في هذه الحلقة نختتم عرض نصائح كاتب السيناريو الأمريكي الشهير جو
إيزسترهاس، لكتاب السيناريو والتي أوردها في كتابه (دليل الشيطان
إلى هوليوود) الذي أقوم بترجمته أنا والزميلة شيماء خليل، في هذا
الجزء يتحدث جو عن مرحلة ما بعد الانتهاء من السيناريو والذهاب به
إلى المنتجين؛ حيث يخضع السيناريو لدورة حياة أخرى، تعتمد على الحظ
والعلاقات الإنسانية، أكثر من اعتمادها على مهارة كاتب السيناريو
فقط، وإن كان لكل قاعدة استثناءات، وهو يقدم بمصاحبة هذه النصائح
بعضًا من تجاربه التي لم تكن كلها تجارب تعيسة، فهو واحد من الذين
تمكنوا من تحطيم الأرقام القياسية للأجور التي كان يحصل عليها كتاب
السيناريو في هوليوود، وتحطيم رقم عدد الأيام التي يتم فيها كتابة
فيلم ناجح تجاريًا أيضًا، وبإذن الله حين تصدر ترجمة الكتاب إلى
النور، سنرى كيف لم تقتصر نصائح جو إيزسترهاس على مرحلة كتابة
السيناريو فقط؛ بل شملت كل مراحل العمل السينمائي، ونبقى الآن مع
ختام نصائح مرحلة السيناريو السينمائي، مكملين ما يتعلق بمرحلة
اختيار عنوان الفيلم والتي كنا قد ذكرنا بعضها بالأمس:
ـ هل شاهدت فيلم
Anhedonia؟:
كان المخرج وودي آلان يريد تغيير اسم فيلم
Annie Hall
ليصير
Anhedonia
بينما كان مساعده مارشال بريكمان يريد تغييره إلى
It Had to be a Jew.
ـ قم بتوفير عناوين السيناريو؛ قمتُ بكتابة نص سينمائي عن مغامرة
قام بها صبيان وأسميته
Pals،
وقمت ببيع السيناريو بهذا العنوان لشركة
Lorimar Picture،
ولكن العنوان لم يعجب المسؤولين في الشركة
Big Shots.
وبعد سنين من إنتاج الفيلم، وعندما كنت أتحدث مع ريتشارد ماركوند
حول فكرة القيام بفيلم عن قصة رجل قاسي القلب وعلاقته بطفلين
صغيرين، أسميته
Pals.
ولكن، شركة الإنتاج غيرت العنوان بعدها ليصبح
Lion on The Lam
أو هروب أسد، ثم تم تغييره مرة أخرى ليصبح
Nowhere to Run.
وبمرور كل هذه السنوات، وبعد أن أصبحت أبًا لأربعة أبناء، فإنني
أجهز اليوم لفيلم عن رجل قاسي القلب وعلاقته بأربعة أطفال وسأسميه
Pals
أو رفقاء.
ـ تستطيع إعادة تدوير عناوين أفلامك؛ قبل اختياري عنوان فيلم
Betrayed،
اخترت عنوانًا آخر وهو
Sins of The Fathers،
ثم قمت بتغييره ليصبح
Father of the Lies،
ثم
Heartland،
ثم
Eighty- Eight.
وعندما كتبت فيلم
Music Box،
في البداية أسميته
Sins of the Fathers،
ثم
Fathers of the Lies.
ـ لا تستطيع أن تحصل على حقوق ملكية لعناوين أفلامك؛ في عام 1927،
كتب بين هيشت سيناريو وأسماه
American Beauty،
وبعدها بسنوات طويلة فاز فيلم آخر بعنوان
American Beauty
بجائزة أوسكار أحسن فيلم.
ـ يمكنهم سرقة عناوين أفلامك؛ كانت إحدى شركات الإنتاج السينمائي
تعمل على تنفيذ سيناريو للكاتب المسرحي برنارد سلاد، في الوقت الذي
كانت مسرحيته
Fatal Attraction
تعرض في لندن. ثم تراجعت الشركة عن التعامل مع برنارد، وعملت مع
كاتب شاب يدعى جيمس ديردن. وبالفعل تم عرض الفيلم ولاقى نجاحًا
كبيرًا. كان عنوان الفيلم
Fatal Attraction،
لا تظلم أحدًا؛ فهي محض صدفة؛ فالفيلم ليست له علاقة بمسرحية
برنارد سلاد.
