دوافع العنف الاجتماعي في السينما الغربية ..
فيلم " السقوط " أنموذجاً ! " 3
"
يوسف أبو الفوز
الطريف انه حين اراد استخدام البازوكا، لم يعرف طريقة ترطيب
القذيفة والاطلاق فاقترب منه احد الاطفال وشرح له وعلمه كل شيء ،
وحين سأله : اين تعلمت هذا ؟ قال له : من الافلام في التلفزيون ؟
مشهد قصير وبحوار مكثف مع طفل بريء يدين فيه صانعو الفيلم الدور
التربوي السيئ للتلفزيون والسينما التي تحرض على العنف واستخدام
السلاح في المجتمع
.
يترك فوستر نفق المترو الذي دمره بنفسه ويجتاز سياجا حديديا ويحاول
عبور ملعب للغولف ليختصر طريقه، لكنه يواجه برجال مسنين ارسقراطيين
يحاولون طرده ومنعه من المرور لانه ليس عضوا في النادي . يشعر
بالغضب ، تعرض لنا الكاميرا ملعب الغولف الواسع الاخضر، وفوستر
يصرخ بأن هذا المكان كان يمكن ان يكون مساحة لتنزه العوائل الفقيرة
والخروج بسفرات قصيرة في عطلات الاسبوع ، ويشهر السلاح فيسقط احد
الرجال مصابا بنوبة قلبية. وثم يعبر حديقة فارهة لفيلا فخمة كأنها
قصر امير في الحكايات القديمة وينبهر بها، ويعرف انها تعود لطبيب
تجميل، ويتصل بطليقته من هناك ، فتخبره انه مريض وبحاجة لمساعدة ،
فيخبرها : اذا كنت تريدين ان تعرفي ما هو مرضي فتجولي قليلا في
المدينة. تهرب الزوجة من بيتها ويلحقها زوجها بحدسه للمكان الذي
تحب ان تكون فيه عند شاطئ النهر في الوقت الذي يصل الشرطي ايضا.
يحاول الشرطي ودون ان يشهر سلاحه ان يهدئ من انفعال وغضب وليم
فوستر المسلح بمسدس ، فيوافقه على اقواله ، وحين يتحدث فوستر مع
ابنته، ويضع مسدسه على الارض تنجح طليقته في خطف المسدس ورميه في
البحر والهرب مع الطفلة. ويواصل الشرطي محاولته لدفع فوستر لتسليم
نفسه ، لكن فوستر يطلق صرخته :"من الذي وصل بي الى هنا.عملت كل ما
طلبوه مني . بنيت صواريخ تحمي امريكا ، وكان يفترض تكريمي لكن كل
شيء ذهب الى اطباء التجميل. لقذ كذبوا علي". يوافقه الشرطي ليقول
له : انهم يكذبون على كل فرد، حتى على سمك الشاطئ ، فلم نعد
نقدرعلى السباحة وصيد السمك هنا ، لكن هذا لا يعطيك الحق ان تفعل
ما فعلت. ويخبر فوستر الشرطي انه لن يسلم نفسه وان معه مسدسا اخر
سيستخدمه واذا مات فأن شركة التأمين ستدفع التعويض لابنته ليضمن
شيئا في حياتها، يحاول ان يشهر المسدس فيقتله الشرطي لكننا والشرطي
نعرف بان ما كان يحمله هو مسدس اطفال بلاستيكي كانت ابنته تعبث به
في احد مشاهد الفيلم . يفهم الشرطي ان فوستر اراد الانتحار وبطريقة
يضمن بها ضمان مستقبل طفلته .
