كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

دورة "كان" المقبلة

بين غضب أهل الفن وأخطار السياسة

إبراهيم العريس

مهرجان كان السينمائي الدولي السابع والخمسون

   
 
 
 
 

سبع سنوات بعد نيله سعفة الخمسينية الخاصة في مهرجان "كان" الدولي, عن مجمل أعماله, وعرض فيلمه "المصير", يعود يوسف شاهين, الى تظاهرات المهرجان الفرنسي العريق, ليقدم فيه هذه المرة فيلمه الجديد "اسكندرية - نيويورك", الذي تغير اسمه مراراً, ويبدو انه سيعود, للمناسبة, الى اسمه الأول "الغضب". الفيلم الشاهيني الجديد, الذي يتحدث عن اربعين عاماً - وأكثر - من علاقة شاهين بالسينما وبهوليوود وبالغرب عموماً, مع نفحة غضب خاصة ضد السياسة الأميركية, سيعرض في الحفلة الختامية لتظاهرة "نظرة ما.." التي تعتبر ثاني أهم تظاهرة في "كان" بعد المسابقة الرسمية, بل ثمة من يفضلها على التظاهرة الرسمية على اعتبار انها تميل أكثر نحو سينما المؤلفين. وفي التظاهرة نفسها, لن يكون شاهين العربي الوحيد, بل "يصحب معه" يسري نصرالله الذي يقدم فيلمه الجديد "باب الشمس" المتحدث عن القضية الفلسطينية. وهكذا يلتقي في تظاهرة "كانية" واحدة, الأستاذ (شاهين) وتلميذه (نصرالله), عبر فيلمين من المؤكد انهما سيكونان وحدهما كافيين لجعل السياسة الشرق أوسطية في صلب المهرجان... بخاصة ان فيلمين للإيراني الكبير عباس كياروستامي ينضمان اليهما (الأول عنوانه "10 على عشرة" والثاني "خمسة"...).

ولكن اذا كان هذا ما يهمنا حتى الآن, من المهرجان, فإن اهتمام عالم السينما سينصرف الى مكان آخر: الى المسابقة الرسمية بالطبع. وهنا سيكون على لجنة التحكيم التي يترأسها كوينتن تارانتينو, ان تحكم بين نحو دزينتين من أفلام تتبارى على الجوائز الرئيسة. ومن الواضح ان اختيارات هذا العام, بما فيها من "عودة" لأبناء "كان" الذين غاب معظمهم في العام الفائت, ستأتي لتعيد الى المهرجان رونقاً فقده في دورته السابقة التي أتت, في حينه, من أضعف دورات السنوات الأخيرة. الخروج من المستنقع مضمون هذه المرة, منذ الافتتاح (فيلم "التربية الفاسدة" لبيدرو ألمودافار) حتى الختام ("دي لافلي" لأرفن فنكلر), مروراً بجديد وونغ كاروي ("2046") ووالتر ساليس ("يوميات سائق دراجة") والرائع مايكل مور ("فهرنهايت 11/9" الذي سيثير عاصفة سياسية حادة ضد جورج بوش بالتأكيد), والأخوين كوين ("قاتلو النساء") وبخاصة أمير كوستوريتسا (الذي يعود بعد غياب عبر جديده "الحياة معجزة"). وهذه الأفلام وغيرها ستكون في المسابقة الرسمية, متجاورة مع أفلام كثيرة أخرى. وهذا ليس كل شيء, وإن كان هو ما سيلفت الانتباه أكثر, كالعادة. اذ هناك أيضاً "يوم أوروبا" و"لقاء الاستديوات". والعروض الفنية المختلفة وصولاً الى عرض خاص سمعي - بصري حول جان - لوك غودار, سيكون تحية لمجمل عمل السينمائي الذي يمتد منذ اكثر من نصف قرن حتى الآن. وكذلك ستكون هناك تحية خاصة الى استديوات "مترو غولدوين ماير", وأخرى لنجوم السينما البوليسية لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية تحت عنوان "صبيان سيئون".

منذ الآن يمكن القول, إذاً, ان اصحاب "كان" بذلوا خلال الشهور الفائتة جهوداً اضافية, للتعويض على كارثة العام الفائت... ويمكننا أن نتوقع مسبقاً, مفاجآت في الكثير من الأفلام... ولكن ايضاً في المناخ العام, ولا سيما لناحية السجالات السياسية, خصوصاً ان مايكل مور (صاحب "بولنغ لكولومباين") سيواصل معركته ضد بوش في فيلمه الجديد, الذي يعرض داخل المسابقة الرسمية, ولكن - هذه المرة - في اقتراب اكبر من "الخطوط الحمر" وفي هجوم صاعق على جورج بوش يطاول تحديداً جملة "أكاذيب متعلقة بعملية نسف البرجين الارهابية". ولمناسبة الحديث عن النسف يبقى أمر أخير... لكنه لن يكون الأقل إثارة للاهتمام ويتعلق بخطر "نسف" المهرجان من أساسه, ولكن ليس بفعل ارهابي هذه المرة, بل من طريق أهل الفن الذين سبق لهم ان "نسفوا" مهرجان "آفينيون" لغضبهم إزاء سياسة الدولة الفرنسية الناسفة لحقوقهم, إذ ثمة بينهم من بدأ يهدد بالتحرك الى "كان" خلال المهرجان (بين 12 و23 أيار/ مايو المقبل) في عمل منظم وجذري ضد السياسة الفنية للدولة الفرنسية.

18 فيلما تتنافس في مهرجان كان للسينما العام 2004

يتنافس 18 فيلما للفوز بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السابع والخمسين للسينما في جنوب فرنسا على ما أعلن الثلاثاء المندوب الفني للمهرجان تييري فريمو. وبين الأفلام المتنافسة فيلم الأخوين جويل وايثان كوهين (فازا بالسعفة الذهبية العام 1991 عن "بارتون فينك) بعنوان "ليدي كيلرز" وفيلم امير كوستوريتسا "الحياة معجزة" (سبق أن فاز مرتين بالسعفة الذهبية العام 1985 عن "أبي في رحلة عمل" والعام 1995 عن "اندرغراوند") وفيلم البرازيلي ولتر ساليس "دياروس دي موتوسيكليتا" (حول شباب تشي غيفارا). كما يشارك في إطار المسابقة الرسمية المخرج مايكل مور مع فيلم "فهرنهايت 9/11" والصيني وونغ كار واي مع فيلم "2046". ويخوض ثلاثة مخرجين فرنسيين المسابقة الرسمية أيضا وهم انييس جاوي (مثل الصورة) واليفييه اسايس (كلين) وتني غاتليف ("اكزيل" المنفى). كذلك يخوض المنافسة أيضا فيلمان للصور المتحركة هما "شريك 2" وفيلم "براءة" الياباني. وللمرة الأولى منذ العام 1993 يتم اختيار فيلم ألماني في إطار المسابقة الرسمية (سنوات الخير ولت) للمخرج هانز فيانغرتنر. ويعرض خارج إطار المسابقة فيلم "تروي (طروادة) للمخرج فولفغانغ بيترسن من بطولة براد بيت الذي سيأتي للمرة الأولى إلى كان وفيلم "كيل بيل 2" للمخرج الاميركي كوينتن تارانتينو رئيس لجنة التحكيم. ويفتتح المهرجان بفيلم "تربية سيئة" للمخرج الأسباني بيدرو المودوفار.

جريدة الحياة في

23.04.2004

 
 

مهرجان كان يضع الشباب على الخريطة السينمائية

 أعلنت الهيئة المنظمة لمهرجان كان السينمائي الدولي أنها قررت دعوة عدد من النجوم الشباب والوجوه السينمائية الواعدة لحضور حفل افتتاح المهرجان الشهر المقبل.

وسيشارك في حفل مهرجان هذا العام الممثلان الشابان تشارلز ثيرون وبراد بيت.

وقال المدير الفني للمهرجان تيري فريمو إن المهرجان يسعى لمنح الشباب فرصة لوضع أقدامهم على الخريطة السينمائية العالمية.

ويستضيف أشهر مهرجان سينمائي في أوروبا مخرجين مشهورين مثل الأخوين كوين وونغ، إضافة إلى ما يزيد على عشرة وجوه جديدة من بينها المخرجة والممثلة الفرنسية أنيس جويي التي رشح فيلمها "طعم الآخرين" للحصول على أوسكار أحسن فيلم أجنبي عام 2001 والمخرج الألماني هانز فاينغارتنر (28 عاما).

ويمثل الولايات المتحدة الأخوان كوين بنسخة جديدة من الفيلم الكلاسيكي "سفاح النساء" بطولة توم هانكس، بالإضافة إلى مخرج الأفلام الوثائقية مايكل مور بفيلم (فهرانهايت 911). وفيلم الصور المتحركة (Shrek2) وهو الجزء الثاني لفيلم عن عملاق أخضر.

ويقدم ستيفن هوبكنز "حياة ووفاة بيتر سيلرز" وهو قصة حياة الممثل الكوميدي المشهور بطولة جيفري راش وتشارلز ثيرون ومن إنتاج قناة HBO التلفزيونية.

ولا تحتل أوروبا في أشهر مهرجاناتها السينمائية سوى حيز ضيق, فهناك ثلاثة أفلام من فرنسا وفيلم واحد من كل من إيطاليا وألمانيا والبوسنة ولا تشارك بريطانيا في المهرجان.

ويترأس كونتين تارانتينو مخرج "كلاب الخزان" و"خيال متوهج" لجنة المحكمين التسعة، ومن بينهم نجمة هوليوود كاثلين تيرنر والفرنسية الجذابة إيمانويل بيير والبريطانية تيلدا سوينتون.

المصدر :رويترز

الجزيرة نت في

23.04.2004

 
 

18 فيلماً تتنافس على سعفته الذهبية

مهرجان "كان" السينمائي الـ 57

الحياة معجزة، والمرأة مستقبل الإنسان

صلاح هاشم

اعلن جيل جاكوب رئيس مهرجان "كان" السينمائي العالمي في موتمر صحفي بحضور "ايلاف" عن فعاليات وافلام وأحداث دورة المهرجان المقبلة "57" التي سوف تعقد في الفترة من 12 الي 22 مايو القادم في مدينة "كان" الفرنسية علي البحر، وتشتمل قائمةالاختيار الرسمي لافلام المسابقة الرسمية وتظاهرة "نظرة خاصة" علي أكثر من55 فيلما جديدا يعرضها المهرجان، بعد تصفيات عروض المشاركة المقدمة التي بلغت 3400 طلبا تضمنت 1325 فيلما، بحيت تتيح هذه المجموعة من الافلام في قائمة الاختيار الرسمي، والتي تتضمن عملين سينمائيين عربيين جديدين هما "الاسكندرية- نيويورك" للمخرج العربي المصري الكبير يوسف شاهين و فيلم "بوابة الشمس" لتلميذه يسري نصر الله، تتيح أكبرتمثيل دولي ممكن لحال ووضعية السينما في العالم، كاشفة عن الطريقة التي يتطور بها هذا الفن الذي دخل حياتنا، وابداعات المواهب الجديدة من السينمائيين الشبان في العالم. 

افلام المسابقة الرسمية

وتضم المسابقة 18 فيلما تتنافس علي سعفة كان الذهبية هي:

  • فيلم CLEAN. نظيف.اخراج أوليفييه الساياس(فرنسا)
  • فيلم EXILS. منافي.اخراج توني جاتليف (فرنسا)
  • فيلم COMME UNE IMAGE مثل صورة.اخراج أنياس جاوي( فرنسا)
  • فيلم SHREK2.شريك2. فيلم تحريك اخراج اندرو اندامسون (امريكا)
  • فيلم INNOCENSE.براءة. فيلم تحريك اخراج اوشي مامورو(اليابان)
  • فيلم LADYKILLERS للاخوين كوين (امريكا)
  • فيلمLA FEMME EST LAVENIR DE LHOMME المرأة مستقبل الانسان. لهونج سان سو (كوريا)
  • فيلم THE LIFE AND DEATH OF PETRE SELLERS . حياة وموت بيتر سيلرز لستيفن هوبكنز (بريطانيا)
  • فيلمNOBODY KNOWS . أحد لايعرف لكور ايدا هير كازو (اليابان)
  • فيلمLA VIE EST UN MIRACLE . الحياة معجزة لأمير كوستوريكا(البوسنة)
  • فيلمLA NINA SANTA . للوكريشيا مارتل (الارجنتين)
  • فيلمFAHRENHEIT9-11 . فهرنهايت 11 سبتمبر لمايكل مور (امريكا)
  • فيلمOLD BOY . الفتي العجوز.لبارك شان ووك (كوريا الجنوبية)
  • فيلمDIAROS DE MOTOCICLETA . لوالتر ساليس (البرازيل)
  • فيلمLA CONSEGUENZE DELLAMORE . نتيجة الحب (ايطاليا)
  • فيلمTROPICAL MALADY. مرض استوائي. لابيشاتبونج ويراسكوول (تايلاند)
  • فيلمEDUKATORS . لهانس فينجارتنر (المانيا)
  • فيلم2046 . لوونج كار وي (الصين)

 

اتجاهات ومؤشرات في المسابقة الرسمية

وتبدو هنا قائمة المسابقة التي تشارك فيها فرنسا بثلاثة افلام فقط، تبدو محبوكة ومحكمة، اكثر من قوائم السنوات الماضية، التي كانت بسبب كثرة وتعدد افلامها (20 فيلما عام 2003 و22 فيلما عام2002 و24 فيلما عام 2001) تواجه احيانا بالصفير والاحتجاج، من قبل الصحافيين والنقاد، لتفاهة بعضها، وبسبب المستوي الفني المتواضع للبعض الآخر، مما يجعل المرء يتساءل كيف سمح لها بالمشاركة في مسابقة المهرجان!

وتكشف القائمة عن انحياز واضح الي ابراز المواهب السينمائية الجديدة التي كشفت عن موهبتها في افلام سابقة، وقد حان الوقت علي مايبدو هذا العام، لادخالها الي دائرة المسابقة الضيقة المحجوزة للمخضرمين، وتسليط الضوء علي ابداعاتها الجديدة، مثل موهبة المخرجة لوكريشيا مارتل من الارجنتين وهانس فينجارتنر من ألمانيا وباولو سورينتينو من ايطاليا..

كما تكشف عن حضور قوي للسينما الاسيوية الجديدة المتألقة القادمة من كوريا وتايلاند والصين واليابان وصارت افلامها تلقي رواجا كبيرا وبخاصة في اوروبا وتنافس الفيلم الامريكي ذاته وتسحب البساط من تحت اقدام السينما الفرنسية.

كما تفسح القائمة مكانا للسينما الوثائقية بمشاركة فيلم الامريكي مايكل مور الجديد "فهرنهايت 9 سبتمبر" الذي يناقش فيه تأثيرات احداث 11 سبتمبر 2001 وحرب العراق، وتضع افلام التحريك وماحققته من نجاحات في العالم موضع الاعتبار والتقديروتفسح لها مكانين في المسابقة بمشاركة فيلم "براءة" وفيلم "شريك 2" ويشارك المخرج المصري المتميز يسري نصر الله علي هامش المسابقة بفيلمه الجديد "بوابة الشمس" عن قضية فلسطين الذي تصل مدة عرضه الي 4 ساعات ونصف الساعة.

"الاسكندرية –نيويورك" لشاهين يفتتح قسم "نظرة خاصة"

ويعرض علي هامش المسابقة،في قسم "نظرة خاصة"، مجموعة كبيرة من الافلام المتميزة لمخرجين من عمالقة السينما في العالم، مثل الايراني عباس كيارستمي الذي يعرض له فيلم "خمسةFIVE " كما يعرض للمخرج الفرنسي الكبير جان لوك جودار فيلمه الجديد" NOTRE MUSIQUE " ويعرض لرئيس لجنة التحكيم الرسمية في المهرجان الامريكي كينتين تارانتينو فيلمه" KILL BILL 2" كما يعرض لشيخ المخرجين الافارقة السنغالي سمبان عثمان ( 83 سنة ) فيلمه الجديد، وتفتتح تظاهرة "نظرة خاصة" UN CERTAIN REGARD بفيلم يوسف شاهين الجديد " الاسكندرية- نيويورك " والواضح ان قائمة الاختيار الرسمي هذه لعام 2004 التي تشمل افلام المسابقة+ افلام نظرة خاصة تربط السينما بواقعنا وعصرنا الراهن بتناقضاته ومشكلاته،وتوصله بعالمين عالم السياسة وعالم التاريخ، حيث تحكي هذه الافلام عن تشي جيفارا وسلفادورالليندي وحرب العراق وامريكا والارهاب وفلسطين، وتضم القائمة التي تشتمل علي اكثر من 55 فيلما جديدا كل الانواع السينمائية تقريبا من اول افلام التحريك وافلام السيف الي الافلام الوثائقية والافلام التاريخية، حيث يعرض فيلم "طروادة" من النوع التاريخي لولفجانج بيترسون لاول مرة في المهرجان، كما تنفتح من خلال اعمال المخرجين الشبان علي سينما المؤلف ايضا، وتعرض الفيلم الجديد للكاتب الافغاني عتيق راحمي، وتجعلنا نتأمل من خلال افلامها علي مايحدث هناك في الطرف الآخرمن العالم، وتصبح اداة تفكير في مشاكل وهموم وتناقضات عصرنا..

