رغم ابتعاده عن الإخراج منذ 13 عامًا، عندما قدّم فيلمًا عام 2002،
فإن على بدرخان يظل اسما كبيرا فى تاريخ السينما المصرية، حيث قدّم
14 فيلما حتى الآن ما بين مخرج ومساعد مخرج، كثير منها يعد علامات
مهمة، مثل «الجوع» و«شفيقة ومتولى» و«الراعى والنساء» و«الرجل
الثالث» وغيرها، كما أنه يلعب دورا مهما فى تخريج أجيال من
السينمائيين من خلال أكاديميته التى يدرِّس فيها مع مجموعة من
الأساتذة عناصر السينما المختلفة من إخراج وتصوير وسيناريو وتمثيل
وغيرها.
بدرخان يتمنى العودة إلى الإخراج، ولديه عدة مشروعات بالفعل. عن
سبب تأخر هذه المشروعات ورؤيته لحال السينما فى هذا التوقيت، أجرت
«التحرير» حوارا مع المخرج الكبير، الذى كشف فيه لأول مرة الأسباب
الحقيقية لانفصاله عن السندريلا الراحلة سعاد حسنى، بعد أن استمر
زواجهما أحد عشر عاما.
■
نعلم أن لديك عدة مشروعات سينمائية مؤجلة، فما أسباب عدم تنفيذها؟
ولماذا ابتعدت عن الإخراج السينمائى لمدة 13 عاما؟
-
ابتعدت لعدة أسباب، أهمها أن شروط السوق الحالية لا تناسبنى، وأنا
لا يمكننى العمل إلا بشروطى ووفقا لمعاييرى التى أعمل بها منذ أن
بدأت مشوارى السينمائى، حيث أتعامل مع أفضل المصورين وأفضل مونتير،
وهكذا، وأحيانا تعرض علىَّ موضوعات لا تناسب تاريخى فأرفض تقديمها،
كما أن المنتجين يرفضون الأعمال التى أقدمها إليهم، لأنهم يرونها
غير مناسبة للظرف الحالى.
■
هل توقف مشروع إخراج فيلم عن محمد نجيب؟
-
كان يجب أن يكون من إنتاج جهاز السينما، وبدأنا التحضيرات له منذ
عدة سنوات، لكنه توقف، وأتمنى استكماله لعرض حقيقة دور محمد نجيب
فى ثورة يوليو.
■
وماذا عن فيلم «بلا عودة»؟
- «بلا
عودة» من تأليف على الجندى، ويدور حول شخص مجرم قرر التوبة، وقد
كان المرشح له هو أحمد زكى، الذى كان سينتجه أيضا، إلا أن ظروف
مرضه حالت دون ذلك، وبعد وفاته لم أجد منتجا يتحمس له، وما زلت
أبحث عن جهة إنتاج.
■
قدمت مع السبكى عدة أعمال منها «الرجل التالت»، هل ترفض تكرار
التجربة معه؟
-
على العكس، أنا أريد العمل مع السبكى، ولكن المواضيع التى يقترحها
لا تناسبنى، إلا أننى أقدره وأعتبره أحسن منتج فى مصر، فهو يحب
عمله ويتقنه، كما أنه هو الوحيد الذى كان ينتج فى أثناء الأزمة
التى مرت بها السينما فحافظ على الصناعة.
■
لكن البعض يحمّله ما وصل إليه حال السينما من انهيار؟
-
هذا ليس صحيحا، فالسبكى يقدم السينما التى يحبها، والتى تدر عليه
أرباحا مادية، وهذا حقه، فى حين أن المنتجين الآخرين انسحبوا من
السوق، كما أن الدولة تخلت عن دورها فى دعم السينما وإنتاج أفلام
كبيرة.
■
هل ترى أن تدخل الدولة وإعادة تجربة الستينيات هما الحل؟
-
بالتأكيد، فالدولة منوط بها إنتاج الأفلام الإنتاجية الكبيرة التى
لا تهدف إلى الربح، مثل الأفلام التاريخية والأفلام التى تؤرخ لحرب
أكتوبر، كما يجب إصدار قوانين لحماية الصناعة ودعم السينمائيين.
