تعزيزا
للمشهد السينمائي ورغبة في الاحتفاء بالفيلم التسجيلي تجري التحضيرات
والاستعدادت في تونس لاطلاق الدورة الرابعة لمهرجان الفيلم الوثائقي في
الفترة الواقعة بين الاول ولغاية الخامس من شهر نيسان المقبل .
لاقت
الدرورات الثلاث من المهرجان الكثير من الاعجاب والاقبال من متابعي وعشاق
هذا النوع من الافلام قبل ان يقرر منظمو المهرجان في دورته المقبلة بضرورة
التوسع في ميزانيته واقسامه باعتباره من الاضافات النوعية للحراك الثقافي
والابداعي لمدينة تونس .
ومن بين
ملامح الدورة الجديدة التي سيجري الاعلان عن تفاصيلها قريبا تعدد انشطة
وفعاليات المهرجان حيث جرى تهيئة العديد من صالات السينما التونسية
لاستقبال عروض عشرات الافلام المشاركة والقادمة من بلدان عربية واجنبية
مختلفة حيث سيجري توزيعها على اقسام المهرجان التي تشتمل على قسم المسابقة
للافلام الجديدة الاتية من بلدان حوض البحر الابيض المتوسط بالاضافة الى
قسم خاص يعرف بالنتاج التسجيلي في تونس وفيه يجري تسليط الضؤ على افلام من
انجازات خريجي مدارس ومعاهد واندية السينما في تونس الى جانب اقسام اخرى
يجري فيها تكريم قامات السينما التسجيلية في البلدان العربية والاوروبية
بالاضافة الى عروض تسجيلية عربية وعالمية متباينة الاهتمامات جالت في
المهرجانات العربية والدولية .
والقائمون
على المهرجان بصدد دعوة سائر مبدعي هذا النوع من الافلام والمهتمين خصوصا
اولئك المقيمون في بلدان المغرب العربي وفي البلدان المطلة على سواحل البحر
الابيض المتوسط وباقي تجمعات ومؤسسات البلدان العربية والافريقية املين بان
تغدو هذه الاحتفالية مناسبة سنوية دورية راسخة تمتلك شروطها الخاصة كمهرجان
عربي اوروبي افريقي يقف في موازاة ايام قرطاج السينمائية .
وستتمحور
فعاليات الدورة المقبلة على اكثر من محور سياسي واقتصادي واجتماعي يتعلق
بشكل خاص في بلد مثل الصين وما شهده في غضون السنوات الماضية من تحولات
ونهوض عميق تصب في خانة الرؤية والمقارنة تجاه العالم المعاصر الذي يواجه
مصائر قاتمة على اكثر من صعيد والتهافت على المواد الاولية والطاقة والحلول
التي تنهج سياسة العنف وسيجري اختيار تلك الافلام التسجيلية التي تصل درجة
معالجتها الى حدود التجريب والابتكار في السرد أو الحفر على مواضيع تعاين
الهموم الذاتية لصناعها او تشتبك مع احداث ساخنة في ايقاع الحياة اليومية
لشعوب العالم .
وستتضمن
الدورة ايضا على تنظيم واقامة اكثر من ندوة وورشة تدريبية متخصصة في حقل
الفيلم التسجيلي يشارك فيها طاقات شابة وراسخة اختارت هذا النوع من الافلام
كوسيلة للتعبير عما يحيط بهم من مشكلات وامال وطموحات .
حملت دورة
العام الماضي التي ترأسها فريديريك ميتران مجموعة من الاشارات على قدرة
منظمي المهرجان في طموح بأن تدفع في اتجاه ان يكون من ابرز الاحتفاليات
السينمائية في تونس اذ جرى الاحتفاء بالفيلم التسجيلي التونسي وصناعه من
جيل الشباب والمكرسين وبمشاركة كثيفة من بلدان عربية واوروبية وافريقية
واسيوية ومن اميركا الجزء الاكبر منها يقع على ضفتي المتوسط غلبت عليها
افلام تتصدى للاحتلال والهيمنة والتسلط مثلما كان بافلام السينما التسجيلية
اللبنانية والفلسطينية والفرنسية التي تابعها حضور كثيف حيث قدمت مجموعة من
الافلام التسجيلية على غرار: مغارة ماريا للفلسطينية بثينة كنعان خوري
وحوار الصم للسينغالي كادلي سيلا وأولاد لينين للتونسية نادية الفاني
ومرحبا أوروبا للفرنسي روني اولمر واصوات من دارفور لفابيان لوهيرو من
فرنسا ايضا.
يشار الى
ان فضاء السينما العربية يفتقر الى هذا النوع من الاحتفاليات المخصصة
للفيلم التسجيلي باستثناء ما تقدمه مهرجانات السينما العربية المعروفة من
هامش او نافذة يطل منها على خجل عدد محدود من الابداعات التسجيلية.
الرأي الأردنية
05/02/2009 |