كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

رمضان كريم.. بالمسلسلات

مصطفى عاشور**

رمضان المسلسلات

2005

   
 
 
 
 

تشهد شاشات الفضائيات العربية سيلا من المسلسلات أثناء شهر رمضان جعل البعض يتساءل عن الدافع من وراء هذا السيل الجارف من تلك الأعمال الدرامية التي ستعرض هذا العام.

والشيء الجديد في هذه الدراما أن الإنتاج الدرامي المصري لم يعد محتكرًا للشاشات العربية والفضائيات أثناء رمضان، ولكن دخل على هذا الخط السوريون والخليجيون، فالسوريون دخلوا بموضوعاتهم التي تثير الجدل والتي تعالج موضوعات وقضايا عامة، أما الخليجيون فكان إسهامهم في الدراما الرمضانية بمشكلاتهم وقضاياهم الاجتماعية والاقتصادية والحياتية، وهو ما يرشحها لتحظى بنسبة مشاهدة عالية في الخليج؛ نظرًا لأنها تمس مشكلاتهم سواء جاءت المعالجة بطريقة التجربة والخطأ أو حتى بطريقة تقترب من منافسة الدراما المصرية.

الحور العين.. والجدل

مسلسل "الحور العين" للمخرج السوري "نجدت أنزور" هو الأكثر إثارة للجدل، قبل أن يبدأ، ومن المتوقع أن يستقطب الكثير من المشاهدين له سواء لمتابعة القضية التي يطرحها.

وتكلف هذا المسلسل حوالي مليون دولار، وتم تصور أغلب مشاهده في سوريا، إضافة إلى بعض المشاهد في الرياض، ومنتج هذا المسلسل هو المخرج "أنزور" نفسه، ويعرض في 30 حلقة على قناة mbc، ويشارك فيه 70 فنانا وفنانة من عدد من الدول العربية بينهم سعوديون وسوريون ومصريون ولبنانيون.

وثار الجدل حول المسلسل بدءا من اسمه الذي يطلق على نساء الجنة، ومرورًا بموضوعه والقضية التي يناقشها، حيث رأى البعض أن إطلاق اسم "الحور العين" على المسلسل هو نوع من الاستخفاف ببعض ما جاء في القرآن الكريم، كما أن ربط قضية المسلسل التي تعالج الإرهاب بـ"الحور العين" هو نوع من التعسف، وفي المعارضين أن ذلك يعني استخفافا بما أعده الله للشهداء وعباده الصالحين في الجنة.

لكن الرد على هؤلاء لا يحتاج إلى الكثير من الجهد؛ لأن المسلسل لم يعرض بعد وما زالت معالجته لقضية الإرهاب لم تظهر على الشاشة.

وتدور أحداث مسلسل "الحور العين" في أكتوبر 2003، وفي شهر رمضان، حول حادث التفجير الذي تعرض له المجمع السكني بالرياض والذي أودى بحياة 17 وإصابة 122 آخرين غالبيتهم من العرب.

ويكشف المسلسل طبيعة العلاقات الودية والدافئة بين سكان المجمع قبل التفجير، ثم معاناتهم وذكرياتهم بعد الحادث، ويسلط المسلسل الضوء على عمليات التدريب التي يتلقاها القائمون بالعمليات الإرهابية، وطبيعة الخطاب الأيديولوجي الذي يتم شحنهم به قبل القيام بتلك العمليات.

ويرى مخرج المسلسل "أنزور" أنه يسعى لتقديم رؤية متوازنة عن الإرهاب، تؤسس لحالة نقاش بين المشاهدين حول تلك القضية المهمة التي هي حديث الكثيرين في العالم.

وكان "أنزور" قد قدم مسلسلاً مثيرًا العام الماضي بعنوان "الطريق إلى كابول"، وتلقت إحدى المحطات الفضائية تهديدات بسبب عرضه.

المرأة حاضرة في الدراما المصرية

الدراما المصرية هذا العام كان موضوعها الأساسي المرأة وقضاياها، حيث إن أسماء غالبية الأعمال حملت أسماء نسائية، كما أن جزءًا من هذه الأعمال كتبت بأقلام نسائية أو أخرجتها سيدات.

فهناك حوالي (13) عملاً دراميًّا مصريًّا من المفترض أن تعرض خلال رمضان منها: "عواصف النساء"، و"عندما تثور النساء"، و"امرأة وحيدة"، و" امرأة عادية"، و"امرأة على نار هادئة"، و"سارة"، ومسلسل آخر بعنوان "أحلام سارة"، و"مباراة عائلية"، و"الست أصيلة"، و"نور الصباح"، و"أحلام في البوابة،" و"ريا وسكينة".

وفيما يتعلق بغلبة العنصر النسائي في الأعمال يحاول البعض تفسير ذلك بدوافع سياسية، ويرون هذه الأعمال تحاول أن تواكب الاتجاه العالمي في الاهتمام بالمرأة، لكن هذا الإسراف الكبير في القضايا النسائية في الدراما المصرية لا يمكن تفسيره من منظور سياسي فقط، ولكن يمكن إرجاعه إلى أسباب تتعلق بالإنتاج والتسويق لتلك الأعمال، حيث إن جزءا من المنتجين -في رأي البعض- تصور أن هناك اهتمامًا كبيرًا من المشاهدين بالقضايا النسائية، وأن هذا الاهتمام يرشح المسلسل للتسويق في الفضائيات، وربما خبرة العام الماضي في النجاح الذي حققته بعض المسلسلات المصرية التي تناولت المرأة ومشكلاتها كان وراء هذا الانجراف الكبير من منتجي الدراما المصرية نحو المرأة لتناول مشكلاتها واشتباكها مع الواقع من أكثر من منظور.

وتظهر المرأة في هذه المسلسلات في دور المحامية التي تبحث عن الحقيقة والتي تواجه الظلم بروح لا تعرف الهزيمة، وتظهر في دور النشالة التي تصعد السلم الاجتماعي بسرعة، وفي أثناء هذا الصعود تعاني من الاستغلال بشتى أشكاله والذي لا يرى في المرأة إلا جسدًا تحكمه علاقة الاستمتاع، أو معاناة المرأة في الزواج العرفي، أو مشكلات المرأة العاملة المطلقة، أو المرأة التي تعاني من مرض نفسي، وترى أنها طفلة ذات أعوام قليلة، رغم أن عمرها تجاوز الخامسة والعشرين، ومشكلات المرأة في عدم التوافق الزوجي، أو الأم الفقيرة التي تكافح من أجل تربية أبنائها.

والجديد في الدراما المصرية هذا العام هو ظهور الممثل "حسن يوسف" في مسلسل اجتماعي، ويبدو هذا تطورا في العلاقة بين الالتزام والفن، حيث إن الفن الملتزم لا يعني تمثيل الأدوار الدينية، ولكن تقديم الأدوار الهادفة التي تسلط الضوء على قضايا ومشكلات معينة وفق معايير فنية جيدة.

الخليج ودراما رمضان

الدراما الخليجية حاضرة بقوة خلال رمضان الحالي على مستوى الإنتاج والموضوعات، فهناك حوالي (13) عملا دراميا، تم إنتاجها في السعودية والكويت والبحرين والإمارات وقطر، ويأتي في مقدمة هذه الأعمال المسلسل الاجتماعي السعودي الكوميدي "طاش ما طاش" الذي يعرض بموضوعات متجددة منذ حوالي 13 عاما، إضافة إلى عدد من المسلسلات السعودية مثل "عائلة معجب العربية" و"مجاديف الأمل".

أما المسلسلات البحرينية فهي: "عذارى"، الذي يناقش نظرة المجتمع في الخليج إلى الفتاة الراغبة في العمل، ومسلسل "دروب" وهو من 30 حلقة، ويتناول عددًا من القضايا الاجتماعية والإنسانية في المجتمع الخليجي التي ظهرت مع الطفرة النفطية وحالة التغير التي طرأت على المجتمع في تلك الفترة.

وأما مسلسل "عندما تغني الزهور" فهو قطري، ويتناول القضايا الاجتماعية الخليجية في إطار كوميدي.

وكانت الكويت هي الأكثر إنتاجًا في رمضان هذا العام والأكثر تنوعًا، ومن تلك المسلسلات: "نقطة تحول" وهو مسلسل بوليسي، و"اللقيطة" ويتناول قضية الفتاة اللقيطة في المجتمع، و"غربة المشاعر" ويتناول فساد سيدات الأعمال في إطار دراما اجتماعية، و"صحوة الزمن" ويتناول مشكلات المجتمع الخليجي من الزواج المبكر، وظاهرة التشدد في التدين، و"جني وعطبة" وهو مسلسل اجتماعي، و"جبروت امرأة" وهو يقترب من الدراما المصرية التي تعالج قضايا المرأة، و"يبقى" ويعرض مشكلات الشباب، و"إن فات الفوت" وهو مسلسل اجتماعي يعرض حياة فتاة معقدة.

أما الإمارات فساهمت بمسلسل "الدريشة" ويتناول مشكلات الفتيات في المجتمع الإماراتي.

والسؤال المطروح من خلال الإنتاج الخليجي المتنامي في مجال الدراما التي تعرض في رمضان هو: ما مستقبل الدراما المصرية على وجه الخصوص إذا انجذب المشاهد الخليجي ومن ورائه الفضائيات الخليجية نحو مشاهدة مشكلاتهم بلهجتهم وثقافتهم وليس بلهجة وثقافة الآخرين؟  

___________________

**محرر الصفحة الثقافية

موقع "إسلام أنلاين" في

03.10.2005

 
 

يحيي الفخراني يلعب دور البحار

المرسى والبحار أبرز مسلسلات رمضان لهذا العام

القاهرة - من رياض ابو عواد  

·         لجنة المشاهدة المصرية تختار 22 مسلسلا للعرض الرمضاني من بينها مسلسلات ليحيي الفخراني ويسرا والهام شاهين.

يبدأ التلفزيون المصري والفضائيات العربية الثلاثاء مع بداية شهر رمضان بعرض 22 مسلسلا اختارتها لجنة المشاهدة التي عينها وزير الاعلام المصري انس الفقي من بين 37 مسلسلا اهمها "المرسى والبحار" ليحيى الفخراني.

ويتوقع النقاد ان يحظى مسلسل "المرسى والبحار" من تاليف محمد جلال عبد القوي واخراج احمد صقر باكبر نسبة مشاهدة مقارنة بما حققه يحيى الفخراني من نجاحات خلال العامين الماضيين خصوصا في "الليل واخره" الذي استطاع ان يحقق اعلى نسبة مشاهدة في مصر والعالم العربي.

والمسلسل يقوم على فكرة التواصل التاريخي، فالفخراني يمثل دور احد احفاد القائد الوطني المصري محمد كريم ويروي المسلسل التغييرات الاجتماعية في المجتمع المصري من واقع ابن الحفيد البحار الذي يشتاق دوما لدياره لكنه يسعى للقمة العيش.

وتشاركه البطولة كل من سلوى خطاب ومحسنة توفيق.

ومما يسهل مهمة الفخراني ما اشار اليه الناقد طارق الشناوي احد اعضاء لجنة المشاهدة من ان "المسسلات التي ستعرض خلال رمضان تتميز مجتمعة بضعفها الفني الى جانب تطويلها المشاهد دون اي مبرر سوى زيادة دخل المنتجين من خلال زيادة الوقت بدون أي بعد درامي حقيقي".

ومن اهم المسلسلات المنافسة "احلام عادية" من بطولة يسرا وهو من تاليف محمد اشرف واخراج مجدي ابو عميرة.

ويشارك في البطولة خالد صالح وخالد زكي ويدور حول فتاة من منطقة شعبية تنتقل من الفقر الى الغنى باعتمادها اساليب وصولية وانتهازية وهي المرة الاولى التي تقوم يسرا بتقديم مثل هذه الشخصية على شاشة التلفزيون.

اما مسلسل "على نار هادئة" فتلعب بطولته المنافسة القوية ليسرا، الهام شاهين التي تجسد مديرة مكتب وزير الاعلام (توفيق عبد الحميد). ويروي المسلسل الصراعات العائلية التي تفتقد الحب ويعالج مشكلة العنوسة في المجتمع المصري وهو من تأليف كوثر هيكل واخراج عبد العزيز السكري.

وتتنافس على الحصول على اكبر نسبة من المشاهدين الفنانتان عبلة كامل وسمية الخشاب من خلال مسلسل "ريا وسكينة" الذي كتب له السيناريو مصطفى محرم عن كتاب لصلاح عيسى ومن اخراج جمال عبد الحميد.

ولكن الصحافة المصرية افادت الاثنين ان هناك توجها لمنعه من العرض على القنوات المصرية خلال رمضان بسبب حجم العنف الذي يتضمنه المسلسل الذي يؤرخ لاشهر سفاحتين في التاريخ المصري.

ويدخل المنافسة ايضا مسلسل "احلام في البوابة" كاول مسلسل مصري يخرجه السوري هيثم حقي وهو من تأليف اسامة انور عكاشة وبطولة سميرة احمد ويوسف شعبان. ويروي قصة محامية تدافع عن الفقراء ضمن اطار اخلاقي.

وضمن اطار منافسات المخرجين تدخل انعام محمد علي اشهر مخرجة حققت نجاحا فنيا في المسلسلات الرمضانية بمسلسل "مباراة زوجية".

ويعرض ايضا مسلسل "مصر الجديدة" من تاليف يسري الجندي واخراج محمد فاضل ويدور حول ثورة 1919 من خلال التعرض لحياة المناضلة من اجل حقوق المراة هدى شعراوي التي تقوم بدورها فردوس عبد الحميد.

ومن المسلسلات التي ينتظر جمهور التلفزيون مشاهدتها مسلسل "انا وهؤلاء" من تاليف وبطولة محمد صبحي واخراج عصام شعبان بمشاركة داليا مصطفى واللبنانية نادين سابا خصوصا وان صبحي لم يحقق في مسلسلاته التلفزيونية الاخيرة نجاحا خصوصا مسلسلا "فارس بلا جواد" و"ملح الارض" اللذان اثارا نقاشا واسعا رغم عدم نجاحهما الفني.

وستعرض ايضا مسلسلات "الظاهر بيبرس" تاليف طه شلبي اخراج ابراهيم الشوادي و"مبروك جالك قلق" اخراج عمرو عابدين وتاليف احمد عوض و"مراة وحيدة" اخراج هاني اسماعيل و"العميل 1001" تاليف نبيل فاروق واخراج شيرين عادل.

كذلك سيعرض مسلسل "سارة" تاليف مهدي يوسف اخراج شيرين عادل و"احلامنا الحلوة" تاليف مجدي صابر اخراج علي عبد الخالق و"للثروة حسابات اخرى" من تاليف محسن الجلاد واخراج اسماعيل عبد الحافظ و"اماكن في القلب" لنادر جلال و"الحرافيش" عن قصة نجيب محفوظ وسيناريو محسن زايد ومن اخراج خالد بهجت.

من ناحيته استنكر كاتب السيناريو المصري محمد البسوسي قرار التلفزيون المصري استبعاد مسلسل "راجعين لك يا اسكندرية" واتهم ادارة التلفزيون "بمغازلة التيار الاسلامي" في اختيارها للمسلسلات الرمضانية هذه السنة.

وقال البسوسي لوكالة فرانس برس اليوم الاثنين ان "القرار الصادر باستبعاد مسلسل +راجعين لك يا اسكندرية+ يعتبر مغازلة لافكار التيار الاسلامي"، موضحا انها "المرة الاولى التي يرفض فيها التلفزيون عرض مسلسل في رمضان بسبب وجود راقصة" في احداثه.

ويروي المسلسل حادثة واقعية ما زال ابطالها يعيشون في مصر بدأت في 1964 حين قرر الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر اعادة كل طلاب المنح الدارسين في المانيا الغربية اثر اعتراف الاخيرة بدولة اسرائيل.

وكان من بين هؤلاء الطلبة اثنان رفضا العودة ويلعب دوريهما خالد النبوي (الرسام) وسيد الرومي (الموسيقي).

ميدل إيست أنلاين في

03.10.2005

 
 

شهر المسلسلات

محمد عبد الرحمن من القاهرة

بعد أن ظل لسنوات شهر الفوازير وبرامج الكاميرا الخفية ، نجحت المسلسلات الدرامية في اعتلاء قمة المشاهدة التليفزيونية قي رمضان واصبح الشهر الكريم هو منصة اطلاق عشرات المسلسلات التي نراها كلها في 30 يوما ثم تبدأ عملية الاعادة طوال شهور السنة المقبلة حتى رمضان 2006 ، ويمكن القول باطمئنان ان 80% من الانتاج الدرامي العربي –خصوصا المصري والسوري- يكون موجها بالأساس للعرض في رمضان ،ورغم تزايد الانتقادات لهذه الظاهرة وشكوى الفنانين من أن عدم عرض مسلسلاتهم في أوقات جيدة يؤدي لضعف نسبة المشاهدة إلا أن الصراع يتكرر كما هو كل عام ، ونادرا ما نجد فنانا يطالب بتأجيل مسلسله لما بعد الشهر الكريم ، رغم أن القنوات المتعددة أصبحت توفر ما يكن أن نسميه الرؤية المتمهلة للعمل الفني ، فكل مسلسل يتم عرضه على كل قناة ،بشكل يتيح للمشاهدين رؤيته بهدوء وتأمل ،بعكس ما يحدث في رمضان حيث تحولت الفواصل الاعلانية إلى فرص للتنقل بين المسلسلات ومتابعة مشهد من هنا  وحوار من هناك ، انتظارا لوضوح الموقف والاستقرار على عدد محدد من الأعمال الدرامية ، وفي السطور المقبلة دليل يساعدك في التعرف عن قرب على أبرز الأعمال المصرية المعروضة في رمضان عبر شاشات التليفزيون المصري أو الفضائيات العربية .

1. ريا وسكينة :

تعرضه حصريا قناة MBC مرتين في اليوم ، ويقدم لأول مرة القصة الحقيقية للجريمة التى هزت مصر في الربع الأول من القرن العشرين ، جريمة ريا وسكينة اللاتي اعتدن خطف السيدات ودفنهن أحياء للحصول على مشغولاتهن الذهبية ، ولهذا يجب وأنت تشاهد المسلسل نسيان تفاصيل المسرحية الشهيرة تماما فالاختلافات كثيرة ، و الأداء ليس كوميديا بنسبة 100% ، المسلسل مأخوذ عن كتاب وثائقي بعنوان "ريا وسكينة " لصلاح عيسى ،وكتبه مصطفى محرم ، وأخرجه جمال عبد الحميد ،احد مبدعي الدراما التليفزونية والذي تظهر لمساته بوضوح على الحلقات ، وعلى أداء الممثلين عبلة كامل ،سمية الخشاب ، رياض الخولي ،سامي العدل ، محمد شرف ،ماجدة الخطيب .

2. سارة :

نراه حصريا على قناة دبي ، ويتميز أيضا بأنه يقدم موضوعا جديدا على الدراما المصرية ، فتاة أصيبت بصدمة عصبية ارجعتها لمرحلة الجنين ،لا تتكلم لا تستيقظ لا تأكل لعدة سنوات ، الأطباء تعاملوا معاها كحالة نادرة لا ينبغي بذل المجهود معها ، لكن يصل للمستشفى طبيب شاب رومانسي يتولى المسئولية ويتحدى الجميع ،فهل ينجح ؟ تقوم حنان ترك بدور الفتاة واظهرت حتى الآن قدرة فائقة على تقمص الشخصية ، والمسلسل فرصة لاحمد رزق في دور الطبيب لكى يعود لجمهور التليفزيون بثقة بعيدا عن حسابات السينما التي أرهقته ، ويشارك في البطولة رجاء الجداوي ، انتصار ،سون بدر ،طارق لطفي ،حنان مطاوع ، ويقدم "كاركتر "خاص لا يجيده غيره الممثل الكبير السيد راضي ، العمل من تأليف مهدي يوسف ، وإخراج شيرين عادل التي تثبت أقدمها بقوة في هذا الشهر كمخرجة قادرة على ادارة الأعمال التليفزيونية .

