وحيد حامد تحاوره انتصار دردير ويرد على أسئلة «سينماتوغراف»
الصعبة:
هل يتعاون مع السبكى؟، وهل يلتقى ومروان حامد بعد «عمارة
يعقوبيان»؟،
وهل يحصل على ضمانات رقابية فى أفلامه؟، ومتى يفرج عن فيلم الثورة؟
السينما هى معشوقته التى منحها أجمل وأجرأ أفكاره، فكشفت لنا كثير
من المواقف الملتبسة وأضاءت لنا دروب العتمة، وأضافت لحياتنا
أبعادا جديدة، وحيد حامد هو أحد عشاق السينما الكبار، بدأها كاتبا
وخاضها منتجا فقدم لها عشرات الأفلام الجريئة التى فجرت قضايا
عديدة، وكانت بمثابة صرخة مدوية ضد الفساد والارهاب وتغول السلطة،
كثيرا ما اصطدمت أفكاره بالرقابة، لكنها انتصرت فى النهاية، فهو
لايقبل أى تنازل فيما يكتب ويؤمن به، وقد منح السينما عمره، ومنحها
إبنه الوحيد المخرج الشاب مروان حامد الذى تفتحت مداركه على حب
السينما.
وحيد حامد تجربة استثنائية فى السينما المصرية، اذ تبقى أفلامه
تعبر بشكل صادق عن هموم وأوجاع المجتمع، وتضعنا فى مواجهة عاشق
فريد للكتابة والسينما منذ أول أفلامه «طائر الليل الحزين» وحتى
أحدثها «قط وفار».
على طاولة بأحد فنادق الخمس نجوم تتدفق دوما أفكاره، يمنحه النيل
المتدفقة مياهه أمامه احساسا باستمرارية الحياة، يحب الكتابة وسط
الناس لأنه يكتب عنهم ولهم، يجلس وحيد حامد وأمامه عشرات الأوراق
والأقلام وحقيبة جلدية و«آى باد» لايستخدمه فى الكتابة فهو يكتب
بخط يده وبطريقة منمقة، قليلا مايشطب، تبدو أفكاره طيعة وهى تعانق
الأوراق، كجنين اكتمل نموه وصار يتعجل مصافحة النور، ورغم أنه يعكف
على كتابة الجزء الثانى من مسلسل «الجماعة»، لكن السينما هى
الحاضرة فى حوار «سينماتوغراف» معه.
·
هل خرجت السينما ولم تعد؟ هل باتت تائهة بين تجارب مستقلة تحاول
الوصول للجمهور وبين صيغة تجارية يقبل عليها الجمهور؟ وأين اختفت
السينماالمصرية الجميلة الهادفة؟ أسألك عن السينما التى عرفتها
وأحببتها وتأثرت بها مع أجيال عديدة فى مصر وسائر الأقطار العربية؟.
–
السينما تحتاج لمن يخرجها من عثرتها، هكذا يبادر مستطردا: اذا كانت
السينما سلعة، فإن الحالة العامة فى المجتمع تجعل الناس عازفة
عنها، فالرواج السينمائى مفقود حاليا، وحين يستعيد المجتمع عافيته،
سوف تزدهر السينما ويعود الناس اليها، السينما انعكاس لحالة
المجتمع، وقد عرض لى منذ شهور فيلم «قط وفار» فى وقت ملتبس، كانت
هناك تهديدات طالت دور العرض السينمائى، وقد تابعت ردود فعل جيدة
للفيلم من الجمهور على مواقع التواصل الاجتماع ، ومن نقاد السينما
أيضا، وعندى تجربة مختلفة فى فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة » الذى
لم يحقق نجاحا تجاريا عند عرضه السينمائى لكنه حين عرض تليفزيونيا
حقق نجاحا غير عادى وأصبح أيقونة سينمائية.
·
لكن تراجع السينما المصرية يقابلها فى ذات الوقت تجارب عربية
ناجحة؟
–
السينما العربية سينما ناهضة لكن بعض النقاد عندنا يعطونها أكثر من
حقها لأسباب غير مفهومة بالنسبة لى، فيبالغون فى رؤيتهم، والمبالغة
تضر لكن الموضوعية قد تفيدها أكثر، والسينما فى النهاية للناس،
الفيلم الناجح هو الذى يستطيع أن يصل برسالته الى الناس.
