كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«فوق الدار البيضاء الملائكة لا تحلق»..

معالجة قاسية تلامس الأعماق

أسامة عسل

مهرجان دبي السينمائي الدولي

الدورة الأولى

   
 
 
 
 

الهجرة من الريف إلى المدينة، رحلة في عيون الكثير من الادباء والفنانين، لها بريقها الخاص وشجنها الذي يصل احياناً إلى سحق الاعصاب، بل إن البعض مدفوعاً بتجارب خاصة يقف على الجانب الآخر من المدينة ينظر إليها جامد المشاعر فاقد البراءة.

هذا ما اراد محمد العسلي ان يقنع به مشاهديه، إلا إنه لا يتورع عن الجهر معلناً «فوق الدار البيضاء الملائكة لا تحلق». فقصة الفيلم تتناول موضوع الفقر والاحباط، من خلال القاء الضوء على ثلاثة شبان يعيشون حياة مزرية، تقع تحت خط الفقر المدقع، لذلك فقد ترك هؤلاء الشبان قراهم النائية، وقصدوا العاصمة.. الدار البيضاء.. حالمين بجمع الثروة التي تؤهلهم لحياة افضل..

وهؤلاء الشباب هم:

«سعيد» الذي ترك قريته وذكريات طفولته وشبابه، وزوجته الحامل وابنه الوحيد من اجل ان يرتقي بالوضع المادي لهذه الاسرة التي يحبها بلا حدود، والتي لم تكن تريد له السفر والتغرب والبعد عن الدار والاحبة، حتى ولو كان هاجس التخلي جمع المال، الذي يبدد الاحلام جميعها، فزوجة سعيد تمرض جراء الولادة، ولا يصلها الدواء الا متأخراً فتفارق الحياة بطريقة تراجيدية محزنة.

حيث يرفض سائق «التاكسي» ان يحملها إلى المدينة بحجة أن «التاكسيات» تنقل الاحياء وليس الموتى!، وهكذا يتخلى عن جميع ركاب التاكسي باستثناء رجل قروي طيب ظل ملازماً له حتى أنقذه من محنته، حينما أحضر له بغلاً من قرية مجاورة، حمل على ظهره جثمان زوجته الميتة عائداً بها إلى قريته البعيدة..

أما «عثمان واسماعيل» فهما شابان وافدان من قرى أخرى نائية، محملان بالحلم ذاته، جمعتهما المدينة ليعملا مع سعيد في احد مطاعم العاصمة، حيث سكن ثلاثتهم عند صاحب المطعم، متقاسمين قسوة العيش، مستسلمين لإيقاع المدينة الصاخب الذي يألفونه شيئاً فشيئاً مرغمين.. فكل واحد منهم له احلامه الشخصية التي تختلف عن الآخر.

عثمان عضو في فريق الخيالة في بلدته الصغيرة، يعاني الفقر ويخشى أن يضطر لبيع حصانه الوحيد الذي يرتبط به بحد لا يرى الدنيا بدونه.. فيجلبه معه إلى المدينة ويخسره في شوارعها منطلقاً وسط السيارات تاركاً صاحبه يلهث وراءه حاملاً السرج في مشهد رائع وجميل (تنفيذا وصورة).

اما اسماعيل فيقع في حب (حذاء اسود) تماماً مثلما يقع المرء في حب شريكة حياته..

وكلما أوصل طلباً من المطعم إلى المكاتب المحيطة مر بالمحل أو توقف خصيصاً عنده، ينظر إليه متمنياً الحصول عليه، ورغم محاولات صديقيه ردعه عن التفكير بذلك الحذاء، الذي يصل ثمنه إلى العمل ثلاثة اشهر، كما انهم يواجهونه بأن هذه الاحذية مصنوعة لمن يستطيعون دفع ثمنها وثمن ما يرتدونه فوقها، لكنه لا يستمع للنصيحة.

ويشتري الحذاء، الذي ينتهي نهاية مأساوية حيث يذهب به لايصال طلب لعمارة تحت الانشاء، ورغم حذره حيث يختار البلاط والاسفلت الذي يمشي عليه، الا ان البعض يدوس على حذائه، ويغوص في الطين، ويدخل المسمار في الكعب فيثقبه..، في تصوير غاية في الدقة، لمصير عامل صمم على ما هو أعلى من قدراته..

«الدار البيضاء» كما اراد المخرج محمد العسلي ان يقول، مدينة لا يحلق فيها سوى الصقور ولا يعيش عليها الا الحيوانات المفترسة، نتيجة صاغها بأشكال مختلفة مبدعون آخرون، لكنها حتمية لابن القرية البكر البريء الذي يرى في المدينة وحشاً مرعباً او غولاً مخيفاً يلتهم القادمين إليها.

«فوق الدار البيضاء الملائكة لا تحلق» فيلم جدير بالمشاهدة، حاز على خمس جوائز من مهرجانات مختلفة الاسكندرية، نابولي، وسلا، ومعهد العالم العربي وقرطاج، يحتوي على تقنية عالية ولقطات رائعة وموسيقى تعكس العادات والتقاليد، وتلامس اعماقنا لتدفع كل واحد إلى التركيز، ليسترجع مشوار حكايته او مأساته من الريف إلى المدينة.

البيان الإماراتية في  7 ديسمبر

# # # #

من أفلام المهرجان

«بحب السيما».. ضجيج في مصر وسؤال في دبي 

أمنية طلعت

يعرض مهرجان دبي السينمائي الدولي ضمن الأفلام العربية الفيلم المصري «بحب السيما» من اخراج أسامة فوزي وبطولة ليلى علوي ومحمود حميدة ومنة شلبي، أثار هذا الفيلم ضجة في الأوساط المسيحية بمصر.

حيث انه يعد أول دراما سينمائية مصرية تحكي قصة عائلة مسيحية في الوقت الذي يغيب فيه المسيحيون كأشخاص درامية من السينما المصرية منذ نشأتها تقريباً فيما عدا بعض الأفلام التي أنتجت في أوائل القرن العشرين والتي كانت غالباً ما تستعرض شرائح المجتمع المصري، حيث كانت تضم جميع الأديان السماوية مثل فيلم «حسن ومرقص وكوهين» و«فاطمة وماريكا وراشيل».

هذا الفيلم يفتح باب الدراما المصرية أو العربية بشكل عام أمام شريحة غير قليلة في الوطن العربي وخاصة مصر التي يمثل المسيحيون فيها نسبة مهمة، لكنه لم يعكس ما توقعه منتجه ومخرجه ومؤلفه وهم جميعاً مسيحيون، فقد ثارت ضدهم الأوساط المسيحية واعتبروهم مشوهين لصورة المسيحيين المصريين.

الفيلم يدور حول عائلة مصرية مسيحية في فترة من فترات التاريخ المعاصر تعاني مرّ العيش، ينشأ طفلها بين المفارقات التي يمر بها المجتمع ككل بين الواقع والخيال، حيث لا يتمنى من حياته سوى أن يأكل نوعاً من البطاطس ويدخل دار السينما، بينما يعيش الأب ما بين الشك واليقين بالنسبة لدينه لكنه متزمت في النهاية، الزوجة أكثر تحرراً وحباً للحياة وبين الأب المتشدد والأم المتحررة نشأت ابنتهما في حيرة من أمرها مما أوقعها في العديد من المشاكل.

قصة اجتماعية معتادة، لكن المختلف كان في أن هذه الأسرة مسيحية، مما جعل المسيحيين في مصر ينقلبون على الفيلم ويعتبرون الأخطاء الإنسانية التي يرتكبها أفراد الأسرة تشويهاً للشخصية المسيحية، فطالب البعض بوقف عرض الفيلم، بينما رفع بعض المحامين المسيحيين قضايا لتجريمه والمطالبة بمحاكمة المؤلف والمخرج.

بالطبع، أثار هذا الفيلم قضية مهمة ألا وهي حرية الإبداع والفن، وإذا ما كان من حق المؤسسات الدينية سواء المسلمة أو المسيحية التحكم بالفن والأدب ومصادرته أو السماح به، فأقيمت الندوات وعقدت المناظرات بين مؤيد للفيلم وبين معارض أو بمعنى أصح بين مؤيد للسلطة الدينية على الفن أو معارضتها.

وقد قال علي أبو شادي الناقد والرقيب السابق على المصنفات الفنية ورئيس المركز القومي للسينما حالياً بمصر انه ضد أي تدخل لمؤسسة دينية في الابداع، إلا فيما يقرره القانون، بمعنى فيما يتعلق بالنصوص الدينية فقط، وقتها يكون من حق الرقيب إحالة الأمر إلى الأزهر أو إلى الكنيسة حسب الاختصاص، وزج المؤسسة الدينية لتكون حكماً في الإبداع هو أمر بالغ الخطورة، لأنه توريط للفنانين وللجهات الدينية على حد سواء، لأن المقاييس الدينية تختلف تماماً عن المقاييس الإبداعية.

في البداية قرر الدكتور مدكور ثابت رقيب المصنفات الفنية بمصر أن يعرض الفيلم على لجنة دينية مختصة من القساوسة، لكن قوبل طلبه بالرفض من قبل الدكتور جابر عصفور رئيس المجلس الأعلى للثقافة المصرية، لكن الفيلم دخل بعد ذلك كملف للنائب العام مما حوله إلى مرحلة جديدة وهي الدعاوى القضائية التي طالب المعترضون فيها بوقف الفيلم لأنه يسيء للدين المسيحي، وللأسف لم تفلح القراءات النقدية الرفيعة التي كتبت حينها في توضيح الصورة أمام المعترضين.

وقد قال هاني فوزي مؤلف الفيلم في إحدى الندوات مدافعاً عن فيلمه قائلاً: الفيلم يحتوي على جزء من الواقع ونسبة من الخيال، فلا يوجد فيلم خيالي 100% وكذلك لا يوجد فيلم يطابق وقائع حقيقية مطابقة كاملة إلا الفيلم التسجيلي، عندما بدأت في كتابة سيناريو «بحب السيما» كانت لدي رغبة في تجاوز كل القيود والتابوهات.

ومن ثم روى الفيلم من عين طفل، ولم اقترب أبداً من الدين، ولم أناقش قضايا دينية، لكن للأسف هناك مسيحيون يظنون أنهم خارج الواقع، وجاء الفيلم ليضغط على الجرح الذي أكد للمسيحيين أنهم داخل الواقع ويجب أن يعيشوا داخل القمقم.

في الوقت نفسه انقسم رجال الدين المسيحي على أنفسهم في مصر بين مؤيد ومعارض للفيلم، فمثال قال القس رفعت فكري سعيد راعي الكنيسة الانجيلية في شبرا مصر: أنا لست مع منع عرض الفيلم لأنه ليس وثائقياً عن حياة المسيحيين في مصر، وإنما يحكي قصة حياة أحد الأشخاص المسيحيين وعلاقته بأسرته وأقاربه، وبالتالي فأحداث الفيلم أحداث شخصية وخاصة لا يمكن تعميمها على كافة المسيحيين في مصر.

