كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

صلاح هاشم يكتب من مهرجان القاهرة السينمائي

فيلم " الباحثات عن الحرية " للمصرية إيناس الدغيدي: عن أي نساء واية حرية ؟

القاهرة/ خاص بـ"سينماتك"

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الثامنة والعشرون

   
 
 
 
 

من ابرز الأقسام أو البرامج التي يشتمل عليها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الثامنة والعشرين( في الفترة من 30 نوفمبر إلى 10 ديسمبر) برنامج "السينما العربية الجديدة " الذي يعرض لمجموعة من الافلام العربية الخارجة من مصانع الاحلام الصغيرة في مصر والعالم العربي, مثل فيلم " زنار النار" للبناني  بهيج حجيج و" المنارة " للجزائري قاسم بن حجاج, و" رقصة الريح " للتونسي الطيب الوحيشي, ويضم البرنامج 12 فيلما من خمس دول عربية , بالاضافة الي الافلام العربية الاخري,  المشاركة في مسابقة المهرجان الرسمية( 3 افلام ) مثل " الباحثات عن الحرية " لايناس الدغيدي و" أنت عمري " لخالد يوسف من مصر , وفيلم " الذاكرة المعتقلة" للمغربي جيلالي فرحاتي, وتمثل  هذه الافلام في مجموعها بانوراما للانتاج العربي السينمائي وتناقضاته ومشكلاته كما تعكس, وهي تنقل الي الشاشة واقعنا العربي بحروبه وأزماته ومآسيه, تعكس الطريقة التي يتشكل بها هذا الفن الأثير, في مواجهاته لتناقضات عصرنا, وزمننا, وتطرح عد تساؤلات  مثل : تري هل تتقدم السينما في بلادنا أم تتأخر؟ وهل هي ياتري معزولة عن السينمات الاخري في العالم وتجاربها, أم أنها مازالت متخلفة, عن زمنها, وعصرها, بينما تمضي قافلة السينما الي البعيد , وتحقق علي مستوي السينمات الاسيوية  مثلا ازدهارا وتألقا يفقأ العيون, في مهرجانات العالم السينمائية كما في مهرجان " كان " السينمائي ومهرجان القارات الثلاث في " نانت " ومهرجان السينما المتوسطية في مونبلييه, وغيرها من المهرجانات المهمة في العالم ؟ . لكن يبفي السؤال الأهم, الا وهو : تري هل تقترب هذه الافلام او السينمات العربية- سمها ماشئت- من نبض الواقع المعاش,  وهموم المواطن العادي الفقير المقموع المظلوم الغلبان في بلادنا , ام انها تريد في المحل الاول أن ترضيه , لأن شباك التذاكر عاوز كده, وهانحن نصنع للجمهور السينما التي يريد , والتي هي يقينا معبرة عن الانحطاط والفساد , اللذين نعيشهما علي كافة المستويات في عالمنا العربي, صحيا وتعليميا واخلاقيا وسياسيا وثقافيا؟  لاتنس من فضلك أن تقرأ اليافطة المكتوبة علي الباب الآن " ممنوع التفكير ". في فيلم " الباحثات عن الحرية " للمصرية إيناس الدغيدي المشارك في مسابقة المهرجان, تتأخر السينما المصرية كثيرا عن اللحاق بعصرها وزمنها, وبخاصة في هذه الفترة الحرجة جدا التي نعيشها ( عندما تكون وظيفة السينما الاساسية , وهي بنت اللحظة عن جدارة , ان تقربنا اكثلر من انسانيتنا, والوقوف ضد الظلم , والدفاع عن المظلومين والمقهورين , ومأكثرهم واتعسهم في ظل العولمة , الحيلولة دون التكريس لثقافة الهامبورغر, واسلوب الحياة علي الطريقة الامريكية,  حتي صارت بلادنا أهلها في العالم الثالث مسخا, وكائنات هلامية بلا تاريخ او هوية او ذاكرة, ), وتهبط من خلال هذا الفيلم لإيناس الدغيدي ..

تهبط الي اردأ وأحط مستويات الفن السينمائي, المستوي الحيواني الغرائزي الذي يقترب كثيرا من افلام البورنو والعري الفاحش ولاعلاقة لها بالسينما الفن, اذ تكرس ايناس الدغيدي في فيلمها " الباحثات عن الحرية " المأخوذ عن رواية ضعيفة ومكتوبة باسلوب ركيك لصحافية سورية مقيمة في باريس وكتب لها السيناريو الناقد السوري د.رفيق الصبان, تكرس عملها لشتيمة النسوان, واهانهتهم, بل اهانة كل الكائنات الانسانية,اضافة الي الشجر الحجر والاماكن التاريخية في مدينة النور باريس التي ظهرت في فيلمها, هناك حيث تقع أحداث قصة الفيلم, وتحكي عن ثلاث نساء, الاولي هي " سعاد " المغربية و تعمل بائعة في محل ملابس يديره مغربي عجوز,فتهرب الي باريس حيث تطاردها ذكريات الضرب الذي كانت تتعرض له علي يد شقيقها في المغرب, وتقبل بان تعيش مثل العبد في شقة اشتراها صاحب المحل لمضاجعتها فيها, والثانية هي " أمل " اللبنانية التي رحلت الي باريس هربا من دمار الحرب الاهلية اللبنانية وذكرياتها الدموية, ومازالت ايضا تطاردها وتنغص عليها عيشتها وتكتشف من خلال عملها كصحفية التمييز العنصري بين الصحفيين , مما يدفع احدهم الي الانتحار,  وتنسجم كثيرا حين تغتصب في غابة بولونيا( ولاحظ هنا ان السود هم الاشرار والمجرمين في الفيلم ), وقد صارت " أمل " سادية لاتجد لذتها الا اذا انهال عليها احدهم ضربا, والثالثة هي " عايدة " الرسامة المصرية التي تهرب من زوجها وتترك له طفلهما, وتهرب الي باريس لكي تحقق طموحاتها في أن تصبح فنانة مشهورة يشار اليها بالبنان, لكنهن ياصاحبي كما جاء في نشرة الفيلم يدركن أن " الحرية ليست في المكان, بل هي داخل الانسان نفسه. " وهي طبعا مقولة وحكمة فلسفية وجودية عميقة , لن تخرج بها حتما من فيلم ايناس الدغيدي الذي سبب لنا الصداع والقرف, ولايستحق ان يطلق عليه فيلما, للاسباب التي سوف نوردها هنا: اولا لأن  الموضوع او الثيمة الاساسية في هذا الفيلم هي ضرب النسوان واهانتهم والكشف عن المتعة السادية التي يستشعرونها من جراء ذلك ( وهل هذا الامر وحده يكفي لعمل فيلم بتصويره في السينما ؟ ), اما البحث عن الحرية فهو في الفيلم لايتجسد من خلال الفعل وتطور احداثه, بل يتحول الي كلام ورغي وحكي فاضي, نستمع اليه علي لسان بطلات الفيلم, وهذا الكلام  لاينبع من ضرورة درامية بسبب تطور الحدث الرئيسي في الفيلم , بل يأتي في اغلب الاحيان مقحما ومفروضا علي الفيلم من الخارج , يبدو ترديده مملا وعقيما, ولايكفي في السينما ان يتقابل شخصان وتروح الكاميرا تصورهما  اثناء حديثهما, حتي يكون عندك الفيلم الذي تريد..

