مقارنتي بـ"اللمبي" لا تزعجني.. وهنيدى أخطأ
هشام إسماعيل: لا تحاكموني على نجاحي
أحمد عمر
حالة من السعادة يعيشها الفنان هشام إسماعيل بعد عرض أولى بطولاته
السينمائية "فزاع" حيث يرى أن الجمهور أنصفه، ولم يخذله.
التقينا به فى حوار لم يخلو من الصراحة ليرد على كافة الإنتقادات
التى وجهت له عقب طرحه للفيلم ويواجه الاتهامات الموجهه له بانه
يسير على خطى "اللمبي" فى إستغلال نجاح شخصية فزاع كما يوضح لنا سر
اللجوء لكتابة أعماله السينمائية بنفسه.
فى البداية.. يقول هشام إسماعيل: "سعيد بردود الأفعال التى وصلتنى
حتى الآن عن دورى فى فيلم "فراع"، فقد تفاعل الجمهور معه بشكل
كبير، ونال إستحسانهم، وبشكل عام أنا راضى عن الإيرادادت التى
حققها الفيلم، وقد كنت واثقًا من نجاح هذا العمل، لأننى سعيت إلى
أن تتوافر به كل عوامل النجاح؛ والجمهور لم يخذلنى، فعلى الرغم من
أننى كنت أتمنى أن يتم طرح الفيلم فى موسم عيد الفطر، إلا أن
القرار كان نابعًا من شركتى الإنتاج والتوزيع وهما على دراية اكثر
منى بتلك النقطة".
·
ولكن الإيرادات التى حققها الفيلم لم تؤهله بان يتصدرشباك
التذاكر.. ألم يزعجك هذا؟
على الإطلاق فالفيلم حقق الإيرادات التى ترضينى، فلم أكن أريد ان
يحقق 20 مليون جنيه ويكون مستواه الفنى سيء، ولكن كل ما كنت أريده
حين يقرر المشاهد ان يذهب الى السينما لمشاهدة الفيلم يجزم بان
يحتوى على قيمة فنية مرتفعة وهذا ما كنت أسعى إليه.
·
هل تعتقد أن الوقت الآن مناسب لاستغلال شخصية "فزاع" في عمل
سينمائي؟
النجاح الذى حققته من خلال شخصية فزاع جلعنى اتخد قرار بان هذا
الوقت المناسب الذى استثمره، فمنحنى نجاح شخصية فزاع كان يزداد
يوماً تلو الأخر وكان من الصعب أغض البصر عن هذا النجاح، وهذا ما
يفعله الامريكان فعندما يجدوا ان هناك شخصية تفاعل معها الجمهور
يقومون بإستغلالها فبنسبة 50% تكون ضامن نجاح العمل المستمد من
نجاح الشخصية خاصة وإذا كان صناع العمل لديهم رؤى وأفكار يرديون
يقديمها كما اننى ارى ان على الرغم من نجاحى فى تقديم الدور الثانى
الا ان هذه مرحلة كان لابد من أن أتجازوها.
·
البعض يرفض تكرار استخدام هذه النوعية من الشخصيات لانها تصيب
الجمهور بالملل.. فما رأيك؟
هذا الكلام ليس صحيحا على الإطلاق، واكبر دليل على ذلك شخصية
اللمبى ففى راى الشخصى ان فيلم " اللمبى " هو أفضل فيلم كوميدى فى
الالفية كذلك فيلم " اللى بالك بالك " والذى حقق إيرادات فاقت
اللمبى والإثنين يعتمدون على شخصية اللمبى كما ان المخرجين
الامريكان يستغلون نجاح هذه النوعية من الشخصيات لمدة عشرات
السنوات وفى مصر قد نجح نجيب الريحانى ان يجسد شخصية كشكش بيه على
المسرح لمدة عشرة سنوات فى نجاح منقطع النظير.
·
ألا ترى أن تكرار شخصية اللمبى وضع محمد سعد فى مأزق؟
على الإطلاق فمحمد سعد لم يقوم بتكرار شخصية اللمبى سوى فى ثلاثة
أعمال سينمائية فقد قام بإختراع شخصيات جديدة ومشكلتها الوحيدة
انها لم تنجح مثل شخصية اللمبى والسبب فى ذلك انها ظهرت فجاءه الى
الجمهور عكس شخصية اللمبى التى ظهرت بشكل تدريجى وكان اول ظهور لها
فى فيلم "الناظر".
