كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«أحلى الأوقات»

بداية سينما نسائية أم انطلاقة للنجمات الشابات؟

كتبت أمنية طلعت

مهرجان دبي السينمائي الدولي

الدورة الأولى

   
 
 
 
 

لاقى عرض الفيلم المصري «أحلى الاوقات» ترحيباً وإعجاباً من حضور جماهيري كبير غلب عليه الحضور الأنثوي. ويتناول الفيلم قصة ثلاث صديقات تبعدهن ظروف الحياة عن بعضهن ليعدن للالتقاء بعد مرور أربع عشرة سنة بعد ان تفقد واحدة منهن والدتها وتبدأ في تلقي خطابات مجهولة المصدر تعتقد انها من صديقتيها القديمتين.رغم ان الفيلم يحكي قصة ثلاث فتيات إلا انه لا يعالج أياً من قضايا المرأة، بل هو دعوة صريحة للاعتراف بواقع الحياة.

والتعامل معها كما هي دون الغرق في أوهام متخيلة، مع ذلك وصف الناقد طارق الشناوي الذي ادار المؤتمر الصحفي الخاص بالفيلم بأنه ينتمي الى السينما النسائية الجديدة، معتبراً انه من الافلام التي تراهن على تراكم الزمن، وتشتاق لمشاهدته كل فترة دون الشعور بالملل منه.

بداية، سألت «البيان» عن السبب في تصنيف الفيلم على انه سينما نسائية، رغم انه يعالج موضوعاً انسانياً عاماً وان كانت بطلاته من النساء وهل لو كان الابطال من الرجال كنا اطلقنا عليه مصطلح «سينما ذكورية»؟

أجابت المخرجة هالة خليل: لم أطلق عليه انه سينما نسائية، فالقصة ليست لها علاقة بمشاكل أو بقضايا المرأة، فقط البطولة تقوم بها نساء والرجل يظهر في الفيلم مساعداً، لكن الفيلم خرج عن السياق العام للإنتاج السينمائى والذي تظهر فيه المرأة دائماً سنيدة للرجل ورأى النقاد والجمهور أنه يقدم حالة نسائية تعبر فيها المرأة عن نفسها،.

كما ان المفارقة جاءت من كون المخرجة والسيناريست والمونتيرة والمصورة وكل العاملين في الفيلم تقريباً سواء أمام أو خلف الكاميرا باستثناء النزر اليسير كلهن من النساء مما أكد اكثر فكرة أن الفيلم يمثل السينما النسائية والحقيقة انني عندما ووجهت بتلك النظرة رأيت انها قاصرة جداً ولكن بعد فترة وجدت انها مجرد طريقة للحفاوة بنا والقاء الضوء علينا وفرصة لاقتحام النساء عالم السينما بأدوار فعالة.

اما بطلة الفيلم حنان ترك فقالت: «المشكلة هي أننا كنا مهمشين في الافلام السينمائية التي اظهرتنا جميعاً وكأننا «وردة في عروة الجاكيت» اي مجرد مكملين للشكل العام للفيلم حتى انه لو تم الغاء دور المرأة من الفيلم لما تأثرت الاحداث في شيء، لذلك ارى ان فيلم «أحلى الاوقات» انتصار للمرأة السينمائية، ووصفه على أنه سينما نسائية لا يقلل من شأنه في شيء بل انه يلقي الضوء على نجاحنا اكثر.

ثم تعود المخرجة هالة خليل إلى القول: احياناً عندما اشاهد فيلماً أقول هذا فيلم ذكوري، عندما يحتوي على آراء أو مشاهد تسيء إلى المرأة، إذا تعاملنا مع فيلمي بالطريقة نفسها سنجد أنه فيلم غير نسائى لانه لا يحتوي على مشهد واحد يهين الرجل.

بعد ذلك وجهت «البيان» اسئلة عديدة لكل من طاقم الفيلم الذي حضر الى دبي لمصاحبة عرضه وهو المنتج محمد العدل والمخرجة هالة خليل والبطلة حنان ترك والفنان سامي العدل صاحب اكبر دور ذكوري في الفيلم.. وكان السؤال الخاص الموجه الى المنتج استفسارا عن كون «أحلى الاوقات» مجرد تجربة لن يتم تكرارها فقال:

لا .. من الصعب التعامل مع هذه النوعية من الافلام على أنها تجربة وينتهي الامر، بدليل أنني متفق مع المخرجة على فيلم جديد تقوم بالاعداد له الآن، مع ذلك فإن مسألة تجربة واحدة أو اثنتين لا تتوقف على قرار مني فقط ولكنه من الجمهور أيضا الذي يجب أن يتجاوب معنا، وهذا لن يحدث إلا إذا ساندنا الاعلام المصري والعربي، فمن الأشياء التي أزعجتني عندما بدأ عرض الفيلم في دور العرض المصرية.

أن جميع الصحف المصرية اليومية لم تكتب عنه إلا بعد أربعة أسابيع من عرضه رغم اننا لم نعرضه في موسم مزدحم بل بدأنا به محاولة لعمل موسم سينمائي جديد، أعتقد انه على الاعلام الذي ينتقد الافلام الكوميدية السائدة ويطالب بغيرها ان يدعم التجارب المختلفة ويشجعها حتى نستطيع الاستمرار، فلا يمكن لأي منتج أن يستمر في انتاج أفلام تحقق ربحا يغطي تكلفتها فقط. فلا بد من الربح وإلا سنضطر إلى تقديم أفلام ربحية نصرف منها على الأفلام الأخرى.

أما السؤال الخاص بالفنانة حنان ترك فكان عن كيفية عودتها للعب الأدوار المساندة للأبطال الرجال بعد تجربة «أحلى الأوقات» التي أثبتت فيها نجوميتها، وما إذا كانت قررت عدم العودة إلى هذا الأمر، فقالت: بداية لست وحدي نجمة الفيلم فمساحة أدوارنا أنا ومنة شلبي وهند صبري تكاد تكون متوازية، كما اننا جميعا ساهمنا في نجاح هذا الفيلم بالمستوى نفسه،.

أما بالنسبة للسؤال فأعتقد انني لا أستطيع البقاء في منزلي دون عمل حتى أعثر على دور في حجم وقوة دوري في أحلى الأوقات، لكن ما أعرفه أو ما أفعله بالفعل أنني اختار أفضل المتاح وبالمناسبة وأنا واثنتان من زميلاتي في مصر يعرض علينا أفضل السيناريوهات ومع ذلك نختار الأفضل منها، ربما أقوم بالمبادرة بنفسي.

وأبحث عن قصة فيلم ومخرج وسيناريست ومنتج، لكن المسألة في النهاية تعتمد على ثقة الموزعين بالبطلات من النساء مثلما فعل محمد العدل وأنا الآن أقوم بتجربة مماثلة مع يسرا في فيلم تحتل فيه النساء الصدارة بينما الرجال هم الذين يسندوننا.

قصة فيلم «أحلى الأوقات» تعود إلى المخرجة هالة خليل أيضا وبسؤالها عما إذا كانت ستخرج قصصها فقط أم لا أجابت: لديّ اهتمام بالكتابة منذ كنت طالبة بالمعهد خاصة وانه توجد مشكلة قديمة في مجال الكتابة رغم وجود قصص كثيرة وأشخاص يكتبون سيناريوهات، لكن المشكلة كانت في تقنية الكتابة نفسها.

كما انه لدي موضوعات كثيرة تشغلني وأحب أن أقدمها لان أي انسان في بدايته تشغله أفكار معينة عليه أن يخرجها أولا، لكن هذا لا يمنع انني من الممكن أن أخرج سيناريو جاهزا وهذا ما حدث مع السينارست وسام سليمان التي قدمت لي سيناريو خاص بها ووجدت أنها تستخدم تكنيكاً مشابهاً لي فعرضت عليها قصتي ومن ثم خرج السيناريو بالشكل الذي يرضيني.

أما سامي العدل والذي لعب دوراً مميزاً على صغر حجمه في الفيلم فقد أجاب على تساؤلنا الخاص بكونه بدأ يقدم أعمالاً مميزة عندما شارك في أفلام «العدل جروب» وعما إذا كان ذلك بسبب حريته في اختيار الأدوار أكثر، قال:

لقد قدمت طوال مشواري الفني خمسة وخمسين فيلماً وسبعين مسلسلاً ولم أقدم من كل هذا الكم سوى ثلاثة أفلام فقط من إنتاج «العدل جروب» وعدد قليل من المسلسلات، الفيلم الوحيد الذي تم طلبي فيه بالاسم هو «أحلى الأوقات» والذي أتى السيناريو الخاص به باسمي مرشحاً للدور.

ومع ذلك حاول أخي محمد العدل أن يعطيه لغيري لكن المخرجة أصرّت علي لأنها رأت أنني الأنسب، أما فيلم «شورت وفانلة وكاب» و«أصحاب ولا بيزنس» فقد كنت مجرد منقذ للموقف عندما اعتذر الفنان المرشح في كل منهما في آخر لحظة قبل الدخول لتصوير الفيلم، أما بالنسبة لجودة الأدوار فلقد بدأت حياتي الفنية بأدوار قوية، لكن بعد ذلك شغلني الإنتاج أكثر من التمثيل وأخيراً بالفعل بدأت انتبه لهذا الأمر لكنه لا يعود ذلك لكون أخي أو أنا المنتج.

وختاماً سألت «البيان» المخرجة هالة خليل: عما إذا كانت الفكرة التي تقدمها عبر الفيلم ألا وهي (التعامل مع الواقع وعدم تحديد أو محاولة تغييره) دعوة للإنهزام قالت: بالعكس فأنا أدعو للاعتراف بالواقع والتعامل معه .

####

«ابن الغابة»افتقد الجمهور والتشويق

كتبت كارول ياغي:  

لم يتجاوز عدد الذين شاهدوا فيلم الكارتون «ابن الغابة» المأخوذ عن السيرة التراثية «حي بن يقظان» والذي أنتجته مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول مجلس التعاون الخليجي يوم الخميس الماضي العشرين شخصاً.فبدت الصالة الخامسة في سينما ميركاتو شبه خالية على الرغم من أن الاعلان عن الفيلم اكد انه يعرض للمرة الأولى عالميا وانه أول فيلم كارتون خليجي وعربي.

ويحكي الفيلم المستوحى من قصة (حيَ بن يقظان) في 88 دقيقة قصة طفل رباه ظبي بعد أن تُرك وحيداً في الغابة، حيث يبدأ الشاب في تعلم قوانين الطبيعة والعالم من حوله ويشرع في البحث عن خالق كل شيء.

لا يمكن للمشاهد أن يكون موضوعياً في إبداء رأيه في فيلم «ابن الغابة» بمعزل عن اعتبارات عدة أبرزها كون الفيلم هو الأول من نوعه خليجياً، ولا يمكن مقارنته بإنتاج عربي مماثل. ولا يمكن مقارنته بما ينتج في اليابان والولايات المتحدة. ولا يمكن ايضا إغفال واقع مهم يتمثل بقلة الخبرة العربية في هذا المجال والمشكلات التي تشوب قصص الأطفال في عالمنا العربي.

وبالمقابل لا بد من بعض الملاحظات على الفيلم للارتقاء بالسينما الخاصة بالطفل.

يشعر المشاهد بالملل قبل انتصاف الفيلم بسبب رتابة المشاهد وغياب عنصر التشويق والطرافة. وجاء ضعف حبكته لجهة تصاعد التسلسل الحدثي للقصة قبل أن تنساب الحلول وصولا إلى النهاية السعيدة سببا إضافيا أدى أيضا إلى غياب وضوح العبر التي يرمي إلى إيصالها.

تناولت معظم المشاهد حياة «حيّ» الذي لا نعرف اسمه إلا في خاتمة الفيلم في الغابة وحيدا بين الحيوانات التي ربته وبينما استغرق الشق المتعلق بعودته الى دياره الأصلية اقل من 5 دقائق!

اما موسيقى الفيلم فتفتقد إلى «الطفولية» في اللحن والغناء وبدا وجودها ثقيلا فيه بعض الابتذال. يصعب على الطفل كما البالغ حفظ اغنية او تكرار لازمة فيها. ولم تنجح في إضفاء جو الحماسة على الفيلم.

