كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

الخليج في "كان" السينمائي الدولي (3)

“عطش” يحكي معاناة فلسطينية و”طروادة” يتعرض للحرب على العراق

رسالة كان من محمد رضا

مهرجان كان السينمائي الدولي السابع والخمسون

   
 
 
 
 

في يوم واحد عرض المهرجان، من بين عشرات الأفلام التي عرضها، فيلمين يمكن وصف أحدهما بأنه أصغر فيلم  (او من بين أصغرها حجما على أي حال) ويمكن وصف الآخر بأنه -بالتأكيد- أكبر الأفلام المعروضة.

الفيلم الصغير هو “عطش” فيلم فلسطيني بتمويل من التلفزيون “الإسرائيلي” لتوفيق أبو وائل: السينما كما يجب أن تكون حين يعمد مخرج الى تعابير ذاتية يستمد منها قوّة الفيلم وخاصيته. الموضوع بدوره مثير وجيّد التكوين: هنا قصة رب عائلة نسيها الزمن وقوات الاحتلال، اذ تم إخلاء القرية العربية التي كانت تسكن فيها منذ زمن بعيد لكن العائلة اختبأت فيها بعد هجرة الجميع. الآن القرية عبارة عن بيوت صغيرة موزعة تشبه الخراب وهذه العائلة تعيش وحدها بمشاكلها باحثة عن تأمين الماء والبقاء بعيدا عن أنظار قوّات الاحتلال اذا ما زارت المنطقة. في هذه الأجواء يعمد المخرج الى سينما من الملاحظات المركّبة تكشف عن دكتاتورية الأب وجنوح الأفراد الآخرين الى الوقوع ضحايا خصوصا الابن الذي يضطر للانقطاع عن مدرسته (البعيدة) من مطلع الفيلم عندما يصيح الأب في وجهه طالبا منه البقاء في البيت “أنا أهم” (يقصد أهم من المدرسة).

الفيلم دراما جادة ومشغولة بأسلوب يقترب من أسلوب المخرج السوري أسامة محمّد، لكن خبرة توفيق أبو وائل المحدودة غير مؤثرة كثيرا على الفيلم الذي يبقى مثيرا للاهتمام وشغوفا بموضوعه وجدية طرحه.

حرب طروادة

أما في “طروادة” فلا وجود لشيء اسمه الإمكانات المحدودة: 175 مليون دولار (ومجلة “فارايتي” تقول إن المبلغ ربما كان أعلى من الإنتاج الكبير). ميزانية أكبر من تلك التي تصرفها بعض الدول الأفريقية، بل أكبر مما تصرفه كل الدول العربية مجتمعة على الشأن الثقافي (والإنتاج السينمائي جزء من هذا الشأن). المخرج وولفغانغ بيترسون (“عاصفة تامة”، “في خط النار”، “القارب” الخ...) رجل يجيد الإمساك بأطراف الأزمات التي يمر بها أبطال ويجيد استخدام التقنيات المتوفرة بين يديه ليصنع الفيلم الجيد بصرف النظر عن موضوعه. هنا هو في وضع تاريخي: القصة الإغريقية التي وضعها هومر في “الإلياذة” حول كيف تمكّن الإغريق من دخول طروادة خدعة بعدما استنفدوا كل وسائل القتال. لا يتبع الفيلم ما ورد في الإلياذة بل يتحرر صوب إبداع داخل إبداع ورواية “طروادة” نفسها كتبها هومر بعد 005 سنة من وقوعها نقلا عن حكايات الأجيال (هذا إذا ما كانت صحيحة أساسا) ما يعني أنه أضاف إليها ملحا وبهارات لكي يجعلها مثيرة دراميا. والآن المخرج بيترسون يضيف ملحه وبهاراته أيضا والنتيجة فيلم جيد كان فرد زنما في الخمسينات أخرج قصته، لكن الفيلم الجديد يبزّه في أكثر من ناحية.

يتمحور الفيلم حول أكيليس (براد بت) المحارب الذي لا يشق له غبار الذي يستعين به الملك الإغريقي (برايان كوكس) لكي يحارب، وجنوده الأشاوس، ملك طروادة (بيتر أوتول)  بعدما خطف أحد ولديه (أورلاندو بلوم) من شقيق الملك زوجته. ولد ملك طروادة الآخر (إريك بانا- لديه نظرات شبيهة بنظرات محمود حميدة) اسمه هكتور وهو يخوض حربا شجاعة ضد الجيش الإغريقي تساعده أسوار المدينة المنيعة في حربه إذ يعجز الجيش الإغريقي الوصول إليها. خلال اثني عشر يوما من مراسيم الحزن على هكتور الذي قتله إكيليس في حرب منفردة، يبني الإغريق حصانهم الكبير ويختبئون فيه ثم يدعون أنهم تركوا السواحل ورحلوا. بسذاجة تتحول الى كارثة يقود الطرواديون الحصان الى داخل القلعة وفي الليلة ذاتها يخرج من بطنه المحاربون الإغريق ويفتحون الأبواب لباقي الجيش الذي يدخل المدينة ويحرقها. في النهاية يجد كل حتفه الذي يستحق بمن فيهم أكيليس الذي يندفع للتدخل إنقاذا لحياة محبوبته الطروادية ويقتل الملك الإغريقي بنفسه.

في ساعتين ونصف يقول الفيلم كل ما يمكن قوله في التاريخ وفي الحروب وفي فعل الحب في النفوس. أول “روميو وجولييت” إذا ما قبلنا أن مبدأ مسرحية شكسبير لا يبتعد كثيرا عن مبدأ حكاية طروادة: حب يتصدى لموقف الطرفين وبشأنه تقع معركة (في “روميو وجولييت”) وحربا (في “طروادة”).

يقول المخرج إن الفيلم متصل بالحرب في العراق. وعلى المشاهد أن يبحث عن تلك الصلات لأنها غير واضحة. وفي نهاية الفيلم لا يجدها باستثناء القول إن صراع القوى والحروب ما زالت متواصلة منذ ذلك العهد الى اليوم.

الأفلام التي أثارت الى الآن الحماس أكثر من غيرها لم تكن داخل المسابقة. الجميع يتحدّث مثلا عن الفيلم الفلسطيني “عطش” بإعجاب: “ليس تحفة وليس فيلما عظيما، لكنه فيلم جيد وصاحبه موهوب” كما اعترف ناقد أمريكي. الفيلم الأفغاني “تراب ورماد” له معجبون مؤيدون أكثر من فيلم أمير كوستاريتزا، وهو المخرج اليوغوسلافي المعروف، “الحياة أعجوبة”. والسبب المباشر أن البحث عن مواهب جديدة ورؤى مختلفة وطازجة يبدأ من خارج المسابقة أكثر مما يبدأ داخلها. خصوصا وأن المهرجان يبدو غير متوازن على نحو شديد الوضوح.

“الحياة أعجوبة” هو “صحن” المخرج كوستاريتزا المعهود: قصة فضفاضة. شخصيات عديدة. أجواء متناثرة. خروج ودخول شخصيات وأطراف خيوط وأشباح قصص أخرى طوال الوقت ولا نصف دقيقة للتأمل. في البداية، أيام أعمال المخرج الأولى، أصاب كوستاريتزا باختياراته. كانت أكثر أمانة ورغبة في الإتيان بجديد. هذه المرة، فإن هذا المعهود، مع موسيقاه وحركات الممثلين والكاميرا المستعجلة دائما، أصبح فوضى مطلقة. الساعة الأولى والنصف من “الحياة أعجوبة” تكفي لتقديم الفيلم بكامله، لكن المخرج أفاض في جولاته غير الضرورية والطويلة لما هو ثانوي، وحين أمّ القصة ذاتها في الساعة الأخيرة من الفيلم (134 دقيقة) كان تأخر في لملمة ما سبق وتطوير شخصياته على نحو جيد.

قصّة رجل صربي يعيش في البوسنة ويعشق القطارات ولديه زوجة تعتقد أنها خامة فنية كبيرة وشاب يعشق الفوتبول والجميع يتحدّث عن مستقبله. بعد إسهاب في تقديم هذا الخط ومعه خطوط وشخصيات أخرى، يجعل المخرج زوجة الصربي تهرب مع عشيق مجري، وتقع الحرب ويتقدم البوسنيون الى القرية ويقع البطل في حب ممرضة مسلمة ويقضي معها أجمل الأوقات. انها تلك الأوقات الجميلة التي تجعل المرء يفيق على أن الفيلم كان بإمكانه أن يقول أكثر لو أراد.

وأحد الصحافيين الأمريكيين وقف في المؤتمر الذي عُقد للمخرج وقال له: “أنا أمريكي وأهاجم بوش على حربه في العراق. وأنت تحقق فيلما عن الحرب من دون إدانة الطرف الذي قتل مسلميها... كيف تسمح لنفسك بذلك؟”.

على هذا رد المخرج: “أنا إنسان غير كامل”.

الحقيقة هي أن أمير من أب مسلم وأم صربية وصاغه ذلك على نحو لا يستطيع معه تحبيذ طرف ضد آخر وهذا ما كبّله وانعكس على أفلامه كلها بما فيها هذا الفيلم.

حالة يابانية

مثل فيلمه السابق “مسافة”، فإن “لا أحد يعرف” مأخوذ عن قصة حقيقية. الموضوع آسر والطرح مؤثر جدا والتمثيل، خصوصا من الصغار، يلوّع القلوب- كما هو مطلوب، لكنني وجدت الفيلم يتكل أكثر من اللازم على أسلوب تلفزيوني: كاميرا هي ليست خفية بل تتعامل مع الممثلين كما لو كانت. تتحرك بتتابع معين ولو أنها تبدو عفوية وشكل محدود في العوامل والعناصر الفنية.

الحدث الحقيقي وقع سنة 1988 عندما تم اكتشاف أربع أطفال تُركوا وحدهم في شقة أقرب الى علبة سردين من أمهم التي اختفت. والمشهد الأول الذي يقدم هؤلاء الأولاد مثير: الأم (ممثلة قليلة الظهور اسمها يو) تستأجر البيت ومعها طفلان. لكن عندما تدخل الشقة وتبدأ بفتح حقائبها تستخرج طفلين آخرين كانت أخفتهما لأجل أن تفوز بالشقة من دون الإعلان عنهما. والأطفال الأربعة بدورهم غير مسجلين في أي سجل نفوس ما يضيف على العزلة التي تفرضها الأحداث بعدا اجتماعيا خاصا. في أحد الأيام تقرر الأم الاختفاء مؤقتا عن حياة عائلتها فتترك ظرفا فيه رسالة ومال الى ابنتها الأكبر أكير (يويا ياغيرا) لكي تعتني بأشقائها. ثم تعود بعد أسابيع محمّلة بالهدايا. والمنوال يبدو روتينيا الى أن تختفي يوما من دون أن تترك خطابا او تعليمات. ويصبح على أكيرا تحمّل مسؤولية مبكرة في إعالة نفسها والأطفال الثلاثة. أحيانا يصلها بعض المال من الأم وأحيانا لا يصلها شيء على الإطلاق .. هذا الى إن يُكتشف الأمر في نهاية المطاف وتدخل العائلة الصغيرة مرحلة حياة مختلفة.

لا شيء عن الأم. ليس فقط بعد اختفائها، بل عن تاريخها خلال ظهورها. فنحن لا نعلم شيئا عن علاقاتها التي أنجبت بسببها أربعة أطفال من أربعة آباء مختلفين. هل هي عاهرة؟ إذا كانت لم تقل إنها وقعت في “الحب من جديد” عندما تقرر الاختفاء لبضع أسابيع؟  لِمَ لم يتم تسجيل الأطفال؟ من هي هذه الأم وما هي شخصيتها؟ ماذا عن مشاعرها حيال ما تقوم به؟ لماذا هذه المشاعر محجوبة؟ ثم ماذا عن الأطفال؟ لم ليست لدى أي منهم حب الفضول لمعرفة شكل العالم الخارجي؟ فقط المخرج يستطيع الإجابة عن اختياراته لكن الواضح هو أنه لم يرد تأليف نوايا واقتراح إجابات والتدخل فيما لا يعرفه تأكيدا، فترك الأمور على نسيج من التلقائية ولو أنه هو أيضا نسيج من البرود.