ـ الآن وقد أنهيت كتابة نصك، إنها أعظم لحظات حياتك ككاتب سيناريو؛
يقول الكاتب المسرحي روبرت أندرسون: “عندما أنتهي من كتابة أي نص
مسرحي وتحديدًا قبيل إرساله إلى أي شخص ليقرأه، أكون في أسعد لحظات
حياتي، تلك اللحظة قبل أن يراه أي شخص، قبل أن يتمكن أي شخص من
التعقيب عليه، قبل أن يرفضه ويحتقره أي شخص”.
ـ احتفظ بمسودة السيناريو الأولى وكذلك ملاحظاتك الأولى عليه؛ هل
تعلم أن كل أن مصير معظم السيناريوهات هو الرمي في أحد المخازن،
لكنني لا زلت أحتفظ بمسودتي الأولى لسيناريو فيلم
Basic Instinct
والتي كتبتها على الآلة الكاتبة تحت عنوان
Love Hurts،
وبها الملاحظات التي كنت أكتبها لنفسي في الهوامش لأعمل بها في
المسودة الثانية. وفي العام الماضي، عرض عليّ أحد هواة جمع
الأفلام، وكان فرنسي الجنسية مبلغ نصف مليون دولار أمريكي مقابل
تلك المسودة، ولكنني رفضت؛ لأني أعتقد أنه في المستقبل يستطيع
أحفادي بيعه، بمقابل أكثر من الثلاثة ملايين دولار التي حصلت عليها
مقابل كتابتي للفيلم.
أعتقد أيضًا أنه سيأتي اليوم الذي ينتج فيه بول فيرهوفين مخرج فيلم
غريزة أساسية فيلمًا من الأموال التي سيحصل عليها مقابل بيع
سيناريو
Showgirls
الذي قمت أنا بكتابته، ليس لأن الفيلم كان عظيمًا؛ وإنما لأن بول
كان يرسم بقلمه الرصاص في كل صفحة من صفحات السيناريو تصوره لكل
مشهد كتبته. بالمناسبة أعلم أيضًا أن بول لا يزال يحتفظ بالملابس
الداخلية التي كانت ترتديها شارون ستون في فيلم غريزة أساسية.
ـ عند انتهائك من كتابة السيناريو، يكون تحكمك فيه قاصرًا؛ يقول
الروائي وكاتب السيناريو جورج بليكانوز: “فيما يتعلق بالسيناريو،
هناك الكثير الذي لا تستطيع التحكم فيه ككاتب. فإن المنتج الشرير
والممثلين والمخرج والمونتير ومدير التصوير وباقي فريق العمل لهم
الحق في التدخل في السيناريو وتعديله، في الفترة ما بين خروجك من
غرفتك، منهيًا كتابة النص إلى ظهور ذلك النص مجسدًا على الشاشة
الفضية”.
ـ اطبع العديد من النسخ للسيناريو الواحد؛ فكر في الأجيال القادمة؛
أرسل نسخًا من السيناريو الذي كتبته إلى أصدقائك وأقربائك، وجميع
المكتبات التي تقبل السيناريوهات. يقول الروائي وكاتب السيناريو
ريموند تشاندلر: “لا يوجد كيان مستقل خاص بفن كتابة السيناريو؛ لذا
فإن كتابة السيناريو تنتمي إلى شركات الإنتاج، وبالطبع فإن شركات
الإنتاج لن تظهر تلك السيناريوهات للجمهور“.
ـ ما الذي يمكن أن تفعله إذا سُرق لك نص سينمائي؟ إن الأمر ليس
سهلًا؛ فأمامك القليل جدًا لتفعله لحماية نفسك من السرقة. في اليوم
الذي تنتهي فيه من كتابة السيناريو، قم بإرساله لنفسك عبر البريد،
وعندما يصلك الظرف الذي يحوي نصك، لا تفتحه واحفظه في مكان آمن.
