الفور ونفس الوضع بالنسبة للمسلسلات.. المسألة عرض وطلب.

·         وأي فارق بينهما في رأيك؟

* في البداية.. كل مجال له متاعبه وله مميزاته، لكن السينما تتمتع بقدر وافر من الحرية والتصوير في أماكن متعددة ولهذا يكون للفيلم خصوصيته كما أن الفيصل يكون في القصة، فهناك قصص تصلح للسينما وليس للتليفزيون.. والعكس.

·         لكن هل تتطلب الكتابة للتليفزيون الإطالة بالضرورة؟

* هناك فارق بين واحد يكتب الرواية، وآخر يكتب قصة قصيرة، هناك فارق بين الصناعتين، وكلاهما مطلوب والتطويل لا يجب أن يكون مقصوداً.

·         ولماذا لا تختارين أعمالاً إبداعية تقومين بكتابة السيناريو لها؟

* هذا حدث بالفعل وقد كتبت فعلا العديد من السيناريوهات للكثير من الأعمال الإبداعية والأدبية لكتاب معروفين منهم سيدات مثل «إحسان كمال» و«إقبال بركة» ومارست كتابة السيناريو لكتاب رجال آخرين، لكنني دائما أشترط أن يكون السيناريو قد تم نشره فعلاً في كتاب حتي لا يتم توجيه اتهامات بتوارد الأفكار المشترك بيني وبين المؤلف أو السرقة والنقل، وعند توافر نص جيد أقدمه علي الفور.   

الأهالي المصرية في

19.10.2005

 
 

هوامش علي دراما رمضان  

أشرف بيدس 

* يسرا في «MBC » برنامج «اقلب الصفحة»، يسرا في القناة الثانية «البيت بيتك»، يسرا في ART «دعوة علي السحور »، يسرا في «روتانا» برنامج «الناس والسينما»، يسرا في المستقبل، يسرا في دبي ، يسرا في الحنفية.

* مسلسل «أحلام عادية» مسلسل عادي، لكن يسرا ليست فنانة عادية، لذلك يجب عليها أن تقدم أعمالا غير عادية، فهل آن لها أن تستريح عاما رمضانيا؟

* برنامج «رجال حول الرسول» الذي تعاد إذاعته علي قناة دريم ويقدمه الصحفي إبراهيم عيسي، عندما أري تترات النهاية التي يبدو فيها «عيسي» وهو يمشي في فناء أحد المساجد تصاحبه أغنية عبد الوهاب «أدركنا يا رسول الله» أسأل نفسي : هل هناك ضرورة لهذا المشهد الاستعراضي.

* سوسن بدر، أحمد خليل، صفاء الطوخي، نهال عنبر، حنان مطاوع، طارق لطفي، أحمد راتب، ياسر فرج، ليسوا في حاجة إلي الانتشار بل أحوج إلي التدقيق في الاختيار.

* برنامج «الصابرين» الذي تقدمه الممثلة المعتزلة صابرين علي قناة أبو ظبي، أهم مميزاته أن مقدمته لها وجه مبشر يبعث علي الراحة، ويجعل المشاهد مشدودا إليه.

* قصة «ريا وسكينة» مازالت أحداثها تلقي فضولا وشغفا عند المشاهد. حوار وثيق الصلة بالشخوص غير مفتعل أو متشنج، وإدارة متميزة لجمال عبد الحميد، تبدأ من قدرته في تنويع الكادرات والزوايا وضبط المسافات ما بين الممثل والكاميرا، وتنتهي باختيار موفق للممثلين وفي أدوار غير مشهودة للكثيرين منهم، سمية الخشاب تكتب شهادة ميلاد جديدة في دور يحتاج إلي لياقة فنية، وسامي العدل يتخلص من أدواره النمطية بشخصية «حسب الله» المختلفة في الشكل والمضمون، وكذلك المتألقة ماجدة الخطيب، أما عبلة كامل فتستطيع أن تقول إن الشخصية طوع يديها؛ تستطيع أن تصعد بها وقتما تشاء وأن تحطها علي الأرض في الوقت الذي تريده، باختصار عبلة كامل تتلاعب ب «ريا» وتضيف إلي تاريخها .

* أما برنامج «حوارات المشاهير» الذي تقدمه بسمة وهبة علي قناة ART صاحبة برنامج «قبل أن تحاسبوا» الذي كان يذاع علي قناة اقرأ، فأسوأ ما فيه أن مقدمته ليس لديها أي ثقافة حوارية أو قدرة علي التنوع والابتكار.

* اقلب الصفحة، برنامج محمود سعد (الجديد) الذي يقدمه علي قناة MBC صورة طبق الأصل من برنامجه (القديم) مباشر، نفس الضيوف والأسئلة، حتي العصير كمان. يا ريتك تقلب أنت الصفحة وترحمنا.

* انتظرنا كثيرا أن تنطق حنان ترك بأي كلمة في مسلسلها «سارة» ورغم أن الكلام جاء لطفلة في مراحل نموها الأولي، فإن ذلك لم يفقد المسلسل أهميته لأن أحداث القصة غير مكررة، لكننا أيضا منتظرون سرعة النمو.

الأهالي المصرية في

19.10.2005

 
 

تركيز على الطبقة الوسطى والتعصب الديني

«عصي الدمع».. نماذج حية بلا مثاليات

نائل العالم 

احتفظ المخرج السوري حاتم علي بخطه الدرامي الذي سار عليه لسنوات عدة من خلال تقديم عملين تلفزيونيين اجتماعي وتاريخي في كل موسم رمضاني. ومجددا يتفوق في الموسم الحالي المسلسل الاجتماعي «عصي الدمع» جماهيريا، على الجزء الثالث من مشروع السلسلة الأندلسية «ملوك الطوائف».

ويأتي مسلسل «عصي الدمع» حاملا العديد من القضايا والموضوعات التي تلمس المجتمع السوري، والقصص التي تناقش وضع الطبقة الوسطى وهي فئة باتت قريبة جداً من خط الفقر ونائية عن مستوى الطبقات المخملية.

وهنا تكمن أهمية القصص التي صاغتها الكاتبة دلع الرحبي (زوجة المخرج)، من أنها تمثل الأغلبية الساحقة من عداد الشعب السوري. وزاد في عمقها ورسوخها تلك الواقعية في الطرح والجرأة في المعالجة الدرامية وتسمية الأمور بمسمياتها، ويزيد ذلك نضجا، أسلوب إخراجي مبتكر يعتمد جمالية الصورة التي تؤمن راحة عين المشاهد من دون تعقيدات.

قصص «عصي الدمع» تناولت نماذج لأسر مختلفة تعيش مشكلات راهنة وتتأثر بموجة الإعلام وانتشار الفضائيات وتحيا صراعاً دائما بين الواقع والخيال، منها أسرة مؤلفة من أب وأم وثلاث فتيات تعاني أوسطهن من عقدة العنوسة، وبسبب وزنها الزائد لا تجد من يطرق بابها للزواج فتبحث عن عريس المستقبل في المجلات التي تنشر إعلانات من هذا القبيل، لكنها لا تجد إلى ذلك سبيلا.

أسرة أخرى تتألف من شقيقتين عانسين تعملان في حرفة الخياطة، وشقيقهما الذي تزوج فتاة أرغمها على العيش في منزل العائلة مع الشقيقتين، وهنا يبدأ التناحر بين الطرفين ويقع الأخ بين نارين، إرضاء الأختين أم الإبقاء على الزوجة.

ويلعب بطل المسلسل (جمال سليمان) شخصية مهندس عتيق ومتمرس يعشق الموسيقى الكلاسيكية، ويملك ثروة مادية كبيرة انفصل عن زوجته، فتحمل ابنه المراهق جريرة هذا الانفصال وانعكس عليه سلبا، ويرتبط المهندس (رياض) بعلاقة حب مع محامية أخرى تحمل الاسم ذاته، وتلعب دورها سلاف فواخرجي، وهي بدورها تعاني مشكلة زواج أمها بعد وفاة والدها وعيشها في مكان بعيد عنها.

تطرح كاتبة العمل أيضا نماذج متدينة كثيرة أغلبها من النساء، بعضهن متعصبات والبعض الآخر متطرفات، فتلعب ثناء دبسي دور واعظة دينية تجمع حولها نساء محجبات لتعطيهم دروسا في الدين والأخلاق، لكن هذه الواعظة تصطدم بأفكار ابنها القاضي (حاتم علي) الذي ينوي الزواج بفتاة غير محجبة وينشئ بينهما جدل حول ضرورة الحجاب.

ومن الدارسات لعلوم الدين عند تلك الواعظة (صباح جزائري) التي تعمل طبيبة وهمها الحفاظ على ابنها المراهق من الضياع، بعد أن اكتشفت أمر زواج زوجها سرا بامرأة أخرى.

ولا تغفل الرحبي التي تعمل في سلك المحاماة من توضيح الكثير من المتناقضات التي تطال هذه المهنة والشكوك التي تحيط بعمل القضاة، بل إنها تتهمهم صراحة في احد المشاهد بالفساد وقبول الرشوة، ويلعب خالد تاجا دورا صغيرا يحمل دلالة كبيرة فيظهر بشخصية مختل عقلي يجوب ردهات «قصر العدل»، وهو المكان المخصص للمحاكمات والمرافعات القضائية، ويسأل هذا (المجنون) كل من يصادفه بشكل دائم عن اسم المكان، وما إن يسمع بكلمة «العدل» حتى يصاب بنوبة ضحك لا تنتهي.

ورغم كل الأفكار التي تبثها المؤلفة وزوجها المخرج أثناء الحوار، والتي قد يختلف عليها الكثيرون، إلا أن مسلسل «عصي الدمع» استطاع أن ينفي عن شخصياته صفة المثالية، فهو يقدمهم نماذج إنسانية حقيقية يعتمل في نفوسها الخير والشر، فيما لو استثنينا الدور الذي تلعبه منى واصف جدة المحامية رياض (سلاف فواخرجي) والمتحدرة من أصول تركية والمغرمة بأغنيات أم كلثوم والتي تعيش لإرضاء مزاجها وتخفيف هموم الآخرين.