الكاميرا محمولة طوال الوقت والأسلوب تسجيلي ذو طابع تلفزيوني (عمل المخرج طويلا لحساب التلفزيون) ما يبعث على الرتابة خصوصا وأن الفيلم لا يعكس أحداثا بقدر ما يصوّر وقائع. أكثر من ذلك، فإن مدة عرض الفيلم لأكثر من ساعتين مع نحافة المادة المروية وقلة أحداثها تنقل هذه الرتابة بعد حين الى نسبة ملحوظة من الملل.  في ذات الوقت فإن الفيلم لا يعكس حتى مشاعر او حالات تستدعي بناء وضع دراماتيكي او شحنة عاطفية ما. على ذلك، يستأثر العمل الاهتمام وقدراً كبيراً من الفضول والمتابعة نظرا لموضوع وبسبب تمثيل جيد من يويا ياغيرا وعفوي جدا من الأطفال كيتاورا، كيمورا وشيميزو.

وهذا ما يبقى من الفيلم الى جانب حسن شغل المخرج على تفاصيل صغيرة تبدو عادية لكنها تنسجم تماما مع الموضوع المصوّر. أيضا هناك حقيقة أن البعد المتمثل للفيلم كامن في تصوير المدينة بأسرها من دون أن يصوّرها المخرج عملياً. ذلك إنه إذا ما كان أحد لا يعرف أحدا في الشقة المجاورة، ومصير أربع شخصيات صغيرة يبقى عالقا في فراغ الحياة لستة أشهر فإن التعليق الاجتماعي يتبدى واضحا وهو حول خامة الحياة الاجتماعية المُعاشة - حسب الفيلم- في طوكيو و-حسب علمنا- في الكثير من بقع العالم.

همسات  “كان”:

·     المخرج نيل جوردان (“لعبة البكاء”) مطلوب ليصوّر فيلما عنوانه “إفطار على كوكب بلوتو”. والدعوة استلمها من شركة خوّلته 20 مليون دولار لصرفها على هذه الكوميديا التي سيتم تصويرها في لندن خلال شهر  سبتمبر/ أيلول المقبل.

·     آل باتشينو وقّع عقدا لبطولة فيلم بوليسي جديد يخرجه جيمس فولي بعنوان “88 دقيقة”. فيه يؤدي باتشينو دور محقق أف بي آي لديه 88 دقيقة فقط ليعيش.

·         الممثلة  كلير دانس تلعب بطولة  “مطلوب مروّجون” الذي ستصوّره في ابرلندا.

·     تطلب الأمر أكثر من ساعة  لنقل الممثل براد بت من فندقه الى قاعة المهرجان حين تم عرض فيلمه الجديد “طروادة”: السبب ألوف المعجبين الذين تجمّعوا لتحيته. وحسب شاهد عيان: “حملوا السيارة به”!

·     تسعى إدارة مهرجان “القاهرة” السينمائي الى إثبات وجودها في مهرجان “كان” وسط منافسة عربية هذه المرة. فهناك الاستعداد الجاري لإقامة حفلة إعلان لحساب مهرجان دبي السينمائي الدولي، ثم - وعلى محيط أضيق- مهرجان “جنوب- جنوب”، وهو مهرجان تونسي جديد، ومهرجان “السينما العربية في باريس” الذي يتبع مركز العالم العربي في باريس. الى ذلك هناك مهرجان “قرطاج” الذي ينوي إقامة دورته الجديدة في  سبتمبر/ أيلول من هذا العام.

# # # #

يوسف شاهين الوحيد من أبناء جيله في دورة "كان" الحالية

نظرة على "الكبار" الذين صنعوا مجد المهرجان

محمد رضا

يوسف شاهين، المخرج الذي يقدم في “كان” هذا العام فيلمه الجديد “الاسكندرية  نيويورك” هو أكبر المخرجين المشاركين في الدورة الجديدة عمراً وشأناً. المخرجون الكبار من جيله اختفوا. بعضهم مات وبعضهم الآخر اعتزل، والثالث استلم مهام إدارية. “كان” اليوم ليس كما كان بالأمس. ولمناسبة انعقاده لا بأس من أن نلقي نظرة وداع على أمسه وكيف كنا وكيف كان!

يترأس لجنة التحكيم هذه السنة المخرج الأمريكي “جيري تشاتزبيرج” وهو، الى جانب أنه مخرج يهودي ناقد للمسائل الصهيونية كما برهن بعض أفلامه، مخرج متوقف عن العمل منذ نحو خمس عشرة سنة. إنه ليس على صلة حميمة بهوليوود، ليس على صلة بالنظام الجديد المعمول به في الاستوديوهات الكبيرة وليس من أتباع العمل لغرض يخرج عن نطاق السينما الهادفة والفنية وذات المكانة الإنسانية.

في عام 1973 حاز فيلمه “الفزّاعة” (او “خيّال المآتة”) على جائزة مهرجان “كان” الذهبية. وهو فيلم مزدهر بأحاسيسه الإنسانية والاجتماعية. قصة رجلين (آل باتشينو وجين هاكمان) يلتقيان من دون موعد على طريق ريفي. يجلسان الى قارعة الطريق منتظرين سيارة ما تنقلهما. يطلب أحدهما سيجارة فيعطيه الآخر آخر سيجارة معه. وعود الثقاب الذي أشعلها هو الذي أشعل تلك الصداقة. يفتح لنا الفيلم آفاق كل شخصية: باتشينو يريد العودة الى محبوبته. هاكمان يبحث عن رجل يعقد معه صفقة تجارية تنقذه من وضعه. كلاهما منهار اقتصادياً وكلاهما يجد في الآخر ما يبعث على احترامه والاعتزاز بصداقته. وفي النهاية، يخفق كل منهما في الانتقال الى الوضع العاطفي او الاقتصادي الذي كان يأمله.

المخرج الجزائري محمد الأخضر حامينا الذي قدّم فيلمه الثوري “رياح الأوراس”. في دورة عام 1967 لا يزال يحضر الى “كان” من باب الوفاء لذكراه وفي العام الماضي عرض فيلمه اللاحق “ذكريات سنوات الجمر” الفيلم العربي الوحيد الذي نال جائزة ذهبية في “كان”.

السويدي بو ويدربيرج، الذي لا يزال حياً يرزق بدوره، قدم عام 1969 فيلما أفضل من “ألفيرا ماديجن” هو “أدالين 31”: إبداع رائع ودرس في كيفية تقديم فيلم ذي خامة سياسية من دون يافطات وخطب وحشد مواقف عاطفية سمجة. وبينما ذهبت الجائزة الأولى في ذلك العام للإنجليزي “ليندسي أندرسون” عن فيلم “إذا...” (فيلم رائع لمخرج مات بلا عمل قبل نحو ثلاث سنوات) دخل المخرج اليوناني الأصل كوستا  جافراس العرين الدولي بفيلمه السياسي “زد” (ونال جائزة لجنة التحكيم). حاليا يطلق كوستا  جافراس ما تسنى له من أفلام لكي يبقى في الصورة، وآخر أفلامه تمجيدا في مسألة الهولوكوست بعنوان “آمين”. ومن البرازيل شاهدنا جلوبير روشا وفيلمه “انطونيو الميّت”. حتى الممثل الأمريكي دنيس هوبر أصاب نجاحا حين أخرج فيلمه الأول “إيزي رايدر” وكان واحدا من أفضل أفلام الحركة الشبابية في تلك الفترة الى اليوم.

الأسماء كانت كثيرة ووفيرة ولا تنتهي. الدورة الواحدة كانت زخما من أفضل الأسماء والأعمال. في أي سنة أغرت فيها على “كان” ما بين العام 1967 و1980 كنت تواجه بأسماء كبار المخرجين وبنوعية من الأفلام التي لم نعد نشاهد مثيلا لها اليوم. عبر هؤلاء المخرجين وعبر هذه الأفلام استقطب “كان” كل هذا النجاح الذي حققه. نتكلم، الى جانب من ذكرناهم، عن البريطاني “جون بورمان” الأمريكي “روبرت ألتمن”، المجري “استفان جال”، الإيطالي “لوكينو فيسكونتي”، الأمريكي “ميلوش فورمان”، المجري “كارولي ماك”، الروسي “أندريه تاركوفسكي”، السويدي “إنجمار برجمان”، المجري “ميكلوش يانشكو” الأمريكي “جورج روي هيل”، الإيطالي “فرانشسكو روزي”، الأمريكي “هال أشبي”، الإيطالي “بيير باولو بازوليني”، الفرنسي “إريك رومير”، الألمانية “مرجريت فون تروتا”، الأمريكي “مارتن سكورسيزي”، الإيطالية “ليليانا كافاني”، الفرنسية “مرجريت دورا”، الروسي “أندريه كونتشالوفسكي”، الأمريكي “فرنسيس فورد كوبولا” وهناك أكثر من هؤلاء.

العام الأول الذي ذهبت فيه “كان” هو 1974 العام الذي عرض فيه فرنسيس فورد كوبولا فيلمه الرائع “المحادثة”: جين هاكمان خبير تلصص على أسرار الناس. مهنته التجسس لحساب الوكالة الخاصة التي يعمل لها وفي أحد الأيام يكتشف أن هناك جريمة يحيكها صاحب هذه الوكالة للتخلص من زوجته وحبيبها ومطلوب منه توفير المعلومات عن لقاءاتهما وأحاديثهما. إذ يفعل ذلك يُصاب بصحوة تفقده إتزانه فهو لا يستطيع أن يفعل شيئا يذكر نتيجة هذه الصحوة بل يبدأ الشك بأن الوكالة تتجسس عليه. في الصورة الأخيرة من الفيلم يجلس على كرسي يلعب الساكسفون بعدما خرب بيته بحثا عن أداة إنصات مزروعة فيه. لم يجد لكنه لم يعد الرجل الذي كان عليه.

ما شاهدته هنا بإعجاب كان “التفصيلة الأخيرة” للأمريكي هال أشبي.. مخرج رائع رحل قبل عامين والفيلم هو صرخة ضد النظم العسكرية من دون التخلي عن الترفيه المصاحب لصنو الحكاية: جنديان (أحدهما جاك نيكولسون) عليهما اصطحاب مجند محكوم عليه بالسجن في ولاية أخرى. على الطريق يكتشف الثلاثة قدرا من الروابط الإنسانية التي تجمعهما خصوصا وأن هذا المجند المحكوم عليه سنوات عديدة لا يزال عذريا ما يدفع الجنديين للبحث له عن امرأة. كل شيء في إطار موضوعي وأجواء واقعية ونكهة من الكوميديا السوداء ذات النقد الواضح وغير المكثّف.

الأسباني كارلوس ساورا كان هناك وقدّم “ابنة العم أنجليكا” وعاد بعد عامين ليقدم “صيحة الغراب” ويخطف عنه جائزة لجنة التحكيم الخاصة الكبرى (ثاني الجوائز). أما الأولى فذهبت الى “سائق التاكسي” لمارتن سكورسيزي.

أفلام عربية

السينما العربية لها تاريخ قديم في مهرجان “كان” يعود الى عام 1946 عندما عُرض للمخرج محمد كريم فيلم مصري عنوانه “دنيا”. في عام 1949 تم عرض فيلمين مصريين آخرين هما “البيت الكبير” لمحمد كامل مرسي و”مغامرات عنتر وعبلة” لصلاح أبو سيف.

