كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

"الخليج" في "كان" السينمائي الدولي (8)

في "الإسكندرية- نيويورك"

يوسف شاهين يرقص والجمهور يصفق

رسالة "كان" من محمد رضا

مهرجان كان السينمائي الدولي السابع والخمسون

   
 
 
 
 

في أحد مشاهد فيلم يوسف شاهين الجديد “الإسكندرية- نيويورك” يفرح الشاب يحيى (أحمد يحيى) لخطأ وقع استلم نتيجة له مالا يكفي لدفع قسط معهد السينما الذي يدرس فيه. لقد بعثت الحكومة المصرية بمبلغ من المال لموظف في السفارة المصرية اسمه يحيى فوقع المبلغ في يد يحيى هاوي السينما ما ساعده على دفع القسط المتأخر واستكمال دروسه السينمائية وصولا للشهادة التي نالها بامتياز في كل الحقول. ما يدفع هذا الناقد، بين آخرين، للتساؤل إذا ما كان المخرج نال الشهادة بامتياز في كل الحقول كيف تسنى له أن يصنع فيلما ركيكا الى هذه الدرجة؟

ربما حدث ذلك الخطأ البريدي في الواقع، فالفيلم مفترض به أن يكون فصلا من فصول حياة المخرج يوسف شاهين. لكن لا الطريقة التي كُتب بها ولا الطريقة التي نُفّذ بها هذا المشهد يمكن لهما إقناع المشاهدين بأن هذا الالتباس الذي أدّى لاستكمال يحيى دروسه حدث فعلا. عوض تصديقه فلتت من المشاهدين في تلك اللحظة ضحكة ساخرة هي واحدة من ضحكات ساخرة أخرى تلوّع القلب، ذلك أننا في النهاية نتحدث عن فيلم ليوسف شاهين.

يحيى هو الاسم المعتمد في سيرة يوسف شاهين الذاتية. بدأت بفيلم “الإسكندرية ... ليه” واستكملها في “الإسكندرية كمان وكمان” وعاد إليها في “الإسكندرية- نيويورك” وهي عودة لا تضيف شيئا حقيقيا. الذي قاله المخرج شاهين في أحاديثه الكثيرة في العامين الأخيرين هي أنه يريد أن يكشف عن حب المخرج لأمريكا حينما كانت تعبيرا عن الحرية والحب وحلم الجميع فيها. وكيف يراها الآن وقد خسرت طموح الناس وأحلامهم وتحوّلت الى دولة معتدية. وهو عوض أن ينبش عن موضوع يناسب هذا المقام، سيبحث في ذكرياته عن السنوات التي قضاها يدرس في معهد باسادينا السينمائي لأنها السنوات التي تجسّد حنينه الأمريكي. كل هذا حسن باستثناء أن المخرج كان فعلا بحاجة الى من يأتي له بقصة حقيقية وتتبدى هذه الضرورة عندما نرى كيف أن ذكرياته التي يسوقها هنا ليست ذات شأن، اولا، وليست ذات شأن سياسي ثانيا.

نعم هناك ذكر لأمريكا وللحلم الأمريكي وحب يحيى لها ثم امتعاضه عنها واختلافه مع سياستها... لكن كل ذلك ذكر وليس عمقا ولا دراما ولا أبعادا. كل ما يصيغه الفيلم من شؤون يأتي في الحوار وما يأتي في الحوار -في أي فيلم تشاء- هو أضعف من أن يأتي في أي سياق آخر. ما البال إذا ما كان هذا الحوار يُسمع كما لو كان مترجما عن الإنكليزية ذلك لأن أبطال الفيلم، وكلهم أمريكيون باستثناء يحيى وزوجته، يتحدثون العربية بطلاقة. ويحيى مفترض به أن يتحدث الإنكليزية هناك في باسادينا لكنه يتحدث العربية مع الجميع ويفهمون عليه.

طبعا هذا ممكن لو أن الفيلم ذي خامة محلية، لكن حين يكون استقراء للذاكرة، وحين يكون متوجها الى الجمهور العالمي تنفيذا لرغبة المخرج في إنجاز الخطوة التي لم يستطع إنجازها الى الآن، وهي كسب النجاح والشهرة في أمريكا عبر التوجه الى جمهورها، فإن الأولى إنطاق الفيلم بالإنكليزية مع ما يعنيه ذلك من جلب ممثلين أمريكيين له. وسيكون ذلك منطقيا فالأحداث، في نهاية الأمر، تقع في باسادينا، ولاية كاليفورنيا وليس في طنطا.

لكن إذا ما كانت الأحداث تقع في باسادينا ما دخل نيويورك؟ لقد عرج عليها في طريقه الى باسادينا. هذا كل شيء. كذلك شاهين غيّر عنوان الفيلم من “الغضب” حتى لا يبدو الفيلم غاضبا من دون سبب او نتيجة، الى “الإسكندرية- نيويورك” كرمز للرحلة التي قطعها شاهين بين مدينتين.

عدا ذلك،  لا وجود للإسكندرية ولا وجود لنيويورك. هناك ذكر لهما لكن المدينتين لا تلعبان دورا ولا تعكسان أي شخصية ولا تتركان أي أثر. على عكس “الاسكندرية ليه؟” الأحداث هنا لا تقع في الإسكندرية ولا تعكس شيئا من ذكريات المخرج عن المدينة. فقط ذكر في حوار لا يرقى الى مستوى العاطفة الصادقة.

يحكي الفيلم الجديد  قصة المخرج يحيى (محمود حميدة- أفضل من في الفيلم والباقي عادي) الذي يعود الى امريكا في قصة متداخلة بين ثلاث حقب: هناك حقبة تقع قبل 50 سنة، عندما كان يحيى شابا (يلعبه أحمد يحيى) وحقبة تقع قبل 25 سنة، عندما كان يحيى متوسط العمر (حميدة بشعر أسود)، وحقبة آنية (حميدة بشعر أبيض) ويوسف شاهين يعمد الى تركيب وتداخل الحقب الثلاث على نحو متواصل  ليوفر لنا قصته شابا يافعا وصل إلى باسادينا وانخرط في معهدها الفني وتعرّف هناك على فتاة أحبته وأحبّها (يسرا اللوزي) وخلال فترة من الأحداث ارتفع نجم يحيى وعرف بأنه مجنون سينما وتمثيل وإخراج. وقبل حصوله على شهادة التخرّج يعلن رغبته في قطع دراسته والعودة الى مصر مثيرا أعصاب الجميع من حوله وكلهم وقع في حب موهبته وشخصيته. لكن منحة أرسلت الى مصري آخر اسمه يحيى تصله بالخطأ فيدفعها ويكمل دراسته ويحصل على الدبلوم.

الحقبة الثانية عودته بعد 25 سنة باحثا عن صديقته جنجر (الآن يُسرا) التي كانت بعد غيبته لخمس وعشرين سنة لا تزال تتذكره وتحنو إليه، وحاولت التمثيل وأخفقت وتحوّلت الى امرأة ليل. يمارس معها ليلة حب ويعود. تحبل بالشاب ألكسندر (أحمد يحيى أيضا) وتخفي عنه الحقيقة.... الى أن تبدأ الحقبة الثالثة ويعود المخرج يحيى مجددا ليلتقي بجنجر (يُسرا أيضا) ويتعرّف للمرة الأولى إلى ابنهما الذي ضايقه للغاية أن والده المزعوم هذا عربي الى أن تجلس أمه معه وتحكي له الحكاية التي لخصناها هنا في عدة فلاشباكات.

إذاً هذه هي الحكاية. فكم هي صادقة؟ كم نسبة الخيال فيها؟ كم نسبة الحقيقة؟ هناك لحظة صريحة نادرة في فيلم “الإسكندرية ليه؟” عندما يصل يحيى (وأدّاه حينها نور الشريف) الى لندن لإجراء فحوصات. في أول ليلة له يشعر بالوحدة. يتصل بالسائق الذي كان أعطاه بطاقته الخاصة ونظرة سريعة أكثر خصوصية.

وحسب هذا الفيلم فإن يحيى- شاهين لم يكن متميزا في الحب فقط، بل أيضا باللغة الإنكليزية. تقف المدرِّسة التي وقعت أيضا في حب شخصيته وموهبته، لتقول في اجتماع عاصف لمجلس إدارة المعهد: “يعرف إنكليزي أكثر مني ومنكم”... لكن كيف لنا أن نحكم وهو كان يتكلم مع الجميع بالعربية ويردون عليه بها؟

انه أمر مختلف أن يعترف العالم بقدرتك وأمر مختلف جدا أن تسعى لانتزاع اعترافه. وكيفية تطبيق مبدأ “سأمنحهم فيلما فيه عن نفسي ما يشد الاهتمام بي ويجعلني محط تقديرهم” هو الطريق الى القاع. ويبدأ بأن كل الشخصيات تتكلم بلا أدنى مشكلة اللهجة المصرية. باستثناء يحيى فإن كل الشخصيات الأخرى أمريكية... أمريكية بالجغرافيا فقط، لكنها تتحدث بالعربية. هذا ربما - وربما فقط - مقبول ومعقول إذا ما كان الفيلم مُوجه الى جمهور عربي... لكنه، من حيث المبدأ والجوهر والهدف، مُوجه الى جمهور غربي، وإلى جمهور أمريكي حسب رغبة المخرج الوصول إلى هناك...  كيف إذاً يرضى بأن يكون وصوله كرتونيا إلى هذا الحد؟

وإذ يدخل المخرج ويخرج من بين الحقبات متوزعا بين حالات مبنية على العاطفة وحدها، فإن خطابه السياسي معدوم القيمة ذلك لأنه خطاب نظري فقط وليس خطابا فعليا.

وكل شيء في الفيلم يسير لأن كاتبه ومخرجه أراده عنوانا لنفسه. ليس ضروريا أنه يتنافى والتاريخ الشخصي والعام، وليس ضروريا إنه لا يؤدي الى نتيجة فنية او سياسية، المهم هو أن يؤكد شاهين لنفسه وللمشاهدين أنه موجود ويستحق ما حققه من نجاح وشهرة. شاهين يقولها في أكثر من مكان ويعيد مشاهد من “باب الحديد” ويركّب مشاهد لاستلامه جائزة اليوبيل الفضي من مهرجان “كان” من باب هذا التأكيد. ويستدرج، ويا ليت كان في الحفلة التي حضرها نقاد أجانب، المشاهدين للضحك والسخرية خصوصا عندما يهوى الموضوع بالمخرج فيصبح عاطفيا بحتا حول تمزّق فتى بين حبّه لأمريكا وحبّه لمصر، بين حبّه لأمه وحبّه لجنجر، ثم بين حبه وحب زوجته (نيللي) لابنه ألكسندر. وتنهمر الدموع كلما كان ذلك مناسبا... هل كنت أشاهد فيلما ليوسف شاهين أم لحسن الإمام؟

الخليج الإماراتية في

23.05.2004

 
 

السعفة الذهبية للمخرج مايكل مور واسرائيلية تدعو الى انقاذ الفلسطينيين من شارون

كان - ابراهيم العريس

... كأننا في حفلة من احتفالات تضامن شعوب آسيا وافريقيا: خطابات من أجل السلام, ضد اسرائيل واضطهادها للفلسطينيين (من قبل اسرائيلية فازت بالكاميرا الذهبية عن فيلمها "باكنزي"). جوائز لكوريا, لتايلاند, لايران, وهناك اليابان, والغجري من فرنسا, وأمراض استوائية. وأيضاً هناك الشاب الاميركي يفوز فيلمه بجائزة الفيلم القصير فيصرخ متوسلاً: ارجوكم لا تصوتوا لجورج بوش!

لكن الكبار غابوا: وونغ كارداي لم يفز بشيء وكوستورنيشا بدا خالي الوفاض... في المقابل كانت المفاجأة الكبرى والحدث الاستثنائي: مايكل مور يفوز بالسعفة الذهبية عن فيلمه الوثائقي العنيف ضد جورج بوش والإدارة الأميركية "فهرنهايت 9/11". مفاجأة! بل كان ذلك واضحاً منذ أيام حين وقف كوينتين تارانتينو يصفق له بحرارة طوال عشرين دقيقة. المفاجأة انها المرة الأولى في تاريخ السينما المعاصرة التي يمنح فيها مهرجان من طينة "كان" جائزته الأساسية لفيلم تسجيلي, تحديداً لفيلم سياسي سجالي هو معركة (انتخابية) مفتوحة ضد الرئيس بوش. ومايكل مور, صاحب الفيلم العتيد العنيف والمشاكس انتهزها فرصة لقول كل "ما يجب قوله" عن الادارة الأميركية.

منذ البداية كانت الأيدي تتجه نحو مايكل مور وكان الكل يعرف أنه لن يذهب من كان إلا والنصر في جيبه, والا وجورج بوش مغتاظ أكثر وأكثر. وفي انتظار ان نعرف انعكاس هذا, نتابع عرض النتائج: جائزة كان الكبرى ـ وهي الثانية من ناحية القيمة بعد "السعفة", ذهبت الى الفيلم الكوبي "أولد بوي", وأفضل ممثل الى الفتى الياباني ياغيرا يويا بطل فيلم "لا أحد يعرف". أما أفضل ممثلة فهي الصينية الرائعة ماغي شونغ لها فيلمان لكنها فازت عن دورها في الفيلم الفرنسي "نظيفة". اما أفضل سيناريو فذهبت جائزته الى الثنائي الفرنسي آنياس جاوي وجان لكود ياكري عن فيلم "كما في صورة". وأما جائزة الاخراج فاعطاها مخرجنا العربي الكبير يوسف شاهين, الذي صفق له الحضور طويلا, الى زميله الفرنسي من أجل غجري ـ جزائري طوني غاتليف عن فيلم "منافي" الذي يتحدث تحديدا عن شاب وفتاة يعودان من فرنسا الى الجزائر فيكتشفان الأصالة.

ألم نقل ان الأمور بدت وكأننا في عز الحرب الباردة أيام تضامن شعوب افريقيا واسيا, وكان في ودنا ان نقول: اميركا اللاتينية ايضاً, لولا ان لجنة التحكيم الموقرة لم تجد في رائعة والتر ساليس عن حياة تشي غيفارا ما يلفت نظرها.

جريدة الحياة في

23.05.2004

 
 

فهرنهايت 911 أحسن فيلم في مهرجان كان

مايكل مور منبهر بالنتيجة.. ويأمل في هزيمة بوش

رسالة كان : من سمير فريد

طفل ياباني يفوز بجائزة أفضل ممثل.. ماجي أحسن ممثلة

يوسف شاهين سلم جائزة الإخراج للفرنسي توني جاتليف

فاز فيلم "فهرنهايت 911" لكاتبه ومخرجه الأمريكي مايكل مور بجائزة السعفة الذهبية كأفضل فيلم في مهرجان كان السينمائي الدولي. هذه هي المرة الأولي التي يفوز فيها فيلم وثائقي بهذه الجائزة الرفيعة والفيلم يتضمن انتقادات عنيفة لسياسات الرئيس الأمريكي جورج بوش وحربه في العراق..