فيلم  " الباحثات عن الحرية " يفتقد اية ضرورة عضوية تجعلنا بحاجة اليه, ولذلك بدا لنا كما لو كان كائنا مسخا وقد هبط علينا من حالق, وهو لايصور قصة بل يحكي عن ويصور كلام وينقل شعارات واقوال وهتافات وصرخات تمجها وتنبذها السينما الفن,  التي هي فنا لل"  تلميح " عن جدارة بامكانيات وعناصر الصورة , وهي بطبيعتها تأنف من التصريح والمباشرة والتقريرية العقيمة, اما عن صورة باريس في الفيلم فانها لاتحضر كروح او ذات او كائن في خلفية الفيلم, وتشي في الخفاء, وبالهمس , عن حضورها , بل تتحول علي يد ايناس الي مجرد ترسانة من بطاقات المعايدة اللامعة البراقة الجميلة لبرج ايفل والمعالم الاثرية في العاصمة,  التي تبدو كرتونية وبلا روح, وكل موقف ينطلق في الفيلم بعد ان تظهر صورة لامعة لأحد المعالم, للتذكير باننا في مدينة النور, يافرحتي . ولاتصدقوا كل مايكتب عن الافلام في منشورات الدعاية المصاحبة, التي تمنح الفيلم قيمة غير موجودة فيه, مثل قيمة الحرية المفقودة في أوطاننا, فالحرية ليست أبدا حياة العبث و الفوضوية, حياة الدعارة والعبث والعبودية في مكاتب الصحافة العربية المهاجرة ورجالاتها, التي يدعي الفيلم انه يناقشها,  بل هي توظيف لقدرات الانسان في ظل شروط مجتمع معين , مفتوح ومتقدم , للنهل من معارفه وتجاربه ومدارسه وصحفه وجامعاته والامكانيات الهائلة المتاحة لنا في اطار هذا المجتمع, لتنمية مداركنا وتطوير وعينا بمجتمعاتنا الاصلية والمشاركة بمجهوداتنا ومعارفنا  في تطويرها الي الاحسن,اما ان تصبح باريس كما ظهرت في الفيلم مجرد " ماخور " وبيت دعارة فقط ورصيف للرقص في وسط الشارع في الليل, مع التشدق بكلام اجوف, فهذه هي الحرية في باريس او حرية باريس كما تراها ايناس فقط ومؤلفة الرواية وبطلات الفيلم .لاتصدقوا  اذن  مايمكن ان يقال( من خارج الفيلم وليس نابعا من داخله) عن جرأة الفيلم واقتحامه للمسكوت عنه في عالمنا العربي من ضرب واهانات للنسوان, ثم الهروب الي باريس والبحث عن الحرية هناك, فلا شييء من هذا في هذا الفيلم الكرتوني العقيم الاصطناعي الأجوف, الذي لم يعجبنا, ولا نعتبره فيلما, بل كومة النفايات والوسخ التي تدعو الي القييء لشخصيات مريضة لانتعاطف ابدا معها, ولانعلم ماهو القصد من اظهارنا نحن العرب لبنانيين ومغربيين ومصريين علي يد ايناس الدغيدي بهذه الصورة المقرفة,( احادية النظرة والتكريس والتهليل للسلبيات) ولمصلحة من ؟ , وماهي القيمة الاساسية التي يدعو اليها هذا الفيلم, و نعتبره كله فضائح و إهانات  في حق نساء العرب , وقذف  لكل من عاش في باريس, عربي او اجنبي , من قرأ ودرس وتعلم وعاش في مدينة النور , ثم عاد الي بلاده اولم يعد , وحقق معني لوجوده وحياته, ..حتي هذه السيدة الفرنسية التي شاهدت الفيلم في صحبتنا, خرجت وهي تلعن ايناس والفيلم , واعتبرته اهانة لا لنساء العرب و لباريس وفرنسا فحسب ,  بل  اهانة ايضا لكل نساء العالم .

"الباحثات عن الحرية" فيلم عنصري ؟

لاشيء  هنا في الفيلم  عن تلك المدينة التي وصفها الاديب الامريكي الكبير ارنست هيمنجواي بانها " عيد دائم " وتخرج في جامعاتها الكبري , مثل " السوربون"  عميد الادب العربي طه حسين , وعاش فيها وليام فولكنر, وبيكاسو, ودوس باسوس, وتوفيق الحكيم ولويس عوض ومحمد مندور وجوزفين بيكر وجيمس جويس, لاشييء سوي بطاقات بريدية لامعة, ونسوة معذبات ضائعات  يندبن حظهن في انهن ولدن عربيات وعشن في مجتمعات سلطوية وقمعية, قبل ان يسقطن في باريس في احضان الرذيلة,ويتفوهن  في فيلم ايناس باتعس واتفه كلام . فيلم " الباحثات عن الحرية " او بالاحري " الباحثات عن المتعة واللذة " بدا لنا مقرفا ومملا ويفتقد المصداقية, وبه الكثير من الادعاء, بل انه يكاد ان يكون فيلما عنصريا, حين يصور العرب بهذه الطريقة البشعة ويظهرهم كحيوانات جنسية, وسوف تفرح بالفيلم بالطبع كل المنظمات العنصرية في فرنسا مثل حزب " الجبهة القومية " بزعامة الجزار لو بن المناهضة للعرب في البلاد, وتعتبرهم مسئولين عن كل سوءات وموبقات المجتمع الفرنسي, وتشارك بالفيلم في مظاهراتها ضد العرب وتطالب بتطهير البلاد منهم , ولذلك ربما كان " الباحثات عن الحرية " أسوأ افلام ايناس الدغيدي قاطبة. فيلم سوف تهزه , فلايسقط منه شيئا, لاشييء البتة سوي مشاهد الاغراء والعري المثيرة تلك التي يسيل لها لعاب المتفرج السينمائي المسكين الغلبان في بلادنا , وتسعي مثل الافلام كما في هذا الفيلم- ولا علاقة لها بفن السينما اطلاقا كما نحبه ونفهمه ونتذوقه- تسعي الي استدراجه وتغييبه وتضليله, ذلك لأن كل مافيها  في رأينا تافه وسوقي وزائل. فيلم يستحق المشاهدة عن جدارة  لأنه يمنحنا فكرة عن نوعية الافلام الرديئة البذيئة التي لايجب ان تصنع او تري النور ولأنه أسوأ فيلم عربي شاهدناه في المهرجان ولحد الآن. ولناوقفة مع افلام واعمال الحدث السينمائي العربي الاول في رسالة قادمة..

سينماتك/ خاص في

06.12.2004

 
 

المشاركة المصرية.. الفن والجمهور

المشاركة المصرية في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي المقام حاليا تثير على الدوام اشكالات عدة، فالمشاركة الأولى اختارت المخرجة المصرية إيناس الدغيدي لفيلمها الذي يشارك في المسابقة الرسمية عنوان (الباحثات عن الحرية) ويتناول قصص ثلاث فتيات عربيات يلتمسن الحرية في فرنسا لكن الفيلم كما وصفته ناقدة لا يعبر عن أغلبية المغتربات العربيات.

يبدأ الفيلم المأخوذ عن قصة للسورية هدى الزين عام ٩٨٩١ بكاميرا فيديو تصور بها أمل الصحفية اللبنانية برنامجا تلفزيونيا مع مغتربين عرب في باريس بينهم المغربية سعاد التي قالت إنها هربت من قهر أشقائها الذين كانوا يعاملونها بقسوة. وفي باريس حقق لها العمل كسبا ماديا تساعد أهلها منه.

ويلفت وجه سناء بصدق تعبيره انتباه فنانة تشكيلية مصرية هي عايدة التي قامت بدورها الممثلة المصرية داليا البحيري فتطلب من صديقتها أمل استدعاءها لرسم بورتريه لها فتكتشف أنها تعمل في فرنسا لدى مغترب عربي كمديرة أعمال وخادمة وعشيقة.

قالت سعاد التي أدت دورها الفنانة المغربية سناء موزيان إن الرجل الذي يعاني طوال الفيلم عجزا جنسيا يحرمها من كل شيء بما في ذلك الحرية التي تريدها مقابل المسكن والمال والأمان الشخصي.