وعادت السينما المصرية عام 1952 واشتركت بفيلم “ليلة غرام” لأحمد بدرخان و”ابن النيل” ليوسف شاهين (أول مرة لشاهين الذي خص “كان” بمعظم الأفلام التي أطلقها على شاشات المهرجان). والجدير بالذكر أن عام 1952 شهد فوز فيلم قدّمه السينمائي الأمريكي الكبير الراحل أورسون ويلز بعنوان “عطيل” باسم المغرب (حيث صوّر الفيلم واستفاد من تمويل هامشي). بذلك حين نقول إن “ذكريات سنوات الجمر” للجزائري محمد الخضر حامينا هو الفيلم العربي الوحيد الذي فاز سنة ،1975 بالجائزة الأولى، فإننا نعني الفيلم الوحيد الذي أخرجه عربي.

أما “ابن النيل” فاستقبل بتصفيق كبير بين المدعوين حين شاهدوه ما حفز شاهين على العودة الى المهرجان بفيلمه اللاحق “صراع في الوادي” (1954). والحقيقة أن السينما المصرية خصوصا، والعربية عموما، وعدت ولم تنفذ وعدها إلا قليلا. حملت طموحات رائعة ورشحت لأن تكون “يابان” الشرق الأوسط (نظرا لحالة اكتشاف مواهب يابانية رائعة في تلك الفترة أيضا) لكنها في السنوات اللاحقة لم تستطع سوى الظهور بنفس مظهر السعي والمحاولة الدؤوبة... وإلى اليوم لا يزال السؤال واردا: هل ستصل يوما؟

# # # #

ظاهرة

تصفيق حاد و... نسينا

محمد رضا

الضجة التي رافقت قيام “حركة الدوجما” سنة 1995 هدأت اليوم كثيرا عما كانت عليه. حينما انطلقت في منتصف التسعينات بفضل بعض المخرجين الاسكندنافيين وفي مقدمتهم توماس فينتربيرج ولارس فون تراير، ارتفع تصفيق النقاد الغربيين معتبرين أنها ظاهرة ثورية في الأسلوب السينمائي، وما لبث أن انضم إلى حفلة التصفيق تلك العديد من النقاد العرب الذين لا يستطيعون البقاء بعيدا عن تقليد ردّات الفعل الغربية. صفق الغرب نصفق. صفّر نصفّر.

الدوجما، لمن لا يعرفها، وسيلة عمل في السينما تنص على عدم استخدام أي تقنية دخيلة على الكاميرا (بما فيها المرشّحات وعواميد التركيز) وعلى الإضاءة (لا لأي إضاءة غير طبيعية) ولا في الصوت (لا تسجيل للموسيقى بعد انتهاء التصوير بل تسجل كصوت خلاله) وأشياء أخرى من هذا القبيل. أي أن الجماعة ترفض أي شيء يزيد عن الكاميرا والفيلم الذي في الداخل والقطع المونتاجي كما نعرفه. وفي سياق التبرير البحث عن لغة سينمائية صافية.

في أفضل حالاتها، فإن الدوجما بدت  ونؤكد كلمة بدت  ظاهرة إبداع تتوخى تقديم ما تستطيع السينما توفيره من دون الاعتماد على التقنيات الجانبية. لكن حتى في هذه الحالة، فإن المعروف أن ما يصنع الفيلم الجيد ليس إذا حملت الكاميرا في يدك او وضعتها على عواميدها الثابتة، بل ما تفعله بها في اي من الحالتين. وليست الإضاءة هي المشكلة بل في توزيعها. وإذا كانت الإضاءة الطبيعية غير كافية لمشهد يدور في الداخل فما فائدة ألا يبصر المشاهد شيئا من المشهد الذي أمامه؟ ومن ثم إذا اعتبرنا أن “الدوجما” هي المستوى الصحيح من الإبداع السينمائي فماذا عن 100 سنة سينما من الإبداع واكبت خلالها حركات وموجات وأساليب تعبير لا يمكن ضحدها؟

إذاً هي حركة مردود عليها حتى كنظرية. لكن النقد الحديث يواكب عوض أن يطرح الاسئلة والحركة بوركت وأفلامها مجّدت وأصبحت فجأة واقعا لا يُسأل فيه. لكن بعد تسع سنوات من حياة “الدوجما” أصبح حتى هذا الجزء من النقد اللمّاع عليه أن يبحث عن إجابات تشفع تشجيعه لنظرية جرى تطبيقها من دون نتائج رائعة. فاذا ما كانت الدوجما في أفضل حالاتها توحي بالإبداع، فإنها في الحالات الأخرى لا توحي بشيء سوى الرغبة في إثارة الحديث عنها وتقديم مخرجيها كمن لو أنهم يخترعون الماء الساخن. يكفي أن أصحاب الدوجما استخدموا كاميرات الدجيتال الرقمية وهي آخر إبداعات التصوير. كيف ترفض “تصنيع” السينما والوقوع تحت “مؤثراتها” التقنية وتقبل بأن تصوّر بآخر ما ابتدعته تلك التقنية من وسيلة تصوير وتصنيع ومؤثرات؟

أكثر من ذلك صار واضحا أن الدوجما استخدمت الاسم لشق طريق تجاري للسينما التي تنتمي اليها خصوصا وللسينما الاسكندنافية عموما. هذه شطارة استفادت منها السينما الاسكندنافية: تعالوا نقدم لكم نفس الأفلام والمواضيع إنما بصندوق جديد مكتوب عليه “دوجما”. لا بأس لولا أن العملية التجارية تتناقض والسعي الفني المعلن للدوجما.

الآن حركة الدوجما موجودة في الدنمارك فقط. السينمائيون الاسكندنافيون الآخرون تخلّوا عنها. في السويد والنرويج أفلام جديدة بالوسائل “التقليدية” حققت في مطلع هذا العام نجاحات تجارية كبيرة نتج عنها تقلص التأثير الذي حاولت “الدوجما” الاحتفاظ به. حالما وجد المنتجون أن أفلامهم “التقليدية” تحقق نجاحات كبيرة انطلقوا في ركبها ومعهم بعض المخرجين الذين تحمّسوا سابقا للدوجما.

المنتج إبراهيم ترديني أنتج فيلما عنوانه “في مقدورك” شهد إقبالا غزيرا منذ مطلع السنة وأدرك أن أي أسلوب آخر لتقديم هذا الفيلم الدرامي كان سيضر بالفيلم ولن ينفعه. يقول: “لو اعتمدنا مبدأ الدوجما لما وجدنا هذا الإقبال. الناس أحبوا الفيلم كما هو وأي طريقة أخرى كانت ستنتهي الى فشل ذريع”.

هذا من منتج لا يرى أن الدوجما أمر سيئ بل يدافع عنها بالقول: “الدوجما ليست شيئا عاطلا. اذا ما مورست على نحو صحيح أعطت نتائج جيدة. لكنها صعبة التطبيق والمخرجون الجدد فيها عادة لا يدركون مغبّة قبولهم مبادئها فيثورون ويتنازلون”.

الخليج الإماراتية في

16.05.2004

 
 

مشاهدات في مهرجان كانّ السابع والخمسين

كوستوريكا مستقرّ في عالمه وإيطالي ويابانيّ يلفتان

جومان طراد من "كان"

إمير كوستوريكا، المدلّل في مهرجان كانّ وحامل السعفتين (لـ"أبي في رحلة عمل" و"أندرغراوند")، يكون الأول في تاريخ التظاهرة العالمية لو فاز هذه السنة بسعفة ثالثة لفيلمه "الحياة معجزة". فمع جديدة هذا لا يسعنا التحدث فعلياً عن انقطاع اسلوبيّ أو عن ميدان مختلف للسينمائيّ البوسنيّ، فشريطه الجديد يندرج توّاً في خط "أندرغراوند" و"قط أبيض قط أسود" وسواهما، بل يبدو في بعض مشاهده استعادة للأفضل في أفلامه السابقة، سواء كان لناحية الموضوع، أو التاريخ الدموي لدول البلقان أو الجمالية المشهدية التي تدعمها الموسيقى المحلية والغجرية.

نحن في .1992 لوكا مهندس صربي يعمل في السكك الحديد في البوسنة ويعيش مع زوجته ياندرانكا مغنية الأوبرا المتوترة وابنه ميلوس، الى حين اندلاع الحرب ودخول الزوجة مصحاً للعلاج النفسي ووقوع الابن في الأسر. يفقد لوكا كل أمل في الحياة بعد مأساته العائلية، وذات يوم، يأتيه جاره بالمرأة الشابة ساباها، الرهينة البوسنية، ويقترح عليه الاحتفاظ بها كسجينة بغية تبادلها مع خاطفي ابنه. لكن الدراما الشكسبيرية تحوّم قريبةً إذ يقع لوكا في هوى ساباها التي تعرقل قليلاً برنامج التبادل.

بين  الحكاية السلافية والفارث الضاحك والتراجيديا تدور مشاهد "الحياة معجزة" الشريط الساخر في مرارة من الصراع الصربي - البوسني. قصيدة حب وحرب مشحونة في مبالغة وإفراط حيث نجد كوستوريكا الحيوي والشاعريّ والانفعاليّ. إعصار حقيقي من الحب والحرب والجنون. فيلم مرهق، إنما فيلم كبير بلا ريب.

في الوسط، بين بيرانديللو والتأمّل الفلسفي والفيلم البوليسي الأسود، "تبعات الحب" الشريط الروائي الثاني للمخرج النابوليتانيّ الشاب باولو سورينتينو، أحد الاكتشافات الأولى في المسابقة. يدور حول شخصية تيتّا دي جيرولامو (توني سيرفيللو يستحق بلا تردّد جائزة التمثيل) وهو رجل غامض في الخمسين يعيش من ثماني سنين في فندق هادئ وفخم في مدينة سويسرية نائية. ومنذ مشاهد الفيلم الأولى تتبدّى شخصية تيتّا، الدائم الأناقة، أنها شخصية رجل "بلا مخيّلة"، أي "أسوأ أمر للرجل"، يقول هو نفسه، وخاصة حين يجد نفسه أسير حياة مضجرة ورتيبة. لا يملك تيتّا مخيلة ربما، إنما ليس لديه في أي حال شيء مهم يفعله. يبدو منتظراً مرور الوقت في بار الفندق، الى الطاولة نفسها دائماً، مشعلاً سجائره في انتظام وبلا انقطاع، صامتاً، مراقباً الناس على نحو جليّ وفظّ.

رهان صعب للمخرج أن يهب وجوداً على هذا القدر من الفراغ حياةً على الشاشة، وينجح سورينتينو في ذلك على نحو مدهش، مشرّحاً في دقة وذكاء بارد الحياة اليومية المحيّرة لهذا الرجل الوحيد والغامض الذي تبدو حياته مسروقة. لكن ممن؟ لماذا؟ حتى وإن يكن يواصل العيش. لكن لا حياة من دون سرّ، وتيتّا جيرولامو يملك أكثر من سرّ يكشفه لنا الفيلم واحداً تلو الآخر في لمسات صغيرة. ماذا يفعل رجل على هذا القدر من الاحترام عندما يحقن نفسه بالهيرويين صباح كل أربعاء الساعة العاشرة؟ لِمَ لا يقابل زوجته وأولاده؟ من أين تأتي تلك الحقائب المليئة بالمال والتي توضع في انتظام عند باب غرفته كأنها تأتي من لا مكان ويودعها منهجياً في مصرف أنيق جداً؟

شيئاً فشيئاً يشرع تيتّا في الاستسلام ويشرع في التواصل مع آخرين. هنا كل عالمه سينقلب رأساً على عقب. الحوارات منحوتة، الصورة مبتكرة، النبرة مقلقة، الايقاع غير مألوف. هذه الدراما الوجودية الباردة، الشديدة الأسلبة، التي تلامس الثريلر، ليست لجمهور واسع، بيد أنها تسجّل بالتأكيد ولادة سينمائي مؤلف جدير بالمتابعة وقد يصل الى الجوائز، وإن لا يزال باكراً جداً التحدّث عن الفائزين. وفي شأن الجوائز، فإن هذه السنة ستشهد للمرة الأولى مؤتمراً صحافياً للجنة التحكيم غداة انتهاء المهرجان كي تبرّر خياراتها، واتخذ هذا القرار بوحـي من نتـائج السنين الفائتة التي عرفت غالباً اختيارات مثيرة للجدال.