ويرصد الفيلم التغيرات في الولايات المتحدة منذ الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2000 والتي أتت بالرئيس بوش إلي الحكم. وأحداث الحادي عشر من سبتمبر وتأثيراتها وكذلك نتائج الحرب الأمريكية في كل من أفغانستان والعراق.

قال "مور" في تأثر بالغ عقب تسلمه الجائزة ماذا فعلتم؟ أنا منبهر تماما بهذه النتيجة.

أضاف: أنه عندما تسلم آخر جائزة له في هوليوود انفتحت أبواب الجحيم بعد أن انتقد بوش في كلمة مطولة له.

أضاف مور: أنه سيخصص قيمة الجائزة إلي الأطفال في الولايات المتحدة والعراق وفي العالم والذين عانوا من سياسات بوش.. أعرب "مور" عن اعتقاده بأن فيلمه "فهرنهايت 911" قد يساعد في توحيد هزيمة ساحقة للرئيس بوش في الانتخابات الرئاسية القادمة.

أضاف: أنه يأمل أن يحدث ذلك مشيرا إلي أنه ليس وحده في هذا الموقف وان ملايين الأمريكيين يشاطرونه هذا الاتجاه.

يشار إلي ان شركة بريطانية للتوزيع اشترت حق توزيع فيلم فهرنهايت 911 بينما منعت شركة والت ديزني وحدة أفلام ميرا ماكس التابعة لها من توزيع هذا الفيلم.

أحسن ممثل

فاز الطفل الياباني /ياجيرا يوويا/ 14 عاماً بجائزة أحسن ممثل عن دوره في فيلم "لا أحد يعرف" وهي قصة تحكي عن أربعة أطفال هجرتهم أمهم واضطروا لتدبير أمورهم بأنفسهم وفازات /ماجي تشونج/ من هونج كونج بجائزة أحسن ممثلة عن دورها في فيلم "نظيف" الذي أدت فيه دور أرملة تحاول الإقلاع عن الإدمان وهو الفيلم الذي أخرجه زوجها السابق الفرنسي "أوليفر أساياس".

كما فاز المخرج الفرنسي "توني جاتليف" بجائزة أحسن اخراج عن فيلمه "المنفي" والذي يحكي قصة الجيل الثاني من المهاجرين الذي عادو إلي جذورهم وقد سلمه الجائزة المخرج يوسف شاهين.

الجمهورية المصرية في

23.05.2004

 
 

رسالة "كان" السينمائي 57

"كان" الـ 57 ينتصر لسينما الواقع ويصوت ضد بوش والحرب

مايكل مور يخطف السعفة الذهبية بفيلمه "فهرنهايت9\11"

صلاح هاشم

في حفل ختام مهرجان "كان" السينمائي "57" الذي اقيم امس 22 مايو في قصر المهرجان الكبير، وبحضور "ترسانة" من نجوم السينما في العالم، واكثر من 4000 صحفي وناقد، منحت لجنة تحكيم المهرجان الرسمية ،برئاسة المخرج الامريكي كوينتين ترانتينو جائزة السعفة الذهبية LA PALME DORللمخرج الامريكي مايكل مور عن فيلمه " فهرنهايت9 "، من النوع الوثائقي..

وهي المرة الاولي التي تمنح هذه الجائزة لفيلم من هذا النوع، بعد مرور 45 عاما علي فوز القبطان كوستو عالم البحار الفرنسي الراحل علي هذه الجائزة بفيلمه الوثائقي "عالم الصمت" LE MONDE DU SILENCE الذي شارك في اخراجه المخرج الفرنسي الكبير لوي مال..

وكانت هذه أكبر مفاجأة فجرتها لجنة التحكيم برئاسة ترانتينو، التي ارادت بمنح مور هذه الجائزة، ان تنوه بقيمة السينما– وبخاصة من خلال هذا النوع الوثائقي- كفعل سياسي مؤثر في حركةتغييرالواقع،وتطويروعينابمجتمعاتنا الانسانية، وأزمات ومشكلات عصرنا ،من مجاعات وامراض واحتلال وحروب وتلوث ، ..اهميتها في البحث عن الحقيقة والكشف عنها، وفضح الاكاذيب التي صارت خبزنا اليومي، وتقصفنا بها شاشات التلفزيون الرسمية كل يوم.

ليس بالشكل وحده تحيا السينما

وقد كان البعض يحسب ان السينما عند ترانتينو رئيس اللجنة، ليست الا احتفاء بالشكل وحده علي حساب المضمون، والولع فقط بالنوعGENRE ،علي حساب المحتوي او رسالة الفيلم وتوجهاته، ولابد أنه ترانتينو يقينا سوف يؤثر علي اعضاء اللجنة، لكي يصوتوا معه للفيلم الذي يعجب هو اولا به ، ..كان يحسبون ان السعفة الذهبية ستذهب ومن دون كلام لفيلم روائي من الافلام الكثيرة الجميلة والمهمة من أعمال الخيال،التي شاهدناها خلال هذه الدورة الرائعة حقا مثل فيلم "منافي" و "مثل صورة " و "الحياة معجزة" و "المرأة مستقبل الانسان" واعجتنا وتحمسنا لها، أو لفيلم من افلام الاكشنACTION الحركة، التي ينحاز اليها ترانتينو بطبعه وجنونه، ولايقول شيئا، او لايهم علي الاطلاق ان يقول أي شييء، المهم فقط ان يكون الفيلم مسليا.. لكن اذا بكل توقعاتهم تتلاشي وتتبخر، وهم يشاهدون فجأة كيف تأثر ترانتينو بفرحة مور عند صعوده الي خشبة المسرح لاستلام الجائزة، حتي كادت الدموع تنهمر من عينيه ، وكان قرار اللجنة الذي اعلنه ترانتينو مفاجأة حتي بالنسبة لمايكل مور نفسه ، ولو أن ملاكا ملهما هبط عليه من السماء في الحلم، وابلغه بحصوله علي تلك الجائزة،ومن من؟من هذا الترانتينو الذي يعشق افلام السيف والوسترن الاسباجتي، ماصدقه..

فيلم "فهرنهايت 9 " لمايكل مور- وسنعود اليه بالتفصيل قريبا في ملف "حصاد كان السينمائي" علي صفحات "ايلاف" - ليس بالقطع افضل افلامه، ولايرقي الي رائعة مور " بولينج لكولمباين " او حتي فيلمه الاثير "أنا وروجر" حيث بدا لنا FAHRENHEIT9 اقرب الي المنشور السياسي الفكاهي الساخر، ونوع من" التريقة" او التهكم علي بوش الرئيس الكسول الابله الذي يعتبره مور أغبي مرشح للرئاسة في تاريخ امريكا.. منه الي الفيلم السياسي المحكم،الذي يعتمد علي التحليل والتمحيص، والكشف عن المتناقضات في قلب العملية الاجتماعية ويثير الجدل ويحمي النقاش..

تكريم لمايكل مور والسينما التي يصنع

ولذلك نعتبر ان قرار منح جائزة "السعفة الذهبية" لمايكل مورينطوي علي العديد من الدلالات، حيث لم تصوت اللجنة في رأينا لقيمة الفيلم الفنية، بل صوتت لقيمة الفيلم السياسية، ولصالح " الطاقة" ENERGIE السينمائية الرائعة التي فجرها مور المخرج الامريكي السمين، مثل كرة النار المتدحرجة،وهو يجاهد ويصنع افلامه علي الرصيف، بالكاميرا المحمولة علي الكتف، لتكون مؤثرة وفاعلة في "اللحظة" التي نحياها الآن، و"تصرخ" في وجه الظلم في العالم، ضد اكاذيب السلطة والنظام الامريكي ،وقمع واضطهاد واستغلال البشر، وهي تطالب بعالم اكثر عدالة ومحبةومساواة وتسامحا..

صوتت اللجنة للسينما كفعلACTE، صوتت لسينما " الحقيقة "، وكان قرارها بمثابة تكريم للسينما التي يصنعها ذلك المخرج الامريكي السمين، ولايهم علي اية شاكلة تكون،.. صوتت معه لجنة التحكيم ضد بوش، والحرب التي تخوضها امريكا في العراق، ولذلك أهدي مايكل مور جائزته الي كل الجنود الامريكيين الذي راحوا ضحية لتلك الحرب، حتي يعرفوا بأن تضحياتهم لم تذهب سدي، وكان مور صرح من قبل، بأنه يريد بفيلمه أن يكون فعلا نضاليا في المحل الاول، لاقصاء بوش عن السلطة بأية طريقة، واستقطاب العديد من الناخبين الامريكيين الذين لايصوتون عادة، وغالبيتهم من السود الفقراء وشرائح من الطبقة المتوسطة، استقطابهم الي صناديق الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل، وكسب اصواتهم لصالح المرشح الديمقراطي، وشجب بوش وسياساته، ولذلك قدم مور عبر فيلمه كشف حساب للنظام الامريكي برئاسة بوش، لفترة تمتد الي اكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة، واستفاد من الغضب العارم علي سياسات بوش في فرنسا ووقوفها ضد الحرب وعدم مشاركتها فيها، وكسب تعاطف الفرنسيين مع فيلمه واعجابهم بالسينما التي يصنع ومنهجه السينمائي والمغامرة التي يخوضها في كل فيلم من افلامه وشجاعته، حتي ان الجمهور الذي شاهدنا معه فيلم " فهرنهايت9 " في " كان " ظل يصفق لمور من وضع الوقوف بعد نهاية الفيلم لمدة 20 دقيقة، وبخاصة ان المشهد الاخير في الفيلم، يفجر من خلال صراخ امرأة عراقية، مأساة الدمار التي لحقت بالعراق وأهله، تحت تأثير قصف القوات الامريكية لمدينة بغداد،وحول دارها في لحظة الي حفنة تراب، ويكشف عن ضحايا الحرب من جثث العراقيين، ويعرج علي مستشفي امريكي ليعرض للجنود الامريكيين الذين فقدوا اطرافهم في الحرب الدائرة، ويعلن بعضهم في الفيلم عن انخراطهم عند عودتهم في العمل السياسي لوقف الحرب، ومناهضة بوش وسياساته، التي جلبت العار والخراب علي امريكا والامريكيين..

لذلك يعتبر فيلم مور وثيقة سياسية عملية بنت وقتها وزمنها، وتكمن اهميتها في انها تلامس الوتر الحساس ونبض الناس ومشاعرهم الآن في اللحظة، وتلهفهم علي عمل أي شييء لمناهضة الحرب، ولتذهب بعد ذلك كل الاعتبارات الفنية الي الجحيم، وكان فيلم مور، الذي حاز علي ثقتهم من خلال افلامه السابقة وعلي قمتها رائعته " بولينج لكولمباين " ، كان علي موعد معهم في " كان "، ومن هنا تضامنهم معه، و تعاطفهم مع صاحبه ورسالته.. 

جوائز المهرجان

• السعفة الذهبية :فيلم FAHRENHEIT 11-9لمايكل مور ( امريكا )

• الجائزة الكبري: فيلم OLD BOYلبارك شان ووك ( كوريا الجنوبية )

• جائزة الاخراج : فيلم EXILSلتوني جاتليف ( فرنسا)

• جائزة السيناريو: فيلم COMME UNE IMAGEلانياس جاوي ( فرنسا)

• جائزة لجنة التحكيم الخاصة: منحت اللجنة جائزتين:

·     جائزة للممثلة الامريكية السوداء ايرما.ب.هال IRMA.H.HALLبطلة فيلم  LADYKILLERS

·         وجائزة لفيلم TROPICAL MALADY( تايلاند)

• جائزة أحسن أداء نسائي: منحت للممثلةMAGGIE CHEUNG بطلة فيلم CLEAN (فرنسا)

• جائزة أحسن أداء رجالي: منحت للممثل YAGIRA YUUYAبطل فيلم NOBODY KNOWS( اليابان )

• جائزة الكاميرا الذهبية: منحتها اللجنة التي ترأسها البريطاني تيم روث لفيلم ORلكارين يدايا ( اسرائيل ) وطالبت عند استلامها الجائزة ان يساعد العالم الفلسطينيين، اكثر من 3 مليون فلسطيني، في نضالاتهم ضد الاحتلال الاسرائيلي، وصفقت لها القاعة طويلا

• سعفة الفيلم القصير الذهبية: فيلمTRAFIC ( رومانيا )

• جائزة لجنة تحكيم الفيلم القصير: فيلم FLATLIFEلجوناس جيرنارت

موقع "إيلاف" في

23.05.2004

 
 

القدس العربي في مهرجان كان

البرازيلي "مذكرات دراجة نارية" عن الانقلاب الكبير في حياة غيفارا والفرنسي "مناف" ينتصر للهويات المستعارة و اللبناني معارك حب

زياد زياد

رحلتان تراتبتا معا، عبور بلدان ومجتمعات وحضارات وقيم، اديتا الي تحولات حاسمة في دواخل ابطالهما. سفران كتبا كما لو كان اعادة كتابة حياة وقناعات وسجال لمعني البطولة واكتشاف النفس وقدرات الكائن البشري علي التغيير وفهم العالم. في الشريطين الآخاذين، مذكرات دراجة نارية للبرازيلي والترساليز و مناف للفرنسي من اصل جزائري توني غاتلف صيرورتان تتخذان من المغامرة وتوابعها مركزين مشتركين لحكاية واحدة متقاربة: ما معني الاقتراب من البشر الحقيقيين واختراق مجاهل الارض للوصل الي ادراك حيوية الشعوب وثقافاتها!

في العمل الاول تؤدي الرحلة الي تكوين ايقونة ثورية دخلت الضمير السياسي للبشرية: ارنستو غيفارا فهذا الشاب البرجوازي، ابن الاصول الاجتماعية المرفهة يقرر بصحبة صديقه ألبرتوغرنادو الانطلاق بمغامرة عفوية ستقودهما الي اعماق القارة اللاتينية. العام هو 1952 حيث الديكتاتوريات متناثرة في بلدانها، والفاقة ضاربة في مجتمعاتها والفساد منتشر بين اداراتها. تسلح الشابان بشهادتيهما كخرجي دراسات طبية وعزما علي تقديم اكبر قدر من المساعدة، رفيقتهما في السفر دراجة نارية ستخذلهما لاحقا، وتفرض عليهما اندماجا حيويا مع العامة. فبعد ان كانت وسيلة اصبحت عاملا مساعدا في رفع حدود عزلتهما كسائحين هدفهما اكمال المشوار في الوقت المحدد.

