تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

الإيحاء بتأثير الاحتلال لعبة مشهراوي الذكية

حفلة عيد ميلاد فلسطينية في نيويورك

محمد رضا

الأربعاء الماضي افتتح في “متحف الفن المعاصر” في نيويورك عرض يستمر لأسبوع لأحدث فيلم أنجزه المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي وهو “عيد ميلاد ليلى”، وهو الفيلم الذي كان عرضه في مهرجان الشرق الأوسط الذي أقيم في أبوظبي ونال عنه جائزة مالية مجزية.

من عادة المتحف اختيار أفلام ذات شأن اجتماعي وتاريخي وتوثيقي وعرضها في جملة ما يعرضه من نشاطات طيلة السنة وتشمل كل أنواع الفنون من كل أنحاء العالم، ومن النجاح الفردي والوطني بمكان أن يصل هذا الفيلم الفلسطيني الى شاشة تلك المؤسسة ليعلن موقفاً ويعبّر عن قضيّة وليغيّر ولو آراء حفنة محدودة في كل يوم من أيام عروضه السبعة.

وبعيداً عن هذا الطموح الناتج عن رسالة يحملها الفيلم في طيّاته، بهدوء وبعيداً عن الصخب والتوجّه السياسي المباشر، فإن “عيد ميلاد ليلى” عمل جيّد آخر من المخرج الذي يعرف كيف يبلور تلك الأعمال المستندة إلى خط قصصي بسيط بحيث تنطلق من وضعية كل يوم الى تجسيد تلك الوضعية وتخزينها في الوعي الخاص بالمشاهد المتلقّي. فعل مشهراوي ذلك سابقاً ومن أوّل أفلامه “حتى إشعار آخر” سنة 1984 وصولاً الى فيلمه ما قبل الأخير “الانتظار” ثم إلى هذا الفيلم الذي يقود بطولته الممثل الفلسطيني المعروف محمد بكري.

قصّة سائق تاكسي في مدينة رام الله نتعرّف عليه صباحاً حين يغادر منزله. متزوّج ولديه طفلة جميلة اسمها ليلى واليوم الذي تقع الأحداث فيه، هو يوم ميلادها. يخرج صباحاً للعمل وفي نيّته ألا يعود من عمله في نهاية اليوم الا ومعه هدية عيد ميلاد لابنته التي يحب.

اختيار بطل الفيلم ليكون سائق تاكسي فرصة طبيعية سانحة لكي نتعرف على البلدة في محيطها الواسع: الأماكن، والشوارع، والعادات، والأشخاص، والفئات ومنها يصيغ المخرج حياة ما تحت الاحتلال “الإسرائيلي” الذي لا تشاهده لكنك تسمعه من خلال أصوات الطائرات المروحية وهي تروح وتغدو كلما حلا لها ذلك. في مشهد معبّر وبعد سلسلة من الإحباطات التي تواجه أبو ليلى (لا يعطيه الفيلم اسماً) يرفع هذا الرجل المتحمّل يديه ويصرخ في الطائرة التي تحلّق فوقه ومع صرخته وكلمات احتجاجه كل معاناة الإنسان الذي هو.

كون أبو ليلى سائق تاكسي يتيح للفيلم استعراض بعض ركّابه من تلك المرأة التي لا تعرف إذا ما كان عليها زيارة المستشفى أوّلاً أو زيارة قبر زوجها قبل ذلك، وذلك الرجل الذي ينسى هاتفه في السيارة ويتصل بأبو ليلى مستعجلاً العودة اليه لاسترداده، ومثل ذلك الشاب الخارج من السجن حديثاً والذي ينظر الى ما سيصيب أبو ليلى بعد قليل من فقدان أعصاب وغليان مدركاً أن الموت له أوجه عديدة أصعبها الموت واقفاً.

أبو ليلى لا يذهب الى حيث الحواجز “الإسرائيلية”، لكن مجرّد ذكرها مرّتين أو ثلاثاً وفي مواضع مناسبة في الفيلم، تذكير بها. تذكير بمصير بلدة عائمة كلها على كف يتحرّك بها بفعل يد الاحتلال. أيضاً هذا القرار يعفي المخرج من تصوير الوجود “الإسرائيلي” ولعب لعبته الجريئة في الإيحاء والتدليل على ذلك الاحتلال من دون إظهار جندي واحد بذلك لا يلغي الواقع مطلقاً، بل يحتويه ليخدم أسلوب العرض غير المباشر والذي لا يقل قوّة عن إظهار حاجز او عسكري أو أي صورة مباشرة للوجود “الإسرائيلي”.

