كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

السينمائي الداعية!

صبحي حديدي

مهرجان كان السينمائي الدولي السابع والخمسون

   
 
 
 
 

أخطأ الكثير من نقّاد السينما، العرب بصفة خاصة (وكان بينهم ناقد عليم خبير مثل إبراهيم العريس!) في الجزم بأنّ فوز شريط فهرنهايت 11/9 للأمريكي مايكل مور بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي الـ 57، كان المرّة الأولي التي يفلح فيها شريط وثائقي بانتزاع الجائزة الأرفع. والحال أنّ المرّة الأولي وقعت سنة 1956، حين نال السعفة الذهبية شريط عالم الصمت ، بإخراج مشترك للمستكشف وعالِم المحيطات الفرنسي الشهير جاك ـ إيف كوستو والمخرج الفرنسي لوي مال.

والإنصاف التاريخي يقتضي القول إنّ هذا الفيلم حصد الجائزة بالمعني الفعلي للكلمة، لأنّ لائحة منافسيه علي السعفة عزيزة المنال ضمّت كباراً من أمثال السويدي إنغمار بيرغمان، والياباني أكيرا كيروساوا، والهندي ساتياجيت راي، والإيطالي فيتوريو دي سيكا، والفرنسي هنري ـ جورج كلوزو، والسوفييتي سيرج يوتكيفيتش، والأنغلو ـ أمريكي ألفريد هتشكوك، وأخيراً... المصري صلاح أبو سيف!

ولعلّ من واجب المرء أن يتفهّم خطأ، أو ربما تسرّع، هؤلاء النقّاد في منح شرف المرّة الأولي لرجل مثل مايكل مور، خصوصاً وأنّه حصد قبل سنتين جائزة لجنة التحكيم في المهرجان ذاته، عن شريطه التسجيلي الشهير باولنغ كولومباين ، ثمّ انتزع جائزة أوسكار من شدق الأسد الهوليودي، قبل أن يقيم الدنيا دون أن يقعدها حول فضيحة رفض شركة والت ديزني توزيع فهرنهايت 11/9 علي صالات العرض الأمريكية.

في صياغة أخري للفكرة أعلاه: كأنها بالفعل المرّة الأولي!

شتّان ما بين شريط كوستو ـ مال، الذي يطلق غوّاصة الأعماق كاليبسو في باطن البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي، وشريط مور الذي يطلق العنان للكاميرا كي تغوص عميقاً في قلب ظلمات الرئيس الأمريكي جورج بوش! وشتّان بين المعركة الشرسة التي يلتقطها الفيلم الأوّل بين أسماك القرش وكائنات المحيطات المسالمة، وبين جرائم الحرب التي ارتكبها بوش ضدّ الأفغان والعراقيين...

وهيئة تحكيم دورة 1956 وقعت، أغلب الظنّ، أسيرة الشاعرية المذهلة التي اكتنفت تجوال عدسة فريق كوستو في تلك العوالم الصامتة طيّ المياه ذات الغور البعيد البهيم، وذلك قبل أن تشدّها أسلوبية لوي مال الآسرة بدورها، ولكن التجريبية المعقدة المتنافية في كثير أو قليل مع روحية التسجيل. وأمّا هيئة تحكيم هذه الدورة فقد أعلنت أنها لم تمنح السعفة الذهبية للسياسة، بل للفنّ السينمائي وحده. وليس كثيراً أنّ نصدّق هذا الزعم، خصوصاً إذا كنّا في عداد مَن شاهدوا شريط مور السابق باولينغ كولومباين .

هذا رجل سينمائي من رأسه حتي أخمص قدميه، باديء ذي بدء، الأمر الذي لا يعني البتة أنه ليس ناشطاً سياسياً. ثمة معادلة شائكة هنا، وثمة الفنّ الذي يتصدّر شبكات واشتباكات تلك المعادلة. وأن يكون المرء داعية ماهراً (في الكتابة والخطابة والنشاط اليوميّ...)، وفناناً مشهوداً مكرّماً (في الفنّّ السينمائي، وفي فرع شاقّ منه هو الفيلم التسجيلي تحديداً...)، أمر لا ينطوي علي تناقض منطقي. وليس نجاح هذا الرجل في الفنّ وفي السياسة معاً إلا بعض تجليّات نجاحه الفائق في تفكيك أطراف تلك المعادلة الشائكة، علي نحو متوازن متلائم لا يليق إلا بموهبة فريدة.