الزمن هنا اساسي في ترتيب ذاكرة وخبرات الشابين ففي كل حدث يعيشانه تتشكل قيم جديدة ومعرفة اعمق، سطرهما الثوري العالمي المقبل في مذكراته التي استند عليها المخرج ساليز (ولد عام 1956 في ريودي جانيرو واخرج بلد الغربة 1996 و المحطة المركزية 1998 و ابريل المكسور 2001)، مركزا وبشكل سريع في بداية شريطه علي تفاصيل عائلية تمهيدية وعلاقات شخصية وعاطفية كانت من اوائل تجارب الشاب ارنستو قبل ان يتحول الي تشي الشهير فصاحب العلاقات النسوية المتعددة والمبرز في دراسته يأنف الخضوع الي شروط الرفاهية والمستقبل المضمون الذي سيجعله ضوءا لوالده الارستقراطي فيأتي القرار بشد الرحال ايذانا بقلب التاريخ الشخصي للشاب اليافع. في بلدان الاغتراب يتعرف الشابان علي حالات انسانية ذات مرارة وتتكشف امامهما خصوصا غيفارا معني الحيف والاقصاء والعسف من دون ان يفلسفا ما يختبران من منطلق سياسي او ايديولوجي (فهذا شأن سيترسم لاحقا في حياتهما): الزوجان الشيوعيان الهاربان من مطاردة الشرطة بسبب انتمائهما، المهاجر الاوروبي المستوطن الذي سيرفضهما باعتبارهما شريدين خطرين، وصولا الي المستشفي المعزول لمرضي الجذام الذي سيبصر تفاني البطلين في العلاج ورفع الهوة بين سلطة الادارة والمنكوبين بعللهم. يكتب غيفارا مشاهداته ويضمنها اول قناعاته بان التغيير لا يتم الا بقوة السلاح، لكن المخرج ساليز لا يريد من فيلمه ان يكون عملا وثائقيها يستعرض بطولة لم تكن متشكلة اصلا في كيان الشاب. مختارا نتف من تساؤلاته وبصيرته البكر في المناداة بوحدة القارة التي سيعلنها في خطبة وداعه مع رفيقه من المستشفي، حيث يرفع وهما محاطان بمسؤوليها واطبائها وممرضاتها، نخب تعميده كقائد ثوري سيغير في وقت قصير الوجه السياسي الاسود لانظمة امريكاه .

غيفارا يهجس ان هذه الخطبة لن تكون ناجزا حقيقيا ما لم يستكملها مع اولئك المرضي المحاصرين عند الضفة الاخري للامازون، وحينما يغطس في مائه الخطر رغم مناشدات الجميع عابرا بجهد (نظــــرا لاصابته المزمنة بداء الربو) كي يوفي بالنصف الآخـــر من التزامه: احتفاله بعيد ميلاده مع المجذومين الذين سيودعونه كقديس.

وكما هي رحلة السيدة العجوز مع البطل الصبي في شريطه المحطة المركزية حيث يترافقان بحثا عن عائلة الاخير المفقودة، و سياحتهما في ارض البرازيل، صاغ المخرج ساليز مذكرات دراجة نارية علي ذات المنوال، فصول متراتبة ومشهديات مصنوعة بقوة بصرية متقنة (تصــــوير بارع من اريك غوتير)، عينها علي الطبيعة الاخــــاذة، دون ان تغفل وجوه البشر وسحناتهم (مشاهــــد الذين مروا بحياتهما مصورة بالابيض والاسود)، فهؤلاء هم الوقود الحقيقي الذي سيخلق صاحب نظرية الكفاح المسلح واحد رموزها الخالدين في الذاكرة العالمية. في رحلة الشابين نعيمة (الممثلة لبني زابال) وزانو (الممثل روماين داريوس) التي بدأت كنزوة في شريط المخرج توني غاتليف مناف ، صيرورة من نوع آخر وطعم ثقافي هوالاصل في حكايتهما الغريبة. الاولي من اصل جزائري ولدت في فرنسا ولا تعرف عن اصـــلها سوي اسم والدها، فيما ابصر الثاني النور هناك لعائلة كانت من المستوطنين البرجوازيين الذين طردتهم ثورة التحرير.

هذان الاصلان المتناقضان المكملان لبعضهما، سيحتاجان الي هزة ضمير و غسول ثقافي ـ ديني يزرع في دواخلهما الانتماء الي حاضرة مشتركة اسمها المنفي. يعبر الاثنان بلدهما الي اسبانيا حيث يلتقيان بمهاجرين مغاربة وافارقة ساعين الي الهجرة الي فرنسا حيث كل شيء متوافر، من العمل الي الثروة ، بينما تكون الهجرة العكسية لنعيمة وزانو استحقاق لحياة تشردهما وقرارهما برفض نظام تدجينهما كمواطنين صالحين ينهيان العمل اليومي يعتنيا بالاحتفال والمرتب وحساب التقاعد والجلوس الطويل امام التلفزيون، انهما روحان هائمتان تبحثان عن اغتراب ايجابي يعزز قوتهما الداخلية المتمثلة في الاصول الضائعة او المغمضة ضمن قوانين الدولة الاجبارية ! تحصد نعيمة بسبب اصلها الجزائري مساعدة من فتاة مغربية مهاجرة تعينها برسالة الي اهلها ستكون بوابة العبور الي ارض اجدادها، وصاحبها الي مدافن عائلته والدارة التي ابقتها العائلة الجزائرية كما هي في ذاكرته (يسأل سيدة الدار لماذا لم تزيلوا الصور العائلية الكثيرة المعلقة علي جدرانه. تجيبه ببراءة لانها صور ساحرة وجميلة . يقود المخرج غاتليف (ولد عام 1948 في الجزائر العاصمة وعرف عالميا بفيلمه المميز Gadjo Dilo ) بطليه الي موقعين مختلفين: نعيمة الي الشارع الجزائري (علي اعتباره رمزا اسريا اضاعته) حيث ترصد المتغير السياسي الذي قاد الوضع نحو البؤس (مشاهد طوابير المواطنين الطويلة للحصول علي رغيف او سيارة تاكسي علي خلفية خرائب الزلزال الاخير الذي ضرب العاصمة المكتظة، والقافلة هائلة العدد لجزائريين يسيرون نحو منفي غامض كنتيجة للوضع السياسي الفاسد في البلاد)، وسيكون علي البطلة الشابة الدخول في مغامرة تنقية روحية ضمن رقصة صوفية (هي احدي المشاهد الرئيسية في شريط غاتليف) وبعد نصيحة من سيدة تسديها لها للتخلص من ازدواجية شخصيتها انت هنا، لكن روحك بعيدة . وبعد صفاء كيانها سترافق حبيبها الي المقبرة، ليقف امام قبر والده معلنا عودة انتمائه المتمــــثل بوصــفه سماعتي مسجلته الصغيرة علي الحجر فيما تصدح الموسيقي لتخاطب روح الموسيقي المدفون في ارض غربته.

غاتليف المعروف بولعه الموسيقي او انجازاته في هذا المضمار (وضع موسيقي هذا الفيلم بنفسه) يستكمل ما انجزه في افلامه الاخري التي عجت بفنون الغجر (وهو واحد منهم) والحانهم وتراثهم وثقافاتهم. وجعل بطليه الشابين منغمسين في السماع والرقـــص لاغاني مختلفة الانواع، خصوصا الشمال افريقية. وفي تقديري النقدي فان غاتليف هدف في مناف الي توكيد شرعية الموسيقي في جمع الشعوب. انها لغات مشتركة وانجازات حضارية متقاطعة ومتأثرة بعضها ببعض. ولا يتـــردد هذا المخرج الموسوعي في مجاله، من شحن مشاهده بكم متعدد من النصوص: ففي المقطع الفرنسي يسجل اغاني محدثة غربية الايقاع، وفي المقطع الاسباني يركز علي الفلامنكو واغاني ورقصات الغجر وفي المقطع المغربي تكون للموسيقي الشعبية حصتها الثرية، اما في المقطع الجزائري فان موسيقي الراي تمتزج مع الغناء الشعبي الصحراوي وايقاعات الانشاء الديني الصوفي. ان مشاهد مناف ستتلبسه روح الموسيقي قبل ان يعي رحلة البطلين، ومغزاها، فهي (اي الموسيقي والاغاني) شخصية ثالثة من عناصر الشريط وعدم الاندماج فيها وتذوقها سيفقد مشاهد الفيلم العصب الاساسي في البناء الدرامي له.

وفي مقاربة لمفهوم البحث والتجوال والرحلة، ينضم الشريط الروائي الاول للروائي والمخرج الافغاني عتيق رحيمي تراب ورماد الذي اقتبسه عن روايته الشهيرة الي الشريطين السابقين، ولكن بقدر اقل درامية. فهي حكاية تجوال العجوز داستغور وحفيده ياسين بحثا عن وسيلة توصله الي ابنه البكر العامل في منجم فحم، لكي يخبره بالمصاب الجلل في فقده عائلته نتيجة قصف الطائرات الامريكية لقريتهم. وحينما يتحقق له الوصول يكتشف غيابه عن العمل (وهو غياب رمزي ينعطف علي وحدة البطل العجوز وعجزه في تحمل ارث الموت وحيدا).

هذه الشخصية الصموتة جزء من صمت المحيط الذي عمه خراب الحرب ورائحة الموت، انه كائن وحيد مجالد، يحمل صخرة ألمه بصبر عابرا الفيافي القاحلة مستعيدا في لحظات احلامه مشهد النيران وهي تحرق عائلته ومحاولاته لتهدئة خاطر الزوجة التي جنت بسبب الموت، حتي كف دمعها، ولم تتحمل وحدتها ومصابها فتجن وتعدو عارية في شوارع القرية المهجورة، يتابعها العجوز برداء يسترها، لكنه كلما اقترب منها يصحو علي صوت الريح ونفحات التراب الذي سربل كل شيء.

التراب رمز للدفن والموت واليباس متوافر في كل محيط داستغور، يحاصره ويمنع عنه رؤية السبيل الذي لن يقوده الي نهاية مهمته. اما الرماد فهو بقايانا كبشر تذروه الريح فنتحول الي غياب. وهذه حالة البطل العجوز الذي ظل يدفن بقايا الناس والاصحاب والاهل. وحده الصبي الصغير الذي يحيل اعصابه الي ثورة ابوة مفقودة لديه. ياسين الكائن الجديد القانع بما يعطي له، ذو حكمة غريبة (انه يسمع اصواتا يقول عنها انها سُرقت من الناس!) وهو في حركتيه وشيطنته الوجه الآخر لهرم البطل وثقل حركته وردود افعاله لم يبق امام المخرج رحيمي ازاء التقشف الدرامي في حكايته سوي التصوير. ففيلم تراب ورماد ألبوم من الصور الرائعة (من توقيع الفرنسي اريك غويشار)، ولا اظن ان شريطا سينمائيا حول افغانستان ضم مثل هذا الجهد التشكيلي الذي تغني بالتنوع الباهر للطبيعة الافغانية. وفي هذا عزاء للحدوتة الضعيفة للشريط.

بعد ستة افلام قصيرة ووثائقية حققت اللبنانية دانيال عربيد اول اعمالها الطويلة معارك حب (ضمن خانة اسبوعي المخرجين) وهو دراما عائلية تدور في بيروت عام 1983، بطلتها اليافعة لينا التي تتحول الي رائية للصراعات والعدوان بين افرادها. ابوها المقامر الذي يطارده الدائن، والجدة الغنية الرافضة له ولتبريراته وعنفه، والمصرة علي عدم انقاده من ورطته. هذه السيدة المتنفذة التي تمضي اوقاتها بلعب الورق مع شلتها تستعبد خادمتها المراهقة سهام، الكائن الاقرب الي كيان البطلة. مشكلة اسهام انها متورطة بعدد من العلاقات الجنسية مع شبان لا هم لهم سوي العطالة وقضاء وطرهم منها، وهي بدورها تمارس اغواء علنيا للجميع. تري لينا فيها مراهقتها المتنامية في داخلها، وحينما يبادر احدهم بتقبيلها، تقلدها بعدم الممانعة! ان سهام تسكن في داخلها، تحرضها علي الرفض (خصوصا عنف والدها علي امها المتمسكنة بقدرها)، وتنمي فيها الشجاعة (البطلة لا تهزها قنابل الحرب الاهلية، وتعتبر مقتل والدها عقابا حميدا لشخص بلا ضمير، وتعلن يوم العزاء صارخة انها لا تهتم بالموت اوالكنيسة حينما تدعوها العائلة للذهاب الي القداس).

يحدث الانقلاب الكبير في حياة الصبية حينما تخبرها سهام عزمها الهرب الي بلدها سورية والبحث عن والدها الذي باعها كأمة! وتطلب منها المساعدة. تقرر لينا المرعوبة من وحدتها اخبار الجدة التي ستعتقلها في غرفتها، تجن سهام وتحاول قتل الخائنة ربيبتها، وتستغل فرصة غياب الجميع لتهرب، تتبعها لينا، ربما الي المصير ذاته: التشرد والانعتاق!

عربيد لم تكن معنية بتفاصيل الحرب، فهي حاضرة باصوات القنابل والرصاص وصرخات المقاتلين. وبان همها الاساسي قراءة السقوط الاخلاقي لابطاله، فهم اما شياطين او هامشيون او ضحايا ليخلو شريط معارك حب من اية شخصية ايجابية (حتي شخصية المطران ظهرت بمسوح المتواطئ الذي يحاول ان يجد الحلول لخطايا افراد العائلة). ما عاب شريط عربيد انه بلا دراما كبيرة. انه سياق سردي ليوميات شخصيات تعاني من اغترابها الجماعي، فكما هي الحرب الطائفية التي دارت في شوارع بيروت، هنا معارك من نوع آخر: الحقد العائلي. ونتيجة لهذا فان اشتغال عربيد التقني لم يكن سوي ربط مشاهد متتابعة تقترب من روح الدراما التلفزيونية وبعيدا عن الايقاع السينمائي الذي خان موهبة هذه المخرجة الشابة (ولدت عام 1970ودرست الادب في السوربون والصحافة في احد المعاهد الباريسية قبل ان تخرج اول افلامها الوثائقية ردم عام 1998).