دروس في السينما

وكالعادة يدعو المهرجان كل سنة مخرجا من عمالقة المخرجين في العالم لكي يلقي مجانا علي جمهور المهرجان درسا في السينما UNE LECON De CINEMA، يحكي فيه عن مفهومه للسينما ويلخص في المحاضرة تجربته في العمل السينمائي والدروس المستفادة منها، ويلقي محاضرة هذه الدورة 57 المخرج السينمائي البريطاني الكبير ستيفن فيرز، وبسبب نجاح درس السينما المخصص للمخرجين، تقررتنظيم درسين مماثلين في التمثيل وموسيقي الافلام، اعتبارا من هذه الدورة، ويلقي محاضرة "درس التمثيل" الممثل السويدي العملاق ماكس فون سيدو بطل العديد من افلام عملاق الاخراج السويدي انجمار برجمان، في حين يلقي "درس الموسيقي" المؤلف الموسيقي الشهير لالو شيفرن(من مواليد الارجنتين 1932) مؤلف موسيقي فيلم "مهمة مستحيلة" وعشرات الافلام الامريكية الناجحة..

لجنة تحكيم المسابقة الرسمية

ويترأس لجنة تحكيم مسابقة المهرجان الرسمية التي تشتمل علي 18 فيلما تتنافس للحصول علي سعفة مهرجان "كان" الذهبية (الجائزة الكبري) وجوائزها الاخري، المخرج الامريكي كينتين تارانتينو بمشاركة الممثلة الفرنسية ايمانويل بيار والممثلة البريطانية تيلدا سوينتون والممثلة الامريكية كاثلين تيرنر والممثل البلجيكي بونوا بولفوورد والمخرج الامريكي الكبير جيري شاتزبرج والمخرج الصيني تسو هارك والناقد الفنلندي بيتر فون باج وادفيج دانتيكات وهو كاتب امريكي من أصل هايتي.

ولاول مرة سوف يعقد مؤتمر صحافي مع لجنة التحكيم، في اليوم التالي علي اعلان جوائز المهرجان، يناقش فيه الصحافيون والنقاد مع لجنة التحكيم ورئيسها قراراتهم، وحيثيات منح الجوائز، ويتعرفون علي اراء الاعضاء وتقييمهم لافلام المسابقة، وهذه هي المرة الاولي التي يعقد فيها هذا المؤتمر الضروري، بعد مرور 57 سنة علي تأسيس المهرجان، كما يقام ولاول مرة خلال هذه الدورة 57، احتفال كبير في مدينة "كان"، ليلة اعلان الجوائز، احتفال تطلق فيه الاعمال والالعاب النارية فوق صفحة البحر، فتنير ليل كان بألوان وأضواء البهجة و الفرح.. 

موقع "إيلاف" في

23.04.2004

 
 

يوسف شاهين: أحارب الأميركيين بلا كراهية

القاهرة - محمود شحاتة

حقق المخرج المصري المعروف يوسف شاهين مكسباً جديداً للسينما العربية بعد اختيار فيلمه "إسكندرية - نيـويـورك" أو "الغضـب من القـلب" لاختتام تظاهرة "نظرة ما" في مهرجان كان السينمائي الدولي, وهو القسم الذي يحتفي بالأفلام المهمة لكن خارج المسابقة. وتلعب بطولة الفيلم يسرا ومحمود حميدة ولبلبة وهالة صدقي والوجه الجديد أحمد يحيى.

وعبر يوسف شاهين في حديث الى "الحياة" التي التقته فـور إعـلان قـائمة الأفـلام المشـاركة في فعاليات مهرجان "كان", عن سعادته باختـيار فيلمه, وقال: "بعـد أن حـصلت على أكبر تكريم في مهرجان كان عن مجمل أعمالي العام 1997 وضمن احتفالية المهرجان باليوبيل الذهبي طلبت منذ هذا التاريخ عدم المشاركة في المسابقة, حتى أمنح الفرصة للشباب الذين يحلمون بالمشاركة والجوائز".

وقال شاهين: "إن كل ما يهمني حالياً أن تصل رسالـة الفيلم للعالم أجمع من خلال عرضه في المهرجان والمهرجانات الأخرى, خـصـوصاً أن الفـيـلم يـحمل رسالة قوية وهي أنني لا أكره الشعب الأميركي إنما أكره السياسة الاميركية, أنا أحارب الاميركان مش بكراهية وإنما بحب".

وأضاف صاحب "الأرض" و"العصفور": "لا يوجد إنسان واحد لم يكن عنده "الحلم الاميركي", ولكن هذا كان زمان أما حالياً حدث تناقض عند كثيرين وأنا منهم. كيف أكره الشعب الاميركي ولي اصدقاء كثيرون منهم وحتى اليهود منهم, أنا تأتيني خطابات من يهود في اميركا يعبرون عن غضبهم من سياسة بوش وشـارون, فكيف أكره هؤلاء؟ أنا أكره السلطة الاميركية وليس الشعب الأميركي".

جريدة الحياة في

24.04.2004

 
 

مهرجان "كان" يحتفي بالسينما الأسبانية

ناجح حسن

وقع اختيار مهرجان «كان» السينمائي الذي يعقد في دورته الجديدة السابعة والخمسين لهذا العام في الفترة الواقعة ما بين 12 الى 22 أيار المقبل على الفيلم الاسباني المعنون «تربية ميتة» للمخرج بيدروالمودفار ليكون فيلم الافتتاح. ويأتي مثل هذا الاختيار احتفاء بالسينما الاسبانية التي طالما ظلت مغيبة عن محطات السينما العالمية وتم الالتفات الى أهمية تلك السينما التي يصفها مخرجون مكرسون في السينما الاسبانية امثال: لوي بونويل، كارلوس ساورا، وبيدرو المودفار.. طوال دوراته الماضية ولكن ظلت في اطار الحضور الفردي الذي لا يعكس التمثيل الحقيقي لسينما اسبانية مليئة بالوان التنوع في المشهد السينمائي الاوروبي.

تعد افلام الاسباني بيدرو المودفار ذروة لحركة السينما الجديدة في اسبانيا، تلك الحركة التي بدأت مع أفول حكم الجنرال فرانكو، فالمودفار من مواليد تلك الحقبة وتحديدا في العام 1954 وعرف عنه جرأته في تناول الموضوعات التي اختارها لأعماله مما كان يعرضه للنقد الشديد في موطنه نتيجة للمبالغات العديدة التي يسبغها على ممارسات شخصياته وما يحيطها من اجواء تحتم عليها ان تسلك سروبا لم تألفها السينما الاسبانية التي كان يحققها زملاؤه او من سبقه من المخرجين البارزين، من هنا كان ميله الدائم الى التجريد والتهرب من مواجهة ما يحدث في الواقع مكتفيا بالتعبير عما يكمن داخل النفس، وبالطبع حسب طريقته الخاصة التي تصل الى اقصى درجات الجرأة في التعامل مع قضايا العاطفة والحب والعلاقات الانسانية مما جعلها تحدث صدمة لدى الطبقة المتأنقة في مجتمعه وفيها استطاع المودفار ان ينطلق بسرعة قياسية من وسط المجهول صوب الشهرة في فضاءات السينما العالمية وتتسابق المهرجانات العالمية على الظفر بآخر نتاجاته السينمائية.

بيدرو المودفار الذي عاش بداية حياته في بلدة ريفية بسيطة والتحق باحدى فرق الغناء الشعبي ومنها انتقل الى العاصمة مدريد وهو لم يتجاوز السابعة عشر من عمره عمل موظفا في مصلحة البريد والإتصالات وكتب خلال تلك الفترة العديد من سيناريوهات أفلامه القصيرة التي بدأ يحققها على طريقة الهواة قبل ان يتمكن من انجاز أول افلامه السينمائية الطويلة بعنوان «بيبي، لوسي، يوم وفتيات اخريات من الحي» (1980) مما لفت الانظار اليه بقوة ومكنه من تحقيق فيلمه الثاني «متاهة العواطف الجامحة» (1982) والذي اتبعه بفيلمين اخرين «شقيقات الظلام» (1983) و«مذا فعلت لاستحق هذا»(1984) مما اخذت شهرته تتعدى حدود اسبانيا خصوصا مع فيلمه مع «الميثادور مصارع الثيران» (1985) وفيه يحكي عن مصارع للثيران قرر ان يعتزل مهنته واتخذ مكانا لائقا له على طريقة اصحاب الملايين وليمارس حياة غريبة تبدأ بالتعرف على النساء لم قتلهن داخل بيته الفخم بطريقة بشعة وظهرت اسلوبية المودفار تجمع هنا ما بين البوليس والميلودرامي مع تطعيم العمل بتحليل نفسي، وشكل هذا العمل افكاره الخاصة عن الازمات الخاصة التي تطحن اسبانيا في فترة غليان النمو الاقتصادي والتعطش للانفتاح على العالم.

لكن بيدرو المودفار يسلك في افلامه اللاحقة «نساء على حافة الانهيار العصبي» (1987) «قيدني» (1990)، «كعوب عالية»(1992)، «كيكا» (1993)«زهرة سري»(1995)، «كل شيء عن أمي»(1998) «تحدث اليها»(2002)، طريقا اخر في مساره السينمائي وهو سر المرأة وشغفه بها وبهمومها وكأن من يقف وراء الكاميرا مخرجة من بنات جنسها وشكلت تلك الاعمال تحفا بصرية مدهشة تؤكد على التميز والثراء التي تتمتع به موهبة صانعها بعيدا عن التيار الهوليوودي الاكثر شيوعا بين ابناء جيله.

الرأي الأردنية في

26.04.2004

 
 

في لقاء مع "تيري فريمو" المدير الفنيّ لمهرجان كان السينمائيّ

مهرجانٌ للمواعيد، والإكتشافات

صلاح سرميني

باريس/ خاص بـ"سينماتك"

تتكوّن الإختيارات الرسمية لمهرجان كان لعام2004  من أفلامٍ طويلة في ثلاثة أقسام : المسابقة الرسمية، خارج المسابقة، ونظرةٌ خاصّة. كما تقترح أيضاً مسابقةً للأفلام القصيرة، وأُخرى لأفلام معاهد السينما (Cinéfondation). هناك قسمٌ جديدٌ تحت عنوان : "كلاسيكيّات كان"، وهو يجمع عموم أفلام الميراث التي عُرضت مُسبقاً في صالة "لويّ بونويل".

·         هل لك أن تحدّد هذه الإختيارات ببعض الأرقام ؟

- سوف يقدم مهرجان كان هذا العام  56 فيلماً طويلاً في جميع أقسامه الرسمية، من بينها 46عرضاً عالميّاً أول، بمعنى، أكثر من عام2003  و2002 ، ومنها 9 أفلام أولى لمخرجيها، وهي نسبةٌ تمثل الضعف عن العام الماضي.

الرقم الأول الذي قفز أمام عيوننا، هو عدد الأفلام التي وصلت للمهرجان( 3562 فيلماً طويلاً وقصيراً). في عام 2003 كان العدد 2498(2281 في عام 2002،1798 في عام 2001، 1397 في عام 2000). مابين 2003 و2004 وصلت زيادة عدد الأفلام المُقترحة إلى 42.5بالمئة في عامٍ واحد. ولنتذكر بأنّ المهرجان في نهاية التسعينيّات، كان يتلقى أقلّ من 1000 فيلم طويل وقصير.

·         كيف تُفسّر هذه الزيادة ؟

- اليوم، أصبح إنجاز فيلمٍ أكثر سهولةً عن الماضي بفضل التكنولوجيا الرقميّة، وهناك أعداد أكبر في السوق نفسه. ومن ثمّ، فقد عمد المهرجان إلى نشاطٍ تربويٍّ ليشرح بأنه مفتوح للجميع، وقد حصدنا ثمار هذا التوجّه.

أخيراً، يُثير مهرجان كان الكثير من الرغبة، ويكفي ملاحظة المؤشرات والبيانات، فإنها هذا العام أكثر من أيّ وقتٍ مضى (بالنسبة للأفلام المُرشحة للإختيارات الرسمية، كما المُقترحة في "سوق الفيلم").

بالنسبة للأفلام الطويلة فقط، هناك 1325 فيلماً جاءت من 85 بلداً مختلفاً في عام 2004(مقابل 908 في عام 2003، و939 في عام 2002، و854 في عام 2001، و681 في عام 2000).

·         ماهي التجهيزات التي قمتم بها ؟

- لقد طوّرنا شبكاتنا، وزدنا عدد مراسلينا والمُتعاونين معنا، ودعمنا لجنتيّ الإختيار، حيث جدّدنا طريقة عملها بالتركيز على العمل الجماعيّ، وهناك أيضاً، حوالي عشرين شخصاً يعمل للأقسام المختلفة،  أكان ذلك في "باريس" أو أماكن أخرى، مما سمح بتوسيع إمكانياتنا، وحقل مشاهداتنا.

·         لقد تحدثت عن زيادة عدد الأفلام التي أُقترحت للإختيارات الرسمية، مع أنّ عدد أفلام المسابقة بقي هو نفسه...

- حتى أنه في إنخفاضٍ طفيف : 18، وجهة نظرنا بأن لا نخضع لإغراء الإفلاس. علامة "مهرجان كان" هي الإختيار، والتمايز، وأيضاً رغبة الدفاع عن كلّ فيلمٍ، ومنحه العرض الأفضل. في عام 2001، كان هناك 23 فيلماً في المسابقة، واليوم نريد تركيز جهودنا أكثر على أفلامٍ أقلّ، يحذر "مهرجان كان" من شكل عرضٍ، يمكن أن يحلّ الكمّ مكان النوع، ويبقى مدافعاً عنيداً لإختياراتٍ رسمية محدودة، سوف يستقبلها المحترفون والجمهور بشكلٍ أفضل. يحاول المهرجان بأن يكون إنعكاساً للإنتاج الحاليّ، ويبدو لنا بأن هذه الأفلام الـ18 تُمثل هذا الإنعكاس.

·         وهل تنطبق هذه القاعدة على السينما الفرنسية ؟

- نعم، سوف يشترك ثلاثة أفلامٍ فرنسية في المسابقة، مقابل خمسة في العام الماضي، وأربعة في السنوات السابقة.

·         كيف تتكون المسابقة لعام 2004  ؟

- سوف يأتي تسعة سينمائيّون للمرة الأولى إلى المهرجان، و12 للمرة الأولى في المسابقة.

·         كيف يمكن تلخيص المسابقة ؟

- إنها مسابقةٌ للإكتشافات، والمواعيد. فلنبدأ بالمواعيد، منذ بعض الأشهر، ينتظر المهرجان قدرته على جذب مؤلفي الحاضر. كنا نأمل حضور أفلام "إمير كوستاريكا" (الحياة معجزة)، "فونغ كار-وايّ" (2046)، "الأخوين كويّن" (قاتل النساء)، "ميكائيل مور" (فهرانهايت 911)، "والتر ساليس" (Diarios de motocicleta)، وسوف تكون هناك. ويضاف إليها سينمائيّين مهمّين: "كانتان تارانتينو" (رئيس لجنة التحكيم) مع فيلمه (kill Bill Volume 2 ) خارج المسابقة، و"بيدرو ألمودوفار" مع فيلمه (التربية السيئة) في حفل الإفتتاح، وهي المرة الأولى التي تفتتح "إسبانيا" مهرجان كان.

·         ننتظر من "كان" برنامجاً ثريّاً بالإكتشافات.

- نعم، يأتي الضيوف (الصحفيّون، المحترفون، والجمهور) إلى "كان" ليُدهشوا ويندهشوا، سوف نقدم إختياراتٍ رسمية عامة، وهي-مع بعض الإستثناءات القليلة- مكوّنة من أفلامٍ تُعرض للمرة الأولى عالمياً، إذّ يجب أن يبقى "مهرجان كان" مكاناً مُتميزاً للقاءات مع الأعمال السينمائية، وهذا حال المسابقة بشكلٍ خاصّ.

يبدو لنا من الجوهريّ بأن نقدم إثباتاً ببعض الجرأة، فيما لو فرضت الأفلام ذلك، وهكذا تُعلن "الصالة الكبرى لوميير" مفاجأةً مزدوجة : فيلميّ رسوم متحركة، وآخريّن تسجيليّين. بجانب Shrek2 الذي سوف يحاول تجديد الصدمة التي أثارها الفيلم الذي سبقه. سوف نجد "براءة" للياباني "أوشي" الذي يُدخل الرسوم المُتحركة اليابانية إلى "مهرجان كان".

