|
فشل المفاوضات الفنية بين المنتجين والنجوم الكبار فى تخفيض أجورهم
الفلكية التى تلتهم ميزانيات المسلسلات دفع هؤلاء المنتجين لفتح معابر فنية
جديدة من خلال الاستعانة بالنجوم الشباب فى أعمالهم الإنتاجية، وفى مقدمة
هذه الأعمال مسلسل «أدهم الشرقاوى» لمحمد رجب و«ليالى» لزينة و«سطور الرعب»
لعمرو واكد و«المصراوية» لنور رحال.. سألنا صناع هذه الأعمال حول السر
الحقيقى وراء استعانتهم بالنجوم الشباب لتحمل مسئولية عمل بأكمله وفرص نجاح
وتسويق هذه الأعمال مقارنة بالنجوم الكبار ولمن ستحسم المنافسة بين الكبار
والشباب فى رمضان المقبل. «مش فارق معايا النجم» بهذه العبارة التى تبدو
للوهلة الأولى عنترية بدأ أمير شوقى منتج مسلسل «ليالى» الذى أسند بطولته
للفنانة الشابة زينة وفسر ذلك بقوله: لا أجد أى مخاطرة فى الاستعانة فى
أعمالى الإنتاجية بنجوم شباب لأسباب عديدة منها الارتفاع الجنونى لأجور
النجوم الكبار وعدم رغبتهم فى تخفيض أجورهم التى تلتهم ما يقرب من ثلث
ميزانية أى عمل درامى بشكل يؤثر سلبا على العمل نفسه إضافة إلى حالة الملل
التى أصابت المشاهدين من تكرار هؤلاء النجوم لأكثر من عشرين عاما وسقوط
بعضهم فى تحقيق النجاح المتوقع من أعمالهم، لذلك كان لابد من إتاحة الفرصة
للنجوم الشباب فى محاولة لخلق صف جديد من هؤلاء النجوم يمكن الاعتماد عليهم
فى تسويق الأعمال الدرامية. وأضاف: مالايعلمه الكثيرون أن تكلفة التسويق
الخارجى سواء لأعمال النجوم الكبار أو الشباب لاتختلف كثيرا، لكن التسويق
الداخلى ربما يختلف بسبب الإعلانات، لذلك كله قررت وشريكى المنتج صادق
الصباح توفير الجزء الأكبر من الميزانية الذى يذهب لشخص واحد «أحد النجوم
الكبار» مقابل الاهتمام بتقديم سيناريو جيد ومختلف وفريق عمل موهوب ومتمكن
والتصوير فى أماكن جديدة بكاميرات ذات صورة عالية الجودة «هاى ديفينشن» بما
يؤدى فى النهاية إلى تقديم عمل درامى متميز. - وعن اختيار الفنانة الشابة
زينة فى أول بطولة مطلقة لها فى الدراما التليفزيونية أوضح شوقى: لا أجد
فارقا كبيرا فى الاستعانة بفنانة مثل منى زكى التى تطلب الآن أكثر من سبعة
ملايين جنيه لبطولة عمل درامى وبين الاستعانة بالفنانة زينة التى لاتطلب
هذا الأجر المبالغ فيه للغاية مادمت سأحصل على ما أريده تمثيليا من هذه
الممثلة من ناحية ومن ناحية أخرى سأوفر فارق الأجر فى الاهتمام بما يزيد
العمل الدرامى. - وكشف شوقى: لن أتوقف عن الاستعانة بالنجوم الشباب، فهو
اتجاه صحى فى صالح الدراما المصرية حتى أننى تعاقدت بالفعل مع الفنان الشاب
سامح حسين ومى كساب لبطولة أعمال درامية فى العام المقبل. ؟ النجم الأوحد
محمد الغيطى مؤلف مسلسل «أدهم الشرقاوى» كشف عن معاناة كانت تؤرقه كثيرا
لسنوات طويلة قائلا: ظللت أعانى كثيرا من مسألة الاعتماد على النجم الأوحد
الذى يتحكم فى ميزانية العمل الدرامى وفى التسويق من ناحية، وربما يتطرق
الأمر إلى التدخل فى اختيار فريق العمل أو فى السيناريو من ناحية أخرى مما
يمثل مأزقا صعبا يجعل المؤلف والمخرج والمنتج بين فكى الرحى بين النجوم
الكبار والخضوع لرغباتهم من جانب وبين التسويق وشروطه من جانب آخر. - وعلى
غير المتوقع أكد الغيطى: أن الاستعانة بالنجوم الشباب ليست لخلق صف جديد من
النجوم الشباب كبديل للنجوم الكبار فقط، ولكن لخلق مستوى فنى جيد للدراما
التليفزيونية من خلال القاعدة الذهبية التى تؤكد ضرورة وجود سيناريو يتفق
عليه المؤلف والمخرج، ثم يبدآن فى اختيار فريق العمل، أما الإنتاج والتسويق
فهما مهمة المنتج دون أى تبديل فى مهام صناع العمل الدرامى المفترض أن يتم
تسويقه من خلال قوة موضوعة ومدى خدمة هذا الموضوع بفريق عمل جيد وإخراج
متميز وليس التسويق باسم النجم لأن هذا الأمر ثبت فشله فى السنوات الأخيرة
خاصة فى الدراما التليفزيونية وليس السينما. ؟ المستفيد الأول وجهة نظر
مختلفة قدمها المؤلف مجدى صابر قائلا: السنوات الأخيرة أثبتت أن أسماء
النجوم لم تعد ماركة مسجلة لدى القنوات الفضائية عند تسويق أعمالهم بعد فشل
