كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

السينما "الأخرى" في "كان" 57 على هامش "المسابقة الرسمية"

3 أفلام عربية جديدة من فلسطين والمغرب ولبنان

صلاح هاشم

مهرجان كان السينمائي الدولي السابع والخمسون

   
 
 
 
 

في "نصف شهر المخرجين" و"أسبوع النقاد"، "ولدوا في كان": تاريخ نصف قرن من "المواهب"

على الرغم من الضجة الاعلامية الهائلة التي تصاحب مهرجان " كان " السينمائي في كل دورة، وتجعله يحتل المركز الثالث في قائمة اضخم وأبرز الاحداث الاعلامية في العالم، بعد الدورة الاوليمبية ونهائيات كأس العالم في كرة القدم، الا ان القيمة الاساسية لهذا المهرجان CANNES INTERNATIONAL FILM FESTIVAL، او "السيرك الاعلامي الكبير" كما يراه المخرج الفرنسي من اصل بولندي رومان بولانسكي، مازالت تكمن في قدرته علي" اكتشاف" مجموعة من المواهب السينمائية الجديدة في كل دورة، تبهرنا بابداعات السينما الفن، بعدما صارت السينما كما يقول الاديب والشاعروالمخرج السينمائي الفرنسي الكبير جان كوكتو، "كتابة حديثة" وحبرها الضوء..

"كان" مدينة مفتوحة

ولايقتصر الامرهنا، في مايتعلق باكتشافات "كان" الملهمنة REVELATIONS، علي افلام المسابقة الرسمية للمهرجان والتظاهرة المرافقة لها " نظرة خاصة "، التي تمثل قائمة الاختيار الرسمي official selectionالمعلنة فحسب، بل يشمل ايضا قوائم الافلام الجديدة، التي تعرض في المهرجان،في اطار التظاهرات السينمائية الجانبية او الموازية، كتظاهرتي " نصف شهر المخرجين " la quinzaine des realisateursو" اسبوع النقاد" la semaine de la critique،بحيث يمكن القول هنا بان تاريخ المهرجان الذي يفتح باب "النجومية" علي مصراعيه لهؤلاء المحظوظين من المبدعين القادمين الجدد، وفي جعبتهم افلامهم، الخارجة لتوها من نار الفرن- المعامل، هو عبارة عن " سلسلة " من الاكتشافات الرائعة، ومنذ انطلاقته في سبتمبر عام 1946 ولحد الآن( توقفت دورة المهرجان الاولي عام 1939 بسبب نشوب الحرب العالمية الثانية) للمواهب السينمائية الجديدة الصاعدة، من مخرجين وممثلين من امثال : صوفيا لورين وكلوديا كاردينالي وبريجيت باردو وأنوك ايميه وشارون ستون وجاك نيكلسون وروبرت دونيرو وفرانسوا تروفو وفيرنر هيرزوج واوشيما وفرانسيس فورد كوبولا وسبايك لي ويوسف شاهين ومحمد لخضر حامينا وكينتن ترانتينو وجورج لوكاش وستيفن سبيلبيرج وغيرهم، وقدكانت انطلاقة المهرجان عام 1946 متميزةحقا ومنذ بدايته، اذ ارتبطت بعرض عملين رائعين صار الان من كلاسيكيات السينما العظيمة، فقد حط الايطالي روبرتو روسوليني في المهرجان بفيلمه العملاق " روما مدينة مفتوحة" الذي اسس لمذهب " الواقعية الجديدة" وهبط اليه الشاعر الفرنسي جان كوكتو من باريس وهو يحمل في حقيبته فيلمه "الحسناء والوحش " الذي شجع العديد من الكتّاب، وبخاصة في فرنسا، علي الوقوف خلف الكاميرا، وممارسة تجربة الاخراج في مابعد..

وعلي الرغم من ان المهرجان مازال، بل ويحرص علي أن، يستقطب في كل دورة عددا كبيرا من نجوم السينما في العالم، وبعضهم ولد سينمائيا هنا،الا انه ليس ابدا استعراضا للنجوم، اذ ان السؤال الذي يطرحه المهرجان دوماهو : تري كيف تتطور السينما- كأداة تفكير- في العالم،في علاقتها اولا بالواقع ومشكلات وتناقضات عصرنا ومجتمعاتنا، – وقد كانت السينما دومامرآة وانعكاسا لهذا الواقع- وفي علاقتها كذلك، بالفن السابع نفسه، من جهة اشتغال السينما علي الفن السينمائي ذاته، لكي تطوره من داخله، تطور من اساليبه وامكانياته- كما في معمل تجريبي- في محاولةلاختراع" نظرة" جديدة في كل فيلم.

"استعراض" النجوم لخدمة سينما المؤلف وحقوق الانسان

فالوافع ان ايةقراءة في تاريخ ذلك المهرجان الذي نتابع اعماله منذ عام 1982 ونعتبره بمثابة " غسيل عيون " سنوي،عضوي وضروري،تكشف عن منحه الاولوية في اهتماماته دوما للاعمال السينمائية اي ( الافلام ) قبل نجوم السينما،والاستفادة نوعا ما، من بريق الضجة الاعلامية التي تصاحب ظهورهم وحضورهم، للدفاع عن حرية التعبير وحقوق الانسان،والتكريس لسينما المؤلف، ولازلنا نذكر كيف تم تهريب فيلم " التصريح " YOL التركي لايلماظ جوني في فترة الثمانينيات للمشاركة في مسابقة المهرجان،ومخرجه في السجن، وحصول الفيلم علي سعفة " كان " الذهبية، بحضور مخرجه أجل، بعد ان ساعد المهرجان ايضا في عملية تهريبه( ويالها من رواية بوليسية تستحق ان تحكي حين يتسع الوقت )، وكذلك تهريب فيلم " رجل الحديد " للبولندي فايدا وفيلم " طعم الكرز " للايراني عباس كيارستمي، مما يؤكد علي أن الأهمية القصوي للمهرجان،تكمن اولا في " قيمة" افلام قائمة الاختيار الرسمي التي يعتمدها كل سنة،لافلام المسابقة الرسمية، والتظاهرة المرافقة لها، ونعني بها " نظرة خاصة"، وما يتكشف عنهما من مواهب، بالاضافة الي اكتشافات " كان " الاخري، علي الصعيد غير الرسمي في تظاهرتي " نصف شهر المخرجين" و" اسبوع النقاد"، ولذا اصبح " كان " بفضل عملية الاكتشاف هذه، والمتجددة دوما، بالاضافة الي مواقفه" السياسية " من قضايا الحريات والرقابة، وعدم رضوخه للضغوطات والتهديدات الدبلوماسية، اصبح "الفاترينة" المثالية للسينما في العالم، باتجاهاتها وتياراتها ومواهبها الجديدة، وشاهد علي عصرنا..

ولدوا في "كان": كوبولا وكوستوريكا وستون

وتضم قائمة "اكتشافات" REVELATIONS كان السينمائي، العديد من المخرجين والممثلين "المشهورين" حاليا، الذين ولدوا سينمائيا في "كان"- بعد ان عرضت افلامهم اولا،اما في تظاهرة " نصف شهر المخرجين " التي تأسست عام 1968، او تظاهرة "اسبوع النقاد" التي تأسست عام 1962( اقدم تظاهرة موازية في المهرجان )، ونعتبرهما بمثابة " منجم" اكتشافات " كان " الذهبي، ثم سلطت عليهم اضواء المهرجان الساطعة في ما بعد، حين انجزوا أعمالا اكثر جرأة وطموحا وتميزا، دلفت الي مسابقة المهرجان الرسمية، وحصد بعضها جائزة السعفة الذهبية،او نال جوائز اخري في المسابقة الرسمية، وكان ان انطلق واشتهر هؤلاء الذين ولدوا هناو كتبت لهم " شهادات ميلاد " سينمائية جديدة في " كان " ونذكر منهم المخرج الامريكي فرانسيس فورد كوبولا. من مواليد 1939. ولد في كان عام 1974 بحصوله علي جائزة احسن فيلم(السعفة الذهبية ) بفيلم "محادثة سرية" بطولة جين  هكمان، وفوزه للمرة الثانية بالسعفة الذهبية عام 1979 بفيلم apocalypse now "القيامة الآن" بطولة مارلون براندو، الذي يعتبر الآن "تحفة" سينمائية.

*الممثل الامريكي روبرت دو نيرو. من مواليد 1944. ولد في كان عام 1976 بعد تألقه في تمثيل دور سائق تاكسي في فيلم "سائق تاكسي" taxi driver للمخرج الامريكي مارتين سكورسيزي الذي حصل علي جائزة السعفة الذهبية.

*الممثلة الالمانية نستازيا كنسكي.من مواليد 1961. ولدت في كان عام 1984 بحصول فيلمها" باريس- تكساس" paris-texsasللالماني فيم فندرز علي جائزة السعفة الذهبية.

*المخرج البوسني امير كوستوريكا. من مواليد 1955. ولد في "كان" عام1985 بحصوله علي السعفة الذهبية بفيلم "ابي في رحلة عمل" ثم حصوله علي سعفة ثانية- وهو الوحيد مع كوبولا الذي حصل علي سعفة كان مرتين- بفيلمه "تحت الارض" underground عام 1995

*الممثلة الامريكية شارون ستون. من مواليد 1958. ولدت في " كان " عام 1992 بتألقها في فيلم الافتتاح" غريزة اساسية " basic instinctللامريكي بول فيرهوفين وكانت " نجمة " المهرجان بلا منازع..

*المخرج الامريكي كينتين تارانتينو رئيس لجنة التحكيم في دورة المهرجان 57 الجديدة. من مواليد 1963. ولد في "كان" عام 1995 بحصوله علي السعفة الذهبية بفيلمه " رواية بوليسية " pulp fiction

* المخرج الفرنسي ماثيو كازوفيتس. من مواليد 1968. ولد في "كان" عام 1995 بحصوله علي جائزة الاخراج بفيلمه la haine" الكراهية " الذي يحكي عن العنصرية في فرنسا ضد العرب واليهود والسود في ضواحي العزلة الفرنسية علي هامش مدن فرنسا الكبري..

وكان العديد من هؤلاء المخرجين والممثلين وغيرهم مثل البريطاني كين لوش والايطالي برتولوتشي والامريكي مايكل مور.. الخ، حضروا الي المهرجان وعرضوا افلامهم،وكشفوا عن موهبتهم من قبل في التظاهرتين المذكورتين، وذلك قبل ان يصعدوا بافلامهم الجديدة ( العمل الثاني او الثالث) في مابعد، الي دائرة افلام المسابقة الرسمية..

"معارك حب" لبنانية في نصف شهر المخرجين

وتضم قائمة تظاهرة " نصف شهر المخرجين" 36 في " كان " هذا العام 20 فيلما جديدا هي:

• فيلم MAAREK HOB" معارك حب " لدانيال عربيد ( لبنان ). فيلمها الروائي الطويل الاول بعد مجموعة من الافلام القصيرة المتميزة.