لكن على الجانب الآخر تبرأ القس إكرام لمعي منه وأعلن أن مخرج الفيلم استغله لتصوير بعض المشاهد داخل الكنيسة، حيث انه وافق لثقته في المخرج المشهور وسلامة نيته ولم يكن يعلم ان الغرض في النهاية تبشيع صورة المسيحيين المصريين في مصر.

####

في لقاء إعلامي ثري وساخن 

داوود عبدالسيد : نجاحي في كتابة السيناريو ينبع من فكرة أحبّها 

على الرغم من الحضور الاعلامي البسيط الذي تواجد في قاعة المؤتمرات اثناء المؤتمر الصحفي الذي نظمته ادارة المهرجان للمخرج المصري داوود عبدالسيد الا ان الحوار كان ثرياً وساخناً في معظم فتراته خصوصاً وان الاسئلة تمحورت حول افلام المخرج التي شاهدها الجمهور اكثر من مرة، وبدأ النقاش بسؤال عن ممارسة داوود عبدالسيد للكتابة والاخراج في معظم افلامه.

واذا ما كان هذا سيؤدي الى احادية التناول وعن مدى عدم ثقته في كتّاب السيناريو، غير ان النفي القاطع كان اول ردة موضحاً ان شغفه بتقديم فكرة يعرفها هو السبب الوحيد في اتجاهه لكتابة سيناريو افلامه فهو لا ينتظر ان يأتي آخر للتعبير عما يدور في ذهنه.

مضيفاً ان المخرج الكاتب ادرى بخفايا نصه ويستطيع ابرازها على الشاشة، وباستثناء بعض الافلام القليلة يستعرض المخرج الاعمال التي كتب سيناريوهاتها وقد حققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً اضافة لاستقبال النقاد لها بشكل جيد، اما عن ديكور فيلم «سارق الفرح» واختيار المقطم كمكان للتصوير فيرى المخرج ان مواجهة المقطم .

واطلالته على قلعة صلاح الدين وهي تمثل التاريخ كان امراً مقصوراً اضافة الى اظهار ان سكان هذا الحي في الفيلم هم من المنبوذون والمهمشين، لكنهم منبوذين الى الاعلى، اما الديكور فهو من صنع انسي ابو سيف الذي اشرف ايضاً على ديكور فيلم الكيت كات ولم يكلفنا الكثير، وعن اختياره للتكريم في مهرجان دبي يقول داوود عبدالسيد ان مبدأ التكريم في حد ذاته شرف لي، لكن ان يأتي من مهرجان دبي وفي دورته الاولى فهذا يعني لي الكثير .

وإني اشكر ادارة المهرجان على هذه الالتفاتة، وعما اذا كان اللغط حول افلامه الجريئة سبباً في عدم استضافته في المهرجان يقول المخرج انه كمبدع لا يهتم كثيراً بهذه الامور ولا يسعى اليها، انا اقدم اعمالي فقط، اما المشاركة او التكريم فهما لاحقان على الابداع وعموماً انا شاركت في مهرجانات كثيرة.

ولا ادري ان التكريم قد جاء متأخراً، اما مصدر افكار افلامي فهي من المجتمع الذي اعيش فيه وقراءاتي الروائية التي تجلت في فيلم الكيت كات المأخوذ عن رواية «مالك الحزين» للكاتب ابراهيم اصلان، اما فيلم ارض الخوف فهو عن تجربة شخصية ولكنها مختلفة اذ انها تمثل تجربة جيل كامل، وعن انطباعه عن مهرجان دبي في دورته الاولى يقول داوود ان التنظيم الجيد هو اول ما لفت نظره ويرى ان الدورات المقبلة ستكون افضل مع تراكم الخبرات.

لكنه يبدي تحفظاً على تداخل مواعيد لتنظيم المهرجانات العربية ويأمل ان يعاد النظر فيها حتى تحظى جميعها باهتمام اكبر، غير انه يؤكد في نفس الوقت على اهداف وتوجهات كل مهرجان وتفرده بالخصوصية المطلقة وبالتالي لا يعتقد ان هناك تأثيراً من مهرجان على الاخر، وحول سؤال عن ترميم الافلام المصرية القديمة والحفاظ عليها خصوصاً .

وان 99% من الافلام الصامتة قد فقدت في ظل عدم وجود مركز قومي لحمايتها يقول داوود عبدالسيد ان الحديث في هذا الموضوع شائك غير انه يدين التلفزيون المصري الذي اهمل هذه الافلام وهي التي تمثل تراثاً شعبياً لا يقل اهمية عن الاثار، ويرى في بيع الافلام لشركات خاصة مشكلة حقيقية مفرقاً بين حق الاستغلال.

والتملك غير انه يعود لتوضيح ان المعارك الاعلامية حول هذه القضية معظمها افتعال لا اكثر، ويختتم المخرج حديثه بأنه لا يحبذ العمل في افلام تجارية لا تشاهد الا مرة واحدة، ويفضل ان يقدم اعمالاً تعيش في ذاكرة الجمهور ووجدانه ولا يمل من متابعتها كلما عرضت.

أضفى روحاً مرحة على مؤتمره الصحفي 

فريمان : الفن يقرب المسافة بين الشعوب 

عزالدين الاسواني 

وسط حضور كثيف من الاعلاميين والمهتمين والمحبين ايضاً، وعلى خلفية تصفيق حاد اعتلى ضيف شرف مهرجان دبي السينمائي الممثل الاميركي مورغان فريمان منصة قاعة المؤتمرات في المركز الاعلامي ليبدأ حواراً ساخناً مع الحاضرين حول مسيرته الفنية وحياته الخاصة.تخلى فريمان عن الرسميات والجدية واضفى اجواء مرحة تخللتها روح الفكاهة في سياق اجابته عن الاسئلة التي بدأت بسؤال عن المتغيرات التي حدثت بعد تقديم فيلمه «بوفا» عام 1993، فاجاب بقوله ان الفن غير معني بالتغير وانما يقدم على طرح القضايا على الرأي العام، وبالنسبة لجنوب افريقيا فإن الحال لم يتغير كثيراً على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي.

ورداً على سؤال آخر يتعلق باستعداده لتقديم فيلم عن جنوب افريقيا أوضح فريمان ان الفيلم يتعرض لحياة نيلسون مانديلا فقط ولا علاقة له بجنوب افريقيا، ويدلل على هذا بأن عنوان الفيلم «المسيرة الطويلة على طريق الحرية» يركز على سنوات السجن التي قضاها مانديلا واصراره على مواصلة الكفاح لنيل الحرية.

وعن دعوته كضيف شرف الى مهرجان دبي قال فريمان انها المرة الاولى التي يزور فيها دبي وان الدعوة جاءت بنصيحة من صديقته المقيمة في الامارات التي تحدثت عن جمال دبي واهمية ان يكون حاضراً في المهرجان، وعن دور المهرجان في اتخاذ خطوة كبيرة نحو مد جسور التواصل مع مختلف الحضارات يقول فريمان ان شعار المهرجان يحمل مضامين انسانية رفيعة المستوى.

واذا كانت هوليوود تنتج افلاماً تشوه صورة المسلمين أو تعادي الحضارات الاخرى فهذا نابع من الجهل الذي يتحكم في عقول البعض، ويمكن تظاهرة المهرجان ان تؤدي الى انتاج افلام متوازنة من شأنها ان تقرب وجهات النظر بين المسلمين والغرب حتى لا تتسع الهوة بينهما.

وعن تجربة الاخراج يقول فريمان ان فيلم «بوفا» اخرجه في ظل ظروف خاصة، غير انه يؤكد على ان يظل ممثلاً فقط، وابدى فريمان صعوبة في الاجابة عن سؤال يرى ان الافلام السياسية يمكن ان تلعب دوراً مهماً في تواصل الشعوب، ونفى ان يكون ذلك من مهام الفن، فالافلام من وجهة نظره تبلور القصص الحياتية للناس وتساعد على تبادل الثقافات والعادات، اما الحلول السياسية فهي ابعد ما تكون عن الفن.

ويثني فريمان على خطوات الدول العربية الساعية لردم الهوة بينها وبين الغرب رغم الشوائب العالقة، لكنه يعود ويؤكد على ضرورة التوجه بالفن الى الناس في مختلف انحاء العالم وليس التوجه مباشرة لمخاطبة النخب السياسية، لان التقارب الثقافي يمكن ان يزيل الكثير من الافكار الخاطئة، وان الشعوب هي التي توجه مسار الاحداث بصورة أو بأخرى.

ونفى فريمان ان يكون هناك ممارسات ملتوية تبعده من الفوز بجائزة الأوسكار رغم تاريخه السينمائي الطويل وأعماله المتميزة، لكنه عاد ليؤكد ان فيلمه «بوفا» لم يحظ بمتابعة جماهيرية جادة في الولايات المتحدة الاميركية وارجع ذلك لعدم اهتمام المواطن الاميركي بقضايا القارة الافريقية، اما احلامه المستقبلية فيختصرها فريمان في رغبته بتقديم فيلم عن تاريخ اميركا الصحيح.

لان جميع الافلام التي تعرضت لهذا التاريخ لم تقدمه بشكل صحيح وتجاوزت اموراً كثيرة تخص السكان السود، كذلك يحلم بتعلم قيادة الطائرات لانه ينوي اقتناء طائرة خاصة، ثم اختتم فريمان المؤتمر بأسفه لما يحدث في فلسطين والعراق، ويرى ان التفاؤل الانساني مع مثل هذه القضايا يمكن ان يؤتي ثماره أكثر.

البيان الإماراتية في

07.12.2004

 
 

تكريم مسيرة متمردة على التقليدية

داوود عبدالسيد.. مخرج المعادلة الصعبة

يعد المخرج السينمائي داوود عبدالسيد احد اهم مخرجي الواقعية الجديدة في السينما المصرية الى جانب ابناء جيله خيري بشارة ومحمد خان والراحل عاطف الطيب. وداوود منذ بدايته احد المتمردين على السينما التقليدية، ومن امهر السباحين ضد تيار السينما التجارية، لكنه ظل دوماً يحاول الوصول الى صيغة لضبط المعادلة الصعبة، بين ان يكون فناناً صادقاً مع نفسه وبين الوصول الى جمهور صالات العرض، فنجح احياناً كما فعل فيلمه الرائع “الكيت كات” الذي سيعرض في مهرجان دبي السينمائي، وفشل احياناً اخرى كما حدث في “ارض الاحلام”، كان في كل مرة يبحث عن صيغة ضبط المعادلة من جديد، وربما هذا ما دفعه الى الاستعانة بنجم الاغنية الشعبية شعبان عبدالرحيم في فيلم “مواطن ومخبر وحرامي”.

