تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

7 حيوات وموت واحد

قيس قاسم

سبعة جنيهات

من التلفزيون انتقل الممثل ويل سميث الى السينما. وبانتقاله إليها تحول من ممثل مسلسلات كوميدية الى بطل رئيسي لأفلام درامية، جسد فيها شخصيات شديدة الحساسية والتأثر، مثل: «علي» عن حياة الملاكم محمد علي كلاي، «ملاحقة السعادة» و«أنا الأسطورة». في معظم أفلامه، كان هو المتميز وليس الفيلم نفسه. بعبارة أخرى، كان سميث هو من يرفع مستوى الأفلام، لا هي التي ترفعه. ويكاد الشيء نفسه يتكرر في فيلمه الأخير «سبعة جنيهات».

أضفت تصرفات بن توماس (الممثل ويل سميث) العنيفة مع شخصيات يتصل بها هاتفياً، يشتمها وينكل فيها، غموضا على الشريط، وزاد صمته وعزلته في بيت رائع على ساحل البحر، الإحساس بالحيرة والالتباس عند مشاهديه. نحن أمام رجل ثلاثيني العمر، حزين، ملامحه شديدة الجدية. لا نعرف لماذا يتصرف بهذه الطريقة القاسية مع موظف أعمى في الاتصالات، يجرحه ويسخر من عاهته. ماذا يفعل هذا الرجل وماذا يريد؟ لن يساعدنا المخرج غابريال موكينو بسهولة للخروج من هذا اللبس، بل يتعمد إطالته، عبر لجوئه الى أسلوب «التقتير» في الكشف عن شخصية «بن» وبعض الأحداث التي مرت في حياته عبر مسارين: الأول اعتمد فيه على استرجاعات زمنية «فلاش باك» متكررة وغامضة هي الأخرى، تعاد فيها مشاهد أطفال وامرأة داخل سيارة تسير على طريق خارجي. والثانية خروجه من عزلته في حركة بحث واستجواب لشخصيات يعرفها على الورق ولم يتصل بها مباشرة وجها لوجه قبل الآن، مثل لقائه «اميلي» صاحبة المطبعة والمريضة بالقلب.

يبدأ فصل جديد من الحكاية عندما يذهب بن توماس لمقابلة المريضة اميلي في المستشفى ويسألها عن دخلها، باعتباره مفتشا في دائرة الضرائب. إذا هذه وظيفته؟ وبعد معرفته بسوء حالتها الصحية، والمتوقف شفاؤها على عثور الأطباء على قلب يزرعونه لها، بدلا من قلبها التالف، يقرر اعفاءها ضريبيا. ومع الوقت تنشأ علاقة عاطفية بينهما يرشح من خلالها بعض من حقيقة شخصيته. فالرجل كان يعاني من أزمة نفسية حادة وشعور بالذنب بما تسببه حادث تصادم سيارته مع أخرى على الطريق الخارجي، ماتت فيه زوجته وابنه وخمسة أشخاص في السيارة الأخرى. سبعة أرواح بريئة، دفعته الى محاولة قتل نفسه تخلصا من الإثم.

مع اميلي عاد اليه بعض الأمل، ودبت الحياة في جسده وروحه، لكن، ومع هذا، بقي هناك غموض ما في سلوكه. ذهب لملاقاة امرأة عجوز في أحد المستشفيات، وخلص أخرى مع أطفالها من زوجها القاسي والمتهور، فتنازل لها عن بيته الفخم، وصار يتابع أخبار الرجل الأعمى ويلح على شقيقه بتنفيذ الوعد الذي قطعه على نفسه. أي وعد؟ لا ندري. بعد تنازله عن مسكنه ذهب الى فندق (موتيل) رخيص وأحضر حوضا ملأه ماء ووضع فيه هلامية بحرية. الى هنا ومسار الفيلم ما زال سائرا برومانسية ومتخذا طابعا عاطفيا، نجد تعبيراته الدقيقة في انتشاء روح توماس ورقة سلوكه. نحن الآن أمام إنسان آخر، رائع، حساس، عاطفي ومحب. لقد أصبحنا قريبين من النهاية بعدما اتضح كل شيء تقريبا. هكذا جعلنا مسار الحكاية نظن. ويا للخيبة! ففي لحظة رومانسية هادئة، كان توماس غارقا فيها مع اميلي (الممثلة روساريو داوسون) يصل شقيقه بسيارته الى بيتها ويطلب من توماس إعادة هويته الشخصية التي ظل توماس يستخدمها بصفته موظفا في دائرة الضرائب، ويطلب منه التوقف عن خداع الناس. هذا الموقف سيهدم كل ما توقعناه. فالشخصية التي ظننا اننا تعرفنا عليها وعرفنا قصتها، لم تكن هي نفسها، ويا للحيرة!