في الفيلم الكثير من الدموع تبدأ من المشهد الأول أم تبكي وطفلها أيضا وظبية تبكي فقدانها طفلها.. كما تتكرر فيه مشاهد الموت اكثر من مرة رغم إمكانية الاستغناء عنها. يتفاجأ المشاهد ببداية حربية تعبق بالموت، اللصوص يغزون مدينة لا نعرف اسمها يليه مشهد موت ابن الظبية وبعده موت الظبية والدة حي في الغابة.

ويتضمن الفيلم ايضا مجموعة من الهفوات. فقد يتساءل المشاهد من اين حصل «حي» على «حفاض» ناصع البياض وكيف تغير لونه الى الأحمر مع بلوغه سن الخامسة. ولا يلبث الجواب أن يأتي في إحدى اللقطات التي يقول فيها «حي» لصديقه القرد انه مختلف لذلك يضع غطاء على وسطه.

ثم نراه يتحول الى خياط يصنع ملابس لا تختلف عن تلك التي كان يرتديها الوافدون الى الجزيرة. ولا ندري أيضا لماذا يقص «حي» شعره. ولا كيف لم ينظف المطر الغزير الذي تسبب بطوفان فظيع حجرا عليه رسم رجل انيق الملبس عبق الغبار منه بكثافة عندما لمسها «حي». ولا نفهم كيف ان مطرا اطفأ حريق الغابة وتسبب بطوفان نقل «حي» الى وسط البحر، ولم يطفئ عودا حمله تحت المطر الى امه القابعة في احد الكهوف لتتدفأ به.

كما بقيت حادثة اكتشافه النار ملتبسة واكتشافه فن العمارة اذ بنى نموذجين مختلفين من البيوت بسرعة لا مثيل لها فضلاً عن اكتشافه الزراعة أيضاً. والأغرب أن «حي» الذي لم يكن يعرف أن الكائن الذي رآه في القصر المهجور الذي لا يعرف المشاهد كيف وصل «حي» إليه أصلاً هو حصان بينما يدعو في المشهد نفسه الحيوان المفترس ضبعاً، وكان قد ناداه في أول الفيلم بالوحش.

####

إسدال الستار على المهرجان اليوم 

يسدل اليوم الستار على مهرجان دبي السينمائي الدولي الأول الذي استمر ستة أيام 6 ـ 11 يناير 2004 حيث عرض حوالي سبعين فيلماً من 26 بلداً وبمشاركة مجموعة من النجوم العرب والاجانب وتغيب عن المهرجان ضيوف كانوا على لائحة التكريم، وكذلك غابت افلام كانت ضمن عروض الليالي العربية.

شكل مهرجان دبي السينمائي الدولي الأول نقطة انطلاق لمهرجانات مقبلة ستحمل في جعبتها الكثير من الطموحات والآمال.

وكما هي العادة في الدورات الاولى لأي تظاهرة فنية أو غيرها لعبت بعض الثغرات دوراً سلبياً في طرح الكثير من الاسئلة حول تغيب بعض النجوم وانطلاق الشائعات وكذلك المؤتمرات الصحفية التي تقام فجأة دون الاعلان عنها من قبل، بالاضافة إلى مؤتمرات لم يحضرها النجوم.

شغل المهرجان طيلة ايامه الستة أهل الفن الذين حضروا من مناطق مختلفة من العالم حيث كُرم داوود عبدالسيد من مصر وشباش غاي من الهند، وغاب عمر الشريف لاسباب مجهولة، وحضر مورغان فريمان وسارة ميشيل جيلار، اللذان التزما سلوكاً وحضوراً بمؤتمريهما الصحفيين تاركين المجال مفتوحاً لاسئلة الصحفيين ومثلهما فعل النجوم العرب وأبرزهم حسين فهمي.

وليلى علوي حيث اعطيا مساحة من الوقت لكل الاسئلة، في حين ظهر النجم الاميركي أورلاندو بلوم في حفل الافتتاح ثم اختفى طيلة المهرجان تاركاً اعتقاداً انه سافر في حين كان يتنزه في ربوع دبي الساحرة دون علم أحد.

المهرجان ترك الكثير من الصدى خاصة انه دون جوائز ولكن يحسب له تأسيسه أول مهرجان من نوعه في الخليج، والدورة المقبلة ستكون الحكم في طبيعة استمراريته ونجاحه.

####

«الغبار الأحمر».. الحقيقة طريق الوداعة و«الحقد» يولد من القمع

حسين قطايا:

يعيدنا شريط الغبار الأحمر الى ماضينا المأساوي، وإلى قهر الانسان لأخيه الانسان، أو انه يضعنا مباشرة امام الحقيقة «الغائبة» في اننا نسير باتجاهات تخسرنا انسانيتنا، ولا يمكننا تعويضها إلا بقدرتنا على قول الحقيقة الكاملة، التي هي لوحدها سبيل خلاصنا ووصولنا الى سلام داخلي مع انفسنا ومع الآخر.

تدور حكاية الفيلم حول المحاكمات التي قامت في جنوب افريقيا بعد سقوط نظام التمييز العنصري، فنرى الضحية والجلاد في دائرة واحدة، والضحية هنا لا ترث اخلاق الجلاد، بل تذهب الى عكس ذلك، الى فعل انساني اكثر جسارة، واكبر في تحديه، وهو الغفران، ان تسامح الضحية جلادها، ولكن ذلك لا يتم إلا اذا اعترف المذنب بذنبه وقال الحقيقة كاملة حتى يستحق العفو من المحكمة والمجتمع معاً.

كتبت سيناريو الفيلم «جيليان سلوفو» ببراعة عالية، مظهرة بدقة مفاصل اساسية لمجتمع جنوب افريقيا حيث يعيش الاعداء معاً، وفي نفس المكان والزمان، وقد اثبتت مهنية عالية، وقدرة على اظهار الالم العميق والدفين، بمستويات انسانية شفافة لأبعد حد. وكما السيناريست جاء المخرج «توم جوبر» في فيلمه الروائي الاول.

ملتزماً بموضوع الفيلم، حول معاناة شعب جنوب افريقيا من التمييز العنصري، فأتبع كادراته بلغة بصرية موحية، ودون فجاجة أو تقزيز من مشاهد الدم، بمعنى ان الصورة تصل الى مبتغاها، والى قوليتها الرئيسية دون مواربة ودون استعراضية مملة لمشاهد العنف. فتمر الصورة عبر جسر الحدث الواقعي وصولا الى الحقيقة.

«الحقد»

«الحقد»، فيلم من نوعية افلام «البولار»، أي التوتر الدائم الذي يشد المشاهد الى عصب السيناريو المركب والمتداخل في آن. فيضيع الزمن، وتضيع ملامح الشخصيات، وتنصب جميعها في قالب واحد من الرعب والخوف والموت.

مدينة طوكيو في عصر الالكترونيات والتجارة، تأتي إليها عائلة من الولايات المتحدة بداعي العمل، الزوج، والزوجة، والام المصابة بمرض عضلي تشنجي، لكن الزوجة لا تسعد بالانتقال الجديد، فتشكو لزوجها، الذي يعدها بأن يطرح الموضوع مع أرباب عمله، ولكن طوكيو التجارية لا تتركهما.

فتبتلعهما بعقدها، عبر الطفل الذي سجن طويلا داخل خزانة ملابس، وبسبب الحب المفقود، والذي يحل بدلا عنه الموت المدمر، الموت المرعب، الذي يرمز به المخرج الى اليابان التي سجنت بعد واقعة هيروشيما، فيضع كل شيء مضى مقابل كل ما حدث، ليصنع منهما استشرافه الذي يصرح عبره بمكنونات الروح اليابانية.

الكاتب والمخرج الياباني «تاكاثي تيمزو» كتب واخرج فيلمه باسلوب رمزي وبولاري كما أسلفنا، ولكنه أقحمه في خانة افلام الرعب دون سبب فني على الاطلاق، سوى ان تيمزو يعشق افلام الرعب ولا يريد ان يخرج عن هذه الدائرة.

التصوير وزوايا اللقطات العالية جاءت ممتازة وموظفة بتكنيك احترافي تلامس اسلوبية (هيتشكوك) الشهير، بهذه النوعية من الافلام.

بطلة الفيلم (سارة ميشيل جيلار)، لم تضف الى رصيدها التمثيلي في هذا الفيلم أي شيء يذكر، فبدت عاجزة أمام الكاميرا، لعجزها عن الدخول الى روحية السيناريو، ولانها لم تقدم في تاريخها السينمائي أياً من الأدوار المماثلة. ففي الحقد البطل هو القصة وهي نجمة إثارة بالاساس.

####

ليلى علوي : أزمة السينما تكمن في غياب النصوص 

عز الدين الأسواني:  

شهدت قاعة المؤتمرات أول من أمس مؤتمرات صحفية عديدة وجلسة حوار حول الافلام القصيرة وفعاليات اخرى استهلتها النجمة ليلى علوي بسياحة في مشوارها الفني مجيبة على تساؤلات الاعلاميين التي وصلت إلى حياتها الشخصية، صاحب النجمة ليلى علوي وقدمها وادار الحوار الناقد السينمائي والصحفي طارق الشناوي الذي برع بمداخلاته في اعادة التوازن لأجواء ومضامين الاسئلة.بدأت الفنانة ليلى علوي حديثها بتقديم التعازي في وفاة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان واعربت عن سعادتها بتواجدها ومشاركتها في فعاليات مهرجان دبي السينمائي منوهة بالتنظيم الجيد الذي ينم عن خبرة كبيرة في هذا المجال.

وتجيب ليلى عن سؤال حول قدرتها على خلق حالة من التواصل الجيد مع الجمهور عبر الافلام السينمائية واعمال التلفزيون موضحة انها ابنة التلفزيون اولاً لكنها عاشقة ومحبة للسينما في الوقت نفسه، ولكل مجال أهميته عندها اذ انها ترى في الاعمال التلفزيونية رسالة اجتماعية لابد من ايصالها لقطاع كبير من الجمهور.

            خصوصاً وان القنوات التلفزيونية اصبحت اكثر انتشاراً الان، والفنان يحتاج من وقت لآخر الى تواصل على نطاق اكبر مع المشاهدين، اما السينما فهي تمثل لها متعة خاصة وتدلل على ذلك بأن فيلمها الاخير «بحب السيما» اخذ منها اربع سنوات إلى أن شاهد النور هذا العام ومع ذلك ورغم المجهود الكبير تشعر أنها انجزت عملا له قيمته الفنية والاجتماعية.

وعن رأيها في احوال السينما الان ترى ليلى علوي ان الجمهور تشبع بالفعل بنوعية الافلام الكوميدية المقدمة له، وقد كان فعلاً بحاجة اليها في وقت من الاوقات، لكنه الآن ينصرف عنها تدريجيا بعد ان اصبحت مكررة ونمطية، وتشير ليلى الى اعمال اخرى جيدة تنتجها السينما في الآونة الأخيرة وقد حققت نجاحاً جماهيرياً ولاقت القبول عند النقاد،.

وتركز ليلى على أن أزمة السينما الحقيقية تنحصر في غياب النص الجيد وهيمنة الكتاب الجدد وجهات الانتاج من خلفهم لتقديم اعمال رديئة، لقد غابت الافلام الغنائية والاستعراضية الا ان بعض المنتجين انتبهوا إلى ذلك وقدموا افلاماً رومانسية جيدة مثل «احلى الاوقات» و«حب البنات» و«سهر الليالي» وغيرها.

اما بالنسبة لفيلم «عمارة يعقوبيان» وعلى الرغم من اعجابها بدور سعاد وبالرواية كلها الا انها اعتذرت عن تقديم الدور لانها وعلى حسب قولها لم تجد نفسها في الكلام المكتوب.

وعن التعاون العربي المشترك لانتاج اعمال سينمائية او المشاركة في هذه الاعمال سواء بالنصوص أو التمثيل ترى ان هذا الامر يعتبر بديهياً وضرورياً وليس لديها مانع، بل انها تتمنى ان تشارك في مسلسل عن حياة الاديبة مي زيادة بعد ان قرأت النص، وفي هذا الجانب يعلق الناقد طارق الشناوي ويذكر السائل ان رواية «الباحثات عن الحرية» هي للكاتبة السورية هدى الزين وقد تم الاستعانة بالنص ليتحول الى فيلم اخرجته ايناس الدغيدي، وهناك أمثلة عديدة أخرى على التعاون بين الكتاب والممثلين والمخرجين العرب.

اما الاسئلة المثارة حول المشاكل الرقابية التي واجهت فيلم «بحب السيما» فتوجزها ليلى في عبارات مختصرة مفادها ان القضاء المصري عادل الى ابعد حد ويراعي حرية الابداع، وقد كسبت اسرة الفيلم الحكم القضائي .