أمل التي أدت دورها الممثلة اللبنانية نيكول بردويل هاربة من الحرب الأهلية في بلادها إلى باريس لتفاجأ بأن الحرب مستمرة إذ تعيش تحت تهديد الزعيم بشارة. وقالت إنه وراء نصف جرائم الحرب الأهلية اللبنانية كما أنه يتاجر في السلاح والمخدرات.

وتعمل أمل صحفية بجريدة اسمها (الوعي) تصدر في باريس وأمام الإلحاح الذي تتعرض له من رئيس التحرير بالذهاب إلى الزعيم بشارة الذي يرغبها بصراحة تكتشف أنه يمول الصحيفة ويعلق زميلها الصحفي المصري كمال »يعني الجورنال بقى مؤسسة دعارة«.

ويظل كابوس الحرب الأهلية يطارد أمل حتى في اللحظات الحميمة حتى أنها تمارس الجنس بمزيج من السادية والمازوكية معا حيث تبادل الطرف الآخر عنفا بعنف تسيل فيه الدماء.

أما عايدة المصرية التي عانت وصاية زوجها وتجاهله لموهبتها فاختارت بعثة إلى باريس بحثا عن تحقيق الذات.

الثقة التي تمتعت بها الصديقتان اللبنانية والمصرية انتقلت إلى المغربية التي تحب الغناء وأدت عددا من أغناني أم كلثوم وفيروز وأسمهان. وحين ضحت بعلاقتها بالرجل العاجز عملت في ملهى ليلي مؤدية الأغاني التي يريدها رواده الباحثون عن المتعة الحسية وبعضهم من العرب كما يظهر في زيهم المحلي.

وحين يفشل الزعيم بشارة في أن ينال أمل يطلق عليها النار ويتوعدها عقب خروجها من المستشفى فتذهب إليه وتقتله في غرفة النوم وتعود إلى بلادها مباشرة.

الفيلم الذي كتب له السيناريو والحوار رفيق الصبان يقع فيما يبدو في ارتباك في الرؤية حيث تخلت (الباحثات عن الحرية) عن المبدأ الذي اغتربن من أجله وضحين بالأهل والوطن ورضين بالعيش في مدينة قالت عنها عايدة لسعاد »كل حاجة في البلد دي بقت وسخة« في إشارة إلى عجز السلطات عن حماية أمل من بشارة.

وقالت الكاتبة السورية هدى الزين في الندوة عقب عرض الفيلم إنه عن قصص واقعية »حكيت عن حالات عايشتها. الحرية موجودة بداخلنا ولكن مجتمعاتنا (العربية) لا تسمح لنا بالتعبير عنها«.

ويشدد الفيلم منذ المشهد الأول على أن باريس منحت بطلات الفيلم تحقيق الذات فضلا عن الحرية التي قالوا إنها لا تتاح لهن في العالم العربي بدليل احتفاظ اللبنانية بشرفها وانتقامها ممن حاول اغتصابها كما نجحت المصرية قبل عودتها إلى بلادها وتزوجت المغربية شابا فرنسيا مناسبا.

ولكن رسالة الفيلم أو رؤيته تقع فيما يبدو في تناقض بين قيمة الحرية التي تؤمن بها الفتيات وبين السلوك الذي يدين الفتاة والفيلم معا حيث تطلب عايدة المصرية من سعاد المغربية أن تحصل من الرجل الذي تكرهه ويصفها بأنها »مومس« مقابلا ماديا. وحين تحصل منه سعاد على شيك بمبلغ كبير تلين بين يديه.

وعلقت ناقدة على هذا المشهد بأنه »بيع للجسد يتناقض مع رسالة الفيلم وهي البحث عن الحرية «.

والفيلم المصري الذي تتكلم فيه كل بنت لهجتها المحلية قالت عنه مخرجته في الندوة نفسها إنه يناقش الوضع العربي وليس حرية المرأة فقط »هو فيلم عن التوتر العربي. كلنا متوترون«.

وقالت الناقدة السينمائية ماجدة موريس لرويترز إن الفيلم يشبه معظم أفلام إيناس الدغيدي مشددة على أن النماذج التي قدمها الفيلم »لا تمثل أغلبية السيدات (العربيات) في باريس أو غيرها. الفن يعبر عن القاعدة لا الاستثناءات«.

وأضافت أن الفيلم كان يمكن أن يكتسب مصداقية أكثر »خارج هذه الزاوية الضيقة« في إشارة إلى التركيز على الجانب الحسي.

وافتتحت الدورة الثامنة والعشرون لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي مساء الثلاثاء وتستمر حتى العاشر من الشهر الجاري بمشاركة ٠٧١ فيلما من ٩٤ دولة.

# # # #

 »أنت عمري« يخلو من الحب

أما فيلم »أنت عمري« للمخرج الشاب خالد يوسف الذي يمثل مصر في المسابقة الرسمية فقد قال عنه النقاد أنه »تم نسج خطوطه الدرامية وشخصياته دون حب وتم اصطناع مسار الاحداث«.

ورأت الناقدة في مجلة »الاهرام العربي« الاسبوعية علا الشافعي أن »المخرج والكاتب محمد رفعت لم يحبا شخصيات عملهما المشترك«.

وقالت إن الكاتب »كان ينظر الى الشخصيات التي كتبها من الخارج وكذلك فعل المخرج الذي لم يحب شخصياته ولم يذهب الى أعماقها بعكس أستاذه المخرج يوسف شاهين.. الذي يقدم شخصياته بحب حقيقي«.

وأضافت علا الشافعي »لم استطع ان اتعاطف أو اشعر بأزمة هاني سلامة فلا يجوز دراميا ان تعبر عن ازمتك بان تمضي اكثر من نصف ساعة في حالة بكاء بالمعنى الدرامي «.

وأوضحت أنه ليس من المنطقي أيضا أن »حالة حب عميقة تربط بين الزوجين ويكذب الزوج كما شهدناه في بداية الفيلم على زوجته في المرض ويهرب منها حتى لا يؤلمها وابنه وابيه .. ثم يقع في حب عميق وسريع وكبير مع مريضة أيضا بالسرطان مثله خلال شهر من ابتعاده عن عائلته«.

وقالت إن ذلك جعل المشاهد يفقد تعاطفه معه لان »الموقف تم فبركته لخلق حالة جمالية ودرامية لم يوفق فيهما« باستثناء الحالة الجمالية من خلال تقديم الاستعرضات والرقصات التي ادتها الفنانة نيللي كريم التي »اثبتت رغم ثغرات الفيلم انها ممثلة وراقصة جيدة«.

وقال قال الناقد أسامة عبد الفتاح »كأن كل ذلك لا يكفي بل لم نر مريضا واحدا في المستشفى..ولم نر الطبيب مهتما بأحد غيرهما«.

فاحدث الفيلم تدور حول مهندس شاب يعيش حياة زوجية سعيدة مع زوجته منة شلبي وابيه عبد الرحمن ابو زهرة وابنه الا انه يكشتف انه مصاب بمرض السرطان فيغادر عائلته في مدينة الغردقة مدعيا انه ذاهب الى باريس في حين انه يذهب الى القاهرة ليموت وحيدا.

وتطور في القاهرة علاقة حب بينه وبين نيللي كريم ولكن سرعان ما يموت بعد ان شاهد حبيبته وهي تحقق حلمها باداء دور بالمشاركة مع فرقة البولشوي اشهر فرق الباليه في العالم.

ورغم ذلك فان علا الشافعي ترى أن الصورة في الفيلم معبرة بجمال متناهي وان مدير التصوير سمير بهزان حقق جماليات كانت فعلا لها روعتها في الفيلم غير أن الموسيقى التصويرية لم تأت في مكانها الصحيح وتتفاعل مع الحدث الدرامي.

