تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مقعد بين الشاشتين

القدس .. والسينما

بقلم : ماجدة موريس

* أين مكان "القدس" في السينما العربية الآن. سواء السينما المصرية أو الفلسطينية أو بقية السينما العربية؟. كان هذا سؤالا لشاب مصري في ندوة أقيمت بمعرض القاهرة للكتاب بعنوان "القدس في السينما" بمناسبة إعلان الجامعة العربية القدس كعاصمة للثقافة العربية هذا العام..

إن أول ما يتبادر إلي الذاكرة لنا جميعاً فيلم "الناصر صلاح الدين" ليوسف شاهين وإنتاج آسيا عام 1970 لنجده يكاد يكون الفيلم المصري الروائي الطويل والوحيد الذي دارت أحداثه في مدينة "بيت المقدس" وعنها بمناسبة الحملات الصليبية ضد المشرق. وما بيننا وبينه حوالي أربعين عاماً مضت بدون فيلم آخر يتناول وضعية المدينة منذ أيام صلاح الدين حتي اليوم. ولهذا قررت البحث عن الأفلام الأخري عن القدس. التي أنتجت خارج السينما المصرية والعربية. وكانت دهشتي عظيمة. ومؤلمة. حين راجعت ملف "القدس" السينمائي علي شبكة الإنترنت لأجد 175 فيلماً بالتمام والكمال تحمل اسم القدس!. صنعها سينمائيون من جنسيات مختلفة. الكثير منهم إسرائيليون. والأغلبية منهم صهاينة. هذا بالطبع إلي جانب الأفلام الأوروبية التي تستلهم المدينة كتاريخ ومكان يرمز للصراع السياسي بين الشرق والغرب مثل فيلم "مملكة السماء" للمخرج الانجليزي الكبير ريدلي سكوت والذي رأيناه في مصر عام ..2005 أما أهم الأفلام في هذه القائمة التي تحمل اسم المدينة عنوانها فآخرها في العام الراحل 2008 فيلم بعنوان "القدس" إنتاج جنوب أفريقيا وهو فيلم أكشن عن جريمة سرقة كبري. وفي عام 2007 قدمت السينما الإسرائيلية فيلما بعنوان "الموت في القدس" عن امرأة إسرائيلية قتلت بيد انتحاري فلسطيني ألقي بقنبلة في أحد ميادين القدس. وعام 2006 فيلم إسرائيلي آخر لإيلي شوراكي "أوه.. القدس" عن المعركة التي دارت من أجل المدينة عام 1948 قبل إعلان مولد إسرائيل.. وكان بطلا الفيلم عربيا ويهوديا!.. وفي عام 2005 قدمت نفس السينما فيلماً بعنوان "القدس الصغيرة". وعام 2003 "رحلة حب إلي القدس". أما آخر الأخبار فهو عن أحدث ما أنتجته ترسانة السينما الإسرائيلية عن القدس بعنوان "القدس.. العد التنازلي" والذي يبدأ عرضه يوم 24 فبراير الحالي. أي بعد أيام..

* علي الجانب الآخر.. الفلسطيني. يوجد فيلمان فقط يحملان اسم القدس.. الأول هو "القدس في يوم آخر" للمخرج هاني أبوأسعد والذي عرضه باسمين وكان الاسم الثاني هو زواج "رنا" وقد شارك في كتابته مخرجة سورية هي ليالي بدر ومخرج مصري هو إيهاب لمعي. وتدور أحداثه في يوم واحد عند حاجز أمني إسرائيلي يقوم الجنود فيه بالتعامل مع الفلسطينيين بقسوة وعجرفة. فيرفضون عبور "رنا" العروس وأهلها إلي الجانب الآخر من المدينة لإتمام إجراءات الزواج.. ويمر الوقت بدون أي تغيير لموقف جنود الاحتلال مما يدفع رنا وخطيبها والأهل إلي تغيير خططهم. فيرسلون واحداً منهم يحضر المأذون ليعقد القران.. عند الحاجز.. وفي الشارع وسط الناس كلها.. ولتنتصر إرادة الحياة والمقاومة ضد عنف الاحتلال. أما المخرجة ميريام عزيز فلها فيلم وثائقي عام 2007 عن المدينة بعنوان "العام القادم في أورشليم".. وأخيراً فقد أنتجت هيئة الإذاعة البريطانية "البي.بي.سي" مسلسلاًعام 2006 باسم "لعبة لقدس"..

ولعل هذه الأرقام المؤسفة لتعامل السينما العربية مع المدينة بكل ما تمثله من معان وتاريخ وصراعات في الماضي والحاضر تنبه المؤسسات الإنتاجية العربية لأهمية التعامل بجدية مع القضية الفلسطينية. وقضية القدس تحديداً التي تحاول إسرائيل الاستيلاء عليها وجعلها عاصمة لها. وبدلاً من الهتافات فإن في خزائن شركات الإنتاج السينمائي القديمة "أي شركات السينما المصرية التقليدية" والجديدة. "أي الشركات التي تأسست مؤخراً ضمن شبكات التليفزيون العربية الكبري "الأوربت mbc روتانا دبي art في خزائنها أموال كثيرة مخصصة للإنتاج لملء ساعات البث. وبرغم كل ما يسمعه المرء عن إنتاجها. فإنه لا يوجد بينه عنوان لفيلم واحد عن "القدس" أو القضية العربية الكبري منذ ستة عقود والتي تبلغ الأفلام التي أنتجت عنها أيضاً عددا قليلا. أبرزه أفلام نادرة استطاعت أن تصل لقمة التعبير عن الأزمة سواء أزمة فلسطين أو أزمة العرب أنفسهم مثل "المخدوعون" لتوفيق صالح عن رواية غسان كنفاني "رجال تحت الشمس" عام 1980 وإنتاج مؤسسة السينما السورية. والذي يطرح بحث الفلسطيني عن عمل ومكان. ثم فيلم يسري نصر الله "باب الشمس" عام 1998 الذي يتناول ما حدث للشعب الفلسطيني منذ النكبة الأولي إلي الثانية في مخيمات اللجوء بسوريا ولبنان والأردن..

magdamaurice1@yahoo.com

الجمهورية المصرية في

19/02/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)