وسوف يأتي "ميكائيل مور" ليقدم فيلمه (فهرانهايت911 ) (كيف يمكن العيش في الولايات المتحدة بعد 11سبتمبر)، تمّ إنجازه مثل "فيلمٍ مستمر"، وهو مختلف تماماً عن سابقه (Bowling for Columbine) الذي عُرض في دورة عام 20020. و"جوناتان نوسيتير" الذي عُرف كمؤلف أفلامٍ روائية، سوف يقترح خارج المسابقة فيلمه (عالم النبيذ)، ويُذكرنا بأنه بالإضافة لكونه سينمائياً، فهو يمارس مهنة "تذوقٍ الخمور". مع هذه الإشارة التي وُضعت على التحريك والتسجيليّ، يرغب المهرجان الإستمرار بخطته التي بدأها في عام 2001. وأكثر من ذلك، رغب المهرجان هذه السنة بأن يستجيب لتحديات الشباب، وتسجيل سينمائيّين جدّد على الخريطة العالمية.

يطبع المسابقة تجديداً قويّاً، حيث يصطّف 12سينمائيّ للمرة الأولى، ومن بينهم مؤلفين شباب لم ينجزوا بعد غير فيلميّن أو ثلاثة، وأسماءهم متداولة قليلاً، أو غير معروفة أبداً بالنسبة للجمهور العريض، ولم نكن نعتقد بأنهم سوف يصلون إلى هذا المستوى.

·         من هم هؤلاء القادمون الجدّد إلى المسابقة ؟

- الكوريّان "بارك شان-فووك" (ولدٌ عجوز)، و"هونغ سانغ -سو" (المرأة مستقبل الإنسان)، الإيطالي "باولو سورينتينو" (نتائج الحياة)، الأرجنتينية"لوكريسيا مارتيل" (LA NINA SANTA)، الفرنسية "آنيّيس جاوّي" (مثل صورة)، و"توني كالتيف" (منافي)، وأيضاً "آبيشاتبونغ ويراسيتاكول" (مرضٌ إستوائيّ) -الذي إكتشفناه في قسم "نظرة خاصة" عام 2002 مع فيلم (Blissfully Yours)- وهو يُدخل "تايلاند" للمرة الأولى في المسابقة. أخيراً، "هانز واينغارتنر" (28 عاماً) يسمح لألمانيا بعودتها مع (المرّبون)، وهؤلاء يمثلون نصف المسابقة تقريباً.

·         لنتحدث عن الأفلام الآن، ماهي النماذج الرئيسية لها ؟

- فيما يخصّ الجانب الجمالي، الأنموذج الأقوى هو التنوع، لايوجد أيّ تشابه بين هذه الأفلام، ماعدا الرغبة المُشتركة بمنح إنتباهٍ خاصّ للإخراج، وتحمّل موقف أسلوبيّ قويّ : يجب أن تكون مسابقة "مهرجان كان" رحلة جغرافية، وجمالية.

لقد لاحظنا في السنوات الأخيرة، بأنّ السينما الروائية تتبع بحثاً شكليّاً يقودها في بعض المرات إلى أراضٍ متطرّفة تُزعج الجمهور العريض أحياناً.

لن يتكرر ذلك هذا العام، بالتأكيد، نحن في بعض المرات في مواجهة أفلام مُرهفة، ولكن جميعها تحاول على طريقتها التأثير ولمس مشاعر الجمهور، كما حال أفلام "لوكرسيّا مارتيل"، "باولو سورينتينو"، "هونغ سانغ-سو"، "هانز واينغارتر"، "آبيشاتبونغ ويراسيتاكول"، و"كوري-إدّا هيروكازو".

ولكن، مع "إمير كوستاريكا"، "والتر ساليس"، "فونغ كار-وايّ"، "أوليفيّيه السيّاس"، "آنيّيس جاوّي"، "الأخوين كويّن"، و"ستيفين هوبكينز" نجد بالمقابل سينما المؤلف المُوجهة للجمهور العريض، والتي يرغب المهرجان بالدفاع عنها أيضاً.

·         ماهي تيمات الأفلام لهذه السنة؟

- هناك عددٌ من الأفلام شخصية تماماً، وتتموقع في إستمرارية أعمالٍ سابقة ("إمير كوستاريكا"، و"فونغ كار-وايّ") : فيما لو وجدنا كيف نربط بينها عن تيماتها وقصصها ، سوف نشاهد قبل شيئ أفلاماً بنغمة أصيلة إلى حدٍّ بعيد.

ومع ذلك، تتكشف بعض التيمات من خلالها:

o     تأكيدٌ على الكوميديا مع (Shrek2) (هناك ضبعٌ في داخل كلٍ واحدٍ منا)، أو"الأخوين كويّن" مع فيلمهما "قاتل النساء"، ومع أنّ (حياةٌ وموت) لمخرجه "بيتر سيليرز" ليس كوميدياً بالمعنى الدقيق للكلمة (حياة "بيتر سيلرز" قاتمة، ومليئة بالمآسي) فإن إستحضار الممثل الكوميديّ الكبير "ستيفين هوبكنز" هو وسيط يذكرنا ببعض إنتاجات الستينيّات.

o    عودةٌ إلى سينما النوع في "الصالة الكبرى لوميير" مع "ولدٌ عجوز" لـ" بارك شان-فووك" في المسابقة، وهو الفيلم الثالث لهذا السينمائيّ الكوريّ، ولكن أيضاً خارج المسابقة "الخناجرالطائرة" لـ"زانغ إيمو"، فيلم "حبّ ورياضاتٍ قتالية".

o    وكيف لنا بأن لانقاوم تكريم سينما الأنواع (Kill Bill2) (بالجمع)، "طروادة" لمخرجه "فولفغانغ بيترسن" هو ملحمةٌ تعرف "الولايات المتحدة" اليوم كيف تُديم هذا التقليد، كما يجب الإشارة أيضاً إلى مفاجآتيّن في عروض منتصف الليل.

o    هناك رغبةٌ تأكدت عن طريق بعض المؤلفين بتسجيل السينما في حقل التاريخ أو السياسة: إنها حالة "ميكائيل مور"، الذي يقدم فيلماً معاصراً إلى حدٍ بعيد حول 11 سبتمبر، والحرب على العراق، "والتر ساليس" الذي بإنجاز بعد خمسين عاماً من الرحلة الإستكشافية للشاب "تشي غيفارا" الذي يقول الكثير عن "أمريكا اللاتينية"، جمالها، وآلامها، "جوناتان نوسيتير" الذي يقترح فيلماً عن أحوال العالم مرئيةً على طريقته، .. عشقه للنبيذ، و"هانز واينغارتنر" الذي يقدم بطريقةٍ غير مسبوقة الحوار بين الأجيال، هذه التيمة العزيزة على الألمان.

o    البحث عن الهوية، بالمفرد أو بالجمع : مراهقةٌ في فيلم "مثل صورة" لآنييّس جاوّي، رجلٌ في نهاية حياته يتساءل عن صدف الوجود في "نتائج الحبّ" لـ"باولو سورينتينو"، أطفال بلا أبٍّ ولا أمّ في "لا أحد يعرف"، إمرأةٌ تريد أن تنسى ماضيها وتُعيد من جديدٍ قصتها الخاصّة في (نظيف) لـ"أوليفيّيه السيّاس"، أطفالٌ ضائعون من الهجرة والتاريخ في (منافي) لـ"توني كالتيف".

o    أخيراً، يعبر الحبّ غالبية الأعمال المُقدّمة، الحبّ الممكن،  أو المستحيل، ولكن، الحبّ دائماً عند "لوكريسيّا مارتيل" في (LA NINA SANTA "هونغ سانغ-هو" في (المرأة مستقبل الإنسان)، "فونغ كار- وايّ" في "2046"، "ستيفين هوبكينز" في (حياة وموت بيتر سيللرز)، وبالطبع، عند "إمير كوستاريكا" حيث يلخص الفيلم لوحده الروح التي تُسيطر على المسابقة لعام 2004: "الحياة معجزة".

·         كيف يتكشّف قسم "نظرة خاصة" ؟

- لنتذكّر أولاً، بأن الهدف المُعلن من هذه التظاهرة مختلفٌ عن ذلك الخاصّ بالمسابقة. قسم "نظرة خاصة" يضع الأفلام في منظورٍ خاص، أكانت أعمال السينمائيين الشباب أوالمخضرمين، وهكذا، على الشباب مثل النمساوية "جيسيكا هوسنير"، السويسرية "ليّا فازر"، أو الصينيّ "يانغ شاو" تردّ عقلانية وحكمة السنغاليّ "عثمان سامبان" الذي يعود إلى كان بعمر 83 عاماً.

·         "نظرة خاصة" لعام 2004

- سوف نقدم أفلاماً جاءت من القارات الخمس، مع إهتمامٍ خاصّ للبلدان الأكثر ندرةً، وهكذا، هذه السنة، "هنغاريا" مع "كونترول" لـ"أنتال نيمرود" ، "سويسرا" مع "أهلاً بكم في سويسرا" لمخرجته "ليّا فازر"، "كازاخستان" مع فيلم "Schizo" لمخرجه "غولشاد أوماروفا" وهي تدخل، أو تعود إلى الإختيارات الرسمية. وحضور "الأورغواي"، و"الإكواتور" يضاف إلى "البرازيل" و"الأرجنتين" في المسابقة، ليُجسّد أهمية "أمريكا اللاتينيّة" في الإبداع السينمائي العالمي.

يمتلك قسم "نظرة خاصّة" هدفاً أولياً هو "التعددية" : وهو بمثابة مختبر للسينمائيّين المُبتدئين، ولكن، ليس لهم وحدهم، هناك 9 أفلام أولى سوف تقدم في هذا القسم، ولكن هناك أيضاً "بينوا جاكو"، "عباس كياروستامي"، و"يوسف شاهين"، الذين عرفوا لمراتٍ عديدة شرف الحضور في المسابقة.

·         بعض الأرقام ؟

- الأرقام تؤكد لنا التوجهات المرغوبة : التوسع الجغرافيّ، والتجديد. إنّ عدد الجنسيات الحاضرة في تزايدٍ مستمر : 19(بينما كان العدد 14 في عام 2003 ) و9 أفلامٍ أولى مقابل 7 في عام 2003(6 في عام 2002، و 5 في عام 2001).

·         لماذا هناك عروضاً خارج المسابقة ؟

- نحن مُجبرون على تقديم 18-20 فيلماً كحدٍ أقصى في المُسابقة (لجنة التحكيم لاتستطيع أن تشاهد أكثر من هذا العدد)، ولهذا، فإنّه من المؤسف بأن نمتنع عن دعوة أعمالٍ تتموقع في سينما متعة، إحتفاليه، وإكتشاف.

·         منذ عام 2000 وأنتم تقدّمون أفلاماً خارج المسابقة في صالة "لويّ بونويل" ؟

- نعم ، وفي عام 2004 سوف نستمر بتقديم أفلامٍ تسجيلية، هناك عددٌ منها عن تاريخ السينما، ولكن أيضاً "سلفادور أليندي" لـ"باتريسيّو قوزمن"، و"بوابة الشمس" لـ"يسري نصر الله"...

بإختصار، كما أنّ "مهرجان كان 2004" يرتكز على المواعيد والإكتشافات، فإنه يرتكز أيضاً على الإنصهار والبهجة، سوف تكون كلّ أنواع السينما حاضرة في المهرجان : أفلام المؤلف، أفلام النوع، أفلام تسجيلية، أفلام غير قابلة للتصنيف، أفلام خارجة من التقاليد الجماليّة المحدّدة جداً، وأيضاً أفلام رسوم متحركة، أفلام قصيرة، أو أفلام المدارس.

·         وماذا عن النجوم ؟

- بدأنا بالحديث أعلاه عن التمايّز والمُنافسة كعلامةٍ لـ"مهرجان كان". الخاصيّة الثانية للمهرجان هي الإثارة، الشياكة، والأنثوية، أيّ المواعيد مع كبار الممثلات والممثلين في وقتنا الحاضر.

من وجهة النظر هذه، يُعلن مهرجان كان 2004 عن نفسه بطريقةٍ جميلة، لأنه سوف يستقبل شارليز تيرون، آنيّيس جاوي، أشلي جودّ، ماغي تشونغ، إميلي واتسون، صوفي مارصو، زانغ ييّ، ليونور واتلينغ، كاميرون دياز، جان باليبار، غونغ لي، إيسليد لو بوسكو، بينيلوب كروز، إيمانويل ديفوس، ناعومي واتس، أوما ترومان، ديان كروجير، بياتريس دال.

بالنسبة للرجال : براد بيت، توم هانكس، إيدي مورفي، شين بين، آلان شابا، توني سيرفيللو، كيفين كلاين،غايل غارسيا برنال، توني لونغ، جان بيّير باكري، سيرجيو كاستيلليتو، نيك نولتز، جيوفري روش، نيكولا دوفوشيل، فانسان بيريز، جون ليغويزامو. 

ترجمة: صلاح سرميني (باريس)

عن ملف المؤتمر الصحفي لمهرجان كان بتاريخ 21 أبريل 2004

والمتوفر على الموقع الإلكتروني الرسمي للمهرجان:

http://www.festival-cannes.org/index.php?langue=6002

باريس/ خاص لـ "سينماتك" في

04.05.2004

 
 

مهرجان كان يوم الأربعاء القادم 

يرأس المخرج السينمائى المعاصر (كونتان تارانتينو) بالمشاركة مع الممثلة البريطانية (تيلدا سونتون) والممثلة الامريكية (بونو بولفورد) مهرجان كان الدولى السابع والخمسين الذى يفتتح يوم ٢١ مايو القادم ويعرض من خلاله ٨١ فيلما.

وصرح رئيس المهرجان الدولى (جيل جاكوب) بأن المهرجان سيوسع من دائرة عروضه حيث سيضم فيلم المخرج الايطالى (بيدرو المودوفار) بعنوان التربية السيئة الى جانب افلام مجرية وسويسرية ومن اورجواى والاكوادور كذلك من كوريا وتايلاند والارجنتين والمانيا الى جانب فيلم الرسوم المتحركة (شريك 2).

ويهدف المهرجان هذا العام إلى تشجيع الشباب ووضع السينما فى المجال التاريخى والسياسى حيث تتناول بعض الافلام احداث ١١ سبتمبر وحرب العراق.

الأيام البحرينية في

04.05.2004

 
 

المعركة لا تُخسر الحرب إلا إذا...

إبراهيم العريس

التعاسة التي ظهرت على ملامح مسؤولي "كان" وراحت تتزايد بالتدريج يوماً بعد يوم, خلال عقد دورة العام الفائت, اي بمقدار ما كانت تتكشف ملامح العنف والوهن وعدم الجدوى في اختيارات الأفلام المشاركة في التظاهرات كلها, كانت امراً استثنائياً في تاريخ هذا المهرجان العريق, والذي يعتبر عادة واحداً من اكبر المهرجانات السينمائية في العالم, إن لم يكن اكبرها على الاطلاق. فإذا كان ثمة اجماع ظهر ما ان ولّت ايام المهرجان الأولى من دون ان يلوح في الأفق أمل بفيلم كبير يساند نصف دزينة من أفلام متميزة كانت كل ما عرض في المهرجان من أفلام نالت الرضا (من بينها, طبعاً "دوغفيل" و"الفيل" و"ادزاك" و"الغزوات الهمجية"), فإن هذا الاجماع كان من حول ضآلة شأن تلك الدورة والسؤال عمن أوحى للمسؤولين بأنهم اختاروا أفضل الممكن. والحال ان دورة مهرجان "البندقية" الايطالي اتت بعد تلك الدورة من "كان" بأشهر قليلة, لتقول ان المشكلة لم تكن في الانتاج العالمي نفسه, بل في ما تم اختياره من بين ذلك الانتاج. فالواقع ان "البندقية" قدم أفلاماً كبيرة ومتميزة... وسوف يقال لاحقاً انها كانت, في الأصل, موضوعة في تصرف أهل "كان" لكنهم لم يحسنوا التقاطها.

المهم في الأمر, اذاً, ان مهرجان "البندقية" عرف يومها كيف يربح معركة كان يخوضها ضد "كان". والأدهى من هذا ان المعركة لم تكن لا سرية ولا باطنية, كانت علنية وطالما كان تحدث عنها مسؤولو "البندقية" قبل عقد "كان" وأثناءه, من دون ان يعيرها "منافسوهم" في "كان" انتباهاً. ولكن مهما يكن من الأمر يبقى ان من الانصاف علينا ان نشير الى مفارقة اساسية في ذلك كله: إذا كانت عروض "كان" تبدت خفيفة وأقرب الى السوء فإن جوائزه ذهبت الى الأفلام الكبيرة التي عرضت فيه - على قلة عددها -, مع استثناء بدا يومها معيباً: لم يفز "دوغفيل" ولا بطلته نيكول كيدمان, ولا مخرجه لارس فون تراير بما كان ثمة اجماع على استحقاقهم له: الجوائز الكبرى. ومع هذا, حتى وإن كان "دوغفيل" قد مر مرور الكرام بشكل محزن, فإن توزيع الجوائز لم يأت مخيباً. اذا كان هذا حصل مع "كان", فإن ما حصل مع "البندقية" كان العكس تماماً: ذهبت جوائزه الى أفلام قال كثر يومها انها لا تستحق الفوز وكان ثمة في العروض ما هو أهم بكثير.