المشاهد للافلام الاربعة، سيلاحظ ان كل ابطال الفيلم، الذين تعرضوا
الى ضغوط خارجية بشكل ما ، ومارسوا العنف بطريقة عديدة ولاسباب
مختلفة ، كانوا يرتدون النظارات الطبية، كرمز للشخصية المتعلمة،
المرتبطة بشكل ما بعجلة الانتاج والدولة . وما عدا الفيلم الفرنسي
"البندقية القديمة" ، فأن بقية الافلام، حاولت وبشكل واضح توظيف
هذا الرمز. بدأها فيلم "كلاب القش" وسجلت له ، فهو كما ذكرنا من
انتاج 1971 ، وعنوان الفيلم مأخوذ أساسا عن الفلسفة التاوية
الصينية القديمة التي تشير الى كلاب القش التي تقدم كقرابين للالهة،
في هذا الفيلم، حين يواجه ديفيد رجال القرية، الذين يحاولون اقتحام
بيته، ينكسر زجاج نظارته الطبية، هذه الصورة التي حملها ملصق
الفيلم واشتهر بها، والذي فاز في حينه بجائزة كأحد افضل ملصقات
الافلام، هذا الكسر الذي تظهره لنا كاميرا الفيلم بلقطات عديدة،
ومن زوايا مختلفة، جاء رمزا لشيء انكسر في داخل الشخصية، هو الصراع
بين الافكار والمثل المسالمة التي يحملها والواقع المفروض عليه.
الاخلاق التي يتحلى بها والتي كانت تكبح العنف في داخله. الافلام
الاخرى ، "الفأري" عام 1973، ابرز لنا التغيرات في نفسية أندرسون
تحدث مترافقة مع الكسر في زجاج نظاراته، حين يقتحم مدرسته التي عمل
فيها خمسة عشر عاما ، ويصرخ بهم كونه كان مسالما، وفأريا ، وكبح كل
شيء في نفسه للحفاظ على بيته وابنه ، واذ فقد كل شيء ، فهو لم يعد
فأريا بعد ! وفي فيلم السقوط 1993، يعرض لنا وبلقطات عديدة ومقربة
الكسر في نظارات وليم فوستر. كان فيلم "السقوط " ابرز هذه الافلام
، في عرض لقطات معبرة وموحية ، تحمل ايحاءات ورموزا، دون الميل
للكثير من التفاصيل. فسوء حال المهاجرين والبطالة ونقص الخدمات في
لوس انجلس، تعكسه المشاهد القصيرة للمتسولين،والبائعين الجوالين،
واللقطات السريعة ذات الطابع الوثائقي التي يمر بها وليم فوستر وهو
يقطع شوارع المدينة. الذهاب للبيت، كانت رغبته بالحياة المستقرة
والامان ، يعبر عنها حين يدخل بيت طليقته الهاربة منه، فيضع شريط
فيلم فيديو عن عيد ميلاد سابق لابنته حين كانت العائلة معا، ونتابع
معه كيف كانوا يبدون سعداء، واذ يلاحق طليقته الى شاطئ البحر، يترك
لنا شريط الفيديو يدور، وهذا هو المشهد الذي ينتهي به الفيلم ، ان
تكون العائلة معا ويعيشون بسعادة، وهو حلم البطل الذي منعته من
تحقيقه عوامل عديدة.
ذاكرة السينما:فيلم بيرل هاربر
عرض: كمال لطيف سالم
تمثيل: بن أفليك، كيت بيكسنيل، جون هارتنت
اخراج: مايكل بي
افلام كثيرة انتجتها هوليود عن الحرب خاصة بعد دخول اميركا الحرب
ضد اليابان بعد ان دمر سلاح الجو الياباني نصف الاسطول البحري
الاميركي الرابض في جزر هاواي، واعقبت ذلك اهوال كثيرة كان اخرها
القاء القنبلة الذرية –على مدينتي هيروشيما وناكزاكي ، وقد صورت
خلال ذلك العديد من الافلام الوثائقية الحربية التي ترينا شناعة
التدمير والموت التي يصنعها البشر جراء بعض حماقاتهم.
