فجر يوم جديد: {صناعة الفوضى}!
كتب الخبر: مجدي
الطيب
في عام 2009 أعلن منيب شافعي وقت أن كان رئيساً لغرفة صناعة
السينما توصله إلى اتفاق مع رئيس مصلحة الضرائب العقارية، ورئيس
لجنة الضرائب باتحاد الصناعات المصرية، الذي تتبعه مأموريات ضرائب
الملاهي في مصر، يتم بمقتضاه تزويد غرفة صناعة السينما بالإيرادات
الحقيقية الخاصة بضرائب الملاهي، لإيقاف العبث المتمثل في قيام
شركات الإنتاج والتوزيع بإعلان بيانات وهمية لإيرادات الأفلام «كلٌ
حسب هواه، وبما يخدم مصالحه»!
يومها أقيمت الأفراح والليالي الملاح، واحتفت الغرفة بما سُمي
«الاتفاق العظيم»، الذي يعني في حال تفعيله، وضع قاعدة بيانات
دقيقة لإيرادات السينما المصرية، تُسهم في تصويب مسار الصناعة،
وتوقف كل أشكال التلاعب والتحايل، مثلما تضع حداً للتضارب، وعدم
الشفافية، والجهل الذي يدفع شركات الإنتاج والتوزيع إلى التباهي
بأرقام مزيفة ترفع من أسهمها في السوق من دون التبصر بالعواقب
الوخيمة التي تجنيها صناعة السينما، جراء الإيرادات الوهمية
المُعلنة، متمثلة في ارتفاع أجور الممثلين وتكريس الكثير من
الأوضاع الخاطئة، وغياب الإحصاءات الدقيقة، ومن ثم افتقاد النقاد
والباحثين قاعدة البيانات والمعلومات التي تساعدهم في البحث
والتحليل ورصد الظواهر!
اليوم، وبعد ست سنوات من الحديث عن الاتفاق سالف الذكر تبين أنه لم
يكن سوى «إعلان نوايا»، بدليل أن تلك السنوات شهدت تعاقب ثلاثة
أشخاص على رئاسة الغرفة هم: منيب شافعي، محمد حسن رمزي وفاروق
صبري، ورغم هذا ما زالت الحقائق غائبة، والعلاقة بين الغرفة ووزارة
المالية متوترة، والتضارب في إيرادات الأفلام قائم، والبحث مستمر
عن الجهة المنوط بها إصدار البيانات الصائبة المعتمدة، فالغرفة
تُلقي بالكرة في ملعب الضرائب، ووزارة المالية لا ترد على طلبات
القيمين على الغرفة، وتمتنع عن موافاتهم بالأرقام الصحيحة، التي
تملكها بالفعل من واقع سجلاتها الرسمية، وشركات الإنتاج والتوزيع
سادرة في غيها تتلاعب بالأرقام، وتسوق للرأي العام إيرادات منافية
للحقيقة التي ينطق بها الواقع. ومن ثم تروج لأكاذيب لا تنتهي عن
وضع مستقر لا وجود له إلا في خيال أصحابها!
ينص قانون «غرفة صناعة السينما» الصادر تحت رقم 203 لسنة 1972 على
أن «الغرض الأساسي من إنشائها هو رعاية مصالح أعضائها، والنهوض
بالصناعة ورقيها وتقدمها، وحماية تداول الأفلام المصرية بالداخل
والخارج وإصدار الشهادات اللازمة، وتنظيم العروض السينمائية بما في
ذلك الفيديو والأقمار الصناعية، وفض المنازعات التي تنشأ بين
الأعضاء، والتدخل لدى السلطات لتذليل العقبات التي تعوق الصناعة».
لكن الغرفة التي تضطلع بكل هذه المهام، على الورق، فشلت فشلاً
ذريعاً في احتواء أزمة الإيرادات المحتدمة منذ زمن طويل لأسباب
تبدو غامضة بشكل كبير، وعندما أرادت أن تنفض عن كاهلها غبار العجز،
وركام السلبية، تورطت في أزمة بسبب ما قيل عن بيانات مغلوطة،
أصدرتها في توقيت سابق، وصبت في صالح شركات إنتاج وتوزيع على حساب
أخرى، وانتهى الأمر بتأكيد عدد من مسؤوليها أن الغرفة لن تُقدم على
إصدار بيانات جديدة بشأن الإيرادات التي تحققها الأفلام في صالات
العرض، بمعنى أنها تنفي عن نفسها مسؤولية هي من صميم عملها!