شريط آخر في المسابقة، "لا أحد يعلم" للمخرج الياباني هيروزاكو كوري - إيدا، المستوحى من حادثة حقيقية تخلّت فيها أمّ عن أولادها الأربعة (جميعهم من آباء مختلفين) في إحدى شقق طوكيو. الفيلم هو بالأحرى نشيد للطفولة أكثر منه انتقاد للتخلّي الأموميّ. صوّر كوري - إيدا فيلمه طوال سنة مع ممثليه الشبّان الأربعة، وكان ينبغي لضرورات القصة أن يكبر الأولاد في تلك الفترة بغية خلق جوّ عائلي واقعي وصلات حقيقية بين الأربعة الذين يحاولون رغم هجر أمهم لهم الحفاظ على حياة طبيعية. في "لا أحد يعلم" جمالية حزينة، صور مرهفة عن صراع البقاء والأمل. لكن، ويا للأسف، يشكو الفيلم من طول (نحو ساعتين ونصف ساعة) فيقع في التراخي وتبديد الانفعالات وتأثيرها، في حين كان يجب تكثيفها.

خلافاً لمسابقة العام الفائت الضعيفة نسبياً، تبدو هذه السنة قوية ومتينة، وإن لم نشاهد بعد أفلام كبار أمثال الأخوين كوين ووونغ كار- واي ومايكل مور ووالتر ساليس وآخرين.

السفير اللبنانية في

17.05.2004

 
 

خارج المسابقة

عناية جابر

بعيدا عن مهرجان <<كان>> بالألوان، تجري في العالم حاليا وبالأسود والأبيض، أفلام خارج المسابقة، وتحديدا لذوي القلوب القوية، والبالغين جدا. وإذا كان بعض الجمهور رقيق القلب، قد خرج من صالة العرض أثناء فيلم ميل غيبسون عن آلام المسيح، فإن بعض أعضاء الكونغرس الأميركي والبنتاغون، خرجوا بدورهم، استحياء واستنكارا لما يُعرض أمامهم.

سوف لن نُدهش لو مَنح تنظيم القاعدة، جائزة أفضل فيلم وثائقي، للشريط الذي خرج من سجن <<أبو غريب>> مظهرا مجندة أميركية (امرأة) تتطاول على العري الذكوري الإسلامي، وتُذِلَّهُ.

امرأة أجنبية (كافرة) تجرَّ عربيا مسلما من رقبته بطوق كلب، تعبث بجسده العاري، وتُصيب مقتلا، أغلى أعضائه وجذر فحولته.

عضو في تنظيم القاعدة، او يعمل مع أبي مصعب الزرقاوي، او متعاطف معهما لنعترف بأنهم كثر يرى أمام عينيه، الى انتهاك رجل، مطلق رجل، من قبل امرأة، ومطلق امرأة، من منطلقه الخاص، أي من موقع المرأة في حياته، ومن تحديدات هذا الموقع، ضمن أطره السلفية الجاهزة. مزيد الانتهاكات مقابل مزيد السلفيات. مزيد الأذى في مقابل جنون الأذى. وإذا صرعتنا المرأة ببنانها الصغير المصوَّب الى عضونا، ذبحنا ابنها او زوجها او صديقها أمام عينيها، وأمام أعين العالم على الشاشة. ونضمر لها أكثر من الذبح وأكثر من الانتهاك.

صور بارحة القسوة، وفي واحدة من وظائفها، تعزيز السلفية الإسلامية، في تواطؤ رهيب، خفي ومعلن مع السادية الأميركية. صور مهينة للإنسانية كلها، تطرح أزمة النظام الأميركي الحالي، وتلح بالسؤال حول المخيلة القاصرة لهذا النظام، الذي يطمح الى تركيع تنظيم القاعدة، ودحر الحركات السلفية، فيما في الواقع، يستعرض بدنيا، ما يؤجج هذه وتلك.

نحن الحيارى بأمر انسانيتنا التي ربيناها بدمع العين، لا نشعر باغتصابنا الشخصي منذ أبو غريب، بل ثمة اغتصابنا المزمن الذي شارفت ذكراه السادسة والخمسون. ستة وخمسون عاما على سلب فلسطين، فلا نجد في صور أبو غريب ما يُلهب الجرح او يراكم الهوان. وإذ نجحت التكنولوجيا الرقمية في حمل صور ذلنا الى غرف نومنا، فهذا لأن النوم أصلا لا يليق بنا، ولا تليق هجعة الرضى لموفوري الكرامة والكبرياء. ننام بذنب قديم، ونضع أجسامنا في الأسرَّة لكي نسلَّمها الى مشيئة ترأف بها. وإذا كنا قد أقفلنا على كل حزن جديد، فلكي نزيد في المسافة بيننا وبين الشعوب السويَّة، التي تحزن لأن مصابا ألمَّ بها. نحن لم نحد نحزن. فمصابنا قديم وجديد، قبل أفلام <<أبو غريب>> وبعدها.

السفير اللبنانية في

17.05.2004

 
 

شاهين يصوب فوهة كاميرا ناقدة الى اميركا في فيلمه الجديد

القاهرة - رويترز - هاجم المخرج المصري يوسف شاهين ما اعتبره عدم تسامح من جانب بعض الاصوليين في بلاده في افلام سابقة الا انه قرر ان يصوب الكاميرا الناقدة هذه المرة للولايات المتحدة حيث يرى ان التعصب السياسي وانحياز وسائل الاعلام يغذي مشاعر كراهية العرب.

وفي فيلمه الاخير «اسكندرية نيويورك» يعالج شاهين قضية الصدام بين حبه لاميركا التي درس فيها ذات يوم وغضبه مما يعتبره تأييدا ثابتا لاسرائيل على حساب العرب.

قال شاهين /78 عاما/ الذي يعد من ابرز مخرجي السينما العربية «اشعر بغضب شديد لكن ليس من الشعب الاميركي وانما من النظام الاميركي».  يحكي فيلم «اسكندرية نيويورك» قصة راقص باليه من نيويورك يكتشف ان والده مصري.

قال شاهين لرويترز ان بطله «شعر بالصدمة عندما عرف ان والده عربي. كان رفضه تلقائي نتيجة لما تروجه وسائل الاعلام.. وسائل الاعلام غير النزيهة التي تتعامل بمعايير مزدوجة طوال الوقت بيننا وبين اسرائيل».

ورغم انه ليس لشاهين ابن في نيويورك فان «اسكندرية نيويورك» يقوم بصورة ما على تجاربه هو الشخصية في الولايات المتحدة. وهذا رابع فيلم يتركز على حياة شاهين ومن المقرر طرحه في دور العرض خلال حزيران او تموز.

وفي نبرة تشاؤم واضحة بشان مستقبل العلاقات الاميركية العربية يفشل الاب والابن في تسوية خلافاتهما.

يقول شاهين ان وجهة نظره في مستقبل العلاقات العربية الاميركية تستند في جزء منها الى طبيعة سياسات الرئيس الاميركي جورج بوش في الشرق الاوسط والتي يرى انها ذات دوافع دينية. ويضيف «السيد بوش متعصب».

وانتقد شاهين ايضا السياسة الخارجية الاميركية في فيلم قصير عام 2002 في ذكرى هجمات 11 ايلول على الولايات المتحدة.

وفاز اول فيلم لشاهين عن سيرته الذاتية «اسكندرية ليه» عام 1978 بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان برلين. وحصل ايضا على جائزة «السعفة الذهبية» عن مجمل  اعماله من مهرجان كان السينمائي عام 1997.

ويبدا احدث افلام شاهين المولود في الاسكندرية على الساحل الشمالي لمصر من فترة الاربعينات عندما كان يدرس في باسادينا بلايهاوس وهو معهد اميركي للدراما

 ويقول انها كانت اجمل ايام حياته.

ويصوغ احتكاكه بالافلام والاعمال الموسيقية الاميركية رؤيته الاخراجية التي اكسبته سمعته كأحد ابرز المخرجين المثقفين في العالم العربي. قال شاهين «لقد كانت فترة رومانسية رائعة... كنت مفتونا بها».

لكن بعدما كان ينظر الى الولايات المتحدة باعتبارها ارض الحرية صار شاهين يرى الان ما يعتبره عدم تسامح وتعصبا سياسيا.

وقال «كان يفترض ان تكون الولايات المتحدة بوتقة للناس من جميع الاصول. لقد كانت فعلا بوتقة الا انها لم تعد كذلك على الاطلاق».

ويشعر شاهين بالقلق مما يعتبره تصاعدا في تيار المحافظين المسيحيين بالولايات المتحدة كما انه يشارك ايضا اخرين القلق مما يعتبرونه تصاعدا في التيار الديني المحافظ في مصر.

ولاحق محامون اصوليون المخرج المعروف في المحاكم المصرية لما اعتبروه تصويرا للنبي يوسف في فيلمه «المهاجر» عام 1994.

وفي فيلميه التاليين «المصير» و«الاخر» هاجم شاهين الاصوليين حيث اظهر الاصولية كقوة مدمرة ورجعية. وقد انتقد البعض الفيلمين بسبب ما انطويا عليه من تبسيط مخل في التعامل مع القضية المطروحة.

وصنع شاهين تلك الافلام في اواخر التسعينات خلال فترة شهدت تصاعدا في اعمال العنف بين الجماعات المتشددة والدولة.

ويقول شاهين الذي يعتبر نفسه جزءا من جيل الليبراليين المصريين انه ما زال يكافح ضد الرقابة المحافظة سواء من جانب الدولة او المجتمع.

وقال «انني اقاوم الا انها ليست حركة جماعية. حتى طلابي لا يقاتلون من اجل افكارهم. كل الناس تخاف من الجماعات الدينية».

ويقول شاهين ان الرقابة المصرية تتجنب الى حد كبير القطع من افلامه بسبب شهرته العالمية. الا انه يشكو من ان اعماله لا تعرض بصورة كافية عبر شاشات التلفزيون.

وهو يتميز غيظا في الوقت نفسه من تصاعد النزعة المحافظة بين الممثلات اللاتي يجعلن تصوير الافلام امرا صعبا.

ويقول «الان تقول لك الممثلة فورا.. انا ارفض القبلات. من ثم فانني لا استطيع الاستعانة بها. او تقول انها لا تريد ان تتعرى او تظهر بملابس مكشوفة اكثر مما ينبغي».

وتابع «الامر أشبه تماما بما يحدث في الشارع حيث يكاد يكون الحجاب مهيمنا بالكامل. على سبيل المثال جاءت طباختي يوما بغطاء رأس صغير والان ضاعفت مساحة الغطاء واضافت قبعة مما يجعل الامر في غاية الخطورة عندما تطبخ».

يقول شاهين انه يشعر بالغضب الشديد عندما يعلو صوت اذان الصلاة عبر مكبرات الصوت في مساجد القاهرة ليقطع عليه حديثه مع الاخرين.

ويقول «سأشتري مكبرا للصوت اكثر قوة لبث موسيقى اميركية بصوت عال جدا.. اعلى من صوت المؤذن».