ومايـــكل مور بدأ صحافياً في جريدة محلية مغمورة تصدر في بلدة فلنـــت، ولاية ميشـــيغان، قبل أن يلفت انتبــــاه مطبوعة كبيرة هي Mothe Jones فتعيّنه محرّراً، ثمّ تقيله لأنه رفض نشر مقال متحيّز ضدّ ثوّار نيكاراغوا. وشركة جنرال موتورز ، إحدي أكبر أيقونات الرأسمالية المعاصرة، حفزت مور علي إنجاز فيلمه التسجيلي الأوّل أنا وروجر ، 1989، الذي يروي مسؤولية الشركة ورئيسها روجر سميث في تحطيم الاقتصاد المحلّي في بلدة فلنت. ولقد حقق الشريط نجاحاً مذهلاً، وحصل علي جوائز أساسية في العديد من المهرجانات، مما شجّع مور علي متابعة الموضوع ذاته في شريط ثانٍ بعنوان: لحمٌ أم حيوانات أليفة: العودة إلي فلنت . شريطه الثالث، الروائي، كان بعنوان لحم خنزير كندي ، ويسرد مخطط رئيس أمريكي لتلفيق حرب باردة ضدّ كندا. شريطه الرابع يمسح أمريكا طولاً وعرضاً، ويرصد انعدام المساواة والفقر وانحطاط الحياة...

في جانب الداعية والناشط السياسي عمل مايكل مور مع رالف نادر، وكتب عشرات التعليقات السياسية التي جمع بعضها في كتاب هامّ بعنوان تهديدات عشوائية من أمريكي بلا إسم ، تجاوزت مبيعاته رقماً قياسياً مفاجئاً. كتابه التالي كان بعنوان رجال بيض أغبياء ، وقد اعتبرت دار نشر راندوم أنه أكثر عداء لجورج بوش من أن ينشر بعد 11/9، فامتنعت عن إصداره، قبل أن تضطرّ إلي ذلك في ربيع 2002 تحت ضغط حملة واسعة من القرّاء!

سينمائي وداعية، داعية وسينمائي. وهكذا فإنّ من غير المدهش أن يبدو تكريم هذا الفنّان الإشكالي، في هذا الزمن بالذات من نزاع البيت الأبيض مع العالم بأسره، وكأنه حدث أوّل غير مسبوق...

القدس العربي في

24.05.2004

 
 

فضائح مهرجان كان.. تستحق صرخة

أسخف جوائز.. لأسخف مسابقة

"مايكل مور" يهدي السعفة الذهبية لأطفال العراق

رسالة "كان" من سمير فريد

في رسالتنا المنشورة صباح يوم إعلان الجوائز ذكرنا رأينا وآراء النقاد في أفلام المسابقة وجاء في الرسالة بالنص "ولكن علينا أن نتوقع مفاجأت ربما تكون غير سارة لمحبي الفن السينمائي من لجنة مخرج "أقتل بيل". والأرجح أن يفوز "فهرنهايت 911" الغوغائي الذي يستهدف تحويل صالة السينما إلي مظاهرة جماهيرية". وهذا ما حدث فعلاً وفاز فيلم مايكل مور أضعف أفلامه بأكبر جائزة سينمائية في المهرجانات الدولية في العالم ولكن أحدا لم يتوقع أبداً أن تأتي أغلب الجوائز "6 من 8" علي هذا القدر الهائل من السخف غير المسبوق في تاريخ المهرجان. ويمكن بحق القول إنها أسخف جوائز لأسخف مسابقة.

أهدي مايكل مور السعفة الذهبية علي مسرح حفل الختام إلي أطفال أمريكا والعراق. وقال إن الذين ماتوا في العراق لم يموتوا مجاناً والتغيير قادم لا محالة في إشارة إلي أن الرئيس الأمريكي جورج بوش سوف يسقط في الانتخابات الرئاسية الأمريكية هذا العام وحسب تقاليد إعلان الجوائز في المهرجانات يبدأ الحفل بأصغر الجوائز وينتهي بأكبرها وقد بدأ حفل كان 2004 بالهجوم علي جورج بوش وانتهي بالهجوم عليه أيضاً.. ففي بداية الحفل أعلن عن جائزة لجنة التحكيم الخاصة للأفلام القصيرة. والتي فاز بها الفيلم البلجيكي "تملق" إخراج جوناس جيرنارت. وعندما تسلم المخرج الشاب جائزته قال إنه يتمني أن يكون في مهرجان كان سينما أكثر وبيزنس أقل. وأنه سواء فاز فيلم مايكل مور أو لم يفز. وإذا كان هذا الحفل يذاع في أمريكا فإنني أقول للأمريكيين أرجوكم لا تنتخبوا جورج بوش.

وبعد إعلان السعفة الذهبية للأفلام القصيرة. والتي فاز بها الفيلم الروماني "مرور" إخراج كاتالين ميتو ليسكو. دخل علي المسرح الممثل والمخرج البريطاني تيم روث رئيس لجنة تحكيم جائزة الكاميرا الذهبية لاحسن فيلم طويل أول. وقبل أن يعلن الجائزة أعرب عن تأييده للمخرج جوناس جيرنارت في الهجوم علي جورج بوش ووصفه بالشاب الشجاع!

صرخة عظيمة

وكانت أروع لحظات حفل الختام عندما فازت المخرجة الإسرائيلية كيرين يدايا بالكاميرا الذهبية عن فيلمها الإسرائيلي "ذهب" أو "كنزي" فبعد أن تسلمت الجائزة أطلقت صرخة عظيمة دفاعاً عن الشعب الفلسطيني. ولم تتمالك نفسها أثناء الحديث وبكت. قالت إنني أهدي هذه الجائزة إلي كل المعذبين في الأرض. ومنهم الشعب الفلسطيني إنني إسرائيلية وأحب إسرائيل ولكن إسرائيل تعذب أربعة ملايين فلسطيني. ساعدونا وساعدوهم نريد أن نخرج من هذه الدعارة.