المثير أن جدار الثقة الذي شيده النقاد والمراقبون، في أعقاب
الإيرادات الكبيرة التي حققتها السينما المصرية في موسمي عيد الفطر
وعيد الأضحى، انهار وتصدع بعد تسريبات صحافية تقول إن الغرفة ترتاب
في الأرقام التي تم الترويج لها حينذاك، وتراها كاذبة وغير دقيقة،
وليس لها أساس على أرض الواقع، وهو الأمر الذي ينسحب على ما يجري
الآن في موسم الربيع، حيث استمر مسلسل التلاعب من المنتجين، ودس
المعلومات المغلوطة من جانب الموزعين، وانبرى كل صاحب مصلحة
للتأكيد أن فيلمه حقق الإيرادات الأعلى، عبر الإعلان عن أرقام تبدو
وهمية، ولا تخلو من مبالغة، حول الفيلم الذي تصدر والآخر الذي
تذيل. وضاعت الحقيقة في ظل إصرار الغرفة على الصمت، وكأنها تؤجج
الفتنة، وتشيع الفوضى، ووزارة المالية التي تُصر على حجب
المعلومات، وتجاهل مبدأ الشفافية، بينما انتهز عدد من الممثلين
فرصة الأجواء الملبدة بالغيوم، والمليئة بالأخطاء، وأدلوا بتصريحات
صحافية زعموا من خلالها، أو توهموا، أنهم «نجوم الشباك» الجدد، ومن
حقهم تقاضي أجور أكبر!
إنه العبث الذي ليس له مثيل في العالم، ففي مقدور أي شخص هناك،
وبكبسة زرّ بسيطة، أن يحصل على أدق المعلومات، والوثائق، من دون أن
تُمارس عليه ضغوطات من أية جهة أو يخضع لابتزاز من أي نوع. بل إن
دساتير الدول تكفل للمواطن توفير الضمانات التي تتيح له، بفضل
إعمال مبدأ الشفافية، ومنع الاحتكار، الدخول في مغامرات محسوبة
تخدم مصالحه من دون الإضرار بالمصلحة العامة للمواطن وللدولة، ومن
دون التورط في «صناعة الفوضى»!
توزيع الأفلام في الصالات المصرية... أين المؤامرة؟
كتب الخبر: جمال
عبد القادر
مع كل موسم سينمائي في مصر، يتحدَّث كثيرون عن أن ثمة أفلاماً
تُمنح صالات عرض أكثر من غيرها من الأفلام. حتى إن البعض يعرض هذه
القضية وكأن ثمة مؤامرة ضد أفلامه أو أساليب غير مشروعة تتحكم
بالإيرادات عن طريق تحديد دور العرض.
{الجريدة}
تفتح ملف توزيع دور العرض بين الأفلام.
لا يرى المنتج محمد العدل أي تلاعب في توزيع الأفلام في دور العرض
لأن الموزع وصاحب الدار يريدا تحقيق أعلى إيرادات، والتوزيع يتم
بالاتفاق والتعاقد بين المنتج والموزع. يضيف أنه يحدث أحياناً أن
يكون صاحب الصالة في انتظار عرض فيلم لنجم شباك كبير، ولكن لديه
وقت قصير قبل موعد الطرح المعروف مسبقاً للجميع. في هذه الحالة،
يعرض على أحد المنتجين استضافة فيلمه في هذا الوقت ريثما ينطلق
العمل المنتظر.