في قضايا الشباب رصد الشريط الكوري الجنوبي المرأة مستقبل الانسان للمخرج هونغ سانغسو الذي حصد شهرة عالمية بعمله الاول حينما سقط خنزير في بئر (1996)، بحث الشباب عن هويتهم وشركاء عواطفهم وتحين الفرص الكبيرة وندرة الاصدقاء الحقيقيين في مجتمع كوري تنشط فيه العزلات والانانية والفردانيات مثله مثل اي كيان اجتماعي كبير اخترقته الحداثة والاوروبة وتلقيد الآخر.

هذه حكاية صديق طفولة: مونهاو المحاضر في الفن في جامعة سيوول، وهونغون المخرج السينمائي المفلس من المال والافكار يلتقيان بعد غيبة طويلة، اثر عودة الثاني من الولايات المتحدة حيث يقيم. الهدف اعادة سرد ذاكرتيهما وتاريخ صداقتهما، وبالذات علاقتهما المشتركة بالحسناء سنهاوا (ملكة جمال كوريا عام 1994 في اول ادوارها السينمائية سونغ هيوناه). في البداية تسير الامور طيبة، لكنها تنقلب علي رؤوسهم حينما يجتمعون في منزل الحبيبة الشابة. في تلك الليلة تمارس سنهاوا خيانتها المتبادلة بين الصديقــــين. انها اللــــيلة الاخيرة التي ما ان يعرف هونغون بما فعلته تثور ثائرته ليرفضهما معا. تنكسر الالفــــة وتتكشف انحطاط النفوس، فكل من الشخصـــيات الثلاث غير معنية باقل قدر من الاخلاقية يتناقــــش الصديقـــان في البداية عن العائلة والـــزواج والاطفال. وفي نهاية الشريط يتخاصمان علي الالتزام الذي ضيعاه بالخيانة.

قد تبدو الثيمة بسيطة ومسطحة نوعا ما، الا ان موهبة المخرج سانغسوبانت في اهتمامه بالتفاصيل الكثيرة التي تحيط بابطاله الثلاثة. ان المحيط هو رابعهم المعبر عن طبائعهم (في المشهد الافتتاحي يلتقي الصديقان في حديقة احدهما وهي مغطاة بالثلج، يقول مونهاو: الحاضر الذي اذكره هو هذا الثلج المتساقط متأخرا يمكنك السير عليه والحوار الودي الصادق بينهما كثفه البياض الباهر هنا، وحينما نقترب من الفراق، يصور المخرج الشاب (ولد عام 1960) فشاهدها ليلا وفي شارع مقفر تكون مصابيح الاعلانات الملونة الشيء الوحيد الحي بحركيتها).

المرأة مستقبل الانسان (عرض ضمن المسابقة) يذكر كثيرا بانفاس السينما الفرنسية وبالذات افلام الموجة الجديدة واخص شريط تروفو جول وجيم في تحلق الشابين حول فتاتهما الوحيدة (الممثلة جان مورو).

القدس العربي في

23.05.2004

 
 

اسكندرية نيويورك أحدث أفلام يوسف شاهين فى عرض خاص جدًا

تمرد جو على الحلم الأمريكى

الرقابة: لن نحذف كادرا واحدا

وثيقة إدانة فنية تكشف الوجه الحقيقى لأمريكا

فاطمة النمر

تنتهى اليوم الأحد فعاليات الدورة 75 لمهرجان كان السينمائى الدولى بحفل الختام الذى يشهد إعادة عرض للأفلام الفائزة فى أقسام المسابقة الرسمية يليها توزيع الجوائز التى يقوم مخرجنا الكبير يوسف شاهين، بتقديم الجائزة الأهم فيها وهى جائزة أحسن مخرج. أما احتفال المهرجان ب يوسف شاهين فكان فى العاشرة من مساء الجمعة 12 مايو الجارى بعرض فيلم إسكندرية نيويورك داخل مسابقة نظرة ما فى أهم دار عرض كلود ديبوسيه وحفل سواريه مميز جدا. إسكندرية نيويورك هو الجزء الرابع فى سلسلة أفلام السيرة الذاتية ل يوسف شاهين، لكنه يعد الجزء الأهم ليس فقط لأنه يحكى مشوار 60 سنة حب وعذاب ما بين إسكندرية نيويورك، لكن لهذا القدر العالى جدا من الجرأة والشجاعة فى طرح شاهين لنوعية العلاقات التى تربط بينه وبين ذاته وبينه وبين الآخرين.

يبدأ الفيلم بنزول التترات على شاشة سوداء وكأنه يقول للمشاهد انتبه هذه وثيقة مهمة يصاحبها جزء من أغنية أنت غناء وتلحين فاروق الشرنوبى يقطع التترات ويفتح الفيلم بمشهد يجمع بين بطل الفيلم المخرج السينمائى يحيى يؤديه النجم محمود حميدة وصديق عمره الكاتب المثقف الثورى أديب أداء الفنان الهايل أحمد فؤاد سليم ويدور بينهما حوار غاضب من طرف أديب ومستخف من طرف يحيى حول رفض أمريكا تمويل مشروع بناء السد العالى، حيث يقارن يحيى بسذاجة بين السد العالى وبين فيلم له رفضت أمريكا تمويل إنتاجه. نعرف بشكل مباشر زمان ومكان المشهد بعبارة على الشاشة (القاهرة 1956) ونستنتج أنه أثناء العمل فى فيلم باب الحديد من وجود يحيى وأديب على مقهى فى محطة مصر، بعد هذا المشهد تستكمل التترات بجزء آخر من أغنية البداية لكن بصوت هدى عمار، تنتهى التترات ويدخل بنا غرفة المونتاج على مشهد وحوار يكمل به المشهد الافتتاحى، حيث يقول يحيى موجها كلامه ل أديب وللمونتيرة رشيدة عبدالسلام التى تظهر فى ظل الكادر الممثلة التى تجسدها يقول يحيى: إن أمريكا هى التى أجبرت إنجلترا وفرنسا وإسرائيل على وقف إطلاق النار (العدوان الثلاثي) فيواجهه الصديق الواعى أديب قائلا: انت حاتفضل طول عمرك كده؟.. مفيش فايدة فيك؟.. اللى وقف الحرب الإنذار الروسى افهم بقى!

فى هذا المشهد الذى هو بداية أحداث الفيلم تبدو الحيرة وآلام الشك واضحة جدا فى نظرات يحيى.. فـ يوسف شاهين لم يكن حتى هذه اللحظة قد كون وعيه السياسى وكان لم يزل واقعا تحت تأثير أكذوبة الحلم الأمريكى، واختيار يوسف شاهين لغرفة المونتاج المظلمة تقريبا، واختياره لوجود المونتيرة فى الظل صامتة، دليل على ما كان يعانيه من التشتت واختلاط الروئ، لأن المونتاج هو إعداد الصيغة النهائية للفيلم أى الصيغة النهائية المحددة للرسالة. وتتوالى أحداث الفيلم متنقلة فى عدة أزمنة من خلال الفلاش باك، ف يحيى يستعد للسفر إلى نيويورك التى قررت أخيرا إقامة مهرجان لأفلامه وتكريمه فى أكبر مؤسساتها السينمائية وتقع أحداث انتفاضة الأقصى فى سبتمبر 2000، فيقرر يحيى عدم السفر وتبدأ قناعاته فى التغيير، لكنه يسافر وتبدأ مواجهات من نوع آخر، فهو كان يتحدث كثيرا عن أصدقائه من اليهود وكيف أن علاقته بهم علاقة متوازنة وأنهم أى اليهود يحبونه ويحترمونه، لكن فى مشهد لمؤتمر صحفى أعقب عرض فيلم باب الحديد، كان أول من هاجموه وسخروا منه اليهود، ثم فى مشهد آخر يعد من أهم المشاهد فى الفيلم يجمع بين يحيى وصديقه الحميم اليهودى، والذى يعمل فى مجال الإنتاج السينمائى ويدور بينهما حوار حول رغبة يحيى فى مساعدة أمريكا له لإنتاج فيلم الناس والنيل الذى يحكى قصة السد العالى، فيقول له ذلك الصديق اليهودى: انت مجنون عاوزهم يساعدوك تعمل فيلم يمجد عبدالناصر؟.. الناس دول لا بيقبلوك ولا بيقبلوا العرب ولا بيقبلوا عبدالناصر!!

فيسأله يحيى وآلام الصدمة تعتصره أكثر فأكثر: طيب ما انت يهودى موش صهيونى وأنا وانت أصحاب طول عمرنا، لكن الصديق اليهودى يواجه يحيى بالحقيقة التى عاش عمره يهرب منها انت صحيح صاحبى لكن لو اخترت، حاختار إسرائيل طبعا!! ثم تأتى أحداث الفيلم كما كتبها وأخرجها يوسف شاهين بما يدفع يحيى لإعلان موقفه دون مواربة من كل الأوهام التى كان يتعلق بها، ف يحيى الذى تجاوز 70 عاما يقابل جنجر (الفنانة الجميلة يسرا) خلال مهرجان أفلامه فى نيويورك، وهى الفتاة التى أحبها من أول نظرة عندما قابلها كزميلة له فى معهد باسادينا وهو طالب صغير فقير وصل إلى أمريكا يحلم بتحقيق كل أحلامه فى الفن والشهرة والحب والفلوس.

المهم يسترجع يحيى مع جنجر ذكريات عمرها 60سنة ويعود بنا بالفلاش باك لبداية مشوار يحيى الصغير ويؤديه راقص الباليه الوجه الجديد أحمد يحيى أما جنجر الصغيرة تمثلها الوجه الجديد أيضا يسرا اللوزى، وفى أثناء حديث الذكريات نعرف أن جنجر أم لشاب راقص فى أهم فرقة باليه ب نيويورك اسمه اسكندر يؤديه أحمد يحيى وهو نفس الاسم الذى كانوا يطلقونه على يحيى وهو طالب فى معهد باسادينا وأن والد هذا الشاب هو يحيى. من لحظة هذه المعرفة ينقلنا يوسف شاهين لمنطقة فى منتهى الحساسية ومنتهى الجرأة أو الشجاعة ومنتهى الأهمية على عدة محاور. أول هذه المحاور هو حياة يوسف شاهين الشخصية الحقيقية فى الواقع والتى حكاها بشكل مباشر جدا فى الفيلم، وهى أنه فعلا ليس لديه أبناء وكم يفتقد أن يكون له ولد بعد هذا العمر وكم يتمنى وجوده وليس هو وحده بل وزوجته أيضا جان التى جسدتها باقتدار شديد وأداء مذهل الفنانة لبلبة فهى تبكى وتبكينا معها لرؤية إسكندر وتتفجر فيها كل طاقات الأمومة ولا تشعر بالغيرة تجاه جنجر وعلى العكس تقول لها: لا أستطيع منافستك وأنت أم لابن يحيى.

المحور الثانى هو أن هذا الابن أمريكى الأم والمولد والجنسية وكل شيء، وهو الحلم الذى حلم به يحيى أو يوسف شاهين عن أمريكا وعلاقته بها والحلم أن تعترف به أمريكا وتقبله، لكن هذا الابن الحلم الأمنية، الخيال يرفض بشكل قاطع وبمنتهى القسوة هذا الأب العربى حتى لو كان أحسن مخرج فى الدنيا ويصل هذا الرفض ل يحيى الأب والمخرج السينمائى والمواطن العربى، ويعلن هو أيضا رفضه لهذا الابن القاسى المتعجرف حتى لو كان أغلى أحلام عمره ويقول له: أنا زهقت وقرفت منك ومن أمريكا ودلوقت أنا اللى بارفضك. وينتهى الفيلم بمشهد ل يحيى الأب يسير وحيدا فى زحام نيويورك القاسية واختلطت فى ملامحه ونظراته مشاعر الألم بمشاعر الغضب وأغنية على الحجار نيويورك تقتل كل حنين. إسكندرية نيويورك بطولة محمود حميدة، يسرا، لبلبة، أحمد فواد سليم، هالة صدقى، ماجدة الخطيب، نيللى كريم، ومجموعة كبيرة من النجوم والوجوه الجديدة مثل أحمد يحيى، يسرا اللوزى، يسرا سليم، بشرى.

الفيلم سيناريو وحوار يوسف شاهين وخالد يوسف، إخراج يوسف شاهين ومخرج منفذ خالد يوسف الذى يقول عنه يوسف شاهين إنه أهم أبنائه إنتاج جابى وماريان خورى وأمير بلزان وجهاز السينما وتوزيع جهاز السينما ممثلا فى ممدوح الليثى الذى وصف الفيلم بأنه قمة النضج الفنى والفكرى ل يوسف شاهين، المونتاج ل رشيدة عبدالسلام، التصوير رمسيس مرزوق، الأغانى كلمات الزميل الشاعر الصحفى جمال بخيت، ألحان فاروق الشرنوبى وغناء على الحجار وهدى عمار، أما الموسيقى التصويرية والتوزيع ليحيى الموجى. الفيلم تم تصويره ما بين أمريكا فى أكثر من ولاية والقاهرة والسويس ويعتبر من أفلام الإنتاج الضخم حتى بالنسبة لأفلام يوسف شاهين.

ومن المتوقع أن يعرض الفيلم تجاريا بعد عودته من كان مباشرة، خاصة أن د. مدكور ثابت رئيس رقابة المصنفات الفنية صرح بعد مشاهدته للفيلم إنه لن يحذف منه كادرا واحدا. أخيرا بلا مجاملة ل يوسف شاهين إسكندرية نيويورك الغضب سابقا يؤكد عبقرية يوسف شاهين فى إدارة الممثل، وإخراج أصدق من المشاعر فجاء الفيلم فعلا مفعما بالمشاعر والرومانسية، وأعلى حالات الشجن التى تسللت لقلوب المشاهدين بمنتهى الرقة والنعومة.

العربي المصرية في

23.05.2004

 
 

فهرنهايت 11/9

يفوز بسعفة "كان" الذهبية

وحدة الاستماع والمتابعة - إسلام أون لاين.نت

فاز الفيلم الوثائقي فهرنهايت 11/9 للمخرج الأمريكي مايكل مور بجائزة "السعفة الذهبية" في مهرجان كان السينمائي الفرنسي، والذي شهدت دورته للعام الحالي (2004) تنافسًا بين عدد من الأفلام التي تنتقد شخص وإدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش.

و"فهرنايت 11/9" فيلم وثائقي يدور حول تفجيرات 11 سبتمبر 2001، ويتمحور الفيلم حول العلاقات -لا سيما المالية- القائمة بين عائلة الرئيس بوش والمقربين منها من ناحية والعائلات السعودية الكبرى -ومن بينها عائلة أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة المتهم الرئيسي في هجمات سبتمبر- من ناحية أخرى، كما يتحدث الفيلم عن الحرب الأمريكية في العراق.

وأعرب مور عقب إعلان فوز فيلمه بالجائزة عن "شكره للممثلين" في فهرنهايت 11/9، مساء السبت 22-5-2004.