■
بعض الموزعين يقترحون زيادة عدد نسخ الأفلام الأجنبية التى تُعرض
فى مصر، فما رأيك فى هذا الاقتراح؟
-
أوافق تماما على هذا الاقتراح، لأننا ليس لدينا إنتاج سينمائى كافٍ
لتشغيل دور العرض، والموزعون وأصحاب السينمات من حقهم تشغيلها، ولا
بد من درّ الأرباح وتعويض ما ينفقونه عليها من أموال، وأنا أرى أن
تحديد عدد الأفلام الأجنبية قرار تعسفى ويظلم الموزعين وأصحاب دور
العرض، لذلك لا بد من زيادة عدد النسخ حتى تكون لدينا أفلام تكفى
لتشغيل دور العرض.
■
ما رأيك فى مطالبة عدد من السينمائيين بإلغاء الرقابة على الأفلام
وتحويلها إلى التصنيف العمرى فقط كما فى البلدان المتقدمة؟
-
لا يمكن إلغاء الرقابة فى المجتمع، لأن هناك تدنيا ثقافيا واضحا
حتى على مستوى النقابات الفنية، والفنانون ليس لديهم رقيب داخلى،
ولكن يجب أن يكون العاملون فى جهاز الرقابة على درجة كبيرة من
الثقافة والوعى، مع تعديل قوانين الرقابة لتخفيف القيود على
المبدعين وقصرها على الأمور التى تؤثر على سلامة المجتمع، مثل
الأفلام التى تشجع على العنصرية أو الحرب الأهلية.
■
وماذا عن تهمة تشويه سمعة مصر التى تواجه كثيرا من المبدعين؟
-
ليس هناك ما يسمى تشويه سمعة مصر، فالسينما تنبع من المجتمع، ولا
بد من معالجة مشكلاته لا تجميله.
■
كثيرا ما تثير آراؤك السياسية جدلا كبيرا، خصوصا بعد انتقادك فيها
النظام السياسى الحالى، مما جعل البعض يتهمك بأنك تنتمى إلى تنظيم
الإخوان؟
-
انتمائى إلى الإخوان أقرب إلى النكتة التى لا يمكن تصديقها، وقد
انتخبت حمدين صباحى فى الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة عام
2012، ولم أنتخب محمد مرسى، وأنا أقول رأيى فى الأحداث السياسية
كمواطن مصرى لا كسينمائى، فالسينمائى من وجهة نظرى لا يجب أن يكون
مناضلا سياسيا، ولا يجب أن تكون أفلامه عبارة عن منشورات وشعارات،
ولكن عليه تقديم أفلام تهتم بالقضايا الإنسانية والاجتماعية لا
السياسية، لذلك فإن «شباب امرأة» يظل أفضل أفلام صلاح أبو سيف،
وليس «القاهرة 30» على سبيل المثال.
■
كيف ترى أن السينمائى لا يجب أن يناقش السياسة فى أفلامه، وقد قدمت
فيلم «الكرنك» الذى انتقد نظام عبد الناصر، وكان بداية لموجة ما
سمى بـ«الكرنكة» التى هاجمت نظام عبد الناصر بشدة؟
-
فى «الكرنك» لم أقصد الهجوم على عبد الناصر، فأنا أحبه وتاريخى
وانحيازاتى تؤكد ذلك، إلا أننى كنت أناقش قضية إنسانية، وهى قضية
القهر الذى يؤدى إلى انهزام المجتمعات كما حدث فى نكسة 1967،
فالفيلم هو صرخة ضد القهر، لكننى لست مسؤولا عن توقيت عرضه ولا عن
موجة الأفلام التى بدأت بعده.
■
ما رأيك فى الدكتوراه الفخرية التى تمنحها أكاديمية الفنون لعدد من
الفنانين فى الفترة الأخيرة؟
-
تقليل من شأن هذه الدكتوراه، وتقليل من قيمة العلم، حيث أصبحوا
يتعاملون مع هذه الشهادة كمجاملة لمن يساندون النظام السياسى،
ولكننى أريد أن أضيف أن جميع الشهادات التى تعطيها الجامعات
المصرية أصبحت بلا قيمة، وأصبح يحصل عليها غير المستحقين، بسبب
منظومة التعليم الفاشلة التى تحتاج إلى تغيير جذرى.
■
بمناسبة التعليم، أنت خريج معهد السينما عندما كان مؤسسة تعليمية
مهمة، وكان الطلاب يستفيدون منه أقصى استفادة، لماذا ساء حال
المعهد فى رأيك؟
-
المعهد جزء من المنظومة التعليمية التى فسدت، كما أن الطلاب أصبحوا
غير مهتمين ولا يعملون على تطوير أنفسهم بالمشاهدات والقراءات، ولا
يحترمون الأستاذ ولا يحترمون المكان.