ويأتي فيلم –بيرل هاربر- بعد فيلمي (الشفرة) و(العدو على الابواب)
الذي بلغت كلفته 40 مليون دولار. كتب سيناريو الفيلم –راغدال دلاس-
مركزاً على ثنائية الحب والحرب والذي يمثل هذه الثنائية هو الجندي
الطيار راف ماكولي والفتاة الممرضة ايفلين .وتبدأ لقطات الفيلم
بدخول الكاميرا اجواء ضبابية تحيط مدينة نيويورك عبر الحانات
والفتيات والصخب والموسيقى والبحث عن المتعة. وهنا تظهر الممرضة –كيت
بيسكانسيل- التي تجسد الحب والوفاء بالعهد اذ تنتظر حبيبها المتطوع
للقتال الى جانب الطيارين الانكليز ضد الالمان حيث تسقط طائرته في
المحيط وفقدانه واخبار صديقة الحميم داني ووكر حبيبته، ويتحول
الحديث عن الصديق والحبيب بينهما الى وشيجة جديدة ثمر عن حب جديد
وعنيف فيزرع داني نبته في احشاء ايفلين غير ان المفاجأة غير
المتوقعة تحدث عندما يعود الصديق والحبيب رابي معلناً عن عدم موته
وعودته لفتاة حلمه متلهفاً لملاقاة حبيبته التي فوجئت به. ورغم ذلك
تعترف بحبها لصديقه لظنها انه مات وهذا ما يحدث في فيلم سنكام
الهندي.
وهنا يقع رافي بموقف رافض غير ان اسراب الطائرات اليابانية التي
اخذت تقصف بعنف جعلته يقلب صفحة حبه وخسارته ليتوجه هو وصديقه
لقيادة طائرتين حربيتين حيث يتمكنان من اسقاط 19 طائرة يابانية،
ويرينا المخرج معركة بيرل هاربر عبر تقنيات مبهرة باستخدام الحاسوب
والاعيب الاخراج التي تعكس لنا هول الدمار الذي احدثته الطائرات
بالاسطول البحري الاميركي، وقد استغرق عرض هذه المشاهد قرابة 40
دقيقة جعلت المشاهدين يعيشون وكأنهم في قلب المعركة، وكان من
الطبيعي ان تتحول هذه الهزيمة الى رد اميركي بغارات ضربت مصانع
الاسلحة في اليابان بعمليات جسورة قادها الطيار الممثل –اليك
بالدوين- حيث اضطر الطيارون للهبوط في الاراضي اليابانية ثم
انقاذهم من قبل حلفائهم الصينيين.
ونتيجة لهذه المعارك يموت –داني- الذي يقود بالنتيجة الى جمع
الحبيبين رافي وايفلين- التي انجبت منه طفلاً اطلقوا عليه اسم
داني- باسم ابيه، فينتهي الفيلم نهاية سعيدة بلقطات الرئيس
الاميركي روزفلت الذي يعلق الاوسمة والنياشين على صدور المقاتلين
باحتفال كبير.
وهكذا نرى مآسي الحرب الذي تمثل بالقاء القنبلة الذرية على
هيروشيما وناكازاكي وهو ابرز حدث مآساوي في القرن العشرين.
100
عام على ميلاده..
أورسون ويلز.. الرجل الفظّ المحبوب الغزير المواهب!
ترجمة: عادل العامل
هنالك قصة مفادها أن أورسون ويلز سار مرةً إلى المسرح في عرضٍ قليل
الحضور و قال للحاضرين : مساء الخير. أنا أورسون ويلز ــ مخرج، و
منتج، و ممثل، و مدير فرقة موسيقية، و كاتب، و فنان، و ساحر، و نجم
مسرح و شاشة و إذاعة، و مغنٍ وسيم بارع. لماذا هناك الكثير هكذا
مني و القليل منكم بهذا الشكل؟ "
لقد كان موهوباً بغزارة و متغطرساً إلى حدٍ قيل معه أنه لم يبق إلا
أن يصير إلهاً! كما يقول الناقد روبرت غور ــ لانغتون في مقاله
هذا.
لكنه كان معجزة من دون أي شك. " الولد الأعجوبةً "، كما كان يُعرف
في أوساط المسرح، و قد ظهر على الغلاف الأمامي لمجلة
Time
و هو في سن 23 عاماً. و حين بلغ الـ 25 عاماً، أخرج، و شارك في
كتابة سيناريو فيلم " المواطن كين "، 1941، و مثَّل فيه، و هو
الفيلم الذي ظل لعقود يُعد أعظم فيلم تم إنجازه على الإطلاق.