داوود عبدالسيد الذي يكرمه المهرجان في دورته الاولى، ولد في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني ،1946 وتخرج من قسم الاخراج في المعهد العالي للسينما في مصر عام ،1967 وعمل مساعداً لعدد من المخرجين من اشهرهم كمال الشيخ ويوسف شاهين، وقبل ان يقدم فيلمه الروائي الاول اخرج داوود عبدالسيد مجموعة من الافلام القصيرة والتسجيلية من بينها “وصية رجل حكيم” الذي لجأ فيه الى التناقض المثير للسخرية والمرارة بين شريطي الصوت والصورة، و”العمل في الحقل” وفيه أوجد تقابلاً واعياً بين اللوحات التشكيلية للفنان حسن سليمان، وبين الواقع الذي استمد منه هذا الفنان مادته.

في عام ،1985 وبعد سنوات قضاها داوود عبدالسيد بين اوراقه وتأملاته في الفن والواقع، تمكن من تحقيق فيلمه الروائي الاول “الصعاليك” الذي يمكن اعتباره شهادته على ربع قرن من الزمن، اذ تدور احداثه بين عامي ،1962 و،1985 وهي الفترة التي تتطابق تماماً مع رحلة الاحلام والكوابيس التي عاشها جيل داوود عبدالسيد من ابناء السينما الجديدة.

وإذا كان الوعي الجمالي والسياسي الذي تشكل لديه ظهر بوضوح في مجموعة افلامه القصيرة، فإن “الصعاليك” الذي لعب بطولته نور الشريف ومحمود عبدالعزيز كان الخطوة الروائية الأولى التي تجسد فيها هذا الوعي من خلال مشهدي البداية والنهاية للفيلم اللذين يكادان يتطابقان، وكأنه يقول “ان القصة ستعيد نفسها من جديد اذا ظلت الظروف على حالها”.

وفي ثاني افلامه الروائية  وأكثرها جماهيرية قدم داوود عبدالسيد سيمفونيته السينمائية “الكيت كات” عام ،1991 والمأخوذ عن رواية “مالك الحزين” للأديب ابراهيم اصلان، وبالتأكيد سيظل هذا الفيلم علامة مميزة في تاريخ السينما المصرية لأنه من الاعمال القليلة التي استطاعت تحقيق التوازن بين القيمة الفنية والنجاح الجماهيري، وربما في هذا الفيلم فقط عثر داوود عبدالسيد عن “صيغة المعادلة” بالضبط،رغم انه مقتبس من عمل ادبي لم يفرغه المخرج من محتواه عندما صنع منه شريطاً سينمائياً.

وفي تجربة جديدة على السينما المصرية، قدم داوود عبدالسيد تحفته “البحث عن سيد مرزوق” والذي يتيح لأوسكار أفضل فيلم اجنبي، وكان محاولة متوازنة في التعامل مع الواقع برؤية عبثية، لكن الفيلم واجه مشكلة عدم عثور مخرجه على “المعيار”  الدقيق لأطراف المعادلة، وهي نفس المشكلة التي واجهت افلامه اللاحقة مثل “سارق الفرح” و”أرض الاحلام” و”أرض الخوف” و”مواطن ومخبر وحرامي”.

واللافت في تجربة داوود عبدالسيد السينمائية انه مؤلف وكاتب السيناريو لكل افلامه باستثناء “أرض الاحلام” لفاتن حمامة ويحيى الفخراني، وربما كان هذا هو السبب في افتقاد المتفرجين والنقاد لهذا الفيلم للمحة الشاعرية التي تميز افلام داوود عبدالسيد الأخرى.

وفي مقال له عن سينما داوود عبدالسيد قال الناقد احمد يوسف ان اطراف الصراع الجدلي الذي تتولد منه الاعمال الفنية هي “المثقفون  البسطاء  الفن  الحياة”، وبقدر ما يكون هذا الصراع جاداً  وصادقاً وواعياً، فإن الأعمال تقترب من النضج وظلت هذه الاطراف المتقابلة المتصارعة تتردد في اعمال داوود عبدالسيد الروائية، وان جاءت على نحو فيه الكثير من التعقيد والغموض.

لكن تظل سينما داوود عبدالسيد تحرضنا دوماً على التفاؤل.

الخليج الإماراتية في

07.12.2004

 
 

أكد حرصه على إنجاز أفلام غير استهلاكية

داوود عبدالسيد: التلفزيون المصري أساء إلى السينما

احمد مرسي

أكد المخرج المصري داوود عبدالسيد، ان تكريم مهرجان دبي السينمائي الدولي له بتقديم فيلمين من اخراجه هما “الكيت كات” و”أرض الخوف”، يعتبر تكريماً وشرفاً كبيرين،  من مهرجان عربي عالمي في دورته الاولى.

وأضاف، خلال مؤتمر صحافي عقده امس في مدينة الجميرا للحديث عن افلامه ان افتتاح مهرجان دبي كان منظماً وجيداً، وتضمن عدداً كبيراً من الممثلين والعاملين في الحقل السينمائي العرب والاجانب، مما أضفى على المهرجان صفة العالمية، وأهله لوضع قدمه بشكل ثابت للنجاح في الدورة المقبلة، وأشار الى ان تزامن عقد المهرجان مع مهرجان القاهرة السينمائي ومراكش لا يقلل من اهميته، لأن لكل مهرجان أهدافه التي اقيم من اجلها، وان نجاحه يرتبط بتحقيق تلك الاهداف.

وحول فيلميه المختارين للعرض ضمن دورة المهرجان، أشار داوود الى ان “ارض الخوف” هو نتيجة تجربة شخصية إذ يقدم حكاية شرطي (الدور أداه النجم احمد زكي) يبقى متخفياً فترة طويلة في شخصية تاجر مخدرات، ثم يفقد احساسه ثم يطرد من سلك الشرطة إثر فضحه لبعض زملائه المنحرفين، وأوضح ان الفيلم ينطبق على تجربة جيل كامل عند الخروج من هزيمة عام ،1967 اذ تحلى هذا الجيل بمبادىء القومية العربية والتحرر وبعد فترة وجيزة من وفاة الزعيم جمال عبدالناصر بدأ يتلقى شعارات اخرى بعيدة تماماً عن التي آمن بها، مما جعله يشعر بالخوف وكانت نقلة مهمة في الفكر لهذا الجيل وهو  ما حدث بالفعل مع (يحيى) بطل الفيلم.

وقال ان “الكيت كات” يعتبر علامة مميزة في تاريخ السينما المصرية، وهو عن رواية لإبراهيم اصلان بعنوان “مالك الحزين” ومن بطولة الفنان محمود عبدالعزيز وعايدة رياض، وشريف منير، ونجاح الموجي وأمينة رزق، وأضاف ان القصة تناولت شخصية الشيخ حسني الرجل الأعمى المتفائل والواثق من نفسه، على عكس ابنه المحبط المبصر، لأن فقدان البصر أكسب الأب قوة البصيرة التي يستطيع  ان يرى من خلالها الآخرين وان يكشف حقائق تبقى مستترة لكثير من المبصرين.

وذكر عبدالسيد، ان هناك نوعين من الافلام، الأول استهلاكي “يشاهد لمرة واحدة فقط”، والآخر يعيش في الوجدان ويشاهده الناس اكثر من مرة بل من الممكن اقتناؤه وارشفته داخل المكتبات الخاصة، مشيراً الى انه يسعى دائماً الى اخراج مثل هذه الافلام لتظل عالقة في اذهان الجميع.

وحول ضرورة ترميم الافلام المصرية والمحافظة عليها اوضح عبدالسيد انه يجب على المسؤولين في السينما المصرية فعل ذلك لأهمية هذه الافلام للمواطن العربي على وجه العموم مشيراً الى ان الكثير من الخدوش بدأت تظهر في الافلام القديمة.

وفيما يتعلق ببيع بعض مالكي حقوق الافلام المصرية، اكد عبدالسيد ان هناك فرقاً بين ملكية الافلام وحق الاستعمال، وان هناك من يملك من الافراد حق بيعها، مشيراً الى ان الفيلم السينمائي يعتبر اثراً لا بد من المحافظة عليه في حال امتلاكه.

وأضاف أن على التلفزيون المصري شراء هذه الافلام بالأسعار  التي يطرحها مالكوها حتى لا تكون الافلام المصرية عرضة للبيع خارج نطاقها، منوهاً الى ان التلفزيون المصري اساء الى السينما، وهو غير قادر على التفكير في مصالحها، باعتباره “شاشة سيئة”.

####

سعادة بميلاد مهرجان دبي السينمائي

النجوم أكثر بريقاً على البساط الأحمر

أحمد غريب

وسط لمعان لم يتوقف لفلاشات الكاميرات امتد البساط الأحمر ليعبر فوقه نجوم وكواكب الفن مفتتحين الدورة الأولى لمهرجان دبي السينمائي مساء أول أمس في أجواء احتفالية أكسبت الجمال الخلاب لمدينة الجميرا رونق وسحر الفن السابع لتتسع خريطة فعاليات السينما الكبرى في المنطقة العربية وتمتد نحو الشرق.

كلمات النجوم وتصريحاتهم عبرت عن السعادة بالحدث، وعكست توقعاتهم الجميلة الجهد المبذول من أربعمائة شخص على مدى عامين تقريباً من الإعداد لإضافة حقيقية لخريطة مهرجانات السينما العربية، تكون قابلة للاستمرار والتطور وتقدم للجمهور أطياف السينما، حيث متعة الفرجة وإثارة الأفكار والغوص في المشاعر الانسانية وراء الصورة.

على البساط الأحمر سجلت العدسات الحدث، ووثقت الكلمات معناه ودلالته.

تقول الفنانة لبلبة: “أشعر بالسعادة فهي أول زيارة لي الى دبي، وان يكون ذلك من خلال مهرجان سينمائي فإني أشعر بسعادة خاصة، تخيلوا انني أعمل في الفن منذ كان عمري 5 سنوات وهذه أول مرة أرى فيها دبي”.

أما الفنان حسين فهمي فيقول: “أتصور ان دبي سيكون لها مكان كبير جداً في السينما العربية، هناك مهرجانات سينمائية عديدة في المنطقة من مراكش وقرطاج الى القاهرة والاسكندرية ودمشق، وكلما زاد عدد المهرجانات كلما حدث اللقاء والتفاعل ليس فقط مع أفلام الغرب ولكن بين الغرب وأفلام الشرق”.

وبحماس يقول الممثل العالمي اورلاندو بلوم الذي شارك في فيلم “طروادة”: “المهرجان يبدو جميلاً جداً وتحضيراته رائعة والمكان الذي يقام فيه خلاب، وأعتقد انه سيقدم للجمهور هنا خدمة مهمة هي نشر اللغة السينمائية”. ويضيف: “لقد جئت الى دبي منذ 12 عاماً وهي مختلفة جداً الآن”.

ويصف الممثل الانجليزي بيلي بويد شعوره عندما تلقى الدعوة من مهرجان دبي السينمائي: “كانت كلمة مهرجان مفاجأة لي، وتساءلت هل يمكن لهذا البلد ان يقيم مهرجاناً لكني تحمست ففكرة التبادل الثقافي مثيرة للاهتمام، وعندما يكون ذلك مع الجمهور والثقافة العربيين وفي هذا التوقيت اعتقد ان هذا موضوع مثير للاهتمام لأي شخص في لندن الآن. لم أشاهد الأفلام بعد لكن الاستقبال والناس يثيران الحماس والمكان جميل”.