الأيام البحرينية في

07.12.2004

 
 

الصحيفة السياسية لمهرجان القاهرة السينمائي:

التطبيع الثقافي مع اسرائيل.. شبح الماضي والحاضر والمستقبل؟

القاهرة ـ كمال القاضي

بنظرة أفقية علي تاريخ مهرجان القاهرة السينمائي الدولي طوال 28 عاماً نجد أنه قد تخلص من عيوب المراهقة الفنية وبلغ سن النضج، واستطاع أن يحافظ علي هويته السياسية بعد نوبات الاضطراب التي اصابته في بداية انشائه ومحاولات اسرائيل اقامة مهرجان سينمائي في القدس لاستقطاب نجوم العالم وسحب البساط من تحت اقدام القاهرة بوصفها العاصمة الثقافية لمنطقة الشرق الأوسط، علي حد تعبير الاسرائيليين أنفسهم، فسعت لاحداث وقيعة بين مهرجان القاهرة والاتحاد الدولي للمنتجين مستغلة بذلك وجود خلافات ادارية نشأت ين وزير الثقافة محمد عبدالحميد رضوان وكمال الملاخ رئيس جمية كتاب ونقاد السينما ورئيس المهرجان آنذاك وبالفعل نجحت اسرائيل في مخططها وتم سحب الاعتراف الدولي بالمهرجان عام 1980، ولم يستأنف نشاطه الا في عام 1984 وتولي المخرج كمال الشيخ رئاسته لدورة واحدة تمهيداً لمجيء سعد الدين وهبة في عام 1985 بعد صدور قرار من وزير الثقافة باسناد الرئاسة الي وهبة رسمياً.. ولكن سرعان ما وقعت الفتنة للمرة الثانية ابان اقالة محمد عبد الحميد رضوان وتعيين د. أحمد هيكل وزيراً للثقافة ليصدر في أول أيامه قراراً في 20 تشرين الاول (أكتوبر) من نفس العام بالغاء المهرجان واقصاء سعد الدين وهبة عن منصبه بدعوي أن هذه تعليمات رئيس الوزراء الجديد د. علي لطفي.. ولكن لم يستسلم سعد وهبة للمؤامرة وسعي لدي رئاسة الجمهورية لالغاء هذا القرار وتمكن بالفعل من الغائه والاستقرار في منصبه، وقد اعتبر سعد وهبة نفسه منذ ذلك الحين هدفا لخصومه فعمل علي تقويه جبهته من المثقفين والكتاب والفنانين ورفع لواء المقاومة وأعلن شعار لا للتطبيع الثقافي مع اسرائيل وهو ما اعطي المهرجان كحدث ثقافي فني واجهة سياسية باعتباره يضم كوكبة كبيرة من الرموز الفكرية ذات التأثير القومي والمباشر علي الرأي العام، خاصة وأن أصداء المهرجان أخذت في الاتساع وحملت نوازع الجمهور المعادية للكيان الصهيوني الي العمل كله عبر التغطيات الاعلامية المختلفة سواء في الصحف أو المحطات الاذاعية والتليفزيونية، وتبلور ذلك بوضوح عام 91 عندما اختار رئيس المهرجان سعد وهبة فيلم ناجي العلي لافتتاح الدورة الخامسة عشرة ليثير زوبعة كبيرة داخل تل أبيب التي اعتبرت ذلك نوعاً من التحريض ضدها وهاجمت المهرجان بعنف شديد واتهمت رئيسه بتبني الأفكار المعادية لاسرائيل، غير ان الفيلم قد اثار ضجة مماثلة أيضا في الشارع العربي بعد محاولة احدي كبري المؤسسات الصحفية التشويش علي المضمون الحقيقي للفيلم وتصويره للرأي العام علي انه ضد العرب وبه تطاول علي مصر لاكتساب تعاطف بعض المراهقين السياسيين والعامة من الناس، فضلاً عن أن هذه المؤسسة استفادت كثيرا من حملتها في رفع نسبة التوزيع، وأعتقد أن ذلك كان الهدف الحقيقي ولا علاقة للمسألة الوطنية أو ناجي العلي بالموضوع.

و منذ تلك الدورة وحتي رحيل سعد الدين وهبة عام 98 تم تصنيف المهرجان تصنيفاً سياسياً واعتقد النظام الممثل في وزارة الثقافة أن تغيير رئيس المهرجان يمكن ان يضيف من تأثيره ويحوله الي مجرد احتفالية فنية يهتم روادها بمشاهدة الجديد في السينما العالمية، ولتأكيد ذلك عرضت منصب رئيس المهرجان في بادئ الأمر علي عمر الشريف ليحقق المعادلة الصعبة في ان يحتفظ المهرجان ببريقه الفني وحيثيته الدولية وفي نفس الوقت يأخذ منحي جديد من الناحية الأيديولوجية ، وبالفعل كان من المقترحات الأولي لعمر الشريف نقل موطن المهرجان الي شرم الشيخ بدلا من القاهرة لتكون الضربة الأولي بتحويله الي مهرجان سياحي مفرغ من مضمونه الثقافي لا يستهدف الا الربح والمتعة فقط.

وفشل المشروع فشلا ذريعاً لأسباب عديدة كان علي رأسها رفض المثقفين والسينمائيين وجود عمر الشريف علي قمة مثل هذا المهرجان الثقافي السياسي لميوله المعروفة للغرب وعلاقته الجذرية باليهود، فضلاً عن احتجاج الاتحاد الدولي للمنتجين علي عملية نقل المهرجان من القاهرة الي شرم الشيخ واكسابه طابعاً سياحياً لأنه مسجل دولياً باسم مهرجان القاهرة وأن تغيير اسمه يفقده خصوصيته ويبطل الاعتراف به كمهرجان سينمائي دولي.

وقد استمر الأمر معلقاً فترة طويلة علي اثر الجدل الدائر بين كل الأطراف حوالي ستة شهور الي أن هدد الاتحاد الدولي بسحب الثقة من المهرجان مما اضطر وزير الثقافة فاروق حسني للبحث عن بديل لعمر الشريف، ووقع اختياره علي الفنان حسين فهمي الذي أحدث هوة بينه وبين المثقفين والصحافيين بتصريحاته التي اخذت شكل الفرمانات والتي كان من بينها ضرورة حضور حفلي الافتتاح والختام بالملابس الرسمية الاسموكن وقصورهما علي الشخصيات العامة فقط من كتاب ونجوم وضيوف عالميين.. غير أنه رفع الشعار الذي جاء من اجله مبكراً قبل أن يختبر التربة جيدا:ً لا سياسة في الفن ولا فن في السياسة وهو الشعار الذي عمق الشقاق بينه وبين المثقفين بمختلف مذاهبهم واتجاهاتهم. بالاضافة الي أنه كان دائم الحديث عن أمريكا بشكل محايد أحياناً وفي أغلب الأحيان لم يكن يستطع اخفاء انحيازه حتي انه أغرق المهرجان بالأفلام الأمريكية ودافع عن حقها في الحصول علي الجوائز، في الوقت الذي كانت فيه الآلة العسكرية الصهيونية تحصد أرواح المناضلين الفلسطينيين بالأراضي المحتلة وتسوي الجرافات بيوتهم بالأرض بدعم مباشر من الادارة الأمريكية والبيت الأبيض.