و إذ تمر هذا الشهر الذكرى المئوية الأولى لميلاده يوم 6 آيار، ( و
قد توفي عام 1989 عن 70 عاماً )، يمكننا القول ، للمفارقة، إن هناك
مَن يتذكره اليوم للنبيذ المبتذل الذي كان يتناوله بقدر ما يتذكره
لفيلم " المواطن كين " ــ و هو خبطة من خبطات شباك التذكر ــ أو
أفلامه الأخرى، التي بقي الكثير منها غير منجَز بسبب افتقاره إلى
التمويل أو تعرضه للتلف في الستوديوهات.
و كان ويلز في ستيناته قد استُنزف و بدا أشبه بيقطينة ملتحية
هائلة. و كانت أناه، مع هذا كله، تفوق في قياسها حزامه، على
الدوام. لكن كم يبدو لنا اليوم شخصيةً باعثة على النشاط! فهوليود
زاخرة، كما هو معروف، بالناس الذين يمدحون بعضهم بعضاً في صخبٍ من
التملق المتبادل الزائف. و أحياناً نجد البعض، مع هذا، يقول عرَضاً
ما يعتقد به حقاً، مثل منتج الفيلم الذي وصف أنجلينا جولي بأنها "
مدلّلة مفسَدة قليلة الموهبة ". و هذه رسالة ألكترونية مسرَّبة إلى
طرف ثالث.
و كان ويلز سيقولها للممثل براد بِيت في وجهه. فمع أنه كان رجلاً
محبوباً و حساساً فإنه كان أيضاً غير واقعي، و فظاًّ بشكل متهور و
آراءه مثيرة للجدل بشكل متوقَّع منه. لكن بالنسبة لشخصٍ مثله قام
بتثوير المسرح، و السينما، و الإذاعة كلياً ــ و قد خدع الرأي
العام الأميركي بجعله يعتقد بأن نيو جيرسي يغزوها المرّيخيون بعمله
المكيَّف عام 1934عن " حرب العوالم " ــ فإن عمله المهني كان ينتهي
في وجبة غداء.
و كان يتناول عشاءه في المطعم الهوليودي نفسه مع كلبه المنتفخ
البطن كيكي و صديقه السينمائي هنري جاغلوم، الذي كان يسجل
أحاديثهما الاستثنائية، و كان يقطعها نُدُل، و نجوم سينما عابرون،
و روائح فظيعة قادمة من تحت المائدة. و يبقى ( غداءاتي مع أورسون )
واحداً من أكثر الكتب تسليةً ، و إثارةً للصدمة بشأن صناعة
السينما.
و كان ويلز يعرف كل شخص و كل شيء فيما يتعلق بالشغل. و كانت تعجبه
كارول لومبارد و حلاوة شخصية كلارك غيبل . لكن غريتا غاربو كانت
حسب رأيه " بقرة كبيرة العظم " كل أسلوبها عمل مسرحي قديم الطراز :
" إنها تفعل أي شيء ستفعله أنت لو كنتَ ملكةً مملة تقوم بتقليد
غاربو "!
و خلافاً لمعظم المخرجين، كان ويلز ممثلاً محترفاً، في أروع
حالاته. لم تكن تؤثر به جدياً معظم أيقونات هوليود. فكان يعتقد،
مثلاً، بأن معظم عمل براندو السينمائي كلام فارغ و بأن الرجل محدد
بشيء واحد : رقبته، التي " تشبه قطعة سجق غليظة ... ". كما أنه كان
باهتاً، وفقاً لويلز، الذي كان منصرفاً بالقدر نفسه عن لورنس
أوليفيه. فكان يهدر بقوله عنه، " إن لاري غبي جداً، أعني جدّياً ".
و لم يمنعه ذلك من أن يكون ممثلاً عظيماً، كما كان يُقرّ بإذعان.