بعض أعمال هذه النجوم فى تحقيق النجاح المتوقع منه حيث تشترط هذه القنوات
الآن مشاهدة بعض الحلقات التى تم تنفيذها من العمل قبل الموافقة على شرائه
أو عرضه وأرى أن هذا التوجه هو المطلوب عمله الآن. - ولفت صابر النظر إلى
نقطة أخرى: المعروف أن الكم المنتج سنويا من الأعمال الدرامية يزيد على
ستين مسلسلا ولايوجد فى الساحة الدرامية سوى عدد من النجوم الكبار الذين
يعدون على أصابع اليد الواحدة، لذلك كان لابد من الاستعانة بالنجوم الشباب
بقوة لتصعيدهم فى ظل حاجة الساحة الفنية كل عام إلى خمسة أو ستة نجوم
موهوبين لتجديد دماء الدراما المصرية وحتى لايمل المشاهد من النجوم الذين
يضطر إلى مشاهدتهم كل عام دون تغيير. - وأضاف: المستفيد الأكبر من هذا
التنوع فى النجوم ما بين الكبار والشباب هو المشاهد المصرى ويأتى بعد ذلك
الدراما المصرية التى ظلت تعانى لسنوات طويلة من تحكمات النجم الأوحد وما
يفرضه من شروط من ناحية والإعلانات التى تتخذ من الدراما سلة لوضعها بها من
ناحية أخرى. ؟ الإعلانات ؟ من جانبه قال المشرف على الإنتاج الدرامى بمدينة
الإنتاج الإعلامى يوسف عثمان: لو عدنا للوراء قليلا فسوف نجد أن أغلب
الأعمال الدرامية التى قدمها التليفزيون المصرى فى الثمانينيات مثل مسلسلى
«ليالى الحلمية» و«رأفت الهجان» وغيرهما من الأعمال التى كان التركيز فيها
على موضوع العمل والإخراج فى المقام الأول وليس على نجم العمل، ومن خلال
هذه الأعمال خرج نجوم كثيرون فى الساحة الفنية، لكن عندما دخلت فى هذه
الساحة الشركات الإنتاجية الخاصة أصبح التركيز على اسم النجم الذى يجلب
الإعلانات لهذه الشركات بشكل أثر بالسلب على الأعمال الدرامية ومع اهتمام
هذه الشركات بالإعلانات أصبحنا نشاهد إعلانات مضافا إليها بعض الفقرات
الدرامية وليس مسلسلات درامية يتخللها فقرات إعلانية، مما جعل المشاهد
ينصرف عن مشاهدة الكثير من هذه الأعمال التى يعتمد منتجوها على هذا الأسلوب
من أجل المقابل المادى فقط، واسترجاع ما تم إنفاقه على هذه الأعمال دون
النظر إلى القيمة الفنية التى تقدم من خلالها، الأمر الذى زاد من سطوة
النجوم الكبار فى فرض شروطهم باعتبار أن أسماءهم اللامعة هى التى تجلب
الإعلانات، مما أفسد ساحة الدراما المصرية. وأشار عثمان: للأسف الشديد هذا
التوجه تبنته الشركات الحكومية أيضا لجلب مزيد من الإعلانات للمسلسل الذى
يقوم ببطولته النجم الفلانى لإثبات أن هذا العمل ناجح بلغة الأرقام أى بلغة
الفلوس، إلا أنه غاب عن الجميع أن الإعلانات سوف تأتى، لكن يجب استخدامها
بطريقة صحيحة دون أن تكون ورقة الضغط التى يمارسها النجم على المنتج من أجل
الحصول على مقابل مادى كبير. - وعلى غير العادة أكد عثمان: البث من خلال
التليفزيون المصرى للأسف الشديد ساهم فى ترسيخ هذه الأخطاء الموجودة فى
الساحة الإنتاجية بدلا من تصحيحها، حيث يسارع إلى شراء الأعمال التى يقوم
ببطولتها نجوم كبار «حتى لو كانت واقعة» ويبتعد عن شراء الأعمال التى يقوم
ببطولتها نجوم شباب حتى لو كانت جيدة، لكن العام الماضى أثبت فشل هذه
النظرية بدليل نجاح مسلسل «أسمهان» الذى قدمته الفنانة السورية سولاف
فواخرجى، وهذا التوجه سيتم الأخذ به فى اختيار مدينة الإنتاج الإعلامى
للأعمال الدرامية التى سيتم تقديمها فى رمضان المقبل من خلال اختيار
سيناريوهات جيدة يقوم ببطولتها نجوم شباب مع نجوم كبار كنوع من التكامل
والتعاون الذى يخدم العمل الفنى بشكل والدراما المصرية بشكل عام. ؟ التسويق
؟ الناقدة خيرية البشلاوى أوضحت: للأسف الشديد لايزال بعض المنتجين يرون فى
النجوم الكبار القدرة على تسويق أعمالهم الدرامية رغم فشل بعضهم فى هذا
الأمر وأضافت: بعض المنتجين بدأ ينتبه إلى أن الاعتماد على ثلاثة أو أربعة
نجوم كبار أمر غير صحى بالمرة، لذلك بدأ الاتجاه إلى عملية الميلاد المتكرر
للنجوم الشباب فى صناعة قوية مثل الدراما بما يكشف عن حيوية هذه الصناعة
لكن يجب ألا يتم إغفال المحتوى أى مسألة تقديم سيناريو جيد ومخرج قوى
لترجمة هذا السيناريو إلى صورة متميزة وجذابة.