• فيلم A VOTBON COEUR لبول فكيالي ( فرنسا )

• فيلم WOMAN OF BREAKWATER"امرأة من بريكووتر" لماريو اوهارا ( فلبين )

• فيلم LA BLESSURE" الجرح " لنيكولاس كلوتز ( فرنسا.بلجيكا)

• فيلم THE TASTE OF TEA " طعم الشاي " لايشي كاتسوهيتو ( اليابان )

• فيلم EN ATTENDANT LE DELUGE " في انتظار الطوفان " لداميان اودول ( فرنسا)

• فيلم THE END OF THE RIVER " نهاية النهر " لبهروز افخامي ( ايران )

• فيلم THE HEART IS DECEITFUL " القلب المخادع " لآسيا ارجنتو ( امريكا)

• فيلم JE SUIS UN ASSASSIN" انا سفّاح " لتوماس فانسان ( فرنسا)

• فيلم BITTER DREAM " حلم مر" لمحسن امير يوسوفي ( ايران )

• فيلم MUR " الحائط" لسيمون بيتون ( فرنسا). فيلم وثائقي طويل عن " حائط العار" الاسرائيلي في فلسطين.

• فيلم MASHUCA " ماشوكا" لاندريس وود( فرنسا.اسبانيا.تشيلي)

• فيلم MEAN CREEKلجاكوب ارون ايتس ( امريكا)

• فيلم LOS MURRTOS ليساندرو الونسو ( الارجنتين )

• فيلم LODOR DEL SANGUEرائحة الدم" لماريو مارتون ( ايطاليا)

• فيلم OH UOMO" ايها الانسان " لايرفانت جيانيكيان وانجيلا ريتشي (ايطاليا)

• فيلمTARNATION لجوناتان كوييت (امريكا)

• فيلم THE TUNNEL " النفق" لماندا كونيتيشو (اليابان)

• فيلم VENUS ET FLEUR"فينوس وفلور" لايمانويل موريه (فرنسا)

• فيلم THE WOODSMANلنيكول كاسل ( امريكا)  

وتضم قائمة تظاهرة " أسبوع النقاد " 43، في " كان " هذا العام 7 افلام روائية طويلة هي:

• فيلم ATASH" عطش " لتوفيق ابو وائل ( فلسطين )

• فيلم BRODEUSES" المطرزة" لاليانور فوشيه ( فرنسا)

• فيلم ORلكارين يديا ( فرنسا)

• فيلم A CASABLANCA LES ANGES NE VOLENT PAS" الملائكة لاتحلق في الدار البيضاء" لمحمد أصيل ( المغرب )

• فيلمCALVAIRE لفابريس دوفيلذ ( فرنسا)

• فيلمSEEK YOU TOO " انا ايضا ابحث عنك " لكارول لور ( فرنسا)

•  فيلمTEMPORADA DE PATOS لفرناندو ايمبيك ( المكسيك )  

والجدير بالذكر هنا، ان متابعة كل هذه الاعمال السينمائية الجديدة، ان في افلام المسابقة،والافلام علي هامش المسابقة، بالاضافة الي افلام التظاهرتين الموازيتين، وعروض "سوق الفيلم" يجعلك تلهث وتركض من صالة الي صالة اخري، وهكذا ينقضي النهار، ويكون الليل فجأة قد دخل، فاذا بك تتساءل وانت تسير هنا في "كان" علي حافة البحر،وبعد ان تكون قدشبعت من مشاهدة الافلام،لم تسكننا هذه المدن الاخري، "مدن" السينما، من صنع الخيال والوهم وخداع البصر،بافلامها واحداثها وشخصياتها، أكثر من هذه المدن "الواقعية" التي نعيش فيها؟! المجد اذن لروح الخيال الانساني كما يقول الشاعر ابولينير. المجد لروح المخاطرة والمغامرة في هذه المدن الاخري من الخيالات والاحلام والاوهام والافكار،التي تجعلنا نحن البشر ننطلق من عقالنا، لنتجاوز الزمان والمكان، ونخترق الحدود والابعاد، لكي نحلق خفافا في الفضاء هكذا مع الطيور السابحات، ونلف وندور، ثم نهبط من جديد علي ارضية هذا الواقع الصلدة..

موقع "إيلاف" في

11.05.2004

 
 

انطلاق مهرجان (كان) السينمائي الدولي الليلة بمشاركة عربية واسعة

ناجح حسن

بالفيلم الاسباني «تربية سيئة» يفتتح مساء اليوم مهرجان (كان)السينمائي دورته السابعة والخمسين، ويجيء اختيار الفيلم الاسباني لمخرجه بدرو المودفار كلفتة تكريمية لصانعه اولا ولسينما اوروبية لم تأخذ نصيبها من الشهرة مثل السينما الاسبانية ضمن فعاليات (كان) طوال السنوات الماضية، بيد ان كثيرا من المتابعين ومن شاهد الفيلم الاسباني «تربية سيئة» يتوقع حجم الغضب الذي سيثيره العمل لما يكشف عنه من حجم المشاهد الجريئة التي صورها المخرج وهي تطلق سهامها في اكثر من اتجاه، خصوصا وان العمل يأتي كتتويج لمسيرة مخرجه على موعد العقود الخمسة التي عاشها المخرج في حياته وقدم فيها العديد من الافلام والتي نالت نصيبها من الاعجاب والجدل، لكنه هنا يعري ذاته في تناوله لمسيرته الشخصية ومنها ينطلق الى اتهامية مباشرة للوسط الاجتماعي الذي عاشه داخل اسرته ومحيطه العائلي وفوق هذا كله تعرية المؤسسة الدينية التي ينتمي اليها المخرج ابان وجوده في مدرسة داخلية ومراقبة لأوجه التجاوزات والممارسات التي يقوم بها القائمون على خدمة فتيان المدرسة.

وتشتمل عروض المهرجان على عروض لعدة افلام عربية تحدثت وسائل الاعلام العربية والأجنبية عن وجود لفيلمين عربيين من مصر الاول فيلم يوسف شاهين الاخير المعنون «الاسكندرية.. نيويورك» ويقال ان النية تتجه الى عودة المخرج الى تسمية الفيلم التي بدأ فيها العمل «الغضب» وفيه يضع رؤيته النقدية الكاشفة لمرحلة متقدمة من حياته لحظة دراسته في الولايات المتحدة الاميركية وتأثره بكثير من الرموز الثقافية والفنية والفكرية هناك. كان قد لامس المخرج هذا الموضوع في اولى ثلاثية افلامه «الاسكندرية ليه»، لكنه يعود اليها محملا بالكثير من مشاعر النقد والغضب والود في احيان اخرى عقب مخلفات احداث (11) ايلول 2001 وما نتج عنها من غزو اميركي للعراق. اما الفيلم المصري الثاني المشارك في دورة  (كان) لهذه السنة فيحمل عنوان «باب الشمس» الذي صوره مخرجه يسري نصرالله تلميذ يوسف شاهين النجيب في جزئين ويحكي عن اللجوء الفلسطيني الى اكثر من دولة عربية نتيجة للاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية المحتلة العام 1948، ويركز فيه المخرج على تفاصيل وعلاقات انسانية لنماذج بشرية من الناس في تلك الحقبة، والعمل مستمدة احداثه من رواية ادبية تحمل العنوان نفسه كتبه اللبناني الياس خوري، وشارك في كثير من ادواره نخبة من وجوه التمثيل في الاردن.

لكن وجود مثل هذين العملين من السينما المصرية لا يعني ان السينما العربية وخصوصا تلك التي تقدم اعمالها في بلدان المغرب العربي سوف لن يكون لها نصيب بل ان الاخبار بدأت في الساعات الماضية تتالى عن وجود عدة افلام عربية اخرى في اقسام المهرجان المختلفة ولكن ليس من بينها في اقسام المهرجان الهامة، فعلى سبيل المثال ستكون السينما الفلسطينية متواجدة بفيلم روائي طويل وقعه المخرج الفلسطيني الشاب توفيق ابووائل وحمل عنوان «الشاهد» وهو المخرج ذاته المقيم في الاراضي الفلسطينية المحتلة العام 1948 وسبق له ان قدم مجموعة من الافلام الروائية القصيرة وعرضت في مهرجانات عربية مثل السينما المستقلة بالدوحة، والاسماعيلية الدولي في مصر ونال اعجاب كثير من النقاد العرب انذاك. وسيكون لزميلته المخرجة اللبنانية دانييل عربيد حضور مؤكد بفيلمها الروائي الحديث الانتاج وفيلم آخر لمخرج شاب من المغرب يحمل اسم «الملائكة لا تطير في الدار اليضاء» ويتوقع الكثير من المتابعين ايضا ان ينجز المخرج السوري محمد ملص فيلمه المعنون «باب المقام» ليلحق في وضعه داخل احد اقسام المهرجان واذا تأكد ان الفيلم المصري الثالث «بحب السيما» لاسامة فوزي داخل المهرجان سيكون ذلك مدعاة فخر للسينما المصرية التي تحضر بعد غياب سنوات طوال عن هذا التواجد الكثيف، وستشارك المخرجة الاسرائيلية التي تحمل الجنسية الفرنسية سيمون بيتون في فعاليات (كان) بفيلمها التسجيلي الطويل «الجدار» والذي يتناول موضوع جدار الفصل العنصري الذي اقامته اسرائيل داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة وشرد كثيرا من العائلات عن بعضها، وشكل تضييقا وخناقا على حياة الناس ومعيشتهم في ارضهم وتقدم بيتون التي سبق لها ان انجزت مجموعة من الافلام التسجيلية عن شخصيات عربية ابداعية في اكثر من مجال مثل: الغناء والشعر الكثير من الشهادات والصور الصادمة التي تدين السياسة الاسرائيلية وتفضحها.

ومن جملة العروض الاستيعادية التي سيقدمها المهرجان عرض الفيلم «معركة الجزائر» الذي يصور الوانا من المقاومة الجزائرية للاحتلال الفرنسي للجزائر ويأتي مثل هذا الاهتمام بالعمل الذي مضى على انجازه خمسة وثلاثون عاما نتيجة للاهتمام العالمي في التهافت على استحضار احداثه ومقاربتها مع ما يشهده بلد مثل العراق من احتلال وردود فعل مضادة له. ويذكر ان الولايات المتحدة قد ابتاعت قبل شهور نسخا للفيلم ووضعتها ضمن البرامج التدريبية في مؤسساتها العسكرية لمواجهة فعل المقاومة الذي ابرزه مخرج الفيلم الايطالي جيلو بنتكوروفو والذي نال من خلاله شهرة عالمية.

كثيرا ما يمنح مهرجان (كان) السينمائي الدولي الفرصة لسينمائيين في اولى تجاربهم وابداعات المواهب الجديدة القادمين من بلدان بعيدة كالعالم الثالث في اسيا وافريقيا واميركا اللاتينية ليكونوا على قدم المساواة مع مخرجين مكرسين كمقامات رفيعة في فضاءات الفن السابع، ليس هذا فحسب بل انه ادخل في قسم المسابقة افلاما تسجيلية لتتسابق كند قوي لافلام ضخمة مثلما حدث قبل عامين مع المخرج الاميركي المثير للجدل مايكل مور والذي استقبل فيلمه «كولمبياين» استقبال الفاتحين ومنح جائزة رفيعة وها هو يعود الى (كان) هذه السنة في عمل جديد من ذات النوعية اطلق عليه «فهرنهيت 11/9) عن احداث الحادي عشر من ايلول في اميركا والذي يتوقع له ان يتهكم بسخريته السوداء المعهودة على الاسلوب الحياتي الذي تعيشه اميركا والذي طالما اشار اليه صراحة في افلامه ومؤلفاته من الكتب حيث خرج الى المكتبات مؤلفه الجديد بالتزامن مع فيلمه الجديد الذي بدأ يتعرض منذ هذه اللحظة الى المنع والمصادرة في الولايات المتحدة ليس هذا فحسب بل اعاقة وصوله الى مشاهدين في اكثر من مكان بالعالم.