3. المرسى والبحار :

الفخرانى هو الفخرانى ، يتمتع بأداء وبريق يخصه وحده دون أي مجال للمقارنة ،لكن يدخل تحدي صعب هذا العام ،بعد النجاح الساحق لعباس الأبيض ، وما يختلف هذه المرة هو نوعية العمل نفسه ،الذي يدور في المدن الساحلية "السويس والإسكندرية " ويتحدث عن صراع الحضارات والثقافات بشكل غير مباشر ، كما يتحمل الفخرانى –بمفرده- حتى الآن مسئولية التمثيل بالمسلسل بعكس أعماله السابقة ، فلا يوجد نجوم بالمعنى المألوف ، اللهم إلا محسنة توفيق وجميل راتب وسلوى خطاب ، فهل يستطيع بمفرده وبموضوع مثل هذا  تحقيق نفس النجاح ، بقى أن نذكر ان المؤلف محمد جلال عبد القوي والمخرج أحمد صقر من أشهر مبدعي الدراما المصرية في السنوات الأخيرة ، المسلسل يعرضه التليفزيون المصري أرضيا ، وقناة المستقبل وقناة أبو ظبي .

4. أحلام عادية :

مأزق واضح وضعت فيه يسرا نفسها ، فبعد تراجع مستوى مسلسلاتها عاما بعد عام ، جاءت بعمل أخر سيثير جدلا حول اختيارتها منذ الآن وحتى قبل أن نكمل الحلقات ، يسرا في دور آمراة شعبية تحترف السرقة وكل من حولها كذلك (!!) حتى يلقى ابنها مصرعه بسبب خطأ زوجها الحرامي أيضا ، لتبدأ في رحلة الانتقام من الجميع وتستعين بأبناء منطقتها من الحرامية في ذلك ، فهل تنقذ "نادية انزحة" يسرا في هذا السباق التليفزيوني ، الجمهور وحده يقرر ذلك ، لكن ما نتوقعه بثقة أن يضيف هذا العمل للممثل المبهر خالد صالح الكثير من الرصيد لدى الجمهور والنقاد . المسلسل معروض على التليفزيون المصري وقناة المستقبل .

5. أحلام في البوابة :

كعادتها سميرة أحمد مع أسامة أنور عكاشة ، الشخصية المثالية التي تواجه التحديات والأشرار ،هذا ملخص المسلسل دون أن نرى منه دقيقة واحدة ، لكن يمكن أن نعرف أن "أحلام في البوابة " يدور حول المحامية أحلام التي تترك مدينة المنصورة لتعود للقاهرة وتحديدا منطقة "بوابة المتولي " لتكتشف أن ميراثها تعرض للسرقة ،يشاركها البطولة مجموعة من الشباب ،ولكن الجديد أن العمل من اخراج السوري هيثم حقي ضيف التليفزيون المصري هذا العام .

6. طائر الحب

اذا كنت تتابع حوارات فيفي عبده التليفزيونية ستواجه مشكلة كبيرة في متابعة المسلسل الذي تظهر فيه لأول مرة كرئيس تحرير يواجه الفساد ، الدور يمثل تحديا غريبا من قبل فيفي التي اعتدنا عليها في شخصية المرأة البسيطة الشعبية وسليطة اللسان ، وهو ما يتأكد إذا ذهبنا قناة الراي التي تعرض حصريا "الست أصيلة " فهي هنا بطبيعتها ، سيدة تفقد زوجها وتجاهد لتربية أبناءها والحفاظ على نفسها من الطامعين .

7. العميل 1001

هذا المسلسل يثير ولا يزال جدلا في الصحافة المصرية ، فهو الاول منذ سنوات طويلة عن حرب الجواسيس بين مصر واسرائيل ، ومع ذلك لم يعرضه التليفزيون رغم توافق رمضان هذا العام مع ذكرى حرب أكتوبر ، ورفضت مخرجة العمل شيرين عادل الاتهامات بأنها لم تنته بعد من التصوير ،مؤكدة أن كل مسلسلات رمضان كذلك وأن قناة ART والبغدادية تعرضه بالفعل ، ويتبقى الحكم على المسلسل من النقاد والجمهور و هو يمثل نقطة فارقة للكثيرين ،مؤلفة نبيل فاروق متخصص في كتب الجاسوسية ،لكنه العمل الدرامى الأول ،لو نجح ،سيفتح ملفاته ويخرج أعمالا أخرى ، أما مصطفى شعبان المتعثر سينمائيا فالمسلسل أما يقربه من مكانة عادل إمام ومحمود عبد العزيز –رغم اختلاف المرحلة التاريخية- وإما يظل محلك  سر ، نفس الامر ينطبق على نجوم السينما الذين يخوضون تجاربهم الأولى مثل نور ورزان مغربي .

8. مباراة زوجية

المسلسل لانعام محمد علي ، ابرز مخرجة مصرية في مجال التليفزيون ،لكن الموضوع جديد بعض الشئ عليها ، فهو يدور حول علاقات الزواج بين رجال ونساء في مراحل عمرية مختلفة ، بشكل يلقي الضوء على طبيعة مشكلات البيت المصري في المرحلة الحالية ، والأبطال جميعهم من الممثلين المكررين في الأعمال الرمضانية ، أحمد خليل ،نهال عنبر ، أحمد راتب ،سوسن بدر ، هنا شيحة ،بالإضافة لمؤلفة العمل نادية رشاد .

9. الظاهر بيبرس

وسط الانتقادات اللاذعة لغياب مسلسل ديني هذا العام ، يقف الظاهر بيبرس كمسلسل تاريخي وحيد على شاشة التليفزيون المصري ،ويعطي فرصة البطولة المطلقة للمرة الأولى لياسر جلال –في دور بيبرس طبعا – مع شيرين وأحمد ماهر ، وعلى قناة الدراما يرتدي احمد عبد العزيز ملابس سيف الدولة الحمداني ، لكن هل لازالت للمسلسلات التاريخية نفس البريق ؟

10. أنا وهؤلاء :

محمد صبحي دائما يغرد وحيدا ،يقدم اعماله حسب قناعاته هو بعيدا عن أي حسابات ،وبعد نجاح ملحوظ ل "ملح الأرض "العام الفائت ،يعود مع "أنا وهؤلاء " ، مدرس خفيف الظل ، يحرص على زرع القيم والمبادئ في عقول التلاميذ وسط عاوصف التغيير التي تطال مجتمعنا ، وكما الفرق المسرحية يشاركه البطولة نفس الممثلين الذي اعتادوا الظهور معه ، بل أن واحدة منهن وهي "هناء الشوربجي " لا تظهر إلا مع محمد صبحي .

المسلسل معروض عبر التليفزيون المصري والفضائية المصرية والبغدادية .

Keshk2001@hotmail.com

موقع "إيلاف" في

03.10.2005

 
 

رمضان يا فن

إعداد ــ أحمد السماحي 

سيارة أم كلثوم: انتهت أم كلثوم منذ أيام ومع بداية شهر رمضان من تسجيل أغنيتها الجديدة يا طول عذابي التي كتبها أحمد رامي ولحنها رياض السنباطي‏,‏ وسوف تذاع الأغنية أول أيام عيد الفطر المبارك‏,‏ هذا ومن المقرر أن تحيي كوكب الشرق يومي‏12‏ و‏14‏ مايو المقبل حفلتين غنائيتين علي مسرح الأونسكو في بيروت‏,‏ أسعار الدخول تتراوح بين‏15‏ و‏20‏و‏25‏ و‏50‏ ليرة لبنانية‏.‏

أم كلثوم اشترت سيارة جديدة فخمة الأسبوع الماضي كانت حديث القاهرة‏,‏ بلغ سعر السيارة‏400‏ جنيه‏.‏

يذكر أن ثومة كان لديها سيارة كاديلاك باعتها واشترت السيارة الجديدة‏.‏
لم يعش الكثيرون منا أيام وليالي رمضان الفنية قبل‏50‏ عاما وبالتحديد في إبريل عام‏1955‏ وهي الفترة التي شهدت ازدهار الحركة الفنية في مصر‏.‏

الأهرام العربي علي مدي شهر رمضان تقلب تلك الصفحات لنستعيد معا ما حدث علي الساحة الفنية في تلك الفترة‏,‏ والمفارقة أننا اليوم وفي عام‏2005‏ نطفيء أنوار السينما والمسارح إلا أن شهر رمضان ومن‏50‏ عاما كان هو موسم الصراع السينمائي والمسرحي بين نجوم الإنتاج والإخراج السينمائي‏.‏

السينمائيون يبحثون عن وجوه جديدة: مطلوب وجوه جديدة للاشتغال في السينما‏,‏ نريد وجوها جديدة نداء يتكرر ولكن لا حياة لمن تنادي أو هناك حياة فعلا ولكن أصحابها لا يريدون لأنفسهم العمل في السينما لماذا؟‏!‏ هذا التساؤل كان موضوع الندوة التي أقامتها مجلة الإثنين أول أيام رمضان في قاعة الحفلات في دار الهلال‏,‏ حضر الندوة مجموعة من الفنانين منهم‏:‏ محمد كريم ـ كامل التلسماني ـ رمسيس نجيب ومحمود ذو الفقار وعاطف سالم‏,‏ بالإضافة إلي قطاع عريض من الجمهور‏.‏

في البداية قال المخرج محمد كريم لعل مشكلة الوجوه الجديدة هي العقبة الأولي التي تعوق نهضة السينما في مصر ولو توفرت لنا حاجتنا من الوجوه الجديدة لأصبح الفيلم المصري من أفلام الدرجة الأولي العالمية‏.‏

وأرجع المخرج محمود ذو الفقار أزمة الوجوه الجديدة إلي امتناع فتيات الأسر الكريمة عن الظهور في السينما مع أن بينها وجوها صالحة لاعتقادهم أن الوسط الفني مليء بالذئاب البشرية‏.‏ماجدة تفضل الإذاعة في رمضانالفنانة ماجدة التي عرض لها حتي الآن أربعة أفلام هي‏:‏ فجر ـ دعوني أعيش ـ الله معنا ـ أماني العمر‏,‏ تصور حاليا وبعد الإفطار مباشرة فيلمها الخامس في هذا الموسم والذي يحمل رقم‏30))‏ في مشوارها الفني‏,‏ الفيلم بعنوان في سبيل الحب قصة محمد الإمام‏,‏ سيناريو عيسي كرامة ومحمد الإمام‏,‏ حوار عثمان أباظة وإخراج عيسي كرامة‏,‏ يشارك ماجدة البطولة يحيي شاهين ـ وداد حمدي ـ عبد العزيز خليل وعبد الغني خليل‏.‏

ماجدة يوميا وبعد الانتهاء من تمثيل دورها تعود إلي منزلها للاستماع إلي الإذاعة التي تفضلها في رمضان‏.‏

إغراء هند ممنوع في رمضان: طلبت الفنانة هند رستم من المخرج حسن الإمام تأجيل تصوير بعض مشاهد فيلمها الجديد الجسد إلي ما بعد شهر رمضان لأن السيناريو يحتوي علي العديد من مشاهد الإغراء التي لن تستطيع تأديتها في الشهر الكريم‏.‏

الإمام استجاب لطلب تلميذته التي اكتشفها وقدمها في هذا الموسم عبر فيلمها الكبير بنات الليل‏.‏

فيلم الجسد بطولة كمال الشناوي وحسين رياض وفاطمة رشدي‏.‏

عزومة شادية: الفنانة شادية وزوجها الفنان عماد حمدي منتجا فيلم شاطيء الذكريات أقاما عزومة لأسرة الفيلم علي الإفطار في أول يوم رمضان‏,‏ حضر الإفطار المخرج عز الدين ذو الفقار وشكري سرحان وعبد الوارث عسر والسيد بدير وأحمد الحداد وتوفيق الدقن والراقصة رجاء يوسف‏,‏ الطريف أن الفيلم الذي يتم تصويره حاليا في استديو نحاس يشهد العديد من المقالب التي يقوم بتدبيرها السيد بدير لزملائه في الفيلم خاصة للفنانين توفيق الدقن وأحمد الحداد‏.‏

شادية طلبت من بدير التوقف عن عمل المقالب لزملائه في رمضان لأنها حرام‏!‏هذا ومن المقرر أن يسافر النجمان شادية وعماد حمدي إلي لبنان عقب الانتهاء من الفيلم وسيظلان هناك لمدة شهر يعد ان فيه إنتاجهما القادم‏.‏

ندوة علي الإفطار: أقام الكاتب الكبير محمود تيمور وليمة إفطار في الأسبوع الماضي لمجموعة من السادة التونسيين المعنيين بشئون المسرح والأدب ويقومون في هذه الآونة بزيارة مصر وهم السادة الأساتذة‏:‏ الهادي السهيلي ـ الهادي المتهني ـ حسن بحيرة‏,‏ كذلك دعي إلي هذه الوليمة الفنان الكبير زكي طليمات وبعض رجال الصحافة‏,‏ وبعد تناول الإفطار عقدت في صالون المنزل ندوة أدبية فنية تحدث فيها الأستاذ زكي طليمات عن المستقبل اللامع الذي ينتظر المسرح التونسي‏,‏ ولقد وعد الكاتب الكبير محمود تيمور والأستاذ عبد الشافي الفشاشي رئيس تحرير مجلة الفن بزيارة تونس خلال الأشهر القليلة المقبلة‏.‏

سرقة حذاء لولا: أثناء تأدية دورها في مسرحية الست عايزه كده التي افتتحت قبل أيام من شهر رمضان‏,‏ سرق من غرفة الفنانة لولا صدقي حذاؤها الغالي الذي اشترته من باريس ويبلغ ثمنه ستة جنيهات‏,‏ وقد قامت نقطة بوليس قصر النيل بالتحقيق مساء الثلاثاء الماضي لمعرفة السارق‏,‏ مسرحية الست عايزه كده تقدمها فرقة الفنان إسماعيل ياسين الذي يقوم ببطولتها مع زوزو ماضي ـ سناء جميل ـ استفان روستي ـ فردوس محمد وسميحة توفيق‏.‏

المسرحية تأليف أبو السعود الإبياري وإخراج السيد بدير‏.‏

الأهرام العربي في

08.10.2005

 
 

أزمات الحور العين بدأت 

محمد عبد الرحمن من القاهرة

من الاعلان عن أسمه وفكرته والهدف الذي يسعى إليه ،كان متوقعا من الجميع أن يثير عرض مسلسل "الحور العين "عبر قناة mbc جدلا واسع النطاق ،سواء من الذين يرون في العمل تعميما لا يفرق بين المتشدد والمتدين ، أو الذي قد يغضبهم استخدام لفظ قرآني في عنوان مسلسل وهل هذا جائز أم لا ، وبدأت مرحلة الدفاع مبكرا وبالذات من المخرج نجدت أنزور ، فهناك دائمة علاقة شائكة بين الفن والدين ،واتهام مستمر بسوء النوايا ، حيث يتحدث المسلسل بشكل رئيسي عن عمليات إرهابية تفجيرية استهدفت مجمعا سكنيا في السعودية غالبية سكانه من الجاليات العربية والمسلمة  والمواطنيين السعوديين مما أودى بحياة الكثير من الأبرياء. ويسلط المسلسل كذلك الضوء على العلاقات الاجتماعية التي كانت سائدة في ذلك المجمع قبل حدوث تلك العمليات الإرهابية .

وكان أنزور قد صرح قبل بدء العمل أن جهات ذات خلفيات ايدلوجية متطرفة، تشعر أن العمل يضر مصالحها وفكرها، ولكن أي إنسان يحب وطنه ويريد إبعاد شبهة الإرهاب عن الإسلام لن يكون ضد هذا العمل."

ووصف أنزور عمله الدرامي أنه "يؤسس لحالة نقاش بين المشاهدين"، وتابع قائلا: "طرحنا وجهتي النظر بتوازن وبموضوعية شديدة ولجأنا  إلى الناس المتخصصين كما أن العمل يذكر المفردات الحقيقة التي تستخدم من قبل الإرهابيين من خلال الحوار". 

كما أشار أنزور إلى "تعدد اللهجات في العمل من خلال وجود عائلات عربية تسكن في المجمع السكني". وأوضح أن "هذا التنوع لأول مرة يطرح بهذا الشكل من خلال حياة يومية بسيطة وسيترك العمل وقعا كبيرا في نفوس المشاهدين خصوصا أن موضوع الإرهاب هو حديث الساعة .

وفور بدء الحلقات تصاعدت الانتقادات إلى الحد الذي دعى mbc لاصدار بيان حول الأمر استنكرت فيه الهجوم على المسلسل قبل رؤيته ، وكان أهم ما جاء في البيان الذي تلقت ايلاف نسخة منه:

مسلسل الحور العين مسلسل يعنى برصد ظاهرة الإرهاب والعنف في السعودية ويشارك فيه مجموعة كبيرة من المعدّين والفنّانين.

وقد حاولت القناة تتبع ردود الفعل وتمّ استخلاص الانتقادات على الترتيب التالي:

أولا: أن تسمية المسلسل بـ"الحور العين" فيه –والعياذ بالله- استهزاء بالحقيقة الدينية التي جاءت في القرآن الكريم والسنة المطهرة.

ثانيا: أن الفن ليس أهلا لمعالجة مثل هذه الظواهر بل هو يكرّسها ويزيدها.

ثالثا: القائمون على العمل ليسوا أهلاً لهذه المهمة.

رابعا: المسلسل يسعى لتشويه سمعة العلماء والدعاة والمتدينيين.

والقناة تحب مناقشة هذه الانتقادات كالتالي:

أولا: الحور العين معنى إسلامي يؤمن به جميع المسلمين، والقناة والقائمون عليها يسعون من خلال هذا المسلسل لتطهير هذا المعنى الإسلامي من محاولة الإرهابيين لاختطافه وتشويهه، وهي تعتبر عملها هذا جهادا في نشر الوعي وتصحيح المفاهيم، ولا يمكن لقناة مسلمة تبث للمسلمين والعرب أن تستهزئ بأية قيمة دينية بأية حال.

ثانيا: يعتبر الفنّ من أهمّ وسائل الإعلام والتوجيه ونشر الوعي وهو يصل لجميع شرائح المجتمع بشكل سلس وميسّر، والقناة تسعى لتوظيفه في مواجهة الإرهاب وهو أداة أثبتت نجاعتها ونجاحها في مناسبات كثيرة.

ثالثا: بسبب حساسية الموضوع فقد حرصت القناة على توفير اللجان والمستشارين في كل المجالات التي يتعرض لها المسلسل وذلك حرصا على مصداقية القناة ومصداقية الفكر والطرح في المسلسل.

رابعا: المسلسل لا يهدف بأي شكل من الأشكال إلى تشويه سمعة أحد، فضلا أن يكون المقصود بالتشويه هم العلماء والدعاة والمتدينون، بل إن المسلسل يسعى إلى إظهار العكس وتبرئة هذه الشرائح الاجتماعية من وصمة الإرهاب والعنف.