وقال مور بلهجة ساخرة خلال مؤتمر صحفي بعد حصوله على الجائزة: "عندما تسلمت الجائزة قبل قليل نسيت أن أشكر فريق الممثلين. وإذا كان بإمكاني أن أقوم بذلك الآن فإني أريد أن أشكر الرئيس جورج بوش ونائب الرئيس ديك تشيني ومساعد وزير الدفاع بول وولفوفيتز ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد".

وأضاف بلهجته الساخرة: "مشهد الحب بين رامسفيلد وتشيني قد نجح تمامًا" مضيفًا: "لقد اغرورقت عيناي بالدموع".

وأعرب بنفس اللهجة التهكمية عن أمله في ألا يقول أحد لبوش بأن مور فاز بجائزة السعفة الذهبية "في وقت يكون فيه الرئيس يلتهم البسكويت المالح"، في إشارة إلى حادث الاختناق الذي تعرض له بوش وهو يأكل هذا النوع من البسكويت في يناير 2002.

ويُعَدّ هذا الفيلم هو أول فيلم وثائقي يفوز بهذه الجائزة منذ فوز فيلم "العالم الصامت" للمخرج جاك كوستو عام 1956، متخطيًا بذلك 18 فيلمًا كانت تتنافس معه على السعفة الذهبية.

وقوبل الفيلم بالتصفيق وقوفًا لمدة 15 دقيقة حين تم عرضه يوم 17-5-2004.

وكان من المقرر أن تقوم بتوزيع الفيلم في الولايات المتحدة شركة ميراماكس وهي إحدى شركات ديزني، ولكن الأخيرة حظرت توزيع الفيلم. ويتوقع أن تقوم شركة أخرى بتوزيع الفيلم حاليًا.

وكان رد فعل النقاد إيجابيًّا منذ البداية، حيث حصل الفيلم على الثناء من صحيفة واشنطن بوست ومجلة تايم الأمريكيتين، بالإضافة إلى الصحف البريطانية بما فيها صحيفة إندبندنت وتليجراف.

ضد انتخاب بوش

كان المخرج الأمريكي مايكل مور قد أكد قبل فوز فيلمه وأثناء عرضه في إطار المسابقة الرسمية لمهرجان "كان"، أن فهرنهايت 11/9 سيجعل من "غير المعقول" فوز الرئيس بوش في الانتخابات القادمة التي ستجرى في نوفمبر 2004.

وشهد مهرجان "كان" عرض أفلام أخرى تنتقد إدارة بوش، لكن مخرجي هذه الأفلام لم يكونوا متنافسين للفوز بجائزة السعفة الذهبية، ولا يتمتعون بالشعبية التي يتمتع بها المخرج مور في فرنسا، والذي استقبل بالتصفيق الحار عندما انضم السبت 15-5-2004 إلى مظاهرة للعاملين المتعاقدين في مجال الفن.

ومن ضمن هذه الأفلام، الفيلم الوثائقي "إنكفورد ذي وور أون إيراك" (الحرب على العراق) والذي سيعرض خارج إطار المسابقة بحضور جوزف ويلسون السفير السابق والمنتقد الكبير للرئيس بوش، وكذلك فيلم "بوشز برين" أي دماغ بوش.

وقال مور الذي كان يشارك في مناقشة نظمتها مجلة "فراييتي" المتخصصة 17-5-2004: إن الفيلم يهدف خصوصًا إلى إقناع الناخبين الأمريكيين بعدم انتخاب بوش الذي يعتبره "أسخف رجل شارك حتى الآن في السباق" (إلى الرئاسة)، معتبرًا أن إنهاء حكم بوش يضع حدًّا لسياسة خارجية خلفت اضطرابات هائلة في العالم، على حد تعبيره.

ومنذ تولي الرئيس بوش في يناير 2001، شن حربين، الأولى ضد أفغانستان في أكتوبر 2001، والأخرى ضد العراق في مارس 2003، حيث قامت القوات الأمريكية والبريطانية بغزو العراق، واحتلت بغداد في 9 إبريل 2003 رغم معارضة معظم دول العالم.

اتهام البيت الأبيض

واتهم مور البيت الأبيض بتدبير الصعوبات التي يواجهها توزيع فيلمه في الولايات المتحدة. وأكد المخرج الأمريكي أن أحد المقربين من بوش ضغط على الموزعين في الولايات المتحدة في محاولة لمنع عرض فيلمه في صالات السينما.

وقال مور: "ثمة محاولة واضحة لتعطيل توزيع الفيلم حتى لا يراه الناس قبل الانتخابات الرئاسية"، وأوضح المخرج أن فيلمه يتضمن مشاهد صُوّرت في العراق. وأضاف قائلاً: "ستشاهدون أمورًا لم تروها في حياتكم وستعلمون مسائل كنتم تجهلونها تمامًا".

مناهض للسياسة الأمريكية

واشتهر مايكل مور بمناهضة السياسات الأمريكية والحرب على العراق، وكان قد انتقد -عند استلام جائزة أوسكار لأحسن مخرج عن فيلمه الوثائقي "لعبة البولينج من أجل كولمبين" في مارس 2003 أثناء الغزو الأمريكي للعراق- "ثقافة العنف والأسلحة" التي تغذيها الإدارة الأمريكية في نفوس الطلاب الأمريكيين بالمدارس والجامعات.

وتلقى مور في أعقاب هذه الانتقادات رسائل تهديد عبر بريده الإلكتروني بالقتل وبمقاطعة أفلامه وكتاباته، خاصة بعد تربع كتابه "رجال بيض أغبياء" -الذي صدر في أواخر 2001- على قائمة أكثر الكتب الأمريكية بيعًا.

ويتهم مور في الكتاب -الذي تمت كتابته قبل هجمات 11 سبتمبر 2001 ونشر بعدها- الرئيس بوش بالغباء والجهل وعدم إلمامه بالسياسة وصناعة القرار.

إسلام أنلاين في

23.05.2004

 
 

الطموح العربي خارج المنافسة في «كان»

كان (فرنسا) - (د ب أ) - في مدينة كان الفرنسية يضطر عشاق السينما إلى الاستيقاظ مبكرين بعد الفجر بقليل ليتمكنوا من مشاهدة كبار النجوم الذين حضروا لمؤازرة أفلامهم في المهرجان السينمائي الذي تستضيفه المدينة.

ومن بين الذين استيقظوا مبكرا لرؤية النجوم جان بيير من انتيب التي تقع بين مدينتي كان ونيس وقد قدم مع شروق الشمس حاملا لافتة كتب عليها «أبحث عن دعوة لفيلم (كلين) للمخرج أوليفييه آسياس».

ويعلم جان بيير أن مئات غيره سيسعون لدى وسائل الاعلام وجهات أخرى لطلب تذاكر مجانية. وقال «أريد مشاهدة الفيلم لان ماجي شونج بطلة الفيلم ممثلة رائعة.» ويحكي فيلم (كلين) أو (نظيف) الذي أخرجه أسياس أحد أكبر مخرجي السينما الفرنسية قصة إميلي (التي تلعب دورها شونج) زوجة مغني روك قديم تعتقل بتهمة تعاطي وحيازة المخدرات وتقضي ستة أشهر في السجن وعندما تخرج تقرر العودة إلى باريس والتوقف عن التعاطي لتتمكن من استعادة ابنها ليعيش معها مرة أخرى.

وما تزال أمام عشاق السينما ممن يستيقظون متأخرين فرصة لمشاهدة الافلام في الهواء الطلق حيث تعرض مساء في دور عرض مفتوحة.

ويعرض اليوم داخل المسابقة الرسمية فيلمي (كلين) و(2046) للمخرج وونج كار واي من هونج كونج الذي يصور تخيلا للحياة في المستقبل عام 2046.

بينما يعرض خارج المسابقة فيلم (بريكينج نيوز) أو (أنباء عاجلة) للمخرج جوني تو من هونج كونج ويتناول العلاقة بين وسائل الاعلام وتأثيرها على عمل الشرطة من خلال عرض إحدى محطات التلفزيون لفشل الشرطة في القبض على عصابة. وتحاول الشرطة استعادة ثقة الناس عن طريق برنامج تلفزيوني آخر.

كما يعرض في قسم نظرة ما فيلم «أسكندرية .. نيويورك» للمخرج المصري يوسف شاهين. والفيلم يصور قصة مخرج  مصري يسافر للولايات المتحدة حيث يقابل المرأة التي كان يحبها قبل 40 عاما ويكتشف أن له ابنا تربى في الولايات المتحدة.

ويحاول الفيلم إبراز نظرة العرب للحلم الامريكي ورؤية الامريكيين للعرب بعد أحداث 11 أيلول عام 2001.

ويتمثل الحضور العربي في المهرجان هذا العام في خمسة أفلام فقط تعرض في أقسام المهرجان المختلفة.

يعرض الفيلم الفلسطيني (العطش) للمخرج توفيق أبو وائل في قسم أسبوع النقاد الذي ينظمه اتحاد نقاد فرنسا سنويا الذي يحكي قصة عائلة فلسطينية تعيش في واد زراعي منعزل تابع لمدينة أم الفحم وتأثير الوجود الاسرائيلي البعيد ماديا والقريب في الوعي على حياة هذه الاسرة وأفرادها.

وفي نفس القسم يعرض الفيلم المغربي الايطالي المشترك «الملائكة لا تطير إلى كازابلانكا» للمخرج المغربي محمد أصلي. والفيلم يحكي قصة سعيد الذي يهرب إلى الدار البيضاء (كازابلانكا) رغم معارضة زوجته حيث يحيط نفسه بالعزلة ويعمل في أحد المطاعم مع صديقيه. وترجوه زوجته العودة لان الدار البيضاء «تخطف الرجال». وتتعقد الامور وتتحول الدار البيضاء إلى «نداهة» لا يستطيع الاصدقاء الثلاثة الفرار منها.

ويعرض في قسم أسبوع المخرجين الذي تقيمه جمعية المخرجين الفرنسيين الفيلم اللبناني الفرنسي المشترك «معارك حب» إخراج دانييل أربيد. والفيلم صورة عن الحرب اللبنانية كما عاشتها عائلة برجوازية في بيروت الشرقية داخل بيت يوشك كل شيء فيه على الانهيار.

كما يشارك في المهرجان فيلم (باب الشمس) للمخرج المصري يسري نصر الله. والفيلم مقتبس عن رواية الاديب إلياس خوري التي تحمل نفس الاسم وتتناول التاريخ الفلسطيني منذ عام 1948 من خلال رحلة زوجين فلسطينيين داخل مخيمات اللاجئين في سوريا والاردن ولبنان.

الرأي الأردنية في

23.05.2004

 
 

إنقاذ اميركا

 سامي كليب

حين تسلّم المخرج الأميركي مايكل مور <<السعفة الذهبية>> لمهرجان كان مساء السبت قال انه يهديها الى <<الشعب العراقي وكل أولئك الذين يعانون بسببنا، بسبب الولايات المتحدة>>. صفق الجمهور له 9 دقائق متواصلة، بعد ان كانوا قد صفقوا له 20 دقيقة أثناء عرض فيلمه الوثائقي <<فهرنهايت 11/9>>.

جاءت هذه الجائزة قبل حوالى 5 أشهر من الانتخابات الرئاسية الأميركية، ومنحتها لمايكل مور لجنة تحكيم فيها 4 أميركيين من أصل 9 أعضاء بينهم رئيسها كينتين تارانتينو، فاندفع النقاد إلى توصيف الأمر على أنه جائزة سياسية بامتياز أو انتقام فرنسي من السياسة الأميركية في العالم. وفي هذا بعض الصحة وليس كلها.

فالفيلم الوثائقي الذي أحدث اختراقا قلما يحصل في مهرجان كان، حيث نادرا ما تمنح السعفة الذهبية لفيلم وثائقي، هو ليس وثائقيا تماما ولا سينمائيا تماما ولا هو فيلم خيالي ابتدعه جنون هذا المخرج المشاغب، وإنما الفيلم تقاطع لكل هذه الصفات بغية خدمة أمر واحد شدد عليه مور أكثر من مرة، أي الحقيقة التي ينبغي كشفها للعالم والأميركيين.

وفي سياق إظهار هذه الحقيقة لم يوفر مور مقاطع تلفزيونية أو مشاهد وثائقية أو وثائق ورقية أو شهادات إلا وقدمها لإبراز كذب بوش وزيف سياسته، فالرئيس الاميركي قد انتخب زوراً ويواصل عدوانه غير المبرر على العراق الذي <<كان قد أصبح هاجسه الوحيد>> ويستغل اعتداءات 11 ايلول لتمرير صفقات اللوبي الصناعي في تكساس المرتبط عضويا بعائلة بن لادن والمملكة العربية السعودية.

ويوضح مايكل مور أن ثمة صورا لم يشاهدها أحد قبل اليوم ومنها مثلا الملف العسكري لجورج بوش. والفيلم يصور الصفقات النفطية التي تقوم خلال الحرب، ويروي يأس بعض الجنود الأميركيين في العراق غير المدركين تماما لسبب وجودهم هناك.
إنه فيلم يريد تسخيف وتعرية بوش ولكنه ينشد السلام وفق ما أكد مور، مضيفا في اقتباس عن الرئيس الراحل ابراهام لنكولن: <<لو قلنا الحقيقة للاميركيين فسوف يصار الى إنقاذ الجمهورية>>.

الحقيقة

وقال مور متوجها إلى رئيس لجنة التحكيم: <<إن الكثير من الناس يريدون إخفاء الحقيقة ووضعها على الرفوف، وأنتم أخرجتموها الى ساحة الضوء، وأنا لست وحدي في ما أفكر وإنما يشاركني بذلك ملايين الاميركيين>>.

ولم يستطع المخرج الاميركي الذي كان حاز على جائزة قبل سنتين في مهرجان كان أيضا عن فيلم <<بولينغ كولومباين>> إخفاء تأثره بحصوله على الجائزة الأولى للدورة السابعة والخمسين فقال للجنة التحكيم <<ماذا فعلتم بي، ان التأثر يسحقني وأنا كبير الامتنان لكم>>. وتمنى على الصحافيين الاميركيين ان يشرحوا الأمر كما هو لمواطنيه <<لان اليمين المتطرف سوف يقول ان فرنسا هي التي أهدتني الجائزة>> مشيرا الى ان مفاوضات جديدة تجري مع شركات التوزيع الاميركية الكبيرة بغية توزيع فيلمه قبل ان يضيف ضاحكا <<على كل حال هناك شركة ألبانية قررت توزيع الفيلم ويمكن للاميركيين مشاهدته>>.