يتايع: «بعد انتهاء المدة يُرفع الفيلم ويظن الجميع وقتها أن ذلك
جاء لصالح الفيلم الجديد، ولكن هذا غير حقيقي. عموماً، ثمة أفلام
يتوقع أصحابها أن تحقق إيردات كبيرة ولكنها قد تخيب الآمال عند
عرضها. أما الفيلم الذي يأتي بإيرادات كبيرة فيما الصالات مليئة
بأفلام أخرى، فالبطبع سيحث الموزع وصاحب الدار على رفع الفيلم
«الضعيف» لصالحه، وهو أمر منطقي وطبيعي».
في السياق نفسه، يوضح المتحدث الإعلامي للشركة العربية عبد الجليل
حسن أن من يحدد عدد دور العرض للفيلم هو المنتج ذاته الذي يقرر
إنتاج نسخ كثيرة أو قليلة، الأمر الذي يحدد عدد الصالات المطلوبة.
بدوره يرى الناقد طارق الشناوي أن ما يحدد عدد دور العرض لأي فيلم
هو حجم النجم وما يحققه من إيرادات، إذ تفرض الأخيرة على السوق
والموزعبن احترام النجم ومنحه ما يستحقه من دور. مثلا، عندما كان
محمد سعد في قمة نجاحه، كان الموسم السينمائي يُحدد بفيلمه، بمعنى
أن المنتجين كانوا يبتعدون عن وقت عرض فيلم سعد، فكانوا يعرضون
قبله بوقت كاف أو بعده بمدة كبيرة.
ويضيف الشناوي أن ثمة مشاهير لا يحققون أي إيرادات تُذكر. بالتالي،
عند عرض فيلم لهم لا يمنحهم الموزع ولا صاحب دار العرض عدداً
كبيراً من الشاشات لأنه لا يحقق إيرادات كبيرة من خلالهم.
وتابع: «يُستخدم عدد الشاشات أحياناً كمبرر لفشل فيلم أو نجم في
تحقيق إيرادات كبيرة، فيزعم أن فيلمه تعرض للظلم ولم يُعرض إلا في
عدد محدود من الدور. ولكن بالنظر إلى ما حققه النجم في أعماله
السابقة تجد ألا علاقة لذلك بالإيرادات الكبيرة، وأن عدم منحه
عدداً كبيراً من الشاشات أمر طبيعي».
كثافة جمهور
يؤكد المنتج هاني جرجس فوزي أن ثمة تلاعباً في عرض الفيلم في
السينمات، ما يؤثر على إيراداته. ويضيف أنه تعرض لمثل هذه الأمور
عند عرض «ظاظا رئيس جمهورية} لهاني رمزي و{جرسونيرة» لغادة عبد
الرازق، إذ منح الفيلمان أقل عدد ممكن من دور العرض لصالح فيلم
آخر. كذلك يشير إلى اختيار دور عرض مميزة وذات كثافة جمهور لفيلم
بعينه، ومنح سينمات لا تحظى بالكثافة لفيلم آخر، موضحاً أنه عندما
يكون المنتج هو الموزع وصاحب الدار في آن سيزيح الأفلام المنافسة
لفيلمه كي يحصد أعلى نسبة إيرادات ممكنة. وضرب جرجس مثلاً بأزمة
حدثت بين السبكي وبين محمد حسن رمزي وكانت بسبب رفع «واحد صعيدي»
من إنتاج السبكي من بعض دور العرض لصالح «الجزيرة 2» من إنتاج
رمزي، وبعدما سيطر الأول على دور العرض بأفلامه لسنوات وبمساعدة
الثاني «الموزع وصاحب دور العرض» تعارضت مصالح السبكي مع رمزي
«المنتج» وحدثت الأزمة.