كما أن القناة لا تخفي استغرابها من وسيلة "الرجم بالغيب" التي اتبعها موجهو الانتقادات للمسلسل حيث أن أحدا منهم لم يشاهد المسلسل بعد، ولا يخفى على أمثالهم أن القاعدة الشرعية تقول "الحكم على الشيء فرع عن تصوّره"، فكيف يصدرون أحكاما خطيرة على مجرد الرجم بالغيب ودون أن يمتلكوا أي تصوّر عن طبيعة المسلسل!.

ثم إن منتقدي المسلسل اتخذوا من إساءة الظن بالمسلسل والقائمين عليه سبيلا لاتخاذ موقفهم المعادي للمسلسل حتى قبل عرضه، ولا يخفى أن هذا مخالف لما أمرنا الشرع الحنيف به من إحسان الظن بالمسلمين وعدم اتباع الظن في إصدار الأحكام، كما جاء في الآية الكريمة "إن بعض الظنّ إثم" وفي الآية الأخرى "إن الظن لا يغني من الحق شيئا" (يراجع نص الآيتين).

ثمّ إن حرص القناة على نقل الواقع كما هو يحتم عليها أن تتناول الشرائح التي يتشكل داخلها هذا الفكر، وحرصت القناة على عرض الصورة كاملة حتى لا تصيب برئيا ولا تترك مجرما.

وتحب القناة أن تؤكد على حقها المشروع في التناول العلمي والموضوعي لهذه الظاهرة بعيدا عمن لا يقبلون أن ينتقد أو يصحح إلا من كان منهم وبينهم، وهي ترفض هذه النرجسية أياً كان من صدرت عنه، فكل يؤخذ من قوله ويرد كما جاء في الأثر.

وأيا كان الجدل فان المسلسل سيستمر ولا يلوح في الأفق أي قرار بوقفه حتى الآن مثلما حدث مع مسلسل "الطريق إلى كابول " ولكن إلى أي مدى سيصل الجدل حوله ،هذا ما ستكشف عنه الأيام القليلة المقبلة .


Keshk2001@hotmail.com

موقع "إيلاف" في

09.10.2005

 
 

الكاتب يسري الجندي:

الإعلانات تحدد الآن المسلسل الذي يعرض ومن يمنع

لن يسعي وراء اي مسؤول لعرض مسلسله الذي لم يسمح بعرضه علي القنوات الأرضية

القاهرة ـ من محمد عاطف:

أكد الكاتب يسري الجندي ان التعاون العربي في الدراما الرمضانية أمر جيد جداً وقال: أتمني الاتساع في دائرة هذا العمل الذي بدأته العام الماضي في مسلسل الطارق بطولة ممدوح عبد العليم ونخبة من النجوم المصريين والعرب مع المخرج أحمد صقر.. وهذا العام يوجد عمل مهم للكاتب أسامة أنور عكاشة مع المخرج السوري هيثم حقي وهو أحلام في البوابة بطولة سميرة أحمد.. وهناك الممثلة جومانة مراد التي تشارك في بعض المسلسلات المصرية المعروضة حالياً مثل الموت حباً .. ودائما مصر تستوعب الجميع وهذا التعاون يثري بالتأكيد الدراما العربية.

عن مسلسلاته الرمضانية الجديدة قال: هناك مسلسل مصر الجديدة عن حياة هدي شعراوي بطولة فردوس عبد الحميد وداليا مصطفي وإخراج محمد فاضل.. ولا أتدخل في مسألة عرضه علي القنوات الأرضية أو الفضائية خاصة أن الدش اصبح لدي معظم الناس ويتابع المشاهد العمل الجيد في أي محطة.

حول ما تردد عن رفضه للدراما الاجتماعية وتركيزه علي الأعمال التاريخية نفي يسري الجندي هذا الكلام وقال: لم أقل ذلك لكنني أري أن المسلسل الاجتماعي بعافية نتيجة التدهور في الدراما بسبب تدخل المنتج المنفذ في العمل.. وكذلك لسيطرة النجوم علي العمل بشكل يؤدي في بعض الأحيان إلي تشويه العمل لصالح نجم علي حساب المسلسل ثم مشكلة الإعلانات التي تتحكم في العمل.. فتعرض أحد الأعمال و تلغي الآخر.. وهكذا. وحاليا مشغول بكتابة مسلسل اجتماعي بعنوان من أطلق الرصاص .

عن أسباب عدم تعاونه مرة أخري في مسلسل عربي مشترك قال الجندي: أوافق علي تكرار تجربة الطارق بأن أكتب هنا في بلدي العمل وينفذ في أي دولة عربية.. ولكن العروض التي جاءتني كي أسافر وأكتب في الخارج وهذا أرفضه.

التكتلات الإنتاجية تفرض مسلسلاتها علي الخريطة الرمضانية ولذلك لم يعرض مسلسله الجديد مصر الجديدة علي القنوات الأرضية فلماذا لا يتحرك لفرض عمله؟ ويقول: هذا منطق بعيد عن الفن.. مسألة العلاقات والتكتلات تعبر عن العضلات وليست الأمور الفنية.. وعمري ما ضغطت علي أي مسؤول في التليفزيون لفرض عملي.. فإن لم يكن يستحق فلا يلزمني عرضه وأترك الأمور للتليفزيون بنفسي.

أشار يسري الجندي إلي أن الدراما تقدم كل رمضان وجوها جديدة علي مستوي التمثيل والتأليف وكذلك الإخراج وأري أن الشهر الفضيل يعطي فرصا حقيقية لهؤلاء بسبب كثافة المشاهد التليفزيونية والموهوب في عمله ينال النجاح الفوري ويدخل دائرة الشهرة والنجومية التي يبحث عنها.. ولذلك فإن شهر رمضان فرصة عظيمة لكل موهوب يمكن ان يحقق طموحه في الأعمال الرمضانية.

عن اعماله الجديدة قال الجندي: أنتظر عرض أحدث مسرحية لي في المسرح القومي الإسكافي ملكاً وأراه عملا مختلفا في كل شيء ويناقض قضايا مهمة وسوف يحدث رد فعل جيد.

القدس العربي في

10.10.2005

 
 

"زوجتي مدير عام"

يستنسخ الشخصيات والأماكن والأحداث

ريما المسمار  

أول ما يرد الى ذهن مشاهد المسلسل السوري "زوجتي مدير عام" هو مسلسل "يوميات مدير عام". والشبه لا يقتصر على العنوان، بل لعل الأخير هو أبسط وجوه التقليد وأكثرها براءة بين العملين. عندما ظهر "يوميات مدير عام"، أتى بفكرة ظريفة معالَجة بمزيج من الكوميديا والنقد الساخر لأحوال مؤسسات الدولة وشجونها واهمال موظفيها. كما قدم الممثل ايمن زيدان في ثوب الكوميديا على نحو لم يره المشاهد فيه من قبل. بعده أطل زيدان في دور مشابه في "يوميات جميل وهناء" حيث لعب ايضاً دور مدير عام ولكن هذه المرة كان مسرح الأحداث بيته الزوجي الذي يسعى الى إشعال نار الغيرة فيه بعد ان ملّ ثقة زوجته العمياء فيه. المتمعن قليلاً في "زوجتي مدير عام" المعروض حالياً على غير شاشة عربية، يكتشف انه مزيج من الاثنين. فهنا تتقاطع المشكلات الزوجية مع مشكلات المديرية وانما على نحو يخلو من اي تجديد ليتأكد للمشاهد المتابع ان النمط عدو الفن بأشكاله كافة. وليس ذلك التكريس النمطي لمعادلة درامية مستغرب على الساحة السورية التي تشهد منذ سنوات فورة درامية إذ ان النمط يستند الى حركة انتاجية تتسع للمبتكر والتقليدي. بهذا المعنى، ليس المسلسل الحالي المذكور هو وحده الذي يدخل في سياق نمطي، بل ربما يصح القول ان النمط يتسع ليشمل معظم الكوميديا المنتجة درامياً متذكرين مسلسلات تناسخت الفكرة الواحدة والاسلوب الواحد وأحياناً الممثلين من طراز "عيلة خمس نجوم" وما تبعها من "عيلة ست نجوم" وصولاً حتى النجمة التاسعة.. وبنسبة اقل "الو جميل الو هناء" التابع لـ"يوميات جميل وهناء". المثير في هذه الاعمال انها تلحق النمط بشكل واضح ومن دون جهد لتغيير طفيف. فإذا استثنينا المسلسلات التي تشكل جزئيات لعمل واحد، يطالعنا "زوجتي مدير عام" (إخراج سيف الدين سبيعي) بأوجه شبه­او نسخ­ مع "يوميات مدير عام" و"جميل وهناء" بجزءيه. اولاً هناك اماكن الحدث نفسها: البيت الزوجي، بيت الحمى والمديرية حيث تدور معظم الاحداث. ثم هناك الشخصيات المفصلة كأنما على "مازورة" واحدة: الموظف الثرثار، صانع القهوة المتأفف، السكرتيرة الدلوعة، الموظف المدعوم... وكل هؤلاء يتبنون تعابير جسدية وكلامية واحدة. "أم محمود" (سامية الجزائري) الجارة في "جميل وهناء" تظهر في "زوجتي مدير عام" بشخصية تكاد تكون هي نفسها "أم محمود" لاسيما ان الأخيرة قامت على مبالغات في لغة الجسد يصعب نسيانها. أيمن زيدان زوج المديرة العامة لا يختلف كثيراً عن "جميل" او عن "المدير العام". ويمكن المشاهد ان يعثر على شخصيات في الادوار عينها لكأنها لم تغادر الاستديو منذ سنين مثل أيمن رضا الذي يبدو انه لازم مكتب الوظيفة منذ "جميل وهناء"... حتى الديكورات تبدو نفسها: غرفة الجلوس كأنها تابعة الى بيت "جميل وهناء" والمديرية هي نفسها في المسلسلات السابقة.. سوزان نجم الدين هي الوحيدة التي تبدو جديدة على الخلطة ليس لأنها تقدم شخصية جديدة على تلك المسلسلات ولكن لأنها كانت غائبة عن هذا النوع من الاعمال أقرب الى الدراما التاريخية (أعمال نجدت أنزور) والاجتماعية (حنين). اذا كان من السهل تكريس النمط في الحكاية ورسم الشخصيات فإن انتقاله، اي النمط، الى الموضوعات والحوارات يبدو غريباً. فما يمكن استنتاجه من "زوجتي مدير عام" ان هناك معادلات جاهزة لطرح الافكار ومعالجتها وحتى في كتابة الجمل الحوارية. ففي مكتب الموظفات، يبدو طبيعياً ان يكون الموضوع هو الثرثرة بينما ان تُطرح موضوعات الزواج والأعباء الاقتصادية في مكاتب الرجال وان ينحصر دور المديرالعام في التسليم بمشكلات الفساد والرشوة والمحسوبيات في المديرية.. الافكار عينها تتداولها المسلسلات من دون اضافة او رؤية. ليس المطلوب ان تقدم حلولاً ولكن على الأقل ان تلتزم بما يمكن معالجته او ابداء وجهة النظر فيه. معظم تلك المسلسلات تطرح مسائل الفساد والتمييز ضد المرأة والعلاقات الزوجية وسواها كخلفية للأحداث ولكنها في المقابل تعجز عن صوغ حدث مركزي بعمق فتنتهي كل الامور والموضوعات السياسية والاجتماعية والانسانية الى كلام عام منمط والى تمييع في إناء الكوميديا الخادع والفضفاض. اذا كانت كل الافكار إطار فأين هو الجوهر اذاً؟

المستقبل اللبنانية في

11.10.2005

 
 

د. أحمد يوسف يكتب عن هوس المشاهدة

فى شهر الصيام: مبيدات رمضان التليفزيونية

كان الله فى عوننا نحن المصريين، هكذا كان لسان حالى يقول وأنا مضطر لمتابعة البرامج التليفزيونية فى اليومين الأولين من رمضان، وعذرت إخواننا المتخصصين فى أحوال التليفزيون، وحمدت الله على نعمة النقد السينمائي، فمشاهدة فيلم عربى هذه الأيام أيا كان تواضعه تهون أمام الجلوس فى مواجهة شاشة التليفزيون هذه الساعات الطوال، وأخيرا فهمت سبب ذلك الصراع المتوحش بين من يطلقون على أنفسهم النجوم والنجمات حول إذاعة أعمالهم على القناتين الأولى والثانية الأرضيتين، فما يزال عشرات الملايين يشكلون الكتلة الأكبر من المتفرجين والمستهلكين - وهى الكتلة التى أخرجها صناع الأفلام من حساباتهم!! - لذلك فأنهم يصبحون هدفا مزدوجا يبيعه التليفزيون للشركات الإعلانية التى أصبحت تؤجر معظم وقت التليفزيون مفروشا ببرامجها وإعلاناتها، وإن كان الجانب الأهم هو أن يصب ذلك الجهاز الإعلامى الإعلانى كل هذه الترهات فى عقول المشاهدين، الذين لابد أن تصيبهم البلادة واللامبالاة بسبب تلك المحنة التى يتعرضون لها وهم لا يجدون عنها عوضا للتسلية والترفيه.

لا عجب إذن أن يعود إبراهيم نصر ووجوهه النسائية المختلفة فى نمر التقليد السقيمة التى لا تثير الضحك، وإن كان هناك ضحك معلب أضيف إلى شريط الصوت فى الفارغة والمليانة لكى يزغزغ المشاهدين، ونمر تقليد برامج الفضائيات المختلفة وكأن التليفزيون لم بجد بدا من أن يسخر من نفسه، وإن كانت الفقرة التى يجب أن يتوقف عندها علماء النفس والاجتماع فقرة مذيعة تطوف فى الشوارع لتسأل المواطنين الغلابة أحد الأسئلة، فلا يعترف أحدهم بأنه لا يعرف الإجابة، فالجميع على سبيل المثال يعرفون ماهى القرية الذكية - أعترف أننى لا أعرفها حتى الآن! - ومعظمهم يقول أنها فى شرم الشيخ، وبعضهم يؤكد أنه ذهب إليها واستمتع بمياهها البنفسجية، وهو أمر يكشف عن اللغو السائد فى حياتنا من أعلى المستويات إلى أدناها، وخواء البرامج الحوارية التى تخلو من أى مضمون حقيقي، واشمعنى يعنى المواطن الغلبان لا يدلى بدلوه - مثلما يفعل المسئولون الكبار أنفسهم - ويملأ الفراغ بالهواء الذى دهناه دوكو، فالكذب والفهلوة وتكريس الجهل تسود فى كل مجال، حيث يختلط حديث الواقع بحديث الأمنيات على طريقة الوعود الزائفة بتشغيل العاطلين وزيادة معدلات التنمية، وسلم لى على القرية الذكية فى الوقت الذى أصبحت فيه القاهرة ذاتها قرية حقيقية تفتقر إلى الذكاء. لا تستغرب أيضا أن تصبح برامج المقالب مادة أساسية هنا وهناك، بين مقلب دوت كوم والكاميرا الخفية الله يرحمها ويرحمنا، فإنما حياتنا فى هذا العصر مقلب كبير، علينا أن نشربه كل لحظة ونحن فى سعادة بلهاء، وذيع أصل العيا مر، كما أن علينا أن نتجرع برامج المسابقات شديدة التفاهة المسروقة من أفكار قديمة عفى عليها الزمن، ويقدمها مذيعون ومذيعات محدودو الموهبة وهم يلوكون أسئلة متواضعة كل هدفها أن تتصل الآن، وكأنه لا تكفى هذه الإعلانات التى تروج بشكل مريب لفكرة اليانصيب الذى يحل لك المشكلات فى غمضة عين، وأرجو يوما أن يدلى علماء الدين الحقيقيون برأيهم حول ذلك القمار الإعلاني، وأرجو أيضا أن تتأمل ذلك الإعلان الذى يقارن بين رجل أفنى عمره كدا وعملا لكى يشترى السيارة التى كان يحلم بها، وبين فتى رقيع يقال أنه حصل عليها لأنه اتصل الآن!! كما امتد هذا الاتصال إلى مايشبه التسول فى عبارة اتبرع بأى حاجة!! وعلى طريقة ساعة لقلبك وشعار تبرعوا لبناء مستشفى نفق شبرا... بنينا المستشفى ولسه النفق، فإنهم يقولون لك بنينا المستشفى ولسه الأجهزة، وإن كنا لا ندرى بجد ماهى الضمانات لجدية هذه التبرعات بالمكالمات، بل إننا نتساءل مرة أخرى حول مشروعية ومنطقية الترويج لفكرة التبرع فى موضوع العلاج الذى هو من وظائف الدولة الأساسية كما حددها الدستور.

ولعل أطرف البرامج هو البرنامج الذى قدمته ماما سوزان ويجلس حولها بعض الأطفال موردى الوجوه، وهى تحكى لهم حدوتة من كتاب لا ندرى من هو مؤلفه اللوذعي، وتحكى الحدوتة عن مجموعة من الأصدقاء قرروا تكوين شركة أهم ما فيها خزنة سرية، ثم اختلفوا حول من يمسك هذه الوظيفة أو تلك، ثم اكتشفوا بعد توزيع الأدوار أنهم نسوا التفكير فى الهدف من إنشاء الشركة ذاتها!!

هل كان لاوعى المؤلف أم خبثه يقف وراء فكرة فقدان الهدف العام لأن جميع أفراد الشلة مهتمون بتوزيع الأنصبة والمناصب؟ لكن الأهم هو لاوعى الأطفال الذين استمعوا إلى الحدوتة، وعندما سألتهم ماما سوزان أى الوظائف يختارون، أجاب الصبيان جميعا:ضابط أمن الشركة - شايف النصاحة؟!، لكن أرجو أن تتأمل إفيه لا ندرى إن كان عفويا أم مقصودا، عندما اختار عيل أن يكون زى حسنى مبارك، فأجابت ماما سوزان فى نبرة لا يمكن أن تخطئ دلالتها: قوى قوي، ماهى الفرصة مفتوحة دلوقت قدام الجميع!!

أما الذى زاد وغطى فهو برنامج البيت بيتهم - والبيت بيت أبونا، والغرب يطردونا - فالمسحة الرمضانية الوحيدة هى استيراد بعض المذيعين والمذيعات - أو الذين يفترض أنهم كذلك - لملء فراغ مدة زمنية باعها التليفزيون المصرى لإحدى الشركات الإعلانية، لكى يقدموا فقرات لابد أنك قد شاهتها من قبل مئات المرات وإن خدعوك فقالوا أنها جديدة. المشكلة الحقيقية فى هذا البرنامج هو الافتعال الذى يسود فقراته رغم زعمهم أنها تلقائية، ولك أن تتصور شخصا مفتعلا يفتعل أنه تلقائى لتدرك ما أعنيه، مثل المذيعة التى تبدأ كل أسئلتها للضيوف بكلمة أنا، حتى أنها سألت أحدهم:إيه رأيك فيا؟، فيجيبها فيما يبدو أنه مجاملة ومدح لمن يخيل عليه الأمر:إنتى فى موضعك تماما وأدائك سهل ومخوفة الناس، فتجيب فى مسكنة بينما دخان الغرور يكاد أن يتصاعد من جهاز التليفزيون أمامي: ليه بس ده أنا أبسط الناس!!!

من حقكم أيها الإعلاميون الإعلانيون أن تقولوا عن أنفسكم ماتشاءون فى جلساتكم الخاصة، لكن أن يحدث هذا فى تليفزيون الحكومة وفى أدمغتنا فهذا ما لايرضى الله، وإن كان الأهم عندكم هو رضا الحكومة التى أعطتكم تفويضا لكى تأكلونا لحما وترمونا بقايا بشر عاجزين عن التفكير، وقانعين بذلك الفتات من التسلية والمتعة التى تحتشد بمكسبات اللون والطعم المسرطنة.