الرأي الأردنية في

17.05.2004

 
 

مايكل مور: الرجل الذي يخشاه بوش مطلوب عالميا ومرفوض اميركيا

الفيلم الجديد لمايكل مور عن جورج بوش لا يلقى موزعا في أميركا بسبب انتقاده لإدارة بوش وتركيزه على فشل سياستها.

كان (فرنسا) - قدم مخرج الافلام التسجيلية الاميركي مايكل مور فيلمه التسجيلي الجديد "فهرنهايت 9/11" في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي في الوقت الذي يواجه فيه هذا الفيلم مشاكل عرض في الولايات المتحدة.

يطرح الفيلم عددا من القضايا الملحة التي شهدها العالم منذ الاعتداءات التي استهدفت برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك لكن الفيلم يذهب الى ابعد من ذلك وتحديدا الى كيفية انتخاب الرئيس بوش الذي يشكك في شرعية توليه رئاسة الولايات المتحدة.

ويظهر للمرة الاولى كيف اعلنت التلفزيونات الاميركية المرشح آل غور نائب الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون فائزا في ولاية فلوريدا، قبل ان تعود شبكة فوكس نيوز وتعلن فوز بوش لكن المفاجأة التي لا يعرفها المشاهد هي ان شقيق بوش هو الذي يرأس هذه القناة التلفزيونية وهو الذي كان وراء اعلان هذا الفوز الذي اكدته فيما بعد هيئة محلفين تابعة لشبكة عائلة بوش.

بذلك يؤكد الفيلم ان ولاية بوش قامت على كذبة وهو ما اكده المخرج في المؤتمر الصحفي الذي اعقب العرض حين قال ردا على سؤال حول امكانية اعادة انتخاب بوش لولاية ثانية " يجب ان يكون انتخب لولاية اولى اولا لنتحدث عن اعادة انتخاب".

الا ان الفيلم لا يوفر الاعلام الاميركي الذي اتهمه بالتواطؤ مع بوش وادارته عارضا بوش في لحظات حرجة عمد الاعلام الاميركي الى اخفائها باستمرار.

ومن اكثر هذه اللحظات حرجا تلك التي يتبلغ فيها خبر الضربة على الولايات المتحدة فيما كان في مدرسة للصغار في فلوريدا بعد سلسلة طويلة من العطل التي قضاها بعيدا عن البيت الابيض وغالبا في مزرعته في تكساس.

ورغم تبلغه الخبر كما يظهره الشريط الذي عثر عليه مور مع المدرسة التي صورت الحدث للذكرى فان الرئيس الاميركي يظل لمدة ثماني دقائق من دون اي رد فعل يتابع قراءة قصة على التلاميذ ويعلق المخرج "ذلك ببساطة لان احدا لم يكن معه ليتخذ القرار عنه".

هذه الوقائع وغيرها قاسية بالنسبة لاي شخص فكيف بالنسبة لرئيس اقوى دولة في العالم لذلك يقول مور ان الحزب الجمهوري حاول منع عرضها اذ اضافة الى رفض شركة ديزني توزيع الفيلم كما كان متوقعا وهذا ما اكسبه دعاية مجانية كبرى اخيرا، عمدت شركة الانتاج الاصلية التي يديرها ميل غيبسون الى فسخ العقد بعد اربعة اشهر من المباحثات وبعد اسبوعين من توقيعه.

ويشرح مايكل مور ان شركة الانتاج تعرضت لضغوطات من اعلى مستويات الادارة الاميركية لمنع انتاج الفيلم وانها هي "وميل جيبسون كانا ضحية" هذا الوضع قبل فسخ عقد الفيلم الذي انتجته في النهاية شركة ميراماكس.

ويشير الفيلم اضافة الى الكذب والتزييف الى وجود علاقات بين عائلة بوش الاب والابن باللوبي النفطي الاميركي وبالعائلة السعودية المالكة، مدعما ذلك بالشهادات والوقائع، في قالب كوميدي ساخر.

هذا الارتباط اساسه مالي نفعي، فالمقربون من العائلة هم مالكو ومديرو شركات مثل هاركن اينرجي وهاليبرتون وكارلايل وغيرها وكلها شركات تملك عقودا في العراق سواء مع الجيش او لاعادة اعمار البلد.

حتى حرب افغانستان يقول الفيلم ان ادارة بوش لم تخضها الا بهدف تامين مصادر الطاقة وتوصيل خط انابيب لنقل الغاز من البحر قزوين عبر افغانستان بعد ان رفضت حركة الطالبان ذلك.

كما يكشف الفيلم ان بوش لم يؤد خدمته العسكرية. وانه هجر الجيش مع شخص آخر على علاقة بعائلة بن لادن تم محو اسمه من التقرير.

كما يتهمه بفرض الخوف على الاميركيين بالتلويح لهم بشبح القاعدة الذي يصوره قادرا على الوصول الى اي مكان في الولايات المتحدة.

ويتوقف الفيلم مطولا عند كيفية ارسال الولايات المتحدة اثنين وعشرين شخصا من عائلة بن لادن كان يقطنون الولايات المتحدة الى السعودية بعد يومين من الاعتداءات في رحلات خاصة رغم توقف الحركة في كل المطارات وذلك بعد عشاء مع السفير السعودي في واشنطن الامير بندر بن سلطان الذي يطلق عليه في الفيلم لقب "بندر بوش".

ويظهر الفيلم في النهاية كيف ان الفقراء الاميركيين هم في النهاية من يحمي النظام الذي يسبب آلامهم ويستغل حبهم لبلدهم فيدفعون الثمن من دماء اولادهم "ان تكسب الحرب يعني ان تديمها الى الابد" يقول الفيلم.

وقال مور "يبدو أن إدارة بوش لا ترغب أن يراه الناس". وأضاف أنه نجح في إدخال فريق تلفزيوني إلى العراق سرا لتصوير الاحباط وخيبة الامل التي يعاني منها الجنود الامريكيون بسبب إدارة بوش.

وقد سبق ان فاز مايكل مور عام 2002 بجائزة خاصة في مهرجان كان، هي جائزة الذكرى الخامسة والخمسين للمهرجان كان عن فيلمه الوثائقي "بولينغ فور كولومباين".

ميدل إيست أنلاين في

17.05.2004

 
 

"موسيقانا"

يقترب من فلسطين تحت كاميرا "يهودي السينما" الوحيد

رسالة "كان" من إبراهيم العريس

أول من أمس, الأحد, كان تقريباً يوماً فلسطينياً, بل ربما عربياً, في مهرجان "كان", استبق يوم عرض فيلم يوسف شاهين الجديد "الغضب". ففي يوم واحد, جلس الجمهور أكثر من أربع ساعات ونصف الساعة لمشاهدة حكاية اللجوء الفلسطيني وضياع فلسطين في فيلم يسري نصرالله "باب الشمس", وفي الوقت نفسه وزع الجمهور الآخر تلك الساعات نفسها على فيلم "معارك حب" للبنانية دانيال عربيد (أسبوع المخرجين), وفيلم جان - لوك غودار الجديد "موسيقانا" (خارج المسابقة الرسمية).

فيلم غودار قد يحتاج الى المشاهدة مرات - كما تُقرأ القصيدة مراراً - قبل أن يدخل في تفاصيله اللغوية كلها. غير ان المهم, هنا, هو ان الفيلم تضمن, من بين خطاباته الكثيرة, خطاباً جديداً يتعلق هذه المرة بالقضية الفلسطينية. ومعروف ان غودار, الذي يشارك للمرة الثامنة في "كان", كان يفكر منذ أكثر من ثلاثين سنة بعمل سينمائي عن فلسطين... بل انه صور في عمان ما كان مشروعاً لفيلم متكامل, ثم عاد ودمجه في فيلم عن الإعلام عنوانه "هنا وهناك".

اليوم تبدو نظرة غودار أكثر كثافة: نظرة انسانية متعددة الأبعاد, تطرح أسئلة قلقة ومربكة أكثر مما تحاول العثور على أجوبة. وهي نظرة تشكل جزءاً فقط من هذا الفيلم الذي يعطيه صاحبه اسماً عاماً هو "الملكوت" ثم يقسمه ثلاثة أجزاء: الجحيم, المطهر, الفردوس. وهو تقسيم تعسفي. بدأ غودار "يحصد" ثمار جرأته: نقد مؤيد لاسرائيل يستخف به, ويسخِّف كلامه. انتقاد للحوار الذي تجريه صحافية اسرائيلية, من دعاة السلام كما يبدو, مع محمود درويش الذي يقول لها بوضوح: "ان العالم لا يهتم بنا إلا لأنكم أنتم أعداؤنا. انه يهتم بكم أولاً, ولذلك يهتم بنا بعد ذلك". وغضب بخاصة لأن غودار, في الفيلم, كما في تصريحاته الصحافية, قارب في شكل محكم بين ابادة اليهود على أيدي النازيين, وترحيل الفلسطينيين مقتلعين من ديارهم. غودار في هذا الصدد لم يموضع كلماته, ولا صوره. بدا حاسماً قوياً, واثقاً بأن الوقت حان أخيراً لقول كلام كان لا يزال في حاجة الى أن يقال. فهو "يهودي السينما" بحسب تعبيره, يدهشه أن أحداً, من بين الاسرائيليين والفلسطينيين لم يجرِ تلك المقاربة. لكن هذا ليس كل شيء, ففي مشهد من الفيلم يلقي غودار محاضرة أمام طلاب في ساراييفو, وفجأة يريهم, بين ما يريهم, صوراً ليهود يعبرون البحر الى فلسطين, وأخرى لفلسطينيين يعبرون مجرى مائياً الى المنفى... ويقول: "عبر اليهود الماء ماشين فوقه ليدخلوا الابداع الخيالي - يقصد السينما الروائية على سبيل المثال -. أما الفلسطينيون فعبروا في الاتجاه المعاكس ليدخلوا السينما الوثائقية".

فيلم "موسيقانا" قصيدة جديدة لغودار, تحوي تنويعاً مدهشاً بين الثقافي والوثائقي, كما تحوي جملة من تلك العبارات الحادة اللئيمة والقاتلة التي كانت على الدوام جزءاً من ريبرتوار صاحب "بيارو المجنون" و"الاحتقار". ومن المؤكد أن "موسيقانا" سيشغل الأقلام المساجلة أكثر مما سيشغل أهل السينما خلال المرحلة المقبلة.

جريدة الحياة في

18.05.2004

 
 

"الخليج" في "كان" السينمائي الدولي (4)

الافلام العربية في المهرجان.. قضايا ومواقف

رسالة "كان" من محمد رضا

النقاد العرب غابوا عن فيلم مدّته 4 ساعات و34 دقيقة. نعم هو أطول فيلم روائي عربي، لكن مدّة عرضه ليست القضية، ولا يمكن أن تصبح الحكم للفيلم او عليه لكن المخرج يسري نصر الله فوجيء بإعراض النقاد العرب حين وصل في التاسعة صباحا ووجد ناقدا عربيا واحدا بانتظار فتح الأبواب هو كاتب هذه الكلمات ومع أن العدد ارتفع فيما بعد الى ثلاثة، الا أنه بقي دون نصف عدد النقاد والصحافيين العرب الموجودين في “كان” بكثير.

“باب الشمس” عن رواية إلياس خوري وسيناريو محمّد سويد، ويتناول الموضوع الفلسطيني وما آلت إليه أحلام التحرير وكيف وجدت نفسها تناضل للبقاء في لبنان عوضا والحرب الأهلية اللبنانية بين الفرقاء وانقسام اللبنانيين من حولهم فريق يراهم جزءا من الحل وآخر يراه جزءا من المشكلة.