وتم الافراج عن العمل، وتنوه ليلى إلى ان الفنان هو جزء من المجتمع ويعرف حدوده ولا يتجاوزها اما ان يتدخل احد رجال الدين ويفرض وصايته على مجتمع بأسره فهذا غير مقبول، الفيلم اجازته الكنيسة وسمح به الازهر ووقعت عليه الرقابة، وكل هذه المشكلة ليست سوى زوبعة اراد اثارتها شخص واحد، وتعترض ليلى علوي على مسألة الالقاب وترفضها شخصياً.

وترى أن عمل الفنان واسمه هما الباقيان فقط في وجدان وذاكرة الجماهير، وتضرب مثالاً بعادل امام صاحب التاريخ والاعمال الجيدة والجماهيرية الواسعة ورغم ذلك لم يطلق على نفسه لقبا، وتؤكد ليلى على أن الالقاب يمنحها الجمهور للفنان لا ان يطلقها الفنان على نفسه او يدع الصحفيين يطلقونها عليه.

وتعود ليلى لتؤكد على ان موقع الفيلم العربي على الخارطة العالمية مازال صغيراً ويعود ذلك الى ضعف الانتاج وغياب النص الجديد، اما على مستوى التمثيل والاخراج والفنيين فنحن لدينا كوادر ممتازة لا تقل عن سواها في العالم، اضافة إلى اننا لم نتوجه الى السوق الاوروبي بشكل فاعل وهذه مسئولية مؤسسات ومسئولية الموزعين.

####

كواليس 

فوجئ المهتمون ومن قبلهم لجنة اختيار أفلام المهرجان بانسحاب الفيلم السوري «باب المقام» للمخرج محمد ملص بعد ان تلقى عرضا من مهرجان برلين السينمائي الذي سيقام في فبراير المقبل ليكون من ضمن الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية.

«باب المقام» الذي كان ينتظره الكثيرون يقدم دراسة عميقة ورائعة للمجتمع السوري المعاصر، من خلال شخوصه المرسومة بعناية فائقة، وتدور أحداثه على خلفية الانتخابات النيابية في سوريا عام 2003 حيث يحتشد المتظاهرون في الشوارع منددين بالغزو الاميركي للعراق، وأسفر انسحاب الفيلم من المهرجان عن خيبة أمل لمحبي أعمال المخرج محمد ملص المتميزة الهادفة والمحملة بالهموم الاجتماعية والسياسية.

ويعتبر فيلم «باب المقام» حلقة قوية في سلسلة أعمال قدمها محمد ملص كان أولها عام 1984 «أحلام المدينة» الفائز بالجائزة الكبرى لمهرجان قرطاج السينمائي، وفي عام 1992 قدم فيلما بعنوان «الليل» الذي نال عدة جوائز في مهرجانات عالمية.

تشابك في الأيدي وصل الى ضربة بقبضة اليد، ورفع سكاكين داخل مطعم فندق القصر بين ناقد سينمائي سوري معروف مقيم في فرنسا، ومخرج تونسي كان يرغب في المشاركة في دورة مهرجان كان الاخيرة، او على اقل تقدير حضور المهرجان، وهذا الاخير اتهم الناقد السينمائي بتدخله لدى ادارة التنظيم لاستبعاد فيلمه من دخول المسابقة وبالتالي حرمانه من التمثيل المشرف، وانتهز المخرج التونسي رؤية الناقد السوري في المطعم ولم يتحدث معه بل باغته بلكمة ادهشت الجميع واصابت الناقد بالصدمة!

من واقع المؤتمر السري لتكريم المخرج المصري وزميله الهندي:

·         عدد المدعوين لم يتعدّ العشرين شخصاً منهم زوجتا المخرجين.

·         طعام الغداء كان على اعلى وأفخم مستوى وهو طابع دورة هذا العام.

تأخر عرض فيلم البحث عن نيغرلاند نصف ساعة بالتمام والكمال عن الموعد المدرج في الجدول الرسمي، مما دفع باحدى الزميلات للدخول في مشادة كلامية مع احد الموظفين في العلاقات العامة، يذكر ان بعض الفعاليات تتأخر انطلاقتها بسبب عدم التزام الضيوف بالمواعيد.

الحضور الجماهيري العربي للعروض السينمائية لا يكاد يذكر مما حدا بأحد الزملاء الى اطلاق تعبير ساخر ينال من ثقافة المتلقي العربي، نعاود السؤال عن عدم نقل بعض الفعاليات إلى مكان اقرب حتى يتسنى للجمهور التفاعل أكثر مع الحدث؟

كلما ذهبت إلى حضور عرض سينمائي يقال لك ان التذاكر محجوزة، وعليك الانتظار طويلاً حتى قبل بداية الفيلم بدقيقة، ثم تدخل لتكتشف ان بعض العروض يشاهدها عدد محدود، من المسئول عما يحدث؟

البيان الإماراتية في

10.03.2004

 
 

كيف نصنع مهرجاناً ناجحاً ؟

كتب اسامة عسل

إن صناعة مهرجان سينمائي ناجح ليست معجزة صعب حدوثها، لكنها ببساطة تأتي من دراسة أسباب نجاح المهرجانات الأخرى، والأهم دراسة طبيعة المجتمع الذي نعيش فيه، ولا تقولوا ان السبب في عدم تردد الجمهور على المهرجانات، ذوق الجمهور الرديء، فالمهرجانات هي المسئولة عن ترقية ذوق الناس.

وبالتالي لابد من تحديد أهداف المهرجان بوضوح، والتركيز على تحقيقها، والاعتماد على لغة الأرقام للوصول الى النجاح المطلوب.كما ان سر النجاح الأول لأي مهرجان يكمن في تنظيم واحترام مواعيده، لا في إجراء تعديلات في أوقات قاتلة تسهم في تشييع المهرجان الى مثواه الأخير قبل أن يعرف قيمة النجاح ومعناه، فإذا جاء متفرج .

ولم يجد فيلماً في الموعد المعلن عنه، يفقد الثقة في المهرجان، وإذا جاء مخرج ووجد ظروف عرض فيلمه سيئة، فلن يرسل فيلمه ثانية، وخلال التبديل المستمر غير المعتمد على قواعد، والإلغاء والإعلان عن تواريخ ومواعيد لا تقبل التلاعب، بلا شك كل ذلك ينهي عمر أي مهرجان.

وأي مهرجان يركز على ثلاثة أشياء أساسية وهي أفلام جيدة، برنامج صارم للعروض، وتفاعل بين الجمهور وضيوف المهرجان، يضمن الوصول لصيغة المهرجانات الناجحة والكبرى.

وحتى لا يختلط الأمر علينا كثيراً بين تلك المعاني الثلاثة، فلابد من القول بأن الأفلام الجيدة هي التي تستطيع أن تجذب الجمهور، وتفاعل الجمهور يظهر من خلال الندوات، التي يجب على إدارة المهرجان إقامتها في مكان يسهل على الجمهور ارتياده.

ثم ما السبب الذي يدعو أي سينمائي محترف لحضور مهرجان؟

إنه بالطبع يريد مشاهدة أفلام جيدة، وقبل كل ذلك فهو يبحث عن الاستفادة المهنية، والأهم من كل هذا يتساءل هل المهرجان في مواعيده مدرج بانتقاء وسط أجندة المهرجانات العالمية؟! وما هي المغريات التي تدعوه لكي يضع المهرجان ضمن أجندته الخاصة؟، إذا استطاعت إدارة أي مهرجان وضع إجابات لهذه التساؤلات وبالأرقام، فإنها تكون بالفعل على الطريق الصحيح.

كما ان مسابقة ما ضمن فعاليات مهرجان سينمائي، تعتمد في جوائزها على مساعدة المخرجين الشباب في تمويل أفلامهم، جديرة بأن تجذب هؤلاء الشباب وتحمسهم لملء أروقة المهرجان، والشباب هم من أهم أسباب حيوية أي مجتمع، وأي حدث ثقافي، يقابلون المخرجين من نظرائهم الأجانب، ويشتركون في الندوات بحماس، ويجادلون الأفكار الجامدة!! وليس سراً ان كل المهرجانات الكبرى في العالم لا تحيا إلا بروح الشباب.

وككثير من الأشياء في حياتنا، تمر المهرجانات السينمائية في عالمنا العربي دون أن نستفيد منها استفادة حقيقية، وبدلاً من أن تتحول الى أداة رئيسية في ترقية ذوق الناس واتساع ثقافاتهم، تصبح أشبه بحفلات الخمسة نجوم، لا يبقى منها سوى صور تذكارية لنجوم مبتسمين.

وكرنفالات خاصة يتسابق إليها كل ما هو هايف وسطحي، في الوقت الذي أصبحت فيه المهرجانات السينمائية بنجومها اللامعين، وبكل الاهتمام الاعلامي حولها أحد أهم أوجه الاحتفال في عصرنا، وأصبح السياسيون يستغلونها لتحقيق مصالحهم، والعلم ينتهز الفرصة في أثنائها لتقديم أحدث مستجداته، ورجال المال يملأون أيامها بصفقات البيع والشراء.

هذا بالطبع ينطبق على المهرجانات الناجحة والكبرى التي ليست في بلادنا، فهل نخرج مرة على المألوف ونحقق التواجد التنظيمي والفني والجماهيري لنعيد الثقة في مهرجان سينمائي عربي ناجح شكلاً ومضموناً؟!

هذا بالفعل ما نأمله ونتوقعه في الدورات القادمة لمهرجان دبي السينمائي الدولي.

####

دبي تضع نفسها على خارطة السينما العالمية

حسين قطايا

أسدل الستار مساء أمس، على الدورة الأولى لمهرجان دبي السينمائي الدولي، وفي خطوة بكر نجحت إلى حد كبير في تحقيق ما هدفت اليه لم يقلل من أهميتها حصول بعض العثرات التنظيمية والارتباك الاداري بسبب تعطل الآليات الالكترونية وفي مرات لأسباب انسانية أتت نتيجة للجهود المبذولة في «مطحنة» العمل اليومي ومتابعته المستمرة.

المهم ان المهرجان حقق انجازاً كبيراً، في وضع دبي على خارطة المهرجانات الدولية للفن السابع، الذي يعتبر اليوم لغة من أقوى لغات المخاطبة الدولية، في عالم قريب من بعضه بعضاً إلى حد الالتصاق، وبهذا المعنى تشكل السينما منبراً ومنصة رحبة لتقديم نفسك للآخر والتواصل معه.

هذا الآخر الذي يحمل معه ثقافة مغايرة لثقافتنا، لكنها قابلة لأن تجاورنا بثقافتنا المتعددة والمتنوعة إغناء ثقافي انساني شامل، إذ أن التنوع والتعدد يدفعان بآمالنا الانسانية إلى خصوبة مطلوبة لذاتها. وهكذا هو الفن، وهكذا هي الثقافة، خشبة خلاصنا نحن البشر، في أدبنا ودوامنا على حب الحياة والسلام، مع تأكيدنا على التزامنا بمناهجنا وتقاليدنا التي أكدتها «دبي» في مهرجانها.

بعض العثرات لم تقلل من أهمية الحدث خصوصاً انها الخطوة الأولى، لقد شاهدنا عرساً عربياً ودولياً، ورأينا العرق يتصبب من منظمي المهرجان والمشاركين والصحافيين الذين أتوا من كل حدب وصوب،.

ورأينا ابتسامات الفرح ودموع الفرح ايضاً، كل هذا معاً، في رحاب مدينة عربية نجحت ان تستثمر بالمعنى الاقتصادي للاستثمار، وفي المعنى المعنوي ايضاً، إذ ان المصالح قد تكون ثقافية في مرات كثيرة، فيتضامن الإعلاني والإعلامي، والاقتصادي والثقافي، والمادي والروحي، في بوتقة واحدة سميت هنا، مهرجان دبي السينمائي الدولي.

ولابد من توجيه التحية إلى القائمين على المهرجان منظمين ورعاة وموظفي علاقات عامة وإلى واضعي برنامج العروض وبالأخص مسعود أمر الله ونيل ستيفنسون، ومحمد مخلوف فقد جهد هؤلاء في عملهم وفي اختياراتهم لمجموعة من الأفلام منها القصيرة ومنها الطويلة، واكثرها جاءت لافتة، أذكر منها «الرحلة الكبرى»، و«الغبار الأحمر»، و«سجائر»، و«الارضية المبتلة»، و«كأننا عشرون مستحيلاً».