العربي المصرية في

11.10.2005

 
 

يجد صعوبة دائما فى البحث عن الأفضل

الفخراني: العبرة ليست بكثرة الأعمال الفنية

أحمد عطا

هو نجم نجوم الدراما التليفزيونية بلا منافس، استطاع أن يخلق حالة من العشق والتواصل بينه وبين المشاهد حتى صارت أعماله الوجبة المفضلة والمحببة للمشاهدين فى رمضان.. كان لنا معه هذا الحوار لنفتش فى أوراقه الخاصة.

·         لماذا تصر على تقديم عمل واحد طوال العام.. على الرغم من أن المشاهد يتمنى أن يراك فى أكثر من عمل؟

- العبرة ليست بكثرة الأعمال.. لأن العمل الجيد فى عناصره من إخراج وسيناريو وتمثيل يجب أن يترك انطباعا جيدا لدى المشاهد الذى يبحث عن التمييز فى كل شيء ونجده ناقدا جيدا تجاه أى عمل إبداعي.. فالمسألة عندى ليست بالكم.

·         هل صحيح أنك اخترت مسلسل المرسى والبحار من بين عدة أعمال؟

- بالتأكيد، لقد قرأت أكثر من عمل.. وهى أعمال جيدة ومتميزة، ولكن لم أر نفسى فى هذه الأعمال.. لأننى فى النهاية مسئول عن اختياراتى أمام جمهوري، ولهذا أجد صعوبة فى البحث عن الأفضل والأجود من بين ما يعرض على من أعمال درامية.

·         ولكن ليس كل ما يعرض يمكن أن يقال عنه دراما بحق؟

- كما قلت.. العمل الجيد لابد أن تتوافر فيه جميع عناصر النجاح، فإذا ما افترضنا أن النص جيد وعلى مستوى عال والإخراج ضعيف والإنتاج دون المستوي، ستجد أن العمل سيظهر فى النهاية ضعيفا فى مجمله، بالإضافة إلى أن العمل الجيد وراءه إنتاج قوى وثرى يستشعره المشاهد.

·         لماذا وقع اختيارك على المرسى والبحار تحديدا؟

- العمل مكتوب بشكل رائع، فهو رحلة درامية نستعرض خلالها أشياء كثيرة، منها حب الوطن والانتماء، بالإضافة إلى أن شخصيات العمل ثرية، بينهم ترابط شديد، فضلا عن القيمة والمضمون اللذين يطرحهما العمل.. كما أن هناك بعدا فلسفيا يرمى إليه العمل.

·         هل هناك خطوط عريضة تم الاتفاق عليها بينك وبين المؤلف محمد جلال عبدالقوى حول الشخصية التى تلعبها؟

- لا أتدخل فى عمل المؤلف، وأحترم رأيه، وإذا كان هناك تصور حول نقطة لها، فنناقشها بود وحب، كثنائى وأصدقاء حريصين أن يخرج العمل بالشكل اللائق.. حتى لو كان هذا المؤلف أحد المؤلفين الجدد، وليس كاتبا كبيرا فى حجم محمد جلال عبدالقوي.

·         متى يقرر الفخرانى أن يقوم ببطولة عمل من إخراج شادي؟

- ضاحكا شادى عاشق للسينما، وقد عمل مساعدا لكبار مخرجى السينما المصرية، أمثال شريف عرفة وبعض المخرجين الأجانب، ولهذا طموحاته سينمائية من الألف إلى الياء.. وأنا وهو أصدقاء.

·         فى رأيك هل الدراما السورية أصبحت تهدد الدراما المصرية، بعد التميز الذى ظهرت به، خاصة الأعمال التاريخية؟

- لقد سمعت هذا الكلام كثيرا، فالمنافسة مطلوبة مع الأشقاء فى سوريا وغيرهم من الأقطار العربية، لأن الإبداع ليس مقصورا علينا.. وأنا معجب جدا بما يقدم من أعمال تاريخية من إنتاج الأشقاء فى سوريا.. وأعتقد أن هذا فى صالح الدراما المصرية وليس ضد، حتى نحرص على الأفضل ونسعى للتميز.

·         هل يغضبك أن يعرض عملك خارج رمضان؟

- مطلقا، سواء عرض عملى فى رمضان أو خارجه.. المهم أن يلقى قبولا لدى المشاهد.. الآن العمل الجيد يفرض نفسه على المشاهد فى أى وقت بدليل أن هناك أعمالا درامية على درجة عالية من التميز قد عرضت خارج رمضان.

·         ما سر إصرارك على تقديم وجوه جديدة فى أعمالك؟

- هذه مسئولية ملقاة على عاتقي، كان هناك فى وقت من الأوقات نجوم كبار تعاونوا معنا أمثال رشدى أباظة وفريد شوقي، ونحن أيضا بدورنا نود أن ندفع على الساحة الفنية بعدد من المواهب الفنية!

العربي المصرية في

11.10.2005

 
 

الدافئ.. يحيى الفخراني

قبطان فى بحر الفن

أحمد يوسف 

إذا تأملت وجه يحيى الفخرانى فإنك يمكن أن تتخيل أنه قط سمين مربرب، بوجهه المستدير وشاربيه النافرين وعينيه الخضراوين العميقتين، إذا ركن إلى السكون فإنه يكتسى نوعا من الحزن والوقار، حتى يوحى إليك بأنه لن يحرك ساكنا لو انطبقت السماء على الأرض، وربما تسلل إليك شعور بالخوف من أنك إذا مددت له يدك فربما خربشك لأنك قطعت عليه خلوته، ولكنك وياللعجب سوف تفاجأ بأنه سوف ينط من مكانه وقد تفجر منه بركان من الحيوية، وربما شعرت بالتعب لكنه لن يتوقف عن اللعب والقرقرة، ويحوم حولك داعيا إياك إلى احتضان الحياة فى كل لحظة بلا كلل أو ملل.

ظهر يحيى الفخرانى على الشاشتين الكبيرة والصغيرة فى فترة شهدت مولد بطل ذى ملامح عادية، تراه فتسأل نفسك أين رأيته من قبل فى واقع الحياة، فهو يشبهك ويشبهنى ويشبهنا جميعا، إن لم يكن فى مظهره الخارجى فالأهم هو التشابه النفسى الداخلي، إنه بطل من زماننا يبحث لنفسه عن مكان تحت الشمس، ونحن نتعاطف دائما معه لأنه لا يحارب بأسلحة لا نملكها، مثل الثراء والوسامة والنفوذ، فكل ما يملكه هو التشبث ببقايا القيم النبيلة التى نتصور كثيرا أنها قد ضاعت، لكنه يؤكد لنا أنها تتجسد فى أبطاله، وهم جميعا يحملون نوعا نادرا من التناقض الخلاق، بين المظهر والجوهر أحيانا، أو حتى بين الخير والشر أحيانا أخري، كتناقض القط المتجهم السعيد!

قدم يحيى الفخرانى أدوارا يمكنك أن تضعها فى خانة الشر الذى يختفى وراء قناع البراءة، فهو الذى جسد ياجو فى التمصير السينمائى لمسرحية عطيل فى فيلم الغيرة القاتلة، لكنه فى فيلم دعوة خاصة جدا يصبح المعادل المصرى للممثل الكوميدى البريطانى بيتر سيلرز الذى اشتهر بوجه ساذج جامد وروح شديدة التوهج، لكن يحيى الفخرانى يصبح منذ فيلم خرج ولم يعد نموذجا لملايين الحائرين الذين تقصيهم الحياة فيجدون أنفسهم وقد علمتهم التجربة كيف يقتنصون جوهر الحياة ذاتها، وهو الأمر الذى يكتسب فى عودة مواطن ظلالا اجتماعية واقتصاديةتثير الأسى والشجن معا، حين يحاول بعد غيبة طويلة أن يلملم شتات أسرته التى تننتمى إلى الطبقة المتوسطة، لكنه يكتشف أنه يعيش زمان أفول هذه الطبقة وتآكل قيمها التى عاشت تحلم بها خلال الخمسينات والستينات، لكن هذه الظلال تتحول إلى الدلالة الميتافيزيقية فى فيلم للحب قصة أخيرة عندما يكون عليه أن يقف على حافة الحياة متشبثا بها بكل قواه فى معركة بطولية يائسة يصارع فيها الموت. ولم يكن غريبا أن يشارك يحيى الفخرانى بعضا من جيل الشباب أحلامهم فى تجاربهم الأولي، كما فعل مع شريف عرفة فى الأقزام قادمون ومع سعيد حامد فى الحب فى الثلاجة، وهما التجربتان اللتان تجدان فى الجنون الفنى سبيلا لتحقيق الأحلام، التى دخلها فى أرض الأحلام فى شخصية ذلك الساحر الذى يفاجئك فى كل لحظة بأن الحياة لاتزال حافلة بالمفاجآت.

وفى الدراما التليفزيونية خلق يحيى الفخرانى لنفسه مكانا لن يزول من الذاكرة أبدا، على العكس من أعمال تليفزيونية أخرى تنساها بعد أن يدور العام دورته، ويمكنك حتى اليوم أن تستعيد ليالى الحلمية أو زيزينيا أو أوبرا عايدة وتراها معه كأنك تراها للمرة الأولي، ويمكننى أن أؤكد لك أن هناك الملايين وأنا من بينهم استمروا فى العام الماضى فى مشاهدة عباس الأبيض رغم أن السرد الدرامى كان يدور حول نفسه وهو يزحف كالسلحفاة كل يوم بضع أشبار لكى يعودها فى اليوم التالي، لكننا كنا نشاهد عباس الأبيض بفضل يحيى الفخراني، بوجهه المستدير وعينيه الحزينتين وضحكته الصافية المجلجلة وذراعيه المفتوحتين اللتين يقابل بهما الحياة، رغم أن الحياة ذاتها قد دفعت به رغما عنه إلى المنفى الاختيارى خارج الوطن وداخله، لكنه كان يحاول أن يستعيد لنفسه ولنا ما فقدناه، وربما كان هذا حلما بعيد المنال فى الشروط الواقعية التى نعيشها، لكن يحيى الفخرانى يساعدنا على أن نقبض على الأمل بمخالبنا، ويوقظ بداخلنا القط الذى لا يتوقف عن الحوار مع الحياة بالمناكشة والمناغشة!

العربي المصرية في

11.10.2005

 
 

أسامة أنور عكاشة لـ «الأهالي»:

«أحلام في البوابة» تبحث قضية سرقة الآثار المصرية

نجوي إبراهيم

الكاتب المبدع أسامة أنور عكاشة واحد من الكتاب الذين قدموا الكثير من الأعمال الدرامية الناجحة والمتميزة التي ينتظرها جمهور عريض يطل علينا هذا العام بمسلسل «أحلام في البوابة» بطولة الفنانة سميرة أحمد ويوسف شعبان ومعالي زايد ومن إخراج السوري هيثم حقي والبوابة في المسلسل كما يقول أسامة أنور عكاشة هي بوابة المتولي أو باب زويلة الأثري وهي رمز لمصر، و«أحلام» هي المحامية التي تترك المنصورة وتعود إلي البوابة، وتدافع عن أهلها ضد أنواع الفساد والظلم والاستغلال. وفي الحوار التالي يجيب الكاتب أسامة أنور عكاشة عن أسئلة «الأهالي»:

·         ما الجديد الذي تقدمه في مسلسل «أحلام في البوابة»

أنا لا أستطيع أن أتحدث عن الجديد في هذا المسلسل لأن العمل الآن أصبح ملك الجمهور والنقاد، فهم قادرون علي رصد الجديد الذي حاولت تقديمه.

·         إذن ما هي الفكرة العامة التي يدور حولها المسلسل؟

الفكرة العامة هي الأحلام عموما سواء أحلام البسطاء أو من نطلق عليهم «ملح الأرض» أي الطبقات الدنيا في مقابل أحلام الأغنياء فعندما تتصادف أحلام هؤلاء وهؤلاء، من الذي يفوز في النهاية!! هذا هو السؤال الذي يطرحه المسلسل.

·         وما هي السلبيات التي يكشفها المسلسل؟

أنا لا أختار سلبية معينة وأبني عليها العمل الدرامي، ولكني أقوم في معظم أعمالي بعملية رصد للواقع المرير الذي نعيشه بكل سلبياته وإيجابياته، وألقي الضوء علي مناطق معينة، وفي «أحلام في البوابة» حاولت التركيز علي قضية سرقة الآثار المصرية.

·         وكيف جاء التعاون بينك وبين المخرج السوري هيثم حقي

قررت التعاون مع المخرج هيثم حقي بعد ملاحظتي أن المخرجين المصريين - للأسف الشديد - جرفتهم التجارة ومتطلبات المنتجين، في حين أن المخرجين في سوريا لايزالون يهتمون بالكيف، وليس الكم كما يحدث عندنا في مصر، وهذا سبب تقدم الدراما السورية عن الدراما المصرية الآن، والتعاون بين مصر وسوريا موجود منذ سنوات طويلة، فالشوام لهم الفضل في دخول المسرح في مصر، ولذلك فكرت في أن يتم تعاون بين كاتب مصري ومخرج سوري.

·         هل معني ذلك أن الدراما السورية تفوقت علي الدراما المصرية؟

بالفعل تجسد إبداع الدراما السورية في الكثير من الأعمال الدرامية من خلال النصوص الجيدة والإبداع في الإخراج والأداء والديكور والإضاءة.

أجور النجوم

·         ترددت إشاعة بأن الفنانة سميرة أحمد دفعت ثمن السيناريو مضاعفا حتي لا تتدخل في المسلسل بعد التصوير فما تعليقك؟

هذا الكلام عيب أن يقال، ورغم أن بعض الصحف كتبت هذا الكلام إلا أن الفنانة سميرة أحمد نفته، وأكدت عدم صحته فأنا لا يمكن أن أبيع ضميري، ولن أترك عملي في أي مرحلة من مراحله، والذين أشاعوا هذا الكلام لم يعجبهم أن أجري وصل إلي أجر النجوم الكبار، ولذلك روجوا لهذا الكلام غير الصحيح.

·     استطاع الكاتب أسامة أنور عكاشة أن يكون أحد مكونات الطقس الرمضاني حيث إن معظم أعمالك تقدم في رمضان.. فهل أنت حريص علي ذلك؟

أعلنت أكثر من مرة أن العرض في رمضان لا يبهجني وعدم العرض لا يحزنني، والحمد لله أن أهم أعمالي لم تعرض في رمضان كمسلسل «الراية البيضاء» و«رحلة السيد البشري»، والجزء الأول من «ليالي الحلمية»، والجزء الأول من «الشهد والدموع»، و«عصفور النار» فأنا لا أحتاج للعرض في رمضان ولا أستند علي هوجة رمضان.

·         ولكن أغلب النجوم والكتاب والمخرجين يتسارعون علي عرض أعمالهم في رمضان فلماذا؟

لأن الأعمال تنال أعلي نسبة مشاهدة عن أي توقيت آخر، في حين أن كثرة عرض الأعمال الدرامية في رمضان لا تفيد المشاهد ويجعل الشهر الذي يتمتع بنسبة مشاهدة عالية مجرد مولد والأعمال الجيدة تتوه وسط الزحام.

·         هل تعتقد أن لجنة المشاهدة التي تم تشكيلها قبل رمضان لتقييم دراما رمضان ستجعلنا نشاهد أعمالا جيدة علي الشاشة؟

نتمني أن تساهم هذه اللجنة في تصويب مسار دراما رمضان، والواضح علي الشاشة حاليا أن الاختيار يكاد يكون صحيحا، فالأعمال المعروضة للمبدعة إنعام محمد علي، والفنان يحيي الفخراني وشيخ المخرجين هيثم حقي وكوكبة أخري من الأسماء التي نثق في قدراتها الفنية.

ملامح المسلسلات

·     ولكن اللجنة لم تتسلم الأعمال كاملة للحكم عليها ولذلك كان التقييم علي بعض الحلقات فهل تعتقد أن التقييم بالقطعة سيكون موضوعيا؟

اللجنة تسلمت عشر حلقات تقريبا من كل مسلسل وكان الحكم وفقا لرؤية الحلقات الجاهزة وأعتقد أن هذا كاف للحكم علي المسلسل، والمسلسل الذي لم تتضح ملامحه خلال 10 حلقات فمن الضروري استبعاده فورا.

·         هناك تساؤل يفرضه الزحام الرمضاني الذي نعاني منه كل عام من المسئول عن تدهور الدراما المصرية؟

الدراما المصرية للأسف الشديد نزلت سوقا تسيطر عليه الإعلانات والكل هدفه الحقيقي الربح ولذلك يتم سلق الأعمال لكي تلحق بموسم الإعلانات كما أن النجم أو النجمة أصبح اهتمامهم بالظهور في صورة مثالية علي الشاشة ولم يعد هناك اهتمام بتدقيق اختياراتهم، ومن ناحية أخري نجد الكم الرهيب من الفضائيات يحتاج إلي ملء فراغات علي الشاشة بالدراما حتي لو كانت غير جيدة وأصبح كل من يستطيع أن يملأ صفحات يقال عنه كاتب، ويضطر المنتج إلي إنتاج العمل لمواجهة الطلب المتزايد.

·         إذن ما هو العلاج؟

العلاج هو فصل الدراما عن الإعلان والاهتمام بالكيف وألا يكون معيار جودة العمل هو النجم أو النجمة ولكن الموضوع.

·     تحولت غالبية الأعمال التليفزيونية في الآونة الأخيرة إلي نظام الثلاثين حلقة خاصة دراما شهر رمضان مما جعل هناك اشتياقا إلي أعمال الخمس عشرة حلقة والسهرات التليفزيونية فأين ذهبت هذه النوعية من الدراما؟ ومن المسئول عن اختفائها؟

موضوع عدد حلقات المسلسل ليس مسئولية المؤلف فمن يكتب الثلاثين حلقة يمكن أن يكتب 15 حلقة والمؤلف في الحالتين يحصل علي نفس الأجر، ولكن هناك ظروف معينة تفرض الشكل الذي نكتب به، فعندما كان إنتاج المسلسلات مسئولية التليفزيون كان عدد الحلقات لا يزيد علي 13 حلقة، وذلك بناء علي نظام الدورة الإذاعية للتليفزيون، ولكن الآن نجد أن تكاليف الإنتاج زادت وخاصة أجور الممثلين، فأصبح المنتج محتاجا لسد تكاليف المسلسل ولذلك فهو يطلب أكبر عدد من الحلقات وأحيانا موضوع العمل نفسه يفرض زيادة عدد الحلقات فمثلا «ليالي الحلمية» جاءت في خمسة أجزاء علي 140 حلقة، وهنا الموضوع هو الذي فرض زيادة عدد الحلقات.

أسباب تجارية

·         وفي حالة مسلسلات رمضان هل الأمر يختلف؟

في حالة مسلسلات رمضان السبب تجاري ولابد أن تبحث جهات الإنتاج عن حل لهذه المشكلة.

·         وما الحل من وجهة نظرك؟

لابد أن تتولي جهات الإنتاج بنفسها بند الأجور وتقوم هي بدفعها فعندما تقل الأجور يقل الضغط من المنتج علي المؤلف، ويجب أن نحتكم إلي الموضوع الدرامي هل الدراما تستحق هذه المساحة أم بها مط وتطويل.