·
هل تعنى النجاح الجماهيرى؟
–
بالطبع لا، فهناك أفلام تجارية تحقق رواجا جماهيريا، لكن لاينطبق
عليها ما أقوله، أقصد وصول رسالة العمل الفنى للجمهور.
·
هناك من يرى فى استمرارية الأفلام التجارية الهابطة التى أنتجها
السبكى وغيره بقاء لصناعة السينما.. فكيف تراها أنت؟
–
يعمل بصناعة السينما آلاف من الفنيين والعمال والمساعدين بل وحتى
الممثلين، هؤلاء جميعا حين تتوقف الصناعة كيف سيعيشون، أما مسألة
جودة الأفلام والذوق العام، فأن فى امكان السبكى أن ينتج أفلاما
جيدة، وأنا شخصيا حين كنت رئيسا للجنة تحكيم المهرجان القومى قبل
عامين منحنا كلجنة تحكيم جائزتين لأحد أفلام السبكى احداهما للمخرج
هادى الباجورى والأخرى للانتاج، وأرى أن الذى ينتج فيلما ضعيفا
يستطيع أن ينتج فيلما جيدا، وكان المنتج رمسيس نجيب هو أفضل من
يفعل ذلك، فكان ينتج أفلاما لاسماعيل يس وينتج أفلاما لفاتن حمامة،
المشكلة أن الغالب فى انتاج السبكى أفلام قليلة التكلفة تعتمد على
الموضوعات الشعبية، وأظن أن هذا المخزون قد انتهى.
·
من هذا المنطلق هل تقبل تعاونا سينمائيا مع السبكى؟
–
أظنه من الصعب أن يحدث ذلك لسبب بسيط، أننى أتعامل مع سيناريوهات
أفلامى معاملة الأب لأبنائه، لاأحب أن يربيه غيرى، لكن السبكية
يهيمنون على الفيلم بشروطهم، وأنا أحب أن أضمن لفيلمى ظروف انتاجية
جيدة لا أتنازل عنها، وقد دخلت مجال الانتاج لرفضى محاولة عبث
بمشهد أكتبه، فقد كتبت مشهدا لفيلم «اللعب مع الكبار» يتضمن ركوب
عادل إمام وحسين فهمى «التروماى» وجاءنى المنتج وقال: ما رأيك أن
نجعل البطلين يلتقيان على المحطة بدلا من أن يستقلا الترماى توفيرا
للنفقات، فقررت انتاج الفيلم لأن عينى ظلت دوما على الصورة
السينمائية، فما بالك الآن، فأول شرط لى مع أى منتج هو أن ينفذ
رؤيتى كاملة، فلو كتبت أن المشهد يحتاج 100 كومبارس، فلا أقبل
تنفيذه بأقل من ذلك.
·
لكن تجربة الانتاج استهوتك بعد ذلك فأنتجت أفلاما أخرى؟
–
اطلاقا لم تستهونى، لكن هناك أفلاما وجدتنى مدفوعا لانتاجها وهى
تحديدا: طيور الظلام، النوم فى العسل، المنسى، سوق المتعة، اضحك
.. الصورة تطلع حلوة، الى جانب اللعب مع الكبار، وكان كل همى أن
يظهر كل فيلم كعمل فنى متكامل وأن أنفق ميزانية الفيلم على الفيلم
وأكتفى بأجرى كمؤلف، لذلك لم أكسب ماديا من أفلامى.
·
ولماذا أوقفت نشاطك تماما كمنتج؟
–
هذا وجه آخر للانتاج، فقد عطلنى عن الكتابة، ثم الضرائب التى
تتعامل مع الناس من منطلق أنهم متهربون بطبيعتهم، ومهما سعيت
لاثبات العكس لن يصدقوا ، لذلك أوقفت نشاط شركة الانتاج.
·
أفلامك إصطدمت دوما بالرقابة لكنها خرجت منتصرة عليها ، مما جعل
البعض يؤكد أنك تحصل على ضمانات من جهات تفوق الرقابة؟
–
حقيقة الأمر أنه ظلت لأفلامى حماية، وهى متاحة لكل الناس وأعنى بها
قانون الرقابة نفسه فهو منصف جدا للمبدعين، ومن يدرس قانون حق
المؤلف يعرف يأخذ حقه، فالرقابة وفقا للقانون ليس من سلطتها تعديل
السينارية والمادة 7 من قانون حق المؤلف تقول أن المؤلف هو صاحب
الحق الوحيد فى مصنفه الفنى ولايجوز لغيره التدخل بالحذف أو
الاضافة، واذا رفضت الرقابة العمل فهناك لجنة تظلمات وهناك محاكم،
لكن المشكلة أن بعض المؤلفين لديهم استعداد دوما للتنازل و«نفسهم
قصير» فى الدفاع عن أعمالهم وربما كان جهلهم بالقانون سبب ذلك.