بداية قوية

وتبدي الفنانة إلهام شاهين سعادتها بحضور ميلاد المهرجان: “نحن كسينمائيين مصريين يسعدنا ان يولد مهرجان سينمائي عربي، وبداية مهرجان دبي السينمائي قوية لأن دبي بلد قوي واتمنى للمهرجان النجاح والاستمرار”.

الفنان الاماراتي ناجي الحاي يقول عن مروره الأول على بساط أحمر وفي افتتاح مهرجان دبي السينمائي الدولي: “أشعر اننا ننتقل الى وضعية جديدة وعالمية وسنحقق المزيد من النجاحات والتي بها يتحقق التواصل مع الآخرين بتعريفهم على فننا وعلى المهرجان، العروض لم تبدأ بعد لكن البداية قوية وهذا يعني الكثير”.

اما الفنانة هدى الخطيب فتقول: “المهرجان اضافة مهمة ومشهد الافتتاح جميل وهذا ليس غريباً على دبي لذلك انا غير مندهشة”. وحول أثر المهرجان على الحركة الفنية الخليجية تقول الخطيب: “هناك سينما خليجية لكنها أعمال قليلة وبسيطة ونتمنى الاستفادة من تجارب الآخرين، وأعتقد ان المهرجان سيساعد السينما في الخليج على جلب الجمهور الى القاعات لمشاهدة فيلم خليجي”.

ويقول الفنان عزت العلايلي: “مبروك لدبي ولجميع القائمين على المهرجان، انه شيء جميل ان تضع دبي نفسها على الخريطة السينمائية، وأتمنى ان تثمر المهرجانات العربية مناخاً سينمائياً وفنياً قوياً”.

ويعرب الفنان سامي العدل عن سعادته متمنياً ان يتكرر هذا الحدث في كل بلد عربي. بينما تعتبر النجمة نادية الجندي ان “المهرجان فرصة للتبادل الثقافي والفني الجميل ورؤية فنون الشعوب وإبداعها”.

مدينة مشرفة

وتستعيد الفنانة هالة صدقي زيارتها الأولى الى الامارات والتي وقفت فيها لأول مرة اما كاميرا التلفزيون في استوديوهات عجمان حيث كانت انطلاقتها: “كلما أتيت الى دبي وجدتها مختلفة وهذا شيء مشرف ان تكون هناك مدينة عربية مثل دبي، وما أراه الآن في الافتتاح يجعلني أتمنى للقائمين على المهرجان الاستمرار والنجاح”.

ويصف الفنان أيمن زيدان مهرجان دبي السينمائي الدولي بأنه اضافة “وهو يعطي فرصة لمشاهدة تجارب الآخر وهذا يحفز صناعة السينما التي أتوقع ان تستفيد من هذه الدفعة الى الامام”.

ويقول الفنان الشاب أمير شاهين: “انا سعيد بأن يكون هناك مهرجان عربي على هذه الدرجة من الرقي”.

ويروي المخرج الاماراتي هاني الشيباني شعوره على البساط الأحمر: “هو شعور غريب، أمشي وسط ناس لم أكن أتخيل الوجود معهم، وأتمنى ان أكون على المستوى”. ويضيف الشيباني عن الافتتاح: “شيء مبهر وجميل وفيلم الافتتاح موفق للغاية لكني كنت أتمنى دعوة المزيد من النجوم الاماراتيين، فمنهم من حاول بالفعل الاشتراك لكن لم توجه لهم دعوة ومن حضروا جاءوا بجهود شخصية، أي لم يكن هناك اهتمام بالاماراتيين”.

ويتمنى الشيباني ألا يكون المهرجان صورة فوتوغرافية وتمنى ان يكون هناك استمرار وتراكم وان يتكرر كل عام.

حماس قوي

كانت آخر من مر فوق البساط المخرجة جيهان نجيم صاحبة فيلم “غرفة التحكم” الذي أثار اهتماماً لافتاً في امريكا، وجيهان امريكية من أصل مصري، ورغم ان اسمها “نجيم” وهو تصغير لنجم، ورغم انها كانت آخر الواصلين الى البساط والإعلاميون يهمون بالانصراف فإنها أثارت حماساً قوياً فيهم ولعلها أكثر من تلقت أسئلة من الإعلاميين. تقول عن عرض فيلمها في مهرجان عربي: “انه دعم لفيلمي”. ورداً على سؤال حول سر ردود الفعل الأمريكية على فيلمها “أهمية الفيلم للجمهور الأمريكي ترجع الى طبيعته الانسانية، فهو وثائقي عن تغطية قناة “الجزيرة” لكن الجمهور أحبه لأنه يتكلم عن مشاعر انسانية”.

وأضافت جيهان نجيم عن طبيعة الفيلم الوثائقي وما يمكن ان يقدمه مهرجان فني له: “أعتقد ان الفيلم يقدم المزيد من الواقعية والحقائق ولذلك أمامه فرصة للانتشار”. وقالت عن الطبيعة الحزينة لفيلمها: “الذين ظهروا في الفيلم كانوا أذكياً ويتميزون بالحس الانساني وهذا ما مكن الناس من التواصل معه”.

ورداً على سؤال ل “الخليج” حول توقعاتها لرد فعل الجمهور العربي على الفيلم واختلافه عن الجمهور الغربي الذي وجد فيه صورة لم يكن يعرفها قالت: “أعتقد انه سيحدث التأثير نفسه، فالفيلم يتناول وسائل الإعلام العربية والأمريكية ومسألة التبادل المعلوماتي من خلال تغطية حرب العراق”.

####

جلسة نقاشية حول تجارب 4 مخرجين  

في اطار الفعاليات الثقافية الموازية للحدث، أعلن منظمو المهرجان ان كوكبة من نجوم السينما والمخرجين والمنتجين سيشاركون في جلسة نقاشية اليوم الاربعاء في القاعة الرئيسية في قرية دبي للمعرفة.

ويشارك في الجلسة المخرج المصري داوود عبدالسيد والمخرج الهندي سباش جاي، والمخرج الكندي مارك أشبار، والمخرجة الباكستانية صبيحة سومار، وسيتناول المتحدثون خلال مشاركتهم تجاربهم السينمائية الغنية وأسلوب تسخير الفيلم السينمائي لتشجيع الحوار بين الثقافات وبناء الجسور الثقافية. وأوضحت إدارة المهرجان أن الحضور سيكون مفتوحا أمام الجمهور للمشاركة في فعاليات الجلسة التي من المقرر أن تبدأ في العاشرة صباحاً، في حين دعا المنظمون طلبة الجامعات والكليات للاستفادة من هذا النقاش الثقافي الفريد.

وكان الشيخ  احمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس دائرة الطيران المدني في دبي ورئيس “طيران الامارات”، ورئيس المهرجان الأول أكد على أهمية الحدث في تعزيز دور السينما كأداة مثالية للتفاهم المشترك بين الثقافات المختلفة حول العالم، وذكر أن إدراك هذه الحقيقة كان السبب  وراء اعتبارها الفكرة الرئيسية والموضوع الذي يتمحور حوله المهرجان في إطار مساعي الإمارات لبناء جسر ثقافي عالمي جديد.  وأضاف إن بناء الجسر الثقافي الجديد أمر في غاية الأهمية في هذه المرحلة من تاريخ العالم، “لأننا بحاجة أكثر من أي وقت مضى لتعزيز أواصر الصداقة والتواصل بين شعوب العالم وثقافاتها”.

وتأتي الندوة في إطار سعي المهرجان إلى تثقيف المجتمع المحلي حول صناعة السينما ، خاصة فئة الطلبة ممن يدرسون علوم الإعلام بشكل عام وفن السينما على وجه الخصوص، ويعتبر المهرجان جزءاً من خطة استراتيجية طويلة المدى تهدف إلى تحويل دبي والإمارات إلى مركز لصناعة السينما.

####

يحلم بكتابة التاريخ الحقيقي لأمريكا

مورجان فريمان:

"هوليوود" اعتادت تقسيم العالم الى معسكرين

خالد شيا

أكد الفنان العالمي الامريكي مورجان فريمان على أهمية مهرجان دبي السينمائي في التواصل الثقافي والانساني والحضاري بين الشعوب، مشيرا الى انه بداية جيدة لبناء جسور ثقافية بين الأمم.

وأوضح في المؤتمر الصحافي الذي عقد على هامش المهرجان أنه سعيد جدا بوجوده في دبي ومنبهر بالفن المعماري المحيط بالمكان الذي يعقد فيه المهرجان.

وحول أهمية هذا المهرجان في توسيع الحوار بين الشعوب قال فريمان “يمكن لهذا المهرجان ان يكون نقطة تحول جديدة في تعميق التفاهم وعدم العداء بين الشعوب خاصة ان افلام هوليوود اعتادت على تقسيم العالم الى شرق وغرب أو مع الشيوعية أو ضدها أو ضد الإسلام.

واعتبر ان المشكلة الكبرى التي تعترض ذلك الحوار الثقافي وتضع حواجز بين التواصل الانساني هو سوء الفهم والجهل بالآخر وخير وسيلة لالغاء هذه الحالة هي عمل كل طرف على تقديم نفسه بأفضل صورة وأسهل طريقة.. هذا شرط اساسي لنجاح أي لقاء فني او مهرجان سينمائي.

وحول تجربته في الاخراج والتي تمثلت بفيلم واحد هو (بوفا) أكد استمتاعه بهذا العمل لكنه يفضل ان يبقى ممثلا وهو الآن متفرغ للتمثيل.

وعن العلاقة بين العرب وأمريكا وانعكاس ذلك على تقبل كل طرف للآخر اشار فريمان الى الجهود الكبيرة التي تتخذها الدول العربية في هذا الاتجاه عبر تعميق الحوار والتفاهم لإصلاح اي تشويه للصورة العربية في الولايات المتحدة فليس هناك طريق آخر سوى بناء جسور ثقافية بين المجتمعات.

وأضاف: الجسور الثقافية مجرد رمز وليست مسألة تقنية، فالفيلم المغربي الفرنسي (الرحلة الكبرى) قدم فكرة عظيمة عن التسامح وكانت هذه رسالة الفيلم وهي بالطبع كبيرة وعميقة.

وردا على سؤال حول حلمه كممثل حقق الكثير وحصل على كل ما يتمناه الممثلون اوضح ان إعادة تقديم التاريخ الامريكي عبر السينما وبشكل أكثر موضوعية هو أكبر أهدافه وأحلامه.

وقال احببت السينما منذ الصغر وتابعت الافلام الامريكية التي انتجتها هوليوود حول التاريخ الامريكي لكنها لم تكن محايدة إطلاقا بل قدمت من وجهة نظر معينة وأريد إعادة تقديم هذا التاريخ بصورة أخرى مغايرة أقرب الى الحقيقة التاريخية وسأقوم بذلك عبر هوليوود نفسها.