·         تتسم غالبية أعمالك بتعدد التفاصيل والإسراف في الحكي مما يجعل البعض يقسر ذلك علي أنه نوع من الإطالة فما رأيك؟

هناك اتهامات مجانية تنتقل بطريقة العدوي من بينها هذا الاتهام، وفي الحقيقة إن تكرار هذا الاتهام في غاية السهولة وفي اعتقادي أن التفصيلات الصغيرة تشكل ملامح العمل الفني ككل وأي محاولة لحذف مشهد صغير بدعوي أنه غير ضروري سيؤثر علي الخط الدرامي وهذا بالطبع ينطبق علي الأعمال الجيدة وليست الأعمال السطحية التي يمكن حذف نصف مشاهدها دون أن يحدث اضطراب في مضمونها.

·         باعتبارك رائد الدراما التليفزيونية هل تعتقد أن الكتابة التليفزيونية تختلف عن السينما؟

التعامل مع التليفزيون باعتباره نافذة مفتوحة علي كل الشرائح الاجتماعية بثقافتها المختلفة وبالتالي لا يمكن أن تقوم الأعمال التليفزيونية علي التجارب كما أنه لا يسمح التليفزيون بطبيعته الجماهيرية بتقديم أعمال طليعية مثلما يحدث في السينما والمسرح.

·     بمناسبة انتصارات أكتوبر ما سبب عزوفك عن الكتابة لفيلم عن حرب أكتوبر خاصة وسبق أن رفضت معظم الأعمال التي تقدم عن أكتوبر؟

فكرت في ذلك من قبل ولكن صرفت نظر بعد ذلك لأنني أشعر أن الوقت مازال مبكرا علي إنتاج فيلم يجسد حرب أكتوبر بكل أبعادها، والمطلوب الآن فيلم موسمي يعرض مرة واحدة في السنة، كما أني اكتشفت أنني لن أتمكن من أن أكتب ما أريد بل أن أكتب ما هو المطلوب، ولم أتعود الكتابة بهذا الشكل.

·         ما سبب اهتمامك بالكتابة الصحفية؟

الكتابة الصحفية أمارسها كضيف، وأهميتها في أنها تعطي لي الفرصة للتعبير عن رأيي في الأحداث الجارية، خاصة أن الدراما تحتاج إلي وقت حتي تخرج إلي الناس.

الأهالي المصرية في

13.10.2005

 
 

السيرة المزيفة لنزار قباني، دراميا

دلور ميقري 

أثارت مقالة الكاتب صبحي حديدي، حول مسلسل "نزار قباني"، أسئلة كانت تراودني منذ أن قرأت خبراً عن الخلاف بين عائلة الشاعر الكبير و بين القائمين على هذا العمل الدرامي. ثمّ تسنى لي بعدئذ أن أشاهد حلقتين من المسلسل، لتعزز تلك الأسئلة الهاجسة بشرعيّة العمل وأصحابه. وربّ امرءٍ سيبتدهني بتساؤله، عما إذا كانت حلقتان من مسلسل تلفزيوني في ثلاثين حلقة، تجيز لي الحكم على العمل ككل؟ وأعتقدُ من جهتي، بأنّ الأمر مشروعٌ وجائزٌ؛ خاصة إذا عرفنا أنّ الثغرات الخطيرة في هذا العمل، قد تبدّت للعيان مباشرة ً منذ الحلقات الأولى، إن كان على صعيد الحوار أم الشخصيات أم لعبة الزمان والمكان..وغير ذلك من مكونات العمل الدرامي.

إنّ عزوفي عن متابعة هذا المسلسل، عائدٌ لمشاعر المحبة والوفاء التي تشدني إلى شاعر مدينتي الخالدة؛ المشاعر التي هجستُ، فوراً، بتغرّبها عن  العمل أو على الأقل، ضبابيّتها وتماهيها بمواقف مفتعلة، غريبة عن أجواء الشاعر ومحيطه الحميم. فبيت الطفولة القبانيّ، المشعّ بإلفة غامرة  و الذي يا ما تغنّت به قصائد شاعرنا، هو غير المنزل الذي عرضه لنا المسلسل؛ إذ  تتخلله مسحة ٌ مقيمة من الكآبة والضجر، وإنتفاء أحاسيس الحرية و الأنس والبهجة؛ الأحاسيس الضرورية لتكوين شاعر مرهفٍ لم يدن سوى بالحب عقيدة ً وخلاصاً. هذا على الرغم من ضرورة تنويهنا بجهد المخرج، في إيحائه بطراز البيت الدمشقيّ، العتيق، المميز بعمارته الداخلية المتقنة وتقسيماته وباحته السماوية وحديقته المنمنمة وبحرته السلسبيل. هاهو نزارُ، الطفلُ الجميل، الأثيرُ بين إخوته عند الأم الحنون (والتي تؤدي دورها، الفنانة القديرة صباح الجزائري)، بما  يعتورها تجاهه من قلق خفيّ إثر تعرضه لحادث أليم، عابر. وثمة أنثى اخرى في المنزل، منحته كل الحب والرعاية ؛ وهي الشقيقة الكبرى، وصال، التي ستشكل مأساة ُ إنتحارها، لاحقاً، عاصفة َ التمرد على التقاليد المتزمتة، والمنطلقة من صوت الشاعر المدوّي، دفاعاً عن المرأة وكيانها وحريتها. لقد نجح المسلسل، إلى هنا، في إستيعابه للشروط الإجتماعية المكونة لشخصية  نزارنا الطفل.. لولا تلك المطبات الإنفعالية، المقحمة في النص، سوقاً لمبررات سياسية، راهنة، تستدعي إستجداء الماضي مشوّهاً، مزيفاً، وعلى مقاس أهل السلطة وتوجهاتهم وأهوائهم المتقلبة ؛ كما عودتنا "مآثر" الدراما السورية، المتلاعبة بالمسألة التاريخية  في  مرورها بحقب الإحتلال التركي والإنتداب الفرنسي و إلى الإستقلال والإنقلابات.. وصولاً إلى الثورة المجيدة!

إن المشهد اليتيم، في الحلقة الأولى، الموحي بالزمن التاريخي، إقتصر على محاورة سريعة بين والد الشاعر (يؤدي دوره الممثل المخضرم أسعد فضة)، وبين صديق له من مجاهدي فلسطين. يعاتب الأب  صديقه لتركه صفوف المجاهدين، ويكون تبرير الرجل  أنّ هؤلاء أذعنوا لضغوط الحكومات العربية بخصوص تقسيم فلسطين إلى دولتين ؛ عربية ويهودية : المستغرب هنا، أن المخرج  باسل الخطيب (وهو الفلسطيني الأصل) لم يتنبه إلى الخطأ التاريخي، الفادح ،لذي أوقع به المسلسل، كاتبُ السيناريو، العتيد ؛ ذلك أن مشروع التقسيم، لم يطرح في فترة ثورة عام  1936، بل بعد هذا التاريخ بأكثر من عشر سنوات ؛ وتحديداً في عام 1947، أي  إثر إنتهاء الحرب العالمية الثانية ونشوء الأمم المتحدة!

وفي الحلقة الثانية، أيضاً، سيتحفنا الكاتب نفسه بمطبّ تاريخيّ، لا يقل فداحة عن سابقه. فيطالعنا في صدر الشاشة الصغيرة  تقويم زمنيّ (1943)، يوحي بإنتقال شاعرنا إلى مرحلة الصبا ؛ أي أنه دخل في العقد الثاني من عمره. نحن، إذاً، في السنة ذاتها، حينما يشاءُ أهلُ الدراما إقحام إمرأة فلسطينية في مشهد يصوّر بطلنا منحنياً على قبر أخته الحبيبة وبيده وردة جورية، حمراء. يتداعى إلى فهم المشاهد، من خلال المحاورة بين  نزار الفتى  وحارس المقبرة، أنّ المرأة تبكي زوجها الذي حمل جراحه إلى الشام لاجئاً، حيث مات على الإثر متأثراً بها : نشدتكم الله، أليس أطفال المدارس عندنا يعلمون أنّ الفلسطينيين نزحوا إلى سورية، وغيرها من الدول العربية المجاورة، بعد نكبة 1948؟؟

نعم. ولكن المطلوب من أصحاب المسلسل اللعب بالتواريخ وأحداثها، ما دامت " فلسطين " هي   التجارة الرابحة لأصحاب السلطة، المحظوظين! وكأنما عدمت سورية الثلاثينات والأربعينات أحداثاً جساماً، غير هذه المأساة، وعلى الرغم من أهميتها الكبيرة؛ أحداثاً هزت العالم كله، وقررت إلى هذا الحدّ أو ذاك، مستقبل بل وكينونة الوطن الذي أنجب نزاراً. فتنامي  رقعة الفاشية على الخارطة الأوربية، إستدعى إنقساماً حاداً، بين مؤيد لها ومعارض، طبَعَ جيل شاعرنا بشكل عميق، خاصة ً مع نشوب الحرب العالمية الثانية ؛ الحرب العظمى، التي مازالت ذكرياتها تدغدغ مشاعر ذلك الجيل نفسه الذي عاصرها، بينما لانجد لها أثراً في حياة مجتمع دمشق مسلسل"نزار قباني"!

ففي المدارس الثانوية، والمسماة ب " التجهيز" زمنئذٍ، إحتدمت المشادات بين الطلبة، إناثاً وذكوراً، من المنقسمين  بين ذينك المعسكرين المتخاصمين ؛ وخاصة ً القوميين السوريين والشيوعيين : بينما أتحفتنا هذه الدراما بصورة مخملية _ أين منها رومانسية الدراما المصرية السقيمة _ عن مدارس ذلك الزمن، حيث التلميذات لا شاغل لديهنّ إلا تسقط أخبار الشاعر الدونجوان ؛ الشاعر الذي لمّا ينشر بعد ديواناً واحداً أو  قصيدة يتيمة حتى : بهذه الحالة، وعلى رأي حكماء الدراما، والأسياد السياسيين إياهم، فلا ثورة ولا يحزنون مادام كل شيْ على طبق الإنتداب الفرنسيّ كان رائعاً وشهياً، .. اللهمّ إلا قليل من بهارات فلسطين!

وماذا عن المشهد الإجتماعي، في هذه الدراما؟ يقيناً، لا السيناريست ولا المخرج قد أقنعا المشاهد بمعرفة أي منهما لما كان حاله ذلك العصر ؛ لا بل ويجوز القول، أنّ هذا المشاهد ربما يملك وعياً في ذلك يفوق وعيَ الفنانيْن العتيديْن : فهل من المنطقيّ أن تتجوّل تلميذات دمشق الأربعينيات، سافرات وبزينة تحسدها عليهنّ تلميذة القرن الواحد والعشرين؟  ناهيك أن الواحدة منهنّ لا تنقصها الجرأة في مصارحة أهلها بعشقها للشاعر الوسيم ذي العينين الزرقاوين، وتتبادل معه الحديث الغراميّ عبر الهاتف بثقة بالنفس لا شك أنها كانت تنقص  فتيات هوليوود عقد الأربعينيات، السعيد!

Dilor7@hotmail.com

موقع "إيلاف" في

13.10.2005

 
 

في علاقة الإنس بالجان علي تلفزة رمضان

خميس الخياطي

ذات مرة ومنذ أشهر، حتي نلتحق (العبد لله وصديق له) بالإحتفال السنوي لجمعية الصحافيين التونسيين، إستأجرنا تاكسي . وما أن علم سائقها بالمهنة التي نمارس، لم يسأل عن احوالنا وأحوال صاحبة الجلالة ، لم يسأل عن الظروف التي نحاول فيها المحافظة علي كرامة السلطة الرابعة ، لم يسأل حتي عن سبب السرعة التي طلبناها منه لإيصالنا إلي مكان موعدنا، ذاك المقهي المودرن الذي استمال صور أدباء تحت السور عله يستميل أرواحهم... كل هذا لم يجذب إنتباهه. كان سؤاله الأول هو : أنتما صحافيان؟ لماذا إذا لا تكتبان عن الجان؟ فوجئت لأول وهلة بالسؤال لأني توقعت تجاذب أطراف كل الأحاديث الممكنة مع سائق تاكسي في زحمة نهاية ذاك اليوم بالعاصمة التونسية. إلا أني لم أتوقع أبدا أن يكون الحديث عن الجان ونحن في السنين الأولي من الألفية الثالثة وفي سيارة لو شاهدها ملك ملوك الجان ورئيس كونفيديراليتهم لقدم لها الطاعة واعترف بسلطانها عليه. أجبته وكنت بجانبه : لماذا تريدنا أن نكتب عما هو غير موجود ونحن لم ننته بعد مما هو موجود؟ وكمن صعقه الجواب علي صيغة السؤال، قال وقد أدار وجهه نحوي وشاح به عن الطريق دون أن يكف عن السياقة : ألست مسلما حتي لا تؤمن بوجود الجان؟ . أجبت : وما دخل شعبان في رمضان؟ أي علاقة للجان بالإسلام؟ قال : ألم يذكر الله سبحانه تعالي الجان في القرآن؟ ثم أضاف دون أن يترك لنفسه برهة التنفس : أتشكك في قول الله؟ ... شعرت حينها أني بحضرة خليفة طوركيمادا وعلي باب محكمة تفتيش قروسطية بتهمة إنكار وجود مخلوق الاهي وأني وصديقي قد لن نتمتع بإحتفال جمعيتنا. تذكرت قول الإمام علي عن غلبة الجهل وبالتالي لن أقص عليكم كيف لملمت أشلاء شكي لأبتلع مرارة الهزيمة فالإنسحاب، إذ كنت قلقا علي مسلك إعادة الحديث إلي مساره العادي... كان قلقي حينها كقلق حارس مرمي منتخب وطني أمام ضربة جزاء كما كان يقول المخرج السينمائي الألماني، العبقري المرحوم فاسبندر ...

الزواج من الجنيات ليس حراما3

تذكرت الحادث عند مشاهدة قناة المحور (نايلسات، تردد 11823) وتحديدا برنامج فوق ما تتصور الذي تعده وتقدمه نهلة عبد العزيز ويخرجه الثنائي وليد أبوطالب/وائل عبد القادر. حضر هذه الحلقة الرمضانية كل من الشيخ جمال قطب (الرئيس السابق لهيئة الإفتاء بالأزهر) والأستاذ الدكتور أحمد عبد الله، (أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق) وصاحب القوة الخارقة، السيد محمد فرعون المواطن المصري الذي بإمكانه جر سيارة بشعر رأسه والذي ستدور حوله حيثيات الحلقة (مع متدخلين/ات مثل الحاجة بهية، محمد السيد، جمال زكريا) وموضوعها وجود الجان ... نعم، هذا هو الموضوع المطروح من إحدي القنوات الفضائية الخاصة العربية في الليالي الأولي من شهر رمضان من العام 1426 هجرية الموافق للعام 2005 ميلادية وقد شهد كوكبنا في نفس الفترة إنطلاق مكوك فضائي به سائح أمريكي أراد، مقابل مبلغ مقداره 20 مليون دولار، قضاء عطلته السنوية خارج الجاذبية الأرضية...

الديكور كثير الزخرفة به علامات يقال ان لها علاقة بالعالم الآخر منها رسم لراحة اليد وخطوطها ورسم لعقرب إلي غير ذلك... أمام الرسومات تقف المعدة/المقدمة في لباس إين كأنه من الجلد البني مع شعر منسدل به إصفرار يقول عنه الشارع الجزائري بأنه بلنده بلا ربي (شقراء بدون تدخل الرب). علي يسار نهلة جلس كل من الشيخ والدكتور، أي أننا هنا أمام شهادة الدين والعلم معا. علي يمينها جلس محمد فرعون وهو إسم مستعار كما سنعلم في ما بعد، له من العمر 37 سنة، قميصه برتقالي مشعشع، طاقية سوداء تغطي قفاه وسروال بني فاتح وفضفاض وطويل علي طريقة مغنيي الـ راب والـ هيب هوب . ماذا يفعل محمد أمام الشيخ والدكتور؟ لقد جاء ليقول أنه تزوج من إحدي الجنيات وأنه يقضي حياة ملؤها السعادة الزوجية، منبع الراحة الإجتماعية في الشارع والعمل المصريين. يقول محمد فرعون (الإسم واللقب لا يتماشيان مع بعضهما بحد قول الشيخ لأن محمدا محبوب وفرعون مكروه) انه سافر إلي مملكة الجان وتعامل معهم هناك face to face (وجها لوجه بالأنكليزية).

سيسأل العقل البدائي ـ المادي ـ المنطقي ـ البرغماتي المهيمن علي العالم السفلي حيث نرزق: كيف تم اللقاء وبأي وسيلة تم التنقل؟ . محمد فرعون يرفض تقديم أي جواب. بالنسبة إليه هذه أسرار لا يمكن أن أبوح بها ... وأنه لا يمكن أن يذكر إسم زوجته لأنه لو ذكره مرات متتاليات لجاءت، ويقول كذلك أن أقوي خلق الله هم البشر (وبالتالي) إنزعج الجن من الحكاية دي مضيفا أن لا شيء يحرم الزواج بالجنيات فصاهرهم. وهنا يتدخل الشيخ قطب ليتحدث من الوجهة الأخري بمنطق لا يفهمه فرعون قائلا : إن لم يكن الزواج من الجن حراما، عليك أن تثبت أنه مباح. السحر كان موجودا حتي نزول القرآن والقرآن ذكر البشر والجن والكلاب إلخ... ثم لا ولاية لجن علي النبي ولا علي مؤمن إلا إذا كان قليل الإيمان . لم يجب فرعون علي هذه التهمة... نري هنا بأن الحوار بين الشيخ وزوج العفريتة حوار طرشان. ينضاف إليهما كلام الدكتور. وإذا بزوج العفريتة ولمقاومة رؤية المؤسسة الدينية، يستنجد بالمؤسسة الطبية التي تقول بأن هذا السلوك غير إرادي وبالتالي خارج عن المسؤولية . وهكذا، يصبح خطاب زوج العفريتة خطاب نفس غير مسؤولة أمام عقائدية الخطاب الديني ومنطقية الخطاب العلمي... إلا أن السمة الغالبة علي البرنامج كانت سمة غيبية كقول الشيخ قطب مثلا بأن الجن والشيطان مقيدان زمن رمضان ثم يضيف أن هذا القيد لا يقيد الجن المسلم وأن جميع المذاهب الدينية تتبني إتصال الجن بالأنس ...

آش عملنا وجاء باهي؟ نوعية هذه البرامج القائمة علي الغيبيات المفرطة والتي بحسب مقال لزينب حمدي ووائل لطفي بعنوان لقاءات النجوم مع العفاريت مفبركة بخصوص برنامج مع حسين التلفزيوني الذي يعده ويقدمه مساء كل خميس علي إحدي الشاشات الصغيرة المصرية حسين الإمام (روز اليوسف العدد 4033. ص 80/81) تجذب أفواجا هائلة من المشاهدين وبالتالي تستقطب كمية كبيرة الإستثمار الإستشهاري. إلا أن المداخيل المالية وحدها لا تؤسس لمشاهد واعي قد نعول عليه في المواعيد الإنتخابية ولا يسحره سحر الصورة. بل العكس هو الصحيح. فهي لغرض الإستثمار ومضاعفته مهما كان الثمن حتي وإن تطلب رهنا لوعي المشاهد بالكذب عليه. فسواء تعلق الأمر بريهام عبد الغفور، عزت ابو عوف أو نشوي مصطفي ورجاء الجداوي والراقصة دينا وغيرهم من النجوم الذين اعترفوا أنهم شاهدوا عفاريت ديارهم أو جان سلالم الديار وسواء بأناس عاديين وإن إمتلكوا صفات طبيعية إستثنائية، النتيجة واحدة : الضحك علي الذقون بتعلة أن المشاهد سئم واقعه ويريد الإنفلات عن جاذبية التضخم والبطالة، فلسطين والعراق، تسلط السلطة وأتباعها، القاعدة وأبنة عمتها...