·
لكن فيلما الغول والبرئ، وهما من أهم أفلامك تعرضوا لأزمات رقابية
عصفت بهما؟
–
فى «الغول» كتبت الرقابة تقريرا كاد يحيلنى الى حبل المشنقة، ولم
أتاجر فى أى يوم بموقف الرقابة كما يفعل البعض، أما «البرئ» فهو من
أكثر الأفلام التى تعرضت لمجزرة، ولم يكن ذلك بفعل الرقابة فقد
أجازته كاملا السيدة نعيمة حمدى مدير الرقابة فى ذلك الوقت، لكن
الفيلم تعرض لوشاية من أحدهم قدم شكوى للأجهزة الامنية وتحدد يوما
لكى يشاهده وزير الداخلية اللواء أحمد رشدى والمشير أبو غزالة
وزيرالدفاع وفاروق حسنى وزير الثقافة، وخشى المنتج صفوت غطاس من
رفض الفيلم، فقام بنفسه بحذف لقطات ومشاهد، وكان لديه مايبرر ذلك
وهو رغبته فى عرض الفيلم خوفا على فلوسه، وطبعا كان معه حق لأن
المنتج حين يدفع تمويلا لعمل يريد أن يسترده بسرعة، وهذا الفيلم
كان من الأفلام شديدة الجرأة، وأفلامى لايمكن أن تساندها حكومة..
فهل هناك حكومة توافق على فيلم يكشف عوراتها ويهاجمها.
·
فى معارك أفلامك وقف أغلب النقاد فى صفك؟ فهل كان ذلك يمنحها قوة
أخرى فى مواجهة أى تعنت؟
–
طوال عمرى أستفيد برأى النقاد، سواء كان معى أم ضدى، والناقد يكتب
وجهة نظره وقد تكون صحيحة أولا، وقد يعجب الفيلم أحد النقاد ولا
يعجب الآخر، ولم يحدث طوال عمرى أن عاتبت ناقد لهجومه أوشكرت آخر
لمدحه فيلمى، فقد تعلمت الاستفادة من الأراء التى مع أو ضد الفيلم
لكن يبقى العنصر الأهم عندى فى مدى استقبال الجمهور الواعى للفيلم.
·
لماذا اكتفيت بفيلم واحد فقط مع ابنك المخرج الشاب مروان حامد بعد
تعاونكما فى تجربة ناجحة للغاية من خلال فيلم «عمارة يعقوبيان»؟
–
لست أنا من إختار مروان ليخرج «عمارة
يعقوبيان» بل
إختاره عماد أديب منتج الفيلم، وانا أفضل أن يغرد ابنى فى أى سرب
يلائمه، وأتعامل معه مثل تعاملى مع أى مخرج، فاذا وجدت نصا يناسبه
فقد أعرضه عليه وهو من حقه أن يقبل أو يرفض، وهناك مشروعات اتفقنا
عليها وحال إنشغالى دون إتمامها فنفذها مع آخرين.
·
وكيف ترى النجاح الكبير الذى حققه فيلمه «الفيل الأزرق»؟
–
كلما سأنى أحدهم عن رأيي فى الفيلم أقول شهادتى مجروحة فكيف أقيم
إبنى، لكننى فى الحقيقة كنت سعيدا للغاية بنجاحه، وسعيدا أكثر
لكونه محل احترام وتقدير من العاملين فى الوسط الفنى الذين يشيدون
بأخلاقه وموهبته.
·
ومتى تفرج عن أفكارك المؤجلة ؟
–
ليس عندى أفكار أغلق عليها أدراج مكتبى، بالعكس ففى هذه الأيام
المرتبكة التى نعيشها يجب اذا كان لدى أى أحد شئ طيب ان يدفع به
الى الساحة، ليستفيد منه الناس.
·
هل نتوقع قريبا أن تفاجئنا بفيلم عن ثورة المصريين من يناير 2011
الى يونية 2013؟
–
حينما تتضح الأمور كلها سأكتب عن هذا الحدث الكبير، فمع كل يوم
يمضى تتكشف وقائع كنا نجهلها، لذا فالتمهل ضرورة لتكوين رؤية
ثاقبة، أما التسرع فى تناولها عبر أفلام فهى مثل «رغوة
الصابون» سرعان
ما تنقشع ولايبقى شيئا منها فى الذاكرة.