وهكذا أتى سوء النتيجة في "البندقية" ليعادل حسن النتيجة في "كان"... وهكذا قيض لأهل "كان" ان يرتاح ضميرهم بعض الشيء: اعترفوا بأنهم خسروا معركة... لكنهم اكدوا انهم لم يخسروا الحرب.

ذلك ان حرب المهرجانات ما كان من المنطقي لها ان تنتهي بجولة واحدة... اذ في كل عام ثمة جولة جديدة... واليوم, ها هو "كان" يستعيد قواه ويبدأ من جديد بخوض معركته لهذا العام. طبعاً, حتى الآن, لا نعرف شيئاً عن الأفلام التي سيتم اختيارها لتعرض في شتى تظاهرات المهرجان الايطالي العتيد. لكننا بتنا نعرف الكثير عما هو معروض في التظاهرات الرئيسية لمهرجان "كان". وفي يقيننا ان ما هو معروض يكفي "سلاحاً" لخوض معركة "مصيرية" ولو لعام واحد, من هذا النوع. إذ, الى حد علمنا, هناك تقريباً, بين التظاهرة الرسمية ومسابقتها, وبين تظاهرة "نظرة ما" وتظاهرتي "اسبوعي المخرجين" و"اسبوع النقاد", ناهيك بشتى العروض المتفرقة, هناك كل الانتاج الجيد الذي نعرف انه قيد الانجاز في العالم, مع بعض الاستثناءات الضئيلة. ونعرف ان بضعة عشر مخرجاً آخر في العالم هم الآن منكبون على انجاز اعمال جديدة لهم, من اوليفر ستون ("الاسكندر") الى نيكيتا ميخالكوف الى ايتوري سكولا وناني موراتي والاخوين كورسياكي وحتى الصينيين ادوارد لانغ وشين كيغي (وهم عادة من أهل المهرجانات سواء كانت "كانية" أم "بندقية" أم "برلينية"), ونعرف ان أياً منهم لن ينجز فيلمه بصورة نهائية حتى يكون جاهزاً أواخر الصيف المقبل حين يحل موعد "كان".

ومن هنا, بين ما هو منجز, ويعرض في "كان", وما هو غير قابل للانجاز في موعد يناسب "البندقية" يبقى من الصعب ان نتصور الكيفية التي يمكن بها لـ"البندقية" ان ينتصر على "كان" هذا العام, وعلى الأقل بشكل يضاهي انتصاره في العام الفائت... ونحن نقول هذا لأننا نعرف, عادة, ان المفاجآت في عالم الفن السينمائي قليلة, اللهم الا اذا كان في امكان الكندي توم ايغويان, أو الروسي لونغين او الفرنسي شابرول او الدنماركي بيل أوغست, تحقيق مفاجأة خفية معينة, تقلب الموازين.

وفي غياب مثل هذه المفاجأة, يظل قصب السباق حتى اليوم في ايدي مهرجان "كان". صحيح, هنا, ان من السابق لأوانه الحكم على مستوى الأفلام المعروضة نفسها... اذ نعرف ان ثلاثة أرباع الأفلام المعروضة لم تشاهد, الا من اصحابها وإلا من مسؤولي الاختيار في "كان", وهذا في حد ذاته لا يشكل ضمانة لجودتها... هذا صحيح, ولكن, صحيح ايضاً ان معظم اصحاب الاسماء العارضة في "كان" هذا العام عودونا على أعمال جيدة بل متميزة, ما يشي بأن المفاجآت الأخرى - أي السيئة - لن تكون كثيرة. ونحن هنا, منذ الآن, يمكننا ان نراهن على أفلام نعرفها جيداً, وشاهدنا بعضها في مناسبة أو أخرى (ومنها "الغضب" ليوسف شاهين الذي حينما شاهدناه كان لا يزال يحمل عنوان "الاسكندرية - نيويورك", وبدا لنا واحداً من أفضل ما حقق مخرجنا العربي الكبير, منذ زمن طويل), ويمكننا بالتالي ان نقول, منذ الآن أيضاً, ان "كان" قد ربح جولته لهذا العام. بل ربما سيكفي ان ثلاث قضايا "سياسية" كبرى ستتحدث عنها بعض أفلامه مثيرة سجالات حادة - وصحية على أي حال -, ستكون في الواجهة قادرة على ايقاظ اي مهرجان من أي سبات او تثاؤب قد يقع ضحيته: قضية فلسطين يسري نصرالله, وقضية أميركا والشرق الأوسط مع يوسف شاهين, وقضية الارهاب وبرجي أيلول (سبتمبر) مع مايكل مور. وفي عرفنا انه سيكون سجالاً يحلم بمثله اي مهرجان في العالم, بخاصة اذا كان سجالاً سلمياً من النوع الذي يخلق من حوله اجماعاً. ولسنا نعتقد انه سيكون ثمة, من بين ضيوف "كان" من هو خليق بازعاج المهرجان بسجاله من حول هذه القضايا مهما كانت يمينيته.

ومع هذا لا بد من التنبه منذ الآن الى خطر آخر يبدو مهدداً وبشكل جدي للمهرجان: خطر أن يتحرك الفنانون الاستعراضيون الفرنسيون لنسف المهرجان من أساسه, وهو أمر يهمس به البعض منذ الآن, على ضوء ما حدث العام الفائت لمهرجان آفينيون في الجنوب الفرنسي نفسه... فهؤلاء الفنانون الذين يحزنهم ويغضبهم تعامل دولتهم مع أهل الفن وأوضاعهم المعيشية, يهيمنون بظلهم منذ الآن ويحاصرون "كان" الى درجة جعلت اصحاب المهرجان يصدرون بياناً مرتعباً... حتى وإن بدا في شكله الخارجي متفائلاً مطمئناً.

إذاً, هذا الخطر وحده يبدو الآن قادراً على ان يكون - على طريقته - حليفاً موضوعياً لـ...أصحاب مهرجان "البندقية" لأنه الوحيد القادر على نسف "كان" ودورته الواعدة بالجميل والمميز, لحساب "البندقية" الذي إن سارت أمور "كان" على ما يرام, سيخسر جولة هذا العام أمامه, ما يجعل من عبارة "خسرنا معركة لكننا لن نخسر الحرب" صادقة وربما لمرة نادرة في تاريخ استعمالها...

تربية سيئة من اسبانيا وغضب شاهيني على أميركا وبضعة تواريخ أخرى

إبراهيم العريس

بقدر ما كانت دورة "كان" للعام الفائت سيئة, ستكون دورة هذا العام للمهرجان نفسه جيدة. أو هذا ما يمكن, على الأقل, توقعه منذ الآن بالنظر الى ما هو معروف أو متداول عن العديد من الأفلام المشاركة. وهكذا في مقابل نصف دزينة فقط من أفلام متميزة عرضت العام الفائت, سيكون ثمة بالتأكيد ما لا يقل عن أربعة أضعاف هذا العدد من أفلام ستملأ الدنيا السينمائية وتشغل ناسها طوال الشهور التالية لعقد الدورة الجديدة, التي تبدأ أعمالها الأربعاء المقبل, لتختتم بعد اثني عشر يوماً في احتفال صاخب. والذين, من بين الهواة حاضري "كان" يحبون الأفلام الممعنة في احتفاليتها, سيكون عليهم أن ينتظروا يوم الاختتام ليشاهدوا أحدث انتاجات هوليوود في مجال السينما الموسيقية الغنائية, وهو بالتحديد فيلم يتناول جزءاً من تاريخ هذا النوع وذلك من خلال فيلم "دي لافلي" الذي يتتبع حياة الموسيقي الهوليوودي كول بورتر, صاحب أشهر أغاني ايلا فيتزجيرالد وفرانك سيناترا.

بهذا الفيلم من الواضح ان "كان" سيقدم احتفالاً سينمائياً لتاريخ السينما... لكنه لن يكون وحده, إذ في الوقت نفسه وفي اختتام التظاهرة الثانية, من ناحية الأهمية في المهرجان, تظاهرة "نظرة ما..." سيكون احتفال سينمائي آخر بفن السينما ولكن هذه المرة على طريقة مخرجنا العربي يوسف شاهين. فشاهين سيعرض في "كان" فيلمه الجديد "الغضب", الذي إذ شاءه أول الأمر صرخة غضب ضد السياسة الأميركية تعبر عن خيبة أمل عربية, طلع الفيلم في نهاية الأمر انشودة لفن السينما ولتاريخها ولأجمل لحظاتها, صاغه سينمائي يروي لنا هنا علاقة له بالسينما تدوم منذ نصف قرن, وبدأت في دراسة اميركية. في هذا الفيلم يتابع شاهين, إذاً, ما كان توقف عند آخر لحظات فيلمه القديم والذاتي "اسكندرية ليه؟", ويمر على تاريخه السينمائي بعين يقظة مرحة مليودرامية ومموسقة في الوقت نفسه.

واذا كان شاهين يحكي لنا في "الغضب" تربيته السينمائية, فإن زميله الاسباني الكبير بيدرو أالمودوفار شاء أن يحكي لنا في افتتاح التظاهرة الرسمية للمهرجان طفولته المدرسية في فيلمه الجديد "التربية السيئة". انه فيلم سيرة ذاتية أثار ضجة وغضباً في اسبانيا قبل أسابيع, ويكشف عن سنوات سود وكئيبة من تاريخ اسبانيا فرانكو في سنوات الخمسين. وسنوات سود أيضاً هي تلك التي يروي لنا يسري نصرالله حكايتها في فيلمه الجديد "باب الشمس" الذي يحكي حكاية اللجوء الفلسطيني في الخمسينات, وهو الفيلم العربي الوحيد المعروض في "الاختيارات الرسمية" وإن كان سيعرض خارج المسابقة. و"باب الشمس" هو, الى جانب "الغضب", واحد من أربعة أفلام عربية تعرض في التظاهرات الرئيسة والثانوية, أما الباقيان ففيلم من المغرب وآخر للبنانية دانيال عربيد (ستكون لنا عودة اليهما في حينه).

إذاً, العلاقات العربية بأميركا تحضر من خلال شاهين, والقضية الفلسطينية من خلال يسري نصرالله... أما الجزائر فإنها ستحضر ولكن من خلال فيلم "معركة الجزائر" للايطالي جيلو بونتيكورفو, وهو يعتبر واحداً من أفضل الأفلام السياسية في تاريخ الفن السابع, منذ حقق أواخر ستينات القرن المنصرم, وهو من حينها ظل ممنوعاً في فرنسا... والنسخة التي تعرض منه اليوم محسنة, وهي تحضر بعد سجالات سرت قبل شهور تحدثت عن استخدام الاستخبارات الأميركية للفيلم في مجال تدريب عملائها على مكافحة الإرهاب.

تواريخ وتواريخ

فيلم "معركة الجزائر" يعيد تاريخاً لا يزال حاضراً... والتاريخ, على أي حال, حاضر بقوة في دورة هذا العام, من خلال التاريخ العام, تاريخ الأحداث الكبرى (كما في "طروادة") ولكن أىضاً من خلال تواريخ الأشخاص (الى الفنان كول بورتر في "دي لافلي" هناك غيفارا في فيلم البرازيلي والتر ساليس, وأللندي من خلال فيلم الشيلي كوزمان)... غير ان هذا لا يعني ان ثمة نوعاً معيناً يطغى على هذه الدورة السابعة والخمسين للمهرجان. فالحال ان الأفلام البالغ عددها 56 فيلماً طويلاً والمعروضة في شتى التظاهرات الأساسية (اضافة الى نحو 150 فيلماً تعرض في تظاهرات ومناسبات ثانوية), تحمل من التنوع هذا العام ما يمكن اعتباره استثنائياً... اضافة الى استثنائية كون دورة هذا العام تقدم 46 فيلماً في عروض عالمية أولى. فهناك, أولاً, التنوع الجغرافي, إذ تأتي أفلام التظاهرات كلها, هذه المرة, من آفاق عدة: من البلدان العربية (مصر خصوصاً), ومن آسيا القصوى, ومن إيران وأميركا اللاتينية, وأوروبا... مع عودة للولايات المتحدة وسينماها, الرسمية أو المستقلة ملحوظة بقوة... تماماً كما ان حضور كبار النجوم الأميركيين سيكون ملحوظاً. وهناك تنوع في الأنواع والمواضيع, من الكوميدي الى السيرة الذاتية, ومن الأفلام الاجتماعية الى التاريخية, علماً أن ثمة أفلاماً عدة هي أولى انتاجات أصحابها, وهو أمر يعتبر استثنائياً بدوره.

غير ان لجنة التحكيم التي يترأسها كوينتن تارانتينو (الذي يعرض فيلمه "كيل بيل - الجزء الثاني" عرضاً تكريمياً خارج المسابقة) والتي تضم الممثلة ايمانويل بيار وزميلتيها الاميركية كاثلين تورنر, والانكليزية تيلدا سوينتون اضاف الى كتاب ونقاد من بلدان أخرى, لن يكون عليها أن تغوص في كل الأفلام حتى تختار من ستجده في نهاية الأمر أهلاً للفوز بواحدة من الجوائز القليلة التي يمنحها المهرجان عادة وأهمها "السعفة الذهبية", ذلك ان افلام المسابقة الرسمية 18 فيلماً فقط. لكن الصعوبة لن تكون في العدد بل في النوعية, إذ لدينا هنا الأعمال الجديدة لعدد من كبار سينمائيي ايامنا هذه, وثمة من بين هذه الأعمال ما هو منتظر بقوة, مثل "الحياة معجزة" للمخرج البوسني امير كوستوريتسا, الذي سبق أن فاز بأكثر من سعفة ذهبية وبأكثر من جائزة في دورات سابقة للمهرجان نفسه, ما يجعله يعتبر "ابناً" حقيقياً لمهرجان "كان", مثله في هذا مثل الصيني وونغ كارواي, الذي حتى وإن لم يفز في السابق بجائزة رئيسية, فإن أفلامه عرفت على نطاق واسع انطلاقاً من "كان" ومنها "في مزاج الحب". هذه المرة يعود كارواي في فيلم جديد هو "2046" يقال منذ الآن انه قد يكون من مفاجآت الدورة الكبرى.

السينما في خير

مايكل مور لن يكون مفاجأة... فهو إذ يشارك بفيلم تسجيلي هو "فهرنهايت 9/11" سيفتح المجال واسعاً أمام الهجوم الساحق على جورج بوش وسياسته اليمنية, وهو ما كان مور فعله قبل عامين عبر رائعته "باولنغ من أجل كولومباين"... وهو لئن كان في تلك المرة قد فتح موضوع تجارة السلاح وبعدها الرسمي وفتحها المجال لشتى أنواع الجرائم في بلده, فإنه هذه المرة يدخل خطوطاً حمراً أكثر حسماً: انه يدنو من أحداث أيلول (سبتمبر) 2001 ويوجه اصابع الاتهام الى سياسة بوش. مور سيضحك الجمهور (ويبكيه أيضاً) على السياسة الأميركية, وفي المقابل للحصول على ضحك حقيقي - لا علاقة له بالسياسة - سيكون هناك الجزء الثاني من "شْريك" - فيلم الرسوم المتحركة الذي شكل "بدعة" في "كان" قبل عامين. والضحك سيكون مضموناً أيضاً من طريق الأخوين الأميركيين ايثان وجويل كون اللذين يعرضان فيلمهما الجديد - والذي مدح كثيراً حتى الآن - "قاتلو النساء" وهو ع لى أي حال استعادة لفيلم أميركي كان حقق في الخمسينات, وان بدا يومها أقل قسوة وأقل مرحاً مما فعل الأخوان كون. وإذا كانت الأسماء التي وردت حتى الآن معروفة ومرتبطة في شكل دائم بمهرجان "كان" فإن الأقل شهرة منها, تلك التي تشارك في المسابقة الرسمية بدورها, ولكن من الواضح انها جديدة, أو متجددة على هذه التجربة: ستيفن هوبكنز ("حياة وموت بيتر سيلرز") وآبيشا تبونغ ويراسيتا كول ("مرض استوائي") وبارك شان - ووك ("أولد بوي") والفرنسيون طوني غاتليف وآنييس جاوي وأوليفييه السايس, يقدم كل منهم جديده ويأمل بأن تكون "السعفة الذهبية" من نصيب فرنسا... وهو ما يفعله مشاركون غيرهم من الصين أو اليابان أو أميركا اللاتينية...

