كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

Fahrenheit 9/11

تمخض مايكل مور فولد فأرا!

رسالة "كان" من سمير فريد

مهرجان كان السينمائي الدولي السابع والخمسون

   
 
 
 
 

لم يكف مايكل مور عن التصريحات: يوم السبت اشترك في ندوة (فارايتي) مع المخرجين الاميركيين، والتي قمنا بتغطيتها في رسالة سابقة، ويوم الأحد نظمت (فارايتي) ندوة خاصة معه أدارها رئيس التحرير بيتر بارت، ولم ينتظر أن يقول ما لديه في المؤتمر الصحافي الذي يعقب عرض الفيلم يوم الاثنين·

تضاربت تصريحات يوم الأحد مع تصريحات سابقة للمخرج للتسجيلي الأميركي العالمي ففي تصريحاته المنشورة قبل قرار شركة ديزني بالتراجع عن توزيع الفيلم في أميركا قال إنه لم يفكر في عرض الفيلم في عام الانتخابات الاميركية، وانه بدأ العمل فيه عام 2002 ولم يعرف حتى ينتهي، ويوم الأحد قال العكس تماما، إذ قال: بأي طريقة سوف اعرض الفيلم قبل الانتخابات وشكرا للـ''دي في دي'' إذا لم يعرض في دور العرض··· لابد أن يخرج جورج بوش من البيت الأبيض· قيل إن ديزني تراجعت ولكنني لن اقبل بموعد عرض بعد الانتخابات· تذكروا أن 50% من الناخبين في أميركا لا يذهبون إلى صناديق الاقتراع، وأتمنى أن اكسب 10% منهم فقط قبل 2 نوفمبر·

وعندما سأله بارت: ألا تخشى الاتهام بعدم (الوطنية) قال: إنني أكثر اميركي وطني مؤمن بمبادئ اميركا· وقد أعلن في ختام الندوة إن من بين مشروعاته القادمة فيلما تسجيليا عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أو على حد تعبيره ''العلاقات'' الإسرائيلية الفلسطينية·

وأخيرا عرض الفيلم لأول مرة في العالم في مسابقة مهرجان كان للأفلام الطويلة، وكان قد عرض مرات قليلة في بعض المدن الاميركية للجمهور فقط، ومن دون إعلانات وهو ما يسمى في أميركا (العروض الاختبارية

يتميز الفيلم من الناحية الفنية، وفيه الكثير من المشاهد المؤثرة والمدروسة بعناية فائقة، ولكن هناك نصف ساعة زائدة -على الأقل- تتكرر فيها نفس المعاني بل ونفس المعلومات، غير أن المشكلة الأساسية في مضمون الفيلم ورسالته، فهو لا يعدو منشوراً انتخابياً غوغائياً ضد الرئيس الأميركي الحالي، وليس تحليلا سياسيا عميقا لأحداث سبتمبر والحروب والتغيرات السياسية التي أعقبتها·

تبسيط مخل

ما أن خرجت من صالة العرض حتى وجدت أمامي الناقد السويسري المعروف مورتيز دي هادلن، الذي كان مديرا لمهرجان برلين عشرين سنة ومديرا لمهرجان فينسيا العامين السابقين· وكمندوب للتلفزيون الإيطالي يغطي المهرجان، سألني دي هادلن عن رأيي في الفيلم فقلت لقد عبر مايكل مور في فيلمه السابق (لعبة كولومباين) بعمق عن مختلف أبعاد الحادثة الشهيرة في مدرسة كولومباين الثانوية في أميركا حيث قام طالبين بقتل مجموعة من الطلبة والأساتذة، فقد حلل الحادث وربطه بحرية تداول الأسلحة في أميركا والعلاقات بين الآباء والأبناء إلى آخره، ولكنه في (فهرنهايت 911) تناول موضوع أحداث سبتمبر والحرب في أفغانستان والعراق بكثير من السطحية الناتجة عن تفكير أحادي الجانب·

مايكل مور كما يقول اميركي وطني، وان كان ليس له الحق بأن يصف نفسه بالأكثر وطنية من غيره وهو صادق تماما في وجهة نظرة التي يطرحها في الفيلم، ولكن المشكلة في وجهة نظرة هذه، وليست في مدى صدقه، وبالطبع ترتبط وجهة النظر بأسلوب التعبير عنها·· لقد تمخض الجبل وولد فأرا!

يرى مايكل مور في فيلمه إن الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش شخصيا وأسرته السبب في التقصير الذي أدى إلى عدم تجنب وقوع أحداث سبتمبر لأنه وأباه الرئيس الأسبق جورج بوش يرتبطان بمصالح كبيرة وكذلك ديك تشيني نائب الرئيس وغيره من معاونيه مع السعودية الحاكمة وأسرة بن لادن· والدليل على ذلك ان الرئيس لم يهتم بالتحذيرات التي سبقت الأحداث ولم يعتبر السعودية هي العدو رغم إن اغلب المتهمين منها، وفي الوقت الذي كانت فيه النيران لا تزال مشتعلة في مبنى وزارة الدفاع كان يتناول طعام العشاء مع سفير السعودية، وكان يرتب معه جمع أفراد أسرة بن لادن الموجودين في مختلف الولايات الاميركية لإعادتهم إلى بلادهم بالطائرات، ولم يكن هناك من يستطيع السفر في ذلك الوقت غيرهم· ويشير إلى أن الـ 28 صفحة التي حذفها الرئيس من تقرير الكونجرس عن أحداث سبتمبر كانت لإخفاء مسؤولية السعودية، والى أن الرئيس ووالده تعاملا معها منذ زمن طويل رغم أنها من الدول التي تهدر حقوق الإنسان·

وهذا تبسيط شديد ومخل يذكرنا بمن يصدقون إن فرنسا احتلت الجزائر لأن واليها أهان سفير فرنسا والحكايات المماثلة لهذه الحكاية·· صحيح إن المثل الأعلى للرئيس السابق كلينتون كان جون كنيدي، وربما يكون المثل الأعلى للرئيس الحالي بوش هو جون واين، بطل أفلام رعاة البقر الشهير، وصحيح إن المصالح الشخصية مؤثرة، ولكن السيناريو الذي أعقب أحداث سبتمبر كان هو ذاته الذي سينفذه أي رئيس آخر ولو بأسلوب مختلف والمصالح الشخصية مؤثرة، ولكن ليس في دولة مؤسسات مثل الولايات المتحدة الاميركية، والتي يتحدث عنها مايكل مور وكأنها تحكم حكما فرديا ديكتاتوريا· وكان الأولى بصاحب الفيلم أن يحلل أسباب الأحداث، ولماذا وقعت، فهناك ما يفسرها وان كان ملحا لا يوجد ما يبررها، ولا يوجد ما يبرر قتل الأبرياء، وخاصة عن المسلمين حيث ينص القرآن الكريم على أن من قتل نفسا (واحدة) بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا والله سبحانه وتعالى في كتابه يذكر النفس، أي مجرد أن يكون إنسانا من دون تحديد هويته أو ديانته، فمن أين يأتي (الحق) في قتل أي نفس من آلاف البشر الذين قتلوا في أحداث سبتمبر·

والمملكة العربية السعودية ليست هي العدو الذي يقف وراء أحداث سبتمبر حتى لو كان كل المتهمين فيها وإنما هو التطرف الديني الذي تمثله منظمة أسامة بن لادن الذي حرمته السعودية من جنسيتها منذ سنوات طويلة، بل إن السعودية تعاني من التطرف الديني وغيرها من الدول العربية والإسلامية· ولماذا يتجاهل الفيلم انفجارات الرياض والدار البيضاء العام الماضي، وحوادث مدريد الشهر قبل الماضي من هذا العام، وفي فيلمه مشاهد من شهادات المسؤولين الاميركيين أمام الكونجرس في ابريل، أي بعد أحداث مدريد· مايكل مور لا يرى إلا أن شخص جورج بوش الابن هو المشكلة، وينسى أو لا يعرف كل ماعدا ذلك·

رجل طيب·· ولكن

مايكل مور رجل طيب من أسرة عمالية مكافحة، ولكنه لا يدرك انه لا توجد في السياسة عداوات دائمة أو صداقات دائمة، وإنما تناقضات دائمة حسب مصالح الأمم كما تتصورها الطبقات التي تحكم في هذا الزمن أو ذاك· لا يدرك مايكل مور انه لا أخلاق في السياسة، كما انه لا أخلاق في الحرب· لم يعرف التاريخ سياسة تقوم على الحق والخير والجمال، ولم يعرف حربا من دون قتل الأسرى ولا اغتصاب النساء والرجال، ولذلك يندهش مايكل مور من زيارة وزير من طالبان للولايات المتحدة قبل شهور من أحداث سبتمبر التي قادها أسامة بن لادن من أفغانستان في ظل حكم طالبان، ويندهش من العلاقات الوثيقة بين نظام صدام حسين والولايات المتحدة وخاصة أثناء ذلك النظام ضد إيران، ويأتي بصورة صدام مع رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي الحالي في ذلك الزمان، وكأنه عثر على اكتشاف مثير ويرى كل ذلك يتناقض مع الحرب التي قادتها بلاده ضد نظام طالبان في أفغانستان ونظام صدام حسين في العراق·

وقد كنت أنوي سؤال مايكل مور في المؤتمر الصحافي بعد العرض عن رأيه في نظام صدام حسين إذ لم يوضحه في الفيلم، لكنه أوضح رأيه في مشهد طويل من لقطات متنوعة تصور الحياة السعيدة الآمنة في العراق، أو الجنة قبل أن تحولها القوات الأميركية إلى جحيم، والواقع أن الشعب العراقي عاش في الجحيم، في ظل نظام صدام حسين أكثر من ثلاثة عقود، وانتقل من جحيم إلى جحيم من نوع آخر، لكنه مثل المخاض إلى مستقبل أفضل من الماضي، وقد ظل العرب يتفرجون على الشعب العراقي في جحيم الاستبداد الوطني، ولا يزالون يتفرجون عليه في جحيم الاستبداد الأجنبي، والتقت مصالح الشعب العراقي في التخلص من نظام صدام حسين مع مصالح الولايات المتحدة التي قامت بحماية ذلك النظام من غضب الشعب عام 1991 ثم قررت التخلص منه عام 2003 بعد أن استنفدت أغراضها منه·

فيلم مايكل مور يسطح وعي المتفرجين بالدنيا وما فيها، ويحول قضية التطرف الديني، والذي لا يقتصر على المسلمين، وإنما يمتد إلى المسيحيين واليهود أيضاً ويهدد بدخول العالم إلى عصور وسطى جديدة إلى قضية جورج بوش وأسرته والأسرة السعودية وأسرة بن لادن، بل وتصل الأمور في الفيلم إلى حد السذاجة عندما يقارن بين وجود ستة حراس أمام السفارة السعودية في واشنطن، وحارس واحد أمام إحدى الشواطئ الأميركية على الحدود البحرية! وعندما يقول إن أعضاء الكونجرس وافقوا على الحرب في العراق لأن واحداً منهم فقط له ابن يحارب هناك·· إنه أسلوب قناة الجزيرة وغيرها من وسائل الإعلام العربية التي تستهدف أن يخرج الناس في مظاهرة وليس صناعة وعي سياسي عميق يدفعهم إلى المشاركة في تقرير مصير بلادهم·

ويتساءل مايكل مور على شريط التصويت والفيلم كله يروي بصوته كمعلق: هل كان يعقل تصور علاقة ما بين أسرة كلينتون وأسرة ماكفرت الذي فجر المبنى الاتحادي في أوكلاهوما عام 1994 لكنه لا يشير إلى أول تعليق للرئيس كلينتون على الحادث، وهو (هذا هو ثمن الديمقراطية) بمعنى أن الولايات المتحدة لو كانت مثل الاتحاد السوفييتي السابق لما تجرأ أحد على أن يفكر في مجرد امتلاك سلاح ما، وهذا هو الفرق الحقيقي بين رد فعل الديمقراطي كلينتون إزاء أوكلاهوما والجمهوري بوش إزاء سبتمبر·· وهذه هي النقطة الوحيدة التي نتفق فيها مع مايكل مور في فيلمه عندما يقول إن الحزب الجمهوري اليميني بعد أحداث سبتمبر قال: وجدتها! أي وجد السبب لفرض إجراءات تحد من حرية المواطنين وتكاد تحول أميركا إلى دولة بوليسية، وهو ما يعني عملياً أن بن لادن حقق ما يريده·

لكن أحداث سبتمبر لم يجدها اليمين الأميركي فرصة للحرب ضد الأميركيين فقط على حد تعبير مايكل مور وإنما أيضاً لإثبات أن النظام العالمي الجديد متعدد القوى: (أوروبا، الصين، اليابان، وروسيا) لكن هناك قوة كبرى وقوى أصغر منها في إطار ذلك التعدد، ولم يكن من الممكن إثبات ذلك إلا بالحرب في مناطق رخوة سياسياً، وضد نظم لا يستطيع أحد الدفاع عنها ولا حتى جيوشها، وتتمنى شعوبها أن تسقط بأي شكل وبأي ثمن مثل نظام طالبان ونظام صدام حسين، واستناداً إلى درس التاريخ، وهو أن الفاشية يمكن أن تهزم بالحوار كما حدث في فرنسا منذ عامين، وفي الهند الأسبوع الماضي، لكنها لا تهزم إلا بالحرب عندما تكون مسلحة، كما حدث في الحرب العالمية الثانية· ونتذكر هنا قول تشرشل عن معاهدة ميونيخ عام 1937 بين هتلر ورئيس مجلس الوزراء البريطاني تشمبرلين عندما قال لقد تحمل تشمبرلين العار من أجل تجنب الحرب، لكنه عاد إلى لندن بالحرب والعار معاً·

ويسخر مايكل مور من وجود العديد من الدول التي لا تملك جيوشاً من التحالف الدولي الذي تقوده أميركا في العراق، ولكن سخريته تصل إلى حد العنصرية تجاه الدول الصغيرة ويبدو ذلك واضحاً فيما يتعلق بالمغرب عندما يذكر أنها شاركت في التحالف بألفي قرد لاستكشاف الألغام!·· والدول لا تقاس بمساحتها فقط، ولا بعدد سكانها فقط، ولا بقواتها المسلحة فقط، وإنما تقاس الدول بما توفره من حياة حرة وكريمة لمواطنيها·

الإتحاد الإماراتية في

18.05.2004

 
 

مهرجانات السينما العربية تتصارع ستة شهور

نظرة خاصة من زوجة الرئيس السنغالي

رسالة "كان" من سمير فريد

بعد عرض 7 أعمال في مسابقة الأفلام الطويلة "19فيلماً" لم يبرز سوي الفيلم الفرنسي "معجزة الحياة" إخراج البوسني أمير كوستوريتشا. وان جاء الجزء الثاني من فيلم التحريك الأمريكي "شريك" ممتازا من الناحية الفنية. ولكن لا جديد في الجزء الأول.