فاروق صبري: 74 قناة تسطو على الفيلم المصرى
القاهرة ـ «سينماتوغراف»: محمد البحيرى
أكد المنتج فاروق صبري رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة السينما، أن
الغرفة قررت تشكيل لجنة مشتركة مع نقابتي الممثلين والمهن
السينمائية للعمل على دعم صناعة السينما في مصر، مشيرا فى الوقت
نفسه إلى أن اللجنة ليس لها علاقة بأزمة قرصنة الأفلام المصرية،
قائلا : «النقابات ليس لها علاقة بالدعوى المقدمة ضد قرصنة
الأفلام، ولكن الغرفة وحدها هي التي تحارب لإنهاء هذه الأزمة».
وأشار صبرى فى تصريحات خاصة لـ«سينماتوغراف» إلى أنه أجرى اتصالات
مع المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء بشأن أزمة القرصنة، حيث حاول
محلب حلها وأتصل بالسلطات الأردنية والبحرينية لإغلاق المكاتب التي
تقوم بسرقة الأفلام، وبالفعل أغلقت مكاتب معينة ولكن تم فتحها في
دول أخرى ولم تنتهي الأزمة بعد.
وأضاف رئيس غرفة صناعة السينما أن القنوات التي تسرق الأفلام لم
تكن تزيد عن 20 قناة، أما اليوم فوصل عددها إلى 74 قناة تسطو على
الأفلام المصرية وتسبب خسائر بالملايين، متسائلا هل هذه الممارسات
تجرى باتفاق مع النايل سات أم ماذا؟ّ مشيرا إلى أن القمر الفرنسي
يساعد هذه القنوات في بث الأفلام المسروقة.
وأكد صبري أن الأزمات والصراعات التي تمر بها سوريا والعراق
وليبيا، أثرت سلبا على إيرادات الأفلام المصرية من السوق الخارجى،
وذلك بجانب سرقة الأفلام وعرضها على الفضائيات، مشيرا إلى أن
اتصالات مكثفة تقوم بها الغرفة مع رئيس الوزراء المصري خلال الفترة
المقبلة للعمل على إنهاء هذه الأزمة.
هوليوود تغازل النساء لضمان تأثيرهن في إيرادات شباك التذاكر
الوكالات ـ «سينماتوغراف»
يبحث مخرجو الأفلام السينمائية الكبرى – بما فيها فيلم «حرب
النجوم» و
سلسلة أفلام «مارفل» –
عن وسيلة لجذب جماهير الجنس اللطيف ليشاهدوا أفلامهم أكثر من أي
وقت مضى، كما يقول الناقد الفني توم برووك.
هل نظرت حولك وأنت تشتري بطاقة لدخول قاعة سينما مؤخراً؟ إذا كنت
فعلت ذلك فلعلك لاحظت أن الهوّة التي تفصل بين الجنسين تتقلص. فقد
أصبح للنساء تأثير فاعل أكثر مما مضى على مبيعات تذاكر دخول
السينما.
في عطلة نهاية الأسبوع الأخير من شهر إبريل، حقق فيلم «المنتقمون:
عصر ألترون» في
أمريكا الشمالية 191 مليون دولار أمريكي، وهو مبلغ كبير جدا. وبهذا
يكون الفيلم هو ثاني أكبر افتتاح لأفلام هوليوود في شباك التذاكر
الأمريكية على الإطلاق.
ومما لا شك فيه، يعود معظم هذا النجاح إلى أفواج رواد السينما من
المراهقين الذكور الذين اختاروا ذلك الفيلم. لكن ثمة ثورة مصغرة
تقودها النساء تحدث في طبيعة جمهور شباك التذاكر.
كانت الظاهرة تلفت الانتباه بشكل خاص في الربع الأول من هذه السنة
في الولايات المتحدة الأمريكية، عندما شكلت النساء ما لا يقل عن 60
في المئة من مشاهدي ثلاثة أفلام، هي «50
ظلا من الرمادي»،
و«سندريلا»،
و«المتمردة»،
وهو الجزء الثاني لفيلم «دايفرجنت»،
وقد تجاوز مجموع دخل الأفلام الثلاثة مبلغ 480 مليون دولار في
أمريكا الشمالية حتى الآن، وهذا له دلالات مهمة.