في رابع أفلامه الطويلة يحصد المخرج الحكاية الواردة في كتاب خوري بأكملها ويرفض التخلي عن أي جزء منها ما نتج عنه طول الفيلم الذي لم يبلغه فيلم عربي من قبل. لكن هذا الطول ليس فراغا والأحداث ولو كان يمكن إختزالها، الا أن إبقاءها على حدودها الزمانية والسردية ساعد كثيرا في بلورة العمل السينمائي كمرجع إضافي للرواية.

يتناول الفيلم الموضوع الفلسطيني وحسنا يبدأ المخرج من جذورها: الحرب ضد الاحتلال البريطاني وحدوث نكبة ال ،48 واضطرار المناضل يونس الى الرحيل الى لبنان ومعه نهلة، الفتاة الفلسطينية التي تم تزويجها منه وهي ما زالت في الثانية عشرة من العمر. وبعد ذلك يدخل الفيلم على قصة الطبيب خليل المجهول الأب الذي وجد نفسه مستوطنا مخيّم شاتيلا والذي يعالج رجلا يعتبره بمثابة أبيه كان دخل في غيبوبة ولا أحد يعرف من هو تماما. الحرب تقع والعلاقات الإنسانية تتشرذم والطبيب يجد نفسه محاربا لقضية في البداية ثم محاربا بلا قضية لاحقا.

إنه الفيلم الذي يمكن -بسهولة- القول انه أفضل ما حققّه المخرج الى اليوم وبالتأكيد أكثرها مشقة وصعوبة وشمولية. الا أن ذلك لا يعني أن النتيجة خالية من المشاكل. طالما يسري نصر الله يعمل بعيدا عن تأثير يوسف شاهين عليه، فإن الفيلم في أفضل حالاته. ما أن يدلف المخرج تحت أسلوب أستاذه حتى تنسلخ المشاهد المذكورة عن الفيلم منحدرة الى حالة غير مشبعة وأحيانا غير ضرورية. وهذا يحدث أكثر من مرة أسوأها عندما يتم تقديم شخصية شاب “لعبي” و”بهلواني”  متحرر من القيود يتعرّف عليه الطبيب ويعهد اليه بمساعدته في المستشفى لكن شيئا عوض محاولة استدرار الإعجاب به من دون داع لا يحدث.

وهناك تمريرات غير مسموحة. بطل الفيلم خليل لا يعرف الفرنسية وحين يلتقي بالزائرة الفرنسية المتعاطفة مع أحداث صبرا وشاتيلا (بياتريس دال) يحدّثها بالإنجليزية فترد عليه بالفرنسية ويفهم... ويفهم كل شيء اذ يتواصل معها على طول الخط في حوار سليم. كيف له ذلك وهو لا يعرف الفرنسية كما تقدّم القول في الفيلم؟ ولماذا حين يبادر نادل في حانة للحديث الى الفرنسية بالفرنسية يسألها خليل عما قاله؟ فتشرحه بالفرنسية ويفهم؟

المشاهد المغلقة ذات الحوارات الطويلة ناجحة. ولا ريب أن وجود المؤلف في عداد كاتب السيناريو كان ضروريا ولو أن ذلك لا يضمن أن الفيلم في شكله هذا هو أفضل شكل ممكن.

الحرب من بعيد

فيلم عربي آخر عُرض هنا، في إطار “نصف شهر المخرجين”، هو “معارك حب”. مرة أخرى تطل الحرب اللبنانية برأسها، لكننا هنا لا نراها بل نسمع أصوات انفجاراتها. والاختلاف الثاني هو أن الأحداث التي تقع في رحاها لا علاقة مباشرة بها. المخرجة -لأول مرة-  دانيال عربيد تحكي قصّة شبه آسرة عن فتاة في الثانية عشرة من عمرها تعيش في كنه عائلتها المسيحية فيما كان يُعرف ب “بيروت الشرقية”. إنها ابنة أم ملتاعة بهوس زوجها بالقمار وإدمانه عليه لدرجة بعزقة أمواله وأموال جدتها (أمه) المتمسكة بأهداب البرجوازية الكلاسيكية. لدى الجدّة خادمة تنّفها وتهينها طوال الوقت والفتاة متمسكة بصداقتها. هي تعلم بعلاقة  الخادمة سهام بأحد المحاربين ولا تمانعها، لكن حين تعلم أن سهام تخطط للهرب من البيت والالتحاق بالمحارب تخبر جدتها التي تحبس الخادمة في الحجرة وتخبر المحارب بأن والد سهام “جاء من سوريا وأخذها معه”.

هذا يقع بعد ساعة من الفيلم وفقط في تلك اللحظة يخبرنا الفيلم أن الخادمة سورية. فنحن لم نلحظ ذلك من لهجتها لأن مؤديتها ممثلة لبنانية ولم تسع لتغيير لهجتها. لكننا تساءلنا لماذا تهينها الجدّة وتنعتها بأصلها من حين لآخر “من وين جاي؟ من ورا البقر؟”. غلطة المخرجة هي أنها جعلت المسألة تبدو طبيعية ولم تتوقف عندها لتصحيحها من البداية. ذلك لأنه من المهم إظهار مرجع الخادمة في تلك التركيبة ومن ثم الإجابة على سؤال حول إذا ما كانت مسلمة، مسيحية ام درزية ليس تحديدا لمذهب من أجل المذهب بل لكي يبلور ذلك الدراما المرغوبة على نحو صحيح.

ما عدا ذلك، الفيلم جيد في نواحيه المختلفة وإن كان ينتهي الى وضع أقل أهمية مما يأمله البعض. الذي تصيغه المخرجة عربيد بنجاح هو نقد الذات والعائلة والمنطقة التي تعيش فيها من دون مهادنات مستندة الى أن الأحداث التي نراها هي، وباعترافها، أقرب الى المذكرات الشخصية.

مواضيع عربية أخرى

مع “عطش” للمخرج الفلسطيني  توفيق أبو وائل يصير لدينا نخبة عربية لا بأس بها هذا العام. الفيلم الفلسطيني لم يتناول الحرب بل يلمح من بعيد الى أن وضع العائلة في الفيلم والجرح العميق الذي يحمله الأب ليس سوى نتاج حالات القهر المتواصلة منذ نصف قرن وإلى اليوم.

وسينقلنا فيلم يوسف شاهين الذي سيعرض في نهاية الأسبوع الثاني من المهرجان الى الوضع كما هو اليوم إذ يطرح المخرج في فيلمه الجديد “الاسكندرية- نيويورك” موضوع العلاقة العربية- الأمريكية من خلال أحلام الفتى المهاجر بأمريكا ذات القيم التي تبدّلت مع احتلال المصالح لغة الحوار الأولى عوض لغة الثقافة.

الخليج الإماراتية في

18.05.2004

 
 

كان السينمائي يتبدل إلي مستقبل مجهول

السينما العربيـــة تلحق بالركب بخمسة أفلام

محمد رضا من "كان"

لو أن كل عام يحمل اشتراكا عربيا لا يزيد علي ثلاثة أو أربعة أفلام‏,‏ لكان الأمر رائعا لكن بعد زحمة من الأفلام قبل عامين‏,‏ ونضب معين شبه تام في العام الماضي‏,‏ تطل السينما العربية باستيحاء موزعة بين أفلام خمسة يتقدمها فيلمان من مصر هما باب الشمس ليسري نصر الله والإسكندرية‏-‏ نيويورك ليوسف شاهين فهذان الفيلمان هما في الإطار الرسمي الأكبر ولو خارج المسابقة وهناك فيلمان آخران في تظاهرة أسبوع النقاد‏,‏ تلك التي يقيمها اتحاد النقاد الفرنسيين‏,‏ هما في كازابلانكا الملائكة لا تطير لمحمد عسلي وهو مغربي‏,‏ وعطش لتوفيق أبو وعل‏,‏ وهذا الفيلم يحمل علما فلسطينيا‏-‏ إسرائيليا مشتركا‏.‏وفي إطار نصف شهر المخرجين الأكثر انفصالا عن المهرجان كإدارة رسمية‏,‏ نجد الفيلم المقدم باسم لبنان وبلجيكا وفرنسا تحت عنوان معارك حب لدانيال عربيد. ومع أفلام عربية أخري مرشحة لأن تظهر من دون سابق إنذار‏,‏ وهذا يحدث عادة حينما يصل أحد المخرجين فيدعي أنفار النقاد والصحافيين العرب والفرنسيين الي عرض يقام علي عجل‏,‏ فإن الوجود العربي في كان هذه السنة محسوس أو علي الأقل محسوس أكثر مما كان عليه في العام الماضي.

طبعا يلاحظ خلو السينما المتنافسة في كان من أي من هذه الأفلام وهناك تفسيران واحد فقط هو الصحيح‏:‏ الأفلام العربية التي تم إرسالها الي المهرجان وترشيحها إلي المسابقة وهي ليست حكرا علي الأفلام المشتركة المذكورة أعلاه لم تثر اهتمام أو إعجاب لجنة الاختيارات‏,‏ أو أن صاحبي الإسكندرية‏-‏ نيويورك وباب الشمس قررا بنفسيهما عدم الاشتراك في المسابقة وهذا ما يكرره يوسف شاهين مكررا في أحاديثه أنه هو الذي لم يرغب في الاشتراك في المسابقة وذلك لكي يمنح المخرجين الجدد فرصة الفوز.

الشكوي المتكررة

بينما‏,‏ هناك مخرجون جدد في المسابقة فعلا‏,‏ لكن هناك عددا كبيرا من المخرجين المعروفين ذوي التجارب أو حتي المخضرمين‏,‏ ولو أن كل واحد رغب في أن يعكس بذلا مشابها لكان الأجدر تحويل كان إلي مهرجان لأفلام المخرجين الأول الأرجح أن الأمر بالنسبة لفيلم يوسف شاهين تحديدا هو أن هناك اتفاقا بين المخرج وبين كان علي احترام الثاني لقرار الأول وقرار الأول بأنه كبر‏,‏ قيمة ومقدارا‏,‏ علي التنافس وفرص الخروج بجائزة وهي عادة فرص صعبة أو فرص الخروج من المهرجان بلا جائزة وهي عادة الفرص الأسهل‏.

لكن إذا كنا نهتم بإثارة الموضوع العربي‏,‏ فلأننا نكتب بهذه اللغة‏,‏ أما معظم الموجودين هنا فيتعاملون مع ما هو متوفر من أفلام بنظرة أكثر توازنا بصرف النظر عمن أنتجها ولأي ثقافة انتمت‏.‏

والعالم الآن مهتم بمعرفة نتاجات السينما العالمية‏,‏ من أي مصدر جاءت‏,‏ ومعرفة ما إذا كانت هذه الدورة أفضل‏,‏ أسوأ أو ذات مستوي الدورة الماضية تلك التي قيل فيها إن المهرجان وصل إلي مستوي مترد لم يبلغه سابقا‏.‏

والحقيقة هي أن الذين يؤمون دورات كان عاما بعد عام يكررون أنفسهم حين يشتكون أن مستوي أفلام هذا العام هو أقل من مستواه في العام الماضي ذلك لأن لو أن هذا كان صحيحا لما استمر المهرجان أصلا.