وخلافا لعدم المفاجأة بحصول فيلم <<فهرنهايت 11/9>> على <<السعفة الذهبية>>، حيث كان الأمر متوقعا، فإن الفيلم الكوري <<أولد بوي>> أحدث شبه مفاجأة حيث انه لم يكن في طليعة الترشيحات رغم أهميته.

وكان المخرج بارك شان ووك قدم للمهرجان قصة سينمائية مثيرة جدا تدور حول رجل خطف وأطلق سراحه لأسباب مجهولة بعد الإفراج عنه يتلقى اتصالا هاتفيا من خاطفه يطلب منه فيه ان يعثر عليه أو يعرف لماذا خطفه لمدة 15 عاما، فتبدأ رحلة الانتقام وتحبس أنفاس الجمهور تماما خصوصا في نصف الساعة الاخير للفيلم والذي يقال هنا انه بسببه حصل على الجائزة حيث اعتبر احدى تحف السينما المعاصرة.

السفير اللبنانية في

24.05.2004

 
 

"كان" السينمائي ال57 يؤسس لتقليدين جديدين

كوينتين ترانتينو: أعجبنا في فيلم مايكل مور حسه الفكاهي وروح التهكم والسخرية في الفيلم..

رسالة "كان" من صلاح هاشم

نظم مهرجان "كان 57" أمس الاحد23 مايو مؤتمرا صحفيا مع أعضاء لجنة تحكيم الرسمية التي ترأسها المخرج الأمريكي كوينتين ترانتينو، حضرته "إيلاف"، وذلك لمناقشة أعضاء اللجنة في الأسباب التي دفعتهم إلي منح جائزة السعفة الذهبية إلي فيلم مايكل مور"فهرنهايت9" FAHRENHEIT119 وتوزيع جوائز المسابقة الاخري علي هذا الفيلم او ذاك، ومعرفة تقييمهم وهي المرة الأولي التي يقام فيها هذا المؤتمر، في ما يعتبر تقليدا جديدا يستنه المهرجان هنا لأول مرة، وسوف يعمل به مستقبلا..

وكانت جرت العادة أن يرحل الجميع عن "كان" بمجرد انتهاء حفل توزيع الجوائز، إلا أن إدارة المهرجان، ابتدعت- بالإضافة إلي التقليد الجديد السابق- تقليدا جديدا أيضا هذا العام، يعتمد استقبال أعضاء لجنة التحكيم مخرج الفيلم الفائز بجائزة السعفة الذهبية مع طاقم الفيلم ونجومه،في مساء اليوم التالي علي حفل إعلان وتوزيع جوائز المهرجان، وذلك لتهنئتهم والاحتفال بعرض فيلمهم مرة ثانية،بحضور أهل المدينة " كان " علي البحر وضيوفها..

الفيلم وحده هو المعيار والحكم

في المؤتمر الصحفي اشار رئيس لجنة التحكيم المخرج كوينتين ترانتينو الي ان السياسة لم تتدخل في أعمال اللجنة، التي اعتمدت مبدأ الاتكاء علي الفيلم وحده، والحكم عليه من دون اية اعتبارات اخري مفروضة من خارجه،ولم تكن ترغب في اعطاء اية دروس اخلاقية من خلال اختياراتها، وأكد ترانتينو ان جميع أعضاء اللجنة اتفقوا علي أن أحسن فيلم في المسابقة كان فيلم مايكل مور، وان ما اعجبهم حقا في الفيلم هو حسه الفكاهي وروح السخرية، وتوفيق مور في العثور علي" النغمة" TONEالصحيحة لفيلمه..
وقالت الممثلة الاسكتلندية تيلدا سوينتون عضو لجنة التحكيم أن فيلم مور يكشف كيف نضج كمخرج، منذ ان حقق رائعته "بولينج لكولمباين"، وهو ليس فيلما عن "بوش" أو "العراق"، لكنه فيلم عن "نظام"
SYSTEM سياسي، وذكرّت بمقولة جودار في هذا الصدد التي يقول فيها" "لقد أمضينا وقتا طويلا نبحث فيه عن المفتاح، وقد حان الوقت لكي نبحث عن ثقب القفل.."

وقال المخرج الامريكي الكبير شاتزبيرج عضو لجنة التحكيم: " لقد منحنا مايكل مور فيلما غيّرطريقتنا في التفكير" وقالت الممثلة الامريكية كاتلين تيرنر عضولجنة التحكيم ان فيلم مور كان يضحكهم في لحظة، ثم يبكيهم في اللحظة التالية، وهو ليس فيلما وثائقيا بل منهاجا METHOD في صنع الافلام،وأضافت الممثلة الفرنسية ايمانويل بيار عضو لجنة التحكيم : " ان فيلم مور ليس مناهضا لامريكا، لكنه فيلم يتحدث عن أمريكا بطريقة مختلفة، وهو فيلم جيد حقا، ويستحق سعفة " كان " الذهبية عن جدارة، لأنه كان أحسن فيلم في المسابقة..

وأعترف كوينتين ترانتينو بأن فيلم "ولد عجوز" OLD BOY الكوري كان مرشحا للفوز بسعفة "كان" 57 الذهبية ودخل مرحلة التصفيات النهائية الا ان فيلم مور فاز بفارق صوتين، فذهبت الجائزة الكبري LE GRAND PRIXالثانية في القيمة الي الفيلم الكوري..
وفي المساء احتشد أهل كان وضيوفها حول قصر المهرجان للاحتفال بالفيلم الفائز بجائزة السعفة الذهبية
PALME DOR، وصاحبه، ومشاهدة مايكل مور يصعد سلالم القصر في صحبة زوجته كاتلين جلين وابنته منها ناتالي،وقدوقف لاستقباله اعضاء اللجنة برئاسة كوينتين ترانتينو..

وانطلقت زغاريد الفرح، وسط الهتاف والتصفيق، حتي كدت تحسب نفسك يامؤمن من فرط زحام الناس في يوم الحشر، في حين راح البعض وسط الحشد الذي تجمهر حول القصر، يلوح لمايكل مور بالعلم الامريكي ويصيح ان انتخبوا مايكل مور رئيسا لامريكا، و " كان " ضد بوش، والسياسة فبل الفن.. وداعا "كان".

موقع "إيلاف" في

24.05.2004

 
 

في "فهرنهايت سبتمبر"

الفلم التسجيلي تحريضي والسخط على أمريكا ساعد في فوزه!

باسم عبود

للسينما تأثيرها ولإنها وسيلة حضارية فإن الدول المتقدمة تهتم بها اهتماماً كبيراً في كل مراحلها فهي تعرف قدرتها في التأثير على المشاهدين0 قبل أيام أثار فلم " فهرنهايت سبتمير" التسجيلي ضجة كبيرة، وهنا يبرز مرة أخرى دور السينما التسجيلية في التحريض والوعي التي كادت تنزوي عن الانظار.

كل من يسمع اسم الفلم لابد أن يتذكر فلم فرانسوا تروفو " 450 فهرنهايت " الذي عرض في السبعينات، هذا الفلم الذي يتحدث عن نظام متسلط يحارب الثقافة والوعي من خلال حرقه كتب من يلقي عليهم القبض متلبسين بجرم القراءة، و450 فهرنهايت هي الدرجة التي تحترق فيها الكتب، ومن خلال ذلك يكشف لنا المخرج الأمريكي مايكل مور - تذكروا هذا الأسم فسيتردد كثيراً - إدراكه لما يجري حوله ليعالجه معالجة اتسمت بالوعي والنضج السياسي، هذا الفلم يتناول كما يتضح من إسمه أحداث سبتمبر وعلاقة آل بوش ببن لادن، ولشدة وقعه تتبرأ شركة ديزني المنتجة عن عرضه، ذلك أن المخرج قال ما لا يجب أن يقال، فحتى الديمقراطية لها خطوطها الحمراء، الفلم نقد لسياسة بوش وطريقة تعامله مع الأحداث.

يختلف الفلم التسجيلي عن الروائي كونه فلم مواقف وربما تغلبت فيه النبرة الخطابية على الصورة الفنية، فما الذي دفع الجمهور في مهرجان كان ليقف عشرين دقيقة يصفق لهذا الفلم ؟ هل لأنه قال ما لم يقله غيره ؟ أم ان الحاضرين كانوا يعبرون عن سخطهم على ما تقوم به أمريكا ؟ أم ان مهرجان كان لم يصل في منافسته الى مسابقات الأوسكار وما حدث كان من باب الحسد ؟ قبل الإجابة على كل ذلك لابد من التذكير بأن المخرج مايكل مور حاز على جائزة الأوسكار للفلم التسجيلي العام الماضي عن فلمه " بولنغ من أجل كولومباين " وهذا يبين موقعه مخرجاً متميزاً، هذا الفلم الذي كلفه 3ملايين دولار وأتى بعائد قدره 120 مليوناً وهو ما لم يحققه فلم تسجيلي آخر0غير أن كل التساؤلات التي طرحناها واردة بل مجتمعة جعلت من هذا الفلم يحقق هذا النجاح، وفي ذروة انفعال المخرج قال " عار عليك سيد بوش " هذا المخرج شعر أن رئيسه ألحق العار ببلده فهناك الرئيس يمثل البلد لا هو البلد نفسه، والمخرج عبر عن استيائه مما قام به رئيسه، فجاء هذا الفلم ليقول بصوت عال ما يفكر به الكثيرون، أذكر أنني كنت أشاهد فلماً قبل اكثر من عشرين عاماً كان البطل قد خرج لتوه من السجن يبحث عن عمل شريف يعيش منه، غير أن ملاحقة الشرطة له وتحريض أرباب العمل عليه جعله يشعر أن طريق الحياة الكريمة مسدود في وجهه، وفي أحدى المرات التقى بمن يراقبه من الشرطة، وبدأ الرجل تعبيراً عن غضبه بضرب رجل الشرطة، أذكر أن جمهور الصالة الكبير تعاطف كثيراً من البطل وبدأ يهتف مشجعاً له على قتله رجل الشرطة، الحقيقة أن شعوراً مكبوتاً نفس عنه هذا المشهد فكل واحد منا يشعر أن هناك من يراقبه فكان البطل ينتقم لنا ممن يضطهدوننا، هذا الفلم تعاطف معه الجمهور والنقاد لهذا السبب فحقق هذا النجاح.

الفلم في هذا الإطار هو مراجعة سياسية نقدية لسياسة بوش وربما يدخل ضمن الحملة الانتخابية ضد بوش وترسيخاً للأخطاء التي ارتكبها خلال سني حكمه، إنه فلم للداخل الأمريكي لا للخارج.

قيمة الينما التسجيلية بقيمة المادة الموثقة وقدرة المخرج على توليف هذه المادة وتقديمها بطريقة تدفع المشاهد الى تشكل موقف تجاه حدث معين، وفي ظل عالم دموي شديد الاضطراب اختار المخرج أسلوباً ساخراً ليعبر عن موقفه تجاه سياسة بلده، فهو أشبه بمداعبة شخص ثائر، فالسخرية هنا تحول ثورته الى نوع من الحمق، فالمخرج يحاول الاستخفاف برئيسه وبمن تحالف معه دون أن ينسى السخرية من تلك الدول المجهرية التي تحالفت مع أمريكا بحثاً عن بطولات وهمية حين شاركت بوش تحالفه.

إن فلماً واحداً استطاع أن يؤثر أكثر مما تفعله الخطب والتحليلات السياسية العقيمة إنه فلم تحريضي، ومحاولة حظر عرضه يضع الولايات المتحدة مرة أخرى في صف مناهض للديمقراطية التي تدعيها، لقد منح هذا الحظر ميزة جديدة للفلم فبدا فلماً جريئاً مناهضاً لسياسة الدولة المنتجة، وربما هذا سبب أضافي لنجاح الفلم.

موقع "إيلاف" في

24.05.2004

 
 

نجم المعارضة

نديم جرجورة

لا شكّ في أن الجانب السياسي لعب دورا كبيرا في منح <<فهرنهايت 11/9>> للمخرج الأميركي <<المُشاغب>> مايكل مور جائزة <<السعفة الذهبية>>، في ختام الدورة السابعة والخمسين لمهرجان <<كان>> السينمائي الدولي، مساء أمس الأول السبت. فالعالم يعيش توترا عسكريا وأمنيا واقتصاديا خانقا، منذ <<حادثة الثلاثاء الأسود>>، في الحادي عشر من أيلول 2001. والرئيس الأميركي الحالي تجاوز المجتمع الدولي، وتفرّد في حربه الملتبسة ضد الإرهاب، وورّط جنوده في حربين قذرتين في أفغانستان والعراق، وأساء إلى دول وشعوب ومجتمعات. في حين أن المخرج مور لم يتوقّف لحظة واحدة عن فضح الإدارة الأميركية منذ الانتخاب <<المُزوّر>> لجورج بوش الابن في العام ألفين، على المستويين الداخلي والخارجي. ولم يوفّر وسيلة إعلامية (أفلاما وثائقية وكتبا انتقادية حادّة) أو منبرا شعبيا (منصة <<أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية>> في لوس أنجلوس، التي تمنح جوائز <<أوسكار>> سنويا. قاعة الاحتفال في <<كان>>. جولات الترويج لكتبه وأفلامه في داخل الولايات المتحدة. برامج تلفزيونية. حوارات صحافية...)، كي يُعلن، للمواطن الأميركي أولا، أن هناك <<شيئا عفنا في الدانمارك>> (إقرأ <<البيت الأبيض>>). وهو، منذ فوز فيلمه السابق <<بولينغ من أجل كولمباين>> بأكثر من جائزة (منها جائزة مهرجان <<كان>> الخاصة بالفيلم الوثائقي، وجائزتا <<أوسكار>> الهوليوودية و<<سيزار>> الفرنسية في فئة أفضل فيلم وثائقي طويل)، ردّد مرارا أنه بصدد إنجاز فيلم وثائقي جديد يكشف فيه العلاقة <<التاريخية>> بين عائلتي بوش وبن لادن، والمصالح المشتركة التي جمعتهما طويلا، كالنفط والحرب ضد الشيوعية. فاختار الاعتداء الإرهابي البشع على برجي <<المركز العالمي للتجارة>> ومبنى <<بنتاغون>> حجّة فنية ودرامية وإنسانية لفيلم أراده صاحبه <<شهادة>> إضافية لإدانة إدارة سياسية وقيادة عسكرية متهوّرتين في حربهما <<الوهمية>> و<<الخادعة>> و<<الكاذبة>> ضد ما وصفتاه ب<<الإرهاب>> العالمي.