عفاريت رمضان التونسية

رمضان التونسي، وإن شاهد تغييرا للخارطة السمعية-بصرية بدخول قناة خاصة كانت فضائية فأضيف إليها البث الأرضي، فقد حافظ علي الترتيب المعروف عن القنوات إذ بحسب دراسة ميدانية لشركة سيغما ليوم 9 تشرين الأول (أكتوبر) الموافق ليوم 5 رمضان، نجد أن أكثر من 96 في المئة من المشاهدين التونسيين يثابرون علي القنوات التونسية (تونس 7 بـ88 في المئة، حنبعل بـ37 في المئة وقناة 21 بـ6 في المئة) وهي عادة وددنا لو دام رمضان السنة كلها حتي نشد المواطن التونسي لتلفزاته. وإن نحينا جانبا برنامج الألعاب دليلك ملك من إعداد وتقديم سامي الفهري، والذي لسبب غير مفهوم وغير منطقي تبثه القناة الرئيسية ساعة الإفطار (حصل علي 69 في المئة من نسب المشاهدة)، نلاحظ أن تونس 7 وحنبعل تتقاسمان المشاهد التونسي بما يسمي الـ سيت كوم ، أي المسلسل ذا الفضاء الموحد: شوفلي حل لصلاح الصيد/حاتم بلحاج (64 بالمئة من نسب المشاهدة) علي تونس 7 و قهوة جلول لمحمد دمق/لطفي بن ساسي وعماد بن حميدة (14 في المئة من نسب المشاهدة) علي حنبعل. قدمت هذه القناة مسلسلها وهو من أداء باقة كبيرة من الممثلين التونسيين علي رأسهم عبد الحميد قياس وزهيرة بن عمار. إحدي الحلقات تطرقت إلي الجان من جانب إستيطانه المقهي ونفوس الزبائن وبالتالي تحدث مفارقات ذات خلفيات إجتماعية ونفسانية كما نقرأ ونشاهد في مسرح الـ بولفار بحيل حوارية بالية. وقيل أن الجمهور يحب هذه النوعية. شوفلي حل لتونس 7 (تمثيل مني نور الدين/كمال التواتي/سفيان الشعري/آمال البكوش) يقوم علي تجانب، تنافس، تطابق بين طبيب نفساني وقارئة طالع. إحدي الحلقات تطرقت هي الأخري إلي الناس الآخرين من زاوية تسلط إحدي بناتهم علي إبن آدم، فنغصت عليه حياته إلي أن إكتشفت ظالتها لدي شقيق الطبيب النفساني... ولكم أن تتصوروا البقية دون أن يقع المزج بين العلم والخرافة... والركون إلي خدعة الجان في الشاشة الصغيرة التونسية أو إلي المحاورة الجدية حولهم في إحدي القنوات المصرية ما هو إلا دليل علي أن الواقع العربي لا يمكن معايشته إلا بالهروب نحو الفكر الخرافي... وحينها تكون الشيزوفرينية حالة ثقافية جماعية إستوطنت شاشة العرب لرمضان وما بعده. 

ناقد وإعلامي من تونس

khemaiskhayati@yahoo.fr

القدس العربي في

13.10.2005

 
 

المغرب.. غياب للدراما الدينية وحضور للتراثية

حميد الأبيض**

شح في الفقرات والبرامج الدينية ووفرة في الدراما الوطنية لم يرق بعضها إلى مستوى تطلعات المشاهد المغربي والحيلولة دون استمرار استهلاكه للدراما المصرية والسورية على الخصوص. تلك هي الخلاصة التي يمكن لأي متابع أن يستشفها من خريطة برامج القناتين المغربيتين ضمن شهر رمضان هذا العام.

هناك انتعاشة باعثة على التفاؤل بإنتاج وطني جيد بالقناتين، كلام تداولته الألسن بكثرة هذا العام. لكن ذلك لم يمنع من الاستفسار عما إذا كانت تلك الأطباق الإنتاجية الوطنية المتنوعة تعبر عن مدى دسامة وجودة تلك البرامج؛ خاصة أن ذاكرة المشاهد لم ترتح لإنتاجات سابقة مُرِّرَت في رمضانات ماضية، وأثارت حنقه وامتعاضه واستغرابه.

الدراما الدينية شبه غائبة

تطغى الإنتاجات العربية والدولية، على خريطة برامج القناتين التلفزيونيتين بالمغرب. وتحضر الدراما العربية وخاصة المصرية بثقلها في "دوزيم" من خلال أفلام "أمير الظلام" و"الرجل الأبيض المتوسط" و"أفريكانو" و"رحلة حب" و"صيد الحيتان" و"حسن وعزيزة"، ومسلسلات "ملوك الطوائف" و"أحلام عادية" و"للثروة حسابات أخرى" و"المرسى والبحار" و"ثلاثون مشكلة عائلية في حكايات زوج معاصر"، وكذلك الشأن بالنسبة للإنتاجات العالمية الحاضرة خاصة من خلال أعمال درامية إيرانية وهندية وفرنسية.

هذا الحضور للدراما العربية والدولية وحتى المغربية والذي تفوق نسبته 65% مقارنة مع باقي الفقرات الرمضانية بالقناتين، يتم في الوقت الذي يوجد فيه شبه غياب للبرامج والدراما الدينية على خلاف رمضانات سابقة وعلى عكس معظم القنوات العربية التي تولي اهتماما كبيرا للقضايا الدينية خلال رمضان.

والطريف أن القناة الأمازيغية أعدت عدة برامج تتلاءم وخصوصيات رمضان بلهجاتها المختلفة تناولت: "فضائل رمضان" وحديث الصائم" و"البريد الديني" و"السيرة النبوية" و"حديث الجمعة" و"حديث رمضان" و"قصص الأنبياء"، وتمثل الفقرات الدينية نحو 6% من مجموع البرامج بقناتي "إ. ت. م" و"دوزيم"، وباستثناء المسلسل السوري "فارس أبو مروان" لنجدة أنزور والذي يتم عرضه بقناة "دوزيم" في وقت غير ملائم للمشاهدة، تغيب الدراما الدينية عن القناة الأولى بشكل يثير حيرة، ويحضر القرآن الكريم فقط قبيل صلاة المغرب وفي ختام البرامج.

ويلاحظ المشاهد للقناة الثانية إعطاءها للفقرات الدينية حيزا أكبر من القناة الأولى، مثل "حسنة" طيبة تتمثل في تسجيل حصص لتجويد القرآن الكريم بأصوات المتأهلين في مسابقتها الأولى وبثها مساء كل يوم.

ويحضر المديح النبوي والسماع بقوة في برنامج "شذى الألحان" الذي تواصل "دوزيم" بثه يومي الخميس والأحد ويعرض فقرات من الموسيقى الصوفية وفقرات من مهرجان فاس للموسيقى العالمية.

الدراما التراثية حاضرة في برامج رمضان

تمثل الدراما الوطنية حوالي 27% من حصيلة الدراما في شبكة برامج القناتين في رمضان، وهي حصيلة أثارت ردودا متباينة تراوحت بين الامتعاض والقبول على مضض، في الوقت الذي تكاد فيه الأشرطة السينمائية المغربية تغيب عن القناتين معا.

وتطل "إ. ت. م" على مشاهديها، كل إثنين بمنظار أفلام "خريف الأحلام" و"خيط الروح" و"المطاردة" و"صبر إيدونيت" الأمازيغي، ويلتقي مشاهدوها مع مسلسلات" كانوا هنا" و"أمود" و"خط الرجعة" و"سير حتى تجي" و"شانيلي تي في" ومسرحيات "الحيحة نوفو موديل" و"ما عندو سعد" و"تيزلان ووبيدار" و"المصلوح". وبالرغم من التضاعف الكمي والكيفي للإنتاج الوطني في "دوزيم"، فإنها لم تأت بجديد ملموس اللهم إلا من ثلاث مسلسلات عربية وكاميرا خفية.

وليس أبلغ للبرهنة على" الحكرة" التي تعيشها الدراما المغربية واستمرار ضعف وجودها في رمضان مقارنة مع الإنتاجات المصرية والسورية والدولية، من قول البعض أنه "من العار أن ننتظر رمضان كي نقدم أعمالا وطنية" أو التصريحات التي أدلت بها الفنانة نعيمة إلياس لـ"الأحداث المغربية" في 10-10-2005م والتي وصفت بعض إنتاجات القناتين بـ"الرداءة" و"الإفلاس".

ويلاحظ من شبكة برامج القناتين، وجود توجه نحو إنتاج الدراما التراثية بشكل لافت للانتباه، ويتجلى ذلك من خلال الاهتمام بالثقافة الأمازيغية ووجود عدد من الإنتاجات التي تستثمر الموروث الثقافي والشعبي للمغاربة من خلال الاشتغال والمراهنة على توظيف عدد من الوجوه السينمائية والفنية المعروفة من قبيل عبد الوهاب الدكالي وفاطمة تشلحيت في سيكتوم/ سلسلة "عائلة محترمة جدا" التي تبثها القناة الثانية.

هذه الإنتاجات حاولت الغوص في المخزون التراثي المغربي وإعادة الاعتبار إلى جملة من المعتقدات والطقوس الخرافية التي بقيت على مدى العصور منحصرة في مستوى التداول الشعبي. ويمكن تصنيف مسلسلي "رمانة وبرطال" و"أمود"، في هذه الخانة؛ فالأول الذي حاز على إحدى جوائز مهرجان الإذاعة والتلفزيون بتونس وتعرضه القناة الأولى في 16 حلقة، حاول استثمار قصة "حمو أونمير" الأمازيغية التي يمتزج فيها الخيال بالأسطورة.

أما سلسلة "رمانة وبرطال" التي تقدمها "دوزيم" فتشمل عددا من الحكايات الشعبية المستقاة من التراث الفلكلوري المغربي، تجمع بين أحداثها المتنوعة وحدة ربط رفيعة عبارة عن حكاية شعبية. وتلقى هذه الإنتاجات قبولا من طرف المشاهد المغربي بنسبة مشاهدة جيدة لكونها تعيد تشخيص جزء من مخزونه الثقافي ضمن قالب درامي يستجيب إلى معايير الجودة الفنية.

وأثارت باقي الإنتاجات الوطنية الجديدة منها والقديمة، ردود فعل قوية إلى حد جعل الفنان عزيز موهوب بطل مسلسل "خط الرجعة" الذي تبثه القناة الأولى، يحمل في حوار مع يومية "الأحداث" المغربية القناتين مسئوليتهما في تدني الذوق لدى المشاهد. بدليل أن القناتين معا واصلتا تقديم مجموعة من المسلسلات الفكاهية التي لا يرقى بعضها إلى مستوى التطلعات وعرضها في أوقات الذروة ما بين أذان المغرب والعشاء وهي الفترة التي تعرف أكبر نسبة من المشاهدة.

لم تلامس انشغالات المواطن

هللت القناتان كثيرا للإنتاجات الوطنية في شبكة برامج رمضان، إلا أن المتتبع للحلقات الأولى من بعضها يلمس ضعفها وابتذال أغلبها نتيجة إعادة إنتاج نفس الصور الكوميدية ونفس المشاهد ونفس الوجوه. بدليل أن أغلب المسلسلات، من الإنتاجات الدرامية المعادة والأجزاء الأولى منها سبق عرضها خلال رمضانات سابقة من بينها "أنا وإياك" و"سير حتى تجي" و"العوني".

ويتساءل المشاهد عن قدرة المؤسستين على التفاعل مع رغباته وتقديم أعمال ترقى إلى مستوى التطلعات ولا تعيد اجترار وتكرار إنتاجات سابقة، في قناتين يؤدي ثمن سيرهما من جيبه المثقوب. ونسجل نقطة حسنة لشرائط "المكروم" و"المحاين د الحسين" و"الشاوش" و"ألف شهر" و"صبر إيدونيت" التي بثتها "دوزيم"، واستطاعت إلى حد ما "استنساخ آلام مواطنين في مواقع مختلفة، دراميا".

وكذلك الشأن بالنسبة إلى فيلم "اللعب مع الذئاب" الذي لعب فيه الممثل سعيد الناصري الذي أثار اتهامه مؤخرا لصحافيين مغاربة بالارتشاء "ردود فعل قوية".

وتحدثت تعليقات الصحف المغربية عن "غياب إبداع درامي واضح يعكس انشغالات الشارع المغربي في قالب كوميدي جاد وهادف بالرغم من اشتراك أغلب الوجوه الكوميدية المعروفة مغربيا". وهو ما "أسقط معظم الإنتاجات الدرامية في طابع الملل والرتابة والروتين بالرغم من الاعتمادات المالية الضخمة التي رصدت لإنتاجها". بدليل أن أغلب هذه المسلسلات تدور حلقاتها في فضاءات مغلقة إما داخل منازل فخمة تتوفر كل متطلبات العيش "فيلات" (عائلة محترمة، العوني...) أو داخل إدارة عمومية كما الحال في"سير حتى تجي".

وتحضر المرأة في الدراما المغربية بشكل لافت بل إنها تكاد تكون المحور الرئيسي في بعض الحلقات، لكنها تبدو في أخرى إما "ساذجة" أو متسلطة أو مدللة أو زوجة خاضعة للأم لا الزوج كما في سلسلة "العوني"؛ حيث يصبح الرجل" أشبه بالغبي والبليد الخنوع"، أو راغبة في التحرر وتجاوز الأعراف والتقاليد في "عائلة محترمة جدا". وهي تبدو في "سير حتى تجي" في صورة المرأة المهملة التي تغلب حياتها الشخصية على واجبها العملي داخل الوكالة، لتصير أكثر شجاعة في سلسلة "رمانة وبرطال".

ولم تلامس الإنتاجات الدرامية الوطنية التي يطغى عليها الطابع الاجتماعي والكوميدي وتحاول بشكل محتشم تسليط الضوء على جملة من المشاكل والإحباطات المجتمعية.. الانشغالات الحقيقية للمواطن المتعطش إلى برامج تعبر عن واقعه ومعيشه اليومي بالجدية الضرورية من دون حاجة إلى ما تعتبره الصحف الوطنية في تعليقاتها اليومية بـ "الاستخفاف أو الاستبلاد". وتتحدث عن عروض تافهة لمواضيع ومشاكل اجتماعية كبرى، بل إن بعض المسلسلات وصلت إلى حد تمييع واقع الأسر وإثارة بعض القضايا الأخلاقية بشكل سخيف وباهت.

والغريب أن بعض الأفلام والمسلسلات المغربية المعروضة، تصور المجتمع كما لو كان مجتمعا راقيا تختصره فضاءات التصوير والديكورات. إنهم "يخاطبون المواطن من صالونات عالية لا علاقة بواقع المعيش اليومي خاصة مسلسلي "العوني" و"عائلة محترمة جدا". وبالرغم من أن سلسلة "سير حتى تجي" تحاول تشخيص واقع الفساد الذي تعرفه وكالة لمنح الرخص في قالب كوميدي فإنه جاء بطريقة سمجة تثير تقزز المشاهد أحيانا. 

**كاتب مغربي مهتم بالشئون الفنية

موقع "إسلام أنلاين" في

13.10.2005

 
 

"أحلام عادية" و"المرسى والبحار"

يخرقان المسلّمات الدرامية

جهاد الترك 

ثمة ما يجعل من بعض المسلسلات الرمضانية لهذا الموسم، مفتوحة على آفاق غير تقليدية في لعبة الدراما التلفيزيونية. حوافز عدة، على هذا الصعيد، قد تحمل المشاهدين على إعادة النظر بالمقاييس والمرتكزات التي اعتادوا على التسليم بها منذ زمن طويل جداً. من بينها، الترويج للأعراف والعادات الاجتماعية السائدة واعادة انتاجها على نحو ساذج لا يطرح اسئلة حول مشروعيتها. ومن بينها كذلك، وربما أكثرها أهمية، ان الكتاب والمخرجين دأبوا في مئات و ربما آلاف الاعمال التلفزيونية، على أن يسقطوا على مسلسلاتهم الروائية، مغزى اخلاقياً رتيباً، أو اجتماعياً مألوفاً، أو تاريخياً متداولاً منذ أجيال بعيدة. كان من شأن هذه الملامح الروتينية السهلة ان تبعث على توقع نهاية أي من هذه المسلسلات، منذ الحلقة الأولى. المهم، في هذا الإطار، أن تصل ا لرسالة ممهورة بختم ما يعتبر قيماً درامية جاهزة يصعب احداث تغيير أساسي فيها.

ليس يبدو أن الموسم الحالي ينطوي، بالكامل، على المسلمات المذكورة، وان كانت لا تزال تلقي بثقلها على الأغلبية الساحقة من الأعمال الدرامية. الأرجح، ان كلاً من الممثلين النجمين: يسرا، ويحيى الفخراني، قد شذا عن هذا الشخصية الرئيسية: "أحلام عادية"، و"المرسى و البحار"، قد يشكلان علامة فارقة في هذا الاطار. الأول يدور حول امرأة (يسرا) تنتقل بسرعة بين محطة وأخرى على طول حياتها ذات الظروف الاجتماعية الصعبة وأحياناً المذلة واليائسة. تطمح الى الحصول على مكانة أفضل في عالم الأقوياء ولو اضطرت الى الانصياع لضرورات هذه المغامرة الشيقة المحفوفة بالمخاطر. فقد قتل زوجها وطفلها على مرأى ومسمع منها، فقررت أن تنتقم بشتى الوسائل. المسلسل لا يزال في ثلته الأول، ومع ذلك لا نلحظ ان ثمة مغزى مسبقاً أو ررسالة اخلاقية من الطراز الذي يمل منه المشاهد، تسيطر على مفاصل الدراما، من حيث الشكل أو المضمون. ولو كان الأمر كذلك، لتسرب الينا هذا الاحساس منذ الحلقة الأولى.

المسلسل الآخر الذي يؤدي فيه يحيى الفخراني، الشخصية الرئيسية وهو "المرسى والبحار"، لا يختلف عن مثيله الأول في هذا السياق الدرامي. الفخراني هو "العربي كريم" في هذه الدراما التي تجمع بين بعض الوقائع التاريخية الحديثة لمصر مثل تأميم قناة السويس والعدوان الثلاثي، من جهة، وتطور المسيرة الاجتماعية والذاتية للشخصيات المشاركة في المسلسل، من جهة أخرى. "العربي كريم" يسعى الى حث ابنه الوحيد على إكمال تعليمه ليصبح قبطاناً بحرياً في المستقبل، ليتمكن من خلاله من تحقيق أحلامه التي استعصت عليه وهو "العتال" البسيط الذي يكدح ليل نهار من أجل لقمة العيش. ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، إذ يقع الابن في حب فتاة فرنسية كان والدها يعمل قبطاناً في مصر قبل تأميم قناة السويس. في هذا الإطار من الانسياب الدرامي المشوق، تجري أحداث المسلسل متحررة من قيود الأفكار الجاهزة والقيم الاجتماعية المتوارثة من جيل الى آخر.