·
أفهم من ذلك إنك تحاول تطبيق هذه النظرية مع شخصية "فزاع"؟
نعم.. فقد ظهرت شخصية فزاع الى الجمهور من خلال مسلسل درامى ناجح
على مدار اربعة مواسم متتالية وتعرف واعتاد عليها لكن كان الجديد
اننى عندما أردت تقديمها فى فيلم سينمائى قدمتها فى اطار واحداث
مختلفة تماماً عن قدمته فى مسلسل الكبير اوى ولكن بنفس الملامح
التى اعتاد الجمهور عليها.
·
وهل تقوم بإعادة تقديم شخصية "فزاع" فى فيلمك القادم؟
هذا ما كنت أنوى عليه بالفعل والفكرة ليست لها علاقة بنجاح فيلم
فزاع من عدمة فلم اكن منتظر نجاح الفيلم او فشله لأقوم بتقديم فيلم
اخر عن فزاع لاننى لا اتبع هذا الاسلوب العشوائى الذى يجعل الممثل
يقوم بإسنغلال نجاح شخصية ليقوم بتقديمها ولكننى لدى افكار ورؤى
حول شخصية فزاع منذ سنوات طويلة وأسعى الى تقديمها ولكن ليس معنى
ذلك أننى ساكتفى بشخصية فراغ فى أعمالى القادمة ولكن ساظهر الى
الجمهور من خلال شخصيات أخرى فى أعمالى الفنية ثم اعود الى فزاع
مرة أخرى.
·
البعض انتقد استخدام شخصية فزاع فى الاعلانات والبرامج لتحقيق
مكاسب مادية واعتبروها "سبوبة" وهذا يؤدى الى إصابة الجمهور بحالة
من التشبع تجاه الشخصية.. فما ردك ؟
يضحك قائلاً: مبدئياً ظهورى فى أحد الإعلانات وبرنامج " صاحبة
السعادة " بشخصية فزاع كان قبل عرض الفيلم ، كما ان ظهورى فيهما لم
يضر بالشخصية بل كان فى أطار كوميدى ناجح أسعد الجمهور إذن فلماذا
يتم أنتقادى على قيامى بمهمة رسم البهجة على وجوه المشاهد فمن حقى
أن أستثمر شخصية فزاغ فى الالاف الاطارات مادام لم أفشل فى تقديمها
وأحب أن أوضح ان إجمالى ما ظهرت فيه من خلال شخصية فزاع فى مسلسل
الكبير بإجزاءه الاربعة لم يتعدى الساعة الواحدة تصوير إذن انا لم
أقوم بإستهلاك الشخصية.
·
وما هى الشخصيات التى كانت الأكتر نجاح من وجهة نظرك ؟
"حزلقوم" من اكثر الشخصيات التى جسدها احمد مكى و نالت إعجابى
بالإضافة الى شخصية "اللمبى" التى حققت نجاح كبير وكنت اتمنى ان
يستغل محمد هنيدى شخصية "خلف الدهشورى" والتى قدمها فى فيلم "صعيدى
فى الجامعة الأمريكية" فقد كانت من الممكن ان يستفيد من نجاحها
خاصة وانها ثرية فنياً.
·
ولماذا قررت تولى مهمة تأليف الفيلم بنفسك ولم تستعن بمؤلف للعمل؟
بكل صراحة كتابة عمل كوميدى فى مصر حالياً بها أزمة كبيرة بل انها
" بعافية " وتعانى من مرض مزمن فقد حرصت على قراءه العديد من
السيناريوهات خلال تحضيرى للفيلم ووجدت ان معظم الكتاب يعتمدون على
أضافة مواقف كوميدية خرافية لا تمت للواقع بصلة على الإطلاق
بالإضافة الى الاستظراف الذى أصبح سمة وافه فى السيناريوهات
والغريب ان هولاء الكتاب غاب عنهم فكرة كتابة أدوار ثانوية كوميدية
لذا فقد لجاءت الى كتابة أعمالى بنفسى وهذا امر ساتبعه فى اعمالى
القادمة ولن يقتصر على هذا الفيلم فبنسبة 80 % من اعمالى القادمة
ستكون من تاليفى الا فى حالة واحدة وهو أن اجد سيناريو لا يمكنى
التنازل عنه.