«لقد
أثبتت تلك الأفلام أن للنساء أهميتهن الكبرى في شباك التذاكر»،
حسبما يقول بول ديرغارابيديان، محلل إعلامي لدى شركة «رينتراك» المختصة
بدراسة وتحليل شباك تذاكر السينما.
يمكن حاليا إدراك القوة المتنامية لجمهور النساء عبر مجمل مجالات
الإعلام – إضافة إلى قدرتهن على جعل الأفلام تلبي متطلبات النسوة
وجوانب أخرى أبعد من ذلك.
يقول الممثل البريطاني مايكل شين: «تركز
ريس ويذرسبون حقاً على خلق مزيد من الأدوار لنفسها ولغيرها من
النساء».
ويعتقد شين أن النساء يحرزن تقدماً في هذا الإطار. ويضيف قائلاً: «أظن
أن تركيبة الجمهور تتغير (وبالتالي) فأي شيء لا يتعلق برجال بيض
البشرة في منتصف العمر يمكنه أن يحقق نجاحاً كبيراً أيضاً».
إن قدرة النساء على توجيه دفة شباك التذاكر ليست أمراً مدهشاً
بالنسبة للممثلة القديرة كاري موليغان، فهي تعتقد أن الاستديوهات
تباطأت في إستثمار نفوذ النساء ومقدرتهن. وتقول: «أعتقد
أن هوليوود تعمل بطريقة أو بأخرى للحاق بالركب قليلاً. فقد تأكد
ذلك مراراً وتكراراً خلال العامين الماضيين، وخاصة مع جينيفر لورنس
في فيلم«مباريات
الجوع» (أي
يمكن للأفلام التي تلعب فيها النساء دورا رئيسياً أن تلاقي نجاحاً
كبيراً) ».
وتضيف: «إنه
واحد من أكبر أفلام العقد الماضي. إنها نجمة، وهي التي تستقدم حشود
المشاهدين. لذا، يمكننا بالتأكيد أن نجذب جماهير غفيرة من رواد
السينما. ويعود القرار لهوليوود إذا كانت قد استوعبت ذلك لتلحق
بالمسيرة، وأن توفر المواد للمهتمين بالأمر».
سيشهد الصيف القادم سيلاً من الأفلام التي تستهدف النساء: فهناك
أفلام كوميدية مثل فيلم «المطاردة» و«طبقة
الصوت المثالية 2»،
و «الجاسوسة»،
إضافة إلى الفيلم الرومانسي «مدن
الورق».
ما السبب في بطء صناعة الأفلام الأمريكية في تلبية رغبات الإناث من
جمهور المشاهدين؟، وهل يكمن السبب في التمييز بين الجنسين؟ يقول
ديرغارابيديان: «أعتقد
أن ذلك يعود جزئياً إلى أن (التفكير التقليدي) قد عمد دوماً (للميل
في هذا الاتجاه)… أي نحو الاعتقاد بأن الذكور من المشاهدين، الذين
تتراوح أعمارهم بين 18-24 عاماً، يشكلون الغالبية من رواد السينما
وخاصة خلال فصل الصيف».
إلا أن هذه الفكرة صارت تُهمل. ويضيف قائلاً: «الأرقام
لا تكذب. في نهاية المطاف، يلجأ أصحاب الاستديوهات إلى ذرائع،
بينما الأرقام واقعية – فهم يدركون إنهم إذا أرادوا دفع أعداد
كبيرة من الزبائن إلى قاعات السينما، فيتوجب عليهم خلق مادة
سينمائية تخص شريحة سكانية ذات نفوذ قوي، ألا وهي جمهور المشاهدات».
في أوائل هذا العام، ساور القلق أصحاب الاستديوهات بسبب تعثر
العديد من الأفلام التي إستهدفت الشبان – من بينها «تشابي» و «صعود
جوبيتر» و «المسلّح».
لكن التحدي الكبير حالياً هو البدائل التي تفرض نفسها بوجودها في
بيوتنا والتي تنافس من أجل جذب انتباه هذه التركيبة من الجمهور.
يقرّ ماثيو بَير بأنه «ما
من شك في أن ألعاب الفيديو وخدمات الفيديو عند الطلب قد استهوت
الكثيرين من الشبان واهتماماتهم بدلاً من الذهاب إلى قاعات السينما».
وبَير هو مخرج فيلم «آرنولد
شوارزنجر» المقبل
الذي يحمل اسم«ماغي».