وما لبث أن استشعر حسين فهمي رفض المثقفين لهذه السياسة فبادر باعلان استقالته ليفسح الطريق أمام شريف الشوباشي مدير مكتب الأهرام بباريس والذي تم استدعاؤه ليكون مسؤولاً عن العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة ورئيساً لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. وقد لاقي هذا الاختيار قبولاً لدي الرأي العام الثقافي والفني واعتبروه نقلة نوعية لما يتمتع به الشوباشي من حصافة دبلوماسية وثقافية وبعده عن مواطن الخلاف والشجار السياسي، كما أنه حرص منذ البداية علي مراعاة الشعور الوطني للجماهير وأعلن مسبقا أن باب التطبيع الثقافي مع اسرائيل موصد ولا مجال للحديث عن المهادنة أو الحوار في هذا الصدد، وبذلك أفلح في استيعاب السواد الأعظم من المتشددين، وزاد من رصيده أنه قلص المشاركة الأمريكية بالمهرجان الي حد التلاشي تقريباً في الدورة الحالية 28 فليس ثمة أفلام تذكر لـ هوليوود داخل المسابقة الرسمية واستعاض عنها بالسينما الأوروبية وجعل في القلب منها السينما الايطالية التي مثلت القطب الموازي للسينما الأمريكية وخصص برنامجاً موسعاً لعرض بانوراما الأفلام الايطالية كما كرم أيضا تسعا من اكبر نجمات باريس سواء بالتكريم الفعلي أو عرض أفلامهن، بالاضافة الي اختياره مع اللجنة العليا للمهرجان التي تضم كبار النقاد والسينمائيين الفيلم الايطالي اذكريني بطولة فابريزيو بنتيفوجليو و لاورا مورانتي ومن اخراج غابرييل موكينو ، لافتتاح المهرجان ليكون عنواناً للدورة الثامنة والعشرين. ويعكس الاختيار نوعاً من التجاهل لقانون الاحتكار الذي تفرضه هوليوود علي المهرجانات وسوق التوزيع الخارجي، ومن ناحية اخري قصدية التعتيم علي الفيلم الأمريكي الذي اعتاد ان يتصدر المشاهد والاحتفاليات العالمية في كثير من بلدان العالم.

كما يحسب أيضا لهذه الدورة اهتمامها بالسينما العربية الجديدة لكونها تمثل نهضة حقيقية علي المستوي التقني للصناعة ذاتها، وتبايناً جوهرياً من الناحية الموضوعية، فهي تطرح العديد من القضايا المتصلة بالشأن العربي العام وتتسم بملامح وأبعاد قومية ربما كانت مُفتقدة الي حد ما في بعض الأفلام السابقة التي كات تبدو محلية وقصيرة النظر.. ولعل المهرجان كان محظوظاً في انتخاب المجموعة المختارة من الأعمال المتميزة لعرضها في بروجرام خاص بها، شاركت فيه دول مثل لبنان والجزائر والمغرب وتونس والبحرين بافلام مثل الزائر للمخرج بسام الزوادي، و زنار النار من اخراج بهيج حجيج، و درب مولاي الشريف لحسن بن جلون، و رقصة الريح من اخراج الطيب الوحيشي، و باب العرس لمختار العجيمي، وغيرها من الانتاج المتميز والمخرجين المهمين. وفيما يخص السينما المصرية فهناك تمثيل مرض الي حد ما وهو بالمقارنة بالعام الماضي يعد تقدماً ملحوظاً فالأفلام الثلاثة المتقدمة وصلت الي الدور النهائي باجماع الأصوات في لجنة المشاهدة، وهي الباحثات عن الحرية للمخرجة ايناس الدغيدي وهو الفيلم الذي يراهن عليه المنتجون وأصحاب دور العرض في شباك التذاكر، لجرأة ما يطرحه من قضايا ساخنة والفكرة التحررية التي كونها الجمهور عن ايناس الدغيدي. منذ أن قدمت فيلمها مذكرات مراهقة عام 2002، بجانب الفيلمين الآخرين خالي من الكوليسترول للمخرج محمد أبو سيف وبطولة أشرف عبد الباقي والهام شاهي وحسن حسني وخلود، والفيلم الثالث للمخرج خالد يوسف بعنوان انت عمري بطولة هاني سلامة ومنة شلبي ونيللي كريم وهشام سليم وعبد الرحمن ابو زهرة. وتشير التوقعات بين الأفلام الثلاثة الي فوز فيلم الباحثات عن الحرية بجائزة لجنة التحكيم في أسوأ الظروف حيث أن هذه هي الثغرة الوحيدة التي يمكن من خلالها مجاملة السينما المصرية اذا اخفقت في الحصول علي جائزة بمجهودها الذاتي، كما هو الحال في الدورات السابقة لرفع الحرج عن الدولة المنظمة للمهرجان وذراً للرماد في العيون.

غير أن فريقـــا آخر من اعضاء اللجنة العليا لمشاهدة الأفلام يري أن هناك أملا في فيلم خالد يوسف انت عمري والي أن تحسم النتيجة ستتوالي التوقعات.

القدس العربي في

07.12.2004

 
 

الفنانة جينلافوكا رئيس مهرجان أفلام حوض المتوسط:

مصر بهرتني..ومهرجان القاهرة فرصة للتعرف علي السينما المصرية

الحب في الانتظار.. وصداقة هندية غير عادية

سحر صلاح الدين: 

أكدت "جينلافوكا" رئيس مهرجان أفلام حوض البحر الأبيض المتوسط وضيف شرف مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ان استضافة المهرجان للسينما الايطالية يأتي في اطار مهرجان مصر ايطاليا وقد حرص الجانب الايطالي علي المشاركة بأفضل 45 فيلما تمثل تاريخ السينما الايطالية قديما وحديثا وقد تمت ترجمة الأفلام كلها بالعربية حتي تكون مفهومة للجميع.

أكدت جينلا: انها سعيدة جدا بزيارتها لمصر التي أبهرتها بمناظرها الخلابة وكرم أهلها وان المهرجان فرصة جيدة لها لمشاهدة السينما المصرية والتعرف عليها أكثر وأكثر وقالت انها حريصة بشكل كبير علي متابعة كل فعاليات المهرجان والذي يعد من أكبر المهرجانات السينمائية في العالم.

أوضحت: نشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان بفيلمي "حراس السحب" للمخرج لوشيانو اودوريشو وتدور أحداثه في الخمسينيات بعد انتهاء "جسوليني" وتحيط بهم كراهية أهل البلدة ويراودهم الحنين في العودة الي أرض الميعاد.

والفيلم الثاني هو "الشعور بالذنب" للمخرج كلاوديو فراجاسو حيث يتناول حياة أحد رجال الشرطة والذي يحقق في جريمة انتحار شخص نتيجة شعوره بالذنب.
يعرض اليوم لجمهور مهرجان القاهرة السينمائي الفيلم الهندي "الحب في الانتظار" من انتاج هذا العام 2004 وهو قصة بسيطة عن الحب والحياة حيث تلتقي فتاة في ظروف غير عادية بشاب بمجرد وصولها الي مدينة بومباي وتتأكد أنها ستقيم في ذات المنزل الذي سيقيم فيه هذا الشاب.. ويتضح من خلال الأحداث أن الأرض ممهدة لصادقة بينهما والتي ما تلبس ان يزيد من حرارتها اختلاف وجهات نظرهما في الزواج والحب.

يعرض صباح اليوم في سينما "جود نيوز" فيلمان من أفلام المسابقة الأول "الجريمة من إيران". والثاني "مازال الحب قويا في الخريف" من سلوفاكيا. وفي المسرح الصغير يعرض الفيلم التونسي "باب العرش". والألماني "عمليات تهريب". وفي الساعة 30.7 يعرض الفيلم الهندي "تحقيق الأحلام" بدلا من الفيلم الايطالي "الزواج علي الطريقة الحديثة".

في مركز الابداع يعرض الفيلم الأسباني رقصة اسبانية. والتونسي "رقصة الريح". والفرنسي "البروقة". والأمريكي "طرق جانبية". وفي سينما كوزموس "1" الفيلم الفرنسي "شرطيون فاسدون". والتونسي "دار الناس". والأمريكي "السمكة الكبيرة". والفنزويلي "الحب الحقيقي".

في كوزموس "2" الفيلم السويسري "البلد الصديق". والايطالي "اذكريني". والنمساوي "ذكريات رجل ميت". ومن أوراجواي "رحلة البحر".