الرأي الأردنية في

12.05.2004

 
 

الخليج في "كان" السينمائي الدولي (1)

"تعليم سيئ" في الافتتاح .. وملامح جديدة للمهرجان العتيق

رسالة كان من محمد رضا

عندما يصعد المخرج الأسباني بدرو ألمادوفا ر السلم العريض هذا المساء مصطحبا أبطال فيلمه الجديد “تعليم سيئ”، يواجه ذات الاهتمام الكبير الذي يواكبه كلما كان لديه جديد يعرضه في المهرجان الفرنسي الكبير. الاختلاف الوحيد هذه المرة هو أن فيلمه يفتتح الدورة الجديدة من المهرجان السينمائي الدولي عوض أن يكون مجرد فيلم في عداد الأفلام المتسابقة.

النقاد الذين سرقوا النظر الى “تعليم سيئ” فضحوا حبهم له باكرين. حسب معظمهم، هذا أفضل فيلم أخرجه ألمادوفار منذ سنوات بعيدة، وبالنسبة للباقين واحد من أفضل أفلامه. المسافة ليست بعيدة، فأعماله دائما ما حصدت إعجاب النقاد والمثقفين الغربيين والعديد من سواهم. في السنوات الخمس الأخيرة، ومنذ “كل شيء عن أمي” قبل خمس سنوات، وسّع إطار معجبيه ليشمل اولئك الذين هم خارج نطاق اهتماماته الشخصية.

وفيلمه السابق “تحدّث إليها” أكد محاولاته الرسوخ في إطار المخرج العام أكثر من ذي قبل علما بأنه لم يضطر للتخلي عن تلميحاته الخاصة بين أبطاله، بل منحها شيئا من الذوق وشيئا أكثر من الإيحاء عوض العرض والمباشرة كما كان الحال في سابق عهده.

“تعليم سيئ” هو في ذات الوقت عودة الى السابق واختلافا عنه. فالمخرج يسبر غور حياته الخاصة، ملقاة على كاهل  واحد من شخصياته الرجالية القلقة. لكنه في ذات الوقت يسعى لإنجاز فيلم فني ينتمي الى ما يُعرف ب “الفيلم نوار” مع غموض أسلوب الثلاثينات وميلودرامية الحس الاجتماعي وموضوعه المتناثر حول الموقف المتعصّب للكنيسة الكاثوليكية تجاه “المختلفين” من طلاّبها وماحدث لبعضهم نتيجة ذلك التعصّب.

الخوف هو أن يأتي “كان” هذا العام متهافتا على إشباع غايات عديدة وينتهي وقد أخفق في إشباغ أي غاية. فهو هذا العام يسعى لأن يكون المهرجان الكفيل بكل شيء: بالفن وبالتجارة  والمضامين الفكرية في آن واحد. ليس هناك من تفسير لقبول فيلم  أميركي رديء أسمه “باد سانتا”، حتى وإن كان ذلك القبول خارج المسابقة، سوى محاولة إرضاء الجمهور الذي لا يريد فنا ولا يبغي فكرا، او على الأقل فكرا نيّرا. “باد سانتا” لتيري زويغوف، هو أيضا هجوم على الكنيسة وكونه فيلما رديء الصنعة يجعله هجوما بشعا، إذ يهاجم الرمز الذي يعكسه بابا نويل. بيلي بوب ثورنتون هو لص يرتدي الزي الشهير ويرتكب كل المعاصي الممكنة في أعياد عيد الميلاد موحيا بالسخرية اليهودية من تلك الرموز المسيحية. في سخرية مماثلة يمكن القول إنه لو رغب “كان” في عمل جماهيري كان يمكن أن يكتفي بالأفلام الأميركية الأخرى المشتركة مثل “طروادة” و”دي لفلي”. اما إذا ما كان يريد -لسبب ما- تبني النقد الديني (على أساس أن هناك الكثير منه في هذه الأيام) فإن فيلما من مستوى “تعليم سيئ” أكثر من كاف.

كل شيء على ما كان عليه من العام الماضي. معظم الوجوه متكررة. الناقد الذي يؤم “كان” مرة غالبا ما يعود إليه وبعضنا لا ينقصه سوى المطالبة باحتفاء له كونه يعود للمرة الثلاثين او نحوها. والكثافة السكانية هي أيضا ذاتها والسينمائيين الذين جاؤوا ليعلنوا صفقات او ليوقعوا عليها، او لبيع بعض ما لديهم من مشاريع وأعمال هم  في الغالب  نفس الطاقم الذي يجيء كل عام للغاية ذاتها.

الشيء الوحيد الذي لا يتكرر هو الأسعار. والمرء نفد صبره من أن يستطيع المهرجان الحد من جشع أصحاب الفنادق او الشقق او المحلات. كل شيء يرتفع سعره أضعاف ما هو عليه في باقي فصول السنة. وقبل سنوات حاول المهرجان فعل شيء وبدا أنه خطا خطوة ما في هذا الإتجاه، لكن مشاكله المتفاقمة، مادية وإدارية واضطراره للوقوع أسر الظروف الإنتاجية، تكفيه وتلهيه ما يجعل غياب أي طرف عن التواصل في هذا الموضوع الذي بات يٌطرح كل عام في الصحف الصادرة في المهرجان، هو السائد.

والحقيقة هي أن لا شيء بما في ذلك الغلاء في مقدوره إيقاف هجوم السينمائيين والإعلاميين على هذا المهرجان الناجح. وحين فكّر مسؤولو مهرجان دبي السينمائي في المنصّة المثلى لإعلان الدورة الأولى من المهرجان المنوي إطلاقه لأول مرة في نهاية هذا العام، لم يمعنوا التفكير طويلا بل سرعان ما أدركوا أن هناك مكانا واحدا حول العالم بأسره يصلح أكثر من غيره لإعلان مثل هذه الخطوة وهو “كان”. وهذا ما سيحدث غدا، عندما يقيم مهرجان دُبي حفلة إشهاره الكبيرة برعاية رئيس مجلس إدارته، الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، فيسرق، باكرا، اهتمام الضيوف والإعلاميين وفي الوقت المناسب لإشعار العالم بإنضام العرب الى الركب الناجح ذاته.

طبعا السينما العربية موجودة في طيّات بضعة أفلام من لبنان ومصر، لكن الغالب أن المعجزة لن تأت من جهود مخرجيها خصوصا وأنهم جميعا يعرضون أعمالهم خارج المسابقة ما يجعلهم بعيدين عن دخول المنافسة من بابها الواسع. على أن وجود هذه الأفلام، التي سنقدمها  حين عروضها، أفضل من عدمه، وبل إنجاز لم يُتح للعديد من الدول الأخرى التي أرسلت أفلاما رفضها المهرجان او حوّلها الى عروض جانبية.

الخليج الإماراتية في

12.05.2004

 
 

في افتتاح أكبر مهرجان سينمائي.. في"كان"

أزمة مع الكنيسة..وقنبلة ضد بوش!

نداء للفرنسيين: من فضلكم لا تفسدوا فرحتنا

رسالة كان من من سمير فريد

يفتتح اليوم مهرجان كان السينمائي الدولي ال 57 الذي يقام سنويا في المدينة الفرنسية ويعتبر اكبر مهرجان من نوعه في العالم. اصدرت ادارة المهرجان يوم السبت الماضي بيانا تناشد فيه السينمائيين والعاملين في صناعات الفنون في فرنسا عدم افساد الدورة التي تنعقد من اليوم. وحتي 23 مايو الحالي بسبب خلافاتهم مع الحكومة الفرنسية حول السياسات الثقافية.

وكان وزير الثقافة الفرنسي رينيه دونيديو قد عقد مؤتمرا صحفيا في باريس يوم الاربعاء الماضي اعلن فيه انه سوف يعقد اجتماعات خاصة مع كل اتحاد من اتحادات العاملين في الفنون علي حده للمناقشة حول أفضل السبل لتحقيق مطالبهم ازاء تهديداتهم بافساد دورة مهرجان كان. وقالت الادارة في بيانها يوم السبت انها سوف تجد الوسائل لكي يعبر العاملون في الفنون عن وجهات نظرهم أثناء انعقاد المهرجان. ولكن من دون ان يحدث ذلك أي تأثيرات سلبية علي البرنامج. ومن دون ازعاج الضيوف الذين جاءوا من كل انحاء العالم.

ومن المعروف ان نجوم السينما في مصر نظموا مظاهرة امام فندق الاحتفال بافتتاح مهرجان القاهرة عام 1987 احتجاجا علي قانون النقابات الفنية الجديد عرفت باسم مظاهرة القمصان الصفراء حيث ارتدوا جميعا قمصانا كتب عليها لا للقانون 103. وكانت المظاهرة مفاجأة للجميع.

فيلم الافتتاح

يعرض اليوم في افتتاح المهرجان خارج المسابقة الفيلم الاسباني "تربية رديئة" احدث افلام فنان السينما الاسباني العالمي الكبير بيدرو آلمودوفاد ويبدأ العرض التجاري للفيلم غدا في فرنسا والعديد من الدول الاوروبية. ويعرض في امريكا في الخريف.
اعلن عن اختيار الفيلم للافتتاح خارج المسابقة في فبراير عشية عرضه في اسبانيا في مارس. ومن المعروف ان قوانين المهرجانات الدولية لا تتعارض مع ان يعرض الفيلم في بلده قبل عرضه في المهرجان. ويعتبر اختيار الفيلم لهذا التكريم بمثابة مصالحة مع الفنان الذي كانت آخر مشاركة له في المسابقة عام 1999 بفيلم "كل شيء عن أمي" الذي فاز بجائزة الاخراج رغم وجود شبه اجماع علي استحقاقه الشعلة الذهبية.

قال آلمودوفار عندما سمع بالخبر: لقد شعرت بالبهجة وكانت فرحتي مثل الاطفال أحسست بمشاعر الشاب الذي كان يصنع الافلام من مقاس 8 مللي. ويري في مهرجان كان اعظم مهرجان يمكن تخيله. وهناك أسباب لفرحتي. لقد اصبحت فرنسا هي هدفي الرئيسي. إن كرمها مع اعمالي يفوق حتي كرم اسبانيا. افتتاح المهرجان بفيلمي ذروة شهر العسل الذي اقضيه مع الجمهور الفرنسي منذ سنوات. وهو أول فيلم اسباني يعرض في افتتاح المهرجان. وسوف اصنع كل ما استطيع حتي اكون جديرا بهذا الشرف.