هيئة تحرير مجلة "زوربان" ومجلة "السينما الجديدة" الفرنسيتين منحتا فيلم كوستوريتشا أمير السينما السعفة الذهبية وكذلك أربعة من نقاد فرنسا الكبار ميشيل سيمون وفيليب بويير من مجلة "بوزيتيف" وجان لوك دويين "لوموند" واريك ليبوت "مجلة اكسبريس" واختلف بقية النقاد في استفتاءات النشرات اليومية. ولكن واحدا منهم فقط منحه صفرا وهو جان ميشيل فريدون من "كراسات السينما" التي كانت طبيعية في يوم ما وأصبحت اليوم من النماذج العالمية للتعسف والخديعة.

ليس من عادتي التعليق علي آراء النقاد فكل ناقد حر في رأيه مهما كان هذا الرأي. ولكن صفر فريدون مذهل في سخافته. وقد اتفق من دون أن يدري طبعا مع ناقد أطلقته "فارايتي" ليكتب عن الفيلم وأقرأ اسمه لأول مرة وأنا مشترك قديم في الجريدة منذ أكثر من عشرين سنة وقال لافض فوه ان فيلم كوستوريتشا يفتقد إلي "العمق". ومن الممكن أن يقال أي شيء عن هذا الفيلم إلا افتقاده للعمق. ولا أدري بأي مقياس من المقاييس النقدية التي عرفها الأدب والفن طوال ألفين سنة يستند ذلك الناقد الذي جاء من حيث لايدري أحد.

ولم يكن المؤتمر الصحفي الذي انعقد بعد عرض الفيلم علي مستوي العمل الفني. وقد تردد فيه ان الفيلم عن حرب البوسنة بينما الحرب شرط من شروطه الدرامية وليست موضوعه وعبثا حاول المخرج أن يبعد النقاش عن الحرب حيث انه قال لو كان من الممكن تصويره في رواندا لفعلت. ويظل "معجزة الحياة" فيلما كبيرا وحدثا عظيما سواء فاز بالسعفة الذهبية أو لم يفز. الجائزة الكبري لأي عمل فني أن يبقي وسوف يبقي كوستوريتشا ما بقيت السينما وما بقي الفن.

رائد السينما الأفريقية

عرض في "نظرة خاصة" من اختيارات المهرجان خارج المسابقة الفيلم السنغالي "مولادي" أحدث أفلام فنان السينما السنغالي عثمان سمبين. وهو رائد السينما في افريقيا السوداء. إذ كان أول مخرج أفريقي يصنع فيلما روائيا طويلا عام .1966

حضرت العرض زوجة الرئيس السنغالي السيدة فيفيان وادي تكريما للسينمائي والأديب الكبير. ولم يكن حضورها لتكريم الفنان فقط. وانما إعلان عن موقفها ضد ختان النساء الذي يدينه الفيلم بقوة. ويعتبره من التقاليد الوثنية التي استمرت في أوساط المسلمين من دون أن يكون لها أي سند في القرآن الكريم. ولكن الفيلم مع الأسف يفتقد إلي جمال الاسلوب الذي عرفناه في أفلام سمبين "83 سنة" فالصورة ليس لها أي عمق فني. وخاصة مع تصوير الفيلم فيديو من دون مبررات واضحة.

مهرجان دبي

نشرت "سكرين" خبرا علي 6عامود بعرض الصفحة السادسة تحت عنوان "دبي تخطط لمهرجان سينمائي" تحت رعاية ملكية: المهرجان الجديد يريد أن يكون جسرا ثقافيا بين الشرق الأوسط والعالم قال فيه المحرر باتريك فراتر ان دبي دولة صغيرة ولكنها متطورة علي نحو كبير وليبرالية سياسيا. وان المهرجان يحوز علي مباركة تامة من الأسرة الملكية الحاكمة. فراعيه هو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ورئيسه الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم. أما مدير المهرجان فهو نيل ستيفينسون الذي يضع اللمسات الأخيرة لاختيار معاونيه. وقال ستيفينسون ان المهرجان سوف يعرض 80 فيلما في 7 أقسام منها قسم الليالي العربية وقسم عن السينما الهندية.

وأمس أيضا نظمت مؤسسة منتدي أصيلة التي يرأسها محمد بن عيسي وزير الخارجية المغربي في مسقط رأسه حفلا وزعت فيه النظام الأساسي لملتقي أصيله السينمائي الأول والذي ينعقد من 24 إلي 30 يوليو القادم.. عنوان المهرجان "ملتقي أصيلة لأفلام الجنوب جنوب" من أجل تعزيز التقارب الثقافي بين دول الجنوب ويعرض الأفلام الروائية من مختلف الأطوال وينظم مسابقة للأفلام الطويلة وأخري للقصيرة. وتمنح لجنة التحكيم الدولية 7 جوائز هي: أصيلة الذهبية "20 ألف دولار أمريكي" والفضية "12ألفا" وأحسن سيناريو "7 آلاف" وأحسن ممثل "7 آلاف" وأحسن ممثلة "7 آلاف" والذهبية والفضية للأفلام القصيرة وقيمة كل جائزة 5 آلاف دولار أمريكي.

عشرة مهرجانات في سبعة شهور

وهكذا تنعقد عشرة مهرجانات عن السينما العربية وفي العالم العربي خلال سبعة شهور من بداية يونيو وحتي منتصف ديسمبر. ففي يونيو ينعقد مهرجان روتردام الرابع للسينما العربية في هولندا ومهرجان معهد العالم العربي. السابع للسينما العربية في باريس وفي يوليو ينعقد في المغرب خريبكة للأفلام الافريقية. وأصيلة لأفلام الجنوب. وفي سبتمبر ينعقد في المغرب قطوان لأفلام البحر المتوسط. وفي مصر الاسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة والاسكندرية لأفلام البحر المتوسط. وفي تونس ينعقد قرطاج ال20 من 1 إلي 8 اكتوبر. وفي نوفمبر يبدأ في مصر مهرجان القاهرة ال28 من 30 نوفمبر إلي 11 ديسمبر. وأثناء مهرجان القاهرة ينعقد مهرجان مراكش الرابع في المغرب من 6 إلي 12ديسمبر. وفي الامارات ينعقد مهرجان دبي الأول من 6 إلي 11 ديسمبر.

كان ولايزال من الضروري التنسيق بين المهرجانات التي تعقد في الدول العربية. فليس من المعقول أن تنعقد ثلاثة مهرجانات دولية في نفس الوقت في الامارات والمغرب ومصر لأن هذا من شأنه الاضرار بالمهرجانات الثلاث معاً. ولعل الخطوة التالية لمهرجان دبي أن يعلن لائحته. وان يعرف بمديره نيل ستيفينسون لأنه اسم غير معروف في عالم السينما ومهرجانات السينما العالمية.

الجمهورية المصرية في

19.05.2004

 
 

"الخليج" في "كان" السينمائي الدولي (5)

“فهرنهايت 911”

قنبلة سينمائية في وجه بوش

رسالة "كان" من محمد رضا

ارتفعت يوم أمس الأول لافتات عند مدخل قصر المهرجانات في “كان” تحمل هذه العبارة وذلك بمناسبة عرض فيلم مور التسجيلي الجديد “فهرنهايت 911” على شاشة المسابقة بعد عامين على عرض فيلمه التسجيلي السابق “باولينج فور كولومباين”. واستقبل المخرج بحفاوة بالغة حين دخل القاعة مرتديا قميصا وسروالا عاديين وحاملا تلك الابتسامة التي تريد أن تضيف فوق الفيلم أشياء ربما سهى الفيلم عن ذكرها.

علاقة مايكل مور بالرئيس بوش تبلورت في موقفين: الأول عندما صعد المخرج على منصة الأوسكار وقال على مسمع مئات ملايين المتابعين حول العالم: “عار عليك يا بوش”. الثاني عندما كان مور في عداد مجموعة من الصحافيين في أحد لقاءات بوش المفتوحة (ربما في مزرعته في تكساس) بالصحافة عندما قدم مور نفسه فنصحه الرئيس قائلا “اضبط نفسك”.

نصيحة اذا ما طبقها المخرج لن يصنع أفلاما كتلك التي يصنعها. وغني عن القول إن مور لم يضبط نفسه وأخرج هذا الفيلم الجديد كله عن بوش وسياسته الخارجية وعلاقاته ومحيطه القريب من الأهل والأصدقاء و... نعم هي علاقات فاضحة لا تسر من يريد الدفاع عن بوش، ولا تبعث -والفيلم سيعرض أمريكيا في تموز/ يوليو المقبل، أي في فترة ساخنة من مرحلة الانتخابات الرئاسية- على سرور الرئيس ومن يتناولهم الفيلم بالذكر.

يبدأ الفيلم بتمهيد حول كيف أصبح الرئيس الأمريكي بوش رئيسا. يعيد وصف الظروف التي أدت الى انتخابه. النتائج الأولى التي وضعته ثانيا. دور محطة فوكس (اليمينية المحافظة) في اطلاق إشاعة فوزه قبل الأوان، وقيام المحطات الأخرى بنقل الخبر وبثه دون اليقين. هذا كله قبل الأيام الطويلة التي انقضت وولاية فلوريدا تحصي الأصوات وتتأكد من نال أصواتا أكثر قبل إعلانها أن بوش بات في السلطة.

ثم هناك دقيقة من الشاشة السوداء نعلم أنها اللحظات التي دمرت بها طائرتان مدنيتان مبنى مركز التجارة الدولي المزدوج. وحين يفتح المخرج كاميرته على الأعين وهي تنظر بلوعة الى ما يحدث وبكاء البعض وأشلاء الحدث وغباره ينطلق المخرج سريعا في مهمته الأولى: طرح السؤال حول لماذا تم تهريب أكثر من 100 شخصية غير أمريكية بطائرة خاصة من الولايات المتحدة في اليوم التالي للحدث مباشرة. ومع خلفية يعنى المخرج برسمها حول العلاقات الثنائية بين عائلة بوش ودولة عربية يتهمها الفيلم بلعب دور مهم في إثراء آل بوش وحلفائهم من رجال الأعمال والسياسيين وأدت إلى “تهريب” عائلة لادن وعدد كبير من جنسية عربية معينة من الولايات المتحدة على نحو استرعى انتباه المخرج.

من حسن حظ الفيلم أن هذا الموضوع يحتل ثلث الساعة الأولى فقط من مدة العرض. بعده ينتقل الى مواضيع هي فعلا صميمية. أما هذا الموضوع بالذات فالتوفيق يجانبه. أولا لأن تهمة الإرهاب لم تطل عائلة بن لادن، بل فقط شخص أسامة، وثانيا، لأن المسائل الاقتصادية على أهميتها لا تشكل   ضمن الطرح الذي أريد لها هنا  الإدانة المرجوة لأي طرف من الأطراف. وثالثا، لأن من خطط اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأساسية التأثير سلبا في صيت دولة عربية وعلى العلاقة التي تربطها بالولايات المتحدة، وهذا الفيلم يصبُ في هذا الإتجاه بقصد او من دونه. ورابعا وليس أخيرا، إذا ما تم طرح تهريب عائلة ابن لادن في اليوم التالي مباشرة ماذا عن الاثني عشر “اسرائيلياً” الذين ألقي القبض عليهم يهللون لسقوط المبنى وتم ترحيلهم في اليوم التالي أيضا؟

بالنسبة إلي الفيلم يبدأ مع الانتقال الى الموضوع العراقي: هذا رئيس يعتمد على حاشية من الصهيونيين (اسم وولفويتز يُذكر مرارا وفي المشهد الأول له يبصق على يده ليسوي بالبصاق شعره أمام الكاميرا استعدادا لمقابلة!) والمحافظين اليمينيين. وبوش كونه قائدا لهذه المجموعة أراد لعب دور بطولي وهو الذي فوجئ بالهجوم الإرهابي على مبنى التجارة الدولي. ويستخرج مور، بأسلوبه الهاذر، بعض الضحكات الساخرة في هذا المجال وطوال الفيلم. لكنه يؤكد كيف أن العراق قفز الى الواجهة وأن الهجوم على أفغانستان بعد شهرين من الحادثة (ما يكفي لهرب ابن لادن الى حيث يريد) ما كان الا تمهيدا للهجوم على العراق. يقول مايكل مور هنا: “لم يكن من المعقول طبعا أن يتم الهجوم على العراق وحده والقاعدة ليست موجودة فيه”. ويؤكد بالمقابلات والشهادات والمنطق كيف أن العراق لم تكن لديه علاقات مطلقة مع ابن لادن، كيف أن العراق لم يهدد الولايات المتحدة ولم يقتل أمريكيا. لكن ذلك لم يعن شيئا لمن خطط سلفا للنيل من العراق لمصالح بمليارات الدولارات حيث انطلقت تصريحات الجميع لتؤكد للرأي العام كيف أن العراق يهدد الأمن القومي ولديه اسلحة دمار شامل.

أحد أفضل المواضيع التي يطرحها الفيلم موضوع الخوف الذي بثته الإدارة الأمريكية بين المواطنين الأمريكيين لتفريغ شحنة المعارضة للحرب. هذا تم بتصوير الخطر الماحق وهو يهدد أمريكا حتى في أصغر بلدانها (قرية لم يسمع بها أحد من قبل قوامها 2000 نسمة) وتعريض المواطنين لهزات وخضات بتسريب معلومات تطلب منه الحذر من عدوان محتمل وتوزيع ألوان من أخضر الى أصفر فبرتقالي فأحمر تشير الى درجة الأمن المتوفر او عدمه.