كذلك يعتقد الناقد نادر عدلي أن الأمر في البداية يُحدده سوق
الإيرادات وحجم النجم، وسطوته التي تجبر الموزعين وأصحاب الدور على
احترام وجوده ومنحه ما يريد من صالات، كما حدث مع محمد هنيدي في
فيلمه الأخير «يوم مالوش لازمة»، فقد حصل على عدد دور يوازي صالات
الأفلام الموسم مجتمعة. ولكن بعد أيام من العرض وظهور الإيرادات
بدأ أصحاب الدور في التصدي للأفلام كيفما يشاؤون من دون رجوع إلى
أحد وبالمخالفة للقاون، فتسحب أفلام بدلا من أفلام أخرى. ويضيف
عدلي أن سوق توزيع الأفلام في مصر يعاني فوضى تسمح لكل من يريد
التلاعب بالسوق أن يفعل ذلك، وما يفاقم هذه الحالة والتلاعب
والتحكم في عرض الأفلام في السينمات، هو الاحتكار، كأن يكون المنتج
هو الموزع وهو صاحب دور العرض. ويقول: «حاول أحد المنتجين من سنوات
تقديم حسن رمزي وإسعاد يونس إلى المحكمة بتهمة الاحتكار وإفساد
صناعة السينما، لكن المحكمة لم تستطع البت في الأمر ولجأت إلى غرفة
صناعة السينما التي يُسيطر عليها كل من رمزي وإسعاد يونس وأفشلت
القضية. ويضيف أن ليس سوق توزيع الفيلم المصري فقط يعاني الفوضى،
بل أيضاً يحمل توزيع الفيلم الأجنبي في مصر كثيراً من التلاعب، وقد
تبدو في الأفق أزمة بسبب تقديم شركات توزيعه طلباً لوزير الثقافة
بزيادة عدد النسخ من 12 إلى 30 نسخة. وإلى الآن لم يبت الوزير
في الطلب، وإن وافق لأصيبت السينما المصرية في مقتل».
عمر خورشيد: الغرور وراء خطواتي الفنية البطيئة
كتب الخبر: هند
موسى
نشأة عمر خورشيد في أسرة فنية غرست في داخله عشق التمثيل والفن
عموماً، فهو ابن الفنانة علا رامي، وحقق نجاحاً في أولى بطولاته
السينمائية، ما أصابه بغرور جعله لا يقبل المشاركة في أي أعمال سوى
التي تتفق مع المكانة التي ظن أنه وصل إليها.
حول النشاط الفني الذي يعيشه راهناً، وتغلبه على الغرور الفني كانت
الدردشة التالية معه.
·
حدثنا عن مشاركتك في مسلسل «وجع البنات».
أجسد شخصية فاروق، صاحب المنتجع السياحي الذي تدور فيه أحداث
المسلسل، وينتمي إلى عائلة غنية لديها منتجعات سياحية، يرفض الزواج
من الفتاة التي يختارها له أهله، لرغبته في عيش قصة حب، لذا يقيم
علاقتين الأولى مع ناهد (هبة أبو سريع)، والثانية مع شادية (وفاء
قمر)، من دون أن يعلما بذلك.
·
كيف تتطور الشخصية؟
من خلال مقارنة فاروق بين الفتاتين، إذ يرتبط بكل منهما منذ الحلقة
الأولى وتتصاعد الأحداث، فيضع معايير تساعده في الاختيار بينهما،
إلى جانب أحداث ومشكلات أخرى تؤثر في هذا الخط الدرامي، وقد صوّرت
أكثر من 100 مشهد من دوري.
·
تشارك في مسلسل تتمحور قصته الرئيسة حول مجموعة من البنات.
لا أغضب من فكرة المشاركة في عمل بطولة نسائية، ثم يشارك فيه
ممثلون شباب أنا الأصغر بينهم سناً، إذ تتطلب دراما العمل مشاركة
نجوم كبار في السن، لأن الفتيات يرتبطن بهم للخروج من الأزمات التي
يواجهنها، أما في مشاهد البنات فأنا الشاب الوحيد فيها.
·
هل يستمر دورك في أجزاء العمل الأربعة؟
بالطبع لأن 90% من الأحداث تدور في المنتجع الذي أملكه، وأيضاً
بفعل علاقتي باثنتين من الفتيات الخمس الرئيسيات في المسلسل الذي
يكتبه المخرج الكبير أحمد النحاس ويخرجه، ومن المقرر عرض الجزء
الأول منه في شهر رمضان.