لا زال جمهور المشاهدين الشباب يحضرون أفلاماً نالت شعبية لديهم
مثل «حرب
النجوم» و «المنتقمون»،
ولكنهم يمثلون مجموعة يصعب إرضاؤها. يقول بَير : «المعضلة
هي، كيف يمكنك أن تدفع الشبان إلى قاعات السينما ليحضروا أفلاماً
غير أفلام الرعب، أو أفلاما ذات مشاهد تبهر البصر، وأن يغيروا
أذواقهم؟».
أما الممثلة كاري موليغان فتعتقد أن للمشاهدين من الشباب ذوق أرحب
مما يتصوره الكثيرون – على الأقل، كان ذلك ما لاقته في أول عرض
لفيلم «بعيداً
عن الحشد الصاخب» في
لندن، والذي تلعب فيه دوراً رئيسياً.
تقول موليغان: «التقيت
بأناسٍ محبوبين حقاً في العرض الأول بلندن كانت أعمارهم 14 أو 15
سنة، ممن حضروا لمشاهدة الفيلم. لم يتوسل إليهم أحد، أو يصرخ في
وجههم ليحضروا الفيلم. أظنّ أنه بمقدورك التمتع بحضور الأفلام
الكلاسيكية دون أن تكون من الجنس اللطيف. لذا، أعتقد أنه غالباً ما
يتم التقليل من شأن جمهور المشاهدين».
نستطيع أن نجد البرهان القاطع على إمكانية جذب جمهور متنوع من
المشاهدين من خلال فيلم «ملكة
الثلج»(فروزن).
فقد صدر عام 2013، وهو فيلم رسوم متحركة موسيقي يدور حول أختين
أميرتين.
كان يُنظر إلى الفيلم باعتباره ترفيهياً للإناث، وربما أعتُبر كذلك
لصغار الفتيات وأمهاتهن عند عرضه لأول مرة. لكن انتهى الأمر
بالفيلم ليصل إلى جمهور واسع من المشاهدين، ووصلت إيراداته على
مستوى العالم 1.27 مليار دولار أمريكي، ليصبح بذلك خامس أضخم فيلم
في التاريخ من حيث إجمالي الإيرادات.
وتبين آخر الأرقام أن نسبة النساء بين رواد السينما في الولايات
المتحدة الأمريكية بلغت 51 في المئة في عام 2014. لا تكمن أهمية
الأمر في عددهن فقط، فبحسب قول ديرغارابيديان: «أصبح
رواد السينما من الإناث جمهوراً موثوقاً به»
ويرى ديرغارابيديان أن النساء لا ينجذبن فقط إلى أفلام «نسوية» تقليدية،
بل يتعدى الأمر إلى مدى واسع من الأفلام.
تبعاً لذلك، عدلت بعض الشركات الكبيرة أوضاعها عن طريق إضافة
شخصيات نسائية إلى أعمالها– كجزء من إستراتيجية مدروسة لتلبية
حاجات جمهرة كامنة من المشاهدين بالكامل، وليس الرجال فقط.
فقد ظهرت في فيلم «المنتقمون:
عصر ألترون» بطلة
نسائية جديدة، وهي إليزابيث أولسن، لتقوم بدور «الساحرة
القرمزية».
كما تخطط شركة «دي.
سي. كوميكس» لإنتاج
فيلم «المرأة
المعجزة» ليعرض
أمام المشاهدين في عام 2017.
أما شركة «مارفل
كوميكس» فقد
أعدت لنفسها بطلة في الصدارة ضمن أبطال فيلم «الكابتن
المعجزة» الذي
يجري العمل على إنجازه ليعرض عام 2018.
ربما يبدو للبعض أن أدوار هذه الممثلات مثيرة للإعجاب، ولكن
الكثيرين يعتقدون أن التقدم الحقيقي سيحدده فقط أصحاب القرار في
عالم صناعة الأفلام.
ففي الأساس، ليس المخرجون أو المنتجون وحدهم، بل أصحاب النفوذ من
المديرين التنفيذيين في الاستديوهات الذين يقررون ما إذا كان الضوء
الأخضر سيعطى للأفلام التي تلبي طلبات جمهرة النساء من رواد
السينما.
كانت الممثلة الكوميدية «ريتشيل
هاريس» عضوة
في لجنة التحكيم لمنح الجوائز للنساء من صانعات الأفلام في«مهرجان
تريبيكا السينمائي» الذي
أقيم مؤخراً. وتقرّ هاريس بأن كبار المنتجين المنفذين في
استوديوهات هوليوود، ومعظمهم من الرجال، ما زالوا يقاومون إنتاج
أفلام أكثر للنساء.