بقدر ما فيلم مور سياسي ومهم في ذلك على تعدد طروحاته، بقدر ما هو مضطرب فنيا. لم يقل أحد أن مور مخرج يبحث عن الفن في أعماله، لكنه هنا يحرم المشاهد من أي قدر منه متكلا على منهجه الريبورتاجي التلفزيوني الذي  نعترف  أوصله الى هذه الشهرة الكبيرة والمؤثرة.

الخليج الإماراتية في

19.05.2004

 
 

رسالة "كان" السينمائي 57

"باب الشمس" ليسري نصر الله: "ملحمة" بصرية "تعليمية"  تعيد الى فلسطين تاريخها وذاكرتها المنهوبة..

صلاح هاشم

بحضور سفيرة فلسطين في باريس ليلي شهيد والممثلة الفرنسية بياتريس دال والروائي اللبناني الياس خوري وعدد كبير من ضيوف مهرجان" كان" 57 من الشخصيات السنمائية العربية، عرض مهرجان كان السينمائي امس الثلاثاء18 مايو- خارج المسابقة الرسمية- عرض فيلم "باب الشمس" للمخرج المصري يسري نصر الله، وكان عرض الفيلم، في رأينا، اهم "حدث" سينمائي عربي ولحد الان في المهرجان، وبانتظار فيلم شاهين "الاسكندرية-نيويورك"..

كما كان "باب الشمس" الذي استقبل بحفاوة بالغة من قبل النقاد والجمهور في "كان"، كان كما توقعنا، من اهم وانضج الافلام العربية في المهرجان، من حيث اشتغاله علي موضوع الهوية والذاكرة، وتارخ "نكبة" فلسطين، ونكبتنا نحن العرب، منذ عام 1948 وحتي اتفاقية "اوسلو" عام 1995، وهي محاولة سينمائية جسورة وطموحة حقا، استطاع يسري نصر الله التي لم يبخل عليها بأية تضحيات، استطاع بعناده ودأبه’ وموهبته السيمائية، ان ينجزها، وبمشاركة فرنسية كبيرة في انتاج الفيلم، وبدعم من جيروم كليمان رئيس قناة "أرتيه" الفرنسية الالمانية والعديد من المؤسسات السينمائية العالمية..

عرض الفيلم في صالة "بونويل " في قصر المهرجان الكبير، بحضور مخرجه وابطاله، وقبل ان يبدأ العرض في السابعة مساء، كانت الصالة احتشدت بحضور عربي وفرنسي كبير، وكانت هذه هي المرة الاولي التي يعرض فيها المهرجان- وعبر تاريخه الطويل- يعرض فيلما خارج المسابقة الرسمية، يستغرق عرضه اكثر من 4 ساعات و38 دقيقة..

فيلم "باب الشمس" المأخوذ عن رواية بنفس العنوان للروائي اللبناني الياس خوري وشارك ايضا في كتابة سيناريو الفيلم مع محمد سويد ومخرج الفيلم، وقد بدا لنا ضروريا ومهما، يحكي عن وقائع تاريخية حقيقية، لكنه يجعلها، من خلال توظيفها و تضفيرها باحكام مرهف و ذكي في الخيط الروائي لقصتي حب، عاشها الفلسطينيان المناضل "يونس" الذي تزوج من "ناهلة" (ويعتبر مشهد حفل الزواج في الفيلم من اجمل مشاهد الحياة والحب في فلسطين الامان والسلام قبل حلول المنظمات الصهيونية الرعب ونشر الدمار).. والطبيب "خليل" في مستشفي تل الزعتر الذي أحب "شمس" الحرة التي اغتالها اصحابها من المقاتلين ورفضت هي الاخري ان تخرج من لبنان وتذهب الي اليمن مع حبيبها..

يجعل الفيلم هذه الوقائع التاريخية قابلة للمعاينة والمراجعة وماثلة دوما امام اعيننا، وهكذا يجسدها بالحكايات، كما جسد هوميروس اليوناني حرب طروادة في "الاوديسة" ويحافظ عليها من الضياع والنسيان من اجل "هيلين" التي قامت من اجل عيونها حرب طروادة و "فلسطين"،.. والفيلم كله في جزأين او فيلمين، يحكي عن مأساة شعب واغتصاب "مملكة" الحب والهناء والغبطة المتصلة في فلسطين بارضها وعنبها وبرتقالها وبياراتها، وهناك حضور مكثف للمنظر الطبيعي وفواكهه كما تمثل اشجار البرتقال فلسطيم من خلال الصورة الاستعارية التي تنزل في بداية الفيلم مع العناوين ويقول المحارب الفلسطيني يونس في الفيلم: "اذا كانت فلسطين برتقالة دعونا نأكلها قبل أن تأكلنا.."، من خلال قصص الفلسطينيين انفسهم وعذاباتهم من عام 1948 وحتي اتفاقية اوسلو 1995، ويعيد بفن السينما، يعيد الي الفلسطينيين تاريخهم المنهوب، ويحكي عن "استعمار" فلسطين، كما يحكي كيف صار الفلسطينيون مسكونون بقضيتهم الي حد الهلاك والموت، حتي تكتب لهم "العودة" الشرعية، ويستردون حقوقهم واراضيهم، وتعود اليهم حقول البرتقال والزيتون، ويسأل الفيلم هل ستعود فلسطين؟، لكن كيف ستعود، ان لم تتوافر ارادة العودة الحقيقية عند كل فلسطيني، ويتصالح الفلسطينيون مع انفسهم والعالم..

فيلم "باب الشمس" ليسري نصر الله- وسنعود اليه والي الاشكاليات التي يطرحها طويلا في مقال قادم - يؤسس أرضية لنوع جديد من الافلام التاريخية التعليمية الطموحة، التي تقف في المنتصف تماما بين السينما والتاريخ، نوع يأخذ من السينما قدراتها علي امتاعنا بابتكارات واختراعات الفن والحكي وعناصر الابهاروالادهاش وينهل من تقاليده، كما يأخذ من التاريخ احداثه وشخصياته ووقائعه، نوع يصالح بينهما، لكي يجعلنا اكثر وعيا وفهما للطريقة التي يتطور بها العالم من حولنا، ويجعلنا نأخذ موقفا من مشاكل عصرنا، حين يحافظ علي ذاكرتنا من الضياع، ويرجع الينا تاريخنا المفقود، وأفة حارتنا- وسر نكبتنا كما يقول نجيب محفوظ - النسيان..

تحية الي يسري نصر الله علي فيلمه الجميل او بالاحري ملحمته الانسانية السينمائية التعليمية الجميلة، ولنا وقفة مع اعمال "كان" السينمائي57 في مقال قادم..

موقع "إيلاف" في

19.05.2004

 
 

"باب الشمس" ليسري نصر الله

كل ما كنت تحب أن تعرفه وقيل لك دائماً عن فلسطين!

رسالة "كان" من إبراهيم العريس

قبل عامين, حينما صفقت القاعة الرئيسة في قصر مهرجان "كان" بالاجماع لفيلم "العناية الالهية" للفلسطيني ايليا سليمان, كان من الواضح ان التصفيق يعني, في ما يعنيه ان السينما الفلسطينية, كما بات يصفها فنانون من طراز ايليا سليمان وميشال خليفي ومي مصري ورشيد مشهراوي, تجاوزت اخيراً وبالفعل مسارها القديم الذي كان همه الدائم ان يتوغل في الماضي ليحاكمه بادئاً دائماً من الصفر في حركة كانت باتت روتينية وتبدو بلا نهاية. مع أفلام هؤلاء المخرجين وعلى رأسهم, في ذلك الحين, ايليا سليمان, كان لا بد من ان يقول احد ما: ها هم السينمائيون الفلسطينيون يبنون مستقبل سينماهم, وبالتالي مستقبلهم, فيما لا نزال نحاول نحن العرب الآخرين, ان ننسى ماضينا... بلا جدوى. ونسيان الماضي يقوم في هذا المجال على التوقف عن لعبة البدء دائماً من الصفر.

في فيلم "باب الشمس" وهو جديد المخرج المصري يسري نصرالله ومأخوذ عن رواية بالعنوان نفسه للكاتب اللبناني الياس الخوري, يحاكم "البطل" الرئيس فيها, وهو واقع ضحية غيبوبة طويلة, من جانب الآخرين ومنهم صديقه وربيبه خليل وزوجته نهيلة, لأنه كان يدعو دائماً الى البدء من الصفر بعد كل هزيمة او مذبحة. المحاكمة حادة وهي تطاول من خلال تلك الشخصية, يونس, اجيالاً بأكملها: حادة وصائبة في جوهرها, ولكنها غير عادلة على الاطلاق من صانعي الفيلم, لأنهم, هم بدورهم أيضاً يقترفون الخطأ نفسه: يبدأون ايضاً من الصفر... وكأن هذا الفيلم وهذه الرواية يتطلعان الى قول "كل شيء" لأن "احداً" لم يقله من قبل.

والمشكلة الأساس هنا هي ان من يريد ان يقول كل شيء, ينتهي به الأمر الى ألا يقول شيئاً. اما المشكلة الأخرى فهي ان كل ما في "باب الشمس" كان قيل من قبل وفي سينما عربية لم تتوقف عن اجترار تاريخها ومحاكمته في لعبة انعكست حتى على المسلسلات التلفزيونية. وذكر المسلسلات التلفزيونية - ولا سيما السورية التاريخية التي تطاول القرن العشرين تحديداً - ليس صدفة هنا. ذلك ان التطويل والحشو في الفيلم يذكِّر حقاً بتلك المسلسلات التي تبدأ... من دون ان تنتهي.

نصف قرن من التاريخ

"باب الشمس" اذاً, يريد ان يحكي خمسين عاماً من تاريخ فلسطين: نصف قرن تبدأ بزواج يونس - الفتى المجاهد ابن السادسة عشرة, بالطفلة نهيلة - إبنة الثانية عشرة - لتنتهي بموت يونس على سرير غيبوبته, مروراً بضياع فلسطين ومشاهد المنفى واللجوء (أجمل ما في الفيلم)... قفزاً الى وصول اللاجئين والمقاومين الى لبنان, ومن بينهم يونس, الذي ينفصل بذلك عن زوجته نهيلة وعن طفله الأول منها. لكن يونس ونهيلة - التي تبقى في الداخل - يدبران, طوال فترة من الزمن طويلة أمر لقائهما داخل فلسطين في مغارة يطلقان عليها اسم "باب الشمس", وعليها سينتهي الفيلم - في شكل لا يخلو من افتعال -. والفيلم ضمن هذا الاطار, يتكوّن على طول ساعاته الأربع والنصف والطويلة - بأي معنى تشاءون - على امتداد قرون من الزمن, يتكوّن من رحلات مكوكية عدة: بين خاص يونس/ نهيلة, وعامّ فلسطين, بين حاضر غيبوبة يونس وماضي حبه لنهيلة: بين أرض الوطن المسلوب, وأرض المنفى التي يقول لنا الفيلم انها لم تكن ودودة كما ينبغي. وهذه الرحلات المكوكية كلها تتم عبر سلسلة من المشاهد الارتجاعية - فلاش باك - التي تروى لنا من خلال مونولوغ طويل يوجهه الطبيب الشاب خليل الى أبيه بالتبني يونس, فيما هذا صريع الكوما (وهي لعبة تبدو في فيلم "تكلم معها" لبيدرو ألمودوفار, أكثر فاعلية واقناعاً على أية حال). إذاً, معظم الحكاية يُروى لنا هنا من طريق خليل, الذي تشغل حكايته هو الآخر معظم الجزء الثاني من الفيلم. وإذا كان من الصعب, حقاً, على خيط يربط بين حكاية يونس وحكاية خليل, فإن من المنطقي ان نفكر بأن الخيط لن يكون سوى فلسطين, فهل هذا يكفي كمبرر درامي؟