في النهاية سيعود أبو ليلى إلى منزله بعد عناء يومه هذا، وسيخرج (في حياة الفيلم) في اليوم التالي للعمل من جديد وسيواجه نماذج أخرى ويتعامل مع مصاعب مماثلة. إنها الحياة التي ستنشأ ليلى عليها عاماً بعد عام.

 

"ترميناتور 4" يبيد نجاحات السلسلة

الجزء الرابع من سلسلة “ترميناتور” أو “مبيد” خرج قبل أسبوعين الى العروض العالمية طارحاً معركتين طاحنتين على شاشات العرض: واحدة تقع في الفيلم الذي يقود بطولته كرشتيان بايل، والثانية خارجه، حيث على الفيلم أن يثبت جدارته المادية ويسترجع كلفته التي وصلت الى مائتي مليون دولار وفوقها ما يكفي لاعتبار المغامرة مبررة.

المعركة التي في داخل الفيلم تكاد تكون أقل ضراوة من تلك التي خارجه، لأن الفيلم يتزاحم على موقع متقدّم في الأسواق الرئيسية لكي يسدد ديونه ويسجّل أرباحه في موسم مليء بالأفلام الكبيرة ذات التوجّه المماثل. وفي السوق الأمريكية وجدناه يترنّح في أسبوعه الأول أمام فيلم كوميدي عنوانه “ليلة في المتحف: معركة سميثسونيان” من بطولة بن ستيلر.

وبصرف النظر عن مصير هذا الفيلم تجارياً، فإن الشأن الأكبر حجماً بالطبع هو ما إذا كان صانعوه قد أحسنوا إنجاز هذا الجزء الرابع المنتمي الى سلسلة باتت أجزاؤها الثلاثة الأولى كلاسيكيات في سينما الخيال- العلمي الحديثة. هذا ينطبق على الجزء الأول من “ترميناتور” الذي خرج سنة 1984 على الأخص. وذلك لأسباب تتعلّق بخصوصيّة ذلك الفيلم كونه حمل قصّة أصلية جديدة وتمتّع بطموحات مخرج كان بنى اسمه كاتباً في البداية ثم مخرجاً لفيلم خيالي-علمي جيّد هو Aliens  قبل أن يمنحه المنتج اللبناني الأصل ماريو قصّار فرصة إنجاز “ترميناتور” ثم الجزء الثاني منه الذي حمل عنوان “ترميناتور 2: يوم الحساب” سنة 1991 بعد ذلك مرّت اثنتا عشرة سنة قبل إنتاج جزء ثالث أخرجه جوناثان مستو، ثم خمس سنوات قبل أن يقوم ماكجي (وهو اسمه السينمائي) بإخراج هذا الجزء الرابع.

الفيلم الأول من السلسلة حمل قصّة امرأة اسمها سارا (ليندا هاملتون) تجد نفسها أمام صراع لم تختره: وحش فضائي على هيئة رجل يصل إلى الأرض ومهمّته قتلها قبل أن تنجب الطفل الذي سيُكتب له إنقاذ البشر من استعمار فضائي في المستقبل المنظور. قوّة ذلك المخلوق الفضائي يضاهيها عناد سارا في العيش والمقاومة ونجاحها في النهاية على الرغم من الفارق الهائل بين القوى. صحيح أنها لم تكن وحدها في ذلك الصراع، بل وقف معها آخرون، لكن المخلوق الفضائي، كما لعبه أرنولد شوارتزنيغر، لا يتمتّع بالقوّة البدنية الهائلة فقط، بل بالقدرة على تغيير شكله واكتساب ملامح مختلفة متى أراد. إلى ذلك، لا شيء على الإطلاق يستطيع أن يحيده عن أداء مهمّته التي أمر بها.

الفيلم الثاني “المبيد 2: يوم الحساب” جعل هذا المخلوق ينتقل من الشر إلى الخير (وفي ذلك الانتقال مواكبة لمرحلة انتقل فيها شوارتزنيغر من ممثل غير معروف الى نجم) فيقف -هذه المرّة- مع سارا وابنها الصغير جون ضد مخلوق آخر أرسل لإداء المهمة التي عجز عنها الأول في الفيلم السابق. ومع أن الفيلم الثالث اختلف في فحواه متحوّلاً من نوع الخيال العلمي مع “أكشن” الى “أكشن” مع خيال علمي، الا أنه حافظ على جديّة الطرح واستخدم المؤثرات الخاصّة في مكانها. إنتاج طاغ وكبير بالطبع لكنه منفّذ جيّداً في معظم مراحله.