ونخبة الأفلام المختارة هذا العام تعد بالكثير هذا إذا ما صدقنا أن الأسماء التي تحف بهذه الأفلام لا يمكن لها أن تقدم أعمالا أقل قيمة مما قدمته سابقا ولو أن هذا دائما أمر متوقع في فيلم الافتتاح للمخرج الأسباني بدرو ألمادوفار وعنوانه ثقافة سيئة وفيه يذهب وراء بعض الشئون التي تثير اهتمامه واهتمام عديدين من المثقفين والسينمائيين الغربيين‏:‏ العلاقة المثلية بين رجلين يكتشف أحدهما أنه ليس بالرجل العادي الذي كان يظن‏,‏ بل يخفي في داخله حبا للآخر‏.‏

وسنجد الآخر أيضا في فيلم يوسف شاهين‏,‏ لكنه آخر مختلف فالمخرج المصري يكشف عن السبب الذي من أجله لم يستطع تبني الآخر في ذاته والقبول به وقرر‏,‏ بعد انتهاء دراسته الأمريكية‏,‏ العودة إلي مصر التي بحاجة إليه واللافت اختيار الفيلم للعرض في ختام المهرجان ما يميزه قليلا أكثر عن أترابه خارج المسابقة.

تغيير وجوه

ما بين البداية والنهاية تتوالي الأفلام والدورة الحالية اذا ما كانت تختلف في شيء ففي استعادتها ثقة هوليوود بها‏,‏ تلك التي تزعزعت كثيرا في السنوات الخمس الأخيرة علي الأقل‏,‏ فعدد كبير من الأفلام الأمريكية معروض في المسابقة وخارجها ما يثير بعض الدهشة كون الاشتراك الأمريكي في العام الماضي تألف من نحو أربعة أفلام رئيسية أحدها كان تسجيليا أما هذه السنة فنجد التسجيلي والكرتوني جنبا إلي جنب السينما الروائية‏,‏ والواضح أن هذا الوضع عائد الي جملة تغييرات قرر مدير المهرجان المعين من بضع سنين‏,‏ تييري فريمو‏,‏ القيام بها حالما توسعت صلاحياته خلفا للمدير السابق جيل جاكوب فهو رفع عدد المخرجين المشتركين في المسابقة لأول مرة‏,‏ فمن بين الأفلام الثمانية عشرة المشتركة في المسابقة وهو رقم أقل من المعتاد البالغ‏21-22‏ فيلما هناك اثنا عشر مخرجا يشتركون للمرة الأولي الغاية هنا هي تجديد المسابقة ذاتها التي لوحظ في السابق تحولها إلي موقع ثابت لبعض المخرجين تجد أفلامهم في انتظارك إن لم يكن في كل دورة‏,‏ ففي كل دورة من ثلاث علي أبعد تقدير بين هؤلاء مثلا البريطاني مايك لي الذي كان يود العودة بفيلمه الجديد فيرا دراك لكن المهرجان قرر تجاهل الرغبة شاهد الفيلم وحكم ضده‏.‏

وكما الأفلام والمخرجون هناك الدول فالمسابقة تخلو من أفلام روسية أو هندية أو إفريقية أو حتي اسكندنافية‏,‏ ما يجعلها حكرا علي ثلاث قارات فقط هي الأمريكية والأوروبية الغربية وتلك المرتكزة في جنوب‏-‏ شرق آسيا‏.‏

وما يبدو أن هناك ثقلا كبيرا لا تزحزحه التبدلات والإجراءات البسيطة‏:‏ السينما تختلف اليوم عما كانت عليه والبحث عن قمم فنية ما عاد مجديا بسبب حالة جفاف عامة ناتجة عن رحيل مخرجين كبار أو عدم وجود ما يقومون به من أعمال وانصراف بعضهم إلي وظائف إدارية ينهون بها سجلا حافلا من النشاط السينمائي والحال هذه‏,‏ فإن المهرجان عليه أن يبحث عن بديل والبديل تقديم خليط متجدد بصرف النظر عن تجسيده قيما فنية كانت شرطا أساسيا في أيام خلت‏.‏

المسابقة

السينما الفرنسية ذاتها تشعر بعبء هذه التحولات‏,‏ هذا العام هناك ثلاثة أفلام فرنسية بحتة وليست من إنتاجات مشتركة تدخل عرين المنافسة مقابل خمسة في العام الماضي هناك فيلم أوليفييه أساياس نظيف وفيلم أغنية جاو تعليق صورة وفيلم توني غاتليف هجرات‏,‏ وغاتليف مخرج فرنسي مخضرم لكنه لم يسبق له الاشتراك في المسابقة من قبل‏.‏

وتحت راية فرنسية‏-‏ غير فرنسية مشتركة نجد فيلم أمير كوستاريتزا الجديد الحياة معجزة ومن أقطار أوروبية هناك المرشدون للألماني هانز واينجارتنر ونتائج الحب لباولو سورنتينو من إيطاليا والسينما البريطانية مولت فيلم المخرج البرازيلي وولتر سايلز الجديد مفكرة راكبي الدراجات الذي سيتنافس مع الفيلم الأرجنتيني لا نينا سانتا إخراج لوكريشا مارتل‏.‏

من المناطق الآسيوية هناك الفيلم الصيني‏2046‏ لوونج كار‏-‏واي‏,‏ وهو مخرج جديد علي المسابقة وله اشتراك واحد في كان من قبل إذ كان قد شارك في نطاق تظاهرة نظرة خاصة في العام الماضي الياباني مامورو أوشي يطرح للنقاش فيلمه الجديد براءة ومواطنه هيروكازو كار‏-‏إيدا يوفر لا أحد يعلم من كوريا الجنوبية فتي مجرب لبارك تشان‏-‏ووك والمرأة هي مستقبل الرجل لهونغ سانغ‏-‏سو ومن تايلاند مرض استوائي للجديد أيضا أبتاتبونغ ووراتوكول‏.‏ الباقي هي الحفنة الأمريكية من الأفلام‏,‏ ومعظمها تابع عنيد للإنتاجات الهوليوودية دلالة أخري علي انصراف كان من تبعية السينما الباحثة عن الفن والتجريب والمستويات الأعلي من موهبة الإنسان صوب التعامل مع الواقع من دون طموحات كثيرة.

هناك فيلم مايكل مور التسجيلي فهرنهايت‏911‏ وفيه هجوم شديد علي إدارة الرئيس جورج بوش‏,‏ وهناك حياة وموت بيتر سلرز وهو من إنتاج أمريكي‏-‏ بريطاني مشترك للمخرج ستيفن هوبكنز وشرك‏2,‏ وهو أول فيلم كرتوني طويل يدخل مسابقة كان‏.‏

خارج المسابقة

خارج المسابقة هناك المزيد من الأفلام الأمريكية، باد سانتا من أسوأ ما شاهدته في نهايات العام الماضي مطروح هنا وهو من إخراج تيري زويجوف أيضا فجر الموتي لزاك سنايدر‏,‏ وأقتل بل لكوينتين تارانتينو و طروادة لوولفغانغ بيترسون‏.‏

إلي جانب فيلم يسري نصر الله باب الشمس البالغ‏4‏ ساعات ونصف الساعة طولا‏,‏ فإن النخبة غير الأمريكية من الأفلام تشمل محاكم القطاع العاشر لريمون دباردو فرنسا‏,‏ خمسة لعباس كياروستامي إيران‏,‏ مت في طفولتي لجيورجي بارادجانوف روسيا‏,‏ موندوفينو وهو تسجيلي لجوناثان نوسيتر الولايات المتحدة‏,‏ موسيقانا لجان لوك غودار سويسرا وسلفادور أللندي وهو تسجيلي أيضا لبارتيثو غوزمان تشيلي‏.‏

كان العام‏2003‏ بدا فعليا علي مفترق طرق‏,‏ إذ واجهته أزمة عدم وجود أفلام جيدة بما فيه الكفاية يقدمها إلي جمهور متعطش ما أقدم عليه هذا العام هو محاربة الجوع للأفلام الفنية باستئصال الاتكال علي هذه الأفلام وحدها يفتح طريقا جديدا يمر إلي جانب الطريق القديمة لا يلغيها تماما لكن يجعل السير فيها متقطعا وضئيلا حسب المتاح‏.‏

السؤال الكبير هو إذا ما كانت التغييرات ستنجح‏,‏ أم ستكون بداية نهاية غير معلنة بعد لكنها باتت تلوح في الأفق علي أي حال‏*

الأهرام العربي في

18.05.2004

 
 

بعد ربع قرن من العطاء

توم هانكس غير راض رغم الثروة والأوسكار

كان (فرنسا) (رويترز) - حصل توم هانكس على جائزتي اوسكار وجمع نحو ثلاثة مليارات دولار من شباك التذاكر في السينما خلال مسيرة عطائه الفنية التي تقترب من 25 عاما.. لكن نجم فيلم "فورست جامب" Forrest Gump يعبر عن عدم رضاه عن ادائه ويعطيه درجة رديئة.

وقال للصحفيين خلال اشتراكه في مهرجان كان السينمائي الدولي حيث ينافس فيلمه "قتلة السيدة" The Ladykillers على جائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم "أعطي نفسي تقدير (جيد) في كل فيلم أشارك فيه. انني أبخس نفسي حقها عندما يتعلق الأمر بتقييم أعمالي الخاصة."

وفي الفيلم يلعب هانكس دور البروفيسور جولدثوين هيجينسون المحتال الذي يقود عصابة من المجرمين الحمقى لسرقة نادي عائم للقمار في ولاية مسيسيبي لكن مالكة النادي المتواضعة تتمكن في النهاية من إحباط الجريمة.

والفيلم الذي أخرجه نجما مهرجان كان المفضلين الأخوين جويل وايثان كوهين هو إعادة بتصرف لعمل كوميدي انتجته استوديوهات ايلينج البريطانية عام 1955 وقام ببطولته الممثل البريطاني الشهير اليك جينيس.

لكن أحداث الفيلم نقلت هذه المرة الى أقصى الجنوب الامريكي وبنى المخرجان الموسيقى التصويرية له على موسيقى دينية.

وسحر هانكس الذي يقوم بأول زيارة له لمنتجع الريفييرا الفرنسي الحضور بدعاباته. وقال انه تجنب متعمدا مشاهدة الفيلم الاصلي.

واضاف "آخر شيء كنت افكر فيه هو مشاهدة الفيلم الاصلي وان تتسرب بعض مشاهده الى رأسي بطريقة ما كانت اما ستفرض نوعا من الرقابة علي او ستجعلني بشكل غير مقصود اقلد السير اليك جينيس العظيم."

وقال في مؤتمر صحفي اكتظ بالحضور "ما انتويت فعله هو محاولة الابقاء على جهلي بالشخصية وتناسيها بقدر الامكان حتى لا اجرح مشاعر احد وكذلك كي اختفي وراء هالة الجهل والنسيان."

ووقفت صحفية صينية وفردت ملصقا عملاقا لتوم هانكس وهو يقف بجوار كلب يسيل لعابه والذي كان ضمن برنامج الدعاية لفيلمه "ترنر وهوتش" Turner & Hooch الذي قام ببطولته عام 1989 وطلبت منه التوقيع عليه.

وسألته الصحفية بعدها بشغف "هل هناك أشياء أخرى مازلت تحاول اكتشافها مثل دراسة الثقافة الصينية او زيارة بلدان آسيوية."

ورد هانكس بسرعة "هذه الاشياء رقم واحد واثنين على قائمتي. لا ادري كيف قرأت أفكاري."

واضاف "هل طارت مفكرتي وعثرتي عليها بشكل ما. في الصفحة رقم 13 من المفكرة دونت ستة أشياء أود القيام بها.. دراسة الثقافة الصينية وزيارة الصين ورقم ثلاثة عمل تركيبات سرية في قبو منزلي."

لكن هانكس الذي شارك في تخليد ذكرى المحاربين القدامى الذين قاتلوا في الحرب العالمية الثانية منذ قيامه ببطولة فيلم "انقاذ الجندي رايان" Saving Private Ryan تحول من الهزل الى الجد عندما سئل عن رأيه في الجنود الامريكيين المتمركزين في العراق.

وقال "لدينا محاربون قدامى سيعودون الان من الحرب في العراق والذين يبلون بلاء حسنا على مدار عام الان وكل ما يمكننا فعله هو ان ندعو الله ان يبارك كل واحد منهم."