و«جنين جنين»، و«طوي عشبة»، و«علامة انتماء»، و«حظ سيء»، و«لعله خير»، و«فان اكسبرس»، وكثير من الشرائط المختارة في عناية، لكننا أيضاً نعبر عن أسفنا لغياب «باب المقام» للمخرج السوري المميز محمد ملص، الذي انسحب بفيلمه باتجاه مهرجان برلين السينمائي، وهذه نقطة لافتة ومنبه لتوقيت مهرجان دبي، إذ انه يتقاطع بموعده مع مهرجانات عربية أخرى.

وفي الوقت نفسه، لا أعتقد انه من المصيب ان يقام مهرجان في آخر شهر في السنة، إذ ان المخرج الذي أعد فيلمه في أواخر العام حتماً ستغريه برلين ومهرجانها أو فينيسيا. ومما لا شك فيه، فإن التوقيت من أهم عوامل نجاح المهرجانات السينمائية عامة، وكذلك هناك أهمية اخرى يجب الالتفات إليها وهي، مسابقة الأفلام، والجوائز التي من الضروري وجودها في الدورة المقبلة لمهرجان دبي السينمائي.

مهرجان دبي السينمائي خطوة ممتازة نجحت في وضع دبي على خارطة السينما العالمية، وليس ثمة اخفاق لـ «البروفة» الجميلة، ومن هذه العثرات البسيطة نتعلم معاً.

####

مخرجون عرب شبان تحدثوا عن تجاربهم: 

المهرجان أتاح لنا فرصة نادرة للقاء الجمهور الإماراتي

كتب حسين قطايا:  

قدم مهرجان دبي السينمائي الدولي فرصة نادرة لعشاق الفن السابع، ليعرفهم إلى مخرجين شباب وأعمالهم السينمائية لم يكونوا ليشاهدوها لولا هذا المهرجان في انطلاقته البكر الأولى.من هؤلاء المخرجين حنا إلياس وفيلمه الروائي الطويل «موسم الزيتون»، وإيلي خليفة مخرج «فان اكسبريس»، ورائد حلو مخرج «ولعله خير».

حول أعمالهم ومهرجان دبي السينمائي التقتهم «البيان» وكانت هذه الحوارات:استهل حنا الياس كلامه شاكراً مهرجان دبي السينمائي الدولي «لانه اتاح الفرصة لنا كفنانين وللمشاهد الاماراتي ان نلتقي بعضنا بعضاً. وهذا أمر فيه افادة كبيرة على عدة مستويات فنية وفكرية».

وقال ايضا ان دبي تستطيع الوصول إلى الجميع عبر السينما في وسيلة أقوى اليوم من الكتاب، في عصر اصبحت المطالعة فيه مقلة إلى حد كبير.

اشترك المخرج حنا الياس بفيلمه «موسم الزيتون»، في مهرجان القاهرة السينمائي العام الماضي، ويعمل حالياً على تحويل الفيلم المعروف غاندي ليصبح ناطقاً باللكنة الفلسطينية مستخدماً التقنيات الجيدة ليصبح مقنعاً. ويصف هذا العمل قائلاً: حكاية الاحتلال هي ذاتها في كل مكان وزمان، فهي تقوم على العنف كفعل وعلى عنف مقابل كردة فعل.

ولكني أرى وسيلة اخرى لمقاومة هذا العنف، وهي عبر اللا عنف، وإلا تساوى المعتدي والمعتدى عليه، ولا يبقى هناك أي قيمة لصاحب الفعل الأول، أو لصاحب ردة الفعل. بهذا المعنى فيلم «غاندي» رسالة من فلسطيني إلى الفلسطينيين أولاً.

وإلى الاسرائيليين ثانياً، لأن نفكر مرة اخرى بما فعلنا وبما سنفعل في المستقبل، على الدوام كانت الضحية ولا أحب ان أسمي الفلسطيني ضحية لكن التعبير هنا مجازي، تستلهم ردود افعالها من أطفال واخلاقيات الجلاد، واعتقد ان الشعب الفلسطيني يستطيع ان يكسر القاعدة اذا فتح امامه أبواب للحوار من اجل ايجاد تحولات جديدة.

إيلي خليفة

درس إيلي خليفة السينما في جنيف في سويسرا، وهو من المخرجين الذين تميزوا ببساطة أفكاره، دون ادعاءات كبيرة، ولكنها بساطة ممزوجة بلغة بصرية فذة، تعتمد الايحاء وتبتعد عن ضخامة الحوارات، ويقول عن ذلك: «أفلامي ميالة إلى استخدام الكوميديا البصرية أكثر من الحوارات، فأنا أحاول ان أخفف من الكلام في أعمالي للدرجة التي استطيع فيها الوصول إلى ما أريد».

وعن تأثير الحرب عليه كانسان وكفنان يقول: «لا أعرف إلى أي مدى تأثرت بالحرب، من المؤكد انني تأثرت، ولكنني لا أريد ان اسرد الماضي، أو اعيد تحليله، لأنني أريد أن اخطو إلى الامام، وأريد ان اتعاطى مع الواقع مباشرة دون مواربة ودون ان نغرق في وحول الأمس، البعض يختلف مع وجهة نظري هذه، ولكنني أحترم هذا الاختلاف، وبالتالي على كل واحد ان يعمل في المساحة التي يراها تعبر عنه.

رائد حلو

رائد حلو درس الاخراج في معهد الفنون في مدينة القدس - وهو معهد عربي ثم انتقل إلى لندن لمتابعة الدراسة، وقدم حتى الان أكثر من فيلم وثائقي منها: «صبي الشاي في غزة»، و«محلي»، و«لعله خير»، وحول تجربته عموماً يقول: «عملت في الأفلام الوثائقية حول قضايا لها صلة بواقعي كفلسطيني، اعيش همومي وهموم أهلي.

وفيلمي الوثائقي «صبي الشاي» يتحدث عن الفتى الفلسطيني الذي لا أمل له وكيف يسعى لمساعدة أهله اقتصادياً، وعن المتاهة وضياع الزمن للفلسطينيين بشكل عام وللطفل بشكل خاص. والعمل الفني بالنسبة لي شيء من المقاومة حتى أطرد الحزن والقهر واواجهما، وحتى استطيع ان اسجل لذاكرتنا الجماعية ما حل بنا، وما فعله المحتل على مدى أكثر من نصف قرن.

لقد ولدت تحت الاحتلال ولا أعرف إلا الموت الممارس علي، وانت ترى الأمور بطريقة اخرى، قد تكون تشعر معي، وقد تكون لا، ولكنك بالتأكيد قد برمجوا لك أفكارك عبر التقارير الاخبارية عما يحدث للفلسطينيين، والفرق بيننا انني أعيش هذه التفاصيل، وهذه المأساة، وانت تراها في نشرة الأخبار ليس أكثر.

وعن طموحاته السينمائية أضاف المخرج الشاب: «أعمل الان على فيلم روائي طويل، هو عبارة عن رؤيتي للواقع، التي كنت أوثقها، أو أوثق اجزاء منها، والان أريد ان أرويها.

####

يحلمون بفيلم عربي في افتتاح الدورة المقبلة

ضيوف المهرجان يبوحون بانطباعاتهم

كتبت أمنية طلعت

احتشدت صالة الاستقبال بفندق القصر بمدينة الجميرا مساء أمس بضيوف المهرجان الذين قدموا من كل حدب وصوب، للمشاركة في هذا العرس السينمائي الوليد، الذي يبزغ نجمه في سماء دبي، تبدو على الجميع البهجة والحميمية وما كان منا إلا التحدث مع كل منهم على حدة للوقوف على نظرتهم للمهرجان في دورته الأولى وأحلامهم للسينما العربية في المستقل.الفنانة البحرينية زينب العسكري، تلك الزهرة الخليجية اليانعة في حقل الدراما الخليجية. والتي تملك افقاً فنياً وطموحاً لا حدود له كانت هناك وبدأت حديثها معنا قائلة:

لقد أسعدتني دعوة المهرجان لي كثيراً، ربما ليس لدي أي رصيد سينمائي على الإطلاق ولكن تواجدي هنا ملأني رغبة كي اقتحم عالم السينما والذي أتمنى ان تكون أول أفلامي خليجية، فلماذا لا يكون للخليج سينما مثل باقي الدول العربية.ـ هل استفدت من مشاركتك في المهرجان؟- بالطبع استفدت كثيراً فمجرد وجودي هنا في حد ذاته فائدة، لكنني أيضاً استفدت من احتكاكي المباشر بهذا الكم الهائل من الفنانين العرب والأجانب وكذلك المخرجين والنقاد، إضافة إلى الأفلام التي شاهدتها خاصة فيلم الافتتاح (الرحلة الكبرى) والذي يحتوي على أبعاد روحية شفافة إضافة إلى معالجة التناقض بين الجيل العربي السابق والجيل الحالي الذي عاش واحتك بالغرب، واعتقد ان هذا الفيلم أضاف كثيراً إلى رؤيتي السينمائية والشكل الذي أحلم بالخروج به على شاشة السينما العملاقة.

·         ألم تحلمي بأن يكون فيلم الافتتاح خليجياً؟

- لو كان خليجياً كنت سأفرح أكثر بالمهرجان، لكن عموماً المهرجان ليس للخليجيين فقط بل لجميع العرب وباقي شعوب الأرض، وعموماً تجربتنا السينمائية ضعيفة ولا يوجد إنتاج مستمر ومنتظم وإن كنت أتساءل لماذا؟ عموماً هذا هو حلم جميع الفنانين الخليجيين. ـ ما الذي تتوقعين للمهرجان في دورته المقبلة؟- أعتقد انه سيحتوي على مسابقة وجوائز حقيقية وأن يكون هناك عمل سينمائي روائي طويل خليجي يمثلنا في هذه المسابقة وهذه أمنية وليست توقعاً، كي نكسر به حالة الركود السينمائية الخليجية.

الفنان السوري أيمن زيدان له قامته الفنية الرفيعة في طول البلاد العربية وعرضها، جمهوره يقدره ويترقب أعماله لما يضيفه لأي عمل درامي سوري من تميز ونجاح، أيمن زيدان كان من ضيوف المهرجان المميزين وعندما سألناه عن رأيه في كون مدير المهرجان أجنبياً وليس عربياً قال:

أنا شخصياً تعنيني النتائج فالجانب الإداري بعيداً عن الفن، فإذا استطاعت الإدارة الأجنبية تحقيق الأهداف فلم لا؟ وأنا شخصياً مع الاستفادة بتجارب الآخرين والمهرجان حتى الان محاولة لصناعة مهرجان، يمكن يكون أقرب لخلق حالة سينمائية أولية لاكتمال مواصفات المهرجان وهذا طبيعي في الولادة الأولى.

·         كيف ترى المهرجان حتى الان؟

- المهرجان يتيح الفرصة للاطلاع على تجارب الآخرين ويحاول تقديم تجارب متنوعة وأتمنى ان يكون محفزاً لصناعة سينما مهمة عربية، في النهاية أنا احتفي بأي مشروع مهرجان يهتم بالإبداع العربي وفي هذا الزمن الصعب يعد ضرورة والحكم على المهرجان ليس الان ولكن بعد أكثر من دورة بحيث يكون قد رسخ نفسه واستمر.  

·         السينما العربية تعاني مشاكل كثيرة ألا تعتقد ان الاهتمام بصناعة سينما يجب ان يسبق إقامة المهرجانات؟

ـ أنا أرى الأمر متكاملاً فالمهرجانات تلعب دوراً محفزاً أحياناً وتسهم في إلقاء الضوء على المشكلة وهي ضعف الصناعة السينمائية العربية حتى في مصر المعروفة بهوليوود الشرق، أنا أحبذ الاهتمام أكثر بالصناعة لكن هذا لا يمنع من إقامة مهرجانات على الأقل تساعد على الإطلاع على تجربة الآخر.

·         لك تجاربك السينمائية القليلة رغم شهرتك في الدراما التليفزيونية السورية.. بماذا يشعرك ذلك؟

- قدمت أربعة أفلام سينمائية سورية وهذا الكم يظل رقما معقولاً بالنسبة لقلة الإنتاج السينمائي السوري، وإن كنت أتمنى أن يكون أكثر وافتقد العمل بالسينما لكن للأسف الإنتاج السوري تتولاه الهيئة العامة للسينما السورية فقط ولا يتجاوز إنتاجها الثلاثة أفلام في العام وتحقق نجاحاً بالمهرجانات، لكن لا نحقق تواصلاً شعبياً كبيراً، والان يبحثون آلية تطوير السينما في سوريا وإن لم يطالنا هذا التطوير كجيل فبالتأكيد سيطول الجيل القادم.