وربما كان أجمل ما في المسلسل هو اسمه المأخوذ عن قصيدة أبو فراس الحمداني «أراك عصي الدمع شيمتك الصبر»، وهي كناية عما تتحمله تلك الطبقات المسحوقة من فقر وفاقة وشظف عيش، إلا أنها تحصر حزنها في نفوسها، وتبقي دموعها في مآقيها، وتتغلب بالصبر على نوائب الدهر، وهذه حقيقة لا تقبل التأويل.

البيان الإماراتية في

20.10.2005

 
 

المسلسلات المصرية و أنفلونزا الرداءة والتمطيط

خميس الخياطي

نسمع هذه الأيام عن أنفلونزا الطيور، تلك الجرثومة المتنقلة مع الطيور المهاجرة غير المحترمة للحدود وللخصوصيات والتي بدأت رحلتها من آسيا متوجهة إلي الغرب الأوروبي بدءاً برومانيا حتي تركيا، فكرواتيا فاليونان، مما جعل الإتحاد يستعجل ليبحث في الحل... ولا ندري، نحن العرب، لماذا لم تتوجه هذه الطيور أو علي الأقل القليل منها إلي عالمنا العربي لا سيما ونحن، الآن وغدا، من كبار مستهلكي الدجاج العربي والديك الرومي والبط الهندي؟ ليس محبة في العربي والرومي والهندي أمام طراوة لحوم البقر والخرفان ونعومة أسماك القاروس والورق، ولكن لأن هذا النوع من اللحم هو الوحيد الذي يقدر عليه جيب المسلم لله. السبب قد يكمن في أن حدودنا محروسة أكثر من حدود السويد أو مربط خيلنا (بريطانيا العظمي)، لا تخترقها طيور مهاجرة ولا أفكار مستوردة ولا نحن من الطيور عليلون، وأن الشعوب العربية تمتلك مناعة ذاتية إذ هي المنافس الطبيعي لهجرة الطيور المهاجرة، تتوق نحو الغرب مثلما نري الأفواج الإفريقية الهاجمة من أرض المملكة علي أسلاك سبتة ومليلية الإسبانيتين... إضافة لحدودنا المحروسة ونظمنا السياسية المغروسة، تتمثل هذه المناعة في الإستهلاك المفرط لفراخ وبط وديوك المسلسلات من نجوم ونجمات بجميع أنواعها ومصادرها إن في الأشهر العادية أو في شهر الصيام.

وشهر رمضان وإن كان شهر إمساك عن الشهوات والنزوات وغير ذلك من بهرج الدنيا - مبدئيا علي الأقل - فهو من جانب آخر فترة تضخم إستهلاك الصور المتحركة (لا نعني الرسوم المتحركة) إلي حد التخمة فالغثيان، فأنفلات حاسة الوعي. وإن كانت مصر لسبب ريادة تجربتها في الميدان ولفترة قريبة جدا المصدر الرئيسي لإنتاج هذا الكم من الصور الناتجة للأحاسيس القاتلة للزمن، فإنها اليوم لم تعد كذلك. لقد نافستها سورية ونجحت في ذلك بأسلوب وحراك غير معهودين. فأصبح المشاهد العربي (مسلماً وغير مسلم، في وطنه أو خارجه) يستهلك في شهر رمضان كما هائلا من الصور المتنوعة المصدر: مصدر محلي يتبعه مصدران هما المصري والسوري... وإن لم تعد مصر الممون الرئيسي والوحيد للمخيال العربي العام، فإنها مازالت نوعا ما السوق الرئيسية التي منها تنهل عديد التلفزات العربية... إلا أن هذا التوجه إنحسر هو الآخر في الآونة الأخيرة... ذلك أن وجود المسلسلات المصرية لم يعد بالكثافة والحضور اللذين عهدناهما منها علي الشاشات الصغيرة العربية. وتمكنت عديد القنوات الفضائية العربية العمومية كما الخاصة من التحرر من ربقة الإنتاج المصري دون السقوط تحت الحماية السورية. وليس سبب التحرر هذا رغبة طافحة من المسؤولين المحليين في دعم الإنتاج المحلي أو الهرولة نحو الإنتاج السوري بل ان الإنتاج المصري ولغرض جوهري كما يقول البنيويون أصابته أنفلونزا الرداءة طالما شعر بأنه في مملكته العربية الطبيعية ولن يخليها لأنه منها ولها. وهو ما يسميه المصريون بـ الإكتفاء أو ذاك الشعور الذي يحول الشمعة إلي صهريج...

تخصص في مط الكلمات والحلقات

عادة ما كانت التلفزات العربية تقتني بضاعتها الرمضانية من مصر. إلا أن نظرة علي العديد مما تبثه التلفزات العربية في شهر رمضان تبين أنها لم تعد المساحة الحصرية للإنتاج المصري. لقد بينت بعض التحقيقات الصحافية المصرية مؤخرا أن الإنتاج المسلسلاتي المصري لهذه السنة - حتي وان نظر إليه من زاوية الإستهلاك الأرضي والفضائي المصريين فحسب - ليس بالقيمة المرجوة. خلافا عن فترة صفوت الشريف حيث كلمة الوزير وأزلامه هي القاعدة في السماح والرفض وخلافا عن الفترة القصيرة التي احتل فيها ممدوح البلتاجي كرسي الوزارة ولم يقو علي تفكيك رمانة الإنتاج المسلسلاتي حيث المصلحة تساوي عشرة، كون وزير الإعلام أنس الفقي لجنة بها أكثر 22 عضوا منهم بعض النقاد وثلة من المسؤولين الإعلاميين ورؤساء القنوات التلفزية الثلاث ليشاهدوا 37 عملا تلفزيا مصريا. وحينما تكون لجنة في عالمنا العربي، فإنك متأكد من أن الأمور ستسير علي أمثل مثال تحت غطاء الديمقراطية. فلكثرة الأعمال ولقصر الفترة المتاحة للمعاينة، قررت رئاسة اللجنة (د. فوزي فهمي) ألا تشاهد المسلسلات في جلسات عامة، بل علي كل أعضاء ثلاثة أن يشاهدوا حلقات من بعض المسلسلات وأن يكون الإختيار بالأغلبية البسيطة (2/3)... وشهد شاهد من أهلهم، إليكم ما كتبه أحد أعضاء اللجنة من أن هناك تراجعاً في مستوي الدراما وأن كتاب السيناريو - واتحدث بالطبع عن الأغلبية - قد أصبحوا مجرد مجموعة من الرغبات غرضهم الوحيد هو ملء ساعات المسلسل بحوار لا طائل من ورائه سوي أن يكتمل زمن المسلسل من 40 إلي 50 دقيقة في كل حلقة لتصل إلي 32 حلقة. وأن بعض الممثلين أصبحوا متخصصين في مط الكلمات بإيقاع رتيب حتي تستغرق في الجملة التي تقال في 10 ثوان في الظروف العادية إلي 30 ثانية. وأن المخرجين يلجأون إلي هؤلاء الممثلين حتي يساهموا في إنجاز ملء الأشرطة (...) هناك أيضا درجة أعلي لسيطرة إرادة النجوم والنجمات علي مؤلفي المسلسلات (...) وأن دور الكاتب لم يتجاوز تقديم ما يريده هؤلاء النجوم والنجمات. أما المخرجون فإنهم لا رؤية ولا وجهة يحاولون تقديمها في المسلسلات من خلال حركة الكاميرا أو حركة الممثلين أن الهدف هو أن يتم توزيع الحوار علي الممثلين وكأنهم يلتهمون بطة وكل ممثل علي حسب إسمه يأخذ قطعة من البطة (...) أغلب الأبطال والممثلين الرئيسيين والمساعدين هم مرضي عقليون لأنهم يحرصون علي أن ينظروا للكاميرا ويبدأوا في تحليل مواقفهم للجمهور . (طارق الشناوي. روز اليوسف. العدد 4034). هل شاهدتم حلقات ولو قليلة من مسلسلات المرسي والبحار (يحيي الفخراني)، أماكن في القلب (تيسير فهمي) أو إمرأة عادية (يسرا)؟ حاولوا... سترون بأن العقل سينشل لكثرة السذاجة والإستبلاه: صور غير معقولة عن فرنسا وعربها وبحث رجل حارب الفرنسيين ولكن ابنه سقط في هوي فرنسية، عن أمريكا ومساجينها في حكاية منظفة بماء الجفال، عن إمرأة قيل أنها تتقمص شخصيات عديدة حتي أن الشرطة لم تتمكن من إلقاء القبض عليها...

هل تحرر مخيال المغرب العربي؟

والجديد أنه، علي سبيل المثال، قليلة جدا هي المسلسلات المصرية علي الشاشات المغاربية. مسلسل لكل من المغربية 2Mوالجزائريتين. أما التونسية، فإنها لم تقتن لهذه السنة ولو صورة واحدة من مصر ولم تستبدلها كذلك بصور سورية إلا بث مسلسل أنا وأربع بنات لرضوان شاهين. الصور المصرية الموجودة علي الشاشات التونسية الصغيرة هي مسلسل عوض وحجي من تمثيل أحمد راتب وقد نام هذا العمل لأكثر من سنتين علي أدراج تونس 7 التي رفضت إقتناءه لضعفه وها هي القناة الخاصة التونسية تبثه حصريا كما تتبجح بذلك... الإنتاج المحلي له المكانة الرئيسية وقد صرفت مؤسسة الإذاعة والتلفزة أكثر من 7 ملايين من الدينارات للإنتاج الروائي الرمضاني في حين القناة الخاصة لم يتجاوز إنتاحها الروائي المليون من الدينارات... وإن لم تتسم مشاهدة القنوات المغاربية بالكثافة بحسب دراسة ميدانية لشركة سيغما ، فهي بصفر فاصل خمسة بالمئة بالنسبة للتلفزة المغربية وصفر فاصل إثنين بالمئة بالنسبة للتلفزة الجزائرية مقابل 88 بالمئة بالنسبة إلي تونس 7 . الفجوة كبيرة ولكنها ضمن الإطار المغربي.