هذا الأمل نفسه لن يداعب بالطبع أولئك الذين اختاروا أو اختير لهم أن يكونوا خارج المسابقة, على غرار يسري نصرالله, ومنهم عدد من كبار أهل السينما مثل ريمون دي باردون, وخصوصاً عباس كياروستامي (الذي يشارك بفيلمين واحد في الاختيارات الرسمية وثان في "نظرة ما"), والصيني جانغ ييمو الذي يعود بعد غياب بفيلم جديد وكبير له... ثم فوق هذا كله جان - لوك غودار, آخر أعمدة السينما المثقفة, الذي يعرض فيلمه الجديد "موسيقانا", كما يقام له تكريم خاص, سيكون في الوقت نفسه تكريماً لـ"الموجة الجديدة" الفرنسية التي كان هو أحد كبار روادها.

طبعاً من الصعب في هذه العجالة احصاء كل ما ستعرضه هذه الدورة التي يُتوقع لها أن تكون إحدى أغنى دورات السنوات الأخيرة... بخاصة اننا سنعود الى العروض الرئيسة في حينها, أما هنا فيمكن القول انه اذا كان ثمة من شعار لهذه الدورة التي تأتي وسط أزمة سياسية عالمية عارمة, فإن هذا الشعار سيكون: "بعد كل شيء, لا شك في أن السينما في خير", طالما ان مبدعيها لا يزالون قادرين على امتشاق كاميراتهم, وجمهورها قادراً على الاستمتاع بالفيلم في مناخ عالمي يصعب فيه الاستمتاع بأي شيء آخر.

حظوظ جدية وجماهيرية للأفلام التي تعرض في كان

ندى الأزهري

بدأت الصالات الفرنـسـية تقـدم وفي فترات متقاربة, عروضاً تجارية لأفلام ليست "جماهيرية" ومن تلك التي لم يعتد الناس رؤيتها خارج اطار المهرجانات والأسابيع الخاصة, أفلام ليست أميركية أو أوروبية. ومنذ مطلع العام الحالي, كان الجمهور على موعد مع أفلام من لبنان, أفغانستان, باكستان, ايران, تركيا, سري لانكا والمغرب... فما هي صبغة هذه الأفلام التي اختيرت وعن أي المواضيع تتحدث؟ وما الذي يجعل موزعاً فرنسياً يغامر في شراء فيلم أجنبي وتوزيعه ولا سيما في فترة تحدد الحسابات التجارية البحتة مصير معظم الأفلام؟

في ما يخص السينما الإيرانية, بات وجودها مألوفاً وشبه اعتيادي في العروض التجارية ولا سيما الأفلام التي عرضت في "كان". وكان فيلم جعفر بناهي "دماء وذهب" آخرها, ويحكي عن تحول شاب طيب الى قاتل نتيجة احساس بالاهانة والمذلة. وهو صورة واقعية عن ايران والضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي يتعرض لها الناس من مختلف الطبقات: "منع الاحتفالات المختلطة, الفقر, المراقبة الدائمة للبشر...". ومن أفغانستان "أسامة" لصديق برمك وهو أول فيلم أفغاني بعد طالبان وقد عرض في "كان" - 2003 كما قدمته مهرجانات عدة. يصور برمك الحياة خلال حكم طالبان والقهر الذي تعرضت له النساء. وهو من ضمن الأفلام التي حظيت بالدعاية الإعلامية وفي التلفزيون بخاصة الذي يشير عادة الى الأفلام الأميركية أو الفرنسية.

من باكستان كان فيلم صبيحة سومار "خاموش باني" الذي يبرز معاناة الناس العاديين والمرأة بخاصة أمام التطرف الديني والقمع السياسي.

من لبنان جاء شريط رندا الشهال صباغ "طيارة من ورق" الذي نال دعاية قد يحسد عليها في الصحافة المكتوبة من خلال النقد واللقاءات مع المخرجة. وبغض النظر عن قيمة الفيلم الفنية والتي قد يكتشفها المشاهد أو لا ولكن بعد رؤيته للفيلم, فإن ما يشد المتفرج للذهاب في البداية هو هوية المخرج والموضوع. وهنا أيضاً كان الحظ مع الفيلم. إذ انه يشد المتابع الفرنسي لحديثه عن منطقة تلقى الاهتمام في فرنسا, وعن حب مستحيل وتمرد فتاة على تقاليد عائلية يعتقد معظم الناس هنا أنها قاسية ومتحكمة بالعباد, وإظهارها يثير فضولهم.

قواسم مشتركة

ما يشكل القاسم المشترك بين هذه الأفلام هو أن مواضيعها محلية وتتحدث عن أوضاع اجتماعية وسياسية قاسية وعن شرائح مختلفة من المجتمع. كما انها عرضت في مهرجانات دولية في فرنسا وخارجها, ونالت جوائز مختلفة, ما ساعد على برمجة عروض تجارية لها, إذ هنا يبدأ دور الموزع كما صرح لـ"الحياة" لورانت أليونارد وهو مدير شركة توزيع مستقلة "هليوتروب فيلم" وزعت الشريط السري لانكي "الطيران بجناح واحد" الذي استقبله النقاد في فرنسا بحماسة كبيرة: "الرأس الباحث الذي يعاين الأفلام الرفيعة المستوى والمواهب البارزة يمر ليس فقط على ما يصلنا, بالصدفة, من شرائط الفيديو, بل بالمشاركة المستمرة في المهرجانات. ودورنا يبدأ أحياناً بمجرد بدء عرض الفيلم على المهرجانات".

دام عرض معظم هذه الأفلام أكثر من أسبوع. وهو ما قد يشكل مفاجأة وتساؤلات عن الكيفية التي تبقي أفلاماً كتلك أسابيع فيما الصالات لا ترحم وتقوم عادة بعـد النظر إلى عائدات الفيلم في أسبوعه الأول, باتخاذ القرار بإزاحته أو بتمديد عرضه. مع الأخذ في الاعـتـبار أنه من النـادر أن يحقق أي فيلم "خبطته" من الأسبوع الأول. وأيضاً عما في وسع موزعين مع نسخ أفلامهم التي لا تتجاوز الثلاثة أو العشرة بأفضل الأحوال, أمام المنافسة الضخمة لشركات التوزيع الكبرى (أميركية في غالبيتها) والتي تطرح في الأسواق نسخاً من أفلامها قد تصل إلى ألف نسخة كما حصل مع فيلم هاري بوتر, وتحتل أكثر الأمكنـة, قاطعـة بذلك الطريق على المنافسين.

عوامل جذب ومحاولات

يحاول بعض الموزعين الصغار في عقودهم مع الصالات فرض مدة زمنية محددة للعرض معتمدين على الدعاية الشفوية "من الفم إلى الأذن", وهو تعبير فرنسي عن تداول المعلومات عبر الكلام من شخص إلى آخر, لتحقيق الدعاية المجانية لأفلامهم. كما أن مواضيع هذه الأفلام تحقق, كما ذكر سابقاً, عامل جذب لعدد من الفرنسيين الذين تستهويهم الثقافة الأخرى وينظرون إلى تلك الشرائط كنافذة يطلون منها على بلد بعينه.

ويضاف إلى ذلك أن هذا النوع من الأفلام يعرض في صالات تنتمي إلى تيار "الفن والتجربة", وهو تيار يضم عادة بعض النقاد السينمائيين ومديري 900 صالة, أي ما يشكل 1900 شاشة عرض (في فرنسا نحو 5000 شاشة) ويقوم بدعم الأفلام التي يراها جديرة بالعرض ويظهر الموهبة التي تنتمي الى سينما - المؤلف. ما يشكل مساهمة فاعلة في فرض السينما الجيدة والمختلفة. كذلك فإن وجود شركات توزيع صغيرة ومستقلة تسعى بدورها إلى اكتشاف الجديد والمميز يسهم في هذا التنوع السينمائي الموجود في فرنسا.

ويقول أليونارد أن معايير اختيار الأفلام التي توزع في فرنسا هي "علم من أقل العلوم دقة", ويحدد متطلبات شركته بـ"الاقتناع قبل كل شيء بأن ثمة موهبة تستدعي الدفاع عنها من دون أي اعتبار للثقافة, للبلد أو للغة. فنحن نبحث عن أفلام ترسخ المحيط الاجتماعي والاقتصادي والسياسي من دون أن تندرج تحت اسم الفيلم الملتزم. وعن مخرجين ذوي بصمات واضحة. ونضع في المقدمة الجدة والابتكار".

ولا ينفي أليونارد أهمية المنطقة التي يأتي منها الفيلم: "نراقب بالطبع المناطق والمواضيع التي تثير فضول الجمهور الذي نبحث عنه. مع العلم أن لا شيء أكثر تغيراً من ذلك, وبالتالي صعوبة التنبؤ في بعض الأحيان. ولذلك, فإن المعيار الفائز لدينا هو بالنتيجة الاقتناع باكتشاف ما ورغبتنا في مشاركة الآخرين به ومرافقته على المدى الطويل".

جريدة الحياة في

07.05.2004

 
 

فيلمان مصريان، «اسكندرية-نيويورك» و«باب الشمس»، يمثلان مصر لاول مرة في مهرجان كان

اميركا مزقتني

شاهين: من الحلم الاميركي الى الكابوس الاميركي

أسيل طبارة

تشارك مصر لاول مرة بفيلمين في مهرجان كان، فيلم يوسف شاهين حول انتهاء الحلم الاميركي لدى العرب واخر ليسري نصر الله وهو اول فيلم عربي ملحمي عن مأساة الفلسطينيين.

وسيعرض فيلم يوسف شاهين "اسكندرية-نيويورك" في ختام قسم "نظرة ما" اما فيلم تلميذه السابق نصر الله "باب الشمس" فسيعرض خارج المسابقة الرسمية خلال المهرجان الذي يبدأ في الثاني عشر من الشهر الجاري.

ويتناول شاهين في فيلمه الجديد "الحلم الاميركي" الذي عاشه خلال سنوات صباه والذي اصبح اليوم "الكابوس الاميركي" كما قال في حديث.

ويكمل المخرج المصري (77 سنة) بهذا الفيلم الموسيقي رباعيته حول الاسكندرية ويروي انبهار شاب في الثامنة عشرة، وهو عمر شاهين نفسه عندما ترك الاسكندرية في نهاية الحرب العالمية الثانية وذهب الى نيويورك على ظهر سفينة لكي يصبح اول مخرج سينمائي عربي يدرس في الولايات المتحدة.

وقال "اردت ان اعبر عن هذا التمزق بداخلي، فانا من ناحية معجب باميركا وعشت الحلم الاميركي ومن ناحية اخرى يكفي ان اشاهد التلفزيون لكي ارى المذابح في فلسطين وفي العراق".

ويروي الفيلم قصة حب حقيقية عاشها شاهين انذاك مع شابة اميركية ولكن المخرج يعمل خياله ليختلق لنفسه ابنا من هذه العلاقة ويراه في صورة راقص باليه يعمل في نيويورك (يؤدي الدور نجم الاوبرا المصرية احمد يحيى) الذي يكتشف عندما يكبر ان له ابا عربيا ويتخذ موقفا رافضا له.

ويعتقد شاهين ان "اميركا تغيرت .. ويكفي لاكتشاف ذلك مشاهدة افلام فريد استير الرومانسية ومقارنتها بالافلام اليوم المليئة بالعنف والدم".  والفيلم الذي تم تصويره في نيويورك وفي مصر هو انتاج مشترك مصري-فرنسي.

اما "باب الشمس" فهو حسب مخرجه "رواية ملحمية للتاريخ الفلسطيني" يتناول بصفة خاصة هجرة الفلسطينيين عام 1948 من منطقة الجليل ثم حياتهم في المخيمات.

والفيلم ماخوذ عن رواية للكاتب اللبناني الياس خوري الذي شارك في كتابة السيناريو مع نصر الله والسيناريست اللبناني محمد سويد.

وقال نصر الله لفرانس برس "اردت ان اقدم فيلما عن القضية الفلسطينية التي اثرت بشدة في جيلنا ولكنه في الوقت نفسه يظهر الفلسطينيين كبشر وليس فقط اصحاب قضية سياسية".

وصور الفيلم الذي يستغرق اربع ساعات ونصف الساعة في سوريا وفي مخيمات اللاجئين في لبنان. واحتاجت بعض المشاهد الى الاف الافراد مثل مشهد الهجرة او ارغام المقاتلين الفلسطينيين على مغادرة لبنان.

والفيلم انتاج فرنسي-مغربي والممثلون الرئيسيون فلسطينيون وسوريون ولبنانيون ومصريون وتونسيون.

وتستخدم الوقائع التاريخية كخلفية لقصتي حب الاولى عام 1948 بين مقاتل فلسطيني يتسلل عبر لبنان الى الجليل ليعود الى زوجته التي بقيت في قريتهم في مغارة تعرف باسم "باب الشمس" والاخرى معاصرة تدور في مخيم فلسطيني في لبنان.

ويؤكد نصر الله ان الفيلم يدور اساسا حول اللاجئين لانه "لايمكن التخلي عن حق العودة" ويضيف انه ينتهي بعودة البطل "الى دياره" ولكنه يرفض كشف مزيد من التفاصيل.

ميدل إيست أنلاين في

08.05.2004

 
 

فيلم: وقبل النهاية.. نزعها المخرج

محمد رضا

أمام المخرج المكتفي باسم د. ج. كاروز كمنت فرصة تحقيق فيلم معظمه جيّد ومختلف عن الكثير من القصص البوليسية التي شاهدناها حول قتلة متسلسلين، وهو سار في هذا الدرب فعلا حتى وصل الى الدقائق العشر الأخيرة او نحوها. هناك، وكما نقول “نزعها”، أي أفسدها وانتهج جديدا غير  مناسب لما سبق. هنا يشعر الناقد بأن الفيلم انزلق وهو منطلق فاضطر لكي يحيد عن دربه صوب آخر غير مناسب.

أتكلم عن “أخذ أرواح” بطولة أنجلينا جولي ومعها إيثان هوك، كيفر سذرلاند، أوليفييه مارتينيز، تشيكي كاريو، جان- هوج أنجلاد وجينا رولاندز. فيلم يبدأ بفصل تقع أحداثه في السبعينات ومصوّر بنوعية الفيلم الخام الذي كان يستخدم حينها ما يمنح الفيلم حسّاً عتيقا مختلفا.

الفيلم يدور حول شاب يملك جيتارة ويماثل هيبيي تلك الفترة وهو يشترك في رحلة عبر الريف الأمريكي مع شاب يبدو أكثر جرأة وانطلاقا. فجأة تتعرض السيارة التي يقودها الشاب الهادئ الخجول الى عطل. تتوقف. يهبط منها الشابان. ينتظر الهادئ الفرصة المناسبة وحين تمر سيارة مسرعة يرفس الشاب الثاني في مواجهتها. لا يقتل فقط رفيق رحلته بل يتسبب في تدهور السيارة الأخرى.

بعد ثماني عشرة سنة او أكثر قليلا ننتقل الى الزمن الحاضر والتحري الخاص إيلينا سكوت (أنجلينا جولي) تصل الى مونتريال لمساعدة بوليسها على تعقب قاتل متسلسل نفهم أنه هو ذاته الذي شاهدناه في مقدمة الفيلم. وسرعان ما يتطوّع شاب اسمه جيمس (هوك) لمساعدة البوليس ويرسم شكل وجه لرجل أشقر الشعر واسع العينين يقول إنه شاهده يقوم بجريمة القتل. وتدور الشبهات حول شاب كان قتل أخاه التوأم واختفى وأبلغت عن إختفائه آنذاك والدته (جينا رولاندز) التي تعود الى الشرطة لتخبرها أنها شاهدته مجددا. كل هذه الحيثيات ملازمة لوضع العميلة القادمة من أمريكا وسط جو عمل غير ودود بالكامل فأحد المتحرين الكنديين (مارتينيز) لا يطيقها ويتعمّد التصرّف عدائيا تجاهها. وإذ يجد المتطوّع نفسه في خطر شديد يحيطه رجال البوليس تتوجه كل الدلائل على أن القاتل يحيط به ما يجعل مهمة الحفاظ عليه حيّا من مهام البوليس. لكن المفاجأة تقع (ولا أريد إفساد المشاهدة على القراء الذين لم يشاهدوا الفيلم بعد) والمشتبه به قاتلا يموت بعد نصف الفيلم بقليل. ماذا بقي بعد؟ قصة حب سريعة. تحلل المواقف وخيط فالت. هناك نصف ساعة تقريبا بقيت على إنتهاء الفيلم ماذا سنرى فيها؟ الدقائق العشر الأخيرة تلي إكتشافا يقلب كل النتائج السابقة تجد فيها المتحرية وقد خسرت وظيفتها عندما نامت مع الشاهد تلك الليلة. المشاهد الأخيرة في بيت منعزل فوق ثلوج كندا مركّب تركيبا من الصعب القبول به ليس لأنه غير منطقي (فقط) بل لأنه أيضا يناقض منهجا كاملا من الأحداث.