و في إحدى المرات خلال وجبة طعام جاء ريتشارد بَرتون و سأل بأدب إن
كان بوسعه أن يأتي بأليزابث تايلور إلى المائدة لمقابلته. فقال
ويلز : " لا، كما يمكنك أن ترى. فأنا في منتصف غدائي. سوف أعرّج
عليكما في طريقي للخروج ". فانسل برتون عائداً إلى مائدته كجروٍ
أصابته لسعة سوط.
وما كان ويلز يهتم لأن برتون قد أصبح آنذاك، كما عبَّر عن ذلك : "
نكتةً مع زوجة شهيرة ... زوجة من دون رقبة ". و يبدو أن ويلز كان
لديه شيء بشأن الرقاب، و كانت رقبته هو قد اختفت في الأربعينات خلف
ذقونٍ عديدة. و قد بلغ في نهاية الأمر من الضخامة بحيث كان يطبّق
حِمية غذائية ليمثّل حتى شخصية شكسبير، فولستاف، الشهير ببدانته.
و لقد تزوج أورسون ثلاث مرات و كانت له ابنة من كل زواج. و كانت
زوجته الأولى فرجينيا نيكولسون التي فرّ معها في عام 1934 و كانا
كلاهما في سن 19. و كانت حاملاً عندما أقام ويلز علاقة مع الممثلة
جيرالدين فيتزجيرالد، و القنبلة الأميركية اللاتينية دولوريس ديل
ريو، حسناء عصرها.
وحين تزوج حورية هوليود الحمراء الشعر ريتا هيوارث، زوجته الثانية،
في عام 1943، أطلقت عليهما الصحافة وصف " الحسناء و الدماغ ". و قد
انتهى ذلك الزواج أخيراً. فقد تركها من أجل الممثلة و الأرستقراطية
الإيطالية بَيولا موري. و سرعان ما انفصلا و راح كلٌ في حال سبيله.
و قد قضى الـ 27 عاماً الأخيرة من حياته مع الممثلة الحسناء
الكرواتية أوجا كودار.
و كان ويلز ينظر إلى فيلم ألفريد هتشكوك " الـ 39 خطوة
The 39 Steps
"، و هو على صواب، على أنه تحفة أصيلة لكنه كره أفلام هتشكوك
الملونة اللاحقة مثل " الدوار
Vertigo"
الذي تفوق منذ ذلك الحين على " المواطن كين " في استطلاعات الرأي
كأعظم فيلم على الإطلاق.
أما بالنسبة لفيلم هتشكوك الكلاسيكي " النافذة الخلفية " ــ " أحد
أسوأ الأفلام " برأيه ــ فقد قال بمرح خبيث : " سأخبرك بما يُدهش.
و هو أن تكتشف أن جيمي ستيوارت ممثل سيّئ ... بل أن غرَيس كيلي
أفضل من جيمي ".
و لم يكن ويلز يشعر بالغيرة من موهبة أي شخص آخر ، فقد كانت لديه
وفرة من ذلك. إلا أنه كان يهزأ بالأذواق الغريبة للستوديوهات. كما
لم يكن لديه وقت لهمفري بوغارت. " فبوغارت جبان و مقاتل سيّئ
أيضاً، إنه يختار على الدوام عراكات في نوادٍ ليلية يعرف جيداً أن
النُدُل هناك سوف يمنعونه من القيام بها "!
وكما هي حال العباقرة الآخرين، كان ويلز شخصاً غير قابل للترويض أو
التقويم. و لم يكن يصنع أموالاً للمنتجين أبداً و كان على الدوام
فظّاً تجاه أولئك الذين يمكن أن يساعدوه. و مات ضحيةً، كما يرى،
لنظام الستوديوهات و فيلق أعداء هوليود. و الحقيقة المحزنة هنا أن
أسوأ أعدائه كان هو نفسه.
عن:
Express
المخرجة الإيرانية عايدة باناهاندي:
أيدينا المكبلة تمنعنا من تصوير أحلامنا
ترجمة: نجاح الجبيلي
عايده باناهاندي ، مخرجة إيرانية شابة، فبعد عشرة أعوام من العمل
في التلفزيون والأفلام القصيرة والأفلام الوثائقية، ها هي تصنع أول
فيلم طويل لها بعنوان"ناهد"، الذي يدور حول أم عزباء تجبر على
محاربة الآراء المسبقة في المجتمع كي تعيش حبها الجديد بكل حرية .