صحيح أن هناك من توقع فوز فيلم مايكل مور. ولكن أحداً لم يتوقع فوزه بالسعفة الذهبية. ولاحت أشد المعجبين به. وصحيح أن هناك من توقع فوز الفيلم أنونس "انظر نحوي" إخراج أنييس جاوي. ولكن ليس بجائزة السيناريو. وإنما بالجائزة الكبري أو جائزة الإخراج.

فضيحة كاملة

إن التجاهل التام لفيلم أميركوستورتيشا "معجزة الحياة" وفيلم واترسالس "يوميات الموتوسيكل". والأداء الفذ لكل من جيل جارسيا بيرنال ورودريجو دي لاسيرنا في هذا الفيلم فضيحة كاملة بكل المقاييس وأي المقاييس وليست الفضيحة تجاهل هذين الفيلمين وهذين الممثلين. فقط. وإنما في الأفلام التي فازت من دون أن تستحق إلا من وجهة نظر لجنة كوينتين تارانتينو مخرج "أقتل بيل". وغيره من الأفلام التجارية الاستهلاكية التي لا تصنع تاريخ الفن السينمائي وقد علمت من مصدر وثيق الصلة بإدارة المهرجان أن الإدارة طلبت من جان لوك جودار الاشتراك بفيلمه الجديد "موسيقانا" داخل المسابقة. ولكنه رفض وقال إنه لا يقبل تحكيم لجنة يرأسها تارانتينو.. من كان يتصور أن يفوز "فتي عجوز" إخراج بارك شان دوك من كوريا الجنوبية بالجائزة الكبري التي تلي السعفة مباشرة. والذي حقق الرقم القياسي في اصفار النقاد في استفتاءات النشرات اليومية.. ولكن ما الغريب والفيلم علي طريقة "اقتل بيل".

ومن كان يتصور أن يفوز توني جاتليف بجائزة الإخراج عن الفيلم الفرنسي "متفيون" والتي سلمها له مخرجنا الكبير يوسف شاهين. ولا يفوز بها كوستورتيش أو سالس ومن كان يتصور أن تمنح اللجنة جائزتين باسم لجنة التحكيم الأولي لممثله في الفيلم الأمريكي "قاتلو النساء" إخراج جويل دايتات كوين. وهي إرهاب هال. والثانية للمخرج ابيشاتبونج ويراستيكول عن الفيلم الفرنسي التايلاندي "مرض استوائي". وكلا الفيلمن مثل "فتي عجوز" لم ينالا أي درجة من الإعجاب من النقاد أو من الجمهور.. ومن الممكن قبول جائزة أحسن ممثلة التي فازت بها الصينية ماجي شوينج عن دورها في الفيلم الفرنسي "نظيف" إخراج أولتييه أساياس. مثل جائزة السيناريو لفيلم "انظر نحوي" ولكن كيف يمكن قبول جائزة أحسن ممثل التي فاز بها الياباني يويا ياجيرا عن دوره في فيلم.. لا أحد يعلم. إخراج كوري - ايدا هيروكازو. فهو ممثل أقل من عادي علي الأقل كما شاهدناه في هذا الفيلم. ولا يقارن علي الإطلاق بالموهوبتين الكبيرتين اللذين جاءتا في المكسيك في فيلم "يوميات الموتسيكل".

نصف الجوائز للأفلام الفرنسية

فازت الأفلام الفرنسية بأربع من جوائز المهرجان الثمانية "الإخراج - الممثلة السيناريو - لجنة التحكيم". وتعادلت الجوائز الأربع مع السينما الآسيوية ممثلة في فوز سينما كوريا الجنوبية بالجائزة الكبري. وفوز السينما اليابانية بجائزة أحسن ممثل. وتعادلت جوائز السينما الفرنسية والسينما الآسيوية مع فوز السينما الأمريكية بجائزة لجنة التحكيم والسعفة الذهبية وهي في كفة. وكل الجوائز الأخري في الكفة الثانية.

والواقع أن مهرجانات أوروبا الكبري الثلاثة أصبحت من العالم الثالث بعد إقالة مورتيز دي هادلن من مهرجان فينسيا بسبب عدم فوز الفيلم الإيطالي "صباح الخير أيها الليل.. الأسد الذهبي" وبعد فوز الفيلم الألماني" وجها لوجه.. إخراج فاتح أكين بالدب الذهبي في مهرجان برلين في فبراير الماضي. وكان الجدير بالجائزة الفيلم اليوناني "حقل النحيب" إخراج ثيو انجلو بولووس. وها هي الأفلام الفرنسية تفوز بنصف جوائز مهرجان كان. ومن يدري من يفوز بالأسد الذهبي في فينسيا في سبتمبر القادم. وهل يمكن من الآن أن نقول إنه جياني اميليو عن فيلم "مفاتيح المنزل".