·
هل تعتقد أن نحاجك في شخصية "فزاع" ظلم تميزك فى أدوار أخرى ؟
هذا حقيقى وما يثير دهشتى ان نجاحى فى شخصية فزاع لم يحصرنى فى هذا
الدور ولكنه ظلم نجاح ادوار اخرى لى مثل دورى فى مسلسل "ذات" وفيلم
"يوم مالوش لازمة" وأتذكر أننى عندما كنت فى العرض الخاص لهذا
الفيلم ووجدت الجمهور يطلبون التصوير معى وينادونى باسم فزاع لم
ينادونى باسم الشخصية التى كنت أجسدها امامهم ولكن هذا الامر لا
يزعجنى لاننى محظوظ بنجاح شخصية فراع لأنها ستبقى فى تاريخي.
·
ولماذا قررت الاشتراك فى الموسم الخامس من مسلسل الكبير أوى ؟
لأننى ملتزم أدبياً وفنياً بالعمل فى هذا العمل الذى حقق نجاح كبير
وقام على أكتفنا جميعاً لذا فانا مثل اللاعب الذى ينتظر أشارة
مدربة للنزول ولن اتردد فى المشاركة فى هذا المسلسل مهما كان حجم
دورى داخل العمل حتى لو كان مشاهد قليلة.
·
ألم يكن لك أى شروط للاستمرار فى العمل ؟
على الإطلاق فقط طلبت ان تظل شخصية فزاع داخل سياقها الدرامى فلن
أقبل ان يكون مثلاً من مطاريد الجبل فى الجزء الجديد حتى أننى لم
اتفق حتى الأن على المقابل المادى لاننى لم استلم حتى الان كافة
الحلقات ولن أريد ان أكرر ما حدث معى العام الماضى فقد قمت برد جزء
من اجرى بعد ان وجدت أننى صورت خمس حلقات فقط ورايت ان ما حصلت
عليه كان اكثر من حقي.
·
وماذا لو تعارض وجود جزء آخر من مسلسل الكبير مع مسلسل آخر من
بطولتك يعتمد على شخصية فراغ ؟
لن يحدث هذا على الإطلاق فليس من ضمن خططى ان أستخدم شخصية فزاع فى
عمل درامى مهما كانت المغريات ولكنى سأكتفى به فى السينما فقط
وانوى ان أقوم بإستحضار شخصية جديدة فى حال قيامى ببطولة عمل
درامي.
بعد إقرار قانون التصنيف العمري للأفلام..
أطفال في أفلام "الكبار فقط"
أحمد سيد
رغم تطبيق الرقابة على المصنفات الفنية قانون التصنيف العمري على
الأفلام المعروضة تجاريا، إلا أنه لم يطبق بشكل صارم في دور العرض
حتى الآن، حيث شاهد الجمهور من مختلف الأعمار أفلام حملت لافتة
"للكبار فقط" مثل "جمهورية إمبابة" و"عزازيل"..
الأمر الذي يدفع للتساؤل هل هذا القانون حقق الغرض منه أم أنه تم
إقراره فقط بهدف التحايل على اجراءات الرقابة؟
قانون التصنيف العمرى للأفلام تم إقراره بهدف منح المزيد من الحرية
للأفلام دون التقيد بأن الفيلم سيعرض تجاريا لكافة الأعمار، وهو
الأمر الذي طالب به المبدعين وصناع السينما مررا من أجل تقديم
أفلام جيدة دون حدود معينة للحرية، لكن لابد أيضا أن يطبق القانون
بكل بنوده على دور العرض حتى يحقق الغرض منه وهو ما لم يتحقق حتى
الآن في دور العرض، حيث يسمح مديرو دور العرض بدخول عدد من الجمهور
غير المنطبق عليه الشروط الخاصة بالقانون لمشاهدة الأفلام، وهو
الأمر الذى رصدناه في جولة بدور العرض الخاصة بوسط البلد، حيث قام
عدد كبير من الجمهور باصطحاب الأطفال لمشاهدة الأفلام التي صنفتها
الرقابة ووضع لافتة "للكبار فقط"، ولم يحرك مديرو دور العرض ساكنا
ولم يطبقوا القانون.