للمخرج يد جيدة في إدارة المسائل التقنية، ويد أقل جودة في إدارة البشر. أنجلينا جيدة لكن هل هي مناسبة؟ الباقون جيدون لكن ليست لديهم شخصيات جديدة يقدمون عليها بل هي، مثل خطوط قصصية وخطوط من هناك، منسوخة من أفلام كثيرة أخرى.

العناصر التقنية الأخرى جيدة. تصوير أمير مقري (صوّر البوليسي- الكلاسيكي “سبعة”) ممتاز وإن ليس مميّزا، وموسيقا فيليب غلاس (وضع “النافذة السرية” أيضا) ملحوظ. كان يمكن للفيلم بأكمله الخروج من ظلال أفلام أخرى سابقة لو ابتدع عوض أن يستلهم  ولو كان الكاتب (جان بونكامب) قادرا على أن يمضي وقتا أطول في إعادة صياغة الفصل الأخير على الأقل.

الخليج الإماراتية في

09.05.2004

 
 

مهرجان كانّ السينمائي الدولي ينطلق بعد غد

 [12-23 أيار]

مكرّسون ووافدون جدد لتظاهرة تنشد تواصلاً مع جمهور واسع

جومان طراد

لدورته السابعة والخمسين يراهن مهرجان كانّ السينمائي الدولي على التنوّع والاختلاف. فعلى مألوف مسابقته الرسمية، لطالما نالت جوائزه الكبرى أسماء مكرّسة، أمثال إمير كوستوريكا وبدرو ألمودوفار والأخوين كوين ويوسف شاهين وونغ كار واي، وهم هذه السنة مرة جديدة في المسابقة أو التظاهرات الموازية الى جانب وافدين جدد كالأرجنتينية لوكريسيا مارتل والكوريين بارك شان - ووك وهونغ سانغ - سو والايطالي باولو سورينتينو، وستكون هناك السينما الدرامية والطليعية، انما كذلك الكوميدية مثل "قاتل النساء" للأخوين كوين (اعادة للفيلم المشهور مع أليك غينيس)، والأشرطة المرسومة (الأميركية والجماهيرية المتمثلة في الجزء الثاني من "شْريك"، أو اليابانية المستوحاة من رسوم المانغا ويمثلها فيلم "براءة" لمامورو أوشي)، والأفلام الوثائقية (مع المنتظر جداً "فاهرنهايت 11/9 للجموح الصعب الترويض مايكل مور، و"يوميات سائق دراجة نارية" للبرازيلي والتر ساليس الذي يقتفي بعد خمسين عاماً مسار الثائر الشاب تشي غيفارا عبر اميركا اللاتينية، والشريط الغامض "عالم الخمر" لجوناثان نوسيتر الذي يقدم تأملاً حول "العالم من خلال عشق النبيذ")، الى فيلم عن فنون القتال الصينية لتسانغ ييمو عنوانه "الخناجر الطائرة"، وقرينه الأميركي ألما بعد حداثوي "بيلّ كيلّ -2" لكوينتن تارانتينو (رئيس لجنة التحكيم، يعرض فيلمه خارج المسابقة).

اللائحة الرسمية لمهرجان هذه السنة تصالح سينما جان لوك غودار ("موسيقانا") مع إنتاج هوليوودي كبير كالشريط التاريخي "طروادة" لوولفغانغ بيترسون مع بْراد بيتّ، فمهرجان كانّ ميدان رفيع للسينيفيلية بقدر ما هو معبد للنجومية. واذا كانت تظاهرة العام الفائت اتّسمت بندرة حضور النجوم فإن تظاهرة هذه السنة تشهد عودة قوية لهم مع أوما تورمان وبينيلوبüكروز وتشارليز ثيرون وكاميرون دياز وناومي واتس وآشلي جود وماغي شونغ وصوفي مارسو وبْراد بيتّ وتوم هانكس وشون بن وفنسنت بيريز وآخرين. مهرجان كانّ 2004 سيكون إذن مهرجان الـ"غلامور"، إنما مهرجان السياسة أيضاً والمناقشات والسجالات، خاصة مع فيلم مايكل مور الذي يدأب في انتقاد ادارة جورج بوش واستغلالها الوصولي والمخجل لمأساة 11 أيلول من أجل المصالح الخاصة، والسجال حول الفيلم بدأ منذ اليوم مع قرار شركة "ديزني" (الشركة "الأم" لشركة "ميراماكس" موزعة الفيلم) إيقاف إطلاقه المتوقع في الصالات الأميركية، الخريف المقبل، في عزّ الانتخابات الرئاسية، إذ تخشى أن يؤثر عرضه على "عالم ديزني" في كاليفورنيا حيث يترشّح جيبّ بوش، شقيق الرئيس الأميركي، لكن هذا التأخير لا يفعل سوى مضاعفة الفضول حيال الفيلم الذي يحمل عنواناً فرعياً "درجة الحرارة التي تحترق فيها الحرية!".

أما السينما العربية فتمثلها هذه السنة مصر مع فيلمين في اللائحة الرسمية: "الاسكندرية - نيويورك" ليوسف شاهين الذي يختتم التظاهرة الموازية للمسابقة الرسمية "نظرة ما"،  ويندرج الفيلم في السلسلة التي تنطوي على سيرة شاهين الذاتية والتي بدأها قبل نحو ربع قرن مع "اسكندرية ليه؟".  وكان مفترضاً أن يحمل فيلمه الجديد هذا عنوان "الغضب" او "غضب القلب"، ويروي على نحو رومانسي عشقاً شاباً اختبره شاهين مع أميركية في كاليفورنيا الأربعينات. عودة الى الذاكرة تتيح لشاهين مواجهة أفضل مع الراهن الذي يصفه بـ"الحلم الاميركي" الذي أضحى مرعباً". ثم هناك فيلم يسري نصر الله، مساعد يوسف شاهين في الماضي وتلميذه، مقتبساً "باب الشمس" لالياس خوري، مشهدية عريضة تقتفي عبر العديد من الشخصيات قدر الشعب الفلسطيني من النكبة الى أوسلو. ويعرض شريط نصر الله في تظاهرة "نظرة ما" ايضاً، إنما خارج المسابقة.

لكن قبل التصدّي للموضوعات الشائكة والمعقّدة تفتتح تظاهرة "نظرة ما" بشريط بدرو ألمودوفار الجديد "التربية السيئة" الذي استلهمه من تجربته الذاتية في مدرسة كاثوليكية في مرحلة فرانكو وما بعدها، راوياً قصة مراهقين يكتشفان الحب والسينما والخوف في مدرسة دينية يديرها الأب مانولو في حقبة الستينات. وتلتقي شخصيات الفيلم مجدداً في السبعينات والثمانينات. ورغم ان موضوع الكنيسة الكاثوليكية ومفاسد بعض كهنتها ليس جديداً، إلا أننا نستطيع أن نثق بألمودوفار القادر على تناولها في أسلوب مختلف، مفاجئ، ملوّن وغير امتثالي.

مهرجان كانّ لهذه السنة شاء نفسه متعدداً، غزيراً، قريباً من الجمهور، على ما يؤكد مديره الفني تييري فريمو الذي يقول: "حصل في السنوات الأخيرة أن واصلت السينما الروائية بحثها الشكلاني الذي يقودها احياناً الى معالجات راديكالية تضيّع الجمهور الواسع. ولن تكون هذه حال الأفلام المعروضة في .2004 نحن بالتأكيد إزاء موضوعات حساسة أحياناً، بيد أن الجميع يحاولون التواصل مع الجمهور على طريقتهم". التأثير في الجمهور، بالطبع، لكن من دون الغرق في المبتذل والاصطلاحي، ومن دون فقدان القدرة على المفاجأة والادهاش. انه تحدّ صعب أن تُصنع سينما مؤلف يحبها الجمهور الواسع، والأمر ليس مضموناً دوماً. لكن ذلك متجسّد على أفضل نحو بترؤس كوينتن تارانتينو لجنة التحكيم لمهرجان هذه السنة، محاطاً بالممثلات إيمانويل بيار وتيلدا سوينتون، وبالمخرجين جيري شاتزبرغ وتسوي هارك، وبالناقد الفنلندي بيتر فون باغ، لتقديم الحكم النهائي في هذه التظاهرة الكانيّة العالمية.  

اللائحة الرسمية الكاملة للمهرجان

هنا اللائحة الرسمية للأفلام المشاركة في الدورة السابعة والخمسين لمهرجان كانّ الدولي الذي يدور بين 12 و23 أيار الجاري. ثمانية عشر فيلماً تتسابق الى السعفة الذهبية، بينها إثنا عشر فيلماً لوافدين جدد الى التظاهرة العالمية الأكبر في الفن السابع.  

·         في المسابقة:

- "نظيف" لأوليفييه أسّاياس (فرنسا).

- "منافٍ" لتوني غاتليف (فرنسا).

- "مثل معجزة" لأنييس جاوي (فرنسا).

- "شْريكّ 2" لأندرو أندرسون وكيلي أشبوري وكونراد فرنون (الولايات المتحدة).

- "قاتل النساء" لجويل وإيتان كوين (الولايات المتحدة).

- "المرأة مستقبل الرجل" لهونغ سانغ - سو (كوريا الجنوبية).

- "حياة بيتر سيلرز وموته" لستيفن هوبكنز (بريطانيا).

- "لا أحد يعلم "لكور - إيدا هيروكازو (اليابان).

- "الحياة معجزة" لإمير كوستوريكا (البوسنة).

- "لا نينا سانتا" للوكريسيا مارتل (الأرجنتين).

- "فاهرنهايت 11/9" لمايكل مور (الولايات المتحدة).

- "براءة" لأوشي مامورو (اليابان).

- "فتى عجوز" لبارك شان - ووك (كوريا الجنوبية).

- "يوميات سائق دراجة نارية" لوالتر ساليس (البرازيل).

- "تَبِعة الحب" لباولو سورينتينو (إيطاليا).

- "تروبيكال مالادي" لأبيشاتبونغ ويراسيتاكول (تايلاند).

- "مربّون" لهانس فاينغارتنر (ألمانيا)

- "2046" لوونغ كاي - واي (الصين).

·         خارج المسابقة:

- "التربية السيئة" لبدرو ألمودوفار (إسبانيا).

- "دي - لوفلي" لإروين وينكلر (الولايات المتحدة).

- "طروادة" لوولفغانغ بيترسون (الولايات المتحدة).

- "كيلّ بيلّ 2" لكوينتن تارانتينو (الولايات المتحدة).

- "عالم الخمر" لجوناثان نوسيتر (الولايات  المتحدة).

- "خناجر طائرة" لتسانغ ييمو (الصين).

- "موسيقانا" لجان لوك غودار (فرنسا).

- "باد سانتا" لتيري زويغوف (الولايات المتحدة).

- سالفادور ألليندي" لباتريكو غوزمان (تشيلي).

- "خمسة" لعباس كياروستامي (إيران).

- "باب الشمس" ليسري نصر الله (مصر).

- "متّ طفلاً" لغوريغي بارادجانوف (جورجيا).

- "سينمائيون بأي ثمن" لفردريك سوجشيه (بلجيكا).

- "غلوبر اُو فيلم، لابيرنتو دو برازيل" لسيلفيو تيندلر (البرازيل).

- "الغرفة العاشرة، لحظات استماع" لريمون ديباردون (فرنسا).

- "الاسكندرية - نيويورك" ليوسف شاهين (مصر).

النهار اللبنانية في

10.05.2004

 
 

غداً افتتاح الدورة 57 لمهرجان كان السينمائي الدولي:

افلام نخبوية ضمن المسابقة الرسمية لتجاوز كبوة العام الماضي

 وحصة العرب متواضعة والقرصنة الهاجس الاكبر وقرص الـ DVD الوافد الجديد

زياد زياد

فضحية العام الماضي يجب ان لا تعاد هذه المرة. هذا اجماع الكل في اروقة مهرجان كان السينمائي الدولي الذي يفتتح دورته السابعة والخمسين غداً وتستمر حتي الثاني والعشرين الجاري. ما حدث هو كبوة لم تغفرها اقلام النقاد الذين لعنوا وشتموا، بعد ان اعلنوا عن دهشتهم من خطل الخيارات السينمائية ضعيفة المستوي من ادارة ذات خبرة طويلة وسمعة وعلاقات عالمية مؤثرة. التبريرات التي أُطلقت آنذاك لم تفلح في ازاحة غمامة الشك الذي اوجده الاجماع الصحافي حول الخلافات الحادة بين القطبين الحاكمين في الكوت دزور: جيل جاكوب رئيس المهرجان و تيري فيرمو المدير الفني (للعام الثالث علي التوالي) حول استضافة افلام هابطة، وجدها الاخير ذات خطاب مغاير (كما حدث مع الاميركي فنسنت غالو وشريطه الارنب البني ). وهي خلافات نفتها الادارة وقتذاك، لكن ما كان مضراً في سمعة هذا المهرجان ان تكون عروض خانتين موازيتين افضل واثمن بكثير من واجهته الاساسية.

هذا العام شدّ المنظمون من عزمهم في تلافي تضارب القناعات. ازاحوا سوء الظن الفني في انجازات سينمائية لدول لم تُعرف الا عبر اسماء مكرسة، وقرروا خوض المغامرة في اعلان برنامج يعيد البهاء الي شاشات قصر السينما وقاعاته التي ستشهد مثل كل عام طوفان المهنيين والمهتمين ... والفضوليين!(هذه الدورة ستحتفي للمرة الثانية بيوم اوروبا حيث دعت 52 وزير ثقافة اوروبي لمناقشة سينمائيين حول: ان اصبح سينمائياً ، كما سيجتمع اقطاب استوديوهات السينما والمنتجين العالميين للتداول بشأن محاربة القرصنة السينمائية واسعة الانتشار، وسيعرض 04 مخرجاً شاباً اعمالهم ضمن خانة الفيلم القصير لـ 004 منتج دولي. وفي سبق عالمي اعلن المهرجان، في تكريم التقنيات المستحدثة في عالم العروض السينمائية،عن تخصيص جائزة كان لافضل قرص مدمج سينمائي (DVD)، هناك تكريمات بالجملة اولها للكوميدي الاميركي باستر كيتون، وللسينما البرازيلية، ولضيف الشرف استوديوهات مترو غولدين ماير).

فيرمو اعلن ان برنامجه يضم 65 شريطاً منها 64 عروض دولية اولي، من ضمنها تسعة هي باكورة اعمال مخرجيها، وتم خفض عدد افلام المسابقة من 22 (في دورة 1002) الي 81 منها 21 يشارك مخرجوها للمرة الاولي، وهو ما يتماشي مع مصطلحه الذي قاله في الحوار المتوافر علي صفحة المهرجان الالكترونية في شأن المكرسون والمكتشفون الذي اراده صفة لتنوع الخيارات الدولية التي تمخض عنه بحثه عن الوجوه الشابة التي فلحت في اختراق المسابقة ومنهم: الارجنتينية لوكيريسا مارتيل وعملها الروائي الثاني الفتاة المقدسة (La Nina Santa) عن فتاة تسعي الي انقاذ روح عجوز قبل مماته. وكان النقاد اثنوا علي عملها الاول المستنقع الذي قدمته في مهرجان برلين عام 0002، وقبله انجزت مارتيل العديد من الافلام القصيرة (اشهرها الموت الاحمر ) والرسوم المتحركة والوثائقية. وسيعرض الكوريان الجنوبيان بارك تشان-ووك Old Boy عن رجل سُجن لمدة 51 سنة من دون ذنب، يقرر بعد اطلاق سراحة تعقب سجانيه ومورطيه في جريمة لم يرتكبها، اخذاً بثأره. فيما اختار مواطنه هونغ سانغ-سوو حكاية ذات مفارقة كوميدية في شريطه المرأة مستقبل الانسان حول صديقين يقرران تتبع اخبار المرأة التي وقعا في غرامها معاً ذات مرة. اما الايطالي باولو سورنتينو فسيقدم عواقب الحب (قبله اخرج The man in more -3002) الذي يسرد حكاية العجوز تيتا دي غورالاما الذي يعيش معتزلا في غرقة فندق بقرية سويسرية نائية، محاطاً بالسجائر والصمت، فاي سر مدفون في كيانه؟.الفرنسيان انياس جاوي (التي ترشحت لاوسكار عام 1002 عن طعم الاخرين ) وتوني غاتليف سيتباريان بشرطيهما الجديدين: للاولي مثل صورة او (comme une image) مع جان بيير بكري حول العلاقات الشخصية المتضاربة في عالم النشر الباريسي، في حين يرصد الثاني في المنافي الرحلة التي يقترحها زانو الي نعيمة في عبور فرنسا واسبانيا وصولاً الي الجزائر للتعرف علي جذورهم. غاتليف الذي ولد في الجزائر العاصمة عام 8491 عُرف عالمياً بشريطه Gadjo Dilo واهتمامه بعوالم الغجر واسلوبيته التي تركز علي مفهوم الطواف العرقي، اذ ان اغلب اعماله هي رحلات في بلدان عديدة، ومجتمعات مختلفة علي شاكلة Latcho Drom (3991).