كل شيء عن أمي

وقد حقق "كل شيء عن أمي" نجاحا كبيرا في فرنسا والعالم. وكذلك الفيلم التالي لنفس المخرج "تكلم معها" عام 2002. والذي فضل ألا يعرضه في أي مهرجان بعد ما حدث معه في مهرجان كان .1999

ومن المتوقع ان يثير فيلم "تربية رديئة" ازمة مع الكنيسة الكاثوليكية لانه يشير إلي تعرض بعض الاطفال للتحرش الجنسي من قبل الرهبان في احدي المدارس الدينية الاسبانية في عهد فرانكو. والفيلم سيرة ذاتية لفنان في صباه كتبه علي مدي عشر سنوات في 400 صفحة. وقبل بدء عرضه في اسبانيا قال آلمو دوفار: "بالنسبة لي لم يحدث ما يجرحني في المدرسة لقد نسيت كل شيء في اليوم التالي بعد خروجي منها. ما يثير الرعب في نفسي هو التعليم المبني علي الذنوب والخطايا. لا اعتقد ان الفيلم يمكن ان يفسر تفسيرات خاطئة. انه لن يعجب البابا. ولا "الروكو" "كبير أساقفة أسبانيا". ولكن ما يهمني ان اتحدث عن موضوعات تشغل الناس. لا اشعر بأي قلق مادمت اتحدث عما أراه حقيقيا".

وكانت "فارايتي" الامريكية الدولية أهم صحف السينما في العالم قد نشرت نقدا للفيلم لمراسلها في اسبانيا تحت عنوان "نظرة سوداء إلي الدين".

قنبلة الاثنين

ولكن قنبلة المهرجان هذا العام سوف تنفجر علي الشاشة يوم الاثنين القادم عندما يعرض لأول مرة في العالم الفيلم الامريكي التسجيلي الطويل "فهرنهايت 911" إخراج مايكل مور داخل المسابقة.

مايكل مور هو المخرج الامريكي الذي عرض في مسابقة مهرجان كان 2002 فيلمه التسجيلي الطويل "لعبة كولومباين" حيث فاز بالسعفة الذهبية التذكارية للدورة ال 55. ووصلت ايراداته إلي 22 مليون دولار امريكي. وهو رقم غير مسبوق في تاريخ الافلام التسجيلية الطويلة. وقد فاز عن نفس الفيلم بأوسكار أحسن فيلم تسجيلي طويل العام الماضي. وبعد ان استلم الجائزة قال علي مسرح الاوسكار تصريحاته النارية ضد الرئيس الامريكي جورج بوش وسياساته والتي دوت في العالم واختتمها قائلا "عار عليك ياسيد بوش" معلنا رفضه للحرب الامريكية في العراق.

بعد عامين من العمل انتهي مايكل مور من مونتاج فيلمه التسجيلي الطويل الجديد "فهرنهايت 911" عن احداث 11 سبتمبر 2001 في امريكا. والتي تسمي في امريكا 9/11 بتقديم الشهر عن اليوم. والعنوان من وحي تحفة فنان السينما الفرنسي الراحل فرانسوا تروفو "فهرنهايت 451" عام 1968. وهي درجة الحرارة التي تحترق عندها الكتب عند تروفو. بينما "فهرنهايت 911" درجة الحرارة التي تحترق عندها امريكا عند مايكل مور. وباختيار هذا الفيلم للعرض في مسابقة مهرجان كان يكون المهرجان قد دخل انتخابات الرئاسة الامريكية من اوسع الابواب. فمن البديهي ان الفيلم ضد مرشح الحزب الجمهوري جورج بوش بحكم مواقف المخرج المعلنة.

العلاقات الخاصة

وقد نشرت "فارايتي" في عدد 22 مارس الماضي أن هناك من يقولون ان الفيلم يشير إلي العلاقات الخاصة بين اسرة بوش واسرة بن لادن. وبعد كتاب "رجال بيض اغبياء" الذي اصدره مايكل مور العام الماضي وترجم إلي العربية في القاهرة. يصدر المخرج الكاتب مع عرض فيلمه الجديد في مهرجان كان يوم الاثنين القادم كتابا جديدا بعنوان "دودي: أين بلادي". ويصور نفسه علي الغلاف يجر بحبل طويل تمثال صدام حسين في المشهد الشهير الذي تناقلته شبكات التليفزيون يوم 9 ابريل العام الماضي. ولكن بدلا من وجه صدام وجه جورج بوش.

ويوم الخميس الماضي صرح مايكل مور لشبكة "سي إن إن" ان شركة ديزني التي كان من المقرر ان توزع الفيلم في امريكا تراجعت ورفضت توزيعه حتي لا تغضب اسرة بوش التي يتهمها الفيلم بالتهرب من دفع ضرائب بعشرات الملايين. ونشرت "نيويورك تايمز" في نفس اليوم علي لسان متحدث باسم شركة ديزني ان الشركة لا تريد ان تبدو منحازة في الانتخابات. وقال رئيسها لقد اخترنا عدم التورط.

وقال مايكل مور في حديثه إلي الشبكة الاخبارية الامريكية الدولية المعروفة: "اننا نعيش في بلد حر ومفتوح. وإذا كان مسموحا بوجهة نظر واحدة فكيف يكون هذا المجتمع حرا ومفتوحا" وقال "آمل في العثور علي موزع آخر للفيلم في أمريكا. وخاصة انه بيع للعديد من دول ومناطق العالم. وآمل ألا يحدث ابدا ان يعرض فيلم امريكي عن امريكا ولا يتمكن الامريكيون من مشاهدته في امريكا. ما هي الرسالة التي نقولها للعالم إذا حدث ذلك. انها ليست رسالة جيدة ابدا. ولذلك ارجو العثور علي موزع في القريب العاجل".

الجمهورية المصرية في

12.05.2004

 
 

اليوم‏..‏ افتتاح أهم مهرجان سينمائي‏:

‏5‏ أفلام عربية تشارك في مهرجان كان

أحمد عاطف: يفتتح اليوم مهرجان كان السينمائي رقم‏57,‏ والذي يستمر حتي الثالث والعشرين من هذا الشهر‏,‏ حيث يعرض أحدث وأهم الانتاجات السينمائية في العالم‏,‏ مما جعله يمثل عيدا سينمائيا ليس فقط بأفلامه التي تتجاوز المائتين‏,‏ ولكن ايضا بحضور آلاف السينمائيين والصحفيين لفعالياته‏,‏ وأكثر من‏400‏ ألف متفرج لعروضه‏.‏

تشارك السينما العربية في هذا العام بعرض خمسة أفلام في أقسام المهرجان المختلفة منها الفيلمان المصريان‏:‏ اسكندرية ـ نيويورك للمخرج الكبير يوسف شاهين‏,‏ الذي يقدم فيه اجزاء من سيرته الذاتية‏,‏ وفترة دراسته المبكرة بمدينة لوس أنجلوس ليروي رؤيته عن الدور الذي تلعبه أمريكا في العالم الآن‏,‏ ويعرض الفيلم في ختام قسمنظرة ما‏..‏ والفيلم الثانيباب الشمس للمخرج المتميز يسري نصر الله‏,‏ والذي يعرض بالقسم الرسمي خارج المسابقة‏,‏ ويصور الفيلم النزوح الكبير للفلسطينيين عام‏1948,‏ وخلال أربع ساعات ونصف الساعة يروي المخرج قصة ضياع الوطن‏.‏

أما الأفلام العربية الأخري فهي‏:‏ معارك حب للمخرجة اللبنانية دانيال عربيد‏,‏ ويعرض في قسم نصف شهر المخرجين ويتعرض لقصة فتاة تنتقل من الطفولة الي نضج المراهقة اثناء الحرب الأهلية بلبنان عام‏1983,‏ حيث تتقاطع انفجارات القنابل مع نزوات والدها وديونه مع قصص حب مختلفة‏..‏ وفيلمعطش للفلسطيني توفيق أبو وائل‏,‏ ويعرض في قسم أسبوع النقاد‏,‏ وهذا الفيلم سوف يثير جدلا كبيرا‏,‏ فالفيلم يعرض حاملا اسم فلسطين واسرائيل معا‏!‏ فالمخرج من عرب‏1948‏ والانتاج اسرائيلي كامل‏!..‏ وموضوع الفيلم محل جدل أيضا فهو يحكي عن أسرة فلسطينية تعيش في معسكر سابق للجيش الاسرائيلي‏,‏ وترفض العودة الي قريتها الأصلية بعد فضيحتها هناك‏(‏ كما يقول ملخص الفيلم‏)..‏ والفيلم الخامس الملائكة لاتطير في كازابلانكا للمغربي محمد أصلي ويعرض في أسبوع النقاد ويصور ثلاثة أصدقاء يعملون في مطعم‏,‏ ويعانون من الحياة في كازابلانكا المليئة بالمتناقضات‏.‏

أما أهم أفلام مهرجان كان‏,‏ فعلي رأسها فيلم الافتتاح التربية الرديئة للأسباني المودوفار‏,‏ الذي يقدم فيه جزءا من تربيته بإحدي المدارس الدينية المتزمتة‏..‏ وفيلم الحياة معجزة للمخرج البوسني الكبير أمير كوستاريكا ويحكي قصة حب بين امرأة مسلمة من البوسنة ورجل صربي‏..‏ وفيلميوميات الموتوسيكل للبرازيلي والتر سالاس عن رحلة المناضل الثوري جيفارا علي موتوسيكل في ربوع أمريكا اللاتينية‏..‏ والفيلم التسجيلي فهر نهايت‏11/9‏ للأمريكي مايكل مور عن تأثير‏11‏ سبتمبر علي الحياة في أمريكا‏,‏ ورفض المخرج للحرب علي العراق‏..‏ وفيلم المنفي للفرنسي توني جاتليف عن طفولته بالجزائر‏.‏

ومن أفلام كبار المخرجين فيلميوناي وات للصيني زانج ييمو‏,‏ وفيلم موسيقانا للسويسري الفرنسي جودار‏..‏ وسوف يحتفي مهرجان كان بانضمام عشر دول للاتحاد الأوروبي من خلال يوم السينما الأوروبية‏,‏ وتقام ندوة كبيرة حول سرقة الأفلام وحقوقها‏..‏ ويتم لقاء استثنائي تاريخي بين مديري أكبر الاستوديوهات في العالم من هوليود‏,‏ الي بومباي الي شينيشيتا الايطالية‏.‏

الأهرام اليومي في

12.05.2004

 
 

أسرار من حياة المودوفار ومخاوف من غضب فناني فرنسا

رسالة كان من إبراهيم العريس

مساء اليوم, تحل اللحظة التي ينتظرها كثر من أهل السينما منذ شهور: لحظة افتتاح الدورة السابعة والخمسين لمهرجان "كان" السينمائي الذي يعقد مرة في ربيع كل عام في هذه المدينة الفرنسية المطلة على المتوسط, الهادئة عادة والصاخبة في مناسبة المهرجان. والصخب هنا يحققه نحو 25 ألفاً من أهل المهنة والصحافيين والهواة, يتدفقون على المدينة ليقضوا فيها أيام المهرجان في عرس اعتاد ان يكون سينمائياً حقيقياً. ونقول "اعتاد", لأن ثمة, منذ فترة, تغييرات تطاول جوهر المهرجان, إذ يزداد انغماساً في السياسة وفي قضايا العالم وهمومه الكبرى, عاماً بعد عام. ناهيك عن بعض الهموم الاجتماعية الفرنسية التي تجازف, هذه المرة, بأن تلقي بظلها عليه. ويأمل أهل المهرجان بألا يكون الظل ثقيلاً. ذلك أن ثمة خوفاً بدأ يلوح من ان ينفذ الفنانون النقابيون الفرنسيون تهديداتهم فيفسدون المهرجان, وربما يحكمون على دورته بالإعدام. صحيح ان ثمة وعوداً اعلنت بأن "هذا" لن يحصل... ولكن من يدري؟  