فإذا تمت سرقة نصك، سيقوم المحامي الخاص بك بفتح المظروف الذي يحوي
نصك بشكل درامي في قاعة المحكمة؛ مبينًا أولًا: أنك من قمت بكتابة
السيناريو، وثانيًا: تاريخ كتابتك له. كما أن هناك أمرًا هامًا
أيضًا عليك فعله لحماية نصك من السرقة: تستطيع أن ترسل فكرة
لسيناريو تنوي كتابته، أونصًا سينمائيًا كاملًا، أو ملخصًا لأحد
نصوص السيناريوهات التي كتبتها إلى نقابة الكتّاب وتقوم بتسجيله
باسمك. تستطيع أن تفعل هذا عن طريق الإنترنت، سيكلفك هذا الأمر
عشرين دولارًا إذا لم تكن عضوًا بالنقابة؛ وبالتالي إذا تمت سرقة
نصك، تستطيع الإشارة إلى أنك قمت بتسجيله في نقابة الكتّاب وتاريخ
التسجيل. وإذا كنت على وشك الاجتماع بأحد المنتجين أو مدير تنفيذي
لإحدى شركات الإنتاج، أو مخرج، أو مساعد أو وكيل لأي منهم، حتى
تقوم بعرض النص الذي قمت بكتابته عليه، فبمجرد انتهائك من الاجتماع
وعودتك إلى المنزل، قم بكتابة مذكرة تشرح تفاصيل الاجتماع وتفاصيل
ما قمت بسرده عليهم فيما يخص السيناريو. وقم بإرسال هذه المذكرة
إلى نفسك، وعند وصولها، لا تفتح المظروف، واحفظها في مكان آمن.
ولكن، إذا تمت سرقتك بالفعل، كل ما تستطيع أن تفعله، هو أن تقوم
برفع دعوى قضائية، فالأمر خطير ويستلزم ذلك حقًا، وتتعامل مكاتب
المحاماة مع تلك القضايا بالكثير من الاهتمام. وفي الغالب لا ترغب
شركات الإنتاج في التورط في مثل تلك القضايا والذهاب إلى المحاكم
والنيابات؛ لذلك فإن الفرصة لحصولك على تعويضات من خلال بعض
التسويات تكون أفضل.
ـ لا تخبر الصحافة أبدًا بما تقوم بكتابته؛ لقد تمت سرقة السيناريو
الأول لي
F.I.S.T.
وسريعًا بعد أن نقلت الصحف عني موضوع فيلم
F.I.S.T،
قام أحد كتاب السيناريو الحائزين على جائزة الأوسكار بتوقيع عقد مع
إحدى شبكات التليفزيون للقيام بكتابة نفس القصة كفيلم تليفزيوني.
ولأن صناعة الأفلام التليفزيونية لا تستغرق ذلك الوقت الطويل الذي
تستغرقه صناعة الأفلام السينمائية، عُرض الفيلم التليفزيوني
Power
قبل فيلمي
F.I.S.T
.و بدا الأمر وكأنني أنا السارق. علمت بعد ذلك أن هذا الكاتب قد تم
فصله في الماضي من نفس الجريدة التي كنت أعمل بها أنا أيضًا؛ وذلك
لأنه قام بسرقة ساعة أثناء تغطيته لسرقة محل مجوهرات. ولكن، الأكثر
إثارة في الأمر أنني أيضًا فُصلت من نفس الجريدة، ولكن ليس بسبب
سرقة ساعة، ولكن لأنني كتبت مقالًا بإحدى الجرائد، وصفت فيه رئيس
التحرير بصفات سيئة. ملعونون أولئك الكتاب الذين يدمرون بعضهم
البعض، ملعونون حقًا؛ هو سارق وأنا جاحد.
ـ الطريقة المثلى كي لا تُسرق: يقول جاي لينو: “عليك أن تكتب بأسرع
مما يسرقون“.
ـ سيقوم وكيل أعمالك الجديد بتقديم النص الخاص بك الى الاستوديو.
ويخبرك أن قارئ السيناريوهات بالاستوديو سيقوم بقراءته، فمن هو
قارئ الاستوديو ؟: إن قارىء الاستوديو، والذي يكون أول من يتسلم
نصك فيقوم إما بتزكيته أو رفضه لدى مديري التنفيذ داخل الاستوديو،
هو عدوك اللدود. إن هذا الشخص يسعى لأن يكون كاتبًا سينمائيًا،
ويحاول يائسًا أن يقتحم هذا المجال. فهو يريد أن يصرخ معلنًا عن
معرفته ومهارته السينمائية، ليثير إعجاب مديري التنفيذ داخل
الاستوديو، عن طريق تحليله السيئ لنصك وسلبه مغزاه وعناصر القوة
فيه، وأيضًا قوله لمديري التنفيذ إنه قادر على تعديل هذا النص،
وجعله أفضل مما هو عليه.