·
لماذا اتسمت خطواتك الفنية بالبطء رغم الدفعة القوية في البداية؟
بصراحة خطواتي ليست بطيئة، ولكن يرجع الأمر إلى نوبة غرور أصابتني
بعد مشاركتي في فيلم «كايروكي»، الذي حقق نجاحاً في دور العرض،
ونجاحاً جماهيرياً لدى عرضه على الفضائيات، فشعرت بذاتي وبأنني
نجم، ويمكنني تحمل مسؤولية فيلم بمفردي، لا سيما أن المشاهدين
أشادوا بدوري فيه وأدائي له.
·
كيف برزت معالم هذا الغرور؟
رفضت عروضاً تمثيلية تلقيتها بعد الفيلم، لعدم ملاءمة الأجر أو
لأن الدور لم يعجبني. ولكنني أحمد الله أنني مررت بهذه الحالة
مبكراً، وتخلصت منها مبكراً أيضاً.
·
متى شعرت بضرورة التراجع عن هذا الغرور؟
عندما أخبرني أصدقائي بأن المنتجين يرفضون الاستعانة بي عندما
يطرح اسمي لأنني أضع شروطاً على الأدوار، ولن أوافق عليها.
·
كيف تغلبت على هذه الحالة؟
حدثني كثر بشأن هذا الموضوع لكنني لم ألتفت إليهم، إلى أن تحدثت
معي زوجتي الممثلة ياسمين الجيلاني، وعاتبتني لتكبري بالتالي لا
يجوز اتباع هذا الأسلوب، بل عليّ التواضع والتفكير قليلاً لأنني في
بداية مشواري. ولفتت انتباهي إلى أن نجاح أول أفلامي لا يعني أنني
أصبحت نجماً، فثمة ينجوم يقدمون نحو 10 أفلام، لكنهم يواجهون
النسيان بسبب غرورهم وبقائهم في منزلهم من دون عمل، اقتنعت
بحديثها، من ثم شاركت في فيلم «ريكلام»، وفي السهرة التلفزيونية
«ليالي الحب» مع أمير كرارة وراندا البحيري.
·
كيف تقيّم مشاركتك في المسلسل التاريخي «الإمام الغزالي»؟
سعدت بها لا سيما أن فريق العمل اجتهد ليخرج المسلسل على أكمل
وجه، نظراً إلى إنتاجه الضخم، وأجسد فيه شخصية السلطان بركيا روق،
كذلك يتضمن معارك، وكنّا نصور معركة واحدة يومياً.
·
وأصداءه؟
للأسف لم تكن ردود الفعل حوله كبيرة لأنه عرض في شهر رمضان الماضي
على ثلاث قنوات هي الأولى والثانية في التلفزيون المصري وقناة
الشارقة، ما أحزنني كثيراً.
·
هل واجهتك المشكلات التي تعاني منها الوجوه الجديدة؟
على الإطلاق، فمنذ عامي الأول في معهد الفنون المسرحية، رشحني
المخرج الكبير جلال الشرقاوي لبطولة مسلسل من إنتاجه مع محمد رياض
وداليا مصطفى، وتنبأ لي بمستقبل باهر، حتى أن كثيراً من أساتذتي
حاولوا إفشالي في المعهد، لكنه دعمني ونجحني، ولعل هذا أحد أسباب
غروري أيضاً.
·
ماذا عن مشاركاتك السينمائية؟
أتابع تصوير دوري في «مش وش نعمة» مع أحمد عزمي وإيناس النجار،
يتناول الصراع الطبقي بين الأغنياء والفقراء، وأجسد شخصية شاب غني
وفقاً لملامحي، كذلك أصور «المسخ»، مع المخرج محمد الشوادي وإنتاج
إبراهيم الشوادي، تشاركني البطولة زوجتي ياسمين الجيلاني، والدتي
علا رامي والفنان طارق الدسوقي.
·
يعني ذلك أنكم تشاركون كأسرة معا في عمل فني.
صحيح، لكن والدتي تظهر كضيف شرف في ثلاثة مشاهد، إذ طلبت منها
مساندتي في عودتي إلى السينما. سبق أن تعاونت معها في أكثر من
فيلم من بينها «ريكلام»، وتعاونت مع ياسمين في «أشرار وطيبين»،
فكان فأل خير لي إذ بفضل المسلسل تعرفت عليها، ونشأت بيننا قصة حب.