إذا سار كل شيء على ما يرام ستحيي السينما عيدها السنوي ويرتقي النجوم الكبار ومعهم السينمائيون الكبار, تلك الدرجات ذات البساط الاحمر الشهير... وتأتي الازياء مبهرة للعيون والابتسامات حاضنة للكاميرات. ومن المؤكد ان نجم الليلة سيكون المخرج الاسباني بيدرو المودوفار الذي يعود الى حظيرة "كان" بعد حرد طال بعض الوقت لخيبة ألمت به اذ لم يفز فيلمه قبل السابق "كل شيء عن أمي" بجائزة كان يتوقعها (فاز بغيرها على أي حال). وعودة المودوفار ستكون مثيرة للسجال طالما انه آثر هذه المرة ان يكون فيلمه "التربية السيئة" بياناً ضد صرامة التربية الكاثوليكية أيام فرانكو. والفيلم سبق ان أثار عواصف منذ بدء عرضه في اسبانيا... تماماً كما ان مخرجه زاد الطين بلة حين هزأ بحزب أثنار ووقف مؤيداً الاشتراكيين, مؤكداً ان فوزهم كاد يتسبب في انقلاب عسكري أرادت ان تقوم به القوى المؤيدة للحرب على العراق والمناصرة لـ"مجرمي الحرب" بوش وبلير.

من المؤكد ان المودوفار لن يمر, الليلة, على هذا الموضوع مرور الكرام... مما يعطي الضوء الاخضر لسجالات قد تعم أيام المهرجان كلها, تتناول حرب العراق وسياسة الرئيس بوش والممارسات السياسية الاميركية التي ستدفع بأصوات أخرى إلى الانضمام إلى المودوفار. ولن يكون أقلها صوت الاميركي المشاكس مايكل مور الذي يدنو من الخطوط الحمر في فيلمه الجديد "فهرنهايت 11/9" المشارك في المسابقة الرسمية. علماً ان "ماضي" السياسة الاميركية سيطرح أيضاً من خلال افلام يتناول بعضها مذكرات غيفارا, وبعضها الآخر سقوط الليندي في التشيلي (1973) عبر انقلاب رتبته وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية. ولن يكون هذا كل شيء, اذ هناك بضع "حرائق" سينمائية اخرى (شاهين يبدي في "الغضب" خيبته من حلمه الاميركي, ويسري نصرالله يستعيد في "باب الشمس" المأساة الفلسطينية, وربما سيأتي احد الافلام الصينية ليفضح ممارسات بوليسية في الصين المطمئنة...). وربما ستكون, ايضاً, من بين هذه الحرائق, مناسبات أخرى تثير السجال والقلق وما شابه.

غير ان المؤكد ان هذا كله لن يكون مطروحاً الليلة, اذ على رغم المودوفار ورفاقه المشاكسين, من المتوقع ان تكون ليلة الافتتاح عابقة بالجمال وبالحكي السينمائي الطيب, خصوصاً ان اهل المهرجان واثقون من انهم يقدمون في هذه الدورة, بعض افضل ما في الانتاج العالمي, معيدين للمهرجان رونقاً كان فقده العام الماضي. بل ان الاميركيين ايضاً, حاضرون بأفلام ضخمة ("طروادة" عن الحروب القديمة والذي سيفاجئ باستعراضيته ونجومه, و"تريك" فيلم الرسوم المتحركة, وغيرها).

العروض تبدأ منذ الليلة, في افتتاح نعرف انه لا يخص مهرجان "كان" وحده, بل عالم السينما خلال الشهور الـ12 المقبلة. ولعل ما من شأنه ان يعزينا نحن العرب, الذين تنهار سينماتنا, عاماً بعد عام, ان ثمة "خمسة" من عندنا هذا العام: تحفة شاهين الجديدة, وفيلم يسري نصرالله (4 ساعات ونصف له وحده) وفيلم عن الحرب اللبنانية لدانييل عربيد (لبنانية تعرض فيلمها باسم فرنسا وبلجيكا) وفيلم من المغرب لمحمد أصيل, وآخر من فلسطين... كل هذا مفرح, لكن فرح الافتتاح الليلة سيكون لكبار النجوم ولبيدرو المودوفار الذي يكشف لنا الكثير من اسرار حياته وأسراره العائلية في فيلم يجمع الذين رأوه على انه رائع. 

جريدة الحياة في

12.05.2004

 
 

منظمو مهرجان كان يجدون حلا لاضراب العاملين

توصل منظمو مهرجان كان السينمائي والعاملون بالقطاع الفني في فرنسا المضربون عن العمل إلى اتفاق بعد تهديد العاملين بالقطاع بتعطيل فعاليات المهرجان الذي يبدأ اليوم.

يذكر أن العاملين بالقطاع الفني بدأوا اضرابهم في الصيف الماضي احتجاجا على الاصلاحات التي أدت إلى تخفيض معونات البطالة التي يحصلون عليها. وذكرت إدارة المهرجان أنها ستسمح للمضربين بالإدلاء بتصريحات بشأن مطالبهم خلال فعاليات المهرجان. كما ستمنحهم السلطات مسرحا بالمدينة الفرنسية حيث يمكنهم استخدامه كمكان لاجتماعاتهم ومقر لهم خلال المهرجان. وتم التوصل لهذا الاتفاق بعد تدخل رئيس الوزراء جان بيير رافاران الذي أكد أن الجهة المسؤولة عن تخفيض إعانات البطالة يجب أن تدخل في مفاوضات مع العاملين بالقطاع الفني.

وقال رافاران في خطابه الى دينيس جوتييه سوفينياك، رئيس الصندوق الذي يدفع معونات مالية لعمال القطاع الفني، إنه ملتزم ببقاء الصندوق الذي يدفع إعانات للمثلين وعمال المسارح والموسيقيين والعاملين الآخرين بالفنون الأدائية.

مفاوضات

يذكر أن الصندوق مختص بدفع إعانات للفنانين العاطلين، لكن عجزا قيمته 840 مليون يورو أدى إلى تخفيض إعانات البطالة التي يحصل عليها العاملين بالقطاع الفني. وحاولت الحكومة التخفيف من أثر خفض إعانات البطالة، إلا أن العديد من الفنانين أكدوا أنهم غير راضين عن الإجراء الجديد الذي يبدأ العمل به بحلول العام القادم.

واتهم جوليان دراي، المتحدث باسم الحزب الاشتراكي المعارض رئيس الوزراء الفرنسي بأنه يلوي ذراع الصندوق الذي يقدم إعانات للعاملين بالقطاع الفني، كما طالب ببدء مفاوضات جديدة بين العاملين بالقطاع الفني والصندوق.

يذكر أن الخلاف بين الحكومة والعاملين بالقطاع الفني في فرنسا أدى إلى إلغاء العديد من الفعاليات الفنية بما فيها مهرجان "أفينيون" الذي كان سيستمر ثلاثة أسابيع. وكان العمال المضربون قد اعترضوا سبيل شحنة من شرائط الأفلام السينمائية التي كانت متجهة إلى مدينة كان.

بدء فعاليات مهرجان كان السينمائي

بدأ مهرجان كان السينمائي دورته السابعة والخمسين بحضور نخبة صناعة السينما في العالم حيث توافد العشرات من نجوم هوليوود على مدينة كان التي تحتضن المهرجان الدولي الشهير. وافتتح المهرجان الذي يستمر لمدة 11 يوما بعرض الفيلم الأسباني "التعليم الردئ" للمخرج بيدرو ألمودوفار. ويحضر المهرجان العديد من النجوم اللامعة بمن فيهم تشارليز ثيرون وتوم هانكس وبراد بيت الذي سيقوم بحملة دعاية لفيلمه الجديد "طروادة".

تنافس 18 فيلما

وسيتنافس على جائزة السعفة الذهبية التي يقدمها المهرجان لأحسن فيلم نحو 18 فيلما. وسيعلن اسم الفيلم الفائز في 23 مايو/أيار الجاري في ختام المهرجان. وكان فيلم "الفيل" للمخرج جاس فان سانت قد حصل على جائزة المهرجان في العام الماضي في وقت تعرض فيه المهرجان لانتقادات شديدة لضعف الأفلام التي اختارها للدخول في المنافسة.  وسيترأس المخرج كوينتن تارانتينو لجنة التحكيم بالمهرجان. وكان تارانتينو قد فاز بجائزة السعفة الذهبية في المهرجان منذ عشر سنوات. كما تضم لجنة التحكيم الممثلات تيلدا سوينتون وإيمانويل بيرت وكاثلين تيرنر. وسيكون أول عرض لفيلم الأخوان كوين الأخير "قتلة السيدة" في أوروبا من خلال مهرجان كان.  ويطغى الطابع الكوميدي على أغلب الأفلام المتنافسة في المهرجان بما فيها فيلم الرسوم المتحركة "شريك" الجزئ الثاني الذي يقوم فيه بالأداء الصوتي الممثل مايك مايرز والممثلة كاميرون دياز.

911 فهرنهايت

وسيشهد المهرجان العرض الأول لفيلم "911 فهرنهايت" من إنتاج مايكل مور الذي يقدم نقدا لاذعا للرئيس الأمريكي، جورج بوش. ويصور الفيلم وجود صفقات بين الرئيس الأمريكي والعائلات السعودية ذات النفوذ وردود فعل بوش إزاء هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول عام 2001. وقد أثار الفيلم الكثير من الجدل، كما رفضت شركة "ديزني" للإنتاج الفني السماح لشركة "ميراماكس" التابعة لها بتوزيع الفيلم داخل الولايات المتحدة.

كما يعد فيلم "حياة وموت بيتر سيلرز" الذي يقوم بدور البطولة فيه الممثل جيوفري رش أحد أهم الأفلام المشاركة في مهرجان كان.

وكانت هناك مخاوف من أن المهرجان قد يعطل بسبب اضراب عمال القطاع الفني في فرنسا على خلفية تخفيض إعانات البطالة الخاصة بهم. لكن إدارة المهرجان نجحت في اللحظة الأخيرة في التوصل لاتفاق مع العاملين بالقطاع الفني حيث وفرت لهم مكانا لاجتماعاتهم وسمحت لهم بإلقاء خطب عامة أثناء المهرجان.

موقع الـ BBC في

12.05.2004

 
 

أحد أفلامه لهذا العام

"فجر الموتى" انطلاقة مهرجان كان السينمائي

إيلاف/ حيان نيوف من دمشق:

انطلق يوم الأربعاء مهرجان كان السينمائي ، وستشارك أفلام عالمية جديدة بمسابقة مهرجان كان لهذا العام . وقد تميز مهرجان كان هذا العام بالصخب الذي أحدثه عمال المسرح والعرض والصالات الفنية احتجاجا على قرارات الحكومية الفرنسية التي أضرت برواتبهم ومستحقاتهم المالية. وشارك في الاحتجاج أكثر من 600 موظفا فرنسيا في قطاع الفن وصالات العرض المخصصة لمهرجان كان .