صباح الخير المصرية في
15/02/2009
خلطة فوزية بنكهة لاتينية
هناء فتحي
ماذا لو رشقت غصناً صناعيا فى طين الأرض؟ هل يثمر الغصن أوراقاً.. وهل
تفوح منه الرائحة؟ لم يكن هذا وحده الخطأ الأكبر الذى وقعت فيه مجموعة
العاملين بفيلم «خلطة فوزية».. ثمة خطأ أكثرفداحة.. وأخطاء أخرى أقل. قبل
مشاهدة هذا الفيلم كنت معبأة بفكرة مسبقة أن فيلم «خلطة فوزية» تفوح منه
ذائقة لاتينية باعتبار احتفالية المرأة برجالها الخمسة.. وهى فكرة ـ مع
الفارق ـ تأتى عكسية فى الأدب اللاتينى حيث يحتفى الرجل بنسائه الكثيرات.
تحديداً.. يبدو الفيلم وكأنه قد تلبسه شبح رواية الكاتب الكولمبى
الأعظم «جابرييل جارثيا ماركيز» «ذاكرة غانياتى الحزينات».. روايته الأخيرة
حتى الآن والتى صدرت منذ عامين.. وفى الحقيقة كانت هذه الرواية هى أضعف
كتابات «ماركيز» وأقلها قيمة.. بل وأقلها فى عدد الصفحات.. إذ قد تجاوز بعض
رواياته الخمسمائة صفحة أو أقل قليلا مثل «مائة عام من العزلة».. أو «الحب
فى زمن الكوليرا».. أو «خريف البطريرك».. لكن «ذاكرة غانياتى الحزينات»
كانت مائة صفحة ـ مع مط القماشة لأقصى مايستطيع ـ لأنها لم تكن إلا رواية
فى الجنس عن صحفى بلغ التسعين من عمره وقرر أن يحتفى فى عيد ميلاده بحيازة
صبية جميلة.. ومن خلالها يتذكر علاقاته بكل نسائه العاهرات. حاول فيلم
«خلطة فوزية» أن يعيد تشكيل تلك الروح ويزرعها كالغصن الصناعى فى طين مصر..
وبدا الفيلم منذ البداية وحتى مشهد النهاية، وهو يحتفى بامرأة وخمسة رجال
تزوجتهم واحدا تلو الآخر حيث تعيش البطلة «إلهام شاهين» فى حى شعبى شديد
الفقر والكآبة.. بدا أهل هذا الحى وكل مشكلاتهم قد اختصرها الفيلم فقط فى
الجنس وقدرة الرجال.. فغادة عبد الرازق لا تفعل شيئا سوى البحث عن رجل حتى
لو اضطرت إلى خطف زوج جارتها.. أو مساومتها على اقتنائه.. حتى عايدة عبد
العزيز أم إلهام شاهين فى الفيلم يغرر بها رجل ويتزوجها عرفيا ويسرق
أموالها وذهبها!!! ولأن الفيلم ليست به قصة ولا مناظر فقد كانت شخوصه
كالغصن الصناعى غير ناتئة فى طين الأرض.. فأبطاله يموتون ولايؤثرون فى
الأحداث، يأتون ويرحلون بلا تصاعد درامى.. الشخوص كلها واقفة فى مكانها لا
تتحرك.. مجرد حوار بين هذا وذاك.. أو مونولوج يقوله أحد الأبطال ليحكى عن
سيرة حياته.. مع أن هذه سينما.. أى أن الكاميرا هى التى لها الفعل الأول
والأساسى فى الأحداث.
حاول المخرج «مجدى أحمد على» جاهدا التمسك بتمائم رائعته السابقة «يادنيا
ياغرامى»، وهم: مجدى فكرى وهالة صدقى وراجح داود والحى الشعبى.. وجميعهم
خذلوه لأن مكانهم كان خارج هذا العمل.. أو لم يكن لهم علاقة بهذا العمل..
ولم تستطع كاميرا «نانسى عبدالفتاح» البديعة أن تأخذنا لسحر الحكايات.. فلم
تكن ثمة حكايات بالفيلم فقط امرأة وخمسة رجال وسابعهم الجنس.
روز اليوسف المصرية في
15/02/2009 |