مايكل مور اليوم نجم من نجوم <<معارضي>> السياسة الأميركية في الداخل الأميركي وفي العالم، وصاحب حظوة كبيرة لدى المُستائين من التعنّت والأنانية والغباء المتحكّمة برؤوس قياديين محيطين بالرئيس جورج بوش الابن، ولدى الناقمين على السياسة البشعة التي لا يزال الرئيس الأميركي الحالي يعتمدها. ولعلّ السبب الأول والأبرز لمنحه <<السعفة الذهبية>> كامن في <<مضمون>> فيلمه الأخير هذا، وفي التوجّه الانتقادي اللاذع الذي اختطّه مور لنفسه منذ أعوام عدّة. غير أن سببا كهذا لا يلغي إمكانية أن يكون أعضاء لجنة التحكيم تنبّهوا إلى الجانب الفني والتقني، علما أن الأفلام السابقة لمور استجابت للشروط الفنية والتقنية والجمالية، في صوغها مقتطفات اجتماعية وسياسية واقتصادية وإنسانية وأخلاقية من المشهد الأميركي السائد حاليا في داخل الولايات المتحدة الأميركية. أضف إلى ذلك، أن جديده هذا أثار ردود فعل سلبية لدى مسؤولين كبار في داخل الإدارة الأميركية، ولدى معنيين بالحملة الانتخابية الخاصة بجورج بوش الابن، قبل أن يشاهدوه، فشنّوا حملة مركّزة ضده، استنادا إلى المواقف المُعلنة لمور في أفلامه وكتبه السابقة، وإلى ما نُشر من معلومات متنوّعة خاصة بمضمون جديده هذا، ومارسوا ضغوطا كبيرة على شركات توزيع أساسية، بهدف منع عرضه في تموز المقبل، موعد إطلاق العرض الجماهيري في الصالات الأميركية، كما ذكرت معلومات صحافية غير مؤكّدة، كي لا يؤثّر ذلك على <<النتائج>> المطلوبة لفوز بوش الابن بولاية ثانية.

لا ينفي فوز المضمون السياسي والأخلاقي في <<فهرنهايت 11/9>> جانبا آخر من المسألة: فبحسب فيلميه السابقين <<الضخم>> (The Big One) و<<بولينغ من أجل كولمباين>>، مثلا، بدا مور مخرجا بارعا في تحقيق فيلم وثائقي، إذ إنه يتوغّل في الموضوع المختار، ويلاحق تفاصيله وتشعّباته، ويورّط المعنيين به في تصاريح تدينهم من أفواههم. يحاور هؤلاء من خلال لعبة أسئلة وأجوبة، تبدو لوهلة أنها بريئة وعادية، قبل أن يكشف المخرجُ نفسَه، فيظهر <<وحشا حقيقيا>> وهو <<يلتهم>> ضحاياه، أي المسؤولين عن فساد أو جريمة أو انحطاط أو فوضى، مستعينا بحسّ ساخر، وبمادة مُشبعة بالمعلومات والمعطيات والوقائع، وببحث ميداني يُترجم شيئا من مواقفه السياسية والأخلاقية والإنسانية، ويفضح الآخر ويدينه.

من ناحية أخرى، فإن الخطوة التي قام بها رئيس لجنة التحكيم الخاصة بالمسابقة الرسمية المخرج الأميركي كوانتين تارانتينو وأعضاء لجنته، بمنح <<فهرنهايت 11/9>> الجائزة الأولى في هذا المهرجان العريق، وهي <<السعفة الذهبية>>، تُعتبر جريئة ومهمة، إذ إن مهرجان <<كان>> لم يعتد منح أفلام وثائقية جوائز معينة، باستثناء مايكل مور نفسه، و<<بولينغ من أجل كولومباين>>، قبل عامين. فهل تكون هذه الخطوة <<بداية>> ما لحضور أقوى للفيلم الوثائقي في <<كان>>، كما في مهرجاني <<برلين>> و<<البندقية>>، أي المهرجانات السينمائية الدولية الأهمّ والأبرز في العالم، التي لا تكترث لهذا النوع السينمائي كثيرا؟ هل تُلفت الجائزة الممنوحة لفيلم وثائقي أنظار القيّمين على المهرجانات هذه، والمختارين لاحقا لعضوية لجانها التحكيمية في الدورات المقبلة، لأهمية الفيلم الوثائقي، والتزامه السينما والحياة والواقع، ولمدى قدرته على مواجهة التحدّيات؟ أم إنها ستبقى مجرّد <<خطوة سياسية>> لا علاقة لها بالسينما الوثائقية؟

لا يختلف مايكل مور، كثيرا، عن سينمائيين ومُثقفين وإعلاميين ومُفكرين وباحثين وجامعيين ومُواطنين أميركيين انتقدوا الإدارة الحالية بعنف تجاوز، أحيانا، عنف الإدانة والانتقاد الذي تضمّنته أفلام مور وكتبه. وهو يعارض إدارة بوش الابن وسياستها، انطلاقا من حسابات داخلية بحتة، مرتبطة بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية السائدة في داخل المجتمع الأميركي. مع هذا، فإن لمور أيضا مواقف متعلّقة بالسياسة الخارجية، خصوصا بالنسبة إلى موضوع <<الحرب على الإرهاب>>، وتوريط الجنود الأميركيين في حروب عبثية لتحقيق مصالح شخصية وضيّقة خاصة بعدد محدود جدا من المسؤولين، كما قال مرارا. لذا، فهو لم يتردّد عن إهداء <<فهرنهايت 11/9>> إلى الشعب العراقي، و<<إلى كل الذين يعانون بسببنا، بسبب الولايات المتحدة الأميركية>>، مشيرا، في كلمة ألقاها إثر استلامه <<السعفة الذهبية>> من الممثلة الهوليوودية تشارليز ثيرون، إلى أن <<ملايين الأميركيين يشاطرونه أفكاره>>.

السفير اللبنانية في

24.05.2004

 
 

مهرجان "كان" يُشعل أمريكا

بـ"911 فهرنهايت"

ماجد حَبُتة

فعلها كوينتين ترانتينو، وجعل درجة حرارة مهرجان "كان" تصل إلى 911 فهرنهايت.

ترانتينو مخرج أمريكي شهير أكمل في مارس الماضي عامه الحادي والأربعين، وقبل أسابيع قليلة أتم فيلمه الرابع "اقتل بيل"، ورغم ذلك تم اختياره رئيسا للجنة تحكيم الدورة السابعة والخمسين لمهرجان "كان" أحد أهم مهرجانات السينما في العالم، وهي الدورة التي انتهت مساء أمس السبت 22-5-2004.

التوقعات في معظمها كانت تشير إلى حدوث الحريق.. إلى حصول فيلم 911 فهرنهايت على جائزة المهرجان الكبرى، على السعفة الذهبية، لكن أن يتوقع النقاد شيئا وأن تذهب جائزة مهرجان مثل كان لفيلم ينتقد الإدارة الأمريكية بهذه القسوة شيء آخر، وقد تكون الصورة أكثر وضوحا لو وضعنا في الاعتبار أن كوينتين ترانتينو (وهو كما قلنا رئيس لجنة التحكيم) من أشد المعارضين للإدارة الأمريكية الحالية، وهو ما كان شديد الوضوح بعد انتهاء عرض الفيلم.

ففي سابقة -لعلها الأولى من نوعها- وقف رئيس لجنة التحكيم فور انتهاء عرض الفيلم وظل يصفق مع من صفقوا طوال عشرين دقيقة وزاد عليهم بأن هتف وهو يصفق مبديا إعجابه الشديد بالفيلم وبموقف مخرجه.

لم يحدث أيضا في تاريخ المهرجان أن تم استقبال فيلم بهذا الشكل، وهي المرة الأولى التي يصفق فيها كل من كانوا بقاعة العرض لمدة عشرين دقيقة متواصلة بعد انتهاء فيلم.

المعركة تصل لدرجة الاحتراق  

911 فهرنهايت هو أحدث أفلام مايكل مور، العدو اللدود لممارسات الإدارة الأمريكية الحالية، وصاحب الكتاب الشهير "رجال بيض أغبياء"، وهو أيضا صاحب أوسكار أفضل فيلم وثائقي عن فيلمه "بولينج فور كولمباين"(Bowling for Columbine) الذي فضح فيه تفشي العنف في الولايات المتحدة، وهو الفيلم الذي نال عنه أيضا جائزة لجنة التحكيم الخاصة في الدورة الخامسة والخمسين لمهرجان كان عام 2002، وجائزة سيزار الفرنسية لأفضل فيلم أجنبي.

وقبل كل ذلك فمور هو صاحب الصيحة الشهيرة التي أشعلت حفل توزيع جوائز الأوسكار العام قبل الماضي حين صرخ: "عار عليك يا بوش"، منتقدا سياسة الإدارة الأمريكية تجاه العراق.

فيلم مور الجديد يأتي أيضا بعد فترة وجيزة من صدور كتابه "يا صديقي.. أين بلدي؟" الذي ظهر مور على غلافه وهو يجر حبلا يسقط به تمثالا لجورج بوش بالطريقة نفسها التي تم بها إسقاط تمثال صدام حسين، والغريب أن الفيلم الذي نال السعفة الذهبية هو الفيلم الذي رفضت والت ديزني توزيعه!!

بهذا الشكل يكون فيلم 911 فهرنهايت Fahrenheit 911 هو أول فيلم تسجيلي يحصل على جائزة السعفة الذهبية منذ عام 1956 وهو العام الذي نال فيه الجائزة نفسها فيلم "عالم الصمت" The World of Silence لجاك كوستو ولوي مال.  

فك شفرات الفيلم الحارق  

للوهلة الأولى يحيلنا عنوان الفيلم إلى ما حدث في الحادي عشر من سبتمبر 2001 (الناطقون بالإنجليزية يقولون 911 و911 هو رقم الطوارئ في الولايات المتحدة)، وهو في الوقت نفسه يحيل إلى رواية 451 فهرنهايت لـ"راي برادبوري" التي قام المخرج الفرنسي فرانسوا تروفو بتحويلها إلى فيلم سينمائي حمل نفس العنوان "451 فهرنهايت"، وهي درجة الحرارة التي تحترق عندها الكتب، نحن إذن أمام أكثر من ضِعف درجة الحرارة التي تحرق الكتب، درجة حرارة أشعلت الولايات المتحدة، وأشعلت سماء مهرجان كان.

ليس العنوان فقط هو المشترك بين الفيلمين، ففيلم تروفو يدور حول قيام الرقابة في دولة فاشية بحرق الكتب، ويعرض في المقابل الجهود التي يقوم بها عدد من المفكرين لإنقاذ تراث البشرية الفكري من الإبادة، فيما 911 فهرنهايت يتناول محاولات الإدارة الأمريكية لحرق وإبادة البشرية نفسها، وليست مصادفة أن تحاول تلك الإدارة إجهاض الفيلم نفسه.

فقبل الإعلان عن مشاركته في المسابقة الرسمية لمهرجان كان، تصدر الفيلم الصفحات الأولى للصحف فور إعلان والت ديزني عدم قيامها بتوزيعه، وقبل ذلك بوقت طويل كانت هناك العديد من المشكلات التي تعرض لها مور بسبب الفيلم، وسبق لـ"إسلام أون لاين.نت" أن تناولت واحدة منها، إذ كانت شركة أيكون (التي يملكها النجم الأمريكي ميل جيبسون) قد وافقت على تمويل الفيلم لكنها انسحبت فجأة، بعد أن تلقى جيبسون مكالمة تحذيرية من البيت الأبيض، وبعد أن هدد الجمهوريون بالدخول إلى حلبة الصراع الذي كان دائرا وقتها حول فيلم آلام المسيح، فكان أن قامت الشركة بفسخ العقد بعد أربعة أشهر من المباحثات وبعد أسبوعين من توقيعه!!

وفق هذا المنظور، كان من المفترض أن يكون تراجع أيكون حائلا دون إتمام الفيلم، لكن شركة ميراماكس (وهي كما قلنا، شركة تابعة لوالت ديزني) رأت في اسم مور وفي عنوان الفيلم ما يبشر بأرباح خرافية، فكان أن قررت أن تتفق مع مور على تمويل الفيلم شريطة أن تتولى هي توزع الفيلم، وهو الاتفاق الذي حاولت أن تتراجع عنه لأسباب سنعرضها بعد سطور.

أكثر من قضية مشتعلة

911 فهرنهايت يطرح عددا من القضايا شديدة الأهمية التي شهدها العالم منذ الحادي عشر من سبتمبر، وإن عاد إلى ما قبل ذلك بالتأكيد على الطريقة غير الشرعية التي وصل بها بوش إلى الحكم، وهو ما سبق لمايكل مور أن عرضه بتفاصيل دقيقة في كتابه "رجال بيض أغبياء"، وإن كان الفيلم يُظهر للمرة الأولى كيف أعلنت التلفزيونات الأمريكية أن آل جور فاز في ولاية فلوريدا، قبل أن تعود شبكة فوكس نيوز وتعلن فوز بوش، وهو ما يفسره مور بأن شقيق بوش هو الذي يرأس هذه القناة التلفزيونية، وهو الذي كان وراء إعلان هذا الفوز الذي أكدته فيما بعد هيئة محلفين تابعة لشبكة عائلة بوش.

رئاسة بوش للولايات المتحدة -كما جاء بالفيلم- قامت على كذبة روج لها الإعلام الأمريكي المتواطئ مع بوش والذي تعمد إخفاء ردود فعل بوش في اللحظات الحرجة وهي ردود الفعل التي يفضحها مور في 911 فهرنهايت، وبينها رد فعله حين تلقى خبر ما حدث في الحادي عشر من سبتمبر؛ إذ كان وقتها في مدرسة للصغار في فلوريدا.

رد فعل بوش في تلك اللحظات لم تعرضه أي محطة تليفزيونية، لكن مايكل مور استطاع الحصول على شريط قامت بتصويره مدرسة في تلك المدرسة، وفيه يبقى بوش لمدة 8 دقائق دون أي رد فعل، وظل يتابع قراءة قصة على التلاميذ، ويداري تعبيرات وجهه بكتيب من تلك التي تضم القصص المصورة!! وهو ما يعلق عليه مور في الفيلم بقوله: "حدث ذلك ببساطة؛ لأن أحدا لم يكن معه ليتخذ القرار نيابة عنه".

الأكثر من ذلك هو أن الفيلم يؤكد وجود علاقات بين عائلة بوش الأب والابن باللوبي النفطي الأمريكي وبعائلة بن لادن، وهو ما يظهر مدعما بالشهادات والوقائع، موضحا أن هذا الارتباط أساسه مالي نفعي، وأن المقربين من عائلة بوش هم مالكو ومديرو شركات مثل هاركن إنرجي وهاليبرتون وكارلايل وغيرها، وكلها شركات تملك عقودا في العراق، سواء مع الجيش أو لإعادة إعمار البلد، وقد نجح مور في إدخال فريق تلفزيوني إلى العراق سرا لتصوير الإحباط وخيبة الأمل التي يعاني منها الجنود الأمريكيون بسبب إدارة بوش، كما يعرض لقطات للجنود الأمريكيين‎‎‎ وهم يسخرون من الموتى ويقفون لالتقاط الصور التذكارية مع معتقلين‎‎ عراقيين غطيت رؤوسهم بالأكياس.