تطبيق القانون
الناقدة ماجدة موريس ترى أن قانون التصنيف العمري للأفلام لا يمكن
تطبيقه على الأفلام فقط موضحة أنه على دور العرض مسئولية أيضا،
"على دور العرض مهمة تطبيق القانون نفسه، وهذا الهدف الرئيسي من
وراء إقراره، لكن مازالت هناك حالة من الفوضى وعدم التنظيم من جانب
الجمهور ودور العرض التي ترغب في تحقيق مكسب مادي على حساب
القانون".
وتشير ماجدة إلى أن هناك الكثير من الأفلام التي تحمل لافتة
"للكبار فقط" لكن لم يطبق القانون عليها في دور العرض، وتجد
الجمهور صغارا وكبارا يشاهدون الفيلم دون الاهتمام بالقانون الذي
يسمح لفئة عمرية محددة بمشاهدة الفيلم".
وتوضح ماجدة موريس قائلة: "على الرقابة أن تقوم بدورها في مراقبة
تنفيذ القانون على دور العرض، كما يجب أن يتعود الجمهور على
القانون الجديد، أتصور أنه لن يتحقق ذلك إلا من خلال توعية من
الجمهور أيضا الذي لابد وأن يستقبل هذا الأمر بصدر رحب".
الناقد رامي عبدالرازق يؤيد رأي ماجدة موريس أيضا قائلا: "أشعر
بحالة من الإحباط نحو تطبيق هذا القانون، الأمر لم يخرج كما كنا
نتوقع.. كنا نتصور أن يعيد القانون الإنضباط لجمهور السينما ويضعه
على الطريق الصحيح، أعتقد أنه كان من الضروري أن يصاحب تطبيق
القانون حملات لتوعية الجمهور بأهمية القانون وأهميته، لكن من
الواضح أن هذه القانون فكرة تم دفنها قبل حتى ظهورها".
ويشير رامي إلى أنه حتى يشعر الجمهور بهذا القانون لابد أن تكون
هناك متابعة من القرابة على المصنفات الفنية بالتعاون مع وزارة
الداخلية من أجل تنفيذ القانون، ويستطرد رامي قائلا: "أتصور أن
توعية الجمهور أمرا ضروريا أيضا، وحتى يشعر الجمهور ودور العرض
بأهمية هذا القانون لابد من القيام بحملة توعية للجمهور من خلال
البرامج التليفزيونية وغيرها من وسائل التوعية حتى يتم إيستعابه
جيدا، لكن ما حدث ينم على عدم وجود القانون على أرض الواقع".
ويختتم رامي حديثه قائلا: "أناشد الرقابة ووزارة الداخلية الاهتمام
بتنفيذ هذا القانون حتى يأتى ثماره، لا يمكن أن ننسى أننا حتى الآن
يتم مهاجمتنا بسبب عدم الإلتزام بالقواعد والقوانين خاصة بعدما
شهدت السينما أول حادثة تحرش في التاريخ".
مندوبو الرقابة
على جانب آخر يقول الدكتور عبد الستار فتحي رئيس الرقابة على
المصنفات الفنية: "في بداية تطبيق قانون التصنيف العمري للأفلام،
قام عدد من مندوبي الرقابة بجولة على دور العرض للتأكيد على تنفيذ
القانون بالشكل المطلوب، لم يصلنا طوال هذه الفترة سوى شكوى واحدة
من الجمهور بحضور الأطفال لمشاهدة أحد الأفلام التي تم تطبيق
القانون عليها، وأتصور أن آليات تنفيذ القانون هي مسئولية دور
العرض بالأساس".
ويضيف عبد الستار قائلا: "الرقابة ليس دورها أن تسن القانون وتشرف
عليه وتطبقه بدور العرض, ولكل جهة مسئولية في تنفيذ القانون
والخروج به إلى بر الأمان، لذلك لابد أن تقوم الغرفة ومديرو دور
العرض بدورهم اتجاه تفعيل القانون, والرقابة من جهتها ستسعى وبشكل
منتظم لمراقبة تطبيق القانون في دور العرض".
أزمة الأعياد
ويقول الفنان أشرف مصيلحي مدير إحدى دور العرض: "قانون الرقابة على
المصنفات الفنية الخاص بالتصنيف العمري للأفلام يتم تطبيقه بشكل
جيد في معظم دور العرض وهو ما نسعى جاهدين لتنفيذه, أتصور أنه في
المولات الكبيرة يتم تطبيق القانون بشكل جيد، وفي نفس الوقت
التجاوزات قد تكون منعدمة، لكن في دور العرض وسط البلد قد تكون
القرابة أقل نسبيا، خاصة في الأعياد".