من المهرجان

* الفنان نور الشريف ويسرا حضرا فعاليات المهرجان وسيغادر نور الشريف إلي دبي أما يسرا فتختار أماكن تصوير لفيلمها الجديد.. وأكدا أن مراكش ممكن تفضيلها علي أي مكان في العالم لتصوير الأفلام.

* حضرت وفود صحفية وإعلامية من جميع انحاء العالم علي الرغم من انطلاق مهرجان دبي في نفس التوقيت.. والجدير بالذكر أن مطبوعات المهرجان كلها بالفرنسية.

* لجنة التحكيم قضت أكثر من ساعة مع مصوري الصحافة والتليفزيون وتم عمل شاشة ضخمة في ساحة الفنار ليتابع الجمهور الأفلام المشاركة مجاناً.

الجمهورية المصرية في

07.12.2004

 
 

في مسابقة المهرجان :

رقبة الزرافة الفرنسي اليوم 

يعرض صباح اليوم بسينما "جودنيوز" فيلمان من أفلام مسابقة مهرجان القاهرة السينمائي.. الأول الفيلم الهندي "ملتقي عالمين" بطولة النجمة الهندية شابانا عزمي وبراكاتي كوفلموري اخراج ماهيش داتاني والذي تتلمذ علي يد والده المخرج الكبير سوريا براكاش.. كما يعرض الفيلم الفرنسي "رقبة الزرافة" بطولة ساندرين بونير وكلودريش في أول تجربة اخراج فيلم روائي طويل للسيناريست والمخرج صافي نيبو.

الفيلم الفرنسي انتاج مشترك مع بلجيكا وقد سبق أن عرض هذا العام 2004 في مهرجان تورنتو السينمائي.. وتدور أحداثه حول الطفلة ماتيلدا البالغة من العمر تسع سنوات.. وهي تعيش وحيدة مع والدتها هيلين منذ طلاق والديها واجراء جدتها عملية جراحية في القلب.. وتتسبب درجات المدرسة السيئة للطفلة في كثير من الاحتكاك بينها وبين والدتها.. وأغلب الأحيان تختبيء ماتيلدا تحت فراشها وسريرها كلما زادت المشاكل بينها وبين أمها حيث خلقت عالمها الخاص المليء بالغموض.

وفي ليلة ما تذهب ماتيلدا إلي المستشفي التي يعالج فيه جدها بول حاملة خطابا من جدتها مادلينا التي اعتبرتها العائلة انها ماتت.. وتطلب الطفلة من جدها أن يساعدها في البحث عن جدتها وبالفعل يستقلان قطار الفجر إلي جنوب غربي فرنسا.

ويعرض اليوم في المسرح الصغير الفيلم السويسري البلد الصديق. والايطالي سكور فاتزيتي.. ومن بوليفيا قلب المسيح. وفي مركز الابداع يعرض الفيلم المغربي جوهرة. والأمريكي المفقودة. ومن فرنسا فيلما ابتسام حسان.. وثلاث ألوان.

وفي سينما كوزموس "1" الفيلم الألماني الهوية القاتلة. والفرنسي أصدقاؤنا رجال الشرطة. والأمريكي نقطة. ومن استونيا نقطة البداية. وفي كوزموس "2" الفيلم البرتغالي من هنا إلي السعادة. والبولندي ممزق. والايطالي لا تتحرك. والغيني النهر.

الجمهورية المصرية في

08.12.2004

 
 

نجــــــوم إيطاليا ضــــيوف الشـــرف في أعمــال المهـــــرجان

هناء نجيب

كانت السينما الإيطالية هي ضيف الشرف بحق لمهرجان هذا العام‏,‏ وظهر هذا في حفل الافتتاح وبرامج المهرجان المتعددة‏,‏ وفي الحضور المهم لنجوم ومخرجين إيطاليين‏,‏ وقد أصدر المهرجان كتابا بعنوان أضواء علي السينما الإيطالية كتبه الدكتور أنور خورشيد استعرض فيه تاريخ السينما الإيطالية علي مدي‏100‏ سنة‏,‏ وأهم الاتجاهات بها‏,‏ وأشهر نجومها ومخرجيها ومنتجيها مع تحليل لبعض الأفلام‏.‏

وقد التقت صفحة السينما ببعض المكرمين والمخرجين الإيطاليين‏,‏ وكان الحوار حول مشاركتهم وعن المهرجان‏.‏

‏*‏ كارلو فوسكاني رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي والسينما الإيطالية ورئيس لجنة التحكيم قال‏:‏ إنه سعيد باختياره رئيسا للجنة التحكيم‏,‏ وإن إيطاليا تعرض‏45‏ فيلما ولها فيلمان بالمسابقة‏,‏ خاصة أن الأفلام مترجمة مما أعطي فرصة كبيرة للنقاد أو للجهمور لمعرفة طبيعة السينما الإيطالية‏,‏ فهناك‏25‏ فيلما من الإنتاج الحديث‏,‏ وكان حضور الممثلات اللاتي لعبن بطولة الأفلام يمثل إضافة حيث حضرت نيكوليتا دومانوف بطلة فيلم الافتتاح اذكروني‏,‏ كما حضرت آنا جالينا النجمة المعروفة التي كرمها المهرجان‏,‏ وشارك فيلمها حراس السحاب في أفلام المسابقة‏,‏ وكذلك النجمة جوليا داسيو بطلة فيلم أضواء خافتة الذي يعرض خارج المسابقة‏,‏ وهناك قسم بالمهرجان للأفلام الكلاسيكية‏.‏

ويضيف أن عرض الأفلام الإيطالية يعطي فرصة كبيرة لدخول الفيلم الإيطالي إلي مصر‏,‏ خاصة أن العلاقات بين الشعبين الإيطالي والمصري قديمة‏,‏ وهناك مصريون كثيرون في إيطاليا‏.‏

‏*‏ أما النجمة الإيطالية آنا جالينا التي كرمها المهرجان فقالت‏:‏ أشترك في المسابقة بفيلم حراس السحاب‏,‏ وعن السينما الإيطالية أضافت‏:‏ لقد مرت بفترات حرجة في تاريخها لكنها بدأت من جديد تتخطي الصعاب لأنها مثل أي سينما في العالم تواجه الهيمنة الأمريكية علي التوزيع والإنتاج‏,‏ كما أن التمويل يواجه صعوبات مالية لأن الحكومة الجديدة لا تعطي اهتماما للسينما‏,‏ وقد قدمت حتي الآن‏67‏ فيلما بأربع لغات‏,‏ وقد شاهدت معظم أفلام يوسف شاهين وأعجبت بها كثيرا‏,‏ وأعتقد أنه من الممكن أن يكون هناك إنتاج مشترك بين إيطاليا ومصر نظرا لوجود ارتباطات وعلاقات قوية‏,‏ ليس فقط علاقات صداقة‏,‏ بل تمتد إلي النسب والقرابة‏.‏

‏*‏ أما النجمة جوليا داسيو وهي من المكرمين أيضا فقالت‏:‏ إنها حضرت منذ‏8‏ سنوات لمهرجان القاهرة‏,‏ وهي ممنونة بوجود فيلمها أضواء خافتة في خارج القسم الرسمي‏,‏ وإنها شاهدت إقبالا جماهيريا واستحسانا من النقاد والجمهور مما أسعدها كثيرا‏,‏ وقالت‏:‏ إنها لم تشهد أفلاما مصرية لكنها تتوق لمشاهدتها‏.‏ وتضيف أن تاريخها الفني يرجع إلي‏25‏ سنة قدمت خلاله‏30‏ فيلما‏,‏ وتأمل أن يكون هناك فيلم مصري ـ إيطالي مشترك‏,‏ وهذا ليس بالسهل لأنه يعتمد علي اختيار القصة التي تجمع بين البلدين‏.‏

‏*‏ أما الممثل العالمي بد سبنسر الذي حضر المهرجان وحظي بتصفيق كبير في حفل الافتتاح‏,‏ فهو صاحب شعبية في مصر من خلال أفلامه مع ترانس هيل‏,‏ ويقول‏:‏ إنه سعيد بوجوده في القاهرة وحضوره المهرجان‏,‏ وإنه سبق أن أتي إلي القاهرة مرات عديدة من قبل واشترك بأفلامه مرتين في مهرجان القاهرة‏,‏ وانه يعشق مصر وشعبها‏.‏

الأهرام اليومي في

08.12.2004

 
 

مخرجة تعشق الجدل.. ايناس الدغيدي تكشف المستور في «الباحثات عن الحرية»

القاهرة - من رياض ابو عواد

ناقدون يرون أن الفيلم يعد خروجا عن المألوف بالنسبة لقمع النساء، واستمرار لنهج الدغيدي في التغريد منفردة.  