عاد توماس الى حزنه ثانية، لكن شيئا من الصفاء ملأ روحه. ذهب الى غرفته ودخل الحمام، وسكب الماء المثلج على جسده، تسرب البرد الى جسده، قاومه وخففت لسعات الحيوان الهلامي من ألمه. لقد انتحر. لقد خدعنا بن. لقد كان طوال الوقت يخطط لانتحاره. كان يريد منذ البداية تعويض ضحاياه. وهذا ما كشفه المشهد الأخير حين اجتمع سبعة أشخاص في يوم دفنه. سبعة أجساد أنقذها بن من الموت، لقد تبرع لها بأعضائه، وهذه كانت وصيته التي ألح على شقيقه لتنفيذها. أوصى بقلبه لأميلي وعينيه للرجل الأعمى وللمرأة العجوز كبده ولأخيه رئتيه ولغيرهم جزءا ما من جسده. لقد وهب جسده قربانا، ومات مرتاح الضمير!

حبكة الفيلم كما هو واضح، التبرع بالأعضاء. موضوع مطروق، لم يضف إليه المخرج غابريال موكينو كثيرا، ومن ساعد على إنجاحه، من دون جدل، الممثل ويل سميث. لقد رفع بأدائه الرائع والمقنع مستوى الحكاية الى مستوى رفيع، وحول «سبعة جنيهات» كله الى فيلم ممثل بامتياز.

«بولت» بصوت ترافولتا قصة وفاء

يؤكد فيلم الحركة «بولت» على العلاقة الخاصة بين الكلب والإنسان في معالجة جديدة اعتمدت، هذه المرة، عوالم صناعة الرسوم المتحركة في استوديوهات شركات الإنتاج التلفزيوني كموضوع تدور حوله حكاية الكلب (بولت) وصديقته (بيني) عندما اشتركا في مسلسل تلفزيوني حمل اسمه. الفيلم يمزج بين الواقع والخيال، بين بولت العادي ودوره الخيالي في المسلسل، ككلب خارق القوى يطارد رجل العصابات الشرير الملقب بـ«العيون الخضراء». ولأنه يصعب على الأطفال الذين هم دون السابعة، التمييز بين الواقع ومجريات المسلسل، قررت شركة والت ديزني تحديد عمر المشاهدة بالسابعة فما فوق.

اشترك بولت وبيني في المسلسل الذي أراد منتجوه إقناع الكلب بولت (صوت الممثل والمغني الشهير جون ترافولتا) بأنه حقا خارق القوى وقادر في كل مرة على تخليص صديقته من شرور «العيون الخضر». وفي احدى المرات، أخفوا صديقته عنه فاعتقد، انها خطفت حقا، فراح يبحث عنها خارج الاستوديوهات. ومع الوقت، ومن خلال تجاربه الواقعية، اكتشف أنه لا يملك قوى خارقة، وأن عليه الاعتماد على قدراته الحقيقية لإنقاذ صديقته. في مهمته الخطيرة ينضم إليه صديقان: فأر شجاع يعيش وسط كرة بلاستيكية وقطة، ماضيها غير نزيه، لطول ما استغلت الطيور المسكينة لصالحها، وشغلتها عبيدا لها، لكنها وبعدما تعرفت الى بولت قررت عمل الخير ونبذ الشر. بعد بحث طويل، يتعرض الثلاثة لمخاطر كبيرة، يعثر بولت على بيني، وحين يهم بملاقاتها يجدها، في تلك اللحظة، وسط لهب من النار، نشبت في إحدى قاعات التصوير، فيهرع لإنقاذها من الموت مجازفا بحياته في سبيلها.

قصة الفيلم تمجد الوفاء وتعيد تكرار حقيقة الصداقة الأبدية بين الكلب والإنسان وتعطي للأطفال درسا في أهمية الاعتماد على النفس والثقة بها.

الأسبوعية العراقية في

15/02/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)