الفنانة المصرية المتألقة لبلبة كانت من الضيوف البارزين والتي ملأت أجواء المهرجان بمرحها وروحها الراقية، تزور لبلبة دبي لأول مرة رغم أنها سافرت إلى جميع بلدان العالم مما يضفي عليها السعادة بشكل خاص حيث بدت متحمسة كثيراً للمهرجان ولزيارتها الأولى لدبي®. وتقول لبلبة عن المهرجان:

على الرغم ان المهرجان مازال وليداً فإنه يرقى لمصاف المهرجانات الكبيرة، فلقد شاركت بأغلب مهرجانات العالم وحصلت على جوائز كثيرة منها، لذلك لم أكن أتوقع ان يخرج مهرجان دبي في دورته الأولى بهذا النظام والرقي، لأن عادة المهرجانات في دوراتها الأولى لا تكون منظمة، لكن أجمل ما في هذا المهرجان جمهوره الذي قابلنا بحفاوة شديدة لذلك أتوقع أن يكون أفضل في السنوات المقبلة وأنا سعيدة به كثيراً.

·         هناك اتهام تم توجيهه للفنانين المصريين الذين حضروا للمهرجان أنهم تركوا مهرجان القاهرة وحضروا إلى هنا.. ما تعليقك؟

- نحن لم نترك مهرجان القاهرة وكل الفنانين المصريين الذين حضروا إلى مهرجان دبي ليس لديهم أفلام مشاركة بمهرجان القاهرة، ثم أننا حضرنا حفل الافتتاح وسنعود لحضور حفل الختام، ثم أن هذا المهرجان عربي ويجب ان ندعمه لذا لا توجد خيانة في هذا الأمر، لأننا يجب أن ندعم أي شيء عربي خاصة لو كان في دبي تلك المدينة العربية الحديثة ويجب ان نقول مبروك.

·         هذه أول زيارة لك لدبي ما انطباعك؟

- بالفعل هذه زيارتي الأولى فرغم أني لففت العالم كله بشرقه وغربه منذ أن بدأت حياتي الفنية وأنا في الخامسة من عمري، إلا أني لم احضر لدبي من قبل مما يضفي على زيارتي رونقاً وجمالاً خاصاً، وفي الحقيقة لقد بهرتني دبي بحداثتها ونظامها وجمالها الذي يجمع بين الأصالة العربية والحداثة الغربية.

الفنان الكويتي داوود حسين من أبرز فناني الخليج وقد يكون السفير الفني للخليج في باقي البلاد العربية، فأعماله الكوميدية المتألقة وأسلوبه المتفرد في نقد المجتمع بشكل خفيف وواع وممتع وضعه في مصاف نجوم الكوميديا العرب عن جدارة®. وداوود حسين كان من ضيوف المهرجان المهمين والذين يمثلون الفن الخليجي®.

وقد قال معبراً عن رأيه في المهرجان أعتقد أن انجازات دبي الفنية تتحدث عن نفسها، فالمدينة الإعلامية واستقطاب الكوادر والمؤسسات الإعلامية الكبيرة إلى هنا أكبر دليل، لذا ليس من الصعب ان تتجه للسينما أيضاً وتقيم مهرجاناً لها فالأمر كان متوقعاً بالفعل، لكن لكي نكون صرحاء فحفل الافتتاح كان متواضعاً للغاية ولم يحتو على الإبهار المطلوب، وإن كان هذا الأمر عائداً لما شهدته الإمارات كلها من فقد لوالدها الروحي الشيخ زايد رحمه الله، لذلك أتوقع بعد أن تتجاوز الإمارات هذه المحنة سيكون الافتتاح العام المقبل أفضل كثيرا.

·         كفنان خليجي ألم تحلم بأن يكون فيلم الافتتاح خليجياً؟

- بالطبع كان ذلك حلماً لنا جميعاً، خاصة وان المهرجان يتم الإعداد له منذ عامين ودبي تمتلك القدرة الإنتاجية والخليج بشكل عام يمتلك كوادره الفنية وممثلين مهمين على مستوى الوطن العربي ككل، لكن عموماً بالتأكيد إدارة المهرجان لها مقاييسها وربما أرادوا أن يمثل المهرجان العالم وعموماً فيلم الافتتاح احتوى على أبعاد عربية لكن مازلت أحلم بفيلم الافتتاح القادم ان يكون خليجياً.

·         وما هي توقعاتك للمهرجان في المستقبل؟

- اعتقد انه سيكون أفضل وسيحتوي على مسابقة.

في النهاية كان لابد من الحصول على رؤية نقدية متخصصة للمهرجان فالتقينا الناقد السينمائي المصري الكبير طارق الشناوي والذي قال: الميزة التي أتصور أنها من الممكن أن تصبح ملمحاً ايجابياً مهماً للمهرجان، هو انه يحرك كل الأجهزة في الإمارات لخلق صناعة سينمائية، لأنني لا أتصور أن تظل فقط مجالاً لعرض الأفلام فقط وليس إنتاجها، المهرجان يثير هذا التساؤل ومن الممكن ان تأتي الإجابة بخطة ايجابية لكي يفتتح المهرجان بفيلم من إنتاج الإمارات.

·         هل تعتقد ان دبي قادرة على الإنتاج السينمائي؟

- المجتمع الذي يملك مثل هذا التطور في الحياة والقدرة على التغير المستمر والنمو قادر على صناعة السينما، يكفي ان المكان الذي يقام فيه المهرجان (مدينة الجميرا) يذكرنا بفينسيا ومن يصنع مثل هذه المدينة يستطيع ان يصنع فيلما في خلال عام.

·         ما رأيك في الاتهام الموجه للمصريين بأنهم تخلوا عن مهرجانهم في القاهرة؟

- هل النجوم والمخرجون ونقيب السينمائيين ورئيس غرفة صناعة السينما، يمكن ان يشك في ولائهم للقاهرة عندما جاءوا إلى دبي تاركين النصف الثاني من مهرجان القاهرة، لقد حرصت على حضور الافتتاح ومشاهدة كل الأفلام التي عرضت في النصف الأول من المهرجان، لكن عندما تلقيت دعوة لأرى مولد مهرجان جديد حضرت وهذا مهم بالنسبة للناقد قد يشاهد كل التطورات الخاصة بعالم السينما والفن في محيطه الإقليمي.

####

في مؤتمر صحافي غلبت عليه الأسئلة السياسية

توتو يعرض معاناة السود عبر «الغبار الأحمر»

كتب عز الدين الأسواني

اختتم مهرجان دبي السينمائي الدولي الأول بمؤتمر صحافي لرئيس الأساقفة بجنوب افريقيا ديسموند توتو الذي جاء إلى دبي قبل ختام المهرجان وحضر عرض فيلم «الغبار الأحمر». وكان فريق الفيلم برفقة توتو خلال المؤتمر، حيث وجهت اسئلة سياسية بحتة مستقاة من أحداث الفيلم أو من تداعيات الأحداث في جنوب أفريقيا.

إضافة الى التوترات والنزاعات التي يشهدها العالم في هذه الآونة، وفي البداية توجه توتو بالشكر إلى مدينة دبي وإدارة المهرجان على دعوته ليكون ضيف شرف على المهرجان، متمنياً دوام الاستمرارية والحضور على الساحة الدولية ومنافسة المهرجانات، كما وجه الشكر إلى فريق العمل في الفيلم على المجهود الذي بذلوه، منوهاً أن دموعه سالت حين شاهد الفيلم للمرة الاولى وكان يعتقد انه لن يتأثر به في المشاهدة الثانية لكن دموعه سبقته تأثراً بما يتضمنه من أبعاد انسانية لأشخاص استطاعوا أن يتغلبوا على أحزانهم وآلامهم.

ويوضح توتو أن الفيلم يلخص مهام لجنة التحقيق والمصالحة ودورها في العمل على تقارب النفوس وتصفية الخلافات ومداواة الجراح، مؤكداً أن الفيلم يحمل رسالة إلى العالم الذي مزقته الحروب.

افتتحت «البيان» باب الحوار بعدة أسئلة أجاب عنها توتو قائلاً إن لجنة التحقيق والمصالحة عندما تأسست كان الهدف منها النظر والتحقيق في الفظائع التي حدثت في الماضي لكي نخرج منها بدروس نستفيد منها، وهناك دول عديدة في العالم تقول انها استفادت من تجربتنا، لكننا نقول أيضاً إن التجربة لم تكن مثالية تماماً وشابها بعض القصور .

ونحن نعترف بذلك، ومع ذلك فإن دولاً مثل نيجيريا وغانا وسيراليون قد استفادت كثيراً من تجربتنا بدليل عضوية نائب رئيس اللجنة في جنوب افريقيا في لجنة المصالحة في سيراليون.

وعن كيفية تقييم النجاح بعد مرور عشر سنوات من الحصول على الحرية يقول توتو: إن أحداً لم يتوقع الاستقرار في جنوب أفريقيا، بل ان البعض توقع حدوث مجازر، وأن البلاد توشك على الانفجار، لكننا فاجأنا العالم بمصالحة وطنية على الرغم من عدم توصلنا إلى الكمال في التجربة.

ويضرب توتو ببريطانيا مثالاً على القصور الديمقراطي عندما نرى بعض الناس ينامون على الأرصفة أو حالات البطالة في أعظم دولة في العالم وهي أميركا.

ويضيف توتو ضارباً مثلاً آخر بالألمان الشرقيين الذين تسألهم عن شعورهم عند نقطة العبور إلى ألمانيا الغربية قبل الاندماج فيجيبونك بأنهم يشعرون وكأنهم ذاهبون إلى بلد غريب رغم لغتهم الواحدة، غير أن جنوب أفريقيا فيها إحدى عشرة لغة رسمية، علاوة على لغات أخرى غير رسمية، بالإضافة إلى تعدد الأعراق فيها ومع ذلك توصل سكانها إلى صيغة تعايش أقرب إلى المثالية لولا الفقر المدقع والمرض الذي تعاني منه معظم دول العالم.

أما بالنسبة للسؤال الموجه لمخرج الفيلم عن المشاهد الداخلية المطولة والتي أدت إلى هبوط الإيقاع، قال توم هوبر إن المشاهد الداخلية كانت محملة بالفكرة الأساسية للفيلم وتعبر عن روح لجنة التحقيق والمصالحة وكان من الضروري أن تصور كما هي مكتوبة على الورق لما تحويه من آليات فض النزاع والتقارب وتلك هي رسالة الفيلم.

ويعقّب توتو على هذه الجزئية بقوله إن المشاهد التي جاءت في الفيلم معظمها من الواقع، منوهاً أن هناك أناساً لا يستطيعون أن يسامحوا بسهولة ولم نتوقع أن يأتينا أحد ليقول انه نسي جراحه، ويضرب مثلاً بصفة الضحية الذي كان يتصف به المظلوم وقد رفضه الجميع، غير أنه يعود ويسرد حكاية رجل فقد بصره من جراء عمليات التعذيب التي تعرض لها، وعندما سألوه عن شعوره بعد المصالحة الوطنية قال: «لقد أعدتم إليّ بصري بهذا الاتفاق».

ويضرب توتو أمثلة كثيرة تبرز المكاسب التي نالها سكان جنوب أفريقيا كأن يتزاوج الشباب البيض والسود وجلوس التلاميذ على مقاعد مشتركة جنباً إلى جنب، كذلك يستطيع أي انسان أن يعيش في المكان الذي يروق له.

وعن الوضع في العراق، يصفه توتو بالفوضى العارمة وان أي حرب يتم شنها دون مبرر أو إذن من الأمم المتحدة هي حرب غير أخلاقية، وعندما تفرض على الشعوب حكومات من الخارج فأنت كمن يعطي وصفة مثالية لوقوع الكوارث، لأن كل شعب من حقه أن يختار قائده. ويحث توتو الشعب العراقي على تنظيف هذه الفوضى.

ويختم توتو حديثه بأن الوضع غير ميئوس منه طوال الوقت لأن البشر يريدون السلام، والوضع الطبيعي أن يلعب الأطفال دون خوف من القنابل، وأن كسب معركة الحرب على الإرهاب يتطلب إزالة أسبابه كالفقر والمرض، وعلينا أن نتعلّم العيش كأسرة واحدة.