وقد تجلت هذه النزعة العالم ثالثية حتي في مسابقة الأكاديمية الفرنسية المعروفة باسم سيزار في مارس الماضي. فقد هاجمت الصحافة الفرنسية التقدمية منها والرجعية فوز الفيلم الكندي "الغزوات البربرية" إخراج ونيس اركان بجائزة أحسن فيلم والعديد من الجوائز الأخري لأنه إنتاج كندي لمخرج كندي .

قل فيما يسمي العالم الثالث أن يقام مهرجان "دولي" "القوسان عن عمد" ولا تفوز فيه أفلام البلد الذي يقام علي أرضه. وما يميز المهرجانات الكبري في أوروبا "كان وبرلين وفينسيا" وما يجعلها دولية بحق إمكانية عدم فوز أفلام بلد المهرجان ولا حتي بأي جائزة فهل تفقد هذه المهرجانات قيمتها بعد 60 سنة من فينسيا و57 سنة من كان و53 سنة من برلين. هل وصل التطرف القومي الذي يسود العالم إلي المهرجانات السينمائية الكبري أيضاً وأصبح شعارها المهرجانات مهرجاتنا والجوائز لافلامنا مثل مهرجان العالم الثالث.

أفلام الطلب

فاز الفيلم الأمريكي "سعيد الآن" إخراج فردريك اسبوك بالجائزة الأولي في مسابقة أفلام الطلبة. وكان لها مع مسابقة الأفلام القصيرة لجنة تحكيم خاصة برئاسة المخرج الروسي نيكيتا ميخالكوف.. وفاز بالجائزة الثانية الفيلم الروماني "رحلة إلي المدينة" إخراج كاميليو برومبويو. والفيلم الفينلندي "99 سنة من حياتي" اخراج مارجا ميكونين. وبالجائزة الثالثة الفيلم البولندي "جميل أن أراك" إخراج يان كوماسا.

وفاز بشهادتي تقدير من لجنة تحكيم الكاميرا الذهبية الفيلم الصيني "ممرات" اخراج يانج شاو والفيلم الإيراني "حلم مرير" إخراج محسن أمير يوسفي.

وهناك لجنة تحكيم رابعة تمنح ثلاث جوائز لأفلام برنامج "نظرة خاصة" رأسها جيرمي توماس. وقد فاز بجائزة أحسن فيلم الفيلم السنغالي "الحماية" إخراج عثمان سمبين. وبجائزة النظرة المبتكرة فيلم أورجواي "ويكي" إخراج جوان بوابك ويبيللا وبابك ستول. وبجائزة النظرة المستقبلية الفيلم الفرنسي "أرض ورماد" للمخرج الأفغاني أتيك رحيمي. وفاز نفس الفيلم بجائزة الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية لأحسن فيلم في "نظرة خاصة" وفاز فيلم مايكل مور بأحسن فيلم في المسابقة. وفاز الفيلم الإسرائيلي "عطش" للمخرج الفلسطيني توفيق أبووائل بأحسن فيلم في أسبوع النقاد.

حصاد المهرجان

كان حصاد المهرجان وفيرا بقدر ما كان حصاد المسابقة محدودا. ولأول مرة منذ سنوات عرضت خارج المسابقة مجموعة من الأفلام الهامة أكثر من المسابقة. ولأول مرة منذ سنوات كان برنامج أسبوع انعقاد وبرنامج نصف شهر المخرجين منافسين حقيقيين لبرنامج المهرجان كان هناك عشرة أفلام علي الأقل لمخرجين جدد. وكان هناك أفلام الأسباني آلمودوفف والبوسني كوستورتيتا والبرازيلي سالس والصيني زانج ييمو والفرنسي جودار والسنغالي عثمان سمبين والإيراني عباس كيارو ستامي وعشرات الأفلام التي عرضت في سوق الفيلم من كل مكان في العالم.

الجمهورية المصرية في

24.05.2004

 
 

مهرجان كان: فلسطين حاضرة..

و»ترانتينو« إلى جيمس بوند.. وأفضل أداء للكلاب!

»الجدار»..فيلم يعكس التمزق

ماري تيريز ديلبولب

بعد ساراييفو والعراق وأمريكا في ظل حكم جورج بوش لا تزال السياسة تقتحم مهرجان كان السينمائي مع عرض فيلم »الجدار« للمخرجة »اليهودية العربية« سيمون بيتون الذي يتضمن »تأملات سينمائية« حول الجدار الفاصل بين الاسرائيليين والفلسطينيين.

وقالت المخرجة الفرنسية-الاسرائيلية التي عرض فيلمها خلال اسبوعي المخرجين، الجزء الذي يقام خارج المسابقة في اطار مهرجان كان، »لقد تولد لدي الشعور بان هذا الجدار يقطع اوصالي الى جزئين« مضيفة »انها قصة بلد احبه وقد تعرض للخراب«.