وحول عدم حصوله على جائزة الاوسكار رغم ترشيحه لذلك ثلاث مرات أكد أنه ليس هناك أسباب امريكية حرمته من الجائزة ولم يكن بسبب القيم الامريكية بل يعود ذلك الى طريقة المشاهدة وعدد المشاهدين الذين يتابعون كل ممثل وضرب مثلا على ذلك أفلام شون كونري التي تحظى بمشاهدة كثيفة في كل ظهور له، أما افلامه هو فلا تحظى بهذه الدرجة العالية من المشاهدة.

وأضاف هذا يؤثر كثيرا على حظوظ الفنان في حصوله على جائزة الأوسكار وهذا ما يرتبط أيضا بنوعية الاهتمام التي يحظى بها الفيلم.

مثلا فيلم (بوفا) لم يحصل على الاهتمام والتقدير الكافيين لأن الجمهور الامريكي عامة لا تشغله كثيرا مشاكل الآخرين ومنهم الافارقة.

اما عن علاقته بالسياسة والمسائل السياسية فأكد فريمان انه يفضل عدم الخوض فيها دائما كسينمائي لكنه كإنسان ينبذ قيم العداء والعنف ويدعو للتسامح وترسيخ قيم الحوار، وكل ما من شأنه تجنيب البشرية أية كارثة أخرى. كما انه لا يود استخدام القنبلة الذرية مرة أخرى كوسيلة حوار بين البشر. وعن طبيعة مشاريعه المقبلة تمنى أولا أن يمتلك وقتا كافيا لتتسنى له الاقامة وقتا أطول في بلدته لأن السفر يأخذ معظم أوقاته، وكان فريمان قرر الراحة في بلدته مؤخرا، لكنه لم يستطع رفض دعوة مهرجان دبي السينمائي، اما مشروع عمره فهو المشاركة في فيلم يحكي المسيرة الطويلة في اتجاه الحرية وهي طبعا مسيرة نيلسون مانديلا الذي سيلعب فيه فريمان دوره.

ورغم ان الخطوات لانجاز الفيلم في بدايتها أكد فريمان ان القصة ليست عن جنوب افريقيا بل عن نلسون مانديلا تحديدا وأن الجمهور سيحصل على فرصة عظيمة لمعرفة روح ذلك الرجل وجوانب انسانية اخرى وتفاصيل غنية عن شخصيته داخل السجن.

هذا عن المستقبل اما الآن فإن فريمان سيقف امام الكاميرات ليلعب دورا في فيلم جديد باسم (Lucky Nambers-leven) يذكر ان فريمان حصل على جائزة الانجاز من هوليوود عام 2000 ومثل في 94 فيلما وأخرج فلما واحدا وأنتج ستة أفلام. 

مبدع ذو مكانة استثنائية

للفنان العالمي مورجان فريمان الذي يحل ضيفاً على المهرجان مكانة استثنائية على شاشة هوليوود، فهو من النجوم القلائل الذين يمثلون أدواراً لم تكتب خصيصاً للأمريكيين ذوي الأصل الافريقي. وبالفعل ينسى المشاهد لأدائه لون بشرته لينظر الى مستويات من التعبير عن ملامح انسانية تتميز بالرهافة حتى وهو يؤدي أدواراً في أفلام “الاكشن” البوليسية التي لم يتوقف عنها أو غيرها من تيمات أفلام الحركة. ولكن أي أكشن؟ هل يمكن وصف دوره في فيلم “لا تسامح” الذي قام ببطولته وأخرجه كلينت ايستوود بأنه أحد أفلام الغرب الأمريكي “الوسترن”؟

والفيلم نفسه رثاء شاعري لنموذج راعي البقر “الكاوبوي”، جسد فيه فريمان الجانب الانساني من قيم الكاوبوي الذي يتشابه بعضها مع قيم الفروسية التقليدية وهي تتصارع داخل النفس مع حالات التردد والخوف والرغبة في نهاية هادئة لحياة ملؤها الشطح والمغامرة.

رشح مورجان فريمان ثلاث مرات لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل أو ممثل مساعد، ويكفي ان نعلم انها جائزة لم ينلها من الممثلين السمر سوى سيدني بواتيه ودنزل واشنطن وبين منح الجائزتين ثلاثة عقود من الزمان، يكفي ان نعلم ذلك لأن الترشيح جائزة وتكراره ثلاث مرات جائزة أخرى.

رشح فريمان للأوسكار أول مرة عام 1987 عن دوره في فيلم “ستريت سمارت” وكان أداؤه مفاجئاً بعد سلسلة من الأعمال السينمائية اعتبرت عادية، لكنه بعدها ظهر بقوة في أفلام متتالية مثل “درايفينج مس دايزي” 1989 الذي نال عنه الترشيح الثاني للأوسكار وفاز بجائزة الدب الفضي لأفضل ممثل من مهرجان برلين السينمائي الدولي وكذلك جائزة الجولدن جلوب، ثم جاء ظهوره المحبب مع كيفن كوستنر في فيلم “روبن هود: أمير اللصوص” مجسداً دور صديق روبن هود الذي عاد معه من الشرق حليفاً ونصيراً بعد انتهاء الحروب الصليبية، بعدها جاءه الترشيح الثالث للأوسكار من فيلم “خلاص شاوشنك” الذي أدى فيه دور سجين لعدد كبير من السنوات في سجن شاوشنك العنيد لا يملك إلا الحلم بالحرية يعيش به ويتنفسه ويراه فيكاد يلمسه وهو يناجيه.

خلال عقد التسعينات ظهر مورجان فريمان في أدوار متعددة ومميزة منها أمام براد بيت في فيلم “سبعة” في دور المحقق البوليسي الحكيم مع محقق شاب مندفع، وفي فيلم “اميستاد” مع المخرج ستيفن سبيلبرج وحقق شهرة كبرى في فيلم “تصادم عميق” كما جسد في فيلم “مجموع كل المخاوف” دور رئيس المخابرات الأمريكية من دون ان يشعر أحد انه منصب غريب على صاحب بشرة سمراء في أمريكا.

الألوان العديدة التي يمنحها مورجان فريمان للشخصيات التي يؤديها تأتي من عمق انساني لا تكفي كلمة موهبة لتفسيره، وان كان النظر الى خلفيات فريمان الفنية يوضح أبعاداً له، إذ بدأ فريمان التمثيل في الستينات على خشبة المسرح وجسد أدواراً مميزة من إنتاج برودواي حققت نجاحات داخل أمريكا وخارجها. وتلونت أدواره على المسرح من المسرح الغنائي الى الدراما الحديثة مروراً بأعمال شكسبير، وقبلها كان درس التمثيل، وعمل في التلفزيون في النصف الأول من الستينات، وقدم أفلاماً للأطفال في مطلع السبعينات كان أهمها “من قال لا استطيع ركوب قوس قزح” ما أكسبه تمرساً زاد ثقله الابداعي عمقاً على عمق، وحلوله ضيفاً على مهرجان دبي الذي يرفع شعار جسر التواصل الثقافي بين الحضارات اختيار موفق من الطرفين كلله فريمان بعرض أول فيلم من اخراجه “بوفا” عرضاً أول في الشرق الأوسط من خلال المهرجان.

####

سبهاش غاي.. صانع النجوم  

يحظى سبهاش غاي بالعديد من الألقاب في عالم صناعة الافلام الهندية مثل “صانع النجوم” و”صانع الروائع” و”رجل السينما”، وهي ألقاب تتوج مسيرته التي بدأت في السبعينات من القرن الماضي.

وكان هدف غاي الدائم هو تضييق الفجوة بين السينما الفنية والشعبية في اعماله ولو على حساب العناصر السينمائية الاخرى مثل القصة والحبكة وتطور الشخصية.

وأنتج غاي في شركته “موكتا للفنون” اكثر من 12 فيلما تعتبر من الروائع، وآخرها “باراديس” و”تال” ومما يحسب لهذا المخرج والمنتج اكتشافه للكثير من المواهب، منهم “مادوري ديكيت” و”مانيشا كويرالا” وماهيما شاودراي وفيفيك موشران وجاكي شروف وايروفا أغنيهوتري، ولم يخل الامر من خلافات مع هؤلاء النجوم الجدد، ووصلت الامور بينه وبين ماهيما الى المحاكم.

ويقول غاي: “ليس لدي اي شيء ضد ماهيما وهي جزء من شركة موكتا للفنون، كما انني انا الذي اكتشف موهبتها، وانا فخور بها” ويضيف: ان هذه هي طبيعة البشر، فعندما يريدون شيئاً فإنهم يحسون بأهميته، ولكن عندما يحصلون عليه، يشعرون بأنهم لا يحتاجون اليه. ويؤكد غاي ان الهند بحاجة الى اكثر من 50 معهداً للتدريب على التمثيل، اذ لا يوجد فيها الآن سوى اثنين تشرف عليهما الحكومة، ولا يقدمان الشيء المأمول منهما الامر الذي يجعل السينما الهندية عاجزة عن مواكبة السينما العالمية.

ويشير الى ان صناعة السينما اختلفت عنها في الماضي، اذ كانت الافلام إما ناجحة أو فاشلة، لآن شباك التذاكر كان الفيصل، والمصدر الوحيد للعائدات، ولكن ذلك تغير الآن، ففي عام 1994 كان هنك 4 محطات تلفزة في الهند. واليوم توجد 68 محطة اضافة الى اقراص “دي في دي” و”في سي دي” ومحطات تلفزيون الكابل والانترنت. ولذلك فإن صناعة السينما الآن يمكن ان تكون أقوى.

وكان آخر الافلام التي انتجها غاي هي “يادين” عام 2001 بطولة كارينا كابور وهريتيك روشان غير انه كان فاشلاً وسبب كارثة تجارية، ولكن عند تسجيله على اقراص “دي في دي” وتأجيره للزبائن حقق انتشاراً افضل.

وتساءل البعض بعد تجربة “يادين” عن مستقبل غاي، واسلوب افلام يوليوود التي ينجح في صنعها قائلين انه اذا كان الفيلم سقط في دور العرض ومعه معظم افلام 2002 فالامر يجعل صناعة السينما في انحدار مستمر، ويرى آخرون انه ينبغي الأخذ في عين الاعتبار ان تزايد اجهزة التلفزيون و”دي في دي” في العديد من منازل الهنود جعل أعداد الذين يذهبون الى السينما يقل على نحو ملحوظ لانهم يفضلون البقاء في المنزل لمشاهدة الافلام العادية، ويذهبون الى السينما لمشاهدة الافلام المنتقاة التي حازت علي رضا النقاد والمشاهدين معاً، وفيها نجوم كبار.

على كل يحسب لغاي انه نقل في التسعينات السينما الهندية الى ما وراء البحار، ومع نهاية العقد الماضي صنف فيلماه “بارديس” و”تال” اللذان سيعرضان في مهرجان دبي السينمائي ضمن افضل عشرين فيلما في امريكا. 