         خرج فيلم "الباحثات عن الحرية" للمخرجة المصرية ايناس الدغيدي ضمن عروض المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عن المالوف بمعالجته القمع والضغوطات التي تتعرض لها المراة من خلال قصة لبنانية ومغربية ومصرية يلتقين في باريس.

يشار الى ان الدغيدي تركز على التعرض لحرية المراة في افلامها منذ بداية عملها في السينما بشكل صادم ومستفز للواقع الاجتماعي المحافظ في البلاد العربية.

واستخدمت الدغيدي في فيلمها الذي كتب له السيناريو رفيق الصبان استنادا الى رواية "غابة من الشوك" للكاتبة السورية هدى الزين ثلاثة نماذج للمراة تتلاقى في مشاهد كثيرة مع نماذج استخدمتها في افلام سابقة لكنها باتت هنا اكثر نضجا رغم بعض الاعتراضات التي وجهها عدد من الحضور.

فاحداث الفيلم التي تدور في باريس تجمع ثلاث نساء اولهن الفنانة اللبنانية نيكول بردويل التي تقوم بدور صحافية وهي شخصية مركبة لفتاة تعرضت للاغتصاب خلال الحرب كما اختطف مسلحون خطيبها.

فتهرب الى باريس كي تخرج من كوابيسها الا ان المشاكل النفسية تلاحقها فتلجا الى تعاطي الكحول واقامة علاقات عابرة مع شبان تلتقيهم في الحانات.

الا ان علاقتها مع زميلها الصحافي المصري الذي يقوم بدوره هشام سليم وصراعها ضد الزعيم اللبناني اللاجىء السياسي في فرنسا والعامل في تجارة المخدرات والسلاح يدفعها تدريجا لمواجهة نفسها والانحياز الى اقامة علاقة مع زميلها.

لكنها تقف بين خطيبها الذي عثر عليه الصحافي خلال مهمة في بيروت وهذا الاخير وينتهي الفيلم قبل ان تاخذ قرارها بالعودة الى الماضي او باختيار صديق عمرها.

ومن ثم هناك الفنانة المغربية سناء مزيان التي تلعب دور فتاة تهرب من اهلها اثر اكتشافهم حبها لجارها فتتعرض للقمع الشديد فترحل الى باريس وتضطر للعمل كبائعة للهوى الا ان مغربيا عجوزا يقوم بانتشالها لصالح متعته الخاصة ويمارس دورا قمعيا عليها لا يختلف عم قام به اهلها.

وتحت تاثير صديقتيها اللبنانية والمصرية، تبدأ في مواجهته لكنه يطردها فتعمل مطربة في احد الملاهي الليلية وحين يحاول صاحب الملهى ان يفرض عليها بيع جسدها تترك العمل وتلجا الى صاحب محل من اصول جزائرية كانت تميل له وتبدأ معه حياة جديدة.

وتلعب الفنانة المصرية داليا البحيري دورا يعبر عن التمزق الذي يعيشه الانسان في المهجر ضمن شخصية فنانة تشكيلية متميزة تحصل على منحة للدراسات العليا في فرنسا وتتطلق من زوجها الفنان التشكيلي الذي يشعر بالدونية امام زوجته.

واعتبرت الناقدة علا الشافعي ان المعالجة قد تكون غير معمقة الا انها اعتبرت ان الفيلم "قد يكون الاول الذي يطرح اشكالات ثلاث مجتمعات عربية من خلال الفتيات الثلاث فضلا عن محافظته على نهج ايناس الدغيدي" في فضح المسكوت عنه.

واضافت انه "يساهم في رفض وفضح الشعار المحافظ الذي ترفعه الان السينما التجارية البعيدة عن الفن وهو السينما النظيفة الذي انبثق استجابة لتمدد التيار الديني في مصر والبلاد العربية ودفع المجتمعات الى الانغلاق بدلا من الانفتاح".

من جهته، اعتبر الناقد اشرف بيومي ان "المعالجة الدرامية جاءت ساذجة تفتقد للعمق لحاجات المراة الحقيقية الا انه تطرق لاشكالات اضطهاد المراة من منظور ضيق يدفع مجتمعا محافظا يسيطر عليه المد الديني".

يذكر ان فيلمين يمثلان مصر في المسابقة الرسمية للدورة 28 للمهرجان وهما "الباحثات عن الحرية"و "انت عمري" وهو ثالث افلام خالد يوسف.

والدغيدي تعتبر المخرجة الاكثر اثارة للجدل في مصر والعالم العربي بسبب جراة مواضيعها وقد مثلت افلامها مصر اكثر من مرة وفازت في الهرم الذهبي عن فيلمها مذكرات مراهقة قبل اربعة اعوام.

العرب أنلاين في

08.12.2004

 
 

هموم الفرد والبحث عن الذات وغياب النجوم الكبار في الواجهة في مهرجان القاهرة السينمائي

القاهرة - فيكي حبيب

في أروقة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي يختتم فاعلياته مساء اليوم امتعاض وتحسّر على «غياب النجوم» مع استقطاب مهرجاني دبي ومراكش لهؤلاء وبالتالي مع تفويت الفرصة على المهرجان القاهري من ان ينهي نشاطاته بسلام.

سحب البساط من تحت اقدام المهرجان القاهري وتحويل الانظار الى دبي ومراكش، صفعة قوية تلقاها رئيس المهرجان شريف الشوباشي على رغم محاولاته السابقة اليائسة لسدّ الثغرات ان بالتفاوض مع رئيس مهرجان دبي لتأجيل موعده، لكن من دون جدوى بعد ان أجل الموعد من 2 كانون الأول (ديسيمبر) الى 6 كانون الأول، أي والمهرجان القاهري لا يزال في ذروته، او لجهة مناشدته فناني مصر في حفلة الافتتاح التواجد بكثافة في حفلة الختام، وهذا أيضاً بلا جدوى مع الأخبار التي تناقلتها الألسن عن طائرة خاصة نقلت نجوم مصر الى دبي ومع انتقال نور الشريف ويسرا مباشرة من مراكش الى دبي، فيما يتوزع معظم النقاد العرب بين المدينتين السابقتي الذكر ويغيبون عن القاهرة.

على أي حال وبانتظار المشهد هذا المساء حينما يقف المهرجان القاهري امام امتحان آخر علّه يحفظ به ماء الوجه، وبانتظار توزيع الجوائز، نستعرض بنظرة بانورامية بعض الأفلام الاجنبية التي تتنافس على الجوائز في هذه الليلة بعد ان كنا عرضنا سابقاً للافلام العربية.