####

سارة ميشيل جيلار :

سينما الشرق بحاجة إلى نجوم عالميين

عزالدين الأسواني 

جلسة حوارية ساخنة شهدتها قاعة المؤتمرات في المركز الإعلامي أول من أمس بحضور بطلة الفيلم الياباني «الحقد» سارة ميشيل جيلار التي بدت اجاباتها ضعيفة عن سيل الاسئلة المحرجة الخاصة بصورة المشرق العربي في الأفلام الاميركية.وعبثاً حاولت سارة التخفيف من حدة الاسئلة إذ حاولت أن تعمم الاجابة وزج دول أخرى كان لها نصيبها في توجهات بعض الأفلام الاميركية مضيفة أن المرأة ايضاً لم تظهر بالصورة المطلوبة في أعمال عدة تم انتاجها أخيراً أما بالنسبة إلى أفلام الرعب ومشاركتها فيها فتقول ان هذه النوعية من الاعمال هي جزء من المتعة الفنية التي تأخذ المشاهد بعيداً عن الواقع المعاش بكل آلامه وهمومه.

وهذه الأفلام لها جمهورها وعشاقها بدليل الايرادات الكبيرة التي تحققها، أما عن أدوارها في هذه الأفلام فهي تؤكد على جديتها في اختيار النص الجيد الذي تجد نفسها فيه، ويمكن ان يضيف إلى رصيدها الفني.وعن البطولة النسائية ترى جيلار ان المرأة لم تأخذ نصيبها من أدوار البطولة في ظل سيطرة البطل، لكنها تعود وتؤكد على ان الأدوار النسائية وعلى ندرة مساحتها القليلة في الأفلام إلا ان بعض الممثلات استطعن خطف جوائز الأوسكار، والمهم في الأمر ان يقدم الفنان شيئاً يضاف إلى رصيده ويتذكره فيه الجمهور.وعن التمارين الرياضية التي تواظب على ادائها للحفاظ على رشاقتها تقول انها توقفت عن التمارين منذ أن جاءت إلى دبي، فقد شغلها سحر هذه الإمارة عن أي شيء آخر، لكنها ستستأنف التمارين بعد شهرين خصوصاً وأنها تستعد للمشاركة في فيلم يتطلب لياقة بدنية عالية.

وعن موافقتها على العمل مع المخرج ريتشارد رغم أن الفيلم يأخذ طابعاً موسيقياً تقول سارة ان العمل مع مخرج رائع يتمتع بالذكاء الحاد أمر مهم للغاية، مع ان العمل معه يتطلب صبراً لا حدود له لانه يتفانى في عمله، وكثيراً ما كان يرسل اليها رسائل عبر الهاتف في الثالثة صباحاً ليخبرها بتعليمات جديدة خاصة بالتصوير أو تعديل في السيناريو.

أما بالنسبة لأفلام الشرق الأوسط التي تجد صعوبة في الوصول إلى المتلقي الغربي فترى سارة ميشيل جيلار ان المشكلة ليست حكراً على إبداع الشرق الأوسط وانما توجد بلدان اخرى تعاني من المشكلة نفسها، وبناء على ذلك جاءت مشاركتها في الفيلم الياباني «الحقد» حتى يتسنى له أن يرى النور ويشاهده أكبر عدد من الجمهور على مستوى العالم.

وتضيف سارة قائلة: ان هذه المشكلة يمكن ان تحل عن طريق الصحافة وتوجه المخرجين لاستقطاب نجوم عالميين للمشاركة في افلامهم.

وتسعى جيلار لامتلاك شركة انتاج مشيرة الى انها تفكر بالفعل في هذا الأمر لكنها تتطلب بعض الوقت نظراً لحاجة الشركة إلى أموال ضخمة، وعن أعمالها المقبلة تكشف سارة النقاب عن مشاركة في فيلم بالرسوم المتحركة موجه للأطفال من خلال تسجيل صوتها إلى جانب نجوم كبار آخرين.

وتبدي سارة تخوفاً من المشاركة في مثل هذه الأفلام لأنها تحتاج إلى فترة زمنية طويلة لتركيب الصوت على الصورة، وعن سؤال طرحته «البيان» حول فيلم «الحقد» في اشارة إلى الطفل الياباني محرك العنف والشر في الفيلم وما إذا كان ذلك حقداً دفينيناً في البيت الياباني على خلفية قنبلتي هيروشيما وناجازاكي، تقول سارة ان هذا التفجير بعيد جداً عن الواقع.

والطفل الحاضر في الاحداث ليس سوى اشارة الى النتائج القاسية التي استهدفت العائلة بشكل عام والطفل بشكل خاص، أما تقديم المشاهد وتأخيرها وما إذا كانت قد خدعت الحدث فنياً فترى سارة ان الأفلام الاميركية تقليدية في بنائها الدرامي، وسيناريو الفيلم لطالب ياباني أراد ان يضفي نوعاً من التشويق والاثارة لدى المشاهدين ومن وجهة نظرها ان المشهد الأخير شكل لها تحدياً كبيراً لكي تقوم به على أكمل وجه.

البيان الإماراتية في

11.03.2004

 
 

سينما من نوع آخر

"الجدار"

اليأس أعلى من الاسمنت

كتب: أحمد غريب

من حسنات مهرجان دبي السينمائي توفيره طقساً مختلفاً للمشاهدة وأفلاماً “أخرى” تمد الجمهور بمتعة أصلية من متع فن السينما، ومن بين الأفلام المتميزة التي غذت هذه الحالة فيلم “الجدار” للمخرجة الفرنسية سيمون بيتون التي ولدت في المغرب عام 1955 وعاشت بين المغرب والقدس وباريس اختزنت منها ثلاث ثقافات عريقة.

يبلغ زمن “الجدار” 100 دقيقة، أما الجدار، الذي يبنيه ارييل شارون فطوله مئات الكيلومترات، وخلال الدقائق المائة تطلعنا المخرجة عبر عدستها السينمائية الذكية على أبعاد ومقاييس أخرى للجدار، النفسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني، لتصب ذلك في قالب انساني حضاري المنظور أما أداة الصب فهي العدسة والصورة والحساسية.

يبدأ الفيلم بكاميرا تجري مصورة جداراً مرحاً يبدو انه جدار مدرسة عليه رسومات طفولية بينما المخرجة تتحدث الى طفلين “اسرائيليين” لتخرج من حديثهما ببديهيات تربوية في الذهن “الاسرائيلي” منها القول “خلف الجدار هناك عرب يطلقون النار علينا” ونعرف ان أم الطفلين تتكلم العربية وحدها بين أفراد العائلة.

تنتقل الكاميرا الى جدار آخر عملاق، والآلات تعمل بدأب على وضع ألواحه العملاقة سابقة الصب بجوار بعضها، يطول المشهد والشاشة تنغلق تدريجياً كلما وضعت الآلة العملاقة ذات الأطراف أو “الكلابات” التي تشبه أطراف وحش، لوحاً ثم آخر حتى تنعدم الرؤية.

يبدأ بعدها الفيلم في صب خلطته الجميلة التي تتكون من البحث والتحقيق الصحافي والقصة القصيرة، والمشهد السينمائي التعبيري بل البالغ القدرة على التعبير رغم لحظات الصمت، والبالغ الصدق في نبرات الصوت، وبين كل مجموعة من المشاهد تكون وحدة مستقلة تعلو الانشودة الفلسطينية “جنة الله على الأرض عندنا”.

تتنوع وحدات الفيلم لتغطي أبعاد الوضع الاشكالي بمنهج التحقيق والاستقصاء من دون ان يشعر المشاهد انه أمام تحقيق أو بحث، بل يزداد الاحساس لديه بأنه أمام فيلم شخوصه حقيقيون وصادقون. نستمع الى جنرال “اسرائيلي” مسؤول عن عملية البناء، ونلتقي بالعمال الذين يبنون -وفيهم عرب- ونتعرف الى المعاناة الاقتصادية وتحليلات لتشابكاتها مع الجانب الاجتماعي، نستمع الى رأي “اسرائيلي” يعترف بعدم قانونية البناء، بل يروي تاريخ قطعة من الأرض يمر فوقها الجدار مستعيداً التغييرات التي عملها “الاسرائيليون” منذ ،1942 نتعرف الى عمليات الحراسة في المستوطنات، وتظل الكاميرا رابضة بالساعات -كما يوصي المونتاج المحترف- وهي تراقب جنود حراسة “اسرائيليين” يحرسون معبداً يهودياً لتلتقط الكاميرا الخوف التلقائي، نتابع عبر قصص انسانية أزمات المعابر والحواجز وأشكال الاحساس بالسجن الذي ينحصر فيه كل تجمع سكاني عربي أو “اسرائيلي”، تلك الغربة والوحشة، نتعرف الى رأي الطب النفسي، ثم نذهب الى مصنع صب الاسمنت لنتعرف الى الخلطة وتاريخ المصنع ومستويات إنتاجه وأيضاً الحراسة المشددة عليه. أصوات المنادين بالسلام من “الاسرائيليين” يبدو في نبرتها الاحساس بأن الفرص راحت، وإذا بقي شيء فهو فرصة وحيدة، لكن ثمة شكاً في انها فرصة متخيلة فثمة جدار انساني قائم بني منذ عقود على اغتصاب الحق، وزرع الألم ونزع الأمل.

كل كيلومتر من الجدار يتكلف مليون دولار، ومع ذلك يقول رب أسرة “اسرائيلية” يعيش في عمق مستوطنة معظم مبانيها خالية لن يحقق ذلك ولو درجة واحدة من الأمن، معتبراً الملايين مالاً مهدراً ويقول: “كلما قمنا -أي الجانب “الاسرائيلي”- بعملية في غزة يأتي الرد فوراً على هذه المستوطنة أو غيرها”. ثم يشرح الجنرال “الاسرائيلي” فوائد الجدار، وإمكاناته الأمنية المتدرجة التي تبدأ بالمساعدة على التوقيف، وتسهيل عملية اعتقال المتسللين، يليها كهربتهم إذا استطاعوا المراوغة، لكن المقصودين بالأمن والحماية وهم “الاسرائيليون” لا يصدقون ذلك، فهم يعيشون حياة يومية ذات تفاصيل مختلفة، والفلسطينيون الذين يحتفي بمعاناتهم الفيلم يعيشون وضعاً لا يطاق، شخص سعى عبر المحكمة “الاسرائيلية” لإنقاذ اقتطاع الجدار لأرضه أو جزء منها، ولم ينجح بل خسر تكلفة المحاماة. آخر يملك 2700 شجرة فاكهة اختار الجدار ان يمر عند الفاصل بين بيته وأرضه يقول: “هذا تهجير اقتصادي”. صور مؤلمة لأفراد وأسر وصبيان وفتيات، فرادى وجماعات، كل منهم يحاول ان يصل الى عمله أو بيته أو مدرسته، أو الى المستشفى لكن الحواجز تعيقه، يتسلق أجزاء من الجدار الذي لم يكتمل، بينما “الاسرائيلي” الحالم بالسلام يتكلم عن قصيدة حب لشاعرة اسمها راشيل. نعود للجنرال الذي يؤكد اهتمام السلطات “الاسرائيلية” بالنواحي الأمنية والانسانية للتجمعات السكانية على جانبي الجدار ثم يستطرد موضحاً للمخرجة “نحن نعتبر ان الجانبين لنا” يضحك جمهور الفيلم وكأنه يرد على الجنرال بأن اعتبارك هذا هو الاحتلال وهو المشكلة أصلاً!

المشهد الختامي للفيلم أكثر من رائع، تعيد الكاميرا التي افتتحت بها الفيلم سيرتها الأولى، لتتابع مسار جدار في منطقة معينة، ليبدو الفارق البنيوي بين جدار المدرسة الدائري (المغلق على الذات) وعليه رسومات مرحة، وبين جدار يتلوى كالثعبان فيقسم شارعاً رئيسياً من منتصفه بالضبط، ثم يلتف ليقسم بيوت حي بالتواءات ثعبانية، ثم يعود ويعود ليقسم ويقسم.

####

عروض اليوم ... خمسة أفلام في الختام

دبي- "الخليج": يسدل اليوم الستار على عروض مهرجان دبي السينمائي الدولي بعرض خمسة أفلام في قاعات مسرح مدينة الجميرا، وسينما ميركاتو بعد عروض حافلة ل70 فيلماً خلال الخمسة أيام الماضية.