حضور مشاهير “بوليوود”

يحضر فعاليات المهرجان عدد من مشاهير الصناعة السينمائية الهندية، وعلى رأسهم المخرج اشهير سبهاش جاي والمخرج جوريندر تشادا، مخرج فيلم “اضربها مثل بيكهام” وهاري أوم، مخرج فيلم “بهراتبالا” ومخرجة فيلم “بوليوود/ هوليوود” ديبا ميهتا، والمخرج الشهير راجيف مينون، الى جانب ممثلين كبار هم أنيل كابور وفيروز خان وفاردين خان وراهول كانا وديفاني ميهتا وكيرون كير وفيجاي راز.

وسيتواجد العديد من مشاهير السينما الهندية في أماكن عروض أفلامهم المترجمة الى اللغة الانجليزية.

الخليج الإماراتية في

08.12.2004

 
 

مهرجان دبي السينمائي الأول هل يكون بداية لإقامة مركز دولي لصناعة الفن السابع؟

دبي- شيرين الفايدي

يأتي اطلاق مهرجان دبي السينمائي الدولي تتويجا لسنوات عدة من الجهود والطموحات الهادفة لتحويل دبي الى مركز دولي رئيسي لصناعة السينما، خصوصا و ان اصحاب المشروع يعتبرون دبي والامارات عموما تمتلك كافة المقومات، في ظل عصر العولمة هذا لتكون مثل هذا المركز·

وكما هو معروف فان صناعة السينما - وهي من الصناعات العالمية التي تمتلك امكانيات هائلة للتقدم والتطور وتحقيق التأثير والارباح العالية - شهدت في خلال العقدين الماضيين تحولات مهمة، بعد ان استفادت الى اقصى حدود من العولمة، ما جعلها تخرج من اطارها الوطني والمناطقي الى الاطار العالمي·وبالتالي فان صناعة اي سينما لم تعد تركز على ان يكون الانتاج في بلد المنشأ، اي ان الافلام يمكن تصويرها، وبتكلفة اقل وكفاءة اعلى في بلدان اخرى تمتلك المقومات المناسبة، سواء بالنسبة الى الاستديوهات واماكن التصوير والعمالة الرخيصة وسهولة الانتقال وحرية العمل والتفكير والتعبير·

ربما كان المغرب خير مثال على ذلك، اذ بات هذا البلد منذ زمن طويل مسرحا اساسيا للصناعة السينمائية الاميركية والاوروبية، لامتلاكه الموقع والمناظر الطبيعية والبنية التحتية والأيدي العاملة الرخيصة· وعلى سبيل المثال فان فيلم ''الاسكندر المقدوني'' الذي انتجته شركات اميركية وبلغت تكاليف انتاجه حوالى المائتي وخمسين مليون دولار، صورت غالبية مشاهده في المغرب، كما صورت مشاهد في بلدان اخرى مثل بريطانيا والهند، وغيرها· وتشير التقارير الى ان حوالى خمسين مليون دولار من الكلفة انفقت في المغرب، وهو رقم ليس بسيطا بالنسبة الى بلد كالمغرب، خصوصا وان مثل هذا الانفاق ينعكس ايجابا وبكل المستويات على العملية الاقتصادية، بدءا من تأمين فرص عمل وصولا الى العائدات التي تعود الى الدولة المضيفة·

ومن الاسباب وراء اختيار المغرب كموقع لانتاج السينما الاميركية، تحديدا، منذ انتاج فيلم''الاسد والريح'' الذي قام ببطولته الممثل العالمي شون كونري، هو وجود الصحراء التي باتت منذ سنوات عديدة اساسية بالنسبة الى سينما هوليوود التي باتت تعتمد اكثر على المشاهد البانورامية· والصحراء تحديدا تؤمن مدى بالغ الرهبة والروعة للتصوير السينمائي بسبب امتدادها وسهولة الحشد عليها لمشاهد المعارك والتحركات البشرية الحاشدة، التي تميز الانتاج السينمائي الكبير عن الانتاج المتواضع· يضاف الى ذلك نقطة اساسية هي ان الصحراء تؤمن اضاءة متناهية تمكن من الاستفادة الى اقصى الحدود من الآلات وتقنيات التصوير·

ومن الملاحظ ان غالبية الافلام الاميركية ذات الانتاج الضخم، في العقدين الاخيرين تحديدا، اعتمدت على التصوير في الصحراء· ولا بد من الاشارة هنا الى ان الصحارى العربية تتميز عن غالبية المواقع الصحراوية في العالم بروعة الوانها ونقاء السماء وكثافة الاضاءة وروعة الألوان·· وما يميز المناطق العربية، سواء في المغرب أم في الامارات هو أن فصل الصيف يمتد طويلا اي ان الشتاء الذي يمثل عقبة امام التصوير البانورامي الضخم، لا يمثل الا فترة محدودة من السنة· ومع ان الولايات المتحدة تمتلك مناطق صحراوية شاسعة في فلوريدا وأريزونا وتكساس مثلا، الا انها تقل روعة، من ناحية التصوير السينمائي والمناظر الطبيعية عن الصحارى العربية، ناهيك عن الكلفة العالية للايدي العاملة والكومبارس والنقليات والاتصالات والضرائب الحكومية في الولايات المتحدة، مقارنة مع بلدان مثل المغرب او الامارات·

ولا بد هنا من الاشارة الى ان المغرب اختار مراكش لتكون مقرا لمهرجان السينما العالمية في المغرب، ليس فقط لما تمثله المدينة من تراث وتقاليد وفنون وسحر طاغ بل ايضا لانها على حافة الصحراء التي باتت الساحة الاهم لصناعة السينما العالمية·

وما يميز دبي والامارات عموما، هو انها اضافة الى وجود الصحراء فانها تمتلك بنية تحتية بالغة الاهمية، من مناطق حضرية ومدن عامرة ومبان مرتفعة ومنتجعات وفنادق كالقصور، قلما يضاهيها شيء آخر في العالم·· يضاف الى ذلك الانخفاض الكبير في تكلفة الايدي العاملة· وهي كلفة تقل عن كلفة الايدي العاملة حتى في دولة كالمغرب·· اضافة الى انعدام وجود الضرائب تقريبا والى انخفاض كلفة الاتصالات وغيرها من مقومات البنية التحتية·

وفوق كل ذلك فان دبي والامارات عموما امتلكت في الاعوام الاخيرة العديد من الخبرات التقنية، بنتيجة الانفتاح الاقتصادي والتجاري وتتدفق الاستثمارات والخبراء في مجالات السينما والتلفزيون والمعلوماتية والاتصالات والديكور وغير ذلك من المقومات الاساسية لصناعة سينما عالمية· ناهيك عن اجواء الانفتاح والتسهيلات الكبيرة في مجالات الاستثمار وتأمين الرفاهية وحرية الحركة والامان للمستثمرين والشركات والافراد·

''هوليوود تلتقي بوليوود''

ويبدو من الشعار الذي طرحه المهرجان السينمائي الاول ''هوليوود تلتقي بوليوود'' ان القائمين على المهرجان واصحاب المشروع ، يأملون في ان تتحول دبي الى نقطة التقاء استثمارية للسينما الاميركية والسينما الهندية، وهما عملاقا الصناعة السينمائية في العالم·

ولا بد من الاشارة الى ان العديد من شركات الانتاج السينمائي الهندي ( في بوليوود) باتت في الاعوام تستخدم دبي لتصوير العديد من المشاهد السينمائية وانتاج الافلام، بنتيجة التسهيلات والبيئة المناسبة لانتاج تلك الافلام· ويظهر بوضوح من تركيبة اللجنة المشرفة على المهرجان، ان هذا المهرجان يتطلع الى ان يكون منطلقا لتشجيع الشركات الاجنبية تحديدا الاميركية والاوروبية الغربية والهندية، على الاستفادة من موقع دبي وتسهيلاتها السينمائية· وبهذا يكون المهرجان فرصة مهمة سنويا للترويج لدبي وعرض الامكانيات المتاحة فيها للانتاج السينمائي· ولا شك ان وجود المنتجين والمخرجين والنجوم والممثلين في دبي، سيقدم عرضا ممتازا لهذه القدرات، خصوصا بعد ان يعيش هؤلاء لايام عدة في وسط الرفاهية والتسهيلات العالية والانفتاح الذي تعيشه دبي·

''دوافع حضارية''

وبالطبع فإن هذا لا يقلل من اهمية الدوافع الفنية والحضارية وراء المهرجان الذي يفترض ان يساهم في الحركة التي بدأت منذ اعوام عديدة لوضع دبي على خارطة المدن العالمية المهمة وجعلها قبلة للاستثمارات عبر الاستفادة من اجواء العولمة، التي تعتبر دبي نموذجا لها·

فتنظيم مثل هذا المهرجان في دبي، لا بد وان يساعد في تشجيع الموهوبين من المواطنين والمقيمين، على الخوض في تجارب سينمائية، كما انه لا بد وان يساهم في تعزيز الثقافة السينمائية، وهو بحد ذاته استثمار حضاري طويل الامد· ويمكن الاعتقاد بأن النجاح في تحويل دبي الى مركز عالمي للصناعة السينمائية، لا بد وان يشجع ويجذب العديد من المواطنين والمقيمين على الدخول في عالم الصناعة السينمائية·

وبرغم ان لجنة المهرجان لا تضم الا اثنين من العرب هما المخرج التونسي محمد مخلوف والمخرج الاماراتي مسعود أمر الله ، الا ان المهرجان حرص على التركيز على السينما العربية وانتاجها، ليس فقط عبر عرض العديد من الافلام العربية، بل اساسا عبر اختيار النجم العالمي عمر الشريف لتكريمه في المهرجان، بأفلام عدة ابرزها فيلمه الاخير ''السيد ابراهيم و زهور القرآن'' الذي صورت غالبية مشاهده في المغرب·

ويضاف الى ذلك الحرص على دعوة العشرات من نجوم السينما العربية للمشاركة مثل حسين فهمي وفاروق الفيشاوي وإلهام شاهين وهالة صدقي ونيللي ونادية الجندي ولبلبة وغيرهم والعديد من كبار المخرجين مثل داوود عبد السيد وعلي ابو شادي والعديد من ابرز النقاد العرب مثل طارق الشناوي و رؤوف توفيق·

ويظهر هذا بوضوح ان المخططين للمهرجان وضعوا نصب اعينهم تحقيق العديد من الاهداف ، منها التأكيد على الدور العربي، والسعي مستقبلا لان تكون دبي مركزا اساسيا للصناعة السينمائية العربية، من دون ان تنافس، في المرحلة الحالية، المركز الاساسي للسينما العربية اي مصر·

''صناعة الترفيه والتحول العالمي''