ويضيف أشرف قائلا: "هناك إشراف من جانب الرقابة على المصنفات
الفنية بشكل غير منتظم، لكن هناك اهتمام كبير أن ينجح تطبيق هذا
القانون".
ويقول أحمد محمد –40سنة – شاهدت فيلم "جمهورية إمبابة" مع أبنائي
في سن صغير في إحدى دور العرض بوسط البلد، ولم أرى أن الفيلم يخدش
الحياء أو أنه يحتوي على مشاهد خارجة أخلاقيا حتى يوضع ضمن قائمة
الأفلام التي تم تصنيفها "للكبار فقط"، ويضيف أحمد محمد قائلا:
"أتصور أن الفيلم مليء بالإيجابيات منها أنه يؤكد على أن الشباب
لابد أن يكافحوا من أجل تحقيق ذاتهم".
ويشير أحمد محمد إلى أن الفيلم ربما يحتوي على بعض مشاهد العنف لكن
ليس بالشكل الذي صوره البعض قبل عرضه، المدهش في الأمر أن دور
العرض لم تطبق القانون، وهو الأمر الذي يدفع المشاهد لمشاهدة كل
الأعمال دون اعتراض من الرقابة أو دور العرض، وهو ما أتصوره مناسب
للمشاهدين لأن جمهور السينما مختلف عن جمهور التليفزيون، لأنه يذهب
باختياره ومتكفلا بدفع مبلغ مادي من أجل مشاهدة فيلم بعينه وليس من
المنطقي منعه من المشاهدة.
ويختتم أحمد محمد حديثه بأن الرأي الأول والأخير في السينما
للجمهور وليس لأي جهة أخرى، ومن مصلحة دور العرض أن تسمح بالدخول
لأن ذلك يزيد من الإيرادات اليومية التي تحققها، كما أن للجمهور
الحق الكامل في مشاهدة الفيلم الذي يحبه دون وصية من شخص عليه،
لأنه يكلف نفسه ويذهب إلى السينما بإرادته لذلك من حقه مشاهدة
الفيلم الذي يعجبه دون إعتراض من أي جهة في الدولة.
مسئولية الجمهور
محسن حسن – 45 سنة – يروي أن آخر زيارته للسينما حينما أصطحب
أبنائه لمشاهدة فيلم "كابتن مصر" في إحدى دور العرض بوسط البلد
ولاحظ مدى الإقبال على الأفلام التي تحمل لافتة "للكبار فقط" مثل
فيلمي "جمهورية إمبابة" و"عزازيل"، ويصف محسن حسن المشهد قائلا:
"شاهدت جمهورا كبيرا وكثيرا منهم يصطحب أطفالا معهم، أعتقد أن
قانون التصنيف العمري غير موجود على أرض الواقع، ودور العرض تسعى
بكل السبل لتحقيق أرباح بغض لنظر عن تطبيق القانون".
ويضيف محسن: "لابد أن تكون هناك مراقبة من الجهات المسئولة لتنفيذ
القانون سواء على دور العرض أو الجمهور، لابد أن يكون هناك إلتزام
به بقدر الإمكان، لكن بما أن دور العرض هي المستفيد الأول والأخير
من هذه الفوضى لأنها تهدف إلى الربح المادي فقط، أتصور أنه على
الجمهور العبء الأكبر ولابد أن يتحمل مسئوليته أيضا في تنفيذ
القانون، وهو ما أقوم به مع أسرتي، بالتأكيد الجمهور يذهب إلى
السينما بهدف الاستمتاع لومشاهدة ما يرغب فيه لكن في نفس الوقت
لابد من الإلتزام بالقواعد والقوانين".