وتستضيف سينما مسرح مدينة جميرا فيلماً واحداً فقط هو “أوشن الثاني عشر” للمخرج الأمريكي ستيفن سودزبيرج حائز جائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان وهو في السادسة والعشرين من عمره عن فيلم “جنس- أكاذيب”، حيث يعرض الفيلم في الثانية والنصف ظهراً، ويجمع فيه داني أوشن “جورج كلوني” عصابته القديمة من اللصوص المتخصصين في سرقة التحف الفنية من نيويورك، ويتوزعون بين أمستردام وروما وباريس لإنجاز ثلاث عمليات سرقة منفصلة لتتوالى الأحداث.

الفيلم من تمثيل جورج كلوني وجوليا روبيرتس ومات دامون وبراد بت وكاترين زيتا جونز ودون شيدل وفسنت كاسل وأندي غراسيا وآخرين.

وتستضيف سينما ميركاتو 4 أفلام هي: “قصة الجمل المنتحب” للمخرجين لويجي فالورني، وبيامباسورن دافا، وهو عرض أول في الشرق الأوسط، ويقدم صورة مفجعة لطريقة عيش ملوكية، وصورة مبهجة عن الحياة نفسها، وعن أولئك الذين يعشقون الحياة في ربيع صحراء جوبي جنوب منغوليا، ويعرض الفيلم في الثانية عشرة والربع ظهراً.

ويقدم فيلم “وجدتها وجدتها” للمخرج الهندي راجيف مينون، خلاصة موهبة التمثيل الهندية، وهو من تمثيل حاموتي وأيشوارياراي وغيرهما ويعرض في الواحدة ظهراً بينما يقدم فيلم “الكتيبة” للمخرج التونسي نوفل صاحب الطابع، والذي سيعرض في الواحدة والنصف ظهراً صورة ساحرة لعودة مهاجر إلى تونس، والفيلم عرض في مهرجانات عديدة مثل برلين وتربيكان، إدنبره، وهو من بطولة هند صبري وأحمد الحفيان، ومارتين قفصي وعياض باجي.

ويتناول الفيلم الأخير والذي سيعرض في الثانية إلا ربعاً ظهراً “موسم الزيتون” قصة حب فلسطينية، وهو للمخرج الفلسطيني حنا إلياس، ويروي قصة حب معقدة على خلفية مشهد لأرض فلسطين الرائعة، على إثر خروجه من سجن “إسرائيلي” ويحيي مشاعر حب قديمة مع رائدة “رائدة أرون” ولكنها مخطوبة لشاب آخر، وهو الأخ الأصغر له، ويبقى حبهما سراً لأن التقاليد تحكم بأن يتزوج الأخ الأكبر أولاً.

####

يكشف التباين في الحياة القاهرية

هالة خليل: "أحلى الأوقات".. دعوة للتعامل مع الواقع  

دبي- "الخليج": أكدت المخرجة هالة خليل، مخرجة الفيلم المصري “أحلى الأوقات” الذي عرض ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي الدولي، أنها تسعى من خلال فيلمها إلى توجيه دعوة للجميع للتعامل مع الواقع والحياة التي نعيش فيها وقبوله بحلوه ومره.

وأضافت خلال مؤتمر صحافي عقدته مساء أمس الأول وحضرته بطلة الفيلم حنان ترك والفنان سامي العدل والناقد الفني طارق الشناوي، ومنتج الفيلم الدكتور محمد العدل أنها لم تسع إلى تقديم فيلم نسائي بالدرجة الأولى من خلال بطلاته حنان ترك وهندي صبري ومنة شلبي، وأنها قدمت ضمن دراما تشويقية أوجه الحياة العصرية للقاهرة، إذ تصبح سلمى وحيدة بعد موت مفاجئ لأمها، ثم تبدأ في تلقي سلسلة من الرسائل المجهولة، انتهت بصورة قديمة وأشرطة كاسيت للمطرب المفضل لديها “محمد منير” وتقرر القيام برحلة لحل اللغز متنقلة بين حيين شديدي الاختلاف هما “المعادي” الحي الراقي، و”شبرا” الشعبي لكشف التباين في الحياة الاجتماعية القاهرية.

من جانبه أشار طارق الشناوي إلى أن الفيلم من الأفلام التي يمكن مشاهدتها أكثر من مرة، وهو غير تجاري وفي صالح السينما العربية، كما أنه من الأفلام القليلة المهمة خلال العام الحالي.

واعتبرت الفنانة حنان ترك الفيلم من الأفلام الجيدة مشيرة إلى أن في الفيلم تجربة جديدة لأن معظم القائمين عليه من النساء، وقالت إنه يناقش قضايا نسائية هادفة، منوهة إلى أنها تعتبر نفسها من المحظوظات، مع عدد قليل من بنات جيلها لأنهن أخذن فرصاً جيدة في الظهور ووضع اسمهن بين النجوم الكبار.

وأشار سامي العدل إلى أهمية القضايا الاجتماعية التي يناقشها الفيلم وتطرقه للحياة القاهرية، وكشف التباين فيها، منوهاً أنه أنتج أكثر من 55 فيلماً سينمائياً منها فيلمان مع المخرجة هالة خليل هما “شورت وفانلة وكاب” و”أصحاب ولا بيزنس” مؤكداً أن أحلام المنتج سرقت منه أحلام الممثل.

وذكر الدكتور محمد العدل منتج الفيلم أن الصراع في وجود قنوات فضائية عديدة وأسواق إضافة إلى تنافس الأفلام الأجنبية، جعلا الجميع يحاولون تقديم أعمال متميزة مؤمنين أن السينما صناعة وتجارة وفن، وهو ما يجب أن تستمر عليه ليتواصل النجاح.

####

ندوة رصدت معوقاته وسبل تجاوزها

التمويل.. أكبر مشكلات الفيلم القصير

دبي - خالد شيا

أكد المشاركون في ندوة الفيلم القصير والتي عقدت على هامش المهرجان ضرورة البحث السريع عن حلول لمشكلات الفيلم القصير ومعوقات إنتاجه وأهمها هرب المنتجين من مغامرة الأفلام القصيرة وغياب التمويل والدعم اللازم لإنتاج هذه الأفلام. واعتبروا ان معاناة الأفلام القصيرة جزء من مشكلة السينما العربية لكنها الأكثر وضوحاً.

وفي الندوة الموسعة التي ضمت الكثير من المخرجين الشباب والنقاد والمهتمين بالفيلم القصير والتي أدارها المخرج محمد مخلوف أجمع المتحدثون على وجود مشكلة خانقة تهدد هذا النوع من الإنتاج الذي لا يحظى باهتمام يستحقه من الجمهور العربي الذي اعتاد مشاهدة الفيلم الطويل ولا يتمتع بدعم وتمويل حكوميين يضمنان له الاستمرار، والجهود الفردية مهما كانت عظيمة فإنها لا تكفي لتأسيس تقاليد سينمائية حقيقية.

وقال الناقد السينمائي بندر عبدالحميد: هناك دائماً مشكلة التمويل في السينما العربية ولم تنجح أفكار التمويل كما يجب، ففي مصر مثلاً وهي السينما العربية الأهم والمستمرة في الإنتاج نجد ان دور الدولة تراجع مفسحاً المجال للأفراد فقط وهذا لا يكفي، لذلك نستطيع القول ان السينما العربية حقاً محاصرة، والأفلام القصيرة تعاني أكثر من مشكلات الإنتاج والتمويل. لذلك لا بد من وجود إنتاج مشترك، ويجب ان يكون عربياً - عربياً قبل التفكير في شريك أوروبي أو هندي.

واعتبر عبدالحميد ان المهرجانات العربية لم تنجح في التحول الى مؤسسة تدفع الطرف الآخر والغربي تحديداً الى تقديم المال اللازم لإنتاج هذه الأفلام فالمطلوب من المهرجانات ليس عرض الأفلام وحسب بل جذب رأس مال أجنبي لدعم المخرجين الشباب لأن التمويل العربي لسينما الشباب والمخرجين الشباب شبه غائب.

هروب المخرجين

تساءل محمد مخلوف عن السبب الذي يدفع كل مخرجي الأفلام القصيرة للبحث عن إخراج فيلم طويل مستشهداً بتجربة إيلي خليفة الذي أنتج أفلاماً قصيرة مهمة لكنه يعمل الآن لإخراج فيلم طويل، وقال: صحيح ان هناك طموحاً لكل مخرج ليضع اسمه على فيلم طويل لكن هذا يؤكد أيضاً وجود مشكلة كبيرة في إنتاج الأفلام القصيرة.

إيلي خليفة من جانبه لم يشأ الخوض في تجارب ومشكلات الماضي، وقال: ليس المطلوب إجراء تقييم لعمل السنوات السابقة أو الاكتفاء به، بل المطلوب البحث عن حلول وأفكار جديدة يتيحها لنا هذا المهرجان وهذا اللقاء، ولا بد لنا من تجاوز مشكلات السنوات السابقة بطرح أفكار جديدة حتى يكون اللقاء مثمراً.

المخرج التونسي نوفل صاحب الطابع شدد على أهمية التمويل في دعم المخرجين الشباب والأفلام القصيرة، وهذا التحويل لا بد ان يكون عربياً حتى لا يضطر المخرج إلا استجداء الدعم المالي من جهات خارجية، فليس منطقياً ان يلجأ مخرج عربي الى فرنسا أو أمريكا بحثاً عن احتضانه ودعمه مادياً.

وقال: أنا مخرج عربي أعتز بهويتي وانتمائي وأعمل دائماً لتعزيز الصورة العربية في الخارج ولكني مثل زملائي اصطدم بمشكلة التمويل وأنت لا تستطيع ان تفرض شروطك على الجهة المنتجة أو الداعمة كونها أجنبية وبالتالي لا تستطيع تقديم رسالة واقعية ومتوازنة عن مشكلات عربية لأنك رهن بالجهة المنتجة والداعمة.

واعتبر صاحب الطابع ان الثقافة في الوطن العربي ومنها السينما طبعاً لا تحظى بدعم كاف ولا يصرف عليها كما ينبغي وانه كمخرج يعتقد ان له الحق في الحصول على دعم عربي لأنه يعتبر “العالم العربي عائلته” كي لا يضطر للجوء الى فرنسا مثلاً طلباً للدعم المالي.

الدعم الحكومي

من جهته، أكد حسن الياس المخرج الفلسطيني ضرورة اهتمام الحكومات العربية بالسينما ودعم السينمائيين الشباب، وهذا الدعم يكون عبر التسويق فالسينما ليست فقط إنتاج الفيلم بل الأهم هو التسويق، وان المشكلة تكمن في ابتعاد المحطات العربية عن شراء وعرض أعمال المخرجين الشباب وخاصة الأفلام القصيرة.

وقال: من الطبيعي ان يلجأ المخرج الى أي مصدر يقدم له التمويل اللازم والتسويق المطلوب، فالعالم بأسره هو عائلتي وأنا كإنسان قبل ان أكون مخرجاً أنظر الى العالم باعتباره مكاناً واحداً ولا يعنيني كثيراً ان أقاطع أحداً أو أمتنع عن العمل معه وهذا لا يسيء الى قضيتي أو هويتي، وأضاف: إذا كان التمويل عربياً فهذا جميل وان كان من الخارج فأنا أوافق بشرط ألا أفقد حرية العمل وأتنازل عن ثوابتي وهويتي الوطنية والقومية، كما أرغب ان يشاهدني كل العالم الصديق منه أو العدو ليعرف رسالتي الانسانية وجوهري الحقيقي كعربي وصاحب قضية وطنية وانسانية.

وعبر المخرج العراقي طارق هاشم عن تشاؤمه من مستوى الدعم الذي يلقاه المخرج الشاب في العالم العربي. وقال: نحن عرب وشرقيون ونعمل بجد ونطمح الى دخول العالمية لكننا لا نجد الدعم الكافي لنا، ومن حقنا كمخرجين شباب ان نتغلب على مشكلة التمويل والتوزيع الذي تواجهنا، فليس هناك تنسيق وتعاون بين المخرجين الشباب وبين الجهات التي يمكن ان تمول إنتاجنا إذا بقيت الحالة كذلك فلن يحصل أي تقدم.