أين سينما المؤلف

سؤال لا يتوقف المتفرج عن طرحه على نفسه, ولا سيما حينما يغيب في تشعبات حكاية يبدو التفاوت فيها واضحاً بقوة بين عمل سينمائي حقيقي - يصل احياناً الى اعلى ذرى الشاعرية, وأحياناً الى مستويات تقنية عالية ندر ان بلغها أي فيلم عربي من قبل -, وبين سيناريو مفكك من الصعب عليه ان يكون مقنعاً. ومن الواضح ان المشكل الأساس هنا يكمن في الثقل الأدبي للعمل ككل. هذا الثقل الذي تجلى في لحظات السرد الطويلة والمملة - من خليل دائماً, ومن نهيلة في مشهد أخير من الفيلم تحاكم فيه زوجها وغيابه في نضاله, غير المجدي, هو المنفي, فيما آثرت هي البقاء في الداخل وعملت مع "اليهود" وتمكنت من ان تربي وتعيل جماعة الاطفال الذين كانت تنجب واحداً منهم, إذ تحمل من زوجها في كل مرة يلتقيان فيها في المغارة -, هذا الثقل كان واضحاً طوال مجرى الفيلم, وضوح ثقل التاريخ الذي أراد النص ان يرويه. وفي يقيننا ان التفاوت الذي نذكره هنا انما يؤكد, من جديد, ان يسري نصرالله هو من طينة السينمائيين المؤلفين - أي الذين لا يحققون افلامهم الا انطلاقاً من نصوص وسيناريوات يكتبونها بأنفسهم ("مرسيدس" و"سرقات صيفية" وحتى "صبيان وبنات", أفلامه القديمة تأتي لتؤكد هذا). لذا كان من غير المنطقي له ان يغوص في ادغال موضوع ليس له... موضوع من الواضح ان ما حمّسه الى الخوض فيه, هو تلك الرغبة التي تخامر عادة, عدداً كبيراً من المبدعين العرب, بتحقيق "ملحمة فلسطين الكبرى"... تماماً كما خامرت دائماً كل الكتّاب العرب رغبة كتابة "تغريبة فلسطين". غير ان هؤلاء, وأولئك فاتهم - للأسف - ان تصوير فلسطين, كتابةً او سينمائياً, لا يمكن ان يكون على شكل عمل اجمالي: فلسطين هي تفاصيل. ما في فلسطين - الذي يفترض ان يشكل مسار العمل, نظرياً - لا تمكن رؤيته - وإبداعه بالتالي - الا من خلال تصورنا لمستقبلها. وأي تصور للمستقبل لا يمكن ان ينبني الا على التفاصيل. وإدراك جوهر هذه التفاصيل وضرورتها, ثم فاعليتها الابداعية لا يتعين عليه, أبداً, ان ينسى استحالة كتابة الملحمة الفلسطينية او تصويرها... وذلك لسبب بسيط هو انها موجودة بالفعل: في عشرات الأعمال التي كتبت من قبل, منذ غسان كنفاني ونبيل خوري الى يحيى يخلف ورشاد أبو شاور, قبل ان تأتي كتابات إميل حبيبي وأشعار محمود درويش لتقول الشيء الآخر: تفاصيل فلسطين ويومياتها الراهنة بصفتها كتابة. وأمام حماقة هذه الأعمال, كماً ونوعاً, كان من الواضح ان كتابة "الملحمة الفلسطينية" لا يمكن ان تكون إلا تجميعاً لمقتطفات من كل تلك الاعمال. والكاتب الياس الخوري صاحب "باب الشمس" فعل هذا - ومهما كان رأي الآخرين وانبهارهم بـ"باب الشمس" -: كتب عملاً هو اشبه بأنطولوجيا لكل الادب الروائي - والشعري والسياسي حتى - الذي كتب عن فلسطين من قبل, محققاً مزيجاً موفقاً لكنه يخلو من اصالة ابداعية حقيقية - كانت ميزت اعمالاً اخرى له مثل "الوجوه البيضاء" -. بكلمات اخرى ركب الكاتب "تاريخه" لفلسطين, انطلاقاً من احداث ومشاهد وشخصيات مرت على القارئ اللبيب من قبل - في "حارة النصارى" لنبيل خوري مثلاً, وفي "ما تبقى لكم" لغسان كنفاني وفي اعمال لتوفيق بركات وغيرهم -. وكانت التوليفة ذكية في نصها الادبي... ومريحة لقارئ الرواية الذي كان يمكنه - بحسب رأي ناقد مغربي صديق - ان يقفز عشر صفحات مقابل كل صفحة يقرأها وتستوقفه.

تحدٍ مدهش

يسري نصرالله, في السيناريو كما في الفيلم, لم يبدُ موفقاً الى هذا الحد: لقد خاض تحدياً مدهشاً. اراد ان يحقق فيلماً ملحمياً طويلاً, انطلاقاً من نص فيه الكثير من البلادة السردية, مقابل لحظات اخرى في منتهى الجمال... والحال ان الحجة "الملحمية" الدائمة التي يلجأ اليها هذا النوع من المشاريع هي "1900" لبرناردو برتولوتشي: تاريخ في خمس ساعات. ولكن اذا كان في امكان يسري نصرالله, كسينمائي, ان يقارن نفسه بمعلم السينما التاريخية الايطالي الكبير, فإن المشكلة هي انه كان في حاجة الى نص سينمائي يضاهي موهبته. ومن هنا كان عليه ان يخضع لواحد من اختيارين: فإما ان يكتب نصاً خاصاً عن فلسطينه الخاصة, كما يفعل عادة كبار المبدعين, وهو بالتأكيد كان قادراً على هذا, وإما ان يأخذ من "باب الشمس" جوهرها فيختصر ويختصر. وهو كان في امكانه ان يختصر بالتأكيد نصف احداث الرواية ونصف ساعات فيلمه, ولا سيما منها تلك التي تعطينا معلومات أولية - ألم يحن الوقت لولادة تاريخ جديد يعيد النظر فيها؟ -, او تلك التي تصور "خيانات" الانظمة مقابل "رغبات الناس البطولية" (وهو ما سبق ان شاهدناه وبالتبسيط نفسه في كل الافلام السورية التي حملت تواقيع محمد ملص واسامة محمد وغيرهما)... ثم بخاصة تلك الاحداث المقحمة اقحاماً على السرد (حكاية شمس التي لا تحمل اي معنى ضمن سياق الفيلم, ثم حكاية زيارة الفنانة الفرنسية الى لبنان...) ان كل هذا الزحام ألقى بظله الثقيل على نص كان شديد الازدحام بدوره.

غير ان هذا كله كان يمكن ان يمر بسهولة لو كان في خدمته سيناريو مقنع يربط الاحداث حقاً ببعضها بعضاً موفراً لمخرج متميز من طينة يسري نصرالله خامة اولية يمكنه استخدامها بسعادة وهدوء. وفي يقيننا ان هذا كله كان من شأنه ان يجعل لهذا الفيلم مكانة جيدة وكبيرة, ليس فقط في مسار السينما العربية, بل ايضاً في مسار السينما التاريخية.

اما بالنسبة الى الشكل الذي اتى عليه, وعلى رغم لحظات سينمائية في غاية الروعة تكشف عن تطور كبير في لغة صاحب "مرسيدس", فإن "باب الشمس", بدا وكأنه يجهل التطور الكبير الذي طرأ, ليس فقط على مواضيع السينما الفلسطينية, بل ايضاً على لغتها منذ "عرس الجليل" وصولاً الى "العناية الالهية" مروراً بـ"حيفا" و"أطفال جبل النار" و"عرس رنا" وغيرها.

فهل نخلص من هذا الى ان الفيلم كما جاء في شكله النهائي اضاع جهوداً كبيرة كان يمكن ان تحقق فيلماً كبيراً؟ الى حد ما اجل. فمن ادارة الممثلين - وبخاصة في تحريك ريم تركي وحلا عمران (شمس) وخليل - الى تصوير سمير بهزان الذي يضاهي أي تصوير اوروبي مبدع, الى اختيارات يسري نصرالله اللغوية, امامنا هنا عمل فني كبير... لكنه يعجز في جوهره عن ان يتجاوز ما كانت قالته قبله بعقود افلام "فلسطينية" اخرى, طاولت هي بدورها التاريخ لتحاكمه (وعلى رأسها "كفرقاسم" لبرهان علوية و"المخدوعون" لتوفيق صالح). وفي يقيننا اننا حاكمنا هذا التاريخ في السينما والأدب حتى حدود جلْد الذات المقيتة... وبات علينا ان نحاكم نظرتنا الى التاريخ ومحاكمتنا له. وهو امر كان يمكن نصرالله ان يتنطح اليه, ملحمياً حتى, لو انه قدم لنا فلسطينه الخاصة, اي فلسطين كل واحد منا... وفهم الدرس الاول الذي اتى يعلمنا اياه: لم يعد من الضروري لنا ان نبدأ دائماً من الصفر.

جريدة الحياة في

21.05.2004

 
 

"الخليج" في "كان" السينمائي الدولي (6)

"موسيقانا"

يحكي المأساة الفلسطينية في 15 ثانية استغرق الأمر أربع ساعات و34 دقيقة لكي يتولى

رسالة "كان" من محمد رضا

المخرج يسري نصرالله حكاية الموضوع الفلسطيني. النكبة. المعاناة. الهجرة. التشرذم. الحرب الأهلية في لبنان الى آخر الأوجاع المعتادة. لكن المخرج الفرنسي جان لوك جودار.

لخّص كل ذلك بمشهد من 15 ثانية في فيلمه الجديد “موسيقانا”. خمس عشرة ثانية تحكي قصة المأساة الفلسطينية كاملة. ليست هناك حاجة لإضافة. 

المشهد يبدأ بالمخرج الفرنسي الكبير يحاضر في معهد سينمائي في سراييفو. يقدم صورتين من فيلم للأمريكي الراحل هوارد هوكس: الأولى تمثل ممثلة في لقطة متوسطة تميل الى الأمام وهي جالسة متجهة برأسها الى يمين الصورة. والثانية تمثل ممثلا في لقطة من الحجم نفسه يميل الى الأمام وهو جالس متجه برأسه الى اليسار. يحمل المخرج الصورتين جنبا الى جنب ويقول: “كل وضع له وضع مماثل. كلتاهما صورتان للواقع”.

يترك الصورتين ويلتقط صورتين أخريين. الأولى لوصول قارب يحمل يهودا الى فلسطين 1948 وآخر لفلسطينيين يهربون الى البحر في ذات العام. يقول: “الصورة الأولى ليهود ركبوا البحر وصولا الى أرض الميعاد في سنة 1948. والصورة الثانية لفلسطينيين في السنة نفسها وهم يركبون البحر للغرق”.

انتهى تلخيص المعاناة الفلسطينية بأسرها. انتهى إيجاز التاريخ في الوضع الفلسطيني وجودار صنع ذلك الإيجاز بتركيبة فنية رائعة. “موسيقانا” أفضل فيلم شوهد في “كان” الى الآن وأكثر أعمال جودار الأخيرة وضوحا في الموقف ضد الحرب، اي حرب، وضد القمع راصدا ما حدث للهنود الحمر وللفلسطينيين ولما حدث لمسلمي البوسنة.

في سن الثالثة والسبعين لا يخفق جودار في أن يفاجئنا متعاملا مع الأوضاع السياسية حول العالم بنظرة غير معهودة ولا ملفقة ولا تحاول اتخاذ الأحداث كخلفية او حتى كمنصة انطلاق. إنها الأحداث السياسية. إنه جزء منها. الأحداث السياسية تحتوي أيضا على فيلم وهذا الفيلم هو “موسيقانا”. ومع أن المخرج يعمد الى الموسيقا من البداية ثم في أماكن متفرقة الا أن الكلمة هنا تعني ما هو أكثر من الموسيقا. موسيقانا بمعنى “نحن”، “كياننا”، “تراثنا” او “حياتنا” العالم الذي نعيش فيه ونعزف أحداثه. وهو يبدأ بنحو سبع دقائق من مشاهد الحروب مأخوذة من أفلام وثائقية كما من أفلام روائية. حروب ومعارك وقتال ومدافع وجثث و... “من المذهل أننا ما زلنا أحياء” تقول المعلقة واصفة كل تلك الحروب التي اشتعلت منذ بداية الإنسان على ظهر الأرض.

في القسم الثاني من الفيلم لا يترك جودار الأمور مناطة بذلك الوصف ولا معممة بحيث يضعف فيها الموقف المحدد. سرعان ما يقرر “الإنسان الأبيض لم يكن ليرضى أن ينازعه أحد على سلطته” والقائل هندي أحمر يدلي بشهادته للتاريخ حول كريستوفر كولومبوس الذي “اكتشف أمريكا وسمّانا الهنود الحمر”. وهذا قبل أن يدلف المخرج الى الوضع الفلسطيني مصوّرا حالات النكبة وموجزا تاريخها في تلك اللقطة. لكن تلخيص التاريخ لا يعني أيضا عدم العودة الى الموضوع لحفر خندق المخرج في وعي المشاهدين حول هذه القضية. يجلب الشاعر محمود درويش الذي يتحدث بالعربية عن الصراع الفلسطيني  “الإسرائيلي” ملاحظا أن السبب الذي من أجله استرعى هذا الصراع العالم اهتمام العالم باليهود أساسا “من حظنا الحسن أن اليهود هم مثار اهتمام العالم والا لقضي علينا من دون أن نثير اهتمام أحد”. وفي دقيقة لاحقة يعلن “وطن لا شعر فيه لا يستطيع تحقيق انتصار”.

كالعادة ليس ممكنا الحديث عن فيلم لجودار بوصفه تسجليا او روائيا. هاتان التسميتان البسيطتان لا تصفان عمل جودار وأسلوبه ومزجه لمشهد يصوّره كما لو كان وثيقة حتى ولو كان معتنى بإعادة بعثه. أنه فيلم “جوداري” يعلن، من بين ما يعلنه، رأيه في سينما الدجيتال حين يسأله أحد الطلاّب: “هل صحيح أن سينما الدجيتال ستنقذ السينما؟”.

يزم المخرج شفتيه قليلا وينظر حوله ممتعضا من مجرد وجود اقتراح او اعتقاد بأن ذلك ممكن. لا يتحدث شفهيا، لكنه يفضل هنا الصورة الصامتة تعكس جوابه النافي. 

أفلام أخرى في المهرجان:

  • حلم مر، إخراج: محسن أمير يوسفي “ايران  نصف شهر المخرجين”.

هو أكثر الأفلام الإيرانية الجديدة إثارة للاهتمام وذلك بسبب تمازج جيد بين الطريقة التي يحكي بها المخرج موضوعه وماهية هذا الموضوع. هذا فيلم مستقل بمعنى أنه لا يتبع مركز السينما الإيرانية ومن إخراج سينمائي جديد معجب ببرخت ويحاول نقل تعاليمه الى لقطات موزعة في مطارح عدّة. وهو يحكي قصة رجل مهمته غسل الموتى ويسبر غور حياته مستفيدا من أن بطله ليس ممثلا بل هو غسّال موتى بالفعل. ويميل المخرج الى قدر من السخرية والفانتازيا عندما يبدأ بطله بتوهم وجود عزرائيل، ملاك الموت، قريبا منه. الفيلم يعكس مفهوما بأن الإيرانيين هم أقرب للعيش لجانب الموت منهم للعيش لجانب الحياة. الشعور بالموت قوي وناتج عن المعتقدات والنكبات على حد سواء. كل ذلك مدلل عليه باقتصاد جيد ولو أن الفيلم محدود التطلعّات والطموحات في نهاية المطاف.

  • رجل الغابات، اخراج: نيكول كاسل “أمريكي  نصف شهر المخرجين”.