ومن بين الأفلام المشاركة في مهرجان كان لهذه السنة : فيلم  La Male Educación أو التربية السيئة للمخرج Pedro Almodóvar ،  Shrek 2 ، Fahrenheit 911  و فيلم فجر الموتى Dawn of the Dead ... الخ . ويرأس لجنة التحكيم Quentin Tarantino صاحب الفيلم Kill Bill Volume 2. وفيلم "فجر الموتى" ( فيلم رعب) هو من أكثر الأفلام انتشارا الآن في أمريكا وقد حقق حقائق نتائج قريبة من فيلم "آلام المسيح " . 

ويستضيف مهرجان كان لهذا العام أفلاما جديدة من دول تشارك بحضور ملفت مثل النمسا والأرجنتين وتايلاند وبكل تأكيد ستكون هناك عروض لأفلام إيرانية.

موقع "إيلاف" في

13.05.2004

 
 

فيلم بدرو ألمودوفار افتتح مهرجان كانّ الـ57

"التربية السيئة" قصة حب لا تصفية حساب مع الماضي

جومان طراد

تحت المطر، كمعظم السنين، وتحت تهديد تعكير الاجواء الذي كان ممكنا ان يخلقه الفنانون العاملون بدوام جزئي (انترميتان) والذين يعلنون دوما عن مفاوضات مع الحكومة الفرنسية، افتتح مهرجان كانّ السينمائي الدولي مساء الاربعاء الفائت بالفيلم المنتظر جدا "التربية السيئة" للمخرج الاسباني بدرو ألمودوفار. وترأست الممثلة الايطالية الرائعة لورا مورانتي حفل الافتتاح، وكانت شديدة الاختصار وممتازة، بلا ثقل او مفاجآت. وصعد الى منصة الحفل رئيس لجنة التحكيم المخرج كوينتن تارانتينو، ترافقه صوفيا كوبولا، وتناول تارانتينو الميكروفون ليكرر مجددا عشقه للسينما. وبلغات عديدة، على صورة أوروبا الجديدة، ارتقت الممثلات المفضلات لدى ألمودوفارخشبة المسرح (فيكتوريا أبريل، كارمن مورا، ماريزا باريديس، أنجيلا مولينا وليونور والتينغ) لتحية مخرجهن ولاعلان افتتاح التظاهرة السابعة والخمسين.

قد يكون شريط بدرو ألمودوفار الجديد هذا أكثر قتامة من أفلامه السابقة (خاصة انه من دون نساء!) ويدور حول موضوعات ليست غريبة عن عالمه السينمائي: الدين، الحب، الموت، الرغبة، وبخاصة الثمن الباهظ الذي ينبغي دفعه غاليا من اجل تلك الرغبة.

انها قصة مراهقين صغيرين، ايغاسيو وأنريكه، يكتشفان الحب، السينما، والخوف في نهاية الستينات، داخل مدرسة دينية يديرها الاب مانولو، ثم تلفي الشخصيات الثلاث نفسها في السبعينات، ومن ثم في الثمانينات. بنية باروكية تتقاطع فيها ثلاث حكايات مع ثلاث شخصيات، بين واقع وخيال. أفلام في فيلم وذكريات، تتشابك كي تؤلف في النهاية قصة واحدة يصعب معها التمييز بين الواقعي والمتخيل، انما خاصة بين الخير والشر، الطيبين والأشرار.

يبدأ الفيلم مع مخرج في حال من فقدان الالهام (شخصية أنريكه، "ألتر إيغو" ألمودوفار، راشدا، يؤديها فيليه مارتينيز) يبحث عن قصة ويعثر عليها. يبتسم ألمودوفار: "مثلما كان يقول ترومان كابوت، الأسوأ في الصلوات هو حين تستجاب". يعثر المخرج اذن على قصته، او تأتي اليه بالاحرى عندما يقرع صديق طفولته، الذي لم يره منذ زمن بعيد، الباب (يؤدي الدور الممثل المكسيكي الوسيم غايل غارسيا برنال). يقول ألمودوفار: "كان علي ان أنجز هذا الفيلم وأنزعه من رأسي قبل ان يتحول هاجسا. كنت أعيد كتابة السيناريو طوال أكثر من عشر سنين، وكان ممكنا أن يستمر الوضع على هذا النحو عشر سنين اخرى".

"التربية السيئة" استلهمه المخرج الاسباني من طفولته في مدرسة كاثوليكية. انه فيلم حميم بالنسبة اليه، انما ليس سيرة ذاتية بالضرورة، وفي أي حال ليس "سيرة ذاتية سطحية"، يؤكد  قبل ان يضيف: "صحيح اني اكتشفت سعادات السينما وقوة الحب والخوف في المدرسة، وصحيح كذلك انني كنت أغني في الجوقة، لكن شخصية ايغناسيو ليست أنا".

كان ممكنا في سهولة ان يغرق ألمودوفار في المهزلة الكبيرة او الرعب القوطي لو صوّر فيلمه قبل خمس عشرة سنة: "غضبي أقل اليوم" يوضح المخرج ويردف: "فيلمي ليس تصفية حساب مع رجال الدين. لو كنت راغبا في الانتقام لما انتظرت أربعين سنة!". والبرهان ان الكاهن لديه يرتكب فعلا لا يغتفر لكن الفيلم يحوله الى ضحية تخلق التأثير. "التربية السيئة" قصة حب. انه خاصة فيلم أسود لأن الاسود يمتزج بالميلودراما والرومنطيقية واليأس وجريمة الشغف. هنالك ملامح من سينما فاسبندر ودوغلاس سيرك. المزيج غريب، ولا يسعنا عقب مشاهدته الا ان نأمل في عودة ألمودوفار الى ما لطالما أتقن صنعه: ادارة النساء.

النهار اللبنانية في

14.05.2004

 
 

رسالة "كان" السينمائي 57

فيلم "تربية سيئة"

رحلة عاطفية، اشبه ماتكون برواية بوليسية، تقدم كشف حساب لعهدين، بقوة الخيال الاسباني، وسفيره في العالم المودوفار

صلاح هاشم

تحيا السينما. كان هي الجنة" هكذا صرخ المخرج الامريكي كوينتين ترانتينو رئيس لجنة التحكيم ليلة أمس، في حفل افتتاح مهرجان "كان" السينمائي الدولي57، عندما صعد الي خشبة مسرح القصر الكبير، LE PALAIS DU FESTIVAL لكي يلقي كلمة اللجنة التي يترأسها، ويصرح بسعادته البالغة لكونه حط في أعظم مهرجان سينمائي في العالم، ثم قدم ترانتينو ضيف حفل الافتتاح المخرج الأسباني الكبير بدرو المودوفار( 52 سنة) الذي أعلن عن افتتاح مهرجان" كان " لعام 2004، بصحبة مجموعة من اشهر ممثلات افلامه، ومن ضمنهن النجمة الاسبانية فيكتوريا ابريل، اللواتي اعلن ايضا معها، بعدة لغات عن افتتاح المهرجان، واهدي المودوفار، الذي نعتبره سفيرا للسينما الاسبانية في العالم، اهدي "حفل الافتتاح" الي ضحايا حادث مدريد الارهابي، وسط تصفيق مدو من الحشد السينمائي العالمي الكبير في الصالة، ثم بدأ عرض فيلم " تربية سيئة" للمودوفار، وهذه هي المرة الاولي التي يفتتح فيها مهرجان " كان " بفيلم أسباني، وكانت جرت العادة ان يكون فيلم الافتتاح في "كان" اما فرنسيا، باعتبار ان فرنسا هي الدولة المضيفة، او امريكيا، باعتبار ان السينما الامريكية تمثل اكبر وربما أهم "صناعة " سينمائية في العالم..

وكنوع من التكريم كذلك للحضور الامريكي في"كان" من النجوم والمخرجين، حيث يوظف المهرجان الضجة الاعلامية الهائلة المصاحبة لحضورهم والدعاية لافلامهم، ومامن مكان تذهب اليه في "كان" الآن بجوار البحر الا وتجد فيه اعلانا عن فيلم "طروادة" بطولة النجم الامريكي براد بيت، يوظفها في ابراز المواهب السينمائية الجديدة القادمة من آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية، التي عادة ما تطرح بافلامها رؤي وتصورات وافكار جديدة ومناهضة للسينما التجارية الامريكية السائدة في العالم، باعمال العنف المجاني والمطاردات المثيرة، وخزعبلات ومؤثرات التكنولوجيا الرقمية، التي تلحس دماغك يامؤمن، وتطاردك اينما ذهبت باعلاناتها الجنسية المثيرة و الرخيصة..

وقبل الحديث عن فيلم "تربية سيئة" الذي عرض في حفل افتتاح المهرجان، واعجبنا به كثيرا، وتحمسنا له، ربما لزم التنويه هنا، بأن دورة " كان " الحالية، سوف تكون في رأينا من أهم وأقوي دورات المهرجان، وبخاصة في مايتعلق بقضايانا السياسية الملحة في منطقة الشرق الاوسط، والحروب الدائرة الآن في العراق وفلسطين، والمواقف السياسية المتخاذلة لحكومة بوش، وسياسات شارون والحكومة الاسرائيلية الارهابية التوسعية، وتفجرات الغضب في العالم العربي تجاه هذه سياسات واهانات، وبخاصة بعد اغتيال الشيخ ياسين، وفضيحة صورالتعذيب في سجن ابو غريب في العراق علي يد العسكر الامريكي، واعمال القمع التي مازلنا نتعرض لها، كمواطنين غرباء في بلادنا، وحتي داخل جلودنا، وهنا يبرز دور السينما الاهم، في تعميق وعينا بمشكلات عصرنا، والكشف عن متناقضات وحقائق مجتمعاتنا، وبخاصة في هذا المهرجان، الذي يعتبر أهم وأضخم تجمع إعلامي لصناع الأفلام، بحضور أكثر من 5 الآف صحفي من أنحاء المعمورة..

"باب الشمس" والحضور العربي اللافت

سوف تكون هذه الدورة في "كان" بجوار البحرأجل، من اقوي دورات المهرجان، بحضورلافت للصوت العربي، الذي يجسده شاهين بفيلمه "الغضب" بعد أن غير اسمه الي "الاسكندرية- نيويورك" لكي يتخلص هو شاهين ذاته ربما، يتخلص من انفعالاته وثورته، و يجعل وقع " غضبه " علي السياسات الامريكية في الفيلم، أقل حدة وعدوانية، واكثر لطفا ودبلوماسية، ويطالبنا أن نسامحه نحن العرب، نسامحه علي افتتانه في شبابه، بذلك "الحلم الامريكي" الذي شاخ وهرم، وصار في أعمال مجموعة من كتاب امريكا مثل بول اوستير وسوزان سونتاج وهنري ميلر، اشبه مايكون بالكابوس القبيح المرعب، بسبب سياسات امريكا الحمقاء، واعمال الاغتيالات والانقلابات الدموية التي مارستها في الشرق الاوسط والعالم..