وتحدث المخرج المصري سعد هنداوي عن مشكلات السينما العربية وخاصة معاناة الفيلم القصير، وقال: الفيلم القصير مختلف وله خصوصيته أما لماذا يحلم كل مخرج بإنتاج فيلم طويل، فلأنه يتمتع عندنا بقاعدة عريضة للمشاهدة، ففي الغرب هناك سوق للفيلم القصير وعشاق له، أما في عالمنا العربية فالمخرج لا يجد هذا المناخ ويريد التحول الى الفيلم الطويل حتى ينقل رؤيته الى أوسع شريحة من الناس خاصة ان السينما أوسع انتشاراً من الكتاب ولا تزال هناك أمية عربية أيضاً. وأضاف: السينما هي أسرع وأسهل طريقة للوصول الى كل الشرائح. وتبقى للفيلم القصير خصوصيته، فهو جنس فني قائم بذاته ولا بد من ان نحاول إبقاءه على قيد الحياة فهو في النهاية قليل التكلفة، وأنا من خلال تجربتي الشخصية كانت رحلتي مع الفيلم الطويل صعبة جداً فإنتاج الفيلم الطويل يحتاج الى الملايين بينما القصير لبضعة آلاف وهذا يدفع المنتج الى التريث قبل المغامرة إلا في حالة وجود مخرج كبير وهذا التحول من الفيلم القصير الى الطويل يجد صعوبة كبيرة عند المخرجين الشباب.

وقال هنداوي: رغم كل ذلك فإننا لم ننجح في جذب المنتجين وأنا شخصياً حصلت على 12 جائزة إلا ان ذلك لم يكن جاذباً للمنتج المصري فهو يعتقد ان المخرج الذي يحصد جوائز كثيرة في الخارج لن يحظى بشعبية كبيرة داخل مصر خاصة إذا كان شاباً، لذلك علينا ان نكون أكثر مرونة وقدرة على إقناع المنتجين بأعمالنا ثم ننطلق لبحث مشكلة التوزيع.

وقال المخرج هشام العيساوي: قدمنا الى دبي لنفعل شيئاً ولا بد لنا من الخروج بحصيلة مهمة من هذا المهرجان لأننا مطالبون كمخرجين عرب بالعمل لإبراز صورتنا العربية الحقيقية التي شوهها الإعلام الغربي، وأنا أريد ان مشاهدة نفسي كما أنا وبلسان عربي وليس غربياً، وكوني مخرجاً مغترباً فأنا أشعر بالتمزق لما أرى فأنا لا أشاهد نفسي في السينما العربية ولا أرى نفسي أيضاً في السينما الغربية وكأنني معلق في منتصف الطريق.

من جانبها، أكدت المخرجة الاماراتية نائلة الخاجة ضرورة ان يخرج هذا الملتقى الكبير بنتائج مهمة على طريق إصلاح مشكلات السينما العربية وخاصة المخرجين الشباب وإنتاج الأفلام القصيرة، وأشارت الى المناخ الايجابي السائد حالياً والوعود الكثيرة للمخرجين الشباب بدعمهم كما ينبغي. وان هذا الحوار هو انطلاقة حقيقية لحل تلك المشكلات.

أما المخرج الاماراتي محمد الطريفي فاعتبر ان المشكلة ليست في إنتاج أو صناعة الفيلم فهذه ممكنة ومتاحة لكن المشكلة الحقيقية تكمن في كيفية تسويقه وإلا فإن إنتاجه سيكون بلا معنى، وقال: مشكلة التسويق تعاني منها السينما العربية وخاصة الأفلام القصيرة والمخرجين الشباب.

####

لا تتحدى أحداً ولا تنافس سوى نفسها

ليلى علوي: أزمة "بحب السيما" سببها سوء فهم  

أكدت الفنانة ليلى علوي ان بداية مهرجان دبي السينمائي الدولي مشرقة جداً، وأنها سعيدة بإقامة هذا الحدث الذي تعتبره مكسباً لكل السينمائيين العرب، وأشادت بالتنظيم وبالجهد الكبير والإمكانات الفنية التي سخرت لإنجاح المهرجان.

وعن فيلمها (بحب السيما) الذي عرض في المهرجان قالت ان انصاف القضاء المصري له ودفاعه عن عرضه هو دفاع عن الحرية.

وعن كيفية موازنتها للعمل بين السينما والتلفزيون قالت إنها تحب المجالين، وان كانت تميل الى السينما رغم ان التلفزيون يعطي مساحة اكبر لتقديم رسالة اجتماعية في ظل كثافة مشاهدته وأضافت انها مقلة عموماً في اعمالها لكنها لا تتردد في المشاركة في كل عمل يعبر عن افكارها ومفهومها للحياة، مشيرة الى ان هناك ظروفاً اخرى تحد من نشاطها السينمائي، ففيلم “بحب السيما” الذي تعتز به كثيراً وتعتبره مهماً جداً للسينما المصرية والعربية انتج منذ أربع سنوات وتأخر عرضه الى هذا العام نتيجة عدة اسباب.

وتحدثت عن السينما اليوم وعن ابرز مشكلاتها قائلة: السينما تجارة وفن وصناعة والمنتج يريد ارضاء الجمهور وهذه مسألة نسبية لا تخضع لقاعدة ابداً ففيلم “بحب السيما” حقق حضوراً  كبيراً من كل الشرائح حتى  المتدينين فهو فيلم متكامل، لكن السينما العربية اليوم تعاني كثيراً فهناك ازمة نصوص والسينما ليست مجرد إبهار بل هي فكر ونص راق اضافة الى المتعة.

وأضافت: نعاني من فقر كبير في الافلام الاستعراضية، وبالمقابل هناك تشبع من  الافلام الكوميدية والمنتجون يعرفون ذلك. اذاً الازمة هي في السيناريو الذي لم يواكب العصر، لكن هذا لا يعني اختفاء النصوص تماماً فأنا أشعر بالرضا عن اعمالي واعمال اخرى مثل فيلم (أحلى الاوقات) وأعجبت جداً بالسيناريو الذي كتبه وحيد حامد عن رواية (حارة يعقوبيان) لكني اعتذرت عن عدم المشاركة فيه.

وعن الحلول اللازمة للخروج من ازمة النصوص تمنت ليلى  علوي ألا ينقطع الممثل عن القراءة والبحث عن نصوص جيدة، مؤكدة ان الحل هو العودة الى الروايات العربية والعالمية ومعالجتها درامياً، لكن هناك اسباب اخرى تمنع ذلك التوجه وترتبط بمتطلبات الانتاج والتوزيع.

الجوهر والفكرة

وعن رأيها في دور التلفزيون الآن وميل العالم الى السرعة وخطر ذلك على الاعمال التلفزيونية الطويلة أكدت ليلى علوي ان الموضوع يتعلق بالجوهر والفكرة فهي تحب الايقاع السريع لكن تحب أيضاً التفاصيل التي تعكس اعماق الشخصية الانسانية وهناك افلام قديمة لفاتن حمامة لا تزال مؤثرة جداً لأنها ركزت على تفاصيل الشخصية ومكوناتها الانسانية الحميمة فهي لا تميل الى اطالة المسلسلات التلفزيونية لضرورات انتاجية.

وعن رأيها في الألقاب التي تطلق على بعض الفنانين او يطلقونها هم انفسهم أكدت احترامها لحرية كل فنان ما دام ذلك لا يؤذي احداً وقالت: لا امتلك لقباً لكنني لا أنكر ان الجمهور هو من لقب المرحوم فريد شوقي بالملك او بوحش الشاشة، وهناك فرق بين اطلاق الجمهور للقب على نجم يحبه وبين اللقب الذي يتخذه الفنان بنفسه.

وقالت أشعر بسعادة كبيرة عندما يقول لي احد (ماريا) فهذا يشعرني بسعادة كبيرة لأنه يعني اتقاني لهذا الدور في “بنت من شبرا” ونجد أيضاً فنانا كبيراً مثل عادل امام لم يطلق لقباً على نفسه ونحن اطلقنا لقب “سندريلا الشاشة” على سعاد حسني.

وعن سبب الضجة التي اثارها فيلم “بحب السيما” اعتبرت ان سوء  الفهم هو الذي ولد ذلك، علماً ان فئة قليلة اعترضت على الفيلم وان هذا لا يزعجها ففي كل مكان في العالم يوجد تطرف ويوجد خلاف في الرأي، وليس هذا حكراً على الوطن العربي، وقالت ان الفيلم يتحدث عن قصة واقعية ترتبط في كثير من فصولها بكاتب السيناريو وللأمانة لم يحدث أي حذف من الرقابة، والقضاء  والاعلام المصري أنصفا الفيلم لأنه يهدف الى احترام كل الاديان وأضافت: توقعت ان يحدث الفيلم ردة فعل معينة لكن السيناريو الجميل دفعني للعمل. في السينما متعة وفائدة ووجدت القصة منذ البداية تعبر عن الانسان في كل مكان بعيداً عن الجنسية او الانتماء الديني وما دمت احترم جميع الاديان فلا أخاف مما افعله خصوصاً ان الفيلم يقدم رسالة حب للخالق وليس له علاقة بالدين.

وعن سبب الضجة التي تثيرها اعمال كثيرة في الوطن العربي اعتبرت ان المشكلة عندنا تكمن في التلقي خاصة عندما نشاهد شيئاً غير متوقع، يضعنا في مواجهة مع انفسنا ويكشف حقائق جارحة نتمنى نسيانها، والإنسان يميل احياناً الى تجنب مواجهة مع نفسه وأشادت بدور رجال الدين المسلمين والمسيحيين في عرض مسلسل “بنت من شبرا” بلا حذف. وأكدت ان الروائي الراحل فتحي غانم والمخرج الراحل فهمي عبدالحميد كانا على ثقة بأن المسلسل سيعرض لأنه لا يشوبه شيء ولا يسيء لأحد.

النص الجيد

وحول رؤيتها للسينما العربية وموقعها الآن قالت: الفيلم العربي والمصري تحديداً يفتقر للإمكانية المادية التي تجعله منافساً للافلام العالمية، لكننا نستطيع المنافسة عند وجود النص الجيد، وهذه مشكلتنا الكبيرة وفي مصر نعاني كثيراً لأننا لم ننفتح على السوق العالمية بل اكتفينا بالسوق العربية وهذه المسؤولية تتحملها الدولة اولاً قبل السينمائيين، فإيران مثلاً تقدم سينما مهمة وغزيرة وتعرض في اوروبا ونحن نحتاج الى دراسة وتعميق مشكلتنا وهذا يفوق الجهد الفردي.

وليس هناك استثناء  سوى المخرج الكبير يوسف شاهين الذي يعرض في الخارج بسبب شهرته العالمية الواسعة.

وحول مفهوم المنافسة ووجود ممثلة تتنافس معها أكدت ليلى علوي انها لا تنافس ولا تتحدى احداً سوى نفسها والفكر السائد، وترغب في الارتقاء بكل شيء، فهي تتحدى الموجود وتتمنى من كل فنان تقديم اشياء جديدة.

وتمنت الغاء كلمة “لو” وعدم التذرع بالمعوقات وعدم استحقاق الناس والابتعاد عن هدف الربح المادي وتقديم فائدة وثقافة للمتلقي.

واعتبرت ان نجاح مسلسلها وفيلمها الاخيرين سيدفعانها لمواصلة الجهد لتقديم صورة حقيقية حول العرب والمسلمين مغايرة للصورة المشوهة في الاعلام الغربي.

وعن أجور الفنانين والاحاديث الكثيرة حول تباينها دافعت ليلى علوي عن حق كل فنان في الحصول على ما يستحقه، وان القضية المثارة أسهمت فيها وسائل الاعلام.

وقالت هناك نجوم يستحقون اجوراً عالية مثل عادل امام لأنه مكسب لكل المنتجين والمسألة في النهاية خاضعة للعرض والطلب والسينما كما قلت فن وصناعة وتجارة وهذا لا ينتقص من قيمتها.

وعن ظاهرة تزامن المهرجانات العربية تمنت ليلى علوي ألا يحدث هذا التعارض في المواعيد مستقبلاً، وان يكون هناك تنسيق بين المنظمين حتى لا تتأثر المهرجانات العربية وتنعكس آثارها السلبية على السينمائيين ومحبي السينما.

وحول مشاريعها المقبلة لم تذكر شيئاً محدداً، وقالت انها في اجازة وستبدأ بعد شهرين قراءة النصوص المعروضة عليها ولن تتردد في الموافقة على أي عمل يعجبها نصه.

الخليج الإماراتية في

11.12.2004

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)