وقبل العراق يؤكد مور في فيلمه أن إدارة بوش لم تخض حرب أفغانستان إلا بهدف تأمين مصادر الطاقة، وتوصيل خط أنابيب لنقل الغاز من بحر قزوين عبر أفغانستان، كما يكشف الفيلم أن بوش لم يؤد خدمته العسكرية، وأنه هجر الجيش مع شخص آخر على علاقة بعائلة بن لادن تم محو اسمه من التقرير.

ويشرح الفيلم الطريقة التي تم بها إرسال الولايات المتحدة لاثنين وعشرين شخصا من عائلة بن لادن كانوا يقطنون الولايات المتحدة إلى السعودية بعد يومين من الاعتداءات في رحلات خاصة رغم توقف الحركة في كل المطارات، وذلك بعد عشاء مع السفير السعودي في واشنطن الأمير بندر بن سلطان الذي يطلق عليه في الفيلم لقب "بندر بوش".

وإمعانا في السخرية يستخدم مور خلفيه من موسيقيى البوب، وبينما تتوالي اللقطات التي تظهر أفرادا من‎‎ عائلة بن لادن‎‎ وهم يتجهون بسرعة في‎‎ طائرات إلى خارج الولايات المتحدة، ترتفع بالتدريج نغمه‎‎ أغنية: "علي أن‎‎‎ أخرج سريعا من هذا المكان"، وتظهر نجمه‎‎ البوب بريتني سبيرز وهي تمضغ "لبانة" لتعبر عن تأييدها للرئيس!!

بينما يعترض مور طريق أعضاء في الكونغرس‎‎ ليسألهم: لماذا لم يرسلوا أبناءهم للعراق؟! موضحا أن هناك واحدا فقط بين أعضاء الكونجرس هو من له ابن في العراق.

وتنتقل الكاميرا من غرفة‎‎ تعيش بها عائلة‎‎ مات فرد منها في العراق، إلى عالم المال‎‎ والأعمال حيث البحث عن العقود في العراق، ويظهر أحد المسئولين‎‎ التنفيذيين بشركه لتصنيع العربات المصفحة ليقول: "للأسف،نعتقد أن الموقف سيكون جيدا على المدى القصير، سيكون جيدا لعقد الصفقات وسيئا للناس".

عازم على استكمال المعركة

ونأتي لموقف والت ديزني من الفيلم، ففي الوقت الذي بدأ فيه عرض الفيلم في بريطانيا بعد أن اشترت شركة أوبتيمام ريليسنج (إحدى كبرى شركات التوزيع المستقلة في بريطانيا) حق توزيعه، رفضت شركة ديزني توزيع الفيلم؛ وذلك بمنعها وحدة أفلام ميراماكس التابعة لها من توزيعه، أما السبب الرئيسي والأساسي لهذا القرار، فقد شرحه مور لـ"إسلام أون لاين.نت" - عبر البريد الإلكتروني- بأن مدير الشركة مايكل أيسنر لا يريد أن يخسر التخفيضات الضريبية التي تستفيد منها عمليات الشركة المتمركزة في ولاية فلوريدا، إذا غضب منها حاكم المدينة جيب بوش وشقيقه الرئيس الأمريكي جورج بوش.

أما الجديد بشأن توزيع الفيلم فقد أكد مور لـ"إسلام أون لاين.نت" أن الأمريكيين سيشاهدون الفيلم قبل الانتخابات الأمريكية، موضحا أن ميراماكس ما زالت تعمل على تسويق الفيلم، وتبحث عن نظام توزيع مشترك بحيث تتولى هي تسويق الفيلم وتتولى شركة أخرى مثل لايونز جيت أو نيو ماركت أو فوكس توزيعه.

الخليج الإماراتية في

24.05.2004

 
 

الاميركي مور يتوج بـ «السعفة الذهبية» في مهرجان «كان» ويهدي فيلمه «الى اطفال اميركا والعراق»

كان (فرنسا) - وكالات - فاز الفيلم الوثائقي السياسي «فهرنهايت 11/9» للمخرج السينمائي الأميركي مايكل مور  السبت الماضي بجائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي الدولي.

وكان الفيلم الذي أخرجه مايكل مور مرشحا للفوز بالجائزة من بين 19 فيلما آخر جرت بينها المنافسة. يذكر أن هذا الفيلم الذي يوجه انتقادات حادة للرئيس الأميركي جورج بوش وصلاته بالقيادة السعودية مازال يبحث عن موزعين له في الولايات المتحدة.

وأهدى مايكل مور الفيلم إلى «أطفال أمريكا والعراق وجميع شعوب العالم» التي عانت من سياسات بوش.

وقال المخرج إنه يأمل أن يشاهد «الشعب الأميركي» الفيلم قريبا حتى تظهر «الحقيقة» إلى النور.

وردد مور عبارة الرئيس الأميركي أبراهام لينكولن في القرن التاسع عشر قائلا «اعطوا الشعب الحقائق حتى يمكن إنقاذ الجمهورية».

ونال مخرجو الافلام الاسيوية قسطا وافرا من الجوائز حيث فاز المخرج السينمائي الكوري الجنوبي بارك تشان-ووك بالجائزة الكبرى عن فيلمه «الصبي العجوز».

ذهبت جائزتا أفضل ممثل وأفضل ممثلة لاسويين. فقد فاز الياباني يويا ياجيرا بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم «لا أحد يعرف» للمخرج هيروكازو كوريدا فيما فازت الصينية ماجي شيونج بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «النظيف» للمخرج أوليفير أساياس.

وحصل فيلمان ناطقان باللغة الفرنسية على جائزتي أفضل إخراج وأفضل سيناريو في مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته السابعة والخمسين.
فقد فاز المخرج توني جاتليف الجزائري المولد بجائزة أفضل مخرج عن فيلمه «المنفى» فيما حصل الكاتبان أجنس جاوي وجان-بيير بصري على جائزة أفضل سيناريو عن الفيلم الاجتماعي النقدي «مثل الصورة».

ومع مشاركة فيلم مور في مهرجان كان وأيضا فيلم آخر للمخرج البرازيلي والتر ساليس بعنوان «يوميات الدراجة النارية» الذي يتناول قصة حياة الثائر الشاب إرنستو «تشي» جيفارا، يمكن القول إن مهرجان كان لهذا العام اكتسب مذاقا سياسيا.

وقبل الاعلان عن الجوائز الرسمية، أشاد النقاد بفيلمي المخرجين. وحصل فيلم «فهرنهايت 11/9» على جائزة أفضل فيلم من الاتحاد الدولي لنقاد السينما أمس الاول الجمعة.

كما نال فيلم «يوميات الدراجة النارية» جائزة «هيئة المحلفين المسكونية» التي منحت أيضا جائزة للمخرج السينمائي البريطاني كين لوتش عن مجمل أعماله.

وفي أعقاب حفل توزيع الجوائز عرض لاول مرة فيلم «دي-لافلي» للمخرج إروين وينكلر الذي يتناول قصة حياة مؤلف الاغاني الأميركي كول بورتر.

وفي هذا الفيلم يلعب الممثل كيفن كلاين دور بورتر ومن أشهر أغانيه «الليل والنهار» و «في سكون الليل» كما تظهر في الفيلم شخصيات موسيقيين مشاهير من أمثال الانيس موريسيت وروبي وليامز وشيرل كراو.

ومن جهة اخرى اعرب المخرج الاميركي مايكل مور المعارض بشدة للرئيس الاميركي جورج بوش، عن «شكره للمثلين» في فيلمه «فهرنهايت 11/9» بدءا بالرئيس جورج بوش.

وقال بلهجة تهكمية خلال مؤتمر صحافي بعد حصوله على الجائزة «عندما تسلمت الجائزة قبل قليل نسيت ان اشكر فريق الممثلين. واذا كان بامكاني ان اقوم بذلك الان فاريد ان اشكر (الرئيس) جورج بوش و(نائب الرئيس) ديك تشيني و(مساعد وزير الدفاع) بول وولفوفيتز و(وزير الدفاع) دونالد رامسفلد».

واعتبر مور «خصوصا ان مشهد الحب بين رامسفلد وتشيني قد نجح تماما» مضيفا «لقد اغرورقت عيناي بالدموع».

واعرب باللجهة التهكمية نفسها عن «الامل بان لا يقول احد» لبوش «ان مور فاز بجائزة السعفة الذهبية» في وقت يكون فيه الرئيس يلتهم البسكويت المالح في اشارة الى حادث الاختناق الذي تعرض له بوش وهو يأكل هذا النوع من البسكويت في كانون الثاني 2002.

وفي السياق ذاته فازت الممثلة الاميركية ايرما بي هول باحدى جوائز مهرجان كان السينمائي عن دورها كسيدة عجوز تحبط خطة عصابة اجرامية لسرقة كازينو عائم في فيلم «قتلة السيدة» ولكنها لم تستطع تسلم جائزتها بسبب وجودها في المستشفى بعد تعرضها لحادث سيارة.

ومنحت لجنة برئاسة المخرج الأميركي كوينتين تارانتينو هول جائزة لجنة التحكيم الخاصة بالاشتراك مع المخرج ابيتشاتبونج ويراسيثاكول عن فيلم «مرض استوائي» وهو اول فيلم تايلاندي يشارك في مهرجان كان.

واصيبت هول بجروح خطيرة في الحادث الذي وقع لها في كانون الثاني ولم تستطع حضور اي من العروض الاولى لفيلمها.

ويشارك ايضا في بطولة فيلم «قتلة السيدة» توم هانكس

 

في ما يلي جوائز مهرجان كان السينمائي التي اعلنت مساء السبت الماضي:

·         السعفة الذهبية: «فهرنهايت 11/9» للمخرج مايكل مور (الولايات المتحدة).

·         الجائزة الكبرى للجنة التحكيم: «اولد بوي» للمخرج بارك شان ووك (كوريا
الجنوبية).

·         افضل ممثلة: ماغي شونغ عن دورها في فيلم «كلين» (نظيف) فرنسا

·         افضل ممثل: ياغيرا يووا عن دوره في فيلم «نو بادي نوز» (لا احد يعلم) اليابان

·         افضل اخراج: توني غاتليف عن فيلمه «اكزيل» (المنافي) فرنسا.

·         افضل سيناريو: انييس جاوي وجان بيار بكري عن فيلم «كوم اون ايماج» (فرنسا).

·         جائزة لجنة التحكيم: للممثلة الاميركية ايرما هال والفيلم «مالادي تروبيكال» (مرض استوائي) للمخرج ابيشاتبونغ فيراستاكول (تايلندا).

·         السعفة الذهبية للافلام القصيرة: «ترافيك» للمخرج كاتلان ميتلوسكو (رومانيا).

·         جائزة لجنة التحكيم للافلام القصيرة: «فلات لايف» للمخرج يوناس غيرنارت (بلجيكا).

·         جائزة الكاميرا الذهبية: «مون تريزور» لكيرين يدايا (اسرائيل).6

 وفي ما يلي لائحة باسماء الافلام التي فازت بالسعفة الذهبية في مهرجانات كان السينمائية منذ انشاء هذه الجائزة في 1975 والتي كان يطلق عليها في الماضي اسم الجائزة الكبرى:

1975: وقائع سنوات الجمر ـ لمحمد الاخضر حامينا ـ الجزائر.

1976: تاكسي درايفر ـ لمارتن سكورسيزي ـ الولايات المتحدة.

1977: بادري بادروني ـ لباولو وفيتوريو تافياني ـ ايطاليا.

1978: شجرة القباقيب ـ لارمانو اولمي ـ ايطاليا.

1979: ابوكاليبس ناو ـ لفرانسيس فورد كوبولا ـ الولايات المتحدة + الطبل ـ لفولكر شلوندورف ـ جمهورية المانيا الاتحادية.

1980: كاغيموشا ـ لاكيرا كوروساوا ـ اليابان + أول ذات جاز ـ لبوب فوس ـ الولايات المتحدة.

1981: الرجل الحديد ـ لاندريه فايدا ـ بولندا.

1982: ميسينغ ـ لكوستا غافراس ـ الولايات المتحدة + يول ـ ليلماز غوناي ـ تركيا.

1983: رقصة ناراياما ـ لشوهاي ايمامورا ـ اليابان.

1984: باريس-تكساس ـ لفيم فاندرس ـ جمهورية المانيا الاتحادية.

1985: ابي في رحلة عمل ـ لامير كوستوريكا ـ يوغوسلافيا.

1986: ميشن ـ لرولان جوف ـ بريطانيا.

1987: تحت شمس الشيطان ـ لموريس بيالا ـ فرنسا.

1988: بيل الفاتح ـ لبيل اوغست ـ الدنمارك.

1989: سكس، لايز اند فيديوز ـ لستيفن سودربرغ ـ الولايات المتحدة.

1990: سيلور اند لولا ـ لديفيد لينش ـ الولايات المتحدة.

1991: بارتون فينك ـ لجويل وأيثن كوين ـ الولايات المتحدة.

1992: افضل النوايا ـ لبيل اوغست ـ الدنمارك.

1993: درس البيانو ـ لجاين كامبيون ـ استراليا + وداعا يا خليلتي ـ لشين كايج ـ الصين.

1994: بالب فيكشن ـ لكونتن تارنتينو ـ الولايات المتحدة.

1995: اندرغراوند ـ لامير كوستوريكا ـ يوغوسلافيا.

1996: سيكريتس اند لايز ـ لمايكل لي ـ بريطانيا.

1997: الانقليس ـ لشوهاي ايمامورا ـ اليابان + طعم الكرز ـ لعباس كياروستامي ـ ايران.

1998: الابدية ويوم ـ لثيو انجيلوبولوس ـ اليونان.

1999: روزيتا ـ للوك وجان بيار داردين ـ بلجيكا.

2000: دانسر ان ذو دارك ـ للارس فون تراير ـ الدنمارك.

2001: غرفة الابن ـ لناني موريتي ـ ايطاليا.

2002: عازف البيانو ـ لرومان بولانسكي ـ بولندا.

2003: اليفانت ـ لغاس فان سانت ـ الولايات المتحدة.

2004: فهرنهايت 11/9 ـ لمايكل مور ـ الولايات المتحدة.

الرأي الأردنية في

24.05.2004

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)