تقول هاريس: «إنها
تبدأ منّا نحن، فعلينا أن ندع نساءً أكثر يتبوأن مراكز بارزة في
عالم صناعة الأفلام. علينا أن نضعهن في تلك المراكز لكي يقال إن
النساء قادرات على العمل بنجاح».
ليس من المعلوم إن كان تقلد النساء لمراكز قيادية بارزة سيؤدي
تلقائياً إلى صناعة أفلام تلبي حاجات المرأة وتخدمها. لكن يبدو أن
كاثلين كينّي، رئيسة شركة «لوكاس-فيلم» التي
تشرف على صناعة أفلام «حرب
النجوم»،
لها تاثير ملموس.
ففي الإحتفالية الخاصة بفيلم حرب النجوم التي أقيمت مؤخراً في
ولاية كاليفورنيا، قالت كاثلين في حلقة نقاشية إن الأفلام الجديدة
ستتميز بـ «عدد
كبير من شخصيات (نسائية) جديدة ورائعة».
هناك بالفعل علامات على وجود تغيير. فنحن نرى أن فيلم «حرب
النجوم –الجزء السابع: القوة تنهض» مليء
بسطوة النساء – فقد أعطيت الممثلات ديزي ريدلي، و غويندولين
كريستي، ولوبيتا نايونغو الحائزة على جائزة الأوسكار، أدواراً مهمة
في ذلك الفيلم. كما ستلعب الفنانة فيليسيتي جونز الدور الرئيسي في
أول جزء لاحق لـ«حرب
النجوم»،
وعنوانه «المارقة».
عندما نأخذ في الاعتبار هذه التطورات وأفضل السجلات الحديثة لأفلام
لاقت نجاحاً منقطع النظير على شباك التذاكر بفضل النساء، فان ما هو
آتٍ سيكون عظيماً.
«إنها
حدود جديدة،» كما
يصرّ «ديرغارابيديان»،
مضيفاً: «أخيراً
صارت هوليوود تستفيد من الجماهير الغفيرة لرواد السينما من النساء».
التغييرات الطفيفة تجري على قدم وساق، وقد وصلت الآن إلى نقطة تحول
مهمة. إذا تجاهل أي مسؤول كبير في استديوهات السينما النفوذ
التجاري المتزايد للنساء في صالات السينما فذلك يعني أنه لا يجاري
الزمن.
إن المصلحة المالية والتجارية هي التي تدفع نحو هذا التقدم، وليست
المثل العليا نحو المساواة بين الجنسين. ولكنه تقدم على أية حال –
وهو تغيير كبير مقارنة بسنوات قليلة مضت عندما لم تكن هوليوود تضع
جمهور النساء في حساباتها بتاتا.
«ملتقى
الفيلم القصير هواة بشفشاون» يكرم المخرج كمال كمال والسينما
الفلسطينية ضيف شرف
المغرب ـ «سينماتوغراف»
رفع أمس ستار الدورة السابعة للملتقى الوطني للفيلم القصير هواة
بشفشاون، وذلك من خلال تكريم للمخرج والمبدع الموسيقي المغربي كمال
كمال واحتفاء خاص بالسينما الفلسطينية ضيفة الشرف.
وشكلت اللحظة مناسبة لتسليط الضوء على إبداعات كمال كمال (كمال
بنعبيد) في المجال السينمائي والموسيقي وكتابة السيناريو،وعشقه
للأدب والفنون وكتابة الشعر بالإضافة الى إسهاماته الوفيرة في
المجال الأكاديمي.
وأكد المحتفى به بهذه المناسبة أن هذا التكريم هو حافز له لمزيد من
العطاء في مختلف المجالات الابداعية والبحث عن الجديد لإغناء الحقل
الابداعي المغربي بكل أشكاله وأنماطه الفكرية، مبرزا أن عشقه
للسينما والأدب والفنون الجميلة بكل روافدها هو دافع إنساني لإبراز
القيم الجميلة التي يجب أن يتحلى بها المجتمع.
