تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

بدون رقابة ولا وعي !

محمد صلاح الدين

لن نقول السينما رسالة ولا ضمير.. ولكن نؤكد أن السينما متعة بصرية وذهنية.. وهي وسيلة من وسائل تعميق فكرة الحق والخير والجمال.. أما أن يكون القبح هو المبتغي.. والشذوذ والفساد هو الرجاء.. فلا تقل "فن" ولا دياولو.. ولنبحث عن مسمي آخر لأي صفيحة زبالة أو أي مرحاض!!

وفيلم "بدون رقابة" يسئ إلي نفسه قبل أن يسئ إلي السينما التي ينتمي إليها.. ويسئ إلي كل العاملين فيه. وفي مقدمتهم الممثلون الذين يثبتون انهم بلا عقل. وإلا ما كان أحد منهم ارتضي بأن يعمل في وصلة فحش مستمرة لا تقول شيئا سوي ترديد كل الموبقات المتجمعة في سلة واحدة بلا هدف سوي عرضها للعامة.. بلا ضابط أو رابط.. بلا دراما أو حرفية تناول.. والأسوأ أن يردد بعض ممثلي الفيلم كلاماً أجوف من نوعية "هذا موجود في المجتمع".. وبصرف النظر عن هذه الادعاءات الهبلة.. فالمساوئ والموبقات لا توجد في المجتمع مكثفة كما هي علي شريط سينمائي.. ثم ان الدراما لها أصولها وقواعدها التي تدرس في المعاهد المتخصصة.. وليس منها "تستيف" البلاوي وتقديمها تباعا وبهشاشة دون أية حرفية فنية ودون أية مبتغي.. وهو ما يسمي بالفكر في العمل الفني.. أي الرؤية ووجهة النظر المطروحة.. أما "دلق" الوساخات بلا وعي فلا ينتمي للفن في شيء!!

النص كتبه أربعة من الشبان بدا واضحاً ضعفهم الشديد وعدم درايتهم بفنون الدراما.. وتناوله مخرج جديد هو هاني جرجس فوزي الذي له باع طويل في الإنتاج. ولكنه هنا نسي حرصه القديم وجري وراء المباشرة في المشاهد الخارجة والألفاظ المتدنية بلا تقنين ولا حرفية.. وحتي مجموعة الشباب الذي يتحدث عنهم الفيلم ليسوا كالشباب الذي نعرفه في بيوتنا أو في طرقاتنا.. بل هم فئة منحطة وسافلة كأنهم جميعاً من أولاد الشوارع وتربيته.. حتي لو ادعوا أنهم أبناء أناس تركوهم للشيطان وغادروا البلد من أجل حياة الرفاهية.. فلا حجة لأحد لأن يصبح فاسقاً أو فاجراً أو منحرفاً.. وهو ما تباري فيه أبطال الفيلم ووضعوا مواهبهم لاثباته.. فالمجموعة لا هم لها سوي ممارسة الجنس في شقة "77" التي يمتلكها هاني "أحمد فهمي". أو الشذوذ في شقة شيرين "علا غانم" الفتاة الشاذة التي تمارس السحاق مع فتيات تصطادهن من الشوارع. بل يصل بها الحال وهي طالبة جامعية أن تفعل هذا الفحش مع فتاة في حمام الكلية!!

ويكتمل هذا المستوي الهزيل والمتهافت بعرض شخصيته إبراهيم "باسم سمرة" المفترض انه الوحيد العاقل فيهم. ومع ذلك يظهره الفيلم انه صاحب كبت جنسي يكشف عنه في النهاية.. وهي ليست مفاجأة للمشاهدين كما يعتقد صناع الفيلم. لأنه لو كان سليماً ما كان يجالس أصدقاء السوء من الفجرة والأنجاس. ويري بنفسه عمليات الجنس المتبادلة بين زملائه. أو تدخين المخدرات المستمر الذي يصل بهم إلي حد الغيبوبة الكاملة.. ثم يدعي الفيلم انه يجالسهم ليشرح لهم الدروس؟! كيف لا أعلم؟! وهو ما يؤكد أن شخصيات الفيلم كائنات مشوهة لا تحمل هماً حقيقياً!!

أو القصة الساذجة الأخري للفتاة المحجبة "راندا البحيري" التي تحب شاباً منحرفاً في الشلة "ادوارد" فيذهب لخطبتها وهو مغيب. ثم يغضب انه رفض. وانها تزوجت من آخر. وكأن هذا شئ غير طبيعي.. لأنها المفروض أن تتزوج من حبيبها المنحرف وتتشرف به!!

هكذا تسير مشاهد الفيلم "الكولاجية" أو القص واللصق من سيئ إلي أسوأ وكأن المساوئ تقدم لذاتها.. والممثلون يمثلون من أجل هذا الغرض وحده لا أكثر.. فلا رؤية ولا حتي نظر.. انهم قطيع من العميان.. يسيرون بلا هدف!!

salaheldin-g@hotmail.com

الجمهورية المصرية في

19/02/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)