لكن يبدو ان شاهين وحده هوالذي لم يفق في عالمنا العربي بعد من ذلك الحلم الوهم، ومازال يمجده في افلامه النوستالجية الذاتية " الاستعراضية " التي يعتبرها وحده"ضرورية" ويغازل امريكا، ودعونا نؤكد هنا، أن حدة الصوت العربي سوف ترتفع في المهرجان أكثر، وربما بنضوج أكبر، من خلال فيلم تلميذه يسري نصر الله " باب الشمس " المأخوذ عن رواية اللبناني الياس خوري الرائعة بنفس الاسم، التي ترجمت حديثا الي الفرنسية، وصدرت عن دار نشر" آكت سود" في باريس، ويمتد عرض الفيلم الذي يحكي عن مأساة اللاجئين الفلسطينيين، من خلال قصة حب، ويطالب بعودتهم، الي اكثر من 4 ساعات ونصف الساعة، ويعرض ضمن افلام المسابقة الرسمية..

الافتتان بالشرق في "كان" 57

كما يعرض في المهرجان فيلم "عطش" للمخرج الفلسطيني توفيق ابو وائل ونعتبره من ابرز مخرجي جيله من المخرجين الفلسطينيين الشبان، بعد جيل ميشيل خليفي ورشيد مشهراوي وايليا سليمان، ويتعرض في فيلمه للتأثيرات النفسانية المدمرة علي الفلسطينيين، الذين يعيشون داخل اسرائيل، في ظل الاحتلال والاضطهاد والقمع، ويعرض ايضا فيلم " الحائط" للمخرجة الفرنسية سيمون بيتون، الذي يحكي عن جدار العار في اسرائيل، وعذابات الفلسطينيين الذين تصادر اراضيهمو وتعمل اسرائيل نهارا جهارا، علي تطفيشهم من بلادهم واذلالهم في وطنهم، وسوف نتوقف عند مجموعة افلام اصوات عربية في رسالة قادمة، كما يبرز مهرجان " كان " هذه الدورة، باعتبارها من أهم دورات المهرجان، علي مستوي افلام السينما الاسيوية القادمة من ايران وافغانستان واليابان وتايلاند وكوريا والصين وغيرها، في مايمكن ان نطلق عليه بظاهرة "الافتتان بالشرق" في " كان "، والانفتاح علي اعماله السينمائية المدهشة، التي تطرح رؤي وافكار وابتكارات واختراعات جديدة، تجدد من شباب السينما في العالم، وتجعلها تتطور الي الامام، وتفتح اعيننا علي واقع عصرنا ومشكلاته وأزماته، وتنوه ببأس هذا " التنين " الاسيوي الذي صار مثل " جودزيلا" او " كينج كونج" مثل " وحش " سينمائي يكاد يلتهم العالم، ويكتسح مواقع السينما الامريكية التجارية السائدة، اذا ما اتيحت له فقط الفرصة، لكي يأتي علي افلامها التافهة المعادة المكررة، وبعد ان نضب معين الابداع في فكر مخرجيها وصناعها..

فيلم ترانتينو" KILL BILL2 " تكريم للسينما الاسيوية

ويلزم هنا الاشارة في اطار الحديث عن بروز السينما الاسيوية في المهرجان، الي فيلم "اقتل بيل " لرئيس لجنة التحكيم الامريكي كوينتين ترانتينو، الذي نعتبره ايضا نوعا من التحية الي السينما الاسيوية في المهرجان، لأنه يكشف عن تأثيرات افلام "الكونج فو" او افلام السيف الاسيوية علي فكر ترانتينو السينمائي، واعجابه بهذا "النوع" الاسيوي الذي يركز علي سينما "الحركة" واللعب بالسيف – والحركة كما نعرف هي لب السينما- والذي لايغيب عن بالنا لحظة، ونحن نشاهد افلامه، وبكل مافيها من مبارزات وعنف، اننا في حضرة "عنف" سينمائي مسل، عنف "وهمي" ومفبرك، والمقصود به ان نزداد ولعا وشغفا بتلك الافلام، ولانمل من مشاهدتها، ولاننسي ابدا اننا في حضرة عمل من أعمال الخيال، وهذا هو بالضبط في واقع الامر، الاسلوب الذي يعتمده كوينتين ترانتينو في كل افلامه من اول "كلاب المستودع" ومروا بفيلم "رواية بوليسية" الذي خطف سعفة "كان" الذهبية عام 1994 وحتي " اقتل بيل " الذي يعرض علي هامش المسابقة، وهو اسلوب يقوم علي التجريب والابتكار في الانواع السينمائية الشعبية مثل افلام الوسترن( ولاغرابة ان يكون مخرج تراتنينو المفضل هو المخرج الايطالي سرجيو ليوني الذي جدد في هذا النوع الامريكي الخالص المرتبط بثقافة وتاريخ امريكا لكي يجعله بلمساته السينمائية الاثيرة نوعا عالميا لكل الاجيال والعصور، وان يكون فيلم ترانتينو المفضل هو فيلم " الطيب والشرس والقبيح " بطولة كلينت ايستوود واخراج الايطالي العجوز) وافلام السيف وفنون القتال الاسيوية، ويعمل هنا ترانتينو في افلامه علي تكسير القواعد والتقاليد التي يلتزم بها في عمل افلام النوع، ويصنع نوعا جديدا مغايرا، يصدمنا ويدهشنا، اذ يكسردوما حدة العنف الدموي فيه من خلال التندر والفكاهة المحببة، فينزع عن الاشخاص وابطال هذا النوع هيبتهم وقدسيتهم، ويجعلهم اشبه بالمواطنين العاديين، الذين يقضون وقتهم احيانا في حديث تافه، او يسترعي نظرهم أمر غير مألوف، وفجأة في اكثر مشاهد افلامه عنفا، يتوقفون عن الفعل ويهتزون علي نغمات الموسيقي الراقصة، لذلك نضحك عليهم ولاننسي ابدا اننا في حضرة فيلم سينمائي من اعمال الخيال، خيال ترانتينو السينمائي الجامح، الاقرب الي موسيقي الجاز، من حيث اعتماده علي الارتجال، وانفتاح هذه السينما التي يصنع علي سينمات العالم الاخري ونهله منها، كما نهلت موسيقي الجاز الامريكية من فنون الموسيقي الافريقية واللاتينية، وصارت الآن سفيرا للثقافة الامريكية في العالم، كما صارت افلام ترانتينو معشوقة في العالم CULT MOVIES بفضل قيمتها في الاشتغال علي الانواع السينمائية، وتطوير فن السينما من داخله..

وهذا هو الشيء الذي يجعل من فيلم حفل افتتاح المهرجان، فيلم "تربية سيئة" للاسباني بدرو المدوفار، من اجمل وأنضج الافلام التي صنع ( 15 فيلما ) والتي اعجبتنا وتحمسنا لها و لحد الآن، حيث يشتغل المدوفار اساسا علي نوع الفيلم الاسودLE FILM NOIR الذي يختلف عن الفيلم البوليسي في كونه خاليا من رجال الشرطة والمحققين، ولايفتش في الفيلم عن الجاني مرتكب الجريمة، ولا يجعل من ذلك هدفا للفيلم، بعناصر التشويق SUSPENSE المحببة ومتبلاتها، بل يرسم الاجواء والظلال الكئيبة الحزينة التي تحيط بجريمة ما، لكي يحكي عن عهدين وعصرين عرفتهما اسبانيا، عهد الديكتاتور فرانكو في الستينات بتوابيته ومحرماته وقوانينه الصارمة المعفنة المقيدة للحريات، وعهد فترة الانفتاح LA MOVIDA في الثمانينات، عهد اطلاق الحريات التي اصبح فيها الانسان الاسباني مالكا لمقدراته ويصنع مصيره بنفسه، وكان موضوع الفيلم يشغل بال المودوفار منذ اكثر من عشر سنوات، وظل يرزح ثقيلا علي كاهله حتي تفرغ اخيرا لاخراجه، بعدما اثبت للعالم انه فنان سينمائي مبدع قدير، وليس بحاجة الآن الي شهادة كفاءة من احد، بعد ان فازبجائزة " كان " الكبري، وحصل علي " اوسكار " من هوليوود، واصبح بفيلميه الاخيرين " كل شييء عن أمي " و" تحدث اليها" من اعظم وانضج المخرجين في العالم..

"تربية سيئة" للاشتغال علي السينما الفن

يبدأ فيلم" تربية سيئة" في فترة الثمانينات، حيث نتعرف في اول مشهد في الفيلم علي مخرج سينمائي اسباني شاب ناجح يدعي "انريك" ونكتشف انه مهموم وحائر، حيث لايجد موضوعا مناسبا لفيلمه الرابع الذي ينوي اخراجه، ويقوم بقص اخبار القضايا والحوادث من الجرائد، عله يجد بينها موضوعا يصلح لعمل فيلمه الجديد، حتي ولوكان هذا الموضوع عن انتحار سيدة في تايوان بالقاء نفسها في بركة تماسيح حديقة الحيوان! ويفاجيء "انريك" بزيارة له في مكتبه من طرف صديق له يدعي "اجناثيو" كان زميلا له في المدرسة الدينية الكاثوليكيةالملحقة بالكنيسة في فترة الستينات، ثم تفرقت بهما الايام، لكن هاهو اجناثيو يزوره في مكتبه، ويبلغه بأنه صار ممثلا في فرقة ويدرس التمثيل ويبحث عن عمل وليته يوظفه كممثل في احد افلامه، ثم يترك له "سيناريو" فيلم بعنوان "الزيارة" لكي يقرأه، ويودعه ويغادر المكتب. ونلاحظ هنا في المشهد الاول مظاهر الانفتاح الاسباني في فترة الثمانينات علي الحريات الجنسية من خلال الملصقات والصور المعلقة علي حيطان المكتب كما نلاحظ ذلك من خلال معاملة سكرتير المكتب لانريك المخرج وتشي بوجود علاقة جنسية بينهما، وغيرة السكرتير الظاهرة من جمال اجناثيو الذي يقوم بدوره في الفيلم الممثل المكسيكي الشاب جايل جارثيا برنال..

وفي الليل يسهر انريك علي قراءة السيناريو الذي تركه له صديقه القديم، وهنا تتجسد له صور ومشاهد السيناريو وندخل نحن كمشاهدين في فيلم ثان، هو فيلم السيناريو الذي يقرأه، ويحكي في الواقع عن فترة الستينات التي عاشها مع اجناثيو في المدرسة الدينية الكنسية حيث كان آباء الكنيسة الذين يشتغلون فيها بالتدريس يقومون باغتصاب الصغارويعاقبونهم علي علاقة الحب الآثم التي يمكن ان تنشأ بينهم كما حدث مع اجناثيو الذي وقع في حب انريك، وصارحه بحبه، وكان ان طرد انريك من المدرسة بعد ان اكتشف امرهما الاب الغيور الواقع في حب اجناثيو، ولايجد لذته القصوي الا في الفعل القبيح الفاضح معه..