واستطردت سيمون بيتون المولودة في المغرب وسط عائلة يهودية تقليدية، تقول »انه امر كريه للنظر اذ انه يشوه مشهدا رائعا مشبعا بالتاريخ.. مع (ظهور) آلة نزع ملكية الاراضي واغتصابها.. ليس بهذه الطريقة تحل المشكلات السياسية وانهاء الحروب«.

ثم قالت »بل يجب الذهاب الى الاخر« موضحة »فاخفاؤه لا يعني انه لم يعد موجودا. ان بناء جدران اسمنتية رمادية بعلو تسعة امتار في قلب القدس او بيت لحم يضاهي بخطورته تدمير تماثيل (بوذا) لدى الطالبان«.

وتظهر في الفيلم رافعة عملاقة تضع كتلا اسمنتية واحدة تلو الاخرى لتتوارى وراءها في الافق رويدا رويدا مئذنة جامع فيما يصدح صوت حزين مؤثر، انه صوت مغنية الجاز الفلسطينية العضو في فرقة موسيقية اسرائيلية فلسطينية.

وبمحاذاة هذا السور الاسمنتي الذي يتقاطع مع سياج مزود بنظام الكتروني واسلاك شائكة، تجمع سيمون بيتون شكاوى اسرائيليين وفلسطينيين يعبرون عن جزهم وعدم فهمهم ومرارتهم والمهم لما يحدث.

فالبنسبة لشريف، المزارع الذي يملك ٠٠٧٢ شجرة في الجانب الآخر، »انه انتزاع غير مباشر للملكية«. انها قصة قرية فلسطينية عزلت عن اراضيها وتلف زيتونها الذي يشكل المورد الوحيد لابنائها. ناهيك عن عائلات تفرق شملها واقرباء يتكلمون مع بعضهم البعض عبر فرجة صغيرة فيما تقف سيدة مع طفلها في مكان حيث لا يزال الامر ممكنا.

وقال احد سكان كيبتوز »بالنسبة لاهلي الذين اتوا من شتل لودز فان هذه البلاد كانت قصة حب مجنون.. لكننا نحب هذه الارض لدرجة سننتهي بخنقها«.

ويحن رجل مسن يهودي عراقي فقد اسنانه للعراق حيث كان فلاحا فيقول بحسرة وخيبة »كنا افضل هناك«، بينما يعتبر مستوطن يهودي ان »الجدار هو كناية عن مال مبذر. يجب التفاوض بشأن حدود حقيقية«.

من جهة اخرى يعرض جنرال جالس وراء مكتبه بين علمين اسرائيليين وجهة نظر الحكومة فيقول بتبجح »انه واحد من الورشات الكبرى« ويقدر كلفة الكيلومتر الواحد لما يسميه »منطقة الانفصال« او »الجدار الامني« او »حاجز الفصل«، بمليوني دولار. وطول الجدار هو ٠٠٥ كلم.

وتتحدث سيمون بيتون التي لم تحصل على تصريح بالذهاب الى غزة، عبر الدائرة المغلقة مع طبيب نفساني من غزة اكد ان »٤٢٪ من الاطفال يطمحون للموت شهداء« وهو رقم تعتبره المخرجة السينمائية دون الحقيقة.

وتنهي المخرجة فيلمها بمشهد سيدة تضع يدها على الجدار فيما ينشد مزمور يتلوه اليهود عادة عند حائط المبكى »تنساني يميني ان نسيتك يا اورشليم«.

وسيمون بيتون من مواليد ٥٥٩١ وقد تخرجت من معهد الدراسات السينمائية العليا في باريس وهي تتنقل بين فرنسا واسرائيل وتزور المغرب بانتظام. ومن الافلام التي قامت باخراجها »بن بركة، المعادلة المغربية« و»فلسطين، قصة ارض«.

مخرجة لبنانية تناقش سلبيات الحرب الاهلية في لبنان في فيلم معارك حب يمثل فيلم معارك حب للمخرجة اللبنانية الشابة دانيال عربيد قراءة موضوعية للحرب الاهلية التي عاشها لبنان في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي.

وقد جاء فيلمها الذي عرض في تظاهرة (اسبوع النقاد) ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي بمثابة صرخة جلية وواضحة رغم الايقاع الهادئ الذي صاغت به دانيال عربيد فيلهما.

وتجري احداث الفيلم ابان تلك الحرب الضروس من خلال ذاكرة صبية شابه عاشت ويلات الحرب بالذات على صعيد التمزق الاسري وغرق والدها بالديون من لعب القمار بينما تحاول امها الخلاص من تلك العلاقة الزوجية فيما تنتظر ايضا وصول طفلها الثاني.

اما الجدة ام والدها فهي الاخرى تقضي جل وقتها بممارسة القمار ولم يعد امام الصبية سوى تطوير علاقتها مع خادمة جدها التي ترتبط بعلاقة غرامية مع احد الشباب التابعين لاحدى الميليشات في المنطقة الغربية من بيروت.