التلفزة الخاصة المغربية أتحفتنا بـ سيت كوم بعنوان عائلة محترمة جدا (30 حلقة) من إخراج كمال كمال عن سيناريو من وضعه ومن تمثيل عبد القادر لطفي، رفيق أبوبكر، ماجدولين الإدريسي وجيهان كمال وهو عن عائلة مغربية مودرن عائلها أرمل وأستاذ للفيزياء والكيمياء في إحدي الكليات... يعمل أطفاله الأربعة علي عرقلة مشاريعه في التزوج ثانية ومن العرقلة العفوية والمخطط لها، تنشأ الإبتسامة. وتجدر الإشادة هنا بتمثيل الشاب رفيق أبوبكر في دور عصام إضافة لرشاقة التصوير وجاذبية الديكور. نشير فقط إلي أن هذه القناة خصصت مساء كل يوم سبت إلي إنتاج فيلمي خاص بها. وقد بثت فيلم تكروم لداود ولاد سياد و الشاوش لمحمد الكغاط وستبث في سهرة السبت المقبل فيلم اللعب مع الذئاب وهو كوميديا من إخراج سعيد ناصري يليه محاين حوسين (إشكالات حوسين) من إخراج محمد عبد الرحمن التازي صاحب كوميديا البحث عن زوج إمرأتي ...

التلفزة الجزائرية برعت في سلسلة ناس ملاح سيتي 3 وهي سلسلة من ماء النار في نقدها المجتمع الجزائري وتستدرج الضحك بدون إسفاف. تعمد قناة الجزائر إلي تقليد ما يرغب الجزائري في مشاهدته علي القنوات الفرنسية مثل برنامج باشلور الشاب الذي يمتحن خطيباته ليختار واحدة منهن، ببرنامج البشير او مسألة وكالات تجهيز الزيجات... وخلف كل حكاية فخ ومنزلق نقدي مضحك...

إنطفأ المصباح..

التونسيتان (الرسمية والخاصة) إعتمدتا الضحك كذلك. وأن كانت القناة الخاصة قد كرست الإسفاف في إبتسامة حنبعل وجعلت من المعد حمادي غوار مخرجا تلفزيا ومن حنبعل في حومتنا صورة مفتعلة عن الشارع ومن مسلسل مال وآمال علكة لا طعم لها، فإنها في مقهي جلول من إخراج محمد دمق أعطت نمطا جديدا للمخيال التلفزي التونسي. والجديد لا يعني الصواب دائما. إلا أن السيناريست والمخرج إستعملا الأسلوب النقدي لإستدراج الضحك خاصة في حلقة إنتقاد المسلسلات التاريخية بإستعمال المحكية التونسية معربة أو في تلك التي تنتقد النفاق الإجتماعي في ساعة الموت...

تونس 7 أخفقت في مسلسل شرع الحب لحمادي عرافة والسبب نمطية الشخوص وقلة مصداقية السيناريو وكسل في الإخراج. أما شوفلي حل لحاتم بلحاج وإخراج صلاح الصيد فإنه أتي علي أروع حال وفاجأ الجمهور ببثه حلقة مثل فيها الفنان علي مصباح يوم مواراته. علي مصباح أمام كمال التواتي، صور لن تنسي لطالما كان المرحوم مبدعا في عديد الأعمال المسرحية والتلفزية (أعمال عن سيناريوهات علي اللواتي) والقليل جدا من الأعمال السينمائية ( كسوة لكلثوم برناز)... كانت التلفزة التونسية في موعد إنطفاء علي مصباح فأحيته لبرهة في ضيافة العائلات التونسية... رحمه الله وشكرا لها. 

ناقد وإعلامي من تونس

khemaiskhayati@yahoo.fr

القدس العربي في

20.10.2005

 
 

نور الشريف: أعترف بفشلي في مسلسلاتي الأخيرة

هذا سبب ابتعاده عن التلفزيون هذا العام 

القاهرة ـ القدس العربي :  

ترددت الشائعات في الوسط الفني أن الفنان نور الشريف قرر الهروب من أعمال رمضان والابتعاد عن الدراما التليفزيونية بعد أن تعرض للفشل الشديد في آخر عملين له وهما: العطار والسبع بنات أمام ماجدة زكي وسمية الألفي وعماد رشاد وسوسن بدر.. والثاني عيش أيامك أمام عبلة كامل وعبد الله فرغلي ومني عبد الغني.. والمسلسلان إخراج محمد النقلي.

وأكدت الشائعات أن نور الشريف تحيط به أزمة نفسية من المسلسلات بعد الهجوم النقدي الذي تعرض له مؤخراً.

وأشارت الشائعات أن نور نجح في الهروب من الشاشة الصغيرة إلي الكبيرة.. وانشغل في تمثيل بعض الأفلام السينمائية.. وعادة مرة أخري إلي مزاولة الإنتاج السينمائي الذي تركه منذ فترة طويلة. حيث قام بإنتاج فيلم الخادمتان من نوعية أفلام الـ16 مللي التي طلبتها القنوات الفضائية.. وهناك أفلام اخري من إنتاجه بالاشتراك مع مدينة الإنتاج الإعلامي وستكون من إخراجه.. كل ذلك للهروب من فشل مسلسلاته الأخيرة.. وطرحنا عليه هذه الأسئلة:

·         ما سبب ابتعادك هذا العام عن الشاشة الصغيرة؟

شوف.. لا يزعجني الفشل في العمل.. فأهم أعمالي الفنية لم تحقق النجاح الجماهيري وهذا درس تعلمته علي مدي تاريخي.. ليس بالضرورة ان يحقق العمل الدرامي نجاحا جماهيرياً. وانا مقتنع تماماً أنه من المستحيل أن ترضي الجمهور والنقاد معاً.. ولذلك لا أخشي الفشل.. لكنني فقط أصاب بالحزن عندما أتعب في عمل ثم لا ينجح جماهيرياً وهذا ما حدث لي في السينما مثلا في أفلام سابقة مثل حدوتة مصرية و البحث عن سيد مرزوق

أضاف نور: هناك اعتبارات لا نضعها في الحسبان تكون السبب في فشل العمل.. مثلا مسلسل العطار والسبع بنات لم يحقق النجاح الجماهيري الذي حققه مسلسل عائلة الحاج متولي لأن الناس كانت تتوقع أن أقدم لها الجزء الثاني من الحاج متولي وبالتالي صدمتهم شخصية الحاج صالح التي قدمتها في العطار وهو أهم فنيا بكثير من مسلسل الحاج متولي ـ لكن الصدمة التي حدثت عند الجمهور بتقديمي شخصيتين مختلفتين كانت السبب في عدم نجاحه جماهيرياً وليس السبب كما تردد أنني بعد نجاح قضية الزواج أكثر من مرة في عائلة الحاج متولي كررتها في المسلسل الثاني العطار والسبع بنات فالعملان مختلفان تماماً.. الحاج متولي كان يسعي وراء النساء.. بينما الحاج صالح فرضت زوجته عليه الزواج ليحقق رغبته في إنجاب الأطفال.. ولا اعتقد أن ذلك هو السبب في عدم نجاح مسلسل العطار حتي لو تزوج أربع زوجات وليس اثنتين فقط.

·         نعود للسؤال عن أسباب اختفائك هذا العام؟

السبب الحقيقي وراء ابتعادي في رمضان هذا العام هو مشاركتي في فيلمين سينمائيين هما عمارة يعقوبيان أمام عادل إمام ويسرا سيناريو وحوار وحيد حامد وإخراج مروان حامد.. و دم الغزال أمام يسرا ومني زكي.. تأليف وحيد حامد وإخراج محمد ياسين. وقد انتهيت من تصويرهما منذ فترة بسيطة ولم يسمح لي الوقت بالعمل في مسلسل من مسلسلات رمضان. كما أنني لم أجد ورقا متميزا أتحمس له.

·         اتجهت أيضا إلي المسرح وقدمت الأميرة والصعلوك علي القومي ثم رفضت استكمالها فجأة.. ما السبب؟

لم اكن في حالة نفسية متوازنة بعد حادث احتراق النقاد والجمهور في قصر ثقافة بني سويف.. لم أستطع مواصلة العرض المسرحي في ذلك الوقت.. لكنني وافقت علي إعادتها بعد عيد الفطر لأنها سوف تصور تليفزيونيا مع شركة صوت القاهرة للأصوات والمرئيات.. ويهمني ان يري جمهور التليفزيون هذا العمل المسرحي وحتي يضاف علي مكتبة الشرائط في منازل الجمهور.

القدس العربي في

20.10.2005

 
 

غزو إسرائيلي لشاشة رمضان

القاهرة ـ ماجدة محيي الدين

ارتبط ظهور الشخصية الإسرائيلية في الدراما التليفزيونية بميراث من الغضب والعداء في العديد من الأعمال الدرامية، وعلى شاشة رمضان هذا العام احتل الاسرائيليون مساحة كبيرة في عدد من المسلسلات، ورغم ان معظم الشخصيات لا تحظى بالتعاطف الجماهيري فإن هناك عددا من الفنانين قبلوا التحدي ودخلوا المنافسة من خلال تجسيد شخصيات سوف تثير الجدل وربما الغضب·

ومن النجوم الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية في الدراما الرمضانية هذا العام، الفنانة اللبنانية نور التي تظهر لأول مرة في مسلسل تليفزيوني من خلال شخصية ''هايدي'' الإسرائيلية ابنة احد أعضاء الكنيست في مسلسل ''العميل ·''1001

وتؤدي ريهام عبدالغفور شخصية ''راشيل'' في نفس المسلسل وهي يهودية ولدت بالإسكندرية ثم انتقلت إلى تل أبيب، والطريف انها تجسد شخصية ''مارجريت'' الأميركية اليهودية في مسلسل اخر هو ''أماكن في القلب'' بينما يظهر طارق لطفي في شخصية ''يعقوب'' الإسرائيلي الذي لا يكف عن تدبير المكائد في مسلسل ''العميل ،''1001 وتحمل جيهان فاضل الجنسية الإسرائيلية ضمن أحداث مسلسل ''أرض الرجال'' لكنها تخفي جنسيتها حتى تتزوج شابا مصريا وتلعب إيمان ''كاميليا'' دور سيدة الاعمال الإسرائيلية في المسلسل نفسه· اما الفنانة ألفت إمام فهي تحمل اسم ''ليا'' الإسرائيلية في مسلسل ''أماكن في القلب''·

الوجه الآخر

نور تظهر في أول عمل تليفزيوني لها من خلال شخصية ''هايدي'' الصحفية الإسرائيلية في مسلسل ''العميل ''1001 قصة وسيناريو د·نبيل فاروق واخراج شيرين عادل· وعن اختيارها للشخصية لتكون أول خطوة لها في الدراما التليفزيونية تقول: في البداية تخوفت من الفكرة، وعندما قرأت السيناريو وجدتها شخصية إسرائيلية استثنائية، لها ملامح خاصة فهي صحفية وقلمها حاد· وضد الفكر الصهيوني وتؤيد القضية الفلسطينية وهي من دعاة السلام وتتميز بالجرأة والصراحة في كتاباتها ولا أتوقع ان يكرهها الجمهور·