عملان يشكلان، على الأرجح، اختراقاً هاماً للسياق الدرامي الذي أجبرنا على مشاهدته في السنوات الطويلة الماضية. يتخللهما أحداث كثيرة متسارعة تتطور وفقاً لحركتها الداخلية وأمزجة شخصياتها وطموحاتهم ورؤيتهم الذاتية الى العالم. أدوار منفلتة من مؤثرات مفروضة عليها من خارجها. تتمتع بهامش واسع من الحرية في التعبير عما يشغلها ويجعلها جزءاً حيوياً من حركة أشمل في محيطها الاجتماعي. الممثلة يسرا تشدنا الى أشكال طريفة من المواقف التعبيرية، هي في الأساس تجليات لمخاض عنيف تختبره بمفردها بمعزل عن قوالب معدة سلفاً. الفخراني يصارع وحيداً أشباح القلق التي تنتابه خوفاً على ابنه الوحيد الذي يثبت أنه أكثر قدرة من والده على اتخاذ القرارات الصعبة.

مسلسلان قد يكونان مؤشراً واضحاً الى بداية تكوين دراما اجتماعية لا تحتاج الى عوامل دفع تسلط عليها من فوق أو من خارج انسيابها الذاتي. يكفي ان تلقى، كما هي، في مهب الريح لتواجه قدرها بشجاعة أو بجبن. شخصيات تعود الى انسانيتها الحقيقية على قاعدة الاختيار الحر والتجربة الذاتية، والانصياع الى الاحساسيس الشخصية بدلاً من السلطة الجماعية التي تفرض قيمها بقوة العقوبة والحرمان والإدانة.

المستقبل اللبنانية في

14.10.2005

 
 

حفيد محمد كريم لا تعنيه المنافسة

يحيى الفخراني: أتمنى تجسيد صلاح جاهين.. أما الملك فكبرت عليه

القاهرة ـ ناهد صلاح 

يقدم يحيى الفخراني في مسلسله الجديد «المرسى والبحار» صوراً متعددة ومتجددة لتواصله الحميمي مع الجمهور من خلال آدائه لدورين (الأب والابن) تراوحا بين الغوص في التاريخ وبين التحلي بروح جديدة ومعاصرة، ذلك التباين الذي يكشف عن فنان تبرز قيمته ويعلو شأنه باختياراته الجدية.

وتتجلي براعة الفخراني في بساطته وتواضعه اللذين يجعلانه يترفع عن الغرور، بالرغم من أن العديد من نقاد الدراما توقعوا لمسلسله أن يكون هو المهيمن على الدراما الرمضانية في ظل منافسة ضعيفة للمسلسلات الأخرى، ولكن الفخراني يرفض ذلك

ويقول: أنا أعمل بمبدأ وجود عمل جيد ولا ألتفت لفكرة المنافسة، وهذا ليس شيئا شديد المثالية مني، ولكنه قمة المنطق والعقل، فمن رأيي أنه لا يوجد مجال للمنافسة لأننا لا نعمل في مسلسل واحد وكل عمل قائم بذاته وله نجومه أما المنافسة فيخلقها الإعلام، وليس هناك خوف منها ولا تسبب لي أدنى مشكلة.

·         ولكن المنافسة موجودة، سواء كان يغذيها الإعلام أم لا، وبالتالي أنت وسط الحلبة شئت أم أبيت؟

ـ ربما.. ولكنها أشياء لا تعنيني، كل ما يهمني هو جودة اختياراتي وجهدي في الأداء وتوصيل الرسالة، ومتابعة العمل منذ اللحظة الأولى لميلاده، فأنا من الفنانين الذين تستهويهم الشخصية التي يجسدونها ويحبون أن يرونها تكبر أمامهم وتخرج على أكمل صورة.

·         إذا كانت المنافسة لا تعنيك، فلماذا تحرص على التواجد سنويا على الشاشة الرمضانية؟

ـ تواجدي يحدث تلقائيا، فأنا أصور مسلسلا وحيدا خلال العام ولا يكون في ذهني على الإطلاق مسألة عرضه في رمضان، وإنما هذه مسألة تعود إلى المنتج الذي يحارب من أجل عرض المسلسل في رمضان.

·         وهل هذا يعني أيضا أنك لا تتدخل في العمل الذي تقوم ببطولته؟

ـ لا أتدخل إلا إذا وجدت شيئاً يؤثر في العمل وإيقاعه. فإما أن أصلح الخلل أو أعتذر عن العمل.. فأنا لا أجامل أحدا في عملي أو في اختيار فريق الحلقات فلو وجدت شبهة مجاملة أترك العمل فوراً.

·         وما هو الشيء الذي جعلك توافق على المرسى والبحار؟

ـ ربما لا أكون تقليديا لو قلت أنني وجدت فيه جديدا يضيف إلى رصيدي وتاريخي الفني، فهذه بالفعل هي الحقيقة، حيث أجسد في «المرسى والبحار» شخصية حفيد المناضل المصري محمد كريم الذي واجه الحملة الفرنسية، كما أن المسلسل يطرح صراع الحضارات ومدى إمكانية التعامل مع الآخر سواء بقبوله أو رفضه.

·         لعل هذا الملمح الخاص بفكرة الآخر ليس جديدا عليك، فقد سبق أن قدمته في مسلسل «زيزينيا» مع أسامة أنور عكاشة؟

ـ الأمر هنا مختلف ويتعلق بازدياد الهوة بيننا وبين الآخر لدرجة عدم الثقة، أما في زيزينيا فقد كان السؤال الرئيسي حول الهوية، وإذا ما كانت حضارة مصر هي عربية أو إسلامية أو فرعونية أم أنها كانت البوتقة التي انصهرت فيها كل الحضارات.

·     اعتدنا أن تقدم لنا في كل مسلسل وجوه جديدة، فماذا عن الممثلين الشبان الذين يشاركونك «البحار والمرسى» وما رأيك فيهم؟

ـ هناك الكثيرون منهم سيحققون الشهرة والنجومية من خلال هذا العمل، و لكني لا أريد أن أذكر أسماء أو أتحدث عنهم لأنني أعرفهم جيدا وأعتبرهم كلهم أولادي، ولذلك أريد أن يكون ترشيحهم من خلال الجماهير، لأن هذا أفضل لأنك عندما تتحدث عن فنان وتعطيه حقه فقد تنكر حق فنان آخر.. وأنا لا أحب أن أظلم أحدا على حساب آخر.

·         بمناسبة الحديث عن الشباب، فقد صرحت ذات مرة أنك ابتعدت عن السينما لأنها اهتمت بالنجوم الشبان، فهل تفسر لنا ذلك؟

ـ السينما الآن هي بالفعل للشباب، وهذا ليس تقليلا من شأنهم ولكنهم قد يكونون أقرب للأجيال الجديدة، وهذا ما يخيفني لأنها صارت تحتكم إلى لون واحد هو اللون الكوميدي، الكوميديا مطلوبة لكن ليس على طول الخط، فهناك تجارب فنية وإنسانية أخرى تحتاجها السينما التي تتسع قمتها بالتأكيد للجميع.

·         وإذا قلنا ما هو الدور الذي تتمني تجسيده فهل تختار شخصية عادية أم مشهورة؟

ـ هناك العديد من الشخصيات التي أصادفها وأتمنى تجسيدها، فالشارع مليء بالشخصيات الثرية بالتناقضات الدرامية، وعلى صعيد الشخصيات الشهيرة الشاعر الراحل والفنان الجميل صلاح جاهين.

·         وماذا عن شخصية الملك فاروق التي أعلنت مرارا عن رغبتك في تجسيدها؟

ـ لم تعد هذه الشخصية تناسبني، لأنني في مرحلة عمرية لا تناسب الشخصية، صحيح أن الماكياج قد يساعدني لكي أقدم شخصية عمرها أربعين سنة، ولكن ماذا أفعل في شخصية عمرها عشرون عاماً، أعتقد أن هذا لا يصح أبدا، فيجب أن أكون واقع وأدرك أن شخصية الملك فاروق كانت تصلح لي منذ سنوات لكن الآن مستحيل.

البيان الإماراتية في

14.10.2005

 
 

أكثر فنان موجود على الشاشة

عزت أبوعوف: حضوري في رمضان يحرمني من التلفزيون طوال العام

القاهرة ـ ناهد صلاح

يطالعنا الفنان عزت أبوعوف على الشاشة الرمضانية بأكثر من مسلسل، كـ «أنا وهؤلاء» مع الفنان محمد صبحي والمخرج عصام شعبان، و«أماكن في القلب» مع المخرج نادر جلال، و«أحلام في البوابة» مع الفنانة سميرة أحمد والمخرج هيثم حقي، وذلك دون أن ينتابه الخوف من السقوط في «محرقة» التلفزيون، معتبرا أن ما يحدث صدفة لا دخل له فيها، ومؤكدا أن الشعور بالخوف عموما هو شعور ضد طبيعته المغامرة.

·         ألست مسؤولاً عن عرض أكثر من مسلسل لك في رمضان؟

ـ لست مسؤولاً عن عرض هذه المسلسلات دفعة واحدة ، لأن اختيار توقيت العرض أمر يخص التلفزيون وحده، وكان حظي أنه اختار جميع المسلسلات التي شاركت فيها طوال العام وعرضها خلال شهر رمضان رغم أنني كنت أفضل الحضور من خلال عمل واحد أو اثنين على الأكثر.

وأنا لا أنفي أن ذلك يوقع الفنان في مشكلات فنية أهمها على سبيل المثال حرماني من الحضور على شاشة التلفزيون طوال الأشهر القادمة لعدم وجود عمل لي جاهز للعرض، ولكنني بحسي الفني أراهن على نجاح هذه الأعمال جميعا وهذا يطمئنني كثيرا .

·         لكن هناك انتقاداً موجهاً لك بتشابه جميع أدوارك، وهو أمر لا يحقق لك التنوع أو التميز؟

ـ هذا اعتقاد خاطئ، ربما جاء لقيامي على مدار السنوات السابقة بتجسيد شخصية رجل الأعمال، ولكن حتى هذا الدور كان يختلف باختلاف موضوع المسلسل نفسه، فمرة أكون رجل أعمال شريف وطيب، ومرة أكون رجل أعمال فاسد وشرير، إضافة إلى قيامي بأدوار أخرى متنوعة كالطبيب والصحافي والمدرس وهكذا، وعموما أنا أحب نوعية أدوار الشر لأنها تتضمن جوانب فنية ثرية تتيح للفنان أن يبرز إمكانياته، فالشرير دائما هو الذي يحرك الأحداث ولولا الشر لما وجدت الدراما..

·     الانتقاد نفسه الموجه إليك بسبب تكرار أدوارك التلفزيونية نجده أيضا مع أدوارك السينمائية حيث يرى البعض أنك متواجد في أغلب الأفلام؟

ـ هذا غير صحيح، لأنني أتأنى كثيرا في اختياراتي السينمائية، بالرغم من أكثر من ثلثي ما يعرض من أفلام في السينما المصرية عرض على ورفضته، فبالعكس أنا أرى أن أدواري السينمائية قليلة،لأنه مع احترامي لكل الأعمال الدرامية التي تقدم من خلال التلفزيون إلا أن السينما هي التي تشكل تاريخ الفنان، فالعمل السينمائي يبقى لسنوات طويلة. وما زلنا حتى الآن نشاهد أفلاماً أنتجت في الأربعينيات والخمسينيات عكس العمل التلفزيوني الذي ينتهي من ذاكرة المشاهدين بعد انتهاء عرضه وهذا ما يجعلني حريصاً على اختيار الأدوار المناسبة في السينما.

·         هل نعتبر ذلك نظرة إلى التلفزيون كوسيلة قليلة الشأن؟

ـ لا، ولكن مع احترامي وتقديري الشديد للتلفزيون، فهو بقدر ما ساهم كثيرا فيما أتمتع به من شهرة واسعة إلا أنه لم يمنحني النجومية نفسها التي كنت أتمتع بها خلال عملي بفرقة «الفور ام» حيث أضطر في كثير من الأحيان إلى الحضور المستمر على الشاشة الصغيرة لأنني مطالب كأي إنسان بتوفير سبل المعيشة لأسرتي رغم علمي بأن الحضور المكثف في التلفزيون يحرق الفنان ويحرمه من النجومية، ولكنني أتنازل بعض الشيء عن النجومية وأتعامل مع التمثيل على أنه مهنة تمكنني من العيش بكرامة.

·         هل هذا جعلك تغير مواصفات اختياراتك لأدوارك؟

ـ لا.. فمنذ قررت الاتجاه للتمثيل، وأنا حريص من أول يوم على أن يكون الدور جيداً ومؤثراً.

·         هل هذا يفسر قبولك بدور صغير في فيلم «بنات وسط البلد» مع المخرج محمد خان؟

ـ إلى حد كبير هذا شيء صحيح، ولكن قبولي لهذا الدور الذي أظهر من خلاله في خمسة مشاهد فقط، كان جزءاً كبيراً منه لحماسي الشديد للتعاون مع المخرج محمد خان، والتواصل معه في تجربة جديدة، وخاصة وأنني قد تعاونت في مشواري الفني مع كبار المخرجين وكنت سأوافق على العمل مع محمد خان حتى لو في مشهد واحد وأرجو أن تكون تجربة ناجحة، وأؤدي في الفيلم شخصية الطباخ والد «كريم» أو خالد أبوالنجا، وهي شخصية مجنونة وخفيف الدم ومكتوبة بحرفية عالية وبتكثيف شديد شجعني على قبول الدور.

·         لكن ما هو مبررك لقبول العمل في أفلام صغيرة مع مخرجين يخوضون التجربة لأول مرة؟

ـ أعتقد المقصود فيلم «جرسونيرة» للمخرج حازم متولي والذي أشارك بطولته مع سماح أنور وعمرو عبدالجليل، فمشاركتي في هذا الفيلم بالذات جاءت متوافقة مع طبيعتي المحبة إلى المغامرة وإلي التعامل مع الفن في أحيان كثيرة بروح الهواية، وأنا متحمس جدا لهذا الفيلم لأنه تجربة جديدة تم تصويرها بنظام الديجيتال، وهو عبارة عن ثلاثة أشخاص يجلسون في حجرة نوم ومع ذلك فهو مليء بالتشويق والمغامرة والإثارة طوال ساعة ونصف، وأؤدي فيه شخصية سفير يجلس مع عشيقته وفجأة يقتحم عليهما الحجرة لص وقاتل محترف.

البيان الإماراتية في

14.10.2005

 
 

هشام سليم امام صراعات من كل نوع

اماكن في القلب: عن صراع الحضارات وانعكاسات احداث سبتمبر

المسلسل يثير بشكل جديد موضوع المصريين في المهجر وما يواجههم من اشكالات مع الاخر الغربي.

القاهرة - من رياض ابو عواد

يدور مسلسل "اماكن في القلب" الذي اعتبره العديد من النقاد من افضل المسلسلات الرمضانية لهذه السنة حول صراع الحضارات وانعكاسات احداث 11 ايلول/سبتمبر على حياة عدد من المصريين المقيمين في الولايات المتحدة .

يقوم ببطولة المسلسل الذي اخرجه نادر جلال الفنان هشام سليم ويلعب فيه دور محام يدافع عن فتاة مصرية متهمة بالقتل في الولايات المتحدة.

ينطلق الصراع الدرامي من "انتماء المحامي السياسي للولايات المتحدة من جهة وانتمائه الثقافي الى بلده العربي الاسلامي من جهة اخرى، مظهرا اوجه القبول والاختلاف بين الحضارتين" كما يقول محمد علي عرابي الذي اشترك في كتابة سيناريو المسلسل مع بشير الديك.

ويضيف ان المسلسل "يثير بشكل جديد موضوع المصريين في المهجر وما يواجههم من اشكالات مع الاخر الغربي بشكل مكثف عبر خطوط درامية عدة وما ينتج عنها من مواقف تعبر عما يشعر به المهاجر في بلاد الغربة".

فالمهاجر هنا متهم بشكل مسبق بسبب انتمائه العرقي والثقافي ويعيش حالة من عدم الثقة في هذه البلاد الجديدة، ورغم ذلك فهو مضطر الى البقاء فيها حرصا على العيش بكرامة افتقدها في بلاده.

فاحداث المسلسل تدور حول سليم واثنين من اصدقائه هاجروا الى الولايات المتحدة بعد ان امضوا فترة في المعتقل في مصر بسبب انتمائهم للحركة الطلابية في السبعينات.

ويظهر من خلال الحوارات بين الاصدقاء انتماء احدهم للمجتمع الجديد من خلال حرصه كمحام (هشام سليم) على تبني قضايا الاقليات المهاجرة الى المجتمع الجديد بحيث يقرر ترشيح نفسه للمجلس المحلي ليكمل رسالته في الدفاع عنهم.

وفي حين يعيش احد الاصدقاء الثلاثة على الهامش غير راغب سوى في حياة كريمة يتجه الثالث الى جمع الثروة التي تشكل بالنسبة له مصدر قوة مع عدم الثقة في الوقت نفسه في المجتمع الجديد.

ويدور الخط الثاني في الصراع بين هشام سليم ومطلقته الاميركية السكيرة (شيرين) التي تبتزه ماليا وعاطفيا مستغلة وجود ابنتهما معها بأمر من القضاء الاميركي رغم انها غير مؤهلة للقيام بدور الام.

ويبرز من خلال هذه العلاقة الفارق الاخلاقي والانساني بين رجل يساري مناضل ات من الشرق وفتاة اميركية تعيش حياة منفتحة ولا تفكر الا في نفسها لنفسها، كما يظهر الصراع الفكري بينهما من خلال احتقارها للعرب والمسلمين ولبلاده واتهامه المسبق بالتخلف.

واعتبرت الناقدة علا الشافعي السيناريست والصحافية في "الاهرام العربي" ان ابراز السيناريو لهذا الصراع "اضاف الكثير لتوضيح الفكرة دراميا وصولا الى الذورة مع قضية محاكمة الفتاة المصرية (علا غانم) بتهمة قتل زوجها الاميركي".

"فرغم نجاحها في عملها في مركز للابحاث بعد حصولها على الدكتوراه من المكان نفسه الا انه فور مقتل زوجها لا يؤخد هذا الماضي في الاعتبار وتتفجر مشاعر العداء والعنصرية ضدها وضد بلدها ودينها على الصعيدين الشعبي والاعلامي والحكم عليها قبل محاكمتها".

واعتبر المخرج ابراهيم زكي ان هذا المسلسل هو "الافضل على الصعيد الفني والدرامي" خلال شهر رمضان الحالي، مشيرا الى ان "نادر جلال وبشير الديك استطاعا في هذا المسلسل ان يثيرا الكثير من القضايا العامة التي سقطت في الكثير من المسلسلات الرمضانية المصرية هذا العام".

واوضح ان "الكثير من المسلسلات الرمضانية هذا العام مجرد تكرار لمسلسلات الاعوام العشرة الاخيرة من حيث الحلم بالثروة والفساد والعلاقات العاطفية دون ان تطرح قضية عامة مهمة مثل هذا المسلسل والمسلسل السوري 'حور العين' لنجدت انزور".

موقع "ميدل إيست" في

14.10.2005

 
 

أسرار نجاح ريا وسكينة

محمد عبد الرحمن من القاهرة:   

يمكن القول أن نجاح مسلسل "ريا وسكينة " المعروض حاليا على شاشة mbc خلال شهر رمضان يشكل مفاجأة لمتابعي ونقاد الدراما التليفزيونية على اعتبار أن المسلسل يقدم حكاية يعرف الجميع تفاصيلها وهي عن أشهر مجرمتين في النصف الأول من القرن العشرين واللتان قدمتهما الدراما من قبل سينمائيا ومسرحيا في أعمال شهيرة لازالت تلقى اهتمام الجمهور جيل بعد جيل خصوصا المسرحية التي أعيد عرضها الآف المرات من بطولة سهير البابلي وشادية وعبد المنعم مدبولي وأحمد بدير .