·
هل تغضب من اختيارك في أدوار الشاب الغني المدلل؟
ما زلت في بدايتي، ولا يحق لي الغضب لأن كثراً لا يعرفونني ولم يصل
الجمهور إلى درجة الملل لتجسيدي هذه النوعية من الأدوار.
·
من تستشير في اختيارك لأدوارك؟
والدتي تتعامل معي كأية زميلة عادية، وإن احتجت مساعدة منها أتحدث
إليها، أو أسألها عن الفنانين والمخرجين الذين سأتعاون معهم، لكنني
لا أستشيرها في الأدوار، قد يحدث ذلك بعد قراءتي للعمل، فأخبرها
بالقصة، حالياً زوجتي هي التي تقرأ معي الأعمال.
·
هل تملك مواهب أخرى غير التمثيل؟
أحب كتابة القصص، فقد كتبت فيلمين لغاية الآن هما «أجزاء خاصة»،
و{اللهو الخفي»، واتفقت مع جهات إنتاجية على تقديمهما، لكنني لن
أصرح حول تفاصيلهما حتى نبدأ الخطوات التنفيذية.
ياسر عبد الباسط: «كرم الكينغ» مميَّز بواقعيته
كتب الخبر: هيثم
عسران
في أولى تجاربه السينمائية، حجز المؤلف ياسر عبد الباسط لنفسه
مكاناً وسط مؤلفي السينما من خلال فيلم «كرم الكينغ» الذي ينافس به
أعمال الموسم الراهن.
أكد ياسر أن اهتمامه بتقديم فكرة واقعية تلمس مشاعر المشاهد وتقنعه
بالأحداث كان ضمن دوافعه لكتابة الفيلم، مشدداً على أنه لم يبذل
مجهوداً كبيراً في التواصل مع المخرج حازم فودة لتخرج قصته كما
كتبها على الشاشة. عن الفيلم التقيناه في الحوار التالي.
·
كيف جاءتك فكرة «كرم الكينغ»؟
من خلال متابعتي مختلف الشخصيات في مجتمعنا، وجدت أن شخصية البطل
موجودة بوفرة ضمن الشباب المصري. هو شاب يعمل في بار، ويملك
معلومات عمن يرتادونه، من رجال أعمال وشخصيات عامة، وهو كما ملايين
الشباب لديه مشكلات كثيرة يحاول الهروب منها. ولكن في النهاية يقرر
مواجهتها.
·
كيف تعرض الفيلم لقضية تجارة المخدرات؟
المخدرات ليست العنصر الرئيس أو الأساسي في العمل، ولكنها جزء من
خط درامي مهم في الفيلم، إذ لجأ إليها البطل نتيجة لما تعرض له من
ضغوط. وتختلف هذه الحالة من شخص إلى آخر، فقد يتحمَّل فرد الضغوط
عليه في حين يخفق آخر في ذلك، مثلما حدث مع «كرم» الذي خرج من الخط
المنضبط الذي كان يعيش فيه طوال حياته.
·
كيف حدث هذا الخروج؟
كان «كرم» يملك محلًا للأدوات الكهربائية في منطقة شعبية يعيش
فيها، يُعرف فيها بشهامته ومساعدته لأهل منطقته. ولكن بعدما يضعف،
ويرغب في أن يملك أموالاً ليتمكن من الزواج من حبيبته ريهام حجاج
يضطر إلى العمل كتاجر مخدرات. ولكن في النهاية ثمة رسالة في العمل
أتمنى أن يركز عليها المشاهدون، وتصل إليهم بشكل واضح من دون
التباس.
·
ما هي هذه الرسالة؟
لا أودّ تحديدها بعينها، لأن كل فرد يمكنه قراءة أحداث الفيلم
وترجمة المقصود منها بحسب وجهة نظره. ولكن يمكن القول إنها تكمن في
ضرورة مواجهة المشكلات لأن الهروب منها لن يفيد لعلاجها.