وتضيف: رحبت بالدور لان العمل يحمل وجهة نظر مهمة ويروي صفحة من بطولات المخابرات المصرية واعجبت بالمسلسل وفريق العمل، ومنذ فترة تعرض عليّ مسلسلات تليفزيونية وكنت أؤجل الخطوة لأني اريد دخول البيوت من خلال عمل مهم ومتكامل·

وعن مدى اقتناعها بوجود شخصية ''هايدي'' في الواقع تقول: كلنا نتابع ما يحدث في إسرائيل، وهناك معارضة من الداخل لسياسة حكومة شارون وتعاملها الوحشي مع الفلسطينيين و''هايدي'' يهودية تحب وطنها وهي ابنة عضو الكنيست لكنها تؤيد الحقوق العربية بقوة·

وتؤكد نور انها لا تخشى تجسيد شخصية ''هايدي'' الإسرائيلية وتراهن على ان المشاهدين سيحبونها من خلال مواقفها المؤيدة للعرب والسلام· وتشير إلى انها كانت مرشحة لدور الفتاة المصرية في المسلسل لكنها وجدتها شخصية عادية·

أما ريهام عبدالغفور تتحول الى ''راشيل'' الإسرائيلية التي تكن العداء للعرب في مسلسل ''العميل ''1001 كما نراها في شخصية ''مارجريت'' الأميركية اليهودية في مسلسل ''أماكن في القلب'' وعن انتقالها من الأدوار التي يتعاطف معها الجمهور إلى شخصيات قد تثير غضبه تقول: اريد ان اخرج من ادوار البنت الطيبة أو الساذجة التي قدمتها عدة مرات في التليفزيون، واحاول ان اثبت قدراتي من خلال نماذج غريبة·

وتضيف: بعض المشاهدين سيكره ''راشيل'' في ''العميل ''1001 لأنها فتاة يهودية ولدت بالإسكندرية ، ثم انتقلت إلى تل أبيب، لتصبح صاحبة بار، ثم تتحول إلى واحدة من أشهر سيدات الأعمال في إسرائيل، وهي تكن كراهية للعرب، اما ''مارجريت'' فهي أميركية يهودية في مسلسل ''أماكن في القلب'' ، وترتكب جريمة قتل ،لكنها تتحايل لالصاق التهمة بسيدة مصرية· وبقدر كراهية المشاهد لتلك الشخصيات يكون نجاحي· وقد سعدت بالشخصيات لانها ضمن اعمال درامية متميزة تحمل رسالة حيث تعكس شخصية ''راشيل'' حجم الكراهية للعرب في إطار قصة حقيقية من ملفات المخابرات المصرية بينما تجسد ''مارجريت'' جزءاً من المشاكل والاتهامات الظالمة للعرب والمسلمين بعد أحداث 11 سبتمبر·

تحايل رئيس الدولة

جيهان فاضل تخفي جنسيتها الاسرائيلية لكي تتزوج الشاب المصري ''نصر'' الفنان تامر يسري ابن صلاح السعدني في مسلسل ''أرض الرجال'' تأليف مدحت عبدالقادر واخراج أحمد عبدالحميد· وعن رد فعلها عندما تلقت الدور تقول: عندما علمت ان الشخصية إسرائيلية ترددت، وبعد ان قرأت السيناريو، وجدت المسلسل يحمل تحذيرا من الاساليب الغريبة التي يحاول بها بعض الإسرائيليين فرض الأمر الواقع· و''سالي'' تخفي حقيقة جنسيتها حتى تتزوج ''نصر'' وهو ابن لواء سابق بالقوات المسلحة المصرية· وهذه الفتاة أداة في يد والدتها وتكون جزءاً من مخطط كبير سوف تتكشف تفاصيله مع تتابع الحلقات·

وتؤكد جيهان ان تقديمها لأي شخصية لا يعني تعاطفها معها بقدر ما يعتمد على تأثيرها في توصيل المعنى الذي يهدف إليه المسلسل والشخصية في ''أرض الرجال'' تثير الجدل ولا يمكن تصنيفها على انها شريرة وإنما هي غامضة وتسعى لتحقيق اهدافها بهدوء ونعومة·

فظائع

وتتوقع ألفت إمام غضب الجمهور بسبب شخصية ''ليا'' الإسرائيلية التي تجسدها في مسلسل ''اماكن في القلب'' قصة د· احمد ابوبكر، وسيناريو وحوار بشير الديك، واخراج نادر جلال، وبطولة هشام سليم وتيسير فهمي وعلا غانم· وتقول: أقدم نموذجا لليهود المتطرفين والمتعصبين وهو نموذج موجود ونراه من خلال متابعتنا للأحداث ولم اندهش من حجم الحقد والعنف الذي تحمله الشخصية لأنها رمز للتطرف، فقد دخلت السجن لانها قتلت عائلة بأكملها لمجرد انهم اعلنوا انهم لا يحبون بلدهم، ولا تتوقف عن ارتكاب الفظائع في السجن وعندما تجد معها فتاتين مصريتين تحاول قتلهما وتشعل النار في زنزانتهما·

وعن مشاعرها عندما بدأت تصوير مشاهدها تقول: كرهت ''ليا'' وأنا اقرأ السيناريو، وكان لابد ان احاول التعاطف معها وتفهمها قبل التصوير، وعندما دارت الكاميرا كنت مشحونة وكنت اجد نفسي في خضم المسألة وكأني ''ليا'' بالفعل·

وتضيف: البعض قد يتصور ان الدور محاولة لتغيير جلدي الفني، لكني ارى انها الصدفة، فانا لا احب ان ابقى اسيرة ادوار الفتاة المثالية ولكن لن اتحول الى ادوار الشر بشكل مطلق وما يهمني هو التركيبة التي يقدمها الدور وتوقيته وان يكون مناسبا لي من حيث الحالة المزاجية والنفسية، لأن الفنان لا يمكن أن ينفصل عن الواقع والحياة، واذا كان الدعاية الغربية تصور العرب على انهم ارهابيون ومتطرفون فإن هناك يهودا اشد تعصبا مما يمكن تصويره· ورغم بشاعة الشخصية فإن الدور عزيز عليّ لأن هدفي تقديم رسالة الذين يعتمدون على ثقافة المشاهدة ولا يقرأون·

وعن المشاهد الصعبة تقول: مشهد دخولي زنزانة الحبس الانفرادي والمشهد الذي اتعرض فيه للضرب بالهراوات والاقدام، وكذلك المشهد الذي اقوم فيه باشعال النار في زنزانة سجينتين وتموت احداهما، كل هذه مشاهد ساخنة وصعبة·

ويقول طارق لطفي ان اغلب المشاهدين ستصدمهم شخصية ''يعقوب'' الاسرائيلي في مسلسل ''العميل ''1001 وهو شقيق ''راشيل'' ريهام عبدالغفور في الاحداث· وليس له مثيل في التدني الاخلاقي وكرهته جدا اثناء قراءة السيناريو لكن الدور فرصة لاني اعشق التنوع·

ويضيف: كنت مضطرا للتخلي عن مشاعري الخاصة، وتحولت الكراهية الى حب وتعاطف مع ''يعقوب'' اثناء التصوير، لكي اعيش مشاعره وافكاره امام الكاميرا·

ويؤكد انه لا يخاف من ان تترك هذه الشخصية تأثيرا سلبيا على المشاهدين لان الناس لديهم قدرة التمييز بين الفنان والشخصيات التي يتقمصها، وهو يقدر الشعور بالنفور من شخصية ''يعقوب'' في المسلسل·

وتؤدي ايمان دورالاميركية اليهودية ''كاميليا رامز'' في مسلسل ''للثروة حسابات اخرى'' قصة وسيناريو وحوار محسن الجلاد واخراج اسماعيل عبدالحافظ وبطولة صلاح السعدني·

وعن الجديد الذي تقدمه تقول: انها اميركية ذات جذور اسرائيلية، وتحاول ان تورط ''محمود'' صلاح السعدني في صفقة مشبوهة مع الاسرائيليين من خلال توريد معدات صناعية لمصر بعد تهريبها الى قبرص وتغيير شهادة المنشأ وتواصل التلاعب لتوريط رجل الاعمال المصري حتى تتمكن من الاستيلاء على مصنعه وامواله بعد أن استخدمت كل الاسلحة الممكنة ومنها الاغراء بالمال والنساء ثم تساوم الضحية·

الإتحاد الإماراتية في

22.10.2005

 
 

هربت من أحزانها في 14 شخصية

يسرا.. آخر أنزحة!

حوار: أسامة صفار 

مجرد أحلام عادية وبسيطة لبشر دفعتهم ظروفهم إلي أسوأ المواقف في الحياة، لكن يسرا استطاعت أن تطير بهم إلي آفاق مختلفة وجديدة، ودارت كما تدور الأقمار بين برجي النجاح والحب لتعيش حالة اشتاقت إليها كثيرا وتنقلت خلالها بين أكثر من عشر شخصيات برشاقة وعنف وحقد وانتقام وجمال ودلال، لكنها في كل مرة كانت تعود يسرا التي منحتها الحياة شخصية 'نادية أنزحة' فتشكل بها لوحة ابداعية خاصة استمتع بها الجمهور خلال رمضان، ومنحها عشاقها ابتسامة فخر لمحتها يسرا بذكائها الحاد، ويقظتها المعروفة، لكن يسرا التي طالما عاشت شخصيات أعمالها بكل كيانها، كانت مختلفة هذه المرة، وقلنا في البداية أن حالة السعادة منحتها القوة لتتحدث بكل هذه الثقة، لكن استعادة لقاءات يسرا طرحت السؤال الأهم، فحين قدمت 'ملك روحي' تحدثت يسرا كسيدة طيبة ورومانسية يبرز ضعفها الانساني بين كلماتها، وحين قدمت 'فاتن' كانت المرأة المثالية التي تكافح لأجل ولديها، وترفض التخلي عن قيمة الزمن الجميل، وبرز أيضا احتياجها الشديد لمن يساندها، ومع 'نادية انزحة' كانت يسرا قوية، وعنيفة وشرسة، ولاتحتاج إلي 'واسطة' لتدخل القلب رغم كل ذلك.