المخرج الشاب هانز وينغارتنير(82 عاماً) نجح في ادخال المانيا ضمن متنافسي المسابقة لاول مرة منذ العام 3991 (مشاركة فيم فيندرز آنذاك)عبر شريطه الثاني السنوات السمان مضت ( Die Feen jahre sind vorbei) الذي يسرد مصائر ثلاث شخصيات (شابان و شابة) تعيش تعقيدات الانقلاب الكبير في حياتها ومفاهيمها حول الحب والالتزام والموت. ومن تايلاند سيحضر المخرج اباتشابونغ ويراسيثاكول (ولد عام 1791 في بانكوك وله شريطان سابقان هما مع تمنياتي 2002، و شييء الظهيرة الغامض 0002) مع فيلمه علّة استوائية Tropical Maladay)) وهو من نوع المرعب الذي يحمل مغاز سياسية، ويدور حول صداقة تربط شابين احدهما جندي سيكون عليه مطاردة وحش بري غامض يعتقد انه اختطفه.

اما مكرسو مهرجان كان فسيكون في مقدمتهم صاحب زمن الغجر و حينما ذهب ابي في رحلة عمل و اندرغراوند اليوغسلافي امير كوستاريكا وجديده الحياة معجزة (Zivot Je Cudo) عن الصربي لوكا الذي يعيش مع زوجته مغنية الاوبرا وابنه ميلوش. لوكا مخبول باستكمال بناء خط سكك حديدية، غير عابيء بنذر الحرب التي ستؤدي الي اختفاء زوجته مع فرقة موسيقية وتجنيد نجله. يُكلف البطل بحراسة اسيرة مسلمة تدعي صباح والتي سيقع في حبها لاحقاً، منتظراً مفارقة قدره: اشرافه علي استبدالها بأسير الحرب لدي المسلمين: ابنه ميلوش! وسيشارك الصيني ذائع الصيت وانغ كار-واي بفيلمه الذي ينتظره النقاد بفارغ الصبر بعد رائعته في مزاج الحب التي خطفت الجميع قبل اعوام ثلاث. هذه المرة يتخيل احوال هونغ كونغ في العام 6402 وهو عنوان شريطه الذي فرض عليه ستاراً من السرية حول قصته وتفاصيلها، وجمع فيه نخبة من نجوم بلاده امثال زانغ زيي وماغي تشوينغ التي ستظهر ثانية في شريط زوجها السابق الفرنسي اوليفيه آسياس نظيف (Clean) وتؤدي فيه دور ام تناضل من اجل حضانة وليدها الذي عاش طويلاً مع اجداده، لكن رهانها القانوني يتوقف علي تنظيف سجلها الشخصي.

عودة اميركية وسير

الحضور الاميركي الذي تباهت به صحيفة فارايتي المتخصصة في اشارتها ضمن المقال الرئيسي لعددها الاخير ان مهرجان كان اصبح سبيل هوليوود للاسواق العالمية ، يحاول هذا العام تجاوز اشكالات العامين الماضيين اثر تداعيات هجمات نيويورك وواشنطن والحرب علي العراق، الامر الذي استبعد العديد من الاسماء والافلام. هذه الدورة هناك ضخ اعلامي اوسع واستهداف مركز علي سوق الفيلم، ففي المسابقة عزز صاحب لعبة بولينغ مناجل كولومباين مايكل مور الذي عرض كاول شريط وثائقي ضمن منافسات كان الرسمية قبل عامين، من حضوره الاعلامي اثر قرار شركة ديزني منع ذراعها ماريماكس من توزيع شريطه الجديد فهرنهايت 11/9 (Fahrenheit 9/11) في الولايات المتحدة بحجة الحاق الضرر بالامتيازات الضريبية التي تتمتع بها اعمال الشركة في فلوريدا (يحكمها جيب بوش شقيق الرئيس جورج). غير ان القرار يحاول تلافي ـ كما يبدو ـ احتمالات التأثير الكبير المتوقع للشريط الذي يدس فيه مور فضوله السينمائي الاتهامي في العلاقات الغامضة بين آل بوش وافراد من العائلة المالكة السعودية واسر واقطاب سعوديين نافذين من بينهم عائلة اسامة بن لادن، علي رغم كارثة 11 سبتمبر. ويتوقع ان يثير شريط مور الكثير من الجدل. ايضاً سيعرض الشريط التاريخي طروادة مع براد بيت، والمغامرات اقتل بيل 2 لكوينتن تارنتينو (رئيس لجنة تحكيم هذه الدورة)، والكوميدي سانتا المشاغب لتيري زويغوف و المرعب فجر الاموات لزاك سنايدر وغيرها.

الاخوان كوين (وهما من وجوه الكروازيت الاليفة) وبعد نجاحاتهما في فارغو و بارتون فينك و الغائب سيتباريان بجديدهما قاتلو السيدة (The Ladykillers) مع توم هانكس الذي يؤدي دوراً كوميدياً كبروفيسور يترأس عصابة لسرقة كازينو. ومع شلته يستأجرون غرفة لدي عجوز سمراء ستكتشف لاحقاً خطتهم، لتحولها الي مهزلة. الفيلم مقتبس عن شريط بريطاني بنفس العنوان بطولة ألك غينيس وانتج عام 5591. في حين اختار ستيفن هوبكنز سيرة حياة احد رموز الكوميديا البريطانية ليسلط الضوء علي ملابسات علاقاته واختراقاته الاجتماعية التي امتدت حتي العائلة المالكة في فيلم حياة وموت بيتر سيلرز (The Life and Death of Peter Sellers)الذي يؤدي دوره الممثل الاسترالي جيفري راش (هناك اشادات صحفية بادائه تذكر بما قدمه في تألق -6991). وعلي نفس المنوال يعرض البرازيلي والتر ساليز شريطه الثالث مذكرات دراجة نارية (Diarios De Motocicleta) غله المحطة المركزية (8991) و ابريل المكسور (1002)ف حول الرحلة الطويلة التي قام بها تشي غيفارا عبر بطاح اميركا اللاتينية مع صديقه البرتو غرنادو في العام 1591، والتي شكلت منعطفاً في حياة الشاب الذي سيصبح لاحقاً ايقونة ثورية (سيعرض شريط آخ حول سيرة رئيس التشيلي الراحل سلفادور الليندي لباتريثيو غوزمان). المخرج الياباني كوري- ايدا هيروكازو (ولد عام 2691) الذي سبق ان حصد اهتماماً نقدياً عالمياً عن فيلميه الرائعين مابوروسي (5991) و ما بعد الحياة (8991)، سيتنافس بجديده لا احد يعرف (Noboday knows) عن اربعة اخوة واخوات يعيشون مع والدتهم. كل شقيق او شقيقة من اب مختلف. في صبيحة يوم شتائي تختفي الام، وسيكون امام اكبرهم أكيرا ان يصارع معهم عسف الحياة.

اخيراً ضمت المسابقة لاول مرة شريطين من نوع الرسوم المتحركة الاول اميركي شيرك 2 (Shrek 2) الجزء الثاني من مغامرات غول اخضر اللون تقوده طيبته الي الكثير من المطبات والمفارقات حينما يهب لمقارعة الاشرار. هذه المرة ستكون المشكلة عائلية، فعندما يعود شيرك مع الاميرة فيونا التي تحولت الي غولة الي قصر والدها بعد زواجهما، سيواجها الامير تشارمنغ الذي يدعي الحق بالاقتران بالاميرة الحسناء! الشريط الثاني سيكون من نصيب الياباني المميز اوشي مامورو بريء (Innocence) الذي يستكمل فيه رؤيته المستقبلية للبشرية التي ستتحكم بمقدراتها كائنات اصطناعية خارقة الذكاء وذات قدرة هائلة علي التدمير، كما في شريطه السابق شبح في المحارة (6991).

الاسباني المميز بيدرو المدافار (له تحدث اليها و كل شييء عن امي ...الخ) سيكون ضيف شرف الافتتاح، وهو افضل اختيار منذ سنوات عديدة، باخر اعماله التربية السيئة (La Mala Education) حول طالبين شابين يكتشفان الحب والسينما و رهّاب السلطة في مدرسة يديرها الاب مونولو. وستلتقي الشخصيات الثلاث نهاية السبعينات ولاحقاً في الثمانينات.اما فيلم الختام فسيكون من نصيب الاميركي المخضرم المنتج والمخرج اروين وينكلر The Da-Lovly عن حياة واعمال المؤلف الموسيقي كول بورتر (سيحتفل الكروازيت في ليلة الختام بحفل غنائي شعبي تحية للفنان المذكور).

للعرب حصة

يمكن اعتبار هذه الدورة فأل حسن بالنسبة للاصوات السينمائية العربية، فهناك مشاركة للمخضرم المصري يوسف شاهين في رؤيته الذاتية للعلاقة مع الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر في عمله الجديد الاسكندرية - نيويورك (او الغضب كما عرف سابقاً) الذي سيختتم فعاليات خانة نظرة ما ، في حين سيعرض مواطنه يسري نصر الله اقتباسه لرواية اللبناني الياس خوري باب الشمس (اربع ساعات ونصف) التي ترصد التواريخ والشتات والذاكرة الفلسطينية المغتالة. وسيقدم الفلسطيني توفيق ابو وائل باكورته الروائية العطش (في خانة اسبوع النقاد وهو من انتاج اسرائيلي) حول عائلة ابو شكري التي تعيش بعيداً عن قريتها الاصلية ام الفحم، وتتعاطي كما اهلها بيع الفحم وفي عزلة قسرية من الاب:الابن يذهب الي المدرسة، فيما تعمل الام والشقيقتان في حرق الخشب. وعندما يقرر الاب مد انبوب ماء الشفة لدارتهم الريفية تستيقظ في دواخل النساء ثورة الانعتاق من تلك العزلة وعيش السخرة، عرف ابو وائل بشريط تخرجه من احد معاهد السينما في اسرائيل وعنوانه يوميات عاهر الذي اقتبسه عن رواية المغربي محمد شكري الخبز الحافي . وفي نفس الخانة سيعرض المغربي محمد اسلي شريطه الملائكة لا تحلق فوق الدار البيضاء ، كما تحضر اللبنانية دانييل عربيد مع جديدها.

عودة المخضرمين

من دون الكبار لا يكتمل كان، فالطليعي الفرنسي جان لوك غودار سيعرض خارج المسابقة موسيقانا (Notre Musique) وهو من ثلاثة مقاطع: الجحيم، المطهر، الفردوس. الاول عن حرب، والثاني عن اسرائيل، والثالث عن جسر موستار التاريخي. الايطالي انطونيوني (29 عاماً) سيقدم نظرة مايكل انجلو المصور بنظام الديجيتال عن اعمال صيانة ثمثال ديفيد الاثر الخالد للنحات الشهير. اماالايراني عباس كياروستامي سيعرض فيلمين دفعة واحدة خمسة و عشرة علي عشرة ، ومعه الصيني زهانغ ييمو وفيلمه منزل الخناجر الطائرة الذي يستعيد تواريخ الاسر الامبراطورية في قالب ملحمي يعج بالمعارك والكونغ فو. ويعود السنغالي عثمان صمبين الي كان بعد غياب بجديده مولادي .

القدس العربي في

11.05.2004

 
 

يفتتح يوم غد الأربعاء

مهرجان "كان" السينمائي

من أجل طرق أكثر انفتاحاً

يضمن نجوم هوليوود المشاهير مثل (تشارليز ثيرون) و(براد بيت) اضفاء جو من الإبهار على حفل افتتاح مهرجان كان للسينما الذي يفتتح يوم غد الاربعاء، لكنهم سيقتسمون الاضواء مع وجوه جديدة في عالم السينما ينتظرهم مستقبل باهر.

وقال المدير الفني تيري فريمو: »يريد المهرجان منح الشبان فرصة ووضع الوجوه الجديدة في عالم السينما على الخريطة العالمية. اسماؤهم غير معروفة أو لا يعرف عنهم الجمهور العام الكثير ويعتبر إدراجه غير متوقع على الإطلاق«. يستضيف أشهر مهرجان سينمائي في أوروبا مخرجين مشهورين مثل الاخوين كوين وونج كار واي في بالإضافة لما يزيد على عشرة من الوجوه الجديدة.

من بين هؤلاء المخرجة والممثلة الفرنسية أنيس جويي التي رشح الفيلم الذي أخرجته (طعم الآخرين) للحصول على أوسكار أحسن فيلم أجنبي عام ١٠٠٢ والمخرج الألماني هانز فاينجارتنر (٨٢ عاما).

ويمثل الولايات المتحدة الأخوان كوين بنسخة جديدة من الفيلم الكلاسيكي (سفاح النساء) بطولة توم هانكس بالإضافة إلى مخرج الأفلام الوثائقية مايك مور بفيلم الصور المتحركة (شريك ٢) وهو الجزء الثاني لفيلم عن عملاق أخضر.

ويقدم ستيفن هوبكنز (حياة ووفاة بيتر سيلرز) وهو قصة حياة الممثل الكوميدي المشهور بطولة جيفري راش وتشارليز ثيرون من إنتاج قناة اتش.بي.او. التليفزيونية. 

وقائع المؤتمر الصحفي لمهرجان كان

مهرجان كان - خاص: قال (جيل جاكوب) رئيس المهرجان في كلمته خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم السبت الماضي أن الهيئة الإدارية (مهرجان كان) قد اختارت احترام المبادئ التالية بشكل خاص وهي:

»وجبةٌ تُثير الشهيّة«، راعينا بأن لاتكون كلاسيكيّةً جداً، ولا مُتعاليّةً كثيراً، إختياراتٌ أكثر عالميةً، مفتوحة على كلّ الأنواع السينمائية، بدون نسيان الأولى منها: عشق السينما.

إختياراتٌ مُتيّقظةٌ لضرورة تجديد الأجيال (عدم نسيان الأفلام الأولى) تكشف عن شخصياتٍ حقيقية، إختياراتٌ متماسكةٌ بما فيه الكفاية، وتجمع كلّ الشروط كي تُستقبل الأفلام، ويُحتفى بها في إطار التقاليد العظيمة لمهرجان كان، والرغبة بـ (اصطياد الأفضل) التي يطمح لها أيّ شخصٍ في لجنة اختيار، اختياراتٌ جريئة تمنح الرغبة، وتُطلق الفضول، مُتضمنةً حيويةً تزدهر في سينما اليوم، وتُجسّد مُسبقاً (سينما الغد) اختياراتٌ تساعد الأفلام والسينما على العيش، والمبدعين والفنانين على إكمال الطريق.

في المجالات الأخرى، وضع السينما دائماً في مركز نشاطنا، وبشكلٍ عام، عدم الأخذ بالحسبان غير فنّ السينما، وأولويّة الموهبة.

أخيراً، لن ننسى أبداً بأنّ الفيلم هو أولاً، وقبل كلّ شيئ ورقة رقيقة تُستخدم كدعامةٍ ناعمة لطبقةٍ حسّاسة.

مهرجان (كان)، هو قبل كلّ شيئ اكتشاف إختياراتٍ، وانتظار إعلان الجوائز، ولكنه أيضاً مكان نحضّر فيه مستقبل السينما، حيث يتقاطع، يتلامس، ويتلاقى السياسيّون والفنانون، الشمال والجنوب، الصناعة والفنّ، ويتوجّب علينا توجيه، وتنظيم هذه اللقاءات بطريقةٍ تجعلها مُثمرة.

هذه السنة، الأفضليّة بالنسبة لأوروبا والعالم، هي النضال ضدّ القرصنة السينمائية.

في ٨١ مايو، اليوم المُخصّص لأوروبا، سوف يلتقي ٥٢ وزيراً للثقافة ليتدارسوا مع (ميلوش فورمان)، (ستيفين فريرز)، (جان كلود كارييّر)، وفنانين من الشباب للتباحث حول فكرة (أن تكون سينمائياً).

وفي ٦١ مايو، سوف يجتمع مدراء الاستوديوهات الكُبرى في العالم، ليجدوا معاً جواباً وافياً ضدّ سرقة الأعمال السينمائية.

وذلك، لأنّه يتوجّب على المهرجان بأن يكون أيضاً مكاناً مُتميّزاً من أجل لقاءاتٍ ممتازة.

لقد أصبحت (قرية السينما) مدينةً كبيرة، وفيها نضيع حتى نكاد ننسى عن ماذا نبحث.

لقد منحنا بطاقات مشاركة في المهرجان لـ٠٠٠.٠٣ محترف، منهم ٠٠٠.١ مؤلف/مخرج، و٠٠٠.٤ موزع، و٠٠٠.٥ منتج، و٠٠٠.٤ صحفيّ.