وفي هذا السياق لا بد من الانتباه الى ان صناعة الترفيه باتت احدى اهم الصناعات في العالم ، وليس ادل على ذلك من كون شركة الميكروسوفت هي الشركة الاكبر في العالم برأسمال يزيد على مائتي مليار دولار، اي ما يجعلها تتفوق على صناعات الطيران والسيارات والاسلحة والاغذية وغير ذلك·

وعلى سبيل المثال فان الولايات المتحدة التي تعتبر نموذجا اقتصاديا على المستوى العالمي ، بدأت منذ سنوات عدة بالتركيز على صناعات الترفيه، وهي الصناعات المتركزة في الساحل الغربي للولايات المتحدة ، ما جعل الثقل الاقتصادي لذلك البلد يتحول من الساحل الشرقي على المحيط الاطلسي حيث يسيطر العنصر الابيض البروتستانتي الى الساحل الغربي على المحيط الهادى(حيث هوليوود ووادي السليكون) وحيث ترتفع نسبة الاقليات من اللاتين والاميركيين الافارقة والاسيويين. وهوتبدل باتت اثاره واضحة على الساحتين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في الولايات المتحدة·

ومع ان مهرجان دبي السينمائي ما زال في بداياته، الا انه يمثل فرصة حقيقية بالنسبة الى امكانيات هائلة تتمتع بها دبي والامارات عموما· فالمهرجان بحد ذاته لا بد وان يتطور في الاعوام المقبلة بعد ان تصبح لديه جوائز تدفع المنتجين والمخرجين والممثلين الى السعي وراء المشاركة فيه والحصول على التقدير والجوائز· ويزيد من هذه الاهمية ان دبي بتركيبتها وانفتاحها يمكن ان تكون ملتقى للسينما الاميركية والغربية والسينما الهندية والسينما العربية·

وبرغم العديد من الملاحظات على التجربة الاولى التي سنسردها فيما بعد ، وهو امر طبيعي الا ان مهرجان دبي للسينما، يحمل من المقومات والامكانيات، ما يمكن ان يحوله الى نقطة انطلاق جدية لمشروعات سينمائية كبرى ولتعزيز دور دبي الاقليمي والعالمي اقتصاديا وثقافيا وحضاريا، كمدينة عربية ذات بعد عالمي، ونموذج قادر على تحويل العولمة من نقمة الى نعمة وفرصة لحوار انساني وحضاري لا حدود لهما·

الإتحاد الإماراتية في  8 ديسمب

####

الأفلام القصيرة تُضحك وتُبكي معاً

خورشيد حرفوش

تتضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي الأول مختارات من الأفلام العربية القصيرة، والتسجيلية بما فيها أفلام لسينمائيين واعدين من الامارات، وسوف يستمتع جمهور المهرجان بأفلام فريدة، تعكس هموم وآمال الشعوب العربية· وسوف تجعله يفكر، يتأمل، يضحك ويبكي في آن واحد· وبالطبع، فضاءات وأحلام الفيلم العربي الروائي القصير والتسجيلي لا حدود لها، ورغم أنها أفلام قصيرة وموجزة، إلا أنها أفلام ذات أفكار كبيرة· تتناول موضوعات وقضايا وهموم عربية شائكة ومهمة، والبعض منها من اخراج وانتاج سينمائيين عرب ينتمون الى جيل الشباب·

وعن هذه النوعية من الأفلام يقول مخرج المرجانات محمد مخلوف العضو المنظم: بدأ شغفي بالأفلام العربية القصيرة والتسجيلية منذ بداية الثمانينات· ومع مرور الوقت ازداد اهتمامي بهذه النوعية من الأفلام المظلومة، والتي أطلق عليها: أفلام عربية لم يشاهدها العرب· فالجيل الجديد من المخرجين العرب يعملون بهمة وحيوية منقطعة النظير، تجمعهم لغة واحدة في أفلامهم هي السخرية السوداء والتأمل، وهم يمتازون بالإبتكار والحرفية العالية، وبما أن صناعة الفيلم القصير والتسجيلي في العالم العربي هي صناعة مجهولة وغير معروفة، فإن أعمالهم لا تعرض إلا في المهرجانات الدولية· والمثير للانتباه أن معظم هؤلاء السينمائيين الشباب يعيشون في الغرب، الذي يدعمهم ويشجعهم ويقدّر مواهبهم وقدراتهم· وهم لا يخجلون من هذا الأمر، لأن بلدانهم الأصلية لا تعرفهم ولا تشجعهم، بل في أحيان كثيرة تعرقل طموحاتهم وأحلامهم السينمائية المتوقدة والواعدة''·

وقد كانت هذه الأفلام الدافع الكبير لتفكيري في تأسيس مهرجان للأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية في لندن، وفعلاً، انطلقت الدورة الأولى لمهرجان الشاشة العربية المستقلة عام ·1999 واكتشفت مع غيري من المهتمين السينمائيين العرب، العديد من المواهب الشابة والواعدة، التي انطلقت، بعد اكتشافها في مهرجاننا اليافع، في دورتيه الأولى والثانية، لتكون أساس لحركة سينمائية عربية جديدة، صار مخرجيها اليوم من نجوم المهرجانات السينمائية العربية والدولية، نذكر منهم: فوزي بن سعيدي(المغرب)، ايليا سليمان (فلسطين)، حكيم بلعباس (المغرب)، دانييل عربيد (لبنان)، ربا ندّا (سوريا)، توفيق أبووائل (فلسطين) وغيرهم، الذين انطلقوا بعدها لينجزوا أفلامهم الروائية الطويلة·

وفي ''مهرجان دبي السينمائي الدولي'' تستمر عملية اكتشاف مخرج مصري يقيم ويعمل في هوليوود، وهو هشام العيساوي مخرج فيلم الإرهابي وكذلك فيلم ''علامة انتماء'' الذي فاز بجائزة أفضل فيلم قصير في ''مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي'' الصيف الماضي، وهو فيلم للمخرج التونسي: كمال شريف، الذي فاز فيلمه الروائي القصير الأول ''عيد الميلاد الأول'' بأكثر من 50 جائزة دولية· وسوف يستمتع عشاق السينما بفيلم ''فان اكسبرس'' لمخرجه اللبناني: إيلي خليفة، بإسلوبه الكوميدي النادر، والذي أتنبأ لمخرجه الموهوب بمستقبل كبير في عالم السينما·

ونعرض هنا ايجاز وقراءة سريعة لهذه الأفلام:

جوهرة

فيلم اماراتي ملون، من انتاج عام،2003 ناطق بالعربية مع ترجمة بالانجليزية مدته 29 دقيقة، وحائز على جوائز عديدة لمخرج شاب من دبي هو هاني الشيباني، ينتقل فيه الى قصة طفلة تتخبط بين عالمين· حاز الفيلم على جائزة أفضل فيلم قصير في مسابقة أفلام من الإمارات في أبوظبي، وفي مهرجان فيلم الشرق الأوسط في بيروت عام ،2003 مع تنويه خاص في مهرجان السينما في قرطاج· عرض في مهرجانات مختلفة من بيروت الى باريس· وقد ولد هاني الشيباني في دبي عام ،1974 وتخرج من جامعة مصر الدولية قسم الإعلام، ويعمل حاليا كمخرج تليفزيوني في قسم الاتصال الجماهيري في شرطة دبي، ومن أفلامه القصيرة ''ليلة شتاء دافئة'' 2002 ''فضول'' ·2004

الأرضية المبتلّة

قصة غامضة عن رجل وامرأة، اماراتي صامت مدته ثماني دقائق، انتاج عام ،2003 انتاج واخراج وسيناريو وتصويرالمخرجة الاماراتية لمياء حسين قرقاش وفيه اختبار لعلاقة بين رجل وامرأة، هل هو زواج مدبر أو موعد غرامي حميم، وقد عرض الفيلم في مسابقة أفلام من الإمارات للمرة الأولى، ثم في مهرجان السينما العربية في باريس عام ·2004

وقد ولدت المخرجة لمياء حسين قرقاش عام ،1982 وانجزت فيلمها ''الأرضية المبتلة'' عندما كانت طالبة في قسم الإعلام المرئي في الجامعة الاميركية في الشارقة·

طوي عشبة

''طوي عشبة'' فيلم اماراتي ملون ومصور بطريقة جميلة، مدته 17 دقيقة، من انتاج عام 2004وفيه قصة رائعة عن الصحراء وتأمل عميق في طبيعة الأحلام وتأثيرها على الواقع والعكس بالعكس، من خلال رؤية جديدة وجريئة ومدهشة للمخرج وليد الشحي الذي قام بالتصوير والمونتاج أيضا''، وسيناريوأحمد سالمين، وتمثيل ناصر اليعقوبي، وميرة العويد، وقد نشأ وليد الشحي في رأس الخيمة، وهو عضو في لجنة الابداع المتنوع لاتحاد الكتاب الاماراتي، وهو موظف بكليات التقنية العليا في رأس الخيمة· من افلامه السابقة: ''الشهيد'' ،2001 ''شواهد القبور'' ،2001 ''النزيف'' 2002 ''وجوه ونوافد'' ·2003

سجائر

اماراتي، انتاج عام ،2004 ملون ناطق بالعربية مع ترجمة بالانجليزية، فيديو رقمي، مدته13 دقيقة، ويصور صراع امرأة عصرية مع متاعب المهنة لقصة محمد الطريفي صراع امرأة نموذجية بين عملها الناجح كمقدمة برامج تليفزيونية، وحبها لرجل اسمه أحمد، من اخراج محمد الطريفي، الذي عمل كمساعد مخرج وكاتب ومصمم للإضاءة المسرحية والتليفزيونية، ونال جائزة في أيام الشارقة المسرحية عام ،2000 واخرج العديد من الأفلام القصيرة منها ''ثمن الدموع'' الحائز على شهادة تقدير من مسابقة أفلام الإمارات ·2004

كأننا عشرون مستحيل

فيلم فلسطيني أنتج عام ،2003 ملون ناطق بالعربية والانجليزية والعبرية مع ترجمة بالانجليزية، ومدته 17 دقيقة بتصميم، وتألق، غير نهائي للمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر،ومن انتاجها أيضا، والمقيمة في نيويورك، وتخلط في هذا الفيلم بين الواقع والخيال، فتتداخل الاحداث حتى يصعب التفريق بين التسجيلي والروائي· وتم عرض هذا الفيلم في مهرجان كان الدولي· كما حاز على جوائز في عدة مهرجانات دولية، منها مهرجان شيكاغو السينمائي الدولي ومهرجان السينما العربية في باريس، وغيرها·والفيلم سيناريو آن ماري جاسر وكامران راستيغار،وتمثيل ريم أبو سبيع، اسماعيل دباغ، رجائي خطيب، رامي مسلم، شادي زمرد، أشرف أبو مخ·والكاتبة والمخرجة فلسطينية، نشأت في المملكة العربية السعودية وانتقلت الى الولايات المتحدة في عمر السادسة عشرة، وعملت في صناعة السينما في لوس أنجلوس قبل ان تحصل على درجة الماجستير في السينما، كتبت وأخرجت وانتجت العديد من الأفلام، وتعيش حاليا في فلسطين وتعمل على فيلم جديد·