انتظر المشاهدون الحلقة الأولى من المسلسل لكي يقارنوا بين العملين وبين آداء عبلة كامل من ناحية والقدير شادية من ناحية أخرى ،ويعرفوا هل ستقلد سمية الخشاب سهير البابلي في دور سكينة أم كيف ستقدمه ، ومن ستقوم بدور زوجة الأب التي كانت بداية جرائم الشقيقتين بالمسرحية ، وكيف سيكون سامي العدل هو البديل لمدبولي ونفس الكلام عن رياض الخولي وأحمد بدير ، إلا أن كل هذه التوقعات خابت ووجد المشاهدون والنقاد أيضا أنفسهم أمام مسلسل مختلف وأنهم يرون حكاية ريا وسكينة للمرة الأولى ، والقصة ببساطة أن المسلسل مأخوذ عن كتاب لصلاح عيسى يروي الوقائع الحقيقية من بدايتها ويقدم لنا تفاصيل اجتماعية وقانونية جديدة لم نسمع عنها من قبل ، فلأول مرة نعرف كيف وصلت الشقيقتين إلى الأسكندرية وكيف واجهتهما ظروف أدت بها للتفكير في هذا النوع البشع من الجرائم ، فلم يكن المصريون في ذلك الوقت يتخيلون أن سيدتين سيكون لديهما القدرة على خنق الفتيات ودفنهن في منزلهما بعد الاستيلاء على مشغولاتهن الذهبية ، ومن خلال المسلسل عرف الناس أن لريا وسكينة أم وليست زوجة أب كما بررت المسرحية ، وأن حسب الله زوج ريا كان قائدا وليس تابعا كما حدث مع مدبولي، وأن عبد العال زوج سكينة تزوجها بعد رجلين سبقاه ولم يكن رجل شرطة كما كان أحمد بدير بالمسرحية ، وكانت المفاجأة الأكبر أن سكينة باعت نفسها بكل الوسائل لتحصل على المال بسبب الفقر وادمان الخمور وهي ملامح لم تظهر من قبل في شخصية سهير البابلي بالمسرحية التي قدمتهما بشكل يثير تعاطف الجمهور إلى حد كبير .

باختصار وجد الناس نفسهم أمام قصة مختلفة لها أصول تاريخية تغري بالمتابعة وسط عشرات من المسلسلات الاجتماعية التي قد تتشابه مع بعضها البعض ، وتتراجع هنا المقارنة بين المسلسل والمسرحية ، لنستدعي من الذاكرة الفيلم الذي سيبرز لنا سبب مهما لنجاح ريا وسكينة 2005 .

 الفيلم انتاج 1955 وهو الأول الذي تناول الجريمة واعتمد فيه مخرجه صلاح أبو سيف على الاخبار التي نشرتها الصحف حول الحادث ، ولأن البطل هو أنور وجدي فقد اختلفت الأمور إلى حد كبير ،لاننا تابعنا كيف يحاول الضابط كشف الملعوب ، وبرعت نجمة ابراهيم وزوزو حمدي الحكيم في تقديم الشخصية للناس ، لتظل ملامح ريا ملتصقة بنجمة ابراهيم تحديدا في أعمالها الأخرى بعد ذلك ، بل أنهما ظهرتا بنفس الشخصيات في فيلم كوميدي بعنوان "اسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة " لكن عندما نسأل أي ناقد عن التمثيل للسينما في بداياته داخل مصر سيقول أن المبالغة كان سمة أساسية للممثلين الكبار –الا قليلا- سواء عن طريق رفع الحواجب أو تخشين الصوت وخلافه ، وهو أمر لم يكن ليدركه الجمهور إلا بعد مشاهدة الاجيال اللاحقة من الممثلين ، وهنا يأتي السبب المهم ، الممثلون ، فالمسلسل –بقيادة المخرج جمال عبد الحميد – يشهد يوميا مباراة تمثيلية رائعة تحرز من خلالها البديعة عبلة كامل أهدافا مؤثرة لدى الناس مع سامي العدل ورياض الخولى ، وجاء الدور فرصة عمر لسمية الخشاب لتثبت أنها ليست فقط ممثلة جميلة تؤدي ادوار متنوعة وخفيفة ، وان كانت تتأثر حتى الآن بالملامح الخارجية للشخصية فقط ، بعكس عبلة التى تمثل بكل جوارحها والتي تقنعنا بنظرة عين مدى المعاناة التي قادتها للجريمة ، وانطلق بوضوح من ريا وسكينة الممثل الكوميدي محمد شرف في دور الشقيق الذي نراه أيضا لأول مرة ، حيث نجح في التمسك بملامح وأداء مختلف جذب إليه الأنظار رغم عمله بالفن منذ 10 سنوات على الأقل .

والآن اذا أردت أن تضحك على حكاية ريا وسكينة فأمامك المسرحية – ماعدا الفصل الثالث- ولكن دون التركيز في التفاصيل ، وللتعرف على دور الشرطة يمكن الرجوع للفيلم ، أمام الحكاية الحقيقية من البداية للنهاية فمتوفرة على شاشة mbc طوال شهر رمضان .  

Keshk2001@hotmail.com

موقع "إيلاف" في

15.10.2005

 
 

المخرج السورى اسماعيل نجدت أنزور

"حور العين" فى أول "مغامرة ثقافية" عن الارهاب

دمشق - العرب اونلاين: مع حلول شهر رمضان بدأت العديد من القنوات بث المسلسل العربى الجديد للمخرج السورى اسماعيل نجدت أنزور الذى يسعى من خلاله الى اظهار برائة الاسلام من كل الدعوات التى تتبنى الارهاب. ووصف مراقبون العمل الدرامى بانه "مغامرة ثقافية" مشيرين الى انه سيحدث جدلا واسعا بين من يعتبره خطوة لدحض علاقة الدين الاسلامى بالارهاب ومن يعتبر فيه تحاملا على الاسلاميين، وذلك على غرار مسلسل "الطريق الى كابل" والذى اوقف العام الماضى بعد ان اطلاق تهديدات من جانب متطرفين. وتوقعوا بان يثير العمل الجديد استياء جماعات قد ترى فيه غمزا من قناتها.

ويقول انزور ان عمله الجديد "يسعى الى التفريق بين الدين الاسلامى والارهاب الذى بات مشكلة تهدد المنطقة باكملها. فهو يتناول، من دون توثيق زمانى او مكاني، التفجيرات التى طالت مجمع "المحيا" السكنى فى الرياض واسفرت عن قتل 17 شخصا من بينهم سبعة لبنانيين واربعة مصريين وسعودى وسودانى واصابة 112 شخصا. وسيقدم للمشاهد بكل حيادية وتوازن حيث سيحدد بدوره على من تقع مسؤولية الارهاب واسبابه مؤكدا عدم خشيته من ايقاف العمل كما حصل مع "الطريق الى كابل" باعتبار ان عمله يناقش قضية موجودة تهم العرب والمسلمين. وذلك فان العمل لا يسيء لاحد ويحقق رغبة كل مواطن عربى يدفع ثمن اخطاء الاخرين وذلك فى اشارة الى عراقيل امور السفر وجوازات السفر واستخراج تأشيرات الدخول "فيزا"".

ويضيف انزور "العمل يناقش ايضا الارهاب بشكل مدروس ومتوازن وموضوعى بمشاركة فنانين عرب يتحدثون بلهجات مختلفة من اجل تجسيد خلايا الارهاب العربية المتعددة الجنسيات. وصورت اجزاء منه فى السعودية بينما تم تصوير كل المشاهد الداخلية فى سوريا وسيضم مشاهد واقعية لعمليات التفجير وكيفية الاعداد لها والتفخيخ واستخدام الريموت والموبايل فى التفجيرات الانتحارية".

ويرصد المسلسل الحياة الاجتماعية فى المجمع السكنى عبر العلاقات الناشئة بين عدد من العائلات العربية المقيمة فى السعودية عائلات سورية "الممثلون سليم كلاس نبيلة النابلسى بسام داوود نور خراط" وهى تشكل محورا لعلاقات المجمع ولبنانية "جهاد الأندرى ونهلة داوود" واردنية "عبير عيسى ومحمد العبادى اناهيد فياض" ومصرية "سناء يونس وحسن عبد الحميد" ومغربية "فاطمة بلخير وسعيد الخندوقي" بالاضافة الى شخصيات اخرى من الكويت "ليلى سلمان" والسعودية والسودان.

ويعرض المسلسل تفاصيل انسانية فى حياة سكان المجمع كعلاقات الحب الحية او تلك الناشئة عبر البريد الالكترونى وحتى مشاجرات الازواج الصغيرة وغيرها من مشكلات تتصاعد بالتوازى مع خط اخر يتناول المتورطين وتحضيراتهم قبل التفجيرات لتأتى هذه فتنهى كل شيء.

ويبدأ المسلسل فى حلقته الأولى مع فرح "نادين تحسين بك" احدى الشخصيات الناجية من الاعتداء بعدما أصيبت بتشوهات وهى فتاة شامية بسيطة متزوجة حديثا وعلى خلاف مع زوجها فتعود عبر تقنية الفلاش باك الى سرد حكايتها لمذيعة تلفزيونية "مى اسكاف" اذ تؤدى الأخيرة بالاضافة الى كونها حاضنة للحكاية دورا فى اعادة فرح الى الحياة بعد الأثر النفسى الذى تركته عليها الأحداث.

بعيداً عن كل رقابة

وكان انزور اعتبر فى وقت سابق ان عمله يمثل انطلاقة جديدة فى الدراما العربية. وذكر انه حصل على تسهيلات عسكرية لانجاحه، وهو مؤلف من 30 حلقة ستقدم من دون رقابة مسبقة على مشاهده. مشيرا إلى جهتين تعارضان هذا العمل لا ثالث لهما، وهما " جهات اقتصادية قد تعتقد أن هذا المسلسل يؤذى مصالحها مثل اى جهة منتجة أخرى حيث يوجد تنافس غير شريف بين الشركات الإنتاجية وفيها نفوس ضعيفة تلجأ لأساليب غير أخلاقية لتشويه صورة العمل أو تعمل على عرقلة المشروع، وجهات ذات خلفيات ايدلوجية متطرفة، وهى الأخرى تشعر أن العمل يضر مصالحها وفكرها، ولكن أى إنسان يحب وطنه ويريد إبعاد شبهة الإرهاب عن الإسلام لن يكون ضد هذا العمل."

ووصف أنزور عمله الدرامى أنه "يؤسس لحالة نقاش بين المشاهدين"، وتابع قائلا: "طرحنا وجهتى النظر بتوازن وبموضوعية شديدة ولجأنا إلى الناس المتخصصين كما أن العمل يذكر المفردات الحقيقة التى تستخدم من قبل الإرهابيين من خلال الحوار". كما أشار أنزور إلى "تعدد اللهجات فى العمل من خلال وجود عائلات عربية تسكن فى المجمع السكني". وأوضح أن "هذا التنوع لأول مرة يطرح بهذا الشكل من خلال حياة يومية بسيطة وسيترك العمل وقعا كبيرا فى نفوس المشاهدين خصوصا أن موضوع الإرهاب هو حديث الساعة".

ونفى نجدت أنزور أن يكون مسلسل "الحور العين" عملا دعائيا أو إعلانيا لصالح أى حكومة، مشددا على أنه من إنتاجه حيث كلفه مليون دولار. وكشف أنزور أيضا أن محطة MBC، التى تعرض العمل خلال رمضان، دفعت له 900 ألف دولار مقابل العمل، وزاد " العمل سوف يذهب لجهات أخرى أيضا وهو عمل غير خاسر ماديا".

ونوه أنزور إلى أن "حور العين" هو مفهوم إسلامى جميل جاء ذكره فى آيات قرآنية وأحاديث، " ما لفت نظرى أن الجماعات الإرهابية تركز فى أدبياتها على استخدام هذا المفهوم لجذب الشباب وإغرائهم ووعدهم بلقاء بحور العين ، ونحن حاولنا تبرئة هذا المفهوم الجميل من استخدام الجماعات الإرهابية".

وفيما إذا كان قد تلقى تهديدات من أى جماعات بسبب هذا العمل الدرامي، أوضح نجدت أنزور قائلا:" لا هاجس عندى ضد أى تهديدات وإنما هاجسى هو تقديم عمل فني، طبعا يوجد هجوم ضدى على مواقع الإنترنت وهو هجوم أصلا بدأ قبل عرض العمل".

إرهاب فى المجتمع

من جهته، قال الفنان السورى جلال شموط، الذى يلعب دورا رئيسيا فى العمل، أن اقتناعه بالفكرة السامية للعمل، ومصداقية المخرج نجدت أنزور دفعتاه إلى للمشاركة فى "حور العين".

وتحدث شموط عن شخصيته فى المسلسل، قائلا: "سامر مهندس سورى يعيش فى المجمع لقى حتفه نتيجة تفجير المجمع . وقد عاش فترة من الزمن فى أوروبا اثناء فترة دراسته، وهو يعانى من ازوادجية فى شخصيته نتيجة صراع داخلى بين جدذوره الشرقية والمفاهيم الغربية التى عايشها فى أوروبا ولم يقدر على تجاوزها وقد شكلت تلك الإزدواجية لاحقا حالة من "الإرهاب الإجتماعي" فى علاقته مع زوجته".

وقال شموط ، 38 عاما، "لم أصور مشهد التفجير وتم حل هذا المشهد بطريقة درامية لأن الشخصية سلبية وإذا تم تصويرها فى مشهد انفجار قد يخلق جوا من التعاطف معها حيث يظهر كضحية للانفجار".

يذكر أن معظم مشاهد "حور العين" تم تصويرها بدمشق ، مع بعض المشاهد التى أخذت فى شوارع الرياض، كما يصور المسلسل الحياة الاجتماعية فى المجمع السكني، ويشارك فيه 70 فنانا عربيا.

موقع "العرب أنلاين" في

15.10.2005

 
 

تيم علي: اداء ملفت للنظر لشخصية نزار قباني

الدراما السورية في رمضان مشغولة بالهم الاجتماعي

بقلم: ماجدولين الرفاعي  

معالجات متميزة لقضايا المرأة والشباب، ومسلسل 'نزار قباني' يعرض معالجة جميلة لشاعر الحب والنساء.

تتسابق شركات الإنتاج في سوريا كل عام لإنتاج المسلسلات الدرامية التي ستعرض في رمضان والتي تحقق أرباحا عظيمة إضافة لوجود جمهور عريض لتلك المسلسلات.

ويجتهد الكتاب والأدباء في كتابة مسلسلات تحمل الهم الإنساني الاجتماعي للحياة اليومية في قوالب مختلفة، فمنهم من يصبغها بقالب فكاهي يحمل هما اجتماعيا ومنهم من يعالج التاريخ معالجة تتناسب مع تنوع فئات المشاهدين.

وقد ازدحمت الأعمال السورية الدرامية في رمضان لهذا العام بالإعمال المتنوعة ولكن وبما أن رمضان لازال في بدايته والمسلسلات لم يعرض منها الا بعض حلقات فإننا لا نستطيع الحكم على جودتها.

ولكننا بنظرة سريعة لمجمل ما عرض إلى الآن نرى أن الدراما هذا العام متميزة من حيث تناولها لكثير من القضايا الاجتماعية.

ركز مسلسل "رجال ونساء" على العلاقات الاجتماعية الأسرية ودور الأم والأب في حياة الأبناء. كما تناول مسلسل "أراك عصي الدمع" موضوع المرأة ونضالها من اجل تحررها وخروجها من سجن مجتمعها الذي وضعت فيه مرغمة.

اعتمد مسلسل "بقعة ضوء" الذي كان ضيفا في رمضان لمدة خمس سنوات متتالية على النقد الاجتماعي والسياسي الهادف من خلال قالب كوميدي ممتع وأداء جميل من الفنان ايمن رضا مع ملاحظة غياب الفنان باسم ياخور عنه.

بينما تناول مسلسل "نزار قباني" قصة حياة الشاعر الكبير نزار قباني في معالجة جميلة جدا تأخذ المتابع في رحلة نحو طفولة الشاعر مرورا بفترة شبابه انتهاء بكهولته. وتميز الفنان الشاب تيم علي بأداء الشخصية بشكل ملفت للنظر. ويعتبر هذا المسلسل تكريما للشاعر الكبير نزار قباني باخراج ناجح جدا من المخرج باسل الخطيب والذي اعترضته صعوبات عدة في تنفيذ هذا العمل الذي صوره في عدد من الدول منها أسبانيا وسوريا والقاهرة واعتراض ورثة المرحوم نزار قباني على عرضه.

ومن الملفت للنظر أكثر الاهتمام هذا العام بشكل واضح وملحوظ بقضايا الشباب ومشكلاتهم باعتبارهم الشريحة الأوسع في المجتمع يصور مسلسل "خمسة وخميسة" من خلال قالب فكاهي على حياة طلاب الجامعة وحياتهم بعيدا عن أهاليهم بطريقة ممتعة جدا. "خمسة وخميسة" من إخراج المخرجة رشا شربتجي وبطولة مجموعة من الممثلين الشباب؛ قصي خولي ومحمد حداقي وجمال العلي وآخرين.

ومن الأعمال التي ركزت على الحياة الاجتماعية وسلبياتها مسلسل "حاجز الصمت" للكاتب هاني السعدي والمخرج يوسف رزق وهو أول عمل تلفزيوني عربي يتناول مرض الإيدز ما يخلفه من آثار سلبية على المصاب ومن حوله.

المخرج يوسف رزق أكد أن هدفه من وراء التصدي لهذا العمل كسر حاجز الخوف قبل حاجز الصمت لمرض الإيدز خلال سياق درامي تميز بنظرة سوداوي المجتمع من خلال عرض السلبيات دون الايجابيات ويشارك في المسلسل الذي تنتجه شركة عرب للإنتاج الفني مجموعة من نجوم الدراما السورية منهم: نادين، وخالد تاجا، ومنى واصف، وفاديا خطاب، وميلاد يوسف، وعبير شمس الدين، وحيني أسبر، ويارا صبري، وفراس إبراهيم، وروعة ياسين وسواهم .

من الأعمال التي تعرض هذا العام أيضا مسلسل "أشواك ناعمة" لباسل الخطيب، فقد تناول الحياة الاجتماعية بكافة أفرادها وفئاتها مسلطا الضوء على معاناة شخصوها وانكسارات أحلامها على صخور الواقع الصلبة.

اما مسلسل "أراك عصي الدمع" فقد ركز على المرأة ومعاناتها ومحاولتها التحرر واثبات الذات من خلال معالجة مجموعة من المشاكل عانت منها نساء من شرائح مجتمعية مختلفة. شارك في هذا العمل مجموعة من الممثلات القديرات منى واصف وصباح جزائري وسلاف فوا خرجي ومجموعة أخرى من الفنانات المتألقات بالإضافة للفنان جمال سليمان وهو من إخراج المخرج الموهوب حاتم علي.

واختفت الفانتازيا التاريخية هذا العام عن شاشة رمضان واحتلت مكانها المسلسلات التاريخية. كما غاب ياسر العظمة ومراياه عن المشهد الرمضاني والذي لا تحلو سهراته دون المرايا.

وبالمختصر تبدو الدراما السورية هذا العام، وربما أكثر من أي وقت سابق مشغولة بالهم اليومي الحياتي والذات الإنسانية، أحلامها وهمومها افراحها واتراحها.

موقع "ميدل إيست أنلاين" في

15.10.2005

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)