ويكتشف انريك ان سيناريو "الزيارة" يحكي عن فترة خاصة جدا في حياته وحياة اجناثيو صديقه وبداية معرفتهما وحبهما للسينما، وهي تلك الفترة التي اراد ايضا المودوفار ان يحكي عنها وعن افلامها وبطلاتها، ويعرج بنا علي حياته، وكان تخرج ايضا في صغره في احدي هذه المدارس الدينية الاسبانية، وتعرض لذات القسوة والقمع، وذلك العبث بالصغار ومضاجعتهم في الخفاء علي يد آباء الكنيسة، وكأنه اراد بذلك ان يتطهر ويتحرر من آثامها وذنوبها..

ويعجب انريك كثيرا بسيناريو الفيلم ويقرران يصنع منه فيلما ويسرع الي بيت صديقه القديم اجناثيو ويسافر من مدريدالي محل اقامته في فالنسيا بعد رحلة طويلة بالسيارة لكي يزف اليه النبأ السار، فاذا به يلتقي بأمه التي تبلغه بأن اجناثيو قد مات، ويكتشف ان شقيقه انتحل شخصيته، وهو وليس اجناثيو الذي كان زاره في مكتبه، وقدم له ذلك السيناريو، لكن ماالذي يجعل هذا الاخ يكذب عليه، و ينتحل شخصية شقيقه الذي مات، ويحكي في السيناريو عن رغبة شقيقه في الانتقام من الاب الذي مارس معهما الرذيلة في الستينات، والتهديد بفضح امره وابتزازه في الثمانينات، وماذا يريد منه هذا الشقيق بالضبط، والي حافة اية هوة يدفعه لكي يسقط من حالق ويموت ؟

ونتوقف هنا عن رواية قصة ذلك الفيلم المثير الاسود NOIRالآسر لبدرو المودوفار بغموضه واجوائه، الذي يتطور الخيط الدرامي اوبالاحري " الميلودرامي" فيه، عبر سلسلة من المفاجأت، التي تجعلنا نحبس انفاسنا ونحن نتابع أحداثه، حيث تحاك هنا مؤامرة ابتزاز في الخفاء يتكشف عنها الفيلم رويدا، وترتقي الي مصاف افلام واجواء ملك الرعب الفريد هيتشكوك، ويلعب فيها الشقيق دور الحرباء، والمرأة الفاتنة القاتلة LA FEMME FATALEالتي تسحب الرجال خلفها وتحركهم بعد ان تنزع عنهم ارادتهم، وتجعلهم مثل اشباح يسيرون في ركابها، ثم اذا بنا ندخل في فيلم ثالث، ونحن لانمل بل نطلب المزيد، حين يبدأ المخرج انريك تصوير سيناريوفيلم " الزيارة’، ويظهر فجأة "الاب" القسيس الذي مارس معهما الرذيلة في فترة التربية السيئة في الستينات، لكي يدافع عن نفسه، بعد ان صار في الثمانينات مديرا لدار نشر، ويحكي هنا في الفيلم الثالث داخل الفيلم، يحكي عن حقيقة ماحدث، من وجهة نظره، ويطلب انصافه. وهكذا يسحب المودوفار البساط في كل مرة من تحت اقدامنا، ويؤسس لفيلمه علي ثلاث مستويات، ويجعل قصته غير قابلة للتلخيص، ولابد من مشاهته لكي تتأكد بنفسك، من ان المودوفار لايحكي من وجهة نظرنا في هذاالفيلم العاطفي عن سيرة ذاتية خالصة، اوهاجس شخصي، او حكاية ابتزاز جهنمية، ولايرغب في محاربة الكنيسة بفيلمه، بل يحكي اساسا عن ورشة السينما الفن، التي يتوافر مخرج في حجمه وحده علي صنعها، كاشفا بذلك عن بعض اسرار الصنعة، في هذا النوع الميلودرامي المميز، مبينا لنا كيف يخلط باقتدارفي عمله بين السيرة الذاتية والرواية، لكي يحكي في سكة صنع الفيلم عن اسبانيا في عهدين وعصرين، ويقدم كشف حساب لهما، بقوة ذلك الخيال السينمائي الجامح، خيال المودوفار وحده، الذي جعله سفيرا للسينما الاسبانية، والمكانة السامقة التي بلغتهافي انحاء العالم، ونحن نتابع رحلته العاطفية الميلودرامية في هذا الفيلم، ولانريد ان نغادر صالة العرض، وننحني لفنه الآسر.لاتدع اذن مشاهدة فيلم " تربية سيئة" تفتك بأي ثمن، والي لقاء مع افلام واحداث "كان" السينمائي الكبير57في رسالة مقبلة..

موقع "إيلاف" في

14.05.2004

 
 

انطلاق مهرجان كان بعرض خاص لفيلم اسباني

وفنانون يعارضون عقود ابرمت حول قضايا البطالة

كان (فرنسا) ـ رويترز ـ  انطلقت فعاليات مهرجان كان السينمائي بعرض خاص لفيلم اسباني للمرة الاولى قبل افتتاح الحدث الفني الكبيرفي وقت لاحق الاربعاء.

وتنفس منظمو الحدث الفني الهام الصعداء بعد التوصل امس الثلاثاء لاتفاق في اللحظة الاخيرة مع عاملين وممثلين فرنسيين بالقطعة كانوا سيشيعون حالة من الفوضى في المهرجان بسبب نزاع على معاشات التقاعد.

وقبل الافتتاح الرسمي عرض فيلم /تربية سيئة/ للمخرج الاسباني بيدرو المودوفار وهو فيلم مثير من افلام الجريمة السوداء يدور حول انتهاكات تحدث لطفل في الكنيسة الكاثوليكية.

وشارك المودوفار في لجنة تحكيم مهرجان كان منذ 12 عاما وفاز بجائزة افضل مخرج عام 1999 عن فيلم /كل شيء عن والدتي/.

والفيلم بطولة الممثل المكسيكي جايل جارسيا برنال الذي قد يبزغ نجمه في كان 2004 والذي لعب ايضا دور الثائر الارجنتيني المولد تشي جيفارا في فيلم /يوميات رحلة/.

ووجهت انتقادات لمهرجان كان من قبل لاهتمامه بعرض افلام فنية تروق للصفوة من المتخصصين في السينما.

لكن المدير الفني لمهرجان كان في دورته رقم 57 المخرج تييري فريمو قال ان الحدث الفني الذي ينتظره عشاق السينما من عام لعام سيعرض افلاما تلقى اقبالا جماهيريا مثل /شريك-2/ وهو الجزء الثاني من فيلم رسوم متحركة عن عملاق اخضر والذي حقق نجاحا كبيرا.

وسيزداد تألق المهرجان بحضور بعض نجوم هوليوود مثل براد بيت وتوم هانكس وتشارليز ثيرون التي فازت بأوسكار مؤخرا.

ويحضر هانكس مهرجان كان للمرة الاولى للدعاية لفيلمه /قتلة السيدة/ وهو اعادة تقديم لعمل كوميدي بريطاني.

لكن يبدو ان مهرجان كان الفرنسي الذي يجيء اليه أثرياء بيخوتهم الخاصة وتشارك فيه نجمات المستقبل اللائي يرتدين من الثياب اقلها لم يفقد سحره على الرغم مما يقوله منتقدون عن عرض مجموعة من الافلام مستواها الفني ليس متميزا في الدورة الماضية.

وتسلم منظمو المهرجان اكثر من 3500 فيلم من مخرجين يتطلعون لعرضها في كان.

ويشهد المهرجان العرض الاول على مستوى العالم لما يصل الى 46 فيلما.

ويقول منظمو مهرجان كان ان ما يميزه عن مهرجانات منافسة اخرى مثل برلين والبندقية هو انه الوحيد الذي يعرض افلاما من البوسنة وهونج كونج مع افلام من انتاج هوليوود مثل الفيلم الملحمي /طروادة/.

وتشارك تايلاند في كان هذا العام لاول مرة كما يشارك في المسابقة ستة من 18 فيلما من القارة الاسيوية كما دخلت المنافسة صناعة السينما في امريكا اللاتينية.

ومع تولي المخرج كوينتن تارانتينو رئاسة لجنة التحكيم من الممكن ان يفوز فيلم خارج عن المألوف بالسعفة الذهبية كبرى جوائز المهرجان.

ويدين تارانتينو نفسه بالفضل لمهرجان كان الذي منحه جائزته الكبرى عام 1994 ووضعه على اول طريق النجومية.

الرأي الأردنية في

14.05.2004

 
 

كوستوريكا يطمح الى سعفة ذهبية ثالثة عن «الحياة معجزة»

كان (فرنسا) ـ ا.ف.ب ـ يطمح امير كوستوريكا الى الحصول على السعفة الذهبية لمهرجان كان عن فيلمه «الحياة معجزة» الذي يروي قصة حب على طريقة روميو وجولييت في البلقان، بـ«واقعية سحرية» ومزيج من الفنتازيا والشاعرية والكوميديا السوداء.

فبعد ان كلل مهرجان كان فيلمي كوستوريكا «ابي في رحلة عمل» و«اندرغراوند»، يخرج السينمائي الصربي الجنسية والبوسني الاصل وقد بلغ التاسعة والاربعين من العمر انشودة حياة وحب، تختلط فيها الموسيقى بالحيوانات والعائلة والحرب لتشكل جوقة صاخبة نجمها حمار.

يروي الفيلم قصة عشيقين محكوم عليهما بالفراق، حيث يغرم لوكا الصربي ببوسنية جميلة خطفت عام 1992 في الوقت الذي اندلعت فيه الحرب ووقع فيه ابنه في الاسر.

ويقول كوستوريكا معلقا على فيلمه: «انه يتسم بتفاؤل حزين لان لوكا يفتح قلبه لامكان الحب». ويضيف «اليوم لا شيء يهم، وكأن الموت بات ظاهرة عادية ويومية».

قدم لوكا (سلافكو ستيماك) المهندس الصربي ليستقر في قرية صغيرة معزولة في البوسنة مع زوجته يادرانكا (فيستا تريفاليك) وهي مغنية اوبرا على شيء من الجنون وابنهما ميلوس (فوك كوستيك) الذي يحلم بالانضمام الى فريق «النجمة الحمراء» لكرة القدم في بلغراد.

كان لوكا يقوم ببناء خط السكك الحديد الذي سيصل البوسنة بصربيا حين اندلعت الحرب. وبعد ان يستدعي ابنه ميلوس للخدمة في الجيش، يسقط اسيرا، فيقوم عسكريون صربيون بخطف صباحة (ناتاشا سولاك)، وهي ممرضة مسلمة شابة، من اجل مبادلتها بميلوس ويكلفون لوكا بحراستها.

غير ان الحب لا يأبه للعرقيات والنزاعات، ويقع لوكا في غرام صباحة، فيجد نفسه امام خيار صعب بين هذا الغرام وحبه لابنه. يقول كوستوريكا: «انها معضلة اشبه بمعضلات شكسبير». والحقيقة ان «الحياة معجزة» اشبه بمسرحية لشكسبير مفعمة بالسخرية والشعر والصخب والهذيان.

وبعد ان تعرض كوستوريكا لانتقادات بعض المثقفين الفرنسيين عند عرض فيلم «آندرغراوند»، عمد المخرج الى وضع فيلمه «خارج اي اطار ايديولوجي». وصوره على مدى فصول وسط مناظر طبيعية خلابة من صربيا حيث اعاد بناء قريته.

القبس الكويتية في

14.05.2004

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)