جنين جنين

فيلم فلسطيني جدلي قاسي، حائز على عدة جوائز، فيلم ملون ناطق بالعربية مع ترجمة بالانجليزية، مدته 54 دقيقة من انتاج عام 2002صوربعد أيام قليلة من تدمير قوات الجيش الاسرائيلي لمدينة جنين الفلسطينية، وفيه تسلل الممثل والمخرج محمد بكري لينقل لنا آثار الدمار في المدينة· كما لينقل لنا قصص الناس: الموت، الفاجعة، المقاومة· وبين خرائب البيوت تقف طفلة صغيرة تلخص لنا مشاعر الناس، بشموخ واعتزاز وتحد، في لحظات يندر وجودها في تاريخ السينما الواقعية· وحاولت سلطات الاحتلال منع عرض هذا الفيلم، كما أتهم مخرجه بالتحامل على الجيش الاسرائيلي، وحاولت مقاضاته في عدة محاكم اسرائيلية·والفيلم من اخراج محمد بكري المولود فى الجليل عام ·1953 وتخرج عام 1976 من جامعة تل أبيب، وهو ممثل مسرحي وسينمائي ومخرج· وظهر في أفلام لـ ''كوستا غرفو اس ورشيد مشراوي وعلي نصار ويوري باراباش· فاز فيلمه ''جنين جنين'' بجائزة أفضل فيلم في مهرجان قرطاج السينمائي عام ·2002

رماد

الفيلم لبناني، من انتاج عام ،2003 ملون ناطق بالعربية مع ترجمة بالانجليزية مدته 26 دقيقة، وهو دراسة جميلة عن الروابط الأسرية اللبنانية للمخرج اللبناني خليل جريح وزوجته المخرجة جوانا حاجي توما، ويقدمان بأسلوب ولغة سينمائية جديدة تشريح الصراع بين شاب وعائلته· صراع بين العادات المتوارثة، وبين علامات الرفض والتغيير التي يظهرها الإبن المتمرد· والصراع يدور حول كيفية دفن والده·والفيلم من تمثيل ربيع مروة، ندى حداد، نعمت سلامة، جورج حايك، علي شري ونادين لبكي وجوانا حاجي توما وخليل جريج فنانان ومخرجان من لبنان، انجزا الأفلام والوثائقيات ''البيت الزهر'' 1999 و ''خيام'' 2000 ويدرسان السيناريو والسينما في جامعة القديس يوسف في بيروت·

متر مربع

فيلم سوري، انتاج عام ،2003 ملون، ناطق بالعربية مع ترجمة بالانجليزية مدته10 دقائق، وهودراسة شاعرية صامتة، دون حوار، يقدمه بحساسية عالية المخرج السوري وليد حريب·من خلال طفلة بريئة تقف على أعتاب البلوغ، نعيش معها في المسافة القصيرة بين البراءة والانتقال الى عالم الأنوثة· والفيلم قصيدة قصيرة تنبىء بمخرج سينمائي يعرف تماما كيف يوظف أدواته البصرية بلغة شعرية واثقة. والمخرج درس الاخراج في ألمانيا، وقام باخراج العديد من الأفلام الروائية والقصيرة· منها: ''لحظة فرح'' الذي حاز على استحسان واسع لدى النقاد، وفاز بعدة جوائز مهرجانات·

زوروا العراق

فلسطيني انتاج ،2003 ناطق بالعربية مع ترجمة بالإنجليزية، ملون مدته 25 دقيقة، وهونظرة ذكية للمخرج كمال الجعفري على موقف جمهور غربي من أحداث العراق من منظور غير عادي· مكتب ''الخطوط الجوية العراقية في مدينة جنيف أصبح خالياً، بعد أن غادره الموظفون إثر الاحتلال الأميركي للعراق· ينقل لنا المخرج الفلسطيني كمال الجعفري بعدسته الواقعية آراء وهواجس الناس والجيران حول المكان (المكتب)·وهو طرح ساخر، خبيث، وذكي من منظور رجل الشارع الغربي حول العرب وحرب العراق·

والمخرج ولد في فلسطين عام ،1972 وتخرج من أكاديمية فنون الإعلام في كولونيا· فاز ''زوروا العراق'' بجائزة كولونيا للفن البصري عام ،2004 ورشح للجائزة الذهبية في مسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة في ألمانيا ·2003 يعمل حالياً على فيلم في فلسطين تنتجه محطة التليفزيون الألمانية: زي دي إف·

أ ــ للإرهابي

الولايات المتحدة ، من إنتاج 2003 ، ناطق بالإنجليزية ، ملون ، 35 مل ،28 دقيقة. كوميديا مصرية حائزة على عدة جوائز تحكي قصة ممثل عربي في هوليوود· يتصدى للصورة المشوهة عن العربي والمسلم في أفلام هوليوود عبر تاريخها الطويل، وهذا الفيلم للكاتب والمخرج المصري المقيم في هوليوود هشام العيساوي، يعالج هذه الظاهرة بأسلوب كوميدي ذكي، ليظهر لنا معاناة ممثل عربي في فيلم هوليوودي، ومقاومته لظاهرة الأحكام المسبقة·

والمخرج ولد في مصر، والتحق بمدرسة السينما في كلية كولومبيا، بشيكاغو، وعمل في التليفزيون ثم في المونتاج السينمائي، وفاز بجوائز أفضل فيلم قصير في مهرجانات بوسطن وسان فرانسيسكو السينمائية·

16 ساعة في بغداد

انتاج 2004 ،ملون ، ناطق بالعربية مع ترجمة بالإنجليزية ، فيديو رقمي مدته 58 دقيقة. رغم شهرة المخرج العراقي طارق هشام بأفلامه التجريبية، إلا أنه يقدم لنا في هذا الفيلم نقلة جديدة بأسلوب تسجيلي· بعد سنوات طويلة في منفاه الإسكندنافي، ويعود الى مدينته بغداد، ليسجل لنا يوميات بصرية لحياة العراقيين تحت الاحتلال الأميركي·

وقد ولد طارق هشام في بغداد ويعيش الآن في الدانمارك، فاز بجائزة الصقر الذهبي في مهرجان السينما العربية في روتردام عن هذا الفيلم·

علامة انتماء

فيلم تونسي، بلجيكي انتاج 2004 ، ملون، ناطق بالعربية مع ترجمة بالإنجليزية مدته30 دقيقة. وحائز على جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان فينيسيا السينمائي، ويعد معالجة لهواجس الطفولة وهى مسألة ليست بالهينة سينمائياً، ولكن المخرج التونسي كمال الشريف استطاع بقدرة فائقة الدخول الى عالم الطفل العربي، لينقل لنا معاناته البريئة، وتمزقه بين حضارته والحضارة الغربية، استحق هذا الفيلم الحساس جائزة أفضل فيلم قصير في الدورة الماضية لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي بجدارة. وكمال شريف ممثل وكاتب ومخرج، ومن أفلامه الفيلم القصير ''عيد الميلاد الأول'' والوثائقي ''كنسر محلّق''·

برلين- بيروت

فيلم لبناني- ألماني للمخرجة اللبنانية ميرنا معكرون التى عاشت طفولتها في مدينة بيروت، ثم انتقلت الى مدينة برلين الألمانية، تنقل لنا في هذا الفيلم قصة مدينتين مزقتهما الحرب· يتميز الفيلم بأسلوب تسجيلي طليعي، بطلته المخرجة نفسها، التي تسرد لنا قصص الحرب والسلم، عن مدينتين تتشابهان كثيرا. والفيلم انتاج ،2003 ملون، ناطق بالانجليزية ومدته 22 دقيقة، والمخرجة ولدت في بيروت عام 1974 ودرست الفن والاخراج في الاكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة، وبدأت التمثيل على خشبة المسرح في عمر الخامسة عشرة، وفي عام 2000 غادرت الى باريس لدراسة المسرح في السوربون، وتعيش في المانيا منذ عام ·2002 ''، وبرلين- بيروت '' هو سادس أفلامها القصيرة·

حظ سيىء

الأردن،من إنتاج ،2004 ناطق بالانجليزية مع شريط مرافق بالانجليزية ، ملون، فيديو رقمي، 6 دقائق معالجة كوميدية لمعاناة سائق أجرة هندي في دبي! السائق لا يظهر إطلاقا عبر الدقائق القليلة للفيلم، وانما نسمع صوته الناقد لركابه العرب، حيث ينفث غضبه المتواصل ضد راكب ثقيل الدم! وفي النهاية ينفذ صبر السائق في مواجهة ساخنة مع الراكب سيء الحظ! محاولة جيدة من المخرج الاردني الشاب، انجزها بميزانية ضئيلة، بدعم من تعاوينة عمان للسينمائيين·

اخراج تصوير: عمار قطاينة

لمحة عن المخرج:يعيش عمار قطاينة في عمان، يعمل في مجال خدمة العملاء· أنجز فيلمين عام 2004 ''حزن القوة'' و ''حظ سيء''·

فان اكسبرس

لبنان،من إنتاج ،2004 ناطق بالعربية مع ترجمة بالانجليزية، ملون، 35 مم، 21 دقيقة. من الأفلام الكوميدية اللاذعة عن الشباب اللبناني، للمخرج ايلى خليفة الذي اشتهر بأفلامه الساخرة، نذكر منها ''تاكسي سرفيس'' و''شكرا ناتكس'' في فيلمه الجديد نعيش هموم الشباب اللبناني، في محاولات مبتكرة للبحث عن فرص عمل، يعالجها المخرج بأسلوب كوميدي لاذع·وهومنتج فيلم دانييل عربيد ''معارك حب'' وكاتب أفلام ''بيتزا هيلفيتيا'' ومخرج أفلام قصيرة (من بينها ''شكرا ناتكس'' الحائز على جوائز، و''تاكسي سيرفيس'')·

لعله خير

فيلم فلسطيني من انتاج 2004 ناطق بالعربية مع ترجمة بالانجليزية مدته 41 دقيقة، حائز على جائزة مهرجان رام الله السينمائي، وفي جو مشحون، تتخلله رتابة وترقب للآتي المجهول، يشدنا المخرج الفلسطيني: رائد حلو الى وقائع الفيلم بشكل موصول، ويحولنا الى مراقبين لا مشاهدين· يلمس عقولنا قبل قلوبنا، ويتركنا نترقب ظهور الأمل والخير·· لشعب ينتظر معنا·· شعب فلسطين·والفيلم من اخراج وانتاج وتصويررائد حلو الذى ولد في غزة، ثم انتقل الى الضفة الغربية عام ،1994 يعيش الآن بين رام الله والقدس· وعمل كمصور تليفزيوني في قنوات تليفزيونية مثل: ''الجزيرة'' والـ ''بي بي سي''· أنجز عددا من الأفلام الوثائقية من بينها ''صبي الشاي في غزة'' 1998 و ''محلي'' ·2002

الإتحاد الإماراتية في

08.12.2004

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)