فيلم جيد مع كيفن باكون وكيرا سدجويك وبنجامين برات يتناول محاولة رجل الانعتاق من المجتمع واللجوء الى منعزل بعيد ولديه سبب وجيه لذلك. إنه خريج سجون حيث حكم عليه بالحبس سنوات لميوله الشاذة. الموضوع جديد على السينما الروائية من حيث تناوله موضوعا يشكل إنتاجه خطرا على أصحابه، فعلى الرغم من جودة الفيلم وأداء باكون الممتاز فيه، الا أن موضوعه هو “تابو” غير تجاري وقد ينتهي الفيلم الى العبور من دون أثر في الصالات. الفيلم يأخذ شكل تحقيق تقوم به امرأة في حياة ذلك الرجل يفتح صفحاته البيضاء أولا ثم العتمة ثم الداكنة حيث تكمن ذروة الفيلم.

الخليج الإماراتية في

21.05.2004

 
 

إعلان برنامج مهرجان السينما العربية السابع في باريس

رسالة "كان" من سمير فريد

في حفل خاص أثناء مهرجان كان أعلن معهد العالم العربي في باريس جناح مهرجان السينما العربية الذي ينظمه من 26 يونيو القادم إلى 4 يوليو حيث يكرم الفنانة الكبيرة مديحة يسري ويعرض 7 من أفلامها، ويرأس الدورة شرفياً المنتج والموزع التونسي العالمي طارق بن عمار·

يعرض في الافتتاح فيلم (إسكندرية نيويورك) إخراج يوسف شاهين خارج المسابقة، ولأول مرة يعرض فيلمين من الإمارات العربية المتحدة في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة (جوهرة) إخراج هاني الشيباني و(الأرضية المبتلة) إخراج لمياء حسين قرقاش، ويشترك في لجنة تحكيم الأفلام التسجيلية المخرج مسعود أمر الله ولأول مرة أيضاً يعرض من السعودية في المسابقة نفسها (أنا والأخ) إخراج هيفاء منصور·

ينظم المهرجان برنامجاً خاصاً عن السينما العراقية يعرض 18 فيلماً من إنتاج الفترة من 1948 إلى ،2004 كما ينظم ندوة عن السينما العراقية، وأخرى عن السينما التسجيلية، ومن برامج عروض خاصة يعرض 7 أفلام خارج المسابقة هي (باب الشمس) إخراج يسري نصر الله، (كليفتي) إخراج محمد خان، (غرفة المراقبة) إخراج جيهان بخيم، (البادية السمراء) إخراج عبدالله المخيال،و (النساء اليمنيات والديمقراطية) إخراج خديجة السلاسي،و (الميرون) إخراج نيكول بزجيان، و(الطريق 181 لحظات من رحلة في فلسطين - إسرائيل) إخراج الفلسطيني ميشيل خليفي والإسرائيلي إيان سيفان·

المحكمون

ترأس لجنة تحكيم الأفلام الروائية الممثلة الفرنسية بل أوجييه وتتكون من المصور اليوناني يورجوس أرفانيتيس والناقد الأسباني ديجو جالان والمخرج العراقي قاسم حول والكاتب اللبناني إياس خوري والمخرج المصري يسري نصر الله·

ويرأس لجنة تحكيم الأفلام التسجيلية والقصيرة المخرج البلجيكي تيري ميشيك، وتتكون من المخرج الإماراتي مسعود أمر الله، والمونتيرة التونسية كاهنة عطية، والمخرجة المصرية صفاء فتحي، والمخرج الفرنسي فرنسوا مارجولان·

13 فيلماً في مسابقة الأفلام الروائية

يعرض في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة 13 فيلماً من 8 دول عربية وفي مسابقة الأفلام الروائية القصيرة 19 فيلماً من 9 دول عربية، وفي مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة 16 فيلماً من 7 دول عربية، ومسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة 12 فيلماً من 5 دول عربية·

الملامح الأولى

ما أن ينتهي مهرجان برلين في فبراير حتى يبدأ الحديث عن ما سيعرض في مهرجان كان في مايو، وما أن ينتهي مهرجان كان حتى يبدأ الحديث عن أفلام مهرجان فينسيا الـ61 (1 - 11 سبتمبر 2004) يعرض في الافتتاح خارج المسابقة (المحطة) إخراج ستينف سيبلبيرج وتمثيل توم هانكس وكاترين فريقا جونز، ويعرض في الختام يوم ذكرى أحداث 11 سبتمبر في أميركا (أرض البلنتي) إخراج فيم فيندرز خارج المسابقة أيضاً، والذي يعبر عن تلك الأحداث كما يراها فنان السينما الألماني الكبير والذي سبق أن فاز بالأسد الذهبي للمهرجان·

الأفلام المتوقع عرضها في فينسيا (المرشح المنشوري) إخراج جوناثان ديمي وتمثيل ميريل ستريت ودنزل واشنطن من أميركا، والفيلم الإيطالي (مفاتيح المنزل) إخراج جياني إيمليو، والفرنسي (5 * 2) إخراج فرنسوا أوزون، والفيلم المجري (أن تكون جوليا) إخراج اشتفان سابو، و(عدالة أبدية) للهندية ميرا ناير التي فازت بالأسد الذهبي منذ ثلاثة أعوام، والفيلم الجديد للمخرج الأميركي سبايك لي (إنها تكرهني

فينسيا 61 ستكون الدورة الأولى للمنتج المعروف ماركو موللر كمدير للمهرجان، وقد سبق أن تولى إدارة مهرجان روتردام ومهرجان لوكارنو وقد ألغى موللر مسابقة (ضد التيار) التي كان سلفه مورتيز دي هادلني قد ابتدعها في العامين الماضيين اللذين تولى فيهما إدارة أقدم مهرجان سينمائي دولي في العالم·

وقرر موللر أيضاً إعادة هيكلة المهرجان بحيث يسير على هيكل مهرجان كان ومهرجان فينسيا، ففي برلين بانوراما تعادل نظره خاصة في مكان وآفاق جديدة في فينسيا، وفي برلين الملتقى يعادل نصف شهر المخرجين في كان، وسيكون لأول مرة في فينسيا هذا العام عشرة أفلام من اختيار نقابة المخرجين أيضاً، ومن المعروف أن فينسيا ينظم أسبوع النقاد على غرار أسبوع النقاد في كان، لكن ليس هناك أسبوع للنقاد في برلين·

أحب السينما

هناك احتمال كبير لعرض الفيلم المصري (أحب السينما) إخراج أسامة فوزي في مسابقة فينسيا، وإذا تم اختياره يكون أول فيلم مصري يعرض في المسابقة منذ عرض (حدوتة مصرية) إخراج يوسف شاهين عام ،1982 وربما يتم اختيار الفيلم السوري (باب المقام) إخراج محمد ملص لمسابقة فينسيا 2004 أيضاً.

الجمهورية المصرية في

21.05.2004

 
 

"الاسكندرية- نيويورك" ليوسف شاهين:

"ماما" اميركا تقتل كل حنين

رسالة "كان" من صلاح هاشم

عرض مهرجان"كان" أمس الخميس 20 مايو فيلم "الاسكندرية- نيويورك" للمخرج المصري العربي الكبير يوسف شاهين في اطار تظاهرة "نظرة خاصة "، كما يعرض الفيلم غدا السبت في اختتام فعاليات هذه التظاهرة الموازية للمسابقة الرسمية، وحضر العرض الفنانة المصرية لكبيرة لبلبة( التي تلعب دور"جين" زوجة المخرج بطل فيلم شاهين الجديد، ولم يكن "جو" حضر الي "كان" بعد)، وكان الفيلم، كما صرح شاهين من قبل في عدة لقاءات معه، يناقش علاقته الحميمية جدا بالعالم الجديد اميركا، التي احبها شاهين بجنون في شبابه، ودرس كما هو معروف في احد معاهدها الدرامية الخاصة، معهد "باسيدنا" الشهيرللفنون الدرامية في كاليفورنيا، لكي يعود في مابعد الي بلده الحبيب مصر، ويصنع مجموعة كبيرة من الافلام الرائعة، مثل "باب الحديد" 1958 و"جميلة بوحريد" و"الارض" 69 و"صلاح الدين" 63 و"العصفور"73  وغيرها من افلام كبيرة متميزة صنعت وجداننا، ودخلت حياتنا من أوسع باب، واصبحت من كلاسيكيات السينما العربية والعالمية ولكل العصور.. 

امريكا الحبيب الاول 

غير أن  شاهين الذي عشق اميركا، وظل كما في جل افلامه ومواقفه الفكرية والسياسية منحازا الي امريكا حبيبته، اكتشف  لأسف انها خانته وخذلته، ويعود لشاهين، كما نعلم، فضل وضع السينماالمصرية و العربية علي خارطة السينمافي العالم، وهو الامر الذي لايمكن ان يختلف عليه اثنان، كما صار تلاميذ شاهين، ومن ضمنهم المخرج المصري يسري نصر الله، صاروا من المخرجين المعروفين في بلادنا، وتخطي بعضم سن الاربعين، اي صار لشاهين لا يكف عن الترديد بان اولاده هم تلاميذه، صار له أحفاده الآن، فهل سوف ياتري يفهمون- أحفاد شاهين- لماذا أحب امريكا، حتي بعد ان خذلته، ولماذا يعود في فيلمه الجديد الي الحبيب الاول؟

فيلم " الاسكندرية- نيويورك " الجديد، الذي شاهدناه في " كان "، هو امتداد لافلام السيرة الذاتية التي صنعها شاهين، ويأتي مكملا لثلاثيته التي تضم " الاسكندرية ليه"1978 و" الذاكرة " 1982و" الاسكندرية كمان وكمان " 1989، ولم يكن شاهين في " ثلاثيته" المذكورة هذه، قد حكي بعد عن تلك الفترة التي يتناولها في فيلمه الجديد،  فترة شبابه ودراسته في امريكا، لكن هاهو ينتهز الفرصة، وبخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001،  لكي يقول لنا شاهين رأيه في امريكا، وأحد لايعلم لماذا يعتبرشاهين هذا الامر ضروريا وملحا، وهناك أولويات أخري أكثراهمية والحاحا، ثم من يضمن لشاهين ياتري ان يجعلنا فيلمه نغير موقفنا من امريكا، او ان امريكا تنتظران يحدث ذلك، وتتحسن اوضاعنا معها؟. أسألوا شاهين..

يحكي لنا شاهين في "الاسكندرية- نيويورك" الذي شاهدناه امس، يحكي عن مخرج مصري معروف يدعي يحيي، وهو في عمر شاهين(78 سنة )،  ومتزوج، وأمراته عاقر،و يسافريحيي في الفيلم الي امريكا علي مضض، فقد كان دوما، كما كشف عن ذلك شاهين في المشاهد الاولي من فيلمه،كان متحمسا لمثل وقيم الحرية والديمقراطية التي تمثلها امريكا العالم الجديد، الا انه يأبي الآن بعد ان تغيرت امريكا، وصار" العالم الجديد" قديما.. و"كهنة".. وشاخ، وتبدلت سياسات امريكا ومعاملتها للعرب، يأبي المخرج يحيي ان يسافر لحضوراحتفال سينمائي لتكريمه وتكريم فنه، باعتباره اهم واكبر مخرج في مصر، غير ان العاملين معه  يدفعونه الي مراجعة قراره، ويحمسونه للذهاب الي امريكا، ومواجهة الامريكيين ومناقشتهم في عقر دارهم، فهي فرصة من ذهب،  لكي يشاهد افلامه اكبر عدد ممكن من الناس في البلاد، وسوف تتيح له هذه الفرصة من جهة اخري امكانية فتح ابواب الحوار مع الاميركيين انفسهم،  لكي يفسر لهم لماذا لم يعد يحب بلادهم..

وكان المشهد الافتتاحي للفيلم اظهر انا المخرج يحيي في فترة الخمسينيات، بعد العدوان الثلاثي علي مصر، ليذكر بالموقف الامريكي المشرف من تلك الحرب التي شنتها فرنسا وبريطانيا واسرائيل علي مصر في اعقاب تأميم قناة السويس، ومطالبتها بوقفها في الحال، ويتحدث يحيي في مشهد أخر عن علاقته بالسلطة  من خلال فيلم " الناس والنيل " الذي يحكي عن السد العالي الذي تسبب في غرق اكثر من 5 الآف قرية نوبية ومحوها من علي الخريطة، ويمهد شاهين من خلال هذه المشاهدالممتدة علي عدة حقب تاريخية، يمهد لرحلة المخرج يخيي الي امريكا، والتي سوف تكون كما سيتضح لنا في مابعد حافلة بالمفاجأت ومحشوة، ومن دون ضرورة درامية تمليها مواقف الفيلم وتطورها الطبيعي العضوي، محشوة بالاستعراضات..

يحضر مخرج الفيلم الاستاذ المخرج المصري الكبير يحيي- ويقوم بدوره في الفيلم الممثل الفنان محمود حميدة- يحضرمؤتمرا صحافيا بمناسبة تكريمه السينمائي في نيويورك، فيتحدث فيه عن مدينته الاسكندرية وقيم التسامح التي كانت سائدة في مصرفي فترة الخمسينيات بين اكثر من 16 جالية مهاجرة تعيش في المدينة من ايطاليا واليونان وسوريا الشام ولبنان، ولم يكن الفتي حينذاك يسأل الفتاة ماهي ديانتك، بل كان يسألها كيف تصلين، او بالاحري كيف تحبين   فالحب، لايعرف ديانات او جنسيات، ولم يكن هناك اي تمييز في التعامل مع الجنسيات والديانات المتعددةالتي كانت تشكل أنذاك " الموزاييك "  الثقافي الحضاري للمدينة..

ترسانة "استعراضية" ثرثارة.. يارب ارحم

ويلتقي يحيي في نيويورك بحبيبته القديمة "جنجر" من ايام الدراسة في امريكا، وكان يحيي وقتها شابا لايتجاوز عمره ال19 سنة، وتحضر الامريكية جنجرالمؤتمر الصحفي مع ابنهااسكندرالراقص الاول في اوبرا نيويورك، وتصر الام بقوة علي حضوره ولقائه مع المخرج المصري العجوز، ويكتشف يحيي ان اسكندر ابنه، وان الام اخفت عنهما سرها، ويبدأ يحيي او بالاحري يحيي شاهين يحكي عن قصة حب منذ اربعين عاما، حين حضر للدراسة في امريكا، ووقع في غرام جنجر الامريكية..

