تعكس حركة
ارتياد دور العرض السينمائي ونوعية الأفلام التي يقبل عليها الجمهور في بلد
ما اتجاهات الحراك والتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المجتمع
فرغم الانفجار الفضائي التلفزيوني وما يوفره من مواد ترفيهية تنافس الأفلام
السينمائية وتتقاطع معها إلا أن هذا الفن استطاع أن يصمد وأن يطور من نفسه
بل ونجح في أن يستغل هذا الزخم التلفزيوني في اجتذاب مزيد من المشاهدين الي
دور العرض سواء من خلال الاعلانات المكثفة عبر التلفزيون أو بالبرامج
والمقابلات التي توسع من دائرة شهرة نجوم الفن السابع وأفلامه ولا يخرج
المجتمع القطري بالطبع من دائرة هذا المنهج في الارتباط ما بين المتغيرات
الاجتماعية والثقافية والسلوك الترفيهي للأسر والأفراد فكما شهد المجتمع
القطري في السنوات العشر الأخيرة قفزات نوعية في النمو الاقتصادي والتعليمي
والحراك السياسي وهامش الحريات والأنشطة الثقافية وأنشطة منظمات المجتمع
المدني شهد ايضاً تغيرات مماثلة في انماط السلوك الاجتماعي وما يهمنا منها
هنا هو انماط الترفيه التي يختارها المجتمع وتأثرها بهذه المتغيرات.
فلسنوات طويلة ظل ارتياد دور العرض السينمائي في قطر ومعظم دول الخليج
العربي يقتصر تقريباً علي الرجال وأسر الجاليات الوافدة خصوصاً الآسيوية
ومع دخول قطر في حالة النمو الاقتصادي المتسارع خلال النصف الثاني من
التسعينيات وظهور المجمعات التجارية ظهرت ايضاً في هذه المجمعات مجموعة من
دور العرض السينمائي الحديثة التي اهتمت بعرض احدث الأفلام العالمية
والعربية في جو من الخصوصية والفخامة والرفاهية وفي بضع سنوات قفز عدد دور
العرض من ثلاثة دور عرض الي خمسة وعشرين وقفز عدد الأفلام المعروضة من أقل
من مئة فيلم الي أكثر من 340 فيلماً سنوياً ووصل عدد رواد دور العرض في عام
2008 الي رقم قياسي يقترب من مليون ونصف المليون مشاهد. وفي ما يلي بعض
الأرقام والمؤشرات التي يمكن الخروج بها من هذه المعلومات.
بلغ عدد
الأفلام الأمريكية المعروضة في الفترة من 2008/1/1 وحتي 2008/12/31م (208)
أفلام تصدرها فيلمان للأطفال هما
kingfu banda
(كنج فو باندا) وفيلم مدغشقر يليها فيلم
high
school musical
أو حفل التخرج وهو أيضاً فيلم موجه للشباب والمراهقين وتعكس هذه الأرقام
حقيقة واضحة وهي اهتمام الأسر في قطر باختيار أفلام الرسوم المتحركة
الموجهة للأطفال وأفراد الأسرة كوسيلة أساسية للترفيه كما يعكس ايضاً
القاعدة المعروفة التي تقول إن الرواد الأساسيين للسينما هم من عمر 14 الي
عمر 21 عاماً.
أما علي
مستوي الأفلام العربية فقد عرض 47 فيلماً عرض معظمها متأخراً عن موعد عرضه
في مصر البلد المنتج مما اثر سلباً علي الإقبال علي هذه الأفلام ولا يعكس
الترتيب القائم علي عدد الرواد بالضرورة اختيارات المشاهدين في قطر حيث إن
عدداً من الأفلام التي عرضت متأخرة ربما يكون الجمهور قد شاهدها في رحلاته
الي الخارج أو عن طريق نسخ مقرصنة منها. وقد جاء فيلم الريس عمر حرب في
مقدمة الأفلام العربية يليه فيلم هي فوضي وكلاهما للمخرج خالد يوسف الذي
بات يعتبر من أهم مخرجي السينما العربية ومن الملاحظات اللافتة للنظر تحقيق
خمسة أفلام هندية لأرقام قياسية من حيث عدد التذاكر المباعة يصل الي ضعف ما
حققته الأفلام العربية والأمريكية التي تتصدر قائمة الإيرادات.. أما علي
مستوي مواقع دور العرض فقد حققت دور العرض التابعة لشركة قطر للسينما
مبيعات وصلت الي 600 ألف تذكرة يضاف اليها العروض الخاصة للمدارس والأندية
وعروض المهرجانات وأسابيع الأفلام خصوصاً مهرجان سينما الأطفال الذي نظم
ضمن فعاليات مهرجان الدوحة الثقافي وشهد نجاحاً وإقبالاً كبيراً. أما دور
العرض في سيتي سنتر جراند سينما فقد ارتادها 679 ألف مشاهد بالاضافة الي
52 ألف مشاهد في قاعات ال
vip.
الراية القطرية
05/02/2009 |