للأسف، قلّما تجد قارئ أستوديو يشيد بأحد النصوص؛ وذلك لأنهم
يعلمون أن القليل من تلك النصوص يمكن أن يصبح أفلامًا ناجحة. فهم
لا يريدون أن يضعوا قرحهم وجلودهم الباهتة على المحك، بسبب دعمهم
لنص ليس من المحتمل أصلًا أن يتم تحويله إلى فيلم وحتى وإن تم
تنفيذه سيصبح كارثة.
عندما عرضت نص فيلم
Basic Instinct
على الاستوديوهات وشركات الإنتاج، قام القارئ بشركة استديوهات
وارنر بروذرز، بتمزيقه ونصح بعدم المراهنة عليه. لكن، عندما اكتشف
الاستوديو بعدها بعدة ساعات أن النص يزايد عليه جميع من بالمدينة،
قرر مديرو التنفيذ باستوديو (وارنر) أن يزايدوا عليه هم أيضًا،
وذلك على الرغم من أنهم لم يقوموا بقراءته أصلًا، وأن قارئهم نصحهم
بألا يفعلوا. ويرجع سبب ذلك الى أنهم توصلوا إلى أنه اذا كان كل من
في المدينة يجدون هذا النص جيدًا، لدرجة أنهم يدخلون في مزايدة
لشرائه، فلابد وأن يكون هذا النص جيدًا بالفعل، وأن قارئهم الذي
يريد أن يصبح كاتبًا سينمائيًا كان مخطئًا.
كان من الممكن أن يقوم مديرو التنفيذ بالاستوديو بحبس أنفسهم في
مكاتبهم لساعة أو ساعتين ليتمكنوا من قراءة النص. لكن، حيث إن
جميعهم يكرهون القراءة؛ فإنهم لم يقوموا بقراءته، فقد قاموا
أوتوماتيكيًا بالمزايدة عليه دون قراءة. وعرضوا له مبلغ 2.5 مليون
دولار، وتم بيع الفيلم بـ 3 ملايين دولار. وعندما انتهت المناقصة،
قاموا بفصل القارئ الذي يريد أن يصبح كاتبًا سينمائيًا؛ حيث إنه
قام باختيار خاطئ. وعندما تم تنفيذ سيناريو فيلم
Basic Instinct،
وحقق 500 مليون دولار، قام جنود الاستوديو ذات ليلة بالإمساك بقارئ
الاستوديو البائس وأخذه إلى المنطقة الخلفية (بالقرب من الفنار)
عند استوديو الإخوة وارنر وقاموا بشنقه. أمزح بالطبع.
ـ ذكر شوجر راي روبينسون بطل العالم السابق للوزن المتوسط: “لن
تدرك مدى صلابتك حتى يقوم شخص ما بكسرك ثم تقرر بعدها إذا ما كنت
تريد أن تبني نفسك مرة ثانية أم لا”.
ـ النص الذي يكون بمثابة كارت تعريف بهوية كاتبه: إنه هو النص الذي
لا تبيعه ولكن يقرؤه منفذو الاستوديو كدليل على موهبتك، حتى وإن لم
تقم ببيعه، فإن ذلك النص الذي وضعت فيه قلبك وعصارة أفكارك، قد
يجعلك تحصل على وظيفة كاتب في إحدى شركات الإنتاج، فقد تحدثت مع
أحد قراء السيناريوهات بإحدى شركات الإنتاج، والذي يريد أن يصبح
كاتبًا سينمائيًا، وقال لي: “أنا لم أبع شيئًا حتى الآن، لكنني
حصلت على ستة أو سبعة نصوص رائعة ككارت تعريف“.
ـ الضعيف يُطرد؛ وفقًا للمنتج روبرت ايفانز، هذا يعتبر اتفاقًا إلى
حد كبير يتم العمل به.
ـ لو نجح وكيلك بعد عدة أشهر وعدة محاولات من بيع نصك الى استوديو،
ومن ثم سُئلت بعد ذلك عن الوقت الذي استغرقته في كتابة هذا النص.