وحين التقيت 'سيفا' كما يدعوها أصدقاؤها، كانت الفرحة قد جعلتها فراشة تطير بين الأحياء بخفة ودلال...

وكان السؤال.

·         استعراض في التمثيل أم مسلسل ذلك الذي قدمته وأطلقت عليه أحلام عادية؟!

تقول 'سيفا' بابتسامة طفلة:

الحقيقة أنا كنت محظوظة هذا العام لأني استطعت بعد جهد كبير أن أجد موضوعا يفجر بداخلي طاقات التمثيل بهذا الشكل وبالمناسبة هذا النوع من الموضوعات نادر جدا ومن الصعب العثور عليه، والفضل الكبير يعود لكل من جمال ومدحت العدل حيث اجتهدا في البحث عن موضوع مختلف وجديد وقاما بقراءة كل ورقة معي في نفس الوقت دون أن يقولا لي من هو الكاتب ورغم إلحاحي في السؤال فقد ظلا متكتمين لاسم السيناريست محمد أشرف حتي لمحا حماسي الشديد فأخبراني باسمه، وفرحت جدا لأنه كاتب متميز، وترددي في البداية نابع من كوني قدمت مسلسلين مع محمد أشرف والمطلوب تنويع، لكنه هو نفسه كاتب متنوع..

·         هذا السيناريو بالتحديد أحلام عادية هل كان مشروعا لفيلم سينمائي؟

بصراحة، كنت أريده فيلما، لكن أشرف 'ضحك عليٌ' وعمله مسلسل، واكتشفت بعد أن عشت التجربة بكاملها أن المسلسل يمكن أن يحتوي علي مساحة واسعة من التمثيل أستطيع من خلالها أن أقدم التمثيل الذي أحلم به.

·         الانتقام كان دافع 'نادية أنزحة' للتنكر والتمثيل فهل تشبه في ذلك يسرا؟

في نهاية المسلسل تقول نادية جملة فيها خلاصة كل مايمكن أن يقال في الانتقام حين توجه الحديث لوالدها قائلة 'رحت علشان أنتقم حتي بعدما انتقمت يابا ما قدرتش أنتقم'، والمعني هنا أن الانتقام لايؤدي إلي الراحة بالضرورة.

·         يقال إن يسرا كانت جميلة في المسلسل لدرجة اعتقاد الكثيرين أنها كانت في حالة حب أثناء التصوير..؟!

هذا صحيح، فأنا أحب فعلا.. وتضحك قائلة خالد سليم أولا، ثم حالة الحب التي جمعتني بالموضوع نفسه وفريق العمل فالسعادة أن تفعل شيئا حقيقيا وجميلا، وبصراحة اكثر كل من كانوا معي في المسلسل 'كانوا متغيرين' الفريق كله كان أحلي لأننا لم نر عملا تليفزيونيا أجمل، والجميع تألقوا، خاصة أحمد ماهر، وخالد صالح.

·         التعليقات تؤكد أن المسلسل كله.. يسرا؟

صعب تقول ده، لو لم يكن كل هؤلاء معي لن أستطيع أن أفعل شيئا، لكن في النهاية أنا أبذل الجهد الذي أري أن عليٌ أن أقدمه، والتوفيق علي الله.

·         كل اجاباتك تؤكد أنك تحبين 'أحلام عادية' أكثر من غيره هل هذا صحيح؟

لا.. كل مسلسل حبيته في وقته، ملك روحي حبيته جدا وأين قلبي، ولقاء علي الهوا أيضا.. لكن أنا بحثت عن الاختلاف.

·         لماذا؟

البعض لم يكن معجبا بأدوار المرأة المثالية، فقدمت المختلف كي لايتصوروا أني أقدم هذه الادوار عجزا..

·         كنت إذن أمام تحد؟

هو تحدي وحالة حب للموضوع، فلو لم أحب الموضوع لم أكن لأقدمه، فبعض الكتاب قالوا إنني لا أقدم إلا المثالية فقدمت غيرها، والحقيقة كنت أثبت أن لدي فرصا كثيرة لتقديم أدوار متنوعة، وهذا ينطبق علي السينما أكثر، والحكاية أبسط مما يتصور البعض، فقد كانت لدي نصوص تتحدث عن امرأة مثالية فقدمتها، وحين توفر نص مثل 'أحلام عادية' قدمته.

·         ما رأي زوجك خالد سليم في العمل؟

خالد يعيش في حالة فرحه شديدة به، وبشكل عام كل الأمناء عليٌ ينظرون إليه باعجاب وفخر، ورغم ذلك فكل انسان حر في رأيه، ولو أن شخصا يري أنه سييء، فأنا أحترم رأيه تماما.. لكني كمشاهدة أري أنه مختلف وجميل وجريء.

أخبار النجوم المصرية في

22.10.2005

 
 

سميرة أحمد تعيد أمجاد الجمهورية الفنية المتحدة

أحلام مبدعي مصر وسوريا علي بوابة "أخبار النجوم"

المسلسل الرمضاني 'أحلام علي البوابة' فتح الطريق لأكثر من حلم وأكثر من بوابة!.. حلم الوحدة العربية الذي كلما رفرفنا حول ضوئه المبهر سقطنا كالفراشات المحترقة!

وربما كانت الضجة التي لاتزال تحوم حول المسلسل بعد الاستعانة بالمخرج السوري هيثم حقي قد طرحت القضية عبر بوابة أخري.. بوابة الفن.

فاذا كنا لم نتوحد سياسيا أو اقتصاديا فلماذا لا نتوحد فنيا أو دراميا، ولماذا لا يكون التعاون المصري السوري في هذا المسلسل ­ أو غيره ­ ارهاصة صغيرة تسعي نحو حلم كبير.. ولماذا لا تتحول التجربة الي بوابة نستدعي من خلالها المبدعين من كل مساحات الوطن الكبير؟! ألم يكن هذا هو شأن مصر دائما؟

وبغض النظر عن تقييم التجربة وقياس منحنياتها الفنية صعودا أو هبوطا فالاولي أن ننظر اليها من بوابة أوسع بعيدا عن الزوايا الضيقة التي تتحدث عما هو مصري، وما هو سوري، وعن مدي حاجة الدراما المصرية الي مخرجين عرب بينما هي تعج بالمصريين الاكفاء. حول وطن الفن ­ وهو بالقطع ­ بلا وطن، وحول المرور المشروع لأحلام التكامل العربي عبر بوابات الدراما والفن والابداع، دارت ندوة 'أخبار النجوم' بحضور أسرة المسلسل وفتحنا بوابات الحوار..

واتفق الجميع علي أن وجود مخرج سوري في مصر أو العكس أمر طبيعي، كما اتفقوا علي أن الفن لا وطن له، وان من يدعي الوطنية ويهاجم الفكرة القومية يرتكب خطأ كبيرا.. والواقع أن التجربة أكدت أن الابداع المصري والسوري يكملان بعضهما.

أشارت الكاتبة الصحفية آمال عثمان الي تجربة المخرج السوري هيثم حقي لمسلسل 'أحلام في البوابة' باعتبارها تجسيدا للتعاون الفني العربي الذي يجب علي الجميع تشجيعه ومناقشة ما يمكن أن ينتج عنه من آثار علي ملامح الانتاج الفني العربي وخاصة في مجال الدراما.

و طلب الكاتب أسامة أنور عكاشة الحديث مشيرا الي أن لديه مقدمة لابد من طرحها قبل الدخول في تفاصيل القضية المطروحة والتي أطلق عليها 'استغراب التجربة' وبدأ حديثه متسائلا لماذا الدهشة من وجود مخرج سوري في عمل مصري، ولماذا كل هذا النقد الذي تعرض له فالتجربة عادية ومتداولة لأن الشيء الوحيد الذي نجحنا في تحقيقه في الوطن العربي علي مدار تاريخنا هو الوحدة الثقافية ونود أخيرا أن نوحد الدراما العربية.. وأي اضافة لهذه الدراما مطلب كبير سواء كانت من طرف مصري أو سوري أو من أي بلد آخر.. والمصطلحات التي نسمعها ونقرؤها في الفترة الأخيرة حول سحب الدراما السورية للبساط من تحت أقدام الدراما المصرية غير مقبولة، وعلينا أن نستخدم مصطلحات أكثر دقة مثل 'أضافت' أو 'أسهمت'. الحقيقة أن الفن ليس له وطن.. وأري أن المخرج السوري هيثم حقي تأخر كثيرا في التفاون مع لدراما المصرية.

واضاف ان مصر علي مدار تاريخها استضافت مخرجين كثيرين منهم يوسف صلاح الدين، كما أن أحمد صقر ذهب الي سوريا واخرج هناك العام الماضي. وبعد توقف التعاون فترة تفتح سميرة أحمد وهيثم حقي الباب مرة أخري وهي خطوة يجب أن نؤكد عليها.

واتفق الناقد السينمائي د.رفيق الصبان في بداية الندوة مع ما طرحه عكاشة مشيرا الي أنه لا داعي للدهشة من قيام مخرج سوري بالاخراج في مصر أو في أي بلد عربي آخر.. فالسينما الأمريكية رغم انها قادرة علي تحقيق اكتفاء ذاتي بإيراداتها ونجومها ومخرجيها إلا أنها استقطبت اليها مخرجين من آسيا والصين وهونج كونج وايطاليا وانجلترا.. وأي موهبة حقيقية تظهر في أي مكان في العالم تحاول أن تجذبها، وبصراحة مصر كانت رائدة.. وأؤكد علي كلمة 'كانت' لأنها ظلت لفترة طويلة هي 'الملاذ' وجذبت مبدعين من كل الدول العربية، واذا كنا نتكلم عن الريادة اليوم فهي لا تتحقق إلا اذا جمعنا هؤلاء المبدعين من أنحاء العالم العربي مرة أخري.