وامتاز اسلوب المخرجة عربيد بالرصد لادق التفاصيل الحياتية مع رسم متناغم للمشهديات السينمائية كما اضافت عمق واضح للدلالات والصور والمعاني خلال مشاهد الفيلم.

وقالت عربيد في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) انها انتظرت اكثر من ثلاثة اعوام حتى تنتهى من كتابة السيناريو والحصول على موارد التمويل من عدة قطاعات انتاجية (لبنانية / فرنسية).

واوضحت ان النسبة الاكبر من احداث الفيلم مستمدة من احداث حقيقية معاشة نكتشف من خلالها الابعاد السلبية للحروب الاهلية.

واكدت انها كانت امينة في التعامل مع تلك الاثار بالذات فيما يخص التمزق الذي اصاب المجتمع والاسرة على وجة الخصوص وايضا الشباب الاحداث الذين اصابهم كثير من الضرر الذي تتاكد اثاره وتتكشف خلال الفترة الراهنة.

واشارت عربيد الى ان فيلمها سيعرض في مهرجان السينما العربية بباريس في نهاية يونيو المقبل كما انها تلقت عدة دعوات للمشاركة في مجموعة مهرجان دولية اخرى.

جان لوك غودار يعيد القضية الفلسطينية الى ذاكرة السينما

اعتاد المخرج الفرنسي جان لوك غودار على اثارة كثير من الجدل عبر مشواره واعماله السينمائية المتميزة بالتجديد والابتكار واللغة السينمائية التى تمتاز بالخصوصية والخطاب السياسي والاجتماعي الواضح، وفي فيلمه الجديد (موسيقانا) الذى عرض خارج المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي فى دورته الـ ٧٥ /٢١ / ٣٢ مايو/ يعيد غودار القضية الفلسطينية الى ذاكرة السينما العالمية.

فحتى خلال موضوع الحرب والدمار الذى تخلفه من تمزق ودمار يتوقف طويلا امام معاناة الشعب الفلسطينى والدعوة الى خلق حوار مشترك بين الشعوب لتجاوز اللجوء الى الحروب كحلول لانتيجة لها سوى الدمار.

وينطلق غودار فى فيلمه (موسيقانا) من فكرة اقامة ملتقى بجمع الشعراء من انحاء العالم يقام فى البوسنة ويكون هاجسه الشعر والحرب وفي ذلك الملتقى تتوقف كاميرا غودار مطولا مع الشاعر الفلسطينى محمود درويش فى حوار عميق حول جدلية الصراع العربي/ الاسرائيلي والاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية.

ويحمل غودار الجنسية السويسرية وهو من مواليد باريس ٠٣٩١ ويعتبر احد رواد السينما الفرنسية الجديدة فى نهاية الخمسينات مع كل من كلود ليلوش وكلود شابرول والان روب غرييه والان رينيه وتاريخه حافل بالانجازات السينمائية ومنها افلام (دائما موزارت) و(موجة جديدة) و(مخبر) و(الاسم الاول كارمن) وعن هذا الفيلم فاز غودار بجائزة الاسد الذهبى فى مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في العام ٣٨٩١.

المخرج السينمائي الشهير ترانتينو يتولى إخراج أحد أفلام جيمس

أعرب المخرج السينمائي الشهير كوينتين ترانتينو عن أمله في إضفاء أسلوبه الفريد على الفيلم الجديد من سلسلة أفلام جيمس بوند الشهيرة الذي سيقوم بإخراجه بعد النجاح الذي حققه فيلمه الاخير »اقتل بيل«.

وظل تراتنينو طيلة حياته من المعجبين بالملحمة السينمائية لعميل الاستخبارات البريطانية جيمس بوند الذي يجسد شخصيته حاليا الممثل الايرلندي بيرس بروسنان. ولكنه يشعر أنه من الممكن إدخال بعض التحديث على سلسلة أفلام الجاسوسية الشهيرة.

وقال ترانتينو في مقابلة صحفية في إطار مهرجان كان السينمائي الدولي الذي يرأس لجنة تحكيمه هذا العام »أود أن أقدم على شاشة السينما القصة الاصلية التي تحمل اسم الكازينو الملكي وأن يكون الفيلم بشكل أو بآخر على غرار الكتاب الذي ألفه إيان فليمنج«. وحصل ترانتينو بالفعل على تأييد بروسنان بعد أن ناقشا أفكاره أثناء وجودهما في كان. وقال بروسنان »إن ترانتينو يريد أن يضفي على الفيلم حياة وإحساسا بالتشويق والخطورة علاوة على وجهة نظره كمخرج سينمائي يجذب المشاهد للجلوس ومشاهدة أفلامه. إنه مخرج متمرس وينبغي لشخص مثل كوينتين أن يكون عظيما«.

فوز كلبين بجائزة »سعفة الكلـب«

اقتنص كلبان من فصيلة (البولدوج) جائزة أفضل أداء تمثيلي للكلاب في مهرجان كان السينمائي.

واصبحت هذه الجائزة التي يطلق عليها اسم (سعفة الكلبة) من الجوائز المنتظمة التي يقدمها المهرجان إلى جانب جائزته الشهيرة (السعفة الذهبية).