بعد اجتماع عاصف :
محاولة اغتيال الفيلم المصري في غرفة صناعة السينما
كتب محمد قناوى
:
خلال اللقاء الذي عقدة د. عبد الواحد النبوي وزير الثقافة من أعضاء
غرفة صناعة السينما طلبت المنتجة والموزعة وصاحبة عدد كبير من دور
العرض الفنانة إسعاد يونس من الوزير الموافقة علي زيادة عدد نسخ
الأفلام الأجنبي في مصر، وقالت للوزير: هناك حاجة ضرورية لزيادة
عدد نسخ الأفلام الأجنبي المصرح بها، حيث أن العدد الموجود حاليًا
هو 10 نسخ فقط، وهذا يؤدي إلي الاحتكار من قبل بعض الشركات حيث أن
الفيلم يتم عرضه في أماكن محدودة للغاية، فهناك إنشاءات جديدة
تتراجع لأن لديه 80% من الوقت للأفلام الأجنبية وهو لا يستطيع
العرض لعدم حصوله علي النسخ، وستشعر الوزارة بذلك عندما تنتقل
إليها دور شركة الصوت والضوء. حيث أن الأفلام الأجنبية تساعد بشكل
كبير في أوقات الموسم الضعيف، حيث أن الفيلم المصري يقتصر فقط علي
الأعياد ولكن وزير الثقافة قال لها : إنه من حق الأفلام المصرية أن
تأخذ وقتها في العرض»، وطالب المنتجة أن تناقش الأمر في غرفة صناعة
السينما وتعود إليه بالقرارات التي يتفق عليها الأعضاء فيما
بينهم.
وفور إنتهاء اجتماع أعضاء مجلس إدارة الغرفة مع وزير الثقافة قامت
اسعاد يونس - التي توقفت عن الإنتاج بل رفعت يدها تماما عن دورها
كمنتجة مكتفية كموزعة- ونفس الحال المنتج جابي خوري بدعوة اعضاء
الغرفة للاجتماع لمناقشة هذا الامر بزيادة نسخ الأفلام الأجنبي علي
حساب الفيلم المصري مبررين طلبهم بأن الوقت الحالي يشهد زيادة في
عدد دور العرض السينمائية عن السابق، واحتياج هذه الدور لوجود نسخ
كثيرة من الأفلام الأجنبية حتي تعرضها علي شاشتها، إضافة لعرض
الأفلام الأجنبي في السينمات الموجودة بالأقاليم ؛ ففوجئت اسعاد
يونس وجابي خوري باعتراض شديد اللهجة من المنتج فاروق صبري رئيس
غرفة صناعة السينما واتفق معه المنتج هشام عبد الخالق ود. خالد عبد
الجليل و المخرج سمير فرج والمنتج محسن علم الدين وصفوت غطاس
ومحمد خفاجي حيث أكدوا لها أن الموافقة علي زيادة نسخ الافلام
الاجنبية عن 10 نسخ سيكون السبب الرئيسي في القضاء علي صناعة
السينما المصرية وإذا سمحت الغرفة بزيادة نسخ الأفلام الأجنبي
سيقوم أصحاب دور العرض برفع الأفلام المصرية من السينمات حتي
يفسحوا مجالا أكبر للأفلام الأجنبية مما سيتسبب في خسارة مادية
للأفلام المصرية التي لن تستطيع بميزانيتها المحدودة منافسة
الأفلام الأجنبية ذات الميزانيات الضخمة والتقنيات الحديثة
والمبهرة للمشاهدين ولم تستسلم المنتجة إسعاد يونس والمنتج جابي
خوري لحالة الرفض التي قوبل به اقتراحها من اغلبية اعضاء مجلس
ادارة الغرفة وبررت طلبها بان رفض هذا الاقتراح من شأنه أن يقلل
الاستثمار الأجنبي في مصر، ويتسبب في هروب المستثمر الأجنبي إلي
دول أخري تسمم بعرض الأفلام الأجنبية علي نطاق أوسع، وهو ما رفضه
أعضاء الغرفة مؤكدين أن زيادة عرض الأفلام الأجنبية يمس الأمن
القومي لمصر، مستشهدين بوضع بعض الدول العربية التي سمحت بعرض
الأفلام الأجنبية في سينماتها بكثافة مما تسبب في فقد مواطنيها
هويتهم، وأصبحوا مقلدين لنمط الحياة الغربية بكل تفاصيلها وانفصلوا
عن هموم ومشكلات وطنهم، فضلا عن أن الأفلام الأجنبية تحمل توجها
سياسيا معينا مثل أن الجندي الأمريكي لا يقهر، كما تعمل علي تصدير
صورة مبهرة عن الحياة في أمريكا مثلا، وهو ما يحمس الشباب للهجرة
غير الشرعية من مصر، موضحين أن المستثمر الأجنبي يأتي لمصر ويدرس
قوانينها جيدا قبل الشروع في تنفيذ أي استثمار بها وأن هذه
القوانين لحماية الصناعة المصرية وليست لمحاربة الاستثمار الأجنبي.