عندها عليك أن تكذب.
بعد أن بعت سيناريو فيلم
Basic Instinct
بمبلغ 3 ملايين دولار، سألني الكثيرون عن الوقت الذي استغرقته
لكتابة هذا النص. فكان يتعين عليّ أن أجيب بقولي “حسنًا، لقد عملت
على كتابة هذا النص تقريبًا طيلة حياتي، فهو عن نوازع القتل لدى
الإنسان وقتل الرعب، وقد كنت مهووسًا بتلك الأشياء لمدة الخمس
والعشرين سنة الماضية، وأتذكر أنني عندما كنت أعمل صحفيًا بمجلة (رولينج
ستون) أجريت حوارًا صحفيًا مع سفاحٍ يدعى إدوارد كيمبر. وأيضًا،
قبلها عندما كنت أعمل مراسلًا في كليفلاند، أجريت حوار صحفيًا مع
طفلين كانا قد قاما بقتل والديهما، هما فريدي إشريك وتريفا كروست
وايت. كما إنني عرفت وتعاملت مع جثامين الأموات، منذ أن قمت بتغطية
حادث ضرب الشرطة في كليفلاند، إلى الوقت الذي أجريت فيه حوارًا
صحفيًا بمجلة رولينج ستون مع وكلاء لمدمنين للمخدرات. وكان مكتبي
في كليفلاند في الدور الأرضي الخاص بقسم الشرطة المركزي. فقمت
بتغطية حادث لإطلاق النار سقط فيه ثمانية قتلى من رجال الشرطة،
وكان هذا على مقربة مئتي قدم فقط مني. كما قمت من قبل برسم صورة
جانبية لجثة محروقة، تشبه إلى حد كبير شخصية نيك كارن في الفيلم،
فقد كان متورطًا في كثير من عمليات إطلاق النار، وكان مشتبهًا فيه
من قبل الشرطة. ومن وجهة نظر الشخصيات المركزية الأخرى بالفيلم ككاثرين
تراميل، فإنني قمت بكتابة ثلاثة أفلام سينمائية يتم فيها إساءة
استغلال النساء من قبل الرجال وهم (Betrayed،
و
Jagged Edge،
و
Music Box)،
وأردت أن أكتب قصة عن امرأة ذكية، وحساسة جدًا لدرجة أنها قادرة
على استغلال حتى أكثر القتلة من الشرطة ذكاءً، وهكذا وددت أن أدخل
في فكرة أن أصبح مثل شخصيات فيلمي، وأن أقترب جدًا من النار حتى
يحرقني لهيبها. وكما ترى فقد جاء هذا النص من أعماق نفسي ولعل هذا
هو سبب بيعه بهذا المبلغ الكبير؛ فقد يكون المشترون له شعروا بصدق
وحقيقة النص“. هذا كله حقيقي لكنه هراء أيضًا؛ لأنه وإن كنت قد
فعلت كل الأشياء التي ذكرتها، إلا أنني قد استغرقت ثلاثة عشر
يومًا، منذ لحظة تفكيري بفكرة النص إلى اللحظة التي قام فيها وكيل
أعمالي ببيع النص في المزاد. والحقيقة هي أني حصلت على ثلاثة
ملايين دولار مقابل عشرة أيام من الكتابة. وبالتأكيد لم أكن لأخبر
أحدًا بهذا الأمر.
هل ذكرت لكم أن الكثير من الناس في هوليوود كانوا سيقولون فورًا:
“لا يهم، إذا كنت بعت نصًا استغرقت كتابته عشرة أيام فقط مقابل
ثلاثة ملايين دولار؛ إذن فهو نص فاشل“. (القليلون في هوليوود من
يعرفون أو مهتمون بأن يعرفوا أن ويليام فولكنر استغرق ستة اسابيع
ليكتب سيناريو فيلم
The Sound of Fiory
أو صوت الغضب، والذي يعتبر واحدًا من أكثر السيناريوهات تعقيدًا في
وقتنا الحالي).
فقط بعد نجاح فيلم
Basic Instinct
كان السؤال الذي يؤرقني هو: هل أخبر الصحافة أنني قد استغرقت فقط
ثلاثة عشر يومًا منذ بداية التفكير في كتابة النص إلى لحظة البيع.
وقلت الحقيقة والتي كانت مفاجأة لهوليوود. |