·
ماذا عن نهاية الفيلم؟
أفضل عدم التصريح بها، ولكن ما فعله «كرم» بمواجهته مشكلته
مع «مجدي المنّاعي» أو منذر رياحنة كان عليه فعله من البداية،
وتأجيله تسبب في الأحداث المترتبة التي عرضها الفيلم. ويمكن
للجمهور الحكم على طريقة «كرم» في مواجهته المشكلة سواء كانت صحيحة
أو خاطئة، عنيفة أو سلمية.
·
لماذا اخترتها كمؤلف لتأتي على هذا النحو؟
عموماً، طريقة مواجهة المشكلات تعتمد على الشخص نفسه، ولكن كان على
«كرم» القيام بهذه المواجهة، وإلا لن يتمكن من الوصول إلى أي شيء،
لذا طلب مساندة من أهل منطقته.
·
هل يمكننا تصنيف الفيلم على أنه شعبياً؟
لا أرغب في وضع تصنيفات له بأنه شعبي أو غيره، فهو فيلم عن
شخصية موجودة بنسبة عالية وسط عدد السكان في مصر، لذا فهو نموذج لا
يستهان به، ويجب تسليط الضوء على المشكلات التي تواجهه لمحاولة
حلها، لا سيما أن لدينا أكثر من 40% تحت حد الفقر.
·
كم استغرق الفيلم وقتاً في كتابته وتصويره؟
تم تصويره في 18 يوماً خلال شهر، والكتابة لم تستغرق كثيراً لأننا
كنّا قد اتفقنا على محاور القصة الرئيسة، وعقدنا جلسات تحضيرية
عدة، لذا فإن الأمر لم يأخذ وقتاً طويلاً.
·
ما الذي يميز «كرم الكينغ» عن أفلام الموسم؟
واقعيته وعرضه مشكلات حقيقية في مجتمعنا المصري، وأكاد أجزم بأن من
سيشاهد الفيلم لن يشعر بأننا استخففنا بعقله، وإنما احترمناه، وهذا
هو المهم. ربما يحقق الفيلم إيرادات كبيرة أو قليلة، فهي متعلقة
بالأذواق. كمؤلف، يهمني أن يشاهد الجمهور في شريط سينمائي ما ينال
احترامه، وهذا ما سيسعدني للغاية.
·
هل هذا يعني عدم اهتمامك بما يحققه من الإيرادات؟
أتمنى بالطبع أن يحقق مركزاً متقدماً في شباك التذاكر، خصوصاً أن
الإيرادات ضمن علامات نجاح الفيلم. كذلك أتمنى أن يجد فيلم «كابتن
مصر» لصديقي عمر طاهر النجاح. المنافسة بيننا شريفة، ولكن المسألة
بالنسبة إلي منتهية، وأتركها لتقدير ربنا، فالجميع اجتهد والجمهور
هو الحكم.
·
هل هذه تجربتك السينمائية الأولى؟
الفيلم أول عمل أكتبه ويخرج إلى النور. املك مشروعات سينمائية أخرى
منها كتبتها ومنها ما أواصل كتابته، ولكن لم تدخل قيد التنفيذ.
·
هل أسهمت في اختيار أبطال الفيلم؟
منذ كنت أعالج القصة اتفقت مع المشرف العام على الإنتاج أحمد بجة
واستقرينا على أن يكون محمود عبد المغني بطل الفيلم، ولم نستغرق
وقتاً طويلاً في ترشيح منذر لمشاركته البطولة لأنه الأقدر على
تجسيد جزء الشر أمام عبد المغني، فيما كانت ريهام حجاج اختيار أحمد
بجة والشركة المنتجة. ولكن للحقيقة، اتفق القيمون على الأبطال
الثلاثة، ولم يأتِ أي اعتراض عليهم.
·
كيف وجدت التعاون مع المخرج حازم فودة؟
سعدت كثيراً بذلك، إذ تتقارب وجهات النظر بيننا، ولم تحدث أي
مشكلات أثناء تنفيذ ما كتبته في مشاهد الفيلم، وربما يرجع ذلك إلى
اقترابنا من ناحية المراحل العمرية. كذلك الحال بالنسبة إلى
الأبطال. |