وقد شارك الفيلم في ركن "نظرة خاصة" بمهرجان كان السينمائي عام
2015 وفاز بجائزة المخرجة الواعدة مناصفة مع فيلم آخر.
·
كيف اختمرت فكرة الفيلم؟
-
بمرور السنوات، في كل مرة أدون مع شريكتي في الكتابة أرسالان أميري
كانت تخطرعلى بالنا امرأة شابة مع ابنها المتمرد ، تريد أن تجبرنا
على تضمينها في قصصنا. لم تأخذ الرواية الشكل الذي أردناه فتخلينا
عنها حتى قررنا في النهاية أن نهدي لها روايتها الخاصة. كلانا
كبرنا من دون أب، وشاركنا في صراعات أمهاتنا من أجل نيل الاحترام
كامرأتين مستقلتين في مجتمع إيراني تقليدي.
·
كيف كانت ظروف التصوير؟
-
منذ بدء الكتابة، كنت أعلم أن الخريف قد يكون أفضل فصل لرواية هذه
القصة. فالغيوم واكفهرار السماء في المدينة تعكس طبيعة البطلة
والشخصيات الأخرى العميقة وتغني جو الفيلم. كان يجب اتخاذ الحذر
عند اختيار ألوان الملبوسات واستخدام الألوان الباردة أو المحايدة
من أجل إبراز اللون الأحمر كعامل رمزي.
·
ماذا عن الممثلين؟
-
ساري بايات (التى تؤدي دور ناهد) ممثلة لامعة معروفة لدورها في
فيلم "انفصال" لأصغر فارهادي. لكنني لم أرد ربطها بصورة المرأة
المظلومة التي تؤديها في هذا الفيلم. لم أكف عن القول لها": يجب أن
تكوني كالذئبة، ساري! اهجمي!" ساري ممثلة حساسة تستطيع أن تعبر عن
مشاعرها من دون أن تتفوه بكلمة.
بجمان بازغي (الذي يؤدي دور مسعود) ممثل ناضج ومخضرم. خلال
التصوير، حسدت ذكاءه وبراعته. فكان يفهم أفكاري واقتراحاتي بسرعة
ويطبقها بشكل فوري. وربطته علاقة عاطفية جيدة مع سائر الممثلين.
·
كيف حال السينما في وطنك؟
-
في الشرق الأوسط، إيران هو البلد الوحيد الذي صدّر السينما إلى
الخارج. كياروستامي وفارهادي وغيرهم من المخرجين أدوا دوراً مهماً
في نشر ثقافتنا. نحن غير قادرين على إنتاج الأفلام مثل أوروبا أو
أميركا، فلا نملك ميزانياتهم. أيدينا المكبلة تمنعنا من تصوير
أحلامنا.
·
ما هي مصادر إلهامك؟
-
في كل أفلامي، مصدر إلهامي هو حياتي الخاصة. وثمة شيء آخر يضفي
معنى على حياتي: الأدب. شاهدت أفلام تاركوفسكي، بيرغمان،
كياروستامي ، أوزو، ميزوغوشي، كوروساوا، بيلي وايلدر، جين كامبيون،
كوبريك.
·
ما هي مشاريعك المقبلة؟
-
السيناريو الذي أعمل عليه يدور حول الحب وامرأتين من جيلين
مختلفين. الأولى يجب عليها التنازل لصالح الأخرى. سيكون فيلماً
نفسياً أكثر منه اجتماعياً.
آمنة النويس تنال جائزة استوديو الفيلم العربي للأفلام الوثائقية
عن فيلمها الجريء "أمنية"
متابعة/ المدى
حازت المخرجة الإماراتية الشابة آمنة النويس على جائزة استوديو
الفيلم العربي عن فيلمها الوثائقي الجريء "أمنية" الذي يتناول
موضوع "ختان الفتيات" في الشرق الأوسط.