يحكي شاهين عن تفاصيل علاقتهما وظروف ميلاد الطفل اسكندر، ونكتشف ان يحيي درس الرقص لفترة عامين قبل حضوره للدراسة في امريكا، وانه كان صار اثناء الدراسة راقصا من الطراز الاول، وهاهو يحيي حفلا يرقص فيه مع جنجر ويحصلان علي الجائزة الاولي في مسابقة الرقص، ويبدأ الفيلم ينفتح هكذا رويدا علي فيلم فترة الدراسة في امريكا، وعلاقة يحيي بزملائه، وعلاقته باستاذته في المعهد،، وصاحبة البيت التي يسكن عندها، ويبدأ شاهين ينتقل بنا من موقف في الحاضر الي مواقف في الماضي، ويتنقل بين شخصيات الفيلم المتعددة، بين يحيي في شبابه ويحيي في شيخوخته، وجنجر في الماضي الي جنجر في الحاضر، ونكتشف انها عملت بعد ان حبلت منه وانجبت اسكندر، وكان يحيي عاد الي مصر، عملت كفتاة مرافقة بالساعة، وهو نوع من العهر والدعارةالمقنعة، وتزوجت من صديق لها، ثم طلقت منه في مابعد، وندخل مع فيلم شاهين من حكاية الي رواية، ومن رواية الي ملحمة من الروايات والحكايات، ولايمكن تلخيصها صاحبي، وانت تكاديامؤمن تموت من الضجر والملل، اذ ان شاهين وهو يقص علينا قصة حياته (من تاني)،  والله وحده يعلم الي متي ويصبرنا، وتأثيرات امريكا عليه، من خلال قصة المخرج المصري الكبير يحيي، "يصور" شاهين اناسا يتكلمون ويتحدثون، و"لا يصنع" فنا، وهناك فرق بين التصريح والتلميح، خطاب الصورة والخطاب الاذاعي..

يحكي شاهين من خلال "تصريحات" ابطاله وكلامهم وثرثرتهم، وليس من خلال الـ"تلميح"، ولغة الصورة التي هي عماد الفن، والمثير للشفقة والرثاء حقا، انه حتي هذه "التصريحات" لشخصيات فيلمه، التي هبطت ثقيلة علي ادمغتنا، بترسانة "استعراضية" من الاغنيات والرقصات المحشورة حشرا في الفيلم وسيناريو الفيلم المهلهل (هات ياكلام واستعراض وغنا يارب ارحم) جاءت وكانت تافهة وساذجة، مثل " معجزة" عدم عودة يحيي الي مصر واستمراريته في الدراسة في المعهد حتي التخرج،التي تحكيها لنا جنجر في الفيلم( وتقوم بدورها الفنانة الكبيرة يسري) بسبب ان الحكومة المصرية ارسلت شيكا لطالب مصري في امريكا بنفس الاسم، وصرف يحيي الشيك في محل الطالب، ودفع هكذا مصروفات الدراسة ولم يجبر علي العودة الي مصر..

والنتيجة ان فيلم " الاسكندرية – نيويورك " بدا لنامملا وكئيبا وتافها، ولولا ان القاعة كانت تحت المراقبة لكنت تسللت خارجا من فيلم شاهين الجديد، بعد ربع ساعة من بداية الفيلم، حيث لم يجعلني شاهين بفنه بعد ربع ساعة من بداية عرض الفيلم، اشعر بانني احتاجه- فيلم شاهين- او انه ضروري، وبدا لي التمثيل فيه مصطنعا في اغلب مشاهده،  وغير قابل للتصديق، ولا يملك قوة الاقناع اللازمة..

كما بدت لنا عملية اخراج هذا الفيلم- الذي سوف نعود اليه لاحقا بالتفصيل- بدت لنا ترفا كبيرا، وخسارة ان تضيع الاموال التي صرفت علي انتاج مثل هذا فيلم، لارضاء حاجة، لا اظن انها ضرورية.. حاجة شاهين لان يقول لنا لماذا خذلته ماما امريكا، ولماذا تحول حلمه الامريكي الوردي الي كابوس، وصار يكره امريكا وبوش، ونيويورك البشعة هذه التي تقتل كل حنين والتي يطالب في الفيلم شاهين، يطالب بالخروج منها، بعد ان كشف في الفيلم كيف ان ابنه الاجنبي الذي انجبه من جنجر الامريكية رفضه، رفض "ابوته" في نهاية الفيلم لانه عربي، وامريكا ليست بحاجة الي شاهين ولايهمها افلامه، ولاندري ماهي الفائدة الجمة التي سوف تعم وتعود علينا من افلام علي شاكلة هذا الفيلم، ونحن، كما يعلم شاهين، مشغولون حاليا بمسائل اكثر اهمية ضرورية، اكثر اهمية من ولع شاهين بهاملت او رغبته في ان يكون ممثلا عظيما مثل "كين" او"جيلجود" في تمثيل دور هاملت، او اعجابه بفريد استير وكوميديا هوليوود الموسيقية، وكرهه لغلاظة ستالون (رامبو الامريكي) ونعيه للحلم الامريكي الذي تحول الي كابوس، وهي جميعها اشياء ليست جديدة علينا كما انها لاتضيف جديدا الي معلوماتنا، ولاتقربنا اكثر من حاجتناالي أشياء جد أصيلة في حياتنا، حاجتنا الي ان ينتهي مثلا الظلم في العالم،  ويزول احتلال الارض، ونتحرر فكريا واقتصاديا، حاجتنا الي المزيد من السينما الفن، التي نتصالح بها مع انفسنا، ونعانق كل الكائنات والموجودات، ونحلق في السماء مع الطيور السابحات في الافق، لكن اين كل هذه الاشياء، في فيلم شاهين التقريري الاستعراضي الممل الثرثارالذي لم يعجبنا ولم يجعلنا نتحمس له. ياخسارة؟

موقع "إيلاف" في

21.05.2004

 
 

"معارك حب"

للبنانية دانيال عربيد: الحرب داخل البيت في اسرة على عتبة الانهيار

كان ـ (اف ب) ـ  يقدم فيلم «معارك حب» للمخرجة اللبنانية دانيال عربيد والذي عرض في اطار تظاهرة «اسبوع المخرجين» صورة عن الحرب اللبنانية كما عاشتها عائلة بورجوازية في بيروت الشرقية داخل بيت يوشك كل شيء فيه على الانهيار.

وتلتقط كاميرا المخرجة عبر كادرات ضيقة وقريبة من الاوجه والاجساد هذا العالم من خلال يوميات طفلة في الثانية عشرة بدأت أحاسيسها تتفتح على عالم الكبار الغارق في الدمار والعنف والخراب.

رحلة الشخصيات بدت وكأنها مسيرة بطيئة نحو نهاية اختتمت قبل ان تبدأ او كأنها في حياة أخرى أقرب الى الجحيم الذي تحاول لينا الصغيرة ذات الاثني عشر عاما التغلب عليه باختلاق ارتباط شعوري بخادمة عمتها التي تسكن البناية نفسها.

الخادمة سهام التي تكبر لينا بست سنوات عرضة هي ايضا لعنف الكبار ما يقرب لينا منها فتتعاطف معها رغبة بالتغلب على هذا الواقع الا ان سهام تتهم لينا باستمرار بانها سيئة مثل عائلتها مقيمة حاجزا طبقيا بينهما.

كل هذا العالم المغلق والكئيب والمحبط تقودنا اليه لينا بعينيها المتطلعتين الباحثتين عن دفء وعن اهتمام بشأنها وهو ما لا تجده لدى والدها او والدتها التي تهجر البيت فترة احتجاجا على الوالد المغرق في القمار والغارق في الديون.

والحرب التي تعصف بالبلاد تغدو بعيدة او كأنها تمر بجانب العائلة المشغولة بحروبها اليومية وبتنظيم اوان انهيارها باصرار متنام لا يوقفه شيء، لا وساطة الاقارب ولا خوري الكنيسة ولا الحرب. الحرب في الفيلم تسمع ولا ترى معالمها الا لماما.

كل المشاهد تخرج مطبوعة بلون احاسيس لينا التي لا تبتسم وسط عالم لا يكترث لوجودها وهو الامر الذي تحاول التخلص منه فتزداد علاقة بسهام وترافقها في مغامراتها العاطفية والجنسية الاولى.

وتتنامى القصة عبر نظرة لينا للعالم واكتشافاتها الصغيرة والكبيرة وتلقيها لاول قبلة عند مصاحبتها لسهام ورفيقها الذي اصطحب معه صديقا في رحلة بالسيارة وتصور كاميرا عربيد بتفصيل مستفز تطلع الفتاة الى جسد الرجل.

شخصيات «معارك حب» تبدو عالقة في مأزق المكان وعدم امكانية الخلاص، تعيش مختبئة خلف عالمها الداخلي المحاصر في جو الاسرة المعتم الذي يشهد معارك اكثر تدميرا وقساوة من تلك التي تشهدها المدينة.

ويحدث التحول في شخصية لينا التي تنتقل هي ايضا الى السلبية وتخرج كل العنف الذي اختزنته بعد ان حاولت التعايش معه حين تقرر منع سهام من الهرب من البيت مع احد افراد الميليشيا، فتفشي السر لعمتها.

هذا العنف ياتي بمثابة خيانة للاحساس وللذات، خيانة للحب لكنه في الوقت نفسه يخرجها الى حيز الوجود ويقفز بها الى عالم الكبار فتختبر بواكير الوجع وتلامس المعنى.

فيلم «معارك حب» يخفي اكثر مما يقول ويعنى كثيرا بالعوالم الداخلية للشخصيات التي بدت محتاجة لعمق اكبر وكثير من الشاعرية.

ويتسابق فيلم المخرجة اللبنانية للفوز بجائزة الكاميرا الذهبية التي تمنح لاول فيلم للمخرج في كافة مسابقات مهرجان كان السينمائي وقد قدمت المخرجة في عملها جزءا من سيرتها الذاتية وسيرة عائلتها.

الرأي الأردنية في

21.05.2004

 
 

مهرجان كان يضيف ويلغي ويتبدل‏...‏

طروادة الأكبر‏..‏ هل هو الأفـضل أيـضا؟

رسالة "كان" من محمد رضا

فيلمان تسجيليان في المسابقة؟ فيلم كرتوني؟ منذ متي؟

و آخر يضاف في اللحظة الأخيره ؟ يلغي من عروضه خارج المسابقة وينضم إليها؟ كيف ولماذا؟

أسئلة من هذا النوع تتردد في أروقة المهرجان كتأكيد إضافي علي أن حالة تخبط ملموسة تضرب في أوصال المهرجان وتؤيد ما ذهبنا إليه في الرسالة السابقة من أن كان وصل أخيرا إلي مفترق طرق‏...‏

في اليوم الثاني من أيام المهرجان دعينا إلي حضور فيلم تسجيلي يدخل المسابقة في آخر لحظة‏.‏ لا بأس‏.‏ لا أحد منا ضد السينما التسجيلية ولو أن بعضنا يري أن فيلما واحدا في المسابقة‏,‏ ألا وهو‏(‏ فهرنهايت‏911)‏ يكفي خصوصا أن صاحبه يكيل للسياسة في بلاده ما يريد ما يجعله موقع ترحاب هنا بين المثقفين الغربيين‏.‏

الفيلم الذي تم إدراجه هو مونوفينو‏,‏ والترجمة الأقرب هو عالم من الخمر‏...‏ وموضوعه هو‏...‏ العنب والكروم والمزارع و‏...‏ الخمر‏.‏ ساعتان تقريبا نقضيهما بين مزارع العنب في إيطاليا وفرنسا وأسبانيا وسواها‏.‏ يتحدث فيها المزارعون الصغار عن سعادتهم في زرع الكروم وترينا الكاميرا‏,‏ في أول لقطة تفصيلية لها للعنب‏,‏ عنقود يحمل عنبا صغيرا غير مسر للعين‏.‏

واللقطة الأولي علي جوز الهند‏...‏ رجال يصعدون الشجر العالي ويقطعون جوز الهند الذي يسقط علي الأرض ويحمله رجال آخرون‏.‏ تقترب الكاميرا من أحدهم وتسأله‏:‏ هل يمكن صنع خمر من جوز الهند؟ وجواب الرجل ببساطة‏:‏ لا‏.‏

وجواب المشاهد علي الفيلم أيضا لا‏.‏ ذلك أنه شيء الإدعاء بأنه فيلم جيد‏,‏ وشيء آخر أن يتم تقديم فيلم تسجيلي ثان في المسابقة لا ضرورة حتمية له والإدارة هنا تعلم قبل غيرها أن الفيلم لن يستحوذ حتي علي كأس تكريم‏.‏

ارتياب

لكن الغريب لا ينتهي هنا‏.‏

في اللحظة الأخيرة تم سحب فيلم من العروض العادية إلي عروض المسابقة‏.‏ وإذا ما وضعنا في عين الاعتبار ادعاء إدارة لجنة الإختيار أنها شاهدت نحو‏1300‏ فيلم لكي تختار الأفلام الثمانية عشرة التي وجدتها مناسبة وجيدة للمسابقة‏,‏ بات علينا أن نشك في قوانينها التقييمية‏.‏ كيف نثق بها وهي تختار من كل هذا الزخم ثمانية عشر فيلما ثم تضيف واحدا كانت تجاهلته؟

والواحد الذي تجاهلته هو مبعث الريب بأسره‏,‏ ذلك لأنه فيلم جيد يليق بالمسابقة فعلا‏.‏ كيف استبعد ولماذا أساسا؟

إنه فتي كبير من كوريا الجنوبية للمخرج بارك تشان ووك الذي سبق أن قدم من قبل فيلما ناجحا‏(‏ من بين أربعة أعمال إلي اليوم‏)‏ بعنوان مركز حماية مشترك يتحدث فيه عن الحدود بين الكوريتين‏.‏ ونجاح ذلك الفيلم الذي عرض في مهرجان برلين قبل ثلاثة أعوام عاد إلي طرحه موضوع الإنسان الكوري الممزق بين دولتين بحدود مصطنعة‏.‏ الفيلم الجديد هو بدوره واحد من أكثر الأفلام الكورية نجاحا في الآونة الأخيرة‏.‏ ومثل فيلمه الأسبق عطف للسيد انتقام‏(2002)‏ يدور أيضا حول فعل الانتقام مزروعا بقوة داخل شخصيتين كل منها تريد النيل من الآخر‏.‏