وتوجه د.رفيق الصبان بدفة الحوار الي المخرج هيثم حقي ليتحدث عن تجربته 'أحلام في البوابة' ونوعيتها وأسلوبها، والفرق بين طبيعة العمل في الاستديوهات المصرية والسورية وأيضا في طبيعة التعامل مع الممثل والمؤلف المصري حيث قال هيثم حقي أن الفن العربي وحدة متكاملة، وهو باختصار ينقسم الي فن جيد وآخر غير جيد، وأنا أتعامل فقط مع الفن الجيد، وأعتقد أن أسامة أنور عكاشة كتب تجربة دراما أحلام في البوابة بالتوازي مع الدراما السورية.. والتي تسير في مفهوم الرواية التليفزيونية.. ففي الوقت الذي قدمت فيه سوريا مسلسل 'هجرة القلوب الي القلوب' كانت مصر من خلال أسامة أنور عكاشة تقدم 'ليالي الحلمية' وهو اتجاه واحد.. فالنص يعتمد علي البيئة الروائية وبالتالي يفتح نافذة علي عصر وزمان ومكان، وأري أن اللغة التي ينبغي أن يصنع بها العمل الروائي سواء كان سيئا أو جميلا هي اللغة السينمائية وما جعلني اتجه الي التليفزيون رغم أنني سينمائي أغرق في بحر السينما هو أن الانتاج السينمائي في بلدي قليل جدا.. وبصراحة اكتشفت استحالة الاستمرار في العمل السينمائي السوري لأننا ننتج فيلما واحدا في العام، ولي تجارب سينمائية متعددة منها فيلم روائي طويل ومجموعة أفلام قصيرة.

ويستطرد هيثم حقي ان.. هناك اسهامات متعددة لبعض الكتاب والمخرجين من خارج سوريا، وفي مقدمتهم توفيق صالح المصري الذي أخرج أهم فيلم سوري 'المخدوعون' ولم يسأل أحد من أين أتي توفيق صالح ولماذا يخرج في سوريا!!

ويضيف حقي: لقد دخلت مجال التليفزيون حاملا وجهة نظر الشكل الروائي مع لغة سينمائية متقدمة، ومن أجل أن أقدم ما أتمناه أنتجت عددا من الأعمال لأنني لم أجد في البداية من يشجع هذه الفكرة، حيث أفضل التصوير في أماكن حقيقية وبكاميرا واحدة، وهو ما اعتبره البعض نوعا من الخيال.. لكني أصررت وأنتجت 'دائرة النار' وحقق نجاحا كبيرا وبدأت الفكرة تلقي بظلالها علي معظم الانتاج السوري، وأنا سعيد بنجاح التجربة في سوريا، وقد ساهمت في عمل قوانين لصالح الصناعة التليفزيونية في سوريا، كما انني واصلت العمل في مختلف أرجاء الوطن العربي.. حيث عملت في الخليج أربع سنوات قدمت خلالها مجموعة من البرامج منها 'افتح يا سمسم'، 'سلامتك'، وعملين في ليبيا، ومسلسلا لبنانيا (رماد الملح) وهو المسلسل الوحيد الذي تعرض للحرب اللبنانية ثم أخرجت مسلسل 'عزالدين القسام' ولم يقل لي أحد في فلسطين لماذا أخرجت عزالدين القسام.

أما بخصوص مسلسل 'أحلام في البوابة' أو تجربة أسامة أنور عكاشة.. فعلاقتي به تعود الي ثلاث سنوات حيث اتصلت بي الفنانة سميرة أحمد التي أبدت اعجابها بأعمالي ورغبة في أن أخرج عملها الجديد..

ويتدخل ثانية أسامة أنور عكاشة: أود أن أوضح أن المسلسل يدور في رحلة.. وهذه الرحلة مفتاح لعالم 'البوابة الحقيقية' وتمثل استكشافا وبحثا لأحلام أستاذة القانون وهنا نتناول مفهوم اتصال القانون بالعدالة، ونقصد العدالة المفتقدة في حي المتولي والمجتمع المصري نظرا لأن الناس لا تأخذ أنصبتها الحقيقية في الحياة.. وشخصية 'أحلام الشرقاوي' مفتاحي لهذا العالم.. بعكس 'أميرة' التي كانت تجسد شخصية تورطت في قضية فساد وعادت الي أصولها مرة أخري.

ويرد د.حسن عطية علي عكاشة: الذي حرك 'أحلام' دراميا أن أولادها ابتعدوا عنها مما جعلها تعيد النظر مرة أخري واتفق مع الجميع علي أن العمل الجيد هو الأساس بغض النظر عن أي شيء آخر، 'فالدراما العنقودية' مفيدة تجعل وجود مجموعة من الأبطال وليس بطلة وحيدة يتم تسليط الضوء عليها فقط، والبقية يصبح هوامش داخل العمل.

ويعقب هيثم حقي: هناك قضية تعجبني كثيرا في كتابات أسامة أنور عكاشة، وهي الحكاية الاجتماعية علي الخلفية الفكرية بمعني أن تكون هناك أحداث شخصية تحدث علي أثرها الخلفية الفكرية من خلال ممارسة الشخص لحياته الطبيعية، وأجد أن 'أحلام في البوابة' يدخل في هذا السياق.

مدير الاضاءة د.محمد عسر بدأ كلامه خلال الندوة مشيرا الي انه لا يوجد فرق ما بين السينما والتليفزيون، لكن الفرق أن هناك عملا جيدا واخر غير جيد، كما اننا لا يمكن يأن نقول أن السينما هي الريادة، فهناك أفلام سينمائية لا تستطيع أن تشاهد ربع مشاهدها، فالعمل الدرامي اذا تم بشكل جيد يصبح عملا متميزا، وهيثم حقي أعادنا الي نظام الكاميرا الواحدة وأنا قدمت حوالي 45 فيلما روائيا بنظام الكاميرا الواحدة كما قدمت حوالي 15 مسلسلا كان بدايتها 'أرابيسك' لأسامة أنور عكاشة، وأعتقد أنني أضفت لمحة جديدة علي الفيديو وقتها، وأشاد البعض بالشكل الضوئي لتلك الأعمال، وأري أن اللغة القوية لأسامة أنور عكاشة والأسلوب الاخراجي لهيثم حقي جعلني أقدم صورة تليق بالكتابة والاخراج.. ووجود هيثم حقي شيء جميل وليس هو الأول الموجود في ساحة الاخراج بمصر، فقد سبق أن استضافت مصر مخرجين من خارجها منهم تيسير عبود ومحمد خان، والواقع أنه يحسب للمنتج صفوت غطاس انه اختار أعلي نقطة في الاخراج السوري هيثم حقي وبشهادة الشارع المصري العمل جيد حتي الآن وبعد مرور عشر حلقات.

وطلبت الكاتبة الصحفية آمال عثمان اعطاء الفرصة لأبطال العمل ليتحدثوا عن مشاركتهم في هذه التجربة.

وكان أحمد زاهر هو أول المتحدثين رغم أنه ضيف شرف بالمسلسل وقال: أول مرة أعمل مع الثلاثي سميرة أحمد وأسامة أنور عكاشة وهيثم حقي، لكني عملت من قبل مع صفوت غطاس في مسلسل 'الرجل الآخر' وهو الذي اكتشفني وقدمني للتليفزيون من خلال هذا العمل، وتمنيت منذ فترة كبيرة العمل مع أسامة أنور عكاشة وسميرة أحمد، لكن يبدو أن الفترة لم تسمح بذلك، وأثناء استضافتي في احد البرامج الفضائية وجه المحاور الي سؤالا حول: ماذا تقول لأسامة أنور عكاشة فأجبت 'أنا ليه ما بشتغلش معاه' طول عمري أتمني أن أمثل جملة من جمله لأنه الوحيد المعروف عنه أنك لا تستطيع أن تغير كلامه.. ففي بعض الأحيان يقوم البعض باستبدال بعض الكلمات بمعانيها، إلاأن لغة أسامة أنور عكاشة لا يمكن أن تجد أجمل منها. وقد اختارتني الفنانة القديرة سميرة أحمد لأداء دور ضيف شرف في المسلسل واتصلت بي وذهبت لها علي الفور دون تردد، وبدأت تحكي عن الشخصية فوجدتها جديدة، وبالفعل استمتعت مع كل فريق المسلسل ومع المخرج هيثم حقي وخاصة عندما علمت بأنه يعمل بنظام الكاميرا الواحدة لأن هذا النظام يجعلني أركز في جزء معين واسترسل في باقي المقاطع وهذا يفيدني كممثل.. لأن المشهد يظهر بصورة جيدة.

تقول سميرة أحمد: جيهان قمري وقعت العقد بدون أجر وأعلنت أن دورها هدية لي وكذلك طارق لطفي ومحمود قابيل ويعلن د.رفيق الصبان للممثلة الشابة 'زينب' والتي أكدت أن مشاركتها في الندوة كمستمعة تفيدها أكثر من الكلام خاصة في وجود مبدعين كبار وقالت: وفر علي المخرج هيثم حقي مجهودا كبيرا وأعطاني خبرة في العمل السينمائي وأعتقد أن هذا سوف يفيدني جدا في خطواتي القادمة في السينما التي أراني فيها سوبر ستار!! أثارت كلمات 'زينب' الحاضرين فطلبوا منها الحديث عن تجربتها المضحكة في معهد الفنون المسرحية.

وبدأت زينب تحكي: تقدمت لاختبارات معهد الفنون المسرحية ولم أكن جاهزة بأي مشهد فقررت الانصراف إلا أن د.أحمد عبدالهادي أحضر لي جزءا من رواية وقال لي احفظي هذا الجزء وطلب مني أن أكون واثقة من نفسي ولا أغير اجابتي وأقول حاضر ونعم لأعضاء اللجنة.. ودخلت الامتحان وسألني د.سعد أردش: قوليلي يا ماما اسم المؤلف وحمدت ربنا لأنه الشيء الوحيد الذي حفظته وأجبته مستر حيتان ولاحظت دهشة أعضاء اللجنة ومع ذلك قلت لهم أنا واثقة من نفسي ومن اجابتي فطلب سعد أردش مني الرواية وقال لي 'مسرحيتان' وطردني بعدها خارج اللجنة وبالمناسبة نجحت في الاختبار ودرست لمدة سنة كاملة بعدها لم استطع الإستمرار.

وتحدث محمد سليمان الذي يقوم بدور 'حسام' فقال: رصيدي الفني هو فيلم واحد فداعبه صفوت غطاس 'أحسن لك ما تقولش اسم الفيلم'!! وعاد محمد سليمان قائلا كانت تجربة مهمة جدا تعلمت فيها الكثير من هيثم حقي والفنانة الكبيرة سميرة أحمد وعندما قرأت حوالي عشر حلقات شعرت بالشخصية وأنني سوف أقدمها بشكل جيد.. واعتبر دور 'حسام' بدايتي الحقيقة كما انني سعيد لوجودي في هذه الندوة التي تعلمت منها الكثير.