وحازت آمنة، والبالغة من العمر26 عاماً، على جائزة " أفضل فيلم
وثائقي" عن فيلمها "أمنية" خلال المسابقة الأولى للفيلم الوثائقي
القصير التي تنظمها إيمج نيشن، ويسلط الفيلم الضوء على معاناة شابة
مصرية تعيش صراعاً بسبب ختان الإناث الـذي حدث في طفولتها.
تمكنت آمنة من التفوق في فيلمها على خمسة مشاركين آخرين مقيمين في
دولة الامارات العربية المتحدة. تناول المشتركون الستة مجموعة من
المواضيع الهادفة، أحدها قصة شاب إماراتي موهوب ينتظر موافقة والده
لاستغلال موهبته وتحقيق حلمه ويحمل الفيلم اسم (مصنوع من طين)،
وفيلم آخر يروي قصّة آلاف الروهينجيين كما هي التسمية السائدة لهم
وهم من الأقليات المسلمة التي تسكن بورما، من خلال أحد اللاجئين
الذين يعيشون في دبي ويحمل الفيلم عنوان (الغائبون).
وفي تصريح لها قالت آمنة: " أنا سعيدة جداً لفوزي بجائزة "أفضل
فيلم وثائقي"، وكانت لحظة رائعة عند سماعي ردود فعل الجمهور. لقد
كانت (أمنية) حاضرة معنا هذا المساء، وعندما بدأ عرض فيلمي، رأيت
وجهها يشع وأيقنت ان مجهودي لم يذهب سدى. كانت ليلة رائعة."
وتخطط إيمج نيشن إلى توفير فرص العمل والتدريب لبعض المشتركين
المتأهلين للنهائيات في مسابقة استوديو الفيلم العربي. انضمت آمنة
النويس مؤخراً كباحثة في فيلم وثائقي جديد، وشاركت في برنامج إيمج
نيشن العالمي "فرصة العمر" قبل اشتراكها في مسابقة استوديو الفيلم
العربي.
أضافت آمنة: "استفدت كثيراً من مشاركتي في برنامج استوديو الفيلم
العربي للأفلام الوثائقية، لقد اصبحت مخرجة أكثر نضجاً، وأقدم جزيل
الشكر لإيمج نيشن والتي آمنت بموهبتي ومنحتني الفرصة لتحقيق حلمي
بأن أصبح مخرجة سينمائية.
وقال اسكندر قبطي، مخرج الأفلام المرشَّح للأوسكار، أحد أعضاء لجنة
تحكيم مسابقة استوديو الفيلم العربي للأفلام الوثائقية: "أحيّي كل
المشاركين في صناعة الأفلام والمتأهلين للنهائيات لإختيارهم مواضيع
صعبة والتعامل معها بشكل رائع".
وتابع قبطي: " تستحق آمنة الفوز بجدارة، فهي مخرجة موهوبة وينتظرها
مستقبل باهر في مجال صناعة الأفلام".
بدأ برنامج استوديو الفيلم العربي في عام 2012، كمسابقة للأفلام
الروائية فقط، ثم تشعَّب البرنامج بإضافة مسابقة للأفلام الوثائقية
هذا العام. بدأت المسابقة في كانون الثاني في رحلة مدتها ثلاثة
أشهر إلى عالم صناعة الأفلام، وتضمنت برنامج تدريب متعدد التخصصات
بالتعاون مع توفير54 تدريبا حيث أتيح للمشاركين الحصول على النصائح
من أبرز المتخصصين في صناعة السينما.
من جانبها ، قالت أليشيا غونزاليس، رئيسة قسم التدريب والتطوير في
إيمج نيشن : "كانت المنافسة شديدة هذا العام، وكان من الصعب جداً
اختيار الفائزين مع هذا الكم من العروض المميزة. وقد كانت ردود فعل
أعضاء لجنة التحكيم رائعة. لقد استطعنا من خلال هذه المسابقة الكشف
عن عدد من المواهب الواعدة من صنّاع الأفلام الوثائقية، ونحن نتطلع
إلى متابعة أعمال المتسابقين ورؤيتهم يطبقون الخبرة التي اكتسبوها
خلال برنامج استوديو الفيلم العربي في صناعة الأفلام."