القصة‏,‏ بكثير من الاختصار لما فيها من خطوط جانبية وأحداث‏,‏ تدور حول رجل نجده في غرفة محصنة‏.‏ إنه سجين تلك الغرفة منذ أن خطف‏.‏ ولا نعلم ولا يعلم هو من الذي سجنه ولماذا؟ في داخل تلك الغرفة يمضي‏14‏ سنة قبل أن يهرب لتقوده خطواته‏,‏ حسب علمه لكنها خطوات مدبرة من قبل الذين سجنوه‏,‏ إلي مطعم ليأكل فيه بعدما استلم من شخص غامض ملابس ونقودا وهاتفا جوالا‏.‏ هذا الهاتف الجوال هو وسيلة اتصال الخاطف به طوال الوقت‏.‏ فهروب بطل الفيلم أيضا مدبر وثمة جهاز لاقط لحركاته وتوجهاته مزروع في حذائه لا يعلم شيئا عنه إلا صوب النهاية‏.‏ في ذلك المطعم يتعرف إلي فتاة تنقله إلي بيتها‏.‏ وفي خلال رحلة هذا الشخص لمعرفة كنه الخاطف ولماذا سجنه‏14‏ سنة وعبر مشاعره التي تحدو به إلي الانتقام منه‏,‏ يشعر بعاطفة تجاه تلك الفتاة التي تصغره سنا فيمارس معها الحب‏.‏ في الساعة الأخيرة لا يصل فقط إلي تحديد هوية الخاطف وعصابته والسبب الذي من أجله انتقم الخاطف من الرجل ولا يزال‏,‏ بل يكتشف أن الخاطف خطط للجمع بينه وبين تلك الفتاة التي يكتشف أنها ابنته التي تركها صغيرة‏.‏ والسبب الذي حدا بالخاطف إلي ذلك هو أن المخطوف كان خلال أيام المدرسة الثانوية قد فضح علاقة الخاطف بشقيقته‏.‏

حسنا‏,‏ هنا علاقات محرمة تجعل المرء غير مرتاح من هذا الفيلم خصوصا مع غياب الإدانة الأخلاقية‏,‏ لكن هناك أيضا العنف الجانح الذي يجعل المشاهد يغطي عينيه حتي لا يري‏.‏ مشاهد من نوع قلع أسنان عنوة وقص لسان وحالات شبيهة أخري‏.‏ لكن الموضوع غريب‏,‏ وتنفيذه فني الأسلوب من أوله إلي آخره‏.‏ ليس مجرد عمل حول فعل الانتقام‏,‏ ونصف أفلام الدنيا باتت تدور حول هذا الوضع‏,‏ بل هو فيلم عن الشخصية المركبة ودوافعها السايكولوجية حتي ولو أدي ذلك بالمخرج إلي صنع فيلم مناويء للاختيارات السهلة‏.‏ يمكن مقارنة هذا الفيلم بـ أقتل بل الأول والثاني حيث فعل الانتقام موجود بل هو محور الفيلم إنما ينطلق في طريق ذي إتجاه واحد‏:‏ مسعي بطلته لقتل الجميع ونجاحها في ذلك‏.‏

حصان جامح

أنت ما تري

ثلاثة أفلام في وقت واحد جعلت هذا الناقد ساخطا علي برمجة لا تأخذ بعين الاعتبار حاجته لمشاهدة الأفلام الثلاثة‏.‏ في الساعة الحادية عشر هناك عرض لفيلم تسجيلي حول سلفادور اللندي وفيلم رعب هوليوودي مثير للاهتمام هو فجر الموتي وفيلم هوليوودي آخر كبير الحجم هو طروادة‏.‏ صحيح أنني استطعت مشاهدة فيلمين منها في أوقات أخري‏,‏ لكن الاختيار لتفضيل عمل واحد في البداية كان صعبا واستقر علي طروادة‏.‏ الفيلم التاريخي الأضخم من جلادياتور والأعلي منه كلفة إذ وصلت ميزانيته إلي‏175‏ مليون دولار تحملها ستديو واحد هو وورنر‏.‏

في حين انصرف معظم النقاد الجادين عن هذا الفيلم بحكم مسبق هو أنه فيلم هوليوودي‏,‏ إلا أن الحقيقة لا تكمن في إذا ما كان هوليووديا أم ماليزيا‏,‏ بل في أنه فيلم جيد التكوين والتنفيذ وحتي الآن أفضل من كل فيلم عرض في المسابقة علما بأنه عرض طبعا خارجها‏.‏

الـ‏175‏ مليون دولار هي أكثر مما تصرفه كل الدول العربية علي الشئون الثقافية في العشرين سنة الأخيرة المخرج وولفجانج بيترسون‏(‏ عاصفة تامة‏,‏ في خط النار‏,‏ القارب الخ‏...)‏ رجل يجيد الإمساك بأطراف الأزمات التي يمر بها الأبطال ويجيد استخدام التقنيات المتوافرة بين يديه ليصنع الفيلم الجيد بصرف النظر عن موضوعه‏.‏ هنا هو في وضع تاريخي‏:‏ القصة الإغريقية التي وضعها هومر في الإلياذة حول كيف تمكن الإغريق من دخول طروادة خدعة بعدما استنفذوا كل وسائل القتال‏.‏ لا يتبع الفيلم ما ورد في الإلياذة بل يتحرر صوب إبداع داخل إبداع ورواية طروادة نفسها كتبها هومر بعد‏500‏ سنة من وقوعها نقلا عن حكايات الأجيال‏(‏ هذا إذا ما كانت صحيحة أساسا‏)‏ ما يعني أنه أضاف إليها ملحا وبهارات لكي يجعلها مثيرة دراميا‏.‏ والآن المخرج بيترسون يضيف ملحه وبهاراته أيضا والنتيجة فيلم جيد كان فردا‏,‏ إنما في الخمسينيات أخرج قصته‏,‏ لكن الفيلم الجديد يتفوق عليه أكثر من ناحية‏.‏

يتمحور الفيلم حول أخيليس‏(‏ براد بت‏)‏ المحارب الذي لا يشق له غبار الذي يستعين به الملك الإغريقي‏(‏ برايان كوكس‏)‏ لكي يحارب‏,‏ وجنوده الأشاوس‏,‏ ملك طروادة‏(‏ بيتر أوتول‏)‏ بعدما خطف أحد ولديه‏(‏ أورلاندو بلوم‏)‏ من شقيق الملك زوجته‏.‏ ولد ملك طروادة الآخر‏(‏ إريك بانا‏-‏ لديه نظرات شبيهة بنظرات محمود حميدة‏)‏ اسمه هكتور وهو يخوض حربا شجاعة ضد الجيش الإغريقي تساعده أسوار المدينة المنيعة في حربه إذ يعجز الجيش الإغريقي عن الوصول إليها‏.‏ خلال إثني عشر يوما من مراسيم الحزن علي هكتور الذي قتله أخيليس في حرب منفردة‏,‏ يبني الإغريق حصانهم الكبير ويختبئون فيه ثم يدعون أنهم تركوا السواحل ورحلوا‏.‏ بسذاجة تتحول إلي كارثة يقود الطرواديون الحصان إلي داخل القلعة وفي الليلة ذاتها يخرج من بطنه المحاربون الإغريق ويفتحون الأبواب لباقي الجيش الذي يدخل المدينة ويحرقها‏.‏ في النهاية يجد كل حتفه الذي يستحق بمن فيهم أخيليس الذي يندفع للتدخل إنقاذا لحياة محبوبته الطروادية ويقتل الملك الإغريقي بنفسه‏.‏
في ساعتين ونصف الساعة يقول الفيلم كل ما يمكن قوله في التاريخ وفي الحروب وفي فعل الحب في النفوس‏.‏ أول روميو وجولييت إذا ما قبلنا أن مبدأ مسرحية شكسبير لا يبتعد كثيرا عن مبدأ حكاية طروادة‏:‏ حب يتصدي لموقف الطرفين وبشأنه تقع معركة‏(‏ في روميو وجولييت‏)‏ وحربا‏(‏ في طروادة‏).‏

النقاد الأميريكيون بالغوا في اعتبار الفيلم هاشا وعاديا‏.‏ في الحقيقة ليست هناك لحظة ملل والدراما تتحرك والشخصيات مرسومة جيدا كذلك الممثلون‏(‏ خصوصا أريك بانا‏)‏ رائعون‏.‏ براد بت يجد الترجمة المناسبة لما يريده هو من الفيلم ومن الدور ولما يجب أن تنصاع إليه الشخصية‏.‏

إلي أين يا كوستاريكا؟

المخرج اليوغوسلافي أمير كوستاريكا عاد إلي كان بعد فيلمه السابق تحت الأرض مع فرقته من الموسيقيين والصداحين ليقدم فيلما آخر من النوع ذاته‏.‏

الحياة أعجوبة هو صحن المخرج كوستاريكا المعهود‏:‏ قصة فضفاضة‏.‏ شخصيات عديدة‏.‏ أجواء متناثرة‏.‏ خروج ودخول شخصيات وأطراف خيوط وأشباح قصص أخري طوال الوقت ولا نصف دقيقة للتأمل‏.‏ في البداية‏,‏ أيام أعمال المخرج الأولي‏,‏ أصاب كوستاريكا باختياراته‏.‏ كانت أكثر أمانة ورغبة في الإتيان بجديد‏.‏ هذه المرة‏,‏ فإن هذا المعهود‏,‏ مع موسيقاه وحركات الممثلين والكاميرا المستعجلة دائما‏,‏ أصبح فوضي مطلقة‏.‏ الساعة الأولي والنصف ساعة من الحياة أعجوبة تكفي لتقديم الفيلم بكامله‏,‏ لكن المخرج أفاض في جولاته غير الضرورية والطويلة لما هو ثانوي‏,‏ وحين أم القصة ذاتها في الساعة الأخيرة من الفيلم‏(134‏ دقيقة‏)‏ كان قد تأخر في لملمة ما سبق وتطوير شخصياته علي نحو جيد‏.‏

قصة رجل صربي يعيش في بوسنيا ويعشق القطارات ولديه زوجة تعتقد أنها خامة فنية كبيرة وشاب يعشق الفوتبول والجميع يتحدث عن مستقبله‏.‏ بعد إسهاب في تقديم هذا الخط ومعه خطوط وشخصيات أخري‏,‏ يجعل المخرج زوجة الصربي تهرب مع عشيق مجري‏,‏ وتقع الحرب ويتقدم البوسنيون إلي القرية ويقع البطل في حب ممرضة مسلمة ويقضي معها أجمل الأوقات‏.‏ إنها تلك الأوقات الجميلة التي تجعل المرء يفيق علي أن الفيلم كان بإمكانه أن يقول أكثر لو أراد‏.‏ فالفيلم لا يكترث لاتخاذ موقف ما وهذا من حق المخرج إنما لو أن هناك دعوي مناوئة تستحق الإشادة‏.‏

الحقيقة هي أنه أمير من أب مسلم وأم صربية وصاغه ذلك علي نحو لا يستطيع معه تحبيذ طرف ضد آخر وهذا ما كبله وانعكس علي أفلامه كلها بما فيها هذا الفيلم‏*

الأهرام العربي في

22.05.2004

 
 

مشاهدات أخيرة في مهرجان كانّ السابع والخمسين

الـمـفـاجـآت قـلـيلـة ومايكـل مـور تـتـجـاوزه الـتـطـورات

جومان طراد

منذ "بولينغ لكولومباين" يحب مهرجان كانّ الافلام التسجيلية. هذه السنة شاهدنا فيلماً تسجيلياً من ثلاث ساعات عن الصناعة العالمية للنبيذ. هل ينبغي فعلاً ان نحبّ النبيذ لنقدّر هذا الشريط الآسر؟ كلا، ليس بالضرورة. "موندوفينو" او "عالم النبيذ" أدرج آخر لحظة في اللائحة الرسمية، انما خارج المسابقة، من اخراج الاميركي جوناثان نوسيتر (له فيلمان روائيان حميميان) الذي جال في العالم كله، وخاصة في فرنسا وإيطاليا وكاليفورنيا وأميركا الجنوبية، مستخدماً النبيذ ذريعة للتأمّل حول التبادل االثقافي وغياب التقاليد وتهميش الفكر المستقل. يحاور العديد من الاشخاص ونشاهد في فيلمه عائلات كبرى تصنّع النبيذ (الموندافيس في نابا، الفريسكو بالديس في فلورنسا) ومالكي كروم عنيدين وفخورين، ومستشارين نهمين الى المال، ومفاوضين مثاليين، ونقاد متذوقين يؤثرون في السوق، وعائلات صغيرة في سردينيا. شخصيات ذات صلة على هذا النحو او ذاك بصناعة النبيذ الذي يلبث لصيقاً في النهاية بالثقافات والحضارات، ومثلها يفقد شيئاً فشيئاً روحه وهويته. الامر الرائع ان نوسيتر لا يقع البتة في الدرس الاخلاقي. لا يعظ. فجأة تحيي نظرته افكار المناهضين للعولمة، وليس في حاجة الى تقديم اداناته الذاتية، لان فيلمه ينطق تلقائياً بافكاره، مستندا الى المونتاج لايصال قوله. علماً ان الفيلم طويل قليلا، بنيته "ثملة" وغير منظمة، الا انه يبقى دراسة لامعة وتحريضية ضد العولمة، من غير تقديم درس اخلاقي.