وتدخل د.رفيق الصبان ليعطي الكلمة للمثني صبح مساعد المخرج الموهوب الذي يقول عنه هيثم حقي انه ساهم في نجاح العمل وتنبأ له بمستقبل واعد.

وبدأ المثني كلامه مداعبا: طوال عمري لم أسمع هذا المديح من هيثم حقي.. فضحك الجميع.. وعموما هيثم حقي أستاذ وعملت معه في كثير من الأعمال ومع ذلك لا أخفي أنني شعرت بالخوف من التجربة خاصة أننا نقدم عملا للكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة ولكن بعد اسبوع واحد شعرت أنني في سوريا بمساعدة فريق العمل والدكتور 'محمد عمر مدير الاضاءة'..

وسأله د.رفيق الصبان: متي تخرج بعد 7 سنوات من عملك كمساعد مخرج؟

فأجاب: أنا مخرج منفذ منذ ثلاث سنوات وعندي عروض في سوريا وأنا أنتظر النص الجيد لأنني مؤمن بأن النص الجيد يساعد كثيرا علي تقديم عمل جيد.

وتدخلت بطلة المسلسل سميرة أحمد بالاشادة ببعض زملائها في المسلسل ووجهت انتقادا لبعض النجوم الشبان الذين أثاروا متاعب أثناء العمل لدرجة أن هناك من كان يذهب للتصوير بعد غروب الشمس بينما موعده في الثانية عشرة ظهرا.. ولابد أن أشير لنجوم متميزين وملتزمين مثل أحمد زاهر وطارق لطفي.

وأنهي أسامة أنور عكاشة الندوة بالتأكيد علي أن هذه التصرفات غير المسئولة من بعض شباب الممثلين كانت أحد أسباب غضب المخرج هيثم حقي.

أخبار النجوم المصرية في

22.10.2005

 
 

أبدى إعجابه بمسلسل «ملوك الطوائف»

أحمد رزق: عرض دبي لـ «سارة» أسعدني

القاهرة ـــ محمد سليمان 

تستمر قناة دبي في عرض المسلسل المصري " سارة "الذي يستكمل من خلاله الفنان الشاب احمد رزق تألقه التلفزيوني على الشاشة الصغيرة بعد ظهوره المميز في مسلسل "الرجل الآخر" مع نور الشريف وميرفت أمين.

وتواصله مع يحيى الفخراني في مسلسل »جحا المصري«، ورغم قلة أعماله التلفزيونية إلا أنه يؤكد على أن مسلسله الجديد »سارة« بمثابة نقطة جديدة في مشواره الفني.. »البيان« التقت به حيث دار معه الحوار الآتي:

·         ما سبب قلة أعمالك على الشاشة الصغيرة؟

ـ الشاشة الصغيرة لها عشق خاص بالنسبة لي فمن خلالها كان ظهوري الأول ومشاهدة الجمهور وتشجيعه لي في مسلسل »الرجل الآخر« الذي عرض في رمضان منذ سنوات .

وأنا دائم البحث عن دور جيد من اجل الحفاظ على الجمهور الذي أحبني فبعد »الرجل الآخر« عرض على الأستاذ يحيى الفخراني مشاركته في مسلسل »جحا المصري« لم أفكر في الموضوع ووافقت على الفور وكان عملاً رائعاً وأشاد به الجميع.. لكن ماذا بعد ذلك المهم الورق الجيد .

·         هل يعني ذلك انك وجدته في مسلسل »سارة «؟

ـ نعم مسلسل »سارة« مكتوب بشكل جيد للغاية وخاصة شخصية الدكتور حسن فوزي الذي ألعبه، وهو طبيب نفسي مازال حديث التخرج بمجرد رؤيته لسارة يصاب بالانبهار ليصبح حلم حياته أن يتابع هذه الحالة، ويعالجها.

وسارة التي تلعب دورها حنان ترك تعاني من مرض نادر جداً لا يوجد منه على مستوى العالم سوى خمس حالات واسمه "العودة إلى وضع الجنين"، حيث تتعرض وهي طفلة عمرها خمس سنوات إلى صدمة مع من حولها فتقرر على أثرها الانكماش داخل نفسها لتعيش كالجنين.

وأدخل في حرب مع كل من حولي بدءاً من مدير المستشفى وانتهاء بإخوتها الذين يهمهم ألا تشفى لأنهم من عائلة غنية وسوف ترث ما يقرب من 12 مليون جنيه، وطالما ظلت بهذه الحالة فإن لهم حق التصرف في كل شيء إلى أن أستطيع في النهاية أن أتولى علاجها لتبدأ بعد ذلك مرحلة الجنون بالنسبة لي تجاه هذه الحالة، فأنا أتحدث معها وأنتظر الرد وبشكل عام حالة الطبيب حسن تنقلب رأساً على عقب بسبب سارة ويقع في حبها وتتوالى الأحداث.

·         وماذا تنتظر من عرض مسلسل سارة على الفضائيات العربية؟ وهل شعرت بالحزن كما قال البعض لعدم عرضه في مصر ؟

- كل ما انتظره هو رد فعل الجمهور لأن العمل الفني مثل الابن تماما تشعر بفخر كلما كبر وحقق نجاحاً، ومسلسل سارة عمل جيد وكنت أتمنى ان يتم عرضه على القناة الأولى المصرية وهي قناة أرضية يشاهدها الملايين ولكن لم أحزن بالشكل الذي ذكره البعض، فأنا تقبلت الموضوع بشكل طبيعي .

وكذلك كل فريق العمل، وعرض المسلسل في قناة دبي أسعدني جداً وكان سبباً في مشاهدتي لعدد من المسلسلات العربية وأعجبني منها مسلسل تاريخي اسمه »ملوك الطوائف« فهو عمل جيد، وكذلك بعض الأعمال الكوميدية الخليجية.

·         بصراحة ما هو سبب غياب الكوميديا التلفزيونية في مصر ؟

ـ في مصر كم كبير من الفنانين يتمتعون بخفة الظل ولديهم القدرة على إضحاك الحجر وليس البشر فقط، لكن المشكلة الحقيقة والتي أكررها هي قلة الورق فكل ما يكتب معظمه نكد ولا أحد يعرف السبب، ربما يعود ذلك لكثرة الأحداث المأساوية التي يعيشها المواطن العربي.

·         كيف تقضي وقتك خلال شهر رمضان ؟

ـ أول أيام رمضان يجب أن أكون في الاسكندرية فهي مسقط رأسي وفيها عشت أجمل أيام الطفولة خاصة في هذا الشهر الكريم رمضان..

واذهب مع أصدقائي هناك إلى منطقة محرم بك وأزور قصر الأنفوشي فهو من الأماكن الجميلة والمحببة لي، دائما أقضي الأيام الأولى مع والدتي وشقيقتي أميرة ثم أعود للقاهرة لأقضي الأيام الأخرى مع الأصدقاء أو في العمل.

البيان الإماراتية في

22.10.2005

 
 

سعيدة بتقديم شخصية خاصة جداً في رمضان

حنان ترك: سارة تحتاج إلى قدرات خاصة

القاهرة - أحمد عطا

تحرص حنان ترك طوال رحلتها الفنية على التنوع والتجديد، سواء في أعمالها السينمائية أو التلفزيونية، على ندرتها، قدمت العديد من الأعمال السينمائية المتميزة لما تملكه من حضور وموهبة فطرية شهد لها الجميع على موهبتها. وتطل على مشاهديها من خلال التلفزيون من آن لآخر، وهذا العام تطل حنان في رمضان على قناة دبي الفضائية من خلال “سارة” المسلسل والشخصية، تركيبة درامية جديدة عليها وعلى مشاهديها. التقيناها في هذا الحوار لنتعرف إلى تفاصيل “سارة” وكيف دخلت إلى هذه الشخصية، ومردودها دراميا عليها، وأشياء كثيرة في حياة حنان ترك الفنية:

·         أعلم أنه عرض عليك العديد من الأعمال الدرامية في الفترة الأخيرة، لماذا اخترت “سارة” تحديدا؟

- العمل يحمل في مضمونه بعدا إنسانيا مهما وعميقا، فهو يتعرض لعالم ذوي الاحتياجات الخاصة، فهؤلاء يحتاجون إلى أن ننظر إليهم نظرة أخرى لأن لهم حقوقا علينا، هذا من جانب، والجانب الآخر أن العمل به خط كوميدي وإن كان غير واضح إلا أن المشاهد سيستشعر ذلك من خلال المواقف والمشاهد المختلفة التي تتوالد من تلقاء نفسها، كما أن هذا العمل يحتاج إلى قدرات فنية خاصة حتى نصل بالمشاهد لدرجة الإقناع والمصداقية في جميع المراحل العمرية لسارة.

·         هل أغضبك عدم عرض “سارة” على القنوات الأرضية، والاكتفاء بعرضه على دبي الفضائية؟

- طبعا أنا سعيدة جدا بعرضه على دبي الفضائية، لأن جمهور الخليج يهمني جدا، ولكن كنت أتمنى أن يعرض على القنوات الأرضية، ولا أعلم السبب في استبعاده، فأنا واثقة أنه عندما سيعاد عرضه على القنوات الأرضية سيكون للمشاهد رأي آخر.. فالمشاهد يتمتع بحس فني عال ويستطيع أن يفرق بين الأعمال الرديئة والأعمال الجيدة، كما أعلم أن اللجنة أشادت بمستواه الفني في تقريرها ولم تخرج بملاحظة واحدة، ولكن يبدو أن هناك معايير تجارية تتحكم في عرض الأعمال على القنوات الأرضية بدليل هذا الكم من الإعلانات الذي يتخلل هذه الأعمال التي تعرض على القنوات الأرضية.

·         هل تحرصين على متابعة ما يعرض من أعمال درامية على الشاشة في رمضان؟

- صعب جداً أن أتابع كل ما يعرض، ولكن إذا أتيح لي استعرض أكثر من عمل من خلال مشاهدة حلقة أو اثنتين، نظراً لضيق الوقت، فرمضان من الشهور المحببة لقلبي وأحرص على الوجود فيه داخل المنزل مع أسرتي، ولكن هذا العام للأسف أنا بعيدة عن أسرتي وعن كل شيء فأنا أقضي رمضان داخل البلاتوه لأصور فيلم “قص ولصق” مع المخرجة هالة خليل حتى إنني أمكث لساعات طويلة داخل الاستوديو.