هذا كلّه منسوف هنا عن بكرة أبيه بفضل خروج الفيلم من فكرته الفلسفية المستوحاة من النبوءات الدينية بعودة المسيح (متمثّلاً بجون طبعاً) إلى عالم ما بعد تلك العودة، فإذا بساحة القتال دمّرت المدن من دون أن تقضي على المقاومة التي سيقودها جون وقد أصبح رجلاً بحلول عام ،2018 فلا هو انتصر كما قضت النبوءة ولا الغزاة استطاعوا الوصول اليه وقتلته كشرط رئيسي لإحكام سيطرتهم على الأرض. ومع أن هذا الإدراك موحى به هنا، الا أنه لا يشكّل المحور الذي كان على الأحداث أن تدور عليه وبذلك تحافظ على وحدة الخط الممتد بين أجزاء الرباعية. بذلك انتقل هذا الجزء الجديد، تحت شهوة إنجاز الفيلم الكبير والمدوّي والمليء بمشاهد الدمار والإنفجار إلى فيلم مركّب كمخلوقاته من معادن متطاحنة وانفجارات ومطاردات لا تأتي بجديد يُضاف لا على صعيد السلسلة فقط، بل على صعيد الأفلام المشابهة الكثيرة التي تمر هذه الأيام من النوعية ذاتها.

كرشتيان بايل أحسن الاختيار حين ظهر في سلسلة “باتمان” الجديدة إذ حافظ على جدّية أدائه حتى تحت قناع الشخصية المذكورة، لكنه هنا توسّم الأمر نفسه غير مدرك أن الهوّة شاسعة بين مخرج باتمان، كرستوفر نولان وماكجي بحيث يمكن أن يسقط فيها نجم كبير مثله بكل سهولة.

 

شاشة البيت

سيئ الحظ دائماً

Detour (1945)

عُرفت كتابات الروائي البوليسي جيمس م. كاين بأنها عادة ما تدور حول شخص يسعى لتحسين وضعه المادي، لكن كل مساعيه تتهاوى في المحصلة الأخيرة من فصول أحداثه. و”استدارة كاملة” للمخرج إدغار ج. ألمر، عمل لم يكتبه كاين، ولو أنه يدور في ذات النسق .

إنه عن رجل اسمه آل (توم نيل) مدقع الفقر تتركه حبيبته ويقرر الانتقال من نيويورك الى لوس انجلوس لعله يجد عملاً ويجدها أيضاً. على الطريق يركب سيّارة ثري يموت فجأة. في لحظة يقرر آل استبدال هويّته بهوية ذلك الرجل فيتركه الى جانب الطريق البرّي وينطلق بسيّارته حيث يلتقي بعد حين بفيرا التي تكشف حقيقته وتهدده بإخبار البوليس بفعلته رغم أنه بريء من أي جرم جنائي. هذا الكشف ليس سوء الحظ الوحيد.

 

أفلام القمّة

ليلة مربحة

الفيلم الكوميدي “ليلة في المتحف 2” أسوأ من الجزء الأول الذي خرج قبل عامين من بطولة بن ستيلر، لكن في حين أن بن ستيلر في الجزء الأول كان لديه، على الأقل، شخصية يتحرّك بها، فإنه هنا لا يملك سوى حدقتي عينيه ليعبّر عن ردّ فعل ما من حين لآخر .

هذا لا يمنع من أن الفيلم هجم على أسواق العروض العالمية واستولى على المقدّمة مسجّلاً 119 مليون دولار ومحتلاً المركز الأول في معظم هذه الأسواق، من الولايات المتحدة الى فرنسا واستراليا وسواها.

 

قبل العرض

نعومي ووتس "عميلة"

تنضم الممثلة الأمريكية نعومي ووتس الى فريق من الممثلين الذين باشروا تصوير فيلم “لعبة عادلة” للمخرج دوغ ليمان. الفيلم من بطولة شون بن الذي يكتشف أن زوجته (ووتس) عميلة مخابرات أمريكية بعدما أبقت حقيقة عملها سراً حتى عنه.المخرج ليمان سبق وأخرج الجزء الأول من ثلاثية “بورن” (بطولة مات دايمون) التي تتعامل أيضاً مع مغامرات جاسوسية. أما ووتس فقد شوهدت مؤخراً أمام كلاي أوون في بطولة “الدولي” للألماني توم تايكور.