الشهر الفائت، كان المدير الفني للمهرجان تييري فريمو يعدنا بمهرجان مليء بالمفاجآت، خاصة بعد دورة العام الفائت التي وصفت بالكارثية. واليوم، قبل ساعات من اختتام التظاهرة العالمية السابعة والخمسين، يسعنا القول ان الوعد تحقق، في جزء كبير منه على الاقل. كان يمكن لائحة هذه السنة ان تكون اقوى اذ كنا ننتظر مفاجآت اكثر. الاكتشافات كانت قليلة، لكن الخيبات كانت قليلة ايضا. ونظل بعيدين عن دورة 2002 الاستثنائية، انما كما في النبيذ كذلك في الافلام، السنوات الاستثنائية هي كما تدل تسميتها: استثنائية. لم تخيّبنا الانتظارات: الغليان البلقاني في شريط كوستوريكا مع قصة العشق الملعونة على خلفية موسيقية ("الحياة معجزة")، الانفعالات الدقيقة في فيلم انييس جاوي وتأملاتها المرهفة في العقد الانسانية البسيطة والعاهات الكبرى ("مثل صورة")، الشفقة والرقة في فيلم البرازيلي والتر ساليس الذي يقتفي رحلة سائق دراجة نارية ويومياته عبر اميركا اللاتينية (إحياء لصورة الثائر الشاب تشي غيفارا)، الدعابة الهاذية في فيلم الاخوين كوين مستعيدين الكوميديا الكلاسيكية "قتلة النساء" مع أليك غينيس في الفيلم القديم وتوم هانكس في الاعادة الجديدة. حتى الشريط المرسوم "شْرِك 2" أثارة حماسة المشاهدين هنا مازجاً السخرية المابعد حديثة والذكاء، ربما على نحو يفوق الجزء الاول.

السينمائي الاميركي مثير الفضائح مايكل مور يظل من ناحيته مخلصاً لأسلوبه السياسي الهجائي مع جديده "فاهرنهايت 11/9"، منتقدا في عنف جرائم ادارة بوش وهذياناتها. ورغم ذلك، ينبغي الاعتراف بأن فيلمه هذا اقل صدمة وجرأة من سابقه "بولينع لكولومباين"، مثبتاً ثقل الاحداث الراهنة ومجازفة العمل تحت وطأة الاحداث التي تشهد يومياً تطوراً. كان ذلك ممكناً قبل سنة، اي قبل الفضائح التي اثارها ريتشارد كلارك في كتابه الاخير، وقبل صور سجن ابو غريب. لم يبق مايكل مور وحده نجم "الفضائح" السياسية مثلما بدا في حفل الاوسكار الاخير. فمهرجان كانّ شهد هذه السنة ثلاثة افلام تتطرق الى مثالب الادارة الاميركية الحالية وكذبها (احدها "الحرب على العراق" لروبرت غرينوالد). تبدو الاحداث كأنها تجاوزت فيلم مايكل مور، وإن لم تنقص من قيمته وفاعليته.

الاكتشافات الحقيقية في مهرجان السنة كانت نادرة. فالبرودة تطغى على "تبعات الحب" لباولو سورينتينو. الى "حياة بيتر سيلرز وموته" للبريطاني ستيفن هوبكنز الذي يقتفي على نحو مبتكر، بريشتي قليلا ومليء بالدعابة الممثل المشهور الراحل الذي يحمل الفيلم اسمه، ويؤدي شخصيته المضطربة والكوميدية جيوفري راش في اداء رائع. وانتظرنا فيلم المخرج وونغ كار - واي "2046" الذي ألغي عرضه مراراً بسبب تأخر وصول نسخته الكاملة، لنكتشف في النهاية فيلماً ذا حسّ مشهدي بديع يشبه فيلمه السابق "في مزاج للعشق"، مع اجمل نساء السينما الصينية (غونغ لي، تسانغ زييي وماغي شونغ) إنما اكثر تعقيدا مع ثلاث قصص حب متقاطعة في اطار من الخيال العلمي المستقبلي.

تبقى اشارة اخيرة الى التجاهل الذي عومل به فيلم يسري نصرالله الرائع "باب الشمس" من معظم وسائل الاعلام الآتية من خارج فرنسا والبلاد العربية. هذا الفيلم الانساني جدا تحوّل هنا في كانّ الى فيلم "خطير"! فقد العالم الحسّ واضحى عبثياً، بل اسوأ ربما، فقد الحب والعدالة، وبات الحوار مهددا.

والسعفة الذهبية، كيف تحدد نفسها وسط كل ذلك؟ سنعرف ذلك مســاء اليـوم. ينبغي الاحتفاظ بالامل.

النهار اللبنانية في

22.05.2004

 
 

مهرجان كانّ الـ57 قدّم جوائزه مساء أمس

السعفة الذهبية لمايكل مور وآسيا وفرنسا تقاسمتا الباقي

لعلّ الصدمة كانت مهيأة لجوائز مهرجان كانّ الـ،57 وخارج كل التوقعات تقريبا، مع اعلان فوز شريط الاميركي مايكل مور "فاهرنهايت 11/9" بالسعفة الذهبية، وهو اول فيلم وثائقي ينال جائزة المهرجان الاولى منذ تأسيسه، مع كل الـ"بوليميك" الذي رافقه قبل عرضه وخلاله وبعده.

مايكل مور السينمائي المشاكس والمناهض الشرس لسياسة جو  رج بوش وادارته، وتحديداً منذ شريطه السابق "بولينغ لكولومباين"، استمر في جديده الفائز في توجيه الهجاء القاسي الى سياسة بوش داخل الولايات المتحدة وفي العالم، وعلى نحو غير مهادن، مما دفع جهات اميركية رسمية، مدنية وحتى عسكرية!، الى المطالبة بمنع عرض الفيلم في الصالات الاميركية، لكن الفوز الكبير امس جاء ضربة قاسية لـ"الحرية" الاميركية المزعومة، وقد تضطر الجهات المانعة، مرغمة، الى التراجع عن قرار المنع او تعرض نفسها لسيل عارم من الاحتجاجات لدى الرأي العام الاميركي الذي سيطلب مشاهدة الفيلم الفائز.

لدى تسلّمه الجائزة اعرب مايكل مور عن تأثره البالغ، معرباً عن أمله في ان تسمح هذه الجائزة بعرض فيلمه في الولايات المتحدة "ليتمكن الشعب الاميركي من رؤيته، ومن اجل اظهار الحقيقة" واستعاد كلام الرئيس ابراهام لينكولن القائل: "اذا قلنا الحقيقة للشعب تسلم الجمهورية". وقدم مور فيلمه الى الشعب العراقي "والى كل الذين يعانون بسببنا، بسبب الولايات المتحدة"، مشيراً الى ان ملايين الاميركيين يشاطرونه افكاره.

وفي انتظار ان تكون لنا عودة تفصيلية الى فيلم السعفة الذي اشرنا اليه في رسائل سابقة من المهرجان، نورد هنا اللائحة الكاملة بالافلام الفائزة بجوائز الدورة الـ57 من المهرجان السينمائي الاكبر والابرز والذي لا يني يخلق المفاجآت بين سنة واخرى، بل يحسن توجيه الصدمات المثيرة للجدال.

* السعفة الذهبية: "فاهرنهايت 11/9" لمايكل مور (الولايات المتحدة).

* جائزة لجنة التحكيم الكبرى: "فتى عجوز" لبارك شان - ووك (كوريا الجنوبية).

* جائزة افضل ممثلة: ماغي شونغ لدورها في فيلم "نظيف" (فرنسا).

* جائزة افضل ممثل: ياجيرا يووا لدوره في فيلم "لا احد يعلم" (اليابان).

* جائزة الاخراج: توني غاتليف لفيلمه "منافٍ" (فرنسا).

* جائزة السيناريو: انييس جاوي وجان بيار بكري لفيلم "مثل صورة" (فرنسا).

* جائزة لجنة التحكيم: (للمرة الاولى جائزة واحدة مناصفة لممثلة وفيلم!) إيرما بي هالّ لدورها في "ليديكيلرز" للاخوين كوين (الولايات المتحدة) وفيلم "مرض استوائي" للمخرج أبيشاتبونغ وبرازيتوكول (تايلاند).

* السعفة الذهبية للفيلم القصير: "ترافيك" لكاتالان ميتوليسكو (رومانيا).

* جائزة لجنة التحكيم للفيلم القصير: "حياة مسطحة" ليوناس غينارت (بلجيكا).

* الكاميرا الذهبية: "كنزي" لكيرين ييدايا (اسرائيل). وهذه الجائزة تمنح للفيلم الفائز في تظاهرة "نظرة ما" الموازية للمسابقة الرسمية.

النهار اللبنانية في

23.05.2004

 
 

فوز فيلم فهرنهايت 11/9

بالسعفة الذهبية في مهرجان كان

كان (فرنسا) (رويترز) – فاز الفيلم الوثائقي 11-9 فهرنهايت (Fahrenheit 9/11) للمخرج الامريكي مايكل مور والذي ينتقد سياسات الرئيس الامريكي جورج بوش بجائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي يوم السبت في ليلة سيطرت عليها أفلام من آسيا.

وقال مور في تأثر لدى قبوله الجائزة "ماذا فعلتم؟ أنا منبهر تماما بهذا."  وأضاف ضاحكا "اخر مرة صعدت فيها على المنصة لتسلم جائزة في هوليود انفتحت أبواب الجحيم."

ومنذ عامين حصل فيلم مور الوثائقي "بولينج فور كولومباين" (Bowling For Columbine) على جائزة في مهرجان كان ثم اوسكار. وتعرض مور لنقد بسبب كلمته المطولة التي هاجم فيها الرئيس الامريكي جورج بوش.

وحظي 11-9 فهرنهايت على دعاية كبيرة قبل المهرجان عندما أعلنت والت ديزني الشركة الام لاستوديوهات ميراماكس التي أنتجت الفيلم أنها لا تريد توزيع الفيلم في عام الانتخابات الامريكية.

وفاز الطفل الياباني ياجيرا يوويا بجائزة احسن ممثل عن دوره في فيلم "لا أحد يعرف" (Nobody Knows) وهي قصة عن اربعة اطفال هجرتهم امهم واضطروا لتدبر امورهم بانفسهم. وغاب الممثل الذي يبلغ من العمر 14 عاما عن حفل توزيع الجوائز.

وفازت الصينية ماجي تشونج بجائزة احسن ممثلة عن دورها في فيلم "نظيف" (Clean) الذي أدت فيه دور ارملة تحاول الاقلاع عن الادمان من اخراج زوجها السابق اوليفييه اساياس.

وفاز بالجائزة الكبرى الفيلم الكوري الجنوبي الدموي "الولد العجوز" (Old Boy) وهي قصة ثأر أمتعت كوينتين تارانتينو رئيس هيئة تحكيم المهرجان.  

مور يقول لبوش:.احترس من البسكويت المملح 

كان (فرنسا) (رويترز) - قال مايكل مور الفائز بجائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي عن فيلمه الوثائقي (11-9 فهرنهايت) Fahrenheit 9/11) الذي ينتقد فيه بشدة الرئيس جورج بوش انه يتمنى الا يكون بوش علم بفوزه بالجائزة وهو يتناول البسكويت المملح في اشارة الى تعرض بوش لاختناق بسبب قطعة من البسكويت عام 2002.

ويشن مور في فيلمه هجوما شرسا على بوش بشأن تعامله مع العراق والحرب على الارهاب.

وقال مور في مؤتمر صحفي انه يندم على شئ واحد هو انه نسي ان يشكر بوش لانه مصدر اكثر السطور اثارة للضحك في الفيلم.

ويامل مور في عرض فيلمه هذا الصيف وان يثير جدلا سياسيا بفيلمه الذي يسخر بشدة من ادارة بوش قبل انتخابات الرئاسة الامريكية في نوفمبر تشرين الثاني.

وردا على سؤال بشأن رد فعل بوش على حصوله على الجائزة قال مور "...أتمنى الا يبلغه احد خبر فوزي بالجائزة بينما يأكل بسكويتا مملحا."

وكان بوش فقد الوعي في 2002 بعد تعرضه لاختناق بسبب قطعة بسكويت مملحة بينما كان يشاهد مباراة في كرة القدم في التلفزيون.

وسخر مور الذي سبق له الحصول على جائزة اوسكار من كبار موظفي ادارة بوش وقال "أعتقد انهم كلهم ممثلون...نسيت وانا اقف على خشبة المسرح ان أشكر العاملين في الفيلم ولذا اتمنى لو شكرتهم الان.

"أود ان أشكر بوش وتشيني وبول ولفويتز ودونالد رامسفيلد. اعتقد ان المشهد الغرامي بين تشيني ورامسفيلد جعل عيني تدمع."

وقال مور انه يتوقع ان تقول بعض وسائل الاعلام اليمينية في الولايات المتحدة ان فرنسا وهي واحدة من أشد معارضي الحرب الامريكية في العراق هي التي منحته الجائزة.

وقال مور "كانت لجنة التحكيم دولية وليست فرنسية وكان العدد الاكبر من اعضائها من الامريكيين."

واضاف معربا عن غضبه ازاء رد فعل الامريكيين ازاء الموقف الفرنسي بشأن العراق "نحن مدينون لشعب هذا البلد باعتذار لان وسائل الاعلام عندنا حطت من قدرهم."

وحصل مور على جائزة الاوسكار عن فيلمه المناهض للاسلحة "بولينج فور كولومباين" وقال انه فخور جدا بفوز فيلمه الوثائقي بالسعفة الذهبية.  واضاف "الافلام غير الروائية بدأت تخرج من عزلتها."

ثم ردد بفخر واعتزاز ما قاله له المخرج الامريكي كوينتن تارانتينو رئيس لجنة التحكيم "نريدك ان تعرف ان السياسة في فيلمك لا علاقة لها بالجائزة. حصلت على الجائزة لانك صنعت فيلما عظيما." 

الصينية ماجي تشونج احسن ممثلة وطفل ياباني احسن ممثل

كان (فرنسا) (رويترز) - فازت الممثلة الصينية ماجي تشونج بجائزة احسن ممثلة في مهرجان كان السينمائي يوم السبت عن دورها في فيلم "نظيف" للمخرج اوليفيية اساياس.

كما فاز الطفل الياباني ياجيرا يوويا بجائزة احسن ممثل عن دوره في فيلم "لا أحد يعرف" وهي قصة عن اربعة اطفال هجرتهم امهم واضطروا لتدبر امورهم بانفسهم.

موقع "رويتر" في

23.05.2004

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)