·     سبق أن رفعت شعار “السينما النظيفة” أي المشاهد الخالية من أي قبلات، ولكنك قدمت هذه المشاهد في فيلم “الآخر” مع يوسف شاهين، فهل العمل مع شاهين استثناء؟

- أولاً العمل مع يوسف شاهين استثناء فعلا، ولكن ليس في هذه النقطة تحديدا، والفيلم كان له ظروفه، بدليل أنني رفضت تكرار التجربة فيما بعد، ثم إنني لست في موضع اتهام، وبعض الصحف فسرت كلامي بطريقة غير صحيحة، أنا صرحت بأن لم تكن القبلة موظفة ضمن السياق الدرامي للحدث ونقول من خلالها شيئا مهما فلا داعي لها، هذا ما قصدته، فأنا ليس عندي استعداد أن أقدم مشاهد ساخنة أو قبلات مجانية بهدف تجاري، فهذا ما أرفضه.

·         إلى أي مدى تؤثر الشائعات في حياتك؟

- الشائعات تؤثر في حياة أي إنسان سواء كان بسيطاً أو من المشاهير، ولكن للأسف بعض الصحف تعتمد على هذه النوعية من الأخبار بقصد الربح والتوزيع، فتحاول اختلاق بعض الحكايات التي تسيء للفنان ولتاريخه.

·         هل شعرت بالندم على عدم اشتراكك بفيلم “ملاكي إسكندرية” وخاصة أنك اعتذرت عن العمل، وقد حقق نجاحاً عند عرضه؟

- لم أشعر بالندم مطلقاً بالعكس هنأت كل فريق العمل عند عرضه، لأنني بطبيعتي أؤمن بأن كل شيء مقدر عند الله، بالإضافة إلى أنني كنت أشارك في تصوير فيلم مع النجمة يسرا وأحتاج لأن أركز في هذا العمل.

·         من هي النجمة التي يمكن أن تعمل لها حنان ترك ألف حساب؟

- حنان ترك فقط.. لأنني أخاف عليها وحريصة أن تقدم الأفضل دائما، لسبب بسيط لأنها جزء من تاريخي، فالنجمات اللاتي أمتعننا بأعمالهن أمثال الراحلة سعاد حسني ونادية لطفي قدمن أعمالاً عظيمة تركت أثراً في نفوس المشاهدين حتى الآن ومازلنا نستمتع بها عند إعادة عرضها، وهذا ما أسعى إليه في المرحلة المقبلة هو صياغة تاريخ حنان ترك الفني.

·         لماذا لم تحقق أي من نجمات جيلك حجم نجومية من سبقنهن؟

- تعالي نستعرض ببساطة شديدة الأسماء التي كانت تشارك في صناعة أفلام هؤلاء النجمات إحسان عبد القدوس ويوسف السباعي وغيرهما، من ناحية القصة، علي الزرقاني أو السيد بدير للسيناريو والحوار، عبد العزيز فهمي، وحيد فريد للتصوير، بالإضافة إلى أن الفنيين كانوا إيطاليين والإخراج لكوكبة من نجوم الإخراج في تاريخ السينما المصرية أمثال صلاح أبو سيف، كمال الشيخ، هنري بركات، وغيرهم بالإضافة إلى الموهبة الفطرية التي كانت عليها سندريلا السينما المصرية سعاد حسني، والجميلة نادية لطفي، وقدرة وإبداع فاتن حمامة، فتجد وبصراحة شديدة أن نجمات جيلي من النادر من بين كل خمسة أفلام تجد أنهن يقدمن فيلما جيدا على مستوى فني عال.

·         من وجهة نظرك هل الاستقرار العائلي ضروري للنجمة حتى تحقق نجاحا فنيا؟

- بالتأكيد.. لأن الاستقرار العائلي يعني مزيداً من التركيز والتميز والقدرة على الإجادة أمام الكاميرا وعدم التوتر والإحساس بالمسؤولية تجاه ما تقدمه الفنانة والقدرة على اختيار ما يعرض عليها من أعمال، وأعتقد أن الاستقرار مسؤولية مشتركة بين الفنانة وزوجها، أو العكس مع الفنان.

·         بصراحة هل ينزعج زوجك بأنك أكثر شهرة منه، وخاصة أنه رجل أعمال؟

- ضاحكة.. زوجي سبب تألقي فنياً وينزعج إذا توقفت أو ظهر لي عمل دون المستوى، لسبب بسيط أنه يعتبر نجاحي جزءاً من مسؤوليته الكبرى وهذا سبب حبي وارتباطي به.

·         لماذا لم يتم تسويق عمل درامي تلفزيوني باسم نجمة من جيلك كما هو الحال مع يسرا وإلهام وليلى؟

- لأن هؤلاء النجمات لم يظهرن فجأة.. فقد صنعن نجوميتهن خلال أعمال كبيرة سينمائية وتلفزيونية، وتاريخ تراكمي طويل، وهذه النجومية وهذا التألق يحتاجان إلى جهد متواصل حتى تحتل النجمة مكانة مرموقة في عقل وقلب المشاهد.

الخليج الإماراتية في

22.10.2005

 
 

ذكريات رمضان 

محسن سرحان ينام في رمضان

استغل محسن سرحان فترة استراحته من أعماله الفنية في شهر رمضان‏,‏ وبدأ يقرأ دوره في فيلمه الجديد اعترافات زوجة الذي سيتولي بطولته أمام هند رستم وكمال الشناوي وإنتاج وإخراج حسن الإمام‏.‏

محسن يقضي نهاره كله تقريبا وهو نائم‏,‏ ثم يستيقظ في الساعة الرابعة بعد الظهر ويسلي نفسه بالقراءة‏,‏ وبعد الإفطار يذهب إلي إحدي دور السينما‏,‏ وبعد ذلك يلتقي بأصدقائه فيذهبون إلي المساجد لمشاهدة الاحتفالات التي تقام بداخلها‏,‏ وبعد انتهاء الاحتفالات يعود إلي المنزل لتناول السحور‏,‏ أما إذا كان مرتبطا بالعمل في أحد الاستديوهات فإنه يحاول أن يقنع مخرج الفيلم بالعمل ليلا فإذا أصر المخرج علي العمل نهارا‏,‏ جاهد محسن في ضبط أعصابه خشية أن تفلت منه خلال الصيام‏.‏ 

فريد شوقي يبحث عن شقة

نجحت المساعي التي بذلها فريد شوقي لعرض فيلمه جعلوني مجرما في العراق ومن المنتظر عرضه في عيد الفطر المبارك‏,‏ الفيلم قدمه فريد في الموسم الماضي ولعب بطولته أمام زوجته هدي سلطان‏,‏ ويحيي شاهين وإخراج عاطف سالم‏.‏

فريد يبحث حاليا عن شقة جديدة ينتقل إليها بعد أن تلقي إنذارا من صاحب البيت الذي يقيم فيه الآن بالإخلاء استعدادا لهدم البيت وإقامة عمارة مكانه‏.‏

هذا وتشكو هدي سلطان لكل من تقابله من استهلاك فريد لكمية كبيرة من الياميش خلال شهر رمضان حيث يحشو جيوبه منه ويتسلي بأكله طوال السهرة‏,‏ ولهذا يزيد وزنه خلال شهر الصيام علي عكسها حيث تنتهز فرصة حلول رمضان لتقبل علي ريجيم خاص‏,‏ فلا تتناول في الإفطار أو السحور إلا كميات قليلة من الخضار المسلوق‏.‏ 

ليلي مراد تقضي رمضان في إسكندرية

بعد انتهائها من تصوير دورها في فيلمها الجديد الحبيب المجهول الذي يشاركها بطولته كلا من حسين صدقي‏,‏ كمال الشناوي والطفلة المعجزة لبلبة‏,‏ والمقرر عرضه في عيد الفطر المبارك‏,‏ سافرت النجمة ليلي مراد إلي الإسكندرية لقضاء شهر رمضان هناك‏.‏

ليلي دعت عددا كبيرا من أصدقائها وصديقاتها من الفنانات والفنانين لتناول طعام الإفطار في منزلها هناك لكي يتذوقوا مشروب قمر الدين الذي تجيد صنعه‏.‏ 

سميرة أحمد تتجه إلي الإعلان

بعد النجاح الكبير الذي حققه فيلمها الأخير أغلي من عينيه الذي عرض منذ أسابيع قليلة وقامت ببطولته أمام عمر الحريري وحسين رياض‏,‏ تلقت الفنانة سميرة أحمد عدة عروض إعلانية للترويج لبعض السلع الاستهلاكية‏.‏

سميرة وقع اختيارها علي إعلان عن أحد أنواع الصابون وبدأت تروج له في الصحف والمجلات‏.‏ 

وفاة أنور وجدي

خسر الفن هذا الأسبوع فتي السينما الأول أنور وجدي الذي اختطفه الموت وهو في أوج شبابه ومجده الفني‏,‏ وأنور من المكافحين في الوسط الفني‏,‏ فقد بدأ حياته التمثيلية من أول السينما حتي صار نجما كبيرا‏,‏ كان في استقبال جثمان الفقيد بالمطار عددا لا يقل عن ثلاثمائة فنان وفنانة‏,‏ وقد علا صوت البكاء عندما وقعت الأنظار علي أرملة الفقيد الفنانة ليلي فوزي‏,‏ اشترك في توديع أنور لمثواه الأخير الوسط الفني بأكمله‏,‏ فلم يتخلف فنان واحد‏,‏ وكان التأثر باديا علي وجه منير مراد‏,‏ شقيق زوجة أنور السابقة ليلي مراد‏,‏ كانت بداية الجنازة أمام جامع الكخيا ونهايتها أمام البنك الأهلي‏,‏ وامتلأ شارع قصر النيل بعدد لم يسبق له نظير في جنازة فنية‏.‏

وقد أغمي علي ليلي فوزي عندما أصرت علي التوجه للمقابر ولم تلق بالا للنصيحة‏,‏ وقد اضطرت السيدة شقيقة الفقيد العودة بليلي للمنزل لإسعافها بالعلاج‏.

الأهرام العربي في

22.10.2005

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)