وكان الكلبان قد قدما عرضا قويا في الفيلم التسجيلي (موندوفينو) من اخراج جوناثان نوسيتر الذي يتناول أوضاع بساتين الكروم حول العالم.

وقال توبي روز رئيس هيئة التحكيم امس الجمعة »الفائزان بالجائزة هما الكلبان ايدجر وهوفر وروز صحفي بريطاني ابتكر هذه الجائزة قبل اربعة أعوام.

وأضاف »كانا اداؤهما طبيعيا للغاية وحصل الفيلم على الجائزة لمجمل اداء الكلاب فيه.« وقدم روز لنوسيتر الذي غمرته الفرحة الجائزة وهي عبارة عن طوق من الجلد الاسود يحمل حروفا ذهبية.

# # # #

شخصية لا تلقى اجماعا في امريكا 

بقلم - جيروم ريفي

يلقى السينمائي الأمريكي مايكل مور نجاحا في الخارج اكثر من الولايات المتحدة حيث لا يوجد اجماع حوله بسبب ميله الى الاستفزاز وانتقاداته اللاذعة للادارة الأمريكية، الامر الذي يجعل منه شخصية مثيرة للجدل الى حد كبير.

ولمايكل مور رأي في كل القضايا الكبرى التي تثير جدلا في الولايات المتحدة: من العراق الى الانتخابات، مرورا بالارهاب والاسلحة وغيرها من المواضيع.

ويعبر صاحب اللسان اللاذع عن آرائه الناقدة على موقعه على الانترنت، وعبر رسائله الى شبكة ضخمة من المسجلين في بريده الالكتروني، وعبر كتاب او فيلم يصدر سنة بعد سنة ويزيد من المعجبين به.

ولا يزال كتابه الاخير الذي يهاجم فيه بوش وعنوانه (يا صديقي، اين اصبحت بلادي؟) الذي صدر في اكتوبر الماضي يحتل واجهات المكتبات، وقد بقي على لائحة اروع القصص التي تنشرها صحيفة »نيويورك تايمز« لمدة ٥٢ اسبوعا.

وتمت ترجمة كتابه النقدي السابق (الرجال البيض الاغبياء) الى ٤٢ لغة، وبيعت اكثر من ثلاثة ملايين نسخة منه في كل انحاء العالم.

كذلك لقي فيلمه الوثائقي »بولينغ فور كولومبين« الذي ينتقد فيه شغف الأمريكيين بالاسلحة النارية، رواجا كبيرا. ويعتبر »دي في دي« الفيلم الذي صدر اخيرا بين اكثر الافلام مبيعا.

ورغم هذه الشهرة المتنامية، لا يظهر مايكل مور غالبا على محطات التلفزة او الصحف الأمريكية الكبرى.

في المقابل، لا تثق النخبة المثقفة في الاوساط اليسارية الأمريكية كثيرا بهذا الرجل الذي لا يخضع لاي حدود وصاحب الافكار الهدامة الى حد بعيد.

وكتبت عنه اخيرا صحيفة »لوس انجليس تايمز« »من سخرية الموقف ان مايكل مور، ورغم كونه احد ابرز اصوات اليسار في البلاد، يواجه انتقادات بين التقدميين كما بين المحافظين ان لم يكن اكثر«.

ويرد السينمائي الأمريكي على ذلك بالقول ان الشخصيات المهمة في صفوف اليسار محرجة بسبب »حساسية اصله العمالي« وتصرفه »الشعبوي كأمريكي عادي«.
وقال حال تسلمه السعفة الذهبية عن فيلمه »هناك ملايين الأمريكيين مثلي وانا مثلهم«.
الا ان دعم مايكل مور لاحدهم قد يشكل مصدر حرج. كما حصل مثلا مع الجنرال المتقاعد ويسلي كلارك الذي لم يحظ بدعم الحزب الديموقراطي الى الانتخابات الرئاسية المقررة في الثاني من نوفمبر.

فبعدما اشاد كلارك في يناير بحصوله على دعم مور، »هذه الشخصية التي تلهم ملايين الأمريكيين«، عاد وابتعد عنه اثر اتهام مور للرئيس الأمريكي جورج بوش بـ »الفار«، لانه لم ينه خدمته العسكرية.

فقد اثار هذا الموضوع هجوما مضادا عنيفا من جانب معسكر بوش ووسائل الاعلام المحافظة.

في مارس ٣٠٠٢، استغل مايكل مور احتفال تسليم جوائز الاوسكار حيث حصل على جائزة افضل وثائقي ليوجه انتقادات قوية للحرب على العراق. ومما قاله »عليك ان تخجل يا سيد بوش!« وسط هتافات تنديد جزء من الموجودين.

وحاول مور بعد الاحتفال تبرير نفسه بالقول »ما هو رائع في هذا البلد هو انك تستطيع ان تقول كل ما تفكر به«.

وبعد ستة عشر شهرا، علق البيت الابيض على حصول فيلم مور على السعفة الذهبية في كان بقول مماثل. اذ قالت المتحدثة باسم البيت الابيض سوزي ديفرانسي »كل شخص له الحق في قول ما يريد. لذلك أمريكا هي بلد عظيم«.