■
لماذا قمت بإنشاء أكاديمية لتعليم السينما؟
-
أحاول من خلال هذه الأكاديمية نقل خبراتى إلى الطلاب الراغبين فى
التعلم لتقديم أجيال واعية بأهمية السينما ومتمكنة من فنياتها.
■
فى بداياتك عملت مساعد مخرج لعدد كبير من المخرجين مثل أحمد بدرخان
ويوسف شاهين وشادى عبد السلام وفطين عبد الوهاب، بمن تأثرت أكثر؟
-
تأثرت بتوفيق صالح ويوسف شاهين وأحمد بدرخان، لأنهم كانوا يعشقون
السينما ويتقنونها بحق.
■
ما معاييرك لاختيار الأفلام التى تقوم بإخراجها؟
-
أهم معيار أن يكون الفيلم ملامسا لقضايا المشاهدين ومحركا لأفكارهم.
■
كتبت فيلمين هما «الجوع»، و«الراعى والنساء»، لمذا لم تكتب أفلاما
أخرى؟
-
أنا أشارك دائما فى كتابة الأفلام التى أخرجها، ولكنى لا أضع اسمى
إلا على الأفلام التى أكتب الجزء الأكبر فيها حفاظا على الحق
الأدبى فقط.
■
من بين 10 أعمال، ما الفيلم الذى كنت أكثر سعادة وحماسا لإخراجه؟
-
فيلم «الجوع»، لأنه كان يمثل تحديا كبيرا، فهو مأخوذ عن ملحمة
الحرافيش، وكنت أنوى فى البداية تقديم القصة كاملة، إلا أن يوسف
شاهين الذى كان يملك القصة فى هذا الوقت باع منها أجزاء كثيرة لعدد
آخر من المخرجين، فكان التحدى هو أن أقدم من خلال الجزء الذى
أمتلكه ما يعبر عن الحرافيش كاملا.
■
وما أصعب الأفلام التى قمت بتصويرها؟
- «شفيقة
ومتولى» كان أصعب فيلم، لأن أحداثه تدور فى حقبة تاريخية مختلفة،
وتم تصويره فى أماكن خارجية ذات طبيعة صعبة.
■
كان زواجك من سعاد حسنى ثم انفصالكما مثار أحاديث الوسط الفنى
والإعلامى طوال سنوات طويلة، وأشيعت أسباب كثيرة حول أسباب
انفصالكما، فما الأسباب الحقيقية للانفصال؟
-
بعد 11 عاما من الزواج، مرت علاقتنا العاطفية بمرحلة فتور، مما
جعلنى أرتبط بعلاقة عاطفية مع فتاة أخرى، وصارحت سعاد بهذه
العلاقة، واقترحت عليها أن تسمح لى بالتجربة لعلها تكون نزوة ثم
أعود إلى علاقتنا مرة أخرى، إلا أنها رفضت وغضبت بشدة، وطلبت
الانفصال، وبعد فترة من الانفصال أصبحنا صديقين، وكنا على اتصال
مستمر حتى قبيل وفاتها فى لندن.
■
من خلال علاقتكما التى استمرت طويلا، ماذا تعلمت من سعاد حسنى
وماذا أضفت إليها؟
-
تعلمت منها ضرورة معايشة المكان، حيث كانت تحضر إلى الاستوديو قبل
تصوير المشهد بنصف ساعة على الأقل، لتجلس على الكرسى وتعايش
الأشياء التى ستتعامل معها حتى تظهر بطبيعتها، كما تعلمت منها أن
المخرج يجب أن يحترم الممثل، أما أنا فساعدتها فى تنمية ثقافتها
ووعيها من خلال الاندماج مع أصدقائى والاشتراك معهم فى الأحاديث
ومناقشة القضايا العامة، كما أصبحت تهتم بتقييم مواضيع الأفلام
ورؤيتها العامة وليس دورها فقط.
■
هل كانت تستعين برأيك فى ما يعرض عليها من أعمال؟
-
سعاد كانت ذكية، وكانت تجمع آراء المقربين الذين تثق فيهم، مثلى
ومثل صلاح جاهين، حتى تقدم أعمالا متميزة.
■
بحكم الزواج والصداقة التى استمرت بينكما هل ترى أن سعاد حسنى قد
انتحرت بالفعل أم تم قتلها كما يظن البعض؟
-
ليس عندى معلومة يقينية، ولكن بحكم علاقتى بها أتوقع أن تكون قد
انتحرت بالفعل، خصوصا أنها كانت حزينة بسبب تغير شكلها، حيث أصبح
جمهورها لا يعرفها، وكانت لا تريد أن تعود إلى مصر بهذا الشكل.