ساحر النساء

في رحلة مملوءة بالصعود والنزول يأخذنا المخرج الأرجنتيني هيكتور اوليفيرا في «خوانثيتو ساحر النساء» الى الأرجنتين ايام بيرون الرجل الأسطورة، من خلال حكاية خوانثيتو شقيق ايفيتا المرأة الجبارة التي كان موتها بمثابة نقطة التحول الأساسية في مصير البلاد. من بائع متجول الى رجل صاحب نفوذ ودون جوان الارجنتين الذي لا يقاوم، يتحول خوانثيتو شيئاً فشيئاً بعد ان اعتلى سلم المجد والشهرة من خلال استغلاله نفوذ شقيقته وموقعه السياسي الرسمي في الدولة وبالتالي تسامح بيرون معه، هذا التسامح الذي لن يبقى على ما هو عليه مع وفاة ايفيتا. رحلة مملوءة بالفساد تضيء على فترة مهمة من تاريخ الأرجنتين وتصور تخبطات المجتمع والصراع على الحكم منتقدة حكم بيرون وشخصيته المتعجرفة، الامر الذي غاب عن السينما الأرجنتينية منذ عام 1984 تاريخ أول فيلم ينتقد بيرون بحسب ما جاء على لسان اوليفيرا الذي كان أخرج أكثر من 23 فيلماً روائياً وحاز جوائز عدة في مهرجانات دولية، ورشّح لجائزة الأوسكار عام 1994. يقول اوليفرا: «بعد عشرين عاماً من تقديم أول فيلم ينتقد حكم بيرون قدمت هذا الفيلم، ذلك ان السينما الأرجنتينية تبتعد عن انتقاد بيرون كونه أضحى أسطورة وشخصية مقدسة لا يجوز المساس بها». ويعترف صاحب «نونا» و«جمعة الأبدية» و«ليلة قلم الرصاص» أن فيلمه الأخير كان مفاجأة للشباب الأرجنتيني لأن «افكار بيرون لا تزال حية بين الناس على رغم وفاته منذ زمن». انتقاد أوليفيرا فترة حكم بيرون لم يمنعه من التعاطف معه، ويقول عن ذلك: «كان باستطاعتي ان أكتفي بالجانب الرديء من حياة بيرون لكنني فضلت إظهار الجانبين المظلم والمضيء معاً. مهما يكن من أمر على رغم ظهور بيرون شخصية متعجرفة لكنه كان في الحقيقة شخصية بسيطة جداً.

الذاكرة السوداء

رحلة الجمهور العربي مع المخرج الارجنتيني هيكتور اوليفيرا مختلفة عنها مع المخرج الالماني سيغفريد كما في اول افلامه الروائية «رحلة في الظلام». فيينا عام 1985. هجوم ارهابي على المطار تقع ضحيته عائلة بكامل افرادها ولو اختلفت مصائرهم. الاب والام يقتلان، والشقيقان يفترقان. ميو الاخ الاصغر يستقر في برلين، فيما ينتقل فالنتين الاخ الأكبر الى جبال النمسا ليعيش في كنف عائلة جديدة. سنوات طويلة من الفراق والالم يعيشها كل واحد على طريقته. ميو يجد عزاءه في الموسيقى، وفالنتين يفقد الذاكرة. لكن ماذا لو شاءت الاقدار جمعهما من جديد؟ ماذا لو ذهب الشقيق الأصغر في رحلة بحث عن شقيقه الكبير ولو كانت اسبابه غير نبيلة؟ والحال يسمع ميو بالتعويض المادي لمصلحة كل من عاش الهجمة الارهابية ويستبشر خيراً من ذلك، اذ اصبح على بعد خطوات من تحقيق حلمه واصدار اسطوانة موسيقية خاصة به. فقط ما يلزمه هو البحث عن أخيه والحصول على توكيل منه وإلا لا يستطيع الحصول على حصته.

رحلة البحث عن فالنتين لم تكن صعبة، لكن سرعان ما ظهرت الصعوبة مع اجتماع الشقيقين والتخبط في دهاليز الذاكرة السوداء. «رحلة في الظلام» فيلم عميق بمضمونه يدخل اعماق النفس الانسانية ويفسر بسيكولوجيا تصرفات الحاضر بربطها باحداث الماضي.

جراح الماضي وتخبط النفس البشرية نراهما جلياً ايضا» في الفيلم الايطالي «الشعور بالذنب» للمخرج كلاوديو فراجاسو. جماعة شبابية صغيرة تكونت في اكثر فترات المجتمع الايطالي سخونة ايام الفاشية والنظام البوليسي، من القائد يوليسيوس وثلاثة من رفاقه جوسيبي وباولوتا وجيوفاني. تمرّ السنون وتتطور الأحداث وتتغير السلطات، لكن يبقى ملف هذه الجماعة مفتوحاً، خصوصاً مع انتحار جوسيبي بالياري الذي يذكر بجريمة قديمة ارتكبها هؤلاء. وبذلك يكمن حلّ ذاك الانتحار عند الرفاق الثلاثة الخائفين من مذكرات بالياري وما فيها من اسرار مفضوحة. جوّ من التوتر والخوف والقلق والترقب يضعنا داخله فراجسو الذي كان قدم في السابق مجموعة من سيناريوات الأفلام نذكر منها «الاباتشي الأبيض» (1986)، «بعد الموت» (1988)، «المهمة الثالثة عشرة» (1992)، و«كوبيا اوميسيدا» (1998). تظاهرات الشباب المطالب بالحرية والحقوق الانسانية، رجال البوليس والقمع الوحشي، التاريخ الذي يعيد نفسه، كلها امور تضفي على الفيلم نفساً من الحرية والشعور بالذنب.

إضافة الى هذه الافلام كان الجمهور على موعد مع السينما الروسية والايرانية والهندية واليونانية والفرنسية... افلام تعكس صورة مجتمعاتها وتمدّ الجسور بين جمهور القاهرة وثقافات العالم.

في النهاية، وعلى رغم العقبات التي اعترضت مهرجان القاهرة يبقى هذا المهرجان الاعرق والوحيد الذي يحمل الصفة الدولية بين مهرجانات المنطقة، من دون ان ننسى أهميته في نشر التذوق الفني ودعم التفاهم بين شعوب العالم والمساهمة في تطوير الفن السينمائي. 

أي مهرجان لأي سينما؟

لماذا تكثر المهرجانات السينمائية في العالم العربي وتغيب السينما؟ سؤال شغل اهل الاختصاص في الآونة الاخيرة مع تقاطع ثلاثة مهرجانات في الفترة نفسها، عنينا طبعاً مهرجانات القاهرة ودبي ومراكش. منذ عامين شهدت السينما العربية تضارباً في المواعيد بين مهرجان القاهرة ومهرجان قرطاج، وهذه السنة طال التضارب ثلاث مدن عربية، ولا نعرف ماذا يخبئ المستقبل .

واذا كان المهرجان القاهري هو الاعرق بين هذه المهرجانات، اذ يعود تاريخه الى قبل 28 سنة فإنه حتماً يواجه تحديات جمة خصوصاً مع اصطدام موازنته المتواضعة بموازنات ضخمة يحكى عنها في اروقة المهرجانات الاخرى، حتى انه حكي عن عشرات آلاف الدولارات لجذب شون كونري من مهرجان مراكش الى مهرجان دبي من دون جدوى.

والمثير للسخرية في الامر كله انه في الوقت الذي تتسابق فيه المدن العربية على المهرجانات السينمائية، تعيش السينما العربية حال شحّ واضح، فلا يصل الانتاج السنوي الجدير بالمهرجانات الى اربعة او خمسة افلام، اضف الى ذلك تشتت النقاد الذين لا يصل عددهم الى عدد اصابع اليد الواحدة وقلة النجوم الذين يليق بهم اعتلاء السجادة الحمراء.

في ظروف طبيعية يمكن اعتبار ظاهرة تعدد المهرجانات السينمائية ظاهرة صحية، لكن في الظروف التي تعيشها السينما العربية لا يسعنا الا التعجب، والسؤال: هل اضحت المهرجانات السينمائية مجرد واجهة اجتماعية أم انها لا تزال تلعب دوراً في خدمة الفن السينمائي، وبالتالي هل اضحى الممثل أو الناقد سلعة غالية يكسبها من يدفع الثمن؟

الحياة اللبنانية في

10.12.2004

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)