 

أوراق ناقد

مفاجأة المفاجآت

م.ر

هناك كثيرون يستخدمون في نقلهم وقائع المهرجانات كافّة، خصوصاً الأجنبية، كلمة “مفاجأة” لوصف ردّة فعل على شيء لم يكن متوقّعاً، او لوصف أي شيء غير متوقّع. ويستخدمون الكلمة لوصف أشياء كثيرة في هذا المثال كأن يقول أحدهم إن وجود هذا الفيلم في المسابقة كان “مفاجأة المهرجان” أو إن مستوى فيلم آخر كان “مفاجأة”. وتستخدم الكلمة مقرونة أحياناً بعبارة “بكل المقاييس” (يعني عندك من  برموميتر الهزّات الأرضية إلى بكرة الخيّاط). ويزداد استخدام الكلمة مع وصول لجان التحكيم الى اختياراتها، حيث لابد أن فوز فيلم ما كان “مفاجأة” سارّة او ضارّة حسب رغبة الكاتب ونظرته، وإذا لم يكن فوز فيلم معيّن مفاجئاً بل متوقّعاً فلعل المفاجأة تكمن في في عدم فوز فيلم آخر. او لعله لا توجد هناك “مفاجأة” بحيث تصبح المسألة مثل  البيضة قبل قشرها أو كما كتب أحدهم: “مفاجأة النتائج أنه ليست هناك مفاجأة”. بمعنى أنه لابد أن يكون هناك مفاجأة حتى وإن لم يكن هناك مفاجأة.

وفي الأخبار بعيداً عن المهرجان أن فلاناً من الفنانين يحضّر لعمل سيكون “مفاجأة” الموسم. وعادة ما يمضي الموسم فإما لا نرى العمل مطلقاً او يصل خالياً من عنصر المفاجأة على أي حال. وكانت إحدى الفنانات قبل أيام ذكرت أنها “تحضّر مفاجأة على مستوى العالم”. نعم ليس أقل من العالم شأناً. لا عجب أن الناس من موسكو إلى نيويورك توقّفوا عن ممارسة أعمالهم بانتظار المفاجأة الكونية.

وماذا عن ذاك الذي يستخدم عبارة “كان مفاجأة المفاجآت” ما يعني أن المهرجان أو الحفل كان مملوءاً، ما شاء الله، بالمفاجآت لكن رغم ذلك تمكّن الكاتب من وضع يده على المفاجأة الأكبر بعدما أحصى عدد الشهقات مثلاً، أو جاء بمن يستفتي الموجودين عن المفاجأة الأكبر وقعاً من سواها.

وفي الأساس، فإن معظم من يكتب عن “مفاجأة” ما في مهرجان ما، إنما يعتبر أن ما يعتبره مفاجأة هو مفاجأة فعلية في الوقت الذي لا يعتبر مخرج العمل ذاته (ولا يستطيع أن يدّعي أنه يعتبر) عمله مفاجأة على أي صعيد. بعض هؤلاء الكتّاب يريد استخدام الصيغة لكي يبدو كما لو أنه أكثر إلماماً واطلاعاً وتخصيصاً لقارئه كما لو أن هذا القارئ لن يقرأ المقال المكتوب إذا لم يفصح المقال عن “مفاجأة”.

وطالعت ما كُتب عن “كان” عربياً وعالمياً ولم أجد ناقداً أجنبياً واحداً استخدم كلمة “مفاجأة” لوصف ما يمر في سياق المهرجان مروراً مفترضاً، لكن حبّنا لأن ندهم القارئ بالكلمة سواء كانت صحيحة او غير ذلك طاغ لدرجة أننا أفقدناها معناها هي وكافة الكلمات المُصاغة كما قال أحد الصحافيين في تقريره لإحدى محطّات التلفزيون: “هل يفاجئنا المخرج الفرنسي الكبير ألان رينيه بتحفة يخطف بها السعفة الذهبية للمهرجان”. في ذلك تجاهل لحقيقة بسيطة وهي أن الأمر إذا ما كان متوقّعاً فلن يتطوّر إلى مفاجأة.

أما لماذا لا نقرأ الكلمة كثيراً حين كتابة تقارير صحافية من مهرجانات سينمائية عربية، فلربما يعود الأمر الى أنها عادة تخلو من المفاجآت. أو هل يكون السبب في أن الصحافيين لا يبحثون فيها عن المفاجآت، بل عن الحفلات؟ 

merci4404@earthlink.net

http://shadowsandphantoms.blogspot.com

الخليج الإماراتية في

31/05/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)