# # # #

بمناسبة فوز فيلمه بجائزة السعفة الذهبية..

مايكل مور لبوش: احترس من البسكويت المملح

قال مايكل مور الفائز بجائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي عن فيلمه الوثائقي »١١-٩ فهرنهايت« الذي ينتقد فيه بشدة الرئيس جورج بوش انه يتمنى الا يكون بوش علم بفوزه بالجائزة وهو يتناول البسكويت المملح في اشارة الى تعرض بوش لاختناق بسبب قطعة من البسكويت عام ٢٠٠٢.

وقال مور في مؤتمر صحفي انه يندم على شيء واحد هو انه نسي ان يشكر بوش لانه مصدر اكثر السطور اثارة للضحك في الفيلم.

ويأمل مور في عرض فيلمه هذا الصيف ان يثير جدلا سياسيا بفيلمه الذي يسخر بشدة من ادارة بوش قبل انتخابات الرئاسة الامريكية، وردا على سؤال بشأن رد فعل بوش على حصوله على الجائزة قال مور »... أتمنى الا يبلغه احد خبر فوزي بالجائزة بينما يأكل بسكويتا مملحا«، وكان بوش فقد الوعي في ٢٠٠٢ بعد تعرضه لاختناق بسبب قطعة بسكويت مملحة بينما كان يشاهد مباراة في كرة القدم في التلفزيون.

وسخر مور الذي سبق له الحصول على جائزة اوسكار من كبار موظفي ادارة بوش وقال »أعتقد انهم كلهم ممثلون...نسيت وانا اقف على خشبة المسرح ان أشكر العاملين في الفيلم ولذا اتمنى لو شكرتهم الان: »أود ان أشكر(الرئيس) جورج بوش و(نائب الرئيس) ديك تشيني و(مساعد وزير الدفاع) بول وولفوفيتز و(وزير الدفاع) دونالد رامسفلد.. اعتقد ان المشهد الغرامي بين تشيني ورامسفيلد جعل عيني تدمع«.

وقال مور انه يتوقع ان تقول بعض وسائل الاعلام اليمينية في الولايات المتحدة ان فرنسا وهي واحدة من أشد معارضي الحرب الامريكية في العراق هي التي منحته الجائزة بينما »كانت لجنة التحكيم دولية وليست فرنسية وكان العدد الاكبر من اعضائها من الامريكيين«.

واضاف معربا عن غضبه ازاء رد فعل الامريكيين ازاء الموقف الفرنسي بشأن العراق »نحن مدينون لشعب هذا البلد باعتذار لان وسائل الاعلام عندنا حطت من قدرهم«.
وحصل مور على جائزة الاوسكار عن فيلمه المناهض للاسلحة »بولينج فور كولومباين« وقال انه فخور جدا بفوز فيلمه الوثائقي بالسعفة الذهبية.

واضاف »الافلام غير الروائية بدأت تخرج من عزلتها«، ثم ردد بفخر واعتزاز ما قاله له المخرج الامريكي كوينتن تارانتينو رئيس لجنة التحكيم »نريدك ان تعرف ان السياسة في فيلمك لا علاقة لها بالجائزة. حصلت على الجائزة لانك صنعت فيلما عظيما«.

وردد مور عبارة الرئيس الامريكي أبراهام لينكولن في القرن التاسع عشر قائلا »اعطوا الشعب الحقائق حتى يمكن إنقاذ الجمهورية«. واستقبل الاعلان عن فوز (فهرنهايت ٩ / ١١) بحفاوة كبيرة رغم تأكيد العديد من نقاد السينما العالمية ان نجاح الفيلم كان نتيجة الاحداث السياسية التى يشهدها العالم لاسيما وان الفيلم يوجه انتقاد شديد للسياسة التى انتهجتها الولايات المتحدة بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر.

وكانت الحفاوة قد تجسدت في التصفيق لمدة ٠٢ دقيقة بعد عرض الفيلم، ويلقى المخرج مور حفاوة كبيرة من أجهزة الاعلام الفرنسية وبالتالي الجمهور الفرنسي ضمن الاطار العام للسياسة الفرنسية التي تقدم بعض التحفظات على السياسة الأمريكية والتي يصفها الاعلام الفرنسي بـ »شرطى العالم«.

والفيلم يرصد الاوضاع السياسية التى عاشتها الولايات المتحدة الامريكية منذ فوز الرئيس بوش بالانتخابات وتسلمة قيادة اقوى دولة فى العالم كما يتابع الفيلم المتغيرات التى جاءت بعد احداث الحادى عشر من سبتمبر ١٠٠٢ والحروب التى خاضتها الولايات المتحدة سواء فى افغانستان او العراق.

ويعد (فهرنهايت ٩ / ١١) اول فيلم وثائقي يفوز بجائزة السعفة الذهبية في بمهرجان كان السينمائي.

الأيام البحرينية في

25.05.2004

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)