■
مَنْ من الممثلات الحاليات يمكن أن تكون امتدادًا لسعاد حسنى؟
-
لا توجد بديلة لسعاد حسنى، لأنها تمتلك روحًا متفردة، ولكن تعجبنى
من هذا الجيل ياسمين عبد العزيز، لأنها موهوبة.
■
لماذا تركت فيلا بدرخان التى تحمل كثيرًا من ذكرياتك؟
-
أنا مرتبط نفسيا بهذه الفيللا، لكننى تركتها بسبب الظروف المعيشية،
وهو ما أحزننى بشدة، خصوصا أن أصدقائى أصبحوا لا يزورونى كثيرا
بسبب بُعد المسافة، حيث أقطن حاليا فى مدينة 6 أكتوبر.
بالصور.. 8 نجوم تركوا الجيش والشرطة من أجل «الفن»
محمد منسي
يُحب معظم المصريون "العمل الميري" نظرًا لما يتمتع به من
امتيازات، وخير دليل على ذلك الأمثال الشعبية "دبورة على كمي ولا
فدان عند أمي" و"إن فاتك الميري اتمرغ في ترابه"، إلا أن عدد من
نجوم الفن تمردوا على ذلك وتخلوا عن مناصبهم في القوات المسلحة
والشرطة، من أجل "الفن".
أحمد مظهر .. عقيد جيش
لُقب مظهر بفارس السينما المصرية، تخرج من الكلية الحربية عام 1938
مع الرئيسين أنور السادات وجمال عبدالناصر، وألتحق بعدها بسلاح
المشاة، وانتقل لسلاح الفرسان وتدرج إلى أن تولى قيادة مدرسة
الفروسية وشارك في حرب فلسطين عام 1948 ثم تفرغ للتمثيل وانتهت
حياته العسكرية برتبة عقيد.
سيد زيان .. طيار
التحق زيان بمعهد الطيران، حيث تخصص في هندسة الطائرات ثم عمل
بالقوات الجوية في القوات المسلحة، إلا أنه ترك ذلك المجال من أجل
"الفن".
عبدالخالق صالح .. لواء شرطة
مواليد 1913، تخرج من كلية الشرطة، عمل في سلك البوليس، وأنهى
حياته العسكرية لواء بالبوليس، وبدأ بعد ذلك حياته الفنية عام
1958، مع المخرج عز الدين ذو الفقار.
محمود قابيل .. ضابط استطلاع
تخرج قابيل من الكلية الحربية عام 1964 وعمل ضابطًا بالقوات
المسلحة، وظل ضابط استطلاع طوال فترة حرب الاستنزاف والإصابة التي
لحقته حالت دون مشاركته في حرب أكتوبر 1973، ثم اتجه إلى الفن
وشارك في أفلام عديدة قبل أن يسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية
من أجل التجارة، ثم عاد مرة أخرى في التسعينيات إلى السينما.
صلاح الدين ذو الفقار .. ضابط شرطة
تخرج صلاح من كلية الشرطة عام 1946، ليعمل ضابطًا ثم مدرسًا
بالكلية، إلا أنه استقال ليتفرغ للفن، بعد أن منحه أخوه عز الدين
ذو الفقار دورًا في فيلم "عيون سهرانة".
إيهاب نافع .. طيار مقاتل
تخرج من الكلية الجوية عام 1955 ومارس عمله كطيار مقاتلات، وقدم
أول بطولاته السينمائية عام 1963 في فيلم "الحقيقة العارية" بجانب
زوجته الفنانة ماجدة الصباحي، التي انفصل عنها فيما بعد.
يوسف السباعي .. عميد جيش
تخرج من الكلية الحربية عام 1937، وبدأ التدريس لطلبة الكلية
الحربية سلاح الفرسان. وأصبح مدرسًا للتاريخ العسكري بالكلية
الحربية عام 1943. وأختير مديرًا للمتحف الحربي عام 1949، وتدرج في
المناصب حتى وصل لرتبة عميد وتقاعد عن الخدمة العسكرية، ليبدأ
بعدها حياته الفنية حتى أصبح "فارس الرومانسية".
ممدوح الليثي .. ضابط شرطة
حصل على بكالوريس الشرطة، وكذلك ليسانس الحقوق من جامعة عين شمس
عام 1960، كما حصل على دبلوم معهد السيناريو، عام 1964، عمل في
بداية حياته في الصحافة وهو مازال طالبًا بالشرطة لكنه ترك الشرطة
واتجه إلى الفن. |