في عاصمة السينما هذه، يجب علينا إنشاء ممراتٍ بين أجساد المهنة، القارات، وأجيال السينما : هذا العام، ٠٤ مخرجاً شاباً من كلّ مكانٍ، سوف يتواجدون في المهرجان لعلاجٍ سينمائيّ، وفي (ركن الفيلم القصير) يمكن لهم عرض أعمالهم، وبفضل الشبكة الجديدة للمُنتجين (٠٠٤ مسجلين)، ربما يجدون الشريك الذي بحثوا عنه طويلاً.

(القرية الدولية) سوف تسمح لأيّ شخصٍ بأن يجد في قسمه الوطني جذوره الثقافية، (قبل أن يذوب من جديدٍ في البوتقة المُشتركة للسينما.

وتأتي هذه المبادرات الجديدة لدعم تجارب الـ (Cinéfondation)، و(إقامة المهرجان)، و(الكاميرا الذهبية) بإنشاء أرضيةٍ لاتخلق العمل بالتأكيد، ولكنها تسمح بتسريع تخصيبه، واكتشافه.

بالحثّ على اللقاءات، بتواجه الاختلافات، فإنّ المهرجان يُخصّب السينما، كي يمتلك كلّ من يرغب القدرة على الاستمرارية بإنجاز أفلام، ولكن، بشكلٍ خاصّ، أعمالاً إبداعية.

وبعد أن فكرنا بالمستقبل، يمكن العودة إلى الزمن الحاضر، حيث يتوّجب علينا -كالعادة- خلق الشروط الأفضل لاستقبال، والإحتفاء بالأفلام.

احتفالية السينما، هي قبل كلّ شيئ متعة مشتركة باكتشاف عملٍ ما بحضور فريقه، وهي -بالتأكيد- تجربةٌ مؤثرةٌ لاتُعوض، ولكنها أيضاً متعة الإصغاء إلى المعلمين الكبار عندما ينقلون خبراتهم. 

)درس السينما) مع (ستيفين فريرز)، (درس الموسيقى) مع (لالو شيفرين)، ولأول مرة في هذا العام، سوف يكون هناك (درس الممثل).

إنها أيضاً التكريمات التي يُنظمها المهرجان بطريقةٍ مختلفة لكلّ واحدٍ يريد أن يُكرّمه : سوف يستلم (جان لوك غودار) مفاجآةً يُعلن عنها في حينها.

أخيراً، احتفالية السينما، تمرّ أيضاً من خلال لحظاتٍ احتفائيّة، حيث تسقط كلّ الحواجز التي تسجننا داخل مهننا وبلداننا، وتجعل اللقاءت مُمكنة.

والأكثر بهجةً، بأننا فكرنا بحفلةٍ كبيرة لافتتاح المهرجان على طريقة (ألمودوفار)، واستقبال رائع للاحتفاء بمصاحبة الموسيقى عن إعلان الجوائز يوم السبت ٢٢ مايو في كلّ أرجاء خليج مدينة (كان).

هذه السنة، يجب أن تكون روح العيد على مستوى المُتعة التي تمنحنا إياها السينما.

وبما أنني في ختام تقريري، أحبّ أن أضيف كلمتين عن مستقبلنا القريب، وعيد الميلاد الستين للمهرجان في عام ٧٠٠٢. والذي نفكر الإحتفال به بالتعاون مع (مركز جورج بومبيدو)، وهو بدوره سوف يُطفئ شمعاته الثلاثين في نفس العام.

ومع (برنار بروشان) (محافظ مدينة كان) نعمل منذ الآن على التحضير لمشروع (متحف مهرجان كان)، والذي سوف يُوضع الحجر الأول له في عام ٧٠٠٢. الأحداث للمرة الثانية على التوالي، ينظم (مهرجان كان) الثلاثاء ٨١مايو (يوم أوروبا)، وذلك بالتعاون مع (المُفوضية الأوروبية).

(أن تكون سينمائيّاً في أوروبا)، هي التيمة التي أُختيرت لهذا (اليوم)، ويبدأ (بجلسة مناقشةٍ دُعيّ إليها الـ٥٢ وزيراً للثقافة، وبعض الشهود الكبار ليلتفوا) حول ضيف الشرف(ميلوش فورمان)، و(جان كلود كارييّه) الذي سوف ينشط اللقاء.

وفي إطار مساعداتها على التطوير، سوف تمنح مؤسسة Media تصنيف (موهبة جديدة)، لمشروع سيناريو في مرحلة الكتابة.

وفي يوم الأحد ٦١ مايو، سوف يجمع المهرجان في لقاء غير رسميّ مدراء الإستوديوهات الرئيسية في العالم، من بوليوود إلى هوليوود، مروراً بالصين وأوروبا، وسوف تتمحور المناقشة حول إمكانيات العمل المُتفق عليها عالمياً ضدّ قرصنة الأعمال السينمائية.

وبعد (فونغ كار-وايّ)، (ناني موريتي)، و(أوليفير ستون)، سوف يأتي (ستيفين فريرز) يوم الثلاثاء ٨١مايو ليقدم (درس السينما) المُتعارف عليه.

كما رغب المهرجان أيضاً بتقديم جلسة خاصّة للممثلين، كي يأتوا للحديث عن تجربتهم مع عشاق السينما، ومن المقرّر بأن يقدم الممثل السويديّ (ماكس فون سيدو) هذا الدرس الأول.

ومنذ عام ٢٠٠٢، بدأت (موسيقى الأفلام) تكتسب أهميةً أكثر فأكثر في المهرجان الذي يرغب الاحتفاء بها في كلّ تنوعها.

وهكذا، سوف يقدم مؤلف موسيقى الأفلام (لالو شيفرين) يوم الإثنين ٧١مايو (درس الموسيقى).

وإخلاصاً للموعد الذي بدأه منذ عام ٢٠٠٢، سوف يستقبل المهرجان في قلب القصر الكبير حفلاً ستثنائيّاً لموسيقى الأفلام.

وسوف تتوزع أجهزة بث على طول (الكروازيت) تذيع خلال النهار أشرطةً لموسيقى الأفلام، وفي الليل، سوف تمسح الأضواء خليج كان، لتضفي عليه هيئة العيد.

وفي كلّ يومٍ، سوف يحتفي المهرجان بموسيقيّ، وينفتح البرنامج على موسيقى العالم، وأعمال لالو شيفرين، موريس جار، جويّ هايسايّشي، زبيغنيّيف برايسنر، فرانسوا دو روبيه، واسيس ديوب.

فيما يتعلق بالمعارض، هناك معرض بعنوان (الأولاد الأشقياء) مخصص لنجوم (الفيلم الأسود) لمابعد الحرب.

و(نظراتٌ خاصّة)، هو مختاراتٌ من الصور الفوتوغرافية تقتفي أثر السنوات الخمسة الأخيرة من عمر قسم (نظرة خاصّة). و(JLG) هو معرضٌ بصري/صوتي عن (جان لوك غودار).

هذه الستة، سوف تمتدّ فعاليّات الختام طوال فترة عطلة نهاية الأسبوع، لتبدأ يوم السبت ٢٢ مايو بإحتفالية توزيع الجوائز، يتبعها العرض العالميّ الأول لفيلمDe- lovely لمخرجه (إيروين وينكلر).

وفي يوم الأحد ٣٢ مايو، يُخصص النهار لإعادة عرض جميع أفلام الإختيارات الرسمية، بينما تكون سهرة الختام للفيلم الذي حصل على (السعفة الذهبية) في اليوم السابق، وسوف تستقبل (لجنة التحكيم) فريق العمل في أعلى سلالم قصر المهرجان، وقبل عرض الفيلم الفائز، سوف تُقدم مشاهد من أفضل لحظات تظاهرة ٤٠٠٢. 

»نظرة ما« نظرة على واقع لا نعرفه

في قسم »نظرة ما«، مجموعة كبيرة من الافلام المتميزة لمخرجين من عمالقة السينما في العالم، مثل الايراني عباس كيارستمي الذي يعرض له فيلم »خمسةFIVE « كما يعرض للمخرج الفرنسي الكبير جان لوك جودار فيلمه الجديد »NOTRE MUSIQUE« ويعرض لرئيس لجنة التحكيم الرسمية في المهرجان الامريكي كينتين تارانتينو فيلمه »KILL BILL 2« كما يعرض لشيخ المخرجين الافارقة السنغالي سمبان عثمان (٣٨ سنة) فيلمه الجديد، وتفتتح تظاهرة »نظرة خاصة« UN CERTAIN REGARD بفيلم يوسف شاهين الجديد »الاسكندرية- نيويورك« والواضح ان قائمة الاختيار الرسمي هذه لعام ٤٠٠٢ التي تشمل افلام المسابقة افلام نظرة خاصة تربط السينما بواقعنا وعصرنا الراهن بتناقضاته ومشكلاته،وتوصله بعالمين عالم السياسة وعالم التاريخ، حيث تحكي هذه الافلام عن تشي جيفارا وسلفادورالليندي وحرب العراق وامريكا والارهاب وفلسطين، وتضم القائمة التي تشتمل على اكثر من ٥٥ فيلما جديدا كل الانواع السينمائية تقريبا من اول افلام التحريك وافلام السيف إلى الافلام الوثائقية والافلام التاريخية، حيث يعرض فيلم »طروادة« من النوع التاريخي لولفجانج بيترسون لاول مرة في المهرجان، كما تنفتح من خلال اعمال المخرجين الشبان على سينما المؤلف ايضا، وتعرض الفيلم الجديد للكاتب الافغاني عتيق راحمي، وتجعلنا نتأمل من خلال افلامها على ما يحدث هناك في الطرف الآخرمن العالم، وتصبح اداة تفكير في مشاكل وهموم وتناقضات عصرنا.. 

اتجاهات ومؤشرات في المسابقة الرسمية

تبدو هنا قائمة المسابقة التي تشارك فيها فرنسا بثلاثة افلام فقط، تبدو محبوكة ومحكمة، اكثر من قوائم السنوات الماضية، التي كانت بسبب كثرة وتعدد افلامها (٠٢ فيلما عام ٣٠٠٢ و٢٢ فيلما عام٢٠٠٢ و٤٢ فيلما عام ١٠٠٢) تواجه احيانا بالصفير والاحتجاج، من قبل الصحافيين والنقاد، لتفاهة بعضها، وبسبب المستوى الفني المتواضع للبعض الآخر، مما يجعل المرء يتساءل كيف سمح لها بالمشاركة في مسابقة المهرجان!

وتكشف القائمة عن انحياز واضح الى ابراز المواهب السينمائية الجديدة التي كشفت عن موهبتها في افلام سابقة، وقد حان الوقت على ما يبدو هذا العام، لادخالها إلى دائرة المسابقة الضيقة المحجوزة للمخضرمين، وتسليط الضوء على ابداعاتها الجديدة، مثل موهبة المخرجة لوكريشيا مارتل من الارجنتين وهانس فينجارتنر من ألمانيا وباولو سورينتينو من ايطاليا..

كما تكشف عن حضور قوي للسينما الاسيوية الجديدة المتألقة القادمة من كوريا وتايلاند والصين واليابان وصارت افلامها تلقي رواجا كبيرا وبخاصة في اوروبا وتنافس الفيلم الامريكي ذاته وتسحب البساط من تحت اقدام السينما الفرنسية

كما تفسح القائمة مكانا للسينما الوثائقية بمشاركة فيلم الامريكي مايكل مور الجديد »فهرنهايت ٩ سبتمبر« الذي يناقش فيه تأثيرات احداث ١١ سبتمبر ١٠٠٢ وحرب العراق، وتضع افلام التحريك وماحققته من نجاحات في العالم موضع الاعتبار والتقديروتفسح لها مكانين في المسابقة بمشاركة فيلم »براءة« وفيلم »شريك ٢« ويشارك المخرج المصري المتميز يسري نصر الله على هامش المسابقة بفيلمه الجديد »بوابة الشمس« عن قضية فلسطين الذي تصل مدة عرضه الى ٤ ساعات ونصف الساعة

..وتعقد مؤتمرا صحفيا بعد اعلان الجوائز

لاول مرة سوف يعقد مؤتمر صحافي مع لجنة التحكيم، في اليوم التالي على اعلان جوائز المهرجانيناقش فيه الصحافيون والنقاد مع لجنة التحكيم ورئيسها قراراتهم، وحيثيات منح الجوائز، ويتعرفون على آراء الاعضاء وتقييمهم لافلام المسابقة، وهذه هي المرة الاولى التي يعقد فيها هذا المؤتمر الضروري، بعد مرور ٧٥ سنة على تأسيس المهرجان، كما يقام ولأول مرة خلال هذه الدورة ٧٥، احتفال كبير في مدينة »كان«، ليلة اعلان الجوائز، احتفال تطلق فيه الاعمال والالعاب النارية فوق صفحة البحر، فتنير ليل كان بألوان وأضواء البهجة و الفرح.. 

..وتعقد مؤتمرا صحفيا بعد اعلان الجوائز

لاول مرة سوف يعقد مؤتمر صحافي مع لجنة التحكيم، في اليوم التالي على اعلان جوائز المهرجانيناقش فيه الصحافيون والنقاد مع لجنة التحكيم ورئيسها قراراتهم، وحيثيات منح الجوائز، ويتعرفون على آراء الاعضاء وتقييمهم لافلام المسابقة، وهذه هي المرة الاولى التي يعقد فيها هذا المؤتمر الضروري، بعد مرور ٧٥ سنة على تأسيس المهرجان، كما يقام ولأول مرة خلال هذه الدورة ٧٥، احتفال كبير في مدينة »كان«، ليلة اعلان الجوائز، احتفال تطلق فيه الاعمال والالعاب النارية فوق صفحة البحر، فتنير ليل كان بألوان وأضواء البهجة و الفرح.. 

مخرج فيلم »باب الشمس« يسري نصرالله لملحق "سينما":

من سيعارضون الفيلم بالتأكيد لن يتحرجوا من ابداء آرائهم

قال المخرج يسري نصرالله في حديث خاص بملحق سينما ان فيلم باب الشمس سيعرض يوم ٨١ مايو في التظاهرة الرسمية لمهرجان كان »خارج المسابقة« وهو مأخوذ عن نص أدبي للأديب اللبناني الياس خوري وتمت كتابة السيناريو مشاركة بين نصرالله والياس خوري ومحمد سويد.

وحول سؤال ملحق سينما عن سبب عرض الفيلم خارج المسابقة الرسمية قال نصرالله: يبدو لي أن السبب الرئيسي في عرضه خارج المسابقة هو طوله الذي يمتد حتى »٤ساعات ونصف« وأنا سعيد جدا بهذا العرض.

وردا على ما أثير حول الفيلم بأن هناك مضايقات سياسية حوله قال يسري: يبدو لي أنه من الأفضل بكثير أن نترك من يعارض الفيلم سياسيا يعبر عن نفسه بنفسه بدلا من نستبق الأمور، خاصة وأن من يعارضونه لن يتحرجوا من ابداء آرائهم.

من الجدير ذكره أن فيلم »باب الشمس« يتحدث عن مأساة فلسطينية عمرها ٢٤ عاماً وتبدأ أحداث الجزء الأول في شتاء ٤٩٩١ مع توقيع اتفاقية أوسلو وينتهي في صيف العام نفسه ومن خلال الفلاش باك نرى بطلنا يونس الذي يجسد شخصيته الفنان السوري الموهوب باسم خياط - ينضم الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مضحياً بحبيبة عمره وزوجته التي ربطته بها قصة حب متفردة منذ الصغر ويتركها تعيش في المخيمات مع أهل الزوج ولا يجمعهما معاً سوى زيارات خاطفة يتسلل فيها يونس الى مغارة »باب الشمس« لملاقاة زوجته والتي تصبح هذه اللحظات بالنسبة لها هي التي تمنحها القدرة على مواصلة الحياة وإنجاب الكثير من الأولاد.

وهذا ما يدهش قوات الاحتلال الإسرائيلي التي ترصد الزوجة دوماً ويظل التساؤل المطروح حول حمل الزوجة المتكرر على الرغم من غياب الزوج؟ ويتهمونها في شرفها ولا تدافع الزوجة عن نفسها بل تأخذ من هذا الاتهام خط دفاع عن زوجها المطارد وتعيش موصومة وتصمد أمام كل الضغوط التي تمارس عليها.

يعلق يسري نصرالله على سيناريو الفيلم قائلاً إن أغلب النصوص السينمائية التي تعاملت مع القضية الفلسطينية غلبت عليها لغة الخطابة باستثناء تجارب بعض مخرجي السينما الفلسطينية أمثال رشيد مشهراوي، ميشيل خليفي، وهما من الذين قدموا أكثر حالات إنسانية تعاني من وطأة الاحتلال وهذا في ظني من أجمل ما يكون أن تتحدث عن قضايا كبيرة من خلال البشر والمعاني الإنسانية.

الأيام البحرينية في

11.05.2004

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)