بينما فضل المنتج محمد حفظي و المخرج شريف مندور عضوا مجلس ادارة
الغرفة ان يمسكا العصا من المنتصف ويطالبا خلال الاجتماع بدراسة
الاقتراح أولًا قبل الخروج بقرار سواء بالرفض أو القبول، وذلك
لتحديد المكاسب والخسائر التي قد تنتج عن هذا الاقتراح حال
تنفيذه.. وعندما وجدت اسعاد يونس وجابي خوري ان هناك اجماعا من
عدد كبير من أعضاء الغرفة علي رفض الاقتراح حماية لصناعة السينما
والفيلم المصري اقترحت أن يتم الموافقة علي زيادة نسخ الأفلام
الأجنبية مقابل أن تضع الغرفة قرارا يلزم أصحاب دور العرض بتخصيص
75% من وقت القاعة لعرض الفيلم المصري بدعوي أن من شأن هذا القرار
أن يضمن عرض الفيلم المصري بصورة أكبر من الفيلم الأجنبي ومازالت
المعركة مشتعلة ولم يتم حسمها.
خارج النص
كابتن مصر
بقلم : مصطفى حمدى
أفلام كرة القدم تمثل مساحة خاصة في وجدان المشاهد المصري، في
سبعينيات القرن الماضي، كان لفيلم «الرجل الذي فقد عقله» نصيب ضربة
البداية من هذه الأفلام تلاها «غريب في بيتي» للنجم نور الشريف –
شحاتة أبو كف- ثم «4ـ2ـ4» وأخيرا في 2009 كان فيلم «العالمي» ليوسف
الشريف نقلة فنية غيرت صورة سينما الكورة لدي الجمهور.
يعود الآن فيلم «كابتن مصر» ليرسم صورة كوميدية جديدة لسينما كرة
القدم من خلال عمل يعترف صناعه بأنه مقتبس من قائمة طويلة من
الأفلام الأجنبية وربما أفلام الكارتون ولكن ما المهم هنا؟
صناعة السينما بالأساس تقدم منتجا ترفيهيا وتثقيفيا ولكن نحن أمام
لون منتج ينتمي إلي سينما الترفية، فيلم كوميدي يهدف للضحك ثم
الضحك علي غرار سينما فؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولي وشويكار، في
كابتن مصر لم يخجل المؤلف عمر طاهر من الاعتراف بالاقتباس وهو أمر
كرره في كثير من أفلامه بداية من «طير أنت» ووصولا الي هذا الفيلم
الذي يرصد قصة لاعب كرة قدم وصل للشهرة في مباراة وانتقل لاكبر
الاندية ولكن القدر يورطه في حادث مروري يدخل علي إثره السجن فيقرر
تشكيل فريق كروي في السجن وخوض مباراة أمام فريق احد السجون
الأجنبية ليعود للأضواء.
المغامرة بمجموعة من الوجوه الشابة في فيلم كهذا تعد تجربة ذكية
تحسب لصناع العمل الذين يقدمون أسماء جديدة لشباك التذاكر في
مقدمتها محمد عادل إمام الذي حاول كثيرا قبل هذا العمل ان يخطو تلك
الخطوة ولكن يبدو ان وقتها لم يحن إلا مع هذا الفيلم. مجموعة
الوجوة الشابة مثل علي ربيع ومحمد سلام ومعهم الممثل المخضرم
والموهوب بيومي فؤاد وكذلك إدوارد جاءت مناسبة جدا للفكرة ومحطمة
أيضا لكثير من النظريات التي ربطت بين نجم الشباك والايرادات وبين
«الخلطة الشعبية» وبين النجاح وهي مقاييس فرضها للأسف بعض صناع
السينما علي سبيل الاستسهال وجاء المشاهد لينتصر للعمل الجيد أو
علي وجه الدقة العمل الذي يحترم شرائح اكبر من الجمهور المستهدف.
«كابتن مصر» فيلم لطيف قرر صناعه أن يقدموا كوميديا بعيدة عن
الإبتذال والإسفاف وهذا في حد ذاته مكسب للمشاهد وللسينما.
Mostafahamdy2009@yahoo.com |