يعتبر ستوديو الفيلم العربي للأفلام الوثائقية جزءاً من تطور إيمج
نيشن في مجال الأفلام الوثائقية، حيث تضم في جُعبتها الفيلم
الوثائقي المؤثّر (سمّاني ملالا) من إخراج المبدع الحائز على جائزة
الأوسكار المخرج دافيسجوجنهايم(حقيقة مزعجة) والفيلم الوثائقي الذي
يتناول شلل الأطفال حتى آخر طفل الذي سيعرض في صالات السينما
الأميركية هذا الصيف
من جانبه، صرَّح مايكل غارين، المدير التنفيذي لشركة إيمج نيشن
أبوظبي: "يعتبر ستوديو الفيلم العربي مكانا رائعاً لصانعي الأفلام
الناشئين لصقل مواهبهم وتعلُّم كل شيء عن هذه الصناعة. تعتبر
مسابقة استوديو الفيلم العربي للأفلام الوثائقية إضافة رائعة إلى
مجتمع صناعة الأفلام، حيث تفتح المجال لسرد قصص حقيقية حول المجتمع
المحلي.
ونظراً للنجاح الباهر لمسابقة الأفلام الوثائقية في نسختها الأولى،
تم الإعلان عن مواصلة هذه المسابقة لهذا العام، حيث بدأت إيمج نيشن
باستقبال الطلبات للمسابقة القادمة.
قائمة الفائزين:
أفضل فيلم: أمنية ـ آمنة النويس
أفضل تصوير سينمائي: الغائبون ـ تانيا شكيل داوود
أفضل مونتاج للصوت: شيخ المصفح ـ وليد المدني
أفضل مونتاج: مصنوع من طين ـ فيصل بن ساحلي
قائمة الأفلام المتأهلة للنهائيات:
(الغائبون)
، تانيا داوود-باكستان
يروي فيلم الغائبون قصّة آلاف الروهينجيين وذلك من خلال أحد
اللاجئين الذين يعيشون في دبي. إنها قصّة هوية وتمييز وحنين إلى
أرض الوطن.
(أمنية)
، آمنة النويس الإمارات العربية المتحدة
"أمنية"
شابة مصريّة تعيش صراعًا بسبب ختان الإناث الـذي حدث في طفولتها ما
أفقدها كل احترام لجسدها وجرّدها من أي شعور بالأنوثة والحبّ.
(شيخ
المصفَّح) ، وليد المدني - سوريا
تدور أحداث هذه القصّة في مصفّح، وهي المنطقة الصناعيّة في عاصمة
الإمارات العربية المتحدة، إنّها قصّة أبٍ وابنٍ تجمعهما علاقة
متوترة نمت بين المحرّكات المعطّلة والسيّارات المهترئة.
(تخطي
الحد) ، خالد بن ساحلي-الإمارات العربية المتحدة
يطمح "عيسى البسطقي" إلى تحقيق نجاح في تصميم الكوزبلاي (تصميم
أزياء للعب الأدوار)، غير أنّ أحلامه وطموحاته تتلاشى مع إصرار
والده على التحكّم بمستقبله وقراراته المصيريّة.
(مصنوع
من طين) ، فيصل بن ساحلي - الإمارات العربية المتحدة
يروي فيلم "مصنوع من طين" قصة "أحمد"، وهو فنان موهوب متخصّص
بتقنيّة إيقاف الحركة. يطمح "أحمد" إلى تحقيق حلمه، غير أنّ رأي
والده بفنّه يقف عقبةً في طريقه.
(سكِن
جلد) ، فرح دياب-لبنان
يأخذنا هذا الفيلم الوثائقيّ في رحلةٍ إلى الأعماق حيث نتعرّف إلى
معلّمة أميركيّة شابّة تصالحت أخيرًا مع مظهرها وتجرّأت على الظهور
على حقيقتها بعد عشرة أعوام. |