الجزيرة نت في

18.05.2004

 
 

مخرج هاجم بوش مرشح لجائزة كان الكبرى

بول ماجندي

 كان (فرنسا) (رويترز) - صنف نقاد يوم الثلاثاء المخرج مايكل مور باعتباره أحد أقوى المرشحين للحصول على أعلى جائزة في مهرجان كان السينمائي بعد أن استقبل فيلمه الوثائقي الذي يهاجم الرئيس الامريكي جورج بوش بحفاوة كبيرة. وفيلم (9/11 فهرنهايت) "Fahrenheit 9/11"على الطريق الان ليصبح أول فيلم تسجيلي يحصل على جائزة السعفة الذهبية منذ حصول فيلم (عالم الصمت) "The World of Silence" لجاك كوستو ولوي مال عليها في عام 1956.

والفيلم الذي عرض وسط موجة من الدعايا اثارها خلاف حول توزيعه في عام الانتخابات يعد خطبة هجاء عنيفة ضد ادار بوش لحرب العراق و"الحرب على الارهاب". ويرغب مور في رؤية بوش يهزم في الانتخابات المقررة في نوفمبر تشرين الثاني المقبل والنقاد يرون الفيلم باعتباره حملة دعائية فعالة لصالح خصومه.

وتضع مجلة سكرين انترناشيونال التي ترصد الاتجاهات في المهرجان يوما بيوم فيلم مور مع فيلم (انظر الي) "Look at me" للمخرجة الفرنسية أنييس جاوي باعتبارهما أقوى مرشحين للجائزة. وطلبت المجلة من نقاد من عدة دول ترتيب تفضيلاتهم حتى الان في المهرجان.

ووصفت صحيفة فارايتي الفيلم بأنه "منشور دعائي مباشر" وقالت ان مور قد يقنع بفيلمه الامريكيين الذين أفاقوا من الوهم وغير المهتمين بالادلاء باصواتهم. وأضافت المجلة "قد يحقق شيئا من النجاح بسبب سيطرة العاطفة على نبرته."

وقالت صحيفة ذا هوليوود ريبورتر "ما يبدو أن مور يتولى الريادة فيه هنا هو استخدام فيلم واقعي كأداة في عام الانتخابات."

وحظي مور الذي عادة ما تثير افلامه الوثائقية الجدل باستقبال يشبه ما يلقاه نجوم موسيقى الروك عندما شق طريقه على البساط الاحمر في قصر المهرجان مساء الاثنين. وتصدر فيلم مور عناوين الصحف لاول مرة عندما منعت شركة وولت ديزني وحدتها ميراماكس لتوزيع الافلام من اصدار مثل هذا الفيلم السياسي في عام الانتخابات. لكن مور تنبأ للصحفيين بثقة قائلا "الفيلم سيعرض في الولايات المتحدة قبل الانتخابات". ويعزز من التوقعات بفوز " 9/11 فهرنهايت" أن الجمهور ظل يصفق واقفا لمدة 20 دقيقة متواصلة عقب عرضه الاول في كان يوم الاثنين.

ومنذ عامين أثار فيلمه الوثائقي (البحث عن كولومباين) "Bowling for Columbine" ضجة لحملته الشديدة على الاسلحة النارية. وفاز مور بجائزة أوسكار عن هذا الفيلم الذي حقق ايرادات بلغت 120 مليون دولار.

موقع رويتر في

18.05.2004

 
 

البيت الأبيض "حاول منع توزيع فيلم 9/11 فهرنهايت"

 ربيكا جونز مراسلة بي بي سي

قال المخرج السينمائي الأمريكي مايكل مور إنه تعرض لضغوط منذ البداية من البيت الأبيض للتوقف عن إخراج فيلمه الوثائقي الجديد (فهرنهايت 9/11) (Fahrenheit 9/11) في محاولة لمنعه ومن ثم عدم صنعه والآن بعد أن صنع لوقف توزيعه.

وقال مور في كان إن إدارة بوش أرادت إبعاد الفيلم عن الشاشات خلال فترة الاعداد للانتخابات الأمريكية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ويتحدث الفيلم عن حرب العراق ويتضمن مزاعم بوجود علاقة بين عائلة بوش وعائلة أسامة بن لادن.

ويبدأ عرض الفيلم في مهرجان كان للأفلام السينمائية يوم الاثنين.

ويقول مور إن شركة ديزني تراجعت عن قرارها السابق الذي اتخذته بتوزيع الفيلم في الولايات المتحدة لأسباب سياسية.

ولم يعط مور أي دليل لتأكيد إدعاءاته هذه، لكنه قال إن "شخصا ما على صلة بالبيت الأبيض" و"جمهوري بارز" مارسا ضغوطا على الشركة لعدم توزيع الفيلم.

وقال مور إن القلة التي رأت الفيلم أخبرته بأن "إمكانية أن يكون لهذا الفيلم تأثير على الإنتخابات كانت أكبر بكثير مما اعتقدوه".

رفض مايكل آيزنر مدير شركة وولت ديزني توزيع الفيلم

ومنعت ديزني وحدة أفلام ميراماكس التابعة لها من توزيع الفيلم.

ويتوقع حاليا أن يتم توزيع الفيلم من خلال طرف ثالث.

واتهمت ديزني مور باثارة الخلافات حول توزيع الفيلم للحصول دعاية ضخمة قبل عرضه. وقالت الشركة إنها منعت الفيلم لأنها أرادت أن تكون نزيهة أثناء الإنتخابات، لكنها أنكرت بقوة تعرضها لأي ضغوط خارجية.

وعرض المخرج الفيلم بالفعل في عروض تجريبية بولايات الغرب الأوسط الأمريكية.

وقال المخرج: "لقد كان رد الفعل مبهرا". ولم يتح الاتصال بأحد من البيت الأبيض للتعليق على ملاحظات مور.

وأوضح مور أنه استطاع ان يجعل ثلاثة أطقم تتسلل إلى العراق. وقال مور: "استطعت أن أجعل الطاقم يختلط مع القوات الامريكية دون أن يعرفوا أنه طاقم تصوير مايكل مور".

وأضاف: "لقد كان الفيلم جزءاً مهما جدا من الأفلام الوثائقية، لأنه يتضمن أشياء لاتريد إدارة بوش أن يطلع أحد عليها ".

الـ BBC العربية في

18.05.2004

 
 

مايكل مور يشكو منع فيلمه في أميركا

فيلم سينمائي يزعج البيت الأبيض ويهدد بوش بالإطاحة 

لوس انجلوس ـ كان (فرنسا) ـ د.ب.أ ـ رويترز ـ ظل الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش منذ اعتلائه سدة الحكم منذ ثلاث سنوات ونصف السنة ينظر الى مسألة الاحتباس الحراري على انها مبعث قلق مفتعل لقليلين من دعاة حماية البيئة الهامشيين يستندون الى معلومات مشوشة لإثبات نقطة سياسية.

اما وقد لاحت الانتخابات في الأفق والمنافسة محتدمة بين بوش ومنافسه المنتظر السيناتور جون كيري فان فيلما سينمائيا جديدا ظهر محدثا دويا واسعا، وهو يتناول احداثا مفاجئة وعنيفة ستقع بسبب الاحتباس الحراري ويثير الفيلم حالة من الفزع في البيت الأبيض.

المقصود من فيلم «ما بعد الغد» ان يكون اضخم فيلم يتناول الكوارث الطبيعية، وهو من اخراج رولاند ايميريتش الذي اخرج اعمالا منها «غوزدزيلا» و«يوم الاستقلال» ويتناول احداثا محتملة الوقوع استنادا الى نظريات علمية أساسية بشأن تكون غازات الصوبات الزراعية والاحتباس الحراري.

الرؤية التي يقدمها ايميريتش تقول ان ارتفاع الحرارة على سطح الأرض سيؤدي الى ذوبان الجليد في المناطق القطبية ليدفع بالمياه الباردة الى المحيطات فترتفع مناسيب المياه في البحار، وتؤدي الى كارثة تتمثل في نشأة عصر جليدي في العالم خلال ثلاثة أيام فحسب، يتساقط الجليد في نيودلهي وتضرب حبات البرد بحجم البطيخ طوكيو وتدمر الأعاصير الهائلة لوس انجلوس، كما تدمر الموجات المدية الضخمة مانهاتن قبل ان تصبح متجمدة في موجة برد هائلة.

المؤثرات الخاصة أكبر من ان توصف بالرائعة وكما هو شأن أفلام هوليوود يوجد بطل وسيم، لكن التحذيرات الجادة التي يصدرها دينيس كويتد الذي يقوم بدور خبير مناخ يكون مصيرها التجاهل الذي تنجم عنه كوارث بسبب رئيس قاسي الفؤاد يشبه نائب الرئيس الحالي ديك تشيني كأن المخرج اكتفى بهذا التشبيه لعدم اثارة سخط الرئيس بوش.

ويسبب تكرار هذه الحكاية على مسامع الملايين من الأميركيين اثارة قلق البيت الأبيض من انها قد تقلب الموازين في غير مصلحة الرئيس الحالي حينما يتوجه الناخبون الى مراكز الاقتراع في نوفمبر.

تقول صحيفة «نيويورك تايمز» ان رفض بوش اتفاقية كيوتو لعام 1997 بشأن الاحتباس الحراري على الأرض وخفضه معايير الهواء النقي وتخفيفه من القيود على قطع أشجار الغابات والتنقيب عن النفط هي تصرفات جلبت عليه نقمة دعاة حماية البيئة.

وتضيف الصحيفة انه من ثم ساورت البيت الأبيض مشاعر قلق من ان الفيلم يمكن ان يقنع الناخبين بالتحول بتأييدهم نحو كيري، وبلغ القلق حدا جعل الادارة الأميركية تأمر المسؤولين بعدم التعليق على الفيلم، بل انها اصدرت تعليمات الى علماء وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) بالامتناع عن اجراء مقابلات بشأن التغير المناخي.

من جهة ثانية قال المخرج السينمائي الأميركي مايكل مور انه تعرض لضغوط منذ البداية حتى لا يخرج فيلمه الوثائقي المثير للجدل «11/9 فهرنهايت» الذي يدور حول الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر عام 2001.

ويركز الفيلم على الطريقة التي رد بها الأميركيون والبيت الأبيض على الهجمات، ويتعقب الصلة بين عائلة بوش عائلة اسامة بن لادن، وأثار هذا الفيلم التسجيلي الذي بدأ عرضه في مهرجان كان للأفلام السينمائية أمس حربا كلامية بشأن القرار الذي اتخذته شركة وولت ديزني بمنع وحدة ميرماكس للأفلام التابعة لها من توزيع الفيلم.

وقال مور: «من البداية تعرض هذا الفيلم للضغط في محاولة لمنعه ومن ثم عدم صنعه، والآن بعد ان صنع لوقف توزيعه»، وأضاف في مؤتمر صحفي: «سترون اشياء في هذا الفيلم لم تروها من قبل، ستعلمون أشياء لم تعلموها من قبل، نصف هذا الفيلم عن العراق، لدينا سلسلة مشاهد لأنني استطعت ان اجعل الأطقم تتسلل الى العراق. استطعت ان اجعل الطاقم يختلط مع القوات الأميركية من دون ان يعرفوا انه طاقم تصوير مايكل مور».

وقال مور بعد هجمات 11 سبتمبر ان ادارة الرئيس بوش «وافقت على ان تقوم رحلات مستأجرة خاصة بالطيران حول البلد لجمع ابناء بن لادن الذي قال انه سمح لهم بعد ذلك بالطيران الى باريس من دون استجواب جاد.

القبس الكويتية المصرية في

18.05.2004

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)