وللمخرج كمال كمال العديد من الافلام منها «طيف
نزار» (2002)،
الحاصل على جائزة أول عمل بمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة،
والفيلمان «السمفونية
المغربية» (2005)
و «الصوت
الخفي» (2013)،
الذي حصل سنة 2014 على الجائزة الكبرى لمهرجان طنجة الوطني للفيلم
وجائزة الموسيقى و جائزة الصوت ، كما حصل على الجائزة الكبرى
لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة سنة 2014 (جائزة عثمان صامبين)
وجائزة «سعد
الدين وهبة» في
الدورة 36 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
ومن جهة أخرى، تم خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى، الذي تنظمه
جمعية تلاسمطان للبيئة والتنمية، الاحتفاء بدولة فلسطين كضيفة شرف،
وتم في هذا الاطار تسليم درع الملتقى، وتكريم السينما الفلسطينية
الهاوية والمحترفة من خلال عرض الفيلم الفلسطيني «عمر» (2013)
من إخراج هاني أبو أسعد، وهو الفيلم الذي تم اختياره في قائمة
الترشيحات النهائية لجوائز الأوسكار الأمريكية لعام 2014 في فئة
الأفلام الأجنبية
.
وبالإضافة إلى هذا الفيلم الروائي الطويل، الذي تم عرضه خلال حفل
الافتتاح، سيتم لاحقا تنظيم لقاء ثقافي وفني مع وفد فلسطين حول
السينما الفلسطينية الهاوية والمحترفة وحول الحركة الثقافية عموما
في ظل الإحتلال الاسرائيلي، وعرض مجموعة من الأفلام القصيرة
الهاوية في فقرة «بانوراما»،
كما ستوقع اتفاقية شراكة وتعاون بين الملتقى السينمائي الفلسطيني
(بال سينما) والملتقى الوطني للفيلم القصير هواة بشفشاون.
ويترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للملتقى، الذي سيختتم يوم
السبت القادم، المخرج المغربي المحتفى به كمال كمال وتضم اللجنة في
عضويتها كلا من المخرجة والمنتجة فاطمة بنسالم والقاص والناقد
السينمائي فؤاد زويرق والمصور السينمائي ياسين الزاوي، والتي ستحدد
الفائزين بخمس جوائز، جائزة شفشاون الكبرى وجائزة وطاء الحمام
الثانية وجائزة رأس الماء الثالثة بالإضافة إلى جائزتي التشخيص
ذكورا وإناثا
.
أما المسابقة الثانية المخصصة للأفلام البيئية فستمنح لجنة تحكيمها
جائزة واحدة هي جائزة تلاسمطان لأحسن فيلم بيئي
.
ويتضمن البرنامج خلال اليوم الثاني والثالث من الملتقى عرض الأفلام
المشاركة في المسابقة الرسمية لأفلام الهواة والأفلام المشاركة في
المسابقة الرسمية لأفلام البيئة تليها نقاشات بين متتبعي الملتقى
من نقاد وباحثين ومهتمين بالشأن السينمائي، وكذلك تنظيم ندوة حول «دور
ومكانة المهرجانات السينمائية الخاصة بأفلام الهواة»،بمشاركة
أسماء فنية مغربية ونقاد ومخرجين
.
ويحتوي برنامج الملتقى أيضا على لقاء مفتوح مع رئيس لجنة التحكيم
مع تلاميذ الثانوية التأهيلية الإمام الشاذلي في إطار فقرة «في
مؤسستنا سينمائي»،
وتوقيع كتاب «محمد
مزيان، سينمائي وحيد ومتمرد» من
إعداد وتنسيق أحمد سيجلماسي، وتنظيم عروض سينمائية لفائدة النوادي
السينمائية والفنية بالثانويات الإعدادية والتأهيلية، وأخرى
بالمركب السجني بتعاون مع مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء،
بالإضافة إلى معرضين أحدهما للوحات تشكيلية من توقيع الفنانة مريم
جميل والثاني للكتب السينمائية تحت إشراف الكتبي حسن بنعدادة
.
وستتخلل برنامج الملتقى أيضا ورشات تكوينية في السيناريو وتقنيات
إنجاز الأفلام الوثائقية، على أن يتم خلال الحفل الإختتامي تكريم
نور الدين العمراني كأول طفل شفشاوني شخص دور البطولة سنة 1986 في
الفيلم المغربي «الكرموسة
السابعة» من
إخراج محمد الحسيني، والإعلان عن الأفلام الفائزة بجوائز
المسابقتين، وتقديم عرض مسرحي ميمي، قبل إعادة عرض الفيلم الفائز
بجائزة شفشاون